دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 شعبان 1440هـ/24-04-2019م, 10:43 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثاني: مجلس مذاكرة القسم الثاني من مقدمة التحرير والتنوير

مجلس مذاكرة القسم الثاني مقدمة التحرير والتنوير



- فهرس مسائل القسم الثاني من مقدمة تفسير ابن عاشور.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 شعبان 1440هـ/28-04-2019م, 01:36 AM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

فهرسة مسائل القسم الثاني من مقدمة تفسير ابن عاشور.

•المقدمة السابعة:
•قصص القرآن.
منة الله على الأمة بإيراد القصص في القرآن.
قال تعالى:{نحن نقص عليك أحسن القصص}.

تعريف القصة:
- الخبر عن حادثة غائبة عن المخبر بها.
- جمع القصة قصص بكسر القاف.
- أما القصص بفتح القاف فاسم للخبر المقصوص.

الغرض من إيراد القصص في القرآن:
- الغرض أسمى من مجرد حصول العبرة والموعظة.
- وأسمى من التنويه بعناية الله بأصحاب القصص.
- وأسمى من مجرد التشويه بأصحابها فيما لقوه من غضب الله عليهم.
- في قصص القرآن عبر وفوائد لا تحصى للأمة.

مميزات قصص القرآن:
- يأخذ من كل قصة أشرف مواضيعها لبيان المقصود الحقيقي من إيرادها.
- لم تسرد القصص متعاقبة في السور ككتب التاريخ, بل وزعت على مقامات تناسبها لتحصل الفائدة.
- خصوصية الأسلوب فهو تذكير وهو ذكر.
- سياق القصص القرآني في مناسباتها أكسبها صفتين: صفة البرهان وصفة التبيان.
- جاءت على أسلوب الإيجاز لتكون أقرب للتذكير منه للقصص.
- طي ما يقتضيه الكلام الوارد للعلم به.
- ما تميزت به من أسلوب بديع مع محافظتها على غرض القرآن الأصلي وهو التشريع , مع كونها سيقت في مقام الاتعاظ.

وفي هذا عشر فوائد:
1- اشتمال القرآن على قصص لا يعلمها إلا الراسخون في العلم من أهل الكتاب: تحديا عظيما لهم , وتعجيزا لهم.
2- اشتمال القرآن على قصص الأنبياء وأقوامهم يعد ذكرا لتاريخ المشرعين، فيذكر حال أصحاب القصة في رسوخ الإيمان وضعفه دون التعرض لبيان النسب أو البلد.
3- حصول العبرة والاقتداء من معرفة ترتب المسببات على أسبابها في الخير والشر , وظهور المثل العليا في الفضيلة وزكاء النفوس أو ضد ذلك.
4- حصول الموعظة للمشركين بما حصل لمن سبقهم ممن كذب وعصى وكفر.
5- التأثير على النفوس بإيراد أسلوب جديد لم يكن معهودا لدى العرب , وهو اسلوب التوصيف والمحاورة, ويعد هذا من إعجاز القرآن.
6- توسيع لعلم المسلمين بإحاطتهم بوجود الأمم ومعظم أحوالها, وتذكيرا لهم بعد أن غلب على العرب الإيمان بالمحسوسات , فألفوا المشاهد وغلبتهم الغفلة.
7- معرفة المسلمين لسعة العالم وعظمة الأمم يدفع عنهم آفة الغرور , ويحثها على تكميل الناقص لديها.
8- حصول الهمة للسعي إلى سيادة العالم كما فعل من قبلهم ليخرجوا عما كانت عليه العرب من التقاتل والتناحر والتفرق.
9- طلب النصر ممن يملكه , ومعرفة أن القوة لله جميعا , وذلك باتباع ما ورد من شروط والابتعاد عما وقعت فيه غيرهم من الأمم.
10- معرفة تاريخ التشريع والحضارة لدى الأمم, وهذا يبصرهم بفوائد المدنية.

هل يعد ذكر القصة في أكثر من سورة تكرارا:
- قصد القرآن الخطب والمواعظ ل التآليف.
- لا يعد ذكرالقصة مع غرضها في أكثر من سورة تكريرا لها , لأن ذكر القصة يكون كالبرهان على الغرض الذي سيقت من أجله.
- التكرار لم يحصل للألفاظ بل للمعاني وهذا مقام تظهر فيه مقدرة الخطباء .

فوائد تكرار القصة في أكثر من سورة:
1- رسوخها في الأذهان بتكريرها.
2- ظهور البلاغة في أقصى صورها.
3- سماع القصة غضا طريا لمن تأخر إسلامه ممن فاته سماع شبيهتها قبل إسلامه , كون ذلك اوقع في النفس.
4- لم يكن جميع المسلمين يحفظون جميع القرآن, فيكون في حفظ كل منهم ذكر للقصة أو لبعض تفاصيلها.
5- اختلاف أساليب القصة الواحدة في كل سورة , كما يذكر في بعضها تفاصيل لم تذكر في الآخرى.
أسباب ذلك:
- تجنب التطويل والاقتصار على مواطن العبرة.
- ذكر التفاصيل المناسبة لسياق الآيات فيحصل التتفاوت في الإطناب والإيجاز على حسب المقامات.

التفنن والتنويع في أساليب العرض.

المقدمة الثامنة:
في اسم القرآن وآياته وسوره وترتيبها وأسمائها.

مكانة القرآن الكريم:
- الكلام الذي أوحاه إلى محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل.
- جعله الله آية على صدق رسالة الرسول.
- تحدى منكريه بمعارضته فلم يعلوا.
- اشتمل على الهدى والرشاد, وآداب وإصلاح حال الأمة في جماعتها وفي معاملتها مع الأمم التي تخالطها.
- القرآن مهيمنا على الكتب السالفة جميعها.

تدرج القرآن في تحدي كفار العرب :
1- دعاهم أإلى الإتيان بعشر سور مثله: {قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات}.
2- استنزلهم إلى أهون من ذلك عليهم: {قل فأتوا بسورة مثله } .
3- صرح وانذر بأنهم ليسوا بفاعلين: {...فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار}.

تعريف القرآن:
هو الكلام الموحى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو المكتوب في المصاحف المشتمل على مائة وأربع عشرة سورة، المفتتح بالفاتحة والمختتم بالناس.

[القرآن هو كلام الله حقيقة غير مخلوق, تكلم به بحرف وصوت, سمعه منه جبريل وأنزله على النبي صلى الله عليه وسلم].

معنى (قرآن):
1- إما مشتق من (القراءة).
- تكون همزته أصلية ووزنه فعلان.
- لذلك اتفق أكثر القراء على قراءة لفظ قرآن مهموزا.
- خالف ابن كثير فقرأه بفتح الراء بعدها ألف على التخفيف , وهي لغة حجازية.
2- مشتق من (قران) بوزن فعال، من القرن بين الأشياء أي الجمع بينها, لأن سورة وآياته قرنت بعضها ببعض.
- على هذا المعنى تكون قراءة ابن كثير جارية على أنه اسم آخر لكتاب الله.
3- قيل إن قران جمع (قرينة) ، وهي العلامة، لأن آياته يصدق بعضها بعضا فهي قرائن على الصدق.

أشهر أسماء القرآن:
1- القرآن:
- هو الاسم الذي جعل علما على ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
- لم يطلق على غيره من قبل.
- هو أشهر أسمائه وأكثرها ورودا في آياته وأشهرها دورانا على ألسنة السلف.

2- الفرقان:
معنى الفرقان:
اسم لما يفرق به بين الحق والباطل.
وجه تسمية القرآن بالفرقان:
- امتاز عن بقية الكتب السماوية بكثرة ما فيه من بيان التفرقة بين الحق والباطل.
أهم ما اشتمل عليه بيان التوحيد وصفات الله,كقوله تعالى: {ليس كمثله شيء}.
- آيات الأحكام فيه محكمة لا يتطرق إليها اللبس أو الشبهة.

[اختيار ابن عاشور لهذه الآية لبيان صفات الله : جرى على عادة المعطلة في وصف الله بالسلوب, والتفصيل في النفي, أما الإثبات-إن وجد- فيكون مجملا].

3- التنزيل:
وجه تسميته بالتنزيل:
مصدر نزل، أطلق على المنزل باعتبار أن ألفاظ القرآن أنزلت من السماء.
تنزيل من الرحمن الرحيم }.

4- الكتاب:
وجه تسميته بالتنزيل:
- سمي بذلك لأن الله جعله جامعا للشريعة.
{ذلك الكتاب لا ريب فيه} .
- ولأن الله أمر رسوله أن يكتب كل ما أنزل عليه منه ليكون حجة على لناس.
- أيضا تسميته بالكتاب معجزة حيث فيه إشارة إلى كتابته.
لذلك اتخذ النبي كتابا وكان يأمر بكتابته.

5- الذكر:
كونه لتبينه للناس، وتذكيرهمر بما يجب على عليهم اعتقادا وعملا.
{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}.

6- الوحي:
لأنه ألقي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بواسطة الملك وذلك الإلقاء يسمى وحيا لأنه يترجم عن مراد الله تعالى .
{قل إنما أنذركم بالوحي}.

[بل القرآن كلام الله حقيقة تكلم به بحرف وصوت, بحسب اعتقاد أهل السنة والجماعة , وليس عبارة عن كلام الله ولا حكاية عن كلام الله ولا ترجمة لمراد الله].

7- كلام الله:
لقوله تعالى {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}.

تسمية القرآن بالمصحف:
- جمع أبو بكر الصحابة لما أمر بجمع القرآن وطلب منهم التماس اسما له.
- قال عبد الله ابن مسعود: رأيت بالحبشة كتابا يدعونه المصحف فسموه مصحفا.

[ما روي في هذا الشأن لا يصح, وتسميته بهذا الاسم جرت على الأصل في تسمية الصحف المجموعة إلى بعضها بين دفتين مصحفا, وهو أول كتاب للمسلمين فاشتهرت هذه التسمية حتى جعلت علما عليه].

آيات القرآن:
تعريف الآية:

هي مقدار من القرآن مركب ولو تقديرا أو إلحاقا.
(ولو تقديرا): لإدخال : {مدهامتان}, وقوله:(إلحاقا) : لإدخال بعض فواتح السور من الحروف المقطعة.

وجه تسميتها آية:
- جاءت هذه التسمية في القرآن: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات}.
- سميت آية لأنها جعلت دليلا على أن القرآن موحى من الله , لأنها تشتمل على ما هو من الحد الأعلى في بلاغة نظم الكلام.
- وقوعها مع غيرها من الآيات جعلت دليلا على أن القرآن منزل من عند الله وليس من تأليف البشر لأنه قد حصل به التحدي والإعجاز.
- لا تسمى جمل التوراة والإنجيل آيات لعدم وجود هذه الخصوصية في لغتيهما.
- ما ورد في الحديث من تسمية آية الرجم في التوراة (آية) تعبير غلب على لسان الراوي كونه لم يجد ما يعبر به عنها.

تحديد الآيات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
- تحديد مقادير الآيات جاء عن النبيء صلى الله عليه وسلم.
- علم الايات توقيفي , ذكره الزمخشري.
- اختلاف الرواية في بعض الآيات محمول على التخيير في تحديد ابتداء الآية ومنتهاها.
- كان أالصحابة على علم بتحديد الآيات.
- جاء تعيين أن الفاتحة هي السبع المثاني أي السبع الآيات.
- كان الصحابة ومن بعدهم يقدرون بعض الأوقات بمقدار ما يقرأ القارئ عددا من الآيات.

تفاوت مقادير الآيات:
- من الآيات ما هو طويل وقصير، ومنه ما ينقطع ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام.
- أطول آية: {هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام}.
- دونها في الطول: { حرمت عليكم أمهاتكم}.
- أقصر آية : {مدهامتان}بالنسبة لعدد الكلمات, وبالنسبة للحروف:{طه}.

[والمتعارف عليه أن أطول آية هي آية الدين!].

فواصل الآيات:
- هي الكلمات التي تتماثل في أو تتقارب في أواخر حروفها أو في صيغ النطق بها, وتكرر في السورة تكرارا مقصودا.
- العبرة فيها بتماثل صيغ الكلمات من حركات وسكون وهي أكثر شبها بالتزام ما لا يلزم في القوافي.-
- أكثرها جار على أسلوب الأسجاع.
- عادة هي منتهى آيات ولو لم يتم غرض الكلام.
- إذا انتهى غرض الكلام ولم تقع عنده فاصلة: لا يكون الموضع نهاية آية إلا نادرا.
مثاله: {ص * والقرآن ذي الذكر}.
- إذا أتت الفاصلة بعد انتهاء الكلام تكون الآية غير منتهية ولو طالت، كقوله تعالى: {قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك} إلى قوله: {وخر راكعا وأناب} فهذه الجمل كلها عدت آية واحدة.

الغرض من الفواصل:
- هي من جملة المقصود من الإعجاز لأنها ترجع إلى محسنات الكلام.
- وهي تعد من فصاحة الكلام.
- الوقوف عند الفواصل أوقع في الأسماع , فيحصل التأثر بالآيات.
- بيان معاني الكلام للسامعين.

حكم الوقوف على رؤوس الآي:
القول الأول: سنة.
كان النبي إذا قرأ قطع قراءته آية آية.
القول الثاني: واجب.
قاله ابن العربي والزمخشري.
القول الثالث: محاولة إيجاد ضوابط نافعة في هذا الباب.

عد الآي:
كان معروفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
جاء في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام .

أسباب الاختلاف في عد الآي:
- بناء على الاختلاف في نهاية بعضها، إما بسبب الرواية أو اجتهادا.
- عدم اعتبار البسملة في العد, مع اختلافهم في عدها في الفاتحة.
عدها آية الكوفي والمكي ولم يعدها آية البصري ولا الشامي ولا المدني.
- اتفق أئمة القراء في المدينة على عدد ثم خالفهم إسماعيل بن جعفر بعدد انفرد به, فكان لهم عددان.
- أهل مكة كان لهم عددا واحدا لكن ربما اتفقوا في عدد آي السورة المعينة، وربما اختلفوا.

ترتيب الآي:
- كان توقيفيا من النبي صلى الله عليه وسلم حسب نزول الوحي.
- ترتيب الايات مما يدخل في وجوه إعجازه من بداعة أسلوبه.
- ترتيب المصحف الذي بين يدي المسلمين اليوم لا يختلف عن ترتيب ما قرأ به النبي صلى الله عليه وسلم.

كتابة القرآن في عهد النبي عليه الصلاة والسلام:
- كانت العرب تعتمد على الحفظ بالدرجة الأولى.
- لم يكونوا يعتمدون على الكتابة.
- كتب كتاب الوحي القرآن بأمر من النبي عليه الصلاة والسلام.
- لما كتب زيد بن ثابت المصحف لأبي بكر لم يخالف في ترتيب آي القرآن.

الحكمة من كتابة القرآن أن يرجع إليها المسلمون عندما يحدث لهم شك أو نسيان ولكن ذلك لم يقع.

المناسبة بين الآيات:
- الأصل أن يكون بين الآية ولاحقتها تناسب في الغرض.
- دليله وجود حروف العطف المفيدة الاتصال .
- البحث عن المناسبات بين الآيات يفيد علم جم.
- قد لا تكون هناك مناسبة بين الايات , لكن وجوده في هذا المكان كان لسبب اقتضى ذلك.
- وقد تكون الآية ألحقت بالسورة بعد تمام نزولها بأن أمر الرسول بوضعها عقب آية معينة لمناسبة بينها وبين آي تلك السورة والتشابه في أسلوب النظم.
- الإعراض عن التكلف في طلب المناسبات بيت الآيات إن لم تتبين للمفسر.

وقوف القرآن:
تعويف الوقف:

قطع الصوت عن الكلمة فترة يتنفس في مثلها عادة.

أهمية معرفة الوقف والابتداء:
الوقف عند انتهاء جملة من جمل القرآن قد يكون أصلا لمعنى الكلام, فقد يختلف المعنى باختلاف الوقف.
مثاله: قوله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به} :
فإذا وقف عند قوله: {إلا الله} كان المعنى في المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله.
وإذا وصل قوله: {إلا الله} بما بعده كان المعنى أن الراسخين في العلم يعلمون تأويل المتشابه.

لا يوجد في القرآن مكانا يجب الوقف فيه ولا يحرم الوقف فيه , قاله ابن الجزري.

أقسام الوقف بحسب المعنى:
1- أكيد .
2- حسن .
3- دون الحسن.

تعريف السكت:
قطع الصوت وقتا أقل من وقت قطعه عند الوقف.

قال بعضهم: الوقف يكون عند نهاية الكلام , أما السكت فيكون عند ما يتطلب المعنى الوقف عليه قبل تمام المعنى .

تعدد الوقف :
- يحصل به تعدد المعنى مع اتحاد الكلمات.
- تجاهله يعد من التفريط في الغرض المقصود منه, لأن فواصل الكلام مرادة من نظم القرآن, وهي من جملة طرق الإعجاز فيه.

لم يشتد اعتناء السلف بتحديد أوقاف القرآن لظهور أمرها.

متى ظهر اعتناء السلف بوقوف القرآن:
- لما كثر الداخلون في الإسلام ، توجه اعتناء أهل القرآن إلى ضبط وقوفه تيسيرا لفهمه على قارئيه.
- كان ضبط الوقوف مقدمة لما يفاد من المعاني عند واضع الوقف.
- أشهر من تصدى لضبط الوقوف: الانباري، والنحاس، وغيرهم.

سور القرآن:
تعريف السورة:

- طائفة من القرآن لها بدء ونهاية، ولها اسم مخصوص، تشتمل على ثلاث آيات فأكثر.
- جاءت هذه التسمية في القرآن, قال تعالى: {فأتوا بعشر سور مثله}.
- معرفة العرب حتى المشركين منهم هذه التسمية.

وجه تسمية الجزء المعين من القرأن سورة:
1- قيل مأخوذة من السور: وهو الجدار المحيط بالمدينة.
2- قيل مأخوذة من السؤر بهمزة بعد السين وهو البقية مما يشرب الشارب بمناسبة أن السؤر جزء مما يشرب.

تقسيم القرآن إلى سور كان في عهد النبي عليه الصلاة والسلام:
- كان القرآن يومئذ مقسما إلى مائة وأربع عشرة سورة بأسمائها.
ترتيب الآيات في السور توقيفي عن النبي صلى الله عليه وسلم,، وبذلك يكون مجموع السورة من الآيات أيضا توقيفيا.
- ثبت عن جمهور الصحابة حين جمعوا القرآن أنهم لم يترددوا ولم يختلفوا في عدد سوره، وأنها مائة وأربع عشرة سورة.

- مخالفة ابن مسعود لتقسيم السور وعددها:
- لم يثبت المعوذتين في سور القرآن.
- أثبت القنوت على أنه سورة سماها سورة الخلع والخنع.
- جعل سورة الفيل وسورة قريش سورة واحدة.

[ما نقل عن ابن مسعود بشأن المعوذتين صحيح لكنه رجع عنه].

فائدة تقسيم القرآن إلى سور:
- وجود أواع متعددة تحت الجنس الواحد أحسن وأنبل.
- والقارئ إذا ختم سورة ثم بدا بالأخرى كان أنشط له لعلمه بأنه قد قطع أجزاء من القرآن.

الأقوال في ترتيب سور القرآن:
1- رتبت بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم. قاله الباقلاني.
2- كان باجتهاد من الصحابة.
3- كان من وضع زيد بن ثابت بمشاركة عثمان.
4- بعضه كان توقيفيا من النبي واجتهد الصحابة في ترتيب الباقي بحسب ما ما علموه من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن عطية: وظاهر الأثر أن السبع الطوال والحواميم والمفصل كانت مرتبة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من السور مالم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت كتابة المصحف.

جمع القرآن في عهد أبي بكر:
- لم يجمع القرآن في مصحف مرتب في عهد أبي بكر, وإنما جعلوا لكل سورة صحيفة مفردة ولذلك عبروا عنها بالصحف.
جاء في موطأ ابن وهب عن مالك أن ابن عمر قال "جمع أبو بكر القرآن في قراطيس".
- تولى أمر جمع القرآن زيد بن ثابت.
- بقيت عند أبي بكر ثم عند عمر ثم عند حفصة .
- لما أراد عثمان جمع القرآن في مصحف واحد أرسل إلى حفصة فأرسلت بها إليه ولما نسخت في مصحف واحد أرجع الصحف إليها.

[قال علي عن أبي بكر:(هو أول من جمعه-أي القرآن- بين اللوحين) ومن ضرورة جمعه بين لوحين أن يمون له ترتيبا, فيكون معنى ما ورد من آثار بأنها كانت قراطيس مجموعة في مصحف واحد, وفي صحف بين لوحين].

مصاحف الصحابة:
- مصحف عبد الله بن مسعود.
- مصحف علي بن أبي طالب.
- مصحف عائشة.
- مصحف أبي بن كعب.
- وروي أن أول من جمع القرآن في مصحف سالم مولى أبي حذيفة.
- رتب الصحابة مصاحفهم على ترتيب النزول, أي بحسب ما بلغ إليه علمهم, لذلك اختلفت مصاحفهم في الترتيب. قاله في الاتقان.

كانت البسملة هي علامة الفصل بين السور.

عدم كتابة الصحابة للبسملة بين الأنفال وبراءة لأنهم لم يجزموا بأن براءة سورة مستقلة، ولكنه كان الراجح عندهم فلم يقدموا على الجزم بالفصل بينهما تحريا.

حكم القراءة بغير ترتيب المصحف:
- ليست بواجبة , وكانت عائشة ترى أن لا بأس بذلك.
وهو دليل لكون ترتيب السورة وقع باجتهاد الصحابة, وهو قول مالك رحمه الله وجمهور العلماء.
- النهي جاء عن قراءة القرآن منكسا من آخر السورة إلى أولها.

ترتيب المكي والمدني في المصحف:
- الخلاف بين العلماء في تعيين المكي والمدني ليس بكبير.
- ترتيب المصحف تخللت فيه السور المكية والمدنية.
- ترتيب نزول السور المكية ونزول السور المدنية ففيه ثلاث روايات:
1- رواية مجاهد عن ابن عباس.
2- رواية عطاء الخراساني عن ابن عباس.
3- رواية جابر بن زيد ولا يكون إلا عن ابن عباس.
وهي التي اعتمد عليها ابن عاشور في تفسيره.

أسماء السور:
- وضعت من وقت نزول الوحي.
جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا نزلت الآية ((ضعوها في السورة التي يذكر فيها كذا)).

الغرض من تسمية السور:
- تيسير المراجعة والمذاكرة.
- تمييز السورة عن غيرها.

حكم قول سورة كذا:
- روي من حديث عن أنس مرفوعا ((لا تقولوا سورة آل عمران...ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها آل عمران ...)).
قال أحمد بن حنبل: هو حديث منكر، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات, وأثبت ابن حجر صحته.
- لعل النهي كان في مكة أول الأمر لمنع استهزاء المشركين بهم , ثم زال السبب بعد الهجرة.

تسمية السور:
- اجتهد الصحابة في تسمية السور بما سمعوه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- أخذوا لها أشهر الأسماء التي كان الناس يعرفونها بها ولو كانت غير مأثورة.
-اشتهرت تسمية بعض السور في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وسمعها وأقرها وذلك يكفي في تصحيح التسمية.

اختيار اسم السورة:
- إما أن تكون التسمية بأوصافها مثل الفاتحة وسورة الحمد.
- وإما أن تكون بالإضافة لشيء اختصت بذكره نحو سورة لقمان.
- وإما بالإضافة لما كان ذكره فيها أوفى نحو سورة هود وسورة إبراهيم.
- وإما بالإضافة لكلمات تقع في السورة نحو سورة براءة.

كتابة الصحابة لأسماء السور في مصاحفهم:
- كره الصحابة كتابة ما سوى القرآن في مصاحفهم, لذلك لم يثبتوا أسماء السور بل اكتفوا بإثبات البسملة .
- ذكر عن أبى كتابته لاسم سورة أهل الكتاب،.
- كتبت أسماء السور في المصاحف باطراد في عصر التابعين ولم ينكر عليهم ذلك.

سور نزلت كاملة:
- الحمد.
- النازعات.
- الأنعام.
- وفي صحيح البخاري عن البراء بن عازب قال: آخر سورة نزلت كاملة براءة.
- وربما نزلت السورة مفرقة ونزلت السورتان مفرقتان في أوقات متداخلة

من جمع القرآن من الصحابة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم:
- زيد بن ثابت, معاذ بن جبل, أبو زيد، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وعبد الله بن عمر، وعبادة بن الصامت، وأبو أيوب، وسعد بن عبيد، ومجمع بن جارية، وأبو موسى الأشعري، وحفظ كثير من الصحابة أكثر القرآن على تفاوت بينهم.

المقدمة التاسعة:
في أن المعاني التي تتحملها جمل القرآن تعتبر مرادة بها.


أساليب العرب في كلامهم:
- كان الإيجاز عمود بلاغتهم فكثرت المحسنات في لغتهم من أجل توفير المعاني، والتعبير عما في نفس المتكلم بأوضح عبارة وأخصرها ليسهل علوقها في الذهن.

الحكمة من اختيار العربية لغة للقرآن:
- العربية هي أفصح كلام بين لغات البشر.
- هي أوفر اللغات مادة , وأقلها حروفا.
- وأفصحها لهجة، وأكثرها تصرفا في الدلالة على أغراض المتكلم.
- وأوفرها ألفاظا.

ومن أدق ما ينبه عليه في أسلوب الإيجاز:
- استعمال اللفظ المشترك في معنييه أو معانيه دفعة.
- استعمال اللفظ في معناه الحقيقي ومعناه المجازي معا.
- إرادة المعاني المكني عنها مع المعانى المصرح بها.
- إرادة المعاني المستتبعات من التراكيب المستتبعة.

المعاني التي تتحملها جمل القرآن تعتبر مرادة بها:
- جاء القرآن على أسلوب أبدع مما كانوا يعهده العرب وأعجب، فبلغ منتهى ما تسمح به اللغة العربية من الدقائق واللطائف لفظا ومعنى .
- اشتمل على الكثير من المعاني في أوجز العبارات وأقل الألفاظ.
- أودع فيه من المعاني كل ما يحتاج السامعون إلى علمه على تفاوت حظوظ السامعين من الفهم والبلاغة.
-مثاله: قوله تعالى: {فأنساه الشيطان ذكر ربه} ففي كل من كلمة ذكر وربه معنيان.
- تكثير المعاني بحمل لفظ الآية على وجهين أو أكثر مع إيجاز اللفظ وهذا من وجوه الإعجاز.
- معاني التركيب المحتمل معنيين فصاعدا قد يكون بينهما العموم والخصوص, فهنا يحمل التركيب على جميع ما ورد فيه من معاني, ما لم ترد قرينة صارفة لهذا المعنى.
- المعاني المختلفة الصحيحة الناتجة عن الوصل والوقف تحمل الاية عليها.
- المعاني الناتجة عن اختلاف القراءات المتواترة تعامل معاملة هذا الأصل.
- المعاني المستخرجة من تدبر القرآن تحمل على معنى الآية ما لم تكون هناك قرينة صارفة.
- إيقاظ النبي-صلى الله عليه وسلم- الأذهان إلى أخذ أقصى المعاني من ألفاظ القرآن.
- استنباط الصحابة المعاني المختلفة من الآيات.

حجية القرآن وحجية السنة:
- أجمع العلماء على أن القرآن هو الحجة العامة في التشريع.
فلا مرجع لهم عند الاختلاف يرجعون إليه أقوى من القرآن ودلالته.
- اختلفوا في حجية ما عداه من الأخبار المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الأسباب:
الخلاف في شروط تصحيح الخبر.
تفاوتهم في مقدار ما يبلغهم من الأخبار .
[والصحيح أن السنة الصحيحة حجة ثابتة كالقرآن عند أهل السنة والجماعة].

استعمال المشترك في معنييه أو معانيه:
- كان محل تردد عند العلماء لعدم وروده في كلام العرب قبل القرآن.
- اختلف علماء العربية وعلماء أصول الفقه في جواز استعمال المشترك.
1- إن المشترك لا يحمل على أكثر من معنى إلا بقرينة.
2- صحة إطلاق المشترك على معانيه في النفي وعدم صحة ذلك في الإيجاب.
وهو قول لا يلتفت إليه.
- والصحيح أن المشترك يصح إطلاقه على عدة من معانيه جميعا أو بعضا إطلاقا لغويا.

منهج ابن عاشور في الجمع بين المعاني أو ترجيح بعضها على بعض:
- الأخذ بجميع المعاني التي يحتملها اللفظ فيذكرها.
- عند الترجيح يترك المعاني التي لم تترجح عنده مع عدم إبطالها.
- أو يترك بعض المعاني لغرض عدم الإطالة بسبب كونها مذكورة في تفاسير أخرى.


المقدمة العاشرة:
في إعجاز القرآن.


الغرض من الكلام عن إعجاز القران:
- تعريف القارئ بوجوه إعجاز القرآن.
- بيان بلاغة القرآن ولطائف أدبه التي هي فتح لفنون رائعة من أدب لغة العرب.
- إيراد بعض الصول والنكت التي أغفلها من تقدموا ممن تكلموا في إعجاز القرآن .

علاقة هذه المقدمة بالتفسير:
- مفسر القرآن لا يعد تفسيره لمعاني القرآن كاملا ما لم يشتمل على بيان دقائق من وجوه وخصائص البلاغة في الايات.

إعجاز القرآن:
- القرآن معجزة عامة، ولزوم الحجة به باق من أول ورودها إلى يوم القيامة.
- عجز جميع أهل العصور السابقة والتالية عن معارضته.

أسباب العجز عن الاتيان بمثل القران:
القول الأول: الصرفة: فالله صرفهم عن معارضة القرآن فسلبهم المقدرة أو سلبهم الداعي لتقوم الحجة عليهم بمرأى ومسمع من جميع العرب.
قاله التفتزاني والأشعري وإلى النظام والشريف المرتضى وأبي إسحاق الاسفرائيني وابن حزم وإلى كثير من المعتزلة.
القول الثاني: ما عليه جمهور أهل العلم والتحقيق: وهو عجز المتحدين به عن الاتيان بمثله.
وهو ما اعتمده ابن عاشور.

وجوه الإعجاز في القران:
الوجه الأول: بلوغه حد الإعجاز من البلاغة والفصاحة.
كان منتهى التنافس عند العرب بمقدار التفوق في البلاغة والفصاحة.
تحدى الله بلغاءهم أن يأتوا بسورة من مثله فلم يتعرض واحد إلى معارضته مع وجود الداعي.
لم يتمكن بشر من معارضته والإتيان بمثله حتى فصحاء العرب, مع أن كلماته كلمات كلامهم.

خصوصيات الكلام البلاغية في القران:
1- حسن التقسيم وهو من المحسنات البديعية.
مثاله: حديث قسمت الصلاة بيني وبين عبدي.
2- مراعاة التجنيس والتجنيس من المحسنات.
مثاله: {وهم ينهون عنه وينأون عنه}.
3- محسن المطابقة.
مثاله: {فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير}.
4- ما فيه من تمثيل.
مثاله: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}.
5- الالتفات وهو نقل الكلام من أحد طرق التكلم أو الخطاب أو الغيبة إلى طريق آخر منها.
6- التشبيه والاستعارة, وكان لهما عند العرب مكانة عالية .

تعدد الدلالة في القرآن:
- جمل القرآن لها دلالتها الوضعية التركيبية التي يشاركها فيها الكلام العربي كله.
- ولها دلالتها البلاغية التي يشاركها في مجملها كلام البلغاء ولا يصل شيء من كلامهم إلى مبلغ بلاغتها.
- ولها دلالتها المطوية ، وهذه الدلالة قليلة في كلام البلغاء وكثرت في القرآن.
- دلالة مواقع جمله بحسب ما قبلها وما بعدها.
التقديم والتأخير في وضع الجمل.

7- مراعاة المقام في أن ينظم الكلام على خصوصيات بلاغية , مثل مواقع ألفاظ الآية ومقامات نزول الآية.

8- فصاحة اللفظ وانسجام النظم وذلك بسلامة الكلام في أجزائه مما يسهل النطق فيه.
جاء القرآن بأحسن اللهجات وأخفها وتجنب المكروه من اللهجات، وهذا من أسباب تيسير تلقي الأسماع له ورسوخه فيها.
9- صراحة كلماته باستعمال أقرب الكلمات في لغة العرب دلالة على المعاني المقصودة، وأشملها لمعان عديدة مقصودة.

الجهة الثانية:
ما أبدعه القرآن من أفانين التصرف في أساليب الكلام البليغ.


نوعي أدب العرب:
1- شعر.
2- نثر، وهو خطابة وأسجاع كهان.
- تنافس فصحاء العرب في ابتكار المعاني.
- وقع التفاوت فيما بينهم في تراكيب أداء المعاني في الشعر.
- التزموا في أسلوبي الشعر والخطابة طريقة واحدة تشابهت فنونها فعمدوا إلى التقليد.

تفرد القرآن بأسلوبه البلاغي:
- أسلوبه يجري على الألسنة سلسا سهلا لا تفاوت في فصاحة تراكيبه.
- حفظه أسرع من حفظ الشعر.
- توافق كلماته وتراكيبه في السلامة من أقل تنافر وتعثر على الألسنة.
- كونه من النثر داخلا في إعجازه.

الحكمة من تنوع أساليب القرآن:
- ظهور أنه من عند الله.
- أن يكون في ذلك زيادة التحدي للمتحدين به .

أساليب القران:
1- جاء في نظمه بأسلوب جمع بين مقصد الموعظة ومقصد التشريع.
2- أسلوب التفنن: وهو بداعة تنقلاته من فن إلى فن بطرائق الاعتراض والتنظير والتذييل والإتيان بالمترادفات عند التكرير.
3- أسلوب الالتفات المعدود من أعظم أساليب التفنن:
غرضه:
- تنشيط السامع.
- يعين على استماع السامعين.
- يدفع سآمة الإطالة عنهم.
وهذا للحث على الاستكثار من قراءته.

4- العدول عن تكرير اللفظ والصيغة فيما عدا المقامات التي تقتضي التكرير من تهويل ونحوه.

5- اتساع أدب اللغة في القرآن, فجاء بأسلوب في الأدب غض جديد متفنن، تضمن المحاورة والخطابة والجدل والأمثال والقصص والتوصيف والرواية.
ألم يكن أدب العرب السائر فيهم غير الشعر, وكان غيره من الكلام عسير العلوق بالحوافظ.

6- أسلوب الفواصل العجيبة المتماثلة في الأسماع وإن لم تكن متماثلة الحروف في الأسجاع.

ارتباط آي القرآن:
- ارتباط آياته بعضها مع بعض حتى تكون كالكلمة الواحدة متسعة المعاني منتظمة المباني.
- وقع القرآن في أمر متحد مرتبط أوله بآخرهمع كونه نزل في نيف وعشرين سنة .

أسباب البلاغة في الكلام:
الكيفيات التي تؤدي بها تلك التراكيب اللفظية فيه , مثل السكت عند بعض الايات لغرض لتشويق.

مبتكرات القران التي ميزت نظمه عن بقية كلام العرب:
- جاء على أسلوب يخالف الشعر ويخالف الخطابة بعض المخالفة.
المقصود حفظه وتلاوته.
جاء بالجمل الدالة على معان مفيدة محررة.
- أسلوب التقسيم والتسوير .
- الأسلوب القصصي في حكاية أحوال النعيم والعذاب في الآخرة، وفي تمثيل الأحوال.
يدخل فيه:
صياغة أقوال المحكي عنهم على ما يقتضيه أسلوب إعجازه لا على الصيغة التي صدرت فيها.
حكاية الأسماء الواقعة في القصص فتتغير بما يناسب حسن مواقعها في الكلام من الفصاحة.
- الأمثال: وهي حكاية أحوال يرمز له بجمل بليغة قيلت فيها التي قيلت فيها.
القرآن أوضح الأمثال وأبدع تركيبها.
مثاله: {مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف} .

7- أسلوب الإيجاز, فمعظم آياته صالحة لأن تؤخذ منها معان متعددة.
لولا إيجاز القرآن لكان أداء ما يتضمنه من المعاني في أضعاف مقدار القرآن.

من أساليب الإيجاز:
*الحذف.
- كل حذف في القرآن يكون هناك دليل يدل عليه من لفظ أو سياق.
- يجمع المعاني الكثيرة بألفاظ قليلة.
حذف القول, وحذف المضاف .
*الإخبار عن أمر خاص بخبر يعمه وغيره.
فوائده:
-فائدة الحكم العام.
-وفائدة الحكم الخاص.
-وفائدة أن هذا المحكوم عليه بالحكم الخاص هو من جنس ذلك المحكوم عليه بالحكم العام.
*التضمين:
تضمين الفعل أو الوصف معنى فعل أو وصف آخر مع الإارة للفعل المضمن بذكر أحد متعلقاته, فيحصل في الجملة معنيان.
*الجمل الجارية مجرى الأمثال.

سلوك القرآن مسلك الإطناب لأغراض بلاغية منها:
-توصيف الأحوال التي يراد بتفصيل وصفها إدخال الروع في قلب السامع .

8- استعمال اللفظ المشترك في معنيين أو معان لغرض تكثير المعاني .
واستعمال اللفظ في معناه الحقيقي والمجازي إذا صلح المقام لإرادتهما.

9- الإتيان بالألفاظ التي تختلف معانيها باختلاف حروفها أو اختلاف حركات حروفها وهو من أسباب اختلاف كثير من القراءات .

10- أسلوب الجزالة والرقة وهما راجعتان إلى معاني الكلام , ففيهما الترغيب والترهيب.

عادات القرآن:
مثل:
- عن ابن عباس: كل كاس في القرآن فالمراد بها الخمر.
- من عادة القرآن أنه ما جاء بوعيد إلا أعقبه بوعد.
- ما جاء بنذارة إلا أعقبها ببشارة.
- ما سمى الله مطرا في القرآن إلا عذابا.
- كلمة هؤلاء إذا لم يرد بعدها عطف بيان يبين المشار إليهم فإنها يراد بها المشركون من أهل مكة.
- كل ما جاء من {يا أيها الناس} فالمقصود به أهل مكة المشركون.

يتعرف على عادات القران من نظمه وكلمه.

الجهة الثالثة: ما أودعه من المعاني الحكمية والإشارات العلمية.

علم العرب الوحيد كان الشعر.

أنواع العلوم:
1-علم اصطلاحي: وهو ما عد الناس صاحبه عالما وهومتغير بتغير الزمن ولا تخلو منه أمة.
2-العلم الحقيقي فهو معرفة ما بمعرفته كمال الإنسان، وما به يبلغ إلى ذروة المعارف وإدراك الحقائق النافعة .

اشتمال القران على نوعي العلم:
النوع الأول : ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة والأمم البائدة والشرائع الداثرة مما كان لا يعلمه إلا الخواص من أحبار أهل الكتاب.
- لم يكن لدى العرب شيء من هذه الأخبار.
- ولا تضمنتها أشعارهم.
- جاء القرآن بالكثير من ذلك تفصيلا .

النوع الثاني:
أقسامه:

1- قسم يكفي لإدراكه فهمه وسمعه.
2- قسم يحتاج إدراك وجه إعجازه إلى العلم بقواعد العلوم فيتوضح بحسب مبالغ الفهوم وتطورات العلوم.

دلالة القسمين على الإعجاز:
كلا القسمين دليل على أنه من عند الله لأنه جاء به أمي في موضع لم يعرف أهله دقائق العلوم.

تنبيه القرآن على فضائل العلوم:
- من طرق إعجازه العلمية أنه دعا للنظر والاستدلال.
- جمعه لعلوم ومعارف لم تعهد للعرب.
- جمع مع بيان علم الشرائع التنبيه على طرق الحجة العقلية.
- فتح الأعين إلى فضائل العلوم بأن شبه العلم بالنور وبالحياة.

الاستدلال على تعلق الجهة الثالثة بالإعجاز ودوامه وعمومه من قوله صلى الله عليه وسلم : ((وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي )).

طريقة إثبات هذا النوع:
تثبت للقرآن بمجموعه, إذ ليست كل آية ولا كل سورة بمشتملة على هذا النوع من الإعجاز.
فهو إعجاز حاصل من القرآن وغير حاصل به التحدي إلا إشارة .

إعجاز القران من الجهة الثالثة للبشر كافة وللجهتين السابقتي للعرب خاصة.

الإعجاز عام من هذه الجهة:
- إعجازه للعرب لأن لا قبل لهم بتلك العلوم .
- إعجازه لعامة الناس أن تجيء تلك العلوم من رجل نشأ أميا في قوم أميين.
- إعجازه لأهل الكتاب خاصة إذ كان ينبئهم بعلوم دينهم مع كونه أميا، ولم يعلموه هم.

الجهة الرابعة: الإخبار بالمغيبات:
- عده بعض علماء السلف من وجوه الإعجاز.
- ليس له مزيد تعلق بنظم القرآن ودلالة فصاحته وبلاغته .
- لا يكثر وجوده في القرآن.
- مثاله:
{الم * غلبت الروم}.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 صفر 1441هـ/20-10-2019م, 09:29 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداء حسين مشاهدة المشاركة
فهرسة مسائل القسم الثاني من مقدمة تفسير ابن عاشور.

•المقدمة السابعة:
•قصص القرآن.
منة الله على الأمة بإيراد القصص في القرآن.
قال تعالى:{نحن نقص عليك أحسن القصص}.

تعريف القصة:
- الخبر عن حادثة غائبة عن المخبر بها.
- جمع القصة قصص بكسر القاف.
- أما القصص بفتح القاف فاسم للخبر المقصوص.

الغرض من إيراد القصص في القرآن:
- الغرض أسمى من مجرد حصول العبرة والموعظة.
- وأسمى من التنويه بعناية الله بأصحاب القصص.
- وأسمى من مجرد التشويه بأصحابها فيما لقوه من غضب الله عليهم.
- في قصص القرآن عبر وفوائد لا تحصى للأمة.

مميزات قصص القرآن:
- يأخذ من كل قصة أشرف مواضيعها لبيان المقصود الحقيقي من إيرادها.
- لم تسرد القصص متعاقبة في السور ككتب التاريخ, بل وزعت على مقامات تناسبها لتحصل الفائدة.
- خصوصية الأسلوب فهو تذكير وهو ذكر.
- سياق القصص القرآني في مناسباتها أكسبها صفتين: صفة البرهان وصفة التبيان.
- جاءت على أسلوب الإيجاز لتكون أقرب للتذكير منه للقصص.
- طي ما يقتضيه الكلام الوارد للعلم به.
- ما تميزت به من أسلوب بديع مع محافظتها على غرض القرآن الأصلي وهو التشريع , مع كونها سيقت في مقام الاتعاظ.

وفي هذا عشر فوائد:
1- اشتمال القرآن على قصص لا يعلمها إلا الراسخون في العلم من أهل الكتاب: تحديا عظيما لهم , وتعجيزا لهم.
2- اشتمال القرآن على قصص الأنبياء وأقوامهم يعد ذكرا لتاريخ المشرعين، فيذكر حال أصحاب القصة في رسوخ الإيمان وضعفه دون التعرض لبيان النسب أو البلد.
3- حصول العبرة والاقتداء من معرفة ترتب المسببات على أسبابها في الخير والشر , وظهور المثل العليا في الفضيلة وزكاء النفوس أو ضد ذلك.
4- حصول الموعظة للمشركين بما حصل لمن سبقهم ممن كذب وعصى وكفر.
5- التأثير على النفوس بإيراد أسلوب جديد لم يكن معهودا لدى العرب , وهو اسلوب التوصيف والمحاورة, ويعد هذا من إعجاز القرآن.
6- توسيع لعلم المسلمين بإحاطتهم بوجود الأمم ومعظم أحوالها, وتذكيرا لهم بعد أن غلب على العرب الإيمان بالمحسوسات , فألفوا المشاهد وغلبتهم الغفلة.
7- معرفة المسلمين لسعة العالم وعظمة الأمم يدفع عنهم آفة الغرور , ويحثها على تكميل الناقص لديها.
8- حصول الهمة للسعي إلى سيادة العالم كما فعل من قبلهم ليخرجوا عما كانت عليه العرب من التقاتل والتناحر والتفرق.
9- طلب النصر ممن يملكه , ومعرفة أن القوة لله جميعا , وذلك باتباع ما ورد من شروط والابتعاد عما وقعت فيه غيرهم من الأمم.
10- معرفة تاريخ التشريع والحضارة لدى الأمم, وهذا يبصرهم بفوائد المدنية.

هل يعد ذكر القصة في أكثر من سورة تكرارا:
- قصد القرآن الخطب والمواعظ ل التآليف.
- لا يعد ذكرالقصة مع غرضها في أكثر من سورة تكريرا لها , لأن ذكر القصة يكون كالبرهان على الغرض الذي سيقت من أجله.
- التكرار لم يحصل للألفاظ بل للمعاني وهذا مقام تظهر فيه مقدرة الخطباء .

فوائد تكرار القصة في أكثر من سورة:
1- رسوخها في الأذهان بتكريرها.
2- ظهور البلاغة في أقصى صورها.
3- سماع القصة غضا طريا لمن تأخر إسلامه ممن فاته سماع شبيهتها قبل إسلامه , كون ذلك اوقع في النفس.
4- لم يكن جميع المسلمين يحفظون جميع القرآن, فيكون في حفظ كل منهم ذكر للقصة أو لبعض تفاصيلها.
5- اختلاف أساليب القصة الواحدة في كل سورة , كما يذكر في بعضها تفاصيل لم تذكر في الآخرى.
أسباب ذلك:
- تجنب التطويل والاقتصار على مواطن العبرة.
- ذكر التفاصيل المناسبة لسياق الآيات فيحصل التتفاوت في الإطناب والإيجاز على حسب المقامات.

التفنن والتنويع في أساليب العرض.

المقدمة الثامنة:
في اسم القرآن وآياته وسوره وترتيبها وأسمائها.

مكانة القرآن الكريم:
- الكلام الذي أوحاه إلى محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل.
- جعله الله آية على صدق رسالة الرسول.
- تحدى منكريه بمعارضته فلم يعلوا.
- اشتمل على الهدى والرشاد, وآداب وإصلاح حال الأمة في جماعتها وفي معاملتها مع الأمم التي تخالطها.
- القرآن مهيمنا على الكتب السالفة جميعها.

تدرج القرآن في تحدي كفار العرب :
1- دعاهم أإلى الإتيان بعشر سور مثله: {قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات}.
2- استنزلهم إلى أهون من ذلك عليهم: {قل فأتوا بسورة مثله } .
3- صرح وانذر بأنهم ليسوا بفاعلين: {...فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار}.

تعريف القرآن:
هو الكلام الموحى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو المكتوب في المصاحف المشتمل على مائة وأربع عشرة سورة، المفتتح بالفاتحة والمختتم بالناس.

[القرآن هو كلام الله حقيقة غير مخلوق, تكلم به بحرف وصوت, سمعه منه جبريل وأنزله على النبي صلى الله عليه وسلم].

معنى (قرآن):
1- إما مشتق من (القراءة).
- تكون همزته أصلية ووزنه فعلان.
- لذلك اتفق أكثر القراء على قراءة لفظ قرآن مهموزا.
- خالف ابن كثير فقرأه بفتح الراء بعدها ألف على التخفيف , وهي لغة حجازية.
2- مشتق من (قران) بوزن فعال، من القرن بين الأشياء أي الجمع بينها, لأن سورة وآياته قرنت بعضها ببعض. [مشتق من " قرن " ويأتي على وزن " فعال " ]
- على هذا المعنى تكون قراءة ابن كثير جارية على أنه اسم آخر لكتاب الله.
3- قيل إن قران جمع (قرينة) ، وهي العلامة، لأن آياته يصدق بعضها بعضا فهي قرائن على الصدق.
[القول الرابع في اشتقاق كلمة " قرآن " أنه غير مشتق، لذا كان الأولى أن تكون تسمية المسألة (اشتقاق كلمة " قرآن ") لتشمل هذا القول.

أشهر أسماء القرآن:
1- القرآن:
- هو الاسم الذي جعل علما على ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
- لم يطلق على غيره من قبل.
- هو أشهر أسمائه وأكثرها ورودا في آياته وأشهرها دورانا على ألسنة السلف.

2- الفرقان:
معنى الفرقان:
اسم لما يفرق به بين الحق والباطل.
وجه تسمية القرآن بالفرقان:
- امتاز عن بقية الكتب السماوية بكثرة ما فيه من بيان التفرقة بين الحق والباطل.
أهم ما اشتمل عليه بيان التوحيد وصفات الله,كقوله تعالى: {ليس كمثله شيء}.
- آيات الأحكام فيه محكمة لا يتطرق إليها اللبس أو الشبهة.

[اختيار ابن عاشور لهذه الآية لبيان صفات الله : جرى على عادة المعطلة في وصف الله بالسلوب, والتفصيل في النفي, أما الإثبات-إن وجد- فيكون مجملا].

3- التنزيل:
وجه تسميته بالتنزيل:
مصدر نزل، أطلق على المنزل باعتبار أن ألفاظ القرآن أنزلت من السماء.
تنزيل من الرحمن الرحيم }.

4- الكتاب:
وجه تسميته بالتنزيل:
- سمي بذلك لأن الله جعله جامعا للشريعة.
{ذلك الكتاب لا ريب فيه} .
- ولأن الله أمر رسوله أن يكتب كل ما أنزل عليه منه ليكون حجة على لناس.
- أيضا تسميته بالكتاب معجزة حيث فيه إشارة إلى كتابته.
لذلك اتخذ النبي كتابا وكان يأمر بكتابته.

5- الذكر:
كونه لتبينه للناس، وتذكيرهمر بما يجب على عليهم اعتقادا وعملا.
{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}.

6- الوحي:
لأنه ألقي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بواسطة الملك وذلك الإلقاء يسمى وحيا لأنه يترجم عن مراد الله تعالى .
{قل إنما أنذركم بالوحي}.

[بل القرآن كلام الله حقيقة تكلم به بحرف وصوت, بحسب اعتقاد أهل السنة والجماعة , وليس عبارة عن كلام الله ولا حكاية عن كلام الله ولا ترجمة لمراد الله].

7- كلام الله:
لقوله تعالى {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}.

تسمية القرآن بالمصحف:
- جمع أبو بكر الصحابة لما أمر بجمع القرآن وطلب منهم التماس اسما له.
- قال عبد الله ابن مسعود: رأيت بالحبشة كتابا يدعونه المصحف فسموه مصحفا.

[ما روي في هذا الشأن لا يصح, وتسميته بهذا الاسم جرت على الأصل في تسمية الصحف المجموعة إلى بعضها بين دفتين مصحفا, وهو أول كتاب للمسلمين فاشتهرت هذه التسمية حتى جعلت علما عليه].

آيات القرآن:
تعريف الآية:

هي مقدار من القرآن مركب ولو تقديرا أو إلحاقا.
(ولو تقديرا): لإدخال : {مدهامتان}, وقوله:(إلحاقا) : لإدخال بعض فواتح السور من الحروف المقطعة.

وجه تسميتها آية:
- جاءت هذه التسمية في القرآن: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات}.
- سميت آية لأنها جعلت دليلا على أن القرآن موحى من الله , لأنها تشتمل على ما هو من الحد الأعلى في بلاغة نظم الكلام.
- وقوعها مع غيرها من الآيات جعلت دليلا على أن القرآن منزل من عند الله وليس من تأليف البشر لأنه قد حصل به التحدي والإعجاز.
- لا تسمى جمل التوراة والإنجيل آيات لعدم وجود هذه الخصوصية في لغتيهما.
- ما ورد في الحديث من تسمية آية الرجم في التوراة (آية) تعبير غلب على لسان الراوي كونه لم يجد ما يعبر به عنها.

تحديد الآيات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
- تحديد مقادير الآيات جاء عن النبيء صلى الله عليه وسلم.
- علم الايات توقيفي , ذكره الزمخشري.
- اختلاف الرواية في بعض الآيات محمول على التخيير في تحديد ابتداء الآية ومنتهاها.
- كان أالصحابة على علم بتحديد الآيات.
- جاء تعيين أن الفاتحة هي السبع المثاني أي السبع الآيات.
- كان الصحابة ومن بعدهم يقدرون بعض الأوقات بمقدار ما يقرأ القارئ عددا من الآيات.

تفاوت مقادير الآيات:
- من الآيات ما هو طويل وقصير، ومنه ما ينقطع ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام.
- أطول آية: {هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام}.
- دونها في الطول: { حرمت عليكم أمهاتكم}.
- أقصر آية : {مدهامتان}بالنسبة لعدد الكلمات, وبالنسبة للحروف:{طه}.

[والمتعارف عليه أن أطول آية هي آية الدين!].

فواصل الآيات:
- هي الكلمات التي تتماثل في أو تتقارب في أواخر حروفها أو في صيغ النطق بها, وتكرر في السورة تكرارا مقصودا.
- العبرة فيها بتماثل صيغ الكلمات من حركات وسكون وهي أكثر شبها بالتزام ما لا يلزم في القوافي.-
- أكثرها جار على أسلوب الأسجاع.
- عادة هي منتهى آيات ولو لم يتم غرض الكلام.
- إذا انتهى غرض الكلام ولم تقع عنده فاصلة: لا يكون الموضع نهاية آية إلا نادرا.
مثاله: {ص * والقرآن ذي الذكر}.
- إذا أتت الفاصلة بعد انتهاء الكلام تكون الآية غير منتهية ولو طالت، كقوله تعالى: {قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك} إلى قوله: {وخر راكعا وأناب} فهذه الجمل كلها عدت آية واحدة.

الغرض من الفواصل:
- هي من جملة المقصود من الإعجاز لأنها ترجع إلى محسنات الكلام.
- وهي تعد من فصاحة الكلام.
- الوقوف عند الفواصل أوقع في الأسماع , فيحصل التأثر بالآيات.
- بيان معاني الكلام للسامعين.

حكم الوقوف على رؤوس الآي:
القول الأول: سنة.
كان النبي إذا قرأ قطع قراءته آية آية.
القول الثاني: واجب.
قاله ابن العربي والزمخشري.
القول الثالث: محاولة إيجاد ضوابط نافعة في هذا الباب.

عد الآي:
كان معروفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
جاء في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام .

أسباب الاختلاف في عد الآي:
- بناء على الاختلاف في نهاية بعضها، إما بسبب الرواية أو اجتهادا.
- عدم اعتبار البسملة في العد, مع اختلافهم في عدها في الفاتحة.
عدها آية الكوفي والمكي ولم يعدها آية البصري ولا الشامي ولا المدني.
- اتفق أئمة القراء في المدينة على عدد ثم خالفهم إسماعيل بن جعفر بعدد انفرد به, فكان لهم عددان.
- أهل مكة كان لهم عددا واحدا لكن ربما اتفقوا في عدد آي السورة المعينة، وربما اختلفوا.

ترتيب الآي:
- كان توقيفيا من النبي صلى الله عليه وسلم حسب نزول الوحي.
- ترتيب الايات مما يدخل في وجوه إعجازه من بداعة أسلوبه.
- ترتيب المصحف الذي بين يدي المسلمين اليوم لا يختلف عن ترتيب ما قرأ به النبي صلى الله عليه وسلم.

كتابة القرآن في عهد النبي عليه الصلاة والسلام:
- كانت العرب تعتمد على الحفظ بالدرجة الأولى.
- لم يكونوا يعتمدون على الكتابة.
- كتب كتاب الوحي القرآن بأمر من النبي عليه الصلاة والسلام.
- لما كتب زيد بن ثابت المصحف لأبي بكر لم يخالف في ترتيب آي القرآن.

الحكمة من كتابة القرآن أن يرجع إليها المسلمون عندما يحدث لهم شك أو نسيان ولكن ذلك لم يقع.

المناسبة بين الآيات:
- الأصل أن يكون بين الآية ولاحقتها تناسب في الغرض.
- دليله وجود حروف العطف المفيدة الاتصال .
- البحث عن المناسبات بين الآيات يفيد علم جم.
- قد لا تكون هناك مناسبة بين الايات , لكن وجوده في هذا المكان كان لسبب اقتضى ذلك.
- وقد تكون الآية ألحقت بالسورة بعد تمام نزولها بأن أمر الرسول بوضعها عقب آية معينة لمناسبة بينها وبين آي تلك السورة والتشابه في أسلوب النظم.
- الإعراض عن التكلف في طلب المناسبات بيت الآيات إن لم تتبين للمفسر.

وقوف القرآن:
تعويف الوقف:

قطع الصوت عن الكلمة فترة يتنفس في مثلها عادة.

أهمية معرفة الوقف والابتداء:
الوقف عند انتهاء جملة من جمل القرآن قد يكون أصلا لمعنى الكلام, فقد يختلف المعنى باختلاف الوقف.
مثاله: قوله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به} :
فإذا وقف عند قوله: {إلا الله} كان المعنى في المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله.
وإذا وصل قوله: {إلا الله} بما بعده كان المعنى أن الراسخين في العلم يعلمون تأويل المتشابه.

لا يوجد في القرآن مكانا يجب الوقف فيه ولا يحرم الوقف فيه , قاله ابن الجزري.

أقسام الوقف بحسب المعنى:
1- أكيد .
2- حسن .
3- دون الحسن.

تعريف السكت:
قطع الصوت وقتا أقل من وقت قطعه عند الوقف.

قال بعضهم: الوقف يكون عند نهاية الكلام , أما السكت فيكون عند ما يتطلب المعنى الوقف عليه قبل تمام المعنى .

تعدد الوقف :
- يحصل به تعدد المعنى مع اتحاد الكلمات.
- تجاهله يعد من التفريط في الغرض المقصود منه, لأن فواصل الكلام مرادة من نظم القرآن, وهي من جملة طرق الإعجاز فيه.

لم يشتد اعتناء السلف بتحديد أوقاف القرآن لظهور أمرها.

متى ظهر اعتناء السلف بوقوف القرآن:
- لما كثر الداخلون في الإسلام ، توجه اعتناء أهل القرآن إلى ضبط وقوفه تيسيرا لفهمه على قارئيه.
- كان ضبط الوقوف مقدمة لما يفاد من المعاني عند واضع الوقف.
- أشهر من تصدى لضبط الوقوف: الانباري، والنحاس، وغيرهم.

سور القرآن:
تعريف السورة:

- طائفة من القرآن لها بدء ونهاية، ولها اسم مخصوص، تشتمل على ثلاث آيات فأكثر.
- جاءت هذه التسمية في القرآن, قال تعالى: {فأتوا بعشر سور مثله}.
- معرفة العرب حتى المشركين منهم هذه التسمية.

وجه تسمية الجزء المعين من القرأن سورة:
1- قيل مأخوذة من السور: وهو الجدار المحيط بالمدينة.
2- قيل مأخوذة من السؤر بهمزة بعد السين وهو البقية مما يشرب الشارب بمناسبة أن السؤر جزء مما يشرب.

تقسيم القرآن إلى سور كان في عهد النبي عليه الصلاة والسلام:
- كان القرآن يومئذ مقسما إلى مائة وأربع عشرة سورة بأسمائها.
ترتيب الآيات في السور توقيفي عن النبي صلى الله عليه وسلم,، وبذلك يكون مجموع السورة من الآيات أيضا توقيفيا.
- ثبت عن جمهور الصحابة حين جمعوا القرآن أنهم لم يترددوا ولم يختلفوا في عدد سوره، وأنها مائة وأربع عشرة سورة.

- مخالفة ابن مسعود لتقسيم السور وعددها:
- لم يثبت المعوذتين في سور القرآن.
- أثبت القنوت على أنه سورة سماها سورة الخلع والخنع.
- جعل سورة الفيل وسورة قريش سورة واحدة.

[ما نقل عن ابن مسعود بشأن المعوذتين صحيح لكنه رجع عنه].

فائدة تقسيم القرآن إلى سور:
- وجود أواع متعددة تحت الجنس الواحد أحسن وأنبل.
- والقارئ إذا ختم سورة ثم بدا بالأخرى كان أنشط له لعلمه بأنه قد قطع أجزاء من القرآن.

الأقوال في ترتيب سور القرآن:
1- رتبت بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم. قاله الباقلاني.
2- كان باجتهاد من الصحابة.
3- كان من وضع زيد بن ثابت بمشاركة عثمان.
4- بعضه كان توقيفيا من النبي واجتهد الصحابة في ترتيب الباقي بحسب ما ما علموه من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن عطية: وظاهر الأثر أن السبع الطوال والحواميم والمفصل كانت مرتبة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من السور مالم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت كتابة المصحف.

جمع القرآن في عهد أبي بكر:
- لم يجمع القرآن في مصحف مرتب في عهد أبي بكر, وإنما جعلوا لكل سورة صحيفة مفردة ولذلك عبروا عنها بالصحف.
جاء في موطأ ابن وهب عن مالك أن ابن عمر قال "جمع أبو بكر القرآن في قراطيس".
- تولى أمر جمع القرآن زيد بن ثابت.
- بقيت عند أبي بكر ثم عند عمر ثم عند حفصة .
- لما أراد عثمان جمع القرآن في مصحف واحد أرسل إلى حفصة فأرسلت بها إليه ولما نسخت في مصحف واحد أرجع الصحف إليها.

[قال علي عن أبي بكر:(هو أول من جمعه-أي القرآن- بين اللوحين) ومن ضرورة جمعه بين لوحين أن يمون [يكون] له ترتيبا, فيكون معنى ما ورد من آثار بأنها كانت قراطيس مجموعة في مصحف واحد, وفي صحف بين لوحين].

مصاحف الصحابة:
- مصحف عبد الله بن مسعود.
- مصحف علي بن أبي طالب.
- مصحف عائشة.
- مصحف أبي بن كعب.
- وروي أن أول من جمع القرآن في مصحف سالم مولى أبي حذيفة.
- رتب الصحابة مصاحفهم على ترتيب النزول, أي بحسب ما بلغ إليه علمهم, لذلك اختلفت مصاحفهم في الترتيب. قاله في الاتقان.

كانت البسملة هي علامة الفصل بين السور.

عدم كتابة الصحابة للبسملة بين الأنفال وبراءة لأنهم لم يجزموا بأن براءة سورة مستقلة، ولكنه كان الراجح عندهم فلم يقدموا على الجزم بالفصل بينهما تحريا.

حكم القراءة بغير ترتيب المصحف:
- ليست بواجبة , وكانت عائشة ترى أن لا بأس بذلك.
وهو دليل لكون ترتيب السورة وقع باجتهاد الصحابة, وهو قول مالك رحمه الله وجمهور العلماء.
- النهي جاء عن قراءة القرآن منكسا من آخر السورة إلى أولها.

ترتيب المكي والمدني في المصحف:
- الخلاف بين العلماء في تعيين المكي والمدني ليس بكبير.
- ترتيب المصحف تخللت فيه السور المكية والمدنية.
- ترتيب نزول السور المكية ونزول السور المدنية ففيه ثلاث روايات:
1- رواية مجاهد عن ابن عباس.
2- رواية عطاء الخراساني عن ابن عباس.
3- رواية جابر بن زيد ولا يكون إلا عن ابن عباس.
وهي التي اعتمد عليها ابن عاشور في تفسيره.

أسماء السور:
- وضعت من وقت نزول الوحي.
جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا نزلت الآية ((ضعوها في السورة التي يذكر فيها كذا)).

الغرض من تسمية السور:
- تيسير المراجعة والمذاكرة.
- تمييز السورة عن غيرها.

حكم قول سورة كذا:
- روي من حديث عن أنس مرفوعا ((لا تقولوا سورة آل عمران...ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها آل عمران ...)).
قال أحمد بن حنبل: هو حديث منكر، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات, وأثبت ابن حجر صحته.
- لعل النهي كان في مكة أول الأمر لمنع استهزاء المشركين بهم , ثم زال السبب بعد الهجرة.

تسمية السور:
- اجتهد الصحابة في تسمية السور بما سمعوه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- أخذوا لها أشهر الأسماء التي كان الناس يعرفونها بها ولو كانت غير مأثورة.
-اشتهرت تسمية بعض السور في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وسمعها وأقرها وذلك يكفي في تصحيح التسمية.

اختيار اسم السورة:
- إما أن تكون التسمية بأوصافها مثل الفاتحة وسورة الحمد.
- وإما أن تكون بالإضافة لشيء اختصت بذكره نحو سورة لقمان.
- وإما بالإضافة لما كان ذكره فيها أوفى نحو سورة هود وسورة إبراهيم.
- وإما بالإضافة لكلمات تقع في السورة نحو سورة براءة.

كتابة الصحابة لأسماء السور في مصاحفهم:
- كره الصحابة كتابة ما سوى القرآن في مصاحفهم, لذلك لم يثبتوا أسماء السور بل اكتفوا بإثبات البسملة .
- ذكر عن أبى كتابته لاسم سورة أهل الكتاب،.
- كتبت أسماء السور في المصاحف باطراد في عصر التابعين ولم ينكر عليهم ذلك.

سور نزلت كاملة:
- الحمد.
- النازعات.
- الأنعام.
- وفي صحيح البخاري عن البراء بن عازب قال: آخر سورة نزلت كاملة براءة.
- وربما نزلت السورة مفرقة ونزلت السورتان مفرقتان في أوقات متداخلة

من جمع القرآن من الصحابة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم:
- زيد بن ثابت, معاذ بن جبل, أبو زيد، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وعبد الله بن عمر، وعبادة بن الصامت، وأبو أيوب، وسعد بن عبيد، ومجمع بن جارية، وأبو موسى الأشعري، وحفظ كثير من الصحابة أكثر القرآن على تفاوت بينهم.

المقدمة التاسعة:
في أن المعاني التي تتحملها جمل القرآن تعتبر مرادة بها.


أساليب العرب في كلامهم:
- كان الإيجاز عمود بلاغتهم فكثرت المحسنات في لغتهم من أجل توفير المعاني، والتعبير عما في نفس المتكلم بأوضح عبارة وأخصرها ليسهل علوقها في الذهن.

الحكمة من اختيار العربية لغة للقرآن:
- العربية هي أفصح كلام بين لغات البشر.
- هي أوفر اللغات مادة , وأقلها حروفا.
- وأفصحها لهجة، وأكثرها تصرفا في الدلالة على أغراض المتكلم.
- وأوفرها ألفاظا.

ومن أدق ما ينبه عليه في أسلوب الإيجاز:
- استعمال اللفظ المشترك في معنييه أو معانيه دفعة.
- استعمال اللفظ في معناه الحقيقي ومعناه المجازي معا.
- إرادة المعاني المكني عنها مع المعانى المصرح بها.
- إرادة المعاني المستتبعات من التراكيب المستتبعة.

المعاني التي تتحملها جمل القرآن تعتبر مرادة بها:
- جاء القرآن على أسلوب أبدع مما كانوا يعهده العرب وأعجب، فبلغ منتهى ما تسمح به اللغة العربية من الدقائق واللطائف لفظا ومعنى .
- اشتمل على الكثير من المعاني في أوجز العبارات وأقل الألفاظ.
- أودع فيه من المعاني كل ما يحتاج السامعون إلى علمه على تفاوت حظوظ السامعين من الفهم والبلاغة.
-مثاله: قوله تعالى: {فأنساه الشيطان ذكر ربه} ففي كل من كلمة ذكر وربه معنيان.
- تكثير المعاني بحمل لفظ الآية على وجهين أو أكثر مع إيجاز اللفظ وهذا من وجوه الإعجاز.
- معاني التركيب المحتمل معنيين فصاعدا قد يكون بينهما العموم والخصوص, فهنا يحمل التركيب على جميع ما ورد فيه من معاني, ما لم ترد قرينة صارفة لهذا المعنى.
- المعاني المختلفة الصحيحة الناتجة عن الوصل والوقف تحمل الاية عليها.
- المعاني الناتجة عن اختلاف القراءات المتواترة تعامل معاملة هذا الأصل.
- المعاني المستخرجة من تدبر القرآن تحمل على معنى الآية ما لم تكون هناك قرينة صارفة.
- إيقاظ النبي-صلى الله عليه وسلم- الأذهان إلى أخذ أقصى المعاني من ألفاظ القرآن.
- استنباط الصحابة المعاني المختلفة من الآيات.

حجية القرآن وحجية السنة:
- أجمع العلماء على أن القرآن هو الحجة العامة في التشريع.
فلا مرجع لهم عند الاختلاف يرجعون إليه أقوى من القرآن ودلالته.
- اختلفوا في حجية ما عداه من الأخبار المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الأسباب:
الخلاف في شروط تصحيح الخبر.
تفاوتهم في مقدار ما يبلغهم من الأخبار .
[والصحيح أن السنة الصحيحة حجة ثابتة كالقرآن عند أهل السنة والجماعة]. [قصد ابن عاشور - والله أعلم - أن الخلاف في تصحيح الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلن يعمل بالحديث من يرى ضعفه، أو الخلاف في تفسير الآية لأنه لم يصلهم خبر صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا أنه يرى جواز الخلاف في حجية السنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم]

استعمال المشترك في معنييه أو معانيه:
- كان محل تردد عند العلماء لعدم وروده في كلام العرب قبل القرآن. [أو وقع بندارة على كلام ابن عاشور]
- اختلف علماء العربية وعلماء أصول الفقه في جواز استعمال المشترك.
1- إن المشترك لا يحمل على أكثر من معنى إلا بقرينة.
2- صحة إطلاق المشترك على معانيه في النفي وعدم صحة ذلك في الإيجاب.
وهو قول لا يلتفت إليه.
- والصحيح أن المشترك يصح إطلاقه على عدة من معانيه جميعا أو بعضا إطلاقا لغويا.

منهج ابن عاشور في الجمع بين المعاني أو ترجيح بعضها على بعض:
- الأخذ بجميع المعاني التي يحتملها اللفظ فيذكرها.
- عند الترجيح يترك المعاني التي لم تترجح عنده مع عدم إبطالها.
- أو يترك بعض المعاني لغرض عدم الإطالة بسبب كونها مذكورة في تفاسير أخرى.


المقدمة العاشرة:
في إعجاز القرآن.


الغرض من الكلام عن إعجاز القران:
- تعريف القارئ بوجوه إعجاز القرآن.
- بيان بلاغة القرآن ولطائف أدبه التي هي فتح لفنون رائعة من أدب لغة العرب.
- إيراد بعض الصول والنكت التي أغفلها من تقدموا ممن تكلموا في إعجاز القرآن .

علاقة هذه المقدمة بالتفسير:
- مفسر القرآن لا يعد تفسيره لمعاني القرآن كاملا ما لم يشتمل على بيان دقائق من وجوه وخصائص البلاغة في الايات.

إعجاز القرآن:
- القرآن معجزة عامة، ولزوم الحجة به باق من أول ورودها إلى يوم القيامة.
- عجز جميع أهل العصور السابقة والتالية عن معارضته.

أسباب العجز عن الاتيان بمثل القران:
القول الأول: الصرفة: فالله صرفهم عن معارضة القرآن فسلبهم المقدرة أو سلبهم الداعي لتقوم الحجة عليهم بمرأى ومسمع من جميع العرب.
قاله التفتزاني والأشعري وإلى النظام والشريف المرتضى وأبي إسحاق الاسفرائيني وابن حزم وإلى كثير من المعتزلة.
القول الثاني: ما عليه جمهور أهل العلم والتحقيق: وهو عجز المتحدين به عن الاتيان بمثله.
وهو ما اعتمده ابن عاشور.

وجوه الإعجاز في القران:
[حبذا لو بينتِ الجهات الأربعة في نقاط متتالية، ثم فصلتِ كل جهة على حدة]
الوجه الأول: بلوغه حد الإعجاز من البلاغة والفصاحة.
كان منتهى التنافس عند العرب بمقدار التفوق في البلاغة والفصاحة.
تحدى الله بلغاءهم أن يأتوا بسورة من مثله فلم يتعرض واحد إلى معارضته مع وجود الداعي.
لم يتمكن بشر من معارضته والإتيان بمثله حتى فصحاء العرب, مع أن كلماته كلمات كلامهم.

خصوصيات الكلام البلاغية في القران:
1- حسن التقسيم وهو من المحسنات البديعية.
مثاله: حديث قسمت الصلاة بيني وبين عبدي.
2- مراعاة التجنيس والتجنيس من المحسنات.
مثاله: {وهم ينهون عنه وينأون عنه}.
3- محسن المطابقة.
مثاله: {فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير}.
4- ما فيه من تمثيل.
مثاله: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}.
5- الالتفات وهو نقل الكلام من أحد طرق التكلم أو الخطاب أو الغيبة إلى طريق آخر منها.
6- التشبيه والاستعارة, وكان لهما عند العرب مكانة عالية .

تعدد الدلالة في القرآن:
- جمل القرآن لها دلالتها الوضعية التركيبية التي يشاركها فيها الكلام العربي كله.
- ولها دلالتها البلاغية التي يشاركها في مجملها كلام البلغاء ولا يصل شيء من كلامهم إلى مبلغ بلاغتها.
- ولها دلالتها المطوية ، وهذه الدلالة قليلة في كلام البلغاء وكثرت في القرآن.
- دلالة مواقع جمله بحسب ما قبلها وما بعدها.
التقديم والتأخير في وضع الجمل.

7- مراعاة المقام في أن ينظم الكلام على خصوصيات بلاغية , مثل مواقع ألفاظ الآية ومقامات نزول الآية.

8- فصاحة اللفظ وانسجام النظم وذلك بسلامة الكلام في أجزائه مما يسهل النطق فيه.
جاء القرآن بأحسن اللهجات وأخفها وتجنب المكروه من اللهجات، وهذا من أسباب تيسير تلقي الأسماع له ورسوخه فيها.
9- صراحة كلماته باستعمال أقرب الكلمات في لغة العرب دلالة على المعاني المقصودة، وأشملها لمعان عديدة مقصودة.

الجهة الثانية:
ما أبدعه القرآن من أفانين التصرف في أساليب الكلام البليغ.


نوعي أدب العرب:
1- شعر.
2- نثر، وهو خطابة وأسجاع كهان.
- تنافس فصحاء العرب في ابتكار المعاني.
- وقع التفاوت فيما بينهم في تراكيب أداء المعاني في الشعر.
- التزموا في أسلوبي الشعر والخطابة طريقة واحدة تشابهت فنونها فعمدوا إلى التقليد.

تفرد القرآن بأسلوبه البلاغي:
- أسلوبه يجري على الألسنة سلسا سهلا لا تفاوت في فصاحة تراكيبه.
- حفظه أسرع من حفظ الشعر.
- توافق كلماته وتراكيبه في السلامة من أقل تنافر وتعثر على الألسنة.
- كونه من النثر داخلا في إعجازه.

الحكمة من تنوع أساليب القرآن:
- ظهور أنه من عند الله.
- أن يكون في ذلك زيادة التحدي للمتحدين به .

أساليب القران:
1- جاء في نظمه بأسلوب جمع بين مقصد الموعظة ومقصد التشريع.
2- أسلوب التفنن: وهو بداعة تنقلاته من فن إلى فن بطرائق الاعتراض والتنظير والتذييل والإتيان بالمترادفات عند التكرير.
3- أسلوب الالتفات المعدود من أعظم أساليب التفنن:
غرضه:
- تنشيط السامع.
- يعين على استماع السامعين.
- يدفع سآمة الإطالة عنهم.
وهذا للحث على الاستكثار من قراءته.

4- العدول عن تكرير اللفظ والصيغة فيما عدا المقامات التي تقتضي التكرير من تهويل ونحوه.

5- اتساع أدب اللغة في القرآن, فجاء بأسلوب في الأدب غض جديد متفنن، تضمن المحاورة والخطابة والجدل والأمثال والقصص والتوصيف والرواية.
ألم يكن أدب العرب السائر فيهم غير الشعر, وكان غيره من الكلام عسير العلوق بالحوافظ.

6- أسلوب الفواصل العجيبة المتماثلة في الأسماع وإن لم تكن متماثلة الحروف في الأسجاع.

ارتباط آي القرآن:
- ارتباط آياته بعضها مع بعض حتى تكون كالكلمة الواحدة متسعة المعاني منتظمة المباني.
- وقع القرآن في أمر متحد مرتبط أوله بآخرهمع كونه نزل في نيف وعشرين سنة .

أسباب البلاغة في الكلام:
الكيفيات التي تؤدي بها تلك التراكيب اللفظية فيه , مثل السكت عند بعض الايات لغرض لتشويق.

مبتكرات القران التي ميزت نظمه عن بقية كلام العرب:
- جاء على أسلوب يخالف الشعر ويخالف الخطابة بعض المخالفة.
المقصود حفظه وتلاوته.
جاء بالجمل الدالة على معان مفيدة محررة.
- أسلوب التقسيم والتسوير .
- الأسلوب القصصي في حكاية أحوال النعيم والعذاب في الآخرة، وفي تمثيل الأحوال.
يدخل فيه:
صياغة أقوال المحكي عنهم على ما يقتضيه أسلوب إعجازه لا على الصيغة التي صدرت فيها.
حكاية الأسماء الواقعة في القصص فتتغير بما يناسب حسن مواقعها في الكلام من الفصاحة.
- الأمثال: وهي حكاية أحوال يرمز له بجمل بليغة قيلت فيها التي قيلت فيها.
القرآن أوضح الأمثال وأبدع تركيبها.
مثاله: {مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف} .

7- أسلوب الإيجاز, فمعظم آياته صالحة لأن تؤخذ منها معان متعددة.
لولا إيجاز القرآن لكان أداء ما يتضمنه من المعاني في أضعاف مقدار القرآن.

من أساليب الإيجاز:
*الحذف.
- كل حذف في القرآن يكون هناك دليل يدل عليه من لفظ أو سياق.
- يجمع المعاني الكثيرة بألفاظ قليلة.
حذف القول, وحذف المضاف .
*الإخبار عن أمر خاص بخبر يعمه وغيره.
فوائده:
-فائدة الحكم العام.
-وفائدة الحكم الخاص.
-وفائدة أن هذا المحكوم عليه بالحكم الخاص هو من جنس ذلك المحكوم عليه بالحكم العام.
*التضمين:
تضمين الفعل أو الوصف معنى فعل أو وصف آخر مع الإارة للفعل المضمن بذكر أحد متعلقاته, فيحصل في الجملة معنيان.
*الجمل الجارية مجرى الأمثال.

سلوك القرآن مسلك الإطناب لأغراض بلاغية منها:
-توصيف الأحوال التي يراد بتفصيل وصفها إدخال الروع في قلب السامع .

8- استعمال اللفظ المشترك في معنيين أو معان لغرض تكثير المعاني .
واستعمال اللفظ في معناه الحقيقي والمجازي إذا صلح المقام لإرادتهما.

9- الإتيان بالألفاظ التي تختلف معانيها باختلاف حروفها أو اختلاف حركات حروفها وهو من أسباب اختلاف كثير من القراءات .

10- أسلوب الجزالة والرقة وهما راجعتان إلى معاني الكلام , ففيهما الترغيب والترهيب.

عادات القرآن:
مثل:
- عن ابن عباس: كل كاس في القرآن فالمراد بها الخمر.
- من عادة القرآن أنه ما جاء بوعيد إلا أعقبه بوعد.
- ما جاء بنذارة إلا أعقبها ببشارة.
- ما سمى الله مطرا في القرآن إلا عذابا.
- كلمة هؤلاء إذا لم يرد بعدها عطف بيان يبين المشار إليهم فإنها يراد بها المشركون من أهل مكة.
- كل ما جاء من {يا أيها الناس} فالمقصود به أهل مكة المشركون.

يتعرف على عادات القران من نظمه وكلمه.

الجهة الثالثة: ما أودعه من المعاني الحكمية والإشارات العلمية.

علم العرب الوحيد كان الشعر.

أنواع العلوم:
1-علم اصطلاحي: وهو ما عد الناس صاحبه عالما وهومتغير بتغير الزمن ولا تخلو منه أمة.
2-العلم الحقيقي فهو معرفة ما بمعرفته كمال الإنسان، وما به يبلغ إلى ذروة المعارف وإدراك الحقائق النافعة .

اشتمال القران على نوعي العلم:
النوع الأول : ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة والأمم البائدة والشرائع الداثرة مما كان لا يعلمه إلا الخواص من أحبار أهل الكتاب.
- لم يكن لدى العرب شيء من هذه الأخبار.
- ولا تضمنتها أشعارهم.
- جاء القرآن بالكثير من ذلك تفصيلا .

النوع الثاني:
أقسامه:

1- قسم يكفي لإدراكه فهمه وسمعه.
2- قسم يحتاج إدراك وجه إعجازه إلى العلم بقواعد العلوم فيتوضح بحسب مبالغ الفهوم وتطورات العلوم.

دلالة القسمين على الإعجاز:
كلا القسمين دليل على أنه من عند الله لأنه جاء به أمي في موضع لم يعرف أهله دقائق العلوم.

تنبيه القرآن على فضائل العلوم:
- من طرق إعجازه العلمية أنه دعا للنظر والاستدلال.
- جمعه لعلوم ومعارف لم تعهد للعرب.
- جمع مع بيان علم الشرائع التنبيه على طرق الحجة العقلية.
- فتح الأعين إلى فضائل العلوم بأن شبه العلم بالنور وبالحياة.

الاستدلال على تعلق الجهة الثالثة بالإعجاز ودوامه وعمومه من قوله صلى الله عليه وسلم : ((وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي )).

طريقة إثبات هذا النوع:
تثبت للقرآن بمجموعه, إذ ليست كل آية ولا كل سورة بمشتملة على هذا النوع من الإعجاز.
فهو إعجاز حاصل من القرآن وغير حاصل به التحدي إلا إشارة .

إعجاز القران من الجهة الثالثة للبشر كافة وللجهتين السابقتي للعرب خاصة.

الإعجاز عام من هذه الجهة:
- إعجازه للعرب لأن لا قبل لهم بتلك العلوم .
- إعجازه لعامة الناس أن تجيء تلك العلوم من رجل نشأ أميا في قوم أميين.
- إعجازه لأهل الكتاب خاصة إذ كان ينبئهم بعلوم دينهم مع كونه أميا، ولم يعلموه هم.

الجهة الرابعة: الإخبار بالمغيبات:
- عده بعض علماء السلف من وجوه الإعجاز.
- ليس له مزيد تعلق بنظم القرآن ودلالة فصاحته وبلاغته .
- لا يكثر وجوده في القرآن.
- مثاله:
{الم * غلبت الروم}.


التقويم : أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir