دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > أصول الاعتقاد > الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية لابن بطة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 جمادى الآخرة 1434هـ/24-04-2013م, 06:15 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي باب ذكر ما افترضه اللّه تعالى نصًّا في التّنزيل من طاعة الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (باب ذكر ما افترضه اللّه تعالى نصًّا في التّنزيل من طاعة الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم
" أمّا بعد: فإنّ اللّه عزّ وجلّ بعث محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم رحمةً للعالمين ومهيمنًا على النّبيّين ونذيرًا بين يدي عذابٍ شديدٍ بكتابٍ أحكمت آياته وفصّلت بيّناته لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ، بيّن فيه مناهج حقوقٍ افترضها، ومعالم حدودٍ أوجبها إيضاحًا لوظائف دينه، وإكمالًا لشرائع توحيده، كلّ ذلك في آياتٍ أجملها، وبألفاظٍ اختصرها أدرج فيها معانيها من ثمّ أمر نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم بتبيين ما أجمل، وتفصيل ما أدرج، فقال جلّ ثناؤه: {وأنزلنا إليك الذّكر لتبيّن للنّاس ما نزّل إليهم ولعلّهم يتفكّرون} [النحل: 44] وفرض على الخلق أجمعين طاعة رسوله، وقرن ذلك بطاعته، ومتصّلًا بعبادته، ونهى عن مخالفته بالتّهديد، وتواعد عليه بأغلظ الوعيد في آياتٍ كثيرةٍ من كتابه، فقال تعالى: {واتّقوا النّار الّتي أعدّت للكافرين وأطيعوا اللّه والرّسول لعلّكم ترحمون} [آل عمران: 132]،
[الإبانة الكبرى: 1/215]
وقال: {قل أطيعوا اللّه والرّسول فإن تولّوا فإنّ اللّه لا يحبّ الكافرين} [آل عمران: 32]، وقال: {فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجًا ممّا قضيت ويسلّموا تسليمًا} [النساء: 65]، وقال: {ومن يطع اللّه والرّسول فأولئك مع الّذين أنعم اللّه عليهم من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين وحسن أولئك رفيقًا} [النساء: 69]، وقال: {من يطع الرّسول فقد أطاع اللّه ومن تولّى فما أرسلناك عليهم حفيظًا} [النساء: 80]، وقال: {يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى اللّه والرّسول إن كنتم تؤمنون باللّه واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلًا} [النساء: 59] "
[الإبانة الكبرى: 1/216]
57 - حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّدٍ القافلائيّ، قال:
[الإبانة الكبرى: 1/216]
حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّاغانيّ، قال: ثنا حفص بن عمر العدنيّ، قال: حدّثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، في قوله عزّ وجلّ: {أطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم} [النساء: 59] قال: «أبو بكرٍ وعمر»
[الإبانة الكبرى: 1/217]
58 - حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّدٍ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثنا محمّد بن عكّاشة، قال: حدّثنا جعفر بن عمر بن برقان، عن ميمون بن مهران، في قوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى اللّه والرّسول} [النساء: 59] قال: «الرّدّ إلى اللّه إلى كتابه، والرّدّ إلى الرّسول إن قبض إلى سنّته»
[الإبانة الكبرى: 1/217]
59 - حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفر بن بكرٍ الخوارزميّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن البختريّ الواسطيّ، قال: حدّثنا وكيع بن الجرّاح، قال: حدّثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، {فإن تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى اللّه} [النساء: 59] قال: إلى كتابه وإلى الرّسول ما دام حيًّا، فإذا مات فإلى سنّته، وقال تعالى: {ومن يطع اللّه ورسوله يدخله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص اللّه ورسوله ويتعدّ حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذابٌ مهينٌ} [النساء: 14] وقال: {إنّا أنزلنا إليك الكتاب بالحقّ لتحكم بين النّاس بما أراك اللّه ولا تكن للخائنين خصيمًا} [النساء: 105] وقال: {وأطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول واحذروا فإن تولّيتم فاعلموا أنّما على رسولنا البلاغ المبين} [المائدة: 92] وقال: {وأطيعوا اللّه ورسوله إن كنتم مؤمنين} [الأنفال: 1]
[الإبانة الكبرى: 1/218]
وقال: {يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا للّه وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم} [الأنفال: 24]، وقال: {وأطيعوا اللّه ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} [الأنفال: 46]، وقال: {إنّما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى اللّه ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون} [النور: 51] وقال: {ومن يطع اللّه ورسوله ويخش اللّه ويتّقه فأولئك هم الفائزون} [النور: 52]، وقال: {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأطيعوا الرّسول لعلّكم ترحمون} [النور: 56]، وقال: {قل أطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول فإن تولّوا فإنّما عليه ما حمّل وعليكم ما حمّلتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرّسول إلّا البلاغ المبين} [النور: 54]، وقال: {لا تجعلوا دعاء الرّسول بينكم كدعاء بعضكم بعضًا قد يعلم اللّه الّذين يتسلّلون منكم لواذًا فليحذر الّذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنةٌ أو يصيبهم عذابٌ أليمٌ} [النور: 63]،
[الإبانة الكبرى: 1/219]
وقال: {إنّما المؤمنون الّذين آمنوا باللّه ورسوله وإذا كانوا معه على أمرٍ جامعٍ لم يذهبوا حتّى يستأذنوه إنّ الّذين يستأذنونك} [النور: 62] الآية، وقال: {ومن يطع اللّه ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا} [الأحزاب: 71]، وقال: {وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللّه ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص اللّه ورسوله فقد ضلّ ضلالًا مبينًا} [الأحزاب: 36]، وقال: {لقد كان لكم فيهم أسوةٌ} [الممتحنة: 6] حسنةٌ لمن كان يرجو اللّه واليوم الآخر، وقال: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تقدّموا بين يدي اللّه ورسوله واتّقوا اللّه إنّ اللّه سميعٌ عليمٌ} [الحجرات: 1] إلى قوله: {غفورٌ رحيمٌ} [البقرة: 173] كلّها في طاعة الرّسول. وقال: {ومن يطع اللّه ورسوله يدخله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار ومن يتولّ يعذّبه عذابًا أليمًا} [الفتح: 17]، وقال: {والنّجم إذا هوى ما ضلّ صاحبكم وما غوى} [النجم: 1] وما ينطق عن الهوى إن هو إلّا وحيٌ يوحى علّمه شديد القوى،
[الإبانة الكبرى: 1/220]
وقال: {وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7]، وقال: {وأطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول فإن تولّيتم فإنّما على رسولنا البلاغ المبين} [التغابن: 12]، وقال: {فاتّقوا اللّه يا أولي الألباب الّذين آمنوا قد أنزل اللّه إليكم ذكرًا رسولًا يتلو عليكم آيات اللّه مبيّناتٍ ليخرج الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات من الظّلمات إلى النّور} [الطلاق: 10]، في آياتٍ أخر نظائر لهذه الآيات، كلّها قد قرن اللّه عزّ وجلّ طاعة رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم بطاعته ووصلها بفريضته، وجعل أمره كأمره، وتعقّبها بالوعيد الشّديد والزّجر، والتّهديد لمن حاد عن أمره أو خرج عن طاعته أو وجد في نفسه حرجًا من قضيّته أو ابتدع في سنّته، ولقد دلّنا مولانا الكريم تعالى على طريق محبّته، وأرشدنا إلى سبيل هدايته بأقصد المذاهب، وأقرب المسالك حين أعلمنا أنّ محبّة اللّه هي في متابعة نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين قال: {قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه ويغفر لكم ذنوبكم واللّه غفورٌ رحيمٌ} [آل عمران: 31] فمن اتّبع رسوله في سنّته أورثه ذلك محبّة اللّه عزّ وجلّ بكسبه البصيرة في إيمانه فيما أحكمه في قلبه ولسانه وبالمغفرة والرّضوان في ميعاده.
[الإبانة الكبرى: 1/221]
وسئل سهل بن عبد اللّه التّستريّ عن شرائع الإسلام، فقال: وقال العلماء في ذلك وأكثروا ولكن نجمعه كلّه بكلمتين: {وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7]، ثمّ نجمعه كلّه في كلمةٍ واحدةٍ: {من يطع الرّسول فقد أطاع اللّه} [النساء: 80]، فمن يطع الرّسول في سنّته فقد أطاع اللّه في فريضته "
[الإبانة الكبرى: 1/222]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ذكر, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir