دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > بلوغ المرام > كتاب الجامع

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 محرم 1430هـ/25-01-2009م, 06:04 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي باب الذكر والدعاء (5/19) [الباقيات الصالحات وفضل الحوقلة]


وعنْ أبي سعيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وسُبحانَ اللَّهِ، واللَّهُ أَكْبَرُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ)). أَخْرَجَهُ النَّسائيُّ، وصَحَّحَهُ ابنُ حِبَّانَ والحاكِمُ.
وعنْ سَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ، لَا يَضُرُّكُ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ)). أَخْرَجَهُ مسلمٌ.
وعنْ أبي موسى الأشعريِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: قالَ لي رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا عَبْدَ اللَّهِ بنَ قَيسٍ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ)). مُتَّفَقٌ عليهِ.
زادَ النَّسائيُّ: ((وَلَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ)).


  #2  
قديم 29 محرم 1430هـ/25-01-2009م, 09:12 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سبل السلام للشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني


8/1460 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ)). أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ.
(وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ).
الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ: يُرَادُ بِهَا الأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ الَّتِي يَبْقَى لِصَاحِبِهَا أَجْرُهَا أَبَدَ الآبَادِ، وَفَسَّرَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ تَفْسِيرٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً}.
وَقَدْ جَاءَ فِي الأَحَادِيثِ تَفْسِيرُهَا بِأَفْعَالِ الْخَيْرِ.
فَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مَرْدُوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ((الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ هُنَّ ذِكْرُ اللَّهِ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَتَبَارَكَ اللَّهُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالصِّيَامُ، وَالصَّلاةُ، وَالْحَجُّ، وَالصَّدَقَةُ، وَالْعِتْقُ، وَالْجِهَادُ، وَالصِّلَةُ، وَجَمِيعُ أَنْوَاعِ الْحَسَنَاتِ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ الَّتِي تَبْقَى لأَهْلِهَا فِي الْجَنَّةِ)).
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ قَتَادَةَ: ((الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ: كُلُّ شَيْءٍ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ، فَهُوَ مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ)). وَلا يُنَافِي تَفْسِيرُهَا فِي الْحَدِيثِ بِمَا ذُكِرَ؛ فَإِنَّهُ لا حَصْرَ فِيهِ عَلَيْهَا.

9/1461 - وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَحَبُّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ، لا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ)). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
(وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحَبُّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ، لا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ).
يَعْنِي: إنَّمَا كَانَتْ أَحَبَّهُ إلَيْهِ تَعَالَى؛ لاشْتِمَالِهَا عَلَى تَنْزِيهِهِ، وَإِثْبَاتِ الْحَمْدِ لَهُ وَالْوَحْدَانِيَّةِ وَالأَكْبَرِيَّةِ.
وَقَوْلُهُ: ((لا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ)) دَلَّ عَلَى أَنَّهُ لا تَرْتِيبَ بَيْنَهَا، وَلَكِنْ تَقْدِيمُ التَّنْزِيهِ أَوْلَى؛ لأَنَّها تَقْدِيمُ التَّخْلِيَةِ؛ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، عَلَى التَّحْلِيَةِ؛ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَالتَّنْزِيهُ تَخْلِيَةٌ عَنْ كُلِّ قَبِيحٍ، وَإِثْبَاتُ الْحَمْدِ وَالْوَحْدَانِيَّةِ وَالأَكْبَرِيَّةِ تَحْلِيَةٌ بِكُلِّ صِفَاتِ الْكَمَالِ، لَكِنَّهُ لَمَّا كَانَ تَعَالَى مُنَزَّهَاً ذَاتاًَ عَنْ كُلِّ قَبِيحٍ لَمْ تَضُرَّ الْبُدَاءَةُ بِالتَّحْلِيَةِ وَتَقْدِيمُهَا عَلَى التَّخْلِيَةِ.
وَالأَحَادِيثُ فِي فَضْلِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ مَجْمُوعَةً وَمُتَفَرِّقَةً بَحْرٌ لا تَنْزِفُهُ الدِّلاءُ، وَلا يَتَّسِعُ لَهُ الإِمْلاءُ، وَكَفَى بِمَا فِي الْحَدِيثِ مِنْ أَنَّهَا الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ، وَأَنَّهَا أَحَبُّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى.
10/1462 - وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، زَادَ النَّسَائِيُّ: ((لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إلَيْهِ)).
(وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، زَادَ النَّسَائِيُّ) مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى (لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إلَيْهِ)؛ أَيْ: إنَّ ثَوَابَهَا مُدَّخَرٌ فِي الْجَنَّةِ، وَهُوَ ثَوَابٌ نَفِيسٌ، كَمَا أَنَّ الْكَنْزَ أَنْفَسُ أَمْوَالِ الْعِبَادِ، فَالْمُرَادُ: مَكْنُونُ ثَوَابِهَا عِنْدَ اللَّهِ لَكُمْ، وَذَلِكَ لأَنَّهَا كَلِمَةُ اسْتِسْلامٍ وَتَفْوِيضٍ إِلَى اللَّهِ تعالى، وَاعْتِرَافٍ بِالإِذْعَانِ لَهُ، وَأَنَّهُ لا صَانِعَ غَيْرُهُ، وَلا رَادَّ لأَمْرِهِ، وَأَنَّ الْعَبْدَ لا يَمْلِكُ شَيْئاً مِن الأَمْرِ وَالْحَوْلِ والْحَرَكَةِ وَالْحِيلَةِ؛ أَيْ: لا حَرَكَةَ، وَلا اسْتِطَاعَةَ، وَلا حِيلَةَ، إِلاَّ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ.
وَرُوِيَ تَفْسِيرُهَا مَرْفُوعاً: ((أَيْ: لا حَوْلَ عَن الْمَعَاصِي إِلاَّ بِعِصْمَةِ اللَّهِ، وَلا قُوَّةَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ إِلاَّ بِاللَّهِ))، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كَذَلِكَ أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى)).
وَقَوْلُهُ: ((وَلا مَلْجَأَ)) مَأْخُوذٌ مِنْ: لَجَأَ إلَيْهِ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، يُقَالُ: لَجَأْتُ إلَيْهِ وَالْتَجَأْتُ إذَا اسْتَنَدْتَ إلَيْهِ وَاعْتَضَدْتَ بِهِ؛ أَيْ: لا مُسْتَنَدَ مِن اللَّهِ، وَلا مَهْرَبَ عَنْ قَضَائِهِ، إِلاَّ إلَيْهِ.

  #3  
قديم 29 محرم 1430هـ/25-01-2009م, 09:12 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام


1351- وعن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الباقيات الصالحات: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والله أكبر، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله)) أخرجه النسائي، وصححه ابن حبان، والحاكم.
*درجة الحديث:
الحديث حسن.
صححه ابن حبان، والحاكم في (المستدرك)، ووافقه الذهبي، والسيوطي في (الجامع الصغير)؛ لكن فيه دراج عن أبي الهيثم وهو ضعيف، لكن له شواهد عند الطبري، وذكرها السيوطي في (الدر المنثور)، فجعل الحديث حسناً؛ ولذا قال الهيثمي: إسناده حسن.
*مفردات الحديث:
1- الباقيات الصالحات: هي الأعمال الصالحات التي لصاحبها أجرها وثوابها أبد الآباد.
2- لا حول ولا قوة إلا بالله: قال أهل اللغة: الحول: الحركة والحيلة، أي: لا حركة، ولا استطاعة، ولا حيلة إلا بمشيئة الله تعالى؛ فلا حول في دفع شر، ولا قوة في تحصيل خير، إلا بالله تعالى.
1352- وعن سمرة بن جندب –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحب الكلام إلى الله أربع، لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا اله إلا الله، والله أكبر)) أخرجه مسلم.
1353-وعن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عبد الله بن قيس، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله)) متفق عليه.
زاد النسائي: ((لا ملجأ من الله إلا إليه)).
*درجة الحديث:
زيادة النسائي صحيحة.
قال الحافظ ابن حجر: أخرجه النسائي، وصححه ابن حبان، والحاكم.
وقال الحافظ العراقي: أخرجه النسائي، وابن حبان، والحاكم، وصححه من حديث أبي سعيد، والنسائي، والحاكم، من حديث أبي هريرة دون قوله: ((ولا حول ولا قوة إلا بالله)).
قال المنذري: رواته ثقات محتج بهم، وقال الحافظ في (الفتح): سنده قوي.
*مفردات الحديث:
-كنز: يقال: كنز المال يكنزه كنزاً: جمعه وادخره، والكنز: هو المال المدخر، جمعه: كنوز.
-لاملجأ: يقال: لجأ يلجأ لجأ: لاذ واعتصم، فالملجأ هو مكان اللجوء.
* ما يؤخذ من الأحاديث:
1- قوله: ((الباقيات الصالحات)) يعني: الأعمال الصالحة من أعمال الخير يبقى ثوابها محفوظا عند الله تعالى لصاحبها أبداً، بخلاف زينة الحياة الدنيا؛ فإنها زائلة.
جاء هذا الحديث في مسند الإمام أحمد، برواية أخرى، عن أبي سعيد الخدري؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((استكثروا من الباقيات الصالحات، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: التكبير، والتهليل، والتسبيح، والتحميد، ولا حول ولا قوة إلا بالله)).
2- قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي –رحمه الله تعالى-: الباقيات الصالحات، تشمل جميع الطاعات الواجبة والمستحبة، من حقوق الله، وحقوق عبادة؛ من صلاة، وزكاة، وصدقة، وصيام، وحج، وعمرة، وتسبيح، وتهليل، وقراءة، وطلب علم نافع، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر، وصلة رحم، وبر الوالدين، وقيام بحقوق الزوجات، وجميع وجوه الإحسان إلى الخلق، كل هذا من الباقيات الصالحات، فثوابها يبقى، ويتضاعف بعد الإدبار، ويؤمل أجرها، نفعها عند الحاجة....
3- فقوله: ((لا إله إلا الله، وسبحان الله، الله أكبر، والحمد الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله)) نموذج كريم للأعمال الصالحة، ومثال طيب لأحسن ما يدخل فيها من عمل كريم؛ لأن هذه الكلمات الطيبات أحب الكلام إلى الله تعالى، ((ولا حول ولا قوة إلا بالله)) كنز من كنوز الجنة الثمينة.
4 – هذه الجمل الكريمة تكاثرت الأحاديث في فضلها، وجاءت الأخبار الصحيحة في ثمارها، التي منها أنها رضا الرحمن، وأنها تسبب للعبد القرب من ربه، وأن ربه يذكره في نفسه، وفي الملأ الأعلى، فيباهي ملائكته بالذاكرين، وأنها أفضل الذكر، وأنها غراس الجنة، وهي سهلة النطق، كثيرة الأجر، عظيمة النفع.
5-أما معانيها: "فسبحان الله": هي تقديسه وتنزيهه عن العيوب والنواقص، وأعظم ما في ذلك: نفي الشريك له في ربوبيته، وإلاهيته، ونفي الشبيه له في أسمائه الحسنى وصفاته العلى.
وأما "الحمد لله": فإثبات جميع المحامد له، التي أهمها إثبات وحدانيته في إلاهيته وربوبيته، وإثبات ما جاء في كتابه وعلى لسان رسوله من الصفات الذاتية والفعلية، من غير تأويل لها، ولا تحريف، ولا تكييف، ولا تمثيل، ولا تشبيه، وإنما نثبت حقيقة الصفة له، وندع علم كيفيتها إليه تعالى.
وأما "لا اله إلا الله": فهي الكلمة العظيمة التي هي مفتاح الإسلام وبابه، وهي عنوانه، وعلامته، وشارته، وهي الكلمة التي تنفي كل العبادة عن جميع المخلوقات، وتثبتها لله وحده لا شريك له؛ فلا معبود بحق سوى الله تعالى.
وأما "الله أكبر": فهي تثبت استحقاق الله وحده لصفات الجلال والعظمة والكبرياء.
6- قوله: ((لا يضرك بأيهن بدأت)): فهذا دليل على جواز البداءة بأية جملة منهن؛ لكن بالنظر إلى معاني هذه الجمل، فلعله يحسن أن يقدم الذاكر: سبحان الله؛ لأنه تنزيه الله عن النقائص؛ فهو تخلية.
ثم ((الحمد لله))؛ فهذا تحلية بعد تخلية، وهو إثبات المحامد، بعد التخلية من النقص.
ثم ((لا إله إلا الله))؛ فهذه نفي للمشاركة في المحامد الثابتة لله تعالى.
ثم ((الله اكبر))؛ فهو بعد التنزيه، وإثبات المحامد، ونفي الشريك: يستحق الإجلال، والإكبار، والتعظيم.
7- أما ((لا حول ولا قوة إلا بالله)): فهي أن العبد يتبرأ من كل حول، ومن كل قوة، ومن أي استطاعة، إلا أن يكون المعين هو الله عز وجل؛ فهو صاحب الحول الكامل، وصاحب الطول والقوة.
وهذه الجملة الكريمة تثبت أن للعبد إرادة وقدرة حقيقتين، وفعلاً حقيقة يفعل بها ما يشاء، ولكنها إرادة ومشيئة لا تخرج عن إرادة الله تعالى ومشيئته؛ فالله يطلب من عبده العمل الصالح، والعبد يريده ويعلمه، ويسأل الله الإعانة عليه، ويتبرأ من حوله وقوته وحده، ويضيفها إلى الله تعالى.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الذكر, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir