المجموعة الأولى:
1: المراد بالطاغية في قوله تعالى: (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) ) الحاقة.
اقتباس:
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ ذكر تعالى إهلاكه الأمم المكذّبين بها فقال تعالى: {فأمّا ثمود فأهلكوا بالطّاغية} وهي الصّيحة الّتي أسكتتهم، والزّلزلة الّتي أسكنتهم. هكذا قال قتادة: الطّاغية الصّيحة. وهو اختيار ابن جريرٍ.
وقال مجاهدٌ: الطّاغية الذّنوب. وكذا قال الرّبيع بن أنسٍ. وابن زيدٍ: إنّها الطّغيان، وقرأ ابن زيدٍ: {كذّبت ثمود بطغواها} [الشّمس: 11].
وقال السّدّي: {فأهلكوا بالطّاغية} قال: يعني: عاقر النّاقة). [تفسير القرآن العظيم: 8/208]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} وهي الصَّيْحَةُ العَظيمةُ الفَظيعةُ التي انْصَدَعَتْ منها قُلوبُهم، وزَهَقَتْ لها أرواحُهم، فأَصْبَحُوا موتَى لا يُرَى إلاَّ مَساكِنُهم وجُثَثُهم). [تيسير الكريم الرحمن: 882]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (5-{فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} ثَمودُ هم قَومُ صالحٍ، والطاغيةُ الصيْحَةُ التي جاوَزَتِ الْحَدَّ). [زبدة التفسير: 566]
.
2: المراد بــالمرسلات.
اقتباس:
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والمرسلات عرفًا (1) فالعاصفات عصفًا (2) والنّاشرات نشرًا (3) فالفارقات فرقًا (4) فالملقيات ذكرًا (5) عذرًا أو نذرًا (6) إنّما توعدون لواقعٌ (7)}
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا زكريّا بن سهلٍ المروزيّ، حدّثنا عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، أخبرنا الحسين بن واقدٍ، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة: {والمرسلات عرفًا} قال: الملائكة.
قال: وروي عن مسروقٍ، وأبي الضّحى، ومجاهدٍ -في إحدى الرّوايات-والسّدّيّ، والرّبيع بن أنسٍ، مثل ذلك.
وروي عن أبي صالحٍ أنّه قال: هي الرّسل. وفي روايةٍ عنه: أنّها الملائكة. وهكذا قال أبو صالحٍ في " العاصفات" و " النّاشرات " [و " الفارقات "] و " الملقيات": أنّها الملائكة.
وقال الثّوريّ، عن سلمة بن كهيل، عن مسلم البطين، عن أبي العبيدين قال: سألت ابن مسعودٍ عن {والمرسلات عرفًا} قال: الرّيح. وكذا قال في: {فالعاصفات عصفًا (2) والنّاشرات نشرًا} إنّها الرّيح. وكذا قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وقتادة، وأبو صالحٍ -في روايةٍ عنه-وتوقّف ابن جريرٍ في {والمرسلات عرفًا} هل هي الملائكة إذا أرسلت بالعرف، أو كعرف الفرس يتبع بعضهم بعضًا؟ أو: هي الرّياح إذا هبّت شيئًا فشيئًا؟ وقطع بأنّ العاصفات عصفًا هي الرّياح، كما قاله ابن مسعودٍ ومن تابعه. وممّن قال ذلك في العاصفات أيضًا: عليّ بن أبي طالبٍ، والسّدّيّ، وتوقّف في {والنّاشرات نشرًا} هل هي الملائكة أو الرّيح؟ كما تقدّم. وعن أبي صالحٍ: أنّ النّاشرات نشرًا: المطر.
والأظهر أنّ: "المرسلات" هي الرّياح، كما قال تعالى: {وأرسلنا الرّياح لواقح} [الحجر: 22]، وقال تعالى: {وهو الّذي يرسل الرّياح بشرًا بين يدي رحمته} [الأعراف: 57] وهكذا العاصفات هي: الرّياح، يقال: عصفت الرّيح إذا هبّت بتصويتٍ، وكذا النّاشرات هي: الرّياح الّتي تنشر السّحاب في آفاق السّماء، كما يشاء الرّبّ عزّ وجلّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/296-297]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (1 -7) {وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً * وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً * فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً * فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً * عُذْراً أَوْ نُذْراً * إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ }.
أَقْسَمَ تعالى على البَعْثِ والجزاءِ بالأعمالِ، بالمُرْسَلاتِ عُرْفاً، وهي الملائكةُ التي يُرْسِلُها اللَّهُ تعالى بشُؤُونِه القَدَرِيَّةِ وتَدْبيرِ العالَمِ، وبشُؤونِه الشرعيَّةِ ووَحْيِه إلى رُسُلِه.
و{عُرْفاً} حالٌ مِن المُرْسَلاَتِ؛ أي: أُرْسِلَتْ بالعُرْفِ والحكمةِ والْمَصْلَحَةِ، لا بالنُّكْرِ والعَبَثِ). [تيسير الكريم الرحمن: 903]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (1-{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} أَقْسَمَ سُبحانَه بالملائكةِ الْمُرْسَلَةِ بوَحْيِه وأَمْرِه ونَهْيِهِ). [زبدة التفسير: 580]
__________________________
1_ المراد بالطاغية.
__________________________
الأقوال الواردة وإسنادها
أورد ابن كثير في تفسيره عدة أقوال:
- الصيحة التي أسكتتهم والزلزلة التي أسكنتهم, قاله قتادة واختاره ابن جرير الطبري.
- الذنوب, قاله مجاهد.
- الطغيان, قاله الربيع بن أنس, وابن زيد, وقرأ ابن زيد: ( كذبت ثمود بطغواها).
- عاقر الناقه, قاله السدّي.
وأورد السعدي في تفسيره:
الطاغية: الصيحة العظيمة الفظيعة التي انصدعت منها قلوبهم وزهقت أرواحهم, فأصبحوا موتى لا يرى إلا مساكنهم وجثتهم.
وأورد الأشقر في تفسيره:
الطاغية: الصيحة التي جاوزت الحد.
بيان نوع الأقوال من حيث الاتفاق والتباين.
بين بعضها اتفاق وبين بعضها تباين ويمكن اختصار الأقوال الستة إلى أربعة أقوال, فيكون المسائل الواردة في المراد بالطاغية هي:
- الصيحة العظيمة, وهو قول قتادة واختاره ابن جرير وذكره ابن كثير في تفسير, وكذلك ذكره السعدي والأشقر.
- الذنوب, قاله مجاهد, وذكره ابن كثير.
- الطغيان, قاله الربيع بن أنس, وابن زيد, وذكره ابن كثير, وقرأ ابن زيد: (كذبت ثمود بطغواها).
- عاقر الناقة, قاله السدي, وذكره ابن كثير.
ويكون المراد بالطاغية في أربعة أقوال:
الأول: أن المراد بالطاغية هي الصيحة العظيمة التي جاوزت الحد التي أسكتتهم والزلزلة التي أسكنتهم, فانصدعت منها قلوبهم وزهقت منها أرواحهم, فأصبحوا موتى لا يرى إلا مساكنهم وجثثهم. وهذا ما قاله قتادة وحاصل ما ذكره ابن جرير وابن كثير والسعدي والأشقر.
الثاني: أن المراد بها الذنوب, وهذا ما قاله مجاهد.
الثالث: أن المراد بها الطغيان, وهذا حاصل ما قاله الربيع بن أنس, وابن زيد, وقرأ ابن زيد: (كذبت ثمود بطغواها), وذكر ذلك ابن كثير.
الرابع: أن المراد بها عاقر الناقة, قاله السدي, وذكره ابن كثير.
___________________________________________
2_ المراد بالمرسلات.
____
الأقوال الواردة وإسنادها.
أورد ابن كثير في تفسيره عدة أقوال:
- الملائكة, وهو قول مسروق في رواية عنه, وأبي الضحى, ومجاهد -في إحدى الروايات_, والسدي, والربيع ابن أنس, وابن صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:( والمرسلات عرفا) أي الملائكة ورواه ابن أبي حاتم.
- الرسل وهو ما قاله أبو صالح في رواية أخرى عنه، أورد هذا القول ابن كثير.
- الريح, وهو ما قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة وأبو صالح في رواية عنه والثوري عن أي العبيدين قال:( سألت ابن مسعود عن (والمرسلات عرفا), قال: الريح).
وأورد السعدي في تفسيره:
المرسلات: هي الملائكة التي يرسلها الله تعالى بشؤونه القدرية وتدبير العالم, وبشؤونه الشرعية ووحيه إلى رسله.
وأورد الأشقر في تفسيره:
المرسلات: هي الملائكة المرسلة بوحيه وأمره ونهيه.
بيان نوع الأقول من حيث الاتفاق والتباين.
بين بعضها اتفاق وبين بعضها تباين ويمكن اختصار الأقوال الخمسة إلى ثلاثة أقوال, فيكون المسائل الواردة في المراد بالمرسلات هي:
1_ الملائكة وهذا حاصل ما قاله مسروق في رواية عنه, وأبي الضحى, ومجاهد -في إحدى الروايات_, والسدي, والربيع ابن أنس, وابن صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:( والمرسلات عرفا) أي الملائكة ورواه ابن أبي حات, وحاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
2- الرسل وهو ما قاله أبو صالح في رواية أخرى عنه, وذكره ابن كثير.
3- الريح, وهو ما قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة وأبو صالح في رواية عنه والثوري عن أي العبيدين قال:( سألت ابن مسعود عن (والمرسلات عرفا), قال: الريح), وذكره ابن كثير.
ورجّح ابن كثير القول الثالث وهو الرياح, واستدل بقول الله تعالى:(وأرسلنا الرّياح لواقح) , وقوله تعالى :(وهو الّذي يرسل الرّياح بشرًا بين يدي رحمته).
ويكون المراد بالمرسلات في ثلاثة أقوال:
الأول: أن المراد بالمرسلات هي الملائكة المرسلة بوحي الله وأمره ونهيه وبشؤونه القدرية وتدبير العالم. وهذا حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
الثاني: الرسل وهو ما قاله أبو صالح في رواية أخرى عنه، أورد هذا القول ابن كثير.
الثالث: الريح, وهو حاصل ما قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة وأبو صالح في رواية عنه والثوري عن أي العبيدين قال:( سألت ابن مسعود عن (والمرسلات عرفا), قال: الريح). وذكره ابن كثير ورجحه واستدل بقول الله تعالى: ( وأرسلنا الرياح لواقح) , وقول الله تعالى: (وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته).
_
والحمد لله رب العالمين.