دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 رجب 1439هـ/12-04-2018م, 12:46 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (87 - 100)



1. (عامّ لجميع الطلاب)

اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:

المجموعة الأولى:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}.
2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.
ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
3. بيّن ما يلي:
أ: فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.
4: دليلا على صدق النبوة.


المجموعة الثانية:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
2. حرّر القول في كل من:

أ: المراد بروح القدس.
ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}.
3. بيّن ما يلي:
أ: دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.
ب: دليلا على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.

المجموعة الثالثة:
1. فسّر بإيجاز
قول الله تعالى:

{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}.

2. حرّر القول في كل من:

أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".
ب: معنى قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.
3. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس.
ب: الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 رجب 1439هـ/12-04-2018م, 06:22 PM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب على السؤال العام:
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.

- الإيمان بأن الله تعالى رحمن رحيم، فلم يخلق بني إسرائيل سُدا و لم يتركهم هملا، بل أرسل إليهم رسله تترا، و أنزل إليهم كتبه، حتى يدلهم عليه و على جنته {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}.
- {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ} صدق الله، فلا أضل ممن اتبع هواه بغير حق، فالذي حمل بني إسرائيل على هذا الطغيان من قتل الرسل و تكذيبهم لهم هو اتباعهم الهوى، فمن أراد الصلاح و الفلاح فعليه بمخالفة هواه { أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ }.
- على العبد أن يُخلِّص نفسه من آفة الكبر، فقد اتصف بها قتلة الأنبياء { اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}.
- الإيمان بعظيم حلم الله تعالى، فرغم جرائم بني إسرائيل على مر العصور و كرّ الدهور لم يعاجلهم ربهم بالهلاك و الاستئصال، بل صبر عليهم و تعاهدهم بإنزال الكتب و إرسال الرسل ( تدل عليها الآية بأكملها).
- {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} غير أن هذا الأصل لا ينطبق على بني إسرائيل، فكلما أحسن الله إليهم قابلوا ذلك الإحسان بالكفر و الجحود، فأرسل رسله و أنبياءه إليهم و أكرمهم بكتبه فما كان منهم إلا الاستكبار و التكذيب و قتل الرسل، فعلى المسلم أن يشكر الله تعالى على ما أنعم عليه و خاصة بأن جعله من هذه الأمة المباركة و ألا يتشبه بأحفاد القردة و الخنازير ( تدل عليها الآية بأكملها).

الجواب على المجموعة الثالثة

الجواب الأول:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}.

أجمع أهل العلم بالتأويل جميعا على أن هذه الآية نـزلت جوابا لليهود من بني إسرائيل، إذ زعموا أن جبريل عدو لهم، وأن ميكائيل ولي لهم.
ثم اختلفوا في السبب الذي من أجله قالوا ذلك. فقال بعضهم: إنما كان سبب قيلهم ذلك، من أجل مناظرة جرت بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر نبوته. وقال آخرون: بل كان سبب قيلهم ذلك، من أجل مناظرة جرت بين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبينهم، في أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
ومقصد هذه الآية: بيان شرف جبريل صلى الله عليه وسلم وذم من عاداه من اليهود.
{قُلْ} يا محمد –صلى الله عليه و سلم- لهؤلاء اليهود الذين زعموا أنهم لن يؤمنوا بك كون جبريل هو وليُّك { مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} بأن عادى الروح الأمين { فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ} فإن هذا الملك الكريم قد أَنزل على قلب خير العالمين كتاب رب العالمين { بِإِذْنِ اللَّهِ} بإذنه الكوني و الشرعي، فجبريل ليس إلا رسول من رب العالمين لا ينزل بالأمر إلا بإذن ربه، فكيف يُعادى مع أنه لا ينزل من تلقاء نفسه { مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} أي: أن هذا القرآن أُنزل حال كونه مؤيّدا و موافقا لما تقدم من كتب الله تعالى كالتوراة و الإنجيل { وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} و هذا القرآن الذي أُنزل مؤيدا لما جاء في كتابكم التوراة يهدي للتي هي أقوم و يبشر المؤمنين بالرضوان و الجنان.

الجواب الثاني:
2. حرّر القول في كل من:

أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف".
ورد في قوله تعالى {غلف} قراءتان، و على كل قراءة معنى مغاير:
القراءة الأولى: قراءة متواترة {غلْف} بإسكان اللام، و قد ورد في معناها أقوال:
فقيل: قلوبنا غلف أي: في أكنّة و أوعية، والدليل على ذلك قوله: {وقالوا قلوبنا في أكنّة ممّا تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب}، و هو قول ابن عباس و قتادة، ذكره ابن كثير و ابن عطية و الزجاج.
و قيل: مطبوع عليها، قاله ابن عباس و عكرمة و قتادة، ذكره ابن كثير و ابن عطية.
و قيل: أي عليها غشاوة، قاله مجاهد، ذكره ابن كثير.
و قيل: لا تفقه، قاله ابن عباس و أبو العالية، ذكره ابن كثير.
و قيل: عليها غلاف أي: غطاء فلا يخلص إليه شيء مما يقال لها، قاله السديّ و زيد بن أسلم و رجحه الطبري و استدل ممّا روي من حديث عمرو بن مرّة الجمليّ، عن أبي البختريّ، عن حذيفة، قال:«القلوب أربعةٌ». فذكر منها: «وقلبٌ أغلف مغضوب عليه، وذاك قلب الكافر». ذكره ابن كثير.
و قيل: لم تختن، أي أنها قلوب غير طاهرة و بعيدة عن الخير، قاله الحسن، ذكره ابن كثير، و قال هذا الأخير أن هذا القول يرجع معناه إلى ما تقدّم.
و حاصل هذه الأقوال أنها أقوال متقاربة لا تحتاج إلى ترجيح بعضها على بعض، فهو من باب اختلاف التنوع، والتفسير بأنه لا تفقه من قبيل التفسير باللازم، وذلك أن القلوب إذا كان عليها أكنة أو كان عليها الطابع أو الغشاوة فيلزم من ذلك أنها لا تفقه.
القراءة الثانية: قراءة شاذة {غلُف} بضم اللام، أي أنها بمنزلة الوعاء الذي يوضع بداخله الشيء.
قيل: أن المراد: قلوبنا أوعية للعلم قد امتلأت علما فلا تحتاج إلى علم محمد صلى الله عليه و سلم، قاله ابن عباس و العوفيّ، ذكره ابن كثير و ابن عطية و الزجاج.
وقيل: المعنى قلوبنا مملوءة علما فكيف يعزب عنها علم محمد صلى الله عليه وسلم؟، ذكره ابن عطية.

ب: معنى قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}.
قال تعالى:{ وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى} فاليهود قالوا بأن الجنة لن يدخلها إلا من كان يهوديا، و قال تعالى حاكيا عنهم: {نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه} فهم يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار، و عباده المقربون، فأجاب الله دعاويهم فقال سبحانه: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}، و قد اختلف في هذا التمني على ثلاثة أقوال:
الأول: هو إرادة الموت بقلوبهم و سؤالهم بألسنتهم، فالمعنى: فيا أيها اليهود بما أن الجنة خلقت لكم، و بما أن لكم عند الله يوم القيامة الزلفى فآثروا الباقي على الفاني، و اسألوا الله تعالى الموت حتى تُعجّلوا النعيم الذي ينتظركم بزعمكم، قاله ابن عباس، و ذكره ابن كثير و ابن عطية و الزجاج، و هو قول جمهور المفسرين كما قال القاضي و رجحه ابن جرير.
الثاني: تمني الموت هنا الدعاء به عن طريق المباهلة، و يكون ذلك بالدعاء على أكذب الفريقين بالموت، كما دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- نصارى نجران إلى المباهلة، قاله ابن عباس و قتادة، وأبي العالية، والرّبيع بن أنس، ذكره ابن كثير و ابن عطية، و هو اختيار ابن كثير و استدل بحديث رواه الإمام أحمد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لو أنّ اليهود تمنّوا الموت لماتوا. ولرأوا مقاعدهم من النّار. ولو خرج الّذين يباهلون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لرجعوا لا يجدون أهلًا ولا مالًا».
و مما استدل به ابن كثير أيضا أن اليهود قد يقولون للمسلمين أنكم أيضا تقولون أن الجنة لكم يا أتباع محمد –صلى الله عليه و سلم- فتمنوا الموت أنتم.
و جعل التمني ابتهالا لأن كل فريق يتمنى أن يُهلك الله الفريق الذي هو على الباطل.
الثالث: إن الله تعالى منعهم من التمني وقصرهم على الإمساك عنه، لتظهر الآية لنبيه صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن عطية.

الجواب الثالث:
3. بيّن ما يلي:

أ: الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس.
لأن عيسى عليه السلام هو خاتم أنبياء بني إسرائيل و جاء بكتاب آخر هو الإنجيل، و لأن شرعه نسخ أحكاما من شريعة موسى عليه السلام فلهذا أُيّد بالمعجزات و بروح القدس.

ب: الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟
التخصيص هنا يفيد تأكد حصول الوعيد الذي ينتظر الظالمين و زيادة تهديد لهم بأن الله يعلم دقيق أعمالهم و يعلم كيف يجازيهم على هذه الأعمال في الدنيا و الآخرة.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 رجب 1439هـ/14-04-2018م, 04:27 PM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة السؤال الأول:عامّ لجميع الطلاب
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)}البقرة.
الفوائد السلوكية:
1- لكل رسول آية بينة تدعو إلى صدقه ، قال تعالى:( وآتينا عيسى بن مريم البينات) ،ونحن نؤمن بجميع الرسل وبما جاءوا به من معجزات ،ولكن لما كان القرآن الكريم هو معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الخالدة ، فيجب علينا الإقبال عليه وتعظيمه وتعلمه وتعليمه ، وإبراز مواطن إعجازه البياني والعلمي ، واستخدام ذلك في الرد على الملحدين.
2- دل قوله تعالى: (وأيدناه بروح القدس) على إبطال ألوهية عيسى عليه السلام ، لأنه لو كان إلاهاً لما احتاج إلى تأييد أحد ، وهذا يستفاد منه في الرد على النصارى ، كما يزيدنا يقيناً بعقيدتنا الصحيحة التي لا تؤله إلا الله وحده ، ويزيدنا ثباتاً على الحق ، ورجاءً في الله وتوسلاً إليه أن يقبضنا على الإسلام وألا يفتنا.
3- اتباع الهوى كان سبباً رئيسياً في كفر بني إسرائيل ، وتركهم للحق، لأن الهوى يُعمي ويُصم عن الحق ، قال تعالى ( أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم) ، لذلك على العبد الحذر من اتباعه هواه الذي قد يكون سبباً في بعده عن اتباع الوحي.
4- العناد واتباع الهوى يكون نتيجته الكبر والعلو بغير الحق ، والكبر هذا الداء العضال يكون سبباً في رد الحق، قال تعالى: (... بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون)، فعلى العبد أن يلاحظ من نفسه هذا المرض ، ويستشعر منه أدنى شيء حتى لو كان مثاقيل الذر ، ولا يرد حقاً مهما كان قائله .
5- الرسل هم أصدق الناس ، وأولى الناس بالإكرام والاتباع ، ولكن بني إسرائيل سلكوا معهم حالين ، إما التكذيب وإما القتل ، كما فعلوا مع سيدنا يحيى عليه السلام ، وكما هموا بقتل النبي صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى: ( فريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون) ، ويجب علينا الحذر من أن نشابههم أو نسلك سلوكهم ، وأن نبتعد عن صفاتهم فلا نتعامل مع سنة نبينا صلى الله عليه وسلم من بعده إلا بالتعظيم والاتباع والإكرام.
-----------------
إجابة السؤال الثاني:
المجموعة الأولى:
السؤال الأول:فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}.
يقول الله عز وجل عن اليهود :{بئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} أي بئس شيئاً اشتروا به أنفسهم هو كفرهم بما أنزل الله ، و{ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ } يعني به القرآن، ويحتمل أن يراد به التوراة لأنهم إذ كفروا بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام فقد كفروا بالتوراة، ويحتمل أن يراد به الجميع من توراة وإنجيل وقرآن، لأن الكفر بالبعض يلزم الكفر بالكل ، و اليهود شروا الحق بالباطل وكتموا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ولم يبينوه، ، وشرى الشيء واشتراه: يُستعمل كل منهما بمعنى باع الشيء، وبمعنى ابتاعه؛ لأنّ اللفظ يدلّ على المعاوضة. وقد ذهب المفسرون إلى أن {اشْتَرَوْا } هنا بمعنى باعوا، أي إنّهم بذلوا أنفسهم وباعوها بما حرصوا عليه من الكفر. {بَغْيًا} أي: حسداً للنبيّ صلى الله عليه وسلم ، وحبّاً في الرياسة ، وكراهية ل { أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } كفروا بالنبي صلى الله عليه وسلم لأن الله جعله من غيرهم، { أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ } يعني من النبوة والرسالة، و { عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } يعني به محمداً صلى الله عليه وسلم ،فهم حسدوه لما لم يكن منهم وكان من العرب، ويدخل في المعنى عيسى عليه السلام لأنهم قد كفروا به بغياً، أي كفروا به لمحض البغي الذي أثاره الحسد، كراهة أن ينزل الله الوحي من فضله بمقتضى مشيئته، وأيُ بغي أقبح من بغي من يريد أن يحجر على فضل الله ويقيّد رحمته، فلا يرضى منه أن يجعل الوحي في آل إسماعيل كما جعله في آل أخيه إسحاق؟ و {بَاءُوا } معناه: استحقوا واستوجبوا واستقروا ، و { بِغَضَبٍ} معناه غضب من الله تعالى لكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وكفرهم بالقرآن ،{ عَلَى غَضَبٍ}أي: غضب متقدم من الله تعالى عليهم، قيل لعبادتهم العجل، وقيل لما ضيعوا من التوراة وهي معهم، وقيل لقولهم عزير ابن الله، وقيل لكفرهم بعيسى عليه السلام. { وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ } لما كان كفرهم سببه البغي والحسد، ومنشأ ذلك التكبر، قوبلوا بالإهانة والصغار في الدنيا والآخرة ، و{ مهين } مأخوذ من الهوان وهو مقتضى الخلود في النار لكفرهم.

إجابة السؤال الثاني :حرّر القول في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.
اختلف المفسرون في معنى ( فقليلاً ما يؤمنون) على أربعة أقوال:
1- عدد قليل من الرجال هم من آمن منهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ، قاله قتادة ، وذكره ابن عطية وابن كثير.
2- إيمانهم قليل في الوقت ، فهم آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل بعثته عندما كانوا يستفتحون به على العرب قبل بعثته وكفروا به بعد ذلك ، وهذا إيمان لا ينفعهم ، ذكره ابن عطية.
3- إيمانهم قليل غير نافع لأنه مغمور بما كفروا به من الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، فلم يبق لهم غير التوحيد على غير وجهه، والإيمان بما جاءهم به موسى من أمر المعاد والثواب والعقاب، فهذا لا ينفعهم ، وقللوا إيمانهم بجحدهم الرسول، وتكذيبهم التوراة ، ذكره ابن كثير وابن عطية.
4- معنى قليلاً ما يؤمنون أنهم غير مؤمنين أصلاً، فهم لم يؤمنوا بشيء قط ، وهذا وارد في كلام العرب كما تقول العرب: قلما رأيت مثل هذا قط ، تريد : مارأيت مثل هذا قط، ذكره ابن كثير.
الراجح:
الآية تحتمل الأقوال الثلاثة الأولى والقول الرابع أقل الأقوال احتمالاً، فاليهود كان العدد الذي آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم منهم قليل ، كما أن من كفر منهم كان إيمانه بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته قليل في الزمن غير نافع له ، وبعد جحدهم للنبي لا ينفعهم ما معهم من إيمان ببعض الأشياء كالميعاد والثواب والعقاب لأنه إيمان مغمور بالكفر.

ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
اختلف المفسرون في مرجع الضمير على قولان:
1- { من بعده }، يعود الضمير على موسى عليه السلام، أي: من بعد موسى لمّا فارقكم ومضى إلى ميقات ربه لمناجاته.
2- ويجوز أن يكون الضمير يعود على المجيء، فيكون التقدير ثم اتخذتم العجل من بعد مجيء البينات .
الراجح:
الآية تحتمل المعنيين، وإن كان المعنى الأول أقرب ، لعود الضمير على أقرب مذكور.

إجابة السؤال الثالث:بيّن ما يلي:
أ: فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.
الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: { فإن الله عدو للكافرين} ، من وجهين الأول:لم يقل فإنه عدو للكافرين ، وكرر اسم (الله) لئلا يشكل عود الضمير ؛ ويظن أنه راجع على جبريل أو ميكائيل ، الثاني:لم يقل فإن الله عدو لهم ، وأظهر لفظة الكافرين ، لتقرير معنى أن هذا الفعل وهو " معاداة الرسل " كفر ،فلا يظن ظان أنهم قد يكونوا بعد عداوتهم للرسل مؤمنين ، وإظهار وتقرير هذا الأمر بل وتعميمه ، فكل من عادى ولياً لله فقد عادى الله، ومن عادى الله فإن الله عدو له .
إجابة السؤال الرابع:دليلا على صدق النبوة.
يقول الله تعالى عن اليهود:{قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } * { وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمينَ}
قد عدت هذه الآية من دلائل صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنها نفت صدور تمني الموت من اليهود مع حرصهم على أن يُظهروا تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يقال لعلهم تمنوا الموت بقلوبهم لأن التمني بالقلب لو وقع لنطقت به ألسنتهم ، فسكوتهم يدل على عدم وقوعه منهم.
توضيح ذلك:
يقول تعالى: { قل إن كانت لكم الدار الآخرة خالصة } الآية أمر لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يوبخهم، والمعنى: إن كان لكم نعيمها وحظوتها وخيرها خالص لكم ؛ فذلك يقتضي حرصكم على الوصول إليها { فتمنوا الموت } ، و { من دون الناس }: يحتمل أن يراد بـ { الناس } محمد صلى الله عليه وسلم ومن تبعه، ويحتمل أن يراد العموم التام لقول اليهود فيما حفظ عنهم أنهم قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه ، وهذه آية بينة أعطاها الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم لأن اليهود ادعت أن الله يحبهم ؛ فأمر الله نبيه أن يدعوهم إلى تمني الموت، وأن يعلمهم أنه من تمناه منهم مات، ففعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فعلم اليهود صدقه، فأحجموا عن تمنيه، خوفاً من الله لقبح أعمالهم ومعرفتهم بكذبهم في قولهم: نحن أبناء الله وأحباؤه، وحرصاً منهم على الحياة، ثم أخبر تعالى عنهم بعجزهم وأنهم لا يتمنونه، { أبداً }، وقوله تعالى: { والله عليم بالظالمين } ظاهرها الخبر وتتضمن حصول الوعيد لهم.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 رجب 1439هـ/14-04-2018م, 08:57 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.

- تعليق القلب بالله وحده, واليقين بنصره لدينه وأوليائه, وإن لم نر النصر, وإن تأخر, فهذا يوجب العودة للنفس ومحاسبتها بل اتهامها, والعمل على إصلاحها. وهذا من قوله:(وأيدناه بروح القدس).
- رحمة الله بعباده, ورأفته بهم سبحانه, مما يوجب محبته وشكره على ما أنعم علينا, وأعظم النعم معرفته سبحانه, فقد أرسل لهذ الغرض الرسل, وأنزل الكتب. وهذا من قوله:(آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ).
- محبة رسل الله واحترامهم, وإنزالهم منازلهم, ومعرفة قدرهم, وتذكر ما لاقوه من الصعوبات لتبليغ دين الله للناس, ومحبتهم تثمر في قلب العبد زيادة في الإيمان. وهذا من قوله:(آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ).
- محبة الملائكة عليهم السلام, فهم موكلون بالقيام بمصالح الناس, وهم بررة, أتقياء, مكرمون عند الله, وهذا يستوجب محبتهم, كذلك معرفة عظمة الله من عظم خلقهم. وهذا من قوله:(وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ).
- تربية النفس بمخالفة الهوى, فاتباع الهوى من أعظم اسباب هوان العبد على ربه. وهذا من قوله:(أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ).
- البعد عن الكبر, وتطهير القلب منه, فهو من أعظم اسباب رد الحق واحتقار الناس, بل والبعد عن من يتصف بهذه الخصال البغيظة إن أصر عليها بعد بيان الحق له. وهذا من قوله:(أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ ).
- ضرورة معرفة العبد للغاية التي خلق لها حتى تصلح له الدنيا, فيعمل فيها كما على مراد الله, فلا تضيع حياته ويكون من الخاسرين. وهذا من قوله تعالى:(وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ).

المجموعة الثانية:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.

يذكر الله سبحانه وتعالى, بني إسرائيل بما أخذ عليهم من عهود ومواثيق والتي أمرهم أن يأخذوها بحزم, ويتمسكوا بها أيما تمسك, وهذا كقوله تعالى:"يا يحيى خذ الكتاب بقوة", فالسير على صراط الله في الدنيا تتطلب من العبد قوة وشدة وحزم, حتى لا تأخذه المغريات ويسحبه هوى النفس فيميل عن الصراط.
وقوله:( وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ): وهذا لما أمرهم الله بالطاعة فأبوا وفسقوا عن أمر ربهم, ورفضوا الانقياد له, فرفع عليهم سبحانه بقدرته جبل الطور فانصاعوا وأذعنوا, وهذا كقوله تعالى:(وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون), فهم قوم بهت لا يساقون إلا بالخوف.
وقوله:(خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا): وهذا أمر منه -سبحانه- كما تقدم, فما كان منهم بعد أن وعدوا بالطاعة, وقالوا بعدما رفع الطور عليهم: استجبنا لك ربنا, ما كان منهم إلا أن عصوا بأفعالهم ما التزمت بهم ألسنتهم, ولا يبعد بأنهم قالوها بألسنتهم وجوارحهم معا.
وقوله:(وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ): أي: بسبب عصيانهم وكفرهم بما أمر الله به, كان أن حجب الله عنهم الحق بظلمهم, وهذا كقوله تعالى:(فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم), فتخلل وتغلغل حب العجل الذي عبدوه في قلوبهم, فأصبح كأنهم جزء منه لا ينفصل عنه, فزادهم عمى على عماهم, وضلالا على ضلالهم, وهوانا على هوانهم فاستحقوا به العقاب, ولو كان ما تغلغل في قلوبهم حب الله لوجدوا نعيم الدنيا قبل نعيم الآخرى, ولرضي الله عنهم, ولقربهم.
وقوله:(قلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ): في الآية أمر للنبي عليه الصلاة والسلام, ومن يصلح له الخطاب, أن يوبخهم أشد التوبيخ, فقد كذبوا وادعوا بقولهم:(نؤمن بما أنزل علينا) وهم قد بدر منهم ما بدر من تكذيبهم لأنبيائهم, وعصيانهم لأوامر الله, وعبادتهم العجل, فأي إيمان يأمر بمثل هذه الأمور؟!
وقوله(إن كنتم مؤمنين) إقامة للحجة عليهم, لأن المؤمن محب لربه, مطيع لأمره, منقاد لحكمه, فهذا من لوازم إيمانه, أما هم فلم يصدر منهم إلا الكفر والعصيان, فبئس هذه الأشياء التي فعلوها وزعموا بأن إيمانهم أمرهم بها, فكذبوا بالنبي عليه الصلاة والسلام, وناصبوه العداء.

2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بروح القدس.

الأول: المراد بروح القدس اسم من أسماء الله, جاء هذا عن الربيع ومجاهد: «القدس: اسم من أسماء الله تعالى كالقدوس», وقال ابن عباس: الاسم الذي به كان يحيي الموتى, وقاله سعيد ابن جبير, وعبيد بن عمير. ذكره ابن عطية وابن كثير.
الثاني: إن المراد به الإنجيل, قاله ابن زيد, حيث قال: «هو الإنجيل كما سمى الله تعالى القرآن روحا». وهو كقوله تعالى:(وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا). ذكره ابن عطية وابن كثير.
الرابع: إن المراد بروح القدس حفظة على الملائكة. قاله ابن أبي نجيح. ذكره ابن كثير.
الخامس: إن المراد بروح القدس روح عيسى عليه السلام, أي نفسه المقدسة المطهرة, قاله الزمخشري حيث قال: {بروح القدس} بالروح المقدسة، كما يقول: حاتم الجود ورجل صدقٍ، ووصفها بالقدس كما قال: {وروح منه} فوصفه بالاختصاص والتّقريب تكرمة. وقيل: لأنّه لم تضمّه الأصلاب والأرحام الطوامث. ذكره ابن كثير
الخامس: إن المراد بروح القدس جبريل عليه السلام, وهو أصح الأقوال كما ذكر ذلك ابن كثير, وقال بهذا القول الزجاج وابن عطية, وقد نص على ذلك ابن مسعود في تفسير هذه الآية، وتابعه على ذلك ابن عباس, ومحمد بن كعب القرظي، وإسماعيل بن أبي خالد، والسدي، والضحاك, والربيع بن أنس، وعطية العوفي.
ودليل هذا القول قول النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت: «اهج قريشا وروح القدس معك»، ومرة قال له: «وجبريل معك»،
وحديث ابن مسعودٍ أن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: «إنّ روح القدس نفخ في روعي: إن نفسا لن تموت حتّى تستكمل رزقها وأجلها فاتّقوا اللّه وأجملوا في الطّلب» رواه ابن حبان في صحيحه.
وقيل (القدس) اسم من أسماء الله والروح هو جبريل, قال الربيع بن أنس: «القدس هو الرب تبارك وتعالى». وهو قول كعب.
وقال ابن كثير: والإضافة على هذا إضافة الملك إلى المالك، وتوجهت لما كان جبريل عليه السلام من عباد الله تعالى.

ورجح هذا القول أيضا ابن جرير حيث قال: وأولى التّأويلات في ذلك بالصواب قول من قال: الروح في هذا الموضع جبريل، لأن اللّه -عز وجل- أخبر أنه أيد عيسى به، كما أخبر في قوله: {إذ قال اللّه يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيّدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل}. فذكر أنّه أيّده به، فلو كان الرّوح الذي أيده به هو الإنجيل، لكان قوله: {إذ أيّدتك بروح القدس}، {وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} تكرير قول لا معنى له، واللّه أعز أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به.

ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}.
معنى {باءوا} في اللغة: احتملوا. والمعنى: استوجبوا، واستحقوا، واستقروا بغضب على غضب. ذكره ابن كثير.
واختلف المفسرون في معنى {بغضب على غضب}:
فمن المفسرين من قال إن المراد بقوله: {بغضبٍ على غضبٍ} التأكيد وتشديد الحال عليهم, لا أنه أراد غضبين معللين بقصتين. وهذا ذكره ابن عطية.

ومنهم من جعل حصول الغضب الأول والغضب الثاني معللين, ثم منهم من ذكر علة الغضب ومنهم من لم يذكر :
فقال بعضهم: (بغضب) كان بإثم استحقوا به النار، ويكون الغضب الثاني إثم تقدم استحقوا به أيضا النّار. ذكره الزجاج

أما من ذكر علة الغضب فقد قالوا:
- إن معنى (بغضب) أي: لكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم, والقرآن الذي أنزل عليه, أما (على غضب), فهو غضب متقدم من الله تعالى عليهم.
قال ابن عطية: فالمعنى: على غضب قد باء به أسلافهم حظ هؤلاء منه وافر بسبب رضاهم بتلك الأفعال وتصويبهم لها.
ثم اختلفوا في سبب هذا الغضب على أقوال:
الأول: غضب عليهم فيما كانوا ضيعوا من التوراة وهي معهم، قاله ابن عباس, ذكره ابن كثير.
الثاني: غضب عليهم بسبب عبادتهم العجل. وهو قول ثان لابن عباس, وقاله السدي. ذكره ابن كثير.
الثالث: غضب عليهم على الكفر بعيسى صلى الله عليه وسلم, والإنجيل الذي أنزله الله عليه. قاله أبو العالية, وجاء عن عكرمة وقتادة مثله. ذكره الزجاج.
الرابع: غضب عليهم لقولهم عزير ابن الله. ذكره ابن عطية.

والراجح والله أعلم, قول من علل الغضبين بما صدر منهم من أفعال قبيحة, ومن ثم فلا تعارض بين هذه الأقوال, فكل ما فعله أسلافهم من أعمال شنيعة قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام, مثل عبادتهم للعجل, وقولهم بأن عزير ابن الله, هي أعمال عرفوها وأقروها ولم ينكروها البتة, فكانت موافقتهم لإقرار منهم ونوع مشاركة لأسلافهم, وهذا يستوجب حلول غضب الله عليهم ودخولهم النار, كذلك ماقع منهم بعد بعثة النبي عليه الصلاة والسلام, من كفر به وبالقرآن, ومحاربة لله ولرسوله ولدينه, هي أيضا جميعها أعمال تستوجب حلول غضب الله عليهم ودخولهم النار.

3. بيّن ما يلي:
أ: دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}.

لإرادة وصفهم في المستقبل, فقتلهم للأنبياء لم ينته بعد, فقد حاولوا قتل النني صلى اللّه عليه وسلم بالسم والسحر، وقد قال عليه السلام, في مرض موته: «ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري»، رواه البخاري.
وقد ذكر هذا القول الزمخشري.

ب: دليلا على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى: ( بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين )
أي: ما حملهم على الكفر إلا حسدهم للنبي عليه الصلاة والسلام (بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده), مع إقرارهم بنبوته, لكنهم حسدوه ولم يؤمنوا بأن هذا فضل الله يؤتيه من يشاء سبحانه.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30 رجب 1439هـ/15-04-2018م, 05:19 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
1- الله تعالى أقام الحجة على البشربالكتاب والبينات فعلى العبد أن يعيها فهي واضحة لكل ذي عقل في كتابه تعالى وفي بيناته تعالى من آلائه الحسية والمعنوية في الأرض والسماء والناس وكل ما خلقه والتأمل في ذك مما يزداد به العبد يقينا وادراكا لعبوديته.
2- اتباع الهوى آفة قديمة جديدة وهي تجر بالإنسان إلى الهاوية قال تعالى { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا } .
3- الكبر يدفع إلى الكفر والهلاك وهو أول ذنب عصى الله به فعلى العبد تقويم نفسه والأخذ بزمامها لله تعالى {من كان يريد العزة فلله العزة جميعا }.
___________

المجموعة الأولى:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}.
يذم الله تعالى فعل اليهود بئست المبادلة والبيع والعوض مبادلة الباطل بالحق وكتمان ما جاء به محمد بتبيينه فقال {بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله } كفرهم بالقرآن والتوراة والإنجيل والكتب التي أنزلها الله تعالى
ثم ذكر سبحانه سبب كفرهم فقال {بغيا } استكبارا وحسدا {أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده } حسدا لم اختاره الله وفضله بالنبوة والرسالة وأنزل عليه شرعه وأمره من محمد وأيضا عيسى فكفرهم هنا ليس عن جهل بل كفر عن علم جرهم إليه بغيهم وعداوتهم للنبي (صلى الله عليه وسلم )
ولذلك بين تعالى جزاءهم { فباءوا بغضب على غضب } احتملوا واستحقوا واستوجبوا إثما على إثم كلاهما موجب للنار فمن إثمهم كفرهم بمحمد وبالقرآن بعد كفرهم بالتوراة وعيسى والإنجيل وما فعلوه من قولهم عزير ابن الله وعبادتهم العجل فاستحقوا غضبا فوق غضب وقيل بل هو تشديد وتأكيد لغضب الله عليهم وليس غضبين معلليين بقصتين
ثم ختم الله تعالى الآية بقوله {وللكافرين عذاب مهين } عذاب فيه الهوان والذل وهو ما اقتضى الخلود في النار
وكان وصف الله له بالمهين وما فيه من الهوان والصغار مقابلة لحسدهم وبغيهم الذي منشؤه الكبرواستعظام نفوسهم فعوملوا بنقيض قصدهم لكفرهم به تعالى وعنتهم كما في الآية { إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين "
_____________

2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.
تنوعت أقوال المفسرين فيها على ثلاثة أقوال
الأول : قلة العدد أي أن من آمن منهم بمحمد عدد قليل مروي عن قتادة [ذكره ابن عطية وابن كثير ذكره عن الرازي من رواية قتادة والأصم وأبي مسلم الأصفهاني ]
الثاني : قلة الوقت أي أن وقت إيمانهم عندما كانوا يستفتحون به قبل مبعثه قليل حتى كفروا بعد بعثته [ذكره ابن عطية ]
الثالث : نفس الإيمان قليل أي أن إيمانهم قليل بحيث لا ينفعهم فلم يبق لهم سوى التوحيد وهو على غير وجهه أيضا فإيمانهم قليل [ ذكره ابن عطية وابن كثير ]
الرابع : لا يؤمنون بشئ قال الكسائي كقول العرب من زنى بأرض قلما تنبت أي لا تنبت شيئا [ذكره ابن كثير عن ابن جرير ]
والأقوال كلها لها وجاهتها وتصح وجها في الآية فتعمها جميعا قلة من آمن عددا وقلة وقت ايمانهم الأول كذلك أن نفس إيمانهم قليل وله شكلان إما قلته بحيث لا تنفع أو انعدامه أصلا
___________

ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
اختلف المفسرون فيها على قولين
الأول : موسى عليه السلام حين ذهب لمناجاة الله على جبل الطور ذكره ابن عطية واختاره ابن كثير
واستدل له بقوله تعالى { واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا }
الثاني : المجيء المقصود في قوله {جاءكم موسى بالبينات } ذكره ابن عطية
ولا شك أن اتخاذهم العجل كان بعد ذهاب موسى للمناجاة وكانت قد سبقت له الآيات والبينات أيضا من العصا واليد والبحر وغيره
_________

3. بيّن ما يلي:
أ: فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.
لسببين :
الأول : لئلا يشكل عود الضمير على غيره . [ذكره ابن عطية ]
الثاني : لتقرير معنى عداوة الله للكافرين وإظهاره كما قال تعالى في الحديث القدسي { من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب } وقوله {من كنت خصمه خصمته } . [ذكره ابن كثير ]
_________

4: دليلا على صدق النبوة.
قوله تعالى { ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم } .
فكون القرآن موافق لما معهم في شريعتهم في التوراة والإنجيل دليل على صدق نبوته (صلى الله عليه وسلم ) ؛إذ كان أميا، ولم يكن له أن يعرف هذا إلا بوحي ؛فهو دليل على صدق النبوة .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 شعبان 1439هـ/16-04-2018م, 12:49 AM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

✨بسم الله الرحمن الرحيم ✨

⭐1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
1- التخويف من اختيار الدنيا و استبدالها بالآخرة ، فمن باع دينه بعرض من دنياه فقد عرّض نفسه للفتنة
{ أفكلما جاءكم رسولٌ بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم }
2- النعم توجب الشكر للمنعم ليديمها على الععبد ، و التذكير بالعيوب يحمل العبد على التوبةمنها و إصلاح النفس ، لا كما فعل بنو إسرائيل كفروا نعم الله عليهم ، و جحدوا برسله و لم يؤمنوا
3- أقبح الأفعال ردّ الحق لعدم موافقته هوى النفس
{ بما لا تهوى أنفسكم }
4- الاستكبار عن العلم و الشعور بالاستغناء عنه و عدم الحاجة إليه يؤدي إلى الحرمان منه و من بركته و نفعه
{ أفكلما جاءكم رسولٌ بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم }
5- من قدّم هواه على هدى الله تعالى تجبّر و تكبّر

⭐2. أجب على إحدى المجموعات التالية:

💫 المجموعة الأولى:

📌1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}.
بسم الله الرحمن الرحيم
{ بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله} أي : بئس الشئ باعوا به أنفسهم الكفر ، فإنهم اختاروا الكفر و أخذوه و باعوا أنفسهم رخيصتًا و بذلوها للنّار ، و ذلك لأنّ اليهود علموا بصدق محمد صلى الله عليه و سلم ، و أنّ من كذّبه فعاقبته النار ، فاختاروا الكفر و سلّموا أنفسهم للنّار
{ بغيًا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده} أي : اللذي حملهم على الكفر حسدهم لمن شاء الله تعالى أن يخصّه بفضله العظيم ، فحسدوا محمد صلى الله عليه و سلم لأنه هو النبيّ المنتظر ، و لم يكن من بني إسرائيل
فلم يؤمنوا به و لا بالقرآن
{ فباؤوا بغضب على غضب }
أي استوجبوا و استحقوا غضب الله عليهم غضبًا آخر بسبب جحودهم رسالة النبي حسدًا منهم ، إضافة إلى الغضب الأول الذي اكتسبوه بسبب ذنوب سابقة وقعت منهم
{ و للكافرين عذاب مهين } لكل من كفر بنبوّة محمد صلى الله عليه و سلم بغيًا و حسدًا و كبرًا عذاب يهانون به من الله و يذلّون ، في الدنيا و الآخرة ، كما قال تعالى :{ إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين } أي: صاغرين حقيرين ذليلين راغمين .

📌2-حرّر القول في كل من:
🔸 أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.
اختلف في معنى قلة الإيمان على أقوال:
🔹1- أنه قليلٌ من يؤمن منهم ⬅ قاله قتادة رواه ابن عطية ، وذكر ابن كثير أن الزمخشري رواه أيضًا عن قتادة و الأصم و أبي مسلم الأصبهاني و اختار هذا القول
🔹2- قليل إيمانهم ، بمعنى أنّهم يؤمنون بما جاءهم به موسى من أمر المعاد و الثواب و العقاب و لكنّه إيمان لا ينفعهم ، لأنّه مغمور بما كفروا به من الّذي جاءهم به محمد صلّى الله عليه و سلم ⬅ ذكره ابن كثير، و بنحوه ذكر ابن عطيّة
🔹3- وقت إيمانهم قليل ؛ أي أن وقت إيمانهم عندما كانوا يستفتحون به قبل مبعثه قليل ، إذ كفروا بعد ذلك ⬅ ذكره ابن عطية
🔹4- أنّهم كانوا غير مؤمنين بشئ ، و إنّما قال :{ فقليلاً ما يؤمنون } و هم بالجمع كافرون ، كما تقول العرب : قلّما رأيت مثل هذا قطّ . تريد : ما رأيت مثل هذا قط
💫قال الكسائي : تقول العرب : من زنى بأرض قلّما تنبت ؛ أي لا تنبت .... حكاه ابن جرير
و لم يرجح ابن عطية و لا ابن كثير
و لكن ذكر ابن كثير اختيار الزمخشري للقول الأوّل .

🔸 ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
1- أنّه عائد على موسى عليه السلام
أي : من بعده حين غاب عنكم إلى الطّورلمناجاة الله ، كما قال تعالى :{ واتّخذ قوم موسى من بعده من حليّهم عجلاً جسدًا له خوار } ⬅ مجموع ما ذكرة ابن عطية و ابن كثير
2- يحتمل أن يعود الضمير على المجئ ⬅ذكره ابن عطيّة
أي : ولقد جاءكم موسى بالبينات تمّ اتّخذتم العجل من بعد محئ موسى بالبينات و أنتم ظالمون ، كما تقول : جئتني فكرهتك ؛ يعني كرهت مجيئك ....... ذكره ابن جرير الطبري

📌3- بيّن ما يلي:
أ: فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.
أظهر الاسم هاهنا لتقرير هذا المعنى و إظهاره ، و إعلامهم أنّ من عادى أولياء الله فقد عادى الله ، و من عادى الله فإنّ الله عدوٌّ له ، و من كان الله عدوّه فقد خسر الدّنيا و الآخرة كما في الحديث :(( من عادى لي وليّا فقد بارزني بالحرب )) و في الحديث :(( إنّي لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب ))
و في الحديث الصحيح :(( و من كنت خصمه خصمته )) ⬅ ذكره ابن كثير
💫 و قال ابن عطية : ظهر الاسم في قوله :{ فإنّ الله } لئلا يشكل عود الضمير .

📌4- دليلا على صدق النبوة.
{ و لقد أنزلنا إليك آياتٍ بيّنات }
وهي ما أوحي عليه صلى الله عليه و سلم من القرآن ، دلائل واضحة دالة على صدق نبوّته .
و من الآيات :
✨ما حواه كتاب الله من خفايا علوم اليهود ، و مكنونات سرائر أخبارهم ، و أخبار أوائلهم من بني إسرائيل
✨ و النبأ عمّا تضمنته كتبهم التي لم يكن يعلمها إلا أحبارهم و علماؤهم ، و ما حرّفه أوائلهم و أواخرهم و بدّلوه من أحكامهم التي كانت في التوراة ..... ذكره ابن جرير

ملاحظة : تأخرت لظروف صحية والله المعين فاعذروني

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 شعبان 1439هـ/25-04-2018م, 04:56 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة



المجموعة الأولى :

ملحوظة عامة:
لتوضيح معنى الإظهار في موضع الإضمار أقتبس لكم هذه الفقرة من كتاب أصول في التفسير لابن عثيمين - رحمه الله - :
الإظهار في موقع الإضمار

الأصل أن يؤتى في مكان الضمير بالضمير لأنه أبين للمعنى وأخصر للفظ، ولهذا ناب الضمير بقوله تعالى {أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما} [الأحزاب: 135] عن عشرين كلمة المذكورة قبله، وربما يؤتى مكان الضمير بالاسم الظاهر وهو ما يسمى (الإظهار في موضع الإضمار) . وله فوائد كثيرة، تظهر بحسب السياق منها:
1- الحكم على مرجعه بما يقتضيه الاسم الظاهر.
2- بيان علة الحكم.
3- عموم الحكم لكل متصف بما يقتضيه الاسم الظاهر.
مثال ذلك قوله تعالى: {من كان عدوّاً للّه وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإنّ اللّه عدوٌّ للكافرين} [البقرة: 98] ولم يقل فإن الله عدو له، فأفاد هذا الإظهار:
1- الحكم بالكفر على من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل.
2- إن الله عدو لهم بكفرهم.
3- أن كل كافر فالله عدو له.
مثال آخر: قوله تعالى: {والّذين يمسّكون بالكتاب وأقاموا الصّلاة إنّا لا نضيع أجر المصلحين} [الأعراف: 170] ولم يقل إنا لا نضيع أجرهم، فأفاد ثلاثة أمور:
1- الحكم بالإصلاح للذين يمسكون الكتاب. ويقيمون الصلاة.
2- أن الله آجرهم لإصلاحهم.
3- أن كل مصلح وله أجر غير مضاع عند الله تعالى.
وقد يتعين الإظهار، كما لو تقدم الضمير مرجعان، يصلح عوده إلى كل منهما والمراد أحدهما مثل: اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم وبطانة ولاة أمورهم، إذ لو قيل: وبطانتهم، لأوهم أن يكون المراد بطانة المسلمين.


مها محمد : أ+

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

فاطمة أحمد صابر : ب+
- بارك الله فيكِ، أرجو بيان وجه الدلالة من الآيات على الفوائد السلوكية التي استخرجتيها، وأن تكون هذه قاعدة عامة لنا حتى وإن لم يطلب هذا في رأس السؤال، كما أرجو الاستفادة من إجابات الإخوة والأخوات لهذا السؤال.
- أحسنتِ التفسير مع ملحوظة بسيطة: إذا قلتِ كفرهم بالتوراة ينبغي بيان وجه هذا الكفر، لأنه كتابهم ويدعون الإيمان به والاستمساك به والدعوة إليه.
- أرجو قراءة الملحوظة العامة أعلاه.
س4: اليهود جحدوا صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة، فأظهر الله لهم من الآيات ما يفضحهم به ويبين صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ومن ذلك قوله تعالى :{ قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين }
على كلا القولين في تفسيرها، وعلى الدعوة بالمباهلة خاصة، لأنهم أحجموا عن المباهلة لعلمهم بكذبهم وبصدق النبي صلى الله عليه وسلم وأنهم لو تمنوا الموت لماتوا.


مريم حجازي: ب+
س1:
تصحيح لغوي: رخيصةً.
- ابن عطية والزمخشري ونحوهم لا يذكرون الأحاديث والآثار بأسانيدهم إلى قائليها ، وإنما تعد هذه الكتب من المصادر الناقلة، تنقل عمن روى الأحاديث والآثار؛ فلا نقول " رواه ابن عطية " بل ذكره ابن عطية في تفسيره ونسبه لفلان، وإن نص على من رواه من أئمة التفسير نذكر ذلك، وقال : " رواه ابن جرير " مثلا.
- أرجو قراءة الملحوظة العامة.
س4: أرجو قراءة الملحوظة على الأخت فاطمة.
- يسر الله أمرك وفرج كربك، وشفاكِ شفاء لا يغادر سقمًا.

المجموعة الثانية:

فداء حسين : أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

س2: أ:
- يُفرق بين مسألتين:
1: المراد بالقدس، وهذا على ثلاثة أقوال : اسم من أسماء الله تعالى، الطهارة، البركة.
2: المراد بروح القدس ( كمضاف ومضاف إليه ) : وهذا على أقوال منها، الاسم الذي كان به عيسى يحيي الموتى، الإنجيل، روح عيسى المقدسة، جبريل عليه السلام.

وعلى القول بأن القدس اسم من أسماء الله تعالى، وأن روح القدس هو جبريل عليه السلام؛ فالإضافة هنا إضافة مخلوق لخالقه للتشريف.
كما قال ابن عطية: " - وقال الربيع ومجاهد: «القدس: اسم من أسماء الله تعالى كالقدوس»، والإضافة على هذا إضافة الملك إلى المالك، وتوجهت لما كان جبريل عليه السلام من عباد الله تعالى". >>> وقد نسبتِ هذه العبارة لابن كثير في إجابتكِ، فأرجو مراجعتها.





المجموعة الثالثة :
عباز محمد : أ+
أحسنت، بارك الله فيك.
- عند نقل حكاية الإجماع ، أو نسبة القول لجمهور المفسرين نذكر من قال ذلك من المفسرين، لاختلاف قصدهم عند التحقيق.
- قولك أن القاضي أبا محمد ( ابن عطية ) نسب القول بأن المراد بتمني الموت إرادته بقلوبهم إلى جمهور المفسرين فيه نظر؛ لأنه قال : " والمراد بقوله: «تمنوا» أريدوه بقلوبكم واسألوه، هذا قول جماعة من المفسرين" اهـ


نفع الله بي وبكم

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 رمضان 1439هـ/29-05-2018م, 11:49 PM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
- عناية الله تعالى بعباده؛ فأرسل إليهم الرسل وأنزل معهم الكتب، فعلى العباد أن يوحدوا الله ويطيعوه ويتبعوا رسله شكرا لله على هذه النعمة {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ}

- عيسى عليه السلام هو عبد الله ورسوله، وفي هذا إثبات لبطلان عقيدة النصارى، وتعليم للعباد إحدى الدلائل على ذلك {وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}
- مكانة جبريل عليه السلام عند ربه عز وجل- فقد أضافه إلى اسمه الشريف-، مما يوجب محبته {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}
- خطورة الكبر واتباع الهوى، والاستعاذة بالله من الكبر الذي يقود إلى بطر الحق، كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}
- خبث بني إسرائيل وسوء طويتهم وبغيهم وحسدهم؛ فلا يظنَّنَّ امرؤ أن يكسب وُدهم- ما دام على الحق ثابتا-؛ فقد قتلوا الأنبياء بغيا وعدوانا واجتراء وإمعانا في التكذيب والإجرام {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}
2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}.
لا زال السياق في الحديث عن مخازي اليهود؛ فقد باعوا الآخرة بالدنيا، فاشتروا الكفر واختاروا التكذيب بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم بغيا وحسدا وكبرا؛ لكونه من العرب- الذين يحتقرونهم- وليس من بني إسرائيل، فرجعوا بسبب كفرهم هذا واستحقوا غضبا من الله عليهم، يضاف إلى غضبه السابق لما عبدوا العجل وخالفوا التوراة وعصوا أنبيائهم فكذبوهم وقتلوهم، وإضافة إلى غضب الله الشديد المؤكد عليهم، فلهم في الآخرة عذاب مذل مهين مخزي لهم جزاء على تكبرهم ورفضهم الحق بغيا وحسدا.


2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.
1- أنه إيمان قليل لا ينفعهم؛ لما شابه من كفر عظيم، فهو وعدمه سواء.

2- أن عددا قليلا منهم هو من يؤمن.
3- أنه في زمن قليل، فقد آمنوا قبل مجيء النبي صلى الله عليهم فلما بعث وعرفوه كفروا به.
4- أنه نفي لإيمانهم بالكلية، كما تقول العرب: من زنى بأرض فقلما تنبت.

ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
1- أنه راجع إلى مجيء موسى عليه السلام لهم بالحجج الواضحات.
2- أنه راجع إلى موسى عليه السلام حين ذهب للقاء ربه.

3. بيّن ما يلي:
أ: فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.
ظهر الاسم الكريم في موضع إضمار؛ تقريرا وتأكيدا وتفخيما لهذا الأمر، ولئلا يشكل عود الضمير.

4: دليلا على صدق النبوة.
قوله تعالى آمرا رسوله أن يقول لليهود: {قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين} ثم إخباره عنهم بأنهم {ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم} فكان ما أخبر الله عز وجل به، ولو تمنوا الموت لماتوا في حينهم.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 رمضان 1439هـ/2-06-2018م, 02:11 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رقية إبراهيم عبد البديع مشاهدة المشاركة
1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
- عناية الله تعالى بعباده؛ فأرسل إليهم الرسل وأنزل معهم الكتب، فعلى العباد أن يوحدوا الله ويطيعوه ويتبعوا رسله شكرا لله على هذه النعمة {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ}

- عيسى عليه السلام هو عبد الله ورسوله، وفي هذا إثبات لبطلان عقيدة النصارى، وتعليم للعباد إحدى الدلائل على ذلك {وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}
- مكانة جبريل عليه السلام عند ربه عز وجل- فقد أضافه إلى اسمه الشريف-، مما يوجب محبته {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}
- خطورة الكبر واتباع الهوى، والاستعاذة بالله من الكبر الذي يقود إلى بطر الحق، كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}
- خبث بني إسرائيل وسوء طويتهم وبغيهم وحسدهم؛ فلا يظنَّنَّ امرؤ أن يكسب وُدهم- ما دام على الحق ثابتا-؛ فقد قتلوا الأنبياء بغيا وعدوانا واجتراء وإمعانا في التكذيب والإجرام {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}
2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}.
لا زال السياق في الحديث عن مخازي اليهود؛ فقد باعوا الآخرة بالدنيا، فاشتروا الكفر واختاروا التكذيب بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم بغيا وحسدا وكبرا؛ لكونه من العرب- الذين يحتقرونهم- وليس من بني إسرائيل، فرجعوا بسبب كفرهم هذا واستحقوا غضبا من الله عليهم، يضاف إلى غضبه السابق لما عبدوا العجل وخالفوا التوراة وعصوا أنبيائهم فكذبوهم وقتلوهم، وإضافة إلى غضب الله الشديد المؤكد عليهم، فلهم في الآخرة عذاب مذل مهين مخزي لهم جزاء على تكبرهم ورفضهم الحق بغيا وحسدا.


2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.
1- أنه إيمان قليل لا ينفعهم؛ لما شابه من كفر عظيم، فهو وعدمه سواء.

2- أن عددا قليلا منهم هو من يؤمن.
3- أنه في زمن قليل، فقد آمنوا قبل مجيء النبي صلى الله عليهم فلما بعث وعرفوه كفروا به.
4- أنه نفي لإيمانهم بالكلية، كما تقول العرب: من زنى بأرض فقلما تنبت.

ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
1- أنه راجع إلى مجيء موسى عليه السلام لهم بالحجج الواضحات.
2- أنه راجع إلى موسى عليه السلام حين ذهب للقاء ربه.

3. بيّن ما يلي:
أ: فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.
ظهر الاسم الكريم في موضع إضمار؛ تقريرا وتأكيدا وتفخيما لهذا الأمر، ولئلا يشكل عود الضمير.

4: دليلا على صدق النبوة.
قوله تعالى آمرا رسوله أن يقول لليهود: {قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين} ثم إخباره عنهم بأنهم {ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم} فكان ما أخبر الله عز وجل به، ولو تمنوا الموت لماتوا في حينهم.
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة ونفع بكِ.
- سؤال التفسير : تأملي طريقة الأخت مها محمد هنا في إجابة السؤال وأرجو محاكاتها فيما يُستقبل بإذن الله.
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...28&postcount=3
- احرصي في تحرير المسائل الخلافية على نسبة الأقوال لقائليها ثم مناقشتها وبيان الراجح منها ، أو وجه الجمع بينها إن كان الخلاف خلاف تنوع.
- وأرجو قراءة الملحوظة العامة هنا للفائدة :
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...99&postcount=7

التقويم : ب
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir