دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > الدعوة بالقرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 ذو القعدة 1436هـ/22-08-2015م, 10:46 AM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي الرسالة التفسيرية الأولى

رسالة في تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)}

الحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
أما بعد فإن من أعظم أسباب تشرذم الأمة الإسلامية ، وتفككها الأسري ، وضياع رجالها وشبابها ، هو انحرافها الخلقي ، الناتج عن تأثرها بالغرب ، ومشاهيريم ، من أهل الفن والرياضة ، وانحراف بوصلتهم عن القدوة الحقيقية ، المتمثلة في نبينا الكريم ، الذي قال عنه ربه عز وجل: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} ).

سبب نزول قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)}

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): أخرج أبو نعيم في الدلائل والواحدي بسند رواه عن عائشة قالت: ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعاه أحد من أصحابه ولا أهل بيته إلا قال لبيك، فلذلك أنزل الله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} ). [لباب النقول: 272]


تفسير الآية.

فقد خاطب الله تعالى نبيه في هذه الآية الكريمة قائلا: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} )
نقل عن ابن عبّاسٍ، في قوله تعالى {وإنّك لعلى خلقٍ عظيمٍ}. قال: «إنّك على دينٍ عظيمٍ، وهو الإسلام».
وعن مجاهدٍ، قوله: {خلقٍ عظيمٍ}. قال: «الدّين».
و عن عطيّة، في قوله: {وإنّك لعلى خلقٍ عظيمٍ}. قال: «أدب القرآن».
ويمكن الجمع بين هذه الأقوال في عبارة واحدة ، وهو أنه صلى الله عليه وسلم على أدب عظيم ، أدب القرآن ، الذي هو دين الله وشرائعه.
وقال جنيد: سمي خلقه عظيما، إذ لم تكن له همة سوى الله تعالى، عاشر الخلق بخلقه وزايلهم بقلبه، فكان ظاهره مع الخلق وباطنه مع الحق.

فقد كان عليه الصلاة والسلام نعم السيد ، ونعم الأب ، ونعم الزوج ، ونعم الصاحب ، ونعم التاجر ، وقد بلغ درجة الكمال البشري في أخلاقه ، على جميع أحواله ، وذلك بامتثاله لما أمره ربه به في كتابه الكريم ، حتى كان ـ كما أخبرت عنه أم المؤمنين عائشة ـ قرآنا يمشي على الأرض. هذا مع ما جبله الله عليه من خلق كريم ، فقد كان أمينا ، ويصل الرحم ، ويقري الضيف ، ويعين على نوائب الدهر حتى قبل بعثته.

فإن سألت عن حاله صلى الله عليه وسلم في الأسواق التي هي أماكن النزاعات ، والسخب ، والفحش في الأقوال والأفعال ، أتاك الجواب فيما أخرجه ابن أبي شيبة والترمذي وصححه، وابن مردويه عن أبي عبد الله الجدلي قال: قلت لعائشة: «كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم »قالت: «لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا سخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفوا ويصفح».
وإن سألت عن تعامله مع خدامه فقد ثبت في الصّحيحين عن أنسٍ قال: خدمت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم عشر سنين فما قال لي: "أفٍّ" قطّ، ولا قال لشيءٍ فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيءٍ لم أفعله: ألا فعلته؟ وكان صلّى اللّه عليه وسلّم أحسن النّاس خلقًا ولا مسست خزًّا ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كفّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولا شممت مسكًا ولا عطرًا كان أطيب من عرق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم .

وإن سألت عن تعامله مع غيرة أزواجه فقد أخرج الإمام أحمد عن قيس بن وهبٍ، عن رجلٍ من بني سوادٍ قال: سألت عائشة عن خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقالت: أما تقرأ القرآن: {وإنّك لعلى خلقٍ عظيمٍ}؟ قال: قلت: حدّثيني عن ذاك. قالت: صنعت له طعامًا، وصنعت له حفصة طعامًا، فقلت لجاريتي: اذهبي فإن جاءت هي بالطّعام فوضعته قبل فاطرحي الطّعام! قالت: فجاءت بالطّعام. قالت: فألقت الجارية، فوقعت القصعة فانكسرت -وكان نطعًا -قالت: فجمعه رسول الله وقال: «اقتضوا -أو: اقتضي-شكّ أسود -ظرفًا مكان ظرفك». قالت: فما قال شيئًا.

وإن سألت عن عقابه لمن أساء وانتقامه: فقد روى الإمام أحمد بسند عن عائشة قالت: «ما ضرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بيده خادمًا له قطّ، ولا امرأةً، ولا ضرب بيده شيئًا قط، إلا أن يجاهد في سبيل اللّه. ولا خيّر بين شيئين قطّ إلّا كان أحبّهما إليه أيسرهما حتّى يكون إثمًا، فإذا كان إثمًا كان أبعد النّاس من الإثم، ولا ينتقم لنفسه من شيءٍ يؤتى إليه إلّا أن تنتهك حرمات اللّه، فيكون هو ينتقم للّه، عزّ وجلّ ».

ولا غرابة أن بلغ الحبيب المصطفى هذا المبلغ من الأخلاق السمية ، كيف لا وهو الممتثل قوله تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} وقوله تعالى: {ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر} وقوله تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.
وغيرها من آيات القرآن الكريم ، التي لم تترك خلقا كريما إلا دعت إليه ، ولا خلقا ذميما إلا نهت عنه.
فمن تأسى بالنبي الكريم ، قولا وعملا ، كان على خلق عظيم ، وفاز في الدارين ، قال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجواالله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}.



مقصد الآية : إرشاد الغافلين إلى القدوة الحقيقية بأسلوب وعظي.


عناصر الرسالة :

تمهيد
سبب نزول الآية
تفسير الآية
نماذج من سمو أخلاق النبي
خاتمة


المراجع :

تفاسير :
الطبري
ابن كثير
ابن عطية
السيوطي

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التفسيرية, الرسالة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir