دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الآخرة 1439هـ/8-03-2018م, 04:12 AM
رشا عطية الله اللبدي رشا عطية الله اللبدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 340
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى : ( أفمن يمشي مكباً على وجه اهدى امن يمشي سوياً على صراطٍ مستقيم ) سورة الملك

هذه الآية جاءت مثلاً مضروباً في الكافر والمؤمن أو الموحد والمشرك , وجاءت بعد قوله تعالى في ذم
حال الكافرين : ( إن الكافرون إلا في غرور ) وقوله : ( بل لجو في عتوٍ ونفور ) .
قال ابن عباس : " هذا في الدنيا "
وهي على قصرها إلا انها تناولت أموراً عديدة فبدأت باستفهام تقريري للمقارنة بين حال المؤمن الموحد والمشرك , في وصف سيرهم لله وطريق كلاً منهم .
فالمشرك في سيره ( مكبا على وجه ) والإكباب هو السقوط والخرور على الرأس كنايةً عن كثرة وقوعه وقربه من الأرض لدنو نفسه واغتراره بالدنيا وعمى بصيرته .
و طريقه معوج وعر غير مستو فتسبب في كثرة وقوعه , ولأنه لا وجهة له ثابتة يسير إليها فهو يتعسف يمنة ويسرة مشتت القلب ولا علم له بمعالم الطريق الذي يسير فيه أعمى عن آيات الله ودلائل وحدانيته متبع لظنه وهوى نفسه .
قال ابن عاشور في التحرير والتنوير : " فالمشرك يتوجه بعبادته إلى آلهة كثيرة لا يدري لعل بعضها أقوى من بعض , فقد كانت ثقيف يعبدون اللات , وكان الأوس والخزرج يعبدون مناة ولكل قبيلة آلهة , فتقسموا الحاجات عندها واستنصر كل قوم بآلهتهم وطمعوا في غنائها عنهم وهذه حالة يعرفونها فلا يمترون في أنهم مضرب المثل الأول "
( أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم )
هذا في وصف حال المؤمن لسيره ومشيه ثم طريقه ومسلكه وهو على النقيض تماماً من الفريق الآخر ,
( سوياً ) السوي : شديد الإستواء , أي : منتصب القامة معتدل في سيره لأن وجهته واحدة , وفق علم وبصيرة يسير لربه بثبات ويقين .
وطريقه الصراط المستقيم وهو الإسلام , الذي هو الإستسلام لله والانقياد لأمره وهدي كتابه لا يميل به هوى أو ابتداع عن منهجه يسير مقتفياً أثر النبي صلى الله عليه وسلم مصباح الهدى وسنته في ركب الصالحين من أصحاب النبي ومن تبعهم بإحسان .
والذي يظهر لي والله أعلم أن مقصد الآية هو : إبراز أثر التوحيد والإيمان على حياة العبد وطيب عيشه بهذه النعمة وانشراح صدره وثبات قلبه واستقرار مشاعره .
قال يوسف لصاحبيه في السجن في فضل التوحيد : ( واتبعت ملة أبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا ان نشرك بالله من شئ ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ) * ( يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ) . فنعمة التوحيد فضل عظيم من الله الذي لم يجعل بينه وبين عبده واسطة , بل جعله شرطاً لقبول العبادة , فكم سيكون شاقاً على العبد الذي لمت به حاجة لسيده أن يتوسل لوجهاء وشفعاء حتى يأذنوا له بالدخول عليه أو ردوه خائباً ولم يأذنوا له.
قال تعالى : ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) يخرجه من ظلمة الشرك إلى نور التوحيد ومن ظلمة التعلق بالأسباب إلى التعلق بالله وحده والإعتماد عليه , والرب يربي عبده إن أراد به خيراً فإن رأى منه تعلقاً بسبب من الأسباب منع السبب من نفعه وجعله يرى خذلانها ( أي الأسباب ) حتى إذا انقطع رجائه بها ويأس منها وتعامل معها بجوارحه دون قلبه نفعه بها .
فما أطيب عيش من إذا فزع لجأ لله وإذا رجا تأمل فضل الله وإذا ظلم انتصر بالله وإذا افتقر إستغنى بالله وإذا احتار استخار الله وإذا أصابه قلق اطمئن بالله , وجهة قلبه الكمال الإلهي الذي لا يخذل أبداً من لجأ إليه .
ويا لثبات خطى من لزم الطاعة ولبس التقوى وزكى نفسه عن أهوائها وشهواتها الدنيئة .
قال تعالى في سورة النحل : ( من عمل صالحاً من ذكرٍ أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )
ومقارنة هذه الصورة بالطرف الآخر المضطرب المشتت هيا زيادة في تحسين وإبراز أثر التوحيد والإيمان على حياة العبد ولعله بدأ بها من قبيل أنه لا يعرف الإسلام من لم يعرف الجاهلية .

المراجع :
تفسير الطبري
التحرير والتنوير لابن عاشور
الكشاف للزمخشري
التفسير الكبير للرازي
نظم الدرر للبقاعي
أضواء البيان للشنقيطي

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 جمادى الآخرة 1439هـ/9-03-2018م, 06:41 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عطية الله اللبدي مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية في قوله تعالى : ( أفمن يمشي مكباً على وجه اهدى امن يمشي سوياً على صراطٍ مستقيم ) سورة الملك

هذه الآية جاءت مثلاً مضروباً في الكافر والمؤمن أو الموحد والمشرك , وجاءت بعد قوله تعالى في ذم
حال الكافرين : ( إن الكافرون إلا في غرور ) وقوله : ( بل لجو في عتوٍ ونفور ) .
قال ابن عباس : " هذا في الدنيا "
وهي على قصرها إلا انها تناولت أموراً عديدة فبدأت باستفهام تقريري للمقارنة بين حال المؤمن الموحد والمشرك , في وصف سيرهم لله وطريق كلاً منهم .
فالمشرك في سيره ( مكبا على وجه ) والإكباب هو السقوط والخرور على الرأس كنايةً عن كثرة وقوعه وقربه من الأرض لدنو نفسه واغتراره بالدنيا وعمى بصيرته .
و طريقه معوج وعر غير مستو فتسبب في كثرة وقوعه , ولأنه لا وجهة له ثابتة يسير إليها فهو يتعسف يمنة ويسرة مشتت القلب ولا علم له بمعالم الطريق الذي يسير فيه أعمى عن آيات الله ودلائل وحدانيته متبع لظنه وهوى نفسه .
قال ابن عاشور في التحرير والتنوير : " فالمشرك يتوجه بعبادته إلى آلهة كثيرة لا يدري لعل بعضها أقوى من بعض , فقد كانت ثقيف يعبدون اللات , وكان الأوس والخزرج يعبدون مناة ولكل قبيلة آلهة , فتقسموا الحاجات عندها واستنصر كل قوم بآلهتهم وطمعوا في غنائها عنهم وهذه حالة يعرفونها فلا يمترون في أنهم مضرب المثل الأول "
( أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم )
هذا في وصف حال المؤمن لسيره ومشيه ثم طريقه ومسلكه وهو على النقيض تماماً من الفريق الآخر ,
( سوياً ) السوي : شديد الإستواء , أي : منتصب القامة معتدل في سيره لأن وجهته واحدة , وفق علم وبصيرة يسير لربه بثبات ويقين .
وطريقه الصراط المستقيم وهو الإسلام , الذي هو الإستسلام لله والانقياد لأمره وهدي كتابه لا يميل به هوى أو ابتداع عن منهجه يسير مقتفياً أثر النبي صلى الله عليه وسلم مصباح الهدى وسنته في ركب الصالحين من أصحاب النبي ومن تبعهم بإحسان .
والذي يظهر لي والله أعلم أن مقصد الآية هو : إبراز أثر التوحيد والإيمان على حياة العبد وطيب عيشه بهذه النعمة وانشراح صدره وثبات قلبه واستقرار مشاعره .
قال يوسف لصاحبيه في السجن في فضل التوحيد : ( واتبعت ملة أبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا ان نشرك بالله من شئ ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ) * ( يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ) . فنعمة التوحيد فضل عظيم من الله الذي لم يجعل بينه وبين عبده واسطة , بل جعله شرطاً لقبول العبادة , فكم سيكون شاقاً على العبد الذي لمت به حاجة لسيده أن يتوسل لوجهاء وشفعاء حتى يأذنوا له بالدخول عليه أو ردوه خائباً ولم يأذنوا له.
قال تعالى : ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) يخرجه من ظلمة الشرك إلى نور التوحيد ومن ظلمة التعلق بالأسباب إلى التعلق بالله وحده والإعتماد عليه , والرب يربي عبده إن أراد به خيراً فإن رأى منه تعلقاً بسبب من الأسباب منع السبب من نفعه وجعله يرى خذلانها ( أي الأسباب ) حتى إذا انقطع رجائه بها ويأس منها وتعامل معها بجوارحه دون قلبه نفعه بها .
فما أطيب عيش من إذا فزع لجأ لله وإذا رجا تأمل فضل الله وإذا ظلم انتصر بالله وإذا افتقر إستغنى بالله وإذا احتار استخار الله وإذا أصابه قلق اطمئن بالله , وجهة قلبه الكمال الإلهي الذي لا يخذل أبداً من لجأ إليه .
ويا لثبات خطى من لزم الطاعة ولبس التقوى وزكى نفسه عن أهوائها وشهواتها الدنيئة .
قال تعالى في سورة النحل : ( من عمل صالحاً من ذكرٍ أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )
ومقارنة هذه الصورة بالطرف الآخر المضطرب المشتت هيا زيادة في تحسين وإبراز أثر التوحيد والإيمان على حياة العبد ولعله بدأ بها من قبيل أنه لا يعرف الإسلام من لم يعرف الجاهلية .

المراجع :
تفسير الطبري
التحرير والتنوير لابن عاشور
الكشاف للزمخشري
التفسير الكبير للرازي
نظم الدرر للبقاعي
أضواء البيان للشنقيطي
أحسنتِ وفقكِ الله وسددكِ.
الدرجة: أ

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 رجب 1439هـ/17-03-2018م, 01:44 AM
عبدالعزيز ارفاعي عبدالعزيز ارفاعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى ((ياأيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور))
الأسلوب المقاصدي
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وبعد:
يايها الذين آمنوا : هذا نداء من الله لأهل الإيمان قال ابن مسعود رضي الله عنه إذا سمعت في القرآن ياأيها الذين آمنوا فارع لها سمعك
لا تتولوا : لا تجعلوهم أولياء وإخلاء
قوما غضب الله عليهم : هو اليهود خاصة وقيل اكفار عموما
قد يئسوا من الآخرة : أنعم تركوا العمل للآخرة وآثروا العمل للدنيا,وقيل المعنى يئسوا من ثواب الآخرة
كما يئس الكفار من أصحاب القبور: كما يئس الكفار أن يرجع إليهم أصحاب القبور الذين ماتوا وقيل كما يئس الكفار الذين هم في القبور من كل خير
وبالنظر الى مقصد هذه الآية الشريفة التي هي آخر آية في سورة الممتحنة يتضح أن المعنى هو تحريم مولاة الكافرين ومناصرتهم على عباد الله المؤمنين,ومحبتهم واتخاذهم أولياء وإخلاء من دون الله سبحانه وتعالى والتشديد في ذلك ,بل إن هذا المقصد هو مقصد هذه السورة وتؤكيد وتوثيق لأول آية في هذه السورة حيث قال تعالى ((يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم ما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل )) , وقال في آية المائدة ((يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)) وقال تعالى آية آل عمران مبينا صفة المؤمنين ومحذرا من الوقوع في ذلك ((لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاه ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير)) وجاء ألأمر صريحا في سورة رابعة عندما ذكر صفات المنافقين وأن هذا الأمر صفة لهم وسمة بارزة حيث قال تعالى في سورة النساء ((يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا)) أي حجة يهلككم الله بها بسبب مولاتكم لهم بل أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بعكس ذلك وهو الشدة والغلظة على الكفار والمنافقين, فقال تعالى في سورة براءة وسورة التحريم((يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير))
وعندما ختم الله سورة الممتحنة بهذه الآية التي فيها تحريم المولاة للكفار جاءت بعدها مباشرة سورة الصف التي فيها الحث على قتال الكفار وجهادهم والصبر على ذلك ,فانظر يارعاك الله إلى هذا المقصد وأعلم أنه من عقيدة المسلم التي يحيا ويموت عليها فعقيدة الولاء والبراء يجب أن تكون حاضرة في قلبك قال تعالى ((لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون من حادّ الله وسوله ولو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله آلا إن حزب الله هم المفلحون)) وقد جاء في الحديث إن أوسط عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله )) رواه أحمد والحديث حسن بشواهده جعلنا الله من حزبه وأولياءه المتحابين في جلاله هذا والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 رجب 1439هـ/17-03-2018م, 09:23 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز ارفاعي مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية في قوله تعالى ((ياأيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور))
الأسلوب المقاصدي
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وبعد:
يايها الذين آمنوا : هذا نداء من الله لأهل الإيمان قال ابن مسعود رضي الله عنه إذا سمعت في القرآن ياأيها الذين آمنوا فارع لها سمعك
لا تتولوا : لا تجعلوهم أولياء وإخلاء
قوما غضب الله عليهم : هو اليهود خاصة وقيل اكفار عموما
قد يئسوا من الآخرة : أنعم تركوا العمل للآخرة وآثروا العمل للدنيا,وقيل المعنى يئسوا من ثواب الآخرة
كما يئس الكفار من أصحاب القبور: كما يئس الكفار أن يرجع إليهم أصحاب القبور الذين ماتوا وقيل كما يئس الكفار الذين هم في القبور من كل خير
وبالنظر الى مقصد هذه الآية الشريفة التي هي آخر آية في سورة الممتحنة يتضح أن المعنى هو تحريم مولاة الكافرين ومناصرتهم على عباد الله المؤمنين,ومحبتهم واتخاذهم أولياء وإخلاء من دون الله سبحانه وتعالى والتشديد في ذلك ,بل إن هذا المقصد هو مقصد هذه السورة وتؤكيد وتوثيق لأول آية في هذه السورة حيث قال تعالى ((يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم ما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل )) , وقال في آية المائدة ((يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)) وقال تعالى آية آل عمران مبينا صفة المؤمنين ومحذرا من الوقوع في ذلك ((لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاه ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير)) وجاء ألأمر صريحا في سورة رابعة عندما ذكر صفات المنافقين وأن هذا الأمر صفة لهم وسمة بارزة حيث قال تعالى في سورة النساء ((يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا)) أي حجة يهلككم الله بها بسبب مولاتكم لهم بل أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بعكس ذلك وهو الشدة والغلظة على الكفار والمنافقين, فقال تعالى في سورة براءة وسورة التحريم((يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير))
وعندما ختم الله سورة الممتحنة بهذه الآية التي فيها تحريم المولاة للكفار جاءت بعدها مباشرة سورة الصف التي فيها الحث على قتال الكفار وجهادهم والصبر على ذلك ,فانظر يارعاك الله إلى هذا المقصد وأعلم أنه من عقيدة المسلم التي يحيا ويموت عليها فعقيدة الولاء والبراء يجب أن تكون حاضرة في قلبك قال تعالى ((لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون من حادّ الله وسوله ولو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله آلا إن حزب الله هم المفلحون)) وقد جاء في الحديث إن أوسط عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله )) رواه أحمد والحديث حسن بشواهده جعلنا الله من حزبه وأولياءه المتحابين في جلاله هذا والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أحسنت وفقك الله، وددت لو وقفت أكثر على هدايات الآيات وبيان ثمرة الولاء والبراء على المجتمع الإسلامي وكيف يؤثر تركهما على تماسك الأمة وحفظ عقيدتها .
الدرجة : ب

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir