دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الآخرة 1441هـ/20-02-2020م, 01:31 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثاني: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة تاريخ علم التفسير

القسم الثاني من دورة تاريخ علم التفسير

اختر مجموعة من المجموعات التالية، وأجب على أسئلتها إجابة وافية:


المجموعة الأولى:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
س2: كيف بدأ تدوين التفسير؟
س3: هل الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل يسوّغ الرواية عمّن عرف عنه الكذب في نقل أخبارهم؟
س4: عدد أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات على وجه الإجمال.


المجموعة الثانية:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
س2: ما هي أنواع تدوين التفسير في القرن الأول؟
س3: ما معنى الإسرائيليات؟ وما حكم روايتها؟
س4: بيّن طبقات رواة الإسرائيليات مع التمثيل لكل طبقة.

المجموعة الثالثة:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
س2: اذكر الصحابة والتابعين الذين عرف عنهم قراءتهم لكتب أهل الكتاب.
س3: ما سبب شهرة الإسرائيليات المنكرة في كتب التفسير؟
س4: لخّص مراتب وأحكام رواية الإسرائيليات المذكورة في كتب التفسير.




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الآخرة 1441هـ/22-02-2020م, 10:49 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

المجلس الثاني من مجلس مذاكرة
القسم الثاني من دورة تاريخ علم التفسير

المجموعة 2
ج1:
أبو إسماعيل ،
مرة بن شراحيل البكيلي الهمداني ،
يقال له ؛
مرة الخير ، ومرة الطيب ، سمي بذلك نظراً لكثرة عبادته ،
قال عنه الذهبي : مخضرم ، كبير لشأن ، عاش بالكوفة من ثقات التابعين ،تضلع من العلم ،وغلبت عليه العبادة وكثرة الصلاة ، حتى كان يصلي كل يوم 600 ركعة ،ولم تكثر رواية لأنه لم يتفرغ لنشر العلم ،وهل يراد من العلم إلا ثمرته .
ومع ذلك : كانت مروياته في التفسير كثيرة .
من مروياته بالتفسير :- عن ابن وهب بسنده إلى مرة، قال :سمعت ابن مسعود يقول " اتقوا الله حق تقاته "
فحق تقاته : أن يطاع فلا يعصى ،ويشكر ولا يكفر ،ويذكر فلا ينسى.

وعن موسى بن أبي عائشة : سألت مرة عن قوله " يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان "،
قال : المرجان : جيد اللؤلؤ ،
توفي سنة : 76هـ.
-الفوائد من دراسة سيرته :
1- اهتمام التابعين بكثرة العبادة بكل أنواعها ،والتعلق بالله سبحانه.
2-عظم شأن هذا التابعي الجليل ،وكبر شأنه بين الناس بالرأي والعلم .
3- جمع بين العلم والعبادة .
4- كان ثقة في روايته مشهود له .
5- كثر مروياته في التفسير .
6-كثرة مروياته في غير التفسير ،لأنه لم يتفرغ لنشر العلم.

7- الغاية من تحصيل العلم هو نشره ،وذلك ثمرة العلم.
8- كثرة صلاة التابعي مرة الهمداني .

ثانيا : أبو الأحوص ،
عوف بن مالك بن نضلة الجشمي،
وجشم : بطن من هوازن
-روى عوف عن أبيه مالك وكان ،والده صحابيا .
قال الرسول عليه السلام لوالده : إذا أنعم الله على عبده نعمه أحب أن يرى أثر نعمته عليه .
يعد من أوائل من نزل الكوفة من التابعين في خلافه عمر ،
أخذ العلم والفقه عن ابن مسعود ،وأبي موسى الأشعري.
قاتل الخوارج مع على بن أبي طالب .
روى أحداث معركة النهروان
كان ثقة حافظا للحديث.

روى عن ابن مسعود فأكثر الرواية ،وأطاب الحديث.
صحب ابن مسعود وتلقى عنه العلم الغزير ،وخاصة في التفسير وروى عنه .
كان أبو الأحوص من القصاص الثقات ،وكان أبو عبد الرحمن السلمي يوصي طلابه ومنهم عاصم بن أبي النجود أن لا يجالسوا القصاص إلا أبي الأحوص .
قال أبن حبان :
قتلته الخوارج أيام الحجاج بن يوسف ،وقيل : قتلته الأزارقة من الخوارج،
مات مابين الثمانين والتسعين .
وروى عنه في التفسير :
أبو إسحق السبيعي ،وعلي بن الأقمر وعاصم بن أبي النجود وسلمه بن كهيل .
-ومما روى عنه في التفسير:
روى إسرائيل بسنده عن أبي الأحوص عن ابن مسعود : في قوله " ومن الأنعام

حمولة وفرشاً " قال الحمولة :- ماقد حمل من الإبل ، والفرش : صغار الإبل التي لم تحمل .
-الفوائد :
1- له مرويات عن الصحابة ، ومنهم والده .
2- يعد من أوائل من نزل الكوفة .
3- عنايته بطلب العلم عن الأفذاذ من أهله ،ومنهم ابن مسعود .
4- جمع بين طلب العلم والجهاد في سبيل الله ضد الخوارج .
5- عنايته بحفظ الحديث وضبطه.
6- كان من القصاص الثقات.
7- التثبت في الرواية والحذر من ضعفها.
8 عنايته بنشر العلم.

ج2: أنواع تدوين التفسير في القرن الأول :
أكثر تدوين التفسير وروايته كان في النصف الثاني من القرن الأول ،أي بعد 50 هجرية.
وكان على ثلاثة أنواع :
1- تدوين الأحاديث في التفسير المروية عن النبي عليه السلام وتدوين أقوال الصحابه في التفسير وروايتها،
مثل : فعل أصحاب ابن عباس وبعض تلاميذ ابن مسعود.
2- تدوين أقوال المفسرين من التابعين ومروياتهم في التفسير ، كما فعل تلاميذ مجاهد وتلاميذ عكرمة.
3- تدوين أخبار بني إسرائيل المتلقاه عن أهل الكتاب، ومن يروي عنهم ،مثل :الذي كتب عن بعض من روى عن كعب الأحبار ،ووهب بن منبه ،وكان سعيد بن المسيب ممن يأخذ عن كعب الأحبار

وكتب وهب بن منبه كتابه " المبتدأ " ودون فيه كثيراً من أخبار بني إسرائيل ،وكيف كان بدء الخلق وقصص الأنبياء ،وكان ممن يكتب التفسير فدخل في صحيفته إسرائيليات مروية عن كعب الأحبار ووهب بن منبه مماله مناسبة في التفسير .
ج3- معنى الإسرائيليات وحكم روايتها :
معنى الإسرائيليات :
هي أخبار بني إسرائيل ، وهو يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليه السلام
حكم روايتها :
1- أن الإذن بالتحديث عنهم إذن مطلق يدخله التقييد ،سواء مانص عليه الرسول أو الصحابة

2- ماكان من الإسرائيليات يخالف دليلاً صحيحاً فهو باطل ،لاتجوز روايته إلا على سبيل التشنيع عليهم ،وبيان تحريفهم ،ويجب تكذيبه .
3- أن لايعتقد تصديق مايروى عنهم مالم يشهد له دليل صحيح من الأدلة المعتبرة .
4- أن بعض الإسرائيليات قد تتضمن زيادات منكرة لأخبار محتملة الصحة في الأصل ،فتنكر الزيادات المنكرة مع بقاء احتمال أصل القصه بوجود مايعضدها .
5- أن لا تكون أخبارهم مصدرا يعتمد عليه في التعليم ،بل يستأنس بها كما ذكر ابن كثير .
فذكرها جائز على طريق الاستشهاد بها لما عرف صحته.

6- أن عبدالله بن سلام وسلمان وغيرهم لم يكونوا مكثرين منها ،وما روى عنهم منها قليل جدا .
7- أن الصحابة الذين يروى عنهم منها قلة، وأكثر مايروى عنهم لايصح إسناده .
8- أن من التابعين وأتباعهم من تساهل في روايتها عن المجاهيل ،وتداولها القصاص وزاد فيها الكذابون، فكان ذلك من أسباب شهرتها ،حتى دونت في كتب التفسير .
9- أن يفرق بين الإذن المطلق بالتحديث عن بني إسرائيل وبين الحديث عن الكذابين الذين يروون الإسرائيليات المنكرة وهي كثيرة.
10- أن رواية بعض المفسرين لتلك الإسرائيليات في كتبهم كان من باب جمع ماقيل في التفسير ،وله فوائد منها التنبيه على علل بعض الأقوال.

ج4- طبقات رواة الإسرائيليات مع التمثيل لكل طبقة:
الطبقة الأولى :
-طبقة الثقات الذين يروون عن الثقات بإسناد صحيح إلى من عرف بالقراءة من كتب أهل الكتاب من الصحابة والتابعين ،وهم مقلون من رواية الإسرائيليات ،
مثل :
أبو بشر ،جعفر بن إياس اليشكري ، وابن أبي نجيح المكي .
الطبقة الثانية :
طبقة الرواة غير المتثبتين ،فهم من أهل الصدق ،لكن أخذ عليهم الرواية عن الضعفاء دون تمييز ،وخلط مرويات بعضهم من الثقات بمرويات الضعفاء وقد يقعوا في التدليس ،
مثل :
-الضحاك بن مزاحم .
وأبو معشر المدني.

الطبقة الثالثة :
طبقة ضعفاء النقلة الذين ضعفهم الأئمة النقاد في رواياتهم من غير أن يتهموا بالكذب ،لكن ضعفهم راجع لضبطهم وقلة تمييزهم للمرويات ،ويختلفوا عن ماقبلهم : أن أصحاب الطبقة الثانية إن صرحوا بالتحديث عن الثقة يقبل حديثهم في الجملة.
أما هؤلاء فلا ، لشدة ضعفهم
مثل :
يزيد بن أبان .
وعلي بن زيد بن جدعان .

الطبقة الرابعة :
طبقة الكذابين والمتهمين بالكذب ،وهؤلاء لاتعتبر رواياتهم للإسرائيليات ولا لغيرها مثل /
محمد بن السائب .
ومقاتل بن سليمان.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الآخرة 1441هـ/23-02-2020م, 12:11 AM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
حل مجلس القسم الثاني من دورة تاريخ علم التفسير
المجموعة الثانية:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.

الفوائد من سيرة التابعي : أبو يزيد الربيع بن خيثم الثوري (ت: 61هـ):
1. اجتهاد جيل التابعين من النهل من علم الصحابة رضي الله عنهم فصحبوهم وتعلموا منهم وتحلوا بسمتهم وهديهم. وقد صاحب الربيع ابن مسعود رضي الله عنه.
2. أهل العلم والفضل يعرفون قدر بعضهم البعض، فكان الربيع يهون من نفسه أمام شأن الصحابة رضي الله عنهم وعلوهم وسبقهم.
3. ثناء الصحابة على المجتهد من التابعين في العلم وقد ظهر أثر العلم عليه، كما كان ابن مسعود رضي الله عنه يثني على الربيع كلما رآه.

4. العلم يهذب صاحبه ويحفظه مما يعاب قولا وفعلا.
5. الإحسان إلى عباد الله وإن أساؤوا خلق اهل العلم، فقد دعا أبو اليزيد لسارق فرسه فالمغفرة والغنى.

6. إنما العلم الخشية، وهى ثمرة العالم الحق الذي تعلم لله، وقد قال تعالى: ( إنما يخشى الله من عباده العلماء).
7. الحرص على تحقيق الإخلاص صفة العالم الحق الذي يخشى الرياء وقد خبر عيوب النفس التي تكون مدخلا للشيطان، وقد روي عن الربيع أنه كان يغطي مصحفه إذا دخل عليه أحد.
8. تعظيم قدر الله في القلب مما يوصف به العالم الحق، ولا يكون ذلك إلا بمعرفة قدر الله عز وجل وأن الخلق كلهم تحت تدبيره ومعرفة ضعف النفس وفقرها وعوارها، وكان الربيع يقول حين يصبح : ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا.

9. مما نقل من وصايا وأقوال الربيع قوله لبكر بن ماعز: (يا بكر، اخزن عليك لسانك إلا مما لك ولا عليك، فإني اتهمت الناس على ديني، أطع الله فيما علمت، وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه، لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ، ما خيركم اليوم بخيرٍ، ولكنه خيرٌ من آخر شر منه، ما تتبعون الخير كل اتباعه، ولا تفرون من الشر حق فراره، ما كل ما أنزل الله على محمدٍ أدركتم، ولا كل ما تقرءون تدرون ما هو، السرائر اللاتي يخفين على الناس هن لله بَوَادٍ، ابتغوا دواءها)
ثم يقول لنفسه: (وما دواؤها؟ أن تتوب ثم لا تعود)
وفي هذه الموعظة المجملة ما يبرز الفقه في الدين.

الفوائد من سيرة التابعي: أبو عائشة مسروق بن الأجدع الهمْداني (ت:62هـ):
1. النهمة للعمل والحرص عليه لا يوفق إليها كل أحد فمن وجد في نفسه ذلك فليحمد الله وليشكر تلك النعمة، وقد قيل أن مسروق لم يكن أطلب منه للعلم.
2. الحرص على مصاحبة أهل العلم من الأكابر المشهود لهم بالعلم والفقه.
3. كلما كان المرء راسخا في العلم كان من الفتن أبعد، ولا يخلو الأمر من وجوب النصح والتحذير.
4. لا يصبر على طول مشقة العبادة إلا من أخلص لله فيثبته الله.

5. الزهد في الدنيا هو السمة الغالبة على كثير من أهل العلم في زمن الصحابة والتابعين.
6. الإعجاب بالعمل دال على جهل المرء بحقيقة نفسه وجهله بقدر الله عز وجل.


س2: ما هي أنواع تدوين التفسير في القرن الأول؟
ج2:كان النبي صلى الله عليه وسلم هو المعلم الأول للتفسير فكان يبين للصحابة رضي الله عنهم معاني القرآن كما كان يبين لهم الحروف، وحمل الصحابة هذا العلم ونقلوه لمن أتى بعدهم من التابعين، ونعمد إلى التقسيم لتوضيح كيف بدأ التدوين ..

أولا ما تم تدوينه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:

كتابة القرآن:
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت الحاجة قد ظهرت لجمع القرآن الذي تفرق في صدور الصحابة وصحائفهم وما استعملوه لكتابته من لخاف ورقاع، والذي دعى لذلك هو قتل كثير من القراء في وقعة اليمامة، فأُمر زيد بن ثابت بجمعه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يملي بعض كتاب الوحي الآيات، فكان تدوين القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن جمعه إلا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، ولم يكن التفسير والحديث يكتبان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر لنهيه عن كتابة غير القرآن كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)
.صحيح مسلم.

كتابة الحديث:
أذن النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو أن يكتب عنه الحديث، وكان عبد الله قد كتب حديثا كثيرا في صحيفة عرفت ب( الصادقة)، وحفظ أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينس شيئا ونشر علما كثيرا، وتنوعت أحوال الصحابة في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم فمنهم المقل ومنهم المكثر.
وقد ذهب بعض العلماء أن الإذن بكتابة حديث النبي صلى الله عليه وسلم كان خاصا بعبد الله بن عمرو، وبعضهم ذهب إلى أن النهي نسخ في مكة لحديث: (اكتبوا لأبي شاه)، فيما فسره الأوزاعي بأن تكتب له خطبته صلى الله عليه وسلم.
فالخلاصة أن التدوين كان للقرآن وللأحاديث وكان تدوين القرآن سابقا لتدوين الأحاديث كما تقدم.

ثانيا ما تم تدوينه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم:

لابد أن نوضح أن الحاجة للتدوين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت بقصد تقييد العلم وحفظه من الضياع، فقد كتب بعض الصحابة صحفا يسيرة للحاجة ككتابة أبي بكر صحيفة في مقادير الزكاة، وكتابة علي صحيفة فيها العقل والديات وغيرهم، وكذلك كان لكبار التابعين صحف من أشهرها صحيفة همام بن منبه عن أبي هريرة.

كتابة التفسير:
حث بعض الصحابة على تقييد العلم كأبي هريرة وابن عباس وأنس بن مالك، و فيما ذكر أن أول من اعتنى بتدوين التفسير هم أصحاب ابن عباس رضي الله عنه، كسعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وأربدة التميمي، وأبو مالك الغفاري، وأبو صالح باذام، وكانت لهم صحف خاصة للتفسير، وتلك الصحف انتشرت في أواخر القرآن الأول لانتشار أصحاب ابن عباس في الأمصار وكثرة الصحف التي كتبها عنهم أصحابهم.
وكان لكبار التابعين صحف خاصة بالتفسير كعبيدة بن عمر السلماني، وهو من خاصة أصحاب ابن مسعود وعلي بن أبي طالب، ولكنه لما حضرته الوفاة دعا بكتبه فمحاها، قيل أن ذلك خشية أن توضع في غير موضعها، وقد تكون مشتملة صحيفته على ما له علاقة بالتفسير.
وكذلك كان للحارث بن عبد الله الهمداني المعروف بالحارث الأعور كتبا قد كتبها وقد اطلع عليها أبو إسحاق السبيعي الذي تزوج امرأة الأعور بعد وفاته، والحارث كان متروك الحديث لضعفه في الرواية وغلوه في التشيع.
وكلاهما متقدمان في السن على أصحاب ابن عباس لكن كتبهم لم تحفظ ولم تور عنهم حتى يعرف ما فيها.

أنواع تدوين التفسير في القرن الأول:
كان أكثر ذلك في النصف الثاني من القرن الأول، وعلى على ثلاثة طرق:
الأول:
تدوين أحاديث التفسير المروية عن النبي صلى الله عليه، وتدوين أقوال الصحابة في التفسير وروايتها.
كما فعل أصحاب ابن عباس، وبعض تلاميذ أصحاب ابن مسعود، وبعض أصحاب أبي هريرة.

والثاني:تدوين أقوال ومرويات المفسّرين من التابعين في التفسير.
كما فعل أصحاب كل من مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وزيد بن أسلم ونافع مولى بن عمر، وغيرهم
.

والثالث: تدوين أخبار بني إسرائيل المتلقاة عن أهل الكتاب، ومن يروي عنهم.
فكتب بعض ما روي عن كعب الأحبار ووهب بن منبّه ومغيث بن سميّ ونوف البكالي وتبيع بن عامر، وغيرهم.


س3: ما معنى الإسرائيليات؟ وما حكم روايتها؟
ج3: الإسرائيليات هى أخبار بني إسرائيل، وقد اشتملت على ما جاء من أخبار أهل الكتاب وقد اشتهرت بالإسرائيليات لما غلبت عليها أخبار بني إسرائيل، وإسرئيل هو يعقوب عليه السلام من نسل إبراهيم عليه السلام.

وتختلف أحكام رواية الإسرائيليات وبيانها كالتالي:
عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار).صحيح البخاري.
وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا:{آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم})الآية.صحيح البخاري.

وقد دلت هذه الأخبار الصحيحة وغيرها على جواز رواية الإسرائيليات وحكمها ونفصل ذلك كالتالي:

1.أن الإذن بالتحديث عنهم إذن مطلق يدخله التقييد، وأن التقييد يعرف بما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه ما نصّ عليه بعض أصحابه.
2.
ما كان من أخبارهم يخالف دليلاً صحيحاً فهو باطل؛ لا تحلّ روايته إلا على سبيل الاعتبار والتشنيع، وبيان تحريفهم،ويجب تكذيبه.
3. عدم اعتبار ما لم يشهد الدليل الصحيح بصدقه..
4.أن بعض الإسرائيليات قد تتضمن زيادات منكرة لأخبار محتملة الصحة في الأصل؛ فتنكر الزيادات المنكرة، وتردّ، مع بقاء احتمال أصل القصة إذا كان له ما يعضده.
5.ما صح من الإسرئيليات تجوز روايته على سبيل الاستشهاد.

ومن الأمثلة على ما تجوز روايته وما لا تجوز روايته وما يجب التوقف فيه:
1.ما تجوز روايته وتصديقه:
مثاله ما ورد في حديث ابن مسعود: جاء حَبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إنا نجد: أن الله يجعل السموات على إصبع والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وما قدروا الله حق قدره، والأرض جميعا قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى عما يشركون). صحيح البخاري.

2.ما لا تجوز روايته إلا لبيان بطلانه، وهذا كذب لا يصدق:
ومثاله ما ورد عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: إن اليهود تقول: إذا جاء الرجل امرأته مجباة جاء الولد أحول، فقال: كذبت يهود
{ فنزلت {نساؤكم حرث لكم، فأتوا حرثكم أنى شئتم}. السنن الكبرى للنسائي.

3. قسم يتوقف فيه: تجوز روايته ولكن لا يُصدق، ولا يُكذب.
ومثاله ما رواه ابن أبي نملة، أن أبا نملة الأنصاري، أخبره أنه بينا هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل من اليهود، فقال: يا محمد، هل تتكلم هذه الجنازة؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الله أعلم ".
قال اليهودي: أنا أشهد أنها تتكلم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: (إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله، فإن كان حقا لم تكذبوهم، وإن كان باطلا لم تصدقوهم).

س4: بيّن طبقات رواة الإسرائيليات مع التمثيل لكل طبقة.
ج4: رواة الإسرائيليات على طبقات متفاوتة:
الطبقة الأولى:طبقة الثقات الذين يروون عن الثقات بإسناد صحيح إلى من عرف بالقراءة من كتب أهل الكتاب من الصحابة والتابعين.
حالهم: مقلّون من رواية الإسرائيليات، ويروون الإسرائيليات كما يروون سائر مسائل التفسير
.
ومن هؤلاء: أبو بشر جعفر بن إياس اليشكري، وابن أبي نجيح المكي، والأعمش، وأبو رجاء العطاردي، ويزيد بن أبي سعيد النحوي، والربيع بن أنس البكري، ومعمر بن راشد الأزدي، والحسين بن واقد المروزي، وبكير بن معروف الدامغاني، وشيبان النحوي، وورقاء بن عمر ، ويزيد بن زريع العيشي، وهشيم بن بشير الواسطي، وغيرهم من النقلة الأثبات في رواية التفسير.

الطبقة الثانية: طبقة الرواة غير المتثبّتين
حالهم:
أهل صدق وصلاح في أنفسهم، معروفون بالاشتغال بالتفسير والعناية به.
المآخذ عليهم: روايتهم عن الضعفاء والمجاهيل دون تمييز، وخلط مرويات بعضهم ببعض، وخلط مرويات الثقات بمرويات الضعفاء، وأخذ على بعضهم التدليس.
وأصحاب هذه الطبقة إذا صرّحوا بالتحديث عن ثقة فإنّ حديثهم مقبول في الجملة.
ومن الرواة في هذه الطبقة: الضحاك بن مزاحم الهلالي، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني، وعطية بن سعيد العوفي، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وأبو معشر المدني.

ومن أمثلة هذه الطبقة: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي الكوفي(ت:127هـ)
من طبقة صغار التابعين.
حاله:كان رجلاً صالحاً في نفسه، وكان قاصّاً يعظ ويفسّر القرآن.
الرتبة عن أهل العلم:
وثّقه العجلي وابن حبان،
وقال أحمد: مقارب الحديث.
وقال النسائي: صالح.
و قال يحيى بن معين أنه ضعيف.
وقد أخرج له مسلم في صحيحه،
حكم مروياته: مروياته في الإسرائيليات مقبولة ما لم يكن فيها نكارة أو مخالفة.
وأما أقواله في التفسير فقد اعتنى بها جماعة من الأئمة وروى عنه الكبار من أمثال شعبة وسفيان الثوري وزائدة وإسماعيل بن أبي خالد، وهو عالم بالتفسير، وتعتبر أقواله في التفسير كما تعتبر سائر أقوال التابعين
.

والطبقة الثالثة:طبقة ضعفاء النقلة.
حالهم: ضعّفهم الأئمّة النقّاد في رواياتهم من غير أن يُتّهموا بالكذب؛ لكن يكون ضعفهم راجع لضعف ضبطهم، وقلة تمييزهم للمرويات.
وهم شديدو الضعف.
وأصحاب هذه الطبقة لو صرّحوا بالتحديث فلا تقبل روايتهم لشدّة ضعفهم.
ومن أصحاب هذه الطبقة: يزيد بن أبان الرقاشي، وعلي بن زيد ابن جدعان، وموسى بن عبيدة الربذي، وجويبر بن سعيد الأزدي.

الطبقة الرابعة:طبقة الكذابين والمتّهمين بالكذب.
حالهم: لا تعتبر رواياتهم للإسرائيليات ولا لغيرها
.
ومن هؤلاء: محمد بن السائب الكلبي، ومقاتل بن سليمان البلخي، وأبو بكر سُلمى بن عبد الله الهذلي، وأبو هارون عمارة بن جوين العبدي، وعثمان بن مطر الشيباني، والحكم بن ظهير الفزاري، وإسماعيل بن يحيى التيمي، ومحمد بن مروان المعروف بالسدي الصغير، وأبو الجارود زياد بن المنذر الهمداني، وموسى بن عبد الرحمن الثقفي، وعبد المنعم بن إدريس اليماني.
ومن أمثلة هذه الطبقة: مقاتل بن سليمان البلخي (ت:150هـ)
مقاتل بن سليمان مفسّر مشهور.
الرتبة عند أهل العلم: متَّهم بالكذب عند أهل الحديث.
عدّه النسائي من كبار الوضَّاعين.
وقد نُسبت إليه بدعة التشبيه.
روايته: وما يتفرّد به ضعيف جداً، وله أقوال في التفسير حسنة، وقد جمع نسخاً من التفسير وأدخل بعضها في بعض، وفسّر بها
حكم مروياته في الإسرئيليات: وقد تضمّن تفسير مقاتل جملة من الإسرائيليات المنكرة.
تعامل المفسرين مع مروياته: وقد تجنّب عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وطبقتهم الرواية عنه، لكن نقل منه الثعلبي جملة من أقواله ومروياته وفيها مناكير، ثم تبعه على ذلك الواحدي، ونقل منه الماوردي بدون إسناد، وتبعه ابن الجوزي في زاد المسير، ثم القرطبي في تفسيره، ثمّ شاعت بعض أقوال مقاتل في التفاسير التي أتت بعد ذلك.
ولتفسير مقاتل بن سليمان روايات كثيرة مفقودة، لترك أهل الحديث لها.

الحمد لله رب العالمين





رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الآخرة 1441هـ/23-02-2020م, 12:52 AM
حليمة السلمي حليمة السلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 321
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
عبيدة بن عمرو بن قيس السلماني المرادي (ت: 72هـ).
إمام مفسر فقيه مجتهد، من كبار علماء التابعين، أسلم عام الفتح لكنه لم يلق النبي ولم ينال شرف الصحبة الكريمة، أخذ العلم عن كبار صحابة رسول الله كعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهم.
ثم ارتحل إلى الكوفة ولازم الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وكان من أخص أصحابه وأحظاهم عنده، ثم انتقل لزم علي بن أي طالب بعد أن انتقل إلى الكوفة وأخذ عنه علمًا غزيرا وشارك معه في جهاده للخوارج في النهروان.
تولى القضاء في الكوفة وكان فقيهًا مجتهدًا حسن الفهم والاستنباط مع ورع شديد وتوقي.
أكثر من روى عنه في التفسير محمد ابن سيرين، كما روى عنه أنس ابن سيرين وإبراهيم النخعي وأبو الضحى وأبو حسان الأعرج وغيرهم.
الفوائد:
الحرص على طلب العلم، وبذل الجهد والوقت والمال في سبيله.
الاستكثار من العلم تورث المتعلم: التقوى والورع وحسن الفهم والاستنباط.
ملازمة أهل العلم ، تكسب الطالب علمًا وأدبًا وحسن سمت.

أبو مريم زِرُّ بنُ حُبَيشِ بنِ حُباشةَ الأسديّ (ت: 82هـ):
الإمام المقريء المفسر التابعي المخضرم الثقة،كان فصيحًا عالمًا بالعربية، أدرك الجاهلية والإسلام ، لم يلق رسول الله ص وقدم المدينة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم ارتحل إلى الكوفة ولازم الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وقرأ عليه القرآن وأخذ عنه علمًا غزيرًا.
ثم عاد إلى المدينة في خلافة عثمان رضي الله عنه، ولازم من الصحابة عبدالرحمن بن عوف وأبي بن كعب رضي الله عنهما، روى عن ابن عباس في التفسير وقرأ على أبي بن كعب القرآن روى عنه في التفسير وأخذ عنه علمًا كثيرًا.
كان من الأئمة القراء وعلماء التفسير والأحكام ثقة كثير التحديث ، روى عنه في القراءة عاصم بن أبي النجود والأعمش وغيرهما.
عمّر كثيرا حتى أدرك خلافة الوليد بن عبدالملك، توفي وقد تجاوز المائة وعشرين عامًا رحمه الله تعالى ورضي عنه.
الفوائد:
تقدم المرء في العمر وكِبر سنه ليس عائقًا في حفظ القرآن وطلب العلم.
بذل الجهد والوقت في تتبع العلماء وجمع علمهم ونقله عنهم.
ضرورة الإلمام بالعربية وتعلم الفصحى؛ لأهميتها في فهم القرآن وحفظ العلوم.

س2: ما هي أنواع تدوين التفسير في القرن الأول؟
أكثر رواية التفسير وتدوينه كان في النصف الثاني من القرن الأول، وكان السبق في التدوين لأصحاب الحبر عبدالله بن عباس رضي الله عنه، الذين كتبوا التفسير عنه في صحائفهم الخاصة، وكان رضي الله عنه يحثهم على الكتابة كغيره من الصحابة مثل أب هريرة وعبدالله بن مسعود وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين.
وقد انقسم التدوين في هذا القرن إلى ثلاثة أضرب:
1. تدوين الأحاديث المروية عن رسول الله ص في التفسير، وتدوين أقوال الصحابة رضوان الله عليهم وروايتها، كما فعل تلامذة ابن عباس رضي الله عنه وبعض طلبة ابن مسعود وأبي هريرة وابن عمر وعبدالله بن عمرو رضي الله عنهم.
2. تدوين أقوال التابعين من المفسرين ومروياتهم ، كما فعل أصحاب أصحاب الصحابة رضي الله عنهم، فدوّن أصحاب مجاهد وأصحاب سعيد بن جبير وأصحاب عكرمة وزيد بن أسلم وأصحاب نافع مولى ابن عمر وغيرهم مروياتهم التي رووها عنهم في التفسير عنهم.
3. تدوين أخبار بني إسرائيل المنقولة عن طريق أهل الكتاب وما يروى عنهم،فكُتب عن كعب الأحبار ووهب بن منبه وغيرهم، وكان لوهب بن منبه كتاب مشهور في ذلك اسمه " المبتدأ" كتب فيه الكثير من أخبار بني إسرائيل وقصصهم وبدء الخلق وغير ذلك كثير.

س3: ما معنى الإسرائيليات؟ وما حكم روايتها؟
هي أخبار بني إسرائيل، وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، الذي قال الله فيه: {كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ما حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزّل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين}.
وهي على مراتب وأنواع ولكل منها حكمه الخاص.
النوع الأول: ما قصّه الله في كتابه الكريم من أخبار بني إسرائيل كما قال الله تعالى: {إنّ هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون} ، وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث في أخبار بني إسرائيل.
وهذا النوع التصديق به واجب؛ لأنه من التصديق بكتاب الله تعالى، وبما أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم.
والنوع الثاني: ما كان يحدّث به بعضُ أهل الكتاب في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ممن كان في المدينة ونجران وخيبر وغيرهم، وهو على أقسام ثلاثة:
1. قسم يخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بتصديقهم فيه؛ كما في صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: جاء حَبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إنا نجد: أن الله يجعل السموات على إصبع والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وما قدروا الله حق قدره، والأرض جميعا قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى عما يشركون}).
2. وقسم يكذّبهم فيه النبي صلى الله عليه وسلم؛ جاء عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: إن اليهود تقول: إذا جاء الرجل امرأته مجباة جاء الولد أحول، فقال: «كذبت يهود» فنزلت {نساؤكم حرث لكم، فأتوا حرثكم أنى شئتم}.
3. وقسم يقف فيه فلا يصدّقهم ولا يكذبهم؛ كما روي عن ابن أبي نملة الأنصاري، أنه بينما هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل من اليهود، فقال: يا محمد، هل تتكلم هذه الجنازة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الله أعلم" قال اليهودي: أنا أشهد أنها تتكلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله، فإن كان حقا لم تكذبوهم، وإن كان باطلا لم تصدقوهم)).
وقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في التحديث عنهم، ونهى عن تصديقهم وتكذيبهم.
ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار».
لكن أهل العلم رحمهم الله تعالى وضعوا ضوابط في التحديث عن بني إسرائيل فقالوا:
1: أن الإذن بالتحديث عنهم إذن مطلق يدخله التقييد، وتلك القيود منها ما نصّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه ما نصّ عليه بعض أصحابه مما علموه وأدركوه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم لهم وتعليمه إيّاهم.
2: ما كان من أخبارهم يخالف دليلاً صحيحاً فهو باطل؛ لا تحلّ روايته إلا على سبيل الاعتبار والتشنيع ، وبيان تحريفهم، ويجب تكذيبه، كما كذّب ابن عباس نوفا البكالي لما زعم أن موسى الذي لقي الخضر ليس كليم الله، وإنما هو رجل آخر اسمه موسى.
3: أن لا يعتقد تصديق ما يروى عنهم ما لم يشهد له دليل صحيح من الأدلة المعتبرة لدى أهل الإسلام.
4: أن بعض الإسرائيليات قد تتضمن زيادات منكرة لأخبار محتملة الصحة في الأصل؛ فتنكر الزيادات المنكرة، وتردّ، مع بقاء احتمال أصل القصة إذا كان له ما يعضده.
5: أن لا تجعل أخبارهم مصدراً يعتمد عليه في التعلّم والتحصيل؛ لكن إذا أحكم الطالب دراسة أصول العلم على منهج صحيح؛ فلا حرج عليه أن يستأنس ببعض ما يروى من أخبار بني إسرائيل، وعلى ذلك يُحمل نهي ابن مسعود وابن عباس، مع ما روي عن ابن عباس من التحديث ببعض أخبار بني إسرائيل.
6: أن عبد الله بن سلام وسلمان الفارسي وعبد الله بن عمرو بن العاص لم يكونوا مكثرين من الروايات عن بني إسرائيل على سعة علمهم بها وقراءتهم لها، ودليل ذلك أن ما روي عنهم من الإسرائيليات قليل جداً.
7: أن الصحابة الذين يُروى عنهم بعض أخبار بني إسرائيل ممن لم يقرؤوا كتب أهل الكتاب قلة، وأكثر ما يُروى عنهم من ذلك لا يصحّ إسناده إليهم.
8: أن من التابعين وأتباعهم من تساهل في رواية الإسرائيليات عن الضعفاء والمجاهيل؛ فتداولها القُصّاص ،وزاد فيها الكذابون ؛ فكان ذلك من أسباب شهرتها حتى دوّنت في بعض التفاسير.
9: أن يفرّق بين الإذن المطلق بالتحديث عن بني إسرائيل وبين التحديث عن الكذابين والمتّهمين بالكذب الذين يروون الإسرائيليات المنكرة، وروايات هؤلاء في كتب التفسير كثيرة.
10: أنّ رواية عدد من المفسّرين لتلك الإسرائيليات في كتبهم كانت من باب جمع ما قيل في التفسير، وله فوائد جليلة منها التنبيه على علل بعض الأقوال.

س4: بيّن طبقات رواة الإسرائيليات مع التمثيل لكل طبقة.
الطبقة الأولى: طبقة الثقات الذين يروون عن الثقات بإسناد صحيح إلى من عرف بالقراءة من كتب أهل الكتاب من الصحابة والتابعين؛ وهؤلاء مقلّون من رواية الإسرائيليات، ويروونها كما يروون سائر مسائل التفسير، ومنهم: ومن هؤلاء: أبو بشر جعفر بن إياس اليشكري، وابن أبي نجيح ، والأعمش، وأبو رجاء العطاردي، ويزيد بن أبي سعيد النحوي، والربيع بن أنس البكري،وغيرهم من النقلة الأثبات في رواية التفسير.
الطبقة الثانية: طبقة الرواة غير المتثبّتين، وهؤلاء وإن كانوا في أنفسهم من أهل الصدق والصلاح، ومعروفون بالاشتغال بالتفسير والعناية به؛ إلا أنه أخذ عليهم الرواية عن الضعفاء والمجاهيل دون تمييز، وخلط مرويات بعضهم ببعض، وخلط مرويات الثقات بمرويات الضعفاء، وأخذ على بعضهم التدليس، ومنهم: الضحاك ، والسدي، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني، وعطية العوفي، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وأبو معشر المدني.
والطبقة الثالثة: طبقة ضعفاء النقلة الذين ضعّفهم الأئمّة النقّاد في رواياتهم من غير أن يُتّهموا بالكذب؛ لكن يكون ضعفهم راجع لضعف ضبطهم، وقلة تمييزهم للمرويات، ومنهم: يزيد بن أبان الرقاشي، وعلي بن زيد ابن جدعان، وموسى بن عبيدة الربذي، وجويبر بن سعيد الأزدي.
والطبقة الرابعة: طبقة الكذابين والمتّهمين بالكذب، وهؤلاء لا تعتبر رواياتهم للإسرائيليات ولا لغيرها ومن أشهرهم: الكلبي، ومقاتل بن سليمان ، وأبو بكر الهذلي، وأبو هارون عمارة العبدي، وعثمان الشيباني، والسدي الصغير وغيرهم.
وكان العلماء يحذّرون من الرواية عن هؤلاء الكذابين، وقد تجنّب أصحاب التفاسير المسندة الأوائل كسفيان الثوري وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم تجنبوا الرواية عن هؤلاء الكذابين.
والله أعلم.
تم الجواب وبالله التوفيق.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2 رجب 1441هـ/25-02-2020م, 07:58 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة تاريخ علم التفسير


المجموعة الثانية:
1: عبد الكريم الشملان أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج3: زدت في حكم رواية الإسرائيليات مسائل لا يحتاج إليها في جواب السؤال، وهي النقاط من الخامسة حتى العاشرة، فنرجو الانتباه إلى ما له علاقة بالجواب وما ليس له علاقة.


2: إنشاد راجح ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: تجب كتابة سيرة كل تابعي باختصار قبل ذكر الفوائد، ويمكنك استدراك ما فاتك وتعديل الدرجة، أحسن الله إليك.


3: حليمة السلمي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج3: زدت في حكم رواية الإسرائيليات مسائل لا يحتاج إليها في جواب السؤال، وهي في النقاط الأخير، فنرجو الانتباه إلى ما له علاقة بالجواب وما ليس له علاقة.
أيضا صنّفتِ أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات إلى نوعين فقط وهي أكثر من ذلك، لأن أخبار بني إسرائيل لها مصادر أخرى غير رواية أهل الكتاب أنفسهم، ولكن يمكننا تقسيمها إلى نوعين باعتبار مصدر التلقّي، فنقول النوع الأول وهو الملتقّى بالوحي، والنوع الثاني وهو المتلقّى من الكتب التي في أيدي أهل الكتاب.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 4 رجب 1441هـ/27-02-2020م, 02:47 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

تكملة إجابة السؤال الأول:

سيرة موجزة عن الإمام العابد الزاهد أبي يزيد الربيع بن خثيم الثوري (ت: 61هـ)
(كل ما لا يراد به وجه الله يضمحلّ)

عبارة موجزة المبني عظيمة المعنى، كان يرددها التابعي الجليل الورع الزاهد الربيع بن خثيم الثوري الحريص على تحقيق الإخلاص في كل شأنه.
وهو تابعي عظيم القدر، تلقى العلم عن الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه، فنزل في الكوفة وصحبه وحصل من صحبته علما وهديا وسمتا، وقد أخبر من صحبه عشرين عاما أنه ما سمع منه كلمة تُعاب.
(بشر المخبتين)، كان ابن مسعود رضي الله عنه كلما رأى تلميذه النجيب مقبلا عليه قالها، وزاد (أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك)

ما أجمل ما يتلقى به المعلم تلميذه، وما أعظمه من قدر أن يثني صحابي جليل كابن مسعود به على تلميذه الربيع بن خثيم الثوري.

ومما روي من جميل أخلاق الربيع وترفعه عن الانتقام ما روي عنه أنه دعا لمن سرق فرسه يوما، وقد قيل له: ادع الله عليه، فلم يفعل بل قال:
(اللهم إن كان غنيا فاغفر له، وإن كان فقيراً فأغنه).
لم ير الربيع بن خثيم النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أدرك الجاهلية والإسلام، فهذب ما اتصف به من حميد الأخلاق في الجاهلية، وتخلص من مذمومها بإسلامه، اتصف بشدة الخشية وقد ذكر عنه أنه مر بحدادين فنظر إلى الكير فخر مغشيا عليه، وكان حريصا على تحقيق الإخلاص وكان يقول: (
كل ما لا يراد به وجه الله يضمحلّ).

حكيم هو من الحكماء، بصير بأمر دينه، ما ادخر من علمه شيئا فكان ناصحا مخلصا لأمته، وقد اشتهر بحكمه ووصاياه الجليلة في الزهد.
ومنها قوله لبكر بن ماعز: ( ..
اخزن عليك لسانك إلا مما لك ..) ، ( .. أطع الله فيما علمت، وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه..).

وقد روى عن ابن مسعود، وروى عنه عدد من التابعين كالشعبي وسعيد بن مسروق الشعبي، وبكر بن ماعز وغيرهم.

ومما روي عنه في التفسير في قوله في قول الله تعالى: ( فليضحكوا قليلا)، قال : في الدنيا، (وليبكوا قليلا)، قال: في الآخرة. رواه ابن أبي حاتم.





سيرة موجزة عن الإمام أبي عائشة مسروق بن الأجدع الهمْداني (ت:62هـ):

طلابة العلم، نهله من منبعه العذب، جالس خير القرون، إنه مسروق بن الأجدع الهمذاني.

كان إماما في التابعين عابدا فقيها، أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه.
صلّى خلف أبي بكر رضي الله عنه، وحصل من كبار الصحابة علما غزيرا، لقي عمر وعليا والمغيرة وخباب بن الأرت، وزيد بن ثابت، وقد قال عنه مسروق أنه من الراسخين في العلم ، فحسبك بها كلمة يشهد بها مسروق لمن تلقى منه العلم لتدرك ما حازه مسروق من علم وفضل، وقد روى مسروق عن ابن مسعود وعلي وخباب بن الأرت.
روى الأعمش عن مسروق قوله: (
لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؛ فوجدتهم كالإخاذ. فالإخاذ يروي الرجل والإخاذ يروي الرجلين والإخاذ يروي العشرة والإخاذ يروي المائة والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم. فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ). رواه ابن سعد والبيهقي وابن عساكر.

- كان مسروق يصلي بالناس في رمضان فيقرأ العنكبوت في ركعة، وكان يصلي منفردا حتى تتورم قدما، ومن فقهه اعتزاله الفتنة التي وقعت في عهد علي، ولم يثنيه ذلك عن بذله علمه ونصحه فذكّر ووعظ وحذر ثم انصرف ولم ينضم إلى أي من الفئتين.

مما روي من وصاياه: (
كفى بالمرء علما أن يخشى الله. وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله).
، وقوله:
(المرء حقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها فيذكر ذنوبه فيستغفر الله).

روى عن مسروق أبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي فأكثر، ومما رواه عنه في قول الله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) قال: حين أُسري به). رواه ابن جرير.
وكذا روى عنه الشعبي، وسالم بن أبي الجعد، وسعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، وغيرهم.

عاش مسروق باذلا علمه للأمة ومات ولم يكن معه ثمن كفنه.


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 7 رجب 1441هـ/1-03-2020م, 09:42 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


إنشاد راجح أ+
أحسنت أحسن الله إليك وزادك من فضله.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 رجب 1441هـ/17-03-2020م, 02:34 PM
رشا عطية الله اللبدي رشا عطية الله اللبدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 340
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.

زر بن حبيش الأسدي
من المخضرمين الذي عاش في الجاهلية والإسلام ،لم يرى النبي صلى الله عليه وسلم ، كان عمره عندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أربعين سنة ، رحل إلى الكوفة ولازم عبد الله بن مسعود وكان من خاصة تلاميذه ، وكان من أعرب الناس وكان ابن مسعود يسأله عن العربية ، نقل عن ابن مسعود علما غزيرا ، كان حريصا على طلب العلم فحل إلى المدينة على كبر سنه ليلقى أصحاب رسول الله فيها ، ولازم أبي بن كعب . عن عاصم، عن زر قال: خرجت في وفد من أهل الكوفة، وايم الله إن حرضني على الوفادة إلا لقاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما قدمت المدينة أتيت أبيّ بن كعب، وعبد الرحمن بن عوف، فكانا جليسيَّ وصاحبيَّ، فقال أبيٌّ: يا زرّ ما تريد أن تدع من القرآن آية إلا سألتني عنها). رواه ابن سعد.
عمر طويلا ومات سنة 82هـ قبل وقعة الجماجم، وله من العمر 127سنة .
فوائد من سيرة زر بن حبيش الأسدي
1) الحرص على تعلم العربية وأثرها في تحصيل علوم القرآن والانتفاع به .
2) حرص السلف على جمع العلوم والانتقال بين العلماء والرحلة في طلبه مع شدة ما يلاقونه في سبيله .
3) شدة رغبة الصحابة في بذل العلم وأدائه ،قال أبيٌّ: يا زرّ ما تريد أن تدع من القرآن آية إلا سألتني عنها .
سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي القرشي

ولد في الدينة في خلافة عمر وسمع عنه شيئا يسيرا لصغر سنه
وجده هو حزن جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ما اسمك؟ قال: حزن، قال: بل أنت سهل.

طلبه للعلم وتصدره :
تتلمذ على يد الصحابة وجمع منهم علما غزيرا لنجابته وقوة حفظه وشدة رغبته في تحصيل العلم ، فنقل عن ابن عباس وابن عمر وجالس سعد بن أبي وقاص وعامة علمه أخذه من زيد بن ثابت رضي الله عنه وأبي هريرة ونقل عنه علما عظيما وكان زوج ابنته ، واسمه لازم اسمه في أسانيد كثير من الروايات ، ودخل على بعض زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وسألهم ،ولعل تصدره فالفقه وولعه به جعله يحرص على جمع كثير من المسائل التي قضى وحكم بها عمر رضي الله عنه حتى قيل عنه : " سعيد بن المسيب راوي عمر " وغالب ما يروي في التفسير من مسائل الأحكام .

كان محبوبا عند الصحابة مقدما عندهم على غيره، وقد تصدر للفتوى بوفرة منهم ، وربما سأله ابن عمر عن بعض شأن أبيه لما كان عليه من علمه بشأنه وأمره ،
َقَال علي بْن المديني: لا أعلم فِي التابعين أحدا أوسع علما من سَعِيد بْن المُسَيَّب، نظرت فيما روى الزُّهْرِيّ وقتادة ويحيى بْن سَعِيد وعبد الرحمن بْن حرملة، فإذا كل واحد منهم لا يكاد يروي ما يرويه الأخر ولا يشبهه، فعلمت أن ذلك لسعة علمه، وكثرة روايته، وإذا قال سَعِيد: مضت السنة، فحسبك بِهِ. قال علي: وهو عندي أجل التابعين.
كان لا يسمع شيئا إلا وعاه قلبه ، قوي الذاكرة ، قال : سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ: حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخُزَاعِيُّ، قَالَ: سَأَلَنِي سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، فَانْتَسَبْتُ لَهُ، فَقَالَ: لَقَدْ جَلَسَ أَبُوْكَ إِلَيَّ فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ، وَسَأَلَنِي.
كان معظما للعلم موقرا للحديث دخل عليه رجل في مرضه فسأله عَنْ حَدِيثٍ، فَقَالَ: «أَقْعِدُوني» فَأَقْعَدُوهُ قَالَ: «إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُحَدِّثَ حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُضْطَجِعٌ»


دينه وعبادته :
كان صواما يسرد الصوم ، قواما ، كثير الصلاة بالليل ، قال عَمْرُو بنُ عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بنُ العَبَّاسِ الأَسَدِيُّ، قَالَ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ يُذَكِّرُ, وَيُخَوِّفُ, وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي اللَّيْلِ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَيُكْثِرُ .
حريصاً معظما للصلاة يقول عن نفسه : : "ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة، وما نظرت إلى قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة، لمحافظته على الصف الأول، وقيل إنه صلى الصبح بوضوء العشاء خمسين سنة "
شديد الورع والتقوى والخوف على ما هو عليه من كثرة العبادة كان يكثر أن يقول في مجلسه : " اللهم سلم سلم "
كان على صلابة في الحق لا تأخذه في الله لومة لائم ، عزيز النفس لا يقبل العطايا من بيت مال المسلمين لأنه يرى أن عنده ما يكفيه وكانت نفسه أهون ما تكون عليه في الله .
فوائد من دراسة سيرة الإمام سعيد بن المسيب :
1) من أجل الاعمال التي يحرص عليها السلف هي طلب العلم ، فحملهم هذا العلم على تعظيم الله وتقواه وعلى طول العبادة والقيام والصيام
2) أهانوا الدنيا فعاشوا فيها عيشا طيبا وخلفوا ورثا عظيما وذكرا كريما
3) تغليب جانب الخوف لدى السلف على شدة سعيهم وبذلهم وجهادهم في طلب رضا الله .
4) العلم بالله كان سببا في ثبات السلف في الفتن والأزمات .
................................................................

س2: كيف بدأ تدوين التفسير؟
قام علم التفسير وتدوينه على أصلين :
الأصل الأول: نقل أقوال أئمة التفسير المتقدمين ومروياتهم ، كأن يُسأل التابعي عن مسألة فيجيب بما علم من أقوال الصحابة الذين ادركهم أو ما نقلوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كبار الصحابة ، وقد كان لابن مسعود تلاميذ من التابعين نقلوا للأمة عامة علمه مثل : عبيدة السلماني ، وابن مسروق ، وزر بن حبيش ، والأسود وعلقمة ، وكذلك ابن عباس فكان من تلاميذه الذين نقلوا علمه مجاهد ومولاه عكرمة وسعيد بن الجبر وغيرهم ، وكان لزيد بن ثابت وأبي هريرة وأبي بن كعب في المدينة نقلوا لنا علمهم .
الأصل الثاني : ما يجيب به أئمة المفسرين بأداء المعنى بألفاظ من عنده بحسب علمه ، إما بما بلغه من العلم عن رسول الله أو صحبته ، وإما بمعرفته بأحوال النزول أو بحسب معرفته بأساليب العربية وتراكيبها معاني ألفاظها .
ولم يكن تدوين قد عرف في عهد الصحابة ، وإنما يروون من حفظهم وعلمهم ، وأول من بدأ بتدوين التفسير صحابة ابن عباس مثل مجاهد قال ابن أبي مليكة: (رأيت مجاهدًا يسأل ابن عباسٍ عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباسٍ: اكتب، قال: حتى سأله عن التفسير كله). رواه ابن جرير.وسعيد بن الجبير قال مندل بن علي العنزي: حدثني جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ قال: (كنت أجلس عند ابن عباسٍ فأكتب في الصحيفة حتى تمتلئ..). رواه الدارمي. ،وكان لهم صحف خاصة .
وأول ما ابتدأ التدوين الفعلي للتفسير كان في المنتصف الثاني للقرن الأول ،و كان على أنواع :
1) ما دونه تلاميذ الصحابة من التابعين من أقوال علمائهم من الصحابة ومن أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم في التفسير كما فعل أصحاب ابن عباس وبعض أصحاب ابن مسعود .
2) ما دونه تلاميذ التابعين مثل تلاميذ سعيد بن الجبيروأصحاب عكرمة وزيد بن أسلم وتلاميذ نافع مولى ابن عمر .
3) ما دون من الإسرائليات التي نقلت ممن لديهم علم بالكتاب مثل وهب بن منبه وكعب الاحبار .
............................................................
س3: هل الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل يسوّغ الرواية عمّن عرف عنه الكذب في نقل أخبارهم؟
لا ، فالإذن عام يدخله القيود في أمور :
1) عدم مخالفة ما جاء في الكتاب والسنة
2) أن لا يكون المتن فيه نكارة ، فإن كانت القصة مقبوله في أصلها تدخلها النكارات ردت النكارات .
3) صحة السند ، فلا يكون النقل ممن عرف بالكذب والأباطيل مثل ما يرويه الكلبي ومقاتل من أخبار بني إسرائيل لم تثبت صحة نقلها ممن عرف علمه بالكتاب مثل وهب بن منبه وكعب الأحبار .
فإن توفرت فيه هذه القيود كان حكمه حكم الإسرائليات التي أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتحديث عنهم ، وعدم التسليم بصحتها كما قال رسول الله عليه وسلم : " «لا تصدقوهم , ولا تكذبوهم» , وقولوا: {آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون}). رواه عبد الرزاق"
..................................................................
س4: عدد أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات على وجه الإجمال.
1) ما قصه لنا الله من أخبارهم في القرآن الكريم ، والتصديق به واجب لأنه متن التصديق بالقرآن ، وما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم من أخبارهم والتصديق به أيضا واجب لأنه مما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : ( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون )
2) ما أخبر به أهل الكتاب في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ، فما صدقه النبي نصدقه وما كذبه به نكذبه وما سكت عنه فلم يصدقه ولم يكذبه فعلنا ذلك ، وقد وردت الآثار في كل هذه الأحوال ، كما في صحيح البخاري من حديث إبراهيم النخعي عن عبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: جاء حَبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إنا نجد: أن الله يجعل السموات على إصبع والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وما قدروا الله حق قدره، والأرض جميعا قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى عما يشركون}). ، وعن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: إن اليهود تقول: إذا جاء الرجل امرأته مجباة جاء الولد أحول، فقال: «كذبت يهود» فنزلت {نساؤكم حرث لكم، فأتوا حرثكم أنى شئتم}).وأما في النوع الثالث جاءه رجل من اليهود، فقال: يا محمد، هل تتكلم هذه الجنازة؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الله أعلم ".
قال اليهودي: أنا أشهد أنها تتكلم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله، فإن كان حقا لم تكذبوهم، وإن كان باطلا لم تصدقوهم)).
في صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد من طريق حسان بن عطية، عن أبي كبشة، عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار».
3) ما كان يحدّث به بعض الصحابة الذين قرؤوا كتب أهل الكتاب، ومنهم: عبد الله بن سلام، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن عمرو بن العاص.
4) ما كان يُروى عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لم يقرؤوا كتب أهل الكتاب، لكن لهم رواية عمّن قرأها؛ ككعب الأحبار، وغيره.فإن صرحوا في الأخذ من هؤلاء فحكمها حكم الإسرائليات المعروف ، وإن لم يصرحوا فينظر إلى المتن فإن لم يكن فيه نكارة فعادة المفسرين التساهل في روايته ، وقد يروون بالأسانيد التي فيها ضعف محتمل إن لم يكن في المتن نكارة .
ولدراسة الإسرائيليات المروية عن الصحابة يُنظر أول ما ينظر في نكارة المتن؛ فإن كان المتن منكراً، نظر في الإسناد فإن كان الإسناد ضعيفاً حكم ببطلان نسبته إلى الصحابي الذي روي عنه،
5) ما رواه بعض التابعين ممن قرأ كتب أهل الكتاب
ومنهم: كعب بن ماتع الحميري، ووهب بن منبّه اليماني، ونوف بن فضالة البكالي، وتبيع بن عامر .
5) ما يرويه التابعي من الإسرائليات ، والقاعدة الضابطة فيه مثل التعامل مع الإسرائليات التي ذكرت عن الصحابة . والتعامل معها بالنظر في صحة المتن ونكارته وصحة السند وضعفه
6) ما يرويه بعض من لا يتثبّت في التلقّي؛ فيكتب عن الثقة والضعيف السدّي الكبير إسماعيل بن أبي كريمة، والضحاك بن مزاحم، وعطاء الخراساني، ومحمد بن إسحاق بن يسار.
وهؤلاء لا يتعمّدون الكذب، وهم أهل صدق في أنفسهم، ولهم صلاح وعناية بالعلم، لكنّهم وقعوا في آفة عدم التثبّت .
7) ما يرويه بعض شديدي الضعف والمتّهمين بالكذب مثل الكلبي ومقاتل
8) ما يرويه أصحاب كتب التفسير المشتهرة مثل ابن جرير وابن أبي حاتم

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26 رجب 1441هـ/20-03-2020م, 03:28 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


رشا عطية اللبدي ب+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج4: بقي النوع العاشر، والنوع السادس يحتاج لضبط صياغته، وهو ما يرويه بعض ثقات التابعين عمن قرأ في كتب أهل الكتاب.

خصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir