دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأسئلة العلمية > أسئلة التفسير وعلوم القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 جمادى الآخرة 1435هـ/14-04-2014م, 04:17 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي سؤال: هل الجمهور على أن إبليس من الملائكة؟

أخبر ابن عطية أن الذي عليه الجمهور أن إبليس من الملائكة، فهل هو القول الراجح؟

جزاكم الله عنا خيرا.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 رجب 1435هـ/6-05-2014م, 11:49 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
أخبر ابن عطية أن الذي عليه الجمهور أن إبليس من الملائكة، فهل هو القول الراجح؟

جزاكم الله عنا خيرا.
الخلاف في هذه المسألة قديم ، وقد روي فيها آثار عن بعض الصحابة والتابعين لا تصح عنهم ، وتعدد هذه الروايات الواهية وكثرة سريانها في كتب التفسير قد يفهم منها من لا يفحص الأسانيد أن هذا قول جمهور أهل العلم ، وليس الأمر كذلك ، ولذلك ينبغي للمفسّر أن لا يغترّ بتعدد الروايات والأخبار الواهية، ولا سيّما فيما يخالف نصا صريحاً ، أو ظاهر النص المتبادر إلى الذهن، بل عليه أن يعمد إلى الروايات فيميّز صحيحها من ضعيفها، ثم يقبل الصحيح ويردّ الضعيف، ويجيب على الإشكال.
وأما من اعتبر تعدد هذه الروايات الواهية قولاً صحيحاً فإنّه سيضطر إلى تكلّف الجمع بين هذا القول ودلالة النصوص الصحيحة الصريحة بأنواع من الاستثناءات والتخصيصات التي لا يمكن قبولها إلا بدليل يعتمد عليه.
وهذه المسألة فيها قولان مشهوران:
القول الأول: أن إبليس من الجن، وهذا القول يدلّ عليه نص قول الله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا}
فبيّن الله تعالى أن إبليس من الجنّ؛ والتعريف في الجنّ للجنس الذي تعرفه العرب في خطابها وتعهده.
وبيّن أن له ذريّة بخلاف الملائكة الذين لا يتوالدون ولا يتناكحون.
وبيّن أنه فسق عن أمر ربّه ،و الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
وبيّن الله تعالى في موضع آخر أن إبليس قد خلق من مادّة غير التي خلق منها الملائكة قال الله تعالى: {والجانّ خلقناه من قبل من نار السموم}.
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارجٍ من نار وخلق آدم مما وصف لكم )) رواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها.
والقول بأن إبليس من الجن هو قول الحسن البصري وعبد الرحمن بن زيد وابن شهاب الزهري وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير ومحمد الأمين الشنقيطي وابن عثيمين والألباني.

والقول الثاني: أنه من الملائكة ثم مسخ شيطاناً ، وهذا القول روي عن ابن مسعود وابن عباس بأسانيد واهية لا تقوم بها الحجة في أخبار أشبه بروايات بني إسرائيل.
لكنه صحّ عن قتادة وسعيد بن جبير ومحمد بن إسحاق صاحب السيرة؛ فأمّا قتادة فإنما أخذه عن نوف البكالي ابن امرأة كعب الأحبار، كما روى ذلك عنه أبو الشيخ في العظمة، ونوف بن فضالة البكالي ممن عرف برواية الإسرائيليات لمكانه من كعب الأحبار، وسعيد بن جبير قد أخذ عن نوف البكالي وهو معدود في شيوخه.
ومحمد بن أسحاق معروف برواية الإسرائيليات بلا تمييز.
وضعفاء الرواة يخطئون في سياق هذه الروايات فينسبونها إلى ابن عباس وبعض الصحابة وهي لا تصحّ عنهم.
وهذا القول أنكره الحسن البصري جداً حتى قال: (قاتل الله أقواماً يزعمون أنَّ إبليس كَانَ مِنْ ملائكة الله، والله تَعَالَى يَقُولُ: { كَانَ مِنَ الجِنّ} ). رواه ابن أبي حاتم.
وقال: (ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط، وإنه لأصل الجنّ، كما أن آدم عليه السلام أصل الإنس). رواه عنه ابن جرير في تفسيره.

وقد اختار ابن جرير رحمه الله القول الثاني ، واحتجّ له بحجج لا تثبت، منها أنه جائزٌ أن يكون الله تعالى قد خلق صنفًا من ملائكته من نارٍ كان منهم إبليس، وأن يكون أفرد إبليس بأن خلقه من نار السّموم دون سائر ملائكته.
وهذا القول فيه استدراك على عموم النص النبوي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خلقت الملائكة من نور} والتعريف للجنس الذي لا يخرج عنه أحد أفراده.
ولو ثبت هذا لكان هؤلاء الذين خلقوا من نار مادّتهم غير مادّة الملائكة المخلوقين من نور، ولفارقوهم في الاسم كما فارقوهم في أصل الخلقة.
وهذا التأويل إنما كان سببه اعتقاد صحّة تلك الروايات ثم تكلّف الجمع بينها وبين النصوص الصحيحة.
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: (وما يذكره المفسرون عن جماعة من السلف كابن عباس وغيره: من أنه كان من أشراف الملائكة، ومن خزان الجنة، وأنه كان يدبر أمر السماء الدنيا، وأنه كان اسمه عزازيل ـ كله من الإسرائيليات التي لا معول عليها.
وأظهر الحجج في المسألة، حجة من قال: إنه غير ملك؛ لأن قوله تعالى: {إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ...} الآية، وهو أظهر شيء في الموضوع من نصوص الوحي. والعلم عند الله تعالى)ا.هـ.
وقال الألباني رحمه الله: (وما يروى عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى:{ من الجن} أي من خزان الجنان ، وأن إبليس كان من الملائكة ، فمما لا يصح إسناده عنه ، ومما يبطله أنه خلق من نار كما ثبت في القرآن الكريم ، والملائكة خلقت من نور كما في " صحيح مسلم " عن عائشة مرفوعا ، فكيف يصح أن يكون منهم خلقة ، وإنما دخل معهم في الأمر بالسجود لآدم عليه السلام لأنه كان قد تشبه بهم وتعبد وتنسك ، كما قال الحافظ ابن كثير ، وقد صح عن الحسن البصري أنه قال : " ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط وإنه لأصل الجن ، كما أن آدم عليه السلام أصل البشر ")ا.هـ.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سؤال, هل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir