تلخيص مقاصد " كلمة الإخلاص لابن رجب"
استخراج مسائل الرسالة:
- الشهادة سبب للنجاة من النار، و الخلود فيه
- من أتى بها دخل الجنة، و لم يحجب عنها.
- من أتى بها دخل الجنة على ما كان من العمل.
- تقسيم الأحاديث السابقة إلى نوعين.
- من أدى حقها و فرضها دخل الجنة.
- ترتيب دخول الجنة على الأعمال الصالحة.
- عقوبة الآخرة لا ترفع عمن أدى الشهادتين مطلقا كما أن عقوبة الدنيا لا ترفع عنه مطلقا.
- هل الأحاديث المطلقة التي ذكر فيها أن من قال: لا إله إلا الله كانت قبل نزول الفرائض أو لا؟
- تحقيق معنى : لا إله إلا الله.
- تحقيق معنى: محمد رسول الله.
- معنى الإله.
- سبب إطلاق الشرع على كثير من الذنوب أنها كفر ووشرك، و إن لم تبلغ درجة الشرك الأكبر، و الكفر الأكبر.
- الحب لله و البغض لله من كمال التوحيد.
- بطلان دعوى من ادعى محبة الله ثم اتبع هواه.
تلزم محبة الله محبة رسوله - صلى الله عليه و سلم-، و تصديقه،
و اتباعه.
- أثر محبة القلب على الجوارح.
- أثر قوة المعرفة و المحبة.
- القلب السليم، و الفرق بينه و بين القلب المتلطخ.
- خطورة الرياء، و ذكر سببه.
- يطفأ نور الإيمان نار جهنم.
- قلة صدق من قال هذه الكلمة من أسباب دخول النار.
- عناية الله بمن يحبه.
- كلمة التوحيد هي كلمة التقوى، و كلمة الإخلاص، و شهادة الحق، و دعوة الحق، و براءة من الشرك، و نجاة هذا الأمر.
- خلق الخلق لأجل التوحيد.
- إرسال الرسل، و إنزال الكتب لأجل التوحيد، و هو أعظم النعم.
- كلمة التوحيد ثمن الجنة، و مفتاحه.
- كلمة التوحيد سبب النجاة من النار.
- كلمة التوحيد توجب المغفرة.
- هي سبب محو الذنوب و الخطايا.
- تجديد ما ذهب من الإيمان في القلب.
- أنه لو وضعت في كفة و وضعت السموات السبع وعامرهن غير الله، و الارضون السبع في كفة، مالت بهم هذه الكلمة.
- من قالها مخلصا فتحت له أبواب السماء.
- من قالها دخل من أي أبواب الجنة شاء.
مقاصد الرسالة:
المقصد العام للرسالة هو كيفية تحقيق كلمة الإخلاص وبيان فضلها
اشتملت هذه الرسالة -حسب رأيي- على ثلاثة مقاصد فرعية:
-
المقصد الأول: أن كلمة التوحيد مفتاح الجنة، لكن الإتيان بها يقتضي الإتيان بالفرائض، و الأعمال الصالحة التي هي أسنان هذا المفتاح.
-
و المقصد الثاني: أن تحقيقها يكون بتخليص القلب من ما ينافي أصل التوحيد، أو كماله الواجب، أو كماله المستحب.
-
و المقصد الثالث: ذكر فضائل هذه الكلمة، و قد ذكر المؤلف طرفا منها في أول الرسالة، ثم عقد فصلا خاصا بها في آخرها.
تلخيص الرسالة:
-
المقصد الأول: أن كلمة التوحيد مفتاح الجنة، لكن الإتيان بها يقتضي الإتيان بالفرائض، و الأعمال الصالحة التي هي أسنان هذا المفتاح:
الشهادة سبب للنجاة من النار، و الخلود فيه:
روى البخاري و مسلم عن أنس - رضي الله عنه- قال: كان النبي - صلى الله عليه و سلم- و معاذ رديفه على الرحل، فقال: " يا معاذ! قال: لبيك يا رسول الله و سعديك! قال: يا معاذ! قال: لبيك يا رسول الله و سعديك! قال: يا معاذ! قال: يا معاذ! قال: لبيك يا رسول الله و سعديك! قال: ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله، و أن محمدا عبده و رسوله إلا حرمه الله على النار.
قال: يا رسول الله، ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: إذا يتكلوا"
ثم أخبر بها معاذ عند الموت خوفا من الإثم بكتمان العلم.
من أتى بها دخل الجنة، و لم يحجب عنها:
جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة، أو أبي سعيد - رضي الله عنهما - : " أنهم كانوا مع النبي - صلى الله عليه و سلم- في غزوة تبوك فأصابتهم مجاعة، فدعا النبي - صلى الله عليه و سلم- بنطع فبسطه، ثم دعا بفضل أزوادهم، فجعل الرجل يجيء بكف ذرة، و يجيء الآخر بكف تمر، و يجيء الآخر بكسرة، حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير، فدعا رسول الله - صلى الله عليه و سلم- عليه بالبركة، ثم قال: " خذوا في أوعيتكم"؛ فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه، فأكلوا حتى شبعوا، و فضلت فضلة، فقال رسول الله - صلى الله عليه و سلم-: " أشهد أن لا إله إلا الله، و أني رسول الله، لا يلقى الله بها عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة".
من أتى بها دخل الجنة على ما كان من العمل:
و يدل عليه ما جاء في صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه- أنه قال عند موته: سمعت رسول الله - صلى الله عليه و سلم- يقول: " من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله، و أن عيسى عبد الله و رسوله، و كلمته ألقاها إلى مريم، و روح منه، و أن الجنة حق، و النار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل".
و حديث أبي ذر – رضي الله عنه- في الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه و سلم- قال: " ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة.
قلت: و إن زنى، و إن سرق؟!.
قال: و إن زنى و إن سرق.
قلت: و إن زنى و إن سرق؟
قال: و إن زنى و إن سرق ثلاثا، ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر"؛ فخرج أبو ذر و هو يقول: و إن رغم أنف أبي ذر.
تقسيم الأحاديث السابقة و أمثالها إلى نوعين:
الأول: التي ذكر فيها أن من أتى بالشهادتين لم يحجب عن الجنة، و هذا ظاهر؛ فإن النار لا يخلد فيها أحد من الموحدين.
و الثاني: التي ذكر فيها أنه يحرم على النار، و هي محمولة على الخلود فيها عند بعض أهل العلم، و إلا فقد ثبت أنه يدخلها خلق كثير من عصاة الموحدين، ثم يخرجون عنها، كما في الصحيحين: " إن الله - تعالى- قال: و عزتي و جلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله ".
من أدى حقها و فرضها دخل الجنة:
ذهب بعض العلماء إلى أن هذه الأحاديث سبب لدخول الجنة، و النجاة من النار إذا توفرت الشروط و انتفت الموانع.
و أورد المصنف أثر الحسن أنه قال للفرزدق و هو يدفن امرأته: " ما أعددت لهذا اليوم؟".
قال: " شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة".
فقال الحسن: " نعم العدة، لكن ل(لا إله إلا الله) شروطا، فإياك و قذف المحصنة!".
و قال - رحمه الله -: " من قال: لا إله إلا الله، فأدى حقها و فرضها دخل الجنة".
ترتيب دخول الجنة على الأعمال الصالحة:
جاء في الصحيحين عن أبي أيوب – رضي الله عنه- أن رجلا قال: يا رسول الله! أخبرني بعمل يدخلني الجنة.
فقال - صلى الله عليه و سلم- : " تعبد الله لا تشرك به شيئا، و تقيم الصلاة، و تؤتي الزكاة، و تصل الرحم".
قال وهب بن منبه لمن سأله: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: " بلى، و لكن ما من مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، و إلا لم يفتح لك".
و رتب - صلى الله عليه و سلم- دخول الجنة على الأعمال الصالحة في أحاديث كثيرة.
عقوبة الآخرة لا ترفع عمن أدى الشهادتين مطلقا كما أن عقوبة الدنيا لا ترفع عنه مطلقا:
قال الله – تعالى -: { فإن تابوا و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة فإخوانكم في الدين }، فرتب - تعالى- الأخوة في الدين على الأعمال الصالحة مع التوبة من الشرك التي لا تحصل إلا بالتوحيد.
و لما مات النبي - صلى الله عليه و سلم- امتنع بعض الناس من إيتاء الزكاة، و توقف عمر و جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم- في قتالهم، لما فهموا من قول النبي - صلى الله عليه و سلم-: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله"، و فهم أبو بكر الصديق - رضي الله عنه- أنهم يقاتلون لعدم إتيانهم بحق من حقوقها؛ و استدل بقوله - صلى الله عليه و سلم-: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله، و يقيموا الصلاة ، و يؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم و أموالهم إلا بحقها، و حسابهم على الله".
- هل الأحاديث المطلقة التي ذكر فيها أن من قال: لا إله إلا الله كانت قبل نزول الفرائض أو لا؟
ذهبت طائفة من أهل العلم كالزهري، و الثوري، و غيرهما، إلى أنها كانت قبل نزول الفرائض و الحدود، و هذا بعيد جدا؛ لأن كثيرا منها كانت بالمدينة بعد نزول الفرائض، و بعضها كانت بغزوة تبوك في آخر حياة النبي - صلى الله عليه و سلم-.
و اختلف أصحاب هذا القول على قولين:
- الأول: أن هذه الأحاديث نسخها الفرائض، و الحدود، كما صرح به النووي، و غيره، و قد يكون مراد هؤلاء بالنسخ البيان، و الإيضاح.
- و الثاني: أنها محكمة، لكن ضم إليها شرائط.
و قالت طائفة: تلك النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخر.
-
و المقصد الثاني : أن تحقيقها يكون بتخليص القلب مما ينافي أصل التوحيد، أو كماله الواجب، أو كماله المستحب.
تحقيق معنى: لا إله إلا الله:
بين المصنف – رحمه الله- أن تحقيق لا إله إلا الله يكون بأن لا يأله القلب غير الله حبا، و رجاء، و خوفا، و توكلا، و استعانة، و خضوعا، و إنابة، و طلبا.
تحقيق معنى: محمد رسول الله:
نحقق هذه الشهادة بأن لا نعبد الله - تعالى- بغير ما شرعه الله على لسان محمد - صلى الله عليه و سلم-.
معنى الإله:
الإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له، و إجلالا، و محبة، و خوفا، و رجاء، و توكلا عليه، و سؤالا منه، و دعاء له، و هذا كله لا يصلح إلا لله – تعالى -، فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور كان ذلك قدحا في إخلاصه، و كان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك، و هذا كله من فروع الشرك.
سبب إطلاق الشرع على كثير من الذنوب أنها كفر ووشرك، و إن لم تبلغ درجة الشرك الأكبر، و الكفر الأكبر في كل الأحوال:
ينشأ كثير من المعاصي بسبب طاعة غير الله - تعالى- أو خوفه، أو رجائه، أو التوكل عليه، أو العمل لأجله، و هذا كله قدح في تحقيق كلمة التوحيد، و لهذا ورد إطلاق الكفر على الرياء، و الحلف بغيره، و التسوية بين الله و بين الخلق في المشيئة، و إتيان الكهان، و التطير، و اتباع هوى النفس فيما نهى الله عنه مما هو قادح في تمام التوحيد و كماله.
قال الله - تعالى- فيمن أطاع الشيطان: { ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.
و قال قتادة في معنى قوله - تعالى -: { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه، و كلما اشتهى شيئا أتاه، لا يحجزه عن ذلك ورع و لا تقوى.
و من هذا الباب قول النبي - صلى الله عليه و سلم-: " تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة، تعس و انتكس، و أذا شيك فلا انتقش".
الحب لله و البغض لله من كمال محبة الله - تعالى-:
محبة ما يحبه – تعالى - و كراهة ما يكرهه من تمام محبته، و كمال التوحيد، و من أحب ما يكرهه الله، أو كره ما يحبه لم يكمل توحيده، و كان فيه من الشرك الخفي بحسب ذلك، قال – تعالى -: { ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله و كرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
و قال: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
و قال بشر بن السري: " ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك!".
بطلان دعوى من ادعى محبة الله ثم اتبع هواه:
قال الله - تعالى-: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
و قال يحيى بن معاذ: " ليس بصادق من ادعى محبة الله و لم يحفظ حدوده".
تلزم محبة الله محبة رسوله - صلى الله عليه و سلم-، و تصديقه،
و اتباعه:
تقدم أن محبة ما يحبه الله و كراهة ما يكرهه من تمام محبته، و لا طريق إلى ذلك إلا باتباع ما أمر النبي - صلى الله عليه و سلم- به، و اجتناب ما نهى عنه.
أثر محبة القلب على الجوارح:
إذا تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الله - تعالى-، كما قال الله – تعالى – في الحديث القدسي: " و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، و بصره الذي يبصر به، و يده التي يبطش بها، و رجله التي يمشي بها".
أثر قوة المعرفة و المحبة:
وصى القارئ بان يعبد الله لمراده - تعالى -؛ فإن من عبده لمراده من الله فهو ممن يعبد الله على حرف، و متى قويت المعرفة و المحبة لم يرد صاحبها إلا ما يريد الله.
القلب السليم، و الفرق بينه و بين القلب المتلطخ:
أما القلب السليم، فهو الطاهر من أدناس المخالفات الصالح لمجاورة القدوس كما قال الله - تعالى -: {الذين يتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة}، و أما المتلطخ بشيء من المكروهات فلا يصلح لمجاورة حضرة القدوس إلا بعد أن يطهر من كير العذاب، لقول الله - تعالى-: { يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}.
خطورة الرياء، و ذكر سببه:
أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم، و أولهم العالم المجاهد المتصدق للرياء؛ لأن يسير الرياء شرك.
و سبب ريائه جهله بعظمة الخالق.
أهمية الصدق:
هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله، و متى بقي فيه أثر سواه، فمن قلة الصدق في قولها.
و يقتضي الصدق في هذه الكلمة ألا يحب إلا الله، و لا يخشى إلا هو، و لا يتوكل إلا عليه لكن لا يطالب المحب بالعصمة، و إنما يطالب كلما زل أن يتلافى تلك الوصمة.
عناية الله بمن يحبه:
قال الشعبي: " إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب"، و معناه أن الله له عناية بمن يحبه، فكلما زلق العبد في هوى الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له التوبة، و ينبهه على قبح زلته، فيفزع إلى الاعتذار، و يبتليه بمصائب مكفرة لما جنى.
- و المقصد الثالث: ذكر فضائل هذه الكلمة، و قد ذكر المؤلف طرفا منها في أول الرسالة، ثم عقد فصلا خاصا بها في آخرها:
- كلمة التوحيد هي كلمة التقوى، و كلمة الإخلاص، و شهادة الحق، و دعوة الحق، و براءة من الشرك، و نجاة هذا الأمر:
لم يستدل المصنف على هذه الفضائل، و من أدلتها قوله - تعالى-: { و ألزمهم كلمة التقوى و كانوا أحق بها و أهلها}، و قول الله - تعالى-: {إلا من شهد بالحق و هم يعلمون}.
- خلق الخلق لأجل التوحيد:
قال الله - تعالى- : {و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون}.
- إرسال الرسل، و إنزال الكتب لأجل التوحيد، و هو أعظم النعم:
قال – تعالى -: { و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}، و قال – تعالى -: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون}، و هذه الآية دالة على أن التوحيد أعظم النعم؛ لأن الله – تعالى – بدأ بذكره في سورة النحل التي هي سورة النعم.
- كلمة التوحيد ثمن الجنة و مفتاحه:
قال النبي - صلى الله عليه و سلم-: " و من كانت آخر كلامه دخل الجنة".
- كلمة التوحيد سبب حصول المغفرة و النجاة من النار:
قال النبي - صلى الله عليه و سلم- لما سمع مؤذنا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: " خرج من النار"، رواه مسلم.
و جاء في المسند عن شداد بن أوس و عبادة بن الصامت - رضي الله عنهما- أن النبي - صلى الله عليه و سلم- قال لأصحابه يوما: " ارفعوا أيديكم و قولوا: لا إله إلا الله"، فرفعنا أيدينا ساعة، ثم وضع رسول الله - صلى الله عليه و سلم- يده ثم قال: " الحمد لله، اللهم بعثتني بهذه الكلمة، و أمرتني بها، و وعدتني بها الجنة، و إنك لا تخلف الميعاد"، ثم قال: " أبشروا فإن الله قد غفر لكم".
- هي سبب محو الذنوب و الخطايا:
عن أم هانيء عن النبي - صلى الله عليه و سلم- قال: " لا إله إلا الله لا تترك ذنبا، و لا يسبقها عمل"، رواه ابن ماجه.
- تجديد ما ذهب من الإيمان في القلب:
جاء في المسند أن النبي - صلى الله عليه و سلم- قال: "جددوا إيمانكم"، فقال الصحابة: " كيف نجدد إيماننا؟".
ففال - صلى الله عليه و سلم-: " قولوا: لا إله إلا الله، و هي لا يعدلها شيء في الوزن، فلو وزنت بالسموات و الأرض رجحت بهن".
- أنه لو وضعت في كفة و وضعت السموات السبع وعامرهن غير الله، و الارضون السبع في كفة، مالت بهن هذه الكلمة:
عن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه و سلم-: " أن موسى – عليه السلام- قال: يا رب علمني شيئا أذكرك و أدعوك به.
قال: يا موسى! قل: لا إله إلا الله.
قال: كل عبادك يقولون هذا.
قال: قل: لا إله إلا الله.
قال: لا إله إلا أنت يا رب، إنما أريد شيئا تخصني به.
قال: يا موسى! لو أن السموات السبع و عامرهن غيري و الأراضين السبع في كفة، و لا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله".
- من قالها مخلصا فتحت له أبواب السماء:
جاء في سنن الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه و سلم- قال: " ما قال عبد: لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر".
- من قالها دخل من أي أبواب الجنة شاء:
جاء في الصحيحين عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه و سلم- قال: " من قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده ورسوله، و عيسى عبد الله، و رسوله، و كلمته ألقاها إلى مريم، و روح منه، و أن الجنة حق، و النار حق، أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء.
فهذه بعض الفضائل التي ذكرها ابن رجب - رحمه الله- ، و من خلال ما سبق يمكننا أن نقول - حسب رأيي-:
إن المقصد العام من الرسالة هو: بيان ما تقتضي هذه الكلمة، و كيف نحققها، و أن لها فضائل كثيرة و عظيمة لا ينالها إلا من حققها بأن يطهر قلبه من كل ما يقدح في التوحيد، و قام بمقتضياتها من الإتيان بالفرائض، و اجتناب المعاصي.