دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 ذو القعدة 1437هـ/1-09-2016م, 04:39 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الرابع: مجلس مذاكرة القسم الثامن من تفسير سورة البقرة من الآية 101 إلى الآية 110

مجلس مذاكرة القسم الثامن من تفسير سورة البقرة
الآيات (101 - 110)

اختر إحدى المجموعتين الآتيتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.
ب. المراد بما تتلو الشياطين.
2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}
ج: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم...} الآية.
4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}.

المجموعة الثانية:

1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بالملكين.
ب. المراد بما سئل موسى من قبل.
2: فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.
3: أجب عما يلي:
أ: ما المراد بملك سليمان في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}؟
ب: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها}.
ج: بيّن حكم الساحر.
4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 ذو القعدة 1437هـ/2-09-2016م, 12:13 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثامن من تفسير سورة البقرة
الآيات (101 – 110)

المجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ‌. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.
المراد بكتاب الله : القرآن، لأنهم كذبوا به.ذكره ابن عطيه
وقيل المراد التوراة، لأنهم تركوا الأخذ بها .ذكره ابن كثير وابن عطيه
ب‌. المراد بما تتلو الشياطين.
: معنى:تتلو : تقرأ من التلاوة.
وقال ابن عباس: تَتْلُوا : تتبع، كما تقول: جاء القوم يتلو بعضهم بعضا،
وقيل : تتلو بمعنى : تلت، فالمستقبل وضع موضع الماضي.
وقال الكوفيون: المعنى ما كانت تتلو.ذكره ابن عطيه.
وقيل: مَا تَرْوِيهِ وَتُخْبِرُ بِهِ وتُحدثه الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ. وَعَدَّاهُ بعلى؛ لِأَنَّهُ تَضَمَّنَ تَتْلُو: تَكْذِبُ. وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: "عَلَى" هَاهُنَا بِمَعْنَى "فِي"، أَيْ: تَتْلُو فِي مُلْكِ سُلَيْمَانَ. وَنَقَلَهُ عَنِ ابْنِ جُرَيج، وَابْنِ إِسْحَاقَ.
وعَنِ الْحَسَنِ: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ} قَالَ: ثُلُثُ الشِّعْرِ، وَثُلُثُ السِّحْرِ، وَثُلُثُ الْكِهَانَةِ


وَقَالَ مُجَاهِدٌ : فِي قَوْلِهِ: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} قَالَ: كَانَتِ الشَّيَاطِينُ تَسْتَمِعُ الْوَحْيَ فَمَا سَمِعُوا مِنْ كَلِمَةٍ [إِلَّا] زَادُوا فِيهَا مِائَتَيْنِ مِثْلَهَا. فأرسِل سُلَيْمَانُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، إِلَى مَا كَتَبُوا مِنْ ذَلِكَ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ سُلَيْمَانُ وَجَدَتْهُ الشَّيَاطِينُ فَعَلَّمَتْهُ النَّاسَ [بِهِ] وَهُوَ السِّحْرُ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: كَانَ سُلَيْمَانُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَتَتَبَّعُ مَا فِي أَيْدِي الشَّيَاطِينِ مِنَ السِّحْرِ فَيَأْخُذُهُ مِنْهُمْ، فَيَدْفِنُهُ تَحْتَ كُرْسِيِّهِ فِي بَيْتِ خِزَانَتِه ,ذكره ابن كثير.
وقيل : أنه كتاب من السحر زعمت اليهود أنهم أخذوه من سليمان فأنزل الله تكذيبهم .ذكره الزجاج
2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر)
روي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَإِذَا أَتَاهُمَا الْآتِي يُرِيدُ السِّحْرَ نَهَيَاهُ أَشَدَّ النَّهْيِ، وَقَالَا لَهُ: إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ، وَذَلِكَ أَنَّهُمَا عَلِمَا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ وَالْكُفْرَ وَالْإِيمَانَ، فَعَرَفَا أَنَّ السِّحْرَ مِنَ الْكُفْرِ . قَالَ فَإِذَا أَبَى عَلَيْهِمَا أَمَرَاهُ أَنْ يَأْتِيَ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا، فَإِذَا أَتَاهُ عَايَنَ الشَّيْطَانَ فَعلمه، فَإِذَا تَعَلَّمَ خَرَجَ مِنْهُ النُّورُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ سَاطِعًا في السماء، فيقول: يا حسرتاهوَيْلَهُ! مَاذَا أَصْنَعُ ؟.
وَعَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ: نَعَمْ، أُنْزِلَ الْمَلَكَانِ بِالسِّحْرِ، لِيُعَلِّمَا النَّاسَ الْبَلَاءَ الذِي أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْتَلِيَ بِهِ النَّاسَ، فَأُخِذَ عَلَيْهِمَا الْمِيثَاقُ أَنْ لَا يُعَلِّمَا أَحَدًا حَتَّى يَقُولَا {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ}
وَقَالَ قَتَادَةُ: كَانَ أُخِذَ عَلَيْهِمَا أَلَّا يُعَلِّمَا أَحَدًا حَتَّى يَقُولَا {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ} أَيْ: بَلَاءٌ ابْتُلِينَا بِهِ- {فَلا تَكْفُرْ}
وَقَالَ قَتَادَةُ وَ السُّدِّيُّ: إِذَا أَتَاهُمَا إِنْسَانٌ يُرِيدُ السِّحْرَ، وَعَظَاهُ، وَقَالَا لَهُ: لَا تَكْفُرْ، إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ. فَإِذَا أَبَى قَالَا لَهُ: ائْتِ هَذَا الرَّمَادَ، فبُلْ عَلَيْهِ. فَإِذَا بَالَ عَلَيْهِ خَرَجَ مِنْهُ نُورٌ فَسَطَعَ حَتَّى يَدْخُلَ السَّمَاءَ، وَذَلِكَ الْإِيمَانُ. وَأَقْبَلَ شَيْءٌ أَسْوَدُ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ حَتَّى يَدْخُلَ فِي مَسَامِعِهِ وكلِّ شَيْءٍ مِنْه. وَذَلِكَ غَضَبُ اللَّهِ. فَإِذَا أَخْبَرَهُمَا بِذَلِكَ عَلَّمَاهُ السِّحْرَ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ} الْآيَةَ
المراد بقوله (يعلمان )
وفيها أقوال للعلماء:-
: أحدها - وهو أثبتها أن الملكين كانا يعلمان الناس السحر.
ويكون اللَّه عزَّ وجلَّ امتحن بالملكين الناس في ذلك الوقت، وجعل المحنة في الكفر والِإيمان أن يقبل القابل تعلم السحر، فيكون بِتَعلُّمِه كافراً، وبتْرَكِ تعَلمه مؤمناً، لأن السحر كثر في كل أمة، والدليل على ذلك أن فرعون فزع في أمر موسى - صلى الله عليه وسلم - إلى السحر - فقال: (ائتوني بكل ساحر عليم), ذكره الزجاج .
وحمل هذه الآية على أن الملكين إنما نزلا يعلمان الناس بالسحر وينهيان عنه.
وقال الجمهور: بل التعليم على عرفه
و «لا تكفر» قالت فرقة: بتعلم السحر، وقالت فرقة: باستعماله، وحكى المهدوي أن قولهما: إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ استهزاء، لأنهما إنما يقولانه لمن قد تحققا ضلاله. ذكره ابن عطيه.
3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
حكى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ. قَالَ: أن أَهْلُ السُّنَّةِ َقَدْ جَوَّزُوا أَنْ يَقْدِرَ السَّاحِرُ أَنْ يَطِيرَ فِي الْهَوَاءِ، وَيَقْلِبَ الْإِنْسَانَ حِمَارًا، وَالْحِمَارَ إِنْسَانًا، إِلَّا أَنَّهُمْ قَالُوا: إِنَّ اللَّهَ يَخْلُقُ الْأَشْيَاءَ عِنْدَمَا يَقُولُ السَّاحِرُ تِلْكَ الرُّقَى وَ تِلْكَ الْكَلِمَاتِ المُعَيَّنة، فَأَمَّا أَنْ يَكُونَ الْمُؤَثِّرُ فِي ذَلِكَ هُوَ الْفَلَكُ وَالنُّجُومُ فَلَا, خِلَافًا لِلْفَلَاسِفَةِ وَالْمُنَجِّمِينَ الصَّابِئَةِ، ثُمَّ اسْتُدِلَّ عَلَى وُقُوعِ السِّحْرِ وَأَنَّهُ بِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى، بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ} واستدل على ذلك بِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُحِر، وَأَنَّ السِّحْرَ عَمِل فِيهِ، وَبِقِصَّةِ تِلْكَ الْمَرْأَةِ مَعَ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَمَا ذَكَرَتْ تِلْكَ الْمَرْأَةُ مِنْ إِتْيَانِهَا بَابِلَ وَتَعَلُّمِهَا السِّحْرَ.

ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}
نُؤْمِنُ بِمَا وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ عَلَى مَا أَرَادَهُ اللَّهُ تَعَالَى، لإنه لم يرد فيها حديث صحيح فلا نصدق ولا نكذب إذا لم يخالف شرعنا والله أعلم .

ج: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم...} الآية.
عَنِ ابْنِ عباس، قال: كَانَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ وَأَبُو يَاسِرِ بْنُ أَخْطَبَ مِنْ أَشَدِّ يهودَ لِلْعَرَبِ حَسَدًا، إذْ خَصهم اللَّهُ بِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَا جَاهدَين فِي ردِّ النَّاسِ عَنِ الْإِسْلَامِ مَا اسْتَطَاعَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمَا: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ} الْآيَةَ.

قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ الْيَهُودِيَّ كَانَ شَاعِرًا، وَكَانَ يَهْجُو النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِيهِ أَنْزَلَ اللَّهُ: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا}
4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}.
قوله (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا:) أي لو وقع إيمانهم.
( والمثوبة )عند جمهور الناس بمعنى الثواب والأجر، وهذا هو الصحيح.
وقال قوم: معناه لرجعة إلى الله من ثاب يثوب إذا رجع.
والمعنى أي :وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَاتَّقَوُا الْمَحَارِمَ، لَكَانَ مَثُوبَةُ اللَّهِ عَلَى ذَلِكَ خَيْرًا لَهُمْ مِمَّا اسْتَخَارُوا لِأَنْفُسِهِمْ وَرَضُوا بِهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلا الصَّابِرُونَ} [القصص: 80] .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 ذو القعدة 1437هـ/2-09-2016م, 10:16 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

المجموعة الأولى :
حرر القول في المسائل التالية:
المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..
-أن يكون التوراة لأن مخالفتها كفر بما أخذ عليهم فيها
-وقيل القرآن لأنهم كذبوه
والحقيقة أن القول واحد لأن مخالفتهم للتوراة بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وكتابه هو تكذيبهم القرآن ، وتكذيبهم للقرآن هو خالفة للعهد الذي عليهم في التوراة
المراد بما تتلو الشياطين
-قال عطاء : من التلاوة ، أي تقرأ ، وقال ابن جرير : ماتتلوه وتخبر به
-قال ابن عباس : تتلو : تتبع ، كما تقول جاء القوم بعضهم يتبع بعض
-وقيل : تتلو بمعنى تلت – أي أن المستقبل وضع موضع الماضي - ، وقال الزجاج : ماكانت تلته الشياطين في ملك سليمان من كتاب السحر
-وقال الكوفيون : أي ما كانت تتلو ، يريدون أن المضارع وضع موضع الماضي
أما ما الذي تلته الشياطين ففيه أقوال :
-كانوا يلقون إلى الكهنة الكلمة من الحق معها المائة من الباطل حتى صار ذلك علمهم .
-وقيل كان سحرا وتعليمه .
- عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباس : كان سليمان عليه السلام يملي على كاتبه آصف علمه ، ويختزنه ، فلما مات أخرجت الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ( وهذا الذي تلته)
-وقيل ما كانت تتلوه الشياطين هي المعازف واللعب وكل شيء يصد عن سبيل الله
وخلاصة القول : أن الشياطين كانوا يتبعون ما فيه صد عن سبيل الله سواء كان من اللهو الباطل والمعازف أو السحر والباطل والكذب على نبي الله سليمان عليه السلام

: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر
الفتنة هي المحنة والاختبار
يعلمان : قال ابن الاعرابي : بمعنى يعلمان ويشعران ، فحمل الآية على أن الملكين إنما نزلا يعلمان الناس السحر وينهيان عنه
والجمهور : على أن التعليم على عرفه
-روى أبو جعفر الرازي عن ابن عباس قال : فإذا أتاهما الآتي يريد السحر نهياه أشد النهي وقالا له : إنما نحن فتنة فلا تكفر ، وذلك أنهما علما الخير والشر ، والكفر والإيمان ، فعرفا أن السحر كفر


- عن الحسن البصري قال : نعم أنزل الملكان بالسحر ليعلما الناس البلاء الذي أراد الله أن يبتلي به الناس ، فأخذ عليهما الميثاق أن لا يعلما أحدا حتى يقولا ( إنما نحن فتنة فلا تكفر) وقال مثله قتادة .
فلا تكفر:
-بتعليم السحر
-باستعماله
-قال المهدوي : قولهما : إنما نحن فتنة فلا تكفر استهزاء لأنهما إنما تحققا ضلاله
ومن الأقوال يمكن أن نحلص إلى أن الله ابنلى الناس بهذه الفتنة وهي تعليم السحر وبيان مضار اتباعه والعمل به ، فيتضح للناس الطريقين ويكون الاختبار في أي الطريقين سيسلك . وجعل المحنة في الكفر والِإيمان أن يقبل القابل تعلم السحر، فيكون بِتَعلُّمِه كافراً، وبتْرَكِ تعَلمه مؤمناً

أجب عما يلي:
كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
لقد أثبت الله تعالى وجود السحر في القرآن الكريم :
أثبته منذ زمن موسى عليه السلام : قال تعالى على لسان موسى لسحرة فرعون : ( ماجئتم به السحر إن الله سيبطله )
وأثبته في زمن سليمان عليه السلام : (واتبعوا ماتتلوا الشياطيون على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا ، يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزجه وما بضارين به من أحد إلا بإذن الله ، )
يؤخذ من آية السحر :
1-أن السحر كفر أو مؤد للكفر-وفي هذا اثبات للسحر- لقوله تعالى : ( وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا)
2-أن الضرر المراد إلحاقه بالمسحور- وهذا يؤحد وجود حقيقة للسحر - لا يتحقق إلا إذا كان قدرا مقدورا لقوله تعالى : ( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله )
3-أن بني إسرائيل برعوا في السحر الذي أخذوه من الشياطين لقوله تعالى : ( فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه) ووجود آثاره يثبت حقيقته

وفي الحديث : عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همامٍ، عن عبد اللّه، قال من أتى كاهنا أو ساحرا: « فصدّقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم
ومن الأخبار بأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سحر، وأنّ السّحر عمل فيه صلى الله عليه وسلم
حكى أبو عبد اللّه الرّازيّ في تفسيره عن المعتزلة أنّهم أنكروا وجود السّحر، وهو يرى أن تعليم السحر واجب لأنه بابا للتفريق بين السحر والمعجزة ، ولعله يرى من سحرة فرعون أنهم عندما علموا السحر وتعلموه عرفوا حقيقة صدق موسى عليه السلام ومعجزته ..

.وعقلا : فإن لم يكن للسحر حقيقة ولا وجود فكيف يمكن اثبات صدق النبي واثبات كرامات الأولياء وتميز ذلك عن فعل المشعوذيين والسحرة ؟؟؟!!!! فمن أنكر وجود السحر جعل من فهل السحرة كرامات ومعجزات !!! وشتان ما بين الثرى والثريا

ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..
نؤمن ونصدق ما أخبر به تعالى في كتابه الكريم ، وما ثبت عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، ونعرض عن كل ماخالف ذلك وما كان فيه ما لا يجوز على الأنبياء أو على الله تعالى ، وما كان لنا فيه فائدة فقد أخبرنا به تعالى ونحن في غنى عن غيره .
ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم..
قال الزهري عنى ب ( كثيرٌ ) واحد، وهو كعب بن الأشرف، وقال ابن عباس: المراد ابنا أخطب، حيي وأبو ياسر
عن ابن عباس، قال: كان حييّ بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشدّ يهود للعرب حسدًا، إذ خصهم اللّه برسوله صلّى اللّه عليه وسلّم وكانا جاهدين في ردّ النّاس عن الإسلام ما استطاعا، فأنزل اللّه فيهما الآية
عن معمر عن الزّهريّ، في قوله تعالى : ( ود كثير من أهل الكتاب ) هو كعب بن الأشرف :

وقيل : إن حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر أتيا بيت المدارس، فأراد اليهود صرفهم عن دينهم، فثبتا عليه ونزلت الآية،
وقد تكون الآية لها أكثر من سبب وعني بها أكثر من واحد كما قال الزهري رحمه الله ، ولكنها توضح موقف أهل الكتاب من المسلمين على مر العصور وإلى قيام الساعة ، وعنادهم وحسدهم للمسلمين وعداوتهم الشديدة .
فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103
لو أن من اشتغل بالسحر والعمل به واستعماله والكسب الحرام فيه ترك ذلك كله وآمن إيمانا صادقا واتقى ما حرم الله واجتنب نهيه ، لكان هذا الايمان والامتثال لأمر الله خير والعودة إليه خير لهم في الأجر والمثوبة وعطاء الله لهم في الدارين مما يكسبونه من الاشتغال بالسحر والعمل به ، لو كانوا يعلمون علما ينفعهم لعلموا ذلك وفعلوه .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 ذو الحجة 1437هـ/3-09-2016م, 03:37 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بالملكين.
1-(ما ) نافية ويكون المراد بالملكين :
ق1/ جبريل وميكائيل ، أي أن الله لم ينزل السحر على الملائكة ردًا على زعم اليهود.
ق2/ داود وسليمان عليهما السلام.
2- (ما ) ليست نافية :
قال الحسن: «هما علجان كانا ببابل ملكين»،
أي المراد بهما هاروت وماروت.
فمن قال كانا علجين قال: هاروت وماروت بدل من قوله: {الملكين}.


ب. المراد بما سئل موسى من قبل.
والمراد أنّ اللّه ذمّ من سأل الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم عن شيء، على وجه التعنّت والاقتراح، كما سألت بنو إسرائيل موسى، عليه السّلام، تعنّتًا وتكذيبًا وعنادًا.
ومن ذلك:
1-السؤال بعد قيام البراهين كفر، كما قال عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}, وقوله:{ومن يتبدّل الكفر بالإيمان فقد ضلّ سواء السّبيل} أي: من يسأل عما لا يعنيه النبي صلى الله عليه وسلم بعد وضوح الحق , فقد ضل سواء السبيل. الزجاج
2-ما روي عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رافع بن حريملة -أو وهب بن زيدٍ-: يا محمّد، ائتنا بكتابٍ تنزله علينا من السّماء نقرؤه، وفجّر لنا أنهارًا نتبعك ونصدّقك. فأنزل اللّه من قولهم: {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدّل الكفر بالإيمان فقد ضلّ سواء السّبيل}
3-عن أبي العالية في قوله تعالى: {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ...} قال: قال رجلٌ: يا رسول اللّه، لو كانت كفّاراتنا كفّارات بني إسرائيل! فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "اللّهمّ لا نبغيها -ثلاثًا-ما أعطاكم اللّه خير ممّا أعطى بني إسرائيل، كانت بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم الخطيئة وجدها مكتوبةً على بابه وكفّارتها، فإن كفّرها كانت له خزيًا في الدّنيا، وإن لم يكفّرها كانت له خزيًا في الآخرة. فما أعطاكم اللّه خيرٌ ممّا أعطى بني إسرائيل". قال: {ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثمّ يستغفر اللّه يجد اللّه غفورًا رحيمًا}[النّساء: 110]...
4-وقال مجاهدٌ: {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل} أن يريهم اللّه جهرةً، قال: سألت قريشٌ محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم أن يجعل لهم الصّفا ذهبًا. قال: "نعم وهو لكم كالمائدة لبني إسرائيل إن كفرتم"، فأبوا ورجعوا.

2: فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.

-سبب النزول:
1-قيل: إن حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر أتيا بيت المدارس، فأراد اليهود صرفهم عن دينهم، فثبتا عليه ونزلت الآية.
2-وقيل: إنما هذه الآية تابعة في المعنى لما تقدم من نهي الله عن متابعة أقوال اليهود في راعنا [البقرة: 104] وغيره، وأنهم لا يودون أن ينزل خير، ويودون أن يردوا المؤمنين كفارا.
3-عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن كعب بن مالكٍ، عن أبيه: أنّ كعب بن الأشرف اليهوديّ كان شاعرًا، وكان يهجو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. وفيه أنزل اللّه: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم} إلى قوله: {فاعفوا واصفحوا}.
4-عن ابن عباس، قال: كان حييّ بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشدّ يهود للعرب حسدًا، إذ خصهم اللّه برسوله صلّى اللّه عليه وسلّم وكانا جاهدين في ردّ النّاس عن الإسلام ما استطاعا، فأنزل اللّه فيهما: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم} الآية.
مجموع ذكره ابن عطية وابن كثير.

-المراد بأهل الكتاب:
1-علماء يهود ، قاله الزجاج.
2-قال الزهري عنى ب كثيرٌ واحد، وهو كعب بن الأشرف. ذكره ابن عطية ورده بقوله: وهذا تحامل.
3- وقال ابن عباس: المراد ابنا أخطب، حيي وأبو ياسر.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وفي الضمن الاتباع، فتجيء العبارة متمكنة.

-المراد بالكتاب:
التوراة، ذكره ابن عطية.

-معنى (لو):
هي بمنزلة «إن» لا تحتاج إلى جواب، وقيل يتقدر جوابها في ودّ،و التقدير لو يردونكم لودوا ذلك. ذكره ابن عطية.


-المراد بقوله {حسدًا من عند أنفسهم}:
أي مودتهم بكفركم من عند أنفسهم، لا أنهم عندهم الحق الكفر، ولا أن كتابهم أمرهم بما هم عليه من الكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم ، الدليل على ذلك قوله: {من بعد ما تبيّن لهم الحق}.قاله الزجاج

المراد بالحق في قوله {من بعد ما تبين لهم الحق}:
والحقّ: نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وصحة ما المسلمون عليه ، فمحمّد رسول اللّه ﷺ يجدونه مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل، فكفروا به حسدًا وبغيًا؛ إذ كان من غيرهم. مجموع ذكره ابن عطية وابن كثير.

-المراد بقوله :{من بعد ما تبين لهم الحق}:
من بعد ما أضاء لهم الحقّ لم يجهلوا منه شيئًا، ولكنّ الحسد حملهم على الجحود، فعيرّهم ووبّخهم ولامهم أشدّ الملامة، وشرع لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم وللمؤمنين ما هم عليه من التّصديق والإيمان والإقرار. ذكره ابن كثير.

-الخلاف في نسخ قوله {فاعفوا واصفحوا حتّى يأتي اللّه بأمره} :

1-قيل هذا في وقت لم يكن المسلمون أمروا فيه بحرب المشركين، وإنما كانوا يدعون بالحجج البينة وغاية الرفق حتى بين الله أنهم إنما يعاندون بعد وضوح الحق عندهم , فأمر المسلمون بعد ذلك بالحرب. ذكره الزجاج وابن عطية.
2-قال ابن عباس هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: قاتلوا الّذين لا يؤمنون [التوبة: 29] إلى قوله صاغرون [التوبة: 29]، وقيل: بقوله «اقتلوا المشركين»، ذكره ابن عطية.
وهذين القولين ترجع إلى معنى واحد كما ذكر الأقوال ابن كثير رحمه الله وغفر له فالآية منسوخة بآية السيف والأمر بالقتال.

-متعلق قوله {قدير}:
أي: قدير على أن يدعو إلى دينه بما أحب مما هو عنده الأحكم والأبلغ, ذكره الزجاج.
مقتضاه في هذا الموضوع وعد للمؤمنين. قاله ابن عطية.

3: أجب عما يلي:
أ: ما المراد بملك سليمان في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}؟
أي على عهد ملك سليمان عليهم.
وقيل: المعنى في ملك سليمان بمعنى في قصصه وصفاته وأخباره.

ب: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها}.
3 معان بحسب اختلاف القراءة : من النسيان ، والتأخير ، والترك.
1-قرأ نافع وحمزة والكسائي وعاصم وابن عامر وجمهور من الناس «ننسها» بضم النون الأولى وسكون الثانية وكسر السين وترك الهمزة = وهذه من أنسى المنقول من نسي.
2-وقرأت ذلك فرقة كما تقدم إلا أنها همزت بعد السين = فهذه بمعنى التأخير، تقول العرب أنسأت الدين وغيره أنسؤه إنساء إذا أخرته.
3-وقرأت طائفة «أو ننسها» بفتح النون الأولى وسكون الثانية وفتح السين= وهذه بمعنى الترك.
4- وقرأ سعد بن أبي وقاص «أو تنسها» على مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم ونون بعدها ساكنة وفتح السين.
وقرأ سعيد بن المسيب فيما ذكر عنه أيضا «أو تنسها» بضم التاء أولا وفتح السين وسكون النون بينهما، وهذه من النسيان.
= وهذه أيضا من النسيان.

ج: بيّن حكم الساحر.
1-من يتعلم السحر ويعلمه :
فقال أبو حنيفة ومالكٌ وأحمد: يكفر بذلك.
ومن أصحاب أبي حنيفة من قال: إن تعلّمه ليتّقيه أو ليجتنبه فلا يكفر، ومن تعلّمه معتقدًا جوازه أو أنّه ينفعه كفر. وكذا من اعتقد أنّ الشّياطين تفعل له ما يشاء فهو كافرٌ.
- وقال الشّافعيّ، رحمه اللّه: إذا تعلّم السّحر قلنا له: صف لنا سحرك. فإن وصف ما يوجب الكفر مثل ما اعتقده أهل بابل من التّقرّب إلى الكواكب السّبعة، وأنّها تفعل ما يلتمس منها، فهو كافرٌ. وإن كان لا يوجب الكفر فإن اعتقد إباحته فهو كافرٌ.
2-هل يقتل الساحر بمجرد فعله واستعماله؟ فقال مالكٌ وأحمد: نعم.
وقال الشّافعيّ وأبو حنيفة: لا. فأمّا إن قتل بسحره إنسانًا فإنّه يقتل عند مالكٍ والشّافعيّ وأحمد.
وقال أبو حنيفة: لا يقتل حتّى يتكرّر منه ذلك أو يقرّ بذلك في حقّ شخصٍ معيّنٍ.

3-هل يقتل حدًا أو قصاصًا؟
يقتل حدًا عند الأئمة الأربعة عدا الشافعي فإنّه قال: يقتل -والحالة هذه-قصاصًا.

4-قبول توبة الساحر:
قال مالكٌ، وأبو حنيفة وأحمد في المشهور عنهما: لا تقبل.
وقال الشّافعيّ وأحمد في الرّواية الأخرى: تقبل.
5-حكم ساحر أهل الكتاب :
عند أبي حنيفة أنّه يقتل، كما يقتل السّاحر المسلم.
وقال مالكٌ والشّافعيّ وأحمد: لا يقتل. يعني لقصة لبيد بن أعصم.
وقال أبو بكرٍ الخلّال: أخبرنا أبو بكرٍ المروزيّ، قال: قرأ على أبي عبد اللّه -يعني أحمد بن حنبلٍ- عمر بن هارون، حدّثنا يونس، عن الزّهريّ، قال: يقتل ساحر المسلمين ولا يقتل ساحر المشركين؛ لأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سحرته امرأةٌ من اليهود فلم يقتلها.

6-الحكم على المسلمة السّاحرة:
عند أبي حنيفة لا تقتل، ولكن تحبس.
وقال الثّلاثة: حكمها حكم الرّجل، واللّه أعلم.

7-حكم الساحر الذمي إن قتل سحره:
نقل القرطبيّ عن مالكٍ، رحمه اللّه، أنّه قال في الذّمّيّ إذا سحر يقتل إن قتل سحره.
وحكى ابن خويز منداد عن مالكٍ روايتين في الذّمّيّ إذا سحر:
إحداهما: أنّه يستتاب فإن أسلم وإلّا قتل،
والثّانية: أنّه يقتل وإن أسلم،


-الساحر المسلم :
وأمّا السّاحر المسلم فإن تضمّن سحره كفرًا كفر عند الأئمّة الأربعة وغيرهم لقوله تعالى: {وما يعلّمان من أحدٍ حتّى يقولا إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر}.
لكن قال مالكٌ: إذا ظهر عليه لم تقبل توبته لأنّه كالزّنديق، فإن تاب قبل أن يظهر عليه وجاءنا تائبًا قبلناه ولم نقتله، فإن قتل سحره قتل.
قال الشّافعيّ: فإن قال: لم أتعمّد القتل فهو مخطئٌ تجب عليه الدّية.

4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عذاب أليم}.

كان اليهود عليهم لعائن اللّه- إذا أرادوا أن يقولوا: اسمع لنا يقولون: راعنا. يورون بالرّعونة، فنهى الله المؤمنين أن يخاطب النبي ﷺ بتلك الكلمة لأن الله كرهها ولأن فيها تشبهًا لليهود وهم يوارون بها عن كلام قبيح ، وأبدلهم بكلمة خير منها فامرهم بقولهم : انظرنا أي انتظرنا وأمهل علينا، ويحتمل أن يكون المعنى تفقدنا من النظر، وهذه لفظة مخلصة لتعظيم الرسول ﷺ ، ثم حض الله عباده المؤمنين بالسماع المستلزم للطاعة وذكر مصير الكافرين بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 ذو الحجة 1437هـ/3-09-2016م, 04:04 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

المجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.
والمراد بكتاب الله:
1- قيل : القرآن، لأن التكذيب به نبذ ، ذكره الزجاج وابن عطية .
2- ؤقيل: التوراة، لأن مخالفتها والكفر بما أخذ عليهم فيها نبذ ، ذكره الزجاج وابن عطية .
ولم يذكر ابن كثير القولين ، وإنما ذكر القول الثاني في معرض حديثه عن الآية .

ب. المراد بما تتلو الشياطين.
1- : ما كانوا يلقونه إلى الكهنة من الكلمة من الحق ومعها المائة من الباطل حتى صار ذلك علمهم، فجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه، فلما مات؛ قالت الشياطين: إن ذلك كان علم سليمان، قاله السدي ومجاهد وذكره ابن عطية وابن كثير .
2- وقيل: الذي تلته الشياطين كان السحر وتعليمه ، فجمعه سليمان عليه السلام ودفنه تحت كرسيه ، ثم استخرجوه بعد موته . رواه ابن جرير عن ابن عباس ، والربيع بن أنس ، وذكره ابن عطية وابن كثير.
3- وقيل: إن سليمان -عليه السلام- كان يملي على كاتبه آصف بن برخيا علمه ويختزنه، فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ثم نسبت ذلك إلى سليمان، رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس ، وذكره ابن عطية وابن كثير .
4- وقيل: إن آصف تواطأ مع الشياطين على أن يكتبوا سحرا وينسبوه إلى سليمان بعد موته، ذكره ابن عطية .
5- وقيل: إن الجن كتبت ذلك بعد موت سليمان واختلقته ونسبته إليه، ذكره ابن عطية .
6- وقيل: إن الجن والإنس حين زال ملك سليمان عنه اتخذ بعضهم السحر والكهانة علما، فلما رجع سليمان إلى ملكه تتبع كتبهم في الآفاق ودفنها، فلما مات؛ قال شيطان لبني إسرائيل: هل أدلكم على كنز سليمان الذي به سخرت له الجن والريح، هو هذا السحر، فاستخرجته بنو إسرائيل وانبث فيهم، ونسبوا سليمان إلى السحر وكفروا في ذلك حتى برأه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن عطية .
7- قيل : هي الشهوات كالمعازف واللعب وكل ما يصد عن سبيل الله ، رواه العوفي عن ابن عباس وذكره ابن كثير .
8- قال الحسن : ثلث الشعر وثلث السحر وثلث الكهانة ، ذكره ابن كثير .

2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
فيه أقوال :
1- أن الملكين كانا يعلمان الناس نبأ السحر, ويأمران باجتنابه, ولا يكون على هذا التأويل: تعلم السحر كفراً, إنما يكون العمل به كفرا، كما أن من عرف الزنا لم يأثم بأنه عرفه، وإنما يأثم بالعمل به.
2- أن يكون اللّه عزّ وجلّ امتحن بالملكين الناس في ذلك الوقت، وجعل المحنة في الكفر والإيمان أن يقبل القابل تعلم السحر، فيكون بتعلّمه كافراً, وبترك تعلمه مؤمناً؛ لأن السحر قد كان كثر, وكان في كل أمة.
3- أن السحر ما أنزل على الملكين، ولا أمرا به, ولا أتى به سليمان عليه السلام, وعلى هذا التأويل يكون الشياطين هاروت وماروت، ويكون معنى قولهما : {إنّما نحن فتنة فلا تكفر} كقول الغاوي والخليع: أنا في ضلال فلا ترد ما أنا فيه.
قال الزجاج : الوجهان الأولان أشبه بالتأويل, وأشبه بالحق عند كثير من أهل اللغة، والوجه الأول أثبتهما ، والقول الثالث له وجه، إلا أن الحديث وما جاء في قصّة الملكين أشبه وأولى أن يؤخذ به.
وقد ذكر ابن عطية الوجه الأول ، كما ذكره ابن كثير عن ابن عباس قال: «فإذا أتاهما الآتي يريد السّحر نهياه أشدّ النّهي، وقالا له: إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر، وذلك أنّهما علما الخير والشّرّ والكفر والإيمان، فعرفا أنّ السّحر من الكفر». وعن الحسن البصري والسدي وقتادة مثله .

3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
وقع الخلاف في هذه المسألة على قسمين :
1- أهل السنة والجماعة أثبتوا السحر وأن له حقيقة ، كما أورد الوزير أبو المظفر بن هبيرة فقال: أجمعوا على أنّ السّحر له حقيقةٌ إلّا أبا حنيفة، فإنّه قال: لا حقيقة له عنده .
والأدلة على ذلك : أنه ثابت بالأدلة الشرعية وبحادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك بالوعيد على من تعاطاه ، وكذلك بالأمر بالاستعاذة منه ، فلو لم يكن له حقيقة لما أمرنا بذلك .
2- أما المعتزلة وأبي إسحاق الإسفرايني من الشافعية قالوا : إنه تمويه وتخيل .
والراجح : أن السحر له أنواع ، فنوع له حقيقة ، ونوع هو ما باب التخيل ، كما قال القرطبي رحمه الله : وعندنا أنّ السّحر حقٌّ، وله حقيقةٌ يخلق اللّه عنده ما يشاء .
وقال القرطبي : ومن السّحر ما يكون بخفّة اليد كالشّعوذة ، ومنه ما يكون كلامًا يحفظ ورقًى من أسماء اللّه تعالى، وقد يكون من عهود الشّياطين ويكون أدويةً وأدخنةً وغير ذلك.

ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}
قال ابن كثير : روى في قصّة هاروت وماروت عن جماعةٍ من التّابعين، كمجاهدٍ والسّدّيّ والحسن [البصريّ] وقتادة وأبي العالية والزّهريّ والرّبيع بن أنسٍ ومقاتل بن حيّان وغيرهم، وحاصلها راجعٌ في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، إذ ليس فيها حديثٌ مرفوعٌ صحيحٌ متّصل الإسناد إلى الصّادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق القرآن إجمال القصّة من غير بسطٍ ولا إطنابٍ فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده اللّه تعالى، واللّه أعلم بحقيقة الحال.

ج: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم...} الآية.
اختلف في سبب هذه الآية،
1- قيل: إن حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر أتيا بيت المدارس، فأراد اليهود صرفهم عن دينهم، فثبتا عليه ونزلت الآية،
2- وقيل: إنما هذه الآية تابعة في المعنى لما تقدم من نهي الله عن متابعة أقوال اليهود في راعنا وغيره، وأنهم لا يودون أن ينزل خير، ويودون أن يردوا المؤمنين كفارا.
3- وعن ابن عباس، قال: كان حييّ بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشدّ يهود للعرب حسدًا، إذ خصهم اللّه برسوله صلّى اللّه عليه وسلّم وكانا جاهدين في ردّ النّاس عن الإسلام ما استطاعا، فأنزل اللّه فيهما: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم} الآية.
4- وقيل : هو كعب بن الأشرف كان شاعرًا، وكان يهجو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. وفيه أنزل اللّه: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم} إلى قوله: {فاعفوا واصفحوا}
5- وعن ابن عبّاسٍ قال : أنّ رسولًا أمّيًّا يخبرهم بما في أيديهم من الكتب والرّسل والآيات، ثمّ يصدّق بذلك كلّه مثل تصديقهم، ولكنّهم جحدوا ذلك كفرًا وحسدًا وبغيًا؛ ولذلك قال اللّه تعالى: {كفّارًا حسدًا من عند أنفسهم من بعد ما تبيّن لهم الحقّ}

4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}.

قال تعالى : (ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير) أي: ولو أنّهم آمنوا باللّه ورسله واتّقوا المحارم، لكان مثوبة اللّه على ذلك خيرًا لهم ممّا استخاروا لأنفسهم ورضوا به، كما قال تعالى: 0وقال الّذين أوتوا العلم ويلكم ثواب اللّه خيرٌ لمن آمن وعمل صالحًا ولا يلقّاها إلا الصّابرون)
والمثوبة عند جمهور الناس بمعنى: الثواب والأجر، وهذا هو الصحيح، كما قال ابن عطية .
وقال قوم: معناه لرجعة إلى الله، من ثاب يثوب إذا رجع،
قال تعالى : (لو كانوا يعلمون) أي: لو كانوا يعملون بعلمهم، ويعلمون حقيقة ما فيه الفضل ، ويحتمل نفي العلم عنهم.
قال ابن كثير : وقد استدلّ بقوله: {ولو أنّهم آمنوا واتّقوا} من ذهب إلى تكفير السّاحر، كما هو روايةٌ عن الإمام أحمد بن حنبلٍ وطائفةٍ من السّلف. وقيل: بل لا يكفر، ولكن حده ضرب عنقه، لما رواه الشّافعيّ وأحمد بن حنبلٍ، رحمهما اللّه أن عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه أمر، أن اقتلوا كلّ ساحرٍ وساحرةٍ. قال: فقتلنا ثلاث سواحر. وقد أخرجه البخاريّ في صحيحه أيضًا. كذلك صحّ أنّ حفصة أمّ المؤمنين سحرتها جاريةٌ لها، فأمرت بها فقتلت. قال أحمد بن حنبلٍ: صحّ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أذنوا في قتل السّاحر.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 ذو الحجة 1437هـ/3-09-2016م, 05:23 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بالملكين.

ج: اختلف فيه على أقوال
1- ملكان من الملائكة على قراءة ملكين بفتح اللام واختلف فيهما :
-قيل جبريل وميكائيل قالته اليهود ذكره ابن عطية وابن كثير
فسياق الآية لتبرأة جبريل وميكائيل من هذه المقوله .
-وقيل ملكان أنزلا من السماء واختلف في سبب انزالهما
قيل : انزلا فتنة للناس حيث اذن لهما بتعليم السحر .
وقيل : انزلا ليحكمان بين الناس لان الملائكة مقتت حكام بني اسرائيل ، وحدث منهما ان فتنا بامرأة فحدث منهما منكر . ذكره ابن عطية وضعفه ابن عطية وذكره ابن كثير وذكر روايات في ذلك وكلها ليس لها سند الى المعصوم صلى الله عليه وسلم وقال انها ترجع للإسرائليات.
وقال حكاه القرطبي عن : علي وابن مسعود وابن عباس وابن عمر وكعب الاحبار والسدي والكلبي .
2- ملكين بكسر اللام وقد قرأبها ابن عباس والحسن والضحاك وابن أبزى وقيل ان الملكين
- داوود وسليمان قاله ابن أبزى
- وقيل علجان كانا ببابل . قاله الحسن وابو الاسود الدؤلي ذكر ذلك ابن عطية وابن كثير 3-وقيل قبيلان من الجن قاله ابن حزم . ذكره ابن كثير وقال عنه غريب.

ب. المراد بما سئل موسى من قبل.
المراد به رؤية الله جهرة . ذكره ابن عطية وابن كثير
سؤال بني اسرائيل موسى عليه السلام عن الشيء قبل وقوعه تعنتا وتكذيبا وعنادا. ذكره ابن كثير


2: فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.
التفسير:
في هذه الآية يبين الله لعباده المؤمنين بواطن أهل الكتاب ليحذروهم ولا يغتروا بهم فقال : ( ود كثير من أهل الكتاب..)
سبب نزولها : قيل إن حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر أتيا بيت المدارس فأراد اليهود صرفهم وردهم عن دينهم فثبتا عليه ونزلت الآية .
وقيل : إنما هي تابعة في معناها لما سبقها من آيات نهى الله فيها عن متابعة أقوال اليهود في راعنا وغيره وأنهم لا يودون خيرا للمسلمين. ذكره ابن عطية
(وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ)
المقصود بالكتاب التوراة ،فالمراد بأهل الكتاب هنا اليهود وجاء في الأثر عنالزهري انها انزلت في كعب بن الاشرف فقد كان شاعرا وكان يهجوا النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه روى ذلك عبدالرحمن بن عبدالله بن كعب بن مالك عن أبيه : فقال: ان كعب بن الاشرف كان شاعرا وكان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم وفيه أنزل ( ود كثير من اهل الكتاب..)ويرد ذلك قوله ( يردونكم ) قاله ابن عطية
روي عن ابن عباس انها في حيي بن اخطب وأبو ياسر بن أخطب فقد كانا من أشد اليهود عداوة للمسلمين وكانوا يسعون جاهدين في رد الناس عن الإسلام فأنزل الله فيهما( ود كثير من أهل الكتاب..)
قال ابن عطية : وفي الضمن الاتباع .

(لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ )
اختلف في تعلق (من عند انفسهم) على قولين:
-يتعلق ب( ود) لأنه بمعنى ودوا وقيل : بقوله ( حسدا)فيكون الوقف عند قوله (كفارا)
والمعنى على هذا القولين: أنهم لم يؤمروا بهذا ولم يكن مكتوب عندهم ولا لأنهم يرون الحق الكفر وإنما هذه المودة بصرف المؤمنين عن دينهم من تلقاء أنفسهم حسدا منهم لأن حسد الإنسان لا يكون إلا من عند نفسه .قال الربيع بن أنس( من عند انفسهم) من قبل أنفسهم .
فقوله ( من عند أنفسهم ) تأكيدا ان فعلهم هذا حسدا .كما قال تعالى:( يقولون بأفواههم )( يكتبون الكتاب بإيديهم)
- وقيل يتعلق بقوله ؛( يردّوكم)
فيكون المعنى: يودون أن يكون ردكم عن دينكم من تلقائهم وعن طريقهم بأغوائكم وصدكم.
{مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}
من بعد أن ظهر وسطعت شمس الحقيقة لهم وتبين لهم صحة نبوية النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وأنه يجدونه مكتوب عندهم في التوراة والانجيل حملهم حسدهم هذا وبغيهم على الجحود والكفر به إذ لم يكن منهم .

3: أجب عما يلي:
أ: ما المراد بملك سليمان في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}؟

وردت عدة أقوال
قيل :على عهد ملك سليمان، قاله السدي والزجاج وذكره ابن عطية
وقيل: في ملك سليمان بمعنى في قصصه وصفاته وأخباره، ذكره ابن عطية
وقيل : على شرعه ونبوته وحاله،قاله الطبري ذكره ابن كثير وابن عطية.

ب: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها}.
جاءات القراءات على ثلاث معاني :
1- نُنُسها : بمعنى النسيان الذي هو ضد الذكر ، فمعنى الآية: ما ننسخ من آية أو نقدر أن تنساها حتى تذهب فإنا نأتي بخير منها او مثلها في المنفعة.
واستدلوا على ذلك قوله عزّ وجلّ: {سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء اللّه}, ورد هذا القول الزجاج قال:؛ ان هذا ليس للنبي صلى الله عليه وسلم ولم ينسى قرآنا واستدل بقوله {ولئن شئنا لنذهبنّ بالّذي أوحينا إليك}ان الله لم يشأ ذلك فلم يفعل . قال أبو علي وغيره: ذلك جائز وقد وقع ولا فرق بين أن ترفع الآية بنسخ أو بتنسئة، أما معنى{ولئن شئنا لنذهبنّ بالّذي أوحينا إليك}{ولئن شئنا لنذهبنّ بالّذي أوحينا إليك} ذكر ذلك ابن عطية وابن كثير
2- نٓنْسَها: بمعنى الترك ، ورد الزجاج ذلك فقال :لا يتوجه فيها معنى الترك لأنه لا يقال أنسأ بمعنى ترك، وقال أبو علي وغيره: ذلك متجه لأنه بمعنى نجعلك تتركها. ذكره ابن عطية وابن كثير
ولهذه اربع معان
- ما ننسخ من آية أونترك غير منزل عليك فإن نأتي بخير منها او مثلها،
- أو نترك تلاوته وان رفع حكمه ، فالنسخ هنا بمعنى رفع التلاوة والحكم .
- أو نترك حكمه وان رفع تلاوته فالنسخ في التلاوة والحكم
- أو نتركه غير منسوخ التلاوة ولا الحكم . وفي هذه الاقوال الضمير في منها ، ومثلها يعود على المنسوخ
3- ننسأها : بمعنى نؤخرها ، وهذه لها نفس المعاني الاربع السابقة في الترك ، والضمير في منها ومثله ايضا يعود على المنسوخ.
أولها ما ننسخ أو نؤخر إنزاله، والثاني ما ننسخ النسخ الأكمل أو نؤخر حكمه وإن أبقينا تلاوته، والثالث ما ننسخ النسخ الأكمل أو نؤخر تلاوته وإن أبقينا حكمه، والرابع ما ننسخ أو نؤخره مثبتا لا ننسخه . وبعض هذه الاقوال أقوى من بعض . ذكر ذلك ابن عطية وابن كثير واشار لها الزجاج وهي بهذا الترتيب من قول ابن عطية.

ج: بيّن حكم الساحر.
-حكم الساحر المسلم : كافر وحده ضربة بالسيف
عن عمرو بن دينارٍ، أنّه سمع بجالة بن عبدة يقول: كتب [أمير المؤمنين] عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، أن اقتلوا كلّ ساحرٍ وساحرةٍ. قال: فقتلنا ثلاث سواحر. وقد أخرجه البخاريّ في صحيحه أيضًا. وهكذا صحّ أنّ حفصة أمّ المؤمنين سحرتها جاريةٌ لها، فأمرت بها فقتلت.
- يقتل الساحر عند مالك رضي الله عنه كفرا، ولا يستتاب كالزنديق،
-وقال الشافعي: يسأل عن سحره فإن كان كفرا استتيب منه فإن تاب وإلا قتل،
-وقال مالك فيمن يعقد الرجال عن النساء: يعاقب ولا يقتل،
واختلف في ساحر أهل الذمة فقيل: يقتل، وقال مالك: لا يقتل إلا إن قتل بسحره ويضمن ما جنى، ويقتل إن جاء منه بما لم يعاهد عليه.
الساحرة : تقتل كالرجل عند مالك والشافعي واحمد
لا تقتل بل تحبس قاله ابو حنيفة

خلاصة ما ذكر ابن عطية وابن كثير


4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}.
نهى الله المؤمنين ان يتشبهوا باليهود في أقوالهم وأفعالهم ومن ذلك ما يكون يفعلونه في كلامهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه حيث يورون بكلامهم ويقصدون به السخرية والتنقيص فإذا أرادوا ان يسمع لهم يقولون راعنا يريدون معنى الرعونة كما قال تعالى :( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا لياً بألسنتهم وطعنا في الدين ) وجاء في الاحاديث أنهم كانوا يقولون للرسول صلى الله عليه وسلم السام عليك اذا سلموا والسام الموت . وفي هذه الآية ينهى الله المؤمنين ان تقال هذه اللفظة .
فأمروا ان يخاطبوا الرسول صلى الله عليه وسلم بالتقدير والاحترام.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك واتوب اليك

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 ذو الحجة 1437هـ/3-09-2016م, 11:34 PM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

المجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.
فيه قولان:
1- القرآن: لأن التكذيب به نبذ، ماذكره الزجاج وابن عطية
2- التوراة: لأن الذين كفروا بالنبي قد نبذوا التوراة، لأن مخالفتها والكفر بما أخذ عليهم فيها ممّا فيه البشارة بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم نبذ ، نبذوا التوراة وأقبلوا على تعلّم السّحر واتّباعه خلاصة ماذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير

ب. المراد بما تتلو الشياطين:
1- كانت الشياطين يلقون إلى الكهنة الكلمة من الحق معها المائة من الباطل حتى صار ذلك علمهم، فجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه، فلما مات؛ قالت الشياطين: إن ذلك كان علم سليمان، ماذكره ابن عطية وابن كثير
2- كان الذي تلته الشياطين سحرا وتعليما فجمعه سليمان عليه السلام ودفنه ، وأخرجته الشياطين بعد موته. ماذكره ابن عطية وابن كثير
3- إن سليمان -عليه السلام- كان يملي على كاتبه آصف بن برخيا علمه ويختزنه، وكان آصف كاتب سليمان، وكان يعلم الاسم "الأعظم"، وكان يكتب كلّ شيءٍ بأمر سليمان ويدفنه تحت كرسيّه،فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ثم نسبت ذلك إلى سليمان، ماذكره ابن عطية وابن كثير
4- إن آصف تواطأ مع الشياطين على أن يكتبوا سحرا وينسبوه إلى سليمان بعد موته، ماذكره ابن عطية وابن كثير
5- إن الجن كتبت ذلك بعد موت سليمان واختلقته ونسبته إليه، ماذكره ابن عطية وابن كثير
6- إن الجن والإنس حين زال ملك سليمان عنه اتخذ بعضهم السحر والكهانة علما، فلما رجع سليمان إلى ملكه تتبع كتبهم في الآفاق ودفنها، فلما مات؛ قال شيطان لبني إسرائيل: هل أدلكم على كنز سليمان الذي به سخرت له الجن والريح، هو هذا السحر، فاستخرجته بنو إسرائيل وانبث فيهم، ونسبوا سليمان إلى السحر وكفروا في ذلك حتى برأه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذكر سليمان في الأنبياء، قال بعض اليهود: انظروا إلى محمد يذكر سليمان في الأنبياء وما كان إلا ساحرا. ماذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
7- قيل هي ثلث الشّعر، وثلث السّحر، وثلث الكهانة قاله الحسن وذكره ابن كثير
8- قيل هي الشهوات كالمعازف واللعب وكل مايصد عن سبيل الله ماذكره ابن كثير

2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}
فيه عدة أقوال:
1- وهو الأرجح : أن الملكين كانا يعلمان الناس نبأ السحر, ويأمران باجتنابه, ولا يكون على هذا التأويل: تعلم السحر كفراً, إنما يكون العمل به كفرا، كما أن من عرف الزنا لم يأثم بأنه عرفه، وإنما يأثم بالعمل به.
2- أن يكون اللّه عزّ وجلّ امتحن بالملكين الناس في ذلك الوقت، وجعل المحنة في الكفر والإيمان أن يقبل القابل تعلم السحر، فيكون بتعلّمه كافراً, وبترك تعلمه مؤمناً؛ لأن السحر قد كان كثر, وكان في كل أمة،
3- و قيل: إن السحر ما أنزل على الملكين، ولا أمرا به, ولا أتى به سليمان عليه السلام, فقال قوم: {وما كفر سليمان ولكنّ الشّياطين كفروا يعلّمون النّاس السّحر وما أنزل على الملكين}, فيكون "ما" جحدا، ويكون "هاروت" و"ماروت" من صفة الشياطين، على هذا التأويل ،وهذا القول له وجه، إلا أن الحديث وما جاء في قصّة الملكين أشبه وأولى أن يؤخذ به.
وقد ذكر هذه الأقوال الزجاج مفصلة وكذلك ابن كثير وذكر ابن عطية القول الأول ،
3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
1-" أجمعوا على أنّ السّحر له حقيقةٌ إلّا أبا حنيفة، فإنّه قال: لا حقيقة له عنده." كما قال الوزير أبو المظفّر يحيى بن هبيرة بن محمّد بن هبيرة في كتابه: "الإشراف على مذاهب الأشراف"
2- كذلك قالت المعتزلة وأبي إسحاق الإسفرايني من الشّافعيّة إنّ السحر تمويهٌ وتخيّلٌ
وقد دلت الأحاديث الصحيحة أن رسول الله سحره اليهودي لبيد وأن الله أنزل عليه المعوذتان لإذهاب هذا السحر وفي الحديث: «لم يتعوّذ المتعوّذون بمثلهما» وكذلك قراءة آية الكرسيّ فإنّها مطّردةٌ للشّيطان
فالسحر كما قال القرطبي :" أنّ السّحر حقٌّ، وله حقيقةٌ يخلق اللّه عنده ما يشاء
و السّحر أنواع كما قال القرطبي منها ما يكون بخفّة اليد كالشّعوذة ، ومنه ما يكون كلامًا يحفظ ورقًى من أسماء اللّه تعالى، وقد يكون من عهود الشّياطين ويكون أدويةً وأدخنةً وغير ذلك.

ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}
روى في قصّة هاروت وماروت خلقٌ كثير من المفسّرين من المتقدّمين والمتأخّرين، وحاصلها راجعٌ في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، فليس فيها حديثٌ مرفوعٌ صحيحٌ متّصل الإسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وظاهر سياق القرآن إجمال القصّة من غير بسطٍ ولا إطنابٍ فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده اللّه تعالى، واللّه أعلم بحقيقة الحال. خلاصة ماذكره ابن كثير


ج: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم...} الآية.
اختلف في ماسبب نزول هذه الآية على أقوال:

1- قيل: إن حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر أتيا بيت المدارس، فأراد اليهود صرفهم عن دينهم، فثبتا عليه ونزلت الآية،
2- قيل هم علماء اليهود فمودتهم بكفركم من عند أنفسهم، لا أنهم عندهم الحق الكفر، ولا أن كتابهم أمرهم بما هم عليه من الكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم
3- وقيل: إنما هذه الآية تابعة في المعنى لما تقدم من نهي الله عن متابعة أقوال اليهود في راعنا [البقرة: 104] وغيره، وأنهم لا يودون أن ينزل خير، ويودون أن يردوا المؤمنين كفارا.
4- عن ابن عباس، قال: كان حييّ بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشدّ يهود للعرب حسدًا، إذ خصهم اللّه برسوله صلّى اللّه عليه وسلّم وكانا جاهدين في ردّ النّاس عن الإسلام ما استطاعا، فأنزل اللّه فيهما: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم} الآية.
5- قال عبد الرّزّاق، عن معمر عن الزّهريّ، في قوله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب} قال: هو كعب بن الأشرف وكان شاعرًا يهجو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. وفيه أنزل اللّه: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم} إلى قوله: {فاعفوا واصفحوا}


4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}.
} أي: ولو أنّهم آمنوا باللّه ورسله واتّقوا المحارم، لكان مثوبة اللّه أي ثوابهم وأجرهم على ذلك خيرًا لهم من كسبهم بالكفر والسحر لو كانوا يعلمون :أي: لو كانوا يعملون بعلمهم، ويعلمون حقيقة ما فيه الفضل
وقد استدلّ بعض العلماء بقوله: {ولو أنّهم آمنوا واتّقوا} إلى تكفير السّاحر، ومنهم من قال لا يكفر، ولكن حده ضرب عنقه، عن جندبٍ الأزديّ أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «حدّ السّاحر ضربه بالسّيف».

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2 ذو الحجة 1437هـ/4-09-2016م, 04:07 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

بِسْم الله الرحمن الرحيم
أ. المراد بالملكين.
1-كانا ملكين من الملائكة، فأهبطا ليحكما بين النّاس. وذلك أنّ الملائكة سخروا من حكّام بني آدم، فحاكمت إليهما امرأةٌ، فحافا لها. ثمّ ذهبا يصعدان فحيل بينهما وبين ذلك، ثمّ خيّرا بين عذاب الدّنيا وعذاب الآخرة، فاختارا عذاب الدّنيا».وهما ( هاروت وماروت )ذكره ابن كثير . وهذا هو الراجح والله أعلم .
2-عن عطيّة: قال: «ما أنزل اللّه على جبريل وميكائيل السّحر». يعني المراد بهما : جِبْرِيل وميكائيل .
3-عن الضّحّاك بن مزاحمٍ: أنّه كان يقرؤها: {وما أنزل على الملكين}ويقول: «هما علجان من أهل بابل».وهذا قول ضعيف . ذكره ابن كثير
4- حكى القرطبيّ عن ابن عبّاسٍ وابن أبزى والضحاك والحسن البصري: أنهم قرؤوا: "وما أنزل على الملكين" بكسر اللّام. قال ابن أبزى: «وهما داود وسليمان».
ب. المراد بما سئل موسى من قبل.
1-أن يرى الله جهرة. ذكره ابن عطية
2- أن يريهم الله جهرة . ذكره ابن كثير
2: فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.
سبب نزولها:

واختلف في سبب هذه الآية، فقيل: إن حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر أتيا بيت المدارس، فأراد اليهود صرفهم عن دينهم، فثبتا عليه ونزلت الآية، وقيل: إنما هذه الآية تابعة في المعنى لما تقدم من نهي الله عن متابعة أقوال اليهود في راعنا [البقرة: 104] وغيره، وأنهم لا يودون أن ينزل خير، ويودون أن يردوا المؤمنين كفارا.
والحقّ: المراد به في هذه الآية نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وصحة ما المسلمون عليه، وهذه الآية من الظواهر في صحة الكفر عنادا، واختلف أهل السنة في جواز ذلك، والصحيح عندي جوازه غفلا وبعده وقوعا، ويترتب في كل آية تقتضيه أن المعرفة تسلب في ثاني حال من العناد، والعفو ترك العقوبة وهو من «عفت الآثار»، والصفح الإعراض عن المذنب كأنه يولي صفحة العنق.
هذا ما ذكره ابن عطية رحمه الله ورجحه .
وقال ابن عباس هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: قاتلوا الّذين لا يؤمنون [التوبة: 29] إلى قوله صاغرون [التوبة: 29]، وقيل: بقوله «اقتلوا المشركين»، وقال قوم: ليس هذا حد المنسوخ، لأن هذا في نفس الأمر كان التوقيف على مدته.
مكان نزولها:
قيل : أنها مكية ، لكن ضعف هذا القول ابن عطية .
وذلك لأن معاندات اليهود إنما كانت بالمدينة، وقوله تعالى: إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ مقتضاه في هذا الموضوع وعد للمؤمنين).
( ود كثير من أهل الكتاب )
يحذّر تعالى عباده المؤمنين عن سلوك طرائق الكفّار من أهل الكتاب، ويعلمهم بعداوتهم لهم في الباطن والظّاهر وما هم مشتملون عليه من الحسد للمؤمنين، مع علمهم بفضلهم وفضل نبيّهم.
واختلف في المراد بكثير من أهل الكتاب في الآية الكريمة :
عن الزّهريّ قال: هو كعب بن الأشرف.
وقال ابن عباس: المراد ابنا أخطب، حيي وأبو ياسر.
وقيل : علماء اليهود.
( لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراحسدا من عند أنفسهم من بعد ماتبين لهم الحق)
المعنى: مودتهم بكفركم من عند أنفسهم، لا أنهم عندهم الحق الكفر، ولا أن كتابهم أمرهم بما هم عليه من الكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم ، الدليل على ذلك قوله: {من بعد ما تبيّن لهم الحق}.
( فَاعْفُوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره )
هذا في وقت لم يكن المسلمون أمروا فيه بحرب المشركين، وإنما كانوا يدعون بالحجج البينة وغاية الرفق حتى بين الله أنهم إنما يعاندون بعد وضوح الحق عندهم , فأمر المسلمون بعد ذلك بالحرب.
وقيل : إنها نسخت بمجيء القتال ،وقيل : أن المراد ( بأمر الله ) هنا هو : القتال، وقيل : هو إجلاء بني النضير وقتل بني قريضة.

3: أجب عما يلي:
أ: ما المراد بملك سليمان في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}؟
1-على عهد ملك سليمان
2-وقيل: المعنى في ملك سليمان بمعنى في قصصه وصفاته وأخباره.
3-على شرعه ونبوته وحاله. قاله الطبري وذكر هذه الاقوال ابن عطية .
ب: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها}.
قرأ جمهور الناس «ما ننسخ» بفتح النون، من نسخ.
وقرأت طائفة «ننسخ»، بضم النون من «أنسخ»، وبها قرأ ابن عامر وحده من السبعة، قال أبو علي الفارسي: ليست لغة لأنه لا يقال نسخ وأنسخ بمعنى، ولا هي لتعدية لأن المعنى يجيء ما نكتب من آية أي ما ننزل فيجيء القرآن كله على هذا منسوخا، وليس الأمر كذلك، فلم يبق إلا أن يكون المعنى ما نجده منسوخا، كما تقول: أحمدت الرجل وأبخلته بمعنى وجدته محمودا أو بخيلا، قال أبو علي: وليس نجده منسوخا إلا بأن ننسخه فتتفق القراءتان في المعنى وإن اختلفتا في اللفظ.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رحمه الله: وقد خرج قرأة هذه القراءة المعنى على وجهين أحدهما أن يكون المعنى ما نكتب وننزل من اللوح المحفوظ، أو ما نؤخر فيه ونترك فلا ننزله أي ذلك فعلنا فإنا نأتي بخير من المؤخر المتروك أو بمثله، فيجيء الضميران في منها ومثلها عائدين على ننسأها.
2-المعنى الآخر أن يكون ننسخ من النسخ بمعنى الإزالة ويكون التقدير ما ننسخك أي نبيح لك نسخه، كأنه لما نسخها الله أباح لنبيه تركها بذلك النسخ، فسمى تلك الإباحة إنساخا، وما شرطية وهي مفعولة ب ننسخ، وننسخ جزم بالشرط.
وأثر هذه القراءات على المعنى :
فما كان من هذه القراءات يحمل على معنى الترك فإن الآية معه تترتب فيها أربعة معان:
أحدها: ما ننسخ على وجوه النسخ أو نترك غير منزل عليك فإنا لا بد أن ننزل رفقا بكم خيرا من ذلك أو مثله حتى لا ينقص الدين عن حد كماله.
والمعنى الثاني أو نترك تلاوته وإن رفعنا حكمه فيجيء النسخ على هذا رفع التلاوة والحكم.
والمعنى الثالث أو نترك حكمه وإن رفعنا تلاوته فالنسخ أيضا على هذا رفع التلاوة والحكم.
والمعنى الرابع أو نتركها غير منسوخة الحكم ولا التلاوة، فالنسخ على هذا المعنى هو على جميع وجوهه، ويجيء الضميران في منها أو مثلها عائدين على المنسوخة فقط، وكان الكلام إن نسخنا أو أبقينا فإنا نأتي بخير من المنسوخة أو مثلها.
وما كان من هذه القراءات يحمل على معنى التأخير فإن الآية معه تترتب فيها المعاني الأربعة التي في الترك، أولها ما ننسخ أو نؤخر إنزاله، والثاني ما ننسخ النسخ الأكمل أو نؤخر حكمه وإن أبقينا تلاوته، والثالث ما ننسخ النسخ الأكمل أو نؤخر تلاوته وإن أبقينا حكمه، والرابع ما ننسخ أو نؤخره مثبتا لا ننسخه، ويعود الضميران كما ذكرفي الترك، وبعض هذه المعاني أقوى من بعض، لكن ذكرت جميعالأنها تحتمل، وقد قال «جميعها» العلماء إما نصا وإما إشارة .
ج: بيّن حكم الساحر.
أمّا السّاحر المسلم فإن تضمّن سحره كفرًا كفر عند الأئمّة الأربعة وغيرهم لقوله تعالى: {وما يعلّمان من أحدٍ حتّى يقولا إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر}. لكن قال مالكٌ: إذا ظهر عليه لم تقبل توبته لأنّه كالزّنديق، فإن تاب قبل أن يظهر عليه وجاءنا تائبًا قبلناه ولم نقتله، فإن قتل سحره قتل. قال الشّافعيّ: فإن قال: لم أتعمّد القتل فهو مخطئٌ تجب عليه الدّية.
واختلفوا في المسلمة السّاحرة، فعند أبي حنيفة لا تقتل، ولكن تحبس. وقال الثّلاثة: حكمها حكم الرّجل، واللّه أعلم .
وقد استدلّ بقوله: {ولو أنّهم آمنوا واتّقوا} من ذهب إلى تكفير السّاحر، كما هو روايةٌ عن الإمام أحمد بن حنبلٍ وطائفةٍ من السّلف. وقيل: بل لا يكفر، ولكن حده ضرب عنقه، لما رواه الشّافعيّ وأحمد بن حنبلٍ، رحمهما اللّه: أخبرنا سفيان، عن عمرو بن دينارٍ، أنّه سمع بجالة بن عبدة يقول: كتب [أمير المؤمنين] عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، أن اقتلوا كلّ ساحرٍ وساحرةٍ. قال: فقتلنا ثلاث سواحر. وقد أخرجه البخاريّ في صحيحه أيضًا. وهكذا صحّ أنّ حفصة أمّ المؤمنين سحرتها جاريةٌ لها، فأمرت بها فقتلت. قال أحمد بن حنبلٍ: صحّ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم [أذنوا] في قتل السّاحر
أما الساحر الذمي:
عن الزّهريّ، قال: يقتل ساحر المسلمين ولا يقتل ساحر المشركين؛ لأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سحرته امرأةٌ من اليهود فلم يقتلها.
وقد نقل القرطبيّ عن مالكٍ، رحمه اللّه، أنّه قال في الذّمّيّ إذا سحر يقتل إن قتل سحره، وحكى ابن خويز منداد عن مالكٍ روايتين في الذّمّيّ إذا سحر:
إحداهما: أنّه يستتاب فإن أسلم وإلّا قتل،
والثّانية: أنّه يقتل وإن أسلم.

4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}.
نهى اللّه تعالى المؤمنين أن يتشبّهوا بالكافرين في مقالهم وفعالهم، وذلك أنّ اليهود كانوا يعانون من الكلام ما فيه توريةٌ لما يقصدونه من التّنقيص -عليهم لعائن اللّه- فإذا أرادوا أن يقولوا: اسمع لنا يقولون: راعنا. يورون بالرّعونة، ( وراعنا) معناها :
بمعنى فاعلنا، أي: أرعنا نرعك، وفي هذا جفاء أن يخاطب به أحد نبيه، وقد حض الله تعالى على خفض الصوت عنده وتعزيره وتوقيره، فقال من ذهب إلى هذا المعنى: إن الله تعالى نهى المؤمنين عنه لهذه العلة، ولا مدخل لليهود في هذه الآية على هذا التأويل، بل هو نهي عن كل مخاطبة فيها استواء مع النبي صلى الله عليه وسلم.
وقالت طائفة: هي لغة كانت الأنصار تقولها، فقالها رفاعة بن زيد بن التابوت للنبي -صلى الله عليه وسلم- ليّا بلسانه وطعنا كما كان يقول: اسمع غير مسمع، فنهى الله المؤمنين أن تقال هذه اللفظة.
قال ابن جريرٍ: والصّواب من القول في ذلك عندنا: أنّ اللّه نهى المؤمنين أن يقولوا لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: راعنا؛ لأنّها كلمةٌ كرهها اللّه تعالى أن يقولها لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
( وقولوا انظرنا واسمعوا)
ولما نهى الله تعالى في هذه الآية وأمر، حض بعد على السمع الذي في ضمنه الطاعة، {وقولوا انظرنا} أي: أمهلنا، {واسمعوا} كأنه قيل لهم: استمعوا.
( وللكافرين عذاب أليم )
أما من خالف أمره فكفر فله عذاب أليم، وهو المؤلم.
في هذه الآية دلالةٌ على النّهي الشّديد والتّهديد والوعيد، على التّشبّه بالكفّار في أقوالهم وأفعالهم، ولباسهم وأعيادهم، وعباداتهم وغير ذلك من أمورهم التي لم تشرع لنا ولا نقرر عليها.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 ذو الحجة 1437هـ/6-09-2016م, 12:29 AM
نُوفْ نُوفْ غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 643
افتراضي

المجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتابكتاب الله}
ذكر فيها قولان :
القول الأول :القرآن ذكره ابن كثير وابن عطيه والزجاج
القول الثاني : التوراة ،قيل لأن الذين كفروا بالنبي قد نبذوا التوراة جاء هذا القول عن السدي ذكره ابن كثير وابن عطيه والزجاج
ب. المراد بما تتلو الشياطين.
قيل فيها عدة أقوال :
- قيل: بأن السحرة لما مات سليمان كتبت كتابا ونسبته إلى سليمان عليه السلام .
- قيل : بأن سليمان كان لديه كاتب اسمه آصف فكان يملي عليه من العلم ويضعه تحت كرسيه فلما توفي سليمان دل الشيطان على هذا الكتاب فكتبت بين كل سطر كلاما في السحر والكهنة ثم نسبته إلى سليمان عليه السلام .
- قيل: بأن الناس لما ارتدوا انتشر فيهم السحر فلما عاد الملك لسليمان جمع كتب السحرة و وضعها تحت كرسيه فلما توفي قالت الجن للناس هل ندلكم على ما كان يملككم به سليمان فأخرجوا الكتب ونسبوها لسليمان وهو منها بريء .
- وقيل: بأن سليمان عليه السلام كان يتتبع الشيطان ويأخذ كتب السحر من أيديهم ويضعه تحت كرسيه فلما مات سليمان أخذ الشياطين هذه الكتب ونسبوها إلى سليمان عليه السلام .
- وقيل بأن كاتب سليمان آصف اتفق مع الشياطين وكتبوا كتابا ثم نسبوه إلى سليمان بعد موته .


2: فصل القولفي تفسير قول الله تعالى:
{
وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنةفلا تكفر}.
قوله تعالى :"وما يعلمان "عائدة على الملكين هاروت وماروت
والآية فيها قولين ذكرها الزجاج :
القول الأول: أن الله سبحانه وتعالى أنزل السحر عليهما فتنة للناس فمن اتبع هذا السحر يكفر ومن ابتعد عنه فهو مؤمن .
القول الثاني: وقيل بأنه لا يأتيهما آت يريد تعلم السحر إلا وعظاه ونهياه وقالا له :"إنما نحن فتنة فلا تكفر فمن تعلم كفر ومن ترك تعلمه فهو مؤمن .
و معنى قولة "فتنة " أي محنة و ابتلاء .

3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعمأن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
مذهب أهل السنة والجماعة أن السحر حقيقة لا تخييل
قال أبو عبد اللّه القرطبيّ: وعندنا أنّ السّحر حقٌّ، وله حقيقةٌ يخلق اللّه عنده ما يشاء خلافًا للمعتزلة وأبي إسحاق الإسفرايني من الشّافعيّة حيث قالوا: إنّه تمويهٌ وتخيّلٌ.
والرد عليهم : بما ورد في الكتاب بقولة تعالى : "فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه "فالسحر آثار محسوسة وله أضرار مباشرة تحدث بإذن الله
وأيضا من الرد عليهم :يستدل من قال بهذا القول من المعتزلة بأن الله سبحانه وتعالى قال: "يخيل إليهم من سحرهم أنها تسعى "
والآية دلت على أن هناك نوع من أنواع السحر تخييل ولم تحصر جميع أنواع السحر أنه تخييل .
وأيضا الآية في سورة الناس:" من شر النفاثات في العقد دلت على أن للسحر حقيقة
ويمكن أيضا الاستدلال بحديث عائشة لأن فيه الجارية التي استعانة بالسحر لتعمل كل ما كانت تريده من عمل فكان يحدث حقيقة لا تخيل فقالت :«قدمت امرأةٌ عليّ من أهل دومة الجندل، جاءت تبتغي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعد موته حداثة ذلك، تسأله عن شيءٍ دخلت فيه من أمر السّحر، ولم تعمل به " ثم قالت عائشة لعروة فقلت للمرأة: " ...... فقالت: بلى، لم تريدي شيئًا إلّا كان، خذي هذا القمح فابذري، فبذرت، وقلت: أطلعي فأطلعت وقلت: أحقلي فأحقلت ثمّ قلت: أفركي فأفركت. ثمّ قلت: أيبسي فأيبست. ثمّ قلت: أطحني فأطحنت. ثمّ قلت: أخبزي فأخبزت. فلمّا رأيت أنّي لا أريد شيئًا إلّا كان، سقط في يدي وندمت -واللّه- يا أمّ المؤمنين واللّه ما فعلت شيئًا قطّ ولا أفعله أبدًا» فهذا دليل صريح على أن السحر حقيقة لا تخييل .

ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التييذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملكسليمان..}
لابأس بالتحديث فيما ثبت أنها من الإسرائيليات لقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم :" حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج " ، والأسلم فيها السكوت عما سكت عنه نبيه صلى الله عليه وسلم ولم يرد فيه شيء في كتاب الله من دليل ولم يرد عن الصحابة فيها شيء فلا تصدق ولا تكذب ، وما ورد فيما يخالف ما جاءنا من الشرع يُرَد .
فما ورد عن ابن عمر بأنه كان يلعن الزهرة هذا بعيد عن ابن عمر والصحابة رضي الله عنهم كانوا أكثر من يتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكن النبي فاحشا ولا متفحشا والصحابة بالتأكيد لم تكن كذلك لأنهم معصومون عن ذلك
وأيضا ما ورد عن الملائكة بأنهما فتنا بامرأة أتت تستفتي لهم هذا بعيد عن الملائكة الذين قال الله فيهم "لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " وأيضا هم الذين قال الله فيهم "يسبحون الليل والنهار لا يفترون " فيبعد أن يحدث هذا من الملائكة وقد ذكر ابن كثير في هذه الرواية أن الحديث غريب وفيه موسى بن جبير الأنصاري .

ج: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لويردّونكم...} الآية.
قيل في هذه الآية عدة أقوال في سبب نزولها :
- قيل بأن رجلان من المسلمين "عمار بن ياسر دخلوا بيت المدارس لليهود فدعوهم إلى ترك الإسلام فلم يجيبا في طلب اليهود ذكره ابن عطيه
- وقيل أيضا :أن رسولا أميا كان يخبر اليهود بما في الكتاب من الرسل والآيات فكذبوا حسدا في نفوسهم ذكره ابن كثير
- قيل بأن هناك رجلان يقال لهما أبو ياسر وحيي بن أخطب كانا يسعيان لرد الناس عن الإسلام ذكره ابن كثير .
- قيل: بأن هناك رجل يهودي يقال له كعب الأشرف كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله فيه هذه الآية ذكره ابن كثير
- ورجح ابن عطيةبأن الآية نزلت في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وصحة ما المسلمون عليه .

4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{
وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِاللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}.
هذه الآية أتت بعد آية السحر قال سبحانه :" ولو أنهم ءامنوا واتقوا "أي :لو أنهم ءامنوا بالله ورسوله واتقوا الله بترك ما حرم الله واتباع ما أمر لكان جزائهم "لمثوبة من عند الله خير "أي : لكان لهم الأجر العظيم والثواب الجزيل على فعلهم هذا وهو خير عند الله مما كانوا يعملونه
وقوله "لو كانوا يعلمون " يل فيها قولان :
القول الأول :أي: لو كانوا يعلمون علما ينفعهم .
القول الثاني : أن المراد نفي العلم عنهم بقوله :"لو كانوا يعلمون ".

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 4 ذو الحجة 1437هـ/6-09-2016م, 06:18 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

مجلس المذاكرة الثامن تفسير سورة البقرة 101-110
المجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ‌. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.
المراد بكتاب الله على قولين:
القول الأول: هو القرآن ، لأن التكذيب به نبذ ،ذكره الزجاج وابن عطية.
القول الثاني : هو التوراة ،لأن مخالفتها والكفر بما أخذ عليهم من البشارة والإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم قد نبذ التوراة،ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
ب-المراد بما تتلو الشياطين.
معنى تتلو :
القول الأول:أي تقرأ من التلاوة ، قاله عطاء وذكره ابن عطية.
القول الثاني: أي تتبع،قاله ابن عباس وذكره ابن عطية.
والمراد بما تتلو الشياطين على أقوال:
القول الأول:الذي تلته الشياطين في ملك سليمان كتاب من السحر،وادعوا أن هذا السحر أخذوه من سليمان ،وأنه اسم الله الأعظم،واختلفوا في كيفيته:
قيل: إنهم كانوا يلقون إلى الكهنة الكلمة من الحق معها المائة من الباطل حتى صار ذلك علمهم، فجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه، فلما مات؛ قالت الشياطين: إن ذلك كان علم سليمان،
- وقيل: بل كان الذي تلته الشياطين سحرا وتعليما فجمعه سليمان عليه السلام كما تقدم،
- وقيل: إن سليمان -عليه السلام- كان يملي على كاتبه آصف بن برخيا علمه ويختزنه، فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ثم نسبت ذلك إلى سليمان،
- وقيل: إن آصف تواطأ مع الشياطين على أن يكتبوا سحرا وينسبوه إلى سليمان بعد موته،
- وقيل: إن الجن كتبت ذلك بعد موت سليمان واختلقته ونسبته إليه،
- وقيل: إن الجن والإنس حين زال ملك سليمان عنه اتخذ بعضهم السحر والكهانة علما، فلما رجع سليمان إلى ملكه تتبع كتبهم في الآفاق ودفنها، فلما مات؛ قال شيطان لبني إسرائيل: هل أدلكم على كنز سليمان الذي به سخرت له الجن والريح، هو هذا السحر، فاستخرجته بنو إسرائيل وانبث فيهم، ونسبوا سليمان إلى السحر وكفروا في ذلك حتى برأه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم،قاله السدي ومجاهدوالربيع ابن أنس وسعيد ابن جبير ومحمد بن اسحاق
وقال الحسن ماتتلوالشياطين "ثلث الشعر ،وثلث السحر ،وثلث الكهانه"
وهذاحاصل ما ذكره الزجاج وابن جرير وابن عطية وابن كثير.
القول الثاني:اتبعوا الشهوات ،وهي المعازف واللعب وكل شئ يصد عن ذكر الله ،قاله العوفي عن ابن عباس وذكره ابن كثير.
القول الثالث:ماترويه وتخبر به وتحدثه الشياطين على ملك سليمان،قاله ابن جريج وابن اسحاق وقاله ابن جرير وابن كثير .


2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
تفسير الآية على أقوال:
القول الأول: أن الملكين كانا يعلمان الناس السحر, أي كانا يعلمان نبأ السحر, ويأمران باجتنابه, وفي ذلك حكمة؛ لأن سائلاً لو سأل: ما الزنا وما القذف؟ لوجب أن يوقف, ويعلّم أنه حرام، فكذلك يجوزتعليم الملكين الناس, وأمرهما باجتنابه بعد الإعلام يدل على ما وصفنا، ولا يكون على هذا التأويل: تعلم السحر كفراً, إنما يكون العمل به كفرا، كما أن من عرف الزنا لم يأثم بأنه عرفه، وإنما يأثم بالعمل به ذكره الزجاج.
القول الثاني: أن يكون اللّه عزّ وجلّ امتحن بالملكين الناس في ذلك الوقت، وجعل المحنة في الكفر والإيمان أن يقبل القابل تعلم السحر، فيكون بتعلّمه كافراً, وبترك تعلمه مؤمناً, وهذا ممكن أن يمتحن اللّه به كما امتحن بالنهر في قوله: {إنّ اللّه مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس منّي ومن لم يطعمه فإنه منّي إلّا من اغترف غرفة بيده}،وعن ابن عباس قال :"فإذا أتاهمما الآتي يريد السحر نهياه أشد النهي ،وقالا له : ‘نما نحن فتنة فلا تكفر ،وذلك أنهما علما الخير والشر والكفر والإيمان ،فعرفا أن السحر من الكفر"،قاله ابن عباس وقتادة والسدي وذكره الزجاج وابن كثير .
القول الثالث : أنما نحن فتنه فلا تكفر ،كقول الغاوي أنا في ضلال فلا ترد ما أنا عليه، فلا تتعلم السحر ولا تعمل بالسحر فيأبون ،ذكره الزجاج.
القول الرابع : { إنما نحن فتنة فلا تكفر }يكون على وجة الاستهزاء ،لأنهما إنما يقولانه لمن قد تحققا ضلاله ذكره ابن عطية .
والقول الأول هو الراجح
3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
نرد على من زعم أن السحر إنما هو تخيل لا حقيقة له من المعتزلة الذين أنكروا وجودة وكفروا من اعتقد ذلك ،كما حكى أبوعبد الله الرازي من عدة وجوة :
1- أن القرآن أثبت وقوع السحرحقيقة ،وأن الشياطين يعلمون الناس السحر ،وبقوله تعالى {ما هم بضارين به أحد إلا بأذن الله}.
2- جاء ذكره في قصة موسي عليه السلام مع السحرة فقال تعالى : {وسحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم}،{وقال فرعون ءاتوني بكل ساحرعليم}و،وقوله تعالى{يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى}.
3- جاء ذكره في قصة سليمان عليه السلام في قوله تعالى{واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان...}
4- وأيضا استدلوا علي وقوع السحرمن السنة بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر ،وأن السحر عمل فيه .
5- وبقصة المرأة التي أتت من دومة الجندل للسيدة عائشة رضي الله عنها ،وما ذكرت تلك المرأة من إتيانها بابل وتعلمها السحر.
6- ما قضي به الصحابة من قتل الساحر.
7- وما استقر عليه السلف من اعتقاد أن السحر حقيقة وله تأثير على الأنفس والأبدان والعقول بأذن الله.

ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}
موقفنا من الإسرائيليات التي ذكرها المفسرون في تفسير قوله تعالى {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان ...}، إذ ليس فيها حديثٌ مرفوعٌ صحيحٌ متّصل الإسناد إلى الصّادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى،إذاًفلا نصدقه ولا نكذبه لأنه لم يخالف شرعنا، وظاهر سياق القرآن إجمال القصّة من غير بسطٍ ولا إطنابٍ فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده اللّه تعالى، واللّه أعلم بحقيقة الحال.
ج: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم...} الآية.
*عَنِ ابْنِ عباس، قال: كَانَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ وَأَبُو يَاسِرِ بْنُ أَخْطَبَ مِنْ أَشَدِّ يهودَ لِلْعَرَبِ حَسَدًا، إذْ خَصهم اللَّهُ بِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَا جَاهدَين فِي ردِّ النَّاسِ عَنِ الْإِسْلَامِ مَا اسْتَطَاعَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمَا: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ} الْآيَةَ.{سبب نزول صريح}

*قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ الْيَهُودِيَّ كَانَ شَاعِرًا، وَكَانَ يَهْجُو النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِيهِ أَنْزَلَ اللَّهُ: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا}
*وقيل: إن حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر أتيا بيت المدارس، فأراد اليهود صرفهم عن دينهم، فثبتا عليه ونزلت الآية.


4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}.
يقول الله تعالى معقباً علي اليهودالذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم معرضين عنه لتعلم ما يضرهم ولا ينفعهم من السحر،فلو أنهم أمنوا بالله وبرسوله وما أنزل إليه حقاً، واتقوه حق تقاته بفعل الأوامر واجتناب المعاصي لكان ثواب الله في الدنيا والبرزخ والآخرة خيراً لهم مما هم عليه ،ورضوه لأنفسهم ولحق بهم ،لوكانوا يعلمون ويفرقون بين ما ينفعهم وما يضرهم،ولبئس ما شروا به أنفسهم ،
ويستفاد من هذه الآية:
1-أن خير ما يدخر عند الله الإيمان والتقوى.
2- العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ،فالآية خطاب لنا من باب أولى.
3-ثواب الله خير من الدنيا وما فيها.
4-الإيمان والتقوى سبب لتحقيق ولاية الله،كل من مؤمناً تقياً كان لله ولياً ، قال تعالى {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون*الذين آمنوا وكانوا يتقون*لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم}يونس
5- استدل العلماء بتكفير الساحر ،وأنه ليس بمؤمن.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 5 ذو الحجة 1437هـ/7-09-2016م, 11:11 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي


المجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ‌. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.
ب‌. فيه قولان جائز أن يكو القرآن.
ت‌. وجائز أن يكون التوراة.
ث‌.
ب. المراد بما تتلو الشياطين.
ما كانت تتلو الشياطين في ملك سليمان كتاب من السحر فادعت اليهود أن هذل السحر أخذ عن سليمان عليهالسلام وأنه اسم الله الأعظم يتكسبون بذلك.
وقيل أنهم كانوا يلقون الى الكهنة الكلمة من الحق معها المائة من الباطل حت صار ذلك علمهم فجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه فلما مات قالت الشياطين أن ذلك كان علم سليمان.
وقيل الذي كانت تتلوه الشياطين سحرا وتعليما فجمعه سليمان عليه السلام.
وقيل أن سليمان عليه السلام كان يملي على كاتبه علمه ويختزنه فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ثم نسبت ذلك الى سليمان.
وقيل أن كاتب سليمان تواطأ مع الشياطين على أن يكتبوا سحرا وينسبوه الى سليمان بعد موته.
وقيل أن الجن كتبت ذلك بعد موت سليمان واختلقته ونسبته اليه.
وقيل أن الجن والأنس حين زال ملك سليمان عنه اتخذ بعضهم السحر والكهانة علما فلما رجع سليمان الى ملكه تتبع كتبهم في الآفاق ودفنها
فلما مات؛ قال شيطان لبني إسرائيل: هل أدلكم على كنز سليمان الذي به سخرت له الجن والريح، هو هذا السحر، فاستخرجته بنو إسرائيل وانبث فيهم، ونسبوا سليمان إلى السحر وكفروا في ذلك حتى برأه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم،
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذكر سليمان في الأنبياء، قال بعض اليهود: انظروا إلى محمد يذكر سليمان في الأنبياء وما كان إلا ساحرا.
2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
قيل أن الملكين كانا يعلمان الناس السحر ويأمران باجتنابه.
وعلى هذا التأويل لا يكون تعلم السحر كفرا أنما العمل به كفر..
وقيل أن الله عز وجل امتحن بالملكين الناس في ذلك الوقت وجعل المحنة في الكفر والايمان أن يقبل القابل تعلم السحرفيكون بتعلمه كافرا وبترك تعلمه مؤمنا لأن السحر قد كثر في كل أمة .

3: أجب عما يلي
: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم...} الآية.
روي عن ابن عباس قال كان حيي بن أخطب وياسر بن أخطب من أشد اليهو للعرب حسدا اذ خصهم الله بالنبي صلى الله عليه وسلم
وكانا جاهدين في رد الناس عن الاسلام ما استطاعوا فأنزل الله فيهم "ود كثير من أهل الكتاب ..." الآية.

وقيل أن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعرا وكان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم وفيه أنزل الله "ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسد من عند أنفسهم....." الآية.

أعتذر لتأخير الاجابة بسبب مرضي
4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}.

معنى الآية لو وقع ايمان من الذين تعلموا السحر
قيل لو آمنوا لأثيبوا
وقرأ قتادة وابن بريدة لمثوبة بالسكون. ثاء وفتح الواو
والمثوبة عند الجمهور الثواب والأجر. وهذا هو الصحيح وقال قوم لرجعة الى الله
وقوله لو كانوا يعلمون يحتمل نفي العلم عنهم
ويحتمل لو كان يعلمون علما ينفع.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 7 ذو الحجة 1437هـ/9-09-2016م, 01:38 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بالملكين.
القول الأول : قال اليهود :هما جبريل وميكائل . ذكره ابن عطية وابن كثير
القول الثاني : قال ابن أبزى: «هما داود وسليمان» ذكره ابن عطية وابن كثير
القول الثالث : قال أبو الأسود الدؤلي: هما هاروت وماروت. قال ابن عطية وهو كقول الحسن : «هما علجان كانا ببابل ملكين» وكذا روى ابن أبي حاتم عن الضحاك بن مزاحم .ذكره ابن عطية وابن كثير

ب. المراد بما سئل موسى من قبل.
اختلفت الروايات الواردة في ذلك وعلى أثرها اختلف المعنى ومجمل الأقوال المستنبطة من الروايات كالآتي :
الأول : سؤال الرسول معجزة دالة على رسالته
- قال ابن عباس رضي الله عنه: إن رافع بن حريملة اليهودي سأل النبي صلى الله عليه وسلم تفجير عيون وغير ذلك، وقيل: إن كفار قريش سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بالله جهرة، وقيل: سألوه أن يأتي بالله والملائكة قبيلا، وقال مجاهد: سألوه أن يرد الصفا ذهبا، فقال لهم: خذوا ذلك كالمائدة لبني إسرائيل، فأبوا ونكصوا. ذكره ابن عطية
- قال مجاهد :أن يريهم اللّه جهرةً . ذكره ابن كثير

الثاني : سؤال الرسول كرامة وعطية لهم
روى أبو جعفر الرازي عن أبو العالية: إن هذه الآية نزلت حين قال بعض الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم: ليت ذنوبنا جرت مجرى ذنوب بني إسرائيل بتعجيل العقوبة في الدنيا،فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد أعطاكم الله خيرا مما أعطى بني إسرائيل. وتلا: ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثمّ يستغفر اللّه يجد اللّه غفوراً رحيماً. ذكره ابن عطية وابن كثير

الثالث : سؤال الرسول عن الأشياء قبل كونها
- ثبتفي الصّحيحين من حديث المغيرة بن شعبة: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان ينهى عن قيل وقال، وكثرة السّؤال، وإضاعة المال وفي صحيح مسلمٍ: "ذروني ما تركتكم، فإنّما هلك من قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم، وإن نهيتكم عن شيءٍ فاجتنبوه". ذكره ابن كثير

والمرادأنّ اللّه ذمّ من سأل الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم عن شيء، على وجه التعنّت والاقتراح، كما سألت بنو إسرائيل موسى، عليه السّلام، تعنّتًا وتكذيبًا وعنادًا. ذكره ابن كثير

2: فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{
وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًاحَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَاتَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.
هذا إخبار من الله تعالى عن حال أهل الكتاب ليحذّر تعالى عباده المؤمنين عن سلوك طرائق الكفّار من أهل الكتاب، ويعلمهم بعداوتهم لهم في الباطن والظّاهر وما هم مشتملون عليه من الحسد للمؤمنين،مع علمهم بفضلهم وفضل نبيّهم. ويأمر عباده المؤمنين بالصّفح والعفو والاحتمال، حتّى يأتي أمر اللّه من النّصر والفتح ويأذن الله تعالى لهم بقتالهم . ذكره ابن كثير

3: أجب عما يلي:
أ: ما المراد بملك سليمان في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}؟
فيه ثلاث معان ذكرهم ابن عطية رحمه الله:
1- عهده وملكه.

2- قصصه وصفاته وأخباره .
3- شرعه ونبوته وحاله.

ب: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها}.

اختلف القراء في قراءة { ننسها } وعلى أثر ذلك اختلف المعنى :
· { ننسؤها – ننسأها - ننسئها} بمعنى نؤخرها .
- قرأت فرقة (أو ننسؤها) والمعنى : نؤخرها فالنّسء في اللغة التأخير، يقال: نسأ اللّه في أجله, وأنسأ اللّه أجله, أي: أخر أجله. ذكره الزجاج
- وكذلك من قرأها: "ننسأها" -بفتح النّون والهمزة بعد السّين-فمعناه: نؤخّرها. ذكره ابن كثير
- وقالعبيد بن عميرٍ، ومجاهدٌ، وعطاءٌ: {أو ننسئها} نؤخّرها ونرجئها. وقال عطيّة العوفيّ: {أو ننسئها} نؤخّرها فلا ننسخها. وقال السّدّيّ مثله أيضًا.

· { نُنسِها – تُنسَها - نُنَسٍها } بمعنى النسيان.
- قرأ نافع وحمزة والكسائي وعاصم وابن عامر وجمهور من الناس «ننسها» بضم النون الأولى وسكون الثانية وكسر السين وترك الهمزة، فيكون المعنى من أنسى المنقول من نسي. ذكره ابن عطية
- وقرأ سعيد بن المسيب فيما ذكر عنه أيضا «أو تنسها» بضم التاء أولا وفتح السين وسكون النون بينهما، وهذه منالنسيان. ذكره ابن عطية
- وقرأ الضحاك بن مزاحم وأبو رجاء «ننسّها» بضم النون الأولى وفتح الثانية وسين مكسورة مشددة، وهذه أيضا من النسيان. ذكره ابن عطية

· { نَنسَها } بمعنى الترك
- وقرأت طائفة «أو ننسها» بفتح النون الأولى وسكون الثانية وفتح السين، وهذه بمعنى الترك، ذكرها مكي ولم ينسبها، وذكرها أبو عبيد البكري في كتاب اللآلي عن سعد بن أبي وقاص. ذكره ابن عطية وقال : وأراه وهم.

ج: بيّن حكم الساحر.
القول الأول :
السحر والعمل به كفر . قاله ابن عطية وذكر ذلك عن مالك والشافعي
ومن أدلة ذلك:
- ما رواه الحافظ أبو بكر البزار عن عبد الله قال ( من أتى كاهنًا أو ساحرًا فصدّقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ) ذكره ابن كثير
- وكذلك استدل من ذهب إلى تكفير السّاحر بقوله تعالى { ولو أنهم آمنوا واتقوا }، كما هو روايةٌ عن الإمام أحمد بن حنبلٍ وطائفةٍ من السّلف..
إلا أنهم اختلفوا في استتابته وفي الحد على عدة أقوال :
1- يقتل الساحر عند مالك رضي الله عنه كفرا، ولا يستتاب كالزنديق إلا فيمن يعقد الرجال عن النساء: يعاقب ولا يقتل . ذكره ابن عطية
2- قال الشافعي: يسأل عن سحره فإن كان كفرا استتيب منه فإن تاب وإلا قتل .
3- اختلف في ساحر أهل الذمة فقيل: يقتل، وقال مالك: لا يقتل إلا إن قتل بسحره ويضمن ما جنى، ويقتل إن جاء منه بما لم يعاهد عليه. ذكره ابن عطية

القول الثاني :
قيل بل لا يكفر ولكن حده قتله. ذكره ابن كثير
وأدلتهم على ذلك :
- ما رواه الشافعي وأحمد بن حنبل عن عمرو بن دينارٍ، أنّه سمع بجالة بن عبدة يقول: كتب [أمير المؤمنين]عمربن الخطّاب، رضي اللّه عنه، أن اقتلوا كلّ ساحرٍ وساحرةٍ. قال: فقتلنا ثلاث سواحر. وقد أخرجه البخاريّ في صحيحه أيضًا. ذكره ابن كثير
- وروي أنّ حفصة أمّ المؤمنين سحرتها جاريةٌ لها، فأمرت بها فقتلت. قال أحمد بن حنبلٍ: صحّ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم [أذنوا] في قتل السّاحر. ذكره ابن كثير
- روى الترمذي عن جندبٍ الأزديّ أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «حدّ السّاحر ضربه بالسّيف». ذكره ابن كثير

4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}.
نهى الله تعالى عباده المؤمنين في تلك الآية عن قول " راعنا " وقد اختلف في سبب ذلك النهي كما اختلف في معنى القول على عدة أقوال ومنها :
- أن " راعنا " أي ارعنا سمعك . روي عن ابن عبّاسٍ
وقيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أدبر ناداه من كانت له حاجةٌ من المؤمنين، فيقول: أرعنا سمعك. فأعظم اللّه رسوله -صلّى اللّه عليه وسلّم- أن يقال ذلك له». قاله أبو صخر ذكره ابن كثير
- أنها كانت لغة تقولها الأنصار، فنهى اللّه عنها. قاله عطاءٌ ذكره ابن كثير
- وقال قوم: {لا تقولوا راعنا}: من المراعاة والمكافأة، فأمروا أن يخاطبوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتقدير والتوقير . ذكره الزجاج
- وقيل كانت اليهود تتسابّ بينها بهذه الكلمة، وكانوا يسبون النبي -صلى الله عليه وسلم- في نفوسهم، فلما سمعوا هذه الكلمة اغتنموا أن يظهروا سبّه بلفظ يسمع ولا يلحقهم به في ظاهره شيء، فأظهر اللّه النبي -صلى الله عليه وسلم والمسلمين على ذلك, ونهى عن هذه الكلمة. ذكره الزجاج
والغرض: أنّ اللّه تعالى نهى المؤمنين عن مشابهة الكافرين قولًا وفعلًا.

{وقولوا انظرنا} أي: أمهلنا، ويحتمل أن يكون المعنى تفقدنا من النظر. ذكره الزجاج وابن عطية
{واسمعوا} كأنه قيل لهم: استمعوا وفي هذا حض لهم على السمع مع الطاعة . قاله ابن عطية

هذا والله تعالى أعلى وأعلم .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 12 ذو الحجة 1437هـ/14-09-2016م, 07:10 AM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

]حلّ مجلس مذاكرة القسم الثامن من تفسير سورة البقرة
الآيات (101 ]

المجموعة الأولى:
1- حرر القول في المسائل التالية:


أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.
ورد في المراد بالكتاب في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..) قولان :

الأول : أنه القرآن لأنهم كذبوه والتكذيب نبذ ،ذكره ،"ابن عطية" والزّجاج" .

الثاني : يراد به التّوراة لأنهم تركوا الأخذ بما جاء بها من البشارة بالنّبي محمد صلى الله عليه وسلم ،ذكر هذا
القول "ابن كثير" و "ابن عطية" والزّجاج" .


ب. المراد بما تتلو الشياطين.

ذكر " ابن عطية في في قوله تعالى "تتلو" أنها من التّلاوة وهي القراءة ، وذكر أنها من تلو الشيىء واتباعه ،
وأورد المفسرون بالمراد بما "تتلوالشياطين" عدة أقوال ، قد يجمعها قولان وهما :
🔹الأول ما ذكره ابن كثير عن "ابن عباس"رضي الله عنهما أنه كلّ ما يصّد عن سبيل الله من شهوات ومعازف ولعب وغير ذلك من الملهيات .
🔹 الثاني : أنه مايشتغل به شياطين الأنس والجنّ من الكهانة والسحر والكذب وخداع الناس
وذكروا في ذلك عدة رويات مختلفة موجودة في كتب التفاسير المذكورة وغيرها، منها القول الوارد
عَنِ الْحَسَنِ: في الآية ، قَالَ: ثُلُثُ الشِّعْرِ، وَثُلُثُ السِّحْرِ، وَثُلُثُ الْكِهَانَةِ ، ذكره ابن كثير
🔹 وقيل أنه ما كانت تستمعه الشياطين من الوحي وتلقيه إلى الكهنة فتزيد على الكلمة المائة
من الباطل ،ذكره ابن عطية ، وابن كثير .
🔹 وقيل أنه ماتتبعه نبي الله سليمان مما في أَيْدِي الشياطين وجمعه تحت كرسيه فلما مات
دبت به الشياطين إلى الأنس فأخرجوه ، ذكره ابن عطية ، وابن كثير
🔹 وقيل: إن سليمان -عليه السلام- كان يملي على كاتبه آصف بن برخيا علمه ويختزنه، فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ثم نسبت ذلك إلى سليمان،
ذكره ابن عطية ، وابن كثير .
🔹 وقيل: إن آصف تواطأ مع الشياطين على أن يكتبوا سحرا وينسبوه إلى سليمان بعد موته،
ذكره ابن عطية ، وابن كثير .
🔹 وقيل: إن الجن كتبت ذلك بعد موت سليمان واختلقته ونسبته إليه، ذكره ابن عطية ، وابن كثير.
🔹وقيل : أنه كتاب من السحر زعمت اليهود أنهم أخذوه من سليمان فأنزل الله تكذيبهم .ذكره الزجاج .

2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}

ورد في تفسير هذه الآية ثلاثة أقوال :
🔸 الأول : أن تعليم الناس السّحر من باب الإبتلاء ولإمتحان،كما ورد في قوله تعالى إخبارًا عن موسى، عليه السّلام، حيث قال: {إن هي إلا فتنتك} أي: ابتلاؤك واختبارك وامتحانك {تضلّ بها من تشاء وتهدي من تشاء} فيكون المراد في هذه الآية والله أعلم ،أن طلب تعلم السّحر من الكفر وقداستدل بعض العلماء بهذه الآية على تكفير من تعلم السّحر ،وكذلك ورد في الحديث الذي ذكره "أبو بكر البزار" عن عبدالله ابن عباس ، قال: «من أتى كاهنًا أو ساحرًا فصدّقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم»، وقال ابن كثير وهذا إسنادٌ جيّدٌ وله شواهد أخر ،
وهو القول الرّاجح والله أعلم ،خلاصة قول ابن عطية ، وابن كثير ، والزجاج

🔸 الثاني : أن الكفر بالعمل بالسحر ،وليس بمعرفته ، كما أن من عرف الزنا لم يأثم بأنه عرفه، وإنما يأثم بالعمل به. فالملكان كانا يعلمان الناس السحر ويأمرانهم باجتنابه ، ذكره ابن عطية ، والزّجاج وفصل فيه وقال أن له وجه من اللغة ، وأورد هنا كلام "لإبن كثير " ذكره عن "أبو عبد اللّه الرّازيّ " وعقب عليه رحمه الله تعالى ،فقال ، قال : " الرّزي" المسألة الخامسة في أنّ العلم بالسّحر ليس بقبيحٍ ولا محظورٍ: اتّفق المحقّقون على ذلك؛ لأنّ العلم لذاته شريفٌ وأيضًا لعموم قوله تعالى: {قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون} [الزّمر: 9]؛ ولأنّ السّحر لو لم يكن يعلّم لما أمكن الفرق بينه وبين المعجزة، والعلم بكون المعجز معجزًا واجبٌ، وما يتوقّف الواجب عليه فهو واجبٌ؛ فهذا يقتضي أن يكون تحصيل العلم بالسّحر واجبًا، وما يكون واجبًا فكيف يكون حرامًا وقبيحًا؟!

- وقال "ابن كثير "رحمه الله تعالى معقباً على هذه المقولة : هذا لفظه بحروفه في هذه المسألة، وهذا الكلام فيه نظرٌ من وجوهٍ:
- أحدها: قوله: "العلم بالسّحر ليس بقبيحٍ". إن عنى به ليس بقبيحٍ عقلًا فمخالفوه من المعتزلة يمنعون هذا وإن عنى أنّه ليس بقبيحٍ شرعًا، ففي هذه الآية الكريمة تبشيعٌ لتعلّم السّحر، وفي الصّحيح: «من أتى عرّافًا أو كاهنًا، فقد كفر بما أنزل على محمّدٍ». وفي السّنن: «من عقد عقدةً ونفث فيها فقد سحر».
- وقوله: ولا محظور اتّفق المحقّقون على ذلك". كيف لا يكون محظورًا مع ما ذكرناه من الآية والحديث؟! واتّفاق المحقّقين يقتضي أن يكون قد نصّ على هذه المسألة أئمّة العلماء أو أكثرهم، وأين نصوصهم على ذلك؟ ثمّ إدخاله [علم] السّحر في عموم قوله: {قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون} فيه نظرٌ؛ لأنّ هذه الآية إنّما دلّت على مدح العالمين بالعلم الشرعي، ولم قلت إنّ هذا منه؟ ثمّ ترقيه إلى وجوب تعلّمه بأنّه لا يحصل العلم بالمعجز إلّا به، ضعيفٌ بل فاسدٌ؛ لأنّ معظم معجزات رسولنا، عليه الصّلاة والسّلام هي القرآن العظيم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ. ثمّ إنّ العلم بأنّه معجزٌ لا يتوقّف على علم السّحر أصلًا ثمّ من المعلوم بالضّرورة أنّ الصّحابة والتّابعين وأئمّة المسلمين وعامّتهم، كانوا يعلمون المعجز، ويفرّقون بينه وبين غيره، ولم يكونوا يعلمون السّحر ولا تعلّموه ولا علّموه، واللّه أعلم.

🔸 الثالث : أن قوله تعالى : (إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر) تقال استهزاء لمن تحقق ضلاله ، ذكره ابن عطية عن "المهدي"

🔸 الرّابع : أن السحر ما أنزل على الملكين، ولا أُمرا به, ولا أتى به سليمان عليه السلام, فقال قوم: {وما كفر سليمان ولكنّ الشّياطين كفروا يعلّمون النّاس السّحر وما أنزل على الملكين}, فيكون "ما" جحدا، ويكون "هاروت" و"ماروت" من صفة الشياطين ، وهما الّذان يعلمان النّاس السّحر ، ذكره الزجاج .


3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟


كيف يكون تخييل وقد أمرنا الله بالإستعاذة منه حيث قال تعالى ( من شرّ النافاثات في العقد) وهنّ السّواحر اللاتي يعملنّ هذا العمل الخبيث ، وكذلك قوله تعالى (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه) فهذا يثبت أنه حقيقة وله تأثير، وقد حصل للنبيّ صلى الله عيه وسلم وتأثر به وهو أطهر الخلق وأزكاهم ،قال أبو عبد اللّه القرطبيّ: "وعندنا أنّ السّحر حقٌّ، وله حقيقةٌ يخلق اللّه عنده ما يشاء خلافًا للمعتزلة وأبي إسحاق الإسفرايني من الشّافعيّة حيث قالوا: إنّه تمويهٌ وتخيّلٌ لاحقيقة له" وهو الذي عليه أهل السّنة والجماعة .

ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}

الناظر في هذه الإسرائيليات يجد فيها تجاوزاً كبيراً على الملائكة الكرام ، وعلى الصحابة الإجلاء كأمثال "ابن عمر" وأن حاصلها راجع إلى أخبار بني إسرائيل، إذ ليس فيها حديثٌ مرفوعٌ صحيحٌ متّصل الإسناد إلى الصّادق المصدوق، وكذلك سياق القصة في القرآن نجده مجمل لا اطناب فيه ولا بسط ، فيكون الموقف الصحيح من هذه الإسرائيليات ،أن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده اللّه تعالى،وأن نرد ما أمرنا الله برده في كتابه فلا نتجاوز أمره ، وأن نسكت عن ما سكت الله عنه فلا نتكلفه ولا نحدث به .

ج: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم...} الآية.]

ورد في سبب نزول هذه الآية عدة أقوال :
🔹 الأول : أنها نزلت في حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر عندماأتيا بيت المدارس، فأراد اليهود صرفهم عن دينهم حسدا، ذكره ابن عطية .
🔹 الثاني : أنها نزلت في حييّ بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب حيث كانا من أشدّ اليهود
عَدَاوَة للعرب حسدًا، إذ خصهم اللّه برسوله صلّى اللّه عليه وسلّم فكانا جاهدين في ردّ النّاس عن الإسلام ما استطاعا، فأنزل اللّه فيهما هذه الآية
🔹 الثالث : أنها نزلت في كعب الأشراف اليهوديّ كان شاعرًا، وكان يهجو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. وفيه أنزل اللّه فيه هذه الآية ،ذكره ابن كثير .
🔹 الرّابع : أنها نزلت في تصديق النبي صلى الله عليه وسلم وصحة ما المسلمون عليه، فحسدوهم اليهود على ذلك وجحدوا نبوته ،ذكره ابن عطية ، وابن كثير



: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)

يبين الله عز وجل حال هولاء القوم الذين استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خَيْر أنهم لو رجعوا عن كفرهم وآمنوا بالله ورسله لكان ما عند الله من الثواب والجزاء خير لهم مما اختاروا لأنفسهم من الكفر والسّحر، لو كانوا عندهم علماً نافعاً يسترشدون به وينتفعون به ،وفي هذه الآية حجة لمن ذهب إلى تكفير السّاحر.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 14 ذو الحجة 1437هـ/16-09-2016م, 01:53 AM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي


المجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.
ذكر العلماء فى المراد بكتاب الله فى الاية قولان
الأول
المراد به القرن ذكره الزجاج وبن عطية
وقال بن عطية لأن التكذيب به نبذ
الثانى
المراد به التوراة ذكره الزجاج وبن عطية وبن كثيرورجحه
لأن الذين كفروا بالنبي قد نبذوا التوراة وخالفوا ما اخذ عليهم فيها
القول الراجح
هو ما رجحه بن كثير بأن المراد التوراة ويشهد لذلك السياقفقد قال الله تعالى (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ )
فهم قد نبذوا التوراه وما جاء فيها من التبشير بمحمد عليه الصلاه والسلام واقبلوا على تعلم السحر واتباعه
واستدل بن كثير بسحرهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم على يد لبيد بن الأعصم
ب. المراد بما تتلو الشياطين.
ذكر العلماء فى تتلو قولان
الآول (تتلوا) معناه تقرأ من التلاوة ذكره بن عطية عن عطاء وهو ظاهر قول بن كثير والزجاج
الثانى (تتلوا) معناه تتبع كما تقول: جاء القوم يتلو بعضهم بعضا ذكره بن عطية عن بن عباس
والذي تلته الشياطين:
ذكر فيه بن كثير وبن عطية عدة اثار منها
- قيل: إنهم كانوا يلقون إلى الكهنة الكلمة من الحق معها المائة من الباطل حتى صار ذلك علمهم، فجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه، فلما مات؛ قالت الشياطين: إن ذلك كان علم سليمان،
- وقيل: بل كان الذي تلته الشياطين سحرا وتعليما فجمعه سليمان عليه السلام
- وقيل: إن سليمان -عليه السلام- كان يملي على كاتبه آصف بن برخيا علمه ويختزنه، فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ثم نسبت ذلك إلى سليمان،
- وقيل: إن آصف تواطأ مع الشياطين على أن يكتبوا سحرا وينسبوه إلى سليمان بعد موته،
- وقيل: إن الجن كتبت ذلك بعد موت سليمان واختلقته ونسبته إليه،
.
وخلاصة القول فى المسأله فى قولين
القول الأول
الذي كانت الشياطين تلته في ملك سليمان كتاب من السحر, فلبهت اليهود وكذبهم, ادعوا أن هذا السحر أخذوه عن سليمان, وأنه اسم الله الأعظم، يتكسّبون بذلك، فأعلم اللّه عزّ وجلّ أنهم رفضوا كتابه, واتبعوا السحر
وذكره الزجاج وبن عطيه وبن كثير الأثار فىذلك
القول الثانى
ما تتلوه الشّياطين، أي: ما ترويه وتخبر به وتحدثه الشّياطين على ملك سليمان. وعدّاه بعلى؛ لأنّه تضمّن تتلو: تكذب.
ذكره بن كثير ورجحه وقال
هذه نبذةٌ من أقوال أئمّة السّلف في هذا المقام، ولا يخفى ملخّص القصّة والجمع بين أطرافها، وأنّه لا تعارض بين السّياقات على اللّبيب الفهم، واللّه الهادي



2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
فى الآية ثلاثة مسائل هامة نبين الأقوال فيها اولاً
المسألة الأولى
معنى يعلمان ذكرها بن عطية
ذكر العلماء فى قوله تعالى يعلمان قولان
القول الأول
يعلّمان) بمعنى: يعلمان ويشعران كما قال كعب بن زهير:
تعلّم رسول الله أنّك مدركي ....... وأنّ وعيدا منك كالأخذ باليد
وحمل هذه الآية على أن الملكين إنما نزلا يعلمان الناس بالسحر وينهيان عنه ذكره بن عطية
القول الثانى
بل التعليم على عرفه وهو رآى الجمهور ذكره بن عطية
المسألة الثانية
المراد بفتنة
والفتنة هى الابتلاء والاختبار ما ذكر بن كثير والزجاج وبن عطية
المسألة الثالثة
متعلق الفعل تكفر
في متعلق الفعل تكفر ثلالثة اقوال ذكرها بن عطية
الأول
بتعلم السحر
فيكون المعنى فلا تكفر بتعلم السحر فيكون بذلك من تعلم السحر كفر
الثانى
باستعماله
فيكون المعنى فلا تكفر باستعمال السحر فيكون بذلك من تعلم السحر لا يكفر
الثالث
(إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر) استهزاء، لأنهما إنما يقولانه لمن قد تحققا ضلاله

ونستطيع ان نقول ان فى تفسير الآية وجهان ذكرهما الزجاج
الآول
أن الملكين كانا يعلمان الناس السحر, و"علمت"، و"أعلمت" جميعاً في اللغة بمعنى واحد, كانا يعلمان نبأ السحر, ويأمران باجتنابه, وفي ذلك حكمة؛ لأن سائلاً لو سأل: ما الزنا وما القذف؟ لوجب أن يوقف, ويعلّم أنه حرام، فكذلك مجاز إعلام الملكين الناس, وأمرهما باجتنابه بعد الإعلام يدل على ما وصفنا، فهذا مستقيم بين، ولا يكون على هذا التأويل: تعلم السحر كفراً, إنما يكون العمل به كفرا، كما أن من عرف الزنا لم يأثم بأنه عرفه، وإنما يأثم بالعمل به.
ذكره الزجاج ورجحه وقال وهو الأثبت
القول الثانى
أن يكون اللّه عزّ وجلّ امتحن بالملكين الناس في ذلك الوقت، وجعل المحنة في الكفر والإيمان أن يقبل القابل تعلم السحر، فيكون بتعلّمه كافراً, وبترك تعلمه مؤمناً؛ لأن السحر قد كان كثر, وكان في كل أمة، والدليل على ذلك: أن فرعون فزع في أمر موسى صلى الله عليه وسلم إلى السحر, فقال: {ائتوني بكل ساحر عليم}, وهذا ممكن أن يمتحن اللّه به كما امتحن بالنهر في قوله: {إنّ اللّه مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس منّي ومن لم يطعمه فإنه منّي إلّا من اغترف غرفة بيده}.،
ويشهد لذلك
عن ابن عبّاسٍ، قال: «فإذا أتاهما الآتي يريد السّحر نهياه أشدّ النّهي، وقالا له: إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر، وذلك أنّهما علما الخير والشّرّ والكفر والإيمان، فعرفا أنّ السّحر من الكفر».
[قال:] «فإذا أبى عليهما أمراه أن يأتي مكان كذا وكذا، فإذا أتاه عاين الشّيطان فعلمه، فإذا تعلّم خرج منه النّور، فنظر إليه ساطعًا في السماء، فيقول: يا حسرتاه! يا ويله! ماذا أصنع؟».
وعن الحسن البصريّ أنّه قال في تفسير هذه الآية: «نعم، أنزل الملكان بالسّحر، ليعلّما النّاس البلاء الذي أراد اللّه أن يبتلي به النّاس، فأخذ عليهما الميثاق أن لا يعلّما أحدًا حتّى يقولا: {إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر}» رواه ابن أبي حاتمٍ

وقال قتادة: «كان أخذ عليهما ألّا يعلّما أحدًا حتّى يقولا {إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر}أي: بلاءٌ ابتلينا به {فلا تكفر}».

وقال [قتادة و] السّدّيّ: «إذا أتاهما إنسانٌ يريد السّحر، وعظاه، وقالا له: لا تكفر، إنّما نحن فتنةٌ. فإذا أبى قالا له: ائت هذا الرّماد، فبل عليه. فإذا بال عليه خرج منه نورٌ فسطع حتّى يدخل السّماء، وذلك الإيمان. وأقبل شيءٌ أسود كهيئة الدّخان حتّى يدخل في مسامعه وكلّ شيءٍ [منه]. وذلك غضب اللّه. فإذا أخبرهما بذلك علّماه السّحر، فذلك قول اللّه تعالى:{وما يعلّمان من أحدٍ حتّى يقولا إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر}الآية».
وذكر ذلك الزجاج وبن كثير


3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
نرد على ذلك ان السحلر له حقيقة
ونورد عدة أدلة على ذلك
- استدلّ على وقوع السّحر وأنّه بخلق اللّه تعالى، بقوله تعالى: {وما هم بضارّين به من أحدٍ إلا بإذن اللّه}
- ان أهل السّنّة قد جوّزوا أن يقدر السّاحر أن يطير في الهواء، ويقلب الإنسان حمارًا، والحمار إنسانًا، إلّا أنّهم قالوا: إنّ اللّه يخلق الأشياء عندما يقول السّاحر تلك الرّقى و [تلك] الكلمات المعيّنة
- ومن الأدلة على ان له حقيقة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سحر، وأنّ السّحر عمل فيه
- قصّة تلك المرأة مع عائشة، رضي اللّه عنها، وما ذكرت تلك المرأة من إتيانها بابل وتعلّمها السّحروقد استدلّ بهذا الأثر من ذهب إلى أنّ السّاحر له تمكّنٌ في قلب الأعيان؛ لأنّ هذه المرأة بذرت واستغلّت في الحال.
- ماذكره الوزير أبو المظفّر يحيى بن هبيرة بن محمّد بن هبيرة في كتابه: "الإشراف على مذاهب الأشراف" بابًا في السّحر، فقال: أجمعوا على أنّ السّحر له حقيقةٌ إلّا أبا حنيفة، فإنّه قال: لا حقيقة له عنده.
ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}
الموقف فى مثل ذلك ان لا نكذبها ولا نصدقها فقد ذكر الله تعالى القصة من غير بسط مجملة ، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده اللّه تعالى، واللّه أعلم بحقيقة الحال. إذ ليس فيها حديثٌ مرفوعٌ صحيحٌ متّصل الإسناد إلى الصّادق المصدوق صلى الله عليه وسلم


ج: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم...} الآية.
ذكر بن كثير قولان فى سبب نزول الآيه
الآول
إن حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر أتيا بيت المدارس، فأراد اليهود صرفهم عن دينهم، فثبتا عليه ونزلت الآية
الثانى
ان هذه الآية تابعة في المعنى لما تقدم من نهي الله عن متابعة أقوال اليهود في راعنا [البقرة: 104] وغيره، وأنهم لا يودون أن ينزل خير، ويودون أن يردوا المؤمنين كفارا.
وهو ما رجحه بن كثير حيث قال
والحقّ المراد به في هذه الآية نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وصحة ما المسلمون عليه


4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}.
ولو أنّهم أى الذين اشتروا السحر آمنوا باللّه ورسله واتّقوا المحارم، لكان مثوبة اللّه اى الآجر والثواب على ذلك خيرًا لهم ممّا استخاروا لأنفسهم ورضوا به، كما قال تعالى: {وقال الّذين أوتوا العلم ويلكم ثواب اللّه خيرٌ لمن آمن وعمل صالحًا ولا يلقّاها إلا الصّابرون}[القصص: 80].
وقوله تعالى: {لو كانوا يعلمون}يحتمل نفي العلم عنهم، ويحتمل أن يراد: لو كانوا يعلمون علما ينفع اى لو كانوا يعملون بعلمهم، ويعلمون حقيقة ما فيه الفضل لعلموا ان ثواب الله والأجر خير لهم من كسبهم بالكفر والسحر
وذكر بن عطية ان لمثوبة من الله بمعنى لرجعة إلى الله، من ثاب يثوب إذا رجع وما ذكرناه بمعنى الآجر هو رأى الجمهور
وقد استدلّ بقوله: {ولو أنّهم آمنوا واتّقوا}من ذهب إلى تكفير السّاحر، كما هو روايةٌ عن الإمام أحمد بن حنبلٍ وطائفةٍ من السّلف





رد مع اقتباس
  #15  
قديم 16 ذو الحجة 1437هـ/18-09-2016م, 12:48 AM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي

بسم لله الرحمن الرحيم

المجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.
هذه الآية الكريمة أتت في سياق مخاطبة الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم عن عظم ما بلغه اليهود من العناد وعدم الانقياد مع عظيم نعم الله تعالى عليهم، حيث قال مبينا لحالهم :
{ولمّا جاءهم رسول من عند اللّه مصدّق لما معهم نبذ فريق من الّذين أوتوا الكتاب كتاب اللّه وراء ظهورهم كأنّهم لا يعلمون}.
(ولمّا جاءهم رسول من عند اللّه مصدّق لما معهم): أي ؛ لمّا بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم لليهود، موافقا لما أُخبروا به في التوراة ؛ ماذا كنت ردة فعلهم .
(نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله.).نبذ: أي أعرض فريق من الذين أوتوا الكتاب .
والمراد بالذين أوتوا الكتاب : هم اليهود أوتوا التوراة .
أما قوله تعالى :( كتاب الله وراء ظهورهم ) ،فالمراد بكتاب الله فيه قولان:
قيل : المراد به التوراة ، بحيث أن أهل التوراة أعرضوا عن ما جاءهم فيه من صفة محمد صلى الله عليه وسلم .
وقيل : القرآن : بحيث كذّبوا به.

ب. المراد بما تتلو الشياطين.
- الكلمة من الحق يلقونها إلى الكهنة و معها المائة من الباطل حتى صار ذلك علمهم، فجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه، فلما مات؛ قالت الشياطين: إن ذلك كان علم سليمان.
- السحر وتعليمه فجمعه سليمان عليه السلام .
- علم سليمان عليه السلام الذي كتبه آصف بن برخيا كاتب سليمان وخزّنه، فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ثم نسبت ذلك إلى سليمان عليه السلام.
- تواطؤ آصف مع الشياطين على كتابة سحر ونسبته إلى سليمان بعد موته.
- إن الجن كتبت ذلك بعد موت سليمان واختلقته ونسبته إليه.
- علم السحر والكهانة الذي اتخذه الجن والإنس حين زال ملك سليمان عنه ، فلما رجع سليمان إلى ملكه تتبع كتبهم في الآفاق ودفنها، فلما مات؛استخرجته بنو إسرائيل بإخبار من الشيطان ونسبوه إلى سليمان .
- المعازف واللعب وما يصد عن ذكر اللّه.
-وأضاف ابن أبي حاتم عن الحسن: أن المراد هو ثلث الشّعر، وثلث السّحر، وثلث الكهانة.

**************** **************** *****************
2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
(وما يعلّمان) الضمير عائد على هاروت وماروت .
و(يعلّمان) بمعنى: يعلمان ويشعران ،استدل ابن الأعرابي بقول كعب بن زهير:

تعلّم رسول الله أنّك مدركي ....... وأنّ وعيدا منك كالأخذ باليد
وحمل هذه الآية على أن الملكين إنما نزلا يعلمان الناس بالسحر وينهيان عنه، بينما قال الجمهور: بل أنّ التعليم على عرفه،(فلا تكفر)، قيل أي بتعلم السحر، وقيل باستعماله.
وقوله تعالى:( فتنة ) أي محنة واختبار كما قال موسى عليه السلام : {إن هي إلا فتنتك تضلّ بها من تشاء وتهدي من تشاء} .
(إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر)
وحكى المهدوي أن قولهما هذا استهزاء، لأنهما إنما يقولانه لمن قد تحققا من ضلاله.ذكره ابن عطية .
-معنى الآية فيه أقوال :
1- أن الملكين كانا يعلمان الناس السحر ويأمران باجتنابه، وهذا القول أثبته الزجاج :
- ذكر ابن كثير عن ابن عبّاسٍ أنه قال:«فإذا أتاهما الآتي يريد السّحر نهياه أشدّ النّهي، وقالا له: إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر، وذلك أنّهما علما الخير والشّرّ والكفر والإيمان، فعرفا أنّ السّحر من الكفر».[قال:] «فإذا أبى عليهما أمراه أن يأتي مكان كذا وكذا، فإذا أتاه عاين الشّيطان فعلمه، فإذا تعلّم خرج منه النّور، فنظر إليه ساطعًا في السماء، فيقول: يا حسرتاه! يا ويله! ماذا أصنع؟».
- وروى ابن ابي حاتم قول الحسن البصريّ في تفسير هذه الآية: «نعم، أنزل الملكان بالسّحر، ليعلّما النّاس البلاء الذي أراد اللّه أن يبتلي به النّاس، فأخذ عليهما الميثاق أن لا يعلّما أحدًا حتّى يقولا: {إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر}» .
وقال قتادة: «كان أخذ عليهما ألّا يعلّما أحدًا حتّى يقولا {إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر}أي: بلاءٌ ابتلينا به {فلا تكفر}».
وقال [قتادة و] السّدّيّ: «إذا أتاهما
إنسانٌ يريد السّحر، وعظاه، وقالا له: لا تكفر، إنّما نحن فتنةٌ. فإذا أبى قالا له: ائت هذا الرّماد، فبل عليه. فإذا بال عليه خرج منه نورٌ فسطع حتّى يدخل السّماء، وذلك الإيمان. وأقبل شيءٌ أسود كهيئة الدّخان حتّى يدخل في مسامعه وكلّ شيءٍ [منه]. وذلك غضب اللّه. فإذا أخبرهما بذلك علّماه السّحر، فذلك قول اللّه تعالى:{وما يعلّمان من أحدٍ حتّى يقولا إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر}الآية».

2-اختبار الله تعالى الناس بالملكين ، بحيث جعل المحنة في الكفر والإيمان أن يقبل القابل تعلم السحر، فيكون بتعلّمه كافراً, وبترك تعلمه مؤمناً؛ واستدلوا على ذلك : أن فرعون فزع في أمر موسى صلى الله عليه وسلم إلى السحر, فقال: {ائتوني بكل ساحر عليم}, وهذا ممكن أن يمتحن اللّه به كما امتحن بالنهر في قوله: {إنّ اللّه مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس منّي ومن لم يطعمه فإنه منّي إلّا من اغترف غرفة بيده}، وهذا القول أجازه الزجاج.

3- إن السحر ما أنزل على الملكين، ولا أمرا به، ولا أتى به سليمان عليه السلام, فقال قوم: {وما كفر سليمان ولكنّ الشّياطين كفروا يعلّمون النّاس السّحر وما أنزل على الملكين}.
فعليه يكون "ما" جحدا.
ويكون "هاروت" و"ماروت" من صفة الشياطين، على تأويل هؤلاء: كان الشياطين هاروت وماروت.
ويكون معنى قولهما {إنّما نحن فتنة فلا تكفر} كقول الغاوي والخليع: أنا في ضلال فلا ترد ما أنا فيه.
وعقّب الزجاج على هذه الأقوال ؛أنّ القولان
الأولان أشبه بالتأويل، لقربها عند كثير من أهل اللغة، أما القول الثالث له وجه، إلا أن الحديث وما جاء في قصة الملكين أشبه وأولى أن يؤخذ به.

**************** **************** *****************
3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
أنكر المعتزلة وبعض العلماء وجود السحر ، ولم يكتفوا بذلك بل كفّروا من اعتقد بوجوده، أمّا أهل السنة والجماعة فاعتقادهم أن السحر إنما هو حقيقة ومؤثر بإذن الله تعالى ، ونرد على من أنكر ؛بما جاءنا في الكتاب والسنة .
- قال تعالى :{ ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم }
والشاهد هنا قوله تعالى : (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد )، إذ أن التفريق بين الزوجين أو الإضرار بأي شخص دليل على حقيقة أثر السحر.
- قصة المرأة مع عائشة رضي اللّه عنها؛ وما ذكرت تلك المرأة من إتيانها بابل وتعلمها السحر.
-سحر لبيد بن الأعصم النبي صلى الله عليه وسلم، فشفاه الله تعالى وأنقذه منه ، دليل على حقيقة السحر أيضا .
- في الحديث: «لم يتعوّذ المتعوّذون بمثلهما» وهما المعوذتان، وكذلك قراءة آية الكرسيّ فإنّها مطّردةٌ للشّيطان، فهما من أنفع ما يستعمل لإذهاب السحر.
- أيضا السحر حقيقي لأنه يمكن تعلمه وله أنواع فصل فيها أهل العلم .
ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}
أشار ابن عطية رحمه الله تعالى إلى أن الأخبار في قصة هاروت وماروت تزيد وتنقص لكن كل هذه الأخبار لا يقطع بها.
أمّا ابن كثير رحمه الله تعالى فأشار إلى ان حاصل الأخبار في قصة هاروت وماروت يعود التفصيل فيها للإسرائيليات ، ونحن نلتزم بما ذكره القرآن في مجمل القصة ، إذ لم يُذكر فيها حديث صحيح مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم .
وقد مر معنا مسبقا حول كيفية التعامل مع المرويات من الإسرائيليات،بالتوقف بما لم يبينه القرآن والسنة حيث قال صلى الله عليه وسلم :"إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم .."


ج: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم...} الآية.
في سبب نزول قوله تعالى :{ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم...} أقوال:
- الأول : أنّ حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر أتيا بيت المدارس، فأراد اليهود صرفهم عن دينهم، فثبتا عليه فنزلت الآية.
- الثاني: أنّ هذه الآية تابعة في المعنى لما قبلها في النهي عن متابعة أقوال اليهود في راعنا وغيره، وأنهم لا يودون أن ينزل خير، ويودون أن يردوا المؤمنين كفارا.
- الثالث: أنها نزلت في حييّ بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب ، حيث كانا من أشدّ اليهود حسدا للعرب ، بسبب اصطفاء الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم من بينهم ؛ فاجتهدا في رد الناس عن الإسلام ، فنزلت الآية ، وهذا ما رواه سعيد بن جبير، أو عكرمة، عن ابن عباس.
- الرابع: أنها نزلت في كعب بن الأشرف اليهودي حيث كان شاعرًا؛ يهجو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فنزلت الآية فيه ؛وقد ذكره عبد الرزاق و ابن أبي حاتم عن الزهري عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن كعب بن مالك عن أبيه.
**************** **************** *****************
4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}.
هذه الآية الكريمة أتت في سياق الحديث عن الذين يتعلمون السحر من الملكين ، فقال تعالى :"ولو أنهم " أي لو أنّ من يتعلمون السحر ليفرقوا به بين المرء وزوجه، " آمنوا" بربهم وصدقوا النبي صلى الله عليه وسلم وما أنزل إليه ، " واتقوا" أي واجتبوا ما حرّمه ، لكان لهم من الله "لمثوبة من الله" أي ثوابا وأجرا ،كما قال تعالى: {وقال الّذين أوتوا العلم ويلكم ثواب اللّه خيرٌ لمن آمن وعمل صالحًا ولا يلقّاها إلا الصّابرون}.
"خير" لهم مما اكتسبوا من فعل السحر ، " لو كانوا يعلمون " فيه قولان أي
يحتمل نفي العلم عنهم.
وقيل لو كانوا يعلمون علما ينفع.
=مسألة فقهية :
حكم الساحر :
اختلف في حكم الساحر منهم من كفّره استدلال بقوله تعالى :( ولو أنهم آمنوا واتقوا) ،كما هو روايةٌ عن الإمام أحمد بن حنبلٍ وطائفة من السلف.
وقيل: بل لا يكفر، لما رواه الشافعي وأحمد رحمهما اللّه ،ولكن حده ضرب عنقه.
واستدلوا على ذلك ما كتبه عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه، أن اقتلوا كل ساحرٍ وساحرةٍ.
وما صحّ أنّ حفصة أمّ المؤمنين سحرتها جاريةٌ لها، فأمرت بها فقتلت. وغير ذلك من الأدلة .

******************* *************************** ************************

هذا والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 19 ذو الحجة 1437هـ/21-09-2016م, 10:55 PM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بالملكين.
وردت عدة أقوال في من هم الملكين ، سنذكر بعضها :
- المراد بهما ملكين أنزلهما الله من السماء ، اسمهما هاروت وماروت .ولا يوجد حديث مرفوع بهذا القول وأصح مافيه رواية عبد اللّه بن عمر، عن كعب الأحبار، لا عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، كما قال عبد الرّزّاق في تفسيره، ، عن ابن عمر، عن كعبٍ، قال: «ذكرت الملائكة أعمال بني آدم، وما يأتون من الذّنوب، فقيل لهم: اختاروا منكم اثنين، فاختاروا هاروت وماروت. فقال لهما: إنّي أرسل إلى بني آدم رسلًا وليس بيني وبينكم رسولٌ، انزلا لا تشركا بي شيئًا ولا تزنيا ولا تشربا الخمر». قال كعبٌ:"فواللّه ما أمسيا من يومهما الذي أهبطا فيه حتّى استكملا جميع ما نهيا عنه "
- وقيل ملكين أنزلا من السماء بدون أن يذكر لهما إسماً ، ومما يؤيد هذا الرأي
لإمام أحمد بن حنبلٍ، رحمه اللّه، في مسنده: عن عبد اللّه بن عمر: أنّه سمع نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول:«إنّ آدم -عليه السّلام- لمّا أهبطه اللّه إلى الأرض قالت الملائكة: أي ربّ {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك قال إنّي أعلم ما لا تعلمون}، قالوا: ربّنا، نحن أطوع لك من بني آدم. قال اللّه تعالى للملائكة: هلموا ملكين من الملائكة حتّى نهبطهما إلى الأرض، فننظر كيف يعملان؟ قالوا: بربّنا، هاروت وماروت. فأهبطا إلى الأرض ومثلت لهما الزّهرة امرأةً من أحسن البشر، فجاءتهما، فسألاها نفسها. فقالت: لا واللّه حتّى تتكلّما بهذه الكلمة من الإشراك. فقالا: واللّه لا نشرك باللّه شيئًا أبدًا. فذهبت عنهما ثمّ رجعت بصبيٍّ تحمله، فسألاها نفسها. فقالت: لا واللّه حتّى تقتلا هذا الصّبيّ. فقالا: لا واللّه لا نقتله أبدًا. ثمّ ذهبت فرجعت بقدح خمر تحمله، فسألاها نفسها. فقالت: لا واللّه حتّى تشربا هذا الخمر. فشربا فسكرا، فوقعا عليها، وقتلا الصّبيّ. فلمّا أفاقا قالت المرأة: واللّه ما تركتما شيئًا أبيتماه عليّ إلّا قد فعلتماه حين سكرتما. فخيرا بين عذاب الدّنيا وعذاب الآخرة، فاختارا عذاب الدّنيا»، الحديث رجاله رجال الصحيح وهو غريب .
- قيل المراد بهما جبريل وميكائيل وان الله نفى عنهما تهمة السحر ، فتكون ما التي سبقت ( وما أنزل على الملكين ) نافية ، وقد قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثت عن عبيد اللّه بن موسى، أخبرنا فضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة: {وما أنزل على الملكين} قال: «ما أنزل اللّه على جبريل وميكائيل السّحر».
- وقالت اليهود افتراء ان المراد بالملكين جبريل وميكائيل واتهموهما بطلاناً وكذباً أنهما كانا يعلمان السحر ، وتكون (ما) هنا نافية عنهما تهمة السحر .
وروى القرطبيّ عن ابن عبّاسٍ وابن أبزى والضحاك والحسن البصري: أنهم قرؤوا: "وما أنزل على الملكين" بكسر اللّام. قال ابن أبزى: «وهما داود وسليمان». قال القرطبيّ: فعلى هذا تكون "ما" نافيةً أيضًا.
-.وروى ابن أبي حاتمٍ بإسناده، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ: أنّه كان يقرؤها: {وما أنزل على الملكين}ويقول: «هما علجان من أهل بابل».
ولم يرد في خبرهما دليل قاطع من القرآن والسنة والله أعلم بحالهما .

ب. المراد بما سئل موسى من قبل.
قيل المراد النهي عن السؤال عن مالا فائدة منه على وجه التعنت ، قال تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها }.
- سألت اليهود موسى أن يروا الله جهرة . وقد سألت قريشاً النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل الصفا ذهباً ، وقد روى مجاهد: {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل} أن يريهم اللّه جهرةً، قال: سألت قريشٌ محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم أن يجعل لهم الصّفا ذهبًا. قال: "نعم وهو لكم كالمائدة لبني إسرائيل إن كفرتم"، فأبوا ورجعوا.وكذلك عن السدي وقتادة .
وقيل المراد بها الكفارات التي أمر الله بها بني إسرائيل ، قال أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية في قوله تعالى: {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدّل الكفر بالإيمان فقد ضلّ سواء السّبيل} قال: قال رجلٌ: يا رسول اللّه، لو كانت كفّاراتنا كفّارات بني إسرائيل! فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "اللّهمّ لا نبغيها -ثلاثًا-ما أعطاكم اللّه خير ممّا أعطى بني إسرائيل، كانت بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم الخطيئة وجدها مكتوبةً على بابه وكفّارتها، فإن كفّرها كانت له خزيًا في الدّنيا، وإن لم يكفّرها كانت له خزيًا في الآخرة. فما أعطاكم اللّه خيرٌ ممّا أعطى بني إسرائيل". قال: {ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثمّ يستغفر اللّه يجد اللّه غفورًا رحيمًا}، وقال: "الصّلوات الخمس من الجمعة إلى الجمعة كفّاراتٌ لمّا بينهنّ". وقال: "من همّ بسيّئةٍ فلم يعملها لم تكتب عليه، وإن عملها كتبت سيّئةً واحدةً، ومن هم بحسنةٍ فلم يعملها كتبت له حسنةً واحدةً، وإن عملها كتبت له عشر أمثالها، ولا يهلك على اللّه إلّا هالكٌ". فأنزل اللّه: {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل}



2: فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.
اختلف في سبب هذه الآية، فقيل: إن حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر أتيا بيت المدارس، فأراد اليهود صرفهم عن دينهم، فثبتا عليه ونزلت الآية، وقيل: إنما هذه الآية تابعة في المعنى لما تقدم من نهي الله عن متابعة أقوال اليهود في راعنا وغيره، وأنهم لا يودون أن ينزل خير، ويودون أن يردوا المؤمنين كفارا.
- وفي الآية تحذير وتنبيه للمسلمين من عداوة أهل الكتاب وكراهيتهم للإسلام وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم وبغضهم ، وذلك بسبب حسدهم لهذه الأمة أن يكون منها نبي وكانوا ينتظرون النبوة فيهم .
وقال عبد الرّزّاق، عن معمر عن الزّهريّ، في قوله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب} قال: هو كعب بن الأشرف ، وقيل حيي بن أخطب وأخيه فقد أوردمحمّد بن إسحاق: عن ابن عباس، قال: كان حييّ بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشدّ يهود للعرب حسدًا، إذ خصهم اللّه برسوله صلّى اللّه عليه وسلّم وكانا جاهدين في ردّ النّاس عن الإسلام ما استطاعا، فأنزل اللّه فيهما: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم} الآية.


: أجب عما يلي:
أ: ما المراد بملك سليمان في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}؟
- كتاب من السحر, ادعى اليهود أن هذا السحر أخذوه عن سليمان .
- المعنى على عهد سليمان . اي في زمنه ، قاله السدي .
-وقال العوفيّ في تفسيره، عن ابن عبّاسٍ في قوله تعالى: {واتّبعوا ما تتلو الشّياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكنّ الشّياطين كفروا}: «وكان حين ذهب ملك سليمان ارتدّ فئامٌ من الجنّ والإنس واتّبعوا الشّهوات، فلمّا رجع الله إلى سليمان ملكه، وقام النّاس على الدّين كما كان أوان سليمان، ظهر على كتبهم فدفنها تحت كرسيّه، وتوفّي سليمان -عليه السّلام- حدثان ذلك، فظهر الإنس والجنّ على الكتب بعد وفاة سليمان، وقالوا: هذا كتابٌ من اللّه نزل على سليمان وأخفاه عنّا فأخذوا به فجعلوه دينًا. فأنزل اللّه: {ولمّا جاءهم رسولٌ من عند اللّه مصدّقٌ لما معهم نبذ فريقٌ من الّذين أوتوا الكتاب كتاب اللّه وراء ظهورهم كأنّهم لا يعلمون} واتّبعوا الشّهوات، [أي]: التي كانت [تتلو الشّياطين] وهي المعازف واللّعب وكلّ شيءٍ يصدّ عن ذكر اللّه».
- روى ابن أبي حاتمٍ عن ابن عباس، قال: «كان آصف كاتب سليمان، وكان يعلم الاسم "الأعظم"، وكان يكتب كلّ شيءٍ بأمر سليمان ويدفنه تحت كرسيّه، فلمّا مات سليمان أخرجه الشّياطين، فكتبوا بين كلّ سطرين سحرًا وكفرًا، وقالوا: هذا الذي كان سليمان يعمل بها.
- وقال ابن جريرٍ: "على" هاهنا بمعنى "في"، أي: تتلو في ملك سليمان. وافقه ابن جريج وابن إسحاق .
-
ب: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها}.
رأ جمهور الناس «ما ننسخ» بفتح النون، من نسخ، وقرأت طائفة «ننسخ»، بضم النون من «أنسخ»، وبها قرأ ابن عامر وحده من السبعة،
الاختلاف في القراءة في كلمة ( ننسها ) ،
وهي تقرأ ( نُنْسِهَا) ،او ( تٓنْسها ) ،أو( نُنِسّها ) بمعنى النسيان .
، و(نَنْسَهَا) بمعنى الترك ، أي نتركها .
، و(نَنْسَؤُها) بمعنى التأخير ، أي نؤخرها .
- سعد بن أبي وقاص «أو تنسها» على مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم ونون بعدها ساكنة وفتح السين، وافقه أبو الفتح وأبو عمرو الداني.
والقراءات كلها تدور حول ثلاثة معاني النسيان ، الترك ، التأخير .
فإذا كانت بمعنى النسيان يكون المعنى : ما ننسخ من آية أو نقدر نسيانك لها فتنساها حتى ترتفع جملة وتذهب فإنا نأتي بما هو خير منها لكم أو مثله في المنفعة.
وما كان بمعنى الترك فإن الآية معه تترتب فيها أربع أوجه :
1/ما ننسخ على وجوه النسخ أو نترك غير منزل عليك فإنا لا بد أن ننزل رفقا بكم خيرا من ذلك أو مثله حتى لا ينقص الدين عن حد كماله.
و2/ أو نترك تلاوته وإن رفعنا حكمه فيجيء النسخ على هذا رفع التلاوة والحكم.
و3/ أو نترك حكمه وإن رفعنا تلاوته فالنسخ أيضا على هذا رفع التلاوة والحكم.
و4/ أو نتركها غير منسوخة الحكم ولا التلاوة،فالنسخ على هذا المعنى هو على جميع وجوهه .
واذا كان المعنى التأخير فإن لها نفس الأوجه السابقة :
أ. 1-ما ننسخ أو نؤخر إنزاله،
و2- ما ننسخ النسخ الأكمل أو نؤخر حكمه وإن أبقينا تلاوته .
و 3-ما ننسخ النسخ الأكمل أو نؤخر تلاوته وإن أبقينا حكمه .
4- ما ننسخ أو نؤخره مثبتا لا ننسخه .
-
ج: بيّن حكم الساحر.
اختلف العلماء في حكم الساحر على قولين :
1/ منهم من قال بكفر الساحر ،وقد استدلّ بقوله: {ولو أنّهم آمنوا واتّقوا} من ذهب إلى تكفير السّاحر، كما هو روايةٌ عن الإمام أحمد بن حنبلٍ وطائفةٍ من السّلف
2/ ومنهم من قال لا يكفر، ولكن حده ضرب عنقه.
واستدلوا على ذلك بأحاديث وفعل الصحابة ،ومنها :
لما رواه الشّافعيّ وأحمد بن حنبلٍ، رحمهما اللّه: أخبرنا سفيان، عن عمرو بن دينارٍ، أنّه سمع بجالة بن عبدة يقول: كتب أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، أن اقتلوا كلّ ساحرٍ وساحرةٍ. قال: فقتلنا ثلاث سواحر. وقد أخرجه البخاريّ في صحيحه أيضًا.
-وهكذا صحّ أنّ حفصة أمّ المؤمنين سحرتها جاريةٌ لها، فأمرت بها فقتلت.
- قال أحمد بن حنبلٍ: صحّ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أذنوا في قتل السّاحر.
-وروى التّرمذيّ من حديث إسماعيل بن مسلمٍ، عن الحسن، عن جندبٍ الأزديّ أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «حدّ السّاحر ضربه بالسّيف».
ثمّ قال: لا نعرفه مرفوعًا إلّا من هذا الوجه. وإسماعيل بن مسلمٍ يضعّف في الحديث، والصّحيح: عن الحسن عن جندب موقوفًا.
قلت: قد رواه الطّبرانيّ من وجهٍ آخر، عن الحسن، عن جندبٍ، مرفوعًا. واللّه أعلم.
-وقد روي من طرقٍ متعدّدةٍ أنّ الوليد بن عقبة كان عنده ساحرٌ يلعب بين يديه، فكان يضرب رأس الرّجل ثمّ يصيح به فيردّ إليه رأسه، فقال النّاس: سبحان اللّه! يحيي الموتى! ورآه رجلٌ من صالحي المهاجرين، فلمّا كان الغد جاء مشتملًا على سيفه، وذهب يلعب لعبه ذلك، فاخترط الرّجل سيفه فضرب عنق السّاحر، وقال: إن كان صادقا فليحي نفسه. وتلا قوله تعالى: {أفتأتون السّحر وأنتم تبصرون} ، فغضب الوليد إذ لم يستأذنه في ذلك فسجنه ثمّ أطلقه، واللّه أعلم.

4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}.
المعنى الاجمالي :
الآية الكريمة افتتحت بنداء للمؤمنين ونهي عن قول ( راعنا ) وإرشاد للقول الأفضل ( انظرنا ) ثم أمرهم بالسمع المتضمن معنى الطاعة للنبي صلى الله عليه وسلم ووعيد للكافرين الذين أعرضوا ولم ينصاعوا .
وقد ذكر الزجاج رحمه الله ثلاثة معاني لكلمة ( راعنا ) :
-: ارعنا سمعك، وقيل: كان المسلمون يقولون للنبي -صلى الله عليه وسلم-: راعنا، وكان اليهود يسبون النبي صلى الله عليه وسلم في نفوسهم، فلما سمعوا هذه الكلمة اغتنموا أن يظهروا سبّه بلفظ يسمع ولا يلحقهم به في ظاهره شيء، فأظهر اللّه النبي صلى الله عليه وسلم, والمسلمين على ذلك, ونهى عن هذه الكلمة.
- من المراعاة والمكافأة، فأمروا أن يخاطبوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتقدير, والتوقير، فقيل لهم: {لا تقولوا راعنا} أي: كافنا في المقال، كما يقول بعضهم لبعض، {وقولوا انظرنا} أي: أمهلنا، {واسمعوا} كأنه قيل لهم: استمعوا.
وقال بعض المفسرين أن كلمة ( راعنا ) هي لغة كانت الأنصار تقولها، فقالها رفاعة بن زيد بن التابوت للنبي -صلى الله عليه وسلم- ليّا بلسانه وطعنا كما كان يقول: اسمع غير مسمع .
- - وقال البعض أنها لغة كل العرب وليست خاصة بالأنصار ، وانما كان يستخدمها اليهود يتأولونها على غير معناها الذي يستخدمه العرب
فإن العرب كان تقصد بها المراعاة ، واليهود كانوا يقصدون بها الرعونة .
قال ابن كثير رحمه الله أن الآية فيها نهي عن التشبه بأهل الكتاب قولاً وعملاً.روى أبو داود، عن عثمان بن أبي شيبة، عن أبي النّضر هاشم بن القاسم، به: (من تشبّه بقومٍ فهو منه ) .
ومن الآثار الواردة في تفسير الآية :
- وقال الحسن: {لا تقولوا راعنا} قال:
«الرّاعن من القول السّخريّ منه. نهاهم اللّه أن يسخروا من قول محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وما يدعوهم إليه من الإسلام».
-قال أبو صخرٍ: {لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا} قال:
«كان رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-، إذا أدبر ناداه من كانت له حاجةٌ من المؤمنين، فيقول: أرعنا سمعك. فأعظم اللّه رسوله -صلّى اللّه عليه وسلّم- أن يقال ذلك له».
--قال السّدّيّ:
«كان رجلٌ من اليهود من بني قينقاع، يدعى رفاعة بن زيدٍ يأتي النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، فإذا لقيه فكلّمه قال: أرعني سمعك واسمع غير مسمع. وكان المسلمون يحسبون أنّ الأنبياء كانت تفخم بهذا، فكان ناسٌ منهم يقولون: اسمع غير مسمعٍ: غير صاغرٍ. وهي كالتي في سورة النّساء. فتقدّم اللّه إلى المؤمنين أن لا يقولوا: راعنا».
- ورأى ابن جرير رحمه الله أن الآية فيها نهي عن قول ( راعنا ) لأنها كلمة كرهها الله ، كما كره تسمية العنب كرماً ، ذكر عن النّبيّ قال:
«لا تقولوا للعنب الكرم، ولكن قولوا: الحبلة». و«لا تقولوا: عبدي، ولكن قولوا: فتاي».
والله أعلم .

استغفر الله واتوب اليه

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 20 ذو الحجة 1437هـ/22-09-2016م, 04:19 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثامن من تفسير سورة البقرة
الآيات (101 - 110)



بارك الله فيكم ونفع بكم وشكر جهدكم.
من الملاحظات على هذا المجلس كثرة النسخ لكلام المفسّرين وأقوال السلف، ربما لوجود شيء من الصعوبة بسبب كثرة الأقوال وطولها وتنّوعها، لكن الأولى والأفيد للطالب أن يلخّص هذه الأقوال ويختصرها حتى يتبيّن له القول في كل مسألة بتمامه ولو أخذ من الوقت ما أخذ، خاصّة وأن كثيرا من هذه الأقوال متّفق.


المجموعة الأولى:

1: ب. المراد بما تتلو الشياطين.
بعض الطلاب اختصر في جواب هذا السؤال.
ونوصي بالاستفادة من جواب الأخت هناء هلال -بارك الله فيها-.


2: تفصيل القول في تفسير قول الله تعالى: {وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
ركّز بعض الطلاب على مسألة واحدة أو مسائل قليلة في الآية، والكلام عليها يجب أن يشمل عدّة مسائل رئيسة منها:
- مرجع ضمير المثنّى. [وهذا مهمّ، لأنه باختلاف مرجع الضمير إلى ملكين من الملائكة أو شيطانين -وإن كان ضعيفا- يختلف معنى وسبب قولهما: {إنما نحن فتنة فلا تكفر}]
- معنى التعليم في الآية. [وفيه قولان يختلف باختلافهما المكفّر أن يكون مجرّد العلم بالسحر أو استعماله]
- متعلّق التعليم.
- معنى الفتنة.
- المكفِّر في الآية. [بحسب الاختلاف في معنى التعليم.]

- غرض قولهم: {إنما نحن فتنة فلا تكفر}.

3: أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟

- السؤال عن زعم البعض أن السحر تخييل لا حقيقة له ولا وجود يُقصد به إنكار حقيقة السحر وأنه مجرّد خيالات وأوهام.
والصحيح أن السحر ثابت بالكتاب والسنة، وأن له أثرا وضررا، أما بعض ما يطلق عليه السحر من خفة اليد والشعوذة والبيان ونحوه فإنه يطلق عليه وصف السحر تجوّزا،
أما التخييل الذي هو من أنواع السحر فهو سحر حقيقي.
والذين ينكرون حقيقة السحر يزعمون أنه لا وجود للسحر أصلاً بالمعنى المعروف من أنه من عمل الشياطين، وأنه منه صرف وعطف حقيقيان،
وهؤلاء يفسّرون ألفاظ السحر في النصوص بأنها تعبير عن تخييلات وآثار نفسية بسبب عقاقير وتأثيرات يتخيلها المسحور لا حقيقة لها.


3: ب: الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}

جواب هذا السؤال مما درس مسبقا في دورات أصول التفسير، فنقول إن الإسرائيليات المروية في تفسير هذه الآية خلطت حقّا بباطل، فقد يكون أصل القصّة صحيحا كنزول الملكين من السماء بالمحنة والابتلاء -وهو المشهور عن السلف ودلّ عليه ظاهر الآية، وفيها زيادات منكرة كادّعاء وقوع الملائكة في الخطيئة وعصيانها أوامر الله جلّ وعلا، وهم الذين قال فيهم: {لا يعصون الله ما أمرهم}، فالتعامل مع هذه الأخبار يكون بردّ الزيادات المنكرة، ويتوقف فيما لا نكارة فيه، ويحكم بصحة ما دل عليه الدليل.
والملاحظ أن بعض الطلاب طلب إجابة هذا السؤال من الدرس نفسه، وليس شرطا أن يجده منصوصا عليه طالما درسه مسبقا.

3: ج: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم...} الآية.
اشتبه على كثير من الطلاب كلام ابن عطية في تفسير لفظة {الحقّ} في الآية وأدخلوه ضمن أسباب النزول، فلينتبه إلى ذلك.



1:
عابدة المحمدي ج
- يلاحظ على معظم إجاباتك اعتماد النسخ الحرفي للإجابات، وهي مع طولها غير مستوفية لجميع الأقوال، فهذه الدروس تحتاج إلى تركيز وتكرار للقراءة لكي يمكن حصر جميع الأقوال الواردة في كل مسألة.
- اختصرتِ الأقوال في المراد بما تتلو الشياطين على ملك سليمان.
- في السؤال الثاني لا ينبغي نسخ تفاسير السلف للآية، بل وضع خلاصة أقوالهم جميعا في تفسير واحد جامع.
- راجعي ما قلناه بخصوص الإسرائيليات.
- بقي سبب نزول ثالث لقوله تعالى: {ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردّونكم..}.

2: كوثر التايه ب+
- في سؤال المراد بكتاب الله، إذا أردتِ الجمع بين القولين لا نقول: "القولان واحد" لأنهما مختلفان، بل نقول" بينهما تلازم.
- قد أتيتِ على أهمّ الأقوال في المراد بما تتلو الشياطين، ولكنك اختصرتِ في الأقوال المندرجة تحت القول بأنه السحر.
- لم لا تسندين الأقوال؟
- اختصرتِ في السؤال الثاني، راجعي المسائل المذكورة أعلاه.
وقد أحسنتِ في بقية إجاباتك، وفقك الله.

3: هناء هلال أ
- في السؤال الثاني يحمل ما ذكره ابن كثير من أقوال السلف على معنى التعليم وليس الإعلام، فيكون وافق الزجّاج في القول الثاني وليس الأول، أما ابن عطية فإنه ذكر القولين معا حين قال: "وقال الجمهور: بل التعليم على عرفه"، أي من التعريف بجميع تفاصيل السحر وأصوله لمن أراد استعماله، أما الإعلام فهو مجرّد الإخبار عنه مجملا لأجل التعريف به ومن ثم التنبيه عليه والتحذير منه.
- اختصرتِ في بعض مسائل التفسير في السؤال الثاني.
- راجعي ما ذكرناه بخصوص الموقف من الإسرائيليات المروية في قصة هاروت وماروت.
- راجعي القول الخامس في سبب نزول قوله تعالى: {ودّ كثير من أهل الكتاب...} تجديه لا يدخل ضمن أسباب النزول، إنما الكلام على حسد اليهود للنبي الأميّ صلى الله عليه وسلم،
وقد أحسنت بارك الله فيك.

4: نبيلة الصفدي ب
- لم تذكري قولا ثالثا للزجاج في تفسير الآية في السؤال الثاني، كما فاتك بعض السائل.

- راجعي ما ذكرناه بخصوص الموقف من الإسرائيليات المروية في قصة هاروت وماروت.
- القول الثاني في الفقرة "ج" من السؤال الثالث ليس سبب نزول.
- في السؤال الأخير لم تبيّني عمّن تتحدّث الآية.

5: نوف ب+
- اختصرتِ في سؤال المراد بما تتلو الشياطين، وأحيلك على جواب الأخت هناء.
- اختصرتِ التفسير جدا في السؤال الثاني.
- راجعي ملحوظة الأخت هناء في الفقرة "ج" من السؤال الثالث، وقد أحسنتِ في البقية، وفقك الله.

6: مها شتا أ
- القول الثالث الذي ذكرتيه في المراد بما تتلو الشياطين قول مبهم يعيّنه ما ذكرتيه قبله، وليس هو قول مستقلّ في تعيين ما تلته الشياطين.
ويستفاد من الملحوظات أعلاه،
وقد أحسنت في إجاباتك بارك الله فيك.

7: شيماء طه ج
شفاك الله وعافاك ومتّعك بالصحة والعافية.
- اختصرتِ التفسير في السؤال الثاني، وفاتك فقرتان من السؤال الثالث.

8: منيرة محمد ب
- اختصرتِ التفسير في السؤال الثاني.
- القول الرابع في بيان سبب نزول قوله تعالى: {ود كثير من أهل الكتاب..} إنما هو في تفسير {الحقّ} في الآية، وليس في الكلام دلالة على سبب نزول.
- خصمت نصف درجة على التأخّر.
وأثني على إجاباتك.

9: عائشة أبو العينين ب
- القول الثاني الذي خلصتِ إليه في المراد بما تتلو الشياطين قول عامّ لم يبيّن المتلوّ بعد كما هو مطلوب في السؤال.
- غرض قولهم {إنما نحن فتنة فلا تكفر} لا نقصره على معنى الاستهزاء، فهذا أحد الأقوال فيها وهو ضعيف
لأنه لا يكون من الملائكة، والصحيح أن هذا تحذير أُمر الملكان أن يوجّهوه لكل من أتى يتعلّم السحر.
- يراجع ما ذكرناه بخصوص الموقف من الإسرائيليات.
- اختصرتِ في بيان سبب نزول قوله تعالى: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم}، وهي تتلخّص في ثلاثة أقوال:
أنها نازلة في ابنا أخطب حيي وأبي ياسر وعداوتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وحرصهم على ردّ المسلمين عن دينهم.
أنها نازلة في كعب ابن الأشرف كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ويعاديه حقدا وحسدا.
أنها نازلة في حذيفة ابن اليمان وعمّار بن ياسر حينما أتيا بيت المدراس فأراد اليهود ردّهما عن الإسلام فثبتا عليه.
وقيل إنها تابعة في المعنى لما تقدّم من النهي عن متابعة اليهود في قولهم {راعنا} فلا يكون لنزولها سبب مخصوص كما ذكر ابن عطية وليس ابن كثير، كما أنه لا يوجد في كلامه ما يشير إلى ترجيحه لهذا القول.
- خصمت نصف درجة على التأخير.

10: هبة الديب ب+

- غرض قولهم {إنما نحن فتنة فلا تكفر} لا نقصره على معنى الاستهزاء، فهذا أحد الأقوال فيها وهو ضعيف لأنه لا يكون من الملائكة، والصحيح أن هذا تحذير أُمر الملكان أن يوجّهوه لكل من أتى يتعلّم السحر.
- يراجع ما ذكرناه بخصوص الإسرائيليات.
- خصمت نصف درجة على التأخير.


المجموعة الثانية:
أ. المراد بالملكين.
جواب هذا السؤال يرتّب على القراءات الواردة في الآية:
- القراءة الأولى: {الملَكين} بفتح اللام، وهي قراءة الجمهور.
القول الأول: جبريل وميكائيل، حيث ادّعى اليهود أنهما نزلا بالسحر، و{ما} على هذا القول نافية -أي لتهمة نزولهما بالسحر-.
القول الثاني: هاروت وماروت، وهما ملكان نزلا من السماء بأمر من الله يعلّمان الناس السحر اختبارا وابتلاء، وهو القول الراجح وعليه يدلّ ظاهر الآية، و{ما} على هذا القول موصولة، ويكون معنى الآية: يعلمون الناس السحر ويعلمونهم ما أنزل على الملكين هاروت وماروت بأرض بابل.
وفي قصّة هاروت وماروت الملكين أخبارا منكرة عن بني إسرائيل لا تصحّ من وقوعهما في الخطيئة ومخالفة أمر الله، بل نزلا مطيعان لم يعصيا الله ما أمرهما، ونزول الملائكة ببعض المحن والابتلاءات له نظائر، مثل قصة الأعمى والأقرع والأبرص.

- القراءة الثانية: {الملِكين} بكسر اللام، وهي قراءة شاذّة.
القول الأول: داوود وسليمان، حيث ادّعى اليهود أنهما كانا يعلّمان السحر ويستعملانه، و{ما} على هذا القول نافية -أي لهذه التهمة-.
القول الثاني: علجان -والعلج هو الرجل القوي الضخم-، كانا يعلّمان الناس السحر بأرض بابل وهما هاروت وماروت، و{ما} على هذا القول موصولة بمعنى "الذي".
القول الثالث: قبيلان من الجن، قاله ابن حزم، واستغربه ابن كثير.
تنبيه: لم أسند الأقوال اختصارا في الشرح والبيان، أما الطالب فلا ينبغي التقصير فيه عند حلّ السؤال.

ب. المراد بما سئل موسى من قبل.
فيه قولان:
الأول: سؤال خاصّ، وهو رؤية الله جهرة، كما قال تعالى:
{يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السّماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا اللّه جهرة}.
الثاني: كل سؤال سأله بنو إسرائيل موسى عليه السلام على وجه التعنّت والتكذيب والعناد، وكان هذا دأبهم معه عليه السلام، وهو أعمّ مما سبق وأقرب إلى مقصود الآية من نهي المؤمنين عن مشابهتهم في كثرة سؤالهم وتعنّتهم فيما لا يحتاجونه، وهو المفهوم من ظاهر الآية فإن "ما" قد تحتمل العموم المطلق، وعليه دلّت الأسباب الواردة في نزول الآية.

2: تفصيل القول في تفسير قول الله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.
مثلما ذكرنا في نظير هذا السؤال في المجموعة السابقة، يجب استيفاء جميع مسائل الآية، ومن أهمّها:
- مقصد الآية.
- سبب نزولها.
- معنى {ودّ}.
- متعلّق قوله تعالى: {من عند أنفسهم}. [وفيه ثلاثة أقوال، يختلف معنى الآية على كل قول منها.]
- المراد بالحق.

- المراد بملك سليمان في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}.
1: عهد ملكه على الناس.
2: قصصه وصفاته وأخباره.
3:
شرعه ونبوته وحاله.

ب: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها}.
أورد ابن عطية قراءات مختلفة في قوله تعالى: {ننسخ} وقوله: {ننسها}، فيجب عرض القراءات في كلا اللفظتين عند جواب السؤال.
وأوصيكم بضبط هذه المسألة جيدا وحصر القراءات فيها والأقوال في معنى الآية على كل قراءة بتأنّ.


11: تماضر د
- راجعي جواب السؤال الخاصّ بالمراد بالملكين على الملحوظات المذكورة أعلاه.
- السؤال في في الفقرة "ب" عن شيء محدّد وهو المراد بما سئل موسى من قبل، وليس ما سئل محمد، عليهما السلام.
- أحسنتِ التفسير في السؤال الثاني -بارك الله فيك-، مع التنبيه أنك فسّرتِ آخر الآية وهي غير مطلوبة في السؤال، ولكن بقي أن تذكري أوجه التفسير بناء على اختلاف متعلّق قوله تعالى: {من عند أنفسهم}، وهو على ثلاثة أقوال:

1. أنه متعلّ بـ {ودّ}، لأن المعنى {ودّوا}.
2. أنه متعلّق بـ {حسدا}.
ويكون الوقف على {كفارا}.
والمعنى على هذين القولين التأكيد على أن هذه الرغبة من تلقاء أنفسهم لم يدلّهم عليها كتابهم الذين بين أيديهم، ولكن حملهم الحقد والحسد. ذكر هذا المعنى ابن عطية، واقتصر الزجّاج على المتعلّق الأول.
3. أنه متعلّق بقوله: {لو يردّونكم}، أي أنهم يودّون لو أنهم كانوا هم السبب في ردّ المؤمنين عن دينهم، وأن يكون ذلك من تلقائهم وتزيينهم من شدة حسدهم وحقدهم على المؤمنين.
- بقي قول في المراد بملك سليمان وهو شريعته.
- فاتك بيان القراءات في {ننسخ}، كما فاتك بيان معنى الآية بحسب اختلاف القراءات في {ننسها}.

12: مضاوي الهطلاني أ
- ليس سؤال موسى الشيء قبل وقوعه، بل كل سؤال سئله موسى على وجه التعنّت والتكذيب والعناد.
- اختار الزجّاج أن قوله تعالى: {من عند أنفسهم} متعلّق بــ {ودّ} وقال: "
وقوله: {من عند أنفسهم} موصول بـ{ود الذين كفروا}، لا بقوله {حسداً}؛ لأن حسد الإنسان لا يكون من عند نفسه"، ولكن ابن عطية ذكر احتمالية القول الثاني.
- فاتك بيان القراءات في {ننسخ}، وأثني جدا على أجوبتك، وفقك الله.

13: فاطمة الزهراء أحمد ج
- القول بأن هاروت وماروت عصيا الله وارتكبا الخطيئة قول باطل لا يصحّ، وتراجع التنبيهات الخاصّة بهذه المسألة في المجموعة الأولى، وفي إرشادات هذه السؤال أعلاه لتتّضح طريقة عرض الأقوال تبعا لاختلاف القراءات.
- ما ذكره ابن عطية "أن يُرى الله جهرة" فلا فرق بينه وبين ما ذكره ابن كثير، ويراجع القول الثاني أعلاه.
- في السؤال الثاني بدأتِ بمسائل متأخّرة كمعنى العفو والصفح، غير أنها لم ترد أصلا في السؤال، وقد فاتتك مسألة مهمّة في الآية وهي الخلاف في متعلّق قوله تعالى: {من عند أنفسهم}.
- ذكرتِ القراءات في {ننسخ}، ولم تذكريها في {ننسها}.

14: الشيماء وهبة د
- هاروت وماروت فيهما قولان: الأول أنهما ملكان من الملائكة صالحين، والثاني أنهما علجان كانا يعلمان الناس السحر ببابل، ويراعى ترتيب الأقوال على القراءات كما هو موضّح أعلاه.
- المطلوب في الفقرة "ب" من السؤال الأول ما سئله موسى عليه السلام وليس ما سئله محمد صلى الله عليه وسلم.
- يراجع تفسير الأخت مضاوي في السؤال الثاني فقد اختصرتِ التفسير، وأضفتِ مسائل غير مطلوبة في السؤال وهي مسائل آخر الآية.
- ذكرتِ اختلاف القراءات في {ننسها} ومعنى الفعل على كل قراءة، لكن لم تذكري معنى الآية على كل وجه، كما أنك لم تذكري القراءات في {ننسخ}.
- خصمت نصف درجة على التأخير.

15: ريم الحمدان د
- راجعي ما ذكرناه في المراد بالملكين.
- السؤال على ما سئله موسى عليه السلام -وقد ذكرت أحد القولين- لا ما سئله محمد صلى الله عليه وسلم.
- مطلوب تفسير الآية بالتفصيل في السؤال الثاني، وليس الاقتصار على سبب النزول فقط.
- خلطتِ بين المراد بملك سليمان، وبين المراد بما كانت تتلوه الشياطين.
- لم تذكري معاني الآية بحسب اختلاف القراءات في قوله تعالى: {ننسخ}
- خصمت نصف درجة على التأخير.


بارك الله فيكم وأنار دربكم وسدّد خطاكم
وبلغنا وإياكم رضوانه.


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 21 ذو الحجة 1437هـ/23-09-2016م, 02:08 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

1: حرر القول في المسائل التالية:*
أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.

1-القرآن، لأن التكذيب به نبذ،

2-التوراة، لأن مخالفتها والكفر بما أخذ عليهم فيها نبذ،

وذلك كما قال الزجاج وابن كثير وابن عطية

ب. المراد بما تتلو الشياطين

معنى (تتلوا) :

1- تقرأ من التلاوة،قاله عطاء.ابن عطية

*2-*تتبع**قاله ابن عباس. كأن يقال :جاء القوم يتلو بعضهم بعضا،ابن عطية

والذي تلته الشياطين:

*فيه أقوال:

1- *هوكتاب من السحر, ادعت اليهود أن هذا السحر أخذوه عن سليمان, وأنه اسم الله الأعظم، وكانوايتكسّبون بذلك، قاله الزجاج

2-هو ماجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه من السحر *واستخرجته الجن ونسبته إلى سليمان وهذا الجمع فيه أقوال

- ما تلته الشياطين سحرا وتعليما .قاله ابن كثير وابن عطية

-ما*كانت الجن تلقيه الى الكهنة من *الكلمة *الحق معها المائة من الكذب قاله الزجاج وابن كثير*

الدليل:حديث**ابن جريرٍ عن عمران -وهو ابن الحارث-، قال: بينا نحن عند ابن عبّاسٍ -رضي اللّه عنهما- إذ جاء رجلٌ فقال له:*«من أين جئت؟»،*قال: من العراق. قال:*«من أيّه؟»،*قال: من الكوفة. قال:*«فما الخبر؟»،*قال: تركتهم يتحدّثون أنّ عليًّا خارجٌ إليهم. ففزع ثمّ قال:*«ما تقول؟ لا أبًا لك! لو شعرنا ما نكحنا نساءه، ولا قسمنا ميراثه، أما إنّي سأحدّثكم عن ذلك: إنّه كانت الشّياطين يسترقون السّمع من السّماء، فيجيء أحدهم بكلمة حقٍّ قد سمعها، فإذا جرّب منه صدقٌ كذب معها سبعين كذبة»،*

قال:*«فتشربها قلوب النّاس. فأطلع اللّه عليها سليمان -عليه السّلام- فدفنها تحت كرسيّه. فلمّا توفّي سليمان -عليه السّلام- قام شيطان الطّريق، فقال: أفلا أدلّكم على كنزه الممنّع الذي لا كنز له مثله؟ تحت الكرسيّ. فأخرجوه، فقالوا هذا سحره فتناسخا الأمم -حتّى بقاياها ما يتحدّث به أهل العراق- وأنزل اللّه عزّ وجلّ:*{واتّبعوا ما تتلو الشّياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكنّ*

- ما تواطأ به آصف مع الشياطين على أن يكتبوا سحرا وينسبوه إلى سليمان بعد موته،قاله ابن عطية وابن كثير

-السحر الذي اتخذته الجن والانس بعد زوال ملك سليمان

*الدليل :حديث * ابن جريرٍ عن *ابن عبّاسٍ، قال:*«كان سليمان -عليه السّلام- إذا أراد أن يدخل الخلاء، أو يأتي شيئًا من نسائه، أعطى الجرادة -وهي امرأةٌ-خاتمه. فلمّا أراد اللّه أن يبتلي سليمان -عليه السّلام- بالذي ابتلاه به، أعطى الجرادة ذات يومٍ خاتمه، فجاء الشّيطان في صورة سليمان فقال لها: هاتي خاتمي. فأخذه فلبسه. فلمّا لبسه دانت له الشّياطين والجنّ والإنس».*

قال:«فجاءها سليمان، فقال: هاتي خاتمي فقالت: كذّبت، لست سليمان».*
قال:*«فعرف سليمان أنّه بلاءٌ ابتلي به».*
قال:«فانطلقت الشّياطين فكتبت في تلك الأيّام كتبًا فيها سحرٌ وكفرٌ. ثمّ دفنوها تحت كرسيّ سليمان، ثمّ أخرجوها وقرؤوها على النّاس، وقالوا: إنّما كان سليمان يغلب النّاس بهذه الكتب».*قاله ابن عطية وابن كثير

3- ما كتبته *الجن *بعد موت سليمان واختلقته ونسبته إليه،قاله ابن عطية وابن كثير

4-هو*ثلث الشّعر، وثلث السّحر، وثلث الكهانة.قاله*ابن أبي حاتمٍ عن الحسن كماذكر ابن كثير .


2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:*{وما يعلّمان من أحد حتّى يقولا إنّما نحن فتنة فلا تكفر}*

فيه أقوال :

١- أن الملكين كانا يعلمان الناس السحر, بعد أن يأمراهم باجتنابه كالسائل عن الزنا فالواجب تعليمه ماهو وإخباره أنه حرام وبذلك لا يكون تعليم السحر كفراً وإنماالعمل به هو الكفر **،*رجحه الزجاج

2- أن اللّه عزّ وجلّ امتحن واختبر بالملكين الناس ،بتعليمهما *السحر لأن السحر قد كان كثر**في ذلك الوقت*فمن قبل تعلمه يصبح كافراً ومن رفض تعلمه يصبح مؤمناً، *

*دليل *انتشار السحر في الأمم*:

أن فرعون فزع في أمر موسى صلى الله عليه وسلم إلى السحر, فقال:*{ائتوني بكل ساحر )

* دليل *كفر من تعلم السحر:

-ما رواه الحافظ أبو بكرٍ البزّار عن عبد اللّه، قال:*«من أتى كاهنًا أو ساحرًا فصدّقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم».

- ما رواه سنيد ، عن ابن جريجٍ في هذه الآية:*«لا يجترئ على السّحر إلّا كافرٌ».

الدليل على أن الفتنة هي المحنة والاختبار، ومنه قول الشّاعر:

وقد فتن النّاس في دينهم*.......*وخلّى ابن عفّان شرًّا طويلا

ومنه الامتحان *بالنهر في قوله:*{إنّ اللّه مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس منّي ومن لم يطعمه فإنه منّي إلّا من اغترف غرفة بيده}.

دليل أن الله امتحن بالملكين الناس *:

-مارواه *أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن ابن عبّاسٍ، قال:*«فإذا أتاهما الآتي يريد السّحر نهياه أشدّ النّهي، وقالا له: إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر، وذلك أنّهما علما الخير والشّرّ والكفر والإيمان، فعرفا أنّ السّحر من الكفر».*

[قال:]*«فإذا أبى عليهما أمراه أن يأتي مكان كذا وكذا، فإذا أتاه عاين الشّيطان فعلمه، فإذا تعلّم خرج منه النّور، فنظر إليه ساطعًا في السماء، فيقول: يا حسرتاه! يا ويله! ماذا أصنع؟».الزجاج وابن عطية

3-إن السحر ما أنزل على الملكين، ولا أمرا به, ولا أتى به سليمان عليه السلام, فقال قوم:*{وما كفر سليمان ولكنّ الشّياطين كفروا يعلّمون النّاس السّحر وما أنزل على الملكين}, فيكون قوله:*{ببابل هاروت [وماروت]}*من المؤخّر الذي معناه المقدّم.**وجه تقديمه أن يقال:*{واتّبعوا ما تتلو الشّياطين على ملك سليمان}*-"من السّحر"-*{وما كفر سليمان}*وما أنزل اللّه "السّحر" على الملكين،*{ولكنّ الشّياطين كفروا يعلّمون النّاس السّحر}*ببابل فيكون ما نافية *والملكين هما *جبريل وميكائيل، عليهما السّلام؛ لأنّ سحرة اليهود كانت تزعم أنّ اللّه أنزل السّحر على لسان جبريل وميكائيل إلى سليمان بن داود، فأكذبهم اللّه بذلك،وأخبرهم أنّ الشياطين تعلم الناس *ببابل*وأنّ هاروت وماروت هما الرجلان اللذان يتعلمان من الشياطين ،

أدلة القول :

-ما رواه *ابن أبي حاتمٍ عن عطيّة:*{وما أنزل على الملكين}*قال:*«ما أنزل اللّه على جبريل وميكائيل السّحر».

4- أن السحر لم ينزل على الملكين -بكسر اللام - *داوود وسليمان

الدليل:ما رواه الفضل بن شاذان عن *الحسن بن أبي جعفرٍ: أنّ عبد الرّحمن بن أبزى كان يقرؤها: "وما أنزل على الملكين داود وسليمان".

وقال أبو العالية:*«لم ينزل عليهما السّحر، يقول: علما الإيمان والكفر، فالسّحر من الكفر، فهما ينهيان عنه أشدّ النّهي». رواه ابن أبي حاتمٍ.

قاله ابن كثير ، والزجاج

الترجيح:

رجح الزجاج القول الأول وأجاز الثاني وقال أن الوجهان الأولان أشبه بالتأويل, وأشبه بالحق عند كثير من أهل اللغة، والقول الثالث له وجه، إلا أن الحديث وما جاء في قصّة الملكين أشبه وأولى أن يؤخذ به.



أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟*

أنكرت *المعتزلة وجود السّحر،*وربّما كفّروا من اعتقد وجوده.*وزعمواأ انه تخييل لا حقيقة له

نرد عليهم بما يلي :

-التخييل هو نوع من أنواع السحر التي ذكرها الرازي وقد نسب *الى السحر للطافة*مداركه لأن السحر في اللغة هو ما لطف وخفي سببه*وسمّي السّحور لكونه يقع خفيًّا آخر اللّيل والسّحر: الرّئة، وهي محلّ الغذاء، وسمّيت بذلك لخفائها ولطف مجاريها إلى أجزاء البدن وغضونه،

-ومما نسب إلى السحر من أنواع * ذكرها الرازي مايلي**:

1- سحر الكلدانيين والكشدانيين،عبدة الكواكب السيارة *وقد بعث إليهم*

* إبراهيم الخليل صلّى اللّه عليه وسلّم لإبطال مذهبهم

2- سحر أصحاب الأوهام والنّفوس القويّةالمستعلية على البدن شديدة الانجذاب الى عالم السماوات*،و*يستدلّ على ذلك بما ثبت في الصّحيح أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال:*«العين حقّ، ولو كان شيءٌ سابق القدر لسبقته العين».

3- الأعمال العجيبة التي تظهر من تركيب الآلات المركّبة من النّسب الهندسيّة، منها الصّور التي تصوّرها الروم والهند، حتّى لا يفرّق النّاظر بينها وبين الإنسان، حتّى يصوّرونها ضاحكةً وباكيةً.
4-الاستعانة بخواصّ الأدوية يعني في الأطعمة والدّهانات.*
5-تعليق القلب، وهو أن يدّعي الساحر أنّه عرف الاسم الأعظم، وأنّ الجنّ يطيعونه وينقادون له في أكثر الأمور، *مما يضعف القوى الحساسة عند ضعيفي العقل فيتعلق قلبه بذلك فيتمكن الساحر من خداعه.

*6-*النّميمة ،*

*- إن السحر *عند أهل السنة حق ،وهو الاستعانة بالأرواح الأرضيّة، وهم الجنّ و*أنّ الاتّصال بهذه الأرواح الأرضيّة يحصل بأعمالٍ سهلةٍ قليلةٍ من الرّقى والدّخل والتّجريد. وهذا النّوع هو المسمّى بالعزائم وعمل التّسخير*و إنّ اللّه يخلق الأشياء عندما يقول السّاحر الرّقى و *الكلمات المعيّنة،*والدليل على وقوع السّحر وأنّه بخلق اللّه تعالى، قوله تعالى:*{وما هم بضارّين به من أحدٍ إلا بإذن اللّه}*ووجود الخبر بأن *رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سحر، وأنّ السّحر عمل فيه، وبقصّة تلك المرأة مع عائشة، رضي اللّه عنها، وما ذكرت تلك المرأة من إتيانها بابل وتعلّمها السّحر،*



ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..

نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده اللّه تعالى بإجمالها * من غير بسطٍ ولا إطنابٍ فيها، وقد روى في ذلك عن جماعةٍ من التّابعين، كمجاهدٍ والسّدّيّ والحسن [البصريّ] وقتادة وغيرهم *أقوال *ولا يوجد *فيها حديثٌ مرفوعٌ صحيحٌ متّصل الإسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم الا أنه لايوجد في هذه الأقوال تعارض*


ج: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم...} الآية.

*مختلف فيه على أقوال:

*1-نزلت في حيي بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب

روى *محمّد بن إسحاق، عن ابن عباس، قال: كان حييّ بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشدّ يهود للعرب حسدًا، إذ خصهم اللّه برسوله صلّى اللّه عليه وسلّم وكانا جاهدين في ردّ النّاس عن الإسلام ما استطاعا، فأنزل اللّه فيهما:*{ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم}*الآية.
وقال عبد الرّزّاق، *عن الزّهريّ،نزلت في كعب بن الأشرف ،ابن كثير*

* *2-إن حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر أتيا بيت المدارس، فأراد اليهود صرفهم عن دينهم، فثبتا عليه ونزلت الآية،ابن عطية

3- أنها نزلت متابعة لما تم ذكره من * أقوال اليهود في راعنا *وأنهم لا يودون أن ينزل خير، ويودون أن يردوا المؤمنين كفارا.ابن عطية
4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:*
{وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}.

ير لو كانوا يعلمون}

▪المعنى الإجمالي للآية

*أي لو أنهم آمنوا ووقع ايمانهم بالله واتقوا المحارم *لكان ثواب اللّه خير لهم من كسبهم بالكفر والسحر.*كما قال تعالى:*{وقال الّذين أوتوا العلم ويلكم ثواب اللّه خيرٌ لمن آمن وعمل صالحًا ولا يلقّاها إلا الصّابرون}زجاج،ابن عطية

▪ دلالة الآية:*{ولو أنّهم آمنوا واتّقوا}

تكفير السّاحر .*وهناك قول آخر أنه لا يكفر، ولكن حده ضرب عنقه،والدليل

ما رواه *التّرمذيّ ، عن جندبٍ الأزديّ أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:*«حدّ السّاحر ضربه بالسّيف».ابن كثير*

■ تفسير قوله تعالى:{وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لمثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ}

▪جوابالشرط{ لو } .فيه أقوال*

1- هو "مثوبة" لأنه مصدر يقع للمضي والاستقبال، وجواب (لو) لا يكون إلا ماضيا أو بمعناه، ولأنها تنبئ عن قولك: "لأثيبوا", زجاج ، ابن عطية

2-،لا جواب لـ(لو) في هذه الآية مظهرا ولكنه مقدر، أي: لو آمنوا لأثيبوا.قاله الأخفش كما ذكر ابن عطية

▪عود الضمير في الآية

يعني الذين اشتروا السحر،ابن عطية

▪معنى اللام في قوله " لمثوبة"

واللام فيها لام القسم لأن لام الابتداء مستغنى عنها، وهذه لا غنى عنها، ابن عطية

▪ معنى " لمثوبة"

*1-الثواب والأجر، وهذا هو القول الراجح للإجماع ابن عطية*

2- الرجعة إلى الله، من ثاب يثوب إذا رجع،ابن عطية

▪إعراب*قوله تعالى :{ لمثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ }

(مثوبة) رفع بالابتداء و(خيرٌ) خبره والجملة خبر إن،ابن عطيةعالى :{ لمثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ }

(مثوبة) رفع بالابتداء و(خيرٌ) خبره والجملة خبر إن،ابن عطية

■تفسيرقوله عزّ وجل:*{لو كانوا يعلمون}*فيه أقوال:

*1-أي لو كانوا يعملون بعلمهم، ويعلمون حقيقة ما فيه الفضل.الزجاج

2-*نفي العلم عنهم، ابن عطية

3- لو كانوا يعلمون علما ينفع.ابن عطية

▪ القراءات

قرأ قتادة وأبو السمال وابن بريدة «لمثوبة» بسكون الثاء وفتح الواو، وهو مصدر أيضا كمشورة ومشورة،

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 22 ذو الحجة 1437هـ/24-09-2016م, 04:10 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

المجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.
في المراد بكتاب الله هنا قولان:
1ـ القرآن؛ لأن تكذيب اليهود به هو نبذ له. ذكره الزجاج، وابن عطية.
2ـ التوراة؛ لأن الذين كفروا بالنبي قد نبذوا التوراة؛ لأنهم لم يعملوا بما فيه من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم. ذكره الزجاج، وابن عطية، وابن كثير عن السدي.
ب. المراد بما تتلو الشياطين.
قيل في المراد به أقوال:
1ـ السحر: قيل كتبته الجن والإنس مدة زوال ملك سليمان؛ فجمعه ودفنه بعد عودة ملكه؛ فاستخرجوه بعد وفاته، وقيل إنما كتبته الشياطين بتواطؤ مع آصف ـ كاتب سليمان عليه السلام ـ بعد وفاة سليمان ونسبوه له. ذكره الزجاج، وابن عطية، وابن كثير.
2ـ وقيل المراد ما كان يمليه سليمان عليه السلام على آصف من علم ويختزنه؛ فلما مات أخرجته الشياطين، وكتبوا بين كل سطرين سطرا من سحر، ونسبوه لسليمان عليه السلام.
3ـ وقيل أنه ما كانت تلقيه الشياطين للكهان مما يسترقونه بالسمع من السماء؛ فكانوا يخلطون لهم كلمة حق بمائة من الباطل؛ فلما علم سليمان بذلك جمع ما كتبوه، ودفنه؛ فاستخرجوه بعد موته، ونسبوه له. وقد ذكر القولين السابقين كل من ابن عطية، وابن كثير.
4ـ وقيل الشّهوات؛ وهي المعازف، واللّعب، وكلّ شيءٍ يصدّ عن ذكر اللّه. ذكره ابن كثير.
2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
القول الأول: أن الملكين يعلمان الناس السحر ويأمران باجتنابه، وعلى هذا التأويل لا يعتبر تعلمه كفرا، إنما يكون كافرا من عمل به؛ وهذا نظير معرفة الإثم؛ فإنه لا يأثم العبد بمعرفة الإثم، وإنما يأثم باقترافه. ذكره الزجاج، وابن عطية، وابن كثير، وقال ابن عطية التعليم على هذا القول إنما هو تعليم بيسير مبادئه.
وذكر ثلاثتهم - الزجاج، وابن عطية، وابن كثيرـ أيضا أن الذي أنزل على الملكين لم يكن سحرا، وإنما كان شيئا يفرق بين المرء وزوجه.
القول الثاني: أن الله عز وجل امتحن الناس بتعلم السحر؛ فمن قبل تعلمه كفر، ومن رفض تعلمه كان مؤمنا. ذكره الزجاج، وابن عطية، وابن كثير، وقال ابن عطية إن الضمير في قوله: {وما يعلمان} هنا يعود على هاروت وماروت الملكين أو الملكين العلجين، وقال إن قولهما: {إنما نحن فتنة فلا تكفر} إنهما هو استهزاء؛ لأنهما إنما يقولانه لمن قد تحققا ضلاله.
القول الثالث: أن السحر ما أنزل على الملكين ولا أمرا به، ولا أتى به سليمان عليه الصلاة والسلام؛ فيكون “ما” جحدا في قوله: {وما أنزل على الملكين}، ويكون “هاروت” و “ماروت” من صفة الشياطين، ويكون معنى قولهما: {إنما نحن فتنة فلا تكفر} كقول الغاوي: إنما أنا في ضلال فلا تفعل كفعلي. ذكره الزجاج وابن عطية، وابن كثير، وقال ابن عطية، وابن كثير إن الملكين في قوله: {وما أنزل على الملكين} إذا قرئت بكسر اللام هما: داوود وسليمان، وإذا قرئت بالفتح هما: جبريل وميكال.
3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
ذكر ابن كثير عن القرطبي أن السحر منه ماهو حقيقة؛ فيخلق الله عند فعله ما يشاء، ومنه ماهو تخييل، ومنه ما يكون بخفة اليد كالشعوذة، .منه ما يكون كلاما يحفظ من أسماء الله تعالى ورقى، وقد يكون أدوية وأدخنة، وقد يكون من عهود الشياطين.
والدليل على أن السحر منه ما هو حقيقة؛ قوله تعالى: {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله}، أي أنه يضر حقيقة، وقد يقتل.
ومما يدل على أن من السحر ماهو حقيقة أيضا قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم، وهي في الصحاح، وكذلك ماروت عائشة من أمر المرأة التي تعلمت السحر، ومن الأدلة كذلك ماهو مشاهد من أحوال الناس الذين سحروا؛ فمنهم من يذهب عقله، ومنهم من يضعف جسده، ومنهم من يموت.
ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}
الموقف من الإسرائيليات عموما هو:
ما وافق منها شرعنا صدقناه.
ما خالف منها شرعنا تركناه، وهذا كتكذيب الله عز وجل لليهود بخصوص ادعائهم أن سليمان كان ساحرا حيث قال عز وجل: {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا}.
مالم يتبين لنا صدقه من كذبه، وقفنا فيه؛ فلا نصدقه ولا نكذبه.
ج: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم...} الآية.
1ـ قيل إن الآية نزلت في كل من حذيفة بن اليمان، وعمار بن ياسر، رضي الله عنهما، حين ثبتا أمام محاولات اليهود صرفهما عن دينهما.
2ـ وقيل إنها نازلة في سياق نهي الله تعالى عن اتباع اليهود في قولهم “راعنا” وغيرها. ذكر هذين القولين ابن عطية.
وذكر ابن كثير أنها:
1ـ نزلت في حيي بن أخطب، وأبي ياسر بن أخطب، وقد كان من أشد اليهود حسدا للعرب، وعداوة للنبي صلى الله عليه وسلم. حكى هذا القول عن ابن عباس.
2ـ نزلت في كعب بن أشرف، وهو من اليهود، وقيل إنه كان شاعرا، وكان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم. حكى هذا القول عن الزهري.
4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}.
أي لو أن اليهود آمنوا بالله ورسله، وفي مقدمتهم محمد صلى الله عليه وسلم، وقاموا بمقتضيات هذا الإيمان، واتقوا الله عز وجل بفعل الطاعات، وترك المحارم، {لمثوبة من عند الله}: لكان أجر الله وثوابه لهم، وقيل لكان رجوعهم إلى الله، خير لهم مما ارتضوا لأنفسهم من الكفر، وتعلم السحر، وتعليمه، {لو كانوا يعلمون} أي: لو كانوا حقا يعلمون؛ وهذا فيه نفي للإيمان عنهم، وقيل: لو كانوا يعلمون علما نافعا، يعملون به، ويهديهم للحق.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 14 محرم 1438هـ/15-10-2016م, 06:01 AM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الثامن من تفسير سورة البقرة من الآية 101 إلى الآية 110.

المجلس الرابع
مجلس مذاكرة القسم الثامن من تفسير سورة البقرة من الآية 101 إلى الآية 110.

المجموعة الأولى:
1:حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.
المراد بكتاب الله في الآية ورد فيه قولان:
الأول: قيل القرآن، لأن التكذيب به نبذ . ذكره الزجاج وابن عطية.
الثاني: قيل التوراة، لأن مخالفتها والكفر بما أخذ عليهم فيها نبذ . ذكره الزجاج وابن عطية، ونوه إليه ابن كثير
ب. المراد بما تتلو الشياطين.
المراد بما تتلوا الشياطين ورد فيه :
1- قيل كتاب من السحر. ذكره الزجاج
2- قيل إنهم كانوا يلقون إلى الكهنة الكلمة من الحق معها المائة من الباطل حتى صار ذلك علمهم، فجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه، فلما مات؛ قالت الشياطين: إن ذلك كان علم سليمان.قاله السدي ومجاهد وذكره ابن عطية وابن كثير .
3- وقيل: الذي تلته الشياطين كان السحر وتعليمه ، فجمعه سليمان عليه السلام ودفنه تحت كرسيه ، ثم استخرجوه بعد موته .رواه ابن جرير عن ابن عباس ، والربيع بن أنس ، وذكره ابن عطية وابن كثير.
4- إن سليمان -عليه السلام- كان يملي على كاتبه آصف بن برخيا علمه ويختزنه، فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ثم نسبت ذلك إلى سليمان. رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس ، وذكره ابن عطية وابن كثير .
5- إن آصف تواطأ مع الشياطين على أن يكتبوا سحرا وينسبوه إلى سليمان بعد موته. ذكره ابن عطية
6- إن الجن كتبت ذلك بعد موت سليمان واختلقته ونسبته إليه. ذكره ابن عطية
7- أن الجن والإنس حين زال ملك سليمان عنه اتخذ بعضهم السحر والكهانة علما، فلما رجع سليمان إلى ملكه تتبع كتبهم في الآفاق ودفنها، فلما مات؛ قال شيطان لبني إسرائيل: هل أدلكم على كنز سليمان الذي به سخرت له الجن والريح، هو هذا السحر، فاستخرجته بنو إسرائيل وانبث فيهم، ونسبوا سليمان إلى السحر وكفروا في ذلك حتى برأه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن عطية .ذكره ابن عطية
8- قيل : هي الشهوات كالمعازف واللعب وكل ما يصد عن سبيل الله . رواه العوفي عن ابن عباس وذكره ابن كثير .
9- أنه ثلث الشعر وثلث السحر وثلث الكهانة.قاله الحسن وذكره ابن كثير

2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
جاء في هذه الآية أربعة مسائل رئيسية :
المسألة الأولى: المراد بـ { يعلّمان}.
وورد فيه قولان:
الأول: أن (يعلّمان) بمعنى: يعلمان ويشعران . ذكره ابن الأعرابي ، قال كعب بن زهير
تعلم رسول الله أنك مدركي وأن وعيدا منك كالأخذ باليد
الثاني: أن التعليم على عرفه. وهو قول الجمهور

المسألة الثانية: مرجع الضمير في { يعلّمان}.
قيل أن مرجع الضمير يعود على الملكين هاروت وماروت .
وقيل أنه يعود على الشياطين.
المسألة الثالثة: معنى { فتنة } ومرادها.
الفتنة هى المحنة والاختبار، قال تعالى إخبارًا عن موسى، عليه السّلام، حيث قال:{إن هي إلا فتنتك}أي: ابتلاؤك واختبارك وامتحانك {تضلّ بها من تشاء وتهدي من تشاء}[الأعراف: 155].
المسألة الرابعة: سبب الكفر .
وورد في هذا قولان أيضا:
الأول: أن سبب الكفر تعلم السحر.
الثاني: أن سبب الكفر استعماله .
- قال الزجاج: فيه غير قول:
أحدها :أن الملكين كانا يعلمان نبأ السحر, ويأمران باجتنابه، وعلى هذا لا يكون تعلم السحر كفراً, إنما يكون العمل به كفرا، كما أن من عرف الزنا لم يأثم بأنه عرفه، وإنما يأثم بالعمل به.

ثانيها: أن يكون اللّه عزّ وجلّ امتحن بالملكين الناس في ذلك الوقت، وجعل المحنة في الكفر والإيمان أن يقبل القابل تعلم السحر، وعلى هذا يكون بقبول تعلم السحر كافراً ، وبعدم تعلمه مؤمنا.ثالثها: أن السحر ما أنزل على الملكين، ولا أمرا به, ولا أتى به سليمان عليه السلام ، فيكون التأويل :كان الشياطين هاروت وماروت، ويكون معنى قولهما: {إنّما نحن فتنة فلا تكفر}كقول الغاوي والخليع: أنا في ضلال فلا ترد ما أنا فيه.
- قال الزجاج : الوجهان الأولان أشبه بالتأويل, وأشبه بالحق عند كثير من أهل اللغة، والوجه الأول أثبتهما ، والقول الثالث له وجه، إلا أن الحديث وما جاء في قصّة الملكين أشبه وأولى أن يؤخذ به.



3:أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
أ: أن من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بحقيقة وجود السحر ،وأن السحر ثابت في الكتاب والسنة ، وأن له أثراً وتأثير ، قال تعالى: {وما هم بضارّين به من أحدٍ إلا بإذن اللّه}، ومن السنة ما جاء في صحيح مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أن يهودياً سحر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، وأنّ السّحر عمل فيه وتأثر به ، وبقصّة تلك المرأة مع عائشة، رضي اللّه عنها، وما ذكرت تلك المرأة من إتيانها بابل وتعلّمها السّحر.


ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان...}.
ب: الموقف الصحيح من الإسرائيليات عموماً:
1- ما وافق ما جاء في شرعنا ، صدقناه وآمنا به.
2- ما خالف الشرع. كذبناه ، ولا نلتفت إليه.
3- ما سُكت عنه . فهذا يُتوقف فيه، فلا يُصدق ولا يُكذب

ج: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم...}الآية.
ج: ورد في سبب نزول هذه الآية أقوال:
- قيل إن حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر أتيا بيت المدارس، فأراد اليهود صرفهم عن دينهم، فثبتا عليه ونزلت الآية.
- وقيل: إنما هذه الآية تابعة في المعنى لما تقدم من نهي الله عن متابعة أقوال اليهود في راعنا [البقرة: 104] وغيره، وأنهم لا يودون أن ينزل خير، ويودون أن يردوا المؤمنين كفارا.هذان القولان ذكرهما ابن عطية
- وعن ابن عباس قال: (كان حيي بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشد يهود للعرب حسدا إذ خصهم الله تعالى برسوله وكانا جاهدين في رد الناس عن الإسلام بما استطاعا؛ فأنزل الله تعالى فيهما {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم...}الآية). ذكره ابن كثير
- وروى ابن أبي حاتمٍ ،عن الزّهري قال: أخبرني عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن كعب بن مالكٍ، عن أبيه: أنّ كعب بن الأشرف اليهوديّ كان شاعرًا، وكان يهجو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. وفيه أنزل اللّه: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم}إلى قوله:{فاعفوا واصفحوا}. ذكره ابن كثير
وخُلاصة المسألة : أن الآية نزلت بسبب محاولات صرف اليهود المؤمنين عن دينهم، والله أعلم.
4:فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}.
جـ4: التفسير:
قال تعالى:
وَلَوْ: أي: لو آمنوا لأثيبوا.
أَنَّهُمْ: أي اليهود.
آَمَنُوا وَاتَّقَوْا: أي آمنوا باللّه ورسله واتّقوا المحارم.
لَمَثُوبَةٌ: المثوبة عند جمهور العلماء بمعنى: الثواب والأجر.
مِنْ عِنْدِ اللَّهِ: وهذا من أكبر الأدلة على أن هذا الأجر كبير وعظيم ، لأنه من عند الله لا من عند غيره.
خَيْرٌ: أي أن ما عند الله لمن آمن واتقى خير مما يبحثون عنه من متاع بالسحر والعصيان.
لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ: أي لو كانوا يعملون بعلمهم، ويعلمون حقيقة ما فيه الفضل ، وهذا يحتمل نفي العلم عنهم بالكلية ، ويحتما أيضاً نفي كمال العلم أي العلم النافع لهم.
ومعنى الآية إجمالاً: أن ثواب اللّه خير لهم من كسبهم بالكفر والسحر.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 26 محرم 1438هـ/27-10-2016م, 04:42 AM
حنان عبدالله حنان عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 319
افتراضي

المجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ‌. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله...
ورد فيه قولان : اﻷول :المراد بالكتاب القرآن ، ﻷن من كذب به فقد نبذه. الثاني :التوراة ؛ﻷن كفرهم ومخالفتهم للرسول صلى الله عليه وسلم نبذ لكتابهم التوراة حيث ذكر فيه صفات النبي صلى الله عليه وسلم وأورد ابن كثير قولا يؤيد القول الثاني (قال السّدّيّ: {ولمّا جاءهم رسولٌ من عند اللّه مصدّقٌ لما معهم} قال: (لمّاجاءهم محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم عارضوه بالتّوراة فخاصموه بها، فاتّفقت التّوراة والقرآن، فنبذوا التّوراة وأخذوا بكتاب آصف وسحر هاروت وماروت، فلم يوافق القرآن، فذلك قوله: {كأنّهم لا يعلمون )
ب. المراد بما تتلو الشياطين.
ورد فيها أقوال : اﻷول :لما زال ملك سليمان قام فئام من الجن واﻹنس واتخذوا السخر والكهانة علما ،فلمارجع سليمان لملكه جمعها ودفنها تحت كرسيه فلما مات أخرجوها . الثاني : ماكان يمليه سليمان على كاتبه آصف من العلم ويختزنه فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطر من السحر ونسبوه إلى سليمان عليه السلام . الثالث : ماكان يسترقوه الشياطين من السماء ويلقوه إلى الكهنة ويضيفوا إليه الباطل حتى صار ذاك علمهم فجمعه سليمان عليه السلام ودفنه تحت كرسيه فلما مات أخرجوه ونسبوه إلى سليمان عليه السلام . الرابع : بعد موت سليمان عليه السلام توطأ آصف مع الشياطين وكتبوا سحرا ونسبوه إلى سليمان عليه السلام . الخامس :الجن بعد موته كتبت كتابا وأختلقته ونسبته إلى سليمان عليه السلام وبالنظر في اﻷقوال تجد لاتعارض بينها ويرجع كلها إلى أن الذي تلته هو كتاب السحر .
2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى: {وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
ورد فيها أقوال
القول اﻷول :أن الملكين يعلمان الناس نبأ السحر ويأمرون باجتنابه ،ويحذران منه ،وعلى هذا يكون العمل بالسحر كفر فقط القول الثاني :أن الله سبحانه امتحن الخلق بإنزال السحر على الملكين القول الثالث :أن الملكين لم ينزل عليهم السحر ولم يأمرا به وإنما هو من الشياطين القول الرابع :أن الله أنزل على الملكين مايفرق به بين المرء وزوجه دون السحر مروي عن مجاهد
3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
بقوله تعالى (وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ) فدل على الضرر واقع ،فأهل
السنه والجماعة يرون أن الساحر يقدر على أن يطير ويسبح فعندما يقول تلك الرقى يخلق الله اﻷشياء ودليل ذلك قصة عائشة مع المرأة.
ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}
ثلاث أحوال : ماصدقه الشرع نصدقه ،وماكذبه نكذبه ،والمسكوت عنه لانصدقه ولانكذبه مايذكره المفسرين هو من باب اﻹستشهاد لا اﻹعتضاد
ج: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثير أهل الكتاب لو يردّونكم...} الآية.
عن ابن عباس، قال: كان حييّ بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشدّ يهود للعرب حسدًا، إذ خصهم اللّه برسوله صلّى اللّه عليه وسلّم وكانا جاهدين في ردّ النّاس عن الإسلام ما استطاعا، فأنزل اللّه فيهما: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم} الآية.

وقيل: إنما هذه الآية تابعة في المعنى لما تقدم من نهي الله عن متابعة أقوال اليهود في راعنا .
فسّر بإيجاز قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}. ولو أنهم آمنوا بالله ورسوله واتقوا محارم الله لثواب الله خير لهم من كسبهم من الكفر والسحر لو كانوا يعلمون علما ينفعهم ..

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 10:57 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

لمجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}
-قيل في المراد بالكتاب:أنه القرآن لأن التكذيب نبذ ذكره بن كثير وبن عطية والزجاج ،
-وقيل المراد :التوراة لأن تكذيبها نبذ لها ،ذكره ابن عطية والزجاج
والراجح أن المراد به التوراة التي بأيديهم مما فيه البشارة بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وهو المناسب للسياق ،ذكره بن كثير
ولايمنع ذلك دخول القول الثاني فيه احتمالا والله اعلم.
.
ب. المراد بما تتلو الشياطين
-قيل ما كان الشياطين يلقونه إلى الكهنة من الكلمة بالحق معها مائة من الباطل حتى صار ذلك علمهم ،فجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه فلما مات قالت الشياطين إن ذلك كان علم سليمان،ذكره بن عطية
-وقيل الذي تلته الشياطين كتاب من السحر والكهانة ولبهت اليهود وكذبهم ادعوا أنهم أخذوا هذا السحر عن سليمان وأنه اسم الله الأعظم يتكسبون بذلك ،ذكره الزجاج وبن عطية
-وقيل المراد:الشهوات من المعازف واللعب وكل شىء يصد عن ذكر الله وذلك حين ذهب ملك سليمان وارتد فئام من الجن والإنس ،ذكره بن كثير
وذكر بن عطية أن الجن والإنس حين زال ملك سليمان اتخذ بعضهم السحر والكهانة علما فلمارجع سليمان إلى ملكه تتبع كتبهم في الآفاق ودفنها فلما مات قال شيطان لبني اسرائيل هل أدلكم على كنز سليمان الذي به سخرت له الجن والريح؟هو هذا السحر ونسبوه لسليمان
. –وقيل هو العلم الذي كان يمليه سليمان على كاتبه آصف ويختزنه فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ثم نسبت ذلك إلى سليمان ،ذكره بن عطية
-وقيل تواطأآصف مع شياطين أن يكتبوا سحرا وينسبوه إلى سليمان بعد موته
-وقال الحسن:ثلث الشعر وثلث الكهانة وثلث السحر،ذكره بن كثير
ومما سبق يتلخص أن المراد بما تتلو الشياطين أى ماتنسبه كذبا على سليمان سواء كان من السحر أو الكهانة أو يكون المراد به ما فضلته الشياطين من اتباع الشهوات والصد عن ذكر الله على اتباع دين سليمان وهو ما ذكره بن جرير ونقله عنه بن كثير في تفسيره
وأما عن تفاصيل كيفية هذا السحر وغيره فعامته من أحاديث الإسرائيليات التي لايعول عليها والله أعلم

2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.

قيل في معناها أقوال:
-أن الملكين كانا يعلمان الناس نبأ السحر ويأمران باجتنابه بعد الإعلام وعلى هذا لايكون تعليم السحر كفرا بل العمل به هو الكفر ،ذكره الزجاج
وقد رجح الزجاج الوجهان الأولان وقال أنه أشبه بالتأويل زبالحق عند كثير من أهل اللغة
-وقيل بل امتحن الله تعالى الناس بالملكين وجعل المحنة في الكفر والإيمان أن يقبل القابل تعلم السحر فيكون بتعلمه كافرا وبترك تعلمه مؤمنا وأن الله قد أخذ عليهما الميثاق أن لايعلما أحدا حتى يقولا{ إنما نحن فتنة فلا تكفر} رواه بن أبي حاتم
وقال قتادة والسدي:إذا أتاهما إنسان يريد السحر وعظاه وقالا له :لاتكفر إنما نحن فتنة فإذا أبى ...
والفتنة :المحنة والاختبار،خلاصة ماذكره الزجاج وبن كثير
-وقيل بل ما أنزل السحر على الملكين ولا أمرا به وأن هاروت وماروت من الشياطين وأن قولهما {إنما نحن فتنة فلا تكفر} كقول الغاوي :أنا في ضلال فلاترد ما أنا فيه ،ذكره الزجاج


3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟

زعمت المعتزلة أن السحر لاحقيقة له وربما كفروا من اعتقد وجوده كما قال الرازى
والصواب والحق الذي عليه عقيدة أهل السنة والجماعة أن السحر حق وله حقيقة وأنه يضر بإذن الله وأن السحر كفر وتعلمه كفر والعمل به كفر
وهذه الآية الكريمة من أوضح الأدلة على إثبات حقيقة السحر :
-فقد ورد فيها ذم السحر بقوله تعالى {يعلمون الناس السحر}
-وقوله {إنما نحن فتنة فلاتكفر} فكيف يكون الكفر بتعلم سحر التخييل
-وقوله تعالى {وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله}فأثبت سبحانه تأثير السحر وأنه يضر بإذن الله
-وأثبت أن السحر يضر ولاينفع {فيتعلمون ما يضرهم ولاينفعهم}
-وأبطل عمل صاحبه في الآخرة بقوله {ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق}
وقد ثبت في السنة الصحيحة أن السحر له حقيقة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر وأنزل الله تعالى المعوذتين في سبب ذلك وقال تعالى {ومن شر النفاثات في العقد}وهن السواحر اللاتي ينفثن في العقد
وينبغي أن يعلم أن السحر له أنواع كثيرة ذكرها بن كثير نقلا عن الرازى وأن الذي عنيت به الآية ليس سحر التخييل وإنما السحر الذي فيه الاستعانة بالشياطين وقلب الأعيان وإيذاء الخلق في أبدانهم أو أرواحهم

ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}
قال بن كثير: وقد روي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد والسدي والحسن وقتادة وأبي العالية والزهري والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان وغيرهم وحاصلها راجع إلى أخبار بني اسرائيل إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لاينطق عن الهوى وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب ونحن نؤمن بماورد في القرآن على ما أراده الله والله أعلم بحقيقة الحال
ومعنى كلامه رحمه الله أنه لايعول في تفسير كلام الله تعالى على الإسرائيليات وإنما ما ثبتت صحته ورفع إلى النبي أخذنا به وإلا وكلنا علمه إلى الله تعالى

ج: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم...} الآية
روى محمد بن إسحاق بسنده عن بن عباس:قال كان حيي بن أخطب أبو ياسر بن أخطب من أشد يهود للعرب حسدا إذ خصهم الله برسوله وكانا جاهدين في رد الناس عن الإسلام ما استطاعا فأنزل الله فيهما {ود كثير من أهل الكتاب}
.
4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:


{وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}
يخبر تعالى عن حال الذين يتعاطون السحر ويعملون به فبعد أن بين حكم السحر ومن يتعلمه ويعمل به وأنه ماله في الآخرة من خلاق رغبهم في الإيمان به سبحانه وتعالى وبرسله عليهم السلام وإتقاء محارمه والتى منها السحر الذي هو كفر ومن أشد الموبقات فقال تعالى {ولو أنهم آمنوا واتقوا } وحذف المتعلق ليعم كل ما يتقى به عذاب الله وسخطه {لمثوبة من عند الله خير}والمراد بالمثوبة الثواب أي ثواب الله لهم خير من كسبهم بالكفر والسحر وعاقبته خير في الدنيا والآخرة ثم قال {لو كانوا يعلمون} والمراد لو كانوا يعلمون حق العلم فيعملون بما يعلمون وإلا فإنهم يعلمون الحقيقة وقيل بل يراد نفي العلم عن هؤلاء المتعلمين لا عمن يعلمونهم فهو على حقيقته والله أعلم

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 23 محرم 1439هـ/13-10-2017م, 08:24 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
لمجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}
-قيل في المراد بالكتاب:أنه القرآن لأن التكذيب نبذ ذكره بن كثير وبن عطية والزجاج ،
-وقيل المراد :التوراة لأن تكذيبها نبذ لها ،ذكره ابن عطية والزجاج
والراجح أن المراد به التوراة التي بأيديهم مما فيه البشارة بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وهو المناسب للسياق ،ذكره بن كثير
ولايمنع ذلك دخول القول الثاني فيه احتمالا والله اعلم.
.
ب. المراد بما تتلو الشياطين
-قيل ما كان الشياطين يلقونه إلى الكهنة من الكلمة بالحق معها مائة من الباطل حتى صار ذلك علمهم ،فجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه فلما مات قالت الشياطين إن ذلك كان علم سليمان،ذكره بن عطية
-وقيل الذي تلته الشياطين كتاب من السحر والكهانة ولبهت اليهود وكذبهم ادعوا أنهم أخذوا هذا السحر عن سليمان وأنه اسم الله الأعظم يتكسبون بذلك ،ذكره الزجاج وبن عطية
-وقيل المراد:الشهوات من المعازف واللعب وكل شىء يصد عن ذكر الله وذلك حين ذهب ملك سليمان وارتد فئام من الجن والإنس ،ذكره بن كثير
وذكر بن عطية أن الجن والإنس حين زال ملك سليمان اتخذ بعضهم السحر والكهانة علما فلمارجع سليمان إلى ملكه تتبع كتبهم في الآفاق ودفنها فلما مات قال شيطان لبني اسرائيل هل أدلكم على كنز سليمان الذي به سخرت له الجن والريح؟هو هذا السحر ونسبوه لسليمان
. –وقيل هو العلم الذي كان يمليه سليمان على كاتبه آصف ويختزنه فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ثم نسبت ذلك إلى سليمان ،ذكره بن عطية
-وقيل تواطأآصف مع شياطين أن يكتبوا سحرا وينسبوه إلى سليمان بعد موته
-وقال الحسن:ثلث الشعر وثلث الكهانة وثلث السحر،ذكره بن كثير
ومما سبق يتلخص أن المراد بما تتلو الشياطين أى ماتنسبه كذبا على سليمان سواء كان من السحر أو الكهانة أو يكون المراد به ما فضلته الشياطين من اتباع الشهوات والصد عن ذكر الله على اتباع دين سليمان وهو ما ذكره بن جرير ونقله عنه بن كثير في تفسيره
وأما عن تفاصيل كيفية هذا السحر وغيره فعامته من أحاديث الإسرائيليات التي لايعول عليها والله أعلم

2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.

قيل في معناها أقوال:
-أن الملكين كانا يعلمان الناس نبأ السحر ويأمران باجتنابه بعد الإعلام وعلى هذا لايكون تعليم السحر كفرا بل العمل به هو الكفر ،ذكره الزجاج
وقد رجح الزجاج الوجهان الأولان وقال أنه أشبه بالتأويل زبالحق عند كثير من أهل اللغة
-وقيل بل امتحن الله تعالى الناس بالملكين وجعل المحنة في الكفر والإيمان أن يقبل القابل تعلم السحر فيكون بتعلمه كافرا وبترك تعلمه مؤمنا وأن الله قد أخذ عليهما الميثاق أن لايعلما أحدا حتى يقولا{ إنما نحن فتنة فلا تكفر} رواه بن أبي حاتم
وقال قتادة والسدي:إذا أتاهما إنسان يريد السحر وعظاه وقالا له :لاتكفر إنما نحن فتنة فإذا أبى ...
والفتنة :المحنة والاختبار،خلاصة ماذكره الزجاج وبن كثير
-وقيل بل ما أنزل السحر على الملكين ولا أمرا به وأن هاروت وماروت من الشياطين وأن قولهما {إنما نحن فتنة فلا تكفر} كقول الغاوي :أنا في ضلال فلاترد ما أنا فيه ،ذكره الزجاج


3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟

زعمت المعتزلة أن السحر لاحقيقة له وربما كفروا من اعتقد وجوده كما قال الرازى
والصواب والحق الذي عليه عقيدة أهل السنة والجماعة أن السحر حق وله حقيقة وأنه يضر بإذن الله وأن السحر كفر وتعلمه كفر والعمل به كفر
وهذه الآية الكريمة من أوضح الأدلة على إثبات حقيقة السحر :
-فقد ورد فيها ذم السحر بقوله تعالى {يعلمون الناس السحر}
-وقوله {إنما نحن فتنة فلاتكفر} فكيف يكون الكفر بتعلم سحر التخييل
-وقوله تعالى {وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله}فأثبت سبحانه تأثير السحر وأنه يضر بإذن الله
-وأثبت أن السحر يضر ولاينفع {فيتعلمون ما يضرهم ولاينفعهم}
-وأبطل عمل صاحبه في الآخرة بقوله {ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق}
وقد ثبت في السنة الصحيحة أن السحر له حقيقة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر وأنزل الله تعالى المعوذتين في سبب ذلك وقال تعالى {ومن شر النفاثات في العقد}وهن السواحر اللاتي ينفثن في العقد
وينبغي أن يعلم أن السحر له أنواع كثيرة ذكرها بن كثير نقلا عن الرازى وأن الذي عنيت به الآية ليس سحر التخييل وإنما السحر الذي فيه الاستعانة بالشياطين وقلب الأعيان وإيذاء الخلق في أبدانهم أو أرواحهم

ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}
قال بن كثير: وقد روي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد والسدي والحسن وقتادة وأبي العالية والزهري والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان وغيرهم وحاصلها راجع إلى أخبار بني اسرائيل إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لاينطق عن الهوى وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب ونحن نؤمن بماورد في القرآن على ما أراده الله والله أعلم بحقيقة الحال
ومعنى كلامه رحمه الله أنه لايعول في تفسير كلام الله تعالى على الإسرائيليات وإنما ما ثبتت صحته ورفع إلى النبي أخذنا به وإلا وكلنا علمه إلى الله تعالى

ج: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم...} الآية
روى محمد بن إسحاق بسنده عن بن عباس:قال كان حيي بن أخطب أبو ياسر بن أخطب من أشد يهود للعرب حسدا إذ خصهم الله برسوله وكانا جاهدين في رد الناس عن الإسلام ما استطاعا فأنزل الله فيهما {ود كثير من أهل الكتاب}
.
4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:


{وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}
يخبر تعالى عن حال الذين يتعاطون السحر ويعملون به فبعد أن بين حكم السحر ومن يتعلمه ويعمل به وأنه ماله في الآخرة من خلاق رغبهم في الإيمان به سبحانه وتعالى وبرسله عليهم السلام وإتقاء محارمه والتى منها السحر الذي هو كفر ومن أشد الموبقات فقال تعالى {ولو أنهم آمنوا واتقوا } وحذف المتعلق ليعم كل ما يتقى به عذاب الله وسخطه {لمثوبة من عند الله خير}والمراد بالمثوبة الثواب أي ثواب الله لهم خير من كسبهم بالكفر والسحر وعاقبته خير في الدنيا والآخرة ثم قال {لو كانوا يعلمون} والمراد لو كانوا يعلمون حق العلم فيعملون بما يعلمون وإلا فإنهم يعلمون الحقيقة وقيل بل يراد نفي العلم عن هؤلاء المتعلمين لا عمن يعلمونهم فهو على حقيقته والله أعلم
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ.
راجعي تعليقات الأستاذة أمل أعلاه ، وكذا راجعي الأقوال الأخرى في سبب نزول قوله تعالى : { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم ..} الآية.
التقويم : ب+

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir