دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 23 صفر 1436هـ/15-12-2014م, 04:59 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء هلال محمد مشاهدة المشاركة
إجابة اسئلة آداب تلاوة القرآن
إجابة السؤال الأول
أهمية الإخلاص :
يجب الإخلاص في تلاوة القرآن حتى تُقبل ، وتُؤتي ثمارها في الدنيا ويوم القيامة ، وقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : (... ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قاريء ، فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار) رواه مسلم .
وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( اقرؤوا القرآن وابتغوا به وجه الله عز وجل قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه)) رواه أبو داود وله معناه من حديث سهل بن سعد .
وعن أبي فراس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "أيها الناس إنه أتى علي زمان , وأنا لا أدري أن أحدا يريد بقراءته غير الله عز وجل حتى خيل إلى بآخره أن أقواما يريدون بقراءتهم غير الله , فأريدوا الله عز وجل بقراءتكم وأعمالكم .
وعن إياس بن عامرٍ أنّ عليّ بن أبي طالبٍ قال له: إنّك إن بقيت، فسيقرأ القرآن على ثلاثة أصنافٍ: صنفٍ لله تعالى، وصنفٍ للدّنيا، وصنفٍ للجدل، فمن طلب به أدرك .
وقالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ : فعلى كل من القارئ والمقرئ: إخلاص النية، وقصد وجه الله، وأن لا يقصد بتعلمه أو بتعليمه غرضاً من الدنيا كرئاسة أو مال .
لو توسعت في إيراد الأحاديث، فهناك أحاديث مهمة لم تذكريها
ومن خلال الأحاديث والآثار الواردة وكلام أهل العلم يمكننا تبيين أهمية الإخلاص من خلال أربعة محاور:
الأول: الأحاديث والآثار الدالة على وجوبه
الثاني: الأحاديث والآثار المتضمن للوعيد الشديد وال
ذم لتاركه
الثالث: آثاره الحسنة على صاحبه في الدنيا
الرابع: الآثار السيئة لتركه
وقد تكلم الآجري رحمه الله على العنصرين الأخيرين
9/10

إجابة السؤال الثاني :
حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها :
وَرَدَ عن جماعةٍ مِن الصحابةِ أنهم كانوا إذا خَتَمُوا السورةَ قالُوا: اللهم بلى، وفي روايةٍ: بلى، وأنا على ذلك مِن الشاهدِينَ، منهم أبو هُريرةَ وابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما وقد رودت عدة أحاديث لكنها ضعيفة
قال محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحطّاب الرعيني : إذَا مَرَّ ذِكْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قِرَاءَةِ الْإِمَامِ فَلَا بَأْسَ لِلْمَأْمُومِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ إذَا مَرَّ ذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَيَسْتَعِيذَ بِهِ مِنْ النَّارِ وَيَكُونُ ذَلِكَ الْمَرَّةَ بَعْدَ الْمَرَّةِ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْمَأْمُومِ عِنْدَ قَوْلِ الْإِمَامِ { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى } بَلَى إنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِك
قال منصور بن يونس بن إدريس البهوتي : وَلِمُصَلٍّ قَوْلُ : سُبْحَانَكَ ، فَبَلَى إذَا قَرَأَ { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} نَصًّا ، فَرْضًا كَانَتْ أَوْ نَفْلًا ؛ لِلْخَبَرِ ؛ وَأَمَّا { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ؟ } فَفِي الْخَبَرِ فِيهَا نَظَرٌ.
قال ابن عثيمين رحمه الله : يسن حكم الشهادة في صلاة النفل لاسيما في صلاة الليل حيث يستحب التطويل والقراءة ، أما في صلاة الفرض فليس بسنة ولكنه جائز ولا يبطل الصلاة لأنه دعاء وليس من كلام الناس ، والدليل على ذلك أنه لم ينقل لنا الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك في الفرض ، لو فعل ذلك لنقلوه لنا ، ونقل محمد بن صالح المنجد عن ابن عثيمين مثله .
عند الحديث عن الحكم الشرعي في مسألة، يجب إيراد: جميع الأقوال -ولا يقتصر على قول دون قول- ومن قال بها، وحجة كل قول، وعلته إن وجدت، ثم الترجيح بينها، مع الإشارة إلى المصادر.
كما أن تنظيم إجابة المسألة يفيد الطالب كثيرا في رسوخ المسألة وسهولة استرجاعها، والإجابة يجب أن تنظم بحيث تشمل العناصر التالية:
أولا: الأحاديث والآثار الدالة على ورود الشهادة للآيات وجواب أسئلتها
ثانيا: حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها خارج الصلاة
ثالثا: حكمها في الصلاة
- من قال بالجواز
من استحبها في الفرض والنفل على السواء
من استحبها في النفل دون الفرض
حكمها للمأموم
- من قال بالمنع
وإجابتك قد استوفت الحديث عن غالب الجوانب وليس كلها.
8/10


إجابة السؤال الثالث :
من سُلم عليه وهو يقرأ :
قال الإمام أبو الحسن الواحدي الأولى ترك السلام على القارئ لاشتغاله بالتلاوة، قال فإن سلم عليه إنسان كفاه الرد بالإشارة، قال فإن أراد الرد باللفظ رده ثم استأنف الاستعاذة وعاود التلاوة.
قال الإمام النووي : وهذا الذي قاله الإمام أبو الحسن الواحدي ضعيف والظاهر وجوب الرد باللفظ فقد قال أصحابنا إذا سلم الداخل يوم الجمعة في حال الخطبة وقلنا الإنصات سنة وجب له رد السلام على أصح الوجهين فإذا قالوا هذا في حال الخطبة مع الاختلاف في وجوب الإنصات وتحريم الكلام ففي حال القراءة التي لا يحرم الكلام فيها بالإجماع أولى مع أن رد السلام واجب بالجملة والله أعلم
10/10
الدرجة: 27/30
بارك الله فيك وأحسن إليك

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 25 صفر 1436هـ/17-12-2014م, 12:50 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء هلال محمد مشاهدة المشاركة

إجمالي الدرجات = 96 / 100
(15 / 16)
إجابة السؤال الأول :
أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع :
النوع الأول : تفسير القرآن بالقرآن .
النوع الثاني : تفسير القرآن بالحديث القدسي .
النوع الثالث : تفسير القرآن بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم مما عرفه عن جبريل عليه السلام وليس فيه محل لاجتهاد من النبي صلى الله عليه وسلم .
ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين :
النوع الأول : أحاديث تفسيرية وهي تتضمن ثلاث مراتب : 1- يرد فيها النص على بيان معنى الآية بالنص [وهذا هو النوع الأول] مثل : ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله تعالى : (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون)
2- لا يكون الحديث نصا لكن يستدل به المفسر على معنى الآية [وهذا هو النوع الثاني] كما ورد عن ابن عباس في معنى اللمم .
3- الأحاديث التي ترد لإلحاق حكم أو علة مرتبطة بالآية ومثاله : (لمسجد اسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه) فقال عليه الصلاة والسلام حين سئل عن المسجد : مسجدي هذا .
النوع الثاني : الأحاديث التي فيها اجتهاد ، وهي على نوعين : 1- اجتهاد أُقر عليه مثل اجتهاده في قتال الكفار خارج المدينة يوم أحد .
2- لم يُقر عليه مثل أخذه الفدية من أسرى بدر.
ج) ممن كتب التفسير عن ابن عباس :
1- سعيد بن جبير
2- عطاء بن أبي رباح
3- طاووس بن كيسان
د) من عُرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم :
1- كعب الأحبار
2- نوف البكاري .
3- محمد بن اسحاق بن يسار .
هـ ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري :
1- تفسير القرآن العظيم لابن كثير
2- البحر المحيط في التفسير لأبي حيان الأندلسي
3- مدارك التنزيل وحقائق التأويل، لعبد الله بن أحمد النسفي

(13 / 16)
إجابة السؤال الثاني :
1- ضوابط صحة تفسير القرآن بالقرآن :
كل تفسير يتضمن معنى باطلا في نفسه ، أو معنى مخالفا لما جاء في السنة أو الإجماع فهو باطل حتى وإن دعي صاحبه أنه فسر القرآن بالقرآن .
2- كان النبي يبين ما أنزل الله إليه من الكتاب بعدة طرق :
1- بيانه بتلاوته لأنه خاطب العرب بلغتهم .
2- بيانه بسيرته وعمله ودعوته واحتجاجه بالتوحيد ومجادلة قومه مصادقا لما في الكتاب ومبينا له .
3- إجابته لبعض الصحابة الذين يسألونه عن بعض ما استشكل عليهم .
4- قد يبتدأ النبي صلى الله عليه وسلم ببيان بعض مراد الله سبحانه .
5- تأدية بعض الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم ما سمعوه من بيان للقرآن منه صلى الله عليه وسلم .
3- مراد الإمام أحمد بقوله (ثلاثة ليس لها أصل : التفسير والملاحم والمغازي) :
هذا انتقاد لما كان مشاعا في عصره من كتب في هذه العلوم الثلاثة ، فالغالب عليه كان المراسيل وأكثر من ألفوا فيها كانوا من القصاص والضعفاء والوضاعين الذين ألفوا وليس لهم معرفة في التمييز بين الصحيح والضعيف مثل : مقاتل بن سليمان والكلبي ومسروق والضحاك وغيرهم .
4- أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير :
نشأت كثير من الروايات الخاطئة بسبب تصدي غير أهل العلم والفهم والتمييز بين الصحيح والضعيف للتأليف في التفسير ، فلما كتب فيه الضعفاء والقصاص وبعض أهل البدع ظهرت وانتشرت وشاعت هذه الروايات الضعيفة .
لأمرين:
1: أن ذلك من باب استيعاب ما قيل في تفسير الآية، وقد يكون فيه ما يُشكل، فيذكرونه للإلمام بما قيل في تفسير الآية.
2: ولأن في بعض ما قالوه وجه حسن في تفسير الآية، ولا يتوقف ذلك على صحة الرواية.


(9 / 9)
إجابة السؤال الثالث :
1- منزلة تفسير الصحابة :
أ- تميز الصحابة واختصوا في فهم التفسير بما لا يدركه فيه غيرهم فهم عاصروا النبوة وشهدوا وقائع التنزيل وعرفوا من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته وجهاده وشئونه أمورا لا يدركها غيرهم إلا عن طريق النقل .
ب - كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أدبهم وعلمهم أكمل تعليم ففقهوا وفهموا وكانوا يتعلمون معاني القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم .
ج- علمهم بالقراءات والأحرف السبعة والآيات التي نسخت ميزتهم عن غيرهم ، فلم يصل إلينا إلا اليسير .
د - كذلك خشيتهم واحتياطهم في التفسير لئلا يخطئوا .
هـ - كذلك ما كان من تفسيرهم ما لا يدرك بالاجتهاد أو الرأي فإنه يحمل على الرفع لأنه يكون قد سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم .
2- طريقة الصحابة في تدارس القرآن :
1- طريقة السؤال والجواب : وهو أن يطرح الصحابي سؤالا ثم يستمع للجواب ثم يصحح ما أخطأوا فيه .
2- قد تُقرأ الآية عندها فيفسرها فلم يكن عندهم كتب يدرسون منها ولكنهم كانوا أهل حفظ ورواية .
3- تصحيح الخطأ ، حيث يجد فهم خاطئ في معنى الآية فيصححه كما فعل أبو بكر في تفسير قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضروكم من ضل إذا أهتديتم) .
4- قد يجتهد بعضهم فيخطيء فينكر عليه بعض الصحابة كما اجتهد قدامة بن مظعون في شرب الخمر .
5- قد يقع بينهم اختلاف ولكن أغلبه من باب التنوع ، وإن تعارض فلا يكون خطأ ظاهر .
6- قد يجتمعون فيقرأ بعضهم على بعض سورة العصر فيتدبرونها .
بعض من عرفوا برواية التفسير عن ابن مسعود :
علقمة والأسود وعبيدة السلماني ومسروق وعمرو بن شرحبيل .

(9 / 9)
إجابة السؤال الرابع :
بدايات تدوين التفسير حتى عصر ابن جرير:
بداية تدوين التفسير :
كان التفسير في بدايته عن طريق الرواية بدون تدوين ، فلم يكن الصحابة يدونون بل كانوا يحفظون عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ويفسرون ، ثم جاء التابعون فبدأوا الكتابة عن الصحابة في صحائف مختصرة مثل مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس ، ومجاهد ومقاتل وعطاء والثوري وعربدة التميمي وغيرهم .
- كذلك جاء وهب بن منبه المصري ثم مرويات الإمام مالك في التفسير وتفسيره مفقود ، ثم السدي الصغير
تفاسير القرن الثالث الهجري :
- ظهر محمد بن إدريس الشافعي ، وكان له أثر كبير على المفسرين فقد أحيا الاحتجاج بالقرآن والسنة .
- ومن تلاميذه ابن خزيمة ولم يظهر له تفسير كامل وإنما هي صحف كان فيها من تفسير مقاتل .
- عبدالرازق الصنعاني كان له تفسير وهو معتمد على روايات أبو عبيدة القاسم بن سلام .
- بعده حسين بن داود الجصيصي ، لكنه لم يكن موثقا عند أهل الحديث وهو صاحب التفسير الكبيرة .
- سعيد بن منصور الخرساني له كتاب السنن .
- أبو بكر بن أبي شيبة جعل في مصنفه جزء من التفسير .
- الإمام أحمد بن حنبل : اختلف في وجود تفسيره .
- عبد بن حميد : له تفسير مطبوع
- عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي له تفسير مفقود .
- البخاري : له كتاب تفسير القرآن وفضائل القرآن في الصحيح .
- الإمام مسلم في كتابه الصحيح جعل فيه أبواب تتعلق بفضل القرآن .
- بن معجل تفسيره مفقود .
- ابن قتيبة : من اللغويين والمحدثين وله كتاب غريب القرآن وتأويل مشكل القرآن .
- بقي بن مخلد الأندلسي : له تفسير كبير مفقود .
- محمد بن المنذر الحنبلي له تفسير مفقود .
- محمد بن عيسى الترمذي صاحب كتاب السنن له في سننه كتاب تفسير القرآن .
- الحسين بن الفضل البجلي في عصر الترمذي ، وله تفسير مفقود .
أواخر القرن الثالث الهجري ظهر لون جديد من ألوان التأليف وهو الاقتصار على أحكام القرآن :
- أبواسحاق بن اسماعيل بن مالك .
- سهل بن عبدالله التستري .
نشأة تفسير أهل اللغة :
- أبو عمرو بن العلاء التميمي ، والخليل بن أحمد الفاراهيدي ، والأخفش الكبير وسيبويه ويحيى بن حبيب الضبي .
- يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة له تفسير أكثره يعتني باللغة .
- كتاب معاني القرآن ليحيى بن زياد الفراء .
- أبو عبيده معمر بن المثني ألف كتاب مجالس القرآن .
- الأخفش الأوسط من أهل الاعتزال .
- أبو عبيدة القاسم بن سلام .
- عبدالله بن مسلم بن قتيبة .
في بدايات القرن الرابع الهجري :
أبو بكر جعفر بن محمد له كتاب في فضائل القرآن .
- كتاب النسائي في فضائل القرآن ، وكتاب تفسير القرآن مخرج من السنن الكبرى .
- إبراهيم بن اسحاق بن يوسف الإنماطي له تفسير مفقود .
- تفسير ابن جرير الطبري وهو من أهم التفاسير في ذلك العصر .

(25 / 25)
إجابة السؤال الخامس :
أهم ما تمتاز به التفاسير التالية :
1- تفسير ابن جرير : كان أمام ابن جرير كتب تفاسير كثيرة على أنواع منها تفاسير المحدثين والقصاص وكتب أهل اللغة ، فأصبح كتابه من أهم كتب التفسير في ذلك العصر ، وقد حوى كثير من الأقوال المأثورة واللغة .
2- تفسير ابن عطية : تميز بعدة أمور منها : أنه كان ينقل أقوال المفسرين من السلف في الآية ، وإيراد جميع القراءات ، وذكر ما تحتمله الألفاظ من معان ، وكذلك اهتمامه باللغة العربية والأستشهاد بالشعر .
3- معاني القرآن للزجاج : وهو من أوسع من كتب في اللغة في التفسير ، ولكنه وصل لسورة الفلق .
4- تفسير الثعلبي :
يمتاز بكثرة مصادره وفيها مفقود ، وهو من أجل التفاسير .
5- أضواء البيان للشنقيطي :
وهو من أجل التفاسير ، وصل فيه إلى سورة المجادلة ، ويمتاز بكونه تفسيرا للقرآن باللقرآن ، كذلك اهتم فيه ببيان الأحكام الشرعية ، وتحقيق بعض المسائل اللغوية والأصولية ، وخلوه من الإسرائيليات والترجيح بين الأقوال .

(25 / 25) إجابة السؤال السادس :
أهم المؤاخذات على التفاسير التالية :
1- الكشاف : مؤلفه الزمخشري وهو معتزلي جلد ، معلنا باعتزاله مفاخرا به ، وفي تفسيره كثير من المسائل الاعتزالية الظاهرة ، فهو سليط اللسان على أهل السنة ، وذلك مسائل اعتزالية خفية تستخرج بالفطنة والتمييز .
2- التفسير الكبير للرازي :
اعتمد في تفسيره على عدد من كتب المعتزلة ووافقهم في بعض أقوالهم ورد بعضها، ونقل بعض أقوال السلف
اعتمد طريقة في تفسيره تتلخص في تقسيم الكلام في الآية إلى مسائل وتفريعات كثيرة، ويكثر من إيراد الشبه والاعتراضات، ويجيب عليها، ويكثر من الاستطرادات جداً، وقد توسع في هذه الطريقة وتكلف فيها ودخل في كلامه كثير من الغلط.
ينتقد عليه انتهاجه طريقة المتكلمين وضعف المعرفة الحديثية ، وضعف المعرفة بالقراءات ، ثم إنه لم يتمه .
3- النكت والعيون للماوردي :
كان غرضه تلخيص التفسير بسبب كثرة الأقوال ولكن كان من نقل منه بعده كابن الجوزي وابن عطية يسري عليه نفس الخطأ الذي أخطأ فيه الماوردي ، ثم إنه كان يزيد من عنده أوجه من التفسير من باب الاحتمال ، وربما يكون فيه تكلف ، كذلك مما يؤخذ عليه تأثره بالمعتزلة في بعض الأصول والمسائل .
4- تفسير الثعلبي :
هو منتقد في تحريره العلمي ، وكذلك روايته للإسرائيليات والجمع بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة دون تمييز ، وروايته للأحاديث بإسناده هو ، وهو ليس بالمتين وإن كان ثقة في نفسه .
5- تنوير المقباس :
هو برواية السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وهو إسناد واهٍ
.
إجمالي الدرجات = 96 / 100
أحسنتِ ، بارك الله فيك ، ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 14 ربيع الثاني 1436هـ/3-02-2015م, 06:30 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

إجابة أسئلة محاضرة البناء العلمي :

1- أهمية البناء العلمي في مسيرة طالب العلم :
هي أهم مراحل طلب العلم ، وهي لب التحصيل العلمي لطالب العلم .
يكون طالب العلم لديه القدرة على التصنيف العلمي ، ولديه سرعة في دراسة المسائل العلمية .
كذلك تساعده تلك المرحلة على التعرف على الوسائل التي تقوي بناءه العلمي ، ومعرفة الخطة المناسبة له في بناءه العلمي .
ومن أمثلة عناية العلماء بالبناء العلمي :
1- قال الإمام أحمد رحمه الله : انتقيت المسند من سبعمائة ألف حديث وخمسون ألف حديث .
2- قال إسحاق بن راهويه : كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي وثلاثون ألفا أسردها .
3- كذلك وقف ابن تيمية في التفسير على خمسة وعشرين تفسيرا مسندا .
إجابة السؤال الثاني :
أنواع الأصول العلمية ومثل لكل نوع :
1- أن يتخذ الطالب أصلا من كتاب لعالم من العلماء الواسع المعرفة فيلخصه ويحرره .
ومثال لذلك :
كما فعل أبو العباس الثعلب مع كتب الفراء .
وكما فعل الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع كتب ابن تيمية وابن القيم.
2- أن يتخذ أصلا من كتب متعددة يلخصها ويرتبها .
كما فعل السبكي في كتابه الجامع فإنه لخصه من نحو مائة كتاب من أصول الفقه .
كما لخص ابن تيمية أقوال السلف في التفسير .
إجابة السؤال الثالث :
مراحل بناء الأصل العلمي :
1- دراسة مختصر في هذا العلم لمعرفة كيف يدرس المسائل العلمية وليكون على إلمام تام بمسائل ذلك العلم .
2- دراسة كتاب أوسع عن الأصل المختصر لمراجعة الأصل الذي درسه بطريقة أخرى والزيادة عليها .
3- تكميل جوانب التأسيس الأخرى .
4- قراءة كتاب جامع في ذلك العلم واتخاذ أصل مرجعي والزيادة عليه .
5- القراءة المبوبة .

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 25 ربيع الثاني 1436هـ/14-02-2015م, 11:32 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء هلال محمد مشاهدة المشاركة
إجابة أسئلة محاضرة البناء العلمي :

1- أهمية البناء العلمي في مسيرة طالب العلم :
هي أهم مراحل طلب العلم ، وهي لب التحصيل العلمي لطالب العلم .
يكون طالب العلم لديه القدرة على التصنيف العلمي ، ولديه سرعة في دراسة المسائل العلمية .
كذلك تساعده تلك المرحلة على التعرف على الوسائل التي تقوي بناءه العلمي ، ومعرفة الخطة المناسبة له في بناءه العلمي . [بنائه]
ومن أمثلة عناية العلماء بالبناء العلمي :
1- قال الإمام أحمد رحمه الله : انتقيت المسند من سبعمائة ألف حديث وخمسون ألف حديث .
2- قال إسحاق بن راهويه : كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي وثلاثون ألفا أسردها .
3- كذلك وقف ابن تيمية في التفسير على خمسة وعشرين تفسيرا مسندا .
إجابة السؤال الثاني :
أنواع الأصول العلمية ومثل لكل نوع :
1- أن يتخذ الطالب أصلا من كتاب لعالم من العلماء الواسع المعرفة فيلخصه ويحرره .
1. أصلا / كتابا ويداوم الاطلاع فيه .
2. أن يجعل لنفسه أصلا من كتب عالم من العلماء .
ومثال لذلك :
كما فعل أبو العباس الثعلب مع كتب الفراء .
وكما فعل الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع كتب ابن تيمية وابن القيم.
2- أن يتخذ أصلا من كتب متعددة يلخصها ويرتبها .
كما فعل السبكي في كتابه الجامع فإنه لخصه من نحو مائة كتاب من أصول الفقه .
كما لخص ابن تيمية أقوال السلف في التفسير .
إجابة السؤال الثالث :
مراحل بناء الأصل العلمي :
1- دراسة مختصر في هذا العلم لمعرفة كيف يدرس المسائل العلمية وليكون على إلمام تام بمسائل ذلك العلم .
2- دراسة كتاب أوسع عن الأصل المختصر لمراجعة الأصل الذي درسه بطريقة أخرى والزيادة عليها .
3- تكميل جوانب التأسيس الأخرى .
4- قراءة كتاب جامع في ذلك العلم واتخاذ أصل مرجعي والزيادة عليه .
5- القراءة المبوبة .
ذكر الشيخ مرحلة سادسة ـ وهي مرحلة المراجعة والفهرسة .
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، إجابة جيدة ، وتنسيق متميز ، أحسن الله إليكِ ، ونفع بكِ .
يرجى الاهتمام بالمراجعة بعد الفراغ من الإجابة ؛ لاستدراك الأخطاء الكتابية وتصويبها - إن وجدت - ، ولمراعاة علامات الترقيم .
وفقكِ الله ، وسدد خطاكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين .

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 8 جمادى الأولى 1436هـ/26-02-2015م, 10:43 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

تلخيص الجزء الأول من مقدمة التفسير لابن تيمية :
مقاصد الدرس :
1- الخلاف بين السلف في التفسير :
- معنى التفسير .
- أنواع التفسير .
- معنى السلف .
- نوع الخلاف بينهم .
- أسباب قلة خلافهم في التفسير .
2- أنواع الاختلاف :
أ- اختلاف تضاد :
- معنى الضدان .
- معنى اختلاف التضاد .
- مثال على اختلاف التضاد .
ب - اختلاف تنوع :
- معنى اختلاف التنوع .
- منزلة اختلاف التنوع :
- أنواع الألفاظ عند الأصوليين .
- معنى الألفاظ المترادفة .
- معنى الألفاظ المتباينة .
- معنى الألفاظ المتكافئة .
3- أنواع اختلاف التنوع :
أ - النوع الأول من اختلاف التنوع .
- أمثلة على اختلاف التنوع من النوع الأول : أسماء الله الحسنى ، أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، أسماء القرآن الكريم .
4- أنواع مقصود السائل :
- تعيين المسمى مثال : {ومن أعرض عن ذكري} .
- معرفة ما في الاسم من الصفة المختصة به مثال {القدوس السلام المؤمن} .
5- مثال لتفسير السلف من النوع الأول :
- تفسير قوله تعالى : { اهدنا الصراط المستقيم } .
6- النوع الثاني من اختلاف التنوع :
أمثلة على ذلك التنوع :
- قوله تعالى : {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات}
7- الاختلاف في أسباب نزول الآيات .
- مثال على اختلاف التنوع في أسباب النزول .

تلخيص الدرس :
1- الخلاف بين السلف في التفسير :
- معنى التفسير .
تبيين ألفاظه ومعناها والمراد بها .
- أنواع التفسير .
إن اللفظ يفسر بحسب الكلمة وبحسب المعنى المراد به بحسب السياق والقرائن .
- معنى السلف .
الصحابةُ والتابعونَ وتَابِعُوا التابعينَ،وهم أهلُ القرونِ الثلاثةِ الْمُفَضَّلَةِ
- نوع الخلاف بينهم .
قد يقع الخلاف بين السلف في التفسير ولكنه من نوع اختلاف التنوع وليس التضاد ، وهو أقل من اختلافهم في الأحكام .
- أسباب قلة خلافهم في التفسير .
وذلك لأن تفسير القرآن هو تبيين ألفاظه معناها والمرد بها, وهذا شيء يقل فيه الخلاف , لكن الأحكام مبنية على الاجتهاد والنظر والقياس فصار الاختلاف فيها أكثر منَ الاختلاف في التفسير؛ وذلكَ لاختلاف الناس في العلم والفهم .

2- أنواع الاختلاف :
أ- اختلاف تضاد :
- معنى الضدان : هما المتنافيان اللذان لا يمكن الجمع بينهما .
- معنى اختلاف التضاد :
اختلاف التضاد معناه أنه لا يمكن الجمع بين القولين لا بجنس ولا بنوع , وطبعا ولا بفرد من باب أولى .
- مثال على اختلاف التضاد :
مثاله قوله تعالى : {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} فالضمير في (ناداها) يعود على من؟ قال بعض المفسرين : ناداها عيسى ، ويعضهم قال : ناداها جبريل عليه السلام . فهذا الاختلاف يرجع إلى أكثر من معنى ، لأن المنادى واحد (الضمير ضمير المفرد) ، فهو إما أن يكون عيسى وإما أن يكون جبريل ، ولا يمكن أن يكون المنادى هو جبريل وعيسى معا ، فهذا يعتبر اختلاف تضاد ، لأنه لا يمكن أن تحتمل الآية المعنيين معا .
ب - اختلاف تنوع :
- معنى اختلاف التنوع .
اختلاف التنوع معناه أنه يُجمع بين القولين في الجنس ويختلفان في النوع .
- منزلة اختلاف التنوع :
إنه بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة .
- أنواع الألفاظ عند الأصوليين .
الألفاظ إما أن تكون متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
- معنى الألفاظ المترادفة : الدالة على معنى واحد .
- معنى الألفاظ المتباينة :الدالة على معنيين مختلفين .
- معنى الألفاظ المتكافئة : باعتبار دلالتها على المسمى مترادفة , وباعتبار دلالتها على معنى يختص بكل لفظ منها تكون متباينة .

3- أنواع اختلاف التنوع :
- النوع الأول من اختلاف التنوع .
هو أن يُعبر كلّ واحدٍ من السلف عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى .
- أمثلة على اختلاف التنوع من النوع الأول : أسماء الله الحسنى ، أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، أسماء القرآن الكريم .
أسماء الله الحسنى كثيرة جداً لكن مُسماها واحد , فهي مترادفة من حيث دلالتها على الذات ، متباينة من حيث اختصاص كل اسم منها في المعنى الخاص به , وكذلك أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم متعددة كالماحي والحاشر والعاقب فهي باعتبار دلالتها على الذات مترادفة ، وباعتبار دلالة كل لفظ منها على معنى آخر متباينة , وكذلك القرآن يسمى القرآن والفرقان والتنزيل وغير ذلك فهو باعتبار دلالتها على القرآن مترادفة..وباعتبار أن كل واحدٍ منها له معنى خاص متباينة.

4- أنواع مقصود السائل :
- تعيين المسمى :
إذا كان مقصود السائل تعيين المسمّى عبرنا عنه بأي اسم كان إذا عرف مسمى هذا الاسم، وقد يكون الاسم علماً، وقد يكون صفة
مثال أن يسأل سائل عن قوله تعالى : {ومن أعرض عن ذكري} ما ذكره ؟
فيقال له: هو القرآن مثلاً، أو ما أنزله من الكتب أو مثل قول العبد: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والمقصود أن يعرف أن الذكر هو كلامه المنـزل، أو هو ذكر العبد له، فسواء قيل: ذكري: كتابي أو كلامي، أو هداي أو نحو ذلك فإن المسمى واحد.
- معرفة ما في الاسم من الصفة المختصة به :
فإذًا لا بد من قدر زائد على تعيين المسمى مثل أن يسأل عن: (القدوس، السلام، المؤمن) وقد علم أنه الله ، لكن مراده: ما معنى كونه قدوساً، سلاماً، مؤمناً؟ ونحو ذلك.

5- مثال لتفسير السلف من النوع الأول :
- تفسير قوله تعالى : { اهدنا الصراط المستقيم} ، منهم من قال أن الصراط هو القرآن ، ومنهم من قال هو الإسلام ، وهما قولان متفقان لأن دين الإسلام هو اتباع القرآن، ولكن كل منهما نبه على وصف غير الوصف الآخر، كما أن لفظ (صراط) يشعر بوصف ثالث، وكذلك قول من قال: هو السنة والجماعة، وقول من قال: هو طريق العبودية، وقول من قال: هو طاعة الله ورسوله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وأمثال ذلك.
فهؤلاء كلهم أشاروا إلى ذات واحدة، لكن وصفها كل منهم بصفة من صفاتها.

6- النوع الثاني من اختلاف التنوع :
أن يذكر كلٌ منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه، وخصوصه.
أمثلة على ذلك التنوع :
- قوله تعالى : {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات}
فبعض المفسرين جعلها في أوقات الصلاة ، وبعضهم جعلها في المال ، وذلك على سبيل المثال ، فكل عمل من أعمال الخير ينقسم الناس فيه إلى ظالم لنفسه ، ومقتصد ، وسابق بالخيرات .

7- الاختلاف في أسباب نزول الآيات :
نبَّه شيح الإسلام إلى أن ما يُحكى من أسباب النزول عن السلف فإنه يحمله على اختلاف التنوع من باب المثال إذا تعددت الحكاية في سبب النزول .
وسواء كان سبب النزول صريحا أم غير صريح ، فإن القاعدة العامة هو أن أسباب النزول تعتبر أمثلة للعموم الوارد في الآية ؛ لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
- مثال على اختلاف التنوع في أسباب النزول :
قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} :
قيل : هو العاص بن أمية ، وقيل : الوليد بن المغيرة ، وقيل : أبو جهل ، وغير ذلك .
فالآية تصدق على كل منهم ويُعتبر كل منهم مثالا لمن أبغض الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولو قيل : أن المراد أبولهب لصح ذلك لأنه مبغض للرسول صلى الله عليه وسلم وهو مقطوع عن الخير ، وهكذا غيره من المشركين .

رد مع اقتباس
  #31  
قديم 21 جمادى الأولى 1436هـ/11-03-2015م, 10:12 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء هلال محمد مشاهدة المشاركة
تلخيص الجزء الأول من مقدمة التفسير لابن تيمية :
مقاصد الدرس :
1- الخلاف بين السلف في التفسير :
- معنى التفسير .
- أنواع التفسير .
- معنى السلف .
- نوع الخلاف بينهم .
- أسباب قلة خلافهم في التفسير .
2- أنواع الاختلاف :
أ- اختلاف تضاد :
- معنى الضدان .
- معنى اختلاف التضاد .
- مثال على اختلاف التضاد .
ب - اختلاف تنوع :
- معنى اختلاف التنوع .
- منزلة اختلاف التنوع :
- أنواع الألفاظ عند الأصوليين .
- معنى الألفاظ المترادفة .
- معنى الألفاظ المتباينة .
- معنى الألفاظ المتكافئة .
3- أنواع اختلاف التنوع :
أ - النوع الأول من اختلاف التنوع .
- أمثلة على اختلاف التنوع من النوع الأول : أسماء الله الحسنى ، أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، أسماء القرآن الكريم . يكفيك في هذه القائمة ذكر عنوان المسألة دون الدخول في تفاصليها.
4- أنواع مقصود السائل :
- تعيين المسمى مثال : {ومن أعرض عن ذكري} .
- معرفة ما في الاسم من الصفة المختصة به مثال {القدوس السلام المؤمن} .
5- مثال لتفسير السلف من النوع الأول :
- تفسير قوله تعالى : { اهدنا الصراط المستقيم } .
6- النوع الثاني من اختلاف التنوع :
أمثلة على ذلك التنوع :
- قوله تعالى : {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات}
7- الاختلاف في أسباب نزول الآيات .
- مثال على اختلاف التنوع في أسباب النزول .
أحسنت بارك الله فيك، وهناك بعض الملاحظات اليسيرة على قائمة العناصر توضح لك بعد قليل إن شاء الله.
تلخيص الدرس :
1- الخلاف بين السلف في التفسير :
- معنى التفسير .
تبيين ألفاظه ومعناها والمراد بها .
- أنواع التفسير .
إن اللفظ يفسر بحسب الكلمة وبحسب المعنى المراد به بحسب السياق والقرائن .
- معنى السلف .
الصحابةُ والتابعونَ وتَابِعُوا التابعينَ،وهم أهلُ القرونِ الثلاثةِ الْمُفَضَّلَةِ
- نوع الخلاف بينهم .
قد يقع الخلاف بين السلف في التفسير ولكنه من نوع اختلاف التنوع وليس التضاد ، وهو أقل من اختلافهم في الأحكام .
- أسباب قلة خلافهم في التفسير .
وذلك لأن تفسير القرآن هو تبيين ألفاظه معناها والمرد بها, وهذا شيء يقل فيه الخلاف , لكن الأحكام مبنية على الاجتهاد والنظر والقياس فصار الاختلاف فيها أكثر منَ الاختلاف في التفسير؛ وذلكَ لاختلاف الناس في العلم والفهم .

2- أنواع الاختلاف :
أ- اختلاف تضاد :
- معنى الضدان : هما المتنافيان اللذان لا يمكن الجمع بينهما .
- معنى اختلاف التضاد :
اختلاف التضاد معناه أنه لا يمكن الجمع بين القولين لا بجنس ولا بنوع , وطبعا ولا بفرد من باب أولى .
- مثال على اختلاف التضاد :
مثاله قوله تعالى : {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} فالضمير في (ناداها) يعود على من؟ قال بعض المفسرين : ناداها عيسى ، ويعضهم قال : ناداها جبريل عليه السلام . فهذا الاختلاف يرجع إلى أكثر من معنى ، لأن المنادى واحد (الضمير ضمير المفرد) ، فهو إما أن يكون عيسى وإما أن يكون جبريل ، ولا يمكن أن يكون المنادى هو جبريل وعيسى معا ، فهذا يعتبر اختلاف تضاد ، لأنه لا يمكن أن تحتمل الآية المعنيين معا .
ب - اختلاف تنوع :
- معنى اختلاف التنوع .
اختلاف التنوع معناه أنه يُجمع بين القولين في الجنس ويختلفان في النوع .
- منزلة اختلاف التنوع :
إنه بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة .
- أنواع الألفاظ عند الأصوليين .
الألفاظ إما أن تكون متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
- معنى الألفاظ المترادفة : الدالة على معنى واحد .
- معنى الألفاظ المتباينة :الدالة على معنيين مختلفين .
- معنى الألفاظ المتكافئة : باعتبار دلالتها على المسمى مترادفة , وباعتبار دلالتها على معنى يختص بكل لفظ منها تكون متباينة .

3- أنواع اختلاف التنوع :
- النوع الأول من اختلاف التنوع .
هو أن يُعبر كلّ واحدٍ من السلف عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى .
- أمثلة على اختلاف التنوع من النوع الأول : أسماء الله الحسنى ، أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، أسماء القرآن الكريم .
أسماء الله الحسنى كثيرة جداً لكن مُسماها واحد , فهي مترادفة من حيث دلالتها على الذات ، متباينة من حيث اختصاص كل اسم منها في المعنى الخاص به , وكذلك أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم متعددة كالماحي والحاشر والعاقب فهي باعتبار دلالتها على الذات مترادفة ، وباعتبار دلالة كل لفظ منها على معنى آخر متباينة , وكذلك القرآن يسمى القرآن والفرقان والتنزيل وغير ذلك فهو باعتبار دلالتها على القرآن مترادفة..وباعتبار أن كل واحدٍ منها له معنى خاص متباينة.
لابد من ذكر أمثلة قرآنية لأننا نتكلم على خلاف ورد في التفسير، وما ذكرتيه مما يتعلق بمفهوم التكافؤ يمكنك إلحاقه بمسألة أنواع الألفاظ.
4- أنواع مقصود السائل : اسم المسألة الأنسب: أثر فهم مقصود السائل في عبارة المفسر.
- تعيين المسمى :
إذا كان مقصود السائل تعيين المسمّى عبرنا عنه بأي اسم كان إذا عرف مسمى هذا الاسم، وقد يكون الاسم علماً، وقد يكون صفة
مثال أن يسأل سائل عن قوله تعالى : {ومن أعرض عن ذكري} ما ذكره ؟
فيقال له: هو القرآن مثلاً، أو ما أنزله من الكتب أو مثل قول العبد: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والمقصود أن يعرف أن الذكر هو كلامه المنـزل، أو هو ذكر العبد له، فسواء قيل: ذكري: كتابي أو كلامي، أو هداي أو نحو ذلك فإن المسمى واحد.
- معرفة ما في الاسم من الصفة المختصة به :
فإذًا لا بد من قدر زائد على تعيين المسمى مثل أن يسأل عن: (القدوس، السلام، المؤمن) وقد علم أنه الله ، لكن مراده: ما معنى كونه قدوساً، سلاماً، مؤمناً؟ ونحو ذلك.

5- مثال لتفسير السلف من النوع الأول : نعم، هذا ما أردناه لكن يجب أن يكون ترتيبه سابقا عن مسألة مقصود السائل.
- تفسير قوله تعالى : { اهدنا الصراط المستقيم} ، منهم من قال أن الصراط هو القرآن ، ومنهم من قال هو الإسلام ، وهما قولان متفقان لأن دين الإسلام هو اتباع القرآن، ولكن كل منهما نبه على وصف غير الوصف الآخر، كما أن لفظ (صراط) يشعر بوصف ثالث، وكذلك قول من قال: هو السنة والجماعة، وقول من قال: هو طريق العبودية، وقول من قال: هو طاعة الله ورسوله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وأمثال ذلك.
فهؤلاء كلهم أشاروا إلى ذات واحدة، لكن وصفها كل منهم بصفة من صفاتها.

6- النوع الثاني من اختلاف التنوع :
أن يذكر كلٌ منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه، وخصوصه.
أمثلة على ذلك التنوع :
- قوله تعالى : {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات}
فبعض المفسرين جعلها في أوقات الصلاة ، وبعضهم جعلها في المال ، وذلك على سبيل المثال ، فكل عمل من أعمال الخير ينقسم الناس فيه إلى ظالم لنفسه ، ومقتصد ، وسابق بالخيرات .
فاتك الكلام عن قضية الحد المطابق وفائدة التفسير بالمثال.
7- الاختلاف في أسباب نزول الآيات :
نبَّه شيح الإسلام إلى أن ما يُحكى من أسباب النزول عن السلف فإنه يحمله على اختلاف التنوع من باب المثال إذا تعددت الحكاية في سبب النزول .
وسواء كان سبب النزول صريحا أم غير صريح ، فإن القاعدة العامة هو أن أسباب النزول تعتبر أمثلة للعموم الوارد في الآية ؛ لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
اختصرت الكلام كثيرا في هذه القاعدة المهمة جدا (راجعي نموذج الإجابة)
- مثال على اختلاف التنوع في أسباب النزول :
قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} :
قيل : هو العاص بن أمية ، وقيل : الوليد بن المغيرة ، وقيل : أبو جهل ، وغير ذلك .
فالآية تصدق على كل منهم ويُعتبر كل منهم مثالا لمن أبغض الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولو قيل : أن المراد أبولهب لصح ذلك لأنه مبغض للرسول صلى الله عليه وسلم وهو مقطوع عن الخير ، وهكذا غيره من المشركين .
فاتك الكلام على مسألتين مهمتين:
ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير.
ما يتعلق بتفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض ألفاظ القرآن
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
سنتكلم إن شاء الله على أصول في تلخيص دروس مقدمة التفسير أرجو أن تتبع في بقية الملخصات، وستلمسون منها بإذن الله استيعابا أفضل للدروس، كما أن الجهد فيها سيكون أخف بإذن الله.
ونذكر بالخطوات الخمس للتلخيص العلمي السليم، وهي:
استخلاص المسائل، ترتيبها، التحرير العلمي، حسن الصياغة، حسن العرض.
1- فالواجب أولا قراءة الدرس قراءة سريعة واستخلاص عناصره.
ونقصد بالعناصر الأفكار الرئيسة التي تناولها الدرس، فمثلا كل نوع من أنواع الاختلاف الوارد في التفسير يعتبر فكرة رئيسة من أفكار هذا الدرس.
2- ثم بعد تحديد العناصر التي هي موضوعات الدرس الأساسية نستخلص من كل عنصر مسائله.
ونقصد بمسائل العنصر ما يندرج تحته من أفكار أدق كاشفة ومبينة لمحتواه.
فاختلاف التنوع الراجع الذي هو من قبيل التمثيل للعمومات، تحته مسائل مثل:
- سبب وجود هذا الاختلاف بين المفسرين
- مثاله الموضح له
- فائدته، أي لماذا التفسير بالمثال أفيد من التفسير بالحد المطابق؟
ولو أخذنا عنصرا آخر كتنوع الأسماء والأوصاف، تحته أيضا مسائل:
- سبب وجود هذا النوع بين المفسرين
- أمثلة موضحة له
- أثر مقصود السائل في تحديد عبارة المفسر.
وغير ذلك من مسائل ذكرها المؤلف عند شرحه لهذا العنصر، وكلها مسائل متصلة به مباشرة.
فالخطوة الأولى: استخلاص العناصر
والخطوة الثانية جمع كل ما يتعلق بالعنصر من مسائل متصلة به مباشرة.
والخطوة الثالثة وهي مهمة جدا وتتعلق بربط العناصر والمسائل بموضوع الدرس، ما صلتها بالموضوع؟
بعض الطلاب يضع المسألة وهو لا يعرف ما فائدة وجود هذه المسألة في الدرس، فتجد هناك شتاتا بين فقرات الملخص، فلابد إذن من نظر مدقق يكتشف به الطالب صلة وجود هذه المسألة في الدرس.
قد تكون هذه المسألة مسألة تمهيدية يجعلها المؤلف كمدخل للدرس، وقد تكون مسألة استطرادية لكن مؤكد لها علاقة بالدرس، فنعرف أين يكون موضع هذه المسائل في الملخص، وذلك حتى نضمن ترتيبا سليما واتصالا قويا لفقرات الملخص بعضها ببعض وبموضوع الدرس.
ومن خلال استخلاص العناصر والمسائل وترتيبها ترتيبا موضوعيا متصلا يمكننا عمل أول وأهم جزء في الملخص وهو الخريطة العلمية للدرس. وهي شبيهة بقائمة عناصر مخلصات دروس التفسير.
فنبدأ بذكر الموضوع الرئيس للدرس.
ثم إن كان هناك مسائل ذكرها المؤلف كمدخل للدرس نفصلها في عنصر مستقل تحت اسم: التمهيد، ولا نخلطها بمسائل العماد التي هي المسائل الرئيسة.
ثم نذكر عناصر الدرس، وتحت كل عنصر مسائله المباشرة.
ثم المسائل الاستطرادية إن وجدت
ثم العنوان الأخير وهو: خلاصة الدرس.
بعد عمل هذه القائمة والتي نسميها الخريطة العلمية للدرس، نبدأ في تلخيص كلام الشراح وهو ما نسميه بالتحرير العلمي، تماما كما كنا نلخص كلام المفسرين تحت كل مسألة.
وكل ذلك يتبين لك بمطالعة نموذج الإجابة، ونرجو أن تقتدي به في التطبيقات القادمة إن شاء الله.


أنواع اختلاف التنوع

عناصر الدرس:
● موضوع الدرس
تمهيد:
... - معنى اتّفاق السلف في التفسير
... -
بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
... - أنواع الألفاظ عند الأصوليين
أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
● القسم الأول: اختلاف التضاد
... - معنى اختلاف التضاد.
... - مثاله.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
... - معنى اختلاف التنوع
... - أنواع اختلاف التنوع
... ..أ.
اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
.....ب. اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.

أ: اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
..تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
...- سببه
..- مثاله

..الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
.. أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.

ب: اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.
..
التفسير بالمثال.
. - سببه
..- مثاله
..فائدة التفسير بالمثال

تنبيهات في اختلاف التنوع
- قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول

- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
● خلاصة الدرس


تلخيص الدرس


● موضوع الدرس
موضوع الدرس هو شرح أنواع اختلاف التنوع الوارد عن السلف في التفسير.


● تمهيد
معنى اتّفاق السلف في التفسير

- اتفاق السلف في تفسير الآية أو الكلمة ليس معناه اتفاق أقوالهم في الألفاظ والحروف، بل يقصد بالاتفاق اتفاقهم في المعنى، ولا يعدّ اختلاف الألفاظ مع الاتفاق في المعنى اختلافاً في التفسير.
- لاختلاف الألفاظ مع اتفاق المعنى أسباب منها:
أ: وقوع اللفظ في جواب سؤال السائل عن شيء معيّن.
ب: مراعاة حال من أفيد بالتفسير كحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية.
ج: النظر إلى عموم اللفظ وما يشمله.

بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل.
- اختلاف السلف في الأحكام أكثر منه في التفسير.

أنواع الألفاظ عند الأصوليين.
الألفاظ عند الأصوليين خمسة:
متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
- الألفاظ المترادفة: هي الألفاظ التي تدل على مسمى واحد أو معنى واحد، كأسماء الأسد.
- الألفاظ المتباينة: هي الألفاظ المختلفة التي تدل على معان مختلفة، كالسيف والفرس.

- الألفاظ المتكافئة: هي الألفاظ التي تتفق في دلالتها على الذات، وتختلف في دلالتها على الصفات، كما قيل في اسم السيف المهند والبتار والصارم، ومثل أسماء القرآن كالفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب، وأسماء الله الحسنى كالقدوس والسلام والسميع والعليم، وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم كأحمد ومحمد والماحي والحاشر والعاقب، فهذه الأسماء مختلفة في الصفات مشتركة في دلالتها على الذات.



أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- ينقسم الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير إلى قسمين: اختلاف تنوع واختلاف تضاد.

- غالب ما صح عن السلف من الاختلاف يعود إلى اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد.

● القسم الأول: اختلاف التضاد
- معنى
اختلاف التضادِّ: هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ.
- ومثالُه: مرجع الضمير المستتر في قوله تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا}.
-
قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى، وبعضُهم قال:ناداها جبريل، فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ، فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا
.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
-
معنى اختلاف التنوُّعِ: هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ،
إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ فتُحملُ الآية عليها جميعا.
- أنواع اختلاف التنوع
: ينقسم اختلافَ التنوُّعِ إلى قسمين:-
- قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.
- قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.


القسم الأول: ما ترجع فيه الأقوال إلى أكثر من معنى وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
سببه: تعبير المفسر عن المعنى المراد بعبارة غير عبارة المفسر الآخر تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى، بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة.

مثاله: معنى الذكر في قوله تعالى:
{ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}
- قيل: ذكري كتابي، أو كلامي، أو هداي.
- هذه الأسماء مختلفة في المعنى لكنّها متفقة على دلالتها على شيء واحد وهو القرآن.
مثال آخر: تفسير: "الصراط المستقيم" في قوله تعالى:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
- قال بعض السلف: هو القرآن، وقال بعضهم: هو الإسلام، ومنهم من قال: هو طريق العبودية، ومنهم من قال: طاعة الله ورسوله، ومنهم من قال: أبو بكر وعمر.
-
هذه الألفاظ إذا نظرنا إليها نجدها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ، وهي تعودُ إلى أمر واحد في الحقيقة.
- إذا عُبِّرَ عن الصراطِ بأنه القرآنُ أو بأنه الإسلامُ، أو بأنه اتِّباعُ طريقِ أبي بكرٍ وعمرَ مَثَلًا، فهذا كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّه يرجِعُ إلى أمر واحد يعرف به الصراطُ المستقيمُ.

الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
- قد يعبّر عن الشيء بما يدلّ على عينه، وقد يعبّر عنه ببيان صفة من صفاته.
مثاله:
عندَما يقال: أحمدُ هو الحاشِرُ، فليس المرادُ أنَّ معنى أحمدَ هو معنى الحاشِرِ، وإنما المرادُ أنَّ أحمدَ هو الحاشِرُ، وهو الماحِي، وهكذا في سائر صفاته.
مثال آخر: إذا قيل: إن المراد بالذكر في قوله: {ومن أعرض عن ذكري} أنه هداي أو كتابي أو كلامي، فهي صفات راجعة إلى ذات واحدة.
مثال آخر: ما قيل في معنى الصراط المستقيم.

أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.
- قد يكون مراد السائل معرفة العين المرادة باللفظ؛ وقد يكون مراده معرفة معنى الصفة التي وصفت بها العين؛ فيفسّر له بحسب حاجته.
مثاله: تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}.
- قد يكون قصد السائل معرفة المراد بالذكر في الآية؛ فيبيّن له بما يدلّ على أنه القرآن؛ فقد يقال: هو القرآن، وقد يقال: هو كلام الله، وقد يقال: هو الكتاب، وكلها ألفاظ عائدة إلى مراد واحد.
- وقد يعرف السائل أنّ المراد هو القرآن؛ لكنه يسأل عن معنى وصف القرآن بالذكر؛ فيفسّر له اللفظ بما يدلّ على معنى الصفة.
مثال آخر: معنى القدّوس.
- إذا كان قصد السائل معرفة المراد بالقدّوس؛ فيفسّر له بما يدلّ على أنّ المراد به هو الله تعالى.
- وإذا كان يعرف أنّ المراد به هو الله؛ لكنّه يسأل عن معنى وصفه بالقدّوس؛ فيكون التفسير بعبارات تبيّن معنى هذه الصفة، وهذا قدر زائد على تعيين المسمّى.
تنبيه:
- كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.


● القسم الثاني: ما ترجع فيه الأقوال إلى معنى واحد وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: التفسير بالمثال.
سببه: تعبير المفسر عن الاسم العام ببعض أفراده على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه.
مثاله: تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}
1: ذَكرَ بعضُهم أنَّ السَّابِقَ هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ، والمقتصِدَ الذي يُصلِّي في أثنائِه، والظالِمَ لنَفسِه هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ.
- مَن فسَّرَ هذه الآيةَ بهذا التفسيرِ اقتصر على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ، وهو الصلاةُ المفروضةُ، وأداؤُها في الوقتِ المحدَّدِ، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ لا يَدخُلُ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ.

2: ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ [أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ]، والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ، والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ.
- هذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ، وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك.
مثال آخر: تفسير النعيم في قوله تعالى:
{ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
- قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ، والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ.
- ما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ؛ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ: (({ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})). فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
مثال آخر: معنى الحفدة في قوله تعالى:
{وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات}
- اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن، وقال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات، وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
- هذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك.
- الحفد في اللغة هو المسارعة،
وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.
-
فمن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده، ،
وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
- وكذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
- وكذلك الأصهار أزواج البنات؛ الأصل أنهم يرضون ويسرعون في إرضاء آباء أولادهم من جهة البنات، وهكذا.

مثال آخر: معنى الحسنة في قوله تعالى: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة } النحل.
- قال بعض المفسرين من السلف هي: المال، وقال آخرون: هي الزوجات والجواري، وقال آخرون: هي الإمارة.
- هذه تفاسير ظاهرها مختلف، لكن في الحقيقة يجمعها الحسن الذي يلائمهم، والحسنة فسرها العلماء بأنها ما يلائم الطبع ويسر النفس، وهم كانوا ظلموا من جهة أموالهم فإعادة الأموال والتوسع وتوسيع الأموال عليهم وكثرة الأرزاق عندهم هذا حسنة لا شك، والإمارة من ذلك والزوجات وكثرة الجواري لما حرموا منها في أول الإسلام من ذلك.

- إذاً فهذه التفاسير ترجع إلى شيء واحد ولا يعتبر هذا اختلافاً؛ لأن كل واحد ينظر إلى جهة.

فائدة التفسير بالمثال
- التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق، لأن التحديد الدقيق للمصطلحات الشرعية ليس دائما صحيحا، وبالتالي لا يستفاد منه في العلم بحقيقة الشيء ومعرفته، كما أن العقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف فقيل له: هذا خبز.
- ومن فوائد التفسير بالمثال أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية؛ فقد يرى المفسر حاجة السائل فيفسر له الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين، فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف


تنبيهات في اختلاف التنوع
-
قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

- إذا جاء السبب واحداً مثل قولهم في آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت، ونحو ذلك فهذا لا يعني أن عموم اللفظ يخص بهذا السبب بل إن العموم له أفراد ومن أفراده هذه الحادثة التي حدثت.
- ودليله ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً)) وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
.
- قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ.

- ومثال ذلك
المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فقد ورد فيها أقوال:
فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.

وبالنظر إلى معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.
فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ.


- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.

- إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.
- ومثالُ ذلك معنى القوة في قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}، فقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالرمي وفسرها غيره بذكور الخيل وبعضهم فسرها بالسيوف والرماح.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
- يمكننا الحكم على نوع الأقوال الواردة بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها، ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة؛ فإذا كان ثَمَّ تلازم بينها وأن أحدهما يؤول إلى الآخر أو مرتبط بالآخر لا يقوم هذا إلا بهذا، أو أنها صفات مختلفة كل واحد ينظر إلى جهة فإن هذا لا يسمى اختلافاً لأن هذه الأقوال مؤداها واحد.

● خلاصة الدرس
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل وأنها من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد.
- واختلاف التنوع هو ما يمكن اجتماعه في المفسر دون تعارض، أما اختلاف التضاد فهو ما يلزم من القول بأحد القولين انتفاء الآخر.
- ومن اختلاف التنوع ما يعود إلى معنى واحد، ومنه ما يعود إلى أكثر من معنى.
- من أنواع اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى واحد: اختلاف الأسماء والأوصاف التي يعبر بها عن المعنى المراد.
- سبب هذا النوع هو اختلاف العبارات التي يذكرها المفسرون في المراد في الآية مع اتفاقها في الدلالة على المسمى، ومن أمثلتها تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}، وتفسير الصراط المستقيم.

-
كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.
- لابد من معرفة مقصود السائل لأنه محدد لعبارة المفسر.
- من اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد هو التفسير بالمثال.
- سبب هذا النوع هو التعبير عن الاسم العام ببعض أفراده وتعريف المستمع بتناول الآية له والتنبيه على نظيره، لأن التعريف بالمثال أسهل من التعريف بالحد المطابق.
- من اختلاف التنوع تعدد أسباب النزول التي يذكرها المفسر وذلك عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

- إذا
فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.

- الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير يكون بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة.


ويطالع هذا الدرس للأهمية:
الدرس السابع: طريقة تلخيص الدروس العلمية



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 26
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 93 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 25 جمادى الأولى 1436هـ/15-03-2015م, 12:04 AM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

تلخيص درس الحذف والتضمين
عناصر الدرس :
1- معنى التضمين
2- المذاهب في أحرف الجر وأحرف المعاني
- مذهب البصريين
- مذهب الكوفيين
- الراجح في المذاهب وسبب الترجيح
3- ضابط الحكم على وجود الحذف والتضمين
4- كيفية التعرف على الفعل المحذوف والمضمن في الآية
5- طريقة أهل السنة في باب التضمين
6- علاقة الحذف والتضمين باختلاف التنوع
7- فائدة قاعدة التضمين في التفسير
8- أمثلة على قاعدة التضمين
تلخيص الدرس
1- معنى التضمين :
إذا تعدى الفعل بحرف جر لا يناسبه فهذا معناه أن يثبت معنى الفعل الأصلي ويتضمن معنى فعل أخر في داخله يناسب حرف الجر
2- المذاهب في أحرف الجر وأحرف المعاني :
- مذهب البصريين :
التضمين : إذا تعدى الفعل بحرف جر لا يناسبه فهذا معناه أن يثبت معنى الفعل الأصلي ومعه يثبت معنى فعل مضمن فيه في داخله يناسب حرف الجر
- مذهب الكوفيين
التعاقب : وهو أن الأحرف قد ينوب بعضها عن بعض في المعنى .
- الراجح في المذاهب وسبب الترجيح
الراجح هو رأي مذاهب البصريين ، لأن التضمين أبلغ في اللغة من تعاقب الحروف ، حيث أن التضمين يتضمن معنى زائدا على المعنى الأصلي للكلمة ، وإلا فإن تعاقب الحروف لمجرد التفنن في الكلام ليس له معنى .
3- ضابط الحكم على وجود الحذف والتضمين :
الفعل إذا كانت الجادة أن يعدى بنفسه أو يعدى بحرف جر ثم خولف في الجادة وأتي بحرف جر آخر فهذا معناه أن يثبت معنى الفعل الأصلي ومعه يثبت معنى فعل مضمن فيه في داخله يناسب حرف الجر.
4- كيفية التعرف على الفعل المحذوف والمضمن في الآية :
أن نذهب إلى الفعل الذي يناسب التعدية بحرف الجر الموجود ، وهذا لابد له من العلم بمعرفة حروف المعاني ، فالتضمين يحتاج إلى الدقة في الاختيار ، وإلى معرفة بالروابط والعلاقات بين الفعل والحرف .
5- طريقة أهل السنة في باب التضمين :
يقولون المعنى الأول مراد ومعه المعنى الثاني الذي يناسبه التعدية، وذلك بخلاف المؤولين الذين لا يثبتون المعنى المُتَضمَّن لفساد في عقيدتهم وأهوائهم .
6- علاقة الحذف والتضمين باختلاف التنوع :
التضمين يعطي معنى زائدا على المعنى الأصلي للكلمة مما يؤدي إلى معان مختلفة للفظ الواحد ، فيكون من باب اختلاف التنوع وليس التضاد .
7- فائدة قاعدة التضمين في التفسير :
أن التضمين أبلغ من التعاقب ، وكذلك يكون المعنى أعمق من الظاهر ، كما أنه أختصار في الكلام وعدم تكرار .
8- أمثلة على قاعدة التضمين :
1- قولُه تعالى: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ}.
لوبحثنا عن فعل مناسبا للمعنى الذي تضمنته الآية فيكون المعنى : من أنصاري متوجها منيبا إلى الله .
وذلك بخلاف من يقول بالتعاقب فيكون المعنى : من أنصاري مع الله .
2- قولُه تعالى: {لَقَدْ ظَلَمَكَ بسُؤالِ نَعْجَتِكَ إلى نِعَاجِهِ}.
نجد أن لفظ الضم يتناسب في المعنى مع حرف الجر (إلى) ، فيكون المعنى : لقد ظلمك بسؤاله ضم نعجتك إلى نعاجه .

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 9 جمادى الآخرة 1436هـ/29-03-2015م, 12:55 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء هلال محمد مشاهدة المشاركة
تلخيص درس الحذف والتضمين
عناصر الدرس :
1- معنى التضمين
2- المذاهب في أحرف الجر وأحرف المعاني
- مذهب البصريين
- مذهب الكوفيين
- الراجح في المذاهب وسبب الترجيح
3- ضابط الحكم على وجود الحذف والتضمين
4- كيفية التعرف على الفعل المحذوف والمضمن في الآية
5- طريقة أهل السنة في باب التضمين
6- علاقة الحذف والتضمين باختلاف التنوع
7- فائدة قاعدة التضمين في التفسير
8- أمثلة على قاعدة التضمين

تلخيص الدرس
1- معنى التضمين :
إذا تعدى الفعل بحرف جر لا يناسبه فهذا معناه أن يثبت معنى الفعل الأصلي ويتضمن معنى فعل أخر في داخله يناسب حرف الجر
أحسنت بارك الله فيك، لكن هذه العبارة لا يطلق عليها تعريفا، فنحتاج إلى صياغة التعريف من العبارة السابقة فنقول:
التضمين هو إثبات معنى الفعل الظاهر ومعنى فعل آخر مُضمّن فيه يناسبه ويناسب حرف الجر المذكور.

2- المذاهب في أحرف الجر وأحرف المعاني : هذه عبارة عامة، لكن المقصود شيء محدد، فنقول:
مذاهب النحويين في تعدية الفعل بحرف لا يعدّى به في الجادة.
ويجب تقديم هذه المسألة عن السابقة كمدخل للكلام عن التضمين.

- مذهب البصريين :
التضمين : إذا تعدى الفعل بحرف جر لا يناسبه فهذا معناه أن يثبت معنى الفعل الأصلي ومعه يثبت معنى فعل مضمن فيه في داخله يناسب حرف الجر
- مذهب الكوفيين
التعاقب : وهو أن الأحرف قد ينوب بعضها عن بعض في المعنى .
كان من المناسب التوضيح بالمثال.

- الراجح في المذاهب وسبب الترجيح
الراجح هو رأي مذاهب البصريين ، لأن التضمين أبلغ في اللغة من تعاقب الحروف ، حيث أن التضمين يتضمن معنى زائدا على المعنى الأصلي للكلمة ، وإلا فإن تعاقب الحروف لمجرد التفنن في الكلام ليس له معنى .
وهناك مأخذ خطير على القول بالتعاقب وهو فتح باب التأويل.

3- ضابط الحكم على وجود الحذف والتضمين :
الفعل إذا كانت الجادة أن يعدى بنفسه أو يعدى بحرف جر ثم خولف في الجادة وأتي بحرف جر آخر فهذا معناه أن يثبت معنى الفعل الأصلي ومعه يثبت معنى فعل مضمن فيه في داخله يناسب حرف الجر.

4- كيفية التعرف على الفعل المحذوف والمضمن في الآية :
أن نذهب إلى (نبحث عن) الفعل الذي يناسب التعدية بحرف الجر الموجود ويناسب الفعل المذكور ، وهذا لابد له من العلم بمعرفة حروف المعاني ، فالتضمين يحتاج إلى الدقة في الاختيار ، وإلى معرفة بالروابط والعلاقات بين الفعل والحرف .

5- طريقة أهل السنة في باب التضمين :
يقولون المعنى الأول مراد ومعه المعنى الثاني الذي يناسبه التعدية، وذلك بخلاف المؤولين الذين لا يثبتون المعنى المُتَضمَّن لفساد في عقيدتهم وأهوائهم . كان يجب التوضيح لمسألة التأويل بالمثال، ولو ذكرت هذه المسألة ضمن مسألة الترجيح بين المذاهب لكان أجود.

6- علاقة الحذف والتضمين باختلاف التنوع :
التضمين يعطي معنى زائدا على المعنى الأصلي للكلمة مما يؤدي إلى معان مختلفة للفظ الواحد ، فيكون من باب اختلاف التنوع وليس التضاد .

7- فائدة قاعدة التضمين في التفسير :
أن التضمين أبلغ من التعاقب ، وكذلك يكون المعنى أعمق من الظاهر ، كما أنه أختصار في الكلام وعدم تكرار . الكلام يعتبر فيه تكرار، كما أنه متعلق أيضا بمسألة الترجيح.

8- أمثلة على قاعدة التضمين :
1- قولُه تعالى: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ}.
لو بحثنا عن فعل مناسبا للمعنى الذي تضمنته الآية فيكون المعنى : من أنصاري متوجها منيبا إلى الله .
وذلك بخلاف من يقول بالتعاقب فيكون المعنى : من أنصاري مع الله .
2- قولُه تعالى: {لَقَدْ ظَلَمَكَ بسُؤالِ نَعْجَتِكَ إلى نِعَاجِهِ}.
نجد أن لفظ الضم يتناسب في المعنى مع حرف الجر (إلى) ، فيكون المعنى : لقد ظلمك بسؤاله ضم نعجتك إلى نعاجه .
لو ذكرت خلاصة للدرس لكان حسنا.


أحسنت أختي بارك الله فيك ونفع بك.
وهذا نموذج لقائمة عناصر الدرس:
الحذف والتضمين
عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
.. - تعدية الفعل بنفسه وبالحرف.
مذاهب النحويين في تعدية الفعل بحرف لا يُعدّى به في الجادّة.
.. المذهب الأول: التعاقب
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

. المذهب الثاني: التضمين
... - شرطه
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

المذهب الراجح

● علاقة التضمين باختلاف التنوع
لماذا كانت قاعدة التضمين من أنفع قواعد التفسير؟
● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 14
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 95 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 12 جمادى الآخرة 1436هـ/1-04-2015م, 12:00 AM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

تلخيص درس المراسيل في التفسير
عناصر الدرس :
- معنى الحديث المرسل
- ضوابط قبول المراسيل في التفسير
- طرق الحكم على الصدق في النقل
- اختلاف أسانيد التفسير عن أسانيد الأحكام
- طرق التعامل مع مرويات السلف في التفسير
- الاختلاف في التفاصيل لا يبطل صحة الخبر
- مثال على صحة الخبر رغم اختلاف التفاصيل في المراسيل

تلخيص الدرس :
- معنى الحديث المرسل :
هو الذي يرفعه التابعي أو الصحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمعه منه .
[color="rgb(46, 139, 87)"]- ضوابط قبول المراسيل في التفسير :[/color]
1- أن يتعدد طرق روايته .
2- خلو طرقه من المواطأة قصدا .
3- الاتفاق بغير قصد .
4- تلقاه علماء الأمة بالقبول والتصديق .
[color="rgb(46, 139, 87)"]- طرق الحكم على الصدق في النقل :[/color]
1- ألا يكون صاحبه تعمد الكذب .
2- أن يكون صاحبه لم يخطئ فيه .
[color="rgb(46, 139, 87)"]- اختلاف أسانيد التفسير عن أسانيد الأحكام: [/color]
لا ينظر إلى أسانيد التفسير من جنس النظر في أسانيد الحديث ؛ لأن أسانيد التفسير مبناها على المسامحة وأن بعضها يعضد بعضاً إذا ترجح عند الناظر أن النقل ليس فيه خطأ ولا تعمد كذب .
[color="rgb(46, 139, 87)"]- طرق التعامل مع مرويات السلف في التفسير : [/color]
عند جمع مرويات السلف نجد أنهم اتفقوا على أمر كلي ، وهذا الأمر الكلي نجعله عمدة في التفسير ، وأما التفاصيل التي اختلفوا فيها فإن كل واحد منها يحتاج حجة مستقلة لأجل قبوله واعتباره .
- الاختلاف في التفاصيل لا يبطل صحة الخبر
إذا تعددت طرق المراسيل وخلت عن المواطأة قصدا ، كانت صحيحة قطعا ، ولكن قد يقع اختلاف في التفاصيل التي يتوهم أو يغلط فيها الواحد من الرواة ، هذا الخلاف لا يضر في صحة أصل الخبر ، ولكن يُجمع ما اتفقت عليه هذه المراسيل وترك ما اختلفت فيه .
[color="rgb(46, 139, 87)"]- مثال على صحة الخبر رغم اختلاف التفاصيل في المراسيل [/color]
حديث جابر واختلاف الروايات في مقدار ثمن الجمل ، فهذا الاختلاف لا يجعل الحديث باطلا ، لكن القصة ثابتة لأن هذا الثمن من التفاصيل التي يتوهم أو يغلط فيها الواحد من الرواة .

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 12 جمادى الآخرة 1436هـ/1-04-2015م, 01:43 AM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
عناصر الدرس :
- موضوع الدرس
- تمهيد
- معنى التفسير بالرأي
- أنواع التفسير بالرأي
- حكم التفسير بالرأي
- الضابط في التفسير بالرأي
- أسباب قلة الخطأ في تفاسير السلف
- أمثلة للتفاسير التي اعتنت بنقول السلف في التفسير.
- الجهات التي ينشأ منها الخطأ في التفسير من جهة الاستدلال
- أقسام النوع الأول من الجهات التي ينشأ منها الخطأ
- أسباب الخطأ :
1- الخطأ في الدليل والمدلول
- معناه
- مثال له
2-الخطأ في الدليل لا المدلول
- معناه
- مثال له
- خلاصة الدرس

عناصر الدرس :
- موضوع الدرس :
النوع الثاني من سببي الاختلاف ، وهو ما يُعلم بالاستدلال لا بالنقل.
- تمهيد :
ظهر التفسير بالرأي في المتأخرين الذين جاءوا بعد زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان رضي الله عنهم ، وكثر في تفاسيرهم الغلط .
- معنى التفسير بالرأي :
هو التفسير بالاجتهاد والاستنباط الصحيح .
- حكم التفسير بالرأي :
منعه بعض السلف ، وأجازه بعضهم ، مثل أكثر الصحابة ، وذلك وفقا لشروط الاجتهاد الصحيح .
- أنواع التفسير بالرأي :
1- التفسير بالرأي المحمود : وهو الاستنباط بالرأي الصحيح .
2- التفسير بالرأي المذموم : هو تفسير مردود لعدم توفر شروط التفسير بالرأي فيه .
- الضابط في التفسير بالرأي :
إذا اتبع المفسر هواه ، صار ذلك من التفسير بالرأي المذموم المردود الذي جاء الوعيد على من قال به .
- أسباب قلة الخطأ في تفاسير السلف
يقل الخطأ في تفسير السلف لأنهم راعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –، وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم وأيضاً راعوا فيه اللفظ وراعوا فيه السياق .
- أمثلة للتفاسير التي اعتنت بنقول السلف في التفسير:
مثال لها : تفسير عبدالرزاق ، وكيع ، الإمام أحمد ، اسحاق بن راهويه ، ابن جرير ، ابن أبي حاتم وغيرهم .
- الجهات التي ينشأ منها الخطأ في التفسير من جهة الاستدلال:
1- قوم اعتقدوا اعتقادات باطلة مثل أصحاب الفرق الضالة كالمعتزلة والمجسمة والقرامطة وغيرها ، وفسروا القرآن وفق ما يعتقدون وتحميل الآيات ما لا تحتمل ، وكذلك من جهة الفقه والأصول والنحو وغيره .
مثال : مثل قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛ لأنه تفسير عن هوى اعتقد اعتقادات ثم حمل القرآن عليه هذا من جهة العقيدة.
2- وقوم فسروا القرآن بدلالة اللفظ في اللغة فقط ، دون مراعاة للحال أو السياق ، ولكن قد يأتي اللفظ في القرآن له عدة معان في اللغة ، لكن لا يصلح في التفسير إلا واحدا وذلك وفقا للغة القرآن ومعهود القرآن باستقراء معنى اللفظ في باقي الآيات .
مثال: قوله تعالى : {وإنه لحب الخير لشديد } ، الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال ، فإذا جاء قوله : {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال، وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
- أقسام النوع الأول من الجهات التي ينشأ منها الخطأ :
1- قوم سلبوا لفظ القرآن ما يدل عليه ، مثال : قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ .
2- قوم يحملون اللفظ ما لم يدل عليه ولم يرد به ، مثال : قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} فهم يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
- أسباب الخطأ :
1- الخطأ في الدليل والمدلول :
- معناه : أن يعتقد المفسر اعتقادا باطلا ، ويحمله للآية وهي لا تدل عليه .
- مثال له : قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} فهم يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك ، كما أن الاعتقاد باطل .
2-الخطأ في الدليل لا المدلول
- معناه : أن يكون الاعتقاد صحيحا ، ولكن الآية لا تدل عليه .
- مثال له : قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه.
فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.
- خلاصة الدرس :
- ظهر التفسير بالرأي بعد القرون الثلاثة المفضلة .
- منعه بعض السلف ، وأجازه بعضهم وفقا لشروط الاجتهاد الصحيح .
- ينقسم التفسير بالرأي إلى تفسير محمود ، وتفسير مذموم .
- الضابط في التفسير بالرأي : إذا اتبع المفسر هواه صار ذلك في التفسير بالرأي المذموم المردود الذي جاء الوعيد على من قال به .
- قلة الخطأ في تفسير السلف .
- الجهات التي ينشأ منها الخطأ في التفسير : قوم اعتقدوا معاني وحملوا الآيات عليها ، وقوم راعوا الألفاظ فقط .
- الذين راعوا المعاني انقسموا إلى : قوم سلبوا لفظ القرآن ما دل عليه ، وقوم حمّلوا اللفظ ما لم يدل عليه .
- أقسام الخطأ : إما الخطأ في الدليل والمدلول ، أو الخطأ في الدليل لا المدلول

رد مع اقتباس
  #36  
قديم 14 جمادى الآخرة 1436هـ/3-04-2015م, 07:16 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء هلال محمد مشاهدة المشاركة
تلخيص درس المراسيل في التفسير
عناصر الدرس :
- معنى الحديث المرسل
- ضوابط قبول المراسيل في التفسير
- طرق الحكم على الصدق في النقل
- اختلاف أسانيد التفسير عن أسانيد الأحكام
- طرق التعامل مع مرويات السلف في التفسير
- الاختلاف في التفاصيل لا يبطل صحة الخبر
- مثال على صحة الخبر رغم اختلاف التفاصيل في المراسيل

تلخيص الدرس :
- معنى الحديث المرسل :
هو الذي يرفعه التابعي أو الصحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمعه منه .
[color="rgb(46, 139, 87)"]- ضوابط قبول المراسيل في التفسير :[/color] الكلام عن المراسيل وضوابط قبولها كان يفضل تأخيره لما بعد الكلام عن الحكم على صحة النقل حتى تفهم هذه الضوابط.
1- أن يتعدد طرق روايته .
2- خلو طرقه من المواطأة قصدا .
3- الاتفاق بغير قصد .
4- تلقاه علماء الأمة بالقبول والتصديق .
الاتفاق عن غير قصد كأن يكون جمعهم مجلس واحد، ثمّ حدّث كل واحد منهم بذلك الحديث المرسل، فإنّ ذلك مظنّة أن يكون المصدر واحدا، وقد يكون هذا الواحد ضعيفا، لكن إذا تعددت الطرق وانتفت شبهة تفرّد المصدر (المواطأة) فإنّه يحكم بصحة الحديث المرسل مع تلقي الآمة له بالقبول.
[color="rgb(46, 139, 87)"]- طرق الحكم على الصدق في النقل :[/color]
1- ألا يكون صاحبه تعمد الكذب .
2- أن يكون صاحبه لم يخطئ فيه .
[color="rgb(46, 139, 87)"]- اختلاف أسانيد التفسير عن أسانيد الأحكام: [/color]
لا ينظر إلى أسانيد التفسير من جنس النظر في أسانيد الحديث ؛ لأن أسانيد التفسير مبناها على المسامحة وأن بعضها يعضد بعضاً إذا ترجح عند الناظر أن النقل ليس فيه خطأ ولا تعمد كذب . كان من الممكن تقديم هذه المسألة كتمهيد للملخص.
[color="rgb(46, 139, 87)"]- طرق التعامل مع مرويات السلف في التفسير : [/color]
عند جمع مرويات السلف نجد أنهم اتفقوا على أمر كلي ، وهذا الأمر الكلي نجعله عمدة في التفسير ، وأما التفاصيل التي اختلفوا فيها فإن كل واحد منها يحتاج حجة مستقلة لأجل قبوله واعتباره .
- الاختلاف في التفاصيل لا يبطل صحة الخبر
إذا تعددت طرق المراسيل وخلت عن المواطأة قصدا ، كانت صحيحة قطعا ، ولكن قد يقع اختلاف في التفاصيل التي يتوهم أو يغلط فيها الواحد من الرواة ، هذا الخلاف لا يضر في صحة أصل الخبر ، ولكن يُجمع ما اتفقت عليه هذه المراسيل وترك ما اختلفت فيه .
[color="rgb(46, 139, 87)"]- مثال على صحة الخبر رغم اختلاف التفاصيل في المراسيل [/color]
حديث جابر واختلاف الروايات في مقدار ثمن الجمل ، فهذا الاختلاف لا يجعل الحديث باطلا ، لكن القصة ثابتة لأن هذا الثمن من التفاصيل التي يتوهم أو يغلط فيها الواحد من الرواة .
أحسنت، بارك الله فيك
توجد ملاحظات على خطوة الترتيب، كما أنك لم تذكري أيّ مثال للمراسيل ولا لكيفية التعامل معها.
وإليك قائمة المسائل:

المراسيل في التفسير
عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- أكثر الأخبار المنقولة في التفسير ليست مرفوعة وإنما أغلبها موقوفا.
- ما كان من هذه الأخبار مرفوعا يكون مرسلا على الغالب
- مجيء الحديث والأسانيد على هذا النحو ليس موجبا لردّه.
- التعامل مع أسانيد التفسير ليس كالتعامل مع الأسانيد في الحديث
- يُقبل النقل إذا صدق فيه صاحبه.


شروط الحكم على صدق النقل
..1- انتفاء الكذب العمد
..2- انتفاء الخطأ

أولا: التحقق من انتفاء الكذب في النقل
..1- تعدد طرقه
. .2- خلوه من المواطأة والاتفاق
- غالب من يروون أسانيد التفسير لا يتعمّدون الكذب خاصة من الصحابة والتابعين وكثير من تابعي التابعين، لكن قد يعرض لهم الخطأ والنسيان.

ثانيا: التحقق من انتفاء الخطأ في النقل

- اتفاق الروايات في أصل الخبر يجزم بصحته
- اختلاف الروايات في التفاصيل يُحتاج فيه إلى ترجيح بطرق أخرى مستقلة.
- مثال: قصة جمل جابر رضي الله عنه

● تعريف المرسل
● ضابط الحكم على صحة المرسل.
. .1- تعدد طرقه
. .2- خلوه من المواطأة والاتفاق
3- تلقّي العلماء له بالقبول

أمثلة للتعامل مع مرويات السلف في التفسير
- تفسير "البيت المعمور" في قوله تعالى: {والبيت المعمور} سورة الطور

هذه الطريقة تطبّق على المراسيل وعلى غيرها بل يستفاد منها في التاريخ والأدب وغير ذلك.
خلاصة الدرس.
تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 18
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 16
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 94 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #37  
قديم 15 جمادى الآخرة 1436هـ/4-04-2015م, 04:33 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء هلال محمد مشاهدة المشاركة
الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
عناصر الدرس :
- موضوع الدرس
- تمهيد
- معنى التفسير بالرأي
- أنواع التفسير بالرأي
- حكم التفسير بالرأي
- الضابط في التفسير بالرأي
- أسباب قلة الخطأ في تفاسير السلف
- أمثلة للتفاسير التي اعتنت بنقول السلف في التفسير.
- الجهات التي ينشأ منها الخطأ في التفسير من جهة الاستدلال
- أقسام النوع الأول من الجهات التي ينشأ منها الخطأ
- أسباب الخطأ :
1- الخطأ في الدليل والمدلول
- معناه
- مثال له
2-الخطأ في الدليل لا المدلول
- معناه
- مثال له
- خلاصة الدرس

عناصر الدرس :
- موضوع الدرس :
النوع الثاني من سببي الاختلاف ، وهو ما يُعلم بالاستدلال لا بالنقل.
- تمهيد :
ظهر التفسير بالرأي في المتأخرين الذين جاءوا بعد زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان رضي الله عنهم ، وكثر في تفاسيرهم الغلط .
- معنى التفسير بالرأي :
هو التفسير بالاجتهاد والاستنباط الصحيح .
- حكم التفسير بالرأي :
منعه بعض السلف ، وأجازه بعضهم ، مثل أكثر الصحابة ، وذلك وفقا لشروط الاجتهاد الصحيح .
- أنواع التفسير بالرأي :
1- التفسير بالرأي المحمود : وهو الاستنباط بالرأي الصحيح .
2- التفسير بالرأي المذموم : هو تفسير مردود لعدم توفر شروط التفسير بالرأي فيه .
- الضابط في التفسير بالرأي :
إذا اتبع المفسر هواه ، صار ذلك من التفسير بالرأي المذموم المردود الذي جاء الوعيد على من قال به .
- أسباب قلة الخطأ في تفاسير السلف
يقل الخطأ في تفسير السلف لأنهم راعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –، وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم وأيضاً راعوا فيه اللفظ وراعوا فيه السياق .
- أمثلة للتفاسير التي اعتنت بنقول السلف في التفسير:
مثال لها : تفسير عبدالرزاق ، وكيع ، الإمام أحمد ، اسحاق بن راهويه ، ابن جرير ، ابن أبي حاتم وغيرهم .
- الجهات التي ينشأ منها الخطأ في التفسير من جهة الاستدلال:
1- قوم اعتقدوا اعتقادات باطلة مثل أصحاب الفرق الضالة كالمعتزلة والمجسمة والقرامطة وغيرها ، وفسروا القرآن وفق ما يعتقدون وتحميل الآيات ما لا تحتمل ، وكذلك من جهة الفقه والأصول والنحو وغيره .
مثال : مثل قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛ لأنه تفسير عن هوى اعتقد اعتقادات ثم حمل القرآن عليه هذا من جهة العقيدة.
2- وقوم فسروا القرآن بدلالة اللفظ في اللغة فقط ، دون مراعاة للحال أو السياق ، ولكن قد يأتي اللفظ في القرآن له عدة معان في اللغة ، لكن لا يصلح في التفسير إلا واحدا وذلك وفقا للغة القرآن ومعهود القرآن باستقراء معنى اللفظ في باقي الآيات .
مثال: قوله تعالى : {وإنه لحب الخير لشديد } ، الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال ، فإذا جاء قوله : {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال، وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
هناك مثال آخر يتعلق بمراعاة حال المتكلم وهو تفسيرهم لقوله تعالى: {يسألونك عن الأهلة}

- أقسام النوع الأول من الجهات التي ينشأ منها الخطأ :
1- قوم سلبوا لفظ القرآن ما يدل عليه ، مثال : قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ .
2- قوم يحملون اللفظ ما لم يدل عليه ولم يرد به ، مثال : قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} فهم يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
- أسباب الخطأ : الأسباب قد مرت، أما هذه فأنواعه
1- الخطأ في الدليل والمدلول :
- معناه : أن يعتقد المفسر اعتقادا باطلا ، ويحمله للآية وهي لا تدل عليه . ليس شرطا أن يكون الخطأ في الاستدلال سببه فساد المعتقد.
- مثال له : قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} فهم يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك ، كما أن الاعتقاد باطل .
2-الخطأ في الدليل لا المدلول
- معناه : أن يكون الاعتقاد صحيحا ، ولكن الآية لا تدل عليه . خطأ، قد خلطت بين المعتقد والمعنى المفسّر به اللفظ، وقد يأتي المعنى صحيح أحيانا والمعتقد فيه خلل، لكن نقول: أن يكون المعنى صحيحا لكن الآية لا تدل عليه.
- مثال له : قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه.
فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.
- خلاصة الدرس :
- ظهر التفسير بالرأي بعد القرون الثلاثة المفضلة .
- منعه بعض السلف ، وأجازه بعضهم وفقا لشروط الاجتهاد الصحيح .
- ينقسم التفسير بالرأي إلى تفسير محمود ، وتفسير مذموم .
- الضابط في التفسير بالرأي : إذا اتبع المفسر هواه صار ذلك في التفسير بالرأي المذموم المردود الذي جاء الوعيد على من قال به .
- قلة الخطأ في تفسير السلف .
- الجهات التي ينشأ منها الخطأ في التفسير : قوم اعتقدوا معاني وحملوا الآيات عليها ، وقوم راعوا الألفاظ فقط .
- الذين راعوا المعاني انقسموا إلى : قوم سلبوا لفظ القرآن ما دل عليه ، وقوم حمّلوا اللفظ ما لم يدل عليه .
- أقسام الخطأ : إما الخطأ في الدليل والمدلول ، أو الخطأ في الدليل لا المدلول

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
بالنسبة لعنصر التمهيد فتضم تحته في فقرة واحدة كل ما جاء بعده مما يتعلق بالتفسير بالرأي وما تميزت به تفاسير السلف.
ثم نبدأ الملخص بالعنصر الرئيسي وهو: جهات الخطأ في الاستدلال
هذه قائمة بالمسائل ستجدين تقسيمها ميسّر إن شاء الله


الاختلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- حكم التفسير بالرأي.
- فضل تفاسير الصحابة والتابعين


● جهات الخطأ في الاستدلال
.. أ:
جهة الاعتقاد
..ب: جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني

أولا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاعتقاد
- أصحابه
- أنواعه:
.. 1- النوع الأول
.. مثاله
. .2- النوع الثاني:
.. مثاله

- نوع الخطأ بناء على صحة أو خطأ المعاني المرادة.
- حكم هذا النوع من التفسير


ثانيا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني
- أصحابه
- مثاله
- حكم هذا النوع من التفسير


● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 97 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #38  
قديم 9 رجب 1436هـ/27-04-2015م, 04:47 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

تلخيص رسالة ابن رجب الحنبلي
تفسير قوله تعالى : {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}
مقاصد الرسالة :
1- دلالة الآية على ثبوت الخشية للعلماء بالاتفاق
أ- دلالة {إنما} اللغوية .
ب- الأقوال في {ما} .
2 - دلالة الآية على نفي الخشية من غير العلماء .
أ- فائدة دخول {ما} الكافة على {إن} .
ب- الخلاف في إفادة {ما} على النفي :
- هل هو بطريق المنطوق أم المفهوم ؟
- أقسام من يقول بدلالة {ما} على النفي بطريق المفهوم .
- دلالة {ما} على النفي هل بطريق النص أم الظاهر ؟
ج- الخلاف في إفادة {ما} للحصر :
د- الرد على من قال أن {ما} لا تفيد الحصر ولا تثبت معنى زائد.
3- دلالة الآية على نفي العلم من غير أهل الخشية .
4- ثبوت الخشية لأفراد العلماء :
5- أقوال السلف في تفسير الآية .
6- بيان أن العلم يوجب الخشية ، وفقده يستلزم فقد الخشية .
7- علاقة العلم بالخشية .
8- أكمل وجوه العلم .
9- أنواع العلماء .
مسائل استطرادية :
1- أقوال العلماء في التائب هل يعود إلى ما كان عليه قبل المعصية ؟
2- هل يجزم بقبول التوبة إذا استكملت شروطها ؟
3- العقوبات التي تلحق من عفي عنه بغير أسباب مكفرة .
4- تبعات الذنوب وعواقبها .
5- تبعات الطاعات وثوابها .
6- دور العقل في التحسين والتقبيح .

تلخيص رسالة ابن رجب الحنبلي
تفسير قوله تعالى : {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}
مقاصد الرسالة :
1- دلالة الآية على ثبوت الخشية للعلماء بالاتفاق :
1- صيغة {إنما} تقتضي ثبوت المذكور بالاتفاق .
أ- دلالة {إنما} اللغوية :
الجمهور على أن {إن} تفيد التأكيد ، و{ما} فهي كافة .
ب- الأقوال في {ما} :
1- جمهور النحاة أنها زائدة تدخل على إن وأخواتها فتكفها عن العمل .
2- ذهب بعض الكوفيين وابن دستوريه إلى أن {ما} هنا اسم مبهم بمنزلة ضمير الشأن ، والجملة بعده مفسرة له .
3- ذهبت طائفة من الأصوليين إلى أن {ما} هنا نافية وتفيد الحصر ، وأن {إن} تفيد الإثبات ، و{ما} تفيد النفي ، ومن هؤلاء أبي علي الفارسي .
وهذا القول باطل باتفاق أهل المعرفة باللسان لأن {إن} تفيد توكيد الكلام نفيا كان أو إثباتا ، وما زائدة كافة لا نافية .
4- {ما} هنا بمعنى الذي ، والعلماء خبر والعائد مستتر في يخشى .
2 - دلالة الآية على نفي الخشية من غير العلماء .
أ- فائدة دخول {ما} الكافة على {إن} :
الجمهور على أن {ما} هي الكافة ، وإذا دخلت على {إن} تفيد الحصر ، وهو قول ابن عقيل والقاضي .
ب- الخلاف في إفادة {ما} على النفي :
اختلف أهل اللغة في دلالة ما على النفي .
- هل هو بطريق المنطوق أم المفهوم ؟
1- ذهبت طائفة إلى أنها تدل على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء.
2- وذهبت طائفة أنها تدل على النفي بالمفهوم .
- أقسام من يقول بدلالة {ما} على النفي بطريق المفهوم :
ومن قال بدلالتها على النفي بالمفهوم قسمان :
1- من يرى كون المفهوم حجة بالكلية كالحنفية .
2- من يراه حجة من الجملة ، ولكن ينفيه هنا لقيام الدليل عنده على أنه لا مفهوم لها .
- دلالة {ما} على النفي هل بطريق النص أم الظاهر ؟
1- ذهب بعضهم أنها تدل على الحصر ظاهرا ويحتمل التأكيد .
2- وذهب البعض على أنها تدل على النفي والإثبات كليهما بطريق النص .
ج- الخلاف في إفادة {ما} للحصر :
1- الأدلة على ورود {ما} لغير الحصر :
قوله تعالى : { {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون} ، وقوله عليه الصلاة والسلام "إنما الربا في النسيئة" وغير ذلك .
2- الأدلة على أن أغلب موارد {ما} لا تكون للحصر :
مثل قوله تعالى : {إنما الله إله واحد} ، وقوله : {إنما أنا بشر مثلكم} ، وقوله : {إنما أنت منذر} .
والصواب: أنّها تدلّ على الحصر، ودلالتها عليه معلومٌ بالاضطرار من لغة العرب، كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنّهي وغير ذلك ولهذا يتوارد "إنّما" وحروف الشرط والاستفهام والنّفي الاستثناء كما في قوله تعالى: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون} ، ولهذا كانت كلّها واردةً في سياق نفي الشرك وإبطال إلهية سوى اللّه سبحانه .
د- الرد على من قال أن {ما} الكافة أكثر ما تفيده قوة التوكيد ولا تثبت معنى زائد:
1- أن ما الكافة إذا دخلت على الحرف تثبت معنى زائدا مثل قول ابن مالك أنها إذا دخلت على الباء تفيد التقليل كقول الشاعر :
فالآن صرت لا تحيد جوابًا ....... بما قد يرى وأنت حطيب
وكذلك إذا دخلت على الكاف تفيد معنى التعليل كقوله تعالى : {واذكروه كما هداكم} .
2- قول : {إن} تفيد التوكيد ، و{ما} الزائدة تقوي التوكيد لا يمنع ذلك أنها تفيد الحصر الذي يخرج عن إفادة قوة معنى التوكيد .
3- استعمال {إن} المكفوفة في الحصر صار حقيقة عرفية ، فدلالة إنما على الحصر هو بطريق العرف والاستعمال وليس بأصل وضع اللغة .
3- دلالة الآية على نفي العلم من غير أهل الخشية :
1- فمن جهة الحصر أيضا فإنّ الحصر المعروف المطرد فهو حصر الأول في الثاني، وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء، وأما حصر الثاني في الأول فقد ذكره الشيخ أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - وأنه قد يكون مرادًا أيضًا فيصير الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين، ومثل ذلك كقوله: {إنّما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرّحمن بالغيب}
2- وكذلك الحصر في قوله: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} فتقتضي أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم، وتقتضي أيضًا أنّ العالم من يخشى اللّه .
4- ثبوت الخشية لأفراد العلماء :
اختلف السلف في ثبوت الخشية هل هي لجنس العلماء ، أم لأفراد العلماء ، والراجح أنها لكل فرد من العلماء من جهتين :
1- إن الحصر هنا من الطرفين ، حصر الأول في الثاني والثاني في الأول ، فكل من خشى الله فهو عالم ، وكل عالم هو يخشي الله ، ومن لا يخشى الله فليس بعالم .
2- قال ابن تيمية : أن المحصور مقتضى للمحصور فيه فهو عام ، فإن العلم بما أنذرت به الرسل يوجب الخوف .
5- أقوال السلف في تفسير الآية :
تنوعت أقوال السلف في تفسير الآية :
- عن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".
- عن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ".
- عن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
- ذكر ابن أبي الدنيا عن عطاءٍ الخراسانيّ في هذه الآية: "العلماء باللّه الذين يخافونه ".
- عن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ.
-عن الربيع عن أبي العالية في قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء} قال: "الحكمة الخشية فإنّ خشية اللّه رأس كلّ حكمةٍ".
- روى الدارميّ من طريق عكرمة عن ابن عباسٍ: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} قال: "من خشي اللّه فهو عالمٌ ".
- عن يحيى بن جعدة، عن عليٍّ قال: "يا حملة العلم، اعملوا به فإنّما العالم من عمل بما علم فوافق علمه عمله، وسيكون أقوامٌ يحملون العلم ولا يجاوز تراقيهم، يخالف علمهم عملهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم.
6- بيان أن العلم يوجب الخشية ، وفقده يستلزم فقد الخشية :
1- أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية، وبهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي، وعزتي، وجلالي، وسلطاني "، ويشهد لهذا قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً" وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا"
2- أن الغفلة تمنع الخشية ، وتوقع في المحظورات ، والغفلة ضد العلم ، والغفلة والشهوة أصل الشر ، لكن الشهوة لا توجب فعل السيئات إلا مع الجهل ، ومن هنا يُعلم معنى قول النبيًّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن "
3- أن تصور المخوف يوجب الهرب منه ، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه ، فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دل ذلك على أن تصوره ليس تاما ، وفي الأثر المعروف عن الحسن وروي مرسلاً عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم ".
4- أن الجهل هو الذي جرأ العاصي على الوقوع في الكثير من الذنوب ، ولو كان عالما بحقيقة قبح الذنب لتركه خشية عقابه ، ولذا كان السلف على صحة التوبة من بعض الذنوب دون بعض خلافا للمعتزلة ، فأصل الخشية موجود لكنها غير تامة .
5- أصل ما يوقع الناس في السيئات الجهل وعدم العلم بأنها تضرهم ضررا راجحا ، أو ظن أنها تنفعهم نفعا راجحا ، ولهذا فإن الشيطان يزينها ويذكر محاسنها التي يظن أنها منافع لا مضار ، قال تعالى : {ما نهاكما ربّكما عن هذه الشّجرة إلّا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين} .
6- أن لذة الذنوب سريعة الانقضاء ، وعقوباتها أضعاف ذلك ، فلا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها .
7- ظن المقدم على مواقعة المحظور أنه سيحصل له لذته العاجلة ، ويتخلص من تبعته بأي سبب من الأسباب فينال اللذة ولا يلحق به الضرر ، وهذا من أعظم الجهل .
7- علاقة العلم بالخشية :
1- يستلزم الخشية العلم بالله بجلالة وعظمته ، وهو ما فسر به الآية جماعة من السلف .
2- أن الخشية تكون ملازمة للعلم بأوامر الله ونواهيهه وأحكامه وشرائعه .
3- بانتفاء العلم ينتفي الخشية ، لأن العلم له موجب ومقتضى يدل عليه .
8- أكمل وجوه العلم :
هو العلم بالله بجلاله وصفاته وعظمته ، والعلم بأوامر الله ونواهيهه وأحكامه وشرائعه ، وهو حالة الأنبياء والصديقين والعلماء الكُمّل .
9- أنواع العلماء :
1- فالعالم باللّه وبأوامر اللّه: الذي يخشى اللّه ويعلم الحدود والفرائض ، وهو أفضلهم .
2- العالم باللّه ليس بعالم بأمر اللّه: الذي يخشى اللّه ولا يعلم الحدود والفرائض.
3- العالم بأمر اللّه ليس بعالم باللّه: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى اللّه عزّ وجلًّ.
مسائل استطرادية :
1- أقوال العلماء في التائب : هل يعود إلى ما كان عليه قبل المعصية ؟
على قولين معروفين، والقول بأنه لا يمكن عوده إلى ما كان عليه قول أبي سليمان الدّرانيّ وغيره .
2- هل يجزم بقبول التوبة إذا استكملت شروطها ؟
على قولين: فالقاضي أبو بكر وغيره من المتكلمين على أنّه لا يجزم بذلك، ولكنّ أكثر أهل السنة والمعتزلة وغيرهم على أنه يقطع بقبولها
3- العقوبات التي تلحق من عفي عنه بغير أسباب مكفرة :
1- ما فاته من ثواب المحسنين كما قال تعالى: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون
2- ما يلحقه من الخجل والحياة من الله عند عرضه عليه وتقريره بأعماله كما في حديث أبي هريرة .
4- تبعات الذنوب وعواقبها :
إن المعاصي تغلق أبواب الجنة المعجلة، وتفتح أبواب الجحيم العاجلة من الهمّ والغمّ، والضيق والحزن والتكدر وقسوة القلب وظلمته وبعده عن الربّ - عزّ وجلّ - وعن مواهبه السّنيّة الخاصة بأهل التقوى.
5- تبعات الطاعات وثوابها :
إن في الطاعة من اللذة والسرور والابتهاج والطمأنينة وقرة العين أمر ثابتٌ بالنصوص المستفيضة وهو مشهودٌ محسوسٌ يدركه بالذوق والوجد من حصل له ولا يمكن التعبير بالكلام عن حقيقته، والآثار عن السلف والمشايخ العارفين في هذا الباب كثيرةٌ موجودةٌ حتّى كان بعض السلف يقول: "لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ".
6- دور العقل في التحسين والتقبيح .
على قولين : كأبي الحسن التميمي وأبي الخطاب على أنّ ذلك لا يجوز عقلاً أيضا ، وأما من قال بوقوع مثل ذلك شرعًا فقوله شاذٌ مردودٌ.
والصواب : ما أمر اللّه به عباده فهو عين صلاحهم وفلاحهم في دنياهم وآخرتهم ، فإنّ حقيقة العبد وخاصيته هي قلبه وروحه ولا صلاح له إلا بتألهه لإلهه الحقّ الذي لا إله إلا هو .
وكذلك ما حرّمه اللّه على عباده وهو عين فسادهم وضررهم في دينهم ودنياهم، ولهذا حرّم عليهم ما يصدّهم عن ذكره وعبادته كما حرم الخمر والميسر ، فلا دور للعقل في التحسين والتقبيح .

رد مع اقتباس
  #39  
قديم 12 رجب 1436هـ/30-04-2015م, 10:25 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

فهرسة : آخر من نزل من القرآن

عناصر الموضوع:
1- آخر سورة نزلت جميعاً
2- آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
- القول الأول: سورة النصر
- القول الثاني: سورة التوبة
- القول الثالث: سورة المائدة
3- آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
- القول الثاني: آية الكلالة
- القول الثالث: آية الربا
- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
4- آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
5- أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
6- أواخر مخصوصة
7- إشكال وجوابه

آخر ما نزل من القرآن


1- آخر سورة نزلت جميعاً

- عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم أي آخر سورةٍ نزلت جميعًا؟ قلت: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال : صدقت).
رواه مسلم في صحيحه ، وابن أبي شيبة في مصنفه ، وابن كثير في تفسيره ، ورواه السيوطي في الدر المنثور عن ابن أبي شيبة وابن مردويه عن ابن عباس .

2- آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
- القول الأول: سورة النصر (سورة الفتح)
- قال الكلبي : وآخر ما نزل {إذا جاء نصر الله والفتح} وقيل: آية الربا التي في البقرة، وقيل: الآية قبلها .
- قال الذهبي : عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباس: تعلم آخر سورة من القرآن نزلت جميعا؟ قلت: نعم {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: صدقت. رواه مسلم .
- قال الذهبي : عن ابن عباس في قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه إذا فتح الله عليك فذاك علامة أجلك قال ذلك لعمر فقال: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم يا بن عباس. أخرجه البخاري بمعناه).
- قال ابن كثير : عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: آخر سورةٍ أنزلت: سورة المائدة والفتح ، رواه الترمذي .

- القول الثاني: سورة التوبة
- قال الموقري : حدثنا الزهري قال : سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن .
- قال بن سلام الهروي : عن ابن عباس ، عن عثمان قال : كانت براءة من آخر القرآن نزولا .
- وعن ابن أبي شيبة والبجلي وابن الضريس والذهبي وابن كثير عن البراء بن عازب قال : آخر آية نزلت : {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة} ، وآخر سورة نزلت براءة .

- القول الثالث: سورة المائدة
- قال سعيد بن منصور الخراساني : عن أبي ميسرة قال : آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة .
- قال ابن كثير : عن عبدالله بن عمرو قال : آخر سورة أنزلت سورة المائدة .
- قال السيوطي : أخرج أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه)

3- آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
- قال العبدي : عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}
- قال ابن سلام الهروي : عن عطاء بن رباح قال : آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} .
- قال ابن أبي شيبة : عن السدي قال : آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} .
- قال ابن أبي شيبة : عن عطية العوفي قال : آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون}

- القول الثاني: آية الكلالة
- قال ابن سلام الهروي ، وابن أبي شيبة ، وابن الضريس ، وابن كثير ، وروى البخاري في صحيحه : عن البراء بن عازب قال : قال:آخر آية أنزلت:{ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة }

- القول الثالث: آية الربا
- قال ابن سلام الهروي : عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس
- قال ابن الضريس البجلي : عن عمر رضي الله عنه قال: آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة .

- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
- قال ابن سلام الهروي : عن ابن شهاب قال : آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين .

- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
- قال الموقري : عن الزهري قال : آخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}
- قال العبدي ، وابن الضريس البجلي : عن أبي بن كعب قال : إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها
- قال أبو عمرو الداني : عن جابر بن زيد .. وآخر آية أنزلت قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} .

4- آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
- قال ابن الضريس البجلي : عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
قال: (فهذا آخر ما أنزل من القرآن).
قال: (فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}

5- أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
1- قول أبي بكر بن علي البيهقي :
- عن البراء قال : آخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}). رواه مسلم في الصحيح
- عن ابن عباس قال: ( {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} نزلت وبينها وبين موت رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد وثمانون يوما
- قال عمر بن الخطاب: (آخر ما أنزل الله عز وجل آية الربا ، فدعوا الربا والريبة).
- عن أبيِّ بن كعب قال: آخر آية نزلت: {فإن تولوا فقل حسبي الله..}
قال البيهقي : هذا الاختلاف يرجع - والله أعلم - إلى أن كل واحد منهم أخبر بما عنده من العلم، أو أراد أن ما ذكر من أواخر الآيات التي نزلت، والله أعلم .

2- قول علي بن أحمد الواحدي :
- عن البراء بن عازب يقول: آخر آية نزلت {يَستَفتونَكَ قُلِ اللهُ يُفتيكُم في الكَلالَةِ} وآخر سورة أنزلت: براءة). رواه البخاري
- عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت {وَاِتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ}
- عن عطية العوفي يقول: ( آخر آية نزلت {وَاِتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ}
- عن ابن عباس في قوله: {وَاِتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ}
- عن أبي بن كعب قال: ( أحدث القرآن بالله عهدًا: {لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِّن أَنفُسِكُم..}

3- قول علم الدين السخاوي :
- قيل آخر ما أنزل عليه صلى الله عليه وسلم {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} فبقي النبي صلى الله عليه وسلم بعدها تسعة أيام ثم قبض
- ونزلت: {اليوم أكملت لكم دينكم} في يوم عرفة، في يوم جمعة، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وثمانين ليلة .

4- قول أبو شامة المقدسي :
- وآخر ما نزل من الآيات {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} الآية.
- وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها.
- وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين.
- وقيل: آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {واتقوا يوماً} هي آخرهن.
- ونزل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم}
- ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين.
قلت: يعني العاشر من يوم مرضه.
- عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.قلت: يعني من آيات الأحكام، والله أعلم .

5- قول الكلبي :
- وآخر ما نزل {إذا جاء نصر الله والفتح} وقيل: آية الربا التي في البقرة، وقيل: الآية قبلها .

6- قال الذهبي :
- عن البراء يقول: آخر سورة نزلت (براءة) وآخر آية أنزلت (يستفتونك). متفق عليه.
- عن ابن عباس قال: آخر آية أنزلها الله آية الربا.
- قال عمر: (آخر ما أنزل الله آية الربا فدعوا الربا والريبة). صحيح.
- عن أبي قال: آخر آية نزلت {فإن تولوا فقل حسبي الله}.
فحاصله أن كلا منهم أخبر بمقتضى ما عنده من العلم .

7- قول الزركشي :
- وأما آخره فاختلفوا فيه فعن ابن عباس رضي الله عنهما: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} وعن عائشة سورة المائدة وقيل {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}
- وقال السدي: آخر ما نزل {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} وفي صحيح البخاري في تفسير سورة براءة عن البراء بن عازب رضي الله عنهما آخر آية نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} وآخر سورة نزلت براءة
- عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: آخر آية نزلت على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} ثم قرأها إلى آخر السورة .
- قال بعضهم روى البخاري آخر ما نزل آية الربا .
- وروى مسلم آخر سورة نزلت جميعا {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ}.
قال الزركشي : قال القاضي أبو بكر في الانتصار : هذه الأقوال ليس في شيء منها ما رفع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويجوز أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد وتغليب الظن وليس العلم بذلك من فرائض الدين حتى يلزم ما طعن به الطاعنون من عدم الضبط ،ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو لمفارقته له ونزول الوحي عليه بقرآن بعده .
ويحتمل أيضا أن تنزل الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها وتلاوتها عليهم بعد رسم ما نزل آخرا وتلاوته فيظن سامع ذلك أنه آخر ما نزل في الترتيب). [البرهان في علوم القرآن]

8- قال البلقيني :
- عن البراء قال : نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} وآخر سورة نزلت براءة .
- عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم آية الربا . أخرجه البخاري .

9- قال ابن حجر العسقلاني :
- وحديث البراء في آخر آية وحديث ابن عباس يُجمع بينهما بأنّهما لم ينقلاه وإنّما ذكراه عن استقراء بحسب ما اطّلعا عليه، وأولى من ذلك أنّ كلًّا منهما أراد آخريّةً مخصوصةً.
وأمّا السّورة فالمراد بعضها أو معظمها وإلّا ففيها آياتٌ كثيرةٌ نزلت قبل سنة الوفاة النّبويّة وأوضح من ذلك أنّ أوّل براءةٍ نزل عقب فتح مكّة في سنة تسعٍ عام حجّ أبي بكرٍ وقد نزل:
{اليوم أكملت لكم دينكم} الآية [المائدة: 3] وهي في المائدة في حجّة الوداع سنة عشرٍ.
فالظّاهر: أنّ المراد معظمها ولا شكّ أنّ غالبها نزل في غزوة تبوك وهي آخر غزوات النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقد قيل في آخريّة نزول براءة: أنّ المراد بعضها، فقيل: قوله: {فإن تابوا وأقاموا الصّلاة} الآية [التوبة: 5، 11]، وقيل: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم} الآية [التوبة: 128].
وأصح الأقوال في آخريّة الآية قوله تعالى: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله} الآية [البقرة: 281] كما تقدم في البقرة.
ونقل ابن عبد السّلام آخر آيةٍ نزلت آية الكلالة [النساء: 176] فعاش بعدها خمسين يومًا ثمّ نزلت آية البقرة والله أعلم)

10- قول السيوطي :
قلت: ولا منافاة عندي بين هذه الروايات في آية الربا {واتقوا يوما} وآية الدين لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف ولأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح وقول البراء: آخر ما نزل: {يستفتونك} أي في شأن الفرائض
وقال ابن حجر في شرح البخاري طريق الجمع بين القولين في آية الربا: {واتقوا يوما} أن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربا إذ هي معطوفة عليهن ويجمع بين ذلك وبين قول البراء بأن الآيتين نزلتا جميعا فيصدق أن كلا منهما آخر بالنسبة لما عداهما ويحتمل أن تكون الآخرية في آية النساء مقيدة بما يتعلق بالمواريث بخلاف آية البقرة ويحتمل عكسه والأول أرجح لما في آية البقرة من الإشارة إلى معنى الوفاء المستلزمة لخاتمة النزول انتهى .

11- قول محمد عبد العظيم الزرقاني :
أقول: ولكن النفس تستريح إلى أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} .
وذلك لأمرين:
الأول : ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها .
الثاني : التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله .

6- أواخر مخصوصة
أخر ما نزل بمكة :
1- قال ابن نصر المقري : سورة النبأ نزلت بمكة، وهي من آخر المكي الأول؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غد يوم نزلت
2- قال السخاوي : سورة النبأ : ليس فيها ناسخ ولا منسوخ ، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غداة يوم إنزالها، فهي آخر المكي الأول .
3- قال الزركشي : واختلفوا في: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فقال ابن عباس: مدنية. وقال عطاء: هي آخر ما نزل بمكة .

7- إشكال وجوابه
1- قال السيوطي :
- المشكل على قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي فقال لم ينزل بعدها حلال ولا حرام مع أنه وارد في آية الربا والدين والكلالة أنها نزلت بعد ذلك
- جوابه : قال ابن جرير :
إن الأولى أن يتأول على أنه أكمل لهم دينهم بإفرادهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون لا يخالطهم المشركون ثم أيده بما أخرجه من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وأتممت عليكم نعمتي}

2- قال الزرقاني :
الشبهة : قالوا: لماذا لا تكون آية المائدة آخر ما نزل من القرآن؟ وهي قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} . مع أنها صريحة في أنها إعلام بإكمال الله لدينه في ذلك اليوم المشهود الذي نزلت فيه وهو يوم عرفة في حجة الوداع بالسنة العاشرة من الهجرة.
والظاهر أن إكمال دينه لا يكون إلا بإكمال نزول القرآن وإتمام جميع الفرائض والأحكام.
- الجواب :
1- أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين ولعلك لم تنس أن آية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} كانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق وأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة.
2- الأقرب أن يكون معنى إكمال الدين فيها يومئذ هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون .

رد مع اقتباس
  #40  
قديم 13 رجب 1436هـ/1-05-2015م, 07:11 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء هلال محمد مشاهدة المشاركة
فهرسة : آخر من نزل من القرآن
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء هلال محمد مشاهدة المشاركة

عناصر الموضوع:
1- آخر سورة نزلت جميعاً
2- آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
- القول الأول: سورة النصر
- القول الثاني: سورة التوبة
- القول الثالث: سورة المائدة
3- آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
- القول الثاني: آية الكلالة
- القول الثالث: آية الربا
- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
4- آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
5- أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
6- أواخر مخصوصة
7- إشكال وجوابه

آخر ما نزل من القرآن


1- آخر سورة نزلت جميعاً

- عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم أي آخر سورةٍ نزلت جميعًا؟ قلت: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال : صدقت).
رواه مسلم في صحيحه ، وابن أبي شيبة في مصنفه ، وابن كثير في تفسيره ، ورواه السيوطي في الدر المنثور عن ابن أبي شيبة وابن مردويه عن ابن عباس .

2- آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
- القول الأول: سورة النصر (سورة الفتح)
- قال الكلبي : وآخر ما نزل {إذا جاء نصر الله والفتح} وقيل: آية الربا التي في البقرة، وقيل: الآية قبلها .
- قال الذهبي : عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباس: تعلم آخر سورة من القرآن نزلت جميعا؟ قلت: نعم {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: صدقت. رواه مسلم .
- قال الذهبي : عن ابن عباس في قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه إذا فتح الله عليك فذاك علامة أجلك قال ذلك لعمر فقال: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم يا بن عباس. أخرجه البخاري بمعناه). ما علاقة كونها أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن تكون آخر ما نزل؟
- قال ابن كثير : ((عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: آخر سورةٍ أنزلت: سورة المائدة والفتح ، رواه الترمذي)) .

- القول الثاني: سورة التوبة
- قال الموقري : حدثنا الزهري قال : سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن .
- قال ابن سلام الهروي : عن ابن عباس ، عن عثمان قال : كانت براءة من آخر القرآن نزولا .
- وعن ابن أبي شيبة والبجلي وابن الضريس والذهبي وابن كثير عن البراء بن عازب قال : آخر آية نزلت : {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة} ، وآخر سورة نزلت براءة .

- القول الثالث: سورة المائدة
- قال سعيد بن منصور الخراساني : عن أبي ميسرة قال : آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة،(( وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة .يقتصر على موضع الشاهد من الحديث فقط.
- قال ابن كثير : عن عبدالله بن عمرو قال : آخر سورة أنزلت سورة المائدة .
- قال السيوطي : أخرج أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت)) فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه)

3- آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
- قال العبدي : عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}
- قال ابن سلام الهروي : عن عطاء بن رباح قال : آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} .
- قال ابن أبي شيبة : عن السدي قال : آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} .
- قال ابن أبي شيبة : عن عطية العوفي قال : آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون}

- القول الثاني: آية الكلالة
- قال ابن سلام الهروي ، وابن أبي شيبة ، وابن الضريس ، وابن كثير ، وروى البخاري في صحيحه : عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال : قال:آخر آية أنزلت:{ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة }
إذا كان الحديث روي في البخاري أو مسلم أو كليهما فيقدّما في السند، ثم يذكر بقية الرواة في نسق واحد على الترتيب.
رواه البخاري، ورواه فلان وفلان وفلان ...

- القول الثالث: آية الربا
- قال ابن سلام الهروي : عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا))) , وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس
- قال ابن الضريس البجلي : عن عمر رضي الله عنه قال: آخر ما أنزل من القرآن آية الربا))) ، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة .

- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
- قال ابن سلام الهروي : عن ابن شهاب قال : آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين .

- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
- قال الموقري : عن الزهري قال : آخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}
- قال العبدي ، وابن الضريس البجلي : عن أبي بن كعب قال : إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها
- قال أبو عمرو الداني : عن جابر بن زيد .. وآخر آية أنزلت قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} .

4- آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
- قال ابن الضريس البجلي : عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
إلى هنا يقتصر في الاستشهاد على المسألة، أما بقية الأثر فيستشهد به على آخرية نزول آية: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم ...}
فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
قال: (فهذا آخر ما أنزل من القرآن).
قال: (فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}

5- أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
1- قول أبي بكر بن علي البيهقي :
- عن البراء قال : آخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}). رواه مسلم في الصحيح
- عن ابن عباس قال: ( {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} نزلت وبينها وبين موت رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد وثمانون يوما
- قال عمر بن الخطاب: (آخر ما أنزل الله عز وجل آية الربا ، فدعوا الربا والريبة).
- عن أبيِّ بن كعب قال: آخر آية نزلت: {فإن تولوا فقل حسبي الله..}
قال البيهقي : هذا الاختلاف يرجع - والله أعلم - إلى أن كل واحد منهم أخبر بما عنده من العلم، أو أراد أن ما ذكر من أواخر الآيات التي نزلت، والله أعلم .

2- قول علي بن أحمد الواحدي :
- عن البراء بن عازب يقول: آخر آية نزلت {يَستَفتونَكَ قُلِ اللهُ يُفتيكُم في الكَلالَةِ} وآخر سورة أنزلت: براءة). رواه البخاري
- عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت {وَاِتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ}
- عن عطية العوفي يقول: ( آخر آية نزلت {وَاِتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ}
- عن ابن عباس في قوله: {وَاِتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلى اللهِ} ؟؟ أين بقية الحديث؟
- عن أبي بن كعب قال: ( أحدث القرآن بالله عهدًا: {لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِّن أَنفُسِكُم..}

3- قول علم الدين السخاوي :
- قيل آخر ما أنزل عليه صلى الله عليه وسلم {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} فبقي النبي صلى الله عليه وسلم بعدها تسعة أيام ثم قبض
- ونزلت: {اليوم أكملت لكم دينكم} في يوم عرفة، في يوم جمعة، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وثمانين ليلة .

4- قول أبو شامة المقدسي :
- وآخر ما نزل من الآيات {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} الآية.
- وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها.
- وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين.
- وقيل: آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {واتقوا يوماً} هي آخرهن.
- ونزل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم}
- ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين.
قلت: يعني العاشر من يوم مرضه.
- عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.قلت: يعني من آيات الأحكام، والله أعلم .

5- قول الكلبي :
- وآخر ما نزل {إذا جاء نصر الله والفتح} وقيل: آية الربا التي في البقرة، وقيل: الآية قبلها .

6- قال الذهبي :
- عن البراء يقول: آخر سورة نزلت (براءة) وآخر آية أنزلت (يستفتونك). متفق عليه.
- عن ابن عباس قال: آخر آية أنزلها الله آية الربا.
- قال عمر: (آخر ما أنزل الله آية الربا فدعوا الربا والريبة). صحيح.
- عن أبي قال: آخر آية نزلت {فإن تولوا فقل حسبي الله}.
فحاصله أن كلا منهم أخبر بمقتضى ما عنده من العلم .

7- قول الزركشي :
- وأما آخره فاختلفوا فيه فعن ابن عباس رضي الله عنهما: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} وعن عائشة سورة المائدة وقيل {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}
- وقال السدي: آخر ما نزل {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} وفي صحيح البخاري في تفسير سورة براءة عن البراء بن عازب رضي الله عنهما آخر آية نزلت {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} وآخر سورة نزلت براءة
- عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: آخر آية نزلت على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} ثم قرأها إلى آخر السورة .
- قال بعضهم روى البخاري آخر ما نزل آية الربا .
- وروى مسلم آخر سورة نزلت جميعا {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ}.
قال الزركشي : قال القاضي أبو بكر في الانتصار : هذه الأقوال ليس في شيء منها ما رفع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويجوز أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد وتغليب الظن وليس العلم بذلك من فرائض الدين حتى يلزم ما طعن به الطاعنون من عدم الضبط ،ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو لمفارقته له ونزول الوحي عليه بقرآن بعده .
ويحتمل أيضا أن تنزل الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها وتلاوتها عليهم بعد رسم ما نزل آخرا وتلاوته فيظن سامع ذلك أنه آخر ما نزل في الترتيب). [البرهان في علوم القرآن]

8- قال البلقيني :
- عن البراء قال : نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} وآخر سورة نزلت براءة .
- عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم آية الربا . أخرجه البخاري .

9- قال ابن حجر العسقلاني :
- وحديث البراء في آخر آية وحديث ابن عباس يُجمع بينهما بأنّهما لم ينقلاه وإنّما ذكراه عن استقراء بحسب ما اطّلعا عليه، وأولى من ذلك أنّ كلًّا منهما أراد آخريّةً مخصوصةً.
وأمّا السّورة فالمراد بعضها أو معظمها وإلّا ففيها آياتٌ كثيرةٌ نزلت قبل سنة الوفاة النّبويّة وأوضح من ذلك أنّ أوّل براءةٍ نزل عقب فتح مكّة في سنة تسعٍ عام حجّ أبي بكرٍ وقد نزل:
{اليوم أكملت لكم دينكم} الآية [المائدة: 3] وهي في المائدة في حجّة الوداع سنة عشرٍ.
فالظّاهر: أنّ المراد معظمها ولا شكّ أنّ غالبها نزل في غزوة تبوك وهي آخر غزوات النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
وقد قيل في آخريّة نزول براءة: أنّ المراد بعضها، فقيل: قوله: {فإن تابوا وأقاموا الصّلاة} الآية [التوبة: 5، 11]، وقيل: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم} الآية [التوبة: 128].
وأصح الأقوال في آخريّة الآية قوله تعالى: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله} الآية [البقرة: 281] كما تقدم في البقرة.
ونقل ابن عبد السّلام آخر آيةٍ نزلت آية الكلالة [النساء: 176] فعاش بعدها خمسين يومًا ثمّ نزلت آية البقرة والله أعلم)

10- قول السيوطي :
قلت: ولا منافاة عندي بين هذه الروايات في آية الربا {واتقوا يوما} وآية الدين لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف ولأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح وقول البراء: آخر ما نزل: {يستفتونك} أي في شأن الفرائض
وقال ابن حجر في شرح البخاري طريق الجمع بين القولين في آية الربا: {واتقوا يوما} أن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربا إذ هي معطوفة عليهن ويجمع بين ذلك وبين قول البراء بأن الآيتين نزلتا جميعا فيصدق أن كلا منهما آخر بالنسبة لما عداهما ويحتمل أن تكون الآخرية في آية النساء مقيدة بما يتعلق بالمواريث بخلاف آية البقرة ويحتمل عكسه والأول أرجح لما في آية البقرة من الإشارة إلى معنى الوفاء المستلزمة لخاتمة النزول انتهى .

11- قول محمد عبد العظيم الزرقاني :
أقول: ولكن النفس تستريح إلى أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} .
أين هم الثلاثة؟؟
يلاحظ أنك كررت الكثير من الأدلة وكان الأفضل الاختصار، وهنا في هذا الموضع سيختلف الكلام فوجب ذكرها بالسند كاملا، لأن المقام مقام ترجيح.
وذلك لأمرين:
الأول : ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها .
الثاني : التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله .

6- أواخر مخصوصة
أخر ما نزل بمكة :
1- قال ابن نصر المقري : سورة النبأ نزلت بمكة، وهي من آخر المكي الأول؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غد يوم نزلت
2- قال السخاوي : سورة النبأ : ليس فيها ناسخ ولا منسوخ ، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غداة يوم إنزالها، فهي آخر المكي الأول .
3- قال الزركشي : واختلفوا في: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فقال ابن عباس: مدنية. وقال عطاء: هي آخر ما نزل بمكة .
هم قولان فقط وليس ثلاثة، فيجمع ما يتعلق بسورة النبأ في فقرة واحدة.

7- إشكال وجوابه
1- قال السيوطي :
- المشكل على قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي فقال لم ينزل بعدها حلال ولا حرام مع أنه وارد في آية الربا والدين والكلالة أنها نزلت بعد ذلك
- جوابه : قال ابن جرير :
إن الأولى أن يتأول على أنه أكمل لهم دينهم بإفرادهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون لا يخالطهم المشركون ثم أيده بما أخرجه من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وأتممت عليكم نعمتي}

2- قال الزرقاني :
الشبهة : قالوا: لماذا لا تكون آية المائدة آخر ما نزل من القرآن؟ وهي قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} . مع أنها صريحة في أنها إعلام بإكمال الله لدينه في ذلك اليوم المشهود الذي نزلت فيه وهو يوم عرفة في حجة الوداع بالسنة العاشرة من الهجرة.
والظاهر أن إكمال دينه لا يكون إلا بإكمال نزول القرآن وإتمام جميع الفرائض والأحكام.
- الجواب :
1- أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين ((ولعلك لم تنس)) مثل هذه العبارات لا تناسب التلخيص، أن آية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} كانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق وأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة.
2- الأقرب أن يكون معنى إكمال الدين فيها يومئذ هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون .
لو لخصت ما يتعلق بهذه الإشكال وجمعتيه من كلام السيوطي وابن جرير والزرقاني لكان أخصر وأفيد.

بارك الله فيك وأحسن إليك
قد أجدت في المسائل الأولى، وأحسنت عرض الأدلة الخاصة بكل مسألة مع إسنادها، وإن كان يلاحظ عليك عدم ذكر مصادر بعضها.
أما في المسألة الخاصة بكلام أهل العلم في تعدد الروايات الواردة في آخر ما نزل فيلاحظ حصول تكرار للمسائل عند ذكر أقوال كل عالم.
واختصرتيها في الفقرة الخاصة بكلام الزرقاني وكانت من أهمها لأنه يرجح فيها بين الروايات.
والتكرار من المؤاخذات المهمة التي يجب أن تُتّقى في التلخيص، ولو كنت اقتصرت على رأي العالم في اختلاف المرويات فقط لكان أفضل.
وقد ذكرت أحد عشر عالما لو تأملت أقوالهم تجديها على ثلاثة مذاهب فقط:
- فمنهم من سلك مسلك الجمع، كما فعل البيهقي والسيوطي والذهبي وأبو شامة وغيرهم.
ومنهم من سلك مسلك الترجيح كابن حجر والزرقاني
ومنهم من نقد المرويات في هذا الباب وحكم عليها بالضعف، وذكر أن هذا الأمر ضبطه ليس من أصول الدين ولا يضر الجهل به، كالقاضي أبو بكر الباقلاني.
ومشكلة التكرار ملاحظة أيضا في المسألتين بعدها، فاجتهدي دائما في استيعاب أفكار الموضوع والتعبير عنها بأقل الألفاظ، وأرجو أن يراعى ذلك في واجبك التالي إن شاء الله.
وشكر الله جهدك الواضح في هذا العمل وتقبله منك.
وإليك نموذج الإجابة أرجو أن يفيدك:




خلاصة أقوال أهل العلم في آخر ما نزل من القرآن



آخر سورة نزلت جميعاً
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم آخر سورةٍ نزلت من القرآن نزلت جميعًا؟
قلت: نعم، {إذا جاء نصر الله والفتح}
قال: صدقت)
. رواه مسلم واللفظ له، ورواه ابن أبي شيبة، والنسائي (ذكره ابن كثير)، وابن مردويه (ذكره السيوطي)

آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
- القول الأول: سورة النصر، وتسمّى سورة الفتح
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم آخر سورةٍ نزلت من القرآن نزلت جميعًا؟
قلت: نعم، {إذا جاء نصر الله والفتح}
قال: صدقت)
.
رواه مسلم واللفظ له، ورواه ابن أبي شيبة، والنسائي (ذكره ابن كثير)، وابن مردويه (ذكره السيوطي)

- القول الثاني: سورة براءة

- عن ابن عباس، عن عثمان، قال: (كانت براءة من آخر القرآن نزولا). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.

- عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: (آخر سورةٍ نزلت براءة). متفق عليه، ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن، وابن أبي شيبة في مصنفه، ومحمد بن أيوب الضريس في فضائل القرآن، وأورده ابن كثير في تفسيره عن الترمذي.

- القول الثالث: سورة المائدة

- عن أبي عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: (آخر سورةٍ أنزلت: سورة المائدة والفتح).
رواه الترمذي وقال: هذا حديثٌ غريبٌ حسنٌ.

وقد روى الحاكم في مستدركه، من طريق عبد اللّه بن وهبٍ بإسناده نحو رواية التّرمذيّ، ثمّ قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه.
ذكره ابن كثير في تفسيره.
- عن جبير بن نفير قال: (حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت). أخرجه أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه"
رواه السيوطي في الدر المنثور.



آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} البقرة.
- عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: (آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }) رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.
- عن الكلبي عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} ). رواه محمد بن كثير العبدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة.
- عن مالك بن مغول، عن عطاء بن أبي رباح قال: (آخر أية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.

- القول الثاني: آية الكلالة
عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال:آخر آية أنزلت: { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } ). رواه البخاري، ورواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن أبي شيبه في مصنفه وابن الضريس في فضائله.
- القول الثالث: آية الربا
- عن الشعبي، عن ابن عباس قال: (آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.
- عن سعيد بن المسيب، عن عمر، رضي الله عنه قال: (آخر ما أنزل من القرآن آية الربا). رواه ابن الضريس في فضائل القرآن.

- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
- عن عقيل، عن ابن شهاب قال: (آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.

- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة

- عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها).
رواه محمد بن كثيرٍ العَبْدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة، وابن الضريس في فضائل القرآن واللفظ له.
- عن الربيع، عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}
قال: فهذا آخر ما أنزل من القرآن).
رواه ابن الضريس في فضائل القرآن.

آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
- عن الربيع، عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن). رواه ابن الضريس في فضائل القرآن.

مسالك العلماء في التوفيق بين الآثار المروية في آخر ما نزل في القرآن
- المسلك الأول: الجمع بين الروايات.
واختلفوا في هذا الجمع على أوجه:
الوجه الأول: ا
عتبار أن ما روي من باب الاجتهاد وغلبة الظن، ويكون الاختلاف راجعا إلى أن كل واحد من الصحابة أخبر بما عنده من العلم، فيكون آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وظن أنه لم ينزل بعده وحي.
ذكره البيهقي والذهبي والباقلاني.
الوجه الثاني:
أن يكون كل واحد أخبر عن بعض ما نزل باعتبار أنه آخر، كما في الروايات الواردة في آخرية آية الربا، وآية {واتقوا يوما}، وآية الدين؛ لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف ولأنها في قصة واحدة. ذكره السيوطي
الوجه الثالث: اعتبار أن يكونوا أرادوا أن ما ذكر من أواخر الآيات التي نزلت، ولا يُقصد بها أنها الآخرية المطلقة.

-
وذلك كما في الصحيحين من طريق البراء بن عازب أن آخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} وآخر سورة نزلت براءة.
- أمّا السّورة فالمراد بعضها أو معظمها وإلّا ففيها آياتٌ كثيرةٌ نزلت قبل سنة الوفاة النّبويّة.
ذكره ابن حجر.
الوجه الرابع: اعتبار
أنه يُراد بكل قول آخرية مخصوصة، فيكون:
- آية الربا وآية الدين آخر ما نزل من آيات الأحكام.
- قوله تعالى: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى) آخر ما نزل بعدما كان ينزل في الرجال خاصة.
لحديث أم سلمة قال: (يا رسول الله. أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء) فنزلت: (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) ونزلت: (إن المسلمين والمسلمات) ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا وآخر ما نزل بعدما كان ينزل في الرجال خاصة.

- آخر الآيات نزولا: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة}، يعني في آخر سورة نزلت (أي التوبة) .
- قوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلى محرما..} آخر ما نزل في محاجة المشركين ومخاصمتهم وهم بمكة.

- قوله تعالى:
{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} آخر ما نزل في شأن قتل المؤمن عمدا.
- قوله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} آخر ما نزل في الفرائض.
- سورة براءة آخر ما نزل في شأن تشريع القتال والجهاد.
- سورة المائدة آخر سورة نزلت في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام.

- قوله: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) إلى آخر السورة آخر ما نزل من سورة براءة لا آخر مطلق.
ويؤيده ما قيل في هاتين الآيتين أنهما مكيتان بخلاف سائر السورة.
- قوله تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا..) آخر ما نزل مثبتا محكما ولم ينسخها شيء.
- آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم سورة (إذا جاء نصر الله والفتح) ويؤيده ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنه قال حين نزلت: (نعيت إلى نفسي) وكذلك فهم كبار الصحابة. ويحتمل أيضا أنها آخر ما نزل من السور فقط لحديث ابن عباس: (آخر سورة نزلت من القرآن جميعا: (إذا جاء نصر الله والفتح)
).
ذكر ذلك السيوطي في الإتقان، والزرقاني في المناهل.

- المسلك الثاني: مسلك الترجيح بين الروايات
الأقوال الواردة في آخر ما نزل مطلقا:

الأول: أن آخر ما نزل قول الله تعالى في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}. أخرجه النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس
وكذلك أخرج ابن أبي حاتم قال: آخر ما نزل من القرآن كله {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} الآية. وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها تسع ليال ثم مات لليلتين خلتا من ربيع الأول.
الثاني: أن آخر ما نزل هو قول الله تعالى في سورة البقرة أيضا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. أخرجه البخاري عن ابن عباس والبيهقي عن ابن عمر.
الثالث: أن آخر ما نزل آية الدين في سورة البقرة أيضا وهي قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ} إلى قوله سبحانه: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} وهي أطول آية في القرآن.
واختار الزرقاني أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} .
وذلك لأمرين:
-أحدهما: ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها.
-ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله. ذكره الزرقاني
.
- ورجح ابن حجر أن آخر سورة نزلت كاملة هي سورة النصر.
، لحديث ابن عباسٍ: (تعلم آخر سورةٍ نزلت من القرآن نزلت جميعًا؟...).

- المسلك الثالث: نقد المرويات في هذا الباب كلها
- قال الباقلاني: (ليس في هذه الروايات ما رُفع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس العلم بذلك من فرائض الدين حتى يلزم ما طعن به الطاعنون من عدم الضبط).
- قول الباقلاني متعقّب بأنّ ما صح عن الصحابة في نزول القرآن فله حكم الرفع؛ فإن اختلفت الروايات فيجمع بينها إن أمكن؛ فإن لم يمكن فالترجيح.


أواخر مخصوصة
- آخر ما نزل بمكة
- سورة النبأ

روي أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر غداة يوم إنزالها.
ذكر ذلك هبة الله المقريء في الناسخ والمنسوخ، والسخاوي في جمال القراء
- سورة المطففين
اختلفوا فيها، فقال ابن عباس: مدنية. وقال عطاء: هي آخر ما نزل بمكة.
ذكره الزركشي في البرهان


إشكال وجوابه
- اعتبار قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} آخر ما نزل.
سؤال: لماذا لا يعتبر قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} آخر ما نزل
مع أنها صريحة في أنها إعلام بإكمال الله لدينه في ذلك اليوم المشهود الذي نزلت فيه وهو يوم عرفة في حجة الوداع بالسنة العاشرة من الهجرة.
والظاهر أن إكمال دينه لا يكون إلا بإكمال نزول القرآن وإتمام جميع الفرائض والأحكام.
؟

الجواب: صرّح السدّي بأن هذه الآية آخر ما نزل، مع أنه قد ثبت أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين ومنه آيات الربا والدين وآية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}
وهذه قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة.

فيكون معنى إكمال الدين هو إفراد المؤمنين بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون لا يخالطهم المشركون، ويؤيده ما أخرجه من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس: (وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وأتممت عليكم نعمتي}) وهذه خلاصة ما ذكره ابن جرير والسيوطي والزرقاني.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 17
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 13
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 13
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 88 %
وفقك الله


رد مع اقتباس
  #41  
قديم 20 رجب 1436هـ/8-05-2015م, 01:10 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

فهرسة أنواع النسخ في القرآن

معنى النسخ لغة
معنى النسخ اصطلاحا
- أنواع النسخ في القرآن
النوع الأول :
- ما نسخ خطه وحكمه
- أمثلة عليه
- حكمه
- طريقة نسخه
النوع الثاني :
- ما نسخ تلاوته وبقي حكمه
- حكمه : فيه قولان
- القول الأول
- القول الثاني
- السبب في نسخ تلاوة آية الرجم
- الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم
النوع الثالث :
- أمثلة عليه
- أقسام ما اورد المكثرون فيما نسخ حكمه وبقيت تلاوته :
1- قسم ليس من النسخ أو التخصيص في شيء
2- قسم هو من قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ
3- قسم رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن
- الحكمة من رفع الحكم وبقاء التلاوة
بيان كثرة ما نسخت تلاوته
حكم من جحد بما نسخت تلاوته
إجماع الصحابة على صنع عثمان في المصاحف وجمعه الناس على المصحف الإمام
الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها في التفسير
- أمثلة على ذلك
الاستدلال بالقراءات في التفسير
- أمثلة على التفسير من القراءات
تقسيم مكّي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم

تلخيص فهرسة أنواع النسخ في القرآن

معنى النسخ لغة :
الرفع للشيء
معنى النسخ اصطلاحا :
أن الناسخ يرفع حكم المنسوخ
أنواع المنسوخ في القرآن :
1- ما نسخ خطه وحكمه
2- ما نسخ خطه وبقي حكمه
3- ما نسخ حكمه وبقي خطه
ذكره ابن حزم الأندلسي ، وبن نصر المقري ، وأبو شامة المقدسي ، والسيوطي .
النوع الأول :
- ما نسخ خطه وحكمه
- أمثلة عليه :
1- عن عائشة رضي الله عنها قالت : (كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن") رواه الشيخان .
قال الحافظ البيهقي: فالعشر مما نسخ رسمه وحكمه، والخمس مما نسخ رسمه بدليل أن الصحابة حين جمعوا القرآن لم يثبتوها رسما، وحكمها باق عندنا.
2- عن عمر قال : (إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها) رواه البخاري .
3- عن أنس بن مالك قال : (كنا نقرأ سورة تعدل سورة التوبة ما أحفظ منها إلا هذه الآية [لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى إليه رابعا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب) ، ذكره ابن حزم وابن نصر المقري.
4- عن ابن مسعود قال : (أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم آية أو قال سورة فحفظتها وكتبتها في مصحفي؛ فلمّا كان اللّيل رجعت إلى مضجعي فلم أرجع منها إلى شيء فغدوت إلى مصحفي فإذا الورقة بيضاء فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: (( يا ابن مسعود تلك رفعت البارحة )) ، ذكره ابن نصر المقري .
- حكمه :
ذكر الزركشي أن هذا النوع لا تجوز قراءته ولا العمل به .
- طريقة نسخه :
محو الآيات من الصدور :
1- عن أبي موسى قال : "كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منه: يأيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة" أخرجه مسلم .
2- وعن الزهري: أخبرني أبو أمامة بن سهل أن رهطا من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه أن رجلا قام في جوف الليل يريد أن يفتتح سورة كانت قد وعاها فلم يقدر منها على شيء إلا (بسم الله الرحمن الرحيم) فأتى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح ليسأله عن ذلك ثم جاء آخر حتى اجتمعوا فسأل بعضهم بعضا ما جمعهم؟
فأخبر بعضهم بعضا بشأن تلك السورة، ثم أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه خبرهم وسألوه عن السورة فسكت ساعة لا يرجع إليهم شيئا، ثم قال: نسخت البارحة؛ فنسخت من صدورهم ومن كل شيء كانت فيه.
3- وعن الزهري عن سالم عن أبيه قال: قرأ رجلان سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا يقرآن بها فقاما ذات ليلة يصليان فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له فقال: ((إنها مما نُسخ وأُنسي فالهوا عنها)) .
قال أبو بكر الرازي: نسخ الرسم والتلاوة إنما يكون بأن ينسيهم الله إياه ويرفعه من أوهامهم ويأمرهم بالإعراض عن تلاوته وكتبه في المصحف فيندرس على الأيام كسائر كتب الله القديمة التي ذكرها في كتابه في قوله: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى. صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} الآية [الأعلى: 18-19]، ولا يعرف اليوم منها شيء .
النوع الثاني :
ما نسخ تلاوته وبقي حكمه :
- حكمه
فيه قولان :
- القول الأول :
أنه قرآن يعمل به إذا تلقته الأمة بالقبول ، وهو قول : ابن حزم وابن نصر المقري والزركشي والسيوطي
حجتهم :
1- عن عمر (لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي) رواه البخاري .
2- عن أبي بن كعب قال : (كانت سورة الأحزاب توازي سورة النور فكان فيها، "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما") رواه ابن حبان في صحيحه .
3- عن ابن عمر قال: (لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله، قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر).
4- عن زر بن حبيش قال: قال لي أبي بن كعب: (كم كانت تعد سورة الأحزاب؟) قلنا: ثنتين وسبعين آية أو ثلاثاً وسبعين آية، فقال: (إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم). أخرجه الحاكم في صحيحه .
- القول الثاني :
حكاه القاضي أبو بكر في "الانتصار" وهو أن قوما أنكروا هذا النوع ، لأن الأخبار فيه أخبار آحاد ولا يجوز القطع على إنزال قرآن ونسخه بأخبار آحاد لا حجة فيها.
وقد أنكر ابن ظفر في "الينبوع" عد هذا مما نسخ تلاوته، قال: لأن خبر الواحد لا يثبت القرآن ، وإنما هذا المنسأ لا النسخ، وهما مما يلتبسان والفرق بينهما أن المنسأ لفظه قد يعلم حكمه .
- السبب في نسخ تلاوة آية الرجم :
ذكر السيوطي في الإتقان :
1- التخفيف على الأمة بعدم اشتهار تلاوتها وكتابتها في المصحف وإن كان حكمها باقيا؛ لأنه أثقل الأحكام وأشدها وأغلظ الحدود وفيه الإشارة إلى ندب الستر.
2-قال ابن حجر : ولكون العمل على غير الظاهر من عمومها ، أخرج الحاكم من طريق كثير بن الصلت، قال عمر: لما نزلت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أكتبها؟ فكأنه كره ذلك، فقال عمر: ألا ترى أن الشيخ إذا زنى ولم يحصن جلد، وأن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم).
3- قال ابن حجر : السبب في رفع تلاوتها هو الاختلاف ، فقد أخرج ابن الضريس في "فضائل القرآن" عن يعلى بن حكيم عن زيد بن أسلم أن عمر خطب الناس، فقال: (لا تشكّوا في الرجم فإنه حق ولقد هممت أن أكتبه في المصحف فسألت أبي بن كعب فقال: أليس أتيتني وأنا أستقرئها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعت في صدري، وقلت: تستقرئه آية الرجم وهم يتسافدون تسافد الحمر).
- الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم :
نقل الزركشي والسيوطي عن صاحب "الفنون" بأن الحكمة في ذلك : (ظهور مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام والمنام أدنى طريق الوحي) .
النوع الثالث :
نسخ الحكم وبقاء التلاوة
- أمثلة عليه :
1- عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه : {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج}، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه) رواه البخاري .
2- قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} ] هي متقدمة في التلاوة ولكنها منسوخة بقوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البرهان في علوم القرآن].
3- قوله تعالى: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} منسوخة بآية الأنفال وهي قوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} [البرهان في علوم القرآن].
4- قوله: {وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} الآية [البقرة: 190] قيل: منسوخ بقوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ} [البرهان في علوم القرآن].
5- وقوله: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ} الآية [الأحقاف: 9] نسختها آيات القيامة والكتاب والحساب ). [البرهان في علوم القرآن]
6- قوله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم} الآية [النساء]، نسخها قوله تعالى: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} الآية [النور]
7- قوله تعالى: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} الآية [الأنفال: 65]، ثم نسخ ذلك قوله تعالى: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا} إلى قوله: {الصابرين} الآية [الأنفال: 66].
8- كان الجهاد ممنوعا في ابتداء الإسلام، وأمر بالصبر على أذى الكفار بقوله تعالى: {لتبلون في أموالكم وأنفسكم} إلى قوله: {وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور} الآية [آل عمران: 186].
ثم أذن الله – سبحانه وتعالى – في القتال للمسلمين إذا ابتدأهم الكفار بالقتال بقوله: {فإن قاتلوكم فاقتلوهم} الآية [البقرة: 191]،
ثم أباح الله القتال ابتداء لكن في غير الأشهر الحرم بقوله: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} الآية [التوبة: 5].
ثم أمرهم من غير قيد بشرط ولا زمان بقوله: {واقتلوهم حيث وجدتموهم} الآية [النساء: 89].
- أقسام ما أورده المكثرون فيما نسخ حكمه وبقيت تلاوته :
ذكر الإمام السيوطي أن هذا النوع على الحقيقة قليل جدا وأما ما أورده المكثرون أقسام :
1- قسم ليس من النسخ أو التخصيص في شيء :
أمثلة :
- قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم} الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك قالوا : إنه منسوخ بآية الزكاة
الرد على ذلك : الآية الأولى خبر في معرض الثناء عليهم بالإنفاق وهو من الأمور المندوبة وليس في الآية ما يدل على أنها نفقة واجبة غير الزكاة .
والآية الثانية يصلح حملها على الزكاة وقد فسرت بذلك .
- قوله تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين} الآية [التين: 8]، قيل: إنها مما نسخ بآية السيف .
الرد على ذلك : أن الله تعالى أحكم الحاكمين أبدا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة.
- قوله : {وقولوا للناس حسنا} الآية [البقرة: 83]، عده بعضهم من المنسوخ بآية السيف.
الرد على ذلك : قال ابن الحصار: بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه .
2- قسم هو من قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ :
وقد أخطأ من أدخلها من المنسوخ
- كقوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} الآية [العصر: 2-3]،
- وقوله : {والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا} الآية [الشعراء].
- {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} الآية [البقرة: 109].
- قوله: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الآية [البقرة: 221]، قيل: أنه نسخ بقوله: {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب} الآية [المائدة: 5]، وإنما هو مخصوص به.
3- قسم رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن :
كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب، وهو الذي رجحه مكي وغيره ووجهوه: بأن ذلك لو عد في الناسخ لعد جميع القرآن منه إذ كله أو أكثره رافع لما كان عليه الكفار وأهل الكتاب. [الإتقان في علوم القرآن]
- الحكمة في رفع الحكم وبقاء التلاوة :
ذكر الزركشي والسيوطي أن الحكمة في ذلك على وجهين :
1- أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه والعمل به فيتلى لكونه كلام الله فيثاب عليه فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
2- أن النسخ غالبا يكون للتخفيف فأبقيت التلاوة تذكيرا للنعمة ورفع المشقة.
بيان كثرة ما نسخت تلاوته :
1- عن ابن عمر قال: (لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر منه)). [فضائل القرآن: 2/155]
2- عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: (كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية، فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن)). [فضائل القرآن: 2/155]
3- عن زر بن حبيش، قال: قال لي أبي بن كعب: (يا زر، كأين تعد؟)، أو قال: (كأين تقرأ سورة الأحزاب؟).
قلت: اثنتين وسبعين آية، أو ثلاثا وسبعين آية. فقال: (إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم).
حكم من جحد بما نسخت تلاوته :
قال أبو عبيد : لم يجعل العلماء من جحده كافرا ، ويحكم بالكفر على الجاحد لهذا الذي بين اللوحين خاصة وهو ما ثبت في الإمام الذي نسخه عثمان بإجماع من المهاجرين والأنصار، وإسقاط لما سواه ثم أطبقت عليه الأمة، فلم يختلف في شيء منه، يعرفه جاهلهم كما يعرفه عالمهم، وتوارثه القرون بعضها عن بعض، وتتعلمه الولدان في المكتب .
إجماع الصحابة على صنع عثمان في المصاحف وجمعه الناس على المصحف الإمام :
قال أبوعبيد :
قال علي رضي الله عنه: (لو وليت المصاحف لصنعت فيها الذي صنع عثمان).
قال أبو مجلز: ألا تعجب من حمقهم؛ كان مما عابوا على عثمان تمزيقه المصاحف، ثم قبلوا ما نسخ.
وقال مصعب بن سعد: أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل، فما رأيت أحدا أنكر ذلك، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلم.
الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها في التفسير
قال أبو عبيد :
استشهد أهل العلم بهذه االآيات على تأويل ما بين اللوحين ، وتكون دلائل على معرفة معانيه وعلم وجوهه ، فقد صارت مفسرة للقرآن ، وقد كان بعض التابعين يروى مثل هذا ، فكيف إذا روي عن كتاب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
-أمثلة على ذلك :
1- قراءة حفصة وعائشة: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر).
2- قراءة ابن مسعود: (والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم).
3- قراءة أبي بن كعب: (للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...).
4- قراءة سعد: (فإن كان له أخ أو أخت من أمه).
5- قراءة ابن عباس: (لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج).
6- قراءة جابر: (فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم).
الاستدلال بالقراءات في التفسير
يعتبر أيضا في التفسير وجه القراءة ، فلو تدبرت وجد فيها علم واسع لمن فهمه .
- أمثلة على التفسير من القراءات :
1- قراءة عبد الله: (يقضي بالحق) في قوله تعالى : (يقص الحق) .
2- قراءة أبي : (تنبئهم) في قوله تعالى : (أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم) .
تقسيم مكّي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم
1- ما رُفع رسمه بغير بدل منه ، وبقي حفظه وحكمه ، كآية الرجم.
2- ما رفع حكمه بحكم آية آخرى وكلاهما ثابت في المصحف وهذا الأكثر في المنسوخ ، كآية الزواني المنسوخة بالجلد في سورة النور .
3- ما فرض العمل به لعلة ثم زال العمل له لزوال العلة ، وبقي متلوا ثابتا في المصحف نحو قوله (وإن فاتكم شيء من أزواجكم
إلى الكفار} -الآية- وقوله تعالى: {وآتوهم ما أنفقوا واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا} وقوله: {فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا}.
4- ما رفع الله رسمه وحكمه وزال حفظه من القلوب ، وهذا يؤخذ فيه بأخبار الآحاد ، نحو ما روي عن أبي موسى أنه قال : نزلت سورةٌ نحو سورة براءة، ثم رفعت .
5- ما رُفع رسمه وزال حكمه ولم يرفع حفظه من القلوب ، ومنع الأجماع من تلاوته على أنه قرآن ، وهذا أيضا يؤخذ فيه بأخبار الآحاد ، كقول عائشة رضي الله عنها في العشر رضعات .
6- نسخ حكم ظاهر متلو ونسخ حكم ما فهم من متلوه ، نحو قوله: (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)، فهم من هذا الخطاب أن السكر في غير قرب الصلاة جائز فنسخ ذلك المفهوم قوله: (فاجتنبوه) إلى قوله: (فهل أنتم منتهون).
7- نسخ السنة بالقرآن المتلو ، نحو ما نسخ الله من فعل النبيّ وأصحابه مما كانوا عليه من الكلام في الصلاة، فنسخه الله بقوله: (وقوموا لله قانتين) ، ونحو استغفاره - صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب، فنسخه الله بقوله: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) .

رد مع اقتباس
  #42  
قديم 21 رجب 1436هـ/9-05-2015م, 10:37 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء هلال محمد مشاهدة المشاركة
فهرسة أنواع النسخ في القرآن
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء هلال محمد مشاهدة المشاركة

معنى النسخ لغة
معنى النسخ اصطلاحا
- أنواع النسخ في القرآن
النوع الأول :
- ما نسخ خطه وحكمه
- أمثلة عليه
- حكمه
- طريقة نسخه
النوع الثاني :
- ما نسخ تلاوته وبقي حكمه
- حكمه : فيه قولان
- القول الأول
- القول الثاني
- السبب في نسخ تلاوة آية الرجم
- الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم
النوع الثالث :
- أمثلة عليه
- أقسام ما اورد المكثرون فيما نسخ حكمه وبقيت تلاوته :
1- قسم ليس من النسخ أو التخصيص في شيء
2- قسم هو من قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ
3- قسم رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن
- الحكمة من رفع الحكم وبقاء التلاوة
بيان كثرة ما نسخت تلاوته
حكم من جحد بما نسخت تلاوته
إجماع الصحابة على صنع عثمان في المصاحف وجمعه الناس على المصحف الإمام
الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها في التفسير
- أمثلة على ذلك
الاستدلال بالقراءات في التفسير
- أمثلة على التفسير من القراءات
تقسيم مكّي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم

تلخيص فهرسة أنواع النسخ في القرآن

معنى النسخ لغة :
الرفع للشيء
معنى النسخ اصطلاحا :
أن الناسخ يرفع حكم المنسوخ
أنواع المنسوخ في القرآن :
1- ما نسخ خطه وحكمه
2- ما نسخ خطه وبقي حكمه
3- ما نسخ حكمه وبقي خطه
ذكره ابن حزم الأندلسي ، وبن نصر المقري ، وأبو شامة المقدسي ، والسيوطي .
النوع الأول :
- ما نسخ خطه وحكمه
- أمثلة عليه :
1- عن عائشة رضي الله عنها قالت : (كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن") رواه الشيخان .
قال الحافظ البيهقي: فالعشر مما نسخ رسمه وحكمه، والخمس مما نسخ رسمه بدليل أن الصحابة حين جمعوا القرآن لم يثبتوها رسما، وحكمها باق عندنا.
2- عن عمر قال : (إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها) رواه البخاري . لكن آية الرجم مما نسخت تلاوته وبقي حكمه..
3- عن أنس بن مالك قال : (كنا نقرأ سورة تعدل سورة التوبة ما أحفظ منها إلا هذه الآية [لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى إليه رابعا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب) ، ذكره ابن حزم وابن نصر المقري.
4- عن ابن مسعود قال : (أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم آية أو قال سورة فحفظتها وكتبتها في مصحفي؛ فلمّا كان اللّيل رجعت إلى مضجعي فلم أرجع منها إلى شيء فغدوت إلى مصحفي فإذا الورقة بيضاء فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: (( يا ابن مسعود تلك رفعت البارحة )) ، ذكره ابن نصر المقري .
- حكمه :
ذكر الزركشي أن هذا النوع لا تجوز قراءته ولا العمل به . أين ذكر الزركشي هذا الكلام في النوع الأول؟
- طريقة نسخه :
محو الآيات من الصدور :
1- عن أبي موسى قال : "كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منه: يأيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة" أخرجه مسلم .
2- وعن الزهري: أخبرني أبو أمامة بن سهل أن رهطا من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه أن رجلا قام في جوف الليل يريد أن يفتتح سورة كانت قد وعاها فلم يقدر منها على شيء إلا (بسم الله الرحمن الرحيم) فأتى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح ليسأله عن ذلك ثم جاء آخر حتى اجتمعوا فسأل بعضهم بعضا ما جمعهم؟
فأخبر بعضهم بعضا بشأن تلك السورة، ثم أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه خبرهم وسألوه عن السورة فسكت ساعة لا يرجع إليهم شيئا، ثم قال: نسخت البارحة؛ فنسخت من صدورهم ومن كل شيء كانت فيه.
3- وعن الزهري عن سالم عن أبيه قال: قرأ رجلان سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا يقرآن بها فقاما ذات ليلة يصليان فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له فقال: ((إنها مما نُسخ وأُنسي فالهوا عنها)) .
قال أبو بكر الرازي: نسخ الرسم والتلاوة إنما يكون بأن ينسيهم الله إياه ويرفعه من أوهامهم ويأمرهم بالإعراض عن تلاوته وكتبه في المصحف فيندرس على الأيام كسائر كتب الله القديمة التي ذكرها في كتابه في قوله: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى. صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} الآية [الأعلى: 18-19]، ولا يعرف اليوم منها شيء .
النوع الثاني :
ما نسخ تلاوته وبقي حكمه :
- حكمه
فيه قولان :
- القول الأول :
أنه قرآن يعمل به إذا تلقته الأمة بالقبول ، وهو قول : ابن حزم وابن نصر المقري والزركشي والسيوطي يعمل به ولا يتلى
حجتهم :
1- عن عمر (لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي) رواه البخاري .
2- عن أبي بن كعب قال : (كانت سورة الأحزاب توازي سورة النور فكان فيها، "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما") رواه ابن حبان في صحيحه .
3- عن ابن عمر قال: (لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله، قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر).
4- عن زر بن حبيش قال: قال لي أبي بن كعب: (كم كانت تعد سورة الأحزاب؟) قلنا: ثنتين وسبعين آية أو ثلاثاً وسبعين آية، فقال: (إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم). أخرجه الحاكم في صحيحه .
- القول الثاني :
حكاه القاضي أبو بكر في "الانتصار" وهو أن قوما أنكروا هذا النوع ، لأن الأخبار فيه أخبار آحاد ولا يجوز القطع على إنزال قرآن ونسخه بأخبار آحاد لا حجة فيها.
وقد أنكر ابن ظفر في "الينبوع" عد هذا مما نسخ تلاوته، قال: لأن خبر الواحد لا يثبت القرآن ، وإنما هذا المنسأ لا النسخ، وهما مما يلتبسان والفرق بينهما أن المنسأ لفظه قد يعلم حكمه .هذا القول إنما هو لبعض طوائف أهل البدع وليسوا من أهل السنة، لذا لا يعتبر كلامهم قولا أصلا، ويفصل الرد على من أنكر النسخ في مسألة مستقلة.
- السبب في نسخ تلاوة آية الرجم : الحكمة في .....
ولو فصلت نهاية الملخص يكون أفضل.
ذكر السيوطي في الإتقان :
1- التخفيف على الأمة بعدم اشتهار تلاوتها وكتابتها في المصحف وإن كان حكمها باقيا؛ لأنه أثقل الأحكام وأشدها وأغلظ الحدود وفيه الإشارة إلى ندب الستر.
2-قال ابن حجر : ولكون العمل على غير الظاهر من عمومها ، أخرج الحاكم من طريق كثير بن الصلت، قال عمر: لما نزلت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أكتبها؟ فكأنه كره ذلك، فقال عمر: ألا ترى أن الشيخ إذا زنى ولم يحصن جلد، وأن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم).
3- قال ابن حجر : السبب في رفع تلاوتها هو الاختلاف ، فقد أخرج ابن الضريس في "فضائل القرآن" عن يعلى بن حكيم عن زيد بن أسلم أن عمر خطب الناس، فقال: (لا تشكّوا في الرجم فإنه حق ولقد هممت أن أكتبه في المصحف فسألت أبي بن كعب فقال: أليس أتيتني وأنا أستقرئها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعت في صدري، وقلت: تستقرئه آية الرجم وهم يتسافدون تسافد الحمر).
- الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم :
نقل الزركشي والسيوطي عن صاحب "الفنون" بأن الحكمة في ذلك : (ظهور مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام والمنام أدنى طريق الوحي) .
النوع الثالث :
نسخ الحكم وبقاء التلاوة
- أمثلة عليه :
1- عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه : {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج}، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه) رواه البخاري .
2- قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} ] هي متقدمة في التلاوة ولكنها منسوخة بقوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البرهان في علوم القرآن].
3- قوله تعالى: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} منسوخة بآية الأنفال وهي قوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} [البرهان في علوم القرآن].
4- قوله: {وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} الآية [البقرة: 190] قيل: منسوخ بقوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ} [البرهان في علوم القرآن].
5- وقوله: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ} الآية [الأحقاف: 9] نسختها آيات القيامة والكتاب والحساب ). [البرهان في علوم القرآن]
6- قوله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم} الآية [النساء]، نسخها قوله تعالى: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} الآية [النور]
7- قوله تعالى: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} الآية [الأنفال: 65]، ثم نسخ ذلك قوله تعالى: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا} إلى قوله: {الصابرين} الآية [الأنفال: 66].
8- كان الجهاد ممنوعا في ابتداء الإسلام، وأمر بالصبر على أذى الكفار بقوله تعالى: {لتبلون في أموالكم وأنفسكم} إلى قوله: {وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور} الآية [آل عمران: 186].
ثم أذن الله – سبحانه وتعالى – في القتال للمسلمين إذا ابتدأهم الكفار بالقتال بقوله: {فإن قاتلوكم فاقتلوهم} الآية [البقرة: 191]،
ثم أباح الله القتال ابتداء لكن في غير الأشهر الحرم بقوله: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} الآية [التوبة: 5].
ثم أمرهم من غير قيد بشرط ولا زمان بقوله: {واقتلوهم حيث وجدتموهم} الآية [النساء: 89].
وبعض الأمثلة المذكورة فيها مبالغة من حيث اعتبارها من المنسوخ، حيث توسع بعض العلماء المتقدمين كثيرا في مسألة النسخ.
- أقسام ما أورده المكثرون فيما نسخ حكمه وبقيت تلاوته :
ذكر الإمام السيوطي أن هذا النوع على الحقيقة قليل جدا وأما ما أورده المكثرون أقسام :
1- قسم ليس من النسخ أو التخصيص في شيء :
أمثلة :
- قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم} الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك قالوا : إنه منسوخ بآية الزكاة
الرد على ذلك : الآية الأولى خبر في معرض الثناء عليهم بالإنفاق وهو من الأمور المندوبة وليس في الآية ما يدل على أنها نفقة واجبة غير الزكاة .
والآية الثانية يصلح حملها على الزكاة وقد فسرت بذلك .
- قوله تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين} الآية [التين: 8]، قيل: إنها مما نسخ بآية السيف .
الرد على ذلك : أن الله تعالى أحكم الحاكمين أبدا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة.
- قوله : {وقولوا للناس حسنا} الآية [البقرة: 83]، عده بعضهم من المنسوخ بآية السيف.
الرد على ذلك : قال ابن الحصار: بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه .
2- قسم هو من قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ :
وقد أخطأ من أدخلها من المنسوخ
- كقوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} الآية [العصر: 2-3]،
- وقوله : {والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا} الآية [الشعراء].
- {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} الآية [البقرة: 109].
- قوله: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الآية [البقرة: 221]، قيل: أنه نسخ بقوله: {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب} الآية [المائدة: 5]، وإنما هو مخصوص به.
3- قسم رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن :
كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب، وهو الذي رجحه مكي وغيره ووجهوه: بأن ذلك لو عد في الناسخ لعد جميع القرآن منه إذ كله أو أكثره رافع لما كان عليه الكفار وأهل الكتاب. [الإتقان في علوم القرآن]
- الحكمة في رفع الحكم وبقاء التلاوة :
ذكر الزركشي والسيوطي أن الحكمة في ذلك على وجهين :
1- أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه والعمل به فيتلى لكونه كلام الله فيثاب عليه فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
2- أن النسخ غالبا يكون للتخفيف فأبقيت التلاوة تذكيرا للنعمة ورفع المشقة.
بيان كثرة ما نسخت تلاوته :
1- عن ابن عمر قال: (لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر منه)). [فضائل القرآن: 2/155]
2- عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: (كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية، فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن)). [فضائل القرآن: 2/155]
3- عن زر بن حبيش، قال: قال لي أبي بن كعب: (يا زر، كأين تعد؟)، أو قال: (كأين تقرأ سورة الأحزاب؟).
قلت: اثنتين وسبعين آية، أو ثلاثا وسبعين آية. فقال: (إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم).
حكم من جحد بما نسخت تلاوته :
قال أبو عبيد : لم يجعل العلماء من جحده كافرا ، ويحكم بالكفر على الجاحد لهذا الذي بين اللوحين خاصة وهو ما ثبت في الإمام الذي نسخه عثمان بإجماع من المهاجرين والأنصار، وإسقاط لما سواه ثم أطبقت عليه الأمة، فلم يختلف في شيء منه، يعرفه جاهلهم كما يعرفه عالمهم، وتوارثه القرون بعضها عن بعض، وتتعلمه الولدان في المكتب .
إجماع الصحابة على صنع عثمان في المصاحف وجمعه الناس على المصحف الإمام :
قال أبوعبيد :
قال علي رضي الله عنه: (لو وليت المصاحف لصنعت فيها الذي صنع عثمان).
قال أبو مجلز: ألا تعجب من حمقهم؛ كان مما عابوا على عثمان تمزيقه المصاحف، ثم قبلوا ما نسخ.
وقال مصعب بن سعد: أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل، فما رأيت أحدا أنكر ذلك، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلم.
الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها في التفسير
قال أبو عبيد :
استشهد أهل العلم بهذه االآيات على تأويل ما بين اللوحين ، وتكون دلائل على معرفة معانيه وعلم وجوهه ، فقد صارت مفسرة للقرآن ، وقد كان بعض التابعين يروى مثل هذا ، فكيف إذا روي عن كتاب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
-أمثلة على ذلك :
1- قراءة حفصة وعائشة: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر).
2- قراءة ابن مسعود: (والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم).
3- قراءة أبي بن كعب: (للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...).
4- قراءة سعد: (فإن كان له أخ أو أخت من أمه).
5- قراءة ابن عباس: (لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج).
6- قراءة جابر: (فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم).
الاستدلال بالقراءات في التفسير يعتبر بها أوجه القراءة
يعتبر أيضا في التفسير وجه القراءة ، فلو تدبرت وجد فيها علم واسع لمن فهمه .
- أمثلة على التفسير من القراءات :
1- قراءة عبد الله: (يقضي بالحق) في قوله تعالى : (يقص الحق) .
2- قراءة أبي : (تنبئهم) في قوله تعالى : (أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم) .
لو أخرت هذه المسألة المتعلقة بالتفسير والقراءات لنهاية الملخص لكان أحسن.
تقسيم مكّي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم
1- ما رُفع رسمه بغير بدل منه ، وبقي حفظه وحكمه ، كآية الرجم.
2- ما رفع حكمه بحكم آية آخرى وكلاهما ثابت في المصحف وهذا الأكثر في المنسوخ ، كآية الزواني المنسوخة بالجلد في سورة النور .
3- ما فرض العمل به لعلة ثم زال العمل له لزوال العلة ، وبقي متلوا ثابتا في المصحف نحو قوله (وإن فاتكم شيء من أزواجكم
إلى الكفار} -الآية- وقوله تعالى: {وآتوهم ما أنفقوا واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا} وقوله: {فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا}.
4- ما رفع الله رسمه وحكمه وزال حفظه من القلوب ، وهذا يؤخذ فيه بأخبار الآحاد ، نحو ما روي عن أبي موسى أنه قال : نزلت سورةٌ نحو سورة براءة، ثم رفعت .
5- ما رُفع رسمه وزال حكمه ولم يرفع حفظه من القلوب ، ومنع الأجماع من تلاوته على أنه قرآن ، وهذا أيضا يؤخذ فيه بأخبار الآحاد ، كقول عائشة رضي الله عنها في العشر رضعات .
6- نسخ حكم ظاهر متلو ونسخ حكم ما فهم من متلوه ، نحو قوله: (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)، فهم من هذا الخطاب أن السكر في غير قرب الصلاة جائز فنسخ ذلك المفهوم قوله: (فاجتنبوه) إلى قوله: (فهل أنتم منتهون).
7- نسخ السنة بالقرآن المتلو ، نحو ما نسخ الله من فعل النبيّ وأصحابه مما كانوا عليه من الكلام في الصلاة، فنسخه الله بقوله: (وقوموا لله قانتين) ، ونحو استغفاره - صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب، فنسخه الله بقوله: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين)
مع التنبيه أن المنسوخ من السنة وليس من القرآن، فهو ليس تابعا للتقسيم المذكور بل ربما ذكره مكي للفائدة.

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
بقيت مسائل يسيرة يمكنك التعرف عليها من خلال هذا الموضوع
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...527#post200527

التقييم :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 24
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 18
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 90 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 9 شعبان 1436هـ/27-05-2015م, 10:57 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء هلال محمد مشاهدة المشاركة
تلخيص رسالة ابن رجب الحنبلي
تفسير قوله تعالى : {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}
مقاصد الرسالة :
1- دلالة الآية على ثبوت الخشية للعلماء بالاتفاق
أ- دلالة {إنما} اللغوية .
ب- الأقوال في {ما} .
2 - دلالة الآية على نفي الخشية من غير العلماء .
أ- فائدة دخول {ما} الكافة على {إن} .
ب- الخلاف في إفادة {ما} على النفي :
- هل هو بطريق المنطوق أم المفهوم ؟
- أقسام من يقول بدلالة {ما} على النفي بطريق المفهوم .
- دلالة {ما} على النفي هل بطريق النص أم الظاهر ؟
ج- الخلاف في إفادة {ما} للحصر :
د- الرد على من قال أن {ما} لا تفيد الحصر ولا تثبت معنى زائد.
3- دلالة الآية على نفي العلم من غير أهل الخشية .
4- ثبوت الخشية لأفراد العلماء :
5- أقوال السلف في تفسير الآية .
6- بيان أن العلم يوجب الخشية ، وفقده يستلزم فقد الخشية .
7- علاقة العلم بالخشية .
8- أكمل وجوه العلم .
9- أنواع العلماء .
مسائل استطرادية :
1- أقوال العلماء في التائب هل يعود إلى ما كان عليه قبل المعصية ؟
2- هل يجزم بقبول التوبة إذا استكملت شروطها ؟
3- العقوبات التي تلحق من عفي عنه بغير أسباب مكفرة .
4- تبعات الذنوب وعواقبها .
5- تبعات الطاعات وثوابها .
6- دور العقل في التحسين والتقبيح .

تلخيص رسالة ابن رجب الحنبلي
تفسير قوله تعالى : {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}
مقاصد الرسالة :
1- دلالة الآية على ثبوت الخشية للعلماء بالاتفاق :
1- صيغة {إنما} تقتضي ثبوت المذكور بالاتفاق .
أ- دلالة {إنما} اللغوية :
الجمهور على أن {إن} تفيد التأكيد ، و{ما} فهي كافة .
ب- الأقوال في {ما} :
1- جمهور النحاة أنها زائدة تدخل على إن وأخواتها فتكفها عن العمل .
2- ذهب بعض الكوفيين وابن دستوريه درستويه إلى أن {ما} هنا اسم مبهم بمنزلة ضمير الشأن ، والجملة بعده مفسرة له .
3- ذهبت طائفة من الأصوليين إلى أن {ما} هنا نافية وتفيد الحصر ، وأن {إن} تفيد الإثبات ، و{ما} تفيد النفي ، ومن هؤلاء أبي علي الفارسي . نسب القول إليه لكنه ليس مراده على الحقيقة.
وهذا القول باطل باتفاق أهل المعرفة باللسان لأن {إن} تفيد توكيد الكلام نفيا كان أو إثباتا ، وما زائدة كافة لا نافية .
4- {ما} هنا بمعنى الذي ، والعلماء خبر والعائد مستتر في يخشى .
2 - دلالة الآية على نفي الخشية من (عن) غير العلماء .
أ- فائدة دخول {ما} الكافة على {إن} :
الجمهور على أن {ما} هي الكافة ، وإذا دخلت على {إن} تفيد الحصر ، وهو قول ابن عقيل والقاضي .
ب- الخلاف في إفادة {ما} على النفي :
اختلف أهل اللغة في دلالة ما على النفي .
- هل هو بطريق المنطوق أم المفهوم ؟
1- ذهبت طائفة إلى أنها تدل على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء.
2- وذهبت طائفة أنها تدل على النفي بالمفهوم .
- أقسام من يقول بدلالة {ما} على النفي بطريق المفهوم :
ومن قال بدلالتها على النفي بالمفهوم قسمان :
1- من يرى كون المفهوم حجة بالكلية كالحنفية .
2- من يراه حجة من الجملة ، ولكن ينفيه هنا لقيام الدليل عنده على أنه لا مفهوم لها .
- دلالة {ما} على النفي هل بطريق النص أم الظاهر ؟
1- ذهب بعضهم أنها تدل على الحصر ظاهرا ويحتمل التأكيد .
2- وذهب البعض على أنها تدل على النفي والإثبات كليهما بطريق النص .
ج- الخلاف في إفادة {ما} للحصر :
1- الأدلة على ورود {ما} لغير الحصر :
قوله تعالى : { {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون} ، وقوله عليه الصلاة والسلام "إنما الربا في النسيئة" وغير ذلك .
2- الأدلة على أن أغلب موارد {ما} لا تكون للحصر :
مثل قوله تعالى : {إنما الله إله واحد} ، وقوله : {إنما أنا بشر مثلكم} ، وقوله : {إنما أنت منذر} .
والصواب: أنّها تدلّ على الحصر، ودلالتها عليه معلومٌ بالاضطرار من لغة العرب، كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنّهي وغير ذلك ولهذا يتوارد "إنّما" وحروف الشرط والاستفهام والنّفي الاستثناء كما في قوله تعالى: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون} ، ولهذا كانت كلّها واردةً في سياق نفي الشرك وإبطال إلهية سوى اللّه سبحانه .
د- الرد على من قال أن {ما} الكافة أكثر ما تفيده قوة التوكيد ولا تثبت معنى زائد:
1- أن ما الكافة إذا دخلت على الحرف تثبت معنى زائدا مثل قول ابن مالك أنها إذا دخلت على الباء تفيد التقليل كقول الشاعر :
فالآن صرت لا تحيد جوابًا ....... بما قد يرى وأنت حطيب
وكذلك إذا دخلت على الكاف تفيد معنى التعليل كقوله تعالى : {واذكروه كما هداكم} .
2- قول : {إن} تفيد التوكيد ، و{ما} الزائدة تقوي التوكيد لا يمنع ذلك أنها تفيد الحصر الذي يخرج عن إفادة قوة معنى التوكيد .
3- استعمال {إن} المكفوفة في الحصر صار حقيقة عرفية ، فدلالة إنما على الحصر هو بطريق العرف والاستعمال وليس بأصل وضع اللغة .
3- دلالة الآية على نفي العلم من (عن) غير أهل الخشية :
1- فمن جهة الحصر أيضا فإنّ الحصر المعروف المطرد فهو حصر الأول في الثاني، وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء، وأما حصر الثاني في الأول فقد ذكره الشيخ أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - وأنه قد يكون مرادًا أيضًا فيصير الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين، ومثل ذلك كقوله: {إنّما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرّحمن بالغيب}
2- وكذلك الحصر في قوله: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} فتقتضي أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم، وتقتضي أيضًا أنّ العالم من يخشى اللّه .
4- ثبوت الخشية لأفراد العلماء :
اختلف السلف في ثبوت الخشية هل هي لجنس العلماء ، أم لأفراد العلماء ، والراجح أنها لكل فرد من العلماء من جهتين :
1- إن الحصر هنا من الطرفين ، حصر الأول في الثاني والثاني في الأول ، فكل من خشى الله فهو عالم ، وكل عالم هو يخشي الله ، ومن لا يخشى الله فليس بعالم .
2- قال ابن تيمية : أن المحصور مقتضى للمحصور فيه فهو عام ، فإن العلم بما أنذرت به الرسل يوجب الخوف .
5- أقوال السلف في تفسير الآية :
تنوعت أقوال السلف في تفسير الآية :
- عن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".
- عن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ".
- عن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
- ذكر ابن أبي الدنيا عن عطاءٍ الخراسانيّ في هذه الآية: "العلماء باللّه الذين يخافونه ".
- عن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ.
-عن الربيع عن أبي العالية في قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء} قال: "الحكمة الخشية فإنّ خشية اللّه رأس كلّ حكمةٍ".
- روى الدارميّ من طريق عكرمة عن ابن عباسٍ: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} قال: "من خشي اللّه فهو عالمٌ ".
- عن يحيى بن جعدة، عن عليٍّ قال: "يا حملة العلم، اعملوا به فإنّما العالم من عمل بما علم فوافق علمه عمله، وسيكون أقوامٌ يحملون العلم ولا يجاوز تراقيهم، يخالف علمهم عملهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم.
6- بيان أن العلم يوجب الخشية ، وفقده يستلزم فقد الخشية :
1- أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية، وبهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي، وعزتي، وجلالي، وسلطاني "، ويشهد لهذا قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً" وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا"
2- أن الغفلة تمنع الخشية ، وتوقع في المحظورات ، والغفلة ضد العلم ، والغفلة والشهوة أصل الشر ، لكن الشهوة لا توجب فعل السيئات إلا مع الجهل ، ومن هنا يُعلم معنى قول النبيًّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن "
3- أن تصور المخوف يوجب الهرب منه ، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه ، فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دل ذلك على أن تصوره ليس تاما ، وفي الأثر المعروف عن الحسن وروي مرسلاً عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم ".
4- أن الجهل هو الذي جرأ العاصي على الوقوع في الكثير من الذنوب ، ولو كان عالما بحقيقة قبح الذنب لتركه خشية عقابه ، ولذا كان السلف على صحة التوبة من بعض الذنوب دون بعض خلافا للمعتزلة ، فأصل الخشية موجود لكنها غير تامة .
5- أصل ما يوقع الناس في السيئات الجهل وعدم العلم بأنها تضرهم ضررا راجحا ، أو ظن أنها تنفعهم نفعا راجحا ، ولهذا فإن الشيطان يزينها ويذكر محاسنها التي يظن أنها منافع لا مضار ، قال تعالى : {ما نهاكما ربّكما عن هذه الشّجرة إلّا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين} .
6- أن لذة الذنوب سريعة الانقضاء ، وعقوباتها أضعاف ذلك ، فلا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها .
7- ظن المقدم على مواقعة المحظور أنه سيحصل له لذته العاجلة ، ويتخلص من تبعته بأي سبب من الأسباب فينال اللذة ولا يلحق به الضرر ، وهذا من أعظم الجهل .
7- علاقة العلم بالخشية :
1- يستلزم الخشية العلم بالله بجلالة وعظمته ، وهو ما فسر به الآية جماعة من السلف .
2- أن الخشية تكون ملازمة للعلم بأوامر الله ونواهيهه وأحكامه وشرائعه .
3- بانتفاء العلم ينتفي الخشية ، لأن العلم له موجب ومقتضى يدل عليه .
8- أكمل وجوه العلم :
هو العلم بالله بجلاله وصفاته وعظمته ، والعلم بأوامر الله ونواهيهه وأحكامه وشرائعه ، وهو حالة الأنبياء والصديقين والعلماء الكُمّل .
9- أنواع العلماء :
1- فالعالم باللّه وبأوامر اللّه: الذي يخشى اللّه ويعلم الحدود والفرائض ، وهو أفضلهم .
2- العالم باللّه ليس بعالم بأمر اللّه: الذي يخشى اللّه ولا يعلم الحدود والفرائض.
3- العالم بأمر اللّه ليس بعالم باللّه: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى اللّه عزّ وجلًّ.
مسائل استطرادية : هذه المسائل لا تعتبر استطرادات بل هي متصلة بمقاصد الآية.
1- أقوال العلماء في التائب : هل يعود إلى ما كان عليه قبل المعصية ؟
على قولين معروفين، والقول بأنه لا يمكن عوده إلى ما كان عليه قول أبي سليمان الدّرانيّ وغيره .
2- هل يجزم بقبول التوبة إذا استكملت شروطها ؟
على قولين: فالقاضي أبو بكر وغيره من المتكلمين على أنّه لا يجزم بذلك، ولكنّ أكثر أهل السنة والمعتزلة وغيرهم على أنه يقطع بقبولها
3- العقوبات التي تلحق من عفي عنه بغير أسباب مكفرة :
1- ما فاته من ثواب المحسنين كما قال تعالى: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون
2- ما يلحقه من الخجل والحياة من الله عند عرضه عليه وتقريره بأعماله كما في حديث أبي هريرة .
4- تبعات الذنوب وعواقبها :
إن المعاصي تغلق أبواب الجنة المعجلة، وتفتح أبواب الجحيم العاجلة من الهمّ والغمّ، والضيق والحزن والتكدر وقسوة القلب وظلمته وبعده عن الربّ - عزّ وجلّ - وعن مواهبه السّنيّة الخاصة بأهل التقوى.
5- تبعات الطاعات وثوابها :
إن في الطاعة من اللذة والسرور والابتهاج والطمأنينة وقرة العين أمر ثابتٌ بالنصوص المستفيضة وهو مشهودٌ محسوسٌ يدركه بالذوق والوجد من حصل له ولا يمكن التعبير بالكلام عن حقيقته، والآثار عن السلف والمشايخ العارفين في هذا الباب كثيرةٌ موجودةٌ حتّى كان بعض السلف يقول: "لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ".
6- دور العقل في التحسين والتقبيح .
على قولين : كأبي الحسن التميمي وأبي الخطاب على أنّ ذلك لا يجوز عقلاً أيضا ، وأما من قال بوقوع مثل ذلك شرعًا فقوله شاذٌ مردودٌ.
والصواب : ما أمر اللّه به عباده فهو عين صلاحهم وفلاحهم في دنياهم وآخرتهم ، فإنّ حقيقة العبد وخاصيته هي قلبه وروحه ولا صلاح له إلا بتألهه لإلهه الحقّ الذي لا إله إلا هو .
وكذلك ما حرّمه اللّه على عباده وهو عين فسادهم وضررهم في دينهم ودنياهم، ولهذا حرّم عليهم ما يصدّهم عن ذكره وعبادته كما حرم الخمر والميسر ، فلا دور للعقل في التحسين والتقبيح .

بارك الله فيك ونفع بك
وهذا نموذج للتلخيص للفائدة:

تلخيص رسالة في تفسير قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}
لابن رجب الحنبلي رحمه الله.


عناصر الرسالة:

دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء
دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء
دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية
● الأقوال الواردة عن السلف في تفسير الآية.
● بيان أن العلم يوجب الخشية وأن فقده يستلزم فقد الخشية
● بيان أن فقد الخشية يستلزم فقد العلم
بيان العلم النافع الذي يوجب خشية الله تعالى.

● فوائد
• إثبات الخشية للعلماء يقتضي ثبوتها لكل واحد منهم
أصل العلم النافع العلم باللّه.
قابلية ما في القلب من التصديق والمعرفة للزيادة والنقصان هو ما كان عليه الصحابة والسلف من أهل السنة.
• صحة التوبة من بعض الذنوب دون بعضٍ هو الذي عليه السلف وأئمة السنة خلافًا لبعض المعتزلة.
• هل يمكن للتائب أن يعود إلى ما كان عليه قبل المعصية؟

• هل يجزم بقبول التوبة إذا استكملت شروطها؟

• هل يمحى الذنب من صحيفة العبد إذا تاب؟

ومن هذا قول الفضيل بن عياضٍ: "بالموقف واسوءتاه منك وإن عفوت ".
• هل يمحى الذنب من صحيفة العبد إذا تاب؟

• أمر الله للعباد إنما يكون بما فيه صلاحهم ونهيه إنما يكون عما فيه فسادهم.

فائدة في قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102)}.
• خلاصة القول في نوع "ما" الداخلة على "إنّ"
.
• خلاصة
القول في إفادة "إنّما" للحصر.


تلخيص المسائل الواردة في تفسير ابن رجب رحمه الله لقوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}.



● دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء
دلت الآية على إثبات الخشية للعلماء من صيغة "إنما" التي تقتضي تأكد ثبوت المذكور بالاتّفاق؛ لأنّ خصوصية "إن" إفادة التأكيد، وأمّا


● دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء
دلت الآية على نفي الخشية عن غير العلماء
من صيغة "إنّما" أيضا لأنّ "ما" الكافة إذا دخلت على "إنّ " أفادت الحصر وهو قول الجمهور.
"ما"فالجمهور على أنّها كافةٌ.
- واختلفوا في دلالتها على النفي هل هو بطريق المنطوق، أو بطريق المفهوم؟
فقال كثيرٌ من الحنابلة، كالقاضي في أحد قوليه وصاحب ابن المنّي والشيخ موفّق الدّين: إنّ دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء وهو قول أبي حامد، وأبي الطيب من الشافعية، والجرجاني من الحنفية.
وذهبت طائفةٌ منهم كالقاضي في قوله الآخر وابن عقيلٍ والحلوانيإلى أنّ دلالتها على النفي بطريق المفهوم وهو قول كثيرٍ من الحنفية، والمتكلمين.
- واختلفوا أيضًا هل دلالتها على النفي بطريق النّص، أو الظاهر؟

فقالت طائفة: إنّما تدلّ على الحصر ظاهرًا، أو يحتمل التأكيد، وهذا الذي حكاه الآمديّ عن القاضي أبي بكرٍ، والغزاليّ، والهرّاسيّ، وغيرهم من الفقهاء وهو يشبه قول من يقول إنّ دلالتها بطريق المفهوم فإنّ أكثر دلالات المفهوم بطريق الظاهر لا النّص.
وظاهر كلام كثيرٍ من الحنابلة وغيرهم، أن دلالتها على النّفي والإثبات كليهما بطريق النّص لأنّهم جعلوا "إنّما" كالمستثنى والمستثنى منه سواء وعندهم أن الاستثناء من الإثبات نفيٌ ومن النفي إثباتٌ، نصًّا لا محلاً.

● دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية
دلت الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية، من جهة الحصر أيضا فإنّ الحصر المعروف المطرد فهو حصر الأول في الثاني، وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء، وأما حصر الثاني في الأول فقد ذكره الشيخ أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - وأنه قد يكون مرادًا أيضًا فيصير الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين، فيكون قوله: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} يقتضي أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم، ويقتضي أيضًا أنّ العالم من يخشى اللّه.

● الأقوال الواردة عن السلف في تفسير الآية
ما ورد عن السلف في تفسير الآية يوافق ما سبق من إثبات الخشية للعلماء ونفيها عن غيرهم ونفي العلم عن غير أهل الخشية.
- فعن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".
- وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ".
- وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
- وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ، ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك، وما علم من لم يخشك وما حكمة من لم يؤمن بك؟
- وعن الربيع عن أبي العالية في قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء}قال: "الحكمة الخشية فإنّ خشية اللّه رأس كلّ حكمةٍ".
- وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لا يكون الرجل عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بعلمه ثمنًا".
وعن أبي حازمٍ نحوه.
- ومنه قول الحسن: "إنما الفقيه الزاهد في الدّنيا، الراغب في الآخرة، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربّه ".
- وعن عبيد اللّه بن عمر أنّ عمر بن الخطاب سأل عبد اللّه بن سلامٍ: "من أرباب ألعلم؟قال: الذين يعملون بما يعلمون ".
- وسئل الإمام أحمد عن معروفٍ، وقيل له: هل كان معه علمٌ؟فقال: "كان معه أصل العلم، خشية اللّه عزّ وجلّ ".
ويشهد لهذا قوله تعالى: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون). وكذلك قوله تعالى: (إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}.
وقوله: {أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفورٌ رّحيمٌ}.
وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السّوء بجهالةٍ ثمّ تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ (119)}.
- قال أبو العالية: "سألت أصحاب محمدٍ عن هذه الآية: {إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}
فقالوا: كلّ من عصى اللّه فهو جاهلٌ، وكلّ من تاب قبل الموت فقد تاب من قريبٍ ".
- وروي عن مجاهدٍ، والضحاك، قالا: "ليس من جهالته أن لا يعلم حلالاً ولا حرامًا، ولكن من جهالته حين دخل فيه ".

● بيان أن العلم يوجب الخشية وأن فقده يستلزم فقد الخشية.
وبيان ذلك من وجوه:
الوجه الأول:
أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية.
ولهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي، وعزتي، وجلالي، وسلطاني ".
ويشهد له قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً"
وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا"
وفي "المسند" وكتاب الترمذيّ وابن ماجة من حديث أبي ذرٍّ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون إنّ السماء أطّت وحقّ لها أن تئطّ، ليس فيها موضع أربع أصابع إلا وملكٌ واضعٌ جبهته ساجدٌ للّه - عز وجلّ - واللّه لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عزّ وجلّ ".

وقال الترمذيّ: حسنٌ غريبٌ.

الوجه الثاني: أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلك وبما يترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّه واطّلاعه، ومشاهدته، ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور.
وإنّما يمنع الخشية ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور، والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ، قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا (28)}.

والشهوة وحدها، لا تستقلّ بفعل السيئات إلا مع الجهل، فإنّ صاحب الهوى لو استحضر هذه الأمور المذكورة وكانت موجودةً في ذكره، لأوجبت له الخشية القامعة لهواه، ولكنّ غفلته عنها مما يوجب نقص إيمانه الذي أصله التصديق الجازم المترتب على التصور التام،
ولهذا كان ذكر اللّه وتوحيده والثناء عليه يزيد الإيمان، والغفلة والإعراض عن ذلك يضعفه وينقصه، كما كان يقول من يقول من الصحابة: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة".

الوجه الثالث: أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا، وإن كان قد يصور الخبر عنه.
وتصور الخبر وتصديقه وحفظ حروفه غير تصوّر المخبر به فإذا أخبر بما هو محبوبٌ أو مكروهٌ له، ولم يكذّب الخبر بل عرف صدقه لكن قلبه مشغولٌ بأمور أخرى عن تصور ما أخبر به، فهذا لا يتحرك للهرب ولا للطلب، في الأثر المعروف عن الحسن وروي مرسلاً عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم ".

الوجه الرابع: أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح.
فيكون جهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه، ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه.

الوجه الخامس: أنّ الله جعل في النفس حبًّا لما ينفعها وبغضًا لما يضرّها، فلا يفعل ما يجزم بأنه يضرّها ضررًا راجحًا، لذلك لا يقدم عاقل على فعل ما يضرّه مع علمه بما فيه من الضرر إلا لظنّه أنّ منفعته راجحة إمّا بأن يجزم بأن ضرره مرجوح، أو يظنّ أن خيره راجح.
فالزاني والسارق ونحوهما، لو حصل لهم جزم بإقامة الحدود عليهم من الرجم والقطع ونحو ذلك، لم يقدموا على ذلك، فإذا علم هذا فأصل ما يوقع الناس في السيئات الجهل وعدم العلم بأنها تضرهم ضررًا راجحًا، أو ظنّ أنها تنفعهم نفعًا راجحًا، وذلك كلّه جهل إما بسيط وإمّا مركب.
ومثال هذا ما جاء في قصة آدم أنه: {يا آدم هل أدلّك على شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى (120) فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما}.

قال: {ما نهاكما ربّكما عن هذه الشّجرة إلّا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين (20)}.
وقال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ (36) وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون (37)}.
فالفاعل للذنب لو جزم بأنه يحصل له به الضرر الراجح لم يفعله، لكنه يزين له ما فيه من اللذة التي يظنّ أنها مصلحة، ولا يجزم بوقوع عقوبته، بل يرجو العفو بحسناتٍ أو توبةٍ أو بعفو الله ونحو ذلك، وهذا كله من اتباع الظن وما تهوى الأنفس، ولو كان له علم كامل لعرف به رجحان ضرر السيئة، فأوجب له ذلك الخشية المانعة له من مواقعتها.

الوجه السادس: وهو أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد البتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك.
ولهذا قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه، وقيل: "ربّ شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلاً".
- ما في الذنوب من اللذات كما في الطعام الطيب المسموم من اللذة، فهي مغمورة بما فيه من المفسدة ومؤثر لذة الذنب كمؤثر لذة الطعام المسموم الذي فيه من السموم ما يمرض أو يقتل ومن هاهنا يعلم أنه لا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها.
-
المذنب قد لا يتمكن من التوبة، فإنّ من وقع في ذنبٍ تجرّأ عليه عمره وهان عليه خوض الذنوب وعسر عليه الخلاص منها ولهذا قيل: "من عقوبة الذنب: الذنب بعده ".
- إذا قدّر للمذنب أنه تاب منه فقد لا يتمكن من التوبة النصوح الخالصة التي تمحو أثره بالكلية.
- وإن قدّر أنه تمكن من ذلك، فلا يقاوم اللذة الحاصلة بالمعصية ما في التوبة النصوح المشتملة على النّدم والحزن والخوف والبكاء وتجشم الأعمال الصالحة؛ من الألم والمشقة، ولهذا قال الحسن: "ترك الذنب أيسر من طلب التوبة".
- يكفي المذنب ما فاته في حال اشتغاله بالذنوب من الأعمال الصالحة الّتي كان يمكنه تحصيل الدرجات بها.

- إن قدّر أنه عفي عنه من غير توبةٍ فإن كان ذلك بسبب أمرٍ مكفرٍ عنه كالمصائب الدنيوية، وفتنة القبر، وأهوال البرزخ، وأهوال الموقف، ونحو ذلك، فلا يستريب عاقلٌ أن ما في هذه الأمور من الآلام والشدائد أضعاف أضعاف ما حصل في المعصية من اللذة.

- إن عفي عنه بغير سببٍ من هذه الأسباب المكفرة ونحوها، فإنه لابّد أن يلحقه عقوبات كثيرة منها:
1: ما فاته من ثواب المحسنين، فإن اللّه تعالى وإن عفا عن المذنب فلا يجعله كالذين آمنوا وعملوا الصالحات، كما قال تعالى: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (21).

وقال: (أم نجعل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار (28)}.
2: ما يلحقه من الخجل والحياء من اللّه عز وجلّ عند عرضه عليه وتقريره بأعماله، وربما كان ذلك أصعب عليه من دخول النار ابتداءً.
كما جاء في الأحاديث والآثار كما روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "الزهد" بإسناده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "يدني اللّه عزّ وجلّ العبد يوم القيامة، فيضع عليه كنفه، فيستره من الخلائق كلها، ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر، فيقول: اقرأ يا ابن آدم كتابك، قال: فيمرّ بالحسنة، فيبيضّ لها وجهه ويسرّ بها قلبه قال: فيقول الله عز وجل: أتعرف يا عبدي؟
فيقول: نعم، يا رب أعرف، فيقول: إني قد قبلتها منك.
قال: فيخرّ للّه ساجدًا، قال: فيقول اللّه عزّ وجلّ: ارفع رأسك يا ابن آدم وعد في كتابك، قال: فيمرّ بالسيئة فيسود لها وجهه، ويوجل منها قلبه وترتعد منها فرائصه، ويأخذه من الحياء من ربه ما لا يعمله غيره، قال: فيقول اللّه عزّ وجلّ: أتعرف يا عبدي؟
قال: فيقول: نعم، يا رب أعرف، قال: فيقول: إني قد غفرتها لك؟
قال: فلا يزال حسنةٌ تقبل فيسجد، وسيئةٌ تغفر فيسجد، فلا ترى الخلائق منه إلا السجود، قال: حتى تنادي الخلائق بعضها بعضًا: طوبى لهذا العبد الذي لم يعص اللّه قط، ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين اللّه عز وجل ".
ومما قد وقفه عليه وروي معنى ذلك عن أبي موسى، وعبد اللّه بن سلامٍ وغيرهما، ويشهد لهذا حديث عبد اللّه بن عمر الثابت في "الصحيح "- حديث النجوى - أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان يوم القيامة دعا اللّه بعبده فيضع عليه كنفه فيقول: ألم تعمل يوم كذا وكذا ذنب كذا وكذا؟ فيقول: بلى يا ربّ، فيقول: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وغفرت ذلك لك اليوم " وهذا كلّه في حقّ من يريد اللّه أن يعفو عنه ويغفر له فما الظنّ بغيره؟

الوجه السابع: وهو أن المقدم على مواقعة المحظور إنما أوجب إقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به، فظنّ أنّه يحصل له لذته العاجلة، ورجى أن يتخلص من تبعته بسببٍ من الأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ.
وهذا من أعظم الجهل، فإن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، ما لا يوازي الذرة منه جميع لذات الدنيا، فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك، وتفوته الحياة الطيبة، فينعكس قصده بارتكاب المعصية، فإنّ اللّه ضمن لأهل الطاعة الحياة الطيبة، ولأهل المعصية العيشة الضنك، قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا}،
وقال: {وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون}
وقال في أهل الطاعة: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينّه حياةً طيّبةً}.

● بيان أن فقد الخشية يستلزم فقد العلم
فقد الخشية يسلتزم فقد العلم وذلك لأن العلم له موجب ومقتضى وهو اتباعه والاهتداء به وضدّه الجهل، فإذا انتفت فائدته ومقتضاه، صار حاله كحاله عند عدمه وهو الجهل.وقد تقدّم أن الذنوب إنّما تقع عن جهالةٍ، وظهرت دلالة القرآن على ذلك وتفسير السلف له بذلك، فيلزم حينئذٍ أن ينتفي العلم ويثبت الجهل عند انتفاء فائدة العلم ومقتضاه وهو اتباعه. ومن هذا الباب قوله تعالى:{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}، وقول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إني امرؤٌ صائمٌ " وهذا كما يوصف من لا ينتفع بسمعه وبصره وعقله في معرفة الحقّ والانقياد له بأنه أصم أبكم أعمى قال تعالى: {صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون}.

بيان العلم النافع الذي يوجب خشية الله تعالى.
العلم النافع علمان:
1: علم باللّه بجلاله وعظمته، وهو الذي فسر الآية به جماعةٌ من السلف.
2: علم بأوامر الله ونواهيه وأحكامه وشرائعه وأسرار دينه وشرعه وخلقه وقدره.
ولا تنافي بين هذا العلم والعلم باللّه؛ فإنّهما قد يجتمعان وقد ينفرد أحدهما عن الآخر، وأكمل الأحوال اجتماعهما جميعًا وهي حالة الأنبياء - عليهم السلام - وخواصّ الصديقين ومتى اجتمعا كانت الخشية حاصلةٌ من تلك الوجوه كلها، وإن انفرد أحدهما حصل من الخشية بحسب ما حصّل من ذلك العلم، والعلماء الكمّل أولو العلم في الحقيقة الذين جمعوا الأمرين.

وقد روى الثوريّ عن أبي حيّان التميمي سعيد بن حيّان عن رجلٍ قال: كان يقال: العلماء ثلاثةٌ: "فعالمٌ باللّه ليس عالمًا بأمر اللّه، وعالمٌ بأمر اللّه ليس عالمًا باللّه، وعالمٌ باللّه عالمٌ بأمر اللّه ".
فالعالم باللّه وبأوامر اللّه: الذي يخشى اللّه ويعلم الحدود والفرائض.
والعالم باللّه ليس بعالم بأمر اللّه: الذي يخشى اللّه ولا يعلم الحدود والفرائض.
والعالم بأمر اللّه ليس بعالم باللّه: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى اللّه عزّ وجلًّ.

● فوائد
إثبات الخشية للعلماء يقتضي ثبوتها لكل واحد منهم.
قوله تعالى: {إنّما يخشى الله من عباده العلماء} يقتضي ثبوت الخشية لكل واحد من العلماء ولا يراد به جنس العلماء، وتقريره من جهتين:
الجهة الأولى: أن الحصر هاهنا من الطرفين، حصر الأول في الثاني وحصر الثاني في الأول، كما تقدّم بيانه، فحصر الخشية في العلماء يفيد أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالمٌ وإن لم يفد لمجرده أنّ كلّ عالم فهو يخشى اللّه وتفيد أنّ من لا يخشى فليس بعالم، وحصر العلماء في أهل الخشية يفيد أنّ كلّ عالم فهو خاشٍ، فاجتمع من مجموع الحصرين ثبوت الخشية لكلّ فردٍ من أفراد العلماء.
والجهة الثانية: أن المحصور هل هو مقتضٍ للمحصور فيه أو هو شرطٌ له؟
قال الشيخ أبو العباس - رحمه اللّه -: (وفي هذه الآية وأمثالها هو مقتضٍ فهو عامٌّ فإنّ العلم بما أنذرت به الرسل يوجب الخوف).
ومراده بالمقتضي – العلة المقتضية - وهي التي يتوقف تأثيرها على وجود شروط وانتفاء موانع كأسباب الوعد والوعيد ونحوهما فإنها مقتضياتٌ وهي عامةٌ، ومراده بالشرط ما يتوقف تأثير السبب عليه بعد وجود السبب وهو الذي يلزم من عدمه عدم المشروط ولا يلزم من وجوده وجود المشروط، كالإسلام بالنسبة إلى الحجّ.

والمانع بخلاف الشرط، وهو ما يلزم من وجوده العدم ولا يلزم من عدمه الوجود وهذا الفرق بين السبب والشرط وعدم المانع إنّما يتم على قول من يجوّز تخصيص العلة وأما من لا يسمّي علةً إلا ما استلزم الحكم ولزم من وجودها وجوده على كلّ حال، فهؤلاء عندهم الشرط وعدم المانع من جملة أجزاء العلة، والمقصود هنا أنّ العلم إذا كان سببًا مقتضيًا للخشية كان ثبوت الخشية عامًا لجميع أفراد العلماء لا يتخلف إلا لوجود مانع ونحوه.


أصل العلم النافع العلم باللّه.
وبأسمائه وصفاته وأفعاله من قدره، وخلقه، والتفكير في عجائب آياته المسموعة المتلوة، وآياته المشاهدة المرئية من عجائب مصنوعاته، وحكم مبتدعاته ونحو ذلك مما يوجب خشيته وإجلاله، ويمنع من ارتكاب نهيه، والتفريط في أوامره.
ولهذا قال طائفةٌ من السلف لعمر بن عبد العزيز وسفيان بن عيينة: "أعجب الأشياء قلبٌ عرف ربه ثم عصاه ".

وقال بشر بن الحارث: "لو يفكر الناس في عظمة اللّه لما عصوا اللّه ".

قابلية ما في القلب من التصديق والمعرفة للزيادة والنقصان هو الذي عليه الصحابة والسلف من أهل السنة.
ويؤيد ذلك ما كان يقوله بعض الصحابة: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة".
وما جاء
في الأثر المشهور عن حماد بن سلمة عن أبي جعفرٍ الخطميّ عن جدّه عمير بن حبيبٍ وكان من الصحابة، قال: "الإيمان يزيد وينقص قيل: وما زيادته ونقصانه؟

قال: إذا ذكرنا اللّه ووحّدناه وسبّحناه، فتلك زيادته وإذا غفلنا ونسينا، فذلك نقصانه ".
وفي مسندي الإمام أحمد والبزار من حديث أبي هريرة أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "جدّدوا إيمانكم " قالوا: وكيف نجدد إيماننا يا رسول اللّه؟
قال: "قولوا: لا إله إلا اللّه ".
فالمؤمن يحتاج دائمًا كلّ وقتٍ إلى تحديد إيمانه وتقوية يقينه، وطلب الزيادة في معارفه، والحذر من أسباب الشكّ والريب والشبهة، ومن هنا يعلم معنى قول النبيًّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " فإنه لو كان مستحضرًا في تلك الحال لاطّلاع اللّه عليه ومقته له جمع ما توعّده اللّه به من العقاب المجمل والمفصل استحضارًا تامًّا لامتنع منه بعد ذلك وقوع هذا المحظور وإنما وقع فيما وقع فيه لضعف إيمانه ونقصه.

صحة التوبة من بعض الذنوب دون بعضٍ هو الذي عليه السلف وأئمة السنة خلافًا لبعض المعتزلة.
فإنّ أحد الذنبين قد يعلم قبحه فيتوب منه ويستهين بالآخر لجهله بقبحه وحقيقة مرتبته فلا يقلع عنه، ولذلك قد يقهره هواه ويغلبه في أحدهما دون الآخر فيقلع عما لم يغلبه هواه دون ما غلبه فيه هواه، ولا يقال لو كانت الخشية عنده موجودةً لأقلع عن الجميع، لأن أصل الخشية عنده موجودةٌ، ولكنها غير تامةٍ، وسبب نقصها إما نقص علمه، وإما غلبة هواه، فتبعّض توبته نشأ من كون المقتضي للتوبة من أحد الذنبين أقوى من المقتضي للتوبة من الآخر، أو كون المانع من التوبة من أحدهما أشدّ من المانع من الآخر.

• هل يمكن للتائب أن يعود إلى ما كان عليه قبل المعصية؟
اختلف الناس في ذلك على قولين، والقول بأنه لا يمكن عوده إلى ما كان عليه قول أبي سليمان الدّرانيّ وغيره.

• هل يجزم بقبول التوبة إذا استكملت شروطها؟
اختلف الناس في ذلك على قولين:فالقاضي أبو بكر وغيره من المتكلمين على أنّه لا يجزم بذلك.
و
أكثر أهل السنة والمعتزلة وغيرهم على أنه يقطع بقبولها.


• هل يمحى الذنب من صحيفة العبد إذا تاب؟
ورد في "مراسيل الحسن " عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أراد اللّه أن يستر على عبده يوم القيامة أراه ذنوبه فيما بينه وبينه ثمّ غفرها له ".
ولهذا كان أشهر القولين أنّ هذا الحكم عامٌّ في حقّ التائب وغيره، وقد ذكره أبو سليمان الدمشقيّ عن أكثر العلماء، واحتجّوا بعموم هذه الأحاديث مع قوله تعالى: {ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرة إلاّ أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرًا}.

وقد نقل ذلك صريحًا عن غير واحدٍ من السلف كالحسن البصريّ وبلال بن سعد - حكيم أهل الشام - كما روى ابن أبي الدنيا، وابن المنادي وغيرهما عن الحسن: "أنه سئل عن الرجل يذنب ثم يتوب هل يمحى من صحيفته؟ قال: لا، دون أن يوقفه عليه ثم يسأله عنه "
ثم في رواية ابن المنادي وغيره: "ثم بكى الحسن، وقال: لو لم تبك الأحياء من ذلك المقام لكان يحقّ لنا أن نبكي فنطيل البكاء".

وذكر ابن أبي الدنيا عن بعض السلف أنه قال: "ما يمرّ عليّ أشد من الحياء من اللّه عزّ وجلّ ".
وفي الأثر المعروف الذي رواه أبو نعيمٍ وغيره عن علقمة بن مرثدٍ: "أنّ الأسود بن يزيد لما احتضر بكى، فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: ما لي لا أجزع، ومن أحقّ بذلك مني؟واللّه لو أتيت بالمغفرة من اللّه عزّ وجلّ، لهمّني الحياء منه مما قد صنعته، إنّ الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيًا منه ".
ومن هذا قول الفضيل بن عياضٍبالموقف: "واسوءتاه منك وإن عفوت ".

• أمر الله للعباد إنما يكون بما فيه صلاحهم ونهيه إنما يكون عما فيه فسادهم.

إن اللّه لم يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليه، ولا نهاهم عمّا نهاهم عنه بخلاً به، بل أمرهم بما فيه صلاحهم، ونهاهم عمّا فيه فسادهم، وهذا هو الذي عليه المحققون من الفقهاء من الحنابلة وغيرهم، كالقاضي أبي يعلى وغيره.
وإن كان بينهم في جواز وقوع خلاف ذلك عقلاً نزاعٌ مبنيّ على أن العقل هل له مدخل في التحسين والتقبيح أم لا؟
وكثير منهم كأبي الحسن التميمي وأبي الخطاب على أنّ ذلك لا يجوز عقلاً أيضًا وأما من قال بوقوع مثل ذلك شرعًا فقوله شاذٌ مردودٌ.

والصواب: أنّ ما أمر اللّه به عباده فهو عين صلاحهم وفلاحهم في دنياهم وآخرتهم، فإنّ نفس الإيمان باللّه ومعرفته وتوحيده وعبادته ومحبته وإجلاله وخشيته وذكره وشكره؛ هو غذاء القلوب وقوتها وصلاحها وقوامها، فلا صلاح للنفوس، ولا قرة للعيون ولا طمأنينة، ولا نعيم للأرواح ولا لذة لها في الدنيا على الحقيقة، إلا بذلك، فحاجتها إلى ذلك أعظم من حاجة الأبدان إلى الطعام والشراب والنّفس، بكثيرٍ، فإنّ حقيقة العبد وخاصيته هي قلبه وروحه ولا صلاح له إلا بتألهه لإلهه الحقّ الذي لا إله إلا هو، ومتى فقد ذلك هلك وفسد، ولم يصلحه بعد ذلك شيء البتة، وكذلك ما حرّمه اللّه على عباده وهو عين فسادهم وضررهم في دينهم ودنياهم، ولهذا حرّم عليهم ما يصدّهم عن ذكره وعبادته كما حرم الخمر والميسر، وبين أنه يصدّ عن ذكره وعن الصلاة مع مفاسد أخر ذكرها فيهما، وكذلك سائر ما حرّمه اللّه فإنّ فيه مضرةً لعباده في دينهم ودنياهم وآخرتهم، كما ذكر ذلك السلف، وإذا تبيّن هذا وعلم أنّ صلاح العباد ومنافعهم ولذاتهم في امتثال ما أمرهم الله به، واجتناب ما نهاهم اللّه عنه تبيّن أن من طلب حصول اللذة والراحة من فعل المحظور أو ترك المأمور، فهو في غاية الجهل والحمق، وتبيّن أنّ كلّ من عصى اللّه هو جاهل، كما قاله السلف ودلّ عليه القرآن كما تقدم، ولهذا قال: {كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئًا وهو شرٌّ لكم واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون (216)}.
وقال: {ولو أنّهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشدّ تثبيتًا (66) وإذًا لآتيناهم من لدنّا أجرًا عظيمًا (67) ولهديناهم صراطًا مستقيمًا (68)}.

فائدة في قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102)}.
اختلف المفسرون في الجمع بين إثبات العلم ونفيه هاهنا.
1: قالت طائفة: الذين علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق، هم الشياطين الذين يعلّمون الناس السحر، والذين قيل فيهم: {لو كانوا يعلمون} هم الناس الذين يتعلمون.
قال ابن جرير: وهذا القول خطأٌ مخالفٌ لإجماع أهل التأويل على أنّ قوله: (ولقد علموا) عائدٌ على اليهود الذين اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان.
2: ذكر ابن جرير أنّ الذين علموا أنه لا خلاق لمن اشتراه هم اليهود، والذين قيل فيهم: لو كانوا يعلمون، هم الذين يتعلمون من الملكين، وكثيرًا ما يكون فيهم الجهال بأمر اللّه ووعده ووعيده.
وهذا أيضًا ضعيفٌ فإنّ الضمير فيهما عائدٌ إلى واحدٍ، وأيضًا فإن الملكين يقولان لمن يعلمانه: إنما نحن فتنة فلا تكفر، فقد أعلماه تحريمه وسوء عاقبته.

3: قالت طائفة: إنما نفى عنهم العلم بعدما أثبته لانتفاء ثمرته وفائدته، وهو العمل بموجبه ومقضتاه، فلمّا انتفى عنهم العمل بعلمهم جعلهم جهّالاً لا يعلمون، كما يقال: لا علم إلا ما نفع، وهذا حكاه ابن جريرٍ وغيره، وحكى الماوردي قولاً بمعناه، لكنه جعل العمل مضمرا، وتقديره لو كانوا يعملون بما يعلمون.
4: قيل: إنهم علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له، أي لا نصيب له في الآخرة من الثواب، لكنهم لم يعلموا أنه يستحق عليه العقاب مع حرمانه الثواب، وهذا حكاه الماورديّ وغيره.
وهو ضعيف أيضًا، فإنّ الضمير إن عاد إلى اليهود، فاليهود لا يخفى عليهم تحريم السحر واستحقاق صاحبه العقوبة، وإن عاد إلى الذين يتعلمون من الملكين فالملكان يقولان لهم: {إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر} والكفر لا يخفى على أحدٍ أن صاحبه يستحقّ العقوبة، وإن عاد إليهما، وهو الظاهر، فواضح، وأيضًا فإذا علموا أنّ من اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ فقد علموا أنه يستحقّ العقوبة، لأنّ الخلاق: النصيب من الخير، فإذا علم أنه ليس له نصيب في الخير بالكلية فقد علم أن له نصيبًا من الشرّ، لأنّ أهل التكليف في الآخرة لا يخلو واحد منهم عن أن يحصل له خير أو شرّ لا يمكن انتكاله عنهما جميعًا ألبتة.

5: قالت طائفة: علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له في الآخرة، لكنهم ظنّوا أنهم ينتفعون به في الدنيا، ولهذا اختاروه وتعوّضوا به عن بوار الآخرة وشروا به أنفسهم، وجهلوا أنه في الدنيا يضرّهم أيضًا ولا ينفعهم، فبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ذلك، وأنّهم إنما باعوا أنفسهم وحظّهم من الآخرة بما يضرّهم في الدنيا أيضًا ولا ينفعهم.
وهذا القول حكاه الماورديّ وغيره، وهو الصحيح، فإنّ اللّه تعالى قال: {ويتعلّمون ما يضرّهم ولا ينفعهم} أي هو في نفس الأمر يضرّهم ولا ينفعهم بحالٍ في الدنيا وفي الآخرة.

ولكنّهم لم يعلموا ذلك لأنهم لم يقدموا عليه إلا لظنّهم أنه ينفعهم في الدنيا.
ثم قال: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ} أي قد تيقّنوا أنّ صاحب السحر لا حظّ له في الآخرة، وإنما يختاره لما يرجو من نفعه في الدنيا، وقد يسمّون ذلك العقل المعيشي أي العقل الذي يعيش به الإنسان في الدنيا عيشةً طيبةً، قال اللّه تعالى: {ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} أي: إن هذا الذي يعوضوا به عن ثواب الآخرة في الدنيا أمرٌ مذمومٌ مضر لا ينفع لو كانوا يعلمون ذلك ثم قال: {ولو أنّهم آمنوا واتّقوا لمثوبةٌ من عند اللّه خير لّو كانوا يعلمون} يعني: أنهم لو اختاروا الإيمان والتقوى بدل السّحر لكان اللّه يثيبهم على ذلك ما هو خير لهم مما طلبوه في الدنيا لو كانوا يعلمون، فيحصل لهم في الدنيا من ثواب الإيمان والتقوى من الخير الذي هو جلب المنفعة ودفع المضرّة ما هو أعظم مما يحصّلونه بالسّحر من خير الدنيا مع ما يدّخر لهم من الثواب في الآخرة.
والمقصود هنا:
أن كل من آثر معصية اللّه على طاعته ظانًّا أنه ينتفع بإيثار المعصية في الدنيا، فهو من جنس من آثر السحر - الذي ظنّ أنه ينفعه في الدنيا - على التقوى والإيمان، ولو اتّقى وآمن لكان خيرًا له وأرجى لحصول مقاصده ومطالبه ودفع مضارّه ومكروهاته.
ويشهد كذلك أيضًا ما في "مسند البزار" عن حذيفة قال: "قام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فدعا الناس فقال: "هلمّوا إليّ، فأقبلوا إليه فجلسوا"، فقال: "هذا رسول ربّ العالمين جبريل - عليه السلام. - نفث في روعي: أنّه لا تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها، فاتقوا اللّه وأجملوا في الطلب ولا يحملنّكم استبطاء الرّزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإنّ الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته ".


• خلاصة القول في نوع "ما" الداخلة على "إنّ"
القول الأول: أنّها كافةٌ، وأن "ما" هي الزائدة التي تدخل على إنّ، وأنّ، وليت، ولعلّ، وكأن، فتكفها عن العمل، وهذا قول جمهور النحاة.
القول الثاني: أنّ "ما" مع هذه الحروف اسمٌ مبهمٌ بمنزلة ضمير الشأن في التفخيم والإبهام وفي أنّ الجملة بعده مفسرةٌ له ومخبرٌ بها عنه، وهو قول
بعض الكوفيين، وابن درستويه.
القول الثالث: أن "ما" هنا نافيةٌ واستدلّوا بذلك على إفادتها الحصر، وأنّ "إن" أفادت الإثبات في المذكور، و"ما" النفي فيما عداه وهو قول بعض الأصوليين وأهل البيان.
وهذا باطلٌ باتفاق أهل المعرفة باللسان فإنّ "إن" إنما تفيد توكيد الكلام إثباتًا كان أو نفيًا لا تفيد الإثبات.
و"ما" زائدةٌ كافة لا نافيةٌ وهي الداخلة على سائر أخوات إنّ: لكنّ وكأن وليت ولعلّ، وليست في دخولها على هذه الحروف نافيةً بالاتفاق فكذلك الداخلة على إنّ وأنّ.
-
نسب القول بأنها نافيةٌ إلى أبي علي الفارسي لقوله في كتاب "الشيرازيات ": إنّ العرب عاملوا "إنما" معاملة النفيّ و"إلا" في فصل الضمير لقوله: "وإنّما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي ".

وهذا لا يدل على أنّ "ما" نافيةٌ على ما لا يخفى وإنما مراده أنّهم أجروا "إنما" مجرى النفي و"إلاّ" في هذا الحكم لما فيها معنى النفي ولم يصرّح بأنّ النفي مستفادٌ من "ما" وحدها.
القول الرابع: أنه لا يمتنع أن يكون "ما" في هذه الآية بمعنى الذي والعلماء خبرٌ والعائد مستترٌ في يخشى.

وأطلقت "ما" على جماعة العقلاء كما في قوله تعالى: {أو ما ملكت أيمانكم} ، و {فانكحوا ما طاب لكم مّن النّساء}.

• خلاصة
القول في إفادة "إنّما" للحصر.
اختلف النحاة في ذلك على أقوال:
القول الأول: إذا دخلت "ما" الكافة على "إنّ " أفادت الحصر هذا هو الصحيح، وهو قول الجمهور.

القول الثاني: من خالف في إفادتها الحصر.
حجتهم في ذلك:
1- قالوا إنّ "إنّما" مركبةٌ من "إنّ " المؤكدة و"ما" الزائدة الكافة فيستفاد التوكيد من "إنّ " والزائد لا معنى له، وقد تفيد تقوية التوكيد كما في الباء الزائدة ونحوها، لكنها لا تحدث معنى زائدا.
2- وقالوا إن ورودها لغير الحصر كثيرٌ جدًّا كقوله تعالى: {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون (2)}.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الرّبا في النسيئة". وقوله: "إنّما الشهر تسعٌ وعشرون " وغير ذلك من النصوص ويقال: "إنّما العالم زيد" ومثل هذا لو أريد به الحصر لكان هذا.
وقد يقال: إن أغلب مواردها لا تكون فيها للحصر فإنّ قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، لا تفيد الحصر مطلقًا فإنّه سبحانه وتعالى له أسماءٌ وصفاتٌ كثيرةٌ غير توحّده بالإلهية، وكذلك قوله: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}.
فإنّه لم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده.
مناقشة أقوالهم:
- الصواب أن "إنما" تدلّ على الحصر في هذه الأمثلة، ودلالتها عليه معلومٌ بالاضطرار من لغة العرب، كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنّهي وغير ذلك، ولهذا يتوارد "إنّما" وحروف الشرط والاستفهام والنّفي الاستثناء كما في قوله تعالى: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون} فإنه
كقوله: {وما تجزون إلا ما كنتم تعملون}،
وقوله: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ وقوله: {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو}فإنه كقوله: {وما من إلهٍ إلاّ اللّه}وقوله: {ما لكم من إلهٍ غيره}، ونحو ذلك، ولهذا كانت كلّها واردةً في سياق نفي الشرك وإبطال إلهية سوى اللّه سبحانه.

- وأما قولهم إنّ "ما" الكافة أكثر ما تفيده قوة التوكيد لا تثبت معنى زائدًا، يجاب عنه من وجوه:

أحدها: أنّ "ما" الكافة قد تثبت بدخولها على الحروف معنىً زائدًا.
وقد ذكر ابن مالك أنها إذا دخلت على الباء أحدثت معنى التقليل، كقول الشاعر:
فالآن صرت لا تحيد جوابًا ....... بما قد يرى وأنت حطيب
قال: وكذلك تحدث في "الكاف " معنى التعليل، في نحو قوله تعالى: (واذكروه كما هداكم) ، ولكن قد نوزع في ذلك وادّعى أنّ "الباء" و"الكاف " للسببية، وأنّ "الكاف " بمجردها تفيد التعليل.
والثاني: أن يقال: لا ريب أنّ "إنّ " تفيد توكيد الكلام، و"ما" الزائدة تقوّي هذا التوكيد وتثبت معنى الكلام فتفيد ثبوت ذلك المعنى المذكور في اللفظ خاصةً ثبوتًا لا يشاركه فيه غيره واختصاصه به، وهذا من نوع التوكيد والثبوت ليس معنىً آخر مغايرًا له وهو الحصر المدّعى ثبوته بدخول "ما" يخرج عن إفادة قوّة معنى التوكيد وليس ذلك بمنكرٍ إذ المستنكر ثبوت معنى آخر بدخول الحرف الزائد من غير جنس ما يفيده الحرف الأوّل.
الوجه الثالث: أنّ "إن" المكفوفة "بما" استعملت في الحصر فصارت حقيقةً عرفيّةً فيه، واللفظ يصير له بالاستعمال معنى غير ما كان يقتضيه أصل الوضع، وهكذا يقال في الاستثناء فإنه وإن كان في الأصل للإخراج من الحكم لكن صار حقيقة عرفيةً في مناقضة المستثنى فيه، وهذا شبية بنقل اللفظ عن المعنى الخاص إلى العام إذا صار حقيقة عرفيةً فيه لقولهم "لا أشرب له شربة ماءٍ" ونحو ذلك، ولنقل الأمثال السائرة ونحوها، وهذا الجواب ذكره أبو العباس ابن تيمية في بعض كلامه القديم وهو يقتضي أنّ دلالة "إنّما" على الحصر إنّما هو بطريق العرف والاستعمال لا بأصل وضع اللغة، وهو قولٌ حكاه غيره في المسألة.

القول الثالث:
من جعل "ما" موصولةً.
فتفيد الحصر من جهةٍ أخرى وهو أنّها إذا كانت موصولةً فتقدير الكلام "إن الذين يخشون الله هم العلماء" وهذا أيضًا يفيد الحصر" فإنّ الموصول يقتضي العموم لتعريفه، وإذا كان عامًّا لزم أن يكون خبره عامًّا أيضًا لئلا يكون الخبر أخصّ من المبتدأ، وهذا النوع من الحصر يسمّى ئحصر المبتدأ في الخبر، ومتى كان المبتدأ عامًّا فلا ريب إفادته الحصر.


التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 27/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 16/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 93/100
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 3 رمضان 1436هـ/19-06-2015م, 12:53 AM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

إجابة محاضرة بلغة المفسر من علم الحديث

أهم المسائل التي وردت في المحاضرة :
1- مقدمات بين يدي الموضوع
- الفرق بين الإنشاء والخبر
- تعريف الإنشاء
- تعريف الخبر
2- القواعد التي وضعها المفسرون لتفسير القرآن الكريم
- أمثلة للتفاسير المسندة
3- سبب وضع المحدثين لعلوم الحديث
- فضيلة الإسناد في هذه الأمة
4 - تطبيق قواعد المحدثين على مرويات التفسير
- أهمية تطبيق قواعد المحدثين على مرويات التفسير
- متى نطبق قواعد المحدثين على مرويات التفسير
- ضوابط تطبيق قواعد المحدثين
- المبدأ في تطبيق قواعد المحدثين
- أسباب تساهل المحدثين في بعض الروايات
5- ضوابط التدبر في القرآن الكريم
6- مميزات ابن كثير رحمه الله في تفسيره
7- كيفية التعامل مع الإسرائيليات
- سبب تحديث عبدالله بن عمرو بالإسرائيليات
8- المقصود بعلم علل الحديث
- أسباب الضعف في الحديث
- كيفية التعامل مع الراوي الثقة الذي توهم في الرواية
- المقصود بالضعف في صفة الرواية
- المراد بلفظ الحُسن في المرويات القديمة
9- ما يحتاجه المفسر للتعامل مع كتاب الله
10- أنواع المراسيل
11- كيفية التعامل مع المراسيل
12- كيفية التعامل مع من وُثق في علم وضُعف في آخر

تفاصيل المسائل
1- مقدمات بين يدي الموضوع
- الفرق بين الإنشاء والخبر
- تعريف الإنشاء : الكلام الذي لا يحتاج إلى تثبت أو دليل على صحته.
- تعريف الخبر : هو ما يحتاج إلى ما يضبطه ويوضح صحته من كذبه .

2- القواعد التي وضعها المفسرون لتفسير القرآن الكريم
1- تفسير القرآن بالقرآن
2- تفسير القرآن بالسنة
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة ثم التابعين ثم بلغة العرب .
- أمثلة للتفاسير المسندة
تفسير عبد الرزاق ، ابن جرير ، ابن المنذر ، ابن أبي حاتم ، كذلك كتب التفسير في كتب المحدثين كصحيح البخاري ومسلم وغيرهما .

3- سبب وضع المحدثين لعلوم الحديث
وضع المحدثون قواعد علوم الحديث لتكون ضوابط لقبول الأخبار أو ردها .
- فضيلة الإسناد في هذه الأمة
الإسناد خصيصة من خصائص الأمة المحمدية ، فقد شرف الله سبحانه الأمة بهذا الإسناد الذي لم تحظى به أمة من الأمم .

4 - تطبيق قواعد المحدثين على مرويات التفسير
- أهمية تطبيق قواعد المحدثين على مرويات التفسير
لابد من النظر إلى ما ورد من مرويات عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أو التابعين ، فإن وجدنا ما ورد صحيح النسبة إلى قائله فذاك غاية المطلوب ، حتى لا يكون هناك فوضى في تفسير كتاب الله ، ومما يدل على أهمية هذا ما نجده من مجهودات عظيمة بذلها العلماء في كتب العلل لإعلال بعض مرويات كتب التفسير .
- متى نطبق قواعد المحدثين على مرويات التفسير
ليس المقصود تطبيق قواعد المحدثين في كل شيء ، ولكن الأصل يبقى أصلا لا يمكن أن نحيد عنه ، وإنما يمكن أن يُتخفف فيه فيما يسع فيه التخفيف .
- ضوابط تطبيق قواعد المحدثين
1- إذا تضمنت الرواية حكما فلابد من تطبيق قواعد المحدثين.
2- إذا جاء في كتب التفسير مرويات تتعلق بأبواب الاعتقاد ، إما في أسماء الله سبحانه أو صفاته .
3- إذا تضمنت كتب التفسير بعض المرويات الإسرائيلية ، أو أحاديث تروى على أنها مرفوعة ، أو من أقوال الصحابة وهي ليست كذلك ، مثل ما ورد في تفسير قوله تعالى :{ببابل هاروت وماروت} .
- المبدأ في تطبيق قواعد المحدثين
لا يطلق القول : (لا تطبق قواعد المحدثين على مرويات التفسير) ، فإن أطلاقه هكذا يكون جزافا ، بل الأصل هو التطبيق ولكن يمكن أن يتسامح ويتساهل في قبول بعض الروايات .
مثل قبول رواية الضحاك عن ابن عباس ، ورواية جويبر عن الضحاك ، فإنها عبارة عن بيان لمعاني الآيات ولا تتضمن أحكاما .
- أسباب تساهل المحدثين في بعض الروايات
1- إذا كان الحديث يشمل حكما مقررا في أحاديث أخرى صحيحة ، فيعدونه من باب الترغيب والترهيب .
2- أن تكون الروايات من باب الفضائل ، كفضائل القرآن وفضائل الصحابة أو غيره .
3- إذا كانت الرواية تتعلق بما يندرج تحت لغة العرب فهذا أمر واسع.
وقد قال الإمام أحمد وسفيان وابن المبارك وغيرهم : إذا روينا في الحلال والحرام تشددنا ، وإذا روينا في الفضائل تساهلنا .

5- ضوابط التدبر في القرآن الكريم
1- أن يكون مبنيا على أساس سليم من لغة العرب ، ومن الأفهام السليمة .
2- لا يتعارض مع القواعد التي وضعها العلماء كقواعد الاعتقاد وأصول الفقة وقواعد المحدثين .
3- إذا أفضى التدبر إلى القول على الله بغير علم أو الإتيان بأقوال شنيعة ليس هناك ما يدل عليها فهذا مرفوض .

6- مميزات ابن كثير رحمه الله في تفسيره
تميز ابن كثير بأنه جمع بين الحديث وبين القدرة على التفسير ، فكان يطبق قواعد المحدثين على بعض الأحاديث والروايات التي فيها ما يستدعي تطبيقها .

7- كيفية التعامل مع الإسرائيليات
قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد" ، فما يوافق شرعنا صدقناه ، وما خالف شرعنا رفضناه وجذمنا بكذبه ولا يجوز لنا روايته إلا على سبيل الإنكار ، وأما ما لم يأت عليه دليل في الشرع توقفنا فيه ، ويجوز روايته من باب الاستئناس .
- سبب تحديث عبدالله بن عمرو بالإسرائيليات
كان ابن عمرو يحدث بذلك على أساس وضوح الضوابط الشرعية في عصره ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بما أنزلنا إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد" ، ولكن تنوقل ما ورد عنه من باب الخطأ من الرواه ، فبعضهم رفعه وبعضهم أوقفه عليه .

8- المقصود بعلم علل الحديث
هو علم وضع ونشأ لبيان أوهام الثقات .
- أسباب الضعف في الحديث
1- سقوط في الإسناد
2- طعن في الراوي : إما في عدالته ، أو ضبطه ، أو صفة روايته.
- كيفية التعامل مع الراوي الثقة الذي توهم في الرواية
نسلك معه المسلك الوسط ، كما فعل عبدالله بن المبارك ، فنبين الخطأ ونبين أنه لم يتعمد ، وإن كان صاحب ديانه فنبين ذلك .
- المقصود بالضعف في صفة الرواية
قد يكون الخطأ في الرواية ، وليس في الراوي نفسه ، فالراوي نفسه يكون ثقة ، ولكن قد تُكلم في حفظه في بعض رواياته ، ولا يكون هذا عن عمد منه ، ولكن يكون بأحد سببين :
1- إما على سبيل الوهم الذي لا يسلم منه بشر .
2- إما أن يكون الراوي قد دلَّس ، ولو لم يكن موصوفا بالتدليس ، أو تكون الرواية مما للراوي فيها هوى أو توافق بدعه عنده .
- المراد بلفظ الحُسن في المرويات القديمة
ليس المقصود بالفظ الحسن هنا ما أراده ابن الصلاح في تعريف الحديث الحسن ، وإنما يُطلق على بعض الأحاديث التي فيها ضعف ، وهذا الضعف يمكن أن يُتسامح فيه .

9- ما يحتاجه المفسر للتعامل مع كتاب الله
1- أن يعمد إلى الروايات فينظر لأحكام الأئمة عليها إن كانت صحيحة أو ضعيفة ، ما دام يمكن أن يكون محكوما عليها .
2- إن لم يجد للأئمة حكما عليها أخذ من علوم الحديث بالمقدار الذي يعينه على معرفة الحكم على الرواية .
3- كذلك يمكن الاستعانة بمن يمكن أن يخدمه من طلاب العلم المعروفين بالقدرة على الحكم على الأحاديث .

10- أنواع المراسيل
1- مراسيل كبار التابعين والمخضرمين منهم فهي مقبولة كسعيد بن المسيب .
2- مراسيل الأواسط من التابعين كالحسن البصري ، فيها تفصيل منها ما يُقبل ومنها ما لا يُقبل .
3- مراسيل صغار التابعين وهي رديئة .

11- كيفية التعامل مع المراسيل
1- المراسيل إما أنه يمكن أن تتقوى كما بين الإمام الشافعي رحمه الله فتقبل .
2- وإما أن تكون مراسيل هزيلة ، كمراسيل الزهري ومجاهد فيكون فيها شيء من النكارة ، ولا نعرف ما يدل على تقويتها فلا تقبل .

12- كيفية التعامل مع من وُثق في علم وضُعف في آخر
يعتمد عليه فيما وثق فيه ، وأما ما ضعف فيها فلا يعتمد عليه فيه .

رد مع اقتباس
  #45  
قديم 15 رمضان 1436هـ/1-07-2015م, 06:01 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء هلال محمد مشاهدة المشاركة
إجابة محاضرة بلغة المفسر من علم الحديث

أهم المسائل التي وردت في المحاضرة :
1- مقدمات بين يدي الموضوع
- الفرق بين الإنشاء والخبر
- تعريف الإنشاء
- تعريف الخبر
2- القواعد التي وضعها المفسرون لتفسير القرآن الكريم
- أمثلة للتفاسير المسندة
3- سبب وضع المحدثين لعلوم الحديث
- فضيلة الإسناد في هذه الأمة
4 - تطبيق قواعد المحدثين على مرويات التفسير
- أهمية تطبيق قواعد المحدثين على مرويات التفسير
- متى نطبق قواعد المحدثين على مرويات التفسير
- ضوابط تطبيق قواعد المحدثين
- المبدأ في تطبيق قواعد المحدثين
- أسباب تساهل المحدثين في بعض الروايات
5- ضوابط التدبر في القرآن الكريم
6- مميزات ابن كثير رحمه الله في تفسيره
7- كيفية التعامل مع الإسرائيليات
- سبب تحديث عبدالله بن عمرو بالإسرائيليات
8- المقصود بعلم علل الحديث
- أسباب الضعف في الحديث
- كيفية التعامل مع الراوي الثقة الذي توهم في الرواية
- المقصود بالضعف في صفة الرواية
- المراد بلفظ الحُسن في المرويات القديمة
9- ما يحتاجه المفسر للتعامل مع كتاب الله
10- أنواع المراسيل
11- كيفية التعامل مع المراسيل
12- كيفية التعامل مع من وُثق في علم وضُعف في آخر

تفاصيل المسائل
1- مقدمات بين يدي الموضوع
- الفرق بين الإنشاء والخبر
- تعريف الإنشاء : الكلام الذي لا يحتاج إلى تثبت أو دليل على صحته.
- تعريف الخبر : هو ما يحتاج إلى ما يضبطه ويوضح صحته من كذبه .

2- القواعد التي وضعها المفسرون لتفسير القرآن الكريم
1- تفسير القرآن بالقرآن
2- تفسير القرآن بالسنة
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة ثم التابعين ثم بلغة العرب .
- أمثلة للتفاسير المسندة
تفسير عبد الرزاق ، ابن جرير ، ابن المنذر ، ابن أبي حاتم ، كذلك كتب التفسير في كتب المحدثين كصحيح البخاري ومسلم وغيرهما .

3- سبب وضع المحدثين لعلوم الحديث
وضع المحدثون قواعد علوم الحديث لتكون ضوابط لقبول الأخبار أو ردها .
- فضيلة الإسناد في هذه الأمة
الإسناد خصيصة من خصائص الأمة المحمدية ، فقد شرف الله سبحانه الأمة بهذا الإسناد الذي لم تحظى به أمة من الأمم .

4 - تطبيق قواعد المحدثين على مرويات التفسير
- أهمية تطبيق قواعد المحدثين على مرويات التفسير
لابد من النظر إلى ما ورد من مرويات عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أو التابعين ، فإن وجدنا ما ورد صحيح النسبة إلى قائله فذاك غاية المطلوب ، حتى لا يكون هناك فوضى في تفسير كتاب الله ، ومما يدل على أهمية هذا ما نجده من مجهودات عظيمة بذلها العلماء في كتب العلل لإعلال بعض مرويات كتب التفسير .
- متى نطبق قواعد المحدثين على مرويات التفسير
ليس المقصود تطبيق قواعد المحدثين في كل شيء ، ولكن الأصل يبقى أصلا لا يمكن أن نحيد عنه ، وإنما يمكن أن يُتخفف فيه فيما يسع فيه التخفيف .
- ضوابط تطبيق قواعد المحدثين
1- إذا تضمنت الرواية حكما فلابد من تطبيق قواعد المحدثين.
2- إذا جاء في كتب التفسير مرويات تتعلق بأبواب الاعتقاد ، إما في أسماء الله سبحانه أو صفاته .
3- إذا تضمنت كتب التفسير بعض المرويات الإسرائيلية ، أو أحاديث تروى على أنها مرفوعة ، أو من أقوال الصحابة وهي ليست كذلك ، مثل ما ورد في تفسير قوله تعالى :{ببابل هاروت وماروت} .
- المبدأ في تطبيق قواعد المحدثين
لا يطلق القول : (لا تطبق قواعد المحدثين على مرويات التفسير) ، فإن أطلاقه هكذا يكون جزافا ، بل الأصل هو التطبيق ولكن يمكن أن يتسامح ويتساهل في قبول بعض الروايات .
مثل قبول رواية الضحاك عن ابن عباس ، ورواية جويبر عن الضحاك ، فإنها عبارة عن بيان لمعاني الآيات ولا تتضمن أحكاما .
- أسباب تساهل المحدثين في بعض الروايات
1- إذا كان الحديث يشمل حكما مقررا في أحاديث أخرى صحيحة ، فيعدونه من باب الترغيب والترهيب .
2- أن تكون الروايات من باب الفضائل ، كفضائل القرآن وفضائل الصحابة أو غيره .
3- إذا كانت الرواية تتعلق بما يندرج تحت لغة العرب فهذا أمر واسع.
وقد قال الإمام أحمد وسفيان وابن المبارك وغيرهم : إذا روينا في الحلال والحرام تشددنا ، وإذا روينا في الفضائل تساهلنا .

5- ضوابط التدبر في القرآن الكريم
1- أن يكون مبنيا على أساس سليم من لغة العرب ، ومن الأفهام السليمة .
2- لا يتعارض مع القواعد التي وضعها العلماء كقواعد الاعتقاد وأصول الفقة وقواعد المحدثين .
3- إذا أفضى التدبر إلى القول على الله بغير علم أو الإتيان بأقوال شنيعة ليس هناك ما يدل عليها فهذا مرفوض .

6- مميزات ابن كثير رحمه الله في تفسيره
تميز ابن كثير بأنه جمع بين الحديث وبين القدرة على التفسير ، فكان يطبق قواعد المحدثين على بعض الأحاديث والروايات التي فيها ما يستدعي تطبيقها .

7- كيفية التعامل مع الإسرائيليات
قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد" ، فما يوافق شرعنا صدقناه ، وما خالف شرعنا رفضناه وجذمنا بكذبه ولا يجوز لنا روايته إلا على سبيل الإنكار ، وأما ما لم يأت عليه دليل في الشرع توقفنا فيه ، ويجوز روايته من باب الاستئناس .
- سبب تحديث عبدالله بن عمرو بالإسرائيليات
كان ابن عمرو يحدث بذلك على أساس وضوح الضوابط الشرعية في عصره ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بما أنزلنا إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد" ، ولكن تنوقل ما ورد عنه من باب الخطأ من الرواه ، فبعضهم رفعه وبعضهم أوقفه عليه .

8- المقصود بعلم علل الحديث
هو علم وضع ونشأ لبيان أوهام الثقات .
- أسباب الضعف في الحديث
1- سقوط في الإسناد
2- طعن في الراوي : إما في عدالته ، أو ضبطه ، أو صفة روايته.
- كيفية التعامل مع الراوي الثقة الذي توهم في الرواية
نسلك معه المسلك الوسط ، كما فعل عبدالله بن المبارك ، فنبين الخطأ ونبين أنه لم يتعمد ، وإن كان صاحب ديانه فنبين ذلك .
- المقصود بالضعف في صفة الرواية
قد يكون الخطأ في الرواية ، وليس في الراوي نفسه ، فالراوي نفسه يكون ثقة ، ولكن قد تُكلم في حفظه في بعض رواياته ، ولا يكون هذا عن عمد منه ، ولكن يكون بأحد سببين :
1- إما على سبيل الوهم الذي لا يسلم منه بشر .
2- إما أن يكون الراوي قد دلَّس ، ولو لم يكن موصوفا بالتدليس ، أو تكون الرواية مما للراوي فيها هوى أو توافق بدعه عنده .
- المراد بلفظ الحُسن في المرويات القديمة
ليس المقصود بالفظ الحسن هنا ما أراده ابن الصلاح في تعريف الحديث الحسن ، وإنما يُطلق على بعض الأحاديث التي فيها ضعف ، وهذا الضعف يمكن أن يُتسامح فيه .

9- ما يحتاجه المفسر للتعامل مع كتاب الله
1- أن يعمد إلى الروايات فينظر لأحكام الأئمة عليها إن كانت صحيحة أو ضعيفة ، ما دام يمكن أن يكون محكوما عليها .
2- إن لم يجد للأئمة حكما عليها أخذ من علوم الحديث بالمقدار الذي يعينه على معرفة الحكم على الرواية .
3- كذلك يمكن الاستعانة بمن يمكن أن يخدمه من طلاب العلم المعروفين بالقدرة على الحكم على الأحاديث .

10- أنواع المراسيل
1- مراسيل كبار التابعين والمخضرمين منهم فهي مقبولة كسعيد بن المسيب .
2- مراسيل الأواسط من التابعين كالحسن البصري ، فيها تفصيل منها ما يُقبل ومنها ما لا يُقبل .
3- مراسيل صغار التابعين وهي رديئة .

11- كيفية التعامل مع المراسيل
1- المراسيل إما أنه يمكن أن تتقوى كما بين الإمام الشافعي رحمه الله فتقبل .
2- وإما أن تكون مراسيل هزيلة ، كمراسيل الزهري ومجاهد فيكون فيها شيء من النكارة ، ولا نعرف ما يدل على تقويتها فلا تقبل .

12- كيفية التعامل مع من وُثق في علم وضُعف في آخر
يعتمد عليه فيما وثق فيه ، وأما ما ضعف فيها فلا يعتمد عليه فيه .
ممتازة بارك الله فيك وزادك سدادا.
وينتبه إلى الجزئية الخاصّة بالتفريق بين الإنشاء والخبر، فنقول إن التفريق إنما هو من حيث الاحتياج إلى التثبت أي التأكد من صحة الكلام وصحة النسبة إلى قائله وليس من حيث تعريف كل منهما لأن ما ذكرتيه لا يعد تعريفا.
والإنشاء كما ذكر الشيخ حفظه الله هو ما ينشؤه الشخص من كلام من تلقاء نفسه أما الخبر فهو الكلام الذي ينقله عن غيره، فالأول لا نحتاج لطلب الدليل عليه ولا التثبت منه ويكون لقبوله معايير خاصّة، أما الثاني فنطلب الدليل على صحته وهو الموضوع الرئيس الذي تناولته المحاضرة الذي هو الحكم على صحة المرويات والأخبار المنقولة في التفسير.
وفاتتك بعض الفوائد المهمة والتي وردت في الإجابات على الأسئلة مثل ما يتعلق بالإسناد المعنعن وأسنايد القراءات وغيره مما هو مفيد الإلمام به.

التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 28/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 19/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 97/100
وفقك الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:08 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir