دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 محرم 1442هـ/2-09-2020م, 11:37 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثاني عشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة سير أعلام المفسرين

مجلس القسم الثالث من دورة "سير أعلام المفسرين"
لفضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله.


اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته
والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته.


- لايسمح بتكرار اختيار المفسر إلا بعد تغطية جميع المفسرين.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 محرم 1442هـ/4-09-2020م, 11:43 PM
شادن كردي شادن كردي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 384
افتراضي

أكتب عن سيرة سعيد بن جبير بإذن الله

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 محرم 1442هـ/5-09-2020م, 10:51 PM
ميمونة التيجاني ميمونة التيجاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: Makkah almokrmah
المشاركات: 385
افتراضي

سأكتب ان شاء الله عن التابعي ابراهيم النخعي رحمه الله

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 صفر 1442هـ/20-09-2020م, 02:28 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأكتب بمشيئة الله في سيرة التابعي الجليل أبو يزيد الربيع بن خثيم الثوري رحمه الله

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 4 صفر 1442هـ/21-09-2020م, 10:39 AM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

إجابات المجلس الثاني عشر : القسم الثالث من دورة أعلام المفسرين

اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته.
والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته.

رسالة تعريفية عن التابعي الجليل الربيع بن خثيم الثوري رحمه الله

{بشر المخبتين}، أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك)

بهذه الكلمات من قول الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه نبدأ رحلتنا مع سيرة أحد كبار التابعين فنقف في محطات يسيرة ملهمة فيها العبرة والذكر الحسن الا وهو الإمام العابد الزاهد أبو يزيد الربيع بن خثيم الثوري.

المحطة الاولى : الزهد، كان الربيع عظيم الزهد في الدنيا شديد الخشية وما أدل على ذلك من قول ابن مسعود له اذا رآه {بشر المخبتين}، أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك) رواه ابن أبي شيبة عن بكر بن ماعز. قال نسير بن ذعلوق: كان الربيع بن خثيم يبكي حتى تبتل لحيته من دموعه ويقول: «أدركنا قوما كنا في جنوبهم لصوصا» رواه ابن سعد وذكر الأعمش عمّن حدّثه أن الربيع بن خثيم مرّ بالحدّادين فنظر إلى الكير وما فيه فخرّ مغشيّاً عليه.
ولقد أفرد له ابن شيبة بابا في مصنفه في كتاب الزهد ونقل طائفة منها ابن سعد.

المحطة الثانية : العلم، يُعد الربيع من العلماء الحكماء بصيراً بأمر دينه ناصحا للمسلمين وله مواعظ وحكم حرص السلف على تدوينها وروايتها وهو من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام ولكنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم فهو من التابعين نزل الكوفة وصحب عبدالله بن مسعود فاستفاد من علمه وهديه فكان من أكبر تلامذته وكانت وفاته في عام 61 للهجرة. قال إبراهيم التيمي: (أخبرني من صحب ابن خثيم عشرين عاما ما سمع منه كلمة تُعاب). رواه ابن سعد وابن أبي شيبة.

المحطة الثالثة:النصح للمسلمين: مما يؤثر عن الربيع في وصاياه النصح للمسلمين فمن ذلك ما رواه محمد بن فضيل عن أبيه عن سعيد بن مسروق عن الربيع بن خثيم أنه سُرق له فرس وقد أعطى به عشرين ألفا فاجتمع عليه حيُّه وقالوا: ادع الله عليه؛ فقال: (اللهم إن كان غنيا فاغفر له، وإن كان فقيراً فأغنه) وقال ابن الكواء للربيع بن خثيم: ما نراك تذم أحدا ولا تعيبه!!
قال: ويلك يا ابن الكواء! ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذمي إلى ذم الناس، إن الناس خافوا الله على ذنوب العباد وأمنوا على ذنوبهم). رواه ابن أبي شيبة.

المحطة الرابعة: شيوخه وتلامذته: روى عن: ابن مسعود
روى عنه: الشعبي، وسعيد بن مسروق الثوري أبو سفيان، وبكر بن ماعز، وأبو رزين، ومنذر الثوري، ونسير بن ذعلوق، وغيرهم.

المحطة الخامسة: بعض مروياته في التفسير:
أ-قال الأعمش:حدثنا مسعود أبو رزين، عن الربيع بن خثيم في قوله: {وأحاطت به خطيئته} ، قال: هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
- قال نسير بن ذعلوق: سألت الربيع بن خثيم عن الصلاة الوسطى، قال: أرأيت إن علمتها كنت محافظا عليها ومضيعا سائرهن؟ قلت: لا! فقال: فإنك إن حافظت عليهن فقد حافظت عليها). رواه ابن جرير
- منصور بن المعتمر، عن أبي رزين، عن الربيع بن خثيم: {فليضحكوا قليلا}، قال: في الدنيا، {وليبكوا كثيرًا} قال: في الآخرة). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.

المحطة السادسة: من بعض حكمه ووصاياه:
- ما رواه ابن أبي شيبة من طريق سفيان بن سعيد الثوري عن أبيه عن بكر بن ماعز أن الربيع بن خثيم قال له:
«يا بكر، اخزن عليك لسانك إلا مما لك ولا عليك، فإني اتهمت الناس على ديني، أطع الله فيما علمت، وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه، لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ، ما خيركم اليوم بخيرٍ، ولكنه خيرٌ من آخر شر منه، ما تتبعون الخير كل اتباعه، ولا تفرون من الشر حق فراره، ما كل ما أنزل الله على محمدٍ أدركتم، ولا كل ما تقرءون تدرون ما هو، السرائر اللاتي يخفين على الناس هن لله بَوَادٍ، ابتغوا دواءها»
ثم يقول لنفسه: «وما دواؤها؟ أن تتوب ثم لا تعود»
- ما رواه ابن سعد من طريق الربيع بن المنذر الثوري عن أبيه، عن الربيع بن خثيم قال: «إن من الحديث حديثا له ضوء كضوء النهار تعرفه، وإن من الحديث حديثا له ظلمة كظلمة الليل تنكره» رواه ابن سعد.

المحطة الأخيرة : ما يستفاد من دراسة سيرة الربيع بن خثيم:
1- أهمية الجمع بين العلم والعمل فهذا الربيع جمع بين العلم الذي أخذه عن عبدالله بن مسعود مع الزهد في الدنيا والنصح للمسلمين.
2- أهمية معرفة عيوب النفس وإصلاحها وعدم الانشغال بعيوب الآخرين فهذا الربيع لم يؤثر عنه أنه ذكر أحد بسوء.
3- أهمية النصح للمسلمين والاهتمام بهدايتهم و رجاء الخير لهم.
4- أهمية معرفة سير الصالحين والتأسي بهم.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 صفر 1442هـ/22-09-2020م, 02:50 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد العبد اللطيف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

إجابات المجلس الثاني عشر : القسم الثالث من دورة أعلام المفسرين

اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته.
والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته.

رسالة تعريفية عن التابعي الجليل الربيع بن خثيم الثوري رحمه الله

{بشر المخبتين}، أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك)

بهذه الكلمات من قول الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه نبدأ رحلتنا مع سيرة أحد كبار التابعين فنقف في محطات يسيرة ملهمة فيها العبرة والذكر الحسن الا وهو الإمام العابد الزاهد أبو يزيد الربيع بن خثيم الثوري.

المحطة الاولى : الزهد، كان الربيع عظيم الزهد في الدنيا شديد الخشية وما أدل على ذلك من قول ابن مسعود له اذا رآه {بشر المخبتين}، أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك) رواه ابن أبي شيبة عن بكر بن ماعز. قال نسير بن ذعلوق: كان الربيع بن خثيم يبكي حتى تبتل لحيته من دموعه ويقول: «أدركنا قوما كنا في جنوبهم لصوصا» رواه ابن سعد وذكر الأعمش عمّن حدّثه أن الربيع بن خثيم مرّ بالحدّادين فنظر إلى الكير وما فيه فخرّ مغشيّاً عليه.
ولقد أفرد له ابن شيبة بابا في مصنفه في كتاب الزهد ونقل طائفة منها ابن سعد.

المحطة الثانية : العلم، يُعد الربيع من العلماء الحكماء بصيراً بأمر دينه ناصحا للمسلمين وله مواعظ وحكم حرص السلف على تدوينها وروايتها وهو من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام ولكنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم فهو من التابعين نزل الكوفة وصحب عبدالله بن مسعود فاستفاد من علمه وهديه فكان من أكبر تلامذته وكانت وفاته في عام 61 للهجرة. قال إبراهيم التيمي: (أخبرني من صحب ابن خثيم عشرين عاما ما سمع منه كلمة تُعاب). رواه ابن سعد وابن أبي شيبة.

المحطة الثالثة:النصح للمسلمين: مما يؤثر عن الربيع في وصاياه النصح للمسلمين فمن ذلك ما رواه محمد بن فضيل عن أبيه عن سعيد بن مسروق عن الربيع بن خثيم أنه سُرق له فرس وقد أعطى به عشرين ألفا فاجتمع عليه حيُّه وقالوا: ادع الله عليه؛ فقال: (اللهم إن كان غنيا فاغفر له، وإن كان فقيراً فأغنه) وقال ابن الكواء للربيع بن خثيم: ما نراك تذم أحدا ولا تعيبه!!
قال: ويلك يا ابن الكواء! ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذمي إلى ذم الناس، إن الناس خافوا الله على ذنوب العباد وأمنوا على ذنوبهم). رواه ابن أبي شيبة.

المحطة الرابعة: شيوخه وتلامذته: روى عن: ابن مسعود
روى عنه: الشعبي، وسعيد بن مسروق الثوري أبو سفيان، وبكر بن ماعز، وأبو رزين، ومنذر الثوري، ونسير بن ذعلوق، وغيرهم.

المحطة الخامسة: بعض مروياته في التفسير:
أ-قال الأعمش:حدثنا مسعود أبو رزين، عن الربيع بن خثيم في قوله: {وأحاطت به خطيئته} ، قال: هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
- قال نسير بن ذعلوق: سألت الربيع بن خثيم عن الصلاة الوسطى، قال: أرأيت إن علمتها كنت محافظا عليها ومضيعا سائرهن؟ قلت: لا! فقال: فإنك إن حافظت عليهن فقد حافظت عليها). رواه ابن جرير
- منصور بن المعتمر، عن أبي رزين، عن الربيع بن خثيم: {فليضحكوا قليلا}، قال: في الدنيا، {وليبكوا كثيرًا} قال: في الآخرة). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.

المحطة السادسة: من بعض حكمه ووصاياه:
- ما رواه ابن أبي شيبة من طريق سفيان بن سعيد الثوري عن أبيه عن بكر بن ماعز أن الربيع بن خثيم قال له:
«يا بكر، اخزن عليك لسانك إلا مما لك ولا عليك، فإني اتهمت الناس على ديني، أطع الله فيما علمت، وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه، لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ، ما خيركم اليوم بخيرٍ، ولكنه خيرٌ من آخر شر منه، ما تتبعون الخير كل اتباعه، ولا تفرون من الشر حق فراره، ما كل ما أنزل الله على محمدٍ أدركتم، ولا كل ما تقرءون تدرون ما هو، السرائر اللاتي يخفين على الناس هن لله بَوَادٍ، ابتغوا دواءها»
ثم يقول لنفسه: «وما دواؤها؟ أن تتوب ثم لا تعود»
- ما رواه ابن سعد من طريق الربيع بن المنذر الثوري عن أبيه، عن الربيع بن خثيم قال: «إن من الحديث حديثا له ضوء كضوء النهار تعرفه، وإن من الحديث حديثا له ظلمة كظلمة الليل تنكره» رواه ابن سعد.

المحطة الأخيرة : ما يستفاد من دراسة سيرة الربيع بن خثيم:
1- أهمية الجمع بين العلم والعمل فهذا الربيع جمع بين العلم الذي أخذه عن عبدالله بن مسعود مع الزهد في الدنيا والنصح للمسلمين.
2- أهمية معرفة عيوب النفس وإصلاحها وعدم الانشغال بعيوب الآخرين فهذا الربيع لم يؤثر عنه أنه ذكر أحد بسوء.
3- أهمية النصح للمسلمين والاهتمام بهدايتهم و رجاء الخير لهم.
4- أهمية معرفة سير الصالحين والتأسي بهم.

التقويم: أ
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 صفر 1442هـ/25-09-2020م, 07:14 PM
شادن كردي شادن كردي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 384
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
من سيرة سعيد بن جبير رحمه الله
- مااسمك ؟
- سعيد بن جبير
- بل أنت شقي بن كسير ...قالها الحجاج بن يوسف بكل جلافة للتابعي الجليل العالم الفقيه المفسر تلميذ الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنه. ثم قتله صبرا عام 95 للهجرة .
وقد عذب الحجاج به حتى أنه لم يمهل بعده طويلا و كان يقول : مالي ولسعيد بن جبير!
نسأل الله السلامة والعافية

سمعت القصة صغيرة ووعيتها وتعجبت ولا أزال من ثبات هذا التابعي ورباطة جأشة مقابل عنجهية الحجاج وسطوته.

ثبات الرجال الأشاوس الذين لا يخافون في الله لومة لائم ولا غرو فهو مفتي الكوفة الذي أخذ علمه عن ابن عباس وابن عمر وغيرهما من كبار الصحابة والتابعين فأثمر عملا وخشية وبذلا .

كان يسأل ابن عباس ويجمع مايكتب ، وقرأ القرآن كاملا عليه
قال له ابن عباس رضي الله عنهما يوما :
حدِّث،فقال: أحدِّث وأنت ها هنا؟ فقال: أوليس من نعمة الله عليك أن تتحدث وأنا شاهدٌ، فإن أصبت فذاك، وإن أخطأت علَّمتك؟!؛
كان يختم القرآن في ليلتين ،كثير الذكر لله تعالى
ورد أنه كان يعتكف في مسجد قومه وإذا قام للصلاة كأنه وتد .
قال القاسم بن أبي أيوب: سمعتُ سعيد بن جُبَير يردد هذه الآية في الصلاة بضعًا وعشرين مرةً: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾

كان حريصا على نشر العلم حتى كان له مجلسان بعد الفجر وبعد العصر .وكان لايدع أحدا يغتاب في مجلسه .

من تلاميذه :أيوب السَّختياني، وبكير بن شهاب، وحماد بن أبي سليمان، وسماك بن حرب، وطلحة بن مصرف، وابنه: عبدالله بن سعيد، وابنه: عبدالملك بن سعيد، وعمرو بن دينار، ومجاهدٌ - رفيقه -، والزهري، وميمون بن مهران، و................. وخلق كثير

من مروياته في التفسير :
قال سعيد بن جُبَير في قوله تعالى: ﴿ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ ﴾ [العنكبوت: 56]، قال: "إذا عُمِل في أرضٍ بالمعاصي، فاخرُجوا"

و في قوله عز وجل: ﴿ اذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [البقرة: 152] قال سعيد : "اذكُروني بطاعتي، أذكُرْكم بمغفرتي"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 4 صـ 284).

أسأل الله أن يرزقنا حسن الاتباع لنهج سلفنا الصالح والثبات على ذلك وأن يجمعنا بهم مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى عليين
وصلى الله وسلم على نبينا نحمد وعلى آله وصحبه أجمعين


المراجع :
سير أعلام النبلاء
موقع الألوكة الالكتروني

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 صفر 1442هـ/27-09-2020م, 10:19 AM
خليل عبد الرحمن خليل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 238
افتراضي

سيِّد التابعين، وقدوة السَّلف

علمنا اليوم وصف بأنه : سيِّد التابعين، وقدوة السَّلف، فقيهُ الفقهاء السَّبعة، جبل العلم، وآية الحفظ، الشيخ الكامل، والعالم العامل، القويُّ في الحقِّ، والثابت عند الشَّدائد، الزَّاهد العابد .
إنه الإمام العلامة أبو محمد سعيد بن المسيِّب ، حزن بن أبي وهب القرشيُّ المخزوميُّ المدنيُّ.
ثناء العلماء عليه :
وأقوال العلماء فيه متعددة تبيّن ما تربع عليه من مكانة وما حازه من العلم ، ومن هذه الأقوال :
قول مكحول الدمشقي: طفت الأرض كلها في طلب العلم، فما لقيت أحدًا أعلم من سعيد بن المسيب.
وقول الزهري: جالسته سبع حجج، وأنا لا أظن عند أحد علمًا غيره.
وقول يحيى بن حبان: كان رأس المدينة في دهره: المقدم عليه في الفتوى ويقال: فقيه الفقهاء.
وقول قتادة: ما رأيت أحدًا أعلم بالحلال والحرام من سعيد بن المسيب.
وسئل القاسم بن محمد وهو أحد فقهاء المدينة السبعة عن مسألة فقال للسائل: أسألت أحدًا غيري؟ قال نعم: عروة، وفلانًا، وسعيدًا بن المسيب، فقال: أطع ابن المسيب؛ فإنه سيدنا وعالمنا.
وقول علي بن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علمًا منه، هو عندي أجل التابعين.
وقول أبي زرعة: مدني قرشي ثقة إمام.
وقول أبي حاتم: ليس في التابعين أنبل من سعيد بن المسيب، وهو أثبتهم في أبي هريرة.
وقول أبي علي بن حسين: سعيد بن المسيب أعلم الناس بما تقدمه من الآثار، وأفقههم في رأيه.
جمعه للسنة النبوية :
وما بلغ هذه المكانة إلا بتوفيق الله تعالى ثم باستغلاله لزمانه وموطنه ، حيث ولد في أواخر خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة ، فنشأ بها وترعرع وظل بها طوال حياته ، مستغلا وجود الصحابة فانقطع لمن بها من الصحابة ، فجلس إلى أعلامهم ونهل من علومهم ، حتى أمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم نهل من علمهن .
ومن شدة اهتمامه بالعلم أحبه الصحابة ، وزوّجه أبو هريرة رضي الله عنه من ابنته ، فاستغل هذه المصاهرة أيضا فحمل سعيد حديث أبي هريرة كله ، كما اختص سعيد بحديث ابن عمر رضي الله عنهما ، وحمل عنه علم أبيه عمر رضي الله عنه وأقضيته الشهيرة .
عنايته بالقرآن وتفسيره :
ومع عنايته بالحديث فقد اعتنى بالقرآن وتفسيره ، فقد أخذ عن زيد بن ثابت علما كثيرا ، وكان زيد من أفقه أهل المدينة وأعلمهم بالقرآن والأحكام والقضاء ، ومن تورعه قلة كلامه في القرآن قال ابن وهب عن سعيد بن المسيب : أنه كان إذا سئل عن القرآن قال: (إنا لا نقول في القرآن شيئا).
وقال يزيد بن أبي يزيد : كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت، كأن لم يسمع). رواه ابن جرير.
ولسعيد بن المسيب مرويات كثيرة في كتب التفسير؛ من أقواله ، ومما يرويه عن بعض الصحابة والتابعين ، وأكثر ما يروى عنه في التفسير تفسير آيات الأحكام .
وقد اشتهرت مراسيل سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي من أجود المراسيل .
جمعه بين العلم والعمل :
مع جمعه لهذا العلم الغزير كان ذا عبادة وورع وتقوى ، وقد اشتهر بالمحافظة على صلاة الجماعة بالصف الأول وتكبيرة الإحرام، حتى قال عن نفسه: ما أذن المؤذن من ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد، وما فاتتني الصلاة في الجماعة منذ أربعين سنة، حتى إن الطاغية مسلم بن عقبة المري لما استولى على المدينة سنة 63هـ في موقعة الحرة منع الناس من الصلاة في المسجد النبوي؛ فخاف الجميع منه ما عدا سعيد بن المسيب، الذي رفض أن يخرج من المسجد النبوي؛ أو يترك صلاة الجماعة.
وكان أيضًا مشهورًا بسرد الصوم، وقيام الليل، وكثرة الذكر،وكثرة الحج لبيت الله حتى بلغت حجاته أربعين حجة ، والزهد الشديد، حتى قال عن نفسه: ما أظلني بيت بالمدينة بعد منزلي، إلا أن آتي ابنة لي، فأسلم عليها أحيانًا، وقد زوَّج ابنته تلك بثلاثة دراهم لتلميذه كثير من أبي وداعة وآثره على ولد الخليفة الوليد بن عبد الملك.
كسبه للرزق :
ومع هذه العبادة وطلب العلم وما عُرف عنه من الزهد ، إلا أنه لم يكن عالة على أحد في رزقه ، فقد كانت له تجارة تدر عليه دخلا يكفيه ليعيش عيشة راضية ،يظهر أثرها في مظهره وملبسه وحسن هيئته ضاربا مثلا عمليا للعالم في نزاهته ونظافته وحسن هندامه اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان أجمل الخلق منظرا، وأعجبهم مظهرا، وأنظفهم ثوبا .
وقد وَكَلَ أمر تجارته إلى من يقوم بها ، فلا تشغله عن عبادته وعلمه .
وكان يدعو إلى اكتساب المال عن طرقه المشروعة، ليتمكن من صلة الرحم وأداء الأمانة، وصيانة الكرامة، والاستغناء عن الخلق، ومما أثر عنه في ذلك قوله: "لا خير فيمن لا يريد جمع المال من حله، يعطي منه حقه، ويكف به وجهه عن الناس". وخير ما يصور وجهة نظره في امتلاك المال قوله: "اللهم إنك تعلم أني لم أمسكه بخلا ولا حرصا عليه، ولا محبة للدنيا، ونيل شهواتها، وإنما أريد أن أصون به وجهي عن بني مروان، حتى ألقى الله فيحكم فيّ وفيهم، وأصل منه رحمي، وأؤدي منه الحقوق التي فيه. وأعود منه على الأرملة والفقير والمسكين واليتيم والجار". وقد نما ماله حتى ترك عند وفاته ثلاثة آلاف دينار، وقال: والله ما تركتها إلا لأصون بها ديني وحسبي، وكان يقول: "من استغنى بالله افتقر الناس إليه" .
وفاته :
وقد استمر على منهجه في العبادة وبذل العلم والزهد إلى أن توفاه الله سنة أربع وتسعين من الهجرة في خلافة الوليد بن عبدالملك بعد أن اشتد عليه المرض حتى أنه كان يصلي مستلقيا يومئ إيماء ويغمى عليه أحيانا ، وقد بلغ خمسا وسبعين سنة .
وقد أوصى سعيد في مرضه الذي مات فيه، فقال: «إذا ما مُت، فلا تضربوا على قبري فُسطاطًا، ولا تحملوني على قطيفة حمراء، ولا تتبعوني بنار، ولا تُؤْذِنُوا بي أحدًا. حسبي من يُبَلِّغني ربي، ولا يتبعني راجز». وقد أعقب سعيد من الأبناء محمد وسعيد وإلياس وأم عثمان وأم عمرو وفاختة، وأمهم أم حبيب بنت أبي كريم بن عامر بن عبد ذي الشرى الدوسية، ومريم وأمها أم ولد، إضافة إلى زوجة أخرى وهي ابنة الصحابي أبي هريرة.[/size]

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 صفر 1442هـ/5-10-2020م, 09:36 AM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

سأكتب عن التابعي مسروق بإذن الله

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18 صفر 1442هـ/5-10-2020م, 10:48 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شادن كردي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
من سيرة سعيد بن جبير رحمه الله
- مااسمك ؟
- سعيد بن جبير
- بل أنت شقي بن كسير ...قالها الحجاج بن يوسف بكل جلافة للتابعي الجليل العالم الفقيه المفسر تلميذ الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنه. ثم قتله صبرا عام 95 للهجرة .
وقد عذب الحجاج به حتى أنه لم يمهل بعده طويلا و كان يقول : مالي ولسعيد بن جبير!
نسأل الله السلامة والعافية

سمعت القصة صغيرة ووعيتها وتعجبت ولا أزال من ثبات هذا التابعي ورباطة جأشة مقابل عنجهية الحجاج وسطوته.

ثبات الرجال الأشاوس الذين لا يخافون في الله لومة لائم ولا غرو فهو مفتي الكوفة الذي أخذ علمه عن ابن عباس وابن عمر وغيرهما من كبار الصحابة والتابعين فأثمر عملا وخشية وبذلا .

كان يسأل ابن عباس ويجمع مايكتب ، وقرأ القرآن كاملا عليه
قال له ابن عباس رضي الله عنهما يوما :
حدِّث،فقال: أحدِّث وأنت ها هنا؟ فقال: أوليس من نعمة الله عليك أن تتحدث وأنا شاهدٌ، فإن أصبت فذاك، وإن أخطأت علَّمتك؟!؛
كان يختم القرآن في ليلتين ،كثير الذكر لله تعالى
ورد أنه كان يعتكف في مسجد قومه وإذا قام للصلاة كأنه وتد .
قال القاسم بن أبي أيوب: سمعتُ سعيد بن جُبَير يردد هذه الآية في الصلاة بضعًا وعشرين مرةً: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾

كان حريصا على نشر العلم حتى كان له مجلسان بعد الفجر وبعد العصر .وكان لايدع أحدا يغتاب في مجلسه .

من تلاميذه :أيوب السَّختياني، وبكير بن شهاب، وحماد بن أبي سليمان، وسماك بن حرب، وطلحة بن مصرف، وابنه: عبدالله بن سعيد، وابنه: عبدالملك بن سعيد، وعمرو بن دينار، ومجاهدٌ - رفيقه -، والزهري، وميمون بن مهران، و................. وخلق كثير

من مروياته في التفسير :
قال سعيد بن جُبَير في قوله تعالى: ﴿ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ ﴾ [العنكبوت: 56]، قال: "إذا عُمِل في أرضٍ بالمعاصي، فاخرُجوا"

و في قوله عز وجل: ﴿ اذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [البقرة: 152] قال سعيد : "اذكُروني بطاعتي، أذكُرْكم بمغفرتي"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 4 صـ 284).

أسأل الله أن يرزقنا حسن الاتباع لنهج سلفنا الصالح والثبات على ذلك وأن يجمعنا بهم مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى عليين
وصلى الله وسلم على نبينا نحمد وعلى آله وصحبه أجمعين


المراجع :
سير أعلام النبلاء
موقع الألوكة الالكتروني
بارك الله فيك
لو أخرت قصة وفاته لنهاية المقال
ويمكن الاكتفاء في البداية بقول الحجاج له والإشارة إلى ثبات سعيد ابن جبير وعدم خوفه في الله لومة لائم
ثم في النهاية نفصل قصة وفاته، ودعائه على الحجاج، وما حصل للحجاج بعدها
- المواقع الإلكترونية ليست من المراجع المعتمدة، والأولى الإشارة إلى دروس الشيخ عبد العزيز الداخل في سير أعلام المفسرين، إذا لم يتيسر لك الرجوع للكتب الأصلية.
التقويم: ب+
وفقك الله وسدد خطاك.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 18 صفر 1442هـ/5-10-2020م, 10:50 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
سيِّد التابعين، وقدوة السَّلف

علمنا اليوم وصف بأنه : سيِّد التابعين، وقدوة السَّلف، فقيهُ الفقهاء السَّبعة، جبل العلم، وآية الحفظ، الشيخ الكامل، والعالم العامل، القويُّ في الحقِّ، والثابت عند الشَّدائد، الزَّاهد العابد .
إنه الإمام العلامة أبو محمد سعيد بن المسيِّب ، حزن بن أبي وهب القرشيُّ المخزوميُّ المدنيُّ.
ثناء العلماء عليه :
وأقوال العلماء فيه متعددة تبيّن ما تربع عليه من مكانة وما حازه من العلم ، ومن هذه الأقوال :
قول مكحول الدمشقي: طفت الأرض كلها في طلب العلم، فما لقيت أحدًا أعلم من سعيد بن المسيب.
وقول الزهري: جالسته سبع حجج، وأنا لا أظن عند أحد علمًا غيره.
وقول يحيى بن حبان: كان رأس المدينة في دهره: المقدم عليه في الفتوى ويقال: فقيه الفقهاء.
وقول قتادة: ما رأيت أحدًا أعلم بالحلال والحرام من سعيد بن المسيب.
وسئل القاسم بن محمد وهو أحد فقهاء المدينة السبعة عن مسألة فقال للسائل: أسألت أحدًا غيري؟ قال نعم: عروة، وفلانًا، وسعيدًا بن المسيب، فقال: أطع ابن المسيب؛ فإنه سيدنا وعالمنا.
وقول علي بن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علمًا منه، هو عندي أجل التابعين.
وقول أبي زرعة: مدني قرشي ثقة إمام.
وقول أبي حاتم: ليس في التابعين أنبل من سعيد بن المسيب، وهو أثبتهم في أبي هريرة.
وقول أبي علي بن حسين: سعيد بن المسيب أعلم الناس بما تقدمه من الآثار، وأفقههم في رأيه.
جمعه للسنة النبوية :
وما بلغ هذه المكانة إلا بتوفيق الله تعالى ثم باستغلاله لزمانه وموطنه ، حيث ولد في أواخر خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة ، فنشأ بها وترعرع وظل بها طوال حياته ، مستغلا وجود الصحابة فانقطع لمن بها من الصحابة ، فجلس إلى أعلامهم ونهل من علومهم ، حتى أمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم نهل من علمهن .
ومن شدة اهتمامه بالعلم أحبه الصحابة ، وزوّجه أبو هريرة رضي الله عنه من ابنته ، فاستغل هذه المصاهرة أيضا فحمل سعيد حديث أبي هريرة كله ، كما اختص سعيد بحديث ابن عمر رضي الله عنهما ، وحمل عنه علم أبيه عمر رضي الله عنه وأقضيته الشهيرة .
عنايته بالقرآن وتفسيره :
ومع عنايته بالحديث فقد اعتنى بالقرآن وتفسيره ، فقد أخذ عن زيد بن ثابت علما كثيرا ، وكان زيد من أفقه أهل المدينة وأعلمهم بالقرآن والأحكام والقضاء ، ومن تورعه قلة كلامه في القرآن قال ابن وهب عن سعيد بن المسيب : أنه كان إذا سئل عن القرآن قال: (إنا لا نقول في القرآن شيئا).
وقال يزيد بن أبي يزيد : كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت، كأن لم يسمع). رواه ابن جرير.
ولسعيد بن المسيب مرويات كثيرة في كتب التفسير؛ من أقواله ، ومما يرويه عن بعض الصحابة والتابعين ، وأكثر ما يروى عنه في التفسير تفسير آيات الأحكام .
وقد اشتهرت مراسيل سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي من أجود المراسيل .
جمعه بين العلم والعمل :
مع جمعه لهذا العلم الغزير كان ذا عبادة وورع وتقوى ، وقد اشتهر بالمحافظة على صلاة الجماعة بالصف الأول وتكبيرة الإحرام، حتى قال عن نفسه: ما أذن المؤذن من ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد، وما فاتتني الصلاة في الجماعة منذ أربعين سنة، حتى إن الطاغية مسلم بن عقبة المري لما استولى على المدينة سنة 63هـ في موقعة الحرة منع الناس من الصلاة في المسجد النبوي؛ فخاف الجميع منه ما عدا سعيد بن المسيب، الذي رفض أن يخرج من المسجد النبوي؛ أو يترك صلاة الجماعة.
وكان أيضًا مشهورًا بسرد الصوم، وقيام الليل، وكثرة الذكر،وكثرة الحج لبيت الله حتى بلغت حجاته أربعين حجة ، والزهد الشديد، حتى قال عن نفسه: ما أظلني بيت بالمدينة بعد منزلي، إلا أن آتي ابنة لي، فأسلم عليها أحيانًا، وقد زوَّج ابنته تلك بثلاثة دراهم لتلميذه كثير من (ابن) أبي وداعة وآثره على ولد الخليفة الوليد بن عبد الملك.
كسبه للرزق :
ومع هذه العبادة وطلب العلم وما عُرف عنه من الزهد ، إلا أنه لم يكن عالة على أحد في رزقه ، فقد كانت له تجارة تدر عليه دخلا يكفيه ليعيش عيشة راضية ،يظهر أثرها في مظهره وملبسه وحسن هيئته ضاربا مثلا عمليا للعالم في نزاهته ونظافته وحسن هندامه اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان أجمل الخلق منظرا، وأعجبهم مظهرا، وأنظفهم ثوبا .
وقد وَكَلَ أمر تجارته إلى من يقوم بها ، فلا تشغله عن عبادته وعلمه .
وكان يدعو إلى اكتساب المال عن طرقه المشروعة، ليتمكن من صلة الرحم وأداء الأمانة، وصيانة الكرامة، والاستغناء عن الخلق، ومما أثر عنه في ذلك قوله: "لا خير فيمن لا يريد جمع المال من حله، يعطي منه حقه، ويكف به وجهه عن الناس". وخير ما يصور وجهة نظره في امتلاك المال قوله: "اللهم إنك تعلم أني لم أمسكه بخلا ولا حرصا عليه، ولا محبة للدنيا، ونيل شهواتها، وإنما أريد أن أصون به وجهي عن بني مروان، حتى ألقى الله فيحكم فيّ وفيهم، وأصل منه رحمي، وأؤدي منه الحقوق التي فيه. وأعود منه على الأرملة والفقير والمسكين واليتيم والجار". وقد نما ماله حتى ترك عند وفاته ثلاثة آلاف دينار، وقال: والله ما تركتها إلا لأصون بها ديني وحسبي، وكان يقول: "من استغنى بالله افتقر الناس إليه" .
وفاته :
وقد استمر على منهجه في العبادة وبذل العلم والزهد إلى أن توفاه الله سنة أربع وتسعين من الهجرة في خلافة الوليد بن عبدالملك بعد أن اشتد عليه المرض حتى أنه كان يصلي مستلقيا يومئ إيماء ويغمى عليه أحيانا ، وقد بلغ خمسا وسبعين سنة .
وقد أوصى سعيد في مرضه الذي مات فيه، فقال: «إذا ما مُت، فلا تضربوا على قبري فُسطاطًا، ولا تحملوني على قطيفة حمراء، ولا تتبعوني بنار، ولا تُؤْذِنُوا بي أحدًا. حسبي من يُبَلِّغني ربي، ولا يتبعني راجز». وقد أعقب سعيد من الأبناء محمد وسعيد وإلياس وأم عثمان وأم عمرو وفاختة، وأمهم أم حبيب بنت أبي كريم بن عامر بن عبد ذي الشرى الدوسية، ومريم وأمها أم ولد، إضافة إلى زوجة أخرى وهي ابنة الصحابي أبي هريرة.[/size]

أحسنت،بارك الله فيك، ولكن فاتك عزو الآثار.
التقويم: أ
زادك الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 19 صفر 1442هـ/6-10-2020م, 06:47 AM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

أبوعائشة

تابعيٌ جليل من كبار التابعين، عُرف بزهده وورعه وعبادته، اسمه مسروق ابن الأجدع، ويكنّى بأبي عائشة، ورغم أنه أدرك زمن النبوة مسلماّ إلا أنه لم يرَ النّبي صلى الله عليه وسلم، لكنه لقي الصحابة وتربى وتتلمذ على يد كبارهم، فقد قدم المدينة وهو صغير فنشأ بينهم وتعلًم وحرص على طلب العلم، فكان محدِّثاّ ومفسّراّ، لقي أبا بكرِ وصلى خلفه وكان هذا منقبة له، وشهد القادسية وفتوح فارس زمن عمر وجرح فيها، وكان مع علي وقعه الخوارج واعتزل الفتنة ونصح الناس ووعظهم في صفين، وكان من أجلّ تلامذة الصحابي الجليل عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه فأخذ منه وروى عنه، يقول مسروق رحمه الله : " لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؛ فوجدتهم كالإخاذ. فالإخاذ يروي الرجل والإخاذ يروي الرجلين والإخاذ يروي العشرة والإخاذ يروي المائة والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم. فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ)، وقال عنه الشعبي- وهو من تلامذته- : (ما علمت أن أحداً كان أطلب للعلم في أفقٍ من الآفاق من مسروقٍ).
سمى ابنته عائشة من شدة حبه وإجلاله لعائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يلازمها ويأخذ عنها علماً غفيراً، ويروي عنها، حتى أنّها قالت له يوماً: (يا مسروق إنّك من ولدي، وإنّك لمن أحبِّهم إلي، فهل لك علم بالمخدج)،
قال عنه ابن المديني : "ما أقدِّم على مسروق أحداً من أصحاب عبدالله "
كان رحمه الله من عباد الكوفة وزهادها، وكان عالماّ بالفتوى والقضاء، ولما ولي القضاء لم يأخذ عليه أجراّ، عاش كريماّ عفيف النّفس، ولما مات لم يترك ثمن كفنه،
ومن وصاياه ومآثره: ( كفى بالمرء علما أن يخشى الله ،كفى بالمرء جهلاً، أن يعجب بعمله )
ومن تفسيره تفسيرُهُ لقوله تعالى: ( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) قال: يعني:مواقيت الصلاة
ومنه أيضاّ في قوله ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا )
قال: (يعلم أن الله إن شاء منع، وإن شاء أعطى،( مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) أي من حيث لا يدري).
روى عن أبي بكر ،وعمر ،وعلي ،وعبد الله بن مسعود ،وعائشة ،وعبدالله بن عمر ،وخباب بن الأرت ، وأبي بن كعب وغيرهم.
وروى عنه الشعبي ، وابراهيم النخعي، وابو الضحى ،وسعيد بن جبير وغيرهم.
وكان حريصاّ على اتِّباع السُّنّة، قال حين حضرته الوفاة : (اللهم لا أموت على أمر لم يسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر والله ما تركت صفراء ولا بيضاء عند أحد من الناس غير ما في سيفي هذا فكفنوني به).

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 24 صفر 1442هـ/11-10-2020م, 12:27 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آسية أحمد مشاهدة المشاركة
أبوعائشة

تابعيٌ جليل من كبار التابعين، عُرف بزهده وورعه وعبادته، اسمه مسروق ابن الأجدع، ويكنّى بأبي عائشة، ورغم أنه أدرك زمن النبوة مسلماّ إلا أنه لم يرَ النّبي صلى الله عليه وسلم، لكنه لقي الصحابة وتربى وتتلمذ على يد كبارهم، فقد قدم المدينة وهو صغير فنشأ بينهم وتعلًم وحرص على طلب العلم، فكان محدِّثاّ ومفسّراّ، لقي أبا بكرِ وصلى خلفه وكان هذا منقبة له، وشهد القادسية وفتوح فارس زمن عمر وجرح فيها، وكان مع علي وقعه الخوارج واعتزل الفتنة ونصح الناس ووعظهم في صفين، وكان من أجلّ تلامذة الصحابي الجليل عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه فأخذ منه وروى عنه، يقول مسروق رحمه الله : " لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؛ فوجدتهم كالإخاذ. فالإخاذ يروي الرجل والإخاذ يروي الرجلين والإخاذ يروي العشرة والإخاذ يروي المائة والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم. فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ)، وقال عنه الشعبي- وهو من تلامذته- : (ما علمت أن أحداً كان أطلب للعلم في أفقٍ من الآفاق من مسروقٍ).
سمى ابنته عائشة من شدة حبه وإجلاله لعائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يلازمها ويأخذ عنها علماً غفيراً، ويروي عنها، حتى أنّها قالت له يوماً: (يا مسروق إنّك من ولدي، وإنّك لمن أحبِّهم إلي، فهل لك علم بالمخدج)،
قال عنه ابن المديني : "ما أقدِّم على مسروق أحداً من أصحاب عبدالله "
كان رحمه الله من عباد الكوفة وزهادها، وكان عالماّ بالفتوى والقضاء، ولما ولي القضاء لم يأخذ عليه أجراّ، عاش كريماّ عفيف النّفس، ولما مات لم يترك ثمن كفنه،
ومن وصاياه ومآثره: ( كفى بالمرء علما أن يخشى الله ،كفى بالمرء جهلاً، أن يعجب بعمله )
ومن تفسيره تفسيرُهُ لقوله تعالى: ( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) قال: يعني:مواقيت الصلاة
ومنه أيضاّ في قوله ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا )
قال: (يعلم أن الله إن شاء منع، وإن شاء أعطى،( مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) أي من حيث لا يدري).
روى عن أبي بكر ،وعمر ،وعلي ،وعبد الله بن مسعود ،وعائشة ،وعبدالله بن عمر ،وخباب بن الأرت ، وأبي بن كعب وغيرهم.
وروى عنه الشعبي ، وابراهيم النخعي، وابو الضحى ،وسعيد بن جبير وغيرهم.
وكان حريصاّ على اتِّباع السُّنّة، قال حين حضرته الوفاة : (اللهم لا أموت على أمر لم يسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر والله ما تركت صفراء ولا بيضاء عند أحد من الناس غير ما في سيفي هذا فكفنوني به).

التقويم: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
أوصيكِ بعزو الآثار، فإن رأيتِ أنها ستقطع تسلسل كلامك، قومي بترقيمها (1)، (2) ... وهكذا
وعمل حاشية في نهاية مقالك بالعزو.
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 26 صفر 1442هـ/13-10-2020م, 12:47 AM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

ساكتب بمشيئة الله عن سعيد بن المسيب

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 27 صفر 1442هـ/14-10-2020م, 02:54 AM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

إمام التابعين
سعيد بن المسيب

الفقيه العالم الثبت الثقة؛ إمام المسلمين في زمانه
أسمه ونسبه :
هو سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي
وأمه : أم سعيد بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الاوقص السلمى [ الطبقات لابن سعد 5- 89
وروى البخاري عن سعيد بن المسيب عن أبيه أن جده جاء إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما اسمك قال : حزن [ غليظ الاخلاق ] قال : أنت سهل قال جده : لا أغير اسما سمانيه أبي قال سعيد بن المسيب فما زالت الحزونة فينا [ البخاري 6190
ميلاده :
قال : سعيد ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب وكانت خلافته عشر سنين وأربعة أشهر وكنيته : أبو محمد [ الطبقات الكبرى لابن سعد 5- 90
نشأته :
نشأ سعيد وتربى في مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام مهبط الوحى ودار الهداية ومكان نزول التشريع ومقر الصحابة الكرام ومجمع العلماء والفقهاء ، فالمدينة مهد السنة ودار الفقه ومنبع الحديث ، فكان لهذا أثره في تكوين شخصية سعيد بن المسيب فاجتمع له القوة والاستقامة والزهد والورع والتدين ، وقوة في العلم والثقافة يسبب مخالطته للصحابة وسماعه ومعرفته للاحاديث النبوية والاثار ، فما كان منه الى سلوك سبيل الصحابة والسير على نهجهم في التزام القراان والسنة النبوية واقتفاء العلم الصحيح والعمل بما علم.
واما في مراحل حياته الآخرى فقد كان عصره ملئ بالفتن والاضطرابات فقد شهد مقتل عمر وهو شاب يافع وتبعه مقتل عثمان ثم على رضوان الله عليهم وموقعة صفين ووجود خلافتين وظهور الخوارج والشيعة والمرجئة والمعتزلة وظهور الوضاعين والكذابين في الحديث .
ورغم ذلك كانت له همة عالية في طلب العلم والحديث وحفظها والذود عن السنة النبوية فكانت مجالس سعيد العلمية بحرا يتدفق بالعلم والنور والمعرفة والمواعظ الحسنة والفقه وقد الم بالفقه كله حتى لقب بفقيه الفقهاء .
علمه:
عاش حريصا على فهم أحكام القرآن وتبين مقاصده، كما كان يفهمها الصحابة. وعلى تلقى أحاديث الرسول وسماعها من أفواه الذين سمعوها من النبي صلى الله عليه وسلم، حتى كان يسافر الأيام والليالي ليسمع حديثا واحدًا من فم صحابي لا يحفظ غيره ذلك الحديث. وبذلك صار رأس أهل المدينة المقدم عليهم في الفتوى وعلوم الشريعة.
قال محمد الزهري : أخذ سعيد علمه عن زيد بن ثابت فقد كان من أفقه اهل المدينه واعلمهم بالقران والاحكام والقضاء وجالس سعد بن أبي وقاص وابن عباس وابن عمر ودخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وام سلمة .
وكان قد سمع من عثمان بن عفان وعلي وصهيب ومحمد بن مسلمة ومعظم روايته المسندة عن أبي هريرة وكان من أعلمهم بالحديث وأحفظهم له ، وكان زوج ابنته وسمع من أصحاب عمر وعثمان وقيل : ليس أحد اعلم بكل ما قضى به عمر وعثمان منه [ الطبقات الكبرى 5- 91
واعتنى بحفظ ما يبلغه من فقه عمر بن الخطاب وأقضيته حتى قال يحيى بن سعيد الأنصاري: كان يقال ابن المسيب راوية عمر.
فكان سعيد بن المسيب أحد الفقهاء السبعة في عصر التابعين وهم: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير بن العوام، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري، وسليمان بن يسار الهلالي، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
وكان لحديث النبي عليه الصلاة والسلام منزلة عظيمة عند سعيد ، قال طلحة بن محمد بن سعيد بن المسيب : دخل المطلب بن حطب على سعيد في مرضه وهو مضطجع فسأله عن حديث فقال : اقعدوني فاقعدوه قال : إني أكره أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع [ حلية الاولياء 2-169
أفتى في حضرة الصحابة، وكان من الصحابة من يسأله لعلمه وحفظه، وكان من أعبر الناس للرؤى، وله في ذلك أخبار كثيرة
وكانت له مجالسه العلمية ومواعظة وكان له حلقة علمية دائمة في المسجد النبوي يتدارس العلم ويدرسه وينشر علومه في التفسير والحديث ويعبر الرؤيا للناس ويحذرهم من عذاب الله ومخالفة شرعه ويتعهدهم بالوصايا والحكم البليغة
أقوال السلف في سعيد :
1- قال نافع : ذكر ابن عمر سعيد ين المسيب فقال ك هو والله أحد المفتين [ سير النبلاء للذهبي 4- 222
2- قال علي بن الحسين : سعيد بن المسيب أعلم الناس بما تقدمه من الاثار وأفقهم في رايه [ الطبقات الكبرى لابن سعد 2-290
3- قال مالك بن أنس : كان عمر بن عبدالعزيز لا يقضي بقضاء حتى يسال سعيد بن المسيب .
4- قال قدامه بن موسى الجمحي : كان سعيد يفتى وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحياء [ الطبقات الكبرى لابن سعد 5- 91
5- قال مكحول : سعيد بن المسيب عالم العلماء [ الطبقات لابن سعد 5- 91
6- وقال محمد بن يحي بن حبان : كان رأس من بالدينة في دهره والمقدم عليهم في الفتوى : سعيد بن المسيب ويقال : فقيه الفقهاء [ الطبقات لابن سعد 5-91
7- قال الامام احمد بن حنبل : مرسلات سعيد بن المسيب صحاح وقال : هو أفضل التابعين [ البداية والنهاية لابن كثير 12- 473
8- قال أبو نعيم الاصبهاني : سعيد بن المسيب كان من الممتحنين أمتحن فلم تأخذه في الله لومة لائم ، صاحب عبادة وعفة وقناعة وكان كاسمه بالطاعات سعيدا ومن المعاصي والجهالات بعيدا [ حلية الاولياء 2- 161
عبادته :
كان سعيد يلقب براهب قريش من كثرة عبادته فلم يمنعه انشغاله بطلب العلم والحديث من أن يشهر ليله بالصلاة ويظما نهاره بالصيام ويضنى نفسه في الاسفار للحج[ مراءة الجنان 1-189
وقد دأب سعيد على الاعمال الصالحة طيلة حياته دون ا ن يعرف غير الطاعة والعلم والعمل لله تعالى ، وكان يكثر من الدعاء ومن قول اللهم سلم سلم [ حلية الاولياء 2- 164
وقال مرة دخلت المسجد في ليلة أضحيان [ أي مضيئة] قال : وأظن أنى قد أصبحت فإذا اليل على حاله ، فقمت اصلي ، ف جلست ادعو ن فإذا هاتف يهتف من خلفي : يا عبدالله قل : قلت : ما أقول قال : قل : اللهم إني أسالك بأنك ، وأنك مالك الملك وأنك على كل شيء قدير وما تشاء من أمر يكن ] قال سعيد : فما دعوت بها قط بشئ إلا رأيت نجحه [ حلية الاولياء 2-169
قال سعيد : ما فاتتنى الصلاة في الجماعة منذ أربعين سنة وقال : لقد حججت أربعين حجة وكان يسرد الصوم [ حلية الاولياء 2- 162- 163
ومن أقوال سعيد بن المسيب :
من حافظ على الصلوات الخمس في جماعة فقد ملأ البر والبحر عبادة وقال أيضا : ما أكرمت العباد أنفسها بمثل طاعة الله عزوجل ، ولا أهانت أنفسها بمثل معصية الله ، وكفى بالمؤمن نصرة من الله تعالى أن يرى عدوه في معصية
من مروياته في التفسير:
أ: يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب في هذه الآية:"وما كان الله ليضيع إيمانكم" قال، صلاتكم نحو بيت المقدس. رواه ابن جرير.
ب: الزهري، عن سعيد بن المسيب، في قول الله تعالى: {والمحصنات من النساء} قال: ذوات الأزواج، ويرجع ذلك إلى أن الله عز وجل حرم الزنا). رواه ابن المنذر.
ج: سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب أنه سمعه يقول في هذه الآية: {عتل بعد ذلك زنيم}، قال سعيد: وهو الملصق في القوم، ليس منهم). رواه ابن وهب.
ولسعيد بن المسيب مرويات كثيرة في كتب التفسير من أقواله ، ومما يرويه عن بعض الصحابة والتابعين.
ولقد أرسل سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ومراسيله من أجود المراسيل وقد صححها بعض أهل العلم واحتجوا بها، والراجح أنها تعتبر في الشواهد والمتابعات ولا يحتج بها.
وروى عن عمر وعثمان وعلي وعائشة وسعد بن أبي وقاص وأبي بن كعب وأبي هريرة، وزيد بن ثابت وأبي الدرداء وابن عمر وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وابن عباس وأبي سعيد الخدري، وكعب الأحبار وغيرهم.
وروى عن كعب الأحبار، ولذلك يكون في تفسيره بعض الإسرائيليات؛ فمنه ما يسنده عن كعب، ومنه ما لا يسنده عنه.
وأكثر ما يُروى عنه في التفسير تفسير آيات الأحكام.
وروى عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، والزهري، وسالم بن عبد الله، وقتادة، وعبد الرحمن بن حرملة، وداود بن أبي هند، وعمرو بن مرة، وغيرهم.
وروى عنه من الضعفاء: علي بن زيد بن جدعان.
وكان على سعة علمه يتوقى القول في القران برأيه إذا لم يكن لديه فيه علم حاضر ، قال ابن وهب: حدثني الليث بن سعد ومالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان إذا سئل عن القرآن قال: [ إنا لا نقول في القرآن شيئا].
وقال ابن شوذب: حدثني يزيد بن أبي يزيد، قال: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت، كأن لم يسمع). رواه ابن جرير.
قال ابن كثير: (فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به؛ فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا، فلا حرج عليه؛ ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير، ولا منافاة؛ لأنهم تكلموا فيما علموه، وسكتوا عما جهلوه
ومن تلاميذه : أمثال عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وابن شهاب الزهري
وفاته:
توفي سعيد بن المسيب بالمدينة سنة أربع وتسعين في خلافة الوليد بن عبدالملك وهو ابن خمس وسبعين سنةً، وكان يقال لهذه السنة التي مات فيها سعيد: سنة الفقهاء؛ لكثرة من مات منهم فيها؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد 5- 109).
ما يستفاد من سيرته:
1- حرص سعيد بن المسيب على عدم القول بالرأي في القران والقول بما لا يعلم تورعا وخشية .
2- اقتداء التابعي الجليل بالرسول عليه الصلاة والسلام وبصحبه الكرام
3- الحرص على تعلم العلم والذود عن السنه النبوية ونشر العلم

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 28 صفر 1442هـ/15-10-2020م, 08:29 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها عبد العزيز مشاهدة المشاركة
إمام التابعين
سعيد بن المسيب

الفقيه العالم الثبت الثقة؛ إمام المسلمين في زمانه
أسمه ونسبه :
هو سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي
وأمه : أم سعيد بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الاوقص السلمى [ الطبقات لابن سعد 5- 89
وروى البخاري عن سعيد بن المسيب عن أبيه أن جده جاء إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما اسمك قال : حزن [ غليظ الاخلاق ] قال : أنت سهل قال جده : لا أغير اسما سمانيه أبي قال سعيد بن المسيب فما زالت الحزونة فينا [ البخاري 6190
ميلاده :
قال : سعيد ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب وكانت خلافته عشر سنين وأربعة أشهر وكنيته : أبو محمد [ الطبقات الكبرى لابن سعد 5- 90
نشأته :
نشأ سعيد وتربى في مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام مهبط الوحى ودار الهداية ومكان نزول التشريع ومقر الصحابة الكرام ومجمع العلماء والفقهاء ، فالمدينة مهد السنة ودار الفقه ومنبع الحديث ، فكان لهذا أثره في تكوين شخصية سعيد بن المسيب فاجتمع له القوة والاستقامة والزهد والورع والتدين ، وقوة في العلم والثقافة يسبب مخالطته للصحابة وسماعه ومعرفته للاحاديث النبوية والاثار ، فما كان منه الى سلوك سبيل الصحابة والسير على نهجهم في التزام القراان والسنة النبوية واقتفاء العلم الصحيح والعمل بما علم.
واما في مراحل حياته الآخرى فقد كان عصره ملئ بالفتن والاضطرابات فقد شهد مقتل عمر وهو شاب يافع [سعيد بن المسيب وُلد لسنتين خلت من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله وقيل لأربع سنوات، ومدة خلافة عمر رضي عنه كانت نحو عشر سنوات،فكيف شهد سعيد وفاة عمر رضي الله عنه وهو شاب يافع
بل لأنه استشهد وسعيد صغير اختلفوا في صحة سماع سعيد بن المسيب من عمر رضي الله عنه وإن كان اختص بمعرفة قضاياه فيما بعد ]

وتبعه مقتل عثمان ثم على رضوان الله عليهم وموقعة صفين ووجود خلافتين وظهور الخوارج والشيعة والمرجئة والمعتزلة وظهور الوضاعين والكذابين في الحديث .
ورغم ذلك كانت له همة عالية في طلب العلم والحديث وحفظها والذود عن السنة النبوية فكانت مجالس سعيد العلمية بحرا يتدفق بالعلم والنور والمعرفة والمواعظ الحسنة والفقه وقد الم بالفقه كله حتى لقب بفقيه الفقهاء .
علمه:
عاش حريصا على فهم أحكام القرآن وتبين مقاصده، كما كان يفهمها الصحابة. وعلى تلقى أحاديث الرسول وسماعها من أفواه الذين سمعوها من النبي صلى الله عليه وسلم، حتى كان يسافر الأيام والليالي ليسمع حديثا واحدًا من فم صحابي لا يحفظ غيره ذلك الحديث. وبذلك صار رأس أهل المدينة المقدم عليهم في الفتوى وعلوم الشريعة.
قال محمد الزهري : أخذ سعيد علمه عن زيد بن ثابت فقد كان من أفقه اهل المدينه واعلمهم بالقران والاحكام والقضاء وجالس سعد بن أبي وقاص وابن عباس وابن عمر ودخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وام سلمة .
وكان قد سمع من عثمان بن عفان وعلي وصهيب ومحمد بن مسلمة ومعظم روايته المسندة عن أبي هريرة وكان من أعلمهم بالحديث وأحفظهم له ، وكان زوج ابنته وسمع من أصحاب عمر وعثمان وقيل : ليس أحد اعلم بكل ما قضى به عمر وعثمان منه [ الطبقات الكبرى 5- 91
واعتنى بحفظ ما يبلغه من فقه عمر بن الخطاب وأقضيته حتى قال يحيى بن سعيد الأنصاري: كان يقال ابن المسيب راوية عمر.
فكان سعيد بن المسيب أحد الفقهاء السبعة في عصر التابعين وهم: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير بن العوام، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري، وسليمان بن يسار الهلالي، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
وكان لحديث النبي عليه الصلاة والسلام منزلة عظيمة عند سعيد ، قال طلحة بن محمد بن سعيد بن المسيب : دخل المطلب بن حطب على سعيد في مرضه وهو مضطجع فسأله عن حديث فقال : اقعدوني فاقعدوه قال : إني أكره أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع [ حلية الاولياء 2-169
أفتى في حضرة الصحابة، وكان من الصحابة من يسأله لعلمه وحفظه، وكان من أعبر الناس للرؤى، وله في ذلك أخبار كثيرة
وكانت له مجالسه العلمية ومواعظة وكان له حلقة علمية دائمة في المسجد النبوي يتدارس العلم ويدرسه وينشر علومه في التفسير والحديث ويعبر الرؤيا للناس ويحذرهم من عذاب الله ومخالفة شرعه ويتعهدهم بالوصايا والحكم البليغة
أقوال السلف في سعيد :
1- قال نافع : ذكر ابن عمر سعيد ين المسيب فقال ك هو والله أحد المفتين [ سير النبلاء للذهبي 4- 222
2- قال علي بن الحسين : سعيد بن المسيب أعلم الناس بما تقدمه من الاثار وأفقهم في رايه [ الطبقات الكبرى لابن سعد 2-290
3- قال مالك بن أنس : كان عمر بن عبدالعزيز لا يقضي بقضاء حتى يسال سعيد بن المسيب .
4- قال قدامه بن موسى الجمحي : كان سعيد يفتى وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحياء [ الطبقات الكبرى لابن سعد 5- 91
5- قال مكحول : سعيد بن المسيب عالم العلماء [ الطبقات لابن سعد 5- 91
6- وقال محمد بن يحي بن حبان : كان رأس من بالدينة في دهره والمقدم عليهم في الفتوى : سعيد بن المسيب ويقال : فقيه الفقهاء [ الطبقات لابن سعد 5-91
7- قال الامام احمد بن حنبل : مرسلات سعيد بن المسيب صحاح وقال : هو أفضل التابعين [ البداية والنهاية لابن كثير 12- 473
8- قال أبو نعيم الاصبهاني : سعيد بن المسيب كان من الممتحنين أمتحن فلم تأخذه في الله لومة لائم ، صاحب عبادة وعفة وقناعة وكان كاسمه بالطاعات سعيدا ومن المعاصي والجهالات بعيدا [ حلية الاولياء 2- 161
عبادته :
كان سعيد يلقب براهب قريش من كثرة عبادته فلم يمنعه انشغاله بطلب العلم والحديث من أن يشهر ليله بالصلاة ويظما نهاره بالصيام ويضنى نفسه في الاسفار للحج[ مراءة الجنان 1-189
وقد دأب سعيد على الاعمال الصالحة طيلة حياته دون ا ن يعرف غير الطاعة والعلم والعمل لله تعالى ، وكان يكثر من الدعاء ومن قول اللهم سلم سلم [ حلية الاولياء 2- 164
وقال مرة دخلت المسجد في ليلة أضحيان [ أي مضيئة] قال : وأظن أنى قد أصبحت فإذا اليل على حاله ، فقمت اصلي ، ف جلست ادعو ن فإذا هاتف يهتف من خلفي : يا عبدالله قل : قلت : ما أقول قال : قل : اللهم إني أسالك بأنك ، وأنك مالك الملك وأنك على كل شيء قدير وما تشاء من أمر يكن ] قال سعيد : فما دعوت بها قط بشئ إلا رأيت نجحه [ حلية الاولياء 2-169
قال سعيد : ما فاتتنى الصلاة في الجماعة منذ أربعين سنة وقال : لقد حججت أربعين حجة وكان يسرد الصوم [ حلية الاولياء 2- 162- 163
ومن أقوال سعيد بن المسيب :
من حافظ على الصلوات الخمس في جماعة فقد ملأ البر والبحر عبادة وقال أيضا : ما أكرمت العباد أنفسها بمثل طاعة الله عزوجل ، ولا أهانت أنفسها بمثل معصية الله ، وكفى بالمؤمن نصرة من الله تعالى أن يرى عدوه في معصية
من مروياته في التفسير:
أ: يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب في هذه الآية:"وما كان الله ليضيع إيمانكم" قال، صلاتكم نحو بيت المقدس. رواه ابن جرير.
ب: الزهري، عن سعيد بن المسيب، في قول الله تعالى: {والمحصنات من النساء} قال: ذوات الأزواج، ويرجع ذلك إلى أن الله عز وجل حرم الزنا). رواه ابن المنذر.
ج: سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب أنه سمعه يقول في هذه الآية: {عتل بعد ذلك زنيم}، قال سعيد: وهو الملصق في القوم، ليس منهم). رواه ابن وهب.
ولسعيد بن المسيب مرويات كثيرة في كتب التفسير من أقواله ، ومما يرويه عن بعض الصحابة والتابعين.
ولقد أرسل سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ومراسيله من أجود المراسيل وقد صححها بعض أهل العلم واحتجوا بها، والراجح أنها تعتبر في الشواهد والمتابعات ولا يحتج بها.
وروى عن عمر وعثمان وعلي وعائشة وسعد بن أبي وقاص وأبي بن كعب وأبي هريرة، وزيد بن ثابت وأبي الدرداء وابن عمر وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وابن عباس وأبي سعيد الخدري، وكعب الأحبار وغيرهم.
وروى عن كعب الأحبار، ولذلك يكون في تفسيره بعض الإسرائيليات؛ فمنه ما يسنده عن كعب، ومنه ما لا يسنده عنه.
وأكثر ما يُروى عنه في التفسير تفسير آيات الأحكام.
وروى عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، والزهري، وسالم بن عبد الله، وقتادة، وعبد الرحمن بن حرملة، وداود بن أبي هند، وعمرو بن مرة، وغيرهم.
وروى عنه من الضعفاء: علي بن زيد بن جدعان.
وكان على سعة علمه يتوقى القول في القران برأيه إذا لم يكن لديه فيه علم حاضر ، قال ابن وهب: حدثني الليث بن سعد ومالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان إذا سئل عن القرآن قال: [ إنا لا نقول في القرآن شيئا].
وقال ابن شوذب: حدثني يزيد بن أبي يزيد، قال: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت، كأن لم يسمع). رواه ابن جرير.
قال ابن كثير: (فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به؛ فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا، فلا حرج عليه؛ ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير، ولا منافاة؛ لأنهم تكلموا فيما علموه، وسكتوا عما جهلوه
ومن تلاميذه : أمثال عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وابن شهاب الزهري
وفاته:
توفي سعيد بن المسيب بالمدينة سنة أربع وتسعين في خلافة الوليد بن عبدالملك وهو ابن خمس وسبعين سنةً، وكان يقال لهذه السنة التي مات فيها سعيد: سنة الفقهاء؛ لكثرة من مات منهم فيها؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد 5- 109).
ما يستفاد من سيرته:
1- حرص سعيد بن المسيب على عدم القول بالرأي في القران والقول بما لا يعلم تورعا وخشية .
2- اقتداء التابعي الجليل بالرسول عليه الصلاة والسلام وبصحبه الكرام
3- الحرص على تعلم العلم والذود عن السنه النبوية ونشر العلم

بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
نفضل في هذه الواجبات صياغة رسائل دعوية توظفين فيها معلوماتك عن سيرة المفسر، وليس العرض العلمي الموجود في كتب السير والذي يفيد طلاب العلم أكثر.
التقويم: ب
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 21 ربيع الثاني 1442هـ/6-12-2020م, 12:06 AM
ميمونة التيجاني ميمونة التيجاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: Makkah almokrmah
المشاركات: 385
افتراضي

إبراهيم النخعي
حدث سفيان عن المغيرة انه قال
"كنا نهاب إبراهيم هيبة الأمير"
العالم الحافظ التقي أبو عمران إبراهيم النخعي ، طلب العلم وهو ابن ثمانية عشر سنة، وكان رحمه الله بليغاً محدثاً يحدث من ذكرته دون الاعتماد على كتاب، فقد قال : (ابن سعد ت230) أخبرنا احمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو شهاب عن الحسن بن عمرو عن الفضيل قال : قلت لإبراهيم إني أجيئك وقد جمعت مسائل فَكَأَنَّمَا تَخَلَّسَهَا اللَّهُ مِنِّي. وَأَرَاكَ تَكْرَهُ الْكِتَابَ. فَقَالَ: إِنَّهُ قَلَّ مَا كَتَبَ إِنْسَانٌ كِتَابًا إِلا اتَّكَلَ عَلَيْهِ. وَقَلَّ مَا طَلَبَ إِنْسَانٌ عِلْمًا إِلا آتاه الله منه ما يكفيه.(الطبقات الكبرى ط العالمية 60/280)
ما أعظمها من كلمات صدرت من واثق بالله أن لا يُنسِيه ما تعلمه فلم يخيب الله رجاءه فكان اعتماده على ذاكراته لا على كتابته ، و إن كانت الكتابة قيد للعلم فكما قيل: العلم صيد و الكتابة قيده، فاعتماد المرء على كتابته في حديثه و كلامه لن يجعل في ذهنيه حصيلة من علم أو لغة تعينه على الطلاقة في الخطابة و الدعوة، ثم ها هو يقول ( قل ما طلب انسان علماً إلا اتاه الله ما يكفيه ) نعم هي أرزاق وهبات من الله ...العلم ، المال الحكمة الولد كلها أرزاق،..... و من أكبر النعم على العبد العلم بالله قال تعالى " يُؤْتِى ٱلْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ ٱلْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلْأَلْبَٰبِ"(البقرة - 269)قيل الحكمة هي العلم بالله
( قل ما طلب انسان علماً إلا اتاه الله ما يكفيه )قال النبي ﷺ: قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه، وإن تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا، وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) رواه مسلم [63/8 [من سعى الى الدعوة من سعى الى طلب العلم من سعى الى رضى الرحمن اتاه الله ما يكفيه من مبتغاه
أما عن أمه رحمه الله فقد كانت مليكة بنت يزيد بن قيس النخعية أخت الأسود بن يزيد النخعي فهو خاله رضي الله عنه
ونسبه الى النخع بفتح النون و الخاء المعجمة و بعدها عين مهملة وهي قبيلة كبيرة من مذحج باليمن ، واسم النخع هو جسر بن عمرو بن علة بن خالد بن مالك و قيل له النخع لأنه انتخع من قومه أي بعد عنهم.[ وفيات الأعيان لابن خلكان(1/25)]
عالمنا رحمه الله كان ورعاً تقياً يتوخى و يجتنب الفتيا ولا يحب أن يُسأل في الدين قال وكيع عن مالك بن مغول عن زبيد قال: سألت إبراهيم عن مسألة فقال: ما وجدت فيما بيني و بينك أحداً تسأله غيري؟؟¡[ الطبقات الكبرى لإبن سعد (60/280)]و كان خلوقاً حليماً حافظاً لسانه من الوقوع في الناس أو في المخاصمة بل كان يحفظ لسانه كذلك من الكلام في أهل الأهواء حَدَّثَ سُفْيَانُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ إبراهيم: ما خاصمت رجلا قط.
قال: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ:
جَلَسْتُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ فَذَكَرَ الْمُرْجِئَةَ فَقَالَ فِيهِمْ قولا غيره أحسن منه.
قال: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَارِثِ الْعُكْلِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَأَهْلَ هَذَا الرَّأْيِ الْمُحْدَثِ. يعني المرجئة.[ الطبقات الكبرى لابن سعد (6/280)] وفي حفظ لسانه عن الخطأ في حق انسان فهاهو عندما سئل عن أن المرجئة يعتدون على المسلمين و يسألونهم انتقاصاً لهم في اسلامهم أأنتم مسلمون؟ فقال رحمه الله إذا سألوكم ذلك فقولوا "ءامنا بالله و ما انزل الينا و ما أنزل الى إبراهيم .." البقرة 136 الى اخر الآية،
و يتجلى ورعه و حبه الخير و الهدى و الصلاح لعباد الله في قصته مع الأعمشى حين كانا يمشيان في الطريق يريدان الجامع بالكوفة فقال لصاحبه يا أبا سليمان هل لك أن تأخذني بعيد عن طرقات الكوفة حتى لا نمر بسفهائها فينظرونا الى أعور وأعمش فيغتابونا و يأثمون، فقال له صاحبه و ما عليك في ذلك نؤجر و يأثمون فقال إبراهيم رحمه الله و صاحبه بل نسلم – من سماع مايؤذينا، و يسلمون – من الإثم -خير من أن نؤجر و يأثمون، [ المنتظم كن تاريخ الملوك و الأمم (7/22)] متمثلاُ قوله صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )(رواه البخاري في صحيحه)
أما وفاته رحمه الله فقد حدث عمران الخياط، قال:
دخلنا على إبراهيم النخعي نعوده وهو يبكي، فقلنا: ما يبكيك؟ قال: أنتظر ملك الموت، لا أدري يبشرني بالجنة أم بالنار.
أدرك إبراهيم النخعي أبا سعيد الخدري، وعائشة، وروى رحمه الله عن أبي سعيد الخدري، وعائشة رضي الله عنهما ، وعامة ما يروى عن التابعين كعلقمة، ومسروق، والأسود. وتوفي إبراهيم النخعي سنة 96 هـ بالكوفة في خلافة الوليد بن عبد الملك، وعمره 49 سنة، وقيل 57 سنة، بعد وفاة الحجاج بن يوسف الثقفي بأربعة أشهر أو خمسة[ الطبقات الكبرى لإبن سعد (60/280)]
وله أقوال في تفسير القران الكريم رصدت من سورة النساء الى آخر القران الكريم ومن أقواله في التفسير
ما رواه ابن جرير الطبري رحمه الله قال:حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم في قوله:"ألا تعولوا"، قال: أن لا تميلوا.[ تفسير الطبري 7/550]
كما روى الطبري قال، حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم في قوله:"ومن كان غنيًّا فليستعفف" بغناه.[ تفسير الطبري 7/581]
كما روى الطبري من طريق هشيم عن المغيرة و من طريق سفيان عن المغيرة عن إبراهيم انه
قال: في معنى " فليأكل بالمعروف " قال: كان يقال: ليس المعروف بلبس الكتان والحلل، ولكن المعروفَ ما سد الجوع ووارى العورة.[ تفسير الطبري 7/587]
وروى الطبري في تفسير قوله تعالى " وأقم الصلاة لذكري" طه14 قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا سفيان، عن مُغيرة، عن إبراهيم في قوله (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) قال: يصليها حين يذكرها.[تفسير الطبري 18/284]
وقال الطبري في تفسير قوله تعالى " إلا حميما وغساقاً"النبأ 25 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم (إِلا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا) قال: الغساق: ما يقطر من جلودهم، وما يسيل من نتنهم.[تفسير الطبري 24/165]
رحمه الله و غفر له فقد كان تابعي من خير القرون كما قال ﷺ عليه وسلم ( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ...)

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 6 جمادى الأولى 1442هـ/20-12-2020م, 06:35 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميمونة التيجاني مشاهدة المشاركة
إبراهيم النخعي
حدث سفيان عن المغيرة انه قال
"كنا نهاب إبراهيم هيبة الأمير"
العالم الحافظ التقي أبو عمران إبراهيم النخعي ، طلب العلم وهو ابن ثمانية عشر سنة، وكان رحمه الله بليغاً محدثاً يحدث من ذكرته دون الاعتماد على كتاب، فقد قال : (ابن سعد ت230) أخبرنا احمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو شهاب عن الحسن بن عمرو عن الفضيل قال : قلت لإبراهيم إني أجيئك وقد جمعت مسائل فَكَأَنَّمَا تَخَلَّسَهَا اللَّهُ مِنِّي. وَأَرَاكَ تَكْرَهُ الْكِتَابَ. فَقَالَ: إِنَّهُ قَلَّ مَا كَتَبَ إِنْسَانٌ كِتَابًا إِلا اتَّكَلَ عَلَيْهِ. وَقَلَّ مَا طَلَبَ إِنْسَانٌ عِلْمًا إِلا آتاه الله منه ما يكفيه.(الطبقات الكبرى ط العالمية 60/280)
ما أعظمها من كلمات صدرت من واثق بالله أن لا يُنسِيه ما تعلمه فلم يخيب الله رجاءه فكان اعتماده على ذاكراته لا على كتابته ، و إن كانت الكتابة قيد للعلم فكما قيل: العلم صيد و الكتابة قيده، فاعتماد المرء على كتابته في حديثه و كلامه لن يجعل في ذهنيه حصيلة من علم أو لغة تعينه على الطلاقة في الخطابة و الدعوة، ثم ها هو يقول ( قل ما طلب انسان علماً إلا اتاه الله ما يكفيه ) نعم هي أرزاق وهبات من الله ...العلم ، المال الحكمة الولد كلها أرزاق،..... و من أكبر النعم على العبد العلم بالله قال تعالى " يُؤْتِى ٱلْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ ٱلْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلْأَلْبَٰبِ"(البقرة - 269)قيل الحكمة هي العلم بالله
( قل ما طلب انسان علماً إلا اتاه الله ما يكفيه )قال النبي ﷺ: قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه، وإن تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا، وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) رواه مسلم [63/8 [من سعى الى الدعوة من سعى الى طلب العلم من سعى الى رضى الرحمن اتاه الله ما يكفيه من مبتغاه
أما عن أمه رحمه الله فقد كانت مليكة بنت يزيد بن قيس النخعية أخت الأسود بن يزيد النخعي فهو خاله رضي الله عنه
ونسبه الى النخع بفتح النون و الخاء المعجمة و بعدها عين مهملة وهي قبيلة كبيرة من مذحج باليمن ، واسم النخع هو جسر بن عمرو بن علة بن خالد بن مالك و قيل له النخع لأنه انتخع من قومه أي بعد عنهم.[ وفيات الأعيان لابن خلكان(1/25)]
عالمنا رحمه الله كان ورعاً تقياً يتوخى و يجتنب الفتيا ولا يحب أن يُسأل في الدين قال وكيع عن مالك بن مغول عن زبيد قال: سألت إبراهيم عن مسألة فقال: ما وجدت فيما بيني و بينك أحداً تسأله غيري؟؟¡[ الطبقات الكبرى لإبن سعد (60/280)]و كان خلوقاً حليماً حافظاً لسانه من الوقوع في الناس أو في المخاصمة بل كان يحفظ لسانه كذلك من الكلام في أهل الأهواء حَدَّثَ سُفْيَانُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ إبراهيم: ما خاصمت رجلا قط.
قال: [من القائل؟] أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ:
جَلَسْتُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ فَذَكَرَ الْمُرْجِئَةَ فَقَالَ فِيهِمْ قولا غيره أحسن منه.
قال: [من القائل؟] أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَارِثِ الْعُكْلِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَأَهْلَ هَذَا الرَّأْيِ الْمُحْدَثِ. يعني المرجئة.[ الطبقات الكبرى لابن سعد (6/280)] وفي حفظ لسانه عن الخطأ في حق انسان فهاهو عندما سئل عن أن المرجئة يعتدون على المسلمين و يسألونهم انتقاصاً لهم في اسلامهم أأنتم مسلمون؟ فقال رحمه الله إذا سألوكم ذلك فقولوا "ءامنا بالله و ما انزل الينا و ما أنزل الى إبراهيم .." البقرة 136 الى اخر الآية،
و يتجلى ورعه و حبه الخير و الهدى و الصلاح لعباد الله في قصته مع الأعمشى حين كانا يمشيان في الطريق يريدان الجامع بالكوفة فقال لصاحبه يا أبا سليمان [يا سليمان الأعمش هو سليمان بن مهران] هل لك أن تأخذني بعيد عن طرقات الكوفة حتى لا نمر بسفهائها فينظرونا الى أعور وأعمش فيغتابونا و يأثمون، فقال له صاحبه و ما عليك في ذلك نؤجر و يأثمون فقال إبراهيم رحمه الله و صاحبه بل نسلم – من سماع مايؤذينا، و يسلمون – من الإثم -خير من أن نؤجر و يأثمون، [ المنتظم كن تاريخ الملوك و الأمم (7/22)] متمثلاُ قوله صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )(رواه البخاري في صحيحه)
أما وفاته رحمه الله فقد حدث عمران الخياط، قال:
دخلنا على إبراهيم النخعي نعوده وهو يبكي، فقلنا: ما يبكيك؟ قال: أنتظر ملك الموت، لا أدري يبشرني بالجنة أم بالنار.
أدرك إبراهيم النخعي أبا سعيد الخدري، وعائشة، وروى رحمه الله عن أبي سعيد الخدري، وعائشة رضي الله عنهما ، وعامة ما يروى عن التابعين كعلقمة، ومسروق، والأسود. وتوفي إبراهيم النخعي سنة 96 هـ بالكوفة في خلافة الوليد بن عبد الملك، وعمره 49 سنة، وقيل 57 سنة، بعد وفاة الحجاج بن يوسف الثقفي بأربعة أشهر أو خمسة[ الطبقات الكبرى لإبن سعد (60/280)]
وله أقوال في تفسير القران الكريم رصدت من سورة النساء الى آخر القران الكريم ومن أقواله في التفسير
ما رواه ابن جرير الطبري رحمه الله قال:حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم في قوله:"ألا تعولوا"، قال: أن لا تميلوا.[ تفسير الطبري 7/550]
كما روى الطبري قال، حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم في قوله:"ومن كان غنيًّا فليستعفف" بغناه.[ تفسير الطبري 7/581]
كما روى الطبري من طريق هشيم عن المغيرة و من طريق سفيان عن المغيرة عن إبراهيم انه
قال: في معنى " فليأكل بالمعروف " قال: كان يقال: ليس المعروف بلبس الكتان والحلل، ولكن المعروفَ ما سد الجوع ووارى العورة.[ تفسير الطبري 7/587]
وروى الطبري في تفسير قوله تعالى " وأقم الصلاة لذكري" طه14 قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا سفيان، عن مُغيرة، عن إبراهيم في قوله (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) قال: يصليها حين يذكرها.[تفسير الطبري 18/284]
وقال الطبري في تفسير قوله تعالى " إلا حميما وغساقاً"النبأ 25 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم (إِلا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا) قال: الغساق: ما يقطر من جلودهم، وما يسيل من نتنهم.[تفسير الطبري 24/165]
رحمه الله و غفر له فقد كان تابعي من خير القرون كما قال ﷺ عليه وسلم ( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ...)

بارك الله فيكِ ونفع بكِ
يحبذ في الرسالة أن نربط بين عنوانها وما أوردناه فيها
فقد بدأتِ برواية عن مهابة إبراهيم النخعي، لذا يحبذ أن تذكري أثناء روايتك أسباب هذه المهابة
والحديث عن نسبه أثناء الحديث عن علمه وأخلاقه، بدا غريبًا فإما أن تبيني وجه الترابط بينهم وسبب تاخيرك لذكر النسب أثناء الكلام، أو تقدمي ذكر نسبه.
التقويم: ج+
خُصمت نصف درجة للتأخير
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.
وفقكِ الله وسددكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir