السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
عدّد الخصال التي ذمّ الله عليها اليهود الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، واذكر ما استفدته من معرفتك بها من فوائد.
من الخصال التي ذمّ الله عليها اليهود:
- كتمان الحق بعد علمهم، وهذا من العناد والخداع. {مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
- تركهم كتاب الله، وعدم فهمه والعمل به، مع ادعائهم العلم. {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ}
- تحريف كتاب الله، والسبب في ذلك ابتغاء الثمن القليل من الدنيا. {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ}
- التناجي بالباطل، وسوء السريرة. {وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوۤاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ}
- التهاون بالعذاب، والكذب على الله في نسبة ما لم يكن منه سبحانه. {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً}
- الإيمان ببعض الكتاب والكفر بالبعض. {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ ٱلّعَذَابِ}
أما الفوائد من معرفة ذلك، فتتلخص في ما يلي:
- أن العلم بدون الهداية لا ينفع به العبد، فعلم اليهود بوعد الله ووعيده لم ينههم عما فعلوا مع النبي.
- التناجي بالباطل من صفات اليهود، وكذلك المنافقين، وهو من المنهي عنه شرعا.
- الحرص على تدبر القرآن وفهمه والعمل به.
- الحرص على الزهد في الدنيا، وألا تكون عائق عن آخرة العبد، فهو السبب الذي جعل اليهود يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.
- اتباع دين الله كاملا، من غير انتقاء لأحكام دون غيرها أو تخير ما يوافق الهوى.
السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)}البقرة.
يخاطب الله تعالى المؤمنين لبيان حال الضالين من اليهود وما فعلوه من أعمال سوء أدت إلى قطع الطمع في إيمانهم، وقساوة قلوبهم بعدما رأوا من آيات بينات، وذلك بسبب أنهم بدلوا كلام الله المنزل في التوراة ومنه صفة النبي صلى الله عليه وسلم وآية الرجم وغير ذلك، وقيل المراد تحريفه هو التأويل فقط، وهذا التحريف والتأويل كان عن عمد وبعد أن وعوا ما أنزل الله، فهم مخالفون على علم وبصيرة، كما في قوله تعالى: {يحرّفون الكلم عن مواضعه}، وقيل أنها خاصة في السبعين الذين اختارهم موسى للقاء ربه ولم يرجح ابن كثير ذلك.
2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: المراد بالأميّين قوله تعالى: {ومنهم أميّون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيّ}.
ذكر المفسرون في ذلك عدة أقوال، هي:
الأول: أنهم اليهود، وهو قول أبي العالية ومجاهد وغيرهما، ذكره ابن عطية ورجحه، وذكره ابن كثير.
الثاني: هم قوم ذهب كتابهم لذنوب ركبوها فبقوا أميين، ذكره ابن عطية.
الثالث: نصارى العرب، وهو قول عكرمة والضحاك، ذكره ابن عطية.
الرابع: المجوس، وهو قول علي بن أبي طالب، ذكره ابن عطية.
الخامس: أهل الكتاب، وهو قول مجاهد، ذكره ابن كثير.
السادس: قومٌ لم يصدّقوا رسولًا أرسله اللّه، ولا كتابًا أنزله اللّه، فكتبوا كتابًا بأيديهم، ثمّ قالوا لقومٍ سفلة جهّال: {هذا من عند اللّه}، وهو قول ابن عباس، ذكره ابن كثير وضعف إسناده.
ويمكن ترجيح القول الأول لكونه أكثر أقوال السلف ولسياق الآيات الدالة عليه، وهم داخلون في جملة أهل الكتاب فلا تعارض بينه وبين القول الخامس والسادس.
ب: المراد بالقول الحسن في قوله تعالى: {وقولوا للناس حسنا}.
ذكر المفسرون في ذلك عدة أقوال، هي:
الأول: قولوا لهم الطيب من القول وحاوروهم بأحسن ما تحبون أن تحاوروا به، ذكره ابن عطية عن أبي العالية، وذكر معناه ابن كثير.
الثاني: أن المعنى قولوا لهم: لا إله إلا الله ومروهم بها، وهو قول ابن عباس، ذكره ابن عطية.
الثالث: قولوا لهم حسنا في الإعلام بما في كتابكم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم، ذكر معناه الزجاج، وذكره ابن عطية عن ابن جريج.
الرابع: مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر، ذكره ابن عطية عن سفيان الثوري، وذكره ابن كثير عن الحسن البصري.
الخامس: السلام، ذكره ابن كثير من راوية لابن أبي حاتم، وضعفه.
ولا تعارض بين الأقوال الأربعة الأولى، ويشمل معناهم القول الأول كما هو ظاهر كلام ابن كثير.