دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 ربيع الثاني 1438هـ/27-01-2017م, 11:39 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الله آل عثمان مشاهدة المشاركة
الحمد لله الذي أنزل كتابه هدى للناس وبشرى ورحمة وتبيانًا لكل شيء
والصلاة والسلام على رسول الله الأمين الذي بلغ كتاب ربه أحسن تبليغ ووعظ وبشر وأنذر، وكان خلقه القرآن فعلّم وأرشد وأدَّب.
ثم أما بعد..,
ففي هذه الرسالة بيان لتمام هداية القرآن وعظمته
(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)
وَهَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ أجْمَلَ اللَّهُ جَلَّ وعَلا فِيها جَمِيعَ ما في القُرْآنِ مِنَ الهُدى إلى خَيْرِ الطَّرْقِ وأعْدَلِها وأصْوَبِها، فَلَوْ تَتَبَّعْنا تَفْصِيلَها عَلى وجْهِ الكَمالِ لَأتَيْنا عَلى جَمِيعِ القُرْآنِ العَظِيمِ لِشُمُولِها لِجَمِيعِ ما فِيهِ مِنَ الهُدى إلى خَيْرِي الدُّنْيا والآخِرَةِ.
لما ثبت أن كتاب موسى- عليه السلام- هو هدى لبني إسرائيل؛ صادق الوعد والوعيد فيما قضي فيه إليهم من أمرهم وأمربيت المقدس من ترقية حال من أطاعه، ومعاقبة العصاة بتسليط الأعداء عليهم بأنواع العذاب تنبيها على أن طاعة الله تجلب كل خير وكرامة؛ ومعصيته توجب كل بلية لاح أن القرآن يزيد عليه في كل معنى حسن، وأمر شريف فيما أتى به من الوعود الصادقة؛ والأحكام المحكمة؛ والمعاني الفائقة في النظوم العذبة الرائقة؛ بنسبة ما زاد المسير المحمدي إلى بيت المقدس - الذي أراه فيه من آياته - على المسير الموسوي الذي آتاه فيه الكتاب.
وقد جاءت هذه الآية تنفيساً على المؤمنين من أثر القصص المهولة التي قصت عن بني إسرائيل وما حل بهم من البلاء مما يثير في نفوس المسلمين الخشية من أن يصيبهم مثل ما أصاب أولئك ، فأخبروا بأن في القرآن ما يعصمهم عن الوقوع فيما وقع فيه بنو إسرائيل إذ هو يهدي للطريق التي هي أقوم مما سلكه بنو إسرائيل ، وتلك عادة القرآن في تعقيب الرهبة بالرغبة وعكسه .
وفيها إيماء إلى ضمان سلامة أمة القرآن من الحيدة عن الطريق الأقوم لأن القرآن جاء بأسلوب من الإرشاد قويم ذي أفنان لا يحول دونه ودون الولوج إلى العقول حَائل ، ولا يغادر مسلكاً إلى ناحية من نواحي الأخلاق والطبائع إلا سلكهُ إليها تحريضاً أو تحذيراً ، بحيث لا يعدم المتدبر في معانيه اجتناء ثمار أفنانه ، وبتلك الأساليب التي لم تبلغها الكتب السابقة كانت الطريقة التي يهدي إلى سلوكها أقومَ من الطرائق الأخرى وإن كانت الغاية المقصود الوصول إليها واحدة .
وسماه الله قرآنًا ليدل على أنه جامع لكل حق، جامعٌ لكل العلوم، وبُينت الإشارة بالاسم الواقع بعدها تنويهاً بشأن القرآن وتعظيمًا له.
﴿يهدي﴾ :لحذف الموصوف هزة وروعة؛ لما يجد من الفخامة بإبهامه؛ لا يجدها عند ذكره وإيضاحه.
وفي استخدام الفعل المضارع (يهدي) دلالة على استمرار الهدى وتجدده وأن لكل موقف في حياة الإنسان هدىً خاصًا به يجده في القرآن.
وهدايته هدايتان: هداية للناس كلهم وهي هداية الدلالة والبيان لطريق الحق ، وهداية خاصة بالمؤمنين المتدبرين له العاملين بما فيه من التوفيق للطاعات وبيان حل المشكلات .
(وأقوم): أي أعدل وأصوب وأسد وأعلى
ألا تراه حذف متعلق (أقوم ) ليعطي معنى العموم. ، والِاخْتِصارُ عَلى "أقْوَمُ" ولَمْ يَذْكُرْ: "مِن كَذا" إيجازٌ، والمَعْنى مَفْهُومٌ، أيْ: لِلَّتِي هي أقْوَمُ مِن كُلِّ ما غايَرَها، فَهي النِهايَةُ في القِوامِ.
( للتي هي أقوم ) في العقائد والعبادات والأعمال والسلوك.. في الأخلاق والمعاملات .. في أمور الدين والدنيا.. في كل شيء ..
فهو كتاب فيه الهداية للطريق المستقيم، وقد فسر الصراط المستقيم بأنه القرآن ؛ ومن تمسك به عصم من الضلالة (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدًا : كتاب الله وسنتي) (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراطٍ مستقيم) (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) (فمن تبع هداي فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون) فمن تدبره وفقهه واتبع هداه تبصر واهتدى فكان له الأمن في الدنيا والآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال : إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم؛ فأما داؤكم فالذنوب والخطايا، وأما دواؤكم فالاستغفار .
فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن كان أكمل الناس وأقومهم وأهداهم في جميع أموره.
قال الحسن البصري: (إنَّ من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم؛ فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار ) (وما أحوجنا للتمسك بنهج السلف!
وعدم التدبر أفقدنا العلم، وعدم الاتباع أفقدنا العمل..
فتدبَّرِ القرآنَ إن رُمتَ الهدى *** فالعلمُ تحتَ تدبُّرِ القرآنِ
وهو كتاب عزتنا ورفعتنا (كتابًا فيه ذكركم): أي شرفكم؛ فمن اتبع هداه نال شرف الذكر وحاز شرف العمل به.
بنفسي من استهدى إلى الله وحده **** وكان له القرآن شربًا ومغسلا
للتي هي أقوم في لسانك .. بيانه وتهذيبه ، ولا عجب فهو (قرآن عربي) و(كتابٌ مبين) و (غير ذي عوج)
( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)
يهدي الإنسان في جميع شؤونه الروحية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وغيرها من جوانب الحياة، ولايوجد كتاب يفي بجميع هذه المتطلبات، ويهدي لأحسنها إلا القرآن الكريم ؛ فهو مشتمل على بيان الأحكام، وتبيين المشكلات، وتحصيل العلوم.
فاللهم اهدنا بالقرآن وارزقنا تدبره وتلاوته آنا الليل والنهار واجعله لنا شفيعًا وقائدًا إلى الجنة .
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وقد استوفت الرسالة الكلام على أهمّ مسائل الآية، ومن الملاحظات عليها:
- كثرة النقل، والنقل عن العلماء في الأسلوب الوعظي إنما يكون في بعض العبارات المؤثّرة التي لا يسدّ مكانها أسلوب الكاتب، أما غير ذلك فيجب أن تكون الرسالة بـأسلوبك الخاصّ.
- عدم تخريج بعض الأحاديث والآثار.
- الاختصار في بيان أهمّ مسائل الآية وهي معنى هداية القرآن للتي هي أقوم، فلو مثّلتِ لذلك، وقد أفاض الشنقيطي رحمه الله في الحديث عن هذه الآية فأوصيك بمراجعة تفسيره.
وأكرّر الوصية بالكتابة بأسلوبك، وهو متميّز بالفعل كما عهدناك، وليس القصد أن تكون الرسالة من أفكارك الخاصّة إنما تلخيص ما فهمتيه من كلام المفسّرين بأسلوبك، والفرصة سانحة للإضافة مما لديك.
التقويم: ب
بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir