دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 ذو الحجة 1439هـ/6-09-2018م, 03:28 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الأول: مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة
الآيات (58 - 74)



1:
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل.

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
حرّر القول في كل من:
1:
معنى هبوط الحجارة من خشية الله.
2: المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}.



المجموعة الثانية:
حرّر القول في كل من:

1: معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.
2: المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}.




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 ذو الحجة 1439هـ/7-09-2018م, 11:59 PM
للا حسناء الشنتوفي للا حسناء الشنتوفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 384
افتراضي

أبدأ مستعينة بالله تعالى الإجابة على المجموعة الأولى.

الفوائد السلوكية :

1- يجب على العبد المسلم أن يقابل نعم الله تعالى عليه بالشكر ولزوم باب العبودية، وله في قصة بني إسرائيل عبرة، لأنهم آثروا أهواءهم ودنياهم على ما فضلهم الله به، فكان جزاؤهم أن جعلهم عبرة لمن خلفهم، وسلب منهم تلك الخيرية.
2- الجزاء من جنس العمل من سنن الله تعالى في تعامله مع خلقه، فكلما كان العبد عنيدا في قبوله للحق كلما كانت عقوبته أشد.
3- لا نجاة للعبد ولا فلاح، إذا لم يتداركه الله بفضله ورحمته، فلولاهما كان حتما من الخاسرين، لذلك يجب على المسلم ألا يغفل عن ذلك.
4- التحايل في الشرع وفي التعامل مع رب العزة من أخلاق اليهود والمنافقين، فلا ينبغي للمسلم أن يلجأ للحيل في عبادته لربه.
5- كثرة السؤال والاختلاف تؤدي إلى العسر الذي ما بعده يسر، والمسلم يجب أن يقتدي بنبيه عليه الصلاة والسلام، الذي ما خُيّر بين شيئين إلا اختار أيسرهما.



حرّر القول في كل من:
1: معنى هبوط الحجارة من خشية الله.


أورد المفسرون أقوالا في المراد بهبوط الحجارة من خشية الله تعالى، مفادها :
قيل : إن الذي يهبط من خشية الله نحو الجبل الذي تجلّى الله له حين كلّم موسى عليه السلام، ذكره الزجاج وابن عطيّة الأندلسي.

وقيل : المراد بذلك تفيؤ ظلالها.
وقيل : إنّ الله تعالى يخلق في بعض الأحجار خشية وحياة يهبطها من علوّ تواضعا، ونظير هذه الحياة حياة الحجر المسلّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحياة الجذع الذي أنّ لفقد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل: لفظة الهبوط مجاز لما كانت الحجارة يعتبر بخلقها ويخشع بعض مناظرها، أضيف تواضع الناظر إليها.
وقال مجاهد : ما تردّى حجر من رأس جبل ولا تفجّر نهر من حجر ولا خرج ماء منه، إلا من خشية الله، نزل بذلك القرآن.
وقال الطبري عن فرقة: إنّ الخشية للحجارة مستعارة كما استعيرت الإرادة للجدارفي قوله تعالى (يريد أن ينقض). وضعّف هذا القول القاضي أبو محمد لأن براعة معنى الآية تختل به، والقوي أن الله تعالى يخلق للحجارة قدرا ما من الإدراك تقع به الخشية والحركة، وكذا قال ابن كثير رحمه الله تعالى.
وهذه الأقوال الأخيرة أوردها ابن عطية في تفسيره.

وقيل: بكاء القلب من غير دموع العين، روى ذلك ابن أبي حاتم عن يحيى بن يعقوب.
وقيل: هو سقوط البرد من السماء، ذكره أبو علي الجبائي في تفسيره، وردّ هذا القول القاضي الباقلاني والفخر الرازي، وأيّد قولهما ابن كثير رحمه الله بقوله :فإنّ هذا خروج عن ظاهر اللفظ بلا دليل والله أعلم.
وهذين القولين الأخيرين، أوردهما ابن كثير في تفسيره.

2: المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}.

أورد المفسرون أقوالا متقاربة في المراد بالذلة والمسكنة في هذه الآية الكريمة، وهي:
القول الأول : الذلة: الصغار، والمسكنة : الخضوع، ذكره الزجاج في تفسيره.
القول الثاني: الذلة من الذل كما قال الضحاك، وزاد الحسن : أذلّهم الله فلا منعة لهم، وجعلهم تحت أقدام المسلمين، ولقد أدركتهم هذه الأمة، وإن المجوس لتجبيهم الجزية. والمسكنة من المسكين، أي الفاقة والحاجة، قاله أبو العالية والسدي وأنس.
القول الثالث: المسكنة :الخراج أي الجزية، ذكره ابن عباس والحسن وقتادة والضحاك.

وهذه الأقوال تداخلت في تفسيري ابن عطية وابن كثير رحمهما الله تعالى.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 ذو الحجة 1439هـ/8-09-2018م, 07:32 PM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

1: استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل.
- خطورة التعنت والتشدد في الدين، والندب إلى التيسير، وأن من ضيق على نفسه وشدد عليها فيما ورد موسعا في الشريعة، قد يعاقب بالتشديد عليه {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ}.
- فائدة الاستثناء بقول إن شاء الله، إذ لو لم يقل اليهود إن شاء الله لمهتدون ما كانوا ليهتدوا إلى معرفة البقرة المطلوبة {وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ}.
- الفرق بين التقوى الكاذبة والصادقة: يظهر بسرعة الاستجابة والتسليم لأمر الله، وليس العصيان وكثرة السؤال.
- البعد عن الكلمات التي تنقص من قدر الأنبياء {أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا} لأن المزاح لا يليق بمقامهم، وذلك من سوء خلق قوم موسى من بني إسرائيل.
- مراقبة الله فهو القادر على إظهار ما يخفيه العبد من الذنوب {وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}.

المجموعة الثانية:
حرّر القول في كل من:
1: معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.

ذكر المفسرون في معناها سبعة أقوال، هي:
الأول: معناها التخيير والإباحة، ذكره الزجاج وابن عطية، ونقله ابن كثير عن القرطبي والرازي، وهو اختيار الزجاج.
الثاني: هي بمعنى الواو، كما قال تعالى: {آثماً أو كفوراً}[الإنسان: 24]، ذكره ابن عطية وابن كثير، ورده الزجاج.
الثالث: بمعنى بل، كقوله تعالى: {إلى مائة ألفٍ أو يزيدون}[الصافات: 147]، ذكره ابن عطية وابن كثير.
الرابع: على بابها في الشك، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير، وردوه جميعا لاستحالته.
الخامس: هي على جهة الإبهام على المخاطب، ذكره ابن عطية وابن كثير.
السادس: إنما أراد الله تعالى أن فيهم من قلبه كالحجر، وفيهم من قلبه أشد من الحجر، بمعنى لا تخرج عن واحد من هذين الشيئين، ذكره ابن عطية وابن كثير، وهو ترجيح الطبري كما نقل ابن كثير.
السابع: إنما أراد عز وجل أنها كانت كالحجارة يترجى لها الرجوع والإنابة، كما تتفجر الأنهار ويخرج الماء من الحجارة، ثم زادت قلوبهم بعد ذلك قسوة بأن صارت في حد من لا ترجى إنابته، فصارت أشد من الحجارة، فلم تخل أن كانت كالحجارة طورا أو أشد طورا، ذكره ابن عطية.

2: المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}.
ذكر المفسرون في المراد بالتبديل أقوالا عديدة هي:
الأول: قولهم حنطة، ذكره ابن كثير عن ابن عباس وعطاء، ومجاهد، وعكرمة، والضحاك، والحسن، وقتادة، والربيع بن أنس، ويحيى بن رافع.
الثاني: أنهم دخلوا يزحفون على استاههم، وهم يقولون: حنطة في شعيرة، ذكره ابن كثير من حديث ابن عباس.
الثالث: قولهم حنطة حبة حمراء فيها شعرة أو شعيرة، ذكره ابن عطية، وابن كثير ونسبه لابن مسعود.
الرابع: قالوا سمعاتا أزبة مزبا، ذكره ابن عطية نقلا عن الطبري، وذكره ابن كثير عن ابن مسعود أن معناه بالعربية: حبّة حنطةٍ حمراء مثقوبة فيها شعرةٌ سوداء.
الخامس: قولهم حبة في شعرة، ذكره ابن عطية، وابن كثير من حديث أبي هريرة.
وهذه الأقوال متقاربة جدا في المعنى في أنهم بدلوا ما أمروا به من أن يدخلوا سجدا وللقول الذي قيل لهم حطة، وهو مفهوم ما ذكره الزجاج وابن كثير، فحنطة تعني حبة، فيمكن اعتبار ما ذكر قولا واحدا.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 ذو الحجة 1439هـ/9-09-2018م, 02:47 AM
وفاء بنت علي شبير وفاء بنت علي شبير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 255
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
1: استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل.

لا شك أن في تسمية سورة البقرة نسبة لورود قصة بقرة بني إسرائيل فيها، إشارة ودلالة جلية على أهميتها، وأن فيها من الفوائد الكثيرة والعبر العظيمة ما لا يخفى على من وفقه الله لتدبر كتابه والتفقه فيه، ومن تلك الفوائد الآتي:
1- أن في إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بقصة البقرة في قوله تعالى:{وإذ قال موسى لقومه إنّ اللّه يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتّخذنا هزوا قال أعوذ باللّه أن أكون من الجاهلين } - وهو خبر غيبي ما كان ليعلمه من لا يقرأ ولا يكتب إلا بوحي من الله- دلالة على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم واحتجاج على مشركي العرب المنكرين للبعث حيث كانوا يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم أمّيّ وجاءهم بالحق الموحى إليه ومع ذلك خالفوه كما خالفه أهل الكتاب مع علمهم أن ما أخبر به من هذه الأقاصيص حق، وفي هذا تحذير للعبد من مخالفة الحق بعد تبينه له، وإلزام له بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما أمر به ونهى عنه إذ قوله وحي فلا ينطق عن الهوى.
2- أنه ينبغي للمؤمن تعظيم كلام الله وأخباره والحذر من الهزؤ بها، وهذا مستفاد من قوله تعالى: "أتتخذنا هزوا، قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين" فنفى موسى عليه السلام عن نفسه الهزؤ بآيات الله والجهل بها.
3- مشروعية الاستعاذة من الجهل دل على ذلك قول موسى عليه السلام " أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين"، وفيه أيضا حض على تعلم العلم، لا سيما العلم الشرعي الذي يرفع به العبد الجهل عن نفسه وعن غيره.
4- وجوب احترام أنبياء الله وتقديرهم وتحريم الوقوع فيهم، وأن من وقع فيهم متعمدا فإن إيمانه لا يصح وهذا مستفاد من أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى: "إنّ اللّه يأمركم أن تذبحوا بقرةً، أتتّخذنا هزواً"، حيث قالوا: لو قال ذلك اليوم أحد عن بعض أقوال النبي صلى الله عليه وسلم لوجب تكفيره.
5- أن التذكير بعيوب وضلال من سلف من الأقوام في معرض تحذير من جاء بعدهم من إقتفاء طريقهم جائز، دل على ذلك قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه} الآية: فذكرهم بنقض سلفهم للميثاق.
6- أن دين الله مبني على اليسر السهولة وأن التعمق والتعنت في سؤال ما لا فائدة في معرفته مذموم؛ دل على ذلك قوله عز وجل: {قالوا ادع لنا ربّك يبيّن لنا ما هي قال إنّه يقول إنّها بقرةٌ لا فارضٌ ولا بكرٌ عوانٌ بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون (68) قالوا ادع لنا ربّك يبيّن لنا ما لونها قال إنّه يقول إنّها بقرةٌ صفراء فاقعٌ لونها تسرّ النّاظرين (69) قالوا ادع لنا ربّك يبيّن لنا ما هي إنّ البقر تشابه علينا وإنّا إن شاء اللّه لمهتدون (70)} فإن بني إسرائيل لما تعنتوا في السؤال وشددوا فيه ولم يسارعوا في الامتثال لأمر الله شدد الله عليهم بهذه الأوصاف المذكورة.
7- مشروعية الاستثناء دل على ذلك قوله تعالى: {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70)} فإن بني إسرائيل لما استثنوا في هذا السؤال الأخير هداهم الله لهذه البقرة ولولم يستثنوا ما هداهم الله إليها أبدا كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث، فدل استثناءهم على الندم والحرص على موافقة الأمر والإنابة والانقياد.
8- الحض على سرعة الامتثال لأمر الله وذم التباطؤ فيه، دل على ذلك قوله تعالى: {وما كادوا يفعلون} ففي هذه العبارة دليل على تثبطهم في ذبحها، وقلة مبادرتهم إلى أمر الله تعالى.
9- صحة السلم في الحيوان، فاستدلّ بهذه الآية في حصر صفات هذه البقرة حتّى تعيّنت أو تمّ تقييدها بعد الإطلاق على ذلك كما هو مذهب مالكٍ والأوزاعيّ واللّيث والشّافعيّ وأحمد وجمهور العلماء سلفًا وخلفًا بدليل ما ثبت في الصّحيحين عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تنعت المرأة المرأة لزوجها كأنّه ينظر إليها».
10- شمول علم الله وإحاطته، كما دلت النصوص الكثيرة على ذلك ومنها قوله تعالى في هذه السورة في قصة البقرة: {واللّه مخرجٌ ما كنتم تكتمون} وفي بيان هذا يقول المسيّب بن رافعٍ : «ما عمل رجلٌ حسنةً في سبعة أبياتٍ إلّا أظهرها اللّه، وما عمل رجلٌ سيّئةً في سبعة أبياتٍ إلّا أظهرها اللّه، وتصديق ذلك في كلام اللّه: {واللّه مخرجٌ ما كنتم تكتمون* فقلنا اضربوه ببعضها}» واستشعار العبد لهذا يورثه شدة محاسبة نفسه ومراقبته لله في كل عمل يقدم عليه، وشدة الحياء منه.
11- عظم قدرة الله عزوجل، فإنما أمره إذا قال لشيء كن فيكون، وأن القدر سر الله في خلقة، كما قال تعالى في هذه الآية {فقلنا اضربوه ببعضها}» فهذا البعض أيّ شيءٍ كان من أعضاء هذه البقرة فالمعجزة حاصلةٌ به،وخرق العادة به كائنٌ، وقد كان معيّنًا في نفس الأمر، فلو كان في تعيينه لنا فائدةٌ تعود علينا في أمر الدّين أو الدّنيا لبيّنه اللّه تعالى لنا، ولكن أبهمه، ولم يجئ من طريقٍ صحيحٍ عن معصومٍ بيانه فنحن نبهمه كما أبهمه اللّه، وفي إدراك العبد لهذه الحقيقة زيادة لإيمانه بربه وبقدره، وإعراض عما لا فائدة بمعرفته.
12- جوب الإيمان بالبعث وأخذ العظة والعبرة من قصص السابقين، والرد على من ينكر ذلك بمثل هذه القصة، دل على ذلك قوله تعالى: {كذلك يحي اللّه الموتى} فنبّه تعالى في هذه الآية على قدرته وإحيائه الموتى بما شاهدوه من أمر القتيل: جعل تبارك وتعالى ذلك الصّنع حجّةً لهم على المعاد، وفاصلًا ما كان بينهم من الخصومة والفساد.
13- وجوب الحذر من قسوة القلب والحرص على سلامته وحياته بامتثال أوامر الله ونواهيه وهذا مستفاد من قوله تعالى: " ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة..." فإنهم لما أعرضوا عن امتثال أمر الله في هذه القصة قست قلوبهم فكانت كالحجارة أو أشد قسوة منها.
14- أن الإكثار من الكلام بغير الله ذكر الله يورث قسوة القلب والبعد عن الله، كما روي عن ابن عمر أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا تكثروا الكلام بغير ذكر اللّه، فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر اللّه قسوة القلب، وإنّ أبعد النّاس من اللّه القلب القاسي»، ولهذا فينبغي لمن أراد حياة قلبه الإكثار من ذكر الله والإعراض عن غيره.
.......................................................................................................................................
المجموعة الثانية:
حرّر القول في كل من:

1: معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.
اتفق العلماء في استحالة أن تكون "أو" هنا للشك؛ لكون أخبار الله يقينية لا يتطرق لها الشك، ونقل إجماعهم على ذلك ابن كثير في تفسيره.
ثم إنهم اختلفوا في معناها على أقوال عدة:

القول الأول:

أن "أو" هنا للتخيير، والتقدير: إن شبهتوها بالحجارة أصبتم، أو شبهتوها بأنها أشد من الحجارة أصبتم، كما تقول: الذين ينبغي أن يؤخذ عنهم العلم الحسن أو ابن سيرين، فلست بشاك، وإنما المعنى ههنا: هذان أهل أن يؤخذ عنهما العلم، فإن أخذته عن الحسن فأنت مصيب، وإن أخذته عن ابن سيرين فأنت مصيب، وإن أخذته عنهما جميعا فأنت مصيب، وهذا اختيار الزجاج في تفسيره، حكاه القرطبي والرازي في تفسيريهما وذكره ابن عطية في تفسيره، وابن كثير في تفسيره.
القول الثاني:
أنّ "أو" بمعنى الواو، تقديره: فهي كالحجارة وأشدّ قسوةً، كقوله تعالى: {ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا} وكما قال النّابغة الذّبياني:
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا ....... إلى حمامتنا أو نصفه فقد
تريد: ونصفه، قاله ابن جريرٍ، ذكره ابن عطية في تفسيره.
القول الثالث:
أنّ "أو" بمعنى بل، تقديره فهي كالحجارة بل أشدّ قسوةً، كقوله تعالى: {إذا فريقٌ منهم يخشون النّاس كخشية اللّه أو أشدّ خشيةً}، وكقوله: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون}، والمعنى بل يزيدون، ذكره ابن عطية في تفسيره، وابن كثير في تفسيره.
القول الرابع:
أنّ "أو" على بابها في الشك، ومعناه: عندكم أيها المخاطبون وفي نظركم، أن لو شاهدتم قسوتها لشككتم أهي كالحجارة أو أشد من الحجارة، ذكره ابن عطية في تفسيره.
القول الخامس:
أنها على جهة الإبهام على المخاطب، كقول القائل أكلت خبزًا أو تمرًا، وهو يعلم أيّهما أكل، ومنه قول أبي الأسود الدؤلي:
أحب محمّدا حبا شديدا ....... وعباسا وحمزة أو عليّا
فإن يك حبّهم رشدًا أصبه ....... ولست بمخطئٍ إن كان غيّا
قال ابن جريرٍ: قالوا: ولا شكّ أنّ أبا الأسود لم يكن شاكًّا في أنّ حبّ من سمّى رشدٌ، ولكنّه أبهم على من خاطبه، قال: وقد ذكر عن أبي الأسود أنّه لمّا قال هذه الأبيات قيل له: شككت؟ فقال: كلّا واللّه. ثمّ انتزع بقول اللّه تعالى: {وإنّا أو إيّاكم لعلى هدًى أو في ضلالٍ مبينٍ} فقال: أو كان شاكًّا من أخبر بهذا في الهادي منهم من الضّلال؟، حكاه الرازي في تفسيره، وذكره ابن عطية في تفسيره، وابن كثير في تفسيره.
القول السادس:
أنها فرقتان، والمقصود أن الله أراد أن يبين أن فيهم من قلبه كالحجر، وفيهم من قلبه أشد من الحجر، فالمعنى فهي فرقتان كالحجارة أو أشد، ومثل هذا قولك: أطعمتك الحلو أو الحامض، تريد أنه لم يخرج ما أطعمته عن هذين.
وهذا القول رجّحه ابن جريرٍ مع توجيه غيره، وقال ابن كثير: وهذا القول الأخير يبقى شبيهًا بقوله تعالى: {مثلهم كمثل الّذي استوقد نارًا} مع قوله: {أو كصيّبٍ من السّماء}،وكقوله: {والّذين كفروا أعمالهم كسرابٍ بقيعةٍ} [مع قوله: {أو كظلماتٍ في بحرٍ لجّيٍّ} الآية أي: إنّ منهم من هو هكذا، ومنهم من هو هكذا، واللّه أعلم، ذكره ابن عطية في تفسيره.
القول السابع:
أنها فرقة واحدة مرت بمرحلتين، والمقصود: أن الله أراد أن يبين أنها كانت كالحجارة يترجى لها الرجوع والإنابة، كما تتفجر الأنهار ويخرج الماء من الحجارة، ثم زادت قلوبهم بعد ذلك قسوة بأن صارت في حد من لا ترجى إنابته، فصارت أشد من الحجارة، فلم تخل أن كانت كالحجارة طورا أو أشد طور، ذكره ابن عطية في تفسيره.
القول الثامن:
أنّ أو هنا من باب المجاز؛ وهو إسناد الخشوع إلى الحجارة كما أسندت الإرادة إلى الجدار في قوله: {يريد أن ينقضّ}، وهذا القول لا يصح إذا لا مجاز في القرآن.
قال الرّازيّ والقرطبيّ وغيرهما من الأئمّة: ولا حاجة إلى هذا فإنّ اللّه تعالى يخلق فيها هذه الصّفة كما في قوله تعالى: {إنّا عرضنا الأمانة على السّماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها} الآية، وقال: {والنّجم والشّجر يسجدان} وقال: {أولم يروا إلى ما خلق اللّه من شيءٍ يتفيّأ ظلاله} الآية...وفي الصّحيح: «هذا جبلٌ يحبّنا ونحبّه».، وكحنين الجذع المتواتر خبره، وفي صحيح مسلمٍ: «إنّي لأعرف حجرًا بمكّة كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث إنّي لأعرفه الآن». وفي صفة الحجر الأسود أنّه يشهد لمن استلمه بحقٍّ يوم القيامة، وغير ذلك ممّا في معناه. ذكره ابن عطية في تفسيره، وابن كثير في تفسيره.
.......................................................................................................................................
2: المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}.
للعلماء في هذه المسألة قولان والله أعلم:
القول الأول:

لمراد تبد يلهم القولي، فبدلوا ما أمروا به من أن يقولوا حطة، وهذا قول الزجاج في تفسيره.
القول الثاني:
المراد تبديلهم الفعلي والقولي؛ فأمروا أن يدخلوا الباب سجدا فدخلوا من قبل أدبارهم القهقرى، وفي الحديث: أنهم دخلوا يزحفون على أستاههم، وأمروا أن يقولوا حطة فبدلوا وقالوا حبة في شعرة، وقيل قالوا حنطة حبة حمراء فيها شعرة وقيل شعيرة، وحكى الطبري أنهم قالوا حطي شمقاثا أزبة، وتفسيره ما تقدم، وهكذا روي عن عطاءٍ، ومجاهدٍ، وعكرمة، والضّحّاك، والحسن، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ، ويحيى بن رافعٍ، ذكره ابن عطية في تفسيره، وابن كثير في تفسيره، وقال :
وحاصل ما ذكره المفسّرون وما دلّ عليه السّياق: أنّهم بدّلوا أمر اللّه لهم من الخضوع بالقول والفعل، فأمروا أن يدخلوا سجّدًا، فدخلوا يزحفون على أستاههم من قبل أستاههم رافعي رؤوسهم، وأمروا أن يقولوا: حطّةٌ، أي: احطط عنّا ذنوبنا، فاستهزؤوا فقالوا: حنطةٌ في شعرةٍ. وهذا في غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة؛ ولهذا أنزل اللّه بهم بأسه وعذابه بفسقهم، وهو خروجهم عن طاعته؛ ولهذا قال: {فأنزلنا على الّذين ظلموا رجزًا من السّماء بما كانوا يفسقون}.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 محرم 1440هـ/11-09-2018م, 04:29 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة
الآيات (58 - 74)



أحسنتم، بارك الله فيكم ونفع بكم وزادكم علما.


المجموعة الأولى:
1: للا حسناء الشنتوفي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
1: اجتهدي في الاستدلال لفوائدك من الآيات التي وردت فيها القصّة.
2: 1: أشكر لك اجتهادك في تحرير المسألة، ونذكّر ببعض الأمور المهمّة التي تجب مراعاتها أثناء التحرير، فنقول:
عند تحرير أي مسألة لابد من مراعاة ثلاثة أمور أساسيّة:
الأولى: تصنيف الأقوال تصنيفا جيّدا، ويكون ذلك بملاحظة المعنى أو المعاني التي تضمّ أكثر من قول، فكل معنى يكون صنفا مستقلّا.
ولو راجعنا الأقوال المذكورة في معنى الهبوط نجدها تدخل تحت قولين رئيسين:
القول الأول: أن الهبوط على الحقيقة وكذا الخشية خشية حقيقية صادرة عن هذه الأحجار، وهو ما رجحه المفسّرون الثلاثة واستدلّوا له كما بيّنتِ.
القول الثاني: أن الهبوط والخشية على سبيل الاستعارة والمجاز، وذكروا فيه أقوالا تعقّبها المفسّرون بالردّ.

وينتبه أن هناك أقوالا لا تدخل في المطلوب، كقول من قال إن الحجارة كالجبل الذي تجلّى الله له، فإن هذا القول في تعيين الحجارة أو التمثيل لها، وليس في ذلك بيان لمعنى هذا الهبوط.
الثانية: نسبة الأقوال، فإن كانت مأثورة عن السلف فتنسب إلى صاحبها ويذكر من نقله عنه من المفسّرين، وإن كانت من قول المفسّر أو نقله دون نسبة فيذكر عنه ذلك.
الثالثة: الاستدلال لكل قول متى ورد الدليل.
الرابعة: بيان الراجح من هذه الأقوال، أو الجمع بينها ما أمكن الجمع، وخطوة الترجيح هي أهمّ خطوات التحرير، فينبغي العناية بها وألا تترك للقاريء ليفهمها من خلال الخطوات السابقة، وليس المقصود بالترجيح أن يرجّح الطالب ببين الأقوال، بل المقصود هنا نقل ترجيحات المفسّرين، وأن يجتهد الطالب في إعمال ما درسه من قواعد الترجيح في حدود استطاعته.

2: 2: يستفاد من الإرشادات السابقة -خاصّة الأولى- في تحرير هذه المسألة أيضا، والملاحظ أن الأقوال متّفقة على معنى واحد، فيعبّر عنه بعبارة وافية تنسب إلى جميع المفسّرين، كأن نقول بعد سرد الأقوال ونسبتها:
الذلّة يراد بها الصغار والمهانة وانعدام المنعة، وهو حاصل كلام المفسّرين الثلاثة.
والمسكنة يراد بها ما ابتلوا به من الفقر وما ابتلو به من دفع الخراج والجزية، وهو حاصل ما ذكره المفسّرون.



المجموعة الثانية:
2: هيثم محمد أ+
أحسنت بارك الله فيك وسدّدك.

3: وفاء بنت علي شبير أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك، وأثني على اجتهادك في سؤال الفوائد خاصّة.
2: 1: أحسنتِ عرض الأقوال -بارك الله فيك- لكن القول الثامن خاصّ بمسألة معنى الهبوط والخشية المسندة للحجارة.
2: 2: التبديل المنصوص عليه في الآية هو تبديلهم القول الذي أمروا أن يقولوه إذا دخلوا بيت المقدس، أما تبديل الفعل والحال فقد نصّت عليه الأحاديث الصحيحة، ويمكن فهمه من سياق الآيات أيضا، قال السعديّ -رحمه الله-: "وإذا بدّلوا القول مع خفّته فتبديلهم للفعل من باب أولى وأحرى".


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 محرم 1440هـ/20-09-2018م, 12:10 AM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

1- استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل.
1. عدم التعجل في إطلاق الاحكام على الناس، بل محاولة فهم مقصدهم، فقد تسرع بنو إسرائيل في قولهم لموسى عليه السلام: (أتتخذنا هزوا) فرد عليهم: (أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين).
2. عدم التشدد والتعنت الذي يؤدي إلى تعسير الأمور وتصعيبها، فلا نسأل عن أشياء إن تبدا لنا تسوؤنا، فبني إسرائيل لم ينقادوا عند الأمر بذبح البقرة بذبح أي بقرة بل سألوا واستفصلوا حتى شدد وضيق عليهم، فأمروا بذبح بقرة معينة بصفات معينة صعبة التوفر.
3. لا يعتقد المؤذي أنه فارٌ بأذيته بدون عقاب، فإنه سبحانه وتعالى عدل وسيكشف أمره في الدنيا قبل الآخرة، وإن لم يظهر أمره في الدنيا فكشفه يكون في الآخرة، وفي قصة بني إسرائيل كان السبب في الأمر بذبح البقرة هو للكشف عن قاتل المقتول بإحيائه ونطقه بالحق، فلله طرق في كشفه عن المعتدي سواء في الدنيا أو الآخرة، فلا يأمن في الدنيا أبداً ويبقى على وجل.
4. صدق التوبة والإنابة إلى الله، فمن عاد بعد تعنته وتاب وأناب مع صدقه في ذلك، فإن الله يتوب عليه ويهديه إلى الطريق المستقيم طريق الهدى، فبني إسرائيل بعد تعنتهم وتشديدهم على أنفسهم أظهروا ما يدل على صدقهم في طلب هذه البقرة وهو قولهم: (وإنا إن شاء الله مهتدون) الذي يدل على صدق التجائهم وتوكلهم عليه.

2- أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
حرّر القول في كل من:
1: معنى هبوط الحجارة من خشية الله.

فيه أقوال لأهل العلم:
1. هو نحو الجبل الذي تجلى الله له حين كلم موسى عليه السلام، ذكره الطبري والزجاج وابن عطية، وهذا من باب المثال.
2. أنه أثر الصنعة التي تدل على أنها مخلوقة، فالخشية هنا مستعارة كما استعيرت الإرادة للجدار في قوله تعالى: (يريد أن ينقض)، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير، وقالوا عنه أنه قول ضعيف؛ لأن براعة معنى الآية تختل بهذا القول، فجميع الحجارة مبين فيها أثر الصنعة، ولكنه هنا ميّز الهابط منها كما في قوله تعالى: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله...)، ولو أراد الصنعة لما قال تعالى: (وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب) بعد ذكره لمخلوقاته التي تسجد وتهبط له في السورة الأخرى.
3. أن لفظة الهبوط لفظة مجازية لخشوع ناظرها والمعتبر بخلقها، فأضيف تواضع الناظر إليها، قال به يحيى بن أبي طالب فذكر أنها بكاء القلب من غير دموع العين، وذكره ابن عطية وابن كثير.
4. هو تفيؤ ظلالها، قاله ابن عطية.
فهذه الأقوال جميعها مشتركة في أن الهبوط مجازي وليس حقيقي.
5. إن الله يخلق في الأحجار خشية وحياة يهبطها من علو تواضعاً، كحياة الحجر المسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فجميع المخلوقات فيها إدراك للخشية بحسبه، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير، ورجحوه، وهذا القول فسرت فيه الآية كما هي بدون توجيهها للمجاز، فالهبوط هنا حقيقي.
6. أنه نزول البرد من السحاب، قال به أبو علي الجبائي، ورده القاضي الباقلاني وفخر الدين الرازي، وقالا بأنه خروج عن ظاهر اللفظ بلا دليل فهو تأويل بعيد.

للأمانة بعد حلي للسؤال اطلعت على الملاحظة الموجهة لزميلتي، وكان قد فاتني ذكر التقسيم فقمت بإضافة.

2: المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}.
الذلة: الصغار وهيئة الذُّل، ومستذلين من وجدهم استذلهم وأهانهم، فلا منعة لهم، وجعلهم الله تحت أقدام المسلمين.
المسكنة فيه اقوال لأهل العلم:
1. الخضوع وهو مشتق من السكون فيقال المسكين الذي أسكنه الفقر وقلل حركته، فلا ترى يهودي إلا وقد لبس زي الذلة والمهانة وإن كان غنياً، قال به الزجاج وابن عطية.
2. الجزية، قال به ابن عباس والحسن وقتادة وعطية العوفي والضحاك، ذكره ابن عطية وابن كثير.
3. الحاجة والفاقة، قال به أبو العالية والربيع بن أنس والسدي، ذكره ابن عطية وابن كثير.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 محرم 1440هـ/24-09-2018م, 10:41 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عائشة إبراهيم الزبيري مشاهدة المشاركة
1- استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل.
1. عدم التعجل في إطلاق الاحكام على الناس، بل محاولة فهم مقصدهم، فقد تسرع بنو إسرائيل في قولهم لموسى عليه السلام: (أتتخذنا هزوا) فرد عليهم: (أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين).
2. عدم التشدد والتعنت الذي يؤدي إلى تعسير الأمور وتصعيبها، فلا نسأل عن أشياء إن تبدا لنا تسوؤنا، فبني إسرائيل لم ينقادوا عند الأمر بذبح البقرة بذبح أي بقرة بل سألوا واستفصلوا حتى شدد وضيق عليهم، فأمروا بذبح بقرة معينة بصفات معينة صعبة التوفر.
3. لا يعتقد المؤذي أنه فارٌ بأذيته بدون عقاب، فإنه سبحانه وتعالى عدل وسيكشف أمره في الدنيا قبل الآخرة، وإن لم يظهر أمره في الدنيا فكشفه يكون في الآخرة، وفي قصة بني إسرائيل كان السبب في الأمر بذبح البقرة هو للكشف عن قاتل المقتول بإحيائه ونطقه بالحق، فلله طرق في كشفه عن المعتدي سواء في الدنيا أو الآخرة، فلا يأمن في الدنيا أبداً ويبقى على وجل.
4. صدق التوبة والإنابة إلى الله، فمن عاد بعد تعنته وتاب وأناب مع صدقه في ذلك، فإن الله يتوب عليه ويهديه إلى الطريق المستقيم طريق الهدى، فبني إسرائيل بعد تعنتهم وتشديدهم على أنفسهم أظهروا ما يدل على صدقهم في طلب هذه البقرة وهو قولهم: (وإنا إن شاء الله مهتدون) الذي يدل على صدق التجائهم وتوكلهم عليه.

2- أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
حرّر القول في كل من:
1: معنى هبوط الحجارة من خشية الله.

فيه أقوال لأهل العلم:
1. هو نحو الجبل الذي تجلى الله له حين كلم موسى عليه السلام، ذكره الطبري والزجاج وابن عطية، وهذا من باب المثال.
2. أنه أثر الصنعة التي تدل على أنها مخلوقة، فالخشية هنا مستعارة كما استعيرت الإرادة للجدار في قوله تعالى: (يريد أن ينقض)، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير، وقالوا عنه أنه قول ضعيف؛ لأن براعة معنى الآية تختل بهذا القول، فجميع الحجارة مبين فيها أثر الصنعة، ولكنه هنا ميّز الهابط منها كما في قوله تعالى: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله...)، ولو أراد الصنعة لما قال تعالى: (وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب) بعد ذكره لمخلوقاته التي تسجد وتهبط له في السورة الأخرى.
3. أن لفظة الهبوط لفظة مجازية لخشوع ناظرها والمعتبر بخلقها، فأضيف تواضع الناظر إليها، قال به يحيى بن أبي طالب فذكر أنها بكاء القلب من غير دموع العين، وذكره ابن عطية وابن كثير.
4. هو تفيؤ ظلالها، قاله ابن عطية.
فهذه الأقوال جميعها مشتركة في أن الهبوط مجازي وليس حقيقي.
5. إن الله يخلق في الأحجار خشية وحياة يهبطها من علو تواضعاً، كحياة الحجر المسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فجميع المخلوقات فيها إدراك للخشية بحسبه، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير، ورجحوه، وهذا القول فسرت فيه الآية كما هي بدون توجيهها للمجاز، فالهبوط هنا حقيقي.
6. أنه نزول البرد من السحاب، قال به أبو علي الجبائي، ورده القاضي الباقلاني وفخر الدين الرازي، وقالا بأنه خروج عن ظاهر اللفظ بلا دليل فهو تأويل بعيد.

للأمانة بعد حلي للسؤال اطلعت على الملاحظة الموجهة لزميلتي، وكان قد فاتني ذكر التقسيم فقمت بإضافة.

2: المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}.
الذلة: الصغار وهيئة الذُّل، ومستذلين من وجدهم استذلهم وأهانهم، فلا منعة لهم، وجعلهم الله تحت أقدام المسلمين.
المسكنة فيه اقوال لأهل العلم:
1. الخضوع وهو مشتق من السكون فيقال المسكين الذي أسكنه الفقر وقلل حركته، فلا ترى يهودي إلا وقد لبس زي الذلة والمهانة وإن كان غنياً، قال به الزجاج وابن عطية.
2. الجزية، قال به ابن عباس والحسن وقتادة وعطية العوفي والضحاك، ذكره ابن عطية وابن كثير.
3. الحاجة والفاقة، قال به أبو العالية والربيع بن أنس والسدي، ذكره ابن عطية وابن كثير.

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س1: القول الأخير في تعيين الهابط وتمثيله، وليس في معنى الهبوط، وفيه كما ذكرتِ صرف للمعنى عن ظاهره.
التقويم: أ
نأسف لخصم نصف درجة للتأخير.
زادكِ الله توفيقًا وسدادً.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 24 صفر 1440هـ/3-11-2018م, 06:50 AM
فاطمة إدريس شتوي فاطمة إدريس شتوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 311
افتراضي

1: استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل

- اجتناب فعل بني إسرائيل عندما أمرهم ربهم أن يذبحوا بقرة وتعنتهم في ذلك، فيجب أن ينقاد العبد لأوامر الله من أول سماعها حتى لو لم تتبين الحكمة منها.
- في قوله: {أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين} ذم للتشبه بالجاهلين فينبغي تجنب صفاتهم، فالجاهل يتكلم بالكلام الذي لا فائدة فيه، و يستهزئ بالناس.
- في قوله: {ادع لنا ربك يبين لنا ما هي} يتبين شدة بني إسرائيل على أنفسهم، قد يشدد المرء على نفسه فيشدد الله عليه، جاء في الحديث: ( إن هذا الدين يسر ولن يُشاد الدين أحد إلا غلبة، فيسروا ولا تعسروا )
- مذمة كثرة السؤال في الدين والتنطع فيه ، ويتضح ذلك من موقف بني إسرائيل عندما أكثروا من السؤال عن البقرة، مما زاد الأمر صعوبة، فقال سبحانه: (فذبحوها وما كادوا يفعلون).
- في قوله: { وإنا إن شاء الله لمهتدون } أهمية قول " إن شاء الله" عند العزم على فعل أمر ما ، والحرص عليها ، وهذا المقولة كانت من أسباب تيسير الله لهم ذبح البقرة،و إعانته لهم.
- في قوله: {فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى} أهمية تعلق القلوب بالله ولا يتنافى ذلك مع بذل الأسباب ، فالله سبحانه أحيا الميت بعد أن ضربوه ببعض البقرة ، وهذه أسباب لن تنفع إلا بالله.
- {وما الله بغافل عما تعملون} استشعار علم الله وإطلاعه على الأعمال، مما يبعث ذلك على مراقبته، فهو عالم بها حافظ لصغيرها وكبيرها، وسيجازي على ذلك أتم الجزاء وأوفاه.

المجموعة الأولى:

حرّر القول في كل من:

1: معنى هبوط الحجارة من خشية الله.
- الخشية للحجارة مستعارة كما استعيرت الإرادة للجدار في قوله تعالى: {يريد أن ينقضّ}[الكهف: 77]، ذكره الطبري عن فرقة ،,قال الرّازيّ والقرطبيّ وغيرهما من الأئمّة: وقال ابن عطية هذا القول ضعيف: وتوجيهه أن براعة معنى الآية تختل به، بل القوي أن الله تعالى يخلق للحجارة قدرا ما من الإدراك تقع به الخشية والحركة ولا حاجة إلى هذا فإنّ اللّه تعالى يخلق فيها هذه الصّفة كما في قوله تعالى: {إنّا عرضنا الأمانة على السّماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها} الآية، وفي صحيح مسلمٍ: «إنّي لأعرف حجرًا بمكّة كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث إنّي لأعرفه الآن ، وغير ذلك ممّا في معناه.

- ذكر ابن أبي حاتمٍ: بسنده عن يحيى بن أبي طالبٍ في قوله تعالى : وإنّ منها لما يهبط من خشية اللّه} قال: «بكاء القلب، من غير دموع العين.

- وقيل معناها تفيؤ ظلالها. ذكره ابن عطية.
- وقيل فيها: إن الله تعالى يخلق في بعض الأحجار خشية وحياة يهبطها من علو تواضعا، ونظير هذه الحياة حياة الحجر المسلم على النبي  ، وحياة الجذع الذي أنّ لفقد النبي  . ابن عطية.
- وقال أبو عليٍّ الجبائيّ } هو سقوط البرد من السّحاب. قاله ابن كثير وضعف هذا القول الباقلّانيّ: وقال هذا تأويلٌ بعيدٌ وتبعه في استبعاده فخر الدّين الرّازيّ وهو كما قالا؛ فإنّ هذا خروجٌ عن ظاهر اللّفظ بلا دليل.
- وقيل لفظة الهبوط مجاز لما كانت الحجارة يعتبر بخلقها ويخشع بعض مناظرها، أضيف تواضع الناظر إليها، كما قالت العرب: ناقة تاجرة أي: تبعث من يراها على شرائها،




2: المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}.

الذلة: لا يزالون مستذلّين، من وجدهم استذلّهم وأهانهم، وهم مع ذلك في أنفسهم أذلّاء متمسكنون. أذلّهم اللّه فلا منعة لهم، وجعلهم اللّه تحت أقدام المسلمين فيعطون الجزية عن يد وهم صاغرون. قال به ابن عباس و قتادة والحسن الضحاك.
المسكنة:
- الفاقة. قاله أبو العالية والرّبيع بن أنسٍ والسّدّيّ:
- الخراج. عطية العوفي.
- الجزية. الضحاك

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 ربيع الأول 1440هـ/13-11-2018م, 09:13 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم

فاطمة إدريس شتوي ج+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- ج2 1: راجعي التعليق على هذا السؤال في تقويم الأستاذة حسناء بخصوص تصنيف الأقوال ونسبتها.
ويلاحظ اقتصارك على سرد الأقوال دون بيان ما رجّحه المفسّرون، وكذلك في تحرير المسألة الثانية لم تشيري إلى إمكانية الجمع بين الأقوال في المراد بالمسكنة، فأوصيك بالعناية بخطوة الترجيح.
- خصمت نصف درجة على التأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الأول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir