دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 رجب 1440هـ/17-03-2019م, 01:57 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في الأسبوع الثالث عشر

تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في
(الأسبوع الثالث عشر)

*نأمل من جميع الطلاب الكرام أن يسجلوا حضورهم اليومي هنا بذكر فوائد علمية مما درسوه في ذلك اليوم، وسيبقى هذا الموضوع مفتوحاً إلى صباح يوم الأحد.

  #2  
قديم 11 رجب 1440هـ/17-03-2019م, 07:31 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

(ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :
وهذا مِن عِزَّتِه وحِكمتِه؛ حيثُ لم يَتْرُكْ عِبادَه هَمَلاً ولا سُدًى، بل ابتَعَثَ فيهم الرُّسُلَ وأمَرَهم ونَهاهُم،
وذلكَ مِن فضْلِ اللَّهِ العظيمِ الذي يُؤتِيهِ مَن يَشاءُ مِن عِبادِه، وهو أفْضَلُ مِن نِعمتِه عليهم بعَافيةِ البَدَنِ وسَعَةِ الرِّزْقِ وغيرِ ذلك مِن النِّعَمِ الدُّنيويَّةِ،
فلا أفْضَلَ مِن نِعمةِ الدِّينِ التي هي مادَّةُ الفَوْزِ والسعادةِ الأَبَدِيَّةِ). [تيسير الكريم الرحمن: 862]

  #3  
قديم 12 رجب 1440هـ/18-03-2019م, 03:09 PM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) }

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وفي هذه الآياتِ فوائدُ عديدةٌ:
منها: أنَّ الْجُمُعَةَ فَريضةٌ على جميعِ المُؤْمنِينَ يَجِبُ عليهم السعْيُ إليها والمُبادَرَةُ والاهتمامُ بشأْنِها.
ومنها: أنَّ الْخُطْبَتَيْنِ يومَ الْجُمُعَةِ فَريضةٌ يَجِبُ حُضورُهما؛ لأنَّه فَسَّرَ الذِّكْرَ هنا بالْخُطْبتَيْنِ فأمَرَ اللَّهُ بالْمُضِيِّ إليهِ والسعْيِ له.
ومنها: مَشروعيَّةُ النِّداءِ للجُمُعَةِ والأمْرُ به.
ومنها: النَّهْيُ عن البيْعِ والشِّراءِ بعدَ نِداءِ الجُمُعَةِ وتحريمُ ذلك، وما ذاكَ إلاَّ لأنَّه يُفَوِّتُ الواجبَ ويَشْغَلُ عنه.
فدَلَّ ذلك على أنَّ كُلَّ أمْرٍ وإنْ كانَ مُباحاً في الأصْلِ، إذا كانَ يَنْشَأُ عنه تَفويتُ واجبٍ؛ فإنَّه لا يَجُوزُ في تلكَ الحالِ.
ومنها: الأمْرُ بحُضورِ الْخُطبتَيْنِ يومَ الْجُمُعَةِ، وذَمُّ مَن لم يَحْضُرْهما، ومِن لازِمِ ذلك الإنصاتُ لهما.
ومنها: أنَّه يَنْبَغِي للعبْدِ الْمُقْبِلِ علَى عِبادةِ اللَّهِ وقتَ دَواعي النفْسِ لحُضورِ اللَّهْوِ والتجاراتِ والشَّهَوَاتِ, أنْ يُذَكِّرَها بما عِندَ اللَّهِ مِن الْخَيراتِ وما لِمُؤْثِرِ رِضاهُ على هَواهُ)

  #4  
قديم 13 رجب 1440هـ/19-03-2019م, 04:34 PM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ} يُحَذِّرُ اللهُ المؤمنينَ عن أخْلاقِ المنافقينَ الذين ألْهَتْهُمْ أموالُهم وأولادُهم عن ذِكْرِ اللهِ، وهو فرائضُ الإسلامِ، وقيلَ: قِراءةُ القرآنِ.

  #5  
قديم 14 رجب 1440هـ/20-03-2019م, 03:57 AM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ *}.
(8) لَمَّا ذَكَرَ تعالى إنكارَ مَن أنْكَرَ البَعْثَ، وأنَّ ذلكَ مِنهم مُوجِبٌ كُفْرَهم باللَّهِ وآياتِه، أمَرَ بما يَعْصِمُ مِن الْهَلَكَةِ والشَّقاءِ، وهو الإيمانُ به وبرسولِه وبكتابِه، وسَمَّاهُ اللَّهُ نُوراً؛ لأنَّ النورَ ضِدُّ الظُّلمةِ، فما في الكتابِ الذي أَنْزَلَه اللَّهُ مِن الأحكامِ والشرائعِ والأخبارِ أنوارٌ يُهْتَدَى بها في ظُلُمَاتِ الجَهْلِ الْمُدْلَهِمَّةِ، وما سِوَى الاهتداءِ بكتابِ اللَّهِ فهي عُلومٌ ضَرَرُها أكثَرُ مِن نَفْعِها

  #6  
قديم 14 رجب 1440هـ/20-03-2019م, 04:13 AM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

{وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}؛ لأنَّ الجزاءَ مِن جِنْسِ العمَلِ، فمَن عَفَا عفَا اللَّهُ عنه، ومَن صَفَحَ صَفَحَ اللَّهُ عنه، ومَن عامَلَ اللَّهَ تعالى فيما يُحِبُّ وعامَلَ عِبادَه بما يُحِبُّونَ ويَنْفَعُهم، نالَ مَحَبَّةَ اللَّهِ ومَحَبَّةَ عِبادِه واسْتَوْسَقَ له أَمْرُه)
{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ]
أْمُرُ تعالى بتَقواهُ التي هي امتثالُ أوامِرِه واجتنابُ نَواهيِهِ، وقَيَّدَ ذلكَ بالاستطاعةِ والقُدْرةِ.
فهذهِ الآيةُ تَدُلُّ على أنَّ كُلَّ واجبٍ عَجَزَ عنه العَبْدُ يَسقُطُ عنه، وأنَّه إذا قَدَرَ على بعضِ المأمورِ وعَجَزَ عن بعضِه، فإِنَّه يَأتِي بما يَقْدِرُ عليهِ ويَسْقُطُ عنه ما يَعْجِزُ عنه؛ كما قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ: ((إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ، فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ)).
ويَدخُلُ تحتَ هذهِ القاعدةِ الشرعيَّةِ مِن الفُروعِ ما لا يَدْخُلُ تحتَ الْحَصْرِ.
وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ]
إنْ كانَتْ نفْسُه نفْساً سَمْحَةً مُطمَئِنَّةً مُنشَرِحَةً لشَرْعِ اللَّهِ، طالبةً لِمَرضاتِه؛ فإِنَّها ليسَ بينَها وبينَ فِعْلِ ما كُلِّفَتْ به إلاَّ العلْمُ به ووُصولُ مَعْرِفَتِه إليها، والبصيرةُ بأنَّه مُرْضٍ لِلَّهِ تعالى، وبذلكَ تُفْلِحُ وتَنْجَحُ وتَفُوزُ كلَّ الفَوْزِ
{وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ}
اللَّهُ تعالى شَكورٌ يَقبَلُ مِن عِبادِه اليَسيرَ مِن العَمَلِ، ويُجازِيهِم عليه الكثيرَ مِن الأجْرِ، ويَشكُرُ تعالى لِمَن تَحَمَّلَ مِن أجْلِه الْمَشاقَّ والأثقالَ وأنواعَ التكاليفِ الثِّقالِ، ومَن تَرَكَ شيئاً للهِ، عَوَّضَه اللَّهُ خيراً منه

  #7  
قديم 17 رجب 1440هـ/23-03-2019م, 03:13 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

إنّما سمّيت الجمعة جمعةً؛ لأنّها مشتقّةٌ من الجمع، فإنّ أهل الإسلام يجتمعون فيه في كلّ أسبوعٍ مرّةً بالمعابد الكبار وفيه كمل جميع الخلائق، فإنّه اليوم السّادس من الستة التي خلق الله فيها السموات والأرض. وفيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنّة، وفيه أخرج منها. وفيه تقوم السّاعة. وفيه ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مؤمنٌ يسأل اللّه فيها خيرًا إلّا أعطاه إيّاه كما ثبتت بذلك الأحاديث الصّحاح
وقد أمر اللّه المؤمنين بالاجتماع لعبادته يوم الجمعة، فقال: {يا أيّها الّذين آمنوا إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه} أي: اقصدوا واعمدوا واهتمّوا في مسيركم إليها، وليس المراد بالسعي هاهنا المشي السّريع، وإنّما هو الاهتمام بها، كقوله تعالى: {ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمنٌ} [الإسراء: 19]
فأمّا المشي السّريع إلى الصّلاة فقد نهي عنه، لما أخرجاه في الصّحيحين، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصّلاة، وعليكم السّكينة والوقار، ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلّوا، وما فاتكم فأتمّوا". لفظ البخاريّ

  #8  
قديم 17 رجب 1440هـ/23-03-2019م, 04:01 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

يَأْمُرُ تعالى عِبادَه المُؤْمنِينَ بالإكثارِ مِن ذِكْرِه؛ فإنَّ في ذلكَ الرِّبْحَ والفَلاحَ والخيراتِ الكثيرةَ، ويَنهاهُم أنْ تَشْغَلَهم أموالُهم وأولادُهم عن ذِكْرِه؛ فإنَّ مَحَبَّةَ المالِ والأولادِ مَجْبولةٌ عليها أكثَرُ النفوسِ، فتُقَدِّمُها على مَحبَّةِ اللَّهِ، وفي ذلكَ الْخَسارةُ العظيمةُ.
ولهذا قالَ تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ}؛ أيْ: يُلْهِهِ مالُه ووَلَدُه عن ذِكْرِ اللَّهِ {فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} للسعادةِ الأَبديَّةِ والنَّعيمِ الْمُقيمِ؛ لأنَّهم آثَرُوا ما يَفْنَى على ما يَبْقَى؛ قالَ تعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} ). [تيسير الكريم الرحمن: 865]
قولُه: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ}: يَدخُلُ في هذهِ النَّفقاتُ الواجبةُ؛ مِن الزَّكاةِ والكَفَّاراتِ ونَفقةِ الزوجاتِ والمماليكِ، ونحوِ ذلك، والنفقاتُ المُسْتحبَّةُ؛ كبَذْلِ المالِ في جميعِ الْمَصالحِ.
وقالَ: {مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ}؛ لِيَدُلَّ ذلك على أنَّه تعالى لم يُكَلِّفِ العِبادَ مِن النَّفَقةِ ما يُعَنِّتُهُم ويَشُقُّ عليهم، بل أمَرَهم بإخراجِ جُزْءٍ مِمَّا رَزَقَهم ويَسَّرَه ويَسَّرَ أسبابَه.
(10) فلْيَشْكُرُوا الذي أَعطاهم بِمُواساةِ إخوانِهم الْمُحتاجِينَ، ولْيُبَادِرُوا بذلكَ الموتَ, الذي إذا جاءَ لم يُمَكِّنِ العبدَ أنْ يَأتِيَ بِمِثقالِ ذَرَّةٍ مِن الخيرِ.
ولهذا قالَ: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ} متَحَسِّراً على ما فَرَّطَ في وقتِ الإمكانِ، سائلاً الرَّجْعَةَ التي هي مُحالٌ: {رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ}؛ أيْ: لأَتَدَارَكَ ما فَرَّطْتُ فيه,
{فَأَصَّدَّقَ} مِن مالِي ما به أَنْجُو مِن العذابِ، وأَسْتَحِقُّ بهِ جَزيلَ الثوابِ.
{وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ}؛ بأداءِ المأموراتِ كلِّها واجْتِنابِ الْمَنْهِيَّاتِ، ويَدْخُلُ في هذا الْحَجُّ وغيرُه). [تيسير الكريم الرحمن: 865]

  #9  
قديم 17 رجب 1440هـ/23-03-2019م, 06:19 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ * يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ *}.
(1) هذه الآياتُ الكريماتُ مُشتَمِلاتٌ على جُملةٍ كثيرةٍ واسعةٍ مِن أوصافِ البارِي العَظيمةِ، فذَكَرَ كَمالَ أُلُوهِيَّتِه سُبحانَه وتعالى وسَعَةَ غِناهُ، وافْتقارَ جَميعِ الخلائقِ إليه، وتَسْبِيحَ مَن في السماواتِ والأرضِ بِحَمْدِ رَبِّها، وأنَّ الْمُلْكَ كُلَّه للهِ، فلا يَخرُجُ عن مُلْكِه مخلوقٌ.
والحمْدُ كلُّه له: حَمْدٌ على ما له مِن صِفاتِ الكمالِ، وحَمْدٌ على ما أَوْجَدَه مِن الأشياءِ، وحَمْدٌ على ما شَرَعَه مِن الأحكامِ وأَسداهُ مِن النِّعَمِ، وقُدْرَتُه شاملةٌ لا يَخرُجُ عنها مَوجودٌ، فلا يُعْجِزُه شيءٌ يُريدُه). [تيسير الكريم الرحمن: 866]
وذَكَرَ أنَّه خَلَقَ العِبادَ، وجَعَلَ مِنهم المؤْمِنَ والكافرَ، فإيِمَانُهم وكُفْرُهم كلُّه بقَضاءِ اللَّهِ وقَدَرِه، وهو الذي شاءَ ذلكَ مِنهم بأنْ جَعَلَ لهم قُدرةً وإرادةً، بها يَتَمَكَّنُونَ مِن كلِّ ما يُرِيدونَ مِن الأمرِ والنَّهْيِ، {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} ).
فلَمَّا ذَكَرَ خَلْقَ الإنسانِ المأمورِ الْمَنْهِيِّ، ذكَرَ خَلْقَ باقِي المَخلوقاتِ، فقالَ: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}؛ أيْ: أَجْرَاهُما وجميعَ ما فيهما فأحْسَنَ خَلْقَهما {بِالْحَقِّ}؛ أيْ: بالحِكْمةِ والغايةِ المقصودةِ له تعالَى، {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ}؛ كما قالَ تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}، فالإنسانُ أحسَنُ المخلوقاتِ صُورةً، وأَبْهَاها مَنْظَراً.
{وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}؛ أي: الْمَرجِعُ يومَ القِيامةِ، فيُجازِيكُم على إيمانِكم وكُفْرِكُم، ويَسْأَلُكم عن النِّعَمِ والنعيمِ الذي أَوْلاَكُم؛ هل قُمْتُمْ بشُكْرِه أمْ لم تَقُومُوا به؟). [تيسير الكريم الرحمن: 866]

  #10  
قديم 17 رجب 1440هـ/23-03-2019م, 06:27 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

يقول تعالى مخبرًا عن المشركين والكفّار والملحدين أنّهم يزعمون أنّهم لا يبعثون: {قل بلى وربّي لتبعثنّ ثمّ لتنبّؤنّ بما عملتم} أي: لتخبرنّ بجميع أعمالكم، جليلها وحقيرها، صغيرها وكبيرها، {وذلك على اللّه يسيرٌ} أي: بعثكم ومجازاتكم.
وهذه هي الآية الثّالثة الّتي أمر اللّه رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم أن يقسم بربّه، عزّ وجلّ، على وقوع المعاد ووجوده
فالأولى في سورة يونس: {ويستنبئونك أحقٌّ هو قل إي وربّي إنّه لحقٌّ وما أنتم بمعجزين} [يونس: 53]
والثّانية في سورة سبأٍ: {وقال الّذين كفروا لا تأتينا السّاعة قل بلى وربّي لتأتينّكم} الآية [سبأ: 3]
والثّالثة هي هذه [ {زعم الّذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربّي لتبعثنّ ثمّ لتنبّؤنّ بما عملتم وذلك على اللّه يسيرٌ}] ).[تفسير القرآن العظيم: 8/136-137]

  #11  
قديم 17 رجب 1440هـ/23-03-2019م, 08:22 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ *}.
(14-15) هذا تَحْذِيرٌ مِن اللَّهِ للمُؤْمنِينَ عن الاغترارِ بالأزواجِ والأولادِ؛ فإنَّ بعضَهم عَدُوٌّ لكُمْ، والعدُوُّ هو الذي يُريدُ لك الشرَّ، فوَظيفتُكَ الحذَرُ ممَّن هذه صِفَتُه، والنفْسُ مَجبولةٌ على مَحَبَّةِ الأزواجِ والأولادِ، فنَصَحَ تعالى عِبادَه أنْ تُوجِبَ لهم هذه المحبَّةُ الانقيادَ لِمَطالِبِ الأزواجِ والأولادِ، التي فيها مَحذورٌ شَرعيٌّ، وَرَغَّبَهم في امتثالِ أوامِرِه وتقديمِ مَرضاتِه بما عندَه مِن الأجْرِ العظيمِ، المشتَمِلِ على الْمَطالِبِ العاليةِ والْمَحَابِّ الغاليةِ، وأنْ يُؤْثِروا الآخِرَةَ على الدنيا الفانيةِ الْمُنْقَضِيَةِ.
ولَمَّا كانَ النَّهْيُ عن طاعةِ الأزواجِ والأولادِ فيما هو ضَرَرٌ على العبْدِ والتحذيرُ مِن ذلكَ قدْ يُوهِمُ الغِلْظةَ عليهم وعِقابَهم، أمَرَ تعالى بالحذَرِ مِنهم والصَّفْحِ عنهم والعفْوِ؛ فإنَّ في ذلك مِن الْمَصالِحِ ما لا يُمْكِنُ حَصْرُه، فقالَ: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}؛ لأنَّ الجزاءَ مِن جِنْسِ العمَلِ، فمَن عَفَا عفَا اللَّهُ عنه، ومَن صَفَحَ صَفَحَ اللَّهُ عنه، ومَن عامَلَ اللَّهَ تعالى فيما يُحِبُّ وعامَلَ عِبادَه بما يُحِبُّونَ ويَنْفَعُهم، نالَ مَحَبَّةَ اللَّهِ ومَحَبَّةَ عِبادِه واسْتَوْسَقَ له أَمْرُه). [تيسير الكريم الرحمن: 868]

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحضور, تسجيل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir