دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الآخرة 1438هـ/1-03-2017م, 03:46 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الرابع: مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة الفاتحة

مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الفاتحة

اختر مجموعة من المجموعات التالية ، وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
س2: بيّن معنى الصراط لغة.
س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المجموعة الثانية:
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.
س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم
س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}
س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".
س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.
س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.
س5: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}
س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 جمادى الآخرة 1438هـ/1-03-2017م, 08:50 PM
نورة بنت محمد المقرن نورة بنت محمد المقرن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 42
افتراضي

س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
يشمل هذا الدعاء العلم بكل ما ينفع الإنسان ويضره في كل أمر من الأمور إجمالًا وتفصيلًا،
والعمل بكل ما أمر الله به، واجتناب كل ما نهى الله تعالى عنه.
ومعلوم أن دخول المسلم في الإسلام هو أصل الهداية، وهذا قطعًا لا يغنيه عن الهداية التفصيلية القائمة على العلم والعمل، المفتقرة إلى الثبات، المعتمدة على النجاة من الفتن، التي يضطر إليها العبد في كل حاجة من حاجاته وحال من أحواله.
ولا شك أن سؤال الهداية يشمل: هداية الدلالة والإرشاد –وبها يعرف المرء الحق من الباطل، والخير من الشر-، ويشمل كذلك هداية التوفيق والإلهام –وبها يوفق المرء للعمل بما عرف وعلم-.
والهداية الثانية هي أصل الفوز، ولا تكون إلا بتحقق الهداية الأولى.
****

س2: بيّن معنى الصراط لغة.
جاء معنى الصراط عند العرب بأنه: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
والأصل فيه السين، وفيه عدة لغات عن العرب: الصاد (الصراط)، والزاي (الزراط) وإشمام الصاد صوت الزاي.
وجاء عن بعض أهل اللغة أن السراط سمي بذلك: لأنه يسترط المارّة، يعني يسعهم.
****

س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
ليدل على عموم كل ما يتصل بالهداية وما يؤدي إلى الحصول على تمامها.
ليشمل الهدايات الكثيرة التي يحتاجها المرء في كل أحواله.
****
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
تكرر ذكر الصراط في الآيتين الكريمتين: "اهدنا الصراط المستقيم*صراط الذين أنعمت عليهم"
وذلك لأن:
- الصراط في الموضع الأول كان غاية السائل ومراده أن يُهدى للصراط المستقيم المؤدي للعاقبة الحسنة.
- وأما في الموضع الثاني فلإفادة أن هذا الصراط قد سلكه من سلكه من الذين أنعم الله عليهم، فهو صراط آمن، وبالتالي تتطلع النفس لسلوكه، واتباعه.
- وقيل: أن هذا الإجمال الذي أتى بعده تفصيل فيه فائدة، وهي أنه أدعى لتمكن الوصف الأول في النفس، ثم يأتي بعده التفصيل الذي يبين علامات الصراط وأحوال سالكيه و...إلخ.
****

س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
توافقت أقوال السلف على تفسير المغضوب عليهم باليهود، والضالين بالنصارى، وتوافقهم هذا راجع إلى أن هذا التفسير قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسلف الصالح لا يخرجون عن قول النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير، فإذا وُجد كان هو المعتبر عندهم، وعليه يكون تفسيرهم.
****

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
- على المفسر أن يلزم التحري والدقة في نسبة الأقوال لأصحابها، وصحة ورودها عنهم.
- الآية الواحدة قد تتعدد فيها أقوال أهل التفسير ولا تتعارض.
- هناك نوع من التفسير يسمى بيانيًا مختص بالأوجه البلاغية القرآنية، كالحذف والإضمار واللزوم والتعدية...إلخ.
- على المفسر أن يكون على علم بالآيات القرآنية ومعانيها، ذلك أن القرآن يفسر بعضه بعضًا، وتطلّب تفسيره بهذه الطريقة هي أشرف الطرائق وأصحها، لأنه تفسير لكلام الله بكلامه سبحانه وتعالى.
- تفسير القرآن الكريم يورثك علمًا بالآيات، حتى إذا قرأتها بعدما درست معانيها؛ ظفرت بتدبرها، ومن ثَمّ تُعان على العمل بها.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 4 جمادى الآخرة 1438هـ/2-03-2017م, 12:56 AM
هدى حمو هدى حمو غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 36
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الاجابة على أسئلة مذاكرة المجلس الرابع في تفسير القسم الثالث من سورة الفاتحة:-
المجموعة الثانية: -
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية؟

سؤال الهداية من الله تعالى سؤال عظيم لذلك يتفاوت السائلون في هذا السؤال ويتفاضلون فيه بعدة وجوه:
الوجه الأول: حضور القلب عند الدعاء فلا يستوي من يدعو الله بقلب لاهٍ غافل ومن يدعو الله بقلب واع مدرك.
الوجه الثاني: الإحسان في الدعاء وهو أن يدعو الله تعالى بتضرع وتقرب خوفاً وطمعاً فليس من جمع الدعاء بالمحبة والخوف والرجاء كمن دون ذلك، ومن كان من أهل الإحسان في الدعاء كان نصيبه في الإجابة أكمل وأعظم ومن كان دون ذلك كان نصيبه بقدره.
الوجه الثالث: مقاصد الداعي من سؤال الهداية فإنما الأعمال بالنيات ولكل امرىء ما نوى والله تعالى يعلم مقصد كل عبد من سؤاله ولابد أن يكون مقصد العبد من سؤاله الهداية أن تكون هذه الهداية هداية تامة فيبصر بها الحق ويتبع الهدى وأن يسأل الله تعالى هداية عباده المحسنين.

س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم؟
المراد بالصراط المستقيم كما فسره الله تعالى في الاية التي تليها قال تعالى:( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) وهذا وصف جامع لما يوصل إلى رضوان الله تعالى وجنته وينجي من سخط الله وعقوبته ولذلك سمي سراطا لوضوحه وسعته واستقامته ويسره فالله تعالى يسر الدين ووسعه على عباده وجعل شريعته مستقيمة سمحة لا اعوجاج ولا تناقض ولا اختلاف فيها فمن اطاع الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فقد اتبع الهدى وسلك الصراط المستقيم.وتنوعت أقوال السلف في التعريف بالصراط المستقيم على خمسة أقوال:
1- دين الإسلام وهذا القول هو أشهر الأقوال وأصلها فالإسلام إذا أطلق شمل الدين كله فكل ما أمر الله تعالى به ونهى عنه هو شريعة الإسلام وكل عبادة صحيحة يتقرب بها إلى الله تعالى فهي من اتباع دين الإسلام ومن سلوك الصراط المستقيم واستدلوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( الصراط الإسلام) رواه أحمد.
2- هو كتاب الله تعالى عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( إن هذا الصراط محتضر تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإن الصراط المستقيم كتاب الله). وهذا القول صحيح في نفسه باعتبار أن من اتبع القرآن فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم.
3- هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لحديث:( الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم).
4- هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:( الصراط المستقيم) قال:( هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه).
5- هو الحق وهذا القول حقيقته بيان وصف الصراط المستقيم بأنه الحق لأنه كل من اتبع سواه فهو باطل.

س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
1- لبيان أنهم من المنعم عليهم بسبب الهداية فبهداية الله لهم كانوا من المنعم عليهم.
2- قطع التعلق بالأشخاص ونفي التقليد المجرد عن القلب واستشعار العلم بأن اتباع من أمرنا باتباعهم هو امتثال لأمر الله تعالى.
3- أن الآية عامة في جميع طبقات المنعم عليهم وأن الله تعالى هو الذي هدى إلى الطريق الذي سلكها كل من أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
فكان ذكرهم بالوصف الجامع أوجز وأبلغ وأعم فائدة.

س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
ذكر المفسرون أوجه متعددة لذلك:
الوجه الأول: لمراعاة فواصل الآيات وهذا الجواب وإن صح في نفسه إلا أنه لا يستقل به إذ لابد من وجود حكمة أخرى لهذا التقديم. ذكره ابن عاشور
الوجه الثاني: لأن اليهود متقدمون في الزمان على النصارى. ذكره ابن القيم
الوجه الثالث:لأن اليهود كانوا مجاورين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بخلاف النصارى فقدمهم لقربهم. ذكره ابن القيم أيضاً.
الوجه الرابع: أن اليهود أغلظ كفراً من النصارى فبدأ بهم. ذكره ابن القيم وهو جواب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
الوجه الخامس: لإفادة الترتيب في التعوذ فالدعاءكان بسؤال النفي والتدرج فيه يحصل بنفي الأضعف بعد نفي الأقوى مع رعاية الفواصل.
الوجه السادس:لأن الغضب يقابل الإنعام فتقديم ذكر المغضوب عليهم أحسن مقابلة من تقديم ذكر الضالين.
الوجه السابع: لأن أول ذنب عصي الله به هو من جنس ذنوب المغضوب عليهم فهو عصيان عن علم ومعرفة وهو اباء ابليس السجود لآدم عليه السلام فناسب تقديم المغضوب عليهم.

س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟
وذلك لإفادة عظم شأن غضب الله تعالى عليهم وأنه غضب الملك الجبار الذي يغضب لغضبه جنوده في السماوات والأرض فيجد آثار ذلك الغضب في كل حال من أحواله، كذلك من فوائد ابهام الغاضب عموم الغاضبين وكثرتهم فمن أحبه الله تعالى ورضي عنه جعل له القبول في الأرض فيحبه الناس ومن سخط الله تعالى عنه لم يجعل له القبول في الأرض فيسخطه الناس.
وقد ذكر ابن القيم وجهين بديعين:
الأول: أن من الطريقة المعهودة في القرآن الكريم أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلى الله تعالى وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يحذف منها ذكر الفاعل فيها أو يسند الفعل لمن كان له سبب فيه تأدبا مع الله عز وجل وحتى لا يقع في النفوس ما لا يصح من المعاني التي ينزه الله تعالى عنها ففي قوله تعالى :( الذين أنعمت عليهم) فأسند الضمير لله تعالى، وفي قوله تعالى: ( المغضوب عليهم) حذف ذكر الفاعل وفي قوله: ( ولا الضالين) نسب الفعل لمن قام به ولم يقل الذيم أضللتهم لئلا يفهم أن ذلكعذر لهم مع أن ضلالهم بقضاء الله نعالى وقدره.
والثاني: أن ذلك أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم بخلاف المنعم عليهم ففي اسناد فعل الإنعام لله تعالى يفيد تشريفهم وتكريمهم من الله تعالى.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير؟
1- لابد من الرجوع إلى المصادر الأصلية وعدم الإكتفاءبأقوال السلف في التفاسير وتمييز ما يصح وما لا يصح حتى تندفع الاشكالات.
2- تعدد الروايات وأقوال المفسرين في معاني الآيات لا يعد خلافاً وإنما هو لاختلاف فهمهم للآيات واجتهاداتهم في علم التفسير.
3- لابد من معرفة جميع الروايات وأقوال المفسرين في الآيات والالمام بها.
4- معرفة الصحيح من الأقوال والضعيف منها.
5- معرفة جميع المعاني المختلفة للآيات أو للألفاظ التي يكون لها أكثر من معنى والأدلة على ذلك وهو من التسهيل في فهم الآيات والمراد منها.
6- فهم الطريقة المتبعة في القرآن الكريم في ذكر الآيات والأفعال وأن القرآن الكريم يكمل بعضه بعضاً ويفسر بعضه بعضاً.
7- فهم الآيات في اقرآن الكريم ومعانيها يعين على التفكر والتدبر عند تلاوة القرآن الكريم بعد ذلك.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 4 جمادى الآخرة 1438هـ/2-03-2017م, 01:45 PM
إسراء إسماعيل إسراء إسماعيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 47
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الفاتحة
حل أسئلة المجموعة الأولى

س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
سؤال الهداية هنا يتضمَّن 1- سؤال هداية الدلالة والإرشاد 2-وسؤال هداية التوفيق.
فبهداية الدلالة والإرشاد يميّز العبد الحقَّ من الباطل، والهدى من الضلال
. وبهداية التوفيق يٌوفَّق العبد لاتّباع هدى الله تعالى، وامتثال أمره، واجتناب نهيهً.

س2: بيّن معنى الصراط لغة.
هو الطريق الواسع المستقيم السهل الموصل الي المطلوب

س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
لدلالة الشمول و العموم لانواع النعم التي ينعمها الله علي العبد
فقد انعم الله عليه بمعرفة الطريق الصحيح عموما و تفصيلا و اراردة العمل بما علم و العمل به و التوفيق له و الثبات عليه و عدم الزيغ عنه و كذلك هو في نعم في تفاصيل حياته
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
كرر لفظ الصراط في السورة مرتين
1-اهدنا الصراط المستقيم : و ذلك لدلالة العبد علي اصل الصراط الذي يتبعه و ارشاده اليه عموما و الي تفاصيله و كيفية سلوكه
و اتي في هذا الموضع معرفا بال للعهد الذهني و للدلالة علي انه طريق واحد
2-صراط الذين انعمت عليهم: و ذلك اشارة لمن اتبع هذا الصراط و بيان وصفهم و المنة عليهم و استئناس السالك لهذا الصراط بهم وبيان فوزهم و انه طريق آمن قد سلكهم اناس اخرون من قبل
و اتي في هذا الموضع معرفا بالاضافه لمن سلكوه
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
لانه صح عن النبي صلي الله عليه و سلم انه وصف اليهود بالمغضوب عليهم و النصاري بالضلال و ذلك في حديث عدي بن حاتم الطائي (اليهود هم المغضوب عليهم و النصاري ضلال) و ليس معني هذا حصر الوصف فيه و لكنهم اولي من اتصف به

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير
1- اذا كانت المسئلة فيها اقوال كثيرة يمكن الجمع بينهم فيحسن الجمع بين الاقوال دون اختيار قول واحد
2- ذكر المفسرين لمعني الاية ممكن ان يكون من ناحية ضرب المثل و ليس الحصر
3- الاحاديث الضعيفة اذا كان لها شاهد اخر صحيح يجب عدم ذكر الضعيف و الاكتفاء بالصحيح

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 4 جمادى الآخرة 1438هـ/2-03-2017م, 06:12 PM
الصورة الرمزية هيا الناصر
هيا الناصر هيا الناصر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 120
افتراضي

المجموعة الثالثة:

س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
ليعينه الله على طاعته وترك معصيته فلم يصبه شر في الدنيا ولا الآخرة ~ بإذن الله ~ وبما أن الذنوب من لوازم نفس الإنسان فإنه يحتاج فهو بحاجة إلى الهدى في كل وقت أكثر من حاجته للطعام والشراب.

س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
الأول / أنه دين الإسلام وهذا القول لجابر والضحاك وغيرهم.
الثاني / أنه القرآن الكريم وهذا القول لعبدالله ابن عباس.
الثالث / أنه ماكان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وهذا القول لابن مسعود.
الرابع / هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبية أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وهذا القول لابن عباس رضي الله عنه
الخامس / أنه الحق وهذا القول لمجاهد

س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
الإنعام في القرآن ينقسم إلى قسمين هما:
الأول / إنعام عام وهو إنعام فتنة وابتلاء قال تعالى ( فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فنعمه )...
الثاني / إنعام خاص وهو دلالة الإنسان للهداية واختياره لذلك دون غيره ليعمل الأعمال الصالحة قال تعالى ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا )..

س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
1 / توحيد الله سبحانه وتعالى
2 / أن هذا اللفظ أبلغ في التوسل والثناء على الله سبحانه وتعالى فمن تمام نعمه على عباده أنه هداهم ووفق للعمل الصالح
3 / أن هذا اللفظ أنسب للدعاء ومناجاة الله سبحانه وتعالى
4 / أن مقتضى شكر النعمة التصريح باسم المنعم ونسبة النعمة عليه

س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟
المغضوب عليهم / النصارى
الضالين / اليهود


س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.ِ

معنى الآيات إجمالا
الفرق بين الحمد والشكر
الفرق بين الرحمن والرحيم
أنواع الرحمة
الفرق بين مالك و ملك
أنواع الاستعانة
سبب تكرار (إياك)
أنواع الهداية
معنى الصراط وأقوال التابعين في معناه
معرفة ( المُنعم عليهم )
معرفة ( المغضوب عليهم ) و ( الضالين )..
حكم ( آمين )..

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 4 جمادى الآخرة 1438هـ/2-03-2017م, 08:41 PM
زينب السيد زينب السيد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 55
افتراضي

ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :
ﺱ :1 ﻣﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ﻭﻗﺪ ﻫﺪﺍﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ؟
المسألة لم تكن مشكلة عند السلف فأقوال السلف في طلب الهدايا ثبتنا علي الهدي طلب الهدي ألزم قلوبنا الهدي زدني هدي والمراد العمل بما أمر الله تعالي وترك ما نهي الله عنه في جميع الأمور ويتناول ما جاء به الرسول مفصلا والعمل به.

ﺱ :2 ﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ؟ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻨﻬﺎ؟
أقوال السلف في معني الصراط خمسة أقوال
1.دين الإسلام
2.كتاب الله
3.ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه رضي الله عنهما وارضاهما ابو بكر وعمر
4.ما كان عليه النبي وأصحابه
5.الحق وكل ما اتبع سوي الحق فهو باطل
والموقف منها أن كل هذه الأقوال صحيحة ومتلازمة فمن اتبع النبي صلى الله عليه وسلم واقتدي بمن بعده فقد اتبع الحق ومن اتبع الحق فقد اتبع الإسلام ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن فكلها صحيحة يصدق بعضها البعض فهو اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد.


ﺱ :3 ﺑﻴّﻦ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻹﻧﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .
الأنعام في القرآن علي معنيين
1.انعام عام فتنة وابتلاء وهذا الأنعام للمؤمن والكافر يقول رب (كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك) وهذه الأنعام حجة علي العباد ودليل علي المنعم جلا وعلا ليخلصوا له العبادة ويشكروه علي نعمه.
والنوع الثاني الأنعام الخاص وهو الهداية الي ما يحبه الله ويرضي وهو الهداية بالتوفيق والاجتباء والدليل يقول رب (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعمت الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ).

ﺱ :4 ﻣﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺍﻹﻧﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺃﻧﻌﻤﺖَ ﻋﻠﻴﻬﻢ { ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻋﺪﻡ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺟﻞّ ﻭﻋﻼ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : } ﺍﻟﻤﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ { ؟
لولا أنعامً الله لم يهتدي أحد الي الصراط فكان ذكر الضمير أدل علي التوحيد وذلك أبلغ في التوسل والثناء علي الله فكل مهتدي الي الصراط فاهتدي بما أنعم الله عليه.
وعدم إسناد المغضوب عليهم الي من قام بالفعل لئلا يفهم أن ضلالتهم بقضاء الله وقدره وذلك أبلغ في تبكيتهم والأعراض عنهم وعدم الالتفات إليهم.

ﺱ :5 ﻣﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻤﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺑﺎﻟﻀﺎﻟﻴﻦ؟
المغضوب عليهم صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود مغضوب عليهم وسبب غضب الله عليهم لم يعملوا بما عملوا والنصارى ضلوا لأنهم عبدو الله علي جهل وضيعوا ما أنزل الله إليهم من العلم.

ﺱ :6 ﺑﻴّﻦ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻔﺪﺗﻪ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺘﻚ ﻟﺪﻭﺭﺓ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻓﻲ دراسة مسائل التفسير.
اني لا اكتفي بما ينقل من أقوال السلف في التفاسير المتأخرة بل ينبغي الرجوع الي المصادر الأصلية ونأخذ عبارتهم بنصها ونميز ما يصح منها وما لا يصح فندفع بذلك إشكالات كثيرة سببها النقل المخل وحذف الأسانيد والتوسع في استخراج الروايات.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 جمادى الآخرة 1438هـ/3-03-2017م, 12:42 AM
حفصة ناصر حفصة ناصر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 36
افتراضي

س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
هذا الدعاء من أعظم الدعوات .. بل من أعظم مايدعو به المؤمن ربه حتى قيل أنه أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية.
وهذا الدعاء فيه طلب الهداية من الله المعين ، لأن الهداية هي سبب الفضل والخير والتوفيق في الدنيا والآخرة
فإذا يسر الله للإنسان الهداية عمل بما يرضي الله وابتعد عن مايغضب الله .. فيتيسر له الفوز بالجنة والنجاة من النار
وهذا الفضل الكبير لا يتحقق إلا بالإخلاص العظيم لله والبراءة من كل حول وقوة الا بع تعالى ..والذين أنعم الله عليهم من المهتدون هم أولياء الله الذين أحبهم الله فرضي عنهم وهداهم الى الصراط المستقيم .


س2: بيّن معنى الصراط لغة.
ج2-
الصراط : أصل الصاد في الصراط منقلبة عن السين،والصراط في لسان العرب هو الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
قال ابن جرير: ( أجمعت الحجة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ الصّراط المستقيم هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه. وكذلك ذلك في لغة جميع العرب ).
فدل ذلك على ان للصراط معنى خاص دقيق وهو انسب معنى يصف طريق الإسلام الواضح ولذلك اختير لفظ الصراط ولم يقل الطريق او السبيل او المنهج .
قال ابن القيّم رحمه الله: (الصراط ما جمع خمسة أوصاف: أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً واسعاً موصلاً إلى المقصود؛ فلا تسمّي العربُ الطريقَ المعوجَّ صراطاً ولا الصعب المُشِقّ ولا المسدودَ غير الموصول).

س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
ج3-
حذف متعلق النعمة في الاية لإرادة العموم ، فتعم جميع النعم اللذي أنعمت عليهم وكل الذي يحتاجها العباد من الهدايات الكثيرة والنعم الوفيرة ..

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
تكرر ذكر الصراط في الآية مرتين .. الاولى في قوله تعالى ( اهدنا الصراط المستقيم ) وقوله في الاية التي تليها ( صراط اللذين أنعمت عليهم )
وهذا التكرار له حكمة ، وذلك لأن كل موضع له مناسبة وفائدة خاصة ..
الأول : جاء معرفا باللام :
وكان في سياق الدعاء والسؤال بالهداية إلى الصراط المستقيم، وهو الطريق الصحيح السهل المفضي إلى العاقبة الحسنة.
الثاني : جاء معرفا بالإضافة :
وسياق الآية في مدح القوم الذين يُستأنس باتّباعهم واقتفاء آثارهم وبيان أن هذا الصراط آمن مسلوك قد سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته وحسن ثوابه.

وهناك حكمة أيضا أن هذا نوع من الأسلوب اللذي يفيد التفصيل بعد الإجمال ليتمكّن الوصف الأوّل من النفوس ثمّ يعقب بالتفصيل المبيّن لحدود الصراط وعلاماته وأحوال السالكين وأحكامهم.
وهذا القول ذكره ابن عاشور .

س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟

ج5-
لأن هذا التفسير بان المغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم النصارى ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح ، فهو يسمى التفسير النبوي .

*ومن هذه الاحاديث* :
1-حديث عديّ بن حاتم الطائي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال)).
2-حديث بديل بن ميسرة العقيلي، قال: أخبرني عبد الله بن شقيق، أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى، وهو على فرسه، وسأله رجل من بلقين، فقال: يا رسول الله، من هؤلاء؟ قال: ((هؤلاء المغضوب عليهم))، وأشار إلى اليهود.قال: فمن هؤلاء؟ قال: ((هؤلاء الضالون)) يعني النصارى.
3-حديث سليمان بن أرقم البصري عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب، ثم قال: «قال ربكم: ابنَ آدم، أنزلت عليك سبع آيات، ثلاث لي، وثلاث لك، وواحدة بيني وبينك، فأما التي لي: فـ{الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين}، والتي بيني وبينك: {إياك نعبد وإياك نستعين}منك العبادة، وعليَّ العون لك، وأما التي لك: فـ{اهدنا الصراط المستقيم} هذه لك: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم}: اليهود، {ولا الضالين}: النصارى.


س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
1-اختصار أقوال المفسرين بعبارات سهلة وقصيرة بشرط عدم الاخلال بالمعنى .
2- التحقق من نسبة الأقوال إلى قائليها من مصادرها المعتمدة .
3-تحري الصحة في ذكر المرويات وتمحيص الروايات الشاذة والمنكرة والضعيفة .
4-التمييز بين الأقوال المقبولة والضعيفة .
5-دعم الأقوال بالحجج والبراهين الواضحة القوية الدلالة .
6-اختلاف السلف في التفسير ليس اختلافا حقيقيا .. وإنما هو غالبا من اختلاف التنوع .. فلايتبغي الحكم عليهم بالاختلاف الا اذا كانت الاقوال متعارضة تعارضا حقيقا .
7-يجب التأني في الحكم على أقوال السلف
فربما يذكر الواحد منهم القول ويقصد به معنى اخر في ذلك الزمن .. مثل النسخ فقد كان بعضهم يطلق النسخ ويقصد به التخصيص ولا يعني رفع الحكم وإزالته .. وغير ذلك

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 5 جمادى الآخرة 1438هـ/3-03-2017م, 01:30 AM
نهى الحلبي نهى الحلبي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 61
افتراضي

اختبار القسم الثالث من تفسير سورة الفاتحة / المجموعة الخامسة:

س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}
إن تعدية فعل الهداية في القرآن له أنواع، ولكل نوع دلالات وفوائد اختص بها:
⁃ فقد يأتي معدى ب"إلى": كما في قوله تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيم} تضمن فعل الهداية هنا فوائد منها: 1-الحكم بأنك -أي رسول الله- على هدى. 2- الحكم بأن دعوتك دعوة هداية. 3- وأنت تدعوهم إلى صراط مستقيم لا غيره. 4- اختصار اللفظ وحسن السبك.
ولكن بنفس الوقت لابد من مراعاة سياق الآية، فلا يكون المعنى جامداً، ففي قوله تعالى: {ومن آبائهم وذرِّياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراطٍ مستقيم} فيه معنى الإيصال والأخذ بأيديهم إلى ما تقر به أعينهم من المراتب العالية في الهداية، وهذا ما يناسب السياق.
⁃ وقد يأتي فعل الهداية معدَّى ب"اللام": فيكون لتحقيق ثمرة الهداية وبيان اختصاصها، كما في قوله تعالى: {قل الله يهدي للحق} أي يهدي من استهداه ويرشد من استرشده حتى يكون على الحق، فالمراد هنا تحقيق ثمرة الهداية لا مجرد الدلالة والبيان، وأما في قوله تعالى عن أهل الجنة : { وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله} فالمشار إليه ماهم فيه من النعيم الذي هو من ثمرات هدايتهم، كذلك في قوله تعالى في حق قرآنه : {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} أي يتحقق لمن اتبع هداه أقوم الأمور في كل شؤونه، فمن كان أحسن اتباعاً له كان نصيبه من ثمرة الهداية أعظم.
⁃ وقد يأتي فعل الهداية معدَّى بنفسه كما في آية الفاتحة: {اهدنا الصراط المستقيم} وقوله تعالى: { وهديناهما الصراط المستقيم}، فهنا حينئذٍ يكون المعنى شامل جامع لكل ما تقدم من الدلالة والبيان. قال ابن القيم في هذه الآية : ( القائل إذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم} هو طالبٌ من الله أن يعرفه إياه ويبينه له ويلهمه إياه ويقدره عليه؛...فجرَّد الفعل من الحرف وعداه بنفسه ليتضمن هذه المراتب كلها، ولو عدي بحرف تعيَّن بمعناه وتخصص بحسبه)ا.ه

س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
يستفاد من وصف الصراط بأنه مستقيم على الرغم من أنه في اللغة لا يكون إلا مستقيماً: أنه وصف كاشف للتأكيد على استقامته، فهو من جهة التخريج البياني مؤكدٌ للتقييد المستفاد من التعريف في لفظ "الصراط" ، ومن جهة أخرى فهو يفيد بأن هذا الصراط صوابٌ كله لا خطأ فيه ولا ضلال كما يقول ابن جرير، وأن من هدي إليه فقد هدي للحق والدين القيم.

س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
المراد بالإنعام في هذه الآية: هو الإنعام الخاص بالهداية الخاصة لبعض العباد إلى ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال، والتوفيق لمعرفة سبيل الهدى ثم الإنعام بإرادة اتباع الهدى ثم الإعانة على سلوكه والثبات عليه وصرف المعوّقات والوقاية من الفتن ومن كيد الشيطان وشر النفس.. حتى يلقى ربَّه تعالى وهن راضٍ عنه؛ فهو يشمل أسباب الهداية وأحوالها وثمراتها. ولو ذهب العبد يعدّد هذه النعم في الهداية للصراط المستقيم لم يستطع لذلك سبيل، فألهمه الله عز وجل وصفاً جامعاً تقبله من عباده وأثابهم عليه، لأن الله تعالى محيط بكل ما يحتاجه العبد من نعم الهداية للفوز برضاه سبحانه وتعالى لذلك كان قوله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم} كافياً وشاملاً لوصف الهداية إليه.

س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
إن قصر تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى لا يقتضي حصر هذا الوصف عليهم، لأنه وصف بسبب، ومن فعل هذا السبب وعمل عملهم لقي مثل جزائهم .
فقد اتفقت أقوال السلف على معنيين في هذا الأمر:
• الأول: أن سبب الغضب على اليهود أنهم لم يعملوا بما علموا، فهم يعرفون الحق كما يعرفون أبناءهم، إلا أنهم أهل عناد وشقاق وكبر وحسد ويحرفون الكلم عن مواضعه ويعادون أولياء الله كما أنهم قتلة الأنبياء والرسل لذلك استحقوا غضب الله تعالى عليهم، والعياذ بالله، ومن نهج نهجهم نال جزاءهم .
• الثاني: أن النصارى ضلوا لأنهم عبدوا الله على جهل، متبعين أهواءهم، مبتدعين بما لم يأذن به الله وما لا يرضاه، قائلين ما ليس لهم به علم، كما اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، وأحلوا ما حرّم الله وحرموا ما أحلّ الله؛ فاستحقوا بهذا ضلالاً بعيداً مبينا. كذلك من نهج نهجهم ضلّ مثلهم ولقي جزاءهم.
فأجرنا اللهم من الضلال واهدنا سبيل الرشاد ولا تجعلنا ممن غضبت عليهم ولا ممن أضللتهم.

س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟
ذكر أهل اللغو لمعنى "لا" أقوال:
• القول الأول: هي زائدة، وهو قول ابن المثنى، ورده ابن جرير والفراء.
• القول الثاني: أنها بمعنى "غير" وإنما أتي بها للتنويع، وهو قول الفراء.
وتشهد له قراءة عمر بن الخطاب: {غير المغضوب عليهم وغير الضالين}، إلا أن هذه القراءة على صحة إسنادها، أجمع القراء على تركها لمخالفتها المصحف الإمام، المصحف العثماني.
• القول الثالث: لئلا يتوهم أن "الضالين" عطف على "الذين أنعمت" ، وهو قول مكي بن طالب والواحدي.
قال الواحدي: (لو لم تدخل "لا" لاحتمل أن يكون قوله (ولا الضالين) منسوقاً على قوله: (صراط الذين أنعت عليهم والضالين)، فأدخل "لا" ليحسم هذا الوهم) ا.ه
• القول الرابع: أن "لا" مؤكدة للنفي الذي تضمنه معنى "غير" ؛ وهو قول مكي بن أبي طالب وابن القيم.
• القول الخامس: وقد ذكره ابن القيم في بدائع الفوائد، أن "لا" لإفادة المغايرة الواقعة بين النوعين، وللتأكيد على أن المراد بالضالين طائفة غير الطائفة المعطوفة عليها، فالمراد صراط غير هؤلاء وغير هؤلاء.
ويرى المؤلف القول الأخير أحسن ما قيل في هذه المسألة.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وبعد..
فإن من أهم ما اكتسبته من منهجيةٍ في مسائل التفسير يتمثل في النقاط التالية:
1- ذكر الأصل اللغوي للمعنى المراد تفسيره وذكر الشواهد في ذلك، ونكتفي بما يخدم سياق الآية والمقاصد الأساسية للشريعة، دون الغوص كثيراً في المعاني اللغوية والبيانية.
2- بسط الخلاف في المسائل المختلف فيها وذكر أقوالها مع نسبة كل قول لصاحبه، ثم الاستشهاد على ذلك من القرآن ومن أحاديث رسول الله ومن أقوال الصحابة ثم التابعين ،
3- في ترجيح المسائل المختلف فيها فالأولى الجمع بينها ما أمكن لذلك، فإن تعذر الجمع عمدنا للترجيح بناءً على قوة الشواهد وسياق الآيات والمواقف فيها.
4- في ذكر الشواهد الحديثية علينا الاتيان بدرجة الحديث والرجوع لمصادرها ومظانها وقول المحدثين فيها وفي رجالها .
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وعملاً متقبلاً يا كريم.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 5 جمادى الآخرة 1438هـ/3-03-2017م, 08:14 AM
مشاعل عبدالله مشاعل عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 36
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}
لا خلاف في أنّ المنفرد يدعو بهذا الدعاء كما جاء في الآية بصيغة الجمع "اهدنا"وأنه صحيح لو قاله المنفرد ،وقد اختلف العلماء في جوابه على ثلاثة أقوال:
القول الأول: لأنَّ كلَّ عضو من أعضاء العبد وكل حاسة ظاهرة وباطنة مفتقرة إلى هداية خاصة به فأتى بصيغة الجمع تنزيلاً لكل عضو من أعضائه منزلة المسترشد الطالب لهداه يفرد لها لفظة
وهذا القول ضعيف.
والقول الثاني: ليتضمّن دعاؤه الدعاء لإخوانه المسلمين بالهداية؛ فيكون له أجر بالدعاء لنفسه ولإخوانه، وليحظى بدعوة الملَك له بمثل ما دعا لإخوانه.وهذا القول صحيح لكن لايستلزم بنفسه .
والقول الثالث: الجمع هنا نظير الجمع في قوله تعالى: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}، ومطابق لهما،
وهذا قول ابن القيم، و أتت الايه بصيغة ضمير الجمع في الموضعين أحسن وأفخم فإن المقام مقام عبودية وافتقار إلى الرب تعالى وإقرار بالفاقة إلى عبوديته واستعانته وهدايته؛ التى يرتكبها العبد .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".
التعريف في الصراط هنا يفيد الحصر؛ فهو صراط واحد لا غير.
والتعريف هنا مع إفادته الحصر يفيد معنى التشريف والتفضيل والكمال،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.

وقد تنوّعت عبارات السلف رحمهم الله تعالى في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم:
عن ابن عباس «طريق من أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من الملائكة والنّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين، الّذين أطاعوك وعبدوك».
وقال الربيع بن أنس البكري: النبيون.
وقال مجاهد: هم المؤمنون،
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: (النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه) رواه ابن جرير.
وقال وكيع بن الجراح: {الذين أنعمت عليهم} المسلمين.
وهذه الأقوال لا تعارض بينها، وهي من باب التفسير بالمثال لتوضيح المعنى للسائل والمستمع، فيقع الاختلاف في اللفظ بحسب سؤال السائل ومقتضى الخطاب والحاجة إلى البيان، فيذكر المفسّر بعض معنى الآية بما يفيد السائل والمستمع، لا على أنَّ الآية لا تحتمل من المعنى إلا ما ذكر.
وكلّ هؤلاء من طبقات الذين ذكرهم الله في سورة النساء من الذين أنعم الله عليهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداي


- الهداية على مرتبتين:
المرتبة الأولى: هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية، ثمرتها: العلم بالحق، والبصيرة في الدين.
والمرتبة الثانية: هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية، ثمرتها: إرادة الحق والعمل به.
ولابدمن جمع المعنيين لتتحق الهداية ؛ وهو لزوم الجمع بين العلم والعمل.لأن من لا يعرف الحق لا يهتدي إليه، ومن عرفه لكن لم تكن في قلبه إرادة صحيحة فهو لن يهتدي .


- والمهتدون على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى:وهم الذين هداهم الله لأصل الإسلام اعتقاداً وقولاً وعملاً، واجتنبوا نواقض الإسلام، مع اقترافهم لبعض الكبائر وتفريطهم في بعض الواجبات؛ فأصحاب هذه الدرجة مسلمون، لهم نصيب من الهداية بحسب ما معهم من الإيمان علماً وعملاً، لكنَّهم ظالمون لأنفسهم بسبب ما ارتكبوا من المعاصي. وهم موعودون بدخول الجنة بعد تخليصهم وتطهيرها وهم تحت عفو الله لمن شاء منهم
والدرجة الثانية: المتقّون، وهم الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات؛ فنجوا بذلك من العذاب، وفاز من ربهم بالثواب.
والدرجة الثالثة: المحسنون، وهم أكمل الناس هداية، وأحسنهم عملاً، وهم الذين هداهم الله لأن يعبدوه كأنّهم يرونه، فاجتهدوافي التقرب إلى الله بالنوافل حتى أحبّهم.
وأصحاب كلّ درجة يتفاضلون فيها تفاضلاً كبيراً لا يحصيه إلا من خلقهم.
.
- ومعرفة أثره العظيم: اختلاف أحوال السائلين عند سؤالهم الهداية، فلا يستوي سؤال أهل الإحسان في دعائهم وسؤال المقصّرين فيه.
فالله تعالى ينظر إلى قلوب عباده، فاعمال القلوب عند الله تعالى شأنها عظيم ، كما قال الله تعالى: " ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم "
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم»
ولذلك؛ فما يقر بقلب العبد عند الدعاء من الاضطرار إلى هداية الله، والإنابة إليه تعالى وخشيته، وما يصحب ذلك من الخوف والرجاء، والصدق والإخلاص، والتوكّل على الله، وحسن الظنّ به؛ كلّ ذلك من الأعمال القلبية العظيمة التي إذا صاحبت الدعاء كان أبلغ وأقرب للأجابة قال الله تعالى: " ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين "
وكل داعي له حظّه من دعائه بقدر ما أحسن فيه
فمن فرط وقصر كان اقل حظا ولذلك فإنَّ أهل الإحسان أشدّ الناس حرصا على الهداية وبصيرة لما يبصرونه من كثرة الفتن والابتلاءات، وما يعتبرون به من أنواع العقوبات التي حلّت بالمسيئين؛ فأورثهم هذا الفقه والتبصر زكاة النفس وخشية الله واثابهم ربهم بالفلاح .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س5: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟
1. أن الله تعالى وسم كل طائفة بما تُعرف به وميزها ، حتى صارت كل صفة كالعلامة التي تعرف بها تلك الطائفة، لقول: ابن جرير.
2. أنَّ أفعال اليهود من الاعتداء والتعنت وقتل الأنبياء وغيرها أوجبت لهم غضباً خاصّا، والنصارى ضلواولم تشابه اعمالهم اعمال اليهود . وهذا قول: ابن عطية.
3. اليهود أخص بالغضب لأنهم أمة عناد،والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل، وهذا جواب ابن القيم
4-فمن ترك العمل بالعلم سُلب نعمة الهداية الله لانه أغضب الله و لم يتّبع الهدى بعد معرفته به؛ كفعل اليهود؛ ومن أعرض عن العلم الذي جاء من عند الله ضلَّ عن الصراط المستقيم، وابتدع في دين الله ما لم ينزل به من سلطان كما فعلت النصارى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

" أن التفسير وأن كان علم شرعي جليل إلا أنّه ، يبقى فتح ربّاني يستند على العلوم الشرعيه الأخرى ، كاللغة والفقة ومع وجوب الأستناد على الكتاب والسنّة وأقوالجليل العلماء وأن كان هناك أختلاف في الاقوال فليس خلافًا بل كلها صحية وتؤخذ بالترجيح مع الحرص على المصدر ، وألا يقتصر طالب العلم على ذلك مع الحرص والإبتعاد عن اصحاب الاهوى والفلسفه في منهجيتهم واراهم والعمل بالعلم على بصيره ..وإسأل الله سبحانه وتعالى العلم النّافع والعمل الصالح المتقبل .."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 5 جمادى الآخرة 1438هـ/3-03-2017م, 09:00 AM
سَاره كمَال سَاره كمَال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 54
Post

المجموعة الخامسة:
--------------------

س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}
القاعدة في مثل هذه المسائل مراعاة معاني الحروف، وما يحتمله السياقُ من المعاني المضمَّنة بالتعدية، وما يناسب مقاصد الآيات، وهذا يختلف من موضع لآخر, فليس كلّ تعدية بحرف يكون المعنى جامداً عليها؛ إذ لا بدّ من مراعاة السياق.
- فالتعدية بـ إلى, مثل قوله تعالى: {وإنّك لتهدي إلى صراط مستقيم} يتضمّن فعل الهداية معنى الدعوة أي تهديهم وتدعوهم إلى صراط مستقيم؛ ففيه بيان أنّك على الهداية وأنّك مع اهتدائك تدعوهم إلى صراط مستقيم دعوة حقّ أنت مهتدٍ فيها.
- والتعدية باللام: مثل قوله تعالى على لسان أهل الجنّة: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا} فهو لبيان تحقيق ثمرة الهداية وبيان اختصاصها بالمهتدي.
وقوله: {قل الله يهدي للحق} أي يهدي من استهداه حتى يكون على الحقّ -تحقق ثمرة الهداية- وأن الله يهيّئ لعبده ما يتحقّق به أنّه على الهدى.
- والتّعدية بالفعل نفسه كما في قوله {اهدنا الصراط المستقيم} يشمل كل ما تقدّم من البيان والدلالة والإلهام والتوفيق والتهيئة, فهو معنى جامع.
قال ابن القيّم رحمه الله: (فالقائل إذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} هو طالبٌ من الله أن يُعرِّفَه إيَّاه ويبّينه له ويلهمه إياه ويقدره عليه؛ فيجعل في قلبه علمَه وإرادتَه والقدرةَ عليه؛ فجَرَّدَ الفعلَ من الحرف، وأتى به مجرَّدا معدىً بنفسه ليتضمَّن هذه المراتب كلَّها، ولو عُدِّيَ بحرفٍ تعيَّن معناه وتخصَّص بحسب معنى الحرف؛ فتأمَّله فإنه من دقائق اللغة وأسرارها)ا.هـ.

س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
- من جهة التخريج البياني:
1- قيل أنه وصف كاشف للتأكيد على استقامته.
2- قيل أنه معنى زائد؛ فيكون مؤكّدًا للتقييد المستفاد من التعريف في لفظ "الصراط".
- من جهة أُخرى:
هذا الوصف يفيد بأنَّ هذا الصراط صوابٌ كلّه لا خطأ فيه ولا ضلال, من هُدي إليه فقد هدي للحقّ، قال ابن جرير رحمه الله: (وإنّما وصفه اللّه بالاستقامة، لأنّه صوابٌ لا خطأ فيه).


س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
** الإنعام يأتي في القرآن على معنيين:
1- إنعام عام: وهو إنعامٌ بالفتنة والإبتلاء, وهو عام للمؤمنين والكافرين.
2- إنعام خاص: وهو إنعام منَّة واجتباء، وهو الإنعام بالهداية إلى ما يحبه الله عز وجل ويرضاه
** والإنعام المقصود في الآية هو الإنعام الخاص بالهداية والتوفيق والاجتباء ودفع كيد الشيطان وشرّ النفس، فإنعام الله تعالى على عبده في هدايته إلى صراطه المستقيم يشمل كلَّ ما ذُكِر وغيره مما لا يحيط به العبد علماً؛ والله تعالى محيط بكلّ ما يحتاجه العبد من نعمه ليهتدي بهداه ويسلم من سخطه وعقابه؛ فكان قوله: {صراط الذين أنعمت عليهم} كافياً في وصف الصراط المستقيم الذي يريد الهداية إليه وفيه.


س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
لا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم؛ لأنه وصف له سبب؛ من فعله لقي مثل جزائهم, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم».
ولأجل هذا اشتهر تحذير السلف رحمهم الله تعالى من التشبه باليهود والنصارى؛ لئلا يصيب من تشبّه بهم من جنس ما أصابهم من الجزاء.
وأقوال السلف على أن:
- سبب الغضب على اليهود أنَّهم لم يعملوا بما علموا تكبرًا وعنادًا وحسدًا فهم يكتمون الحقَّ، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويعادون أولياء الله؛ فاستحقّوا غضب الله.
- والنصارى ضلوا لأنّهم عبدوا الله على جهل،واتّبعوا أهوائهم وابتدعوا وغلوا في دينهم, فكانوا ضُلّالاً لأنَّهم ضيّعوا ما أنزل الله إليهم, فضلّوا بذلك ضلالاً بعيداً.

س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟
أحسن ما قيل في هذه المسألة: أُتِيَ بحرف "لا" للتأكيد على أن المراد بالضالين طائفة غير الطائفة المعطوفة عليها، فلو قيل: (غير المغضوب عليهم والضالين) لأوهم ذلك أن الوصفين لطائفة واحدة, وهذا أحد الأوجه التي ذكرها ابن القيّم رحمه الله.
- أقول أهل اللغة:
1- "لا" زائدة ، وهو قول معمر بن المثنى ، وردّه الفراء وابن جرير.
2- "لا" بمعنى "غير" ، والإتيان بها هنا للتنويع بين الحروف، وهذا معنى قول الفراء.
3- لئلا يتوّهم أن "الضالين عطف على الذين" وهذا قول مكي بن أبي طالب في الهداية وقول الواحدي في البسيط.
4- "لا" مؤكدة للنفي الذي تضمنه معنى "غير"، وهذا القول ذكره مكي بن أبي طالب وابن القيّم.
5- لإفادة المغايرة الواقعة بين النوعين وبين كلّ نوع بمفرده، فدخلت "لا" للتصريح بأنّ المراد صراط غير هؤلاء وغير هؤلاء، وهذا القول ذكره ابن القيّم رحمه الله وجهاً.


س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير

1- ينبغي معرفة كافّة الأقوال في المسألة وعدم الإكتفاء بالراجح أو قول الجمهُور فقط
2- تعدّد النصوص واختلافها ليس متعارضًا بالظرورة بل يمكن الجمع بين عدة أقوال في المسألة الواحدة.
3- محاولة الجمع بين النصوص في المسألة الواحدة هو الأولى ما أمكن إذا لم يكن هناك تعارض ظاهر أو مانع.
4- يجب مراعاة فهم السلف الصالح للنصوص -وخاصة القرون المفضّلة الأولى- لأنهم أهل اللغة وعدم الخروج بقول شاذ.
5- تطلّب الحق عند البحث في المسألة وعدم الانطلاق من حُكم ورؤية مسبّقة لإثبات وجهة نظر معينة أو الإنتصار لرأي أو مذهب.
6- وبناءً على النقطة السّابقة فينبغي فهم النصوص على الظاهر وعدم تأويل النص أو تحميل السياق ما لا يتحمّله من المعاني.
7- دعاء الله وطلب العون منهُ واستحضار ضعف العبد عن إدراك الحقّ بنفسه وجُهده وإن عَظُم, فالله وحدهُ يهدي للحقّ والرشد, فلا مُبيّن للحقّ إلا هو, ولا هادي له إلا هو سبحانه بفضله وكرمه.

تمّ بحمد الله.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 5 جمادى الآخرة 1438هـ/3-03-2017م, 02:18 PM
فاتن الديب فاتن الديب غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 27
افتراضي

المجلس الرابع :
أبدأ مستعينة بحول الله وقوته حل أسئلة المجموعة الثانية من المجلس الرابع:-
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية؟
ج1: العبد حين يسأل الله الهداية فلابد أن يصاحب هذا السؤال بعض الأمور من استحضار القلب عند السؤال ،والإحسان في الدعاء وأمور أخري ،لكن للأسف يوجد بعض الناس يسألون الله الهدية بألسنتهم فقط دون استحضار القلب عند الدعاء والسؤال ،ودون الإحسان في الدعاء ، وعلى الجانب الآخر يوجد بعض الناس يحققون هذه الأمور ،فالناس ليسوا سواء، لذك كان هناك أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية وهذه الأوجه هي :
1- حضور القلب عند الدعاء ،فدعاء الغافل اللاهي ليس كدعاء المدرك الواعي المستحضر لقلبه عند الدعاء .
2- الإحسان في الدعاء ، فلا يستوى من يدعو ربه دعاء المضطر الذليل الخاضع المحتاج المتضرع الذى يدعو ربه خوفا وطمعا ويرجو رحمته ويخاف عذابه، مع من كان غير ذلك ،فالأول كان نصيبه من الإجابة أكمل وأتم .
3- مقاصد الداعي من سؤال الهدية ، فكل بحسب نيته ،والله يعلم السرائر ،لذلك فمن الأكمل والأفضل للعبد أن يسأل الله الهداية التي تريه الحق حقا لاتباعه والباطل باطلا لاجتنابه .

س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم ؟
ج2: هذه الآية مثال على تفسير القرآن بالقرآن ، حيث أن هذه الآية فسرتها الآية التي بعدها (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين).
فهو وصف جامع مانع لما يوصل إلى رضوان الله وجنته، وينجى من سخطه وعذابه .
وسمى بالصراط : لوضوحه واستقامته ويسره وسعته ،فالله سبحانه وتعالى يسر لنا الدين ووسع لعباده ، (وما جعل عليكم في الدين من حرج ..... )،وشريعته سمحة مستقيمة ، وسلوك هذا الصراط يكون بالإيمان والأعمال الصالحة وطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والصرط له حدود وله مراتب وله سواء يجب على العبد أن لا يحيد ولا ينحرف عنها، والسالكون لهذا الصراط يتفاضلون فيما بينهم في سلوكهم لهذا الصراط فيتفاضلون في مراتب السلوك ، وفى الاستباق في هذا السلوك ، وفى احترازاهم من العوائق والعوارض التي تعرض لهم عند سلوكهم لهذا الصراط .

س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
ج3: أجاب بن القيم عن هذا السؤال وذكر أن الحكمة من ذلك تتلخص في ثلاث نقاط هي :
1- التنبيه على علة كونهم من المنعم عليهم ،وهي الهداية ،فبهداية الله لهم كانوا من المنعم عليهم .
2- قطع التعلق بالأشخاص ونفى التقليد المجرد عن القلب ،ولنعلم أن اتباع من أمرنا باتباعهم هذا امتثال لأمر الله عز وجل .
3- أن الآية عامة في جميع طبقات المنعم عليهم ، وأنه تعالى هو الذى هدى إلى جميع تفاصيل الطريق التي سلكها كل من أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
فكان ذكرهم بالوصف الجامع أوجز وأبلغ فائدة .
س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
ج4: ذكر المفسرون الحكمة من ذلك وأوردوها في الأوجه التالية :
1- أن ذلك لمراعاة فواصل الآيات ،وهذا قول بن عاشور ،ولكن هذا القول لا يستقل بنفسه بل لابد من وجود حكمة أخرى غير هذه الحكمة .
2- لأن اليهود متقدمون في الزمان على النصارى ، هذا قول بن القيم وجها.
3- لأن اليهود كانوا مجاورين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ، بخلاف النصارى ،لذلك قربهم ، هذا وجه آخر ذكره بن القيم .
4- أن اليهود أغلظ كفرا من النصارى (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أكثرهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ....... ) لذلك بدأ بهم ،هذا قول بن القيم والشيخ بن عثيمين.
5- لإفادة الترتيب في التعوذ ،قول بن عاشور .
6- لأن الغضب يقابل الإنعام، فتقديم ذكر المغضوب عليهم أحسن مقابلة من تقديم ذكر الضالين، قول أبى حيان الأندلسي في البحر المحيط، وذكر بن القيم أنه أحسن الوجوه ،وأعم منه أن يقال أن تقديم المغضوب عليهم على الضالين فيه تحقيق المقابلتين العامة والخاصة ، فالعامة: بين العلم وعدمه ،والخاصة : بين العمل وتركه ، وتحقيق المقابلة الخاصة مقدم على العامة .
7- لأن أول ذنب عصى الله به هو إباء إبليس أن يسجد لأدم عليه السلام وهذا الذنب هو من جنس ذنوب المغضوب عليهم لأنه عصيان عن علم ومعرفة ،قول د/ فاضل السامرائي .

س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟
ج5 : الأظهر من جواب المفسرين على ذلك هو لإفادة عظم شأن غضب الله عليهم ،وأنه غضب الملك الجبار الذى تغضب جنوده لغضبه في السموات والأرض، فيجد آثر ذلك الغضب في كل أحواله.
كما أن التعبير بالاسم دون الفعل يدل على تمكن الوصف منهم وملازمتهم له ، لكن التعبير بالفعل يدل على وقوع الغضب مرة واحدة .
ولابن القيم وجهين آخرين في هذه المسألة وهما :
1- أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلى الله تعالى ،وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يحذف ذكر الفاعل فيها أو يسند الفعل إلى من كان له سبب فيه ، تأدبا مع الله عز وجل .
2- أن ذلك أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم ،بخلاف المنعم عليهم فإسناد فعل الإنعام إلى الله تعالى في قوله ( أنعمت عليهم ) يدل على عنايتهم بهم وتكريمهم وتشريفهم .
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.؟
ج6 : استفدت الآتي :
1- أن أستوعب المعاني العامة للسورة أولا.
2- ثم أبحث وأدرس المعاني التفصيلية ،من لغة ، وبلاغة ،وفوائد بيانية ،أقوال المفسرين وأدلة كل مفسر على قوله .
3- الأخذ بالأقوال الراجحة وترك الأقوال الضعيفة .
4- استخراج الفوائد من كل آية ، والعمل بها .
ملحوظة :- وجدت صعوبة في حفظ الأقوال، وفى دراسة المادة ، خاصة وأنا في مرحلة المبتدئين ، وتوجد بعض الجمل لم أفهم معناها ،أليس كتاب زاد المفسر مرحلة تالية لمرحلة المبتدئين ؟
وأتمنى أن تكون هناك مادة صوتية للشرح ،وشرح بعض الجمل التي يعتقد عدم استيعابها من قبل الطالب .

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 5 جمادى الآخرة 1438هـ/3-03-2017م, 05:20 PM
ريم سعد ريم سعد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 44
افتراضي

المجلس الرابع /المجموعة الأولى
ج1/ طلب الهداية أنفع وافضل واحكم دعاء لكونه يشمل طلب هداية الله دنيا وآخرة وما فيها من توفيق وسعادة ورزق وفضل.

ج2/ معنى الصراط في اللغة
الطريق الواضح السهل والميسر والمؤدي إلى المطلوب

ج3/للدلالة على العموم بكل مايتصل بالهداية ويحصل على تمامها .

ج4/دكرر ذكر صراط في موضعين ،الأول جاء معرف بأل والثاني بالاضافة
فالأول دال على طلب الغاية وهي هداية الله المؤدية للعاقبة الحسنة .
والثاني بيان صحة الطريق فقد سلكه ممن أنعم الله عليهم .

ج5/توافقت أقوال السلف في المغضوب عليهم باليهود والضالين بالنصارى لورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنهج السلف إذا ورد في السنة معنى وتفسير فلا يتجاوزونه.

ج6/ مما استفدت منه:
1-مما يعين على معرفة التفسيرمعرفة اللغة العربية ليتمكن من فهم معاني القرآن وبلاغتها.
2-التوسع في معرفة أقوال المفسرين وتحري الصحيح منها .
3-تعدد أقوال المفسرين لا يستلزم تعارضها .
4-إذا وجد التفسير للآية في موضع آخر في القرآن أو في السنة فلا نتجاوزه .
5-معرفة تفسير الآيات وفهم معانيها يفتح آفاق للتدبر.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 5 جمادى الآخرة 1438هـ/3-03-2017م, 06:08 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


المجموعة الرابعة:

س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}


قيل في هذا ثلاثة أقوال أحدهم شديد الضعف نذكره بعد سرد القولين الراجحين :

1. القول الأول هو أن الداعي يدعو بهذا الدعاء منفردا و الصيغة فيه للجمع فهذا من باب دعائه لنفسه و لإخوانه المسلمين بالهداية فينال أجر الدعاء لنفسه و أجر دعائه لهم.

2. و القول الثاني ذكره ابن القيم فقال : أن هذا مطابق لقوله تعالى ( إياك نعبد و إياك نستعين ) فالإتيان بضمير الجمع في الموضعين مناسب لمقام العبودية و أبلغ في التعظيم و التفخيم ،كما انه يُظهر ضعف العبد و فقره لله الغني ، فصيغة الجمع التي يدعو بها العبد و كأنه يقول : نحن معاشر عبيدك فقراء ضعفاء أذلاء لك ، و يدخل نفسه في زمرة الداعين المحتاجين، و هذا لا شك من كمال الذل و الخضوع لله عز و جل.

و بالجمع بين القولين السابقين يحسُن الجواب على السؤال.

و أما بالنسبة للقول الثالث فقد ذكره ابن القيم رحمه الله فقال أن كل عضو و كل حاسة بالعبد في حاجة للهداية و الصلاح ، فالإتيان بصيغة الجمع تنزيلا لكل عضو من أعضاء الداعي !

و هذا القول ضعفه ابن تيمية رحمه الله و قال أنه شديد الضعف فإن سؤال الإنسان للهداية يشمله كله و لا حاجة للتنزيل فهو لا يتبعض أو يتجزأ.
و كأن هذا من التكلف في إيجاد جواب!!
و الله تعالى أعلى و أعلم .



س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".

من أغراض ( أل ) التعريف بالمسألة المعروفة عند السامع بالعهد ، و هنا المقصود العهد الذهني ، ويفيد الحصر إذ أنه صراط واحد المقصود لا غيره.
كما أن في المعنى تشريف و تعظيم فهو لشهرته و أحقيته بالمعرفة يكفي أن يُطلق اسمه معرفا فيقع في نفس السامع المعنى المراد.



س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.

بالنسبة للاختلاف بين عبارات السلف فهو إما أن يكون خلافا حقيقيا ( اختلاف تضاد ) أو خلافا صوريا ( اختلاف تنوع ) ، و النوع الأول قليل، و متى أمكن الجمع بين الأقوال فهو أولى.
و الأقوال التي قيلت في ( بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم ) كالآتي :

1. طريق من أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من الملائكة والنّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين، الّذين أطاعوك وعبدوك.
و هذا روي عن ابن عباس و ذكره ابن جرير و ابن أبي حاتم .
2. النبيون، و قاله الربيع بن أنس.
3. المؤمنون، قاله مجاهد.
4. النبي صلى الله عليه و سلم ، قاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، و ذكره ابن جرير.
5. المسلمين، قاله وكيع بن الجراح.

و بالنظر في الأقوال فنجد أنها من باب المثال الذي يُذكر فهو واحد من هذا النوع ليوضح المعنى ،و بالنظر في الأقوال الواردة هنا فقد قيل المسلمون و المؤمنون ، وكل قول أتى منفردا ، و الإيمان و الإسلام من الألفاظ التي إذا افترقت اجتمعت ، فالمؤمنون هم المسلمون ، و المسلمون هم المؤمنون.
و قيل كذلك النبي صلى الله عليه و سلم ، و قيل النبيون ، و النبي صلى الله عليه واحد منهم عليهم صلوات الله و سلامه ، فيدخل في المراد بهم جميعا.
و لا شك أن النبيون و المؤمنون ممن امتن الله عليهم بالهداية فأطاعوه و عبدوه.



س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.

مراتب الهداية تنقسم إلى مرتبتين :
المرتبة الأولى : هداية الدلالة و الإرشاد و ثمرتها العلم بالحق ، و هى هداية علمية .
و المرتبة الثانية : هداية التوفيق و الإلهام و ثمرتها العمل بالحق ، و هى هداية عملية.

و الهداية لا تتحقق إلا بالجمع بين الهدايتين هداية العلم ، و هداية العمل.

و المهتدين على ثلاث درجات : و قد جمعوا في قوله تعالى ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه و منهم مقتصد و منهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير )

1. الدرجة الأولى : الذي تحقق له أصل الهداية و الذي ذُكر في الآية بوصف ( ظالم لنفسه ) ، فهو معه أصل الإسلام و اجتنب نواقضه ، لكنه يقع في بعض الكبائر و يفرط في بعض الواجبات.
و لذلك وُصف بالظالم لنفسه إذ أن تفريطه و تقصيره ظلما لنفسه، فهو مستحق للعقوبة، إلا أن يُطهر و ينقى سواء بالابتلاءات في الدنيا أو بمعاينة عرصات البرزخ أو أهوال القيامة أو دخول النار حتى يكون نقيا من الذنوب أو يتغمده الله برحمته و رحمة الله وسعت كل شيء.

2. الدرجة الثانية : المتقون الذين هداهم الله لفعل الواجبات و اجتناب المحرمات و هم الموصوفون ( مقتصد ) فاتقصروا على الواجبات و الكف عن المحرمات.

3. الدرجة الثالثة : درجة الكُمل و هم المحسنون و هم الذين وصفهم الله تعالى ب( سابق بالخيرات ) فهم أكمل الناس و أحسنهم ، ففعلوا الواجبات و تقربوا بالنوافل ، و اجتنبوا المحرمات والمكروهات.

و أهل الإحسان دعاؤهم و سؤالهم لا يستوي مع سؤال المقصرين ، فمن وصل مرتبة الإحسان لابد و أنه عرف الله بأسمائه و صفاته و لامس الإيمان شغاف قلبه و صار محبا معظما خاضعا ذليلا لمولاه ، فصارت محاب الله هي محابه ، و لما كان هذا حال قلب المحسن ، كان دعاؤه فيه من الخشية و التذلل و الوجل و الإشفاق و حسن الظن و شهود الاضطرار ما لا في قلب غيره، فرحمة الله تكون أقرب إليه من غيره كما قال تعالى ( و ادعوه خوفا و طمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين )



س5: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟

كلا الفريقين من اليهود و النصارى ضلوا و بعدوا عن الحق فأما اليهود فقد علموا الحق فعاندوا و استكبروا واستحبوا العمى على الهدى، و أما النصارى فقد ابتدعوا في العبادة و هذا نشأ عن الجهل، و قد اشتركوا في الضلال إلا إن كل فرقة تميزت بصفة صارت ملازمة لها و تُعرف بها، فاليهود من تعنتهم و تشددهم غضب الله عليهم و جاء في غير آية أن الله غضب عليهم و لعنهم لقبيح أفعالهم ، و من ذلك قتل الأنبياء و أكثر قوم أُرسل إليهم أنبياء هم بنو إسرائيل ، و أكثر قوم تعنتوا في قبول الحق هم بنو إسرائيل.

و هذا ملخص أقوال المفسرين ، و كان من الحكمة أن يسأل المؤمن ربه ألا يكون من المغضوب عليهم و لا الضالين ، فمن ترك العمل بالعلم كان شبيها باليهود ، و من ابتدع في العبادة بغير ما شرع الله كان شبيها بالنصارى.

و هذا الأمر له من الأثر في نفس المؤمن إذ يكره أن يكون من إحدى الفرقتين المذمومتين فتقولى في نفسه الرغبة في العمل بما علم و تحرى السنن و اقتفاء أثر النبي صلى الله عليه و سلم ليكون من الذين أنعم الله عليهم و لا يكون من المغضوب ليهم و لا الضالين.


س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.



1. تفسير القرآن بالقرآن هو أصح طرق التفسير، و إن القرآن يفسر بعضه بعضا فما أجمل في موضع ، جاء مبسطا في موضع آخر كما في قوله تعالى : ( صراط الذين أنعمت عليهم ) جاء ذكر الذين أنعم الله عليهم في قوله تعالى : ( ومن يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا ).

2. أن الدليل إن صح و ثبت كان حجة و لا يُعتد بأي قول آخر عداه ، و ذلك كأن يصح حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم ، فلا يصح أن نخالفه بأقوال غيره.

3. الجمع بين الأقوال هو الأولى إن لم يكن بينها تعارض.

4. علم النحو و البلاغة من علوم الآلة التي تلزم المفسر و المشتغل بالتفسير و لا غنى عنها فهي أساس للتفسير و كذلك التدبر.

5. من المهم للمفسر معرفة المصطلحات مع تطببيقاتها فهذا أيسر في التذكر و أسهل في التطبيق، و أذكر مثال التضمين، و التضمين يكون في الأفعال ، فإن الفعل يتضمن معنى الفعل و يتعدى بتعديته كما ذكر ابن تيمية و هو منهج نحاة البصرة ، و مثاله قوله تعالى ( و هديناهم إلى الصراط المستقيم ) فالفعل يهدي هنا متضمن لفعل الدعوة و دل عليه استخدام حرف الجر إلى.

6. التفسير علم له قواعد و أسس يسير عليها المفسر ليصل للمعنى الذي يكشف له معنى الآية و بدون هذه القواعد يكون التفسير باطل و إن كان المعنى المتوصل له صحيح.

7. اللغة مصدر من مصادر التفسير و لكن الحقيقة الشرعية تقدم على الحقيقة اللغوية و يجب مراعاة السياق الذي يكون أحيانا من أقوى المرجحات.

8. التفسير يكون بما اشتهر من معاني و استخدامات عند العرب و لا يكون بالشاذ المغمور المهمل.



الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 5 جمادى الآخرة 1438هـ/3-03-2017م, 06:39 PM
عبير محمد عبير محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 239
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
يشمل : هداية الدلالة والإرشاد ، وهي هداية علمية ، ثمرتها : العلم بالحق والتصر في الدين والبصيرة فيه .
و يشمل : هداية التوفيق والإلهام ، وهي هداية عملية ، ثمرتها : إرادة الحق والعمل به .

س2: بيّن معنى الصراط لغة.
لغة : الطريق الواضح السهل المستقيم الموصل للمطلوب
قال ابن جرير: ( أجمعت الحجة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ الصّراط المستقيم هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه. وكذلك ذلك في لغة جميع العرب؛ فمن ذلك قول جرير بن عطيّة بن الخطفى: أمير المؤمنين على صراطٍ.......إذا اعوجّ الموارد مستقيم)ا.هـ
وأصل الصاد منقلبة سينا
قال ابن الجزري: (ووجه ذلك أن حروف الصفير يبدل بعضها من بعض).


س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
كل حذف في القرآن له حكمة عظيمة ، وهنا تدل على أن الهداية بالعموم هداية في كل شيء والهداية نعمة .

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
ذكر الصراط في كل موضع له فائدة :
1- في الموضع الأول كان السائل يهمه الهداية للصراط المستقيم ، وهو الطريق الصحيح المفضي إلى العاقبة الحسنة .
2- الموضع الثاني ذكر مضافا ليستأنس من يسأل الله الصراط بمن قبله ممن سلكوا هذا الطريق .

س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
هو ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه وصف المغضوب عليهم بأنهم هم اليهود ، والضالين هم النصارى .

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
1- فضل سورة الفاتحة وعظم شأنها
2- التفرقة بين الأقوال الصحيحة والضعيفة
3- الجمع بين الأقوال

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 5 جمادى الآخرة 1438هـ/3-03-2017م, 08:57 PM
حليمة السلمي حليمة السلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 321
افتراضي

بين ما يشمله الدعاء بقوله ( اهدنا الصراط المستقيم) ؟
أي أرشدنا ووفقنا لاتباع دينك وشرعك ، والهداية لها مرتبتان: هداية الدلالة والإرشاد وهداية التوفيق والإلهام .
والعبد في هذه الآية يسأل ربه الهادي أن يهديه ويدله ويرشده ويبصره بالطريق الواضح السهل الموصل إلى الغاية المطلوبة وهي رضا ربه بامتثال أمره واجتناب نهيه والاطمئنان لكمال حكمته وعدله في قضاءه وقدره، كما يسأله أن يوفقه ويعينه ويلهمه الصواب في سلوك صراط الله المستقيم وأن لا يكله إلى نفسه فيضل ويزل ، فلا حول ولا قوة له إلا بربه يوفقه ويسدده للأخذ بأسباب الهداية والثبات على دين الله حتى يلقى ربه .
فالدعاء هنا يشمل هداية الدلالة والإرشاد والتوفيق والعون والإلهام وهذه الهداية مترتبة على الهداية التي قبلها ، فيجتمع للعبد العلم النافع والعمل الصالح.

بين معنى الصراط لغة؟
الطريق السهل الواسع الممتد الذي يوصل للغاية والمطلوب .
فتضمن أربع صفات : أنه طريق مستقيم ، وسهل ، وواسعا مسلوك بالسائرين، وموصلا إلى المطلوب.
وفي لفظ الصراط دلالة أعظم وحكم كثيرة من غيرها من الألفاظ كالسبيل والمنهج وغير ذلك.

ما لحكمة من حذف متعلق الإنعام في قوله تعالى (أنعمت عليهم)؟
كل حذف في القرآن الكريم جاء لحكمة وغاية عظيمة وإفادة معنى أشمل من ذكر المحذوف .
وحذف متعلق الإنعام هنا لإرادة العموم في كل ما من شأنه حصول تمام الهداية من النعم الدينية والدنيوية العظيمة التي لا تحصى في كل شؤون حياة العبد الدنيوية والأخروية.

ما لحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
ذكر الصراط مرتين معرفا، مرة باللام وأخرى بالإضافة، وفي كل موضع معنى تام لا يفده الآخر بل يكمله ويتمه.
ففي ذكره معرفا باللام ( الصراط) إشارة إلى ما يتبادر إلى الذهن من معنى لأوصاف الصراط المستقيم الواسع السهل الموصل للغاية المطلوبة.
وفي ذكره معرفا بالإضافة بيان لأوصاف السالكين لهذا الصراط فيستأنس بهم في سلوكه، فقد سلكه أقوام من الذين أنعم الله عليهم بالهداية والتوفيق لرضاه، برحمته وكريم فضله سبحانه.
(فيظهر لنا أن كل موضع أفاد معنى يكمل الأخر ويزيده ظهور وإفهاما للمقصود فهو صراط واضح مستقيم موصل للغاية المنشودة وهو طريق عامر ملوك بالناجين الفائزين بنعمة الله، فيزداد المعنى توكيدا وتقوية وجلاء).بتصرف من كلام ابن القيم رحمه الله.
ما سبب توافق السلف في تفسير المغضوب عليهم والضالين؟
ورود النصوص الصريحة من الكتاب والسنة الدالة على ذلك.
فقد صح عن الرسول ﷺ ذلك في حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه_ الذي صححه جماعة من أهل العلم واستشهدوا لصحته بنصوص القرآن الكريم- أن النبي ﷺ قال " اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال" رواه أحمد والترمذي وابن جرير وابن حبان والطبراني في الكبير وغيرهم.
ثم إن من مذهب السلف في التفسير تفسير القرآن بالقرآن أولا، وقد ورد بيان معنى المغضوب عليهم في قوله تعالى" {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ" وفي الآية ضمير عائد على اليهود وسياق الحطاب في الآية عنهم.
وقال تعالى " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ" وهذا خطاب للنصارى كما دل سياق الكلام في الآية.
وتفسير القرآن بالسنة المطهرة ثانيا، وقد جاء ذلك في حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه المتقدم.

الفوائد المنهجية من دراسة سورة الفاتحة؟
إن تعدد أقوال المفسرين من السلف للآيات هو اختلاف تنوع بذكر أفراد المعنى أو بعض أوصافه وليس من اختلاف التضاد.
أن الأصل الأول في تفسير القرآن الكريم هو تفسير القرآن بالقرن ثم بالسنة المطهرة ثم ما ثبت من اجتهاد الصحابة وإجماعهم.
يجب تجنب الأقوال الشاذة والغريبة والتي لا توافق اللسان العربي.
إن المعنى الأم الجامع لكل آيات الكتاب العزيز هو بيان ربوبية الله تعالى وكمال أوصافه وعدالة أحكامه التي تستوجب إفراده بكمال الذل والمحبة والطاعة والاستسلام والانقياد لحكمه الشرعي والكوني.
عدم تفسير الآيات بالأحاديث والروايات التي لم تتثبت سندا بل يجب أن تكون صحيحة سندا ومتنا.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 5 جمادى الآخرة 1438هـ/3-03-2017م, 09:09 PM
أمل أحمد أبو الحاج أمل أحمد أبو الحاج غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 55
افتراضي

المجلس الرابع: المجموعة الأولى:

س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
دعاء علمنا الله إياه، وكتبه علينا، يشمل العديد من المعاني التي يستلزمها، أعرض ما فهمته من هذه الشمولية:
1- الإيمان بصدق الوعد:
سورة الفاتحة أعظم سور القرآن، وفيها أعظم المسائل، وقد قسمها الله تعالى بينه وبين عبده، القسم الأول له تعالى تهيئة للقسم الثاني، فإذا حقق العبد القسم الأول بإخلاص وكان قلبه حاضرًا فيه، ثم طلب مسألته في القسم الذي له كان له ما سأل.
كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربّه تبارك وتعالى: (فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل).
2- تعظيم الله:
ضمير الجمع في اهدنا تعظيم لله تعالى، وقد بيّن ابن القيم رحمه الله تعالى في بدائع الفوائد ما يفيده هذا الضمير بكلام هذا مختصره:(الإتيان بضمير الجمع أحسن وأفخم فإن المقام مقام عبودية وافتقار إلى الرب تعالى وإقرار بالفاقة إلى هدايته لأن ذلك يتضمن أن عبيدك كثيرٌ جداً، وأنا واحدٌ منهم وكلنا مشتركون في عبوديتك وطلب الهداية منك فقد تضمن ذلك من الثناء على الرب بسعة مجده وكثرة عبيده وكثرة سائليه الهداية ما لا يتضمنه لفظ الإفراد فتأمله)ا.هـ

3- أنفع ما يُدعا له:
والدعاء بـ{اهدنا الصراط المستقيم} هو أعظم دعاء وأنفعه وأحبه إلى الله تعالى؛ فهو سبحانه الذي اصطفاه وفرضه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}؛ فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب)ا.هـ
فانظر رحمك الله في هذا الطلب من الهداية إلى الصراط المستقيم، وما يشمله من أمور لازمة؛ منها معرفة الحق والبصيرة في الدين ودلالة على الطريق فكيف تسلك طريقا إلا وأنت تعرفه، فإذا عرفته فأنت بحاجة لإرادة سلوكه ثم ولوجه، وبعدها أنت بحاجة للزومه وعدم الحيدة عنه، وهذا يتجدد مع أنفاسك؛ الآن علمت لم تحتاج أن تدعو بهذا الدعاء مرات ومرات في كل يوم.
إن هذا الدعاء العظيم إذا وُفق العبد إلى معرفة لوازمه وقَصَدها فإن له الفوز والفلاح، والتوفيق لكل ما يحبه الله ويرضاه، وأمور أخرى من الخير لا يعملها إلا الله ثم النتيجة دخول الجنة.
4- تفاوت الناس فيما يصيبهم من هذا الدعاء:
ما سبق ذكره هو أوسع ما يشمله هذا الدعاء، ويقل هذا الشمول إلى أن يصل إلى الحد الأدنى وهو أصل الهداية والبقاء على الإسلام، وقد لا يشمل شيئا من ذلك.
والحقيقة في تنوع شمولية الدعاء يرجع إلى ما يقوم في قلب العبد وقت الدعاء؛ وكما أن الصلاة ليس للعبد إلا ما عقل منها - كما جاء في سنن أبي داوود والسنن الكبرى للنسائي من حديث سعيد المقبري، عن عمر بن الحكم، عن عبد الله بن عنمة، أن عمار بن ياسر قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "إن الرجل لينصرف، وما كتب له إلا عُشر صلاته، تسعها، ثمنها، سبعها، خمسها ربعها ثلثها نصفها"- كذلك الدعاء ليس للعبد إلا ما حضر قلبه فيه. وقد رُوي من حديث أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الله لا يستجيب لعبد دَعَاه عن ظهر قلب غافل )). ورواه ابن المبارك من حديث صفوان بن سليم مرسلاً، والحديث حسَّنه بعض أهل العلم لتعدد مخارجه، وإن كانت أسانيده لا تخلو من ضعف، ويشهد له الحديث السابق فيما يكتب للعبد من الصلاة.
5- تحديد الوِجهة:
كما يشمل الدعاء تحديد وجهة الهداية وهي الصراط المستقيم الذي أتت الآية التالية مفسرة للمراد به {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}، فبان وصف أولئك السائرين عليه، ووصف الحائدين عنه؛ فهنا طلب أن نوفق لصفة السائرين، ونغاير غيرهم.
وغيره كثير مما لم أقف عليه. نسأل الله التوفيق لاستشعار ذلك حال كوننا في الصلاة.

س2: بيّن معنى الصراط لغة.
الصراط لغة في السراط؛ فالسين أصلية، ومعناه: الطريق الواضح.
قال ابن جرير: (أجمعت الحجة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ الصّراط المستقيم هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه. وكذلك ذلك في لغة جميع العرب؛ فمن ذلك قول جرير بن عطيّة بن الخطفى: أمير المؤمنين على صراطٍ.......إذا اعوجّ الموارد مستقيم)ا.هـ.
تقرأ صراط وسراط وزراط وهي لغات للعرب، قرأها ابن كثير المكي بالسين، وأبو عمرو بالزاي. قال ابن الجزري:
(ووجه ذلك أن حروف الصفير يبدل بعضها من بعض).
وقال ابن القيّم رحمه الله في معناه: (الصراط ما جمع خمسة أوصاف: أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً واسعاً موصلاً إلى المقصود؛ فلا تسمّي العربُ الطريقَ المعوجَّ صراطاً ولا الصعب المُشِقّ ولا المسدودَ غير الموصول)
قال: (وبنوا "الصراط" على زِنَةِ فِعَال لأنَّه مُشْتَمِلٌ على سالكِهِ اشتمالَ الحلقِ على الشيءِ المسرُوط)ا.هـ.

س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
في قول الله تعالى: {أنعمت عليهم} يتبادر إلى ذهن القارئ مسأله وهي أنعم عليهم بماذا؟
والله سبحانه لم يذكر ذلك لحكمة عظيمة، والله أعلم بمراده، وأهل التفسير كانت لهم عناية بحكمة الله في مسائل الحذف هذه، وأظهر ما قالوه فيما يتعلق بهذه الآية أن الحذف هنا للدلالة على العموم؛ فالعبد يحتاج إلى هدايات كثيرة جدا للبقاء على الصراط المستقيم، واستحقاق هذا النعمة، فلما حذف المتعلق اتسع المعنى ليشمل كل نعمة وكل هداية يحتاجها العبد ليكون من المنعم عليهم السائرين على الصراط المستقيم.

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
ذكر تعالى الصراط مرتين؛ الأولى كان تعريف الصراط بالألف واللام والتي جاءت هنا للعهد الذهني، وهذا مفاده أن هذا الصراط معروف ومُراد لذاته، والمرة الثانية كانت كلمة صراط معرفة بالإضافة إلى سالكي الصراط، وهذا للاستئناس وزيادة في الحرص على سلوكه لمعرفة سالكيه وما لهم من النعمة، فهو مراد لاقتفاء الأثر فيه.
قال ابن القيّم رحمه الله: (وهذا كما إذا دللت رجلا على طريق لا يعرفها وأردت توكيد الدلالة وتحريضه على لزومها وأن لا يفارقها؛ فأنت تقول: (هذه الطريق الموصلة إلى مقصودك)، ثم تزيد ذلك عنده توكيدا وتقوية فتقول: (وهي الطريق التي سلكها الناس والمسافرون وأهل النجاة)، أفلا ترى كيف أفاد وصفك لها بأنها طريق السالكين الناجين قدرا زائدا على وصفك لها بأنها طريق موصلة وقريبة سهلة مستقيمة فإن النفوس مجبولة على التأسّي والمتابعة فإذا ذُكِرَ لها من تتأسّى به في سلوكها أَنِسْتَ واقتحمتها، فتأمّله)ا.هـ.

س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
توافق السلف في تفسير المغضوب عليهم والضالين أنهم اليهود والنصارى لما يلي:
1- أنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وصف اليهود بأنهم المغضوب عليهم، ووصف النصارى بالضُّلال. وفي الحديث الذي صححه جماعة من أهل العلم من حديث عديّ بن حاتم الطائي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال)).
2- واستشهاد أهل العلم لمعنى الحديث بقول الله سبحانه: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ}، وهذا في اليهود، وهناك آيات أخرى في هذا المعنى..
وقال في النصارى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} إلى قوله: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}.
3- كما نُقل القول عن بعض الصحابة أن المغضوب عليهم هم اليهود، والضالين هم النصارى.
4- معرفة سبب الوصف وهو أن:
– غضب الله على اليهود لأنهم علموا الحق ولكنهم تركوه لفسادهم، بل كتموه وحرفوه، وآذوا أهله؛ فاستحقّوا غضب الله.
– أما النصارى فقد عبدوا الله على جهل، واتبعوا أهواءهم، وضيعوا ما أنزل الله لهم من العلم.
وهذا كلام الطبري في تفسيره في سبب وصف كل فريق بما وصف به: (وكل حائد عن قصد السبيل وسالك غير المنهج القويم فضال عند العرب لإضلاله وجه الطريق، فلذلك سمى الله جل ذكره النصارى ضلالا لخطئهم في الحق منهج السبيل، وأخذهم من الدين في غير الطريق المستقيم، فإن قال قائل: أوليس ذلك أيضا من صفة اليهود؟ قيل: بلى، فإن قال: كيف خص النصارى بهذه الصفة، وخص اليهود بما وصفهم به من أنهم مغضوب عليهم؟ قيل: إن كلا الفريقين ضلال مغضوب عليهم، غير أن الله جل ثناؤه وسم كل فريق منهم من صفته لعباده بما يعرفونه به إذا ذكره لهم، أو أخبرهم عنه، ولم يسم واحدا من الفريقين إلا بما هو له صفة على حقيقته، وإن كان له من صفات الذم زيادات عليه).اهـ.

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

من دراستي لتفسير الفاتحة وجدت الآتي من منهجية في دراسة مسائل التفسير:
1- سعة الاطلاع وخاصة في كتب من اعتنى بالتفسير.
2- تحديد المراجع والمصادر التي يجب توفرها، وأسماء العلماء الذين يرجع إليهم في فهم معنى الآيات، ومراد الله منها والحكمة في اختيار الألفاظ وغيره..؛ مثل: ابن جرير الطبري، ابن تيمية، ابن القيم، وغيرهم...
3- عدم الاكتفاء بقول واحد في فهم النص في غالب الأحيان؛ وذلك لإكمال الصورة في الذهن ومحاولة الإلمام بأوسع معنى للآيات، ومحاولة الوقوف على الحكمة من مراد الله تعالى.
4- عرض الأقوال الصحيح منها والضعيف، وتوثيق ذلك بإسناد القول إلى قائليه، وذكر المصدر، ومناقشة سبب الضعف، ليكون عند المتعلم معرفة بما لا يصح وسبب ضعف القول وعدم قبوله، وذلك للمصداقية في النقل، وتنقيح العلم.
5- إنعام النظر في المعاني، وعرض الاختلافات في المسألة، والترجيح بينها.
6- التفصيل في بعض المسائل؛
- معاني بعض الكلمات لغة، وقد يحتاج المعنى الشرعي.
- عرض دلالات الكلمة، والفرق بين تلك الدلالات وما الأنسب منها للسياق.
- وتفرعات المسألة، واقسامها.
- والمسائل اللغوية؛ مثل التعرض لما تفيده بعض الحروف، التقديم والتأخير، التكرار، الحذف...
- والقراءات المختلفة، وأثرها في المعنى...
إلى غير ذلك مما قد يحتاج إليه في مكانه.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 5 جمادى الآخرة 1438هـ/3-03-2017م, 10:49 PM
ثراء محمد يوسف ثراء محمد يوسف غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 26
افتراضي الإجابة على أسئلة مجلس مذاكرة القسم الثالث من سورة الفاتحة



المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
يشمل سؤال هداية الدلالة و الارشاد ، و سؤال هداية التوفيق و الإلهام على حد سواء

-فبطلب العبد هداية الدلالة و الإرشاد و توفيق الله له بالوصول إليها يبّصر الحق و يوفق لاتباعه و يبّصر الباطل و يوفق لاجتنابه و يميّز طريق الهدى من الضلال و يسترشد إلى كل خير أمر الله به فيتبعه و يتعرف الى كل ما نهى الله عنه فيجتنبه.
و في هذه الهداية يتفاضل المهتدون تفاضلاً كبيراً:
1/ منهم من يزيدهم الله هدى فيجعل لهم نوراً و فرقاناً يفرق به بين الحق و الباطل كما قال الله تعالى(يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً و يكفر عنكم سيئاتكم و يغفر لكم و الله ذو الفضل العظيم)
2/و منهم من يكون له أصل الهداية التي يهتدي بها من الكفر الى الاسلام و لكن يكون لديه ضعف في بصيرته فلا يهتدي إلى تمام الواجبات و ترك جميع المحرمات و يكون عنده تقصير في الفرائض لقلة علمه بها .
-و يطلب العبد هداية التوفيق و الإلهام فإذا وفقه الله إليها يكون قد وُفِق إلى اتباع الهدى و العمل الصالح و العلم النافع و اقامة الفرائض و التقرب إلى الله بالنوافل و الوقوف على حدود الله مخافة منه سبحانه و هذه الهداية هي أصل الفلاح و الفوز للعبد و لا تتحقق إلا بعد تحقق المرتبة التي قبلها و باجتماع الهدايتين يكون العبد قد وفق للجمع بين العلم النافع و العمل الصالح.


س2: بيّن معنى الصراط لغة.
الصراط في لغة العرب :هو الطريق المستقيم السهل الواضح الواسع الموصل للمطلوب

و أصل الصاد في الصراط منقلبة عن السين ،و قد قيل إنما سمي السّراط سِراطاً لأنه يسترط المارّة أي يسعهم.
و من أمثال العرب :لا تكن حلواً فتسترط أي :تبتلع.
قال ابن القيم :(الصراط ما جمع خمسة أوصاف:أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً واسعاً موصلاً إلى المقصود)
و قرأ ابن كثير (السِّراط) بالسين ، و قرأ أبي عمرو الداني( الزّراط ) بالزاي الخالصة ،و من القراء من يشم الزاي بالصاد، و قال ابن الجزري (وجه ذلك أن أحرف الصفير يبدل بعضها من بعض) ،و قد رسمت في المصحف بالصاد لتحتمل القراءات كلها، و هي متفقة بالمعنى.
س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
أصح الأوجه في ذلك أنه للدلالة على العموم في كل ما من شأنه الحصول على تمام الهداية ،في كل ما يحتاجه العبد من النعم الكثيرة حتى تتم له بها نعمة الهداية العامة أولاً و ما يحتاج إليه من الهدايات الخاصة في كل شأن من شؤون حياته .
و هذا الحذف نظير حذف متعلق أفضل التفضيل في قوله تعالى:(إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)
للدلالة على العموم أيضاً،
أي أقوم في كل شئ.
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟

في الموضع الأول ذكر الصراط معرفاً باللام و هذا يتناسب مع مطلوب السائل الأول و الأهم و هو أن يُهدى إلى الصراط المستقيم السهل الواضح الصحيح الموصل إلى العاقبة الحسنة .ثم ذكره في الموضع الثاني معرفاً بالإضافة إلى الذين يستأنس باتباعهم و يقتفي أثرهم ، و فيه دلالة على أنه طريق آمن قد سلكه الذين أنعم الله عليهم بالهداية و الفلاح ففازوا و نجوا و وصلوا إلى مطلوبهم بتوفيق الله لهم و إنعامه عليهم.
قال ابن القيم :(هذا كما إذا دللت رجلاً على طريق فقلت له: هذه الطريق سهلة و يسيرة و موصلة إلى مقصودك ،ثم زدت عليه توكيداً حتى يتبعها و يلزمها و لا يحيد عنها بأن قلت له هذه الطريق قد سلكها قبلك الناس و المسافرون و قد وصلوا و فازوا بما أرادوا و جنوا الخيرات و المسرات ،ألا ترى أن توكيدك قد زاده اطمئناناً و راحةً و عزماً على اتباعها و الاستمرار عليها فإن النفوس مجبولة على التأسي و المتابعة )
و قال ابن عاشور جواباً على هذا السؤال :أن الحكمة من تكرار ذكر الصراط أن فيه تفصيلاً بعد إجمال.
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
لأنه صحّ عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه وصف اليهود بأنهم مغضوب عليهم ، ووصف النصارى بأنهم ضالّون، و أصح الأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه و سلم في تفسير هذه الآية حديث حاتم بن عدي الطائي رضي الله عنه ،عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:(اليهود مغضوب عليهم، و النصارى ضلال)
س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه أن هدانا لهذا العلم المبارك و نسأل الله تعالى أن يمنّ علينا بالهدايات العظيمة إلى ما يحب و يرضى من صالح القول و العمل و إلى العمل بالعلم و من ثم تبليغه .
وجزى الله عنا شيخنا عبد العزيز الداخل خير الجزاء على تبسيطه لنا المسائل و سيره بنا خطوة خطوة بمنهجية موفقة بفضل الله لنتمكن من تحصيل الفائدة التي نرجوها من دراستنا لعلم التفسير ، و خير ما أخذنا منه هذا العلم كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم ثم صحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ثم التابعين لهم بإحسان فلا نحيد عن علم السلف في هذا المضمار حتى نكون على المحجة البيضاء التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم .
و قد تفتحت قلوبنا و أذهاننا لمعاني و دلالات لم ندركها قبل دراستنا لسورة الفاتحة بهذه المنهجية الميسرة و النافعة و الشاملة على ما جاء في أمهات كتب التفسير .


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 02:28 AM
ميمونة التيجاني ميمونة التيجاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: Makkah almokrmah
المشاركات: 385
افتراضي

اجابة المجموعة الثالثة
س1) ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية الى الصراط المستقيم وقد هداه الله الى الاسلام؟
ج1) أي طلب المسلم من الله تعالى أن يثبته على الهدى ذهب بهذا القول ابن جرير و ابو إسحاق الزجاج و ابو جعفر النحاس و جماعة اللغويين ، كما تقول للرجل القائم : قم لي حتى أعود إليك .تعني: اثبت لي على ما انت عليه.
و لشيخ الاسلام ابن تيمية كلام بليغ في الرد على بعض أهل الأهواء في سؤالهم في قوله تعالى { اهدنا الصراط المستقيم}فيقولون :المؤمن هُدي الى الصراط المستقيم ، فأي فائدة في طلب الهداية ؟ ثم يجيب بعضهم : بأن المراد ثبتنا على الهدى كما تقول العرب للقائم :قم حتى آتيك
أو يقول بعضهم :الزم قلوبنا الهدى ، فحذف المأزوم
ثم قال رحمه الله : وإنما يوردون هذا السؤال لعدم تصورهم الصراط المستقيم الذي يطلب العبد الهداية اليه فانما المراد العمل بما امر الله به وترك ما نهى الله عنه في جميع الأمور
س2) ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم ؟ وما الموقف منها؟
ج2) تنوعت عبارات السلف في معنى الصراط المستقيم منها
القول الاول :دين الاسلام وهو قول جابر بن عبد الله ورواية الضحاك عن ابن عباس و هو قول محمد بن الحنفية و عبد الرحمن بن زيد بن اسلم و هذا القول هو أشهر الأقوال و أصلها، روى الحسن بن صالح عن عبدالله بن محمد. بن عقيل عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال {الصراط المستقيم } هو الاسلام وهو أوسع ما بين السماء و الارض ) رواه الحاكم و صححه
القول الثاني : هو كتاب الله ، وهو رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال( ان هذا الصراط محتضر تحضره الشياطين يقولون : يا عُبَّاد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فان الصراط المستقيم كتاب الله ) رواه الطبراني في الكبير
وهذا القول صحيح في نفسه باعتبار أن من اتبع القران فقد اهتدى الى الصراط المستقيم
القول الثالث: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه و هو قول رواية عن ابن مسعود .
روى الأعمش عن أبي وئل عن عبد الله قال : ( الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم )
القول الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم و صاحباه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما ورواية عن أبي العالية الرياحي و الحسن البصري
عن عاصم الأحول عن ابي العالية عن ابن عباس رضي الله عنهما ، في قوله تعالى { الصراط المستقيم} قال : ( هو رسول الله صلى الله عليه وسلم و صاحباه)
القول الخامس: هو الحق وهو قول مجاهد بن جبر رواه ابن ابي الحاتم ، وهذا القول حقيقته بيان وصف هذا الصراط المستقيم بأنه الحق ، لان كل ما اتبع سواه فهو باطل.
قال ابن كثير : ( وكل هذه الأقوال صحيحة وهي متلازمة ، فان من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم ، واقتدى باللذين من بعده أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-فقد اتبع الحق ، ومن اتبع الحق فقد اتبع الاسلام ، ومن اتبع الاسلام فقد اتبع القران ، وهو كتاب الله وحبله المتين ، وصراطه المستقيم ، فكلها صحيحة يصدق بعضها بعضا ، و لله الحمد) ا. ه
س3) بيني معانٍ الانعام في القران
ج3) للانعام في القران معنيين
النوع الاول انعام عام و هو انعام فتنة و ابتلاء و هو للمؤمنين و الكافرين قال تعالى { كلا نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا} وهذا الانعام حجة على العباد
و النوع الثاني : الانعام الخاص وهو انعام منة واجتباء وهو الهداية الى ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال و الاعمال وما يمن الله به على بعض عباده من أسباب فضله ورحمته قال تعالى { أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية ادم و ممن حملنا مع نوح ومن ذرية ابراهيم وإسرائيل و ممن هدينا و أجتبينا اذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا }
س4) ما الحكمة في إسناد الانعام في قوله تعالى : { أنعمت عليهم } الى الله تعالى وعدم إسناد الغضب اليه جل وعلا في قوله { المغضوب عليهم}؟
ج4) من الحكمة في إسناد الانعام الى الله تعالى في قوله{ أنعمت عليهم} قال ابن القيم أن ذلك جار على الطريقة المعهودة في القران من ان أفعال الاحسان و الرحمة و الجود تضاف الى الله تعالى ، و أفعال العدل و الجزاء و العقوبة - كقوله تعالى {المغضوب عليهم}- يُحذف ذكر الفاعل فيها أو يسند الفعل الى من كان سبب فيه تأدبا مع الله تعالى و لئلا يقع في بعض النفوس ما لا يصح من المعاني التي يُنزه الله عنها كما في قول الله تعالى فيما حكاه عن الجن { و أنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا}
س5) ما المراد بالمغضوب عليهم و بالضالين؟
ج5) صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وصف اليهود بأنهم مغضوب عليهم ، و وصف النصارى بأنهم ضالون ،
و روي عن ابن عباس تفسير المغضوب عليهم بأنهم اليهود ، وتفسير الضالين هم النصارى
و توافقت أقوال السلف على تفسير المغضوب عليهم باليهود و تفسير الضالين بالنصارى. وهذا لا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم ، لأنه وصف له سبب ، فمن فعل فعلهم لقي مثل جزاءهم ، فكل من لم يعمل بما علم و كان من أهل العناد والشقاق و الكبر و الحسد و كتمان الحق فقد استحق غضب الله تعالى كاليهود ، وكل من لم يعبد الله على علم و اتبع هواه فقد ضَل بذلك.
س6) بين ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير
ج6) بما انني أول مرة أسلك هذا المسلك من الدراسة فقدت بدأت أدرك الطريقة الصحيحة للتفسير فيأخذ المفسر الأية و يورد ما ورد فيها من قول للنبي صلى الله عليه وسلم و يُبين صحة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم من ناحية السند و المتن من ضعفه، ثم يورد المفسر ما جاء في الآية من أقوال الصحابة رضوان الله عليهم ان وجد و من أقوال التابعين و جمهور العلماء و كذلك على المفسر ان يعضد قوله بما جاء في علم اللغة من معنى لبعض الكلمات فهي المعين لفهم و تفسير الآيات . و نسأل الله ان يفتح علينا بفتوح العارفين و ينير بصائرنا بنور العرفان و اليقين.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 02:30 AM
خديجة محمد خديجة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 87
افتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ،
إجابة أسئلة المجموعة الأولى
السؤال الأول : بين ما يشمله الدعاء بقوله : ( اهدنا الصراط المستقيم )
الجواب : يشمل الدعاء بقول : ( اهدنا الصراط المستقيم ) ؛ الهداية العلمية ؛
وهى سؤال الله _عز وجل _هداية الدلالة و الإرشاد ،
والهداية العملية ؛
وهى سؤال الله _عز وجل _هداية التوفيق والإلهام ،
ولا تتحقق الهداية إلا بالجمع بينهما .

السؤال الثانى : بين معنى الصراط لغة
الجواب : الصراط في لغة العرب على وزن فعال ، وهو ؛ الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
قال ابن جرير: هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه. والشاهد هو قول جرير بن عطيّة بن الخطفى:
أمير المؤمنين على صراطٍ
إذا اعوجّ الموارد مستقيم .
وذكر الإمام ابن القيّم _رحمه الله تعالى _ أن الصراط هو ما جمع خمسة أوصاف: أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً واسعاً موصلاً إلى المقصود؛ فلا تسمّي العربُ الطريقَ المعوجَّ صراطاً ولا الصعب المُشِقّ ولا المسدودَ غير الموصول).

السؤال الثالث : ما الحكمة من حذف متعلق الإنعام فى قوله تعالى : { أنعمت عليهم ..} ؟
الجواب : معلوم أن كل حذف فى القران له دلالة وحكمة ، و ذلك كان وراء اجتهاد علماء التفسير فى التماس الحكم من وراء هذا الحذف ، والأظهر هنا أن الحذف دال على العموم ، أى ؛ أنعمت عليهم بكل نعمة تكون سببا فى تمام هدايتهم وثباتهم
السؤال الرابع : ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط ؟
الجواب : معلوم أن لكل تكرار فى القرآن حكمة ومناسبة وفائدة ، والحكمة من تكرار لفظ الصراط هنا ، توكيد الدلالة والتحريض على لزوم الصراط المستقيم و عدم مفارقته
ذكر ابن عاشور _ رحمه الله تعالى _ (أن فيه تفصيلا بعد إجمال ليتمكن الوصف تلأول من النفوس ثم يعقب بالتفصيل المبين لحدود الصراط و علاماته و أحوال السالكين و أحكامهم ).
السؤال الخامس : ما سبب توافق السلف فى تفسير المراد بالمغضوب عليهم ولا الضالين ؟
الجواب : السبب هو أنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنهم مغضوب عليهم ، ووصف النصارى بأنهم ضالون ، وذلك بأسانيد صحيحة ، قال ابن أبى حاتم فى تفسيره : ( ولا أعلم بين المفسرين فى هذا الحرف اختلافا .)

السؤال السادس : بين ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية فى دراسة مسائل التفسير ؟
الجواب : بمن الله وكرمه ، وبنعمة الله و فضله ، استفدت كثيرا من هذه الدورة المباركة استفادات مباشرة و غير ومباشرة ، و من أعظم ما من الله به على، واستفدته من الدراسة فى هذه الدورة المباركة ، قيمة المنهجية فى طلب العلم
ثانيا : استفدت فى محاكاة هذه المنهجية فى تحضير دروس التفسير لسور مختلفة
ثالثا : أهمية الإعتناء بالمعانى اللغوية والمعانى الإصطلاحية ، والشواهد الشعرية ، واستخدام الكلمات فى لغة العرب ، و ما لها من أثر عميق فى فهم السياق
رابعا : أهمية دراسة النصوص الضعيفة وفقه الرد عليها
خامسا : أدركت أهمية علامات الترقيم ، و القواعد الإملائية و دورها فى إيصال المعنى
سادسا : تعلمت قيمة الوقت ، فبساعتين فقط يوميا انتهينا بمن الله وكرمه من الانتهاء من دراسة هذا الكم .
جزاكم الله خيرا ، وصلى الله على نبيينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 03:04 AM
إسراء عبد الواحد إسراء عبد الواحد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 125
افتراضي

المجموعة الرابعة:
١- ما معنى ضمير الجمع في قوله (اهدنا)؟
ج-اختلف العلماء في معناه على ثلاثة أقوال:
القول الأول: لأن كل عضو من أعضاء العبد وكل حاسة ظاهرة وباطنة مفتقرة إلى هداية خاصة به فأتى بصيغة الجمع، وهذا القول لابن القيم في بدائع الفوائد.
القول الثاني: ليتضمن دعاؤه الدعاء لإخوانه المسلمين بالهداية فيكون له أجر الدعاء لنفسه ولإخوانه وهذا القول لابن كثير أنه يسأل حاجته وحاجة إخوانه المؤمنين بقوله (اهدنا) لأنه أنجع للحاجة.
القول الثالث:
مناسبته لقول(إيّاك نعبد وإيّاك نستعين) فهو نظير الجمع ومطابق لهما وهذا جواب ابن القيم؛ جاء الإتيان نظير الجمع في الموضعين أحسن وأفخم فإن المقام مقام عبودية وافتقار إلى الرب تعالى وإفراد بالحاجة إلى عبوديته واستعانته وهدايته فأتى به بصيغة الجمع أي نحن معاشر عبيدك ومماليك، وإذا تأملت في القرآن رأيت عامتها على هذا النمط ( ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) .

٢- بيّن معنى التعريف في الصراط؟
ج- لغة= الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب؛ وأصل الصاد في الصراط منقلبة عن السين وفي قراءة ابن كثير المكي (السراط) وقراءة أبي عمرو ( الزراط) ومن القراء من يشم الزاي بالصاد، وكلها متفقة في المعنى كما قال بن الجزري (وإنما اختلف النطق بها لاختلاف لغات العرب وقد رسمت في المصحف صادا على خلاف الأصل لتحتمل هذه الأوجه كلها، وسمي سراطا لأنه يسترط المارة أي يسعهم وهذا قول أبو منصور الأزهري كما في أمثال العرب لا تكن حلوا فتسترط أي تبتلع.
وقال ابن القيم الصراط ما جمع خمسة أوصاف أن يكون مستقيما سهلا مسلوكا واسعا موصلا إلى المقصود فلا تسمى العرب الطريق المعوج صراطا والأصعب المشق ولا المسدود غير الموصول، واختيار لفظ الصراط على غيره من الألفاظ كالطريق والسبل والمنهج له حكم ودلائل.

٣- ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم؟
ج- تنوعت عبارات السلف فروى بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس: صراط الذين أنعمت عليهم قال طريق من أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من الملائكة والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين الذين أطاعوك وعبدوك رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
-وقال الربيع بن أنس البكري قال مجاهد هم المؤمنون ، وهي رواية بن جريج عن ابن عباس ولم يدركه وإنما أخذ ابن جريج عن أصحاب مجاهد.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؛ النبي صلى الله عليه وسلم ومنه معه، رواه بن جرير.
وقال وكيع بن الجراح المسلمين.
وهذه الأقوال لا تعارض بينها وهي من باب التفسير بالمثال لتوضيح المعنى للسائل والمستمع فيقع الاختلاف في اللفظ بحسب سؤال السائل ومقتضى الخطاب والحاجة إلى البيان.

٤- بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية؟
ج- مراتب الهداية: مرتبتين
الأولى: هداية الدلالة والارشاد وهي هداية علمية وعامة للخلق جميعا، وثمرتها العلم بالحق والبصيرة في الدين.
الثانية: هداية التوفيق والإلهام وهي هداية عملية ، ثمرتها إرادة الحق والعمل به.
ولا تتحقق الهداية إلا بالجمع بين المعنيين وهو مقتضى الجمع بين العلم والعمل ، ويطلق لفظ الهدى في القرآن ويراد به المعنى الأول كما في قوله تعالى ( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى ) وفي قوله أيضا ( وأهديك إلى ربك فتخشى)، وتأتي تارة أخرى يراد به المعنى الثاني ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) وقوله ( فبهداهم اقتده)، ويأتي تارة يحتمل المعنيان كما في قوله ( وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) .
* درجات المهتدين:
١- الذين تحقق لهم أصل الهداية وهم الذين هداهم الله لأصل الاسلام اعتقادا وقولا وعملا فأدوا ما يصح به إسلامهم واجتنبوا نواقض الإسلام مع اقترافهم لبعض الكبائر وتفريطهم في بعض الواجبات، فأصحاب هذه الدرجة مسلمون لهم نصيب من الهداية بحسب ما معهم من الإيمان علما وعملا ، ومع ذلك هم مستحقون العذاب والعقاب على ما اقترفوه من المحرمات ومنهم من يعذب في الدنيا بأنواع من العذاب ومنهم في القبر ومنهم من عرصات القيامة حتى يكون منهم من يعذب في النار حتى يطهر من ذنوبه.
٢- المتقون، وهم الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات فنجوا من العذاب وفازوا بالثواب.
٣- المحسنون، وهم أكمل الناس هداية وأحسنهم عملا وهم الذين هداهم الله لأن يعبدوه كأنهم يرونه واجتهدوا في إحسان أداء الواجبات والكف عن المحرمات.
كما قال الله تعالى ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذنه ربه) .
*أثر درجات المهتدين على استحضار سؤال الهداية:
ما يقوم بقلب العبد عن الدعاء من الاضطرار إلى هداية الله والإنابة إليه تعالى وحشيته وما يصحب ذلك من الخوف والرجاء والصدق والإخلاص والتوكل على الله وحسن الظن به ، كل ذلك من الأعمال القلبية العظيمة إذا صاحبت الدعاء فإنما الداعي أسعد بالإجابة والإنابة وقال الله ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية) وقال ( وادعوه خوفا وطمعا ) .
بهاتان الآيتان تدلان دلالة بيّنة على أن من كان هذا حاله في دعائه فهو من أهل الإحسان وأن رحمة الله قريب منه، ومن كان في دعائه شيء من التقصير والتفريط والإساءة وكان حظه من دعائه بقدر ما أحسن فيه، فالذين يسألون الله تعالى الهداية ليسوا سواء بل يتفاضلون فيه من وجوه أحدها: حضور القلب عن الدعاء فليس دعاء الغافل كدعاء المدرك الواعي ، والثاني : الإحسان في الدعاء فليس من دعوا الله بتضرع وتقرب خوفا وطمعا ويشهد اضطراره لأجاب الله دعاءه كمن هو دون ذلك، والثالث: مقاصد الداعي من سؤال الهداية فإنما الأعمال بالنيات ولكل امرؤ ما نوى ، والله يعلم قصد كل سائل لذلك فإن الأكمل للإنسان أن يقصد بسؤاله الهداية التامة التي يبصر بها الحق ويتبع بها الهدى وأن يهديه بما هدى به عباده المحسنين .

٥- إذا كان كل من اليهود والنصارى مغضوب عليهم وضالون فما الحكمة من تخصيص كل طائفة بوصف؟
ج- تتابعت أجوبة المفسرين على هذا السؤال وذكروا فيه وجوها منها:
١- أن الله تعالى وسم كل طائفة بما تعرف به حتى صارت كل صفة كالعلامة التي تعرف بها تلك الطائفة وهذا حاصل جواب ابن جرير.
٢- أن أفاعيل اليهود من الاعتداء والتعنت وقتل الأنبياء وغيرها أوجبت لهم غضبا خاصا والنصارى ضلوا من أول كفرهم دون أن يقع منهم ما وقع من اليهود وهذا حاصل جواب ابن عطية.
٣- اليهود أخص بالغضب لأهم أمة عناد والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل وهذا جواب ابن القيم وتبعه تلميذه ابن كثير.
فقال ابن القيم ( الشقاء والكفر يأتي من عدم معرفة الحق تارة ومن عدم إرادته تارة أخرى)
٤- من ترك العمل بالعلم استحق سلب نعمة الهداية لمقابلته نعمة الله تعالى بما يغضب الله إذا لم يتبع الهدى بعد معرفته كما فعلت اليهود، ومن أعرض عن العلم الذي جاء من عند الله ضل عن الصراط المستقيم وابتدع في الدين ما لم يأذن به الله كما فعلت النصارى، واستحضار هذا المعنى يقوى في نفس المؤمن الحرص على اتباع هدى الله واجتناب ما يعرض العبد للحرمان من نعمة الهداية إلى الصراط المستقيم.
٦- بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير؟
ج- ما تحصلته من فوائد في دراسة تفسير سورة الفاتحة فوائد جمة:
١- دراسة مختلف الأقوال التي تقال في كل مسألة مما هو صحيح وضعيف.
٢- نسبة الأقوال إلى أصحابها مع التعقيب عليها إذا تطلب الأمر من التنبيه على ضعفها أو عدم أصوليتها .
٣- سرد الفوائد البديعية والبيانية والإشارة إلى اختلاف القراءات مما يفيد في الإحاطة بكل جوانب التفسير.
٤- التفصيل والاسهاب في شرح الآيات بطريقة مبسطة وسهلة العبارات وواضحة لا يشوبها الإبهام.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 06:48 AM
شيماء فريد شيماء فريد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الأول - المجموعة الثانية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 88
افتراضي إجابة المجموعة الثانية

إجابة السؤال الأول :أوجه تفاضل السائلين فى سؤال الهداية ..
الهداية لها مرتبتان :
الأولى : هداية الدلالة والإرشاد للحق ..وهى هداية علمية ..وينتج عنها العلم بالحق والبصيرة فى الدين
الثانية :هداية التوفيق والإلهام ..وهى هداية عملية ..ينتج عنها إرادة الحق والعمل به
ولا تتحقق الهداية إلا بتحقق المرتبتين والمعنيين فمن لم يعلم الحق لن يهتدى به ...ومن علم الحق ولم يعمل به بإرادة صادقة لم يهتدى
لذا فيتفاضل سائلو الهداية فى سؤالهم الهداية من رب العالمين إلى درجات و تفضيلات كلٌ على حسب أوجه :
فالوجه الأولى :حضورالقلب عند الدعاء لطلب الهداية فمن طلب الهداية بقلب واعٍ خاشع متوكل على الله منكسر له مستحضر عظمة الله وعلمه وحكته ومستحضر شدة افتقاره كعبد لمالكه وشدة حاجته إليه ليس كمن سأل الله الهداية بقلب غافلٍ لاهٍ ذاهلٍ مُعرض لا يفقه مما يقول شيئا كما قال النبى صلى الله عليه وسلم : ((:إن الله لا يستجيب لعبد دَعَاه عن ظهر قلب غافل)) والحديث حسّنه بعض أهل العلم لتعدد مخارجه وإن كان فى اسناده ضعف
والوجه الثانى : الإحسان فى الدعاء ..فلا يستوى من دعا الله كأنه يراه بتضرعٍ وخشوع ورغبة ورهبة ورجاء إجابته ويقين بقربه وقدرته وهدايته كمن هو دون ذلك فى العبادات القلبية
وبهذا أظهر الله فى قوله تعالى"{ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين *ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريبٌ من المحسنين*
وقال تعالى {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا} فهذا الفرقان يميز به الحق عن الباطل ويهديه للحق ويوفقه له
فمن بلغ هذه المرتبة وهذا الإحسان فى طلب الهداية من الله فضّله الله ورفعه وشمله برحمته وأفاض عليه من كرمه وهداه لخيرى الدنيا والآخرة ...ومادون هذه المرتية فكلٌ بحسب اجتهاده واحسانه وتقربه ينال نصيبه من هداية الهادى الحق
الوجه الثالث :مقاصد الداعى فى طلب الهداية فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرئ مانوى" فمن طلب الهداية فى مسألة بعينها نالها ومن طلبها فى كل أموره وحاجاته نال البصيرة والفرقان وكلٌ ينال منها بحسب مقصده ونيته لذا فكان من الحكمة والسداد والتوفيق والإلهام طلب الهداية التامة من الله والبصيرة فى الحق والإعانة والإرادة على سلوك طريق الحق والثبات عليه
وقد قال تعالى "إن يعلم الله فى قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أُخذ منكم ويغفر لكم}
إجابة السؤال الثانى :المراد بالصراط المستقيم..
الصراط المستقيم : هو وصف جامع لكل ما يوصل لمرضاة الله وجنته ويُبعد عن سخط الله وعقوبيته
وسُمىَ صراطا لوضوحه واستقامته وسعته ويسره فجعل الله لنا الدين يسرا والصراط واضحا يُسار إليه بالأعمال الصالحة والنية الخالصة فمن اتبع أوامر الله واهتدى بهدى نبيه صلى الله عليه وسلموابتعد عن الشهوات والشبهات فقد ازداد لله قربا واستقامةً على صراطه والصراط له سواء وهو اوسطه وأعدله وله مراتب وله حدود من خرج عنها يمنةً أو يسرةً فمآله إلى النار ومن انحرف عنه انحرافا لا يُخرجه عن الصراط المستقيم وإنما يصرفه ويبعده عن مراتبه العليا فله مرتبته التى ارتضاها لنفسه بقدر انحرافه ؟؟
والمأثور عن الصحابة والتابعين فى هذه المسألة خمسة أقوال:
القول الأول .الصراط المستقيم هو الإسلام وهو قول جابر بن عبدالله ورواية الضحاك عن ابن عمر ورواية لأبى العالية الرياحى ومحمد بن الحنفية وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم وهو قول جمهور المفسرين وأشهر الأقوال وأصلها ...
فالإسلام يشمل كل عمل وعبادة صحيحةيرضاها الله وكل اتباع للنبى صلى الله عليه وسلم هو من الإسلام وكل طاعة وخير يشملها الإسلام فهو الصراط المستقيم الموصل لرضوان الله تعالى ومباعد عن سخطه وعقوبته
واستدل العلماء على هذا القول من حديث النواس بن سمعان الكلابى رضى الله عنه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال:((ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى
باب الصراط داع
يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا،
وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا
من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه،
والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة:محارم الله،
وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم .))
وحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال:({الصراط
المستقيم }هو الإسلام، وهو أوسع ما بين السماء والأرض) رواه الحاكم وصححه .
القول الثانى : كتاب الله تعالى
استدل المفسرون على هذا القول
1-من حديث صحيح عن عبدالله بن مسعود
روى منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال:(إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره
الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله .)رواه الطبراني في الكبير،
وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
2-ما رواه الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في
حديث وصف القرآن المشهور وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:""كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم
وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى
الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم"" .(رواه ابن أبي شيبة والدارمي
والترمذي وغيرهم من طريق أبي المختار الطائي عن ابن أخي الحارث الأعور عن الحارث عن عليّ مرفوعا، )
، ورواه الدارمي
أيضاً من طريق عمرو بن مرة عن أبي البختري عن الحارث
والحارث هو من كبار أصحاب علىّ رضى الله عنه ولكنه تغير وأحدث بعد موته فترك بعض أهل العلم الأخذ عنه وأخذ بعضهم عنه الأحاديث التى لا نكارة فيها مثل هذا الحديث وهذا القول صحيح فى نفسه إذ أن كتاب الله يهدى إلى الصراط المستقيم
القول الثالث :هو ماكان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه
واستدل المفسرون على هذا القول برواية عن ابن مسعود
روى الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال:(الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم )رواه
الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان،
ولفظه:(الصراط المستقيم تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرفه،
والطرف الآخر الجنة )
القول الرابع :هو النبى صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر
وهذل القول لابن عباس ورواية لأبى العالية الرياحى والحسن البصرى
استدل المفسرون بقول ابن عباس ...
1-عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى {الصراط المستقيم }قال:(هو رسول
الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه )قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال( :صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما .)رواه الحاكم موقوفاً على ابن عباس وصححه،
2-ورواه محمد بن نصر المروزي في
السنة مقطوعاً على أبي العالية فى كتاب السنة..
قال عاصم الأحول: قال لنا أبو العالية:(تعلموا الإسلام فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط
المستقيم فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الصراط يمينا وشمالا، وعليكم بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم
والذي كانوا عليه من قبل أن يقتلوا صاحبهم ويفعلوا الذي فعلوا، فإنا قد قرأنا القرآن من قبل أن يقتلوا صاحبهم ومن قبل أن
يفعلوا الذي فعلوا بخمس عشرة سنة، وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء)
قال: فأخبرت به الحسن فقال:(صدق ونصح)
قال: وحدثت به حفصة بنت سيرين فقالت لي: بأهلي أنت هل حدثت بهذا محمدا؟ قلت: لا، قالت: فحدّثه إياه)
وسبب هذا القول ماحدث من الفرقة والشقاق بعد قتل الإمام عثمان رضى الله عنه فأراد ابن عباس وأبوالعالية أن يوضحا للناس بأن الصراط المستقيم ما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبوبكر وعمر رضى الله عنهما ويحذرا مما أصبحت عليه فرق منتسبة للإسلام
القول الخامس : الصراط المستقيم هو الحق ....وهو قول مجاهد بن جبر رواه بن أبى الحاتم
وهذا القول هو وصف للصراط المستقيم الذى من سلك غيره فقد جانبه الحق فمما سواه باطل لا خير منه
فكل هذه الأوال الخمسة صحيحة متلازمة لا تعارض بينهم
وقد قال ابن كثير قول ماتع فى هذا (وهذه الأقول كلها صحيحة وهى متلازمة فيما بينها فإن من اتبع النبى صلى الله عليه وسلم واقتدى بالذين من بعده أبى بكر وعمر فقد
اتبع الحق ومن اتبع الحق فقد اتبع الاسلام ومن اتبع الاسلام فقد اتبع القرآن فهو كتاب الله وحبله المتين وصراطه المستقيم فكلها صحيحة يُصدق بعضها بعضا ولله الحمد )
إجابة السؤال الثالث :الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين
أجاب ابن القيم على هذا السؤال بجواب حسن فقال أن الحكمة هى لعدة فوائد :
إحداها :الاشارة والتنبيه عن علة وسبب كونهم من المُنعم عليهم ...فالسبب هو الهداية التى جعلتهم يستحقون هذا الإنعام
وثانيها :انتفاء التعلق بالإشخاص المجرد عن القلب ...فالنبيون والصديقون والشهداء والصديقون إقتداؤنا بهم هو امتثال لأمر الله فى حقيقته فيصرف القلب لحقيقة العبادة والإقتداء
وثالثهما :لإيضاح عموم انعامه جل فى علاه فهو المُنعم على جميع خلقه بجميع منازلهم ومراتبهم فهو الذى هدى كل من سلك هذا الصراط بمن فيهم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون فكان ذكر الأمر بعمومه أعظم وأعم فائدة
إجابة السؤال الرابع :ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
ذكر المفسرون أوجها حسنا ردا على هذه المسألة
الوجه الأول :لمراعاة فواصل الآيات,...هو رد صحيح فى نفسه لكن لا يُكتفى به وحده قال به ابن عاشور
الوجه الثانى :لأن اليهود المغضوب عليهم أقدم فى الزمان من النصارى الضآلين ..قال به ابن القيم
الوجه الثالث : أن اليهود كانوا أقرب جوارا من النبى صلى الله عليه وسلم من النصارى ...وهذا الوجه فيه إشكالا أن الفاتحة مكية ولكن يدفع الاشكال أن قلنا اليهود أقرب فى يثرب والنصارى فى نجران والشام ..ذكره ابن القيم
الوجه الرابع :اليهود أشد كفرا وأغلظ جرما من النصارى فبدأ بهم ..ذكره ابن القيم ...وقال به ابن العثيمين "قدم المغضوب عليهم على الضآلين لأنهم أشد مخالفة للحق من الضآلين,,فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه بخلاف المخالف عن جهل"
الوجه الخامس:لإفادة الترتيب فى التعوذ ..لذا فاستوجب نفى الأضعف بعد نفى الأقوى مع مراعاة فواصل الآيات ..ذكره ابن عاشور
الوجه السادس :لإفادة ذكر المتضادين فالغضب يضاد الإنعام فناسب أن يُقدم غير المغضوب عليهم بعد (الذين أنعمت عليهم) قبل الضآلين ..فجاء تقديمها أحسن مقابلة عن تقديم الضآلين مختصر ماذكره ابى الحيان الاندلسى فى البحر المحيط..وذكره ابن القيم أنه أحسن الوجوه
وأعم منه أن نقول بوجود مقابلتين ..مقابلة خاصة ومقابلة عامة
المقابلة الخاصة ..هى العمل وعدمه
والمقابلة العامة ..العلم وعدمه
فالهداية تتحقق بعلم وعمل ..والعلم مقدم على العمل فكان مع يقابله فى دائرته أعم ..والعمل مع مايقابله أخص
فناسب ذكر المقابلة الخاصة وتقديمها ثم ذكر المقابلة العامة بشمولها وسعتها فقد انعدام العمل ثم انعدام العلم
الوجه السابع : لأنه أول ذنب عُصى به الله كان من جنس ذنوب المغضوب عليهم وهو ذنب إبليس حين عصى الله عن علم ومعرفة وأبى السجود لآدم عليه السلام ..زاده د. فاضل السامرائى
إجابة السؤال الخامس : الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟
أولا :إبهام ذكر الغاضب أفاد عظم شأن غضب الجبار وشمول آثار غضبه كل شئ فأفاد عموم الغاضبين وكثرتهم وجرم المغضوب عليهم وفداحة فعلهم فغضب كل من فى الكون لغضب الجبار الخالق
قال تعالى "وقالوا اتخذ الرحمن ولدا*لقد جئتم شيئا إدا *تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا*أن دعوا للرحمن ولدا*وماينبغى للرحمن أن يتخذ ولدا*
ثانيا: جاء المغضوب اسم لإفادة ملازمة الغضب لهم واستمراره وتمكن الوصف منهم عليهم وليس الفعل غضب فقد يوحى بغضب مرة واحدة وانقضى
ثالثهم : قال ابن القيم فائدة من وجهين :أولاهما ..أن ذلك جار على الطريقة المعهودة فى القرآن من إضافة أفعال الرحمة والجود والنعمة والمنة والإحسان لله تعالى ,,وأعمال العدل والجزاء والعقوبة يتم حذف فاعلها او اسنادها للمفعول به الذى كان سببا فيه تأدبا مع الله تعالى وتنزيها له عن اضافة الإضلال لفعله لئلا يُفهم أنهم معذورون فيما فعلوه بإرادتهم وإن كان بقدر الله وقضائه
كقوله تعالى :"وأنا لا ندرى أشرٌ أُريد بمن فى الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا*..
وثانيهما ..زيادة فى التبكيت والإذلال لهم بالاعراض عنهم وعدم الالتفات لهم لحقارتهم فهم على خلاف المُنعم عليهم الذين أضاف الله إنعامه إليهم وفى هذا تشريف لهم
إجابة السؤال السادس:بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير
ما استفدته من دراستى لتفسير سورة الفاتحة أن ...
خير مايُستعان به على تفسير آيات الله

1_ما بينه الله فى كتابه من تفصيل وتبيان لآيات فى مواضع آخرى من القرآن فأعظم ما يُفهم به كلام الله هو كلام الله
2- ثم الصحيح من الأحاديث التى صحت عن النبى صلى الله عليه وسلم والتثبت من الأسانيد واستبعاد الضعيف جدا منها
ولايصح بتعدد طرقه
اما الضعيف كخفة ضبط الراوى او انقطاع فى السند او رواية بعض المدلسين فإذا تعددت طرقه ومخارجه جازت روايتها ان لم يكن فى متنها نكارة اما ان كان فى متنها نكارة فلا تصح
ومن جهة المتون :
فإذا كانت المتون صحيحة لا نكارة فيها ويوجد ما يوافقها من الأحاديث الصحيحة فلا بأس من ذكرها والأفضل الاستعاضة عنها بما يوافقها من الصحيح
وان كانت المتون فيها نكارة فإذا لم يجد أهل العلم ما يوافقها من الصحيح فلا تُروى وكذلك المتون الغريبة جدا بدون سند لا يصح الاستعانة بها فى التفسير
3-فى مسائل التفسير عند وجود أقوال مختلفة لأهل العلم نذكرها تباعا بأدلتها وتخريج أحاديثها ونذكر درجة ضعفها او ان كان قول غريب لا دليل له
ونذكر القول الراجح وقول جمهور المفسرين
4-الرجوع فى التفسير لعلماء قواعد اللغة والبناء ومعرفة الفوائد اللغوية من اضافة الأحرف أو التقديم والتأخير فى البناء والحذف والتعريف والجمع بين هذه الأوجه ان لم يكن بينها تعارض والاستعانة بدلالات الألفاظ المختلفة فى الفهم الوافى لمراد الله تعالى بما يتناسب مع السياق والمقاصد
5-عند وجود مسألة لم يتكلم فيها المتقدمون من الصحابة والسلف الصالح والتابعين نلجأ إلى ثلاث مراتب بالتدرج
المرتبة الأولى :البحث عن الأقوال المأثورة فى هذه المسألة فإن لم نجد انتقلنا إلى المرتبة الثانية
المرتبة الثانية :النظر فى مقاصد الآيات واستخراج الفائدة منها فإن لم نتوصل لها انتقلنا إلى المرتبة الثالثة
المرتبة الثالثة : النظر فى سياق الكلام واستخراج الفائدة
فإن لم نستطع تركنا المسألة والله أعلم بمراده
6-إضافة الأقوال لأصحابها وبيان الاسناد او ان كان موقوفا او ان كان مستخرج من كلام او فعل الصحابة وايضاح هذا الأمر
7- عدم الإنكار على القول الآخر او القول ببطلانه ان كان له مايوافقه من الأدلة الصحيحة
8- عند الترقى فى طلب العلم ينبغى عدم الإكتفاء بما يُنقل من أقوال السلف في التفاسير
المتأخرّة، بل ينبغي الرجوع إلى المصادر الأصلية، فتؤخذ عباراتهم بنصّها، ويُميّز ما يصحّ مما لا يصحّ ؛
فتُحل بذلك
إشكالات كثيرة سببها النقل المخلّ، وحذف الأسانيد، والتوسّع في استخراج الروايات
******
فمثل هذه النقاط ينبغى أن يجعلها طالب علم التفسير نصب عينيه فى طريقه لدراسة التفسير وغيرها كثير مما سنتعلمه فى رحلتنا المباركة فى كتاب الله ونستزيد من إعجازه وتبيانه
نسأل الله أن يفتح لنا أبواب التدبر وفهم مراده فى كتابه المجيد الذى لا يأتيه الباطل من بيد يديه ولا من خلفه

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 09:16 AM
وضحاء المطيري وضحاء المطيري غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 30
افتراضي

"المجموعه الاوله"

س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.

-هذا الدعاء من اعظم الدعاء وانفعه واحبه الي الله سبحان وتعالى

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}
فإذا الله هداه هذا الصراط اعانه على طاعته وترك معصيته ولم يصبه شر لافي الدنيا ولافي الاخره
والذنوب من لوازم نفس الانسان وهو محتاج الي الهدى في كل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب
وإذا حصلت الهداية حصل ما يترتب عليها من النصر والرزق والتوفيق وأنواع الفضائل والبركات، وما تطلبه النفس من أحوال السعادة، ومن العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة.
1-هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية، ثمرتها:العلم بالحقّ، والبصيرة في الدين.
2-هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية، ثمرتها:إرادة الحقّ والعمل به.




س2: بيّن معنى الصراط لغة.

الصراط في لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.

ومن أمثال العرب: لا تكن حلواً فتُسترَط أي: تُبتَلع.
وقال ابن القيّم رحمه الله: (الصراط ما جمع خمسة أوصاف: أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً واسعاً موصلاً إلى المقصود؛ فلا تسمّي العربُ الطريقَ المعوجَّ صراطاً ولا الصعب المُشِقّ ولا المسدودَ غير الموصول).
قال: (وبنوا "الصراط" على زِنَةِ فِعَال لأنَّه مُشْتَمِلٌ على سالكِهِ اشتمالَ الحلقِ على الشيءِ المسرُوط)ا.هـ.
والمقصود أنَّ اختيار لفظ "الصراط" على غيره من الألفاظ كالطريق والسبيل والمنهج وغيرها له حِكَمٌ ودلائل.


س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
أنَّ الحذف للدلالة على العموم في كلّ ما من شأنه حصول تمام الهداية، وقد تقدّم بيان ما يحتاجه العبد من النعم العظيمة لتتمّ له نعمة الهداية.
ولما يحتاجه العبد من الهدايات الكثيرة في كلّ شأن من شؤونه.
وهذا نظير حذف متعلّق أفعل التفضيل في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ وذلك لإرادة العموم؛ أي أقوم في كل شيء يُحتاج إليه من أبواب الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق والسلوك والدعوة والسياسة وغيرها مما تتعلق به حاجة الفرد والأمة في الهداية إلى ما ينفع ويقرب إلى الله عز وجل، وتتحقق به النجاة والسلامة مما يُخشى ضرره



س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟

ففي الموضع الأول: كان الأهمّ للسائل أن يُهدى إلى الصراط المستقيم، وهو الطريق الصحيح السهل المفضي إلى العاقبة الحسنة، وأنه طريق واحد كما دلّ عليه معنى التعريف والعهد الذهني.
وفي الموضع الثاني: أتى ذكر الصراط معرّفاً بالإضافة إلى الذين يُستأنس باتّباعهم واقتفاء آثارهم وليفيد بأنَّه صراط آمن مسلوك قد سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته وحسن ثوابه.
قال ابن القيّم رحمه الله: (وهذا كما إذا دللت رجلا على طريق لا يعرفها وأردت توكيد الدلالة وتحريضه على لزومها وأن لا يفارقها؛ فأنت تقول: (هذه الطريق الموصلة إلى مقصودك)، ثم تزيد ذلك عنده توكيدا وتقوية فتقول: (وهي الطريق التي سلكها الناس والمسافرون وأهل النجاة)، أفلا ترى كيف أفاد وصفك لها بأنها طريق السالكين الناجين قدرا زائدا على وصفك لها بأنها طريق موصلة وقريبة سهلة مستقيمة فإن النفوس مجبولة على التأسّي والمتابعة فإذا ذُكِرَ لها من تتأسّى به في سلوكها أَنِسْتَ واقتحمتها، فتأمّله)
ولابن عاشور كلام حسن في جواب هذا السؤال أيضاً وأن فيه تفصيلاً بعد إجمال مفيد ليتمكّن الوصف الأوّل من النفوس ثمّ يعقب بالتفصيل المبيّن لحدود الصراط وعلاماته وأحوال السالكين وأحكامهم.



س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟


- أنَّ سبب الغضب على اليهود أنَّهم لم يعملوا بما علموا؛ فهم يعرفون الحقّ كما يعرفون أبناءهم، لكنَّهم أهل عناد وشقاق وكِبْرٍ وحَسَد؛ وقسوة قلب، يكتمون الحقَّ، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويعادون أولياء الله؛ فاستحقّوا غضب الله.
- وأنَّ النصارى ضلوا لأنّهم عبدوا الله على جهل، متبّعين في عباداتهم أهواءهم، مبتدعين في دينهم ما لم يأذن الله به، قائلين على ربّهم ما ليس لهم به علم؛ فكانوا ضُلّالاً لأنَّهم ضيّعوا ما أنزل الله إليهم من العلم، ولم يسترشدوا به، وعبدوا الله بأهوائهم، وغلوا في دينهم، واتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله؛ بطاعتهم فيما يشرّعون لهم من العبادات، وفي تحريم ما أحلّ الله، وتحليل ما حرّم الله؛ فضلّوا بذلك ضلالاً بعيداً


س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.

بسم الله والصلاة والسلام على رسول

ولله الحمدالله اكنت اجهل امور كثيره في سورة الفاتحه ونقرأها على استعجال في الصلاه وبعد هذه الدوره اصبح لدي حرص و تأني أثناء قرائتها
اولا عرفة فضلها العظيم وانها اعظم سور القرآن
وليس في الكتب السماويه مثل فضلها وانها رقيه نافعه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -وقرأ عليه أبيّ بن كعب أمَّ القرآن- فقال: « والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني».
-ومعرفة المرويات الضعيفه التي ذكرة في فضل سورة الفاتحه وانواعها وايضا الفائده عدم الاكتفاء بقول واحد في فهم النص في غالب الأحيان؛ وذلك لإكمال الصورة في الذهن ومحاولة الإلمام بأوسع معنى للآيات، ومحاولة الوقوف على الحكمة من مراد الله تعالى.اختصار اقوال المفسرين بعبارات سهله وقصيره مع مراعات عدم الاخلال بالمعنى
-تعدد الروايات وأقوال المفسرين في معاني الآيات لا يعد خلافاً وإنما هو لاختلاف فهمهم للآيات واجتهاداتهم في علم التفسير.
بيان اسماء سورة الفاتحه ومعانيها وختلاف المفسرين في وصف الآيات
-مسائل نزول السورة الفاتحه والاختلاف في مكية سورة الفاتحه وهل تكرر نزولها وحال نزولها وترتيب نزولها واختصاص هذه الامه بتنزيل سورة الفاتحه
-وتضح ادي عدد ايات سورة الفاتحه والخلاف في عد البسمله آيه من الفاتحه
-الاستعاذه ومعناها واقسامها والحكمه من مشروعيتها ودرجاتها وانواع شرور الشيطان
ودرجات كيده وسبب العصمه منه وسبب استعاذه من الشيطان عند قرآءة القرآن
ان الله تعالى مختص مستحق بالحمد الكامل من جميع الوجوه
تقديم وصف الله بالالوهيه على وصفه بالربوبيه
عموم ربوبية الله تعالى لجميع العالم لقوله "العالمين"
اخلاص العباده الله عزو وجل واخلاص الاستعانه بالله
لجوء الانسان الي الله تعالى بعد الاستعانه به على العباده ان يهديه الي الصراط المستقيم لابد في العباده من اخلاص
وان الناس انقصمو الي ثلاث اقسام قسم انعم الله عليهم وقسم مغضوب عليهم وقسم ضالون
وان الله قدم الاشد فالاشد لانه تعالى قدم المغضوب عليهم على الضالين
فهم الايات في القرآن الكريم ومعانيها يعين على التفكر والتدبر عند تلاوه القرآن الكريم

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 11:04 AM
رقية بورمان رقية بورمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 65
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثالثة

س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
ج1:يقول الله عز وجل في كتابه الكريم {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هاديتنا} وذلك بعد ذكر الراسخين في العلم وأولي الألباب
وقد جاء في الحديث الصحيح عند الشيخين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل الأهل النار فيدخلها)
وقد روي عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر أن يقول: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، فقلت: يا رسول الله، آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ قال): نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء)
وإن كان بعض أهل الأهواء قد قالوا: المؤمن قد هُدي إلى الصراط المستقيم؛ فأي فائدة في طلب الهدى؟ فإنهم أساؤوا فمن الواضح وضوح الشمس أن هذا السؤال من كيد الشيطان ومن زخرف القول
ويظهر لي أن الجواب سهل: نعم المؤمن قد هدي إلى الصراط المستقيم و لذلك لا يقول: إهدنا إلى الصراط المستقيم ولكنه يقول {إهدنا الصراط المستقيم}
فالمسلم عليه أن لا يتعجب بإسلامه {يمنون عليك أن أسلموا}
والمؤمن يشعر بعظمة النعمة أن الله هداه لهذا
ومن بصيرته العلم بأن من الممكن أن الله يقبض هذه النعمة عنه مثل ما بسطها عليه
الله عز وجل هدانا للإسلم وهو الصراط المستقيم ولكن الوصول إلى صراط لا يعني الوصول إلى الهدف الذي يهدي إليه:
ألا وهذا الهدف أن نلقى ربنا وهو راض عنا غير غضبان
{فأما الذين ءامنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم أليه صراطا مستقيما}
فعلينا أن نمشي بخطواتنا على هذا الصراط حتى نوصل إلى نهايته ألا وهي حسن الخاتمة نسأل الله إياها
وأن كان الصراط واضح واسع سهل مستقيم موصل للمطلوب.ولكن هناك فتن وابتلاء فماذا يضمن لي أنني سأمشي عليه حتى أوصل للمطلوب؟
إلا الدعاء: {اهدنا الصراط المستقيم} مع وعد ربنا الكريم: (ولعبدي ما سأل) كما جاء في الحديث الطويل لأبي هريرة عند مسلم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( الإنسان محتاج إلى الهدى في كل لحظة)
وقال أيضا: (والذين هداهم الله من هذه الأمة حتى صاروا من أولياء الله المتقين كان من أعظم أسباب ذلك دعاؤهم الله بهذا الدعاء في كل صلاة، مع علمهم بحاجتهم وفاقتهم إلى الله دائما في أن يهديهم الصراط المستقيم؛ فبدوام هذا الدعاء والافتقار صاروا من أولياء الله المتقين)
فذهب ابن جرير وأبو إسحاق الزجاج وأبو جعفر النحاس وجماعة من اللغويين إلى أنّ معنى طلبنا {اهدنا الصراط المستقيم}: ثبّتنا على الهدى.
قال الزجاج: (ومعنى {اهدنا} وهم مهتدون: ثبّتنا على الهدى، كما تقول للرجل القائم: قم لي حتى أعود إليك. تعني: اثبُتْ لي على ما أنت عليه

س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
ج2: قد فسروا الصحابة والتابعين ثم المفسرين من بعدهم الصراط المستقيم على خمسة أقوال
القول الأول: الصراط المستقيم هو دين الإسلام
والدليل على هذا التعريف في ما رواه النوَّاس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم)). رواه أحمد وغيره
وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: « {الصراط المستقيم} هو الإسلام، وهو أوسع ما بين السماء والأرض» رواه الحاكم وصححه.
وقال أبو العالية: «تعلَّموا الإسلام؛ فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم؛ فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الصراط شمالا ولا يمينا». رواه عبد الرزاق في مصنّفه وابن نصر المروزي في السنة، وابن وضاح في البدع، والآجرّي في الشريعة. وقد اشتهر هذا التعريف وهو يشمل كل تعريف غيره لوسع ما يدخل في معنى الإسلام
وقال به جمهور المفسرين

القول الثاني:الصراط المستقيم هو كتاب الله
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله. رواه الطبراني، وابن نصر المروزي، والحاكم، والبيهقي، وإسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم
ويروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم.)
وهذا الحديث مع شهرته يفتقد السند الصحيح
ولا شك في صحة هذا القول لأن من يتبع القرآن يهتدى

القول الثالث: الصراط المستقيم: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه الطبراني
ولفظه عند البيهقي : (الصراط المستقيم تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرفه، والطرف الآخر الجنة).
روى الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: «الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان، ولفظه: (الصراط المستقيم تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرفه، والطرف الآخر الجنة).
و روي بإسناد ضعيف عن عبيد الله بن عمر بن الخطاب أنه أتى ابنَ مسعود عشيةً خميس وهو يذكّر أصحابه، قال: فقلت يا أبا عبد الرحمن، ما الصراط المستقيم؟
قال: يا ابن أخي، تركَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أدناه، وطرفه في الجنة، وعن يمينه جوادٌّ، وعن شماله جوادٌّ، وعلى كلِّ جوادٍّ رجالٌ يدعون كلَّ من مرَّ بهم: هَلُمَّ لك، هَلُمَّ لك، فمن أخذ معهم وردوا به النار، ومن لزم الطريق الأعظم وردوا به الجنة).

القول الرابع: الصراط المستقيم هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر
عن أبي العالية عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى {الصراط المستقيم} قال: «هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه» قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: «صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما». رواه الحاكم موقوفاً على ابن عباس وصححه
ويفهم هذا القول عن أبي العالية بأنه قال به بعد مقتل عثمان رضي الله عنه لينصح المسلمين مع تصريحه بأنّ الصراط المستقيم هو الإسلام.

وإن كان من المفسرين من زعم أن ومما ينبغي التنبّه له أن بعض هذه الأقوال تجوّز في اختصارها وروايتها بالمعنى بعض المفسّرين؛ حتى زعم بعضهم أن الصراط المستقيم هو حبّ أبي بكر وعمر فهذا تجاوز وإن كان حبّهما من الدين.

القول الخامس: :الصراط المستقيم هو الحقّ
قال به مجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم.

فهذا ما يأتي في الآثار عن الصحابة والتابعين يعرف به الصراط المستقيم
وإن كانت تختلف الأقوال ولكن حقيقتها أنها تصدق بعضها بعضا.
وقال في ذلك بن الكثير:
(وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد)

س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
ج3: الله عزوجل هو المنعم يعطى لعباده ويرزقهم وينعم عليهم كيف يشاء
{وما بكم من نعمة فمن الله}
ونعمته التي ينعم بها على بني آدم على نوعين:
الأولى: نعمته التي ينعم بها على الكل كافر أومسلم
{كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا}
وهذا إنعام الله الدنيوي يبتلي به الإنسان ليبين: أيشكر أم يكفر
وهذا الإنعام إبتلاء و فتنة:
{فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ}
{فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}
وعلى المؤمن أن لا يغر بها:
{ولا تعجبك أموالهم وأولادهم}
{لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم}
ولكن يستعين بها لما هي غايته وهي عبادة الله والشكر
{كلوا من طيبات ما رزقناكم}
وأما الكافر الذي لا يأدي الشكر الواجب على ما هو فيه من نعيم الدنيا وهي لا تحصى {ولئن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} فستكون كل ما استمتع به في هذه الدنيا حجة عليه يوم القيامة
{فتمتعوا فسوف تعلمون}

والثانية هي نعمته الخاصة فهى فضل الله وبركاته وهدايته وإلهام فعل الخيرات لعباده الذين أختارهم لجنته واجتباهم واصطفاهم
وهذا الإنعام المقصود في {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا}
وفي{أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}
وهي نعمة الله على المسلمين والمؤمنين والصالحين وعلى أولياءه
{وبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}
وكيف أن لا يفرحوا بها وهذا النوع الثاني من نعمة الله على عباده يترتب عليه نعيم الجنة
{إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم}
{وما عند الله خير وأبقى}
وهذا ما ندعوه بدعاءنا {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم}

س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
ج4:قد أسند الله إنعامه على {الذين أنعمت عليهم} إلى نفسه وفي ذلك تشريف لهم وتكريم لأنه يعبر عن عناية الله بهم
ويظهر لي أن ذكر الفاعل والفعل أيضا تعبير عن هؤلاء الموصوفون بحاجة الدائمة والمستمرة إلى من أنعم عليهم لأنهم غير موصوفون بالمنعمين عليهم فكانت أصبحت صفة ملازمة لهم وهي ليس كذلك
وإن وعدهم الله أنه سيزيد الذين اهتدوا هدى ولكن هنالك خبر الذي {آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين} نسأل الله العافية
وأيضا نجد في أكثر من موضع في القرآن الكريم أن أفعال الإحسان والرحمة تنسب إلى الله تعالى بخلاف أفعال العدل والجزاء والعقوبة التي يُحذف ذكر الفاعل فيها وهذا من الأدب مع الله جلّ وعلا
فأمثلة ذلك ّ {وأنا لا ندري أشرّ أُريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشداً}
و{وإذا مرضت فهو يشفين}.
وهكذا حذف الفاعل في{المغضوب عليهم} تأدبا مع الله عز وجل ولكي لا يقع في بعض النفوس ما لا يصحّ من المعاني التي يُنزّه الله عنها
وهذا مما كتب إبن القيم عن الحكمة من عدم ذكر الغاضب في {غير المغضوب عليهم}
ووجدوا آخرون من المفسرين أن إبهام ذكر الفاعل يفيد عظم شأن غضب الله عليهم وهو الملك الجبار الذي لغضبه يغضب جنود السموات والأرض فحتويهم الغضب من كل ناحية.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا ...أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض).
وفي صحيح ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم«من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس».
وقيل في المسئلة أن عدم ذكر الفاعل يفيد إلزام الصفة بهم ولو قال غضبت عليهم ممكن فهم المعنى أنه غضب عليهم مرة واحدة
وقيل أن وصفهم بحذف الفاعل يفيد تخسئتهم و يبلغ عن إعراض الله عنهم وترك الإلتفات إليهم

س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟
ج5: توافقت أقوال السلف على أن {المغضوب عليهم} هم اليهود و{الضالون} هم النصارى
والدليل على صحة قولهم حديث عديّ بن حاتم الطائي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون) روى الترمذي وغيره وقال الترمذي حديث صحيح.
روي عن ابن مسعود وابن عباس تفسير المغضوب عليهم بأنّهم اليهود، وتفسير الضالين بأنّهم النصارى.
واستشهد لصحة معنى حديث عديّ بن حاتم من القرآن جماعة من أهل العلم
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وقد دل كتاب الله على معنى هذا الحديث، قال الله سبحانه: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ}، والضمير عائد إلى اليهود، والخطاب معهم كما دل عليه سياق الكلام.
وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ} وهم المنافقون الذين تولوا اليهود باتفاق أهل التفسير، وسياق الآية يدل عليه.
وقال تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ}
وذكر في آل عمران قوله تعالى: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ}وهذا بيان أن اليهود مغضوب عليهم.
وقال في النصارى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} إلى قوله: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}.
وهذا خطاب للنصارى كما دل عليه السياق، ولهذا نهاهم عن الغلو، وهو مجاوزة الحد، كما نهاهم عنه في قوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} {وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ} الآية.
واليهود مقصرون عن الحق، والنصارى غالون فيه

س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير.
ج6: ما يبدو لي أن كل آية تفسر حاسب ما يناسبها ما بين
-شرح عام وفقا للعقيدة وأصول أمور الدين
-نقاش بعض ما كتب في تفسيرها
مع بيان ضعف بعض الروايات
وجمع بين الأقوال المختلفة إن ممكن
أو ترجيح بعضها
قال شيخنا عبد العويز الداخل(التفسير أن يكون على معرفة بأقوال العلماء في هذه المسألة، وأن يعرف سبب الاختلاف، مآخذ الأقوال وحججها وأحكامها)
وقال أن علينا ب(جمع الأقوال المختلفة في مسألة وذكر من قال بها وحججهم ومناقشة من حيث صحة الإسناد والرواية ومن حيث القول الذي قالوا )
وقال شيخنا عبد العزيز (ولذلك ينبغي لطالب علم التفسير إذا تجاوز مرحلة المتوسّطين فيه أن لا يكتفي بما يُنقل من أقوال السلف في التفاسير المتأخرّة، بل ينبغي له أن يرجع إلى المصادر الأصلية، فيأخذ عباراتهم بنصّها، ويميّز ما يصحّ مما لا يصحّ؛ فتندفع عنه بذلك إشكالات كثيرة سببها النقل المخلّ، وحذف الأسانيد، والتوسّع في استخراج الروايات)
-شرح لغوي مع النظر إلى الإختلاف في القراءات
قال شيخنا عبد العزيز في( فائدة: في أنواع التعريف بـ(ال)
ومعرفة هذه الأنواع من مهمّات ما يحتاجه طالب علم التفسير، وكثيرا ما يكون مرجع الاختلاف بين أقوال المفسرين لاختلافهم في معنى التعريف. )
-الإستفادة من كتب ابن تيمية وابن القيم
-و أمام مسألة لم تطرح قبلها فالبحث في المأثور ثم الإستنتاج من سياق الكلام ثم النظر في مقصد الآية وإن ما وجدنا جوابا يبقي العلم يقينا بأن الله يعلمه

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 02:19 PM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

إجابات أسئلة المجموعة الأولى :
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
هو سؤال وطلب
والله إذا هدى العبد أعانه على طاعته وترك معصيته فلم يصبه شر كما بين ذلك شيخ الاسلام وإذا حصلت الهداية حصل ما يترتب عليها
وفي الآية طلب الهداية بمعنييها هداية الدلالة والارشاد وهداية التوفيق والالهام

س2: بيّن معنى الصراط لغة.
هو الطريق الواضح السهل الواسع المستقيم الموصل الى المطلوب

س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
للدلالة على العموم
ولما يحتاجه العبد من الهداية في كل شؤون حياته

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
يفيد انه صراط آمن سلكه من يقتفى اثارهم واما الاول فهو اهم للسائل ان يكون الصراط الذي يسأله مستقيما واضحا مهديا

س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
لورود دليل صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير المراد فيه


س6: بيّن ما استفدته من دراستك لدورة تفسير سورة الفاتحة من المنهجية في دراسة مسائل التفسير
1ـ كيفية الاستفادة من الآيات ومعانيه وكيفية استنباط الفوائد من الآيات
2ـ الكثير من المصطلحات العلمية واللغوية المتعلقة بالتفسير وما تفيدها تلك المصطلحات
3ـ بعض مظان الفوائد العلمية التفسيرية يعني التي ممكن ان تكون مراجع يرجع لها للاستفادة في التفسير
4ـ تعلمت الكثير من نصوص صحيحة في السنة التي تبين كثيرا من الايات التفسيرية التي تكون عمدة لتفسير تلك الايات
5ـ عددا من حكم التكرار اللفظي
6ـ التعرف على كثير من أسماء الأئمة المفسرين من السلف وحفظها مع كثرة الذكر

هذه بعضها

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 03:36 PM
سميرة عامر سميرة عامر غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 6
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إجابات أسئلة المجموعة الأولى :
السؤال الأول : بين ما يشمله الدعاء بقول { إهدنا الصراط المستقيم}؟
الجواب : هذا الدعاء أعظم الدعاء وأنفعه وأحبه إلى الله تعالى قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :( أنفع الدعاء وأحكمه دعاء الفاتحة { اهدنا الصراظ المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته , فلم يصبه شر لا في الدنيا ولا في الآخرة ..) فمن يسأل الله الهداية يكون قد سأل الله هداية الدلالة والإرشاد وهداية التوفيق والإلهام فمن أحسن الإتيان بالثناء على الله في أول السورة كان أسعد بإعطاء مسألته وإجابة دعوته .


السؤال الثاني : بين معنى الصراط لغة :
الجواب : الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب . قال ابن القيم رحمه الله : ( الصراط ما جمع خمسة أوصاف : أن يكون طريقا سهلا مسلوكا واسعا موصلا إلى المقصود ؛ فلا تسمي العرب الطريق المعوج صراطا ولا الصعب المشق ولا المسدود غير الموصل .)


السؤال الثالث : ما الحكمة من حذف متعلق الإنعام في قوله { أنعمت عليهم } ؟
الجواب : الأظهر أن الحذف للدلالة على العموم في كل ما من شأنه حصول تمام الهداية . كانه يقال : اهدني يارب صراط الذين انعمت عليهم بكل شيء -حذف المعمول يدل على العموم-


السؤال الرابع : ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط ؟
الجواب : لأن ذكره في كل موضع له حكمة مناسبة وفائدة لا تتحق في غيره .
ففي الموضع الاول : كان الأهم للسائل أن يهدى إلى الصراط المستقيم . وهو الطرق الصحيح السهل المفضي إلى العاقبة الحسنة ، وأنه طريق واحد كما دل عليه معنى التعريف والعهد الذهني .
وفي الموضع الثاني : أتى ذكر الصراط معرفا بالإضافة إلى الذين يستأنس باتباعهم واقتفاء آثارهم وليفيد بأنه صراط آمن مسلوك قد سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته وحسن ثوابه .


السؤال الخامس :ماسبب توافق السلف في تفسير المغضوب عليهم ولا الضالين ؟
الجواب : لانه صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه وصف اليهود بأنهم مغضوب عليهم ، ووصف النصارى بأنهم ضالون .


السؤال السادس : بين ما استفدته من دراسة دورة سورة الفاتحة ؟
الجواب : الجمد لله أولا وآخرا يسر لنا سبل طلب العلم
استفدت كيفية الاستدلال من خلال النص الشرعي
وجمع الأقول في المسألة الواحدة وتوجيهها
لفت الانتباه لأمور بلاغية جميلة جدا في السورة غالبا نغفل عنها .
رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح !

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir