دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #14  
قديم 10 رجب 1443هـ/11-02-2022م, 08:49 PM
دينا المناديلي دينا المناديلي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 231
افتراضي

رسالة تفسيرية في قول الله تعالى: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) }
بالأسلوب المقاصدي


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد..
{إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) }

هذا نهي من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين عن اتخاذ الكفار الذين حاربوهم وأخرجوهم من ديارهم من كفار أهل مكة أولياء فهؤلاء ما نقموا من المسلمين إلا إيمانهم بالله ولذلك قاتلوهم وقد ظاهروا وعاونوا
على إخراجهم فلقوا ما لقوا منهم، فلا بد ألا ينصروهم ولا يوالوهم ولا بد للمسلم أن يلتزم أمر ربه.
{أَنْ تَوَلَّوْهُمْ} : بدل اشتمال من الموصوف أي: إنما ينهاكم الله عن أن تتولوهم، ذكره الألوسي والقنوجي.


وقد أكد الوعيد على موالاتهم فقال:{﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ }
أي الكاملون في الظلم، فتحقق وصف الظلم في من تولى الكفار المحاربين، والظالم من وضع الشيء في غير موضعه، وهؤلاء وضعوا الولاية في غير موضعها وهو موضع العداوة،
وظلموا أنفسهم بتعريضها للعذاب بعصيانهم لأمر الله تعالى الذي أمر بعدم اتخاذ الكفار المحاربين أولياء، وقد ذكر هذا البيضاوي وأبي السعود والألوسي والشنقيطي .

وهذا يدلّ على خطورة الأمر وفي الحَصْرِ مِنَ المُبالَغَةِ ما لا يَخْفى كما ذكره الألوسي، فليس الأمر بالهين، وأيُّ ظلم بعد موالاة الفرد لأعداء أمته وأعداء الله ورسوله، كما ذكره الشنقيطي.
فكيف يوالي المسلم معاديا للمسلمين مقاتلا لهم يذيقهم شتى أنواع الأذية والعذاب.

والظلم المتعلق بتولي الكفار المحاربين للمسلمين على نوعين:
النوع الأول: ما يكون كفرا أكبرا مخرجا من الملة، وهو عندما يكون التولي كاملا تاما.
النوع الثاني: ما دون الأول وقد يكون غليظا بحسب التولي.
ذكر النوعين السعدي رحمه الله.

وهنا في الآية لم تقيد بلفظ "منكم" مما يدل على عموم الآية المهاجرين وغيرهم م المؤمنين، ذكره البقاعي.
والمقصود النهي عن اتخاذ الكفار المحاربين للمسلمين أولياء والتحذير من ذلك وبيان الوصف الذي لحق من قام بذلك، وهو وصف عظيم يدل على خطورة الأمر وعظم الإثم الذي يلحق صاحبه،
وكفى في الزجر عن هذا الفعل تذكر قول الله تعالى: { هم الظالمون} فليحذر العبد من ذلك، فإنّ موالاة الكفار المحاربين أمر لا ينبغي وقوعه من المسلم، فإنّ من تكلّف غير ما تدعو إليه الفطرة
ووالى الكفار المحاربين لا بد أن يتفقد دينه وأن يصلح ما أصابه من خلل قبل أن يـأتي يوم لا ينفع فيه الندم.

والله أعلم.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir