دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثالث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 شعبان 1443هـ/23-03-2022م, 03:18 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي التطبيق الثاني من تطبيقات أصول القراءة العلمية (المرحلة الثانية)

التطبيق الثاني من تطبيقات أصول القراءة العلمية
(المرحلة الثانية)



لخّص مقاصد إحدى الرسالتين التاليتين:
1: "الرسالة التبوكية" لابن القيم.
2: رسالة "قاعدة في المحبة" لشيخ الإسلام ابن تيمية.



إرشادات حلّ التطبيق:

المطلوب في أداء هذا التطبيق:
أولا: وضع قائمة بالمسائل والمقاصد الفرعية مع المقصد الكلّي للرسالة.
وهي القائمة التي قدّمت في المرحلة الأولى لهذا التطبيق.
ثانيا: تلخيص المقاصد.
وذلك بتلخيص كلام صاحب الرسالة في كل مقصد فرعي.

مع الانتباه أنه ليس المقصود بالتلخيص عنونة بعض فقرات الرسالة ونسخها بالكامل، كما أن تلخيص المقاصد ليس شرحا تفصيليّا مستطردا، وإنما المطلوب شرح مركّز يدور حول بيان العماد والسناد، ويوصى بمراجعة نماذج التلخيص المذكورة في الدروس جيدا لفهم طريقة التلخيص.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 ذو القعدة 1443هـ/11-06-2022م, 10:00 AM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

التطبيق الثاني من تطبيقات أصول القراءة العلمية
(المرحلة الأولى)
استخلص مقاصد إحدى الرسالتين التاليتين:
1. "الرسالة التبوكية" لابن القيم.

أولا: استخلاص مسائل الرسالة.
المقصد الأول: جماع مصالح العباد في معاشهم وفي معادهم هو في التعاون على البر والتقوى
مسائله:
[/color]* مقدمة في الأمر بالتعاون على البر والتقوى
- معنى البر وحقيقته وخصاله
- معنى التقوى وحقيقته وخصاله
- ضرورة العلم بدلالة الألفاظ الشرعية
- مقدمة في النهي عن الإثم والعدوان.
- معنى الإثم.
- معنى العدوان.
مسألة: الحكمة من النهي تارة عن تعدي حدود الله، وتارة النهي عن قربانها.
- دلالة اجتماع الإثم والعدوان.

• المقصد الثاني: الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حدها ودليل وجوبها وأصناف الخلائق في الاستجابة لها

مسائله
- مقدمة
- نوعي الهجرة إلى الله ورسوله
- حكم الهجرة إلى الله ورسوله
- علاقة الهجرة إلى الله ورسوله بالإيمان
- ثمرات الهجرة إلى الله ورسوله

أ‌. الهجرة إلى الله تعالى:
- معناها، وما يراد منها، وكيفية تحقيق الربوبية فيها
- حكمها
- أصل الهجرة إلى الله وداعيها

ب‌. الهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
- مقدمة
- حكمها
- أدلة وجوب الهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
- حدها
- علامة سلوك العبد لطريق الهجرة للنبي صلى الله عليه وسلم
- حال المهاجر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
- ما يعين سالك طريق الهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم على لزومها
- أصناف الناس في سلوك سبيل الهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، والرد على من خالف:

المقصد الثالث: حال المهاجر إلى الله ورسوله، وزاده، ، ومركبه، ورفقته، وجزاؤه

- زاد المهاجر إلى الله ورسوله
- ما يتوجب على المهاجر في سيره إلى الله ورسوله
- مركب المهاجر إلى الله ورسوله:
- حاجة المهاجر إلى الله ورسوله إلى الرفقة
- أنواع رفقة السفر
- ما يجب على المهاجر الحذر منه
- بعض الوصايا للمهاجر تجاه رفيقه
- جزاء المهاجر إلى الله ورسوله عند ربه
- جماع ما على المهاجر إلى الله ورسوله إن أراد سلامة الوصول

ثانيا: استخلاص المقاصد الفرعيّة للرسالة.
المقصد الأول: جماع مصالح العباد في معاشهم وفي معادهم هو في التعاون على البر والتقوى
المقصد الثاني: الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حدها ودليل وجوبها وأصناف الخلائق في الاستجابة لها
المقصد الثالث: حال المهاجر إلى الله ورسوله، وزاده، ، ومركبه، ورفقته، وجزاؤه


ثالثا: استخراج المقصد الكلّي للرسالة.
بيان لأعظم ما تفنى به الأعمار وهو الهجرة إلى الله ورسوله، وإرشاد المهاجر إلى أهمية سلوك سبيل التعاون على البرّ والتقوى لضمان سلامة الوصول.

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

التطبيق الثاني من تطبيقات أصول القراءة العلمية
(المرحلة الأولى)
استخلص مقاصد إحدى الرسالتين التاليتين:
1: "الرسالة التبوكية" لابن القيم.
أولا: استخلاص مسائل الرسالة.

• المقصد الأول: جماع مصالح العباد في معاشهم وفي معادهم هو في التعاون على البر والتقوى
 مسائله:
 مقدمة في الأمر بالتعاون على البر والتقوى.
 قال تعالى: "وتعاونوا على البرّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتّقوا اللّه إنّ اللّه شديد العقاب".
 في الآية جماع مصالح العباد في معاشهم ومعادهم، حيث جمعت بين:
- الواجب بين العبد وبين الخالق: ويتحقق بعزل الخلق من البين، والقيام بالعمل لله إخلاصا ومحبة وعبودية. ويتمثل في ختم الآية بالأمر بالتقوى.
- والواجب بين العبد وبين الخلق: بالتعاون على البر والتقوى، بعدم التعاون على الإثم والعدوان، ويتحقق بعزل نفسه من الوسط، والقيام به لمحض النصيحة والإحسان ورعاية الأمر.
 لخصها الشيخ عبد القادر بقوله: (كن مع الحق بلا خلق، ومع الخلق بلا نفس، ومن لم يكن كذلك لم يزل في تخييط، ولم يزل أمره فرطا).
 التعاون على البر والتقوى هو المقصود من اجتماع الناس وتعاشرهم، فيعين كل واحد صاحبه على ذلك علما وعملا. فالعبد وحده لا يستقل بعلم ذلك ولا القدرة عليه.

 أعظم تعاون للعبد على البر والتقوى: هو في سفره المهاجر إلى الله وإلى رسوله.
- صورة تعاون المهاجر إلى الله ورسوله على البر والتقوى: يكون باليد وباللسان وبالقلب، مساعدة ونصيحة وتعليما وإرشادا ومودة.

 معنى البر وحقيقته وخصاله
 تعريفه.
- هو كلمة جامعة لجميع أنواع الخير والكمال المطلوب من العبد.

 تصاريفه.
- منها (البُر): وهو القمح، لكثرة منافعه وخيره، بالإضافة لسائر الحبوب.
- ومنه رجل بار، وبرّ، و "كرام بررة"، والأبرار.

 الإيمان من البر:
- قال تعالى: "ليس البرّ أن تولّوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكنّ البرّ من آمن باللّه واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنّبيّين وآتى المال على حبّه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السّبيل والسّائلين وفي الرّقاب وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصّابرين في البأساء والضّرّاء وحين البأس أولئك الّذين صدقوا وأولئك هم المتّقون".
- ما يدخل في البر: الإيمان وحقائقه وشرائعه وأجزاؤه الظاهرة والباطنة.
- تتمثل في أصول ثلاثة:
** أصول الإيمان: وهي الإيمان بالله وبملائكته وبكتبه وبرسله وباليوم الآخر.
** الشرائع الظاهرة: وهي إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، والنفقات الواجبة.
** الأعمال القلبية: وهي حقائقه من الصبر والوفاء بالعهد.
- بر القلب: هو وجود طعم الإيمان فيه وحلاوته، وما يلزم ذلك من طمأنينته وسلامته وانشراحه وقوته وفرحه بالإيمان.
- فقد الإيمان أو بعض منه يعني نقص ذلك الطعم والحلاوة.
- قوله تعالى: "قالت الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم".
فهذا القسم من الناس هم المسلمون غير المنافقين ولا المؤمنين، إذ لم تباشر حقيقة الإيمان قلوبهم.

 معنى التقوى وحقيقتها وخصالها
 أصلها.
- هي من وقى يقي، أصلها: وقو، قلبوا الواو تاء، فلفظها دال على الوقاية.

 تعريفها.
- أن تجعل بينك وبين النار وقاية.

 حقيقتها:
- العمل بطاعة الله إيمانا واحتسابا أمرا ونهيا، بفعل ما أمره الله به: إيمانا بالأمر، وتصديقا بموعده، وبترك ما نهى الله عنه، إيمانا بالنهي، وخوفا من وعيده.

 حد التقوى
- الإيمان والاحتساب.
- كثيرا ما يقرن النبي صلى الله عليه وسلم بين الإيمان والاحتساب:
** قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا).
** قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا).

 مبدأها وغايتها
- هو الإيمان المحض، لا العادة ولا الهوى ولا طلب المحمدة والجاه وغير ذلك.
^ غايتها احتساب ثواب الله وابتغاء مرضاته.
- قال طلق بن حبيب: "إذا وقعت الفتنة فادفعوها بالتقوى"، قالوا: وما التقوى؟ قال: "أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله".

 ضرورة العلم بدلالة الألفاظ الشرعية
 عند تفرق البر عن التقوى:
** يدخل كل منهما في مسمى الآخر إما تضمنا – وهو الأظهر - وإما لزوما.
** البر جزء من مسمى التقوى، والتقوى جزء من مسمى البر.
** ختم الآية: "ليس البر .." بقوله تعالى: "أولئك الّذين صدقوا وأولئك هم المتّقون".

 عند اجتماع البر والتقوى:
** البر هو الغاية المقصودة لنفسها، والتقوى هي الوسيلة الموصلة للبر.
** البر هو من باب تحصيل النفع، والتقوى هي من باب دفع الضرر.
** البر كالعافية والصحة، والتقوى كالحمية.
** القاعدة الشرعية: بعض الألفاظ إذا اجتمعت تفرقت، وإذا تفرقت اجتمعت.
- أمثلة أخرى عليها:
** الإيمان والإسلام.
** الإيمان والعمل الصالح.
** الفقير والمسكين.
** الفسوق والعصيان.
** المنكر والفاحشة.

 فائدة العلم بألفاظ القرآن ودلالتها ومفاسد جهلها وأمثلة عليها:
- فائدته: معرفة حدود ما أنزل الله على رسوله.
- مفاسد عدم العلم بها:
1) إدخال في مسمى اللفظ ما ليس منه، فيحكم له بحكم المراد من اللفظ، فيسوّي بين ما فرق الله بينهما.
2) أن يخرج من مسماه بعض أفراده الداخلة تحته، فيسلب عنه حكمه، فيفرق بين ما جمع بينهما.
- أمثلة على تلك المفاسد:
** لفظ "الخمر": فإنه اسم شامل لكل مسكر، فلا يجوز إخراج بعض المسكرات منه، وينفى عنها حكمه.
** لفظ "الميسر"، وإخراج بعض أنواع القمار منه.
** لفظ "النكاح"، وإدخال ما ليس بنكاح في مسمّاه.
** لفظ "الربا"، وإخراج بعض أنواعه منه، وإدخال ما ليس بربًا فيه.
** لفظ "الظلم والعدل"، و"المعروف والمنكر"، ونظائره أكثر من أن تحصى.

 مقدمة في النهي عن الإثم والعدوان.
 قال تعالى: "ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".
- الإثم والعدوان في جانب النهي، نظير البر والتقوى في جانب الأمر.

 معنى الإثم.
- هو كلمة جامعة للشر والعيوب التي يذم العبد عليها.
- الإثم ضد البر.
** حديث النّواس بن سمعان - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال [له]: (جئت تسأل عن البرّ والإثم).

 معنى العدوان.
- هو تعدي حدود الله.
- العدوان هو ضد التقوى.

مسألة: الحكمة من النهي تارة عن تعدي حدود الله، وتارة النهي عن قربانها.
- قال تعالى: "تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون".
- قال تعالى: "تلك حدود الله فلا تقربوها".
- فحدود الله هي النهايات الفاصلة بين الحلال والحرام: ونهاية الشيء تارة تدخل فيه فتكون منه، لذلك ينهى عن تعديها. وتارة لا تكون داخلة فيه فيكون لها حكم مقابله، لذلك ينهى عن قربانها.

 دلالة اجتماع الإثم والعدوان.
 الفرق بين الإثم والعدوان.
- أن الإثم هو ما كان حراما لجنسه، كالزنا، وشرب الخمر، والسرقة...
- والعدوان هو ما حرم الزيادة في قدره وتعدى ما أباح الله منه، كنكاح الخامسة، واستيفاء المجني عليه أكثر من حقه.

• المقصد الثاني: الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حدها ودليل وجوبها وأصناف الخلائق في الاستجابة لها
 مسائله
 مقدمة
- العبد مسافر إلى الله، لا انفكاك لأحد عن ذلك.
- هي مطلوب الله ومراده من العباد.
- أهم مقصود في سفر العبد إلى ربه هو الهجرة إلى الله ورسوله، فبها يقطع العبد منازل سفره، وهي خير ما ينفق فيها عمره.


 نوعا الهجرة إلى الله ورسوله
 هجرة البدن، وهجرة القلب.
1) هجرة بالبدن:
- وهو أن يسافر العبد ببدنه من بلد إلى بلد.
- وتتضمن: الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام.
- تنقطع هذه الهجرة بالفتح.

2) هجرة بالقلب:
- وهو أن يسافر العبد بقلبه إلى الله وإلى رسوله، وهي الهجرة الحقيقية.

 المدار على هجرة القلب أكثر من هجرة البدن
- لأن هجرة البدن عارضة، ربما لا تتعلق بالعمر أصلا، أما هجرة القلب فهي على مدى الأنفاس.
- لأن هجرة القلب لا يحصل فيها علم ولا إرادة.
- أكثر الناس يعرضون عن هذا النوع من الهجرة، ويشتغلون عما لا ينجيهم غيره.
- لذلك كانت هجرة القلب هي أصل الهجرة إلى الله ورسوله والبدن تابع لها.

 حكم الهجرة إلى الله ورسوله
- فرض عين على كل أحد في كل وقت، لا انفكاك لأحد عن وجوبها.
- حيث يسأل عنهما كل عبد يوم القيامة، وفي البرزخ، ويطالب بهما في الدنيا.
- قال قتادة: (كلمتان يسأل عنهما الأولون والآخرون: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟).

 علاقة الهجرة إلى الله ورسوله بالإيمان
- هما مضمون الشهادتين.
- كثيرا ما يقرن القرآن الإيمان بالهجرة. وذلك لتلازمهما واقتضاء أحدهما للآخر.
 أعداء الهجرة إلى الله ورسوله:
** النفس.
** الهوى.
** الشيطان.
 السبيل لتحقيق الهجرة إلى الله ورسوله في كل وقت:
- بالاستجابة لداعي الإيمان، ومجاهدة داعي النفس والهوى والشيطان، هكذا حتى الممات.

 ثمرات الهجرة إلى الله ورسوله
- هي السبب النافع للعبد في البرزخ، وفي الدنيا وفي الآخرة.
- تحقق النعيم والفلاح لصاحبها في تلك الدور.
- هي السبب الذي لا ينقطع بسالكه في الآخرة، وكل سبب سواه منقطع.
- قال تعالى: "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا".

أ‌. الهجرة إلى الله تعالى
 معناها:
- هي الفرار إلى الله.
- قال تعالى: "ففروا إلى الله"

 المراد بالفرار إلى الله:
- توحيده جل وعلا بالطلب والعبودية التي اتفقت عليها دعوة الرسل.
وإفراده بلوازمها: من المحبة والخوف والرجاء والخشية والإنابة والتوكل والخضوع والذل وسائر منازل العبودية.
- تتضمن هجران ما يكرهه الله، وإتيان ما يحبه ويرضاه. فيؤثر العبد أحب الأمرين إلى الله على الآخر فيأتيه.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه).

 المراد بالفرار من الله إلى الله:
- تتضمن "من" "إلى": توحيده بالربوبية وإثبات القدر، وأن كل ما في الكون من المكروه والمحذور الذي يفر منه العبد، إنما هو بمشيئة الله، ففراره يكون مما قدره الله عليه إلى الله الذي قدره عليه.
- ليس في الوجود شيءٌ يفرّ منه ويستعاذ منه ويلجأ منه إلا وهو من الله خلقا وإبداعا، ففي الحقيقة هو هارب من الله إليه، ومستعيذ بالله منه.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وأعوذ بك منك).
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك).

 لب ّما يوجبه الفرار من الله إلى الله ومقصوده:
- هو تحقق الأمن كله، وذلك لانقطاع قلبه من غير الله بالكلية خوفا ورجاء ومحبة.
- يتضمن إفراده بالخوف والحب والرجاء.
- في الفرار من مخلوق إلى مخلوق آخر حذر ألا يعيذه الثاني من الأول، بينما الفرار إلى الذي قضى وقدر وشاء ما يفر منه، فإنه يقينا سيعيذه مما يخاف.

حكمها
- فرض على كل مسلم.
- هي مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله.

 أصل الهجرة إلى الله وداعيها:
- الحب والبغض.
- كلما كان داعي المحبة في قلب العبد أقوى، كانت الهجرة أقوى وأتم، وضعف الداعي يعني ضعف الهجرة، حتى أنه لا يكاد يشعر بها علما، ولا يتحرك بها إرادة.

ب‌. الهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
مقدمة
- قلة عدد سالكيها.
- كثرة إغارة الأعادي عليها.
- شأنها شديد، وطريقها على غير المشتاق وعير بعيد.

 حكمها
- هي فرض على كل مسلم.
- هي مقتضى شهادة أن محمدا رسول الله.
- يجب أن يتم قبولها بطيب نفس وانشراح صدر خاضعين منقادين له في جميع أبواب الدين.

 حدها
- سفر الفكر من في كل مسألة ونازلة وحادثة، إلى منبع الهدى المتلقى من فم النبي صلى الله عليه وسلم.
- عرض كل ما قاله كل أحد سواه على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، فإن شهد له بالصحة قبله، وإن شهد له بالبطلان رده، وإن كان بينهما جعله بمنزلة أحاديث أهل الكتاب فوقفه.

 علامة سلوك العبد لطريق الهجرة للنبي صلى الله عليه وسلم
- ليلحظ العبد قلبه عند ورود حكم النبي صلى الله عليه وسلم إن جاء على خلاف هواه وغرضه، هل هو مستجيب له من فوره، أم متكاسل متباطئ متذمر؟
- قال تعالى: "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره".
- ليلحظ العبد نفسه حين ورود الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم، هل يقوم به وإن كان على أحب الناس إليه كالوالدين والأقربين؟ لاسيما إذا كان الحق لمن يبغضه ويعاديه.
- ليلحظ العبد قلبه إن كان الحكم لأعدائه ومخالفيه، هل سيحمله بغضه لهم على أن يجنف بهم؟
- قال بعض السلف: (العادل هو الذي إذا غضب لم يدخله غضبه في باطل، وإذا رضي لم يخرجه رضاه عن الحق).

 حال المهاجر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
- غريب بين العباد، فريد بين كل حي وناد.
- بعيد على قرب المكان، وحيد على كثرة الجيران.
- مستوحش مما يستأنس به الآخرون، مستأنس بما به يستوحشون.
- مقيم إذا ظعنوا، ظاعن إذا قطنوا.
- مع الخلق بجسده، بائن منهم بمقصده.
- لا ينام حين ينام الآخرون طلبا للهدى، مشمر في طلبه قائم.
- يعيبه الجهال وأهل الأهواء بمخالفة آرائهم، ويزرونه، ويتربصون به ريب المنون.

 ما يعين سالكها على لزومها
- حبه لنبيه الذي هو أحب شيء لديه.
- علمه بأن في اتباعه وتسليمه سعادته وفلاحه.
- علمه بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو أولى به من نفسه، وأبر به منها، وأنصح له منها، وأعلم بمصالحه منها، وأقدر على تحصيلها.

 أدلة وجوبها
• الدليل الأول: قوله تعالى: " فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجًا ممّا قضيت ويسلّموا تسليمًا".
 تقرير الآية للوجوب:
- الهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والتأكيد عليه، وشدة الاعتناء به.
 دلالات الآية على الوجوب:
- تصدير الآية ب "لا" النافية – وليست الزائدة كما يظن – فيه إيذان بتضمن المقسم عليه للنفي، وهو قوله "لا يؤمنون"، مما يقوي المقسم عليه ويؤكده.
- القسم مؤكد للمعنى.
- إقسامه تعالى بنفسه - وهو أجل مقسم به – على عدم ثبات إيمانهم ما لم يحكموا النبي صلى الله عليه وسلم في كل مسائل النزاع وفي جميع أبواب الدين.
- الحرف "ما": من صيغ العموم، يقتضي وجوب التحاكم إلى النبي صلى الله عليه وسلم في جميع موارد النزاع في جميع أبواب الدين.
- نفي الحرج يدل على وجوب انشراح الصدر وقبول بحكمه، فلا يشعر بضيق في الصدر، لأن هذا مناف للإيمان.
- تأكيد الفعل بالمصدر القائم مقام ذكره مرتين دال على أنه يجب أن يكونوا خاضعين له تسليما لا قهرا.

• الدليل الثاني: قوله تعالى: "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم".
تقرير الآية للوجوب:
- أن من لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم أولى به من نفسه، فليس من المؤمنين.
 دلالات الآية على الوجوب:
- أن الأولوية أصلها الحب، فيكون النبي صلى الله عليه وسلم أحب إلى العبد من نفسه.
- هذا يقتضي كمال الانقياد والطاعة والرضى والتسليم وسائر لوازم المحبة من الرضى بحكمه، والتسليم لأمره، وإيثاره على كل من سواه.
- وهذا يستلزم أن يكون حكم النبي صلى الله عليه وسلم على نفس العبد أعظم من حكم السيد على عبده، فليس له تصرف إلا ما تصرف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم.

• الدليل الثالث: قوله تعالى: " وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللّه ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"
 تقرير الآية للوجوب:
- نفي الاختيار عن كل أحد إذا حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر، يعني حصر الحكم له عليه الصلاة والسلام.
 تقرير الآية للوجوب.
- أنه إذا ثبت لله ولرسوله حكم طلبي أو خبري في كل مسألة من المسائل، فليس لأحد أن يتخير لنفسه غير ذلك الحكم، فينتفي عنه الإيمان.
- قال الشافعي: من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد.
- قول المعصوم هو الحجة الواجب اتباعها على الخلق كافة، وأقوال غيره فقد تكون سائغة الاتباع لا واجبة الاتباع.

• الدليل الرابع: قال تعالى: "قل أطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول فإن تولّوا فإنّما عليه ما حمّل وعليكم ما حمّلتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرّسول إلّا البلاغ المبين".
 تقرير الآية للوجوب.
- الأمر من الله تعالى بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم يعني الوجوب، فما على الرسول إلا البلاغ المبين.
 دلالات الآية على الوجوب:
- إعادة الفعل "أطيعوا" لبيان أن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم مستقلة يجب اتباعها وإن لم يأت ذات الأمر بعينه في القرآن.
- الرسول صلى الله عليه وسلم قد حمل أداء الرسالة وتبليغها، وحملتم طاعته والانقياد له والتسليم، فترككم لما حملتموه فعليكم لا عليه، أما هو فقد أدى ما عليه، وأنتم بترككم تركتم حظكم وسعادتكم وهدايتكم.
- ذكر البخاري في "صحيحه" عن الزهري قال: "من الله البيان، وعلى رسوله البلاغ، وعلينا التسليم".
- تعلق الهداية بالشرط، يكون: لا تحقق للهداية إلا بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لا في غيرها، وتنتفي الهداية بانتفاء الشرط وهو طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. فدلالة المفهوم في باب الأحكام مقبول.

• الدليل الخامس: قال تعالى: "يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى اللّه والرّسول إن كنتم تؤمنون باللّه واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلًا".
 تقرير الآية للوجوب
- أمر الله تعالى لعباده بطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم وناداهم بمسمى الإيمان، يعني وجوب الطاعة في الأخبار والأحكام والنزاعات إن كانوا مؤمنين.
 دلالات الآية على الوجوب
- ناداهم سبحانه بمسمى الإيمان وأمرهم بطاعته وطاعة رسوله، مما يشعر بأن عليهم إن كانوا مؤمنين، فإيمانهم يقتضي أن يطيعوا الله ويطيعوا الرسول.
- لم يقرن تعالى بين طاعته وطاعة رسوله مثلما قرن بين طاعة الرسول وأولي الأمر، ليبين أن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم مفردة ومقرونة، فما يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم تجب طاعته وإن لم يكن مأمورا به بعينه في القرآن.
- أما طاعة أولي الأمر فهي تابعة لطاعة الله وطاعة رسوله لا مستقلة عنهما.
- صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "على المرء السّمع والطاعة [فيما أحبّ وكره] ما لم يؤمر بمعصية الله، فإن أمر بمعصية الله، فلا سمع ولا طاعة".
- يجب رد موارد النزاع في كل ما تنازع فيه الناس من الدين كله إلى الله وإلى رسوله.
- لم يقل: وإلى الرسول، لأن الرد إلى القرآن هو رد إلى الله وإلى رسوله.
- ينتفي شرط الإيمان إذا انتفى المشروط وهو الرد إلى الله وإلى رسوله، فالرد لله هو رد للقرآن، والرد للرسول هو رد له في حياته ولسنته بعد موته.
- ردّكم ما تنازعتم فيه إليّ وإلى رسولي، خيرٌ لكم في معاشكم ومعادكم، وهو سعادتكم في الدارين، فهو خيرٌ لكم وأحسن عاقبةً.
- كل شرور تقع في العالم إنما هي لمخالفة الرسول والخروج عن طاعته، وكل خير إنما هو بسبب طاعته.

• الدليل السادس: قال تعالى: "المص،كتابٌ أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرجٌ منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين، اتّبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء قليلًا ما تذكّرون".
 تقرير الآية للوجوب
- الجمع بين الإثبات والنفي يعني الحصر، فاتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم ولا تتبعوا غيره.
 دلالات الآية على الوجوب
- يأمر تعالى عباده باتباع ما أنزل الله على رسوله، وينهى عن اتباع غيره.
- من لم يتبع الحق، فسيتبع الباطل ولا شك.

 أصناف الناس في سلوك سبيل الهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، والرد على من خالف:

أولا: السعداء
- وهم صنفان:
الصنف الأول: المتبوعين.
الصنف الثاني: الأتباع.

الصنف الأول: المتبوعين
- هم من حققوا أعلى مراتب الكمال الإنساني:
1) في العلم بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
2) في العمل بهذا العلم.
3) في دعوة الخلق إليه.
4) في الصبر والجهاد على أدائه.
- وهؤلاء هم السعداء في الدنيا والآخرة.

الصنف الثاني: الأتباع
- وهم قسمان:
القسم الأول: أتباع لهم حكم مستقل.
- هم أتباع النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة والتابعين وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
- قال تعالى فيهم: "والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسانٍ رضي اللّه عنهم ورضوا عنه".
- قال تعالى: "هو الّذي بعث في الأمّيّين رسولًا منهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبينٍ، وآخرين منهم لمّا يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم".
 دلالات الآيتين:
- أن الأتباع هم الأولون الذين لهم حكم مستقل هم الذين تبعوا النبي صلى الله عليه وسلم بإحسان من الصحابة، وهناك من خص التابعين معهم تخصيصا عرفيا.
- الآخرون الذين لم يلحقوا بالصحابة ولكن ساروا على منهاجهم إلى يوم الدين، وهم إما:
** الذين لم يلحقوا بالصحابة في الزمان.
** الذين لم يلحقوا بهم في الفضل.

القسم الثاني: ذراري المؤمنين الذين لم يثبت لهم حكم التكليف في دار الدنيا، فهم يتبعون آباءهم.
- قال تعالى: "والّذين آمنوا واتّبعتهم ذرّيّتهم بإيمانٍ ألحقنا بهم ذرّيّتهم وما ألتناهم من عملهم من شيءٍ كلّ امرئٍ بما كسب رهينٌ".
- كما أتبع الله إيمان الذرية بآبائهم، أتبعهم كذلك في المنزلة وإن لم يكن لهم عمل.
- إلحاق في الثواب والدرجات فضلا من الله لا عدلا.

ب‌. الأشقياء.
وهم صنفان:
الصنف الأول: المتبوعين.
الصنف الثاني: الأتباع.

[COLOR="Orange"] الصنف الأول: المتبوعين
- وهم قسمان:
القسم الأول: من يدعي المحبة والأولوية التامة للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو مشتغل بأقوال غيره وتقريرها والغضب والحمية لها، والرضى بها والتحاكم إليها.
- منهجه أنه يعرض ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم عليها، فإن وافقها قبله، وإن خالفها التمس وجوه الحيل في ردها.
 الأولوية هي في القيام لله والشهادة بالقسط
- ففي قوله تعالى: "يا أيّها الّذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء للّه ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيًّا أو فقيرًا فاللّه أولى بهما فلا تتّبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإنّ اللّه كان بما تعملون خبيرًا ".
- يظهر أمر الله تعالى أن نكون شهداء له بالقسط مع القيام بالقسط.
** وجوه تحقق القيام بالقسط وهو العدل والشهادة لله:
1) أولاها القسط في الأقوال والآراء والمذاهب، فلا يضاد الله ولا ينافي ما بعث الله به رسله بالقيام بالهوى والعصبية.
2) من قام لله بالقسط فقد سلك سلوك الأنبياء وأتباعهم، وهؤلاء هم الوارثون حقا، لا من جعل أصحابه وأهل نحلته ومذهبه ميزانا للحق.
3) من شهد وأخبر بحق فهو شاهد عدل مقبول، وإن أخبر بباطل فهو شاهد زور.

- وفي آية المائدة: قوله تعالى: "كونوا قوامين له شهداء بالقسط"
** ويتحقق القيام لله والشهادة بالقسط من عدة وجوه:
1) القيام بالقسط.
2) أن يكون القيام لله.
3) الشهادة بالقسط.
4) أن يكون القسط لله.

- أن القيام بالقسط يشهد به على كل أحد ولو كان أحب الناس إلى العبد. فلا يجرمنه قرب الأقربين ولا شنآن قوم على أن لا يقوم لله معهم بالقسط.
- لا تحابوا غنيا لغناه، ولا تصمعوا في فقير لفقره، فإن الله أولى بهمها منكم.
- لا تتركوا أداء الحق والشهادة على غني خوفا على ماله، ولا فقير لإعدامه، فتتساهل النفوس في القيام عليه بالحق، فالله أعلم وأولى بهما منكم.
- فلا تتبعوا الهوى كراهية العدل وفرارا منه. وهو قول البصريين، وهو الأحسن والأظهر.
- فلا تتبعوا الهوى حذرا من العدل فلا تعدلوا. وهو قول الكوفيين.
- مع التحذير بعد ظهور الحق وحججه من تغييرها وتبديلها وذلك باللي قولا أو معنى، ومن كتمانها بالإعراض.
- لا يحصل الإيمان إلا بمقابلة النصوص بالتسليم والتلقي والقبول والإظهار لها، ودعوة الخلق لها، فلا تقابل باللي ولا بالإعراض.
- بطلان مزاعم من يدعي محبة النبي وأولويته التامة عليه، ثم ترى فعله وقوله مخالف لما جاء به.

 القسم الثاني: من يردها، ولا يعمل إلا بما جاء في القرآن.
- أن طاعة الرسول هي من طاعة الله الذي تكلم بالقرآن.
- أن ما أمر به النبي ونهى عنه إنما هو بأمر الله ونهيه.

 سنة النبي صلى الله عليه وسلم وحي كما القرآن وحي
- قال تعالى: "وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى".
- قال تعالى على لسان نبيه: "قل إن ضللت فإنّما أضلّ على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إليّ ربّي إنّه سميعٌ قريبٌ".
 الوعيد لمن يأخذ بالكتاب ويترك السنة.
- قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يوشك رجلٌ شبعان متكئٌ على أريكته يأتيه الأمر من أمري؛ فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، ما وجدنا فيه من شيء اتبعناه، ألا وإنّي أوتيت الكتاب ومثله معه".

 الصنف الثاني: الأتباع
- وهما قسمان:

القسم الأول: الأتباع والمتبوعين المشتركين في الضلالة.
- ومما يلحقهم من العذاب يوم القيامة
 الندم الشديد يوم القيامة على اتباع خليل قصّر في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، فترك أقواله وآراءه.
- قال تعالى: "ويوم يعضّ الظّالم على يديه يقول يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلًا، يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلًا، لقد أضلّني عن الذّكر بعد إذ جاءني وكان الشّيطان للإنسان خذولًا".
- فعدم التصريح بمن هو الخليل يدل على أن كل ولي متبع من دون النبي صلى الله عليه وسلم فهو باطل.

 تحول تلك الخلة إلى عداوة ولعنة.
- قال تعالى: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين".
- تمنى القوم طاعة الله وطاعة الرسول حين لا ينفعهم ذلك، بعد أن اعتذروا بأن طاعتهم كانت لرؤسائهم وكبرائهم بدلا من طاعة النبي صلى الله عليه وسلم.

 استحقاقهم للعذاب المضاعف
- قال تعالى: "يوم تقلّب وجوههم في النّار يقولون يا ليتنا أطعنا اللّه وأطعنا الرّسولا، وقالوا ربّنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السّبيلا، ربّنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنًا كبيرًا".
- من ابتدع البدعة وأنشأها ودعا إليها، ومن جحد الحق وكذب به، استحق كلاهما تضعيف العذاب جزاء وفاقا على تضاعف كفرهم وشرهم.

 تبرؤ بعضهم من بعض، وتلاعن بعضهم بعضا
- قال تعالى: "فمن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا أو كذّب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتّى إذا جاءتهم رسلنا يتوفّونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون اللّه قالوا ضلّوا عنّا وشهدوا على أنفسهم أنّهم كانوا كافرين، قال ادخلوا في أممٍ قد خلت من قبلكم من الجنّ والإنس في النّار كلّما دخلت أمّةٌ لعنت أختها حتّى إذا ادّاركوا فيها جميعًا قالت أخراهم لأولاهم ربّنا هؤلاء أضلّونا فآتهم عذابًا ضعفًا من النّار قال لكلٍّ ضعفٌ ولكن لا تعلمون، وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضلٍ فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون".

القسم الثاني: الأتباع مخالفون لمتبوعيهم، يزعمون أنهم على طريقتهم، وفي الحقيقة هم عادلون عن طريقتهم.
- ومما يلحقهم من العذاب يوم القيامة
 يتبرأ المتبوعين من أتباعهم
- قال تعالى: "إذ تبرّأ الّذين اتّبعوا من الّذين اتّبعوا ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب، وقال الّذين اتّبعوا لو أنّ لنا كرّةً فنتبرّأ منهم كما تبرّءوا منّا كذلك يريهم اللّه أعمالهم حسراتٍ عليهم وما هم بخارجين من النّار".
- يتبرأ المتبوعون الذين هم على الهدى، من أتباعهم الذين زعموا أنهم يسيرون على طريقتهم
- تنقطع بينهم المودة والوسيلة والصلة، فلا يبقى إلا السبب الواصل العبد بربه، وهو حظه من الهجرة إلى الله ورسوله.
 يبطل الله أعمال التابعين
- قال تعالى: "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا".
- يجعل الله أعمالهم هباء منثورا، وهذا من أعظم الخسار.
- يبطل الله أعمال التابعين.

 أقسام الخلائق في الانتفاع بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم: كمثل غيثٍ أصاب أرضًا؛ فكانت منها طائفةٌ طبّبةٌ قبلت الماء؛ فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء؛ فسقى الناس وزرعوا، وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعانٌ لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به).
- الأصناف في: المشبه، والمشبه به، ووجه الشبه:
 المشبه: العلم والهدى الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
 المشبه به: الغيث.
 وجه الشبه: كلا من العلم والماء سبب للحياة، فالماء سبب حياة الأبدان، والعلم سبب حياة القلوب.
- قال تعالى: "أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها".
- القلوب في انتفاعها بالعلم والهدى، كحال الأرض في انتفاعها بالغيث، على ثلاثة أصناف كما في الحديث:

الصنف الأول: من قَبِل العلم فانتفع به ونفع غيره
- قلب قابل للعلم، زكي ذكي، يقبل العلم بذكائه، ويثمر فيه بزكائه. كالأرض الزكية القابلة للشرب والنبات، تنتفع بالغيث فتنبت من كل زوج بهيج.
- مثل الغني التاجر الخبير بوجوه المكاسب والتجارات، يكسب بماله ما شاء.
- هو العالم المعلّم، الداعي إلى الله على بصيرة، فهو من ورثة الرسل.
- جامع للخصال الثلاث التي في الآية: "خذ العرف، وأمر بالعرف، وأعرض عن الجاهلين".
- هم الذين سبقت لهم من الله الحسنى وزيادة.

الصنف الثاني: من نفع غيره دون نفسه.
- القلب الحافظ للعلم، يحفظه كما سمعه حفظا مجردا، لا يتصرف فيه، ولا يستنبط منه، فيؤديه كما سمعه. كالأرض الصلبة القابلة لثبوت الماء فيها وحفظه لينتفع الناس بورودها والسقي منها.
- قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (فربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وربّ حامل فقه غير فقيه).
- مثل الغني الذي لا خبرة له بوجوه الربح والكسب، ولكنه حافظ لماله، لا يحسن التصرف فيه.
- حافظ مؤدّ لما سمعه، يحمله لغيره الذي ينتفع به، دون أن ينتفع به هو.

الصنف الثالث: من لم ينفع نفسه ولا غيره.
- القلب الذي لا يقبل العلم ولا الفقه ولا الدراية فيه. كالأرض البوار التي لا تنبت ولا تحفظ الماء.
- كالفقير الذي لا مال له، ولا يحسن به مسك المال.
- الذي لم يقبل الهدى ولا يرفع به رأسا.

المقصد الثالث: حال المهاجر إلى الله ورسوله، وزاده، وجزاءه،

 زاد المهاجر إلى الله ورسوله
- العلم الموروث عن خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، ولا زاد له سواه.
- من لا زاد له، فلا يجهد نفسه، وليتأسى بالمتخلفين أمثاله.
- فالاشتراك في التخلف قد ينفع صاحبه في الدنيا حيث يتأسى بعض المصابين ببعض عادة،
- وكما أنشدت الخنساء: فلولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن ... أسلّي النّفس عنهم بالتأسّي
- ولن ينفعه هذا التأسي يوم القيامة، قال تعالى: "ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون".

 ما يتوجب على المهاجر في سيره إلى الله ورسوله
- إذا أراد المهاجر السلامة في الوصول، فعليه:
** عليه بذل الجهد، واستفراغ الوسع، فلن ينال بالمنى، ولا يدرك بالهوينا.
** أن لا يخشى في الله لومة لائم، بل يصدح بالحق.
** أن لا يخشى الإقدام، ولا يخاف الأهوال.
بل يقتحمهما متوشحا بالصبر، فبه ينال مطلوبه.

 مركب المهاجر إلى الله ورسوله:
- صدق اللجأ إلى الله، والانقطاع إليه بالكلية، والافتقار والضراعة إليه، وصدق التوكل عليه، والاستعانة به، والانطراح بين يديه.
- دوام التفكر في آيات الله الكونية، وتدبر آيات الله الشرعية، شاغلا نفسه بذكر الله حتى تغلب تلك المعاني على خواطر قلبه، فيتمكن الإيمان من قلبه.
- تفاوت أفهام الناس في استنباط الفوائد التدبرية من الآيات القرآنية، يؤدي لاختلاف سيرهم في هجرتهم إلى الله ورسوله.
 مثال المؤلف على تدبر المهاجر للآيات الشرعية
- ضرب المؤلف مثالا على الفرق بين من يفهم معاني الآيات تفسيرا، وبين من يستنبط الفوائد منها تدبرا
- قوله تعالى: "هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين، إذ دخلوا عليه فقالوا سلامًا قال سلامٌ قومٌ منكرون، فراغ إلى أهله فجاء بعجلٍ سمينٍ، فقرّبه إليهم قال ألا تأكلون" إلى قوله: "الحكيم العليم".
- من الفوائد التدبرية المستنبطة:
** فيها أنواع من الثناء على إبراهيم عليه السلام.
** جمعت آداب الضيافة وحقوقها.
** مراعاته للضيوف.
** فيها رد على أهل الباطل من الفلاسفة والمعطلة.
** فيها علم عظيم من أعلام النبوة.
** فيها جميع صفات الكمال التي مردها إلى العلم والحكمة.
** أشارت بلطف إلى إمكان المعاد، ثم أفصحت عنه.
** فيها إخبار عن عدل الله وانتقامه من الأمم الكاذبة.
** تضمنت ذكر الإسلام والإيمان والفرق بينهما.
** تضمنت بقاء آيات الله الدالة على توحيده وصدق رسله وعلى اليوم الآخر.
** تضمنت حصر الانتفاع لمن يؤمن بالآخرة وفي قلبه خوف من عذابها.

 حاجة المهاجر إلى الله ورسوله إلى الرفقة
- كعادة أي مسافر، فهو يحتاج لرفيق يستأنس به في السفر.
- المهاجر الذي لم يجد رفيقا معينا، فلا يجب أن يتوقف سيره، بل يسير ولو وحيدا غريبا.
- انفراد العبد في طريق طلبه دليل على صدق المحبة.
- ليس للسالك أنفع من مرافقة الأموات الذين هم في العالم أحياء، فإنه يبلغ بمرافقتهم إلى مقصده.
** فمحاسنهم وآثارهم الجميلة مشهودة في العالم وإن فقدت أشباحهم.
** يشحذ بهم همته.

 أنواع رفقة السفر:
- النوع الأول: معارضا مناقضا.
- النوع الثاني: لائما بالتأنيب مصرحا ومعرضا.
- النوع الثالث: خلاك وطريقك، ولم يطرح شره عليك. وهذا أحسنهم
- قال القائل: إنّا لفي زمنٍ ترك القبيح به ... من أكثر الناس إحسانٌ وإجمال

 ما يجب على المهاجر الحذر منه
- ليحذر من مرافقة الأحياء الذين هم في الناس أموات، فإنهم يقطعون الطريق عليه.
- قال بعض من سلف: (شتّان بين أقوامٍ موتى تحيا القلوب بذكرهم، وبين أقوامٍ أحياءٍ تموت القلوب بمخالطتهم).
- ليحذر عشرائه وأبناء جنسه، لضررهم عليه:
** لقصر نظره.
** لوقوف همته عند التشبه بهم ومباهاتهم وسلوك ما سلكوا.

 بعض الوصايا للمهاجر تجاه رفيقه
- أعن رفيقك على هذا السفر بالإعراض.
- اترك اللائمة والاعتراض.
- كن كغنيمة باردة في قلة الاعتراض.
- أقم لهم المعاذير ما استطعت.
- كن فيهم ناصحا بجهدك وطاقتك.
- سر بهم بعينين:
** عين ناظرة إلى الأمر والنهي، مؤدية الحقوق التي عليها باستيفاء.
** عين ناظرة إلى القضاء والقدر، يرحمهم ويدعو لهم ويستغفر لهم، ويلتمس لهم وجوه المعاذير فيما لا يخل.

 جماع أخلاق المهاجر إلى الله ورسوله
- واقفا عند قوله تعالى: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن المشركين":
** حسن المعشر، مؤدّ لحق الله فيهم، قابلا ما عفا من اخلاقهم، واقفا عند قوله تعالى: "خذ العفو".
** أمرهم بالمعروف، وهو ما تشهد به العقول وتعرف حسنه: "وأمر بالعرف".
** الإعراض عن أذى جاهلهم، وترك الانتقام لنفسه والانتصار لها: "وأعرض عن الجاهلين".
** كل شر حقيقي في العالم، إنما سببه الإخلال بهذه الثلاث أو ببعضها.

 السبيل لتحقيق جماع الأخلاق تلك:
- أن يكون العود طيبا، فالطبع الجاف الغليظ يعسر على صاحبه مزاولة ذلك علما وإرادة وعملا.
- أن تكون النفس قوية غالبة قاهرة لأعداء الكمال، وهي: البطالة والغي والهوى.
- أن يطلب العلم الشافي بحقائق الأشياء، وتنزيلها منازلها، ليميز به بين الأشياء.

 جزاء المهاجر إلى الله ورسوله عند ربه
- أسرع الله إليه بكل خير، من جبر وستر، ولم شعث، وعون وتوفيق، وبر ولطف ونصرة.
- أقبل الله عليه بقلوب عباده.
- فتح الله على قلبه أبواب العلم.
- يسره الله لليسرى.
- تولى هدايته.
- يكشف له ما خفي على غيره من طريق هذه الهجرة.

 جماع ما على المهاجر إلى الله ورسوله إن أراد سلامة الوصول
- تحقيقه للتوحيد: متمثلا بمعاملة الله وحده، والانقطاع إليه بكلية القلب، ودوام الافتقار إليه.
- تحقيقه لمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم.
- قال أحد السلف: (من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن عمل لآخرته كفاه الله مؤونة دنياه).

ثانيا: استخلاص المقاصد الفرعيّة للرسالة.
المقصد الأول: جماع مصالح العباد في معاشهم وفي معادهم هو في التعاون على البر والتقوى
المقصد الثاني: الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
المقصد الثالث: حال المهاجر إلى الله ورسوله، وزاده، ، ومركبه، ورفقته، وجزاؤه

ثالثا: استخراج المقصد الكلّي للرسالة.
بيان لأعظم ما تفنى به الأعمار وهو الهجرة إلى الله ورسوله، وإرشاد المهاجر إلى أهمية سلوك سبيل التعاون على البرّ والتقوى لضمان سلامة الوصول.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 ذو القعدة 1443هـ/11-06-2022م, 04:01 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

تابع للمقصد الثاني
المقصد الثاني: الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حدها ودليل وجوبها وأصناف الخلائق في الاستجابة لها

سقط سهوا

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 ذو القعدة 1443هـ/19-06-2022م, 12:22 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان جلال مشاهدة المشاركة
التطبيق الثاني من تطبيقات أصول القراءة العلمية
(المرحلة الأولى)
استخلص مقاصد إحدى الرسالتين التاليتين:
1. "الرسالة التبوكية" لابن القيم.

أولا: استخلاص مسائل الرسالة.
المقصد الأول: جماع مصالح العباد في معاشهم وفي معادهم هو في التعاون على البر والتقوى
مسائله:
[/color]* مقدمة في الأمر بالتعاون على البر والتقوى
- معنى البر وحقيقته وخصاله
- معنى التقوى وحقيقته وخصاله
- ضرورة العلم بدلالة الألفاظ الشرعية
- مقدمة في النهي عن الإثم والعدوان.
- معنى الإثم.
- معنى العدوان.
مسألة: الحكمة من النهي تارة عن تعدي حدود الله، وتارة النهي عن قربانها.
- دلالة اجتماع الإثم والعدوان.

• المقصد الثاني: الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حدها ودليل وجوبها وأصناف الخلائق في الاستجابة لها

مسائله
- مقدمة
- نوعي الهجرة إلى الله ورسوله
- حكم الهجرة إلى الله ورسوله
- علاقة الهجرة إلى الله ورسوله بالإيمان
- ثمرات الهجرة إلى الله ورسوله

أ‌. الهجرة إلى الله تعالى:
- معناها، وما يراد منها، وكيفية تحقيق الربوبية فيها
- حكمها
- أصل الهجرة إلى الله وداعيها

ب‌. الهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
- مقدمة
- حكمها
- أدلة وجوب الهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
- حدها
- علامة سلوك العبد لطريق الهجرة للنبي صلى الله عليه وسلم
- حال المهاجر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
- ما يعين سالك طريق الهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم على لزومها
- أصناف الناس في سلوك سبيل الهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، والرد على من خالف:

المقصد الثالث: حال المهاجر إلى الله ورسوله، وزاده، ، ومركبه، ورفقته، وجزاؤه

- زاد المهاجر إلى الله ورسوله
- ما يتوجب على المهاجر في سيره إلى الله ورسوله
- مركب المهاجر إلى الله ورسوله:
- حاجة المهاجر إلى الله ورسوله إلى الرفقة
- أنواع رفقة السفر
- ما يجب على المهاجر الحذر منه
- بعض الوصايا للمهاجر تجاه رفيقه
- جزاء المهاجر إلى الله ورسوله عند ربه
- جماع ما على المهاجر إلى الله ورسوله إن أراد سلامة الوصول

ثانيا: استخلاص المقاصد الفرعيّة للرسالة.
المقصد الأول: جماع مصالح العباد في معاشهم وفي معادهم هو في التعاون على البر والتقوى
المقصد الثاني: الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حدها ودليل وجوبها وأصناف الخلائق في الاستجابة لها
المقصد الثالث: حال المهاجر إلى الله ورسوله، وزاده، ، ومركبه، ورفقته، وجزاؤه


ثالثا: استخراج المقصد الكلّي للرسالة.
بيان لأعظم ما تفنى به الأعمار وهو الهجرة إلى الله ورسوله، وإرشاد المهاجر إلى أهمية سلوك سبيل التعاون على البرّ والتقوى لضمان سلامة الوصول.

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

التطبيق الثاني من تطبيقات أصول القراءة العلمية
(المرحلة الأولى)
استخلص مقاصد إحدى الرسالتين التاليتين:
1: "الرسالة التبوكية" لابن القيم.
أولا: استخلاص مسائل الرسالة.

• المقصد الأول: جماع مصالح العباد في معاشهم وفي معادهم هو في التعاون على البر والتقوى
 مسائله:
 مقدمة في الأمر بالتعاون على البر والتقوى.
 قال تعالى: "وتعاونوا على البرّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتّقوا اللّه إنّ اللّه شديد العقاب".
 في الآية جماع مصالح العباد في معاشهم ومعادهم، حيث جمعت بين:
- الواجب بين العبد وبين الخالق: ويتحقق بعزل الخلق من البين، والقيام بالعمل لله إخلاصا ومحبة وعبودية. ويتمثل في ختم الآية بالأمر بالتقوى.
- والواجب بين العبد وبين الخلق: بالتعاون على البر والتقوى، بعدم التعاون على الإثم والعدوان، ويتحقق بعزل نفسه من الوسط، والقيام به لمحض النصيحة والإحسان ورعاية الأمر.
 لخصها الشيخ عبد القادر بقوله: (كن مع الحق بلا خلق، ومع الخلق بلا نفس، ومن لم يكن كذلك لم يزل في تخييط، ولم يزل أمره فرطا).
 التعاون على البر والتقوى هو المقصود من اجتماع الناس وتعاشرهم، فيعين كل واحد صاحبه على ذلك علما وعملا. فالعبد وحده لا يستقل بعلم ذلك ولا القدرة عليه.

 أعظم تعاون للعبد على البر والتقوى: هو في سفره المهاجر إلى الله وإلى رسوله.
- صورة تعاون المهاجر إلى الله ورسوله على البر والتقوى: يكون باليد وباللسان وبالقلب، مساعدة ونصيحة وتعليما وإرشادا ومودة.

 معنى البر وحقيقته وخصاله
 تعريفه.
- هو كلمة جامعة لجميع أنواع الخير والكمال المطلوب من العبد.

 تصاريفه.
- منها (البُر): وهو القمح، لكثرة منافعه وخيره، بالإضافة لسائر الحبوب.
- ومنه رجل بار، وبرّ، و "كرام بررة"، والأبرار.

 الإيمان من البر:
- قال تعالى: "ليس البرّ أن تولّوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكنّ البرّ من آمن باللّه واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنّبيّين وآتى المال على حبّه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السّبيل والسّائلين وفي الرّقاب وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصّابرين في البأساء والضّرّاء وحين البأس أولئك الّذين صدقوا وأولئك هم المتّقون".
- ما يدخل في البر: الإيمان وحقائقه وشرائعه وأجزاؤه الظاهرة والباطنة.
- تتمثل في أصول ثلاثة:
** أصول الإيمان: وهي الإيمان بالله وبملائكته وبكتبه وبرسله وباليوم الآخر.
** الشرائع الظاهرة: وهي إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، والنفقات الواجبة.
** الأعمال القلبية: وهي حقائقه من الصبر والوفاء بالعهد.
- بر القلب: هو وجود طعم الإيمان فيه وحلاوته، وما يلزم ذلك من طمأنينته وسلامته وانشراحه وقوته وفرحه بالإيمان.
- فقد الإيمان أو بعض منه يعني نقص ذلك الطعم والحلاوة.
- قوله تعالى: "قالت الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم".
فهذا القسم من الناس هم المسلمون غير المنافقين ولا المؤمنين، إذ لم تباشر حقيقة الإيمان قلوبهم.

 معنى التقوى وحقيقتها وخصالها
 أصلها.
- هي من وقى يقي، أصلها: وقو، قلبوا الواو تاء، فلفظها دال على الوقاية.

 تعريفها.
- أن تجعل بينك وبين النار وقاية.

 حقيقتها:
- العمل بطاعة الله إيمانا واحتسابا أمرا ونهيا، بفعل ما أمره الله به: إيمانا بالأمر، وتصديقا بموعده، وبترك ما نهى الله عنه، إيمانا بالنهي، وخوفا من وعيده.

 حد التقوى
- الإيمان والاحتساب.
- كثيرا ما يقرن النبي صلى الله عليه وسلم بين الإيمان والاحتساب:
** قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا).
** قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا).

 مبدأها وغايتها
- هو الإيمان المحض، لا العادة ولا الهوى ولا طلب المحمدة والجاه وغير ذلك.
^ غايتها احتساب ثواب الله وابتغاء مرضاته.
- قال طلق بن حبيب: "إذا وقعت الفتنة فادفعوها بالتقوى"، قالوا: وما التقوى؟ قال: "أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله".

 ضرورة العلم بدلالة الألفاظ الشرعية
 عند تفرق البر عن التقوى:
** يدخل كل منهما في مسمى الآخر إما تضمنا – وهو الأظهر - وإما لزوما.
** البر جزء من مسمى التقوى، والتقوى جزء من مسمى البر.
** ختم الآية: "ليس البر .." بقوله تعالى: "أولئك الّذين صدقوا وأولئك هم المتّقون".

 عند اجتماع البر والتقوى:
** البر هو الغاية المقصودة لنفسها، والتقوى هي الوسيلة الموصلة للبر.
** البر هو من باب تحصيل النفع، والتقوى هي من باب دفع الضرر.
** البر كالعافية والصحة، والتقوى كالحمية.
** القاعدة الشرعية: بعض الألفاظ إذا اجتمعت تفرقت، وإذا تفرقت اجتمعت.
- أمثلة أخرى عليها:
** الإيمان والإسلام.
** الإيمان والعمل الصالح.
** الفقير والمسكين.
** الفسوق والعصيان.
** المنكر والفاحشة.

 فائدة العلم بألفاظ القرآن ودلالتها ومفاسد جهلها وأمثلة عليها:
- فائدته: معرفة حدود ما أنزل الله على رسوله.
- مفاسد عدم العلم بها:
1) إدخال في مسمى اللفظ ما ليس منه، فيحكم له بحكم المراد من اللفظ، فيسوّي بين ما فرق الله بينهما.
2) أن يخرج من مسماه بعض أفراده الداخلة تحته، فيسلب عنه حكمه، فيفرق بين ما جمع بينهما.
- أمثلة على تلك المفاسد:
** لفظ "الخمر": فإنه اسم شامل لكل مسكر، فلا يجوز إخراج بعض المسكرات منه، وينفى عنها حكمه.
** لفظ "الميسر"، وإخراج بعض أنواع القمار منه.
** لفظ "النكاح"، وإدخال ما ليس بنكاح في مسمّاه.
** لفظ "الربا"، وإخراج بعض أنواعه منه، وإدخال ما ليس بربًا فيه.
** لفظ "الظلم والعدل"، و"المعروف والمنكر"، ونظائره أكثر من أن تحصى.

 مقدمة في النهي عن الإثم والعدوان.
 قال تعالى: "ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".
- الإثم والعدوان في جانب النهي، نظير البر والتقوى في جانب الأمر.

 معنى الإثم.
- هو كلمة جامعة للشر والعيوب التي يذم العبد عليها.
- الإثم ضد البر.
** حديث النّواس بن سمعان - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال [له]: (جئت تسأل عن البرّ والإثم).

 معنى العدوان.
- هو تعدي حدود الله.
- العدوان هو ضد التقوى.

مسألة: الحكمة من النهي تارة عن تعدي حدود الله، وتارة النهي عن قربانها.
- قال تعالى: "تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون".
- قال تعالى: "تلك حدود الله فلا تقربوها".
- فحدود الله هي النهايات الفاصلة بين الحلال والحرام: ونهاية الشيء تارة تدخل فيه فتكون منه، لذلك ينهى عن تعديها. وتارة لا تكون داخلة فيه فيكون لها حكم مقابله، لذلك ينهى عن قربانها.

 دلالة اجتماع الإثم والعدوان.
 الفرق بين الإثم والعدوان.
- أن الإثم هو ما كان حراما لجنسه، كالزنا، وشرب الخمر، والسرقة...
- والعدوان هو ما حرم الزيادة في قدره وتعدى ما أباح الله منه، كنكاح الخامسة، واستيفاء المجني عليه أكثر من حقه.

• المقصد الثاني: الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حدها ودليل وجوبها وأصناف الخلائق في الاستجابة لها
 مسائله
 مقدمة
- العبد مسافر إلى الله، لا انفكاك لأحد عن ذلك.
- هي مطلوب الله ومراده من العباد.
- أهم مقصود في سفر العبد إلى ربه هو الهجرة إلى الله ورسوله، فبها يقطع العبد منازل سفره، وهي خير ما ينفق فيها عمره.


 نوعا الهجرة إلى الله ورسوله
 هجرة البدن، وهجرة القلب.
1) هجرة بالبدن:
- وهو أن يسافر العبد ببدنه من بلد إلى بلد.
- وتتضمن: الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام.
- تنقطع هذه الهجرة بالفتح.

2) هجرة بالقلب:
- وهو أن يسافر العبد بقلبه إلى الله وإلى رسوله، وهي الهجرة الحقيقية.

 المدار على هجرة القلب أكثر من هجرة البدن
- لأن هجرة البدن عارضة، ربما لا تتعلق بالعمر أصلا، أما هجرة القلب فهي على مدى الأنفاس.
- لأن هجرة القلب لا يحصل فيها علم ولا إرادة.
- أكثر الناس يعرضون عن هذا النوع من الهجرة، ويشتغلون عما لا ينجيهم غيره.
- لذلك كانت هجرة القلب هي أصل الهجرة إلى الله ورسوله والبدن تابع لها.

 حكم الهجرة إلى الله ورسوله
- فرض عين على كل أحد في كل وقت، لا انفكاك لأحد عن وجوبها.
- حيث يسأل عنهما كل عبد يوم القيامة، وفي البرزخ، ويطالب بهما في الدنيا.
- قال قتادة: (كلمتان يسأل عنهما الأولون والآخرون: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟).

 علاقة الهجرة إلى الله ورسوله بالإيمان
- هما مضمون الشهادتين.
- كثيرا ما يقرن القرآن الإيمان بالهجرة. وذلك لتلازمهما واقتضاء أحدهما للآخر.
 أعداء الهجرة إلى الله ورسوله:
** النفس.
** الهوى.
** الشيطان.
 السبيل لتحقيق الهجرة إلى الله ورسوله في كل وقت:
- بالاستجابة لداعي الإيمان، ومجاهدة داعي النفس والهوى والشيطان، هكذا حتى الممات.

 ثمرات الهجرة إلى الله ورسوله
- هي السبب النافع للعبد في البرزخ، وفي الدنيا وفي الآخرة.
- تحقق النعيم والفلاح لصاحبها في تلك الدور.
- هي السبب الذي لا ينقطع بسالكه في الآخرة، وكل سبب سواه منقطع.
- قال تعالى: "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا".

أ‌. الهجرة إلى الله تعالى
 معناها:
- هي الفرار إلى الله.
- قال تعالى: "ففروا إلى الله"

 المراد بالفرار إلى الله:
- توحيده جل وعلا بالطلب والعبودية التي اتفقت عليها دعوة الرسل.
وإفراده بلوازمها: من المحبة والخوف والرجاء والخشية والإنابة والتوكل والخضوع والذل وسائر منازل العبودية.
- تتضمن هجران ما يكرهه الله، وإتيان ما يحبه ويرضاه. فيؤثر العبد أحب الأمرين إلى الله على الآخر فيأتيه.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه).

 المراد بالفرار من الله إلى الله:
- تتضمن "من" "إلى": توحيده بالربوبية وإثبات القدر، وأن كل ما في الكون من المكروه والمحذور الذي يفر منه العبد، إنما هو بمشيئة الله، ففراره يكون مما قدره الله عليه إلى الله الذي قدره عليه.
- ليس في الوجود شيءٌ يفرّ منه ويستعاذ منه ويلجأ منه إلا وهو من الله خلقا وإبداعا، ففي الحقيقة هو هارب من الله إليه، ومستعيذ بالله منه.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وأعوذ بك منك).
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك).

 لب ّما يوجبه الفرار من الله إلى الله ومقصوده:
- هو تحقق الأمن كله، وذلك لانقطاع قلبه من غير الله بالكلية خوفا ورجاء ومحبة.
- يتضمن إفراده بالخوف والحب والرجاء.
- في الفرار من مخلوق إلى مخلوق آخر حذر ألا يعيذه الثاني من الأول، بينما الفرار إلى الذي قضى وقدر وشاء ما يفر منه، فإنه يقينا سيعيذه مما يخاف.

حكمها
- فرض على كل مسلم.
- هي مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله.

 أصل الهجرة إلى الله وداعيها:
- الحب والبغض.
- كلما كان داعي المحبة في قلب العبد أقوى، كانت الهجرة أقوى وأتم، وضعف الداعي يعني ضعف الهجرة، حتى أنه لا يكاد يشعر بها علما، ولا يتحرك بها إرادة.

ب‌. الهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
مقدمة
- قلة عدد سالكيها.
- كثرة إغارة الأعادي عليها.
- شأنها شديد، وطريقها على غير المشتاق وعير بعيد.

 حكمها
- هي فرض على كل مسلم.
- هي مقتضى شهادة أن محمدا رسول الله.
- يجب أن يتم قبولها بطيب نفس وانشراح صدر خاضعين منقادين له في جميع أبواب الدين.

 حدها
- سفر الفكر من في كل مسألة ونازلة وحادثة، إلى منبع الهدى المتلقى من فم النبي صلى الله عليه وسلم.
- عرض كل ما قاله كل أحد سواه على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، فإن شهد له بالصحة قبله، وإن شهد له بالبطلان رده، وإن كان بينهما جعله بمنزلة أحاديث أهل الكتاب فوقفه.

 علامة سلوك العبد لطريق الهجرة للنبي صلى الله عليه وسلم
- ليلحظ العبد قلبه عند ورود حكم النبي صلى الله عليه وسلم إن جاء على خلاف هواه وغرضه، هل هو مستجيب له من فوره، أم متكاسل متباطئ متذمر؟
- قال تعالى: "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره".
- ليلحظ العبد نفسه حين ورود الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم، هل يقوم به وإن كان على أحب الناس إليه كالوالدين والأقربين؟ لاسيما إذا كان الحق لمن يبغضه ويعاديه.
- ليلحظ العبد قلبه إن كان الحكم لأعدائه ومخالفيه، هل سيحمله بغضه لهم على أن يجنف بهم؟
- قال بعض السلف: (العادل هو الذي إذا غضب لم يدخله غضبه في باطل، وإذا رضي لم يخرجه رضاه عن الحق).

 حال المهاجر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
- غريب بين العباد، فريد بين كل حي وناد.
- بعيد على قرب المكان، وحيد على كثرة الجيران.
- مستوحش مما يستأنس به الآخرون، مستأنس بما به يستوحشون.
- مقيم إذا ظعنوا، ظاعن إذا قطنوا.
- مع الخلق بجسده، بائن منهم بمقصده.
- لا ينام حين ينام الآخرون طلبا للهدى، مشمر في طلبه قائم.
- يعيبه الجهال وأهل الأهواء بمخالفة آرائهم، ويزرونه، ويتربصون به ريب المنون.

 ما يعين سالكها على لزومها
- حبه لنبيه الذي هو أحب شيء لديه.
- علمه بأن في اتباعه وتسليمه سعادته وفلاحه.
- علمه بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو أولى به من نفسه، وأبر به منها، وأنصح له منها، وأعلم بمصالحه منها، وأقدر على تحصيلها.

 أدلة وجوبها
• الدليل الأول: قوله تعالى: " فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجًا ممّا قضيت ويسلّموا تسليمًا".
 تقرير الآية للوجوب:
- الهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والتأكيد عليه، وشدة الاعتناء به.
 دلالات الآية على الوجوب:
- تصدير الآية ب "لا" النافية – وليست الزائدة كما يظن – فيه إيذان بتضمن المقسم عليه للنفي، وهو قوله "لا يؤمنون"، مما يقوي المقسم عليه ويؤكده.
- القسم مؤكد للمعنى.
- إقسامه تعالى بنفسه - وهو أجل مقسم به – على عدم ثبات إيمانهم ما لم يحكموا النبي صلى الله عليه وسلم في كل مسائل النزاع وفي جميع أبواب الدين.
- الحرف "ما": من صيغ العموم، يقتضي وجوب التحاكم إلى النبي صلى الله عليه وسلم في جميع موارد النزاع في جميع أبواب الدين.
- نفي الحرج يدل على وجوب انشراح الصدر وقبول بحكمه، فلا يشعر بضيق في الصدر، لأن هذا مناف للإيمان.
- تأكيد الفعل بالمصدر القائم مقام ذكره مرتين دال على أنه يجب أن يكونوا خاضعين له تسليما لا قهرا.

• الدليل الثاني: قوله تعالى: "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم".
تقرير الآية للوجوب:
- أن من لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم أولى به من نفسه، فليس من المؤمنين.
 دلالات الآية على الوجوب:
- أن الأولوية أصلها الحب، فيكون النبي صلى الله عليه وسلم أحب إلى العبد من نفسه.
- هذا يقتضي كمال الانقياد والطاعة والرضى والتسليم وسائر لوازم المحبة من الرضى بحكمه، والتسليم لأمره، وإيثاره على كل من سواه.
- وهذا يستلزم أن يكون حكم النبي صلى الله عليه وسلم على نفس العبد أعظم من حكم السيد على عبده، فليس له تصرف إلا ما تصرف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم.

• الدليل الثالث: قوله تعالى: " وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللّه ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"
 تقرير الآية للوجوب:
- نفي الاختيار عن كل أحد إذا حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر، يعني حصر الحكم له عليه الصلاة والسلام.
 تقرير الآية للوجوب.
- أنه إذا ثبت لله ولرسوله حكم طلبي أو خبري في كل مسألة من المسائل، فليس لأحد أن يتخير لنفسه غير ذلك الحكم، فينتفي عنه الإيمان.
- قال الشافعي: من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد.
- قول المعصوم هو الحجة الواجب اتباعها على الخلق كافة، وأقوال غيره فقد تكون سائغة الاتباع لا واجبة الاتباع.

• الدليل الرابع: قال تعالى: "قل أطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول فإن تولّوا فإنّما عليه ما حمّل وعليكم ما حمّلتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرّسول إلّا البلاغ المبين".
 تقرير الآية للوجوب.
- الأمر من الله تعالى بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم يعني الوجوب، فما على الرسول إلا البلاغ المبين.
 دلالات الآية على الوجوب:
- إعادة الفعل "أطيعوا" لبيان أن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم مستقلة يجب اتباعها وإن لم يأت ذات الأمر بعينه في القرآن.
- الرسول صلى الله عليه وسلم قد حمل أداء الرسالة وتبليغها، وحملتم طاعته والانقياد له والتسليم، فترككم لما حملتموه فعليكم لا عليه، أما هو فقد أدى ما عليه، وأنتم بترككم تركتم حظكم وسعادتكم وهدايتكم.
- ذكر البخاري في "صحيحه" عن الزهري قال: "من الله البيان، وعلى رسوله البلاغ، وعلينا التسليم".
- تعلق الهداية بالشرط، يكون: لا تحقق للهداية إلا بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لا في غيرها، وتنتفي الهداية بانتفاء الشرط وهو طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. فدلالة المفهوم في باب الأحكام مقبول.

• الدليل الخامس: قال تعالى: "يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى اللّه والرّسول إن كنتم تؤمنون باللّه واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلًا".
 تقرير الآية للوجوب
- أمر الله تعالى لعباده بطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم وناداهم بمسمى الإيمان، يعني وجوب الطاعة في الأخبار والأحكام والنزاعات إن كانوا مؤمنين.
 دلالات الآية على الوجوب
- ناداهم سبحانه بمسمى الإيمان وأمرهم بطاعته وطاعة رسوله، مما يشعر بأن عليهم إن كانوا مؤمنين، فإيمانهم يقتضي أن يطيعوا الله ويطيعوا الرسول.
- لم يقرن تعالى بين طاعته وطاعة رسوله مثلما قرن بين طاعة الرسول وأولي الأمر، ليبين أن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم مفردة ومقرونة، فما يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم تجب طاعته وإن لم يكن مأمورا به بعينه في القرآن.
- أما طاعة أولي الأمر فهي تابعة لطاعة الله وطاعة رسوله لا مستقلة عنهما.
- صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "على المرء السّمع والطاعة [فيما أحبّ وكره] ما لم يؤمر بمعصية الله، فإن أمر بمعصية الله، فلا سمع ولا طاعة".
- يجب رد موارد النزاع في كل ما تنازع فيه الناس من الدين كله إلى الله وإلى رسوله.
- لم يقل: وإلى الرسول، لأن الرد إلى القرآن هو رد إلى الله وإلى رسوله.
- ينتفي شرط الإيمان إذا انتفى المشروط وهو الرد إلى الله وإلى رسوله، فالرد لله هو رد للقرآن، والرد للرسول هو رد له في حياته ولسنته بعد موته.
- ردّكم ما تنازعتم فيه إليّ وإلى رسولي، خيرٌ لكم في معاشكم ومعادكم، وهو سعادتكم في الدارين، فهو خيرٌ لكم وأحسن عاقبةً.
- كل شرور تقع في العالم إنما هي لمخالفة الرسول والخروج عن طاعته، وكل خير إنما هو بسبب طاعته.

• الدليل السادس: قال تعالى: "المص،كتابٌ أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرجٌ منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين، اتّبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء قليلًا ما تذكّرون".
 تقرير الآية للوجوب
- الجمع بين الإثبات والنفي يعني الحصر، فاتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم ولا تتبعوا غيره.
 دلالات الآية على الوجوب
- يأمر تعالى عباده باتباع ما أنزل الله على رسوله، وينهى عن اتباع غيره.
- من لم يتبع الحق، فسيتبع الباطل ولا شك.

 أصناف الناس في سلوك سبيل الهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، والرد على من خالف:

أولا: السعداء
- وهم صنفان:
الصنف الأول: المتبوعين.
الصنف الثاني: الأتباع.

الصنف الأول: المتبوعين
- هم من حققوا أعلى مراتب الكمال الإنساني:
1) في العلم بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
2) في العمل بهذا العلم.
3) في دعوة الخلق إليه.
4) في الصبر والجهاد على أدائه.
- وهؤلاء هم السعداء في الدنيا والآخرة.

الصنف الثاني: الأتباع
- وهم قسمان:
القسم الأول: أتباع لهم حكم مستقل.
- هم أتباع النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة والتابعين وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
- قال تعالى فيهم: "والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسانٍ رضي اللّه عنهم ورضوا عنه".
- قال تعالى: "هو الّذي بعث في الأمّيّين رسولًا منهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبينٍ، وآخرين منهم لمّا يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم".
 دلالات الآيتين:
- أن الأتباع هم الأولون الذين لهم حكم مستقل هم الذين تبعوا النبي صلى الله عليه وسلم بإحسان من الصحابة، وهناك من خص التابعين معهم تخصيصا عرفيا.
- الآخرون الذين لم يلحقوا بالصحابة ولكن ساروا على منهاجهم إلى يوم الدين، وهم إما:
** الذين لم يلحقوا بالصحابة في الزمان.
** الذين لم يلحقوا بهم في الفضل.

القسم الثاني: ذراري المؤمنين الذين لم يثبت لهم حكم التكليف في دار الدنيا، فهم يتبعون آباءهم.
- قال تعالى: "والّذين آمنوا واتّبعتهم ذرّيّتهم بإيمانٍ ألحقنا بهم ذرّيّتهم وما ألتناهم من عملهم من شيءٍ كلّ امرئٍ بما كسب رهينٌ".
- كما أتبع الله إيمان الذرية بآبائهم، أتبعهم كذلك في المنزلة وإن لم يكن لهم عمل.
- إلحاق في الثواب والدرجات فضلا من الله لا عدلا.

ب‌. الأشقياء.
وهم صنفان:
الصنف الأول: المتبوعين.
الصنف الثاني: الأتباع.

[color="orange"] الصنف الأول: المتبوعين
- وهم قسمان:
القسم الأول: من يدعي المحبة والأولوية التامة للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو مشتغل بأقوال غيره وتقريرها والغضب والحمية لها، والرضى بها والتحاكم إليها.
- منهجه أنه يعرض ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم عليها، فإن وافقها قبله، وإن خالفها التمس وجوه الحيل في ردها.
 الأولوية هي في القيام لله والشهادة بالقسط
- ففي قوله تعالى: "يا أيّها الّذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء للّه ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيًّا أو فقيرًا فاللّه أولى بهما فلا تتّبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإنّ اللّه كان بما تعملون خبيرًا ".
- يظهر أمر الله تعالى أن نكون شهداء له بالقسط مع القيام بالقسط.
** وجوه تحقق القيام بالقسط وهو العدل والشهادة لله:
1) أولاها القسط في الأقوال والآراء والمذاهب، فلا يضاد الله ولا ينافي ما بعث الله به رسله بالقيام بالهوى والعصبية.
2) من قام لله بالقسط فقد سلك سلوك الأنبياء وأتباعهم، وهؤلاء هم الوارثون حقا، لا من جعل أصحابه وأهل نحلته ومذهبه ميزانا للحق.
3) من شهد وأخبر بحق فهو شاهد عدل مقبول، وإن أخبر بباطل فهو شاهد زور.

- وفي آية المائدة: قوله تعالى: "كونوا قوامين له شهداء بالقسط"
** ويتحقق القيام لله والشهادة بالقسط من عدة وجوه:
1) القيام بالقسط.
2) أن يكون القيام لله.
3) الشهادة بالقسط.
4) أن يكون القسط لله.

- أن القيام بالقسط يشهد به على كل أحد ولو كان أحب الناس إلى العبد. فلا يجرمنه قرب الأقربين ولا شنآن قوم على أن لا يقوم لله معهم بالقسط.
- لا تحابوا غنيا لغناه، ولا تصمعوا في فقير لفقره، فإن الله أولى بهمها منكم.
- لا تتركوا أداء الحق والشهادة على غني خوفا على ماله، ولا فقير لإعدامه، فتتساهل النفوس في القيام عليه بالحق، فالله أعلم وأولى بهما منكم.
- فلا تتبعوا الهوى كراهية العدل وفرارا منه. وهو قول البصريين، وهو الأحسن والأظهر.
- فلا تتبعوا الهوى حذرا من العدل فلا تعدلوا. وهو قول الكوفيين.
- مع التحذير بعد ظهور الحق وحججه من تغييرها وتبديلها وذلك باللي قولا أو معنى، ومن كتمانها بالإعراض.
- لا يحصل الإيمان إلا بمقابلة النصوص بالتسليم والتلقي والقبول والإظهار لها، ودعوة الخلق لها، فلا تقابل باللي ولا بالإعراض.
- بطلان مزاعم من يدعي محبة النبي وأولويته التامة عليه، ثم ترى فعله وقوله مخالف لما جاء به.

 القسم الثاني: من يردها، ولا يعمل إلا بما جاء في القرآن.
- أن طاعة الرسول هي من طاعة الله الذي تكلم بالقرآن.
- أن ما أمر به النبي ونهى عنه إنما هو بأمر الله ونهيه.

 سنة النبي صلى الله عليه وسلم وحي كما القرآن وحي
- قال تعالى: "وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى".
- قال تعالى على لسان نبيه: "قل إن ضللت فإنّما أضلّ على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إليّ ربّي إنّه سميعٌ قريبٌ".
 الوعيد لمن يأخذ بالكتاب ويترك السنة.
- قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يوشك رجلٌ شبعان متكئٌ على أريكته يأتيه الأمر من أمري؛ فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، ما وجدنا فيه من شيء اتبعناه، ألا وإنّي أوتيت الكتاب ومثله معه".

 الصنف الثاني: الأتباع
- وهما قسمان:

القسم الأول: الأتباع والمتبوعين المشتركين في الضلالة.
- ومما يلحقهم من العذاب يوم القيامة
 الندم الشديد يوم القيامة على اتباع خليل قصّر في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، فترك أقواله وآراءه.
- قال تعالى: "ويوم يعضّ الظّالم على يديه يقول يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلًا، يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلًا، لقد أضلّني عن الذّكر بعد إذ جاءني وكان الشّيطان للإنسان خذولًا".
- فعدم التصريح بمن هو الخليل يدل على أن كل ولي متبع من دون النبي صلى الله عليه وسلم فهو باطل.

 تحول تلك الخلة إلى عداوة ولعنة.
- قال تعالى: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين".
- تمنى القوم طاعة الله وطاعة الرسول حين لا ينفعهم ذلك، بعد أن اعتذروا بأن طاعتهم كانت لرؤسائهم وكبرائهم بدلا من طاعة النبي صلى الله عليه وسلم.

 استحقاقهم للعذاب المضاعف
- قال تعالى: "يوم تقلّب وجوههم في النّار يقولون يا ليتنا أطعنا اللّه وأطعنا الرّسولا، وقالوا ربّنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السّبيلا، ربّنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنًا كبيرًا".
- من ابتدع البدعة وأنشأها ودعا إليها، ومن جحد الحق وكذب به، استحق كلاهما تضعيف العذاب جزاء وفاقا على تضاعف كفرهم وشرهم.

 تبرؤ بعضهم من بعض، وتلاعن بعضهم بعضا
- قال تعالى: "فمن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا أو كذّب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتّى إذا جاءتهم رسلنا يتوفّونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون اللّه قالوا ضلّوا عنّا وشهدوا على أنفسهم أنّهم كانوا كافرين، قال ادخلوا في أممٍ قد خلت من قبلكم من الجنّ والإنس في النّار كلّما دخلت أمّةٌ لعنت أختها حتّى إذا ادّاركوا فيها جميعًا قالت أخراهم لأولاهم ربّنا هؤلاء أضلّونا فآتهم عذابًا ضعفًا من النّار قال لكلٍّ ضعفٌ ولكن لا تعلمون، وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضلٍ فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون".

القسم الثاني: الأتباع مخالفون لمتبوعيهم، يزعمون أنهم على طريقتهم، وفي الحقيقة هم عادلون عن طريقتهم.
- ومما يلحقهم من العذاب يوم القيامة
 يتبرأ المتبوعين من أتباعهم
- قال تعالى: "إذ تبرّأ الّذين اتّبعوا من الّذين اتّبعوا ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب، وقال الّذين اتّبعوا لو أنّ لنا كرّةً فنتبرّأ منهم كما تبرّءوا منّا كذلك يريهم اللّه أعمالهم حسراتٍ عليهم وما هم بخارجين من النّار".
- يتبرأ المتبوعون الذين هم على الهدى، من أتباعهم الذين زعموا أنهم يسيرون على طريقتهم
- تنقطع بينهم المودة والوسيلة والصلة، فلا يبقى إلا السبب الواصل العبد بربه، وهو حظه من الهجرة إلى الله ورسوله.
 يبطل الله أعمال التابعين
- قال تعالى: "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا".
- يجعل الله أعمالهم هباء منثورا، وهذا من أعظم الخسار.
- يبطل الله أعمال التابعين.

 أقسام الخلائق في الانتفاع بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم: كمثل غيثٍ أصاب أرضًا؛ فكانت منها طائفةٌ طبّبةٌ قبلت الماء؛ فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء؛ فسقى الناس وزرعوا، وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعانٌ لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به).
- الأصناف في: المشبه، والمشبه به، ووجه الشبه:
 المشبه: العلم والهدى الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
 المشبه به: الغيث.
 وجه الشبه: كلا من العلم والماء سبب للحياة، فالماء سبب حياة الأبدان، والعلم سبب حياة القلوب.
- قال تعالى: "أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها".
- القلوب في انتفاعها بالعلم والهدى، كحال الأرض في انتفاعها بالغيث، على ثلاثة أصناف كما في الحديث:

الصنف الأول: من قَبِل العلم فانتفع به ونفع غيره
- قلب قابل للعلم، زكي ذكي، يقبل العلم بذكائه، ويثمر فيه بزكائه. كالأرض الزكية القابلة للشرب والنبات، تنتفع بالغيث فتنبت من كل زوج بهيج.
- مثل الغني التاجر الخبير بوجوه المكاسب والتجارات، يكسب بماله ما شاء.
- هو العالم المعلّم، الداعي إلى الله على بصيرة، فهو من ورثة الرسل.
- جامع للخصال الثلاث التي في الآية: "خذ العرف، وأمر بالعرف، وأعرض عن الجاهلين".
- هم الذين سبقت لهم من الله الحسنى وزيادة.

الصنف الثاني: من نفع غيره دون نفسه.
- القلب الحافظ للعلم، يحفظه كما سمعه حفظا مجردا، لا يتصرف فيه، ولا يستنبط منه، فيؤديه كما سمعه. كالأرض الصلبة القابلة لثبوت الماء فيها وحفظه لينتفع الناس بورودها والسقي منها.
- قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (فربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وربّ حامل فقه غير فقيه).
- مثل الغني الذي لا خبرة له بوجوه الربح والكسب، ولكنه حافظ لماله، لا يحسن التصرف فيه.
- حافظ مؤدّ لما سمعه، يحمله لغيره الذي ينتفع به، دون أن ينتفع به هو.

الصنف الثالث: من لم ينفع نفسه ولا غيره.
- القلب الذي لا يقبل العلم ولا الفقه ولا الدراية فيه. كالأرض البوار التي لا تنبت ولا تحفظ الماء.
- كالفقير الذي لا مال له، ولا يحسن به مسك المال.
- الذي لم يقبل الهدى ولا يرفع به رأسا.

المقصد الثالث: حال المهاجر إلى الله ورسوله، وزاده، وجزاءه،

 زاد المهاجر إلى الله ورسوله
- العلم الموروث عن خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، ولا زاد له سواه.
- من لا زاد له، فلا يجهد نفسه، وليتأسى بالمتخلفين أمثاله.
- فالاشتراك في التخلف قد ينفع صاحبه في الدنيا حيث يتأسى بعض المصابين ببعض عادة،
- وكما أنشدت الخنساء: فلولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن ... أسلّي النّفس عنهم بالتأسّي
- ولن ينفعه هذا التأسي يوم القيامة، قال تعالى: "ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون".

 ما يتوجب على المهاجر في سيره إلى الله ورسوله
- إذا أراد المهاجر السلامة في الوصول، فعليه:
** عليه بذل الجهد، واستفراغ الوسع، فلن ينال بالمنى، ولا يدرك بالهوينا.
** أن لا يخشى في الله لومة لائم، بل يصدح بالحق.
** أن لا يخشى الإقدام، ولا يخاف الأهوال.
بل يقتحمهما متوشحا بالصبر، فبه ينال مطلوبه.

 مركب المهاجر إلى الله ورسوله:
- صدق اللجأ إلى الله، والانقطاع إليه بالكلية، والافتقار والضراعة إليه، وصدق التوكل عليه، والاستعانة به، والانطراح بين يديه.
- دوام التفكر في آيات الله الكونية، وتدبر آيات الله الشرعية، شاغلا نفسه بذكر الله حتى تغلب تلك المعاني على خواطر قلبه، فيتمكن الإيمان من قلبه.
- تفاوت أفهام الناس في استنباط الفوائد التدبرية من الآيات القرآنية، يؤدي لاختلاف سيرهم في هجرتهم إلى الله ورسوله.
 مثال المؤلف على تدبر المهاجر للآيات الشرعية
- ضرب المؤلف مثالا على الفرق بين من يفهم معاني الآيات تفسيرا، وبين من يستنبط الفوائد منها تدبرا
- قوله تعالى: "هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين، إذ دخلوا عليه فقالوا سلامًا قال سلامٌ قومٌ منكرون، فراغ إلى أهله فجاء بعجلٍ سمينٍ، فقرّبه إليهم قال ألا تأكلون" إلى قوله: "الحكيم العليم".
- من الفوائد التدبرية المستنبطة:
** فيها أنواع من الثناء على إبراهيم عليه السلام.
** جمعت آداب الضيافة وحقوقها.
** مراعاته للضيوف.
** فيها رد على أهل الباطل من الفلاسفة والمعطلة.
** فيها علم عظيم من أعلام النبوة.
** فيها جميع صفات الكمال التي مردها إلى العلم والحكمة.
** أشارت بلطف إلى إمكان المعاد، ثم أفصحت عنه.
** فيها إخبار عن عدل الله وانتقامه من الأمم الكاذبة.
** تضمنت ذكر الإسلام والإيمان والفرق بينهما.
** تضمنت بقاء آيات الله الدالة على توحيده وصدق رسله وعلى اليوم الآخر.
** تضمنت حصر الانتفاع لمن يؤمن بالآخرة وفي قلبه خوف من عذابها.

 حاجة المهاجر إلى الله ورسوله إلى الرفقة
- كعادة أي مسافر، فهو يحتاج لرفيق يستأنس به في السفر.
- المهاجر الذي لم يجد رفيقا معينا، فلا يجب أن يتوقف سيره، بل يسير ولو وحيدا غريبا.
- انفراد العبد في طريق طلبه دليل على صدق المحبة.
- ليس للسالك أنفع من مرافقة الأموات الذين هم في العالم أحياء، فإنه يبلغ بمرافقتهم إلى مقصده.
** فمحاسنهم وآثارهم الجميلة مشهودة في العالم وإن فقدت أشباحهم.
** يشحذ بهم همته.

 أنواع رفقة السفر:
- النوع الأول: معارضا مناقضا.
- النوع الثاني: لائما بالتأنيب مصرحا ومعرضا.
- النوع الثالث: خلاك وطريقك، ولم يطرح شره عليك. وهذا أحسنهم
- قال القائل: إنّا لفي زمنٍ ترك القبيح به ... من أكثر الناس إحسانٌ وإجمال

 ما يجب على المهاجر الحذر منه
- ليحذر من مرافقة الأحياء الذين هم في الناس أموات، فإنهم يقطعون الطريق عليه.
- قال بعض من سلف: (شتّان بين أقوامٍ موتى تحيا القلوب بذكرهم، وبين أقوامٍ أحياءٍ تموت القلوب بمخالطتهم).
- ليحذر عشرائه وأبناء جنسه، لضررهم عليه:
** لقصر نظره.
** لوقوف همته عند التشبه بهم ومباهاتهم وسلوك ما سلكوا.

 بعض الوصايا للمهاجر تجاه رفيقه
- أعن رفيقك على هذا السفر بالإعراض.
- اترك اللائمة والاعتراض.
- كن كغنيمة باردة في قلة الاعتراض.
- أقم لهم المعاذير ما استطعت.
- كن فيهم ناصحا بجهدك وطاقتك.
- سر بهم بعينين:
** عين ناظرة إلى الأمر والنهي، مؤدية الحقوق التي عليها باستيفاء.
** عين ناظرة إلى القضاء والقدر، يرحمهم ويدعو لهم ويستغفر لهم، ويلتمس لهم وجوه المعاذير فيما لا يخل.

 جماع أخلاق المهاجر إلى الله ورسوله
- واقفا عند قوله تعالى: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن المشركين":
** حسن المعشر، مؤدّ لحق الله فيهم، قابلا ما عفا من اخلاقهم، واقفا عند قوله تعالى: "خذ العفو".
** أمرهم بالمعروف، وهو ما تشهد به العقول وتعرف حسنه: "وأمر بالعرف".
** الإعراض عن أذى جاهلهم، وترك الانتقام لنفسه والانتصار لها: "وأعرض عن الجاهلين".
** كل شر حقيقي في العالم، إنما سببه الإخلال بهذه الثلاث أو ببعضها.

 السبيل لتحقيق جماع الأخلاق تلك:
- أن يكون العود طيبا، فالطبع الجاف الغليظ يعسر على صاحبه مزاولة ذلك علما وإرادة وعملا.
- أن تكون النفس قوية غالبة قاهرة لأعداء الكمال، وهي: البطالة والغي والهوى.
- أن يطلب العلم الشافي بحقائق الأشياء، وتنزيلها منازلها، ليميز به بين الأشياء.

 جزاء المهاجر إلى الله ورسوله عند ربه
- أسرع الله إليه بكل خير، من جبر وستر، ولم شعث، وعون وتوفيق، وبر ولطف ونصرة.
- أقبل الله عليه بقلوب عباده.
- فتح الله على قلبه أبواب العلم.
- يسره الله لليسرى.
- تولى هدايته.
- يكشف له ما خفي على غيره من طريق هذه الهجرة.

 جماع ما على المهاجر إلى الله ورسوله إن أراد سلامة الوصول
- تحقيقه للتوحيد: متمثلا بمعاملة الله وحده، والانقطاع إليه بكلية القلب، ودوام الافتقار إليه.
- تحقيقه لمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم.
- قال أحد السلف: (من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن عمل لآخرته كفاه الله مؤونة دنياه).

ثانيا: استخلاص المقاصد الفرعيّة للرسالة.
المقصد الأول: جماع مصالح العباد في معاشهم وفي معادهم هو في التعاون على البر والتقوى
المقصد الثاني: الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
المقصد الثالث: حال المهاجر إلى الله ورسوله، وزاده، ، ومركبه، ورفقته، وجزاؤه

ثالثا: استخراج المقصد الكلّي للرسالة.
بيان لأعظم ما تفنى به الأعمار وهو الهجرة إلى الله ورسوله، وإرشاد المهاجر إلى أهمية سلوك سبيل التعاون على البرّ والتقوى لضمان سلامة الوصول.
أحسنت نفع الله بك

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 ذو الحجة 1443هـ/4-07-2022م, 12:48 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

رسالة المحبة

مسائل الرسالة :
١_بيان أصل وجود الأفعال و الحركات و أصل عدمها
١1-أصل كل فعل وحركة في العالم من الحب والإرادة
2- البغض والكراهة مانع وصاد لكل ما انعقد بسببه ومادته
3- علة أن وجود الفعل لا يكون إلا عن محبة و إرادة
4- المحبة
أ‌. قد تكون بواسطة أو تكون بغير واسطة
ب‌. أنواع المحبة
1- ماهية المحبة المحمودة
2- ماهية المحبة المذمومة
3- المراد بالمحبة المطلقة أصل
ت‌. أقسام المحبة
ث‌. آثار المحبة و توابعها
ج‌. أسباب أن الحي العالم يحب ما يضره
ح‌. بتجاوز الحد في الشهوات المحمودة يظلم العبد نفسه
5- اتباع الهوى:
1- سبب اتباع العبد هواه
2- اتباع الهوى يكون في الحب والبغض
3- نهى الله رسول الله عن اتباع الهوى
4- سبب تسمية السلف أهل الآراء المخالفة للسنة والشريعة في مسائل الاعتقاد الخبرية ومسائل الأحكام العملية بأهل الأهواء
5- الاستدلال على صفات الأعمال و أحوالها
أ. طرق الاستدلال على صفات الأعمال وأحوالها
1- معنى المصلحة
2- معنى الاستحسان
3- معنى العدل
ب. خطورة الاستدلال بالمصالح و الاستحسان
ت.أعلم الناس من كان رأيه واستصلاحه واستحسانه وقياسه موافقا للنصوص
5- - أسباب عدم الفعل عدم وجود مقتضيه من الحب و الإرداة و وجود المانع من الكره و البغض
6- علة أن المحبة و الإرادة أصل للبغض و الكره و ما يترتب عليهما من فعل
7-البغض و الحب

أ. الفرق بين البغض و الحب

ب.الله جعل للإنسان قوتان قوة الحب وقوة البغض

الغاية من أن الله جعل للإنسان قوتان قوة الحب وقوة البغض

ما يترتب على علو قوة الحب
8- حركة الأجسام
١_ كيفيتها
٢_ أنواعها
٤_سبب حركة السموات و الارض و ما يبينهما
9-حركات المخلوقات الظاهرة
أ‌. الحركات هي عبادة على نوعين كرها و طوعا
ب‌. اعتقاد الناس في حقيقة ما يرون من ظاهر فعل المخلوقات:
1- انها تسبيح
2- كثير الناس وأهل الطبع المتفلسفة وغيرهم فيعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ويأخذون بظاهر من القول
3- وقد يعارضهم كلهم طوائف من أهل الكلام فينكرون طبائع الموجودات وما فيها من القوي والأسباب
4- الفرق بين أهل العلم و المتكلمين و أصحاب الفلسفة في النظر إلى الحوادث
2- الدين؛بيان المراد بالدين،و أنواعه،، لوازم كل نوع،و حقيقة حاجة بني آدم للدين، و تحالفهم،و الاختلاف فيه .
1- المراد بالدين اصطلاحا
2- الأصل اللغوي لكلمة الدين
3- علاقة الدين و العبادة
4- المحبة والإرادة أصل كل دين سواء كان دينا صالحا أو دينا فاسدا،
5- الأعمال التي يعملها جميع بني آدم إما أن يتخذونها دينا أو لا يتخذونها دينا
أ‌. - والذين يتخذونها دينا إما أن يكون الدين بها دين حق أو دين باطل ما هو الدين الباطل
ب‌. ما هو الدين الحق
ت‌. المراد بكمال الدين
6- لوازم لكل حي:
لا بد لكل آدمي من اجتماع؛ حق أو باطل
لا بد لكل حي من محبوب؛ حق أو باطل
7- لوازم كل دين وطاعة ومحبة ؛ المقصود المراد و السبيل المتبع
8- شروط قبول العمل
9-. إن الدين عند الله الإسلام
أ. مقتضى أن دين الله هو الصراط المستقيم
ب. حاجة المؤمن إلى معرفة العدل وهو الصراط المستقيم وإلى العمل به
ت. عاقبة عدم اتباع الصراط المستقيم
ث.مقصود الدين الحق
ج. مقصود الدين عند أهل الفلسفة المتفلسفة الصابئة المبتدعة من المشائين ومن سلك مسلكهم من المنتسبين إلى الملل في المسلمين واليهود والنصارى
10. الفرق بين الأمم الموحدة عبر التاريخ
11. الأصول الموجبة للسعادة في كل ملة (الثلاثة وهي الإيمان بالله وباليوم الآخر والعمل الصالح)
12.كل طائفة من بني آدم لا بد لهم من دين يجمعهم
أ‌. سبب حتمية ذلك
ب‌. الدين المشترك دين عام بين جميع بني آدم
ت‌. المحبة الخاصة اشتراك في النوع لا في الشخص
ث‌. الأمور السماوية تقع مشتركة عامه
13- التحالف بين بني آدم:
1- كل تبديل يقع في الأديان بل كل اجتماع في العالم لا بد فيه من التحالف
2- التبديل لدين الله و العقود الفاسدة سبب انتشار الجهل و الفساد
3- التناسب والتجاور يوجب التعاون على جلب المنفعة المشتركة ودفع الضرر المشترك
4- الوفاء بالعهود بين الناس واجب
5- الاشتراك بين بني آدم تارة يثبت بفعلهم وتارة يثبت بفعل الله تعالى
6- لا بد لكل بني آدم من ولاية وعداوة
7- لازم ذلك التمادح على الشجاعة و السماحة
8- لازم وجوبية التعاون لابد لهم من عقد وقدرة
9- العقد أصله الإرادة
10- الإرادة و الطوع و القدرة هم ما يقوم عليهم جلب المنافع و دفع المضار
11- أنواع الاشتراك( بتحالف و بغير تحالف)
12- الفرق بين الاشتراك بحق و الاشتراك بغير حق
13- لا واجب في الشريعة إلا بشرع أو عقد
14- صور للتحالف
أ.التحالف على الشريعة
ت‌. لازم التحالف على الشريعة
ث‌. التحالف على غير الشريعة
15- الحكم العام في جميع هذه العقود أنه يجب الوفاء فيها بما كان طاعة لله ولا يجوز الوفاء فيها بما كان معصية لله
16- عقود الشرع مرجعها إلى أمر الله ورسوله
17- ضلال من اتبع الشرع بعقود بني آدم
18- نهج اليهود والنصارى وسائر أهل الضلال في نشر ضلالاتهم تلبيس الحق بالباطل
19- المعاملات الدنيوية :
أ‌. أصل المعاملات الدنيوية
ب‌. ما توجبه العقود
ت‌. غلط كثير من الفقهاء في باب العقود الدنيوية
ث‌. الواجب في باب المعاملات الدنيوية
ج‌. المراد باجتهاد العامة
14- ذم الكتاب و السنة للاختلاف في الدين
15 - ما يوجبه الاختلاف في الدين و ينافيه
16-حاجة قلوب بني آدم إلى الدين وأسباب ذلك
17- تفصيل المحبة الدينية للمشركين
18. لوازم اتباع عقيدة اهل الفلسفة
3- المحبة ؛محبة الله للعبد و محبة العبد لله، بيان لوازمها و موجبها و مقتضاها وأوجه الانحراف فيها.
أ‌. درجات المحبة
ب‌. أقسام المحبوبات
ت‌. محبة الله لعباده
1- الخلة
2- علاقتها بالمحبة
3- أخلاء الله هم محمد صلى الله عليه و سلم و إبراهيم
4- لم يصلح أحد ان يكون خليل لمحمد صلى الله عليه و سلم
5- مقتضى محبة اللهو رسوله
6- فضل محبة الله و رسوله
أ‌. علة أن رأس الإيمان الحب في الله و البغض لله
ب‌. من أحب لله و بغض لله استكمل الإيمان
ت‌. جميع المحبات والإرادات والأفعال والحركات هي عبادة لله رب الأرض والسموات
ث‌. كيف يجعل العبد لله ندا
ج‌. لوازم الحب التام لله
ح‌. كثير من الناس يغلط في تعريف أنواع المحبة
خ‌. محبة الله لعباده:
أ‌. لوازم محبة الله لعبده
ب‌. تأويل الجهمية و من اتبعهم من المتكلمين لمحبة الله لعباده
ت‌. تأويل وطائفة أخرى من الصفاتية
ث‌. رأي وسلف الأمة وأئمة السنة
ث‌. محبة العبد لربه
1- تفسيرها عند وسلف الأمة وأئمة السنة ومشايخ المعرفة وعامة أهل الإيمان السلف
2- تفسيرها عند بعض الطوائف المعطلة
3- موجبات محبة العبد لربه:
أ‌. توحيد العبادة:
1- حقيقة التوحيد
2- فضل قول لا إله الا الله
3- دليل توحيد الله بالألوهية
4- المراد بالألوهية في الكتاب
5- لوازم الألوهية
6- الرد على أهل الكلام في فهمهم الخاطئ لمعنى الألوهية في القرآن
7- من هم أهل التوحيد
8- أصل دعوة جميع الرسل
9- أصل العبادة
10- جزاء أهل التوحيد
11- من هم السادة المحبين المحبوبين
12- والعبادة تجمع كمال المحبة وكمال الذل
13- أصل السعادة عبادة الله وحده
4- الفتنة و الشرك بالله
أ‌. المراد بالفتنة
ب‌. أعظم الفتن الشرك بالله
ت‌. كل ما يحب من دون الله سببا في الفتنة
ث‌. أنواع الشرك:
ج‌. الشرك الخفي
1- ما هو
2- خطره
3- النجاة منه
ح‌. أصل الشقاء الشرك بالله
خ‌. من هم أهل الشرك
د‌. عاقبة أهل الشرك
4- ما جماع القرآن
5- أصل الإشراك العملي بالله
6- استحقاق العباد للعذاب بالشرك فما دونه مشروط ببلاغ الرسالة في أصل الدين وفروعه
7- أقسام الناس في الإقدام على المعاصي وأفعال الشرك
8- الطاغوت:
1- المراد بالطاغوت
2- علاقة الطاغوت بالشرك
3- من الذي يتحاكم إلى الطاغوت
4- ما وجه الشبه بين المنافقين و اليهود
5- كمال رحمة الله مع المنافقين
ب‌. محبة الله توجب المجاهدة في سبيله
1- مقصود الجهاد
2- الجهاد و النفاق
3- الجهاد و محبة الله و رسوله
4- الأصل اللغوي للجهاد
5- مفهوم قول قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الجهاد سنام العمل"
6- ما يتضمنه الجهاد
7-انقسام الناس في الجهاد حسب القدرة و الإرادة و المحبة
ت‌. محبة الله توجب معاداة عدوه،لامتناع اجتماع حب الله و حب عدو الله في القلب
1- وأصل الموالاة
2- أصل المعاداة
3- موجب التحاب
4- موجب التباغض
5- الأصل اللغوي للمولى
6- الأصل اللغوي للعدو
7- ثواب أولياء الله
8- جزاء أعداء الله
9- حقيقة الموالاة والمعاداة التي مبناها على المحبة والبغضة.
10- الموالاة تقتضى التحاب والجمع
11- المعاداة تقتضى التباغض والتفرق
ث‌. الله غني عن عباده
5- العبرة بتمام المحبة و تمام البغض
6- درجات محبة الله ورسوله
7- مقتضى درجة المقتصدين في المحبة
8- مقتضى محبة السابقين
9- المؤمنون الذين قد يقاتل بعضهم بعضا فأولئك ليسوا متحادين من كل وجه
ج‌. الغيرة
1- غيرة االله
2- لازم الغيرة
3- العلاقة بين الغيرة و البغض
4- معنى القلى
ج‌. العشق
1- مراتبه
2- معنى التتيم
3- العاشق عبد لمعشوقه
4- العشق في القرآن
5- العشق في حق الله
1- عند الصوفية
أ‌. علة جوازه عندهم
ب‌. المآخذ على مقالة الصوفية
1- مآخذ من جهة الفظ
2- مآخذ من جهة المعنى
6- محبة الله قد يكون معها اعتقاد فاسد
1- بيان ذلك
2- حكمهم
3- الفرق التي ضلت في باب محبة الله
7- الذنوب و محبة الله
8- الفرق بين المحبة الواجبة و كمال المحبة
9- الفرق بين الحب في الله ولله وبين الحب لغير الله
10- اتخاذ الأنداد هو من أعظم الذنوب، فالمحبوبات المعظمة لغير الله
1- اطلق عليها الله تعبد
2- لازم المحبة المعظمة
11- تولي الشياطين و تسلطهم على العباد و النجاة منه
أ‌. معنى المتولي
ب‌. المراد بمتولي الشيطان
ت‌. المراد بالشياطين
ث‌. شقي العبادة
ج‌. النجاة من تسلط الشيطان
ح‌. والشيطان يوالي الإنسان بحسب عدم إيمانه
خ‌. مسائل في الآية {إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ}
د‌. اعراب
ذ‌. المراد بالعباد
ر‌. المراد بالغي
ز‌. دلالة الية على أسباب النجاة من تسلط الشيطان
س‌. العلاقة بين ما قام في قلوب أصحاب العشق من تولي الشيطان والإشراك به و بين ما فاتهم من إخلاص المحبة لله
12- اتباع الهوى:
أ‌. لوازم اتباع الهوى
ب‌. عظم اتباع الهوي عند الله
ت‌. أسباب الابتلاء بالعشق
ث‌. خطر محبة البشر محبة العشق و التعلق و اتباع الهوى
13- معنى السوء
14- معنى الفاحشة
15- المنجي من الوقوع فيهما
16- سبب استحقاق المرأة المتزوجة الزانية الغضب
17- لوازم محبة الفاحشة
أ‌. المحبة توجب موافقة المحب للمحبوب
ب‌. إثم الفاحشة و الظلم لا يقع على صاحبها خاصة
18- العشق في حق غير الله
أ.الضلال في تلبيس الشيطان للحرام في علاقة الرجل بالمرأة
ب. أقسام الناس في المؤاخاة الشيطانيةمألات المؤاخاة الشيطانية
ت. حد اللواط عند الفقهاء
ث.مسائل في تأويل الآية: إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ
1- المتخذ خدنا من الرجل والنساء أقل شرا من المسافح
2-سبب ذلك
3-المستخفي بما يأتيه أقل إثما من المجاهر
4-عظم اقتران اتخاذ الأخدان بالمحبة و التعظيم
5-موجبات اقتران المحبة و التعظيم باتخاذ الاخدان
6-صور من الظلم والعدوان مع ملك اليمين
7-تلبيس الحق بالباطل في المخادنة
19- عظم ضررالمحبة والعشق الفاسد من الزنا مرة واحدة
20- لوزام المحبة والعشق
21- سبب أمر سبحانه أن لا تأخذنا بهما رأفه في دين الله
22- تدفع الشهوة الحلوة بضدها والمنع من موجباتها ومقابلتها بالضد من العذاب المؤلم ونحوه
23- المحب لغير الله عبد لمحبوبه
24- مزاعم اهل الصوفية و غيرهم ممن يستحلون ارتكاب الفواحش و ما حرم الله
25- أوجه اتخاذ الصوفين و المتفلسفة الأنداد من دون الله يحبونهم كحب الله
26- محبة غير الله سببها تبديل الدين وتغيير فطرة الله التي فطر الناس عليها
27- الإشارة لقصة إبراهيم في بيان فطرة الله لعباده
28- قاعدة اجتماع الحسنات والسيئات والثواب والعقاب في حق الشخص الواحد
أ‌. الإنسان فيه ظلم وجهل فإذا غلب عليه رأى أو خلق استعمله في الحق والباطل جميعا
ب‌. أمثلة لذلك
ت‌. العلة في ذلك
4- بيان حقيقة التنعم في الدنيا و حقيقة الابتلاء و الآراء فيهما و موقف المؤمن منهما.
أ‌. -النعيم التام هو في الدين الحق
ب‌. التنعم إما بالأمور الدنيوية وإما بالأمور الدينية
ت‌. المراد بالأمور الدينية
ث‌. اشتراك المؤمن و الكافر و المنافق في التمتع بالامور الدينية
ج‌. التفاوت في التنعيم بين بني آدم بالأمور الدينية
ح‌. أصل التفاوت أن التنعم في الدنيا بحسب الحاجة إليها والانتفاع بها
خ‌. التنعم بالأمور الدينية
د‌. المراد بالأمور الدينية
ذ‌. الفرق بين أهل الحق والباطل في التنعم بالخبر و التنعم بطاعة الأمر
ر‌. هل النعيم الدنيوي نعم أم لا؟
ز‌. هل جنس تنعم المؤمن في الدنيا بالإيمان وما يتبعه مثل تنعم الكافر أو دونه أو فوقه
س‌. المراد بالسؤال في الآية: قال تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
1- كيف يكون شكر العبد ربه
2- التنعمات هي نعمة من وجه دون وجه
ش‌. أنواع الحق:
ص‌. الفرق بين أنواع الحق؛ حق موجود و حق مقصود
ض‌. ظهور اهل الباطل في الدنيا فتنة لأهل الحق
1- صور ظهور أهل الباطل
2- الخطأ في تفسير ظاهر تنعم أهل الباطل في الدنيا
3- سبب في الخطأ في هذا الباب
ط‌. وجه الفتنة في هذا الباب
ظ‌. سبب الفتنة
ع‌. المعرفة بالعمل و مقصوده ضرورة
غ‌. العلم بالمطلوب وبطريقه لا يحصلان المقصود إلا مع الإرادة الجازمة
ف‌. الإرادة الجازمة لا تكون إلا مع الصبر
ق‌. الذنوب سبب للابتلاء و تأخر النصر
ك‌. بالاستغفار تتم الطاعة
ل‌. بالصبر يتم اليقين بالوعد
م‌. أمر الله بالصبر
· فضل الصبر
· الأمر بالصبر حين الابتلاءات بسبب الذنوب
· قصص نصر الله لأوليائه
ك. حصول النصر وغيره من أنواع النعيم لطائفة أو شخص لا ينافي ما يقع في خلال ذلك من قتل بعضهم وجرحه ومن أنواع الأذى
ك. موت الشهيد من أيسر الميتات
ل. العبد لا يعصمه من الله أحد إن أراد به سوءا أو أراد به رحمة وليس له من دون الله ولي ولا نصير
م. الله شرع من عذاب الكفار بعد نزول التوراة بأيدي المؤمنين في الجهاد ما لم يكن قبل ذلك
ن. الجهاد للكفار أصلح من هلاكهم بعذاب سماء
ن‌. الابتلاء سنة الله في عباده ليخلص قلبه له
1- والله تعالى قد جعل أكمل المؤمنين إيمانا أعظمهم بلاء
2- حقيقة الابتلاء
3- موقف أهل الايمان وقت الابتلاء
4- تفسيرقوله تعالى {فَأَمَّا الْأِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ. وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ.كَلاَ}ِ
أ‌. مقصد الآية
ب‌. الحكمة من الابتلاء
ت‌. الفرق بين قول الله تعالى(فأكرمه) و قول (أكرمن) على لسان المبتلى
ث‌. متعلق (أكرمه و نعمه)
ج‌. وجه أن الكرامة التي مثالها خوارق العادات هي من الابتلاءات
ح‌. حقيقة الابتلاء بالبأساء و الضراء
5- مسائل في تفسير قوله تعالى: قال تعالى: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}
أ‌. المراد بالحسنات
ب‌. المراد بالسيئات
6- متعلق الأمر والنهي
7- متعلق القضاء والقدر
8- المراد بالأعمال بخواتيمها
9- التنازع في القضاء و القدر و الأمر و النهي و الوعد و الوعيد.
أ‌. رأي المثبتة للقضاء والقدر من متكلمه أهل الإثبات
ب‌. رأي القدرية ومن ضاهاهم
10- أقسام الناس في أثر الابتلاء عليهم بالنعماء او الضراء من صلاح و فساد
11- -مقتضى الإيمان بحقيقة الابتلاء بالخير أو الشر
12- -علة حاجة الإنسان إلى ربه بعد إيمانه بحقيقة الابتلاء بالخير و الشر
13- حكم الرضا بما أمر الله و رسوله
14- حكم الرضا بما يقدره الحق من الألم بالمرض والفقر
15- حكم الصبر بما يقدره الحق من الألم بالمرض والفقر
16- موقف المنافقين مما منعه الله عنهم و من أوامر الله و رسوله
17- الصبر والشكر مما يجب محبته وعمله
18-التواصي بالحق والصبر
أ‌. الفرق بين أهل الحق و المفسدين في التواصي
ب‌. ما يؤول إليه التواصي بالحق بدون الصبر
ت‌. موجبات هذا التواصي
19- -لم يتصف بحقيقة الإيمان هو إما قادر وإما عاجز
أ.*متعلق قادر
ب. فمن كان أقدر وأفجر كان أمره
ت. *اختلاف المؤمن عن غيره في استخدام قدرته
20- * الذل و الهوان لازم من لم يتصفوا بحقيقة الإيمان
21- *العزة لازم من حققوا الإيمان
22- تنازع الناس فيما ينال الكافر في الدنيا من التنعم
أ‌. * أصل النزاع و مرجعه
ب‌. رأي القدرية
ت‌. رأي بعض من أهل الأثبات من أصحاب الإمام أحمد و غيرهم ( ممن ردوا الباطل بباطل)
ث‌. لازم قولهم
ج‌. بيان فساد قولهم
23- كفر الكافر نعمة في حق المؤمنين
5- أنواع اللذات الموجودة في الدنيا ومقصودها و توجيه الشرع لها و أوجه الخطأ فيها و الانحراف و عاقبته
1- كل محبة وبغضة فإنه يتبعها لذة وألم
2- أنواع اللذات الموجودة في الدنيا
3- توجيه الشرع لهذه اللذات
4- الغاية من أرسال الرسل
5- علاقة اللذة بالغاية من الحركات الإرادية
6- مقصود اللذة
7- اللذات تارة تكون بمعصية من ترك مأمور أو فعل محظورو هنا تكون سبب للعذاب
8- ألم العذاب قد يتقدم وقد يتأخر
9- أيهما أصعب و أشد ألمًا ترك المعصية أم التوبة.
10- أيهما أكثر ثوابًا ترك المعصية أم التوبة
11- وتارة تكون اللذات بغير معصية من العبد لكن عليه أن يطيع الله فيها(يشكر ربه)
12- أوجه الخطأ في أمر اللذات في الدنيا و الآخرة:
1- المتفلسفة من الصابئة والمشركين ونحوهم ومن حذا حذوهم ممن صنف في أصناف هذه اللذات كالرازي .
2- النصارى
3- اليهود
13- أصول ما يرجع إليه قولهم:
أ‌. اللذات الحسية والوهمية ليست لذات في الحقيقة
ب‌. اللذات العقلية هي إدراك الوجود المطلق بأنواعه وأحكامه
14- غذاء النفس إخلاص الدين لله بعبادته وحده لا شريك له فإن هذا هو خاصة النفس التي خلقت له
15- إشارة إلى رسالة المبدأ والمعاد التي صنفها أبو علي بن سينا
6- الإرادات أنواعها و واجب كل صاحب نوع و أحوال كل صاحب نوع و أوجه الغلط في هذا الباب و علاقة الإرادات بالحركات
1- أنواع الإرادات
2- واجب كل ذي إرادة فاسدة أو صالحة
3- مقصود ما شرعه الله في حق ذي الإرادة الفاسدة و ذي الإرادة الصالحة
4- جميع الحركات ناشئة عن الإرادة والاختيار
5- سبب ذلك
6- مقتضى ذلك
7- كما أن الحركة مستلزمة للإرادة والحياة، فالحياة أيضا مستلزمة للحركة والإرادة
8- الاسم الحي مستلزم لصفاته وأفعاله
9- الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
أ‌. أحوال الكافر صاحب الإرادة الفاسدة
ب‌. الظالمين قلوبهم قلقة خائفة
ت‌. أحوال المؤمن صاحب الإرادة الصالحة
ث‌. المؤمنون قلوبهم مطمئنة آمنة
ج‌. سبب غلط الناس في فهم هذه الحقيقة
ح‌. أوجه جهل من غلط في هذا الباب
10- تفرق الناس لما خاضوا في مسائل القدر و الخلق و الأمر
أ‌. زعمهم في الظلم
ب‌. زعمهم في نفي الحكمة من الخلق
ت‌. مزاعمهم في الحكمة من الأحكام الشرعية
ث‌. الرد على مزاعهم
ج‌. لوازم قولهم
ح‌. والحق الذي يجب اعتقاده في هذا الباب


7-بيان المعرفة الضرورية للمؤمن و مصدرها

1- حاجة المؤمن لمعرفة الشرور الواقعة ومراتبها في الكتاب والسنة و معرفة الخيرات الواقعة ومراتبها في الكتاب والسنة

2- المعرفة يتبعها عمل (العلم هو طريق إلى العمل) أصله المحبة
3- الإيمان والعمل الصالح درجات
4- تمام المعرفة و المحبة الجهاد
5-أنواع العلوم التي يتنازع فيها الناس
6- ا العلم و العمل و أنواع النفوس
أ. النفس الأمارة و العمل

ب. النفس الصالحة و العمل
7- صور لتلبيس الحق بالباطل:
أ.الظلم للنفوس و الناس
ب. الإشراك بالله بغير حق والقول بما لا يعلم
ت. أنواع الإشراك بالمخلوقات عبادة لها واستعانة بها وغلوا فيها


المقاصد الفرعية للرسالة:

1- بيان أصل وجود الأفعال و الحركات و أصل عدمها
2- الدين؛بيان المراد بالدين،و أنواعه،و لوازم كل نوع،و موجبات الاختلاف فيه
3- المحبة، بيان محبة الله للعبد، و محبة العبد لله؛ لوازمها و موجبها و مقتضاها و الانحراف فيهما.
4- بيان حقيقة التنعم في الدنيا و حقيقة الابتلاء و الآراء فيه، و موقف العبد منهما.
5- بيان أنواع اللذات الموجودة في الدنيا ومقصودها و توجيه الشرع لها و أوجه الخطأ فيها و الانحراف و عاقبته
6- بيان أنواع الإرادات ، و واجب كل صاحب نوع و أحوال كل صاحب نوع و أوجه الغلط في هذا الباب و علاقة الإرادات بالحركات
7--بيان المعرفة الضرورية للمؤمن و مصدرها

  • المقصد العام للرسالة:
بيان أن المحبة أصل حركة المخلوقات،عن إرادة و اختيار، و أن الدين الحقيقي الصراط المستقيم الذي يحتاجه كل بني آدم مبناه على المحبة، و أن كل انحراف في الدين سببه انحراف و غلط في باب المحبة و أن ليس للعبد للنجاة إلا باب المعرفة التي مصدرها الكتاب و السنة.


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 ذو الحجة 1443هـ/4-07-2022م, 05:32 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

السلام عليكم و حمة الله و بركاته
اعتذر
نسخت إجابة التكليف الأول هنا بالخطأ
سأعيد نسخه في مكانه
جزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 3 محرم 1444هـ/31-07-2022م, 07:50 AM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة في قاعدة المحبة لابن تيمية
أولا:مقاصد الرسالة :
١-'المقصد الأول:
محبة الله أصل القيام بالأعمال

مسائله:
المحبة والبغض أصل الفعل والترك.
معنى محبة الله ومراتبها.
حركات الموجودات أنواعها والفرق بينها.
أنواع العلل في الحركات وموقف الفرق منها
لوازم وجود المحبوب: الارادة والقدرة
اصناف الناس تبعا لاختلاف القدروالارادة.
اثبات كمال الله من باب الارادة والقدرة والعلة ..
المقصد الثاني:
علاقة المحبة بالإيمان:

مسائله:
المحبة الحمودة والمذمومة
محبة الله أصل العبادة.
العمل المحبوب وطرق الاستدلال عليه.
المعاصي خلل في محبة الله
حكم اجتماع السيئات والحسنات والثواب والعقاب في العبد الواحد
معاملة الله لأوليائه وأعدائه.

المقصد الثالث: المحبة أصل الأديان:
مسائله:
معنى الدين لغة واصطلاحا
الدين ضرورة للفرد والمجتمع
أصول الدين الأربعة وأثر التفريق بينها
أنواع التحالفات بين الناس
المحبة لله توجب جهاد أعداء الدين.
المقصد الرابع: حقيقة الاكرام والاهانة في الدنيا
مسائله:
فتنة ابتلاء المؤمن وتنعيم الكافر في الدنيا
أقوال الفرق ابتلاء المؤمن وتنعيم الكافر
سبيل النجاة من الفتنة

ثانيا: المقاصد الفرعية للرسالة:
١- محبة الله أصل القيام بالأفعال
٢- علاقة المحبة بالإيمان.
٣- المحبة أصل الأديان.
٤- حقيقة الإكرام والإهانة في الدنيا.

ثالثا: المقصد الكلي للرسالة:
أهمية المحبة في توحيد الله والعمل لأجله.

تلخيص الرسالة :
المقصد الأول: محبة الله أصل القيام بالأعمال
:
مسائله:
١- المحبة والبغض أصل القيام بالأعمال:
الحب والإرادة أصل كل فعل ومبدؤه والبغض والكراهة أصل كل ترك .
فوجود الفعل لا يكون إلا عن حب لهذا المحبوب أو محبة للازمه مثل أن يفعل ما يكره من الأشياء كشرب الدواء لمحبة ملزومها وهو العافية والصحة .
وكذلك يخالف هواه ويترك ما يحب لمحبته رحمة الله والنجاة من عذابه ..
والبغض للشيء صاد عن فعل الشيء فقد يكون عدم الفعل لعدم مقتضيه من المحبة ولوازمها أو لوجود مانعه من البغض والكراهة.
٢- معنى محبة الله ومراتبها:
أثبت الله في كتابه وعلى لسان رسوله أنه تعالى محب لعباده المؤمنين فقال تعالى في كتابه العزيز(فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) فوصف نفسه بالمحبة للمؤمنين وجاء بيان تلك المحبة وآثارها على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم حيث قال ( يقول الله تعالى من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما تقرب إلي عبدي بمثل ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بهل فبي يسمع ويبصر بي وبي يمشي ولئن سألني لأعطينه ولئن أعاذني لأعيذنه ).

وأما عن محبة العبد لربه فهي رأس الإيمان وشرطه ومن المعلوم أن قوة المحبة يتفاوت فيها الناس تفاوتا عظيما فمحبة المؤمنين لربهم أعظم المحبات (والذين آمنوا أشد حبا لله) ..
ومن علامات حب المؤمن أن يحب العبد الله أكثر من أهله وماله بل ومن نفسه فلا يغليها على الله فيجاهد في سبيل إعلاء كلمته والذود عن دينه.
محبة كلام الله وأسمائه وصفاته فمحبة سورة الإخلاص وتكرارها كانت سببا في إدخال صاحبها الجنة.
ومحبة ملائكة الله وأنبيائه وعباده الصالحين
اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أمر به واجتناب ما نهى عنه فيؤدي الفرائض ويكثر من النوافل كما جاء في الحديث الصحيح (وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل…) الحديث.
ولا ريب أن مرتبة الخلة التي اختص بها الله إبراهيم عليه السلام إمام الحنفاء ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين لهي أعظم المراتب في المحبة وأقصاها كما ثبت ذلك في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم( إن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا).
ثم تأتي مرتبة السابقين وهي مرتبة تقتضي محبة جميع ما أوجبه الله وبغض ما حرمه الله ووجود إرادة للواجبات إرادة تامة ومحبة ما أحبه الله من النوافل محبة تامة
تليها مرتبة المقتصدين: وهي مرتبة المحبين لله ورسوله صلى الله عليه وسلم والقيام بجميع الواجبات والابتعاد عن المحرمات ولكنهم لا يعملون الكثير من المستحبات كالسابقين المقربين.

وقد يستعمل البعض لفظة العشق في حق الله وهي ما أنكرها معظم أهل العلم لوجهين :
الوجه الأول من جهة اللفظ فقالوا: لم يؤثر هذا اللفظ عن السلف في باب الأسماء والصفات فلا يطلق إلا ما يرد به الأثر. وقال بعضهم أن هذا من الإسرائيليات التي أمرنا بالوقوف فيها فيما لم يرد في شرعنا ما يصدقها أو يكذبها.
الوجه الثاني من جهة اللفظ أن هذا اللفظ يستعمل في محبة جنس النكاح ومقدماته. ولكن استعماله في محبة الله قد يوهم معنى فاسدا قد يصل إلى حد الكفر تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
أما الوجه الآخر لرد هذا المسمى في حق الله هو الوجه المعنوي: أن العشق هو فساد إما في الإرادة فيزيد على القصد الواجب فيكون كالمرض بل أن حب الله ليس له حد حتى يكون فيها زيادة أو إفراط بل الواجب أن يكون الله ورسوله أحب إلى العبد مما سواهما.
وقد يكون العشق فساد في العلم والإدراك فيخيل للعاشق المعشوق على خلاف ما هو به ولو أنه أدركه على حقيقته لم يبلغ ذلك المبلغ من الحب والله منزه عن هذا فمحبة المؤمنين له ليس عن اعتقاد فاسد بل هو المنزه عن النقص كامل الصفات ..

٣ -حركات الموجودات أنواعها والفرق بينها:

أما الحركات للموجودات فإنها لا تخرج عن ثلاثة أنواع:
- حركات طبعية أصلها السكون لا يشعر بها ولكنها وفق طبع المتحرك.
- حركة قسرية لا يشعر بها ولكنها على خلاف طبع المتحرك..
- حركة اختيارية عن إرادة وشعور .
وبذلك تكون الارادية هي الأصل والطبعية والقسرية فرع لها..
ومن هذا يعرف أن جميع الحركات ناشئة عن الإرادة والاختيار فلا يصح أن يضاف خلق شيء من المخلوقات إلى الطبع لأن الطبع لا يكون مبدئا للحركة فالطبع هو بمنزلة السكون
وما خرج من حركة في الكون خارجة عن قدرة المخلوقات فهي بملائكة الله الموكلة بالسماوات والأرض قال تعالى:(فالمدبرات أمرا) وقال أيضا:(فالمقسمات أمرا)

٤- أنواع العلل في المخلوقات وموقف الفرق منها:
أما العلل فهي إما علة فاعلية أو علة غائية ولا يصلح أن يستقل أي مخلوق بعلة تامة قط فلا يصدر عن مخلوق واحد شيء قط ولا يصدر شيء إلا عن اثنين من المخلوقات..
ولا يصلح أن يكون شيء من المخلوقات علة غائية تامة لأن ليس في المخلوقات كمال مقصود. فكل المخلوقات يجتمع فيها النقصان أولهما أن أحدها لا يكون علة تامة والنقص الآخر أن ما كان علة فله علة ..
فسبحان الله رب كل شيء مالك السماوات والأرض وخالقهما..
فهو الكامل المقصود بالتأليه والعبادة هي غاية مقصودة منها ولها.
وقد شهدت كثير من النصوص القرآنية بأن جميع المخلوقات متعبدة لله طوعا وكرها بحكم ألوهيته وربوبيته؛ (سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم)
ولكن كثير من الناس الذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا يربطون بين ظاهر حركات الموجودات وبين أسبابها القريبة وبعض حكمها ويرون أنها العلة لها فاعلا وغاية وهذا غلط عظيم فهم يضيفونها الى مجرد قوة في الجسم ولا يفهمون الحكمة الغائية من هذه المخلوقات وهي عبادة ربها سبحانه وتعالى
فقد تتنازع طوائف مثل القدرية والمتفلسفة في تحديد فاعل هذه الامور وما يتعلق بتوحيد الربوبية دون شهادة الغاية لهذه الأمور وهو توحيد الألوهية.
لكن أهل العلم يضيفون جميع الحوادث إلى خلق الله ومشيئته وربوبيته ويقرون ان هذا لحكمة ولغاية عبادته سبحانه على الوجه الذي يناسب خلقة كل مخلوق..

٥-لوازم وجود المحبوب لله: الإرادة والقدرة وأصناف الناس تبعا لهما:
كل حي له إرادة وعمل وكل متحرك فإن أصل حركته المحبة والارادة والقدرة على هذه الحركة..
وقد اختلف الناس في هذين الأمرين على أربعة أصناف:
- قوم لهم قدرة ولهم إرادة ومحبة غير مأمور بها فهم يفرغون جهدهم في ما حرم الله كالفواحش.
- قوم لهم إرادة صالحة ومحبة كاملة لله وقدرة كاملة كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين.
-قوم فيهم إرادة صالحة ومحبة لله قوية تامة لكن قدرتهم ناقصة فهم يأتون بمحبوبات الحق من مقدورهم ولا يتركون مما يقوون عليه شيئا لكن قدرتهم قاصرة ومحبتهم كاملة.
- قسم قدرته قاصرة وإرادته للحق قاصرة وفيه من إرادة الباطل فهم ضعفاء المجرمين..

٦- إثبات كمال الله من باب الإرادة والقدرة والعلة:
الله هو رب كل شيء ومليكه وهو رب العالمين لا رب لشيء إلا هو فهو العلة الأولى لكل المخلوقات وهو علة تامة فاعلية يفعل لا علة له وهو علة غائية كل ما خلقه من مخلوقات تألهه طوعا وكرها ..
وهو الذي يخلق الأشياء ويفنيها متى أراد وشاء .

ب- المقصد الثاني علاقة المحبة بالإيمان:
مسائله

١- المحبة المحمودة والمحبة المذمومة.
المحبة المحمودة هي المحبة النافعة التي تجلب لصاحبها ما ينفعه وهو السعادة والشارة المذمومة التي تجلب لصاحبها ما يضره وهو الشقاء.
أصل المحبة المحمودة التي أمر الله بها وخلق خلقه لأجله هي عبادته وحده لا شريك له .أما المحبة المذمومة هي التي تقع فيها الشركة ..
فحب الله وعبادته أصل السعادة ورأسها وهي سبب النجاة من العذاب
وأهل التوحيد أحبوا الله وحده وعبدوه لا شريك له وجماع القرآن هو الأمر بتلك المحبة ولوازمها والنهي عما يضادها..
وهي أصل دعوة الرسل صلوات الله عليهم (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يجد طعم الإيمان إلا من كان فيه ثلاث أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما…).
والحي العالم لا يختار أن يحب ما يضره ولكن قد يحصل ذلك عن جهل وظلم..
فتجهل النفس حال ما تحبه بدون أن تعلم ما في محبته من منفعة أو مضرة لها. وقد يكون عن اعتقاد فاسد بأن يتبع الظن والهوى..

٢- محبة الله أصل العبادة:
أصل الإيمان العملي هو حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم..وحب الله أصل التأليه الذي هو عبادة الله وحده لا شريك له.
فالإسلام هو اجتماع المحبة والخضوع لله.
لذلك كانت محبة المؤمنين أشد من محبة المشركين لربهم إذ أن من يتخذ من دون الله أندادا ويدعوه من دون الله فإنه يحبه لأن أصل العبادة المحبة.
وقد سمى الشرع حب المحبوبات المعظمة لغير الله بالتعبد لما جاء في الحديث الصحيح: تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة…..إن أعطي رضي وإن منع سخط
فالإنسان متى أحب شيء رضي بوجوده وسخط لفقده كان فيه من التعبد بقدر ذلك.
وسبب الميل لهذه الأشياء أن الله خلق عباده لعبادته التي تجمع محبته وتعظيمه فإذا كان في القلب ما يجد حلاوته من الإيمان والتوحيد له احتاج أن يستبدل بذلك ما يهواه فيتخذ تلك المحبوبات الها ويعظمها..

٣- العمل المحبوب لله وطرق الاستدلال عليه:
العمل المحبوب لله هو ما كان صالحا نافعا مشروعا عدلا..
كل عمل صالح هو نافع لصاحبه والعكس وكل نافع صالح فهو مشروع وكل ما كان صالحا مشروعا فهو حق عدل وبالعكس.
فكيف يستدل الناس على هذا العمل الموصوف بتلك الصفات؟
.١- الاستدلال بالنص: أن يعلم أن الله أمر بهذا الفعل وشرعه فيعلم من هذا وجوب كونه طاعة لله ورسوله ويجب أن يكون صالحا نافعا وأن يكون عدلا حقا .
٢- الاستدلال بالاستصلاح والاستحسان: أن يعلم بكون الشيء صالحا أو عدلا أو حسنا ثم يستدل بذلك على كونه مشروعا.
والطريقة الثانية فيها خطر كبير والغلط فيها كثير لخفاء صفات الأعمال ولا يعلم بها كما ينبغي إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا يكون العمل محمودا صحيحا إلا ما وافق النصوص؛ قال مجاهد " أفضل العبادة الرأي الحسن وهو اتباع السنة" قال تعالى ( ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق). وكان السلف يسمون أهل الآراء المخالفون للسنة والشريعة في مسائل الاعتقاد الخبرية ومسائل الأحكام العملية أهل الأهواء لأن الرأي المخالف للسنة جهل لا علم.
ونهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اتباع أهواء الخلق (ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك) وذلك يتضمن النهي عن اتباع أهواء أحد في خلاف شريعته وسنته وكذا أهل الأهواء من هذه الأمة .
٣- المعاصي خلل في محبة الله:
الإنسان لا يفعل الحرام إلا لضعف إيمانه ومحبته..
فلا يفعل الفواحش إلا لضعف الإيمان في أصله أو كماله أو ضعف العلم والتصديق أو ضعف المحبة والبغض.
فإذا كان أصل الإيمان صحيحا وهو التصديق فإن هذه المحرمات يفعلها كع كراهته وبغضه لها لغلبة الشهوة عليه. فلا بد أن يكون مع فعلها بغض لها وخوف من عقاب الله له ورجاء لأن يخلص منها بتوبة أو حسنات أما إذا لم يوجد ذلك البغض والخوف والرجاءلا يكون مؤمنا بل كافر أو منافق
قال رسول صلى الله عليه وسلم (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن )
وقد يكون شركا أكبر أو شركا أصغر بحسب ما يقترن به من الإيمان فمتى اقترن بما نهي الله عنه الإيمان لتحريمه وبغضه ورجاء الرحمة لم يكن شركا أكبر.
أما إن اتخذ الإنسان ما يهواه إلها من دون الله وأحبه كحب الله فهذا شرك أكبر..
وقد يفعل المؤمن المعصية جاهلا بحكمها او ضررها فعلى المؤمن أن يعرف الشرور الواقعة ومراتبها في الكتاب والسنة كما يعرف الخيرات الواقعة ومراتبها في الكتاب والسنة فيقدم ما هو أكثر خيرا وأقل شرا على ما هو دونه ويدفع أعظم الشرين باحتمال أدناهما ويجتلب أعظم الخيرين بفوات أدناهما.
وإذا علم ذلك فلا بد أن يقترن بعلمه العمل الذي أصله محبته لما يحبه الله ورسوله وبغضه لما يبغضه الله ورسوله وما اجتمع فيه الحبيب والبغيض المأمور أعطى كل ذي حق حقه.

٤- حكم اجتماع السيئات والحسنات والثواب والعقاب في العبد الواحد:
الإنسان فيه ظلم وجهل فإذا غلب عليه رأي أو خلق استعمله في الحق والباطل جميعا مثال ذلك أن من الناس من يكون في خلقه سماحة ولين ومحبة فيسمح بمحبته وتعظيمه ونفعه وماله للحسن الذي يحبه الله ويأمر به كمحبة الله ورسوله وأوليائه المؤمنين والإنفاق في سبيله ويسمح أيضا بمحبة الفواحش والإنفاق فيها فتجده يحب الحق والباطل جميعا ويصدق بهما ويعين عليهما .
ففي الإنسان قوتان قوة البغض وقوة الحب وإنما خلق ذلك فيه ليحب الحق ويبغض الباطل فهؤلاء الذين يحبهم الله ويحبونه ولكن قد يميل إلى شهوة ما من شهوات البطن والفرج وينفق المال فيهما وبسبب ما فيه من الحب والدين يحب الحق وأهله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في خمار كان يشرب الخمر كثيرا "لا تلعنه إنه يحب الله ورسوله".

٥- معاملة الله لأوليائه وأعدائه:
أصل الموالاة هي المحبة وأصل المعاداة البغض فالتحاب يوجب التقارب والتباغض يوجب التباعد
فأولياء الله الذين يحبهم ويحبونه يقربهم منه ويدنيهم إليه ويتولاهم ويتولونه ويحبهم ويرحمهم ويكون عليهم منه صلاة.(أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
بينما أعداؤه يبعدهم ويلعنهم وهو إبعاد منه ومن رحمته ويبغضهم ويغضب عليهم (عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا)

ج- المقصد الثالث: المحبة أصل الأديان.
مسائله:

١- معنى الدين لغة واصطلاحا:
يفسر الدين بالعادة ومنه الديدن أي عادته اللازمة .
ودان يكون من الأعلى القاهر ويكون من المطيع ، يقال : دنته فدان أي قهرته فذل ويقال في الأعلى : كما تدين تدان.
وأما دين المطيع فيستعمل متعديا ودائما ولازما؛ يقال: دنت الله ودنت لله لأن فيه معنى الطاعة والعبادة ومعنى الذل.
دان الله فهو قولك: أطاع الله وأحبه
دان لله: ذل لله وخشع لله.
والدين الذي يدين به الناس في الباطن والظاهر لا بد فيه من الخضوع والحب بخلاف طاعتهم للملوك ونحوهم فإنه خضوع ظاهر.
وسمى الله يوم القيامة بيوم الدين (مالك يوم الدين): قال ابن عباس: يوم يدين الله العباد بأعمالهم إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا وذلك يتضمن جزاءهم وحسابهم.
فالدين هو من الأعمال الباطنة والظاهرة وهو الطاعة والعبادة والخلق فهو الطاعة الدائمة اللازمة التي قد صارت عادة وخلقا فيفسر الدين بالعادة والخلق ويفسر الخلق بالدين ، قال تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم ) قال ابن عباس: على دين عظيم.
٢- الدين ضرورة للفرد والمجتمع:
كل طائفة من بني آدم لا بد لهم من دين يجمعهم إذ لا غنى لبعضهم عن بعض وأحدهم لا يستقل بجلب منفعته ودفع مضرته فلا بد من اجتماعهم .
واجتماعهم يشركهم في اجتلاب ما ينفعهم كطلب نزول المطر لمحبتهم له. ويشتركون أيضا في دفع ما يضرهم مثل عدوهم وذلك بغضهم له
فاشتراكهم في محبة شيء عام وفي بغض شيء عام هذا هو دينهم المشترك العام.
وإذا كان كذلك فالأمور التي يحتاجونها يحتاجون أن يوجبوها على أنفسهم والأمور التي تضرهم يحتاجون أن يحرموها على أنفسهم وذلك دينهم.
وهذا من الدين المشترك بين جميع بني آدم من التزام واجبات ومحرمات وهو الوفاء والعهد.
والدين الحق هو طاعة الله وعبادته ولا يستحق أحد أن يطاع ويعبد على الإطلاق إلا الله ورسله وأولوا الأمر يطاعوا إذا أمروا بطاعة الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أطاعني فقد أطاع الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصاني فقد عصى الله ومن عصى أميري فقد عصاني.
فإذا كان لا بد لكل آدمي من اجتماع ولا بد في كل اجتماع من طاعة ودين وكل دين وطاعة لا يكون لله فهو باطل فكل دين سوى الإسلام فهو باطل.
الدين جماعه شيئان: تصديق الخبر وطاعة الأمر والتنعم بالخبر بحسب شرفه وصدقه والمؤمن معه من الخبر الصادق عن الله وعن مخلوقاته ما ليس مع غيره فهو من أعظم الناس نعيما بخلاف منةيكثر في أخبارهم الكذب.
وطاعة الأمر فإن كان ما يؤمر به صلاحا وعدلا يكون تنعمه به أعظم من تنعم من يؤمر بما ليس بصلاح ولا عدل ولا نافع.
٣- أصول الدين الأربعة وأثر التفريق بينها:
يقوم الدين على أصول لا يصلح إلا باجتماعها:
الأصل الأول : المحبوب المطاع
الأصل الثاني : صورة الطاعة .
الأصل الثالث: الثواب والعقاب
الأصل الرابع:التشريع
فلا بد في كل دين من معبود وعبادة ، والمعبود إله واحد والعبادة طاعته وطاعة رسوله وهذا هو الدين الذي ارتضاه الله (ورضيت لكم الاسلام دينا) وهو دين المؤمنين من الأولين والآخرين ولا يقبل الله من أحد غيره كمن عبد من لا يعبد أو عبد بماا لا يصلح أن يعبد به
وهذان الأصلان جاءت فيهما الشريعة فجاءت في أسماء الله وصفاته وجاءت في صفات العبادات
وجاءت في نعت اليوم الآخر وما فيه من الأسماء والصفات والوعد والوعيد والثواب والعقاب
وهذه الأصول الثلاثة هي الموجبة للسعادة في كل ملة ثم الشرع الأصل الرابع وهو ما جاءت به الرسل
فهذه الأصول الأربعة متلازمة والتفرق في ذلك بالأمر في بعضه والنهي عن بعض هو من التفرق والاختلاف الذي ذمته النصوص (وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد) وقد غضب النبي صلى الله عليه وسلم لما اختلف الصحابة في القراءة وقال (إن القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرؤوا منه ما تيسر) وغضب لما تنازعوا في القدر..
لأن التفرق والاختلاف يوجب الشرك وينافي حقيقة التوحيد الذي هو إخلاص الدين كله لله.
فإذا كان الدين لله حصل الإيمان والطاعة وإذا لم يكن فلا بد أن يكون لكل قوم ما يمتازون به مثل معظم مطاع أو معبود لم يأمر الله بعبادته وطاعته ومثل قول ودين ابتدعوه لم يأذن الله به ولم يشرعه.
وكل طائفة من بني آدم محتاجون الى التزام واجبات وترك محرمات فإذا لم يكن مقصود الدين الموضوع إلا جلب المنفعة الدنيوية فليس لهؤلاء في الآخرة من خلاق وقد يكون ليستولي كبيرهم على غيره من بني آدم كفعل فرعون وجنكيز خان فهؤلاء من أشد الناس عذابا يوم القيامة .
٤- أنواع التحالفات بين الناس:
لا يستطيع بني آدم العيش بدون تحالف واتفاق على جلب النفع ودفع الضر، فكان الوفاء بالعهود من الأمور التي اتفق أهل الأرض على إيجابها.
واشتراكهم في الجلب والدفع إما أن يكون تبعا لتعاقدهم وهو التحالف أو يكون بأمر آمر مطاع فيهم.
فالمطاع قد يكون بحق وهو ما أمر الله بطاعته من أنبيائه وأولي الأمر من المؤمنين وطاعة الوالدين أو يكون بغير حق كطاعة الطواغيت وهو كل ما عظم بباطل.
وكل قوم لا تجمعهم طاعة مطاع في جميع أمورهم فلا بد لهم من التعاقد والتحالف فيما لم يأمرهم به المطاع.
فإما أن يكونوا على شريعة منزلة من عند الله أو على شرعة غير منزلة وضعها بعض المعظمين فيهم بنوع قدرة وعلم .
وتظهر تلك التحالفات التي لا ترد إلى الشريعة حين تدرس آثار النبوة فيتحالف قوم على طاعة ملك أو شيخ أو طاعة بعضهم لبعض. كما كان العرب في جاهليتهم يتحالفون.
وكذلك ما يوجد من التحالف بالتآخي وغير التآخي للملوك والمشايخ ..
وقد يكون تحالفا يحبه الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد شهدت حلفا مع عمومتي في دار عبد الله بن جدعان ما يسرني بمثله حمر النعم ولو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت. ويسمى حلف المطيبين.
٥- المحبة لله توجب جهاد أعداء الدين:
فإذا كان جميع ما عليه بنو آدم لا بد فيه من تعاون وتناصر وفيه ما هو شرك بالله وفيه ما هو قول على الله بغير علم وفيه ما هو إثم وبغي وفيه ما هو من الفواحش علم أنه لا بد في الإيمان من التعاون والتناصر على فعل ما يحبه الله ودفع ما يبغضه الله..
وهذا هو الجهاد في سبيل الله وأن أمر الإيمان لا يتم بدون ذلك..
وصلاح بني آدم بأن يكون الدين كله لله وتكون كلمة الله هي العليا

د- المقصد الرابع:
حقيقة الإكرام والإهانة في الدنيا:

مسائله:
١- فتنة ابتلاء المؤمن وتنعيم الكافر في الدنيا:
(فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن كلا)
يقرر الله في هذه الآيات أن إسباغ النعمة ومنعها كليهما ابتلاء واختبار للعبد فإن الواجب عليه الشكر في الرخاء والصبر في الشدة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له وليس ذلك لأحد إلا المؤمن إن أصابته سراء فشكر كان خيرا له وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له.
ولكن يقع غلط أكثر الناس أنه قد أحس بظاهر من لذات أهل الفجور وذاقها ولم يذق لذات أهل البر وهذا لعدم شهود حقيقة الإيمان ووجود حلاوته مع ما في النفوس من الظلم مانعا لها من عظيم نعمة الله ..
٢- أقوال الفرق في ابتلاء المؤمن وتنعيم الكافر:
بداية تنازع الناس فيما ينال الكافر من التنعم هل هو نعمة في حقه؟
قالت القدرية : لم يرد الله لكل أحد إلا خيرا له بخلقه وأمره وإنما العبد هو الذي اراد لنفسه الشر بمعصيته وبترك طاعته التي يستعملها بدون مشيئة الله وقدرته . فيقولون إن نعمة الكافر نعمة تامة كما هي للمؤمن ولكن أحدهما اهتدى بنفسه من غير نعزة خاصة أخرى من الله والآخر ضل بنفسه من غير خذلان من الله .
رد عليهم فريق من أهل إثبات القدر فقالوا ليس لله على الكافر نعمة دنيوية كما ليس له عليه نعمة دينية تخصه إذ اللذة المستعقبة ألما أعظم منها ليست بنعمة فهذه النعم كانت سببا في عذابه وعقابه
وخالفهم آخرون من أهل الإثبات فقالوا: بل لله على الكفر نعم دنيوية وقد دل القرآن على امتنانه على الكفار بنعمه ومطالبته إياهم بشكرها. وخطاب الكفار بها من جهة ما هي تنعم ولذة وسرور ولم تسم في حقهم نعمة على الخصوص وإنما تسمى نعمة في حق عموم بني آدم لأن المؤمن سعد بها في الدنيا والآخرة والكافر ينعم بها في الدنيا.
٣- سبيل النجاة من الفتنة:
أن يعرف العبد أن الابتلاء بالسراء والضراء قد يكون في باطن الأمر مصلحة للعبد أو مفسدة له وأنه إن أطاع الله بذلك كان مصلحة له وإن عصاه كان مفسدة له ..
فالناس يختلف حال صلاحهم فمنهم من يكون صلاحه على السراء ومنهم من يكون صلاحه على الضراء ومنهم من يصلح على هذا وهذا ومنهم من لا يصلح على واحد منهما
والإنسان قد تجتمع له هذه الأحوال الأربعة في أوقات متعددة أو في وقت واحد وقد جاء في الحديث المرفوع "أن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك وإن من عبادي من لا يصلحه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك وذلك أني أدبر عبادي إني بهم خبير بصير".
فالتنعم العاجل قد يكون بلاء وشرا والطاعة المتقدمة قد تكون حابطة وسببا للشر باعتبار ما يعقبها من ردة وفتنة والمعصية المتقدمة قد تكون سببا للخير باعتبار التوبة والصبر على ما تعقبه من مصيبة
هذا يقتضي أن العبد محتاج في كل وقت إلى الاستعانة بالله على طاعته وتثبيت قلبه.
فإن الإنسان كما قال الله فيه ( ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليؤوس كفور) فهو عند الضراء بعد السراء ييأس من زوالها ويكفر بما أنعم الله به عليه قبلها وعند النعماء بعد الضراء يأمن من عود الضراء في المستقبل وينسى ما كان فيه (إنه لفرح فخور).
ووصفه بالظلم والجهل (إنه كان ظلوما جهولا)
إلا (الذين صبروا وعملوا الصالحات) والصبر في السراء قد يكون أشد ولهذا قال أحد الصحابة : ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر.
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من فتنة القبر وشر فتنة الغنى .
فالمؤمن يفعل ما أمر الله به من البر والتقوى دون ما نهي عنه من الإثم والعدوان كل بحسب قدرته..
لذلك وجب تقوية الإرادة الصالحة والقدرة عليها بحسب الإمكان وتضعيف الإرادة الفاسدة والقدرة معها بحسب الإمكان.
وهذا مما يظهر به حسن حال المؤمن وترجحه في اللذة على الكافر في الدنيا قبل الآخرة .
ومن المعين أيضا سلامة الاعتقاد بأن الله أرسل رسله وأنزل كتبه رحمة عامة للخلق وأمر عباده بما فيه صلاحهم ونهاهم عما فيه فسادهم فلا يأمر بشيء لحاجته له ولم يمنع شيئا بخلا منه.
وأخبر تعالى أنه لا يريد لنا الحرج بل إتمام النعمة والتيسير في أمورنا فلا ضرر ولا فساد في كل ما أمر الله به بل المصلحة كل المصلحة في أوامر الله ونهيه.
فمن اتقى وجاء بما أمر الله وانتهى عما نهى الله كان خيرا له في الدنيا والآخرة ومن عصى فإن باب التوبة والاستغفار ما زال مفتوحا حتي يأتيه اليقين.
فالصبر على الضراء مما أوجبه الله وأحبه كما أوجب الشكر على النعماء وأحبه فيكون ما قدر للمؤمن من سراء معها شكر وضراء معها صبر خيرا له كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له….) الحديث.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 محرم 1444هـ/7-08-2022م, 01:38 PM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,037
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هنادي الفحماوي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة في قاعدة المحبة لابن تيمية
أولا:مقاصد الرسالة :
١-'المقصد الأول:
محبة الله أصل القيام بالأعمال

مسائله:
المحبة والبغض أصل الفعل والترك.
معنى محبة الله ومراتبها.
حركات الموجودات أنواعها والفرق بينها.
أنواع العلل في الحركات وموقف الفرق منها
لوازم وجود المحبوب: الارادة والقدرة
اصناف الناس تبعا لاختلاف القدروالارادة.
اثبات كمال الله من باب الارادة والقدرة والعلة ..
المقصد الثاني:
علاقة المحبة بالإيمان:

مسائله:
المحبة الحمودة والمذمومة
محبة الله أصل العبادة.
العمل المحبوب وطرق الاستدلال عليه.
المعاصي خلل في محبة الله
حكم اجتماع السيئات والحسنات والثواب والعقاب في العبد الواحد
معاملة الله لأوليائه وأعدائه.

المقصد الثالث: المحبة أصل الأديان:
مسائله:
معنى الدين لغة واصطلاحا
الدين ضرورة للفرد والمجتمع
أصول الدين الأربعة وأثر التفريق بينها
أنواع التحالفات بين الناس
المحبة لله توجب جهاد أعداء الدين.
المقصد الرابع: حقيقة الاكرام والاهانة في الدنيا
مسائله:
فتنة ابتلاء المؤمن وتنعيم الكافر في الدنيا
أقوال الفرق ابتلاء المؤمن وتنعيم الكافر
سبيل النجاة من الفتنة

ثانيا: المقاصد الفرعية للرسالة:
١- محبة الله أصل القيام بالأفعال
٢- علاقة المحبة بالإيمان.
٣- المحبة أصل الأديان.
٤- حقيقة الإكرام والإهانة في الدنيا.

ثالثا: المقصد الكلي للرسالة:
أهمية المحبة في توحيد الله والعمل لأجله.

تلخيص الرسالة :
المقصد الأول: محبة الله أصل القيام بالأعمال
:
مسائله:
١- المحبة والبغض أصل القيام بالأعمال:
الحب والإرادة أصل كل فعل ومبدؤه والبغض والكراهة أصل كل ترك .
فوجود الفعل لا يكون إلا عن حب لهذا المحبوب أو محبة للازمه مثل أن يفعل ما يكره من الأشياء كشرب الدواء لمحبة ملزومها وهو العافية والصحة .
وكذلك يخالف هواه ويترك ما يحب لمحبته رحمة الله والنجاة من عذابه ..
والبغض للشيء صاد عن فعل الشيء فقد يكون عدم الفعل لعدم مقتضيه من المحبة ولوازمها أو لوجود مانعه من البغض والكراهة.
٢- معنى محبة الله ومراتبها:
أثبت الله في كتابه وعلى لسان رسوله أنه تعالى محب لعباده المؤمنين فقال تعالى في كتابه العزيز(فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) فوصف نفسه بالمحبة للمؤمنين وجاء بيان تلك المحبة وآثارها على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم حيث قال ( يقول الله تعالى من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما تقرب إلي عبدي بمثل ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بهل فبي يسمع ويبصر بي وبي يمشي ولئن سألني لأعطينه ولئن أعاذني لأعيذنه ).

وأما عن محبة العبد لربه فهي رأس الإيمان وشرطه ومن المعلوم أن قوة المحبة يتفاوت فيها الناس تفاوتا عظيما فمحبة المؤمنين لربهم أعظم المحبات (والذين آمنوا أشد حبا لله) ..
ومن علامات حب المؤمن أن يحب العبد الله أكثر من أهله وماله بل ومن نفسه فلا يغليها على الله فيجاهد في سبيل إعلاء كلمته والذود عن دينه.
محبة كلام الله وأسمائه وصفاته فمحبة سورة الإخلاص وتكرارها كانت سببا في إدخال صاحبها الجنة.
ومحبة ملائكة الله وأنبيائه وعباده الصالحين
اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أمر به واجتناب ما نهى عنه فيؤدي الفرائض ويكثر من النوافل كما جاء في الحديث الصحيح (وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل…) الحديث.
ولا ريب أن مرتبة الخلة التي اختص بها الله إبراهيم عليه السلام إمام الحنفاء ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين لهي أعظم المراتب في المحبة وأقصاها كما ثبت ذلك في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم( إن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا).
ثم تأتي مرتبة السابقين وهي مرتبة تقتضي محبة جميع ما أوجبه الله وبغض ما حرمه الله ووجود إرادة للواجبات إرادة تامة ومحبة ما أحبه الله من النوافل محبة تامة
تليها مرتبة المقتصدين: وهي مرتبة المحبين لله ورسوله صلى الله عليه وسلم والقيام بجميع الواجبات والابتعاد عن المحرمات ولكنهم لا يعملون الكثير من المستحبات كالسابقين المقربين.

وقد يستعمل البعض لفظة العشق في حق الله وهي ما أنكرها معظم أهل العلم لوجهين :
الوجه الأول من جهة اللفظ فقالوا: لم يؤثر هذا اللفظ عن السلف في باب الأسماء والصفات فلا يطلق إلا ما يرد به الأثر. وقال بعضهم أن هذا من الإسرائيليات التي أمرنا بالوقوف فيها فيما لم يرد في شرعنا ما يصدقها أو يكذبها.
الوجه الثاني من جهة اللفظ أن هذا اللفظ يستعمل في محبة جنس النكاح ومقدماته. ولكن استعماله في محبة الله قد يوهم معنى فاسدا قد يصل إلى حد الكفر تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
أما الوجه الآخر لرد هذا المسمى في حق الله هو الوجه المعنوي: أن العشق هو فساد إما في الإرادة فيزيد على القصد الواجب فيكون كالمرض بل أن حب الله ليس له حد حتى يكون فيها زيادة أو إفراط بل الواجب أن يكون الله ورسوله أحب إلى العبد مما سواهما.
وقد يكون العشق فساد في العلم والإدراك فيخيل للعاشق المعشوق على خلاف ما هو به ولو أنه أدركه على حقيقته لم يبلغ ذلك المبلغ من الحب والله منزه عن هذا فمحبة المؤمنين له ليس عن اعتقاد فاسد بل هو المنزه عن النقص كامل الصفات ..

٣ -حركات الموجودات أنواعها والفرق بينها:

أما الحركات للموجودات فإنها لا تخرج عن ثلاثة أنواع:
- حركات طبعية أصلها السكون لا يشعر بها ولكنها وفق طبع المتحرك.
- حركة قسرية لا يشعر بها ولكنها على خلاف طبع المتحرك..
- حركة اختيارية عن إرادة وشعور .
وبذلك تكون الارادية هي الأصل والطبعية والقسرية فرع لها..
ومن هذا يعرف أن جميع الحركات ناشئة عن الإرادة والاختيار فلا يصح أن يضاف خلق شيء من المخلوقات إلى الطبع لأن الطبع لا يكون مبدئا للحركة فالطبع هو بمنزلة السكون
وما خرج من حركة في الكون خارجة عن قدرة المخلوقات فهي بملائكة الله الموكلة بالسماوات والأرض قال تعالى:(فالمدبرات أمرا) وقال أيضا:(فالمقسمات أمرا)

٤- أنواع العلل في المخلوقات وموقف الفرق منها:
أما العلل فهي إما علة فاعلية أو علة غائية ولا يصلح أن يستقل أي مخلوق بعلة تامة قط فلا يصدر عن مخلوق واحد شيء قط ولا يصدر شيء إلا عن اثنين من المخلوقات..
ولا يصلح أن يكون شيء من المخلوقات علة غائية تامة لأن ليس في المخلوقات كمال مقصود. فكل المخلوقات يجتمع فيها النقصان أولهما أن أحدها لا يكون علة تامة والنقص الآخر أن ما كان علة فله علة ..
فسبحان الله رب كل شيء مالك السماوات والأرض وخالقهما..
فهو الكامل المقصود بالتأليه والعبادة هي غاية مقصودة منها ولها.
وقد شهدت كثير من النصوص القرآنية بأن جميع المخلوقات متعبدة لله طوعا وكرها بحكم ألوهيته وربوبيته؛ (سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم)
ولكن كثير من الناس الذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا يربطون بين ظاهر حركات الموجودات وبين أسبابها القريبة وبعض حكمها ويرون أنها العلة لها فاعلا وغاية وهذا غلط عظيم فهم يضيفونها الى مجرد قوة في الجسم ولا يفهمون الحكمة الغائية من هذه المخلوقات وهي عبادة ربها سبحانه وتعالى
فقد تتنازع طوائف مثل القدرية والمتفلسفة في تحديد فاعل هذه الامور وما يتعلق بتوحيد الربوبية دون شهادة الغاية لهذه الأمور وهو توحيد الألوهية.
لكن أهل العلم يضيفون جميع الحوادث إلى خلق الله ومشيئته وربوبيته ويقرون ان هذا لحكمة ولغاية عبادته سبحانه على الوجه الذي يناسب خلقة كل مخلوق..

٥-لوازم وجود المحبوب لله: الإرادة والقدرة وأصناف الناس تبعا لهما:
كل حي له إرادة وعمل وكل متحرك فإن أصل حركته المحبة والارادة والقدرة على هذه الحركة..
وقد اختلف الناس في هذين الأمرين على أربعة أصناف:
- قوم لهم قدرة ولهم إرادة ومحبة غير مأمور بها فهم يفرغون جهدهم في ما حرم الله كالفواحش.
- قوم لهم إرادة صالحة ومحبة كاملة لله وقدرة كاملة كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين.
-قوم فيهم إرادة صالحة ومحبة لله قوية تامة لكن قدرتهم ناقصة فهم يأتون بمحبوبات الحق من مقدورهم ولا يتركون مما يقوون عليه شيئا لكن قدرتهم قاصرة ومحبتهم كاملة.
- قسم قدرته قاصرة وإرادته للحق قاصرة وفيه من إرادة الباطل فهم ضعفاء المجرمين..

٦- إثبات كمال الله من باب الإرادة والقدرة والعلة:
الله هو رب كل شيء ومليكه وهو رب العالمين لا رب لشيء إلا هو فهو العلة الأولى لكل المخلوقات وهو علة تامة فاعلية يفعل لا علة له وهو علة غائية كل ما خلقه من مخلوقات تألهه طوعا وكرها ..
وهو الذي يخلق الأشياء ويفنيها متى أراد وشاء .

ب- المقصد الثاني علاقة المحبة بالإيمان:
مسائله

١- المحبة المحمودة والمحبة المذمومة.
المحبة المحمودة هي المحبة النافعة التي تجلب لصاحبها ما ينفعه وهو السعادة والشارة المذمومة التي تجلب لصاحبها ما يضره وهو الشقاء.
أصل المحبة المحمودة التي أمر الله بها وخلق خلقه لأجله هي عبادته وحده لا شريك له .أما المحبة المذمومة هي التي تقع فيها الشركة ..
فحب الله وعبادته أصل السعادة ورأسها وهي سبب النجاة من العذاب
وأهل التوحيد أحبوا الله وحده وعبدوه لا شريك له وجماع القرآن هو الأمر بتلك المحبة ولوازمها والنهي عما يضادها..
وهي أصل دعوة الرسل صلوات الله عليهم (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يجد طعم الإيمان إلا من كان فيه ثلاث أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما…).
والحي العالم لا يختار أن يحب ما يضره ولكن قد يحصل ذلك عن جهل وظلم..
فتجهل النفس حال ما تحبه بدون أن تعلم ما في محبته من منفعة أو مضرة لها. وقد يكون عن اعتقاد فاسد بأن يتبع الظن والهوى..

٢- محبة الله أصل العبادة:
أصل الإيمان العملي هو حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم..وحب الله أصل التأليه الذي هو عبادة الله وحده لا شريك له.
فالإسلام هو اجتماع المحبة والخضوع لله.
لذلك كانت محبة المؤمنين أشد من محبة المشركين لربهم إذ أن من يتخذ من دون الله أندادا ويدعوه من دون الله فإنه يحبه لأن أصل العبادة المحبة.
وقد سمى الشرع حب المحبوبات المعظمة لغير الله بالتعبد لما جاء في الحديث الصحيح: تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة…..إن أعطي رضي وإن منع سخط
فالإنسان متى أحب شيء رضي بوجوده وسخط لفقده كان فيه من التعبد بقدر ذلك.
وسبب الميل لهذه الأشياء أن الله خلق عباده لعبادته التي تجمع محبته وتعظيمه فإذا كان في القلب ما يجد حلاوته من الإيمان والتوحيد له احتاج أن يستبدل بذلك ما يهواه فيتخذ تلك المحبوبات الها ويعظمها..

٣- العمل المحبوب لله وطرق الاستدلال عليه:
العمل المحبوب لله هو ما كان صالحا نافعا مشروعا عدلا..
كل عمل صالح هو نافع لصاحبه والعكس وكل نافع صالح فهو مشروع وكل ما كان صالحا مشروعا فهو حق عدل وبالعكس.
فكيف يستدل الناس على هذا العمل الموصوف بتلك الصفات؟
.١- الاستدلال بالنص: أن يعلم أن الله أمر بهذا الفعل وشرعه فيعلم من هذا وجوب كونه طاعة لله ورسوله ويجب أن يكون صالحا نافعا وأن يكون عدلا حقا .
٢- الاستدلال بالاستصلاح والاستحسان: أن يعلم بكون الشيء صالحا أو عدلا أو حسنا ثم يستدل بذلك على كونه مشروعا.
والطريقة الثانية فيها خطر كبير والغلط فيها كثير لخفاء صفات الأعمال ولا يعلم بها كما ينبغي إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا يكون العمل محمودا صحيحا إلا ما وافق النصوص؛ قال مجاهد " أفضل العبادة الرأي الحسن وهو اتباع السنة" قال تعالى ( ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق). وكان السلف يسمون أهل الآراء المخالفون للسنة والشريعة في مسائل الاعتقاد الخبرية ومسائل الأحكام العملية أهل الأهواء لأن الرأي المخالف للسنة جهل لا علم.
ونهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اتباع أهواء الخلق (ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك) وذلك يتضمن النهي عن اتباع أهواء أحد في خلاف شريعته وسنته وكذا أهل الأهواء من هذه الأمة .
٣- المعاصي خلل في محبة الله:
الإنسان لا يفعل الحرام إلا لضعف إيمانه ومحبته..
فلا يفعل الفواحش إلا لضعف الإيمان في أصله أو كماله أو ضعف العلم والتصديق أو ضعف المحبة والبغض.
فإذا كان أصل الإيمان صحيحا وهو التصديق فإن هذه المحرمات يفعلها كع كراهته وبغضه لها لغلبة الشهوة عليه. فلا بد أن يكون مع فعلها بغض لها وخوف من عقاب الله له ورجاء لأن يخلص منها بتوبة أو حسنات أما إذا لم يوجد ذلك البغض والخوف والرجاءلا يكون مؤمنا بل كافر أو منافق
قال رسول صلى الله عليه وسلم (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن )
وقد يكون شركا أكبر أو شركا أصغر بحسب ما يقترن به من الإيمان فمتى اقترن بما نهي الله عنه الإيمان لتحريمه وبغضه ورجاء الرحمة لم يكن شركا أكبر.
أما إن اتخذ الإنسان ما يهواه إلها من دون الله وأحبه كحب الله فهذا شرك أكبر..
وقد يفعل المؤمن المعصية جاهلا بحكمها او ضررها فعلى المؤمن أن يعرف الشرور الواقعة ومراتبها في الكتاب والسنة كما يعرف الخيرات الواقعة ومراتبها في الكتاب والسنة فيقدم ما هو أكثر خيرا وأقل شرا على ما هو دونه ويدفع أعظم الشرين باحتمال أدناهما ويجتلب أعظم الخيرين بفوات أدناهما.
وإذا علم ذلك فلا بد أن يقترن بعلمه العمل الذي أصله محبته لما يحبه الله ورسوله وبغضه لما يبغضه الله ورسوله وما اجتمع فيه الحبيب والبغيض المأمور أعطى كل ذي حق حقه.

٤- حكم اجتماع السيئات والحسنات والثواب والعقاب في العبد الواحد:
الإنسان فيه ظلم وجهل فإذا غلب عليه رأي أو خلق استعمله في الحق والباطل جميعا مثال ذلك أن من الناس من يكون في خلقه سماحة ولين ومحبة فيسمح بمحبته وتعظيمه ونفعه وماله للحسن الذي يحبه الله ويأمر به كمحبة الله ورسوله وأوليائه المؤمنين والإنفاق في سبيله ويسمح أيضا بمحبة الفواحش والإنفاق فيها فتجده يحب الحق والباطل جميعا ويصدق بهما ويعين عليهما .
ففي الإنسان قوتان قوة البغض وقوة الحب وإنما خلق ذلك فيه ليحب الحق ويبغض الباطل فهؤلاء الذين يحبهم الله ويحبونه ولكن قد يميل إلى شهوة ما من شهوات البطن والفرج وينفق المال فيهما وبسبب ما فيه من الحب والدين يحب الحق وأهله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في خمار كان يشرب الخمر كثيرا "لا تلعنه إنه يحب الله ورسوله".

٥- معاملة الله لأوليائه وأعدائه:
أصل الموالاة هي المحبة وأصل المعاداة البغض فالتحاب يوجب التقارب والتباغض يوجب التباعد
فأولياء الله الذين يحبهم ويحبونه يقربهم منه ويدنيهم إليه ويتولاهم ويتولونه ويحبهم ويرحمهم ويكون عليهم منه صلاة.(أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
بينما أعداؤه يبعدهم ويلعنهم وهو إبعاد منه ومن رحمته ويبغضهم ويغضب عليهم (عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا)

ج- المقصد الثالث: المحبة أصل الأديان.
مسائله:

١- معنى الدين لغة واصطلاحا:
يفسر الدين بالعادة ومنه الديدن أي عادته اللازمة .
ودان يكون من الأعلى القاهر ويكون من المطيع ، يقال : دنته فدان أي قهرته فذل ويقال في الأعلى : كما تدين تدان.
وأما دين المطيع فيستعمل متعديا ودائما ولازما؛ يقال: دنت الله ودنت لله لأن فيه معنى الطاعة والعبادة ومعنى الذل.
دان الله فهو قولك: أطاع الله وأحبه
دان لله: ذل لله وخشع لله.
والدين الذي يدين به الناس في الباطن والظاهر لا بد فيه من الخضوع والحب بخلاف طاعتهم للملوك ونحوهم فإنه خضوع ظاهر.
وسمى الله يوم القيامة بيوم الدين (مالك يوم الدين): قال ابن عباس: يوم يدين الله العباد بأعمالهم إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا وذلك يتضمن جزاءهم وحسابهم.
فالدين هو من الأعمال الباطنة والظاهرة وهو الطاعة والعبادة والخلق فهو الطاعة الدائمة اللازمة التي قد صارت عادة وخلقا فيفسر الدين بالعادة والخلق ويفسر الخلق بالدين ، قال تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم ) قال ابن عباس: على دين عظيم.
٢- الدين ضرورة للفرد والمجتمع:
كل طائفة من بني آدم لا بد لهم من دين يجمعهم إذ لا غنى لبعضهم عن بعض وأحدهم لا يستقل بجلب منفعته ودفع مضرته فلا بد من اجتماعهم .
واجتماعهم يشركهم في اجتلاب ما ينفعهم كطلب نزول المطر لمحبتهم له. ويشتركون أيضا في دفع ما يضرهم مثل عدوهم وذلك بغضهم له
فاشتراكهم في محبة شيء عام وفي بغض شيء عام هذا هو دينهم المشترك العام.
وإذا كان كذلك فالأمور التي يحتاجونها يحتاجون أن يوجبوها على أنفسهم والأمور التي تضرهم يحتاجون أن يحرموها على أنفسهم وذلك دينهم.
وهذا من الدين المشترك بين جميع بني آدم من التزام واجبات ومحرمات وهو الوفاء والعهد.
والدين الحق هو طاعة الله وعبادته ولا يستحق أحد أن يطاع ويعبد على الإطلاق إلا الله ورسله وأولوا الأمر يطاعوا إذا أمروا بطاعة الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أطاعني فقد أطاع الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصاني فقد عصى الله ومن عصى أميري فقد عصاني.
فإذا كان لا بد لكل آدمي من اجتماع ولا بد في كل اجتماع من طاعة ودين وكل دين وطاعة لا يكون لله فهو باطل فكل دين سوى الإسلام فهو باطل.
الدين جماعه شيئان: تصديق الخبر وطاعة الأمر والتنعم بالخبر بحسب شرفه وصدقه والمؤمن معه من الخبر الصادق عن الله وعن مخلوقاته ما ليس مع غيره فهو من أعظم الناس نعيما بخلاف منةيكثر في أخبارهم الكذب.
وطاعة الأمر فإن كان ما يؤمر به صلاحا وعدلا يكون تنعمه به أعظم من تنعم من يؤمر بما ليس بصلاح ولا عدل ولا نافع.
٣- أصول الدين الأربعة وأثر التفريق بينها:
يقوم الدين على أصول لا يصلح إلا باجتماعها:
الأصل الأول : المحبوب المطاع
الأصل الثاني : صورة الطاعة .
الأصل الثالث: الثواب والعقاب
الأصل الرابع:التشريع
فلا بد في كل دين من معبود وعبادة ، والمعبود إله واحد والعبادة طاعته وطاعة رسوله وهذا هو الدين الذي ارتضاه الله (ورضيت لكم الاسلام دينا) وهو دين المؤمنين من الأولين والآخرين ولا يقبل الله من أحد غيره كمن عبد من لا يعبد أو عبد بماا لا يصلح أن يعبد به
وهذان الأصلان جاءت فيهما الشريعة فجاءت في أسماء الله وصفاته وجاءت في صفات العبادات
وجاءت في نعت اليوم الآخر وما فيه من الأسماء والصفات والوعد والوعيد والثواب والعقاب
وهذه الأصول الثلاثة هي الموجبة للسعادة في كل ملة ثم الشرع الأصل الرابع وهو ما جاءت به الرسل
فهذه الأصول الأربعة متلازمة والتفرق في ذلك بالأمر في بعضه والنهي عن بعض هو من التفرق والاختلاف الذي ذمته النصوص (وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد) وقد غضب النبي صلى الله عليه وسلم لما اختلف الصحابة في القراءة وقال (إن القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرؤوا منه ما تيسر) وغضب لما تنازعوا في القدر..
لأن التفرق والاختلاف يوجب الشرك وينافي حقيقة التوحيد الذي هو إخلاص الدين كله لله.
فإذا كان الدين لله حصل الإيمان والطاعة وإذا لم يكن فلا بد أن يكون لكل قوم ما يمتازون به مثل معظم مطاع أو معبود لم يأمر الله بعبادته وطاعته ومثل قول ودين ابتدعوه لم يأذن الله به ولم يشرعه.
وكل طائفة من بني آدم محتاجون الى التزام واجبات وترك محرمات فإذا لم يكن مقصود الدين الموضوع إلا جلب المنفعة الدنيوية فليس لهؤلاء في الآخرة من خلاق وقد يكون ليستولي كبيرهم على غيره من بني آدم كفعل فرعون وجنكيز خان فهؤلاء من أشد الناس عذابا يوم القيامة .
٤- أنواع التحالفات بين الناس:
لا يستطيع بني آدم العيش بدون تحالف واتفاق على جلب النفع ودفع الضر، فكان الوفاء بالعهود من الأمور التي اتفق أهل الأرض على إيجابها.
واشتراكهم في الجلب والدفع إما أن يكون تبعا لتعاقدهم وهو التحالف أو يكون بأمر آمر مطاع فيهم.
فالمطاع قد يكون بحق وهو ما أمر الله بطاعته من أنبيائه وأولي الأمر من المؤمنين وطاعة الوالدين أو يكون بغير حق كطاعة الطواغيت وهو كل ما عظم بباطل.
وكل قوم لا تجمعهم طاعة مطاع في جميع أمورهم فلا بد لهم من التعاقد والتحالف فيما لم يأمرهم به المطاع.
فإما أن يكونوا على شريعة منزلة من عند الله أو على شرعة غير منزلة وضعها بعض المعظمين فيهم بنوع قدرة وعلم .
وتظهر تلك التحالفات التي لا ترد إلى الشريعة حين تدرس آثار النبوة فيتحالف قوم على طاعة ملك أو شيخ أو طاعة بعضهم لبعض. كما كان العرب في جاهليتهم يتحالفون.
وكذلك ما يوجد من التحالف بالتآخي وغير التآخي للملوك والمشايخ ..
وقد يكون تحالفا يحبه الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد شهدت حلفا مع عمومتي في دار عبد الله بن جدعان ما يسرني بمثله حمر النعم ولو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت. ويسمى حلف المطيبين.
٥- المحبة لله توجب جهاد أعداء الدين:
فإذا كان جميع ما عليه بنو آدم لا بد فيه من تعاون وتناصر وفيه ما هو شرك بالله وفيه ما هو قول على الله بغير علم وفيه ما هو إثم وبغي وفيه ما هو من الفواحش علم أنه لا بد في الإيمان من التعاون والتناصر على فعل ما يحبه الله ودفع ما يبغضه الله..
وهذا هو الجهاد في سبيل الله وأن أمر الإيمان لا يتم بدون ذلك..
وصلاح بني آدم بأن يكون الدين كله لله وتكون كلمة الله هي العليا

د- المقصد الرابع:
حقيقة الإكرام والإهانة في الدنيا:

مسائله:
١- فتنة ابتلاء المؤمن وتنعيم الكافر في الدنيا:
(فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن كلا)
يقرر الله في هذه الآيات أن إسباغ النعمة ومنعها كليهما ابتلاء واختبار للعبد فإن الواجب عليه الشكر في الرخاء والصبر في الشدة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له وليس ذلك لأحد إلا المؤمن إن أصابته سراء فشكر كان خيرا له وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له.
ولكن يقع غلط أكثر الناس أنه قد أحس بظاهر من لذات أهل الفجور وذاقها ولم يذق لذات أهل البر وهذا لعدم شهود حقيقة الإيمان ووجود حلاوته مع ما في النفوس من الظلم مانعا لها من عظيم نعمة الله ..
٢- أقوال الفرق في ابتلاء المؤمن وتنعيم الكافر:
بداية تنازع الناس فيما ينال الكافر من التنعم هل هو نعمة في حقه؟
قالت القدرية : لم يرد الله لكل أحد إلا خيرا له بخلقه وأمره وإنما العبد هو الذي اراد لنفسه الشر بمعصيته وبترك طاعته التي يستعملها بدون مشيئة الله وقدرته . فيقولون إن نعمة الكافر نعمة تامة كما هي للمؤمن ولكن أحدهما اهتدى بنفسه من غير نعزة خاصة أخرى من الله والآخر ضل بنفسه من غير خذلان من الله .
رد عليهم فريق من أهل إثبات القدر فقالوا ليس لله على الكافر نعمة دنيوية كما ليس له عليه نعمة دينية تخصه إذ اللذة المستعقبة ألما أعظم منها ليست بنعمة فهذه النعم كانت سببا في عذابه وعقابه
وخالفهم آخرون من أهل الإثبات فقالوا: بل لله على الكفر نعم دنيوية وقد دل القرآن على امتنانه على الكفار بنعمه ومطالبته إياهم بشكرها. وخطاب الكفار بها من جهة ما هي تنعم ولذة وسرور ولم تسم في حقهم نعمة على الخصوص وإنما تسمى نعمة في حق عموم بني آدم لأن المؤمن سعد بها في الدنيا والآخرة والكافر ينعم بها في الدنيا.
٣- سبيل النجاة من الفتنة:
أن يعرف العبد أن الابتلاء بالسراء والضراء قد يكون في باطن الأمر مصلحة للعبد أو مفسدة له وأنه إن أطاع الله بذلك كان مصلحة له وإن عصاه كان مفسدة له ..
فالناس يختلف حال صلاحهم فمنهم من يكون صلاحه على السراء ومنهم من يكون صلاحه على الضراء ومنهم من يصلح على هذا وهذا ومنهم من لا يصلح على واحد منهما
والإنسان قد تجتمع له هذه الأحوال الأربعة في أوقات متعددة أو في وقت واحد وقد جاء في الحديث المرفوع "أن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك وإن من عبادي من لا يصلحه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك وذلك أني أدبر عبادي إني بهم خبير بصير".
فالتنعم العاجل قد يكون بلاء وشرا والطاعة المتقدمة قد تكون حابطة وسببا للشر باعتبار ما يعقبها من ردة وفتنة والمعصية المتقدمة قد تكون سببا للخير باعتبار التوبة والصبر على ما تعقبه من مصيبة
هذا يقتضي أن العبد محتاج في كل وقت إلى الاستعانة بالله على طاعته وتثبيت قلبه.
فإن الإنسان كما قال الله فيه ( ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليؤوس كفور) فهو عند الضراء بعد السراء ييأس من زوالها ويكفر بما أنعم الله به عليه قبلها وعند النعماء بعد الضراء يأمن من عود الضراء في المستقبل وينسى ما كان فيه (إنه لفرح فخور).
ووصفه بالظلم والجهل (إنه كان ظلوما جهولا)
إلا (الذين صبروا وعملوا الصالحات) والصبر في السراء قد يكون أشد ولهذا قال أحد الصحابة : ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر.
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من فتنة القبر وشر فتنة الغنى .
فالمؤمن يفعل ما أمر الله به من البر والتقوى دون ما نهي عنه من الإثم والعدوان كل بحسب قدرته..
لذلك وجب تقوية الإرادة الصالحة والقدرة عليها بحسب الإمكان وتضعيف الإرادة الفاسدة والقدرة معها بحسب الإمكان.
وهذا مما يظهر به حسن حال المؤمن وترجحه في اللذة على الكافر في الدنيا قبل الآخرة .
ومن المعين أيضا سلامة الاعتقاد بأن الله أرسل رسله وأنزل كتبه رحمة عامة للخلق وأمر عباده بما فيه صلاحهم ونهاهم عما فيه فسادهم فلا يأمر بشيء لحاجته له ولم يمنع شيئا بخلا منه.
وأخبر تعالى أنه لا يريد لنا الحرج بل إتمام النعمة والتيسير في أمورنا فلا ضرر ولا فساد في كل ما أمر الله به بل المصلحة كل المصلحة في أوامر الله ونهيه.
فمن اتقى وجاء بما أمر الله وانتهى عما نهى الله كان خيرا له في الدنيا والآخرة ومن عصى فإن باب التوبة والاستغفار ما زال مفتوحا حتي يأتيه اليقين.
فالصبر على الضراء مما أوجبه الله وأحبه كما أوجب الشكر على النعماء وأحبه فيكون ما قدر للمؤمن من سراء معها شكر وضراء معها صبر خيرا له كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له….) الحديث.
أحسنت نفع الله بك
غلب على التلخيص السرد المجرد, والأصل أن يكون تلخيصا بأسلوبك مع وضع ما ذكر من أدلة.
ولو جعلتيه على هيئة نقاط مترابطة لكان أبين للقارئ.
ب

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 ربيع الثاني 1444هـ/31-10-2022م, 08:39 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

رسالة قاعدة في المحبة لابن تيمية رحمة الله عليه

مسائل الرسالة :
١_بيان أن أصل وجود الأفعال و الحركات الحب و الإرادة و أصل عدمها البغض و الكراهة و علة ذلك و الفرق بين الحب و البغض
1-المحبة حدها و أنواعها و اقسامها و أثارها وتوابعها
2- محبة الله للعبد و محبة العبد لله، بيان لوازمها و موجبها و مقتضاها وأوجه الانحراف فيها
3- اتباع الهوى سببه، خطره، حكمه و عاقبة أهل الأهواء.
4- طرق الاستدلال على صفات الأعمال و أحوالها و ماهيتها .
5- أنواع حركات المخلوقات الظاهرة و اعتقاد الناس فيها.
6- الإرادات أنواعها و واجب كل صاحب نوع و أحوال كل صاحب نوع و أوجه الغلط في هذا الباب و علاقة الإرادات بالحركات.
2- الدين؛ حده، أنواعه، الدين الحق، موقف بني آدم منه .
1- حاجة الناس للدين
2- الأصول الموجبة للسعادة في كل ملة
3- حقيقة توحيد العبادة و فضله و لوازمه و أهله و حقيقة نقيضه.
4- أنواع التحالفات بين بني آدم.
3-بيان حقيقة التنعم ،و اللذات في الدنيا و حقيقة الابتلاء و توجيه الشرع لهما و بيان موقف أهل الحق و أهل الباطل منهما.
4-أسباب السعادة و النجاة في الدنيا و الآخرة.
1- التوحيد
2- الصبر
3- العلم النافع
4- اتباع الصراط المستقيم

المقاصد الفرعية للرسالة:
1- بيان أن أصل وجود الأفعال و الحركات ؛ الحب و الإرادة و أصل عدمها ؛البغض و الكراهة، و علة ذلك و الفرق بين الحب و البغض.
2- بيان حد الدين و أنواعه، و ما هو الدين الحق، و موقف بني آدم منه .
3- بيان حقيقة التنعم ، و اللذات في الدنيا و حقيقة الابتلاء، و توجيه الشرع لهما و بيان موقف أهل الحق و أهل الباطل منهما.
4- بيان أسباب السعادة و النجاة في الدنيا و الآخرة.
المقصد العام للرسالة:
بيان أن المحبة أصل الدين الحقيقي؛ الصراط المستقيم، في استقامة المحبة استقامة للدين، و في الانحراف في المحبة انحراف عن الصراط امستقيم.
-------------------------------------------------------------------------
مقاصد الرسالة الفرعية و مسائلها:
١_بيان أن أصل وجود الأفعال و الحركات الحب و الإرادة و أصل عدمها البغض و الكراهة و علة ذلك و الفرق بين الحب و البغض.
1- المحبة حدها و أنواعها و اقسامها و أثارها وتوابعها.
- وجود الفعل لا يكون إلا عن محبة و إرادة؛ بهما يدفع المانع و توجد لذة العمل، و قد يكونان بواسطة او بغير واسطة لما يلازمها، كمن يشرب الدواء و هو كريه لنفسه محبة للشفاء،و كمن ترك ما تهواه نفسه محبة لله و رجاء ما عنده من الثواب ،كما قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى}.
- المحبة والإرادة أصلا للبغض والكراهة وعلة لها ولازما مستلزما لها من غير علة، فالعبد يترك ما يكره بسبب حبه لغيره، و رغبة فيه و فيما عنده.
- الفرق بين الحب و البغض؛ أن البغض سببه منافاة المحبوب، فلولا وجوده لم يكن البغض، أما الحب؛ فقد يكون لذات الشئ نفسه دون وجود ما ينافيه، أو لمنافاته البغض.
أنواع المحبة:
1- المحبة المحمودة: التي أمر الله بها وخلق خلقه لأجلها هي ما في عبادته وحده لا شريك له إذ العبادة متضمنة لغاية الحب بغاية الذل.
2- المحبة المذمومة: هي المحبة المطلقة التي تقع فيها الشركة كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ}.
المحبة الفاسدة توجب ظلم المتحابين لأنفسهما ولغيرهما ، كمحبة أهل الشهوات لجنس الفواحش ومحبة أهل الظلم والقائلين على الله ما لا يعلمون.
-أمثلة لمن ضل في باب المحبة:
3- محبة الله للعبد و محبة العبد لله، بيان لوازمها و موجبها و مقتضاها وأوجه الانحراف فيها.
محبة الله لعباده و محبتهم له: محبة العبد لله تعني محبة ما يحبه الله من الأعمال الباطنة والظاهرة وهي الواجبات والمستحبات ، و العبادة اسم جامع لكل ذلك، و يدخل في ذلك :
- محبة كلام الله وأسمائه وصفاته كما في الحديث الصحيح في الذي كان يصلي بأصحابه فيقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إما أن يقرأها وحدها أو يقرأ بها مع سورة أخري فأخبروا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم صلي الله عليه وسلم فقال: "سلوه لم يفعل ذلك فقال لأني أحبها فقال أن حبك إياها أدخلك الجنة".
- وكذلك محبة ملائكة الله وأنبيائه وعباده الصالحين كما كان عبد الله بن عمر يدعو بالمواقف في حجه فيقول: اللهم اجعلني أحبك وأحب ملائكتك وأنبياءك وعبادك الصالحين اللهم حببني إليك وإلي ملائكتك وأنبيائك وعبادك الصالحين.
- محبة الله توجب اتباع الرسول صلى الله عليه و سلم، كما قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}.
- محبة كل ما أمر الله أن يحب ويعظم، يحب و يعظم لله و ليس لذاته، فالله المحبوب الوحيد الذي يحب لذاته.
- من تمام الإيمان تمام المحبة و بيان ذلك في الحديث "من أحب لله وأبغض لله وأعطي لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان".
- محبة الله توجب المجاهدة في سبيله: من الجهد وهي المغالبة في سبيل الله بكمال القدرة والطاقة فيتضمن شيئين أحدهما استفراغ الوسع والطاقة والثاني أن يكون ذلك في تحصيل محبوبات الله ودفع مكروهاته والقدرة والإرادة بهما يتم الأمر.
- محبة الله توجب الولاء للإيمان و أهله، و البراء من الشرك و أهله.
تبرأ إبراهيم من المشركين وممن أشركوا بالله قال {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ. أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ. فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} وقال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}.
و قال تعالى : قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}، فمولاة غير المؤمنين مناف لمحبة الله تعالى.
- من لازم محبة الله للعبد :
النصرة و التأييد ، كما قال تعالى في الحديث القدسي : "من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما تقرب إلى عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه".
- أمثلة لمن انحرفوا في باب محبة الله:
1- ضل فريق من أهل النظر والكلام والمنتسبين إلى العلم جحدوها وكذبوا بحقيقتها، فشابهوا المستكبرين كاليهود المغضوب عليهم.
2- فريق من أهل التعبد والتصوف والزهد أدخلوا فيها من الاعتقادات والإرادات الفاسدة ما ضاهوا بها المشركين،فشابهوا المشركين كالنصارى الضالين.
قال تعالى {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} ).
3- اتباع الهوى سببه، خطره، حكمه و عاقبة أهل الأهواء.
- اتباع الهوى و الشهوات سببها قوة حبها في القلب و غلبتها، فتتحول لإرادة و فعل، و هو الغي الذي يضعف الإخلاص معه، فيتصيده الشيطان و يصده عن السبيل، و يزيده غيًا بتزيينه ما مال القلب إليه.
- خطر اتباع الشهوات: اتباع الأهواء بتسلطها على القلب يجعل العبد يتنازل و يسقط في فعل ما يبغضه الله و يكرهه؛ من فاحشة و معاصي، و قد يقتل و يسرق من أجل محبوبه الذي ملك عليه جوارحه و أذهب عقله تعلقه به، و قد يرتكب بغيه ناقض من نواقض الإيمان، فيتعرض لسخط الله و غضبه.
- وفي الأثر ما تحت أديم السماء إله يعبد أعظم عند الله من هوي متبع قال تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً. أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً}
عاقبتها: قال تعالى (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُواْ الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيًّا)[مريم:59].
4- طرق الاستدلال على صفات الأعمال و أحوالها و ماهيتها .
- صلاح الحي إنما هو صلاح مقصوده ومراده، وصلاح الأعمال والحركات بصلاح إرادتها ونياتها
قال صلى الله عليه و سلم(إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)
- الاستدلال على صفات الأعمال وأحوالها: الاستدلال بالنص، و الاستدلال بالمصالح و الاستحسان
- و أعلم الناس من كان رأيه واستصلاحه واستحسانه وقياسه موافقا للنصوص، كما قال مجاهد: "أفضل العبادة الرأي الحسن وهو اتباع السنة"، ولهذا قال تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ}.
- الأعمال التي يعملها جميع بني آدم إما أن يتخذونها دينا أو لا يتخذونها دينا، والذين يتخذونها دينا إما أن يكون الدين بها دين حق أو دين باطل
5- أنواع حركات المخلوقات الظاهرة و اعتقاد الناس فيها.
- حركة السموات و الارض و ما يبينهم: جميع تلك المحبات والإرادات والأفعال والحركات هي عبادة لله رب الأرض والسموات، (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ) (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ۩ (15) ، تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)و ليس حركات تخضع لقانون الطبيعة.
و هو الفرق بين أهل العلم و المتكلمين و أصحاب الفلسفة في النظر إلى الحوادث، فقد أضافوا الآثار العظيمة إلى مجرد قوة في جسم الأسباب التي ضلوا فيها ضلالا مبينا حيث جعلوها هي العلة التامة فاعلا ولم يعرفوا الغاية.

6- الإرادات أنواعها و واجب كل صاحب نوع و أحوال كل صاحب نوع و أوجه الغلط في هذا الباب و علاقة الإرادات بالحركات.
- أنواع الإرادات:
1- إرادة فاسدة : من إرادة الفواحش والظلم والشرك والقول بلا علم و أهلها ظالمين قلوبهم قلقة خائفة.
من علم من نفسه ذلك عليه أحد أمرين إما إصلاح إرادته وإما منع قدرته فإنه إذا اجتمعت القدرة مع إرادته الفاسدة حصل الشر.
2- الإرادة الصالحة: إرادة الأعمال الصالحة، هذا ممن تؤيد قدرته حتى يتمكن من فعل الصالحات، و أهلها صالحين قلوبهم مطمئنة.
الحق المراد و واجب كل صاحب نوع : تقوية الإرادة الصالحة والقدرة عليها بحسب الإمكان وتضعيف الإرادة الفاسدة والقدرة معها بحسب الإمكان ولا حول ولا قوة إلا بالله
- العلاقة بين المحبة و البغض و الإرادة:
الحب التام منا مستلزم للإرادة التامة الموجبة للفعل مع القدرة والبغض التام منا مستلزم للكراهة التامة المانعة للقدرة ، و ضعف المحبة أو وجود ما يعارض الحق مما يمنع الفعل حتى مع القدرة.
كما قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا}
- أقسام الناس في المحبة و الإرادة:
1- قوم لهم قدرة ولهم إرادة ومحبة غير مأمور بها فهم إما أن يصرفوا جهدهم ويستعملوه فيما لا يحب الله و سرضاه من الذنوب و المعاصي، أو يستعملون جهدهم فيما هو مباح لا ثواب يرجى من فعلهم .
2- قوم لهم إرادة صالحة ومحبة كاملة لله ولهم أيضا قدرة كاملة ؛ هم من حملوا راية الحق المجاهدين الأطهار.
3- قوم فيهم إرادة صالحة ومحبة لله قوية تامة لكن قدرتهم ناقصة فهم يأتون بمحبوبات الحق من مقدورهم ولا يتركون مما يقوون عليه شيئا لكن قدرتهم قاصرة ومحبتهم كاملة فهو مع القسم الذي قبله.
4- قوم قدرتهم قاصرة وإرادتهم للحق قاصرة وفيهم من إرادة الباطل ما الله به عليم فهؤلاء ضعفاء المجرمين و قد يكون تأثيرهم على قلوب محبيهم كبير بما شاركوهم به من الشر.
2-الدين؛ حده، أنواعه، الدين الحق، موقف بني آدم منه .
الدين هو: الطاعة والعبادة والخلق فهو الطاعة الدائمة اللازمة التي قد صارت عادة وخلقا بخلاف الطاعة مرة واحدة.
أنواع الدين:
1- الدين الحق: هو طاعة الله وعبادته؛ الطاعة المعتادة التي صارت خلقا، عبادة الله وحده لا شريك له وطاعته وطاعة رسوله، هو الإسلام الذي رضيه الله لعباده و لا يرضى لهم غيره.
قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} وقال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
قال تعالى: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً} وهو دين المؤمنين من الأولين والآخرين وهو الدين الذي لا يقبل الله من أحد غيره.
- الدين الحق الذي يدين به الناس في الباطن والظاهر لا بد فيه من الحب والخضوع.
2- الدين الفاسد الباطل: كمن عبد من لا تصلح عبادته أو عبد بما لا يصلح أن يعبد به، قد يكون العبد فيه خاضعًا خضوعا ظاهرا فقط.
3- حاجة الناس للدين
- يفقتر الناس جميعًا للتأله.
- و لا بد لكل آدمي من اجتماع، لا بد أن يشتركوا في محبة شيء عام وبغض شيء عام وهذا هو دينهم المشترك العام.
- ولا بد في كل اجتماع من طاعة ودين وكل دين وطاعة لا يكون لله فهو باطل فكل دين سوي الإسلام فهو باطل.
- مقصود الدين للناس المصالح الدنيوية و الأخروية ليس كما يدعي الفلاسفة و الضالين ، ممن لا يؤمنون بالآخرة.
4- حقيقة توحيد العبادة و فضله و لوازمه و أهله و حقيقة نقيضه.
قال تعالى( ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾
- توحيد الله بالعبادة هي غاية الخلق.
- توحيد العبادة تعني إفراد الله عز و جل بالطاعة و الذل و الخضوع، و العبادة أصلها المحبة و الخضوع لله، و هي المنهج و السبيل اسم جامع لما يحب الله و يرضى من الأعمال الظاهرة و الباطنة.
- لا إله إلا الله ؛ أي لا معبود بحق سواه، و هي شهادة التوحيد، يفصل بها بين الكفر و الإيمان، و الإتيان بحقها هو حق الله عز و جل.
- عبادة الله وحده لا شريك له هي أصل السعادة ورأسها التي لا ينجو أحد من العذاب إلا بها وعبادة إله آخر من دونه هو أصل الشقاء ورأسه الذي لا يبقي في العذاب إلا أهله
-وأنواع الإشراك بالمخلوقات عبادة لها واستعانة بها وغلوا فيها وقولا على الله في أسمائه وصفاته وأحكامه.
4- أنواع التحالفات بين بني آدم؛
- ما كان على الشريعة و ما كان على غير الشريعة، و الأول باطل و الثاني يحبه الله و يرضاه.
- الحكم العام في جميع هذه التحالفات أنه يجب الوفاء فيها بما كان طاعة لله ولا يجوز الوفاء فيها بما كان معصية لله، فعقود الشرع مرجعها إلى أمر الله ورسوله.
3-بيان حقيقة التنعم ،و اللذات في الدنيا و حقيقة الابتلاء و توجيه الشرع لهما و بيان موقف أهل الحق و أهل الباطل منهما.
معنى مهم التنعم هو المقصود الأول من كل قصد .
- التنعم إما بالأمور الدنيوية وإما بالأمور الدينية
1- التنعم بالأمور الدنيوية هو التنعم بالامورالحسية مثل: الأكل والشرب والنكاح واللباس وما يتبع ذلك و التنعم بالأمور النفسية و يقصد بها الرياسة والسلطان، المؤمن والكافر والمنافق مشتركون في جنس التنعم بهذه النعم الدنيوية، لكنهم مختلفون متفاوتون في قدرها و وصفها.
- وأصل ذلك أن التنعم في الدنيا بحسب الحاجة إليها والانتفاع بها، وكل ما يتنعمون به إذا استعملوه على الوجه الذي يحبه الله و يرضاه بالعدل الذي شرعه أوصلهم به إلى ما هو أعظم نعمة منه.
2- التنعم بالأمور الدينية:
- التنعم بالدين يقوم على أمرين تصديق الخبر وطاعة الأمر
- التنعيمات تكون نعمة بمقدار ما يقوم العبد بحقها، فإن قام بشكرها و وضعها فيما يحبه الله و يرضاه كان نعمة في حق العبد، و إن لم يشكر النعمة و استخدمها فيما لا يحب الله ويرضى كانت نقمة عليه و ابتلاء.
- اللذة هي الغاية من الحركات الإرادية.
أجناس اللذات :
1- جنس بالجسد تارة كالأكل والنكاح ونحوهما مما يكون بإحساس الجسد.
2- وجنس يكون مما يتخيله ويتوهمه بنفسه ونفس غيره كالمدح له والتعظيم له والطاعة له .
3- الجنس الثالث أن يكون ما يعلمه بقلبه وروحه وبعقله كذلك كالتذاذه بذكر الله ومعرفته ومعرفة الحق وتألمه بالجهل إما البسيط وهو عدم الكلام والذكر وإما المركب وهو اعتقاد الباطل كما يتألم الجسد بعدم غذائه تارة وبالتغذي بالمضار أخري.
- الانحراف في التعامل مع اللذات:
1- الزهاد البدعيين و المتصوفيين المغالين تركوا ما ينفعهم من لذات الدنيا لم يلتفتوا لنفعها لهم في الآخرة، فاتبعوا الظن ، قال تعالى {إن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى}، سبب ذلك الجهل بالمقاصد والوسائل، فضلوا و أضلوا.
2- النصارى شاركوهم بعض ذلك حين كذبوا بكثير مما وعدوا به في الآخرة من اللذات وضلوا بما ابتدعوه من العبادات فكانوا ضالين كما قال تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}.
3- اليهود أعلم بالمقصود وطريقه، لكنهم غواة قساة مغضوب عليهم؛ لانهم اعتقدوا أن اللذات الحسية والوهمية ليست لذات في الحقيقة وإنما هي دفع آلامم.
و السبب الثاني قولهم أن اللذات العقلية التي أقروا بها لم تحصل لهم ولم يعرفوا الطريق إليها بل ظنوا أن ذلك إنما هو إدراك الوجود المطلق بأنواعه وأحكامه وطلبوا اللذة العقلية في الدنيا بما هو من هذا النمط من الأمور العقلية وتكلموا في الإلهيات بكلام حقه قليل وباطله كثير.
- كل عمل أصله المحبة والإرادة والمقصود منه التنعم بالمراد المحبوب فكل حي إنما يعمل لما فيه تنعمه ولذته.
الابتلاءات
- الابتلاء سنة الله في عباده ليخلص قلبه له، والله تعالى قد جعل أكمل المؤمنين إيمانا أعظمهم بلاء، كما قيل للنبي أي الناس أشد بلاء قال " الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلي الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وإن كان في دينه رقة خفف عنه ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة
- يحتاج العبد إلى ارجاع الأمر إلى أن الله يفعل ما يشاء، و أن أمر المؤمن كله خير .
قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ)
الخيرية هنا مطلقة في الدنيا و الآخرة.
- الرضا بما أمر الله و رسوله من تكاليف واجب، و الرضا بما يقدره الحق من الألم بالمرض والفقر بما خارج عن إرادة البشر مستحب،و الصبر على ما يقدره الحق من الألم بالمرض والفقر واجب، فالتسخط اعتراض على حكم الله و قضائه.
قال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}
-ظهور اهل الباطل في الدنيا فتنة لأهل الحق، هذه الفتنة تصيب الناس بسبب جهلهم بما جاء به الكتاب، و الجهل بحقيقة الدين وبحقيقة النعيم، فلا بد أن يكون المرء عارفا بالعمل الذي يعمله وبالنعيم الذي يطلبه، فلا ينظر للدنيا أنها مطلوبه، بل قلبه متعلق بما ينتظره في الآخرة، وعود الله لعباده المتقين بالنصرة في كتابه العزيز مؤكدة ، يتقبلها العبد باليقين و الصبر.
قال تعالى: في كتابه {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ. إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ. وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}
وقال تعالى: في كتابه {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ. كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}
وقال تعالى: في كتابه {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ. وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ
- الابتلاء و تأخر النصر من أسبابهما الذنوب ، قال تعالى: في يوم أحد {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}، وقال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}
- لذا بالاستغفار تتم الطاعة، و بالصبر يتم اليقين بالوعد.
- ينظر المؤمن لنلنعم بقلب حاضر واعي، فمن النعم الظاهرة ما يكون سببًا للعذاب مع لذته العاجلة، و قد يكون ما ظاهره العذاب سببًا للنعيم مع الألم الذي قد يصدر منه، مفهوم لا بد للمؤمن استحضاره و يرى تربية الله له فيه.
4-أسباب السعادة و النجاة في الدنيا و الآخرة.
يستبان ذلك من الآية {وَالْعَصْرِ. إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} والآية: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ}،(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة: 63).
1- الإيمان بالله و آداء حقه بالتوحيد و الإتيان بكل ما يلزم به : من عبادة الله وحده و طاعته و طاعة الرسول صلى الله عليه و سلم و الإيمان بالكتب و الرسل و اليوم الآخر، فالتوحيد الذي يبنى عليه الإيمان و عبادة الله وحده سبب للسعادة و السكينة و الطمأنينة و الأمن في الدنيا و الآخرة،.
قال تعالى(بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
2- الصبر: العلم بالمطلوب وبطريقه لا يحصلان المقصود إلا مع الإرادة الجازمة و الإرادة الجازمة لا تكون إلا مع الصبر.
3- العلم النافع الذي يورث اليقين الذي هو العلم الثابت المستقر: يحتاج المؤمن لمعرفة الشرور الواقعة ومراتبها في الكتاب والسنة و معرفة الخيرات الواقعة ومراتبها في الكتاب والسنة، هذه المعرفة يتبعها عمل أصله المحبة.
4- اتباع الصراط المستقيم
فأهل الدين الحق هم الذين لهم النعيم الكامل كما أخبر الله بذلك في كتابه في غير موضع كقوله {اهدنا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ.صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} .
وقوله عن المتقين المهتدين {أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}،( (فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة: 38)
5- تقوى الله :
وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}
الأصول ا الموجبة للسعادة في كل ملة: هي الإيمان بالله وباليوم الآخر والعمل الصالح هي الموجبة للسعادة في كل ملة كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}، ما جاءت به الرسل من الشرع هو الأصل الرابع.

المقصد العام للرسالة:[/color]
بيان أن المحبة أصل الدين الحقيقي؛ الصراط المستقيم، في استقامة المحبة استقامة للدين، و في الانحراف في المحبة انحراف عن الصراط امستقيم.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 16 ربيع الثاني 1444هـ/10-11-2022م, 03:06 PM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,037
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا بدوي مشاهدة المشاركة
رسالة قاعدة في المحبة لابن تيمية رحمة الله عليه

مسائل الرسالة :
١_بيان أن أصل وجود الأفعال و الحركات الحب و الإرادة و أصل عدمها البغض و الكراهة و علة ذلك و الفرق بين الحب و البغض
1-المحبة حدها و أنواعها و اقسامها و أثارها وتوابعها
2- محبة الله للعبد و محبة العبد لله، بيان لوازمها و موجبها و مقتضاها وأوجه الانحراف فيها
3- اتباع الهوى سببه، خطره، حكمه و عاقبة أهل الأهواء.
4- طرق الاستدلال على صفات الأعمال و أحوالها و ماهيتها .
5- أنواع حركات المخلوقات الظاهرة و اعتقاد الناس فيها.
6- الإرادات أنواعها و واجب كل صاحب نوع و أحوال كل صاحب نوع و أوجه الغلط في هذا الباب و علاقة الإرادات بالحركات.
2- الدين؛ حده، أنواعه، الدين الحق، موقف بني آدم منه .
1- حاجة الناس للدين
2- الأصول الموجبة للسعادة في كل ملة
3- حقيقة توحيد العبادة و فضله و لوازمه و أهله و حقيقة نقيضه.
4- أنواع التحالفات بين بني آدم.
3-بيان حقيقة التنعم ،و اللذات في الدنيا و حقيقة الابتلاء و توجيه الشرع لهما و بيان موقف أهل الحق و أهل الباطل منهما.
4-أسباب السعادة و النجاة في الدنيا و الآخرة.
1- التوحيد
2- الصبر
3- العلم النافع
4- اتباع الصراط المستقيم

المقاصد الفرعية للرسالة:
1- بيان أن أصل وجود الأفعال و الحركات ؛ الحب و الإرادة و أصل عدمها ؛البغض و الكراهة، و علة ذلك و الفرق بين الحب و البغض.
2- بيان حد الدين و أنواعه، و ما هو الدين الحق، و موقف بني آدم منه .
3- بيان حقيقة التنعم ، و اللذات في الدنيا و حقيقة الابتلاء، و توجيه الشرع لهما و بيان موقف أهل الحق و أهل الباطل منهما.
4- بيان أسباب السعادة و النجاة في الدنيا و الآخرة.
المقصد العام للرسالة:
بيان أن المحبة أصل الدين الحقيقي؛ الصراط المستقيم، في استقامة المحبة استقامة للدين، و في الانحراف في المحبة انحراف عن الصراط امستقيم.
-------------------------------------------------------------------------
مقاصد الرسالة الفرعية و مسائلها:
١_بيان أن أصل وجود الأفعال و الحركات الحب و الإرادة و أصل عدمها البغض و الكراهة و علة ذلك و الفرق بين الحب و البغض.
1- المحبة حدها و أنواعها و اقسامها و أثارها وتوابعها.
- وجود الفعل لا يكون إلا عن محبة و إرادة؛ بهما يدفع المانع و توجد لذة العمل، و قد يكونان بواسطة او بغير واسطة لما يلازمها، كمن يشرب الدواء و هو كريه لنفسه محبة للشفاء،و كمن ترك ما تهواه نفسه محبة لله و رجاء ما عنده من الثواب ،كما قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى}.
- المحبة والإرادة أصلا للبغض والكراهة وعلة لها ولازما مستلزما لها من غير علة، فالعبد يترك ما يكره بسبب حبه لغيره، و رغبة فيه و فيما عنده.
- الفرق بين الحب و البغض؛ أن البغض سببه منافاة المحبوب، فلولا وجوده لم يكن البغض، أما الحب؛ فقد يكون لذات الشئ نفسه دون وجود ما ينافيه، أو لمنافاته البغض.
أنواع المحبة:
1- المحبة المحمودة: التي أمر الله بها وخلق خلقه لأجلها هي ما في عبادته وحده لا شريك له إذ العبادة متضمنة لغاية الحب بغاية الذل.
2- المحبة المذمومة: هي المحبة المطلقة التي تقع فيها الشركة كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ}.
المحبة الفاسدة توجب ظلم المتحابين لأنفسهما ولغيرهما ، كمحبة أهل الشهوات لجنس الفواحش ومحبة أهل الظلم والقائلين على الله ما لا يعلمون.
-أمثلة لمن ضل في باب المحبة:
3- محبة الله للعبد و محبة العبد لله، بيان لوازمها و موجبها و مقتضاها وأوجه الانحراف فيها.
محبة الله لعباده و محبتهم له: محبة العبد لله تعني محبة ما يحبه الله من الأعمال الباطنة والظاهرة وهي الواجبات والمستحبات ، و العبادة اسم جامع لكل ذلك، و يدخل في ذلك :
- محبة كلام الله وأسمائه وصفاته كما في الحديث الصحيح في الذي كان يصلي بأصحابه فيقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إما أن يقرأها وحدها أو يقرأ بها مع سورة أخري فأخبروا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم صلي الله عليه وسلم فقال: "سلوه لم يفعل ذلك فقال لأني أحبها فقال أن حبك إياها أدخلك الجنة".
- وكذلك محبة ملائكة الله وأنبيائه وعباده الصالحين كما كان عبد الله بن عمر يدعو بالمواقف في حجه فيقول: اللهم اجعلني أحبك وأحب ملائكتك وأنبياءك وعبادك الصالحين اللهم حببني إليك وإلي ملائكتك وأنبيائك وعبادك الصالحين.
- محبة الله توجب اتباع الرسول صلى الله عليه و سلم، كما قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}.
- محبة كل ما أمر الله أن يحب ويعظم، يحب و يعظم لله و ليس لذاته، فالله المحبوب الوحيد الذي يحب لذاته.
- من تمام الإيمان تمام المحبة و بيان ذلك في الحديث "من أحب لله وأبغض لله وأعطي لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان".
- محبة الله توجب المجاهدة في سبيله: من الجهد وهي المغالبة في سبيل الله بكمال القدرة والطاقة فيتضمن شيئين أحدهما استفراغ الوسع والطاقة والثاني أن يكون ذلك في تحصيل محبوبات الله ودفع مكروهاته والقدرة والإرادة بهما يتم الأمر.
- محبة الله توجب الولاء للإيمان و أهله، و البراء من الشرك و أهله.
تبرأ إبراهيم من المشركين وممن أشركوا بالله قال {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ. أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ. فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} وقال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}.
و قال تعالى : قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}، فمولاة غير المؤمنين مناف لمحبة الله تعالى.
- من لازم محبة الله للعبد :
النصرة و التأييد ، كما قال تعالى في الحديث القدسي : "من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما تقرب إلى عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه".
- أمثلة لمن انحرفوا في باب محبة الله:
1- ضل فريق من أهل النظر والكلام والمنتسبين إلى العلم جحدوها وكذبوا بحقيقتها، فشابهوا المستكبرين كاليهود المغضوب عليهم.
2- فريق من أهل التعبد والتصوف والزهد أدخلوا فيها من الاعتقادات والإرادات الفاسدة ما ضاهوا بها المشركين،فشابهوا المشركين كالنصارى الضالين.
قال تعالى {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} ).
3- اتباع الهوى سببه، خطره، حكمه و عاقبة أهل الأهواء.
- اتباع الهوى و الشهوات سببها قوة حبها في القلب و غلبتها، فتتحول لإرادة و فعل، و هو الغي الذي يضعف الإخلاص معه، فيتصيده الشيطان و يصده عن السبيل، و يزيده غيًا بتزيينه ما مال القلب إليه.
- خطر اتباع الشهوات: اتباع الأهواء بتسلطها على القلب يجعل العبد يتنازل و يسقط في فعل ما يبغضه الله و يكرهه؛ من فاحشة و معاصي، و قد يقتل و يسرق من أجل محبوبه الذي ملك عليه جوارحه و أذهب عقله تعلقه به، و قد يرتكب بغيه ناقض من نواقض الإيمان، فيتعرض لسخط الله و غضبه.
- وفي الأثر ما تحت أديم السماء إله يعبد أعظم عند الله من هوي متبع قال تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً. أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً}
عاقبتها: قال تعالى (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُواْ الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيًّا)[مريم:59].
4- طرق الاستدلال على صفات الأعمال و أحوالها و ماهيتها .
- صلاح الحي إنما هو صلاح مقصوده ومراده، وصلاح الأعمال والحركات بصلاح إرادتها ونياتها
قال صلى الله عليه و سلم(إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)
- الاستدلال على صفات الأعمال وأحوالها: الاستدلال بالنص، و الاستدلال بالمصالح و الاستحسان
- و أعلم الناس من كان رأيه واستصلاحه واستحسانه وقياسه موافقا للنصوص، كما قال مجاهد: "أفضل العبادة الرأي الحسن وهو اتباع السنة"، ولهذا قال تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ}.
- الأعمال التي يعملها جميع بني آدم إما أن يتخذونها دينا أو لا يتخذونها دينا، والذين يتخذونها دينا إما أن يكون الدين بها دين حق أو دين باطل
5- أنواع حركات المخلوقات الظاهرة و اعتقاد الناس فيها.
- حركة السموات و الارض و ما يبينهم: جميع تلك المحبات والإرادات والأفعال والحركات هي عبادة لله رب الأرض والسموات، (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ) (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ۩ (15) ، تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)و ليس حركات تخضع لقانون الطبيعة.
و هو الفرق بين أهل العلم و المتكلمين و أصحاب الفلسفة في النظر إلى الحوادث، فقد أضافوا الآثار العظيمة إلى مجرد قوة في جسم الأسباب التي ضلوا فيها ضلالا مبينا حيث جعلوها هي العلة التامة فاعلا ولم يعرفوا الغاية.


ومن أهم ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله تعالى للربط بين المسائل؛ قال رحمه الله: (وإذا كانت كل حركة فأصلها الحب والإرادة من محبوب مراد لنفسه لا يحب لغيره، إذ لو كان كل شيء محبوبا لغيره لزم الدور أو التسلسل، والشيء قد يحب من وجه دون وجه، وليس شيء يحب لذاته من كل وجه إلا الله وحده ولا تصلح الإلهية إلا له ولو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا).


6- الإرادات أنواعها و واجب كل صاحب نوع و أحوال كل صاحب نوع و أوجه الغلط في هذا الباب و علاقة الإرادات بالحركات.
- أنواع الإرادات:
1- إرادة فاسدة : من إرادة الفواحش والظلم والشرك والقول بلا علم و أهلها ظالمين قلوبهم قلقة خائفة.
من علم من نفسه ذلك عليه أحد أمرين إما إصلاح إرادته وإما منع قدرته فإنه إذا اجتمعت القدرة مع إرادته الفاسدة حصل الشر.
2- الإرادة الصالحة: إرادة الأعمال الصالحة، هذا ممن تؤيد قدرته حتى يتمكن من فعل الصالحات، و أهلها صالحين قلوبهم مطمئنة.
الحق المراد و واجب كل صاحب نوع : تقوية الإرادة الصالحة والقدرة عليها بحسب الإمكان وتضعيف الإرادة الفاسدة والقدرة معها بحسب الإمكان ولا حول ولا قوة إلا بالله
- العلاقة بين المحبة و البغض و الإرادة:
الحب التام منا مستلزم للإرادة التامة الموجبة للفعل مع القدرة والبغض التام منا مستلزم للكراهة التامة المانعة للقدرة ، و ضعف المحبة أو وجود ما يعارض الحق مما يمنع الفعل حتى مع القدرة.
كما قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا}
- أقسام الناس في المحبة و الإرادة:
1- قوم لهم قدرة ولهم إرادة ومحبة غير مأمور بها فهم إما أن يصرفوا جهدهم ويستعملوه فيما لا يحب الله و سرضاه من الذنوب و المعاصي، أو يستعملون جهدهم فيما هو مباح لا ثواب يرجى من فعلهم .
2- قوم لهم إرادة صالحة ومحبة كاملة لله ولهم أيضا قدرة كاملة ؛ هم من حملوا راية الحق المجاهدين الأطهار.
3- قوم فيهم إرادة صالحة ومحبة لله قوية تامة لكن قدرتهم ناقصة فهم يأتون بمحبوبات الحق من مقدورهم ولا يتركون مما يقوون عليه شيئا لكن قدرتهم قاصرة ومحبتهم كاملة فهو مع القسم الذي قبله.
4- قوم قدرتهم قاصرة وإرادتهم للحق قاصرة وفيهم من إرادة الباطل ما الله به عليم فهؤلاء ضعفاء المجرمين و قد يكون تأثيرهم على قلوب محبيهم كبير بما شاركوهم به من الشر.
2-الدين؛ حده، أنواعه، الدين الحق، موقف بني آدم منه .
الدين هو: الطاعة والعبادة والخلق فهو الطاعة الدائمة اللازمة التي قد صارت عادة وخلقا بخلاف الطاعة مرة واحدة.
أنواع الدين:
1- الدين الحق: هو طاعة الله وعبادته؛ الطاعة المعتادة التي صارت خلقا، عبادة الله وحده لا شريك له وطاعته وطاعة رسوله، هو الإسلام الذي رضيه الله لعباده و لا يرضى لهم غيره.
قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} وقال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
قال تعالى: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً} وهو دين المؤمنين من الأولين والآخرين وهو الدين الذي لا يقبل الله من أحد غيره.
- الدين الحق الذي يدين به الناس في الباطن والظاهر لا بد فيه من الحب والخضوع.
2- الدين الفاسد الباطل: كمن عبد من لا تصلح عبادته أو عبد بما لا يصلح أن يعبد به، قد يكون العبد فيه خاضعًا خضوعا ظاهرا فقط.
3- حاجة الناس للدين
- يفقتر الناس جميعًا للتأله.
- و لا بد لكل آدمي من اجتماع، لا بد أن يشتركوا في محبة شيء عام وبغض شيء عام وهذا هو دينهم المشترك العام.
- ولا بد في كل اجتماع من طاعة ودين وكل دين وطاعة لا يكون لله فهو باطل فكل دين سوي الإسلام فهو باطل.
- مقصود الدين للناس المصالح الدنيوية و الأخروية ليس كما يدعي الفلاسفة و الضالين ، ممن لا يؤمنون بالآخرة.
4- حقيقة توحيد العبادة و فضله و لوازمه و أهله و حقيقة نقيضه.
قال تعالى( ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾
- توحيد الله بالعبادة هي غاية الخلق.
- توحيد العبادة تعني إفراد الله عز و جل بالطاعة و الذل و الخضوع، و العبادة أصلها المحبة و الخضوع لله، و هي المنهج و السبيل اسم جامع لما يحب الله و يرضى من الأعمال الظاهرة و الباطنة.
- لا إله إلا الله ؛ أي لا معبود بحق سواه، و هي شهادة التوحيد، يفصل بها بين الكفر و الإيمان، و الإتيان بحقها هو حق الله عز و جل.
- عبادة الله وحده لا شريك له هي أصل السعادة ورأسها التي لا ينجو أحد من العذاب إلا بها وعبادة إله آخر من دونه هو أصل الشقاء ورأسه الذي لا يبقي في العذاب إلا أهله
-وأنواع الإشراك بالمخلوقات عبادة لها واستعانة بها وغلوا فيها وقولا على الله في أسمائه وصفاته وأحكامه.
4- أنواع التحالفات بين بني آدم؛
- ما كان على الشريعة و ما كان على غير الشريعة، و الأول باطل و الثاني يحبه الله و يرضاه.
- الحكم العام في جميع هذه التحالفات أنه يجب الوفاء فيها بما كان طاعة لله ولا يجوز الوفاء فيها بما كان معصية لله، فعقود الشرع مرجعها إلى أمر الله ورسوله.
3-بيان حقيقة التنعم ،و اللذات في الدنيا و حقيقة الابتلاء و توجيه الشرع لهما و بيان موقف أهل الحق و أهل الباطل منهما.
معنى مهم التنعم هو المقصود الأول من كل قصد .
- التنعم إما بالأمور الدنيوية وإما بالأمور الدينية
1- التنعم بالأمور الدنيوية هو التنعم بالامورالحسية مثل: الأكل والشرب والنكاح واللباس وما يتبع ذلك و التنعم بالأمور النفسية و يقصد بها الرياسة والسلطان، المؤمن والكافر والمنافق مشتركون في جنس التنعم بهذه النعم الدنيوية، لكنهم مختلفون متفاوتون في قدرها و وصفها.
- وأصل ذلك أن التنعم في الدنيا بحسب الحاجة إليها والانتفاع بها، وكل ما يتنعمون به إذا استعملوه على الوجه الذي يحبه الله و يرضاه بالعدل الذي شرعه أوصلهم به إلى ما هو أعظم نعمة منه.
2- التنعم بالأمور الدينية:
- التنعم بالدين يقوم على أمرين تصديق الخبر وطاعة الأمر
- التنعيمات تكون نعمة بمقدار ما يقوم العبد بحقها، فإن قام بشكرها و وضعها فيما يحبه الله و يرضاه كان نعمة في حق العبد، و إن لم يشكر النعمة و استخدمها فيما لا يحب الله ويرضى كانت نقمة عليه و ابتلاء.
- اللذة هي الغاية من الحركات الإرادية.
أجناس اللذات :
1- جنس بالجسد تارة كالأكل والنكاح ونحوهما مما يكون بإحساس الجسد.
2- وجنس يكون مما يتخيله ويتوهمه بنفسه ونفس غيره كالمدح له والتعظيم له والطاعة له .
3- الجنس الثالث أن يكون ما يعلمه بقلبه وروحه وبعقله كذلك كالتذاذه بذكر الله ومعرفته ومعرفة الحق وتألمه بالجهل إما البسيط وهو عدم الكلام والذكر وإما المركب وهو اعتقاد الباطل كما يتألم الجسد بعدم غذائه تارة وبالتغذي بالمضار أخري.
- الانحراف في التعامل مع اللذات:
1- الزهاد البدعيين و المتصوفيين المغالين تركوا ما ينفعهم من لذات الدنيا لم يلتفتوا لنفعها لهم في الآخرة، فاتبعوا الظن ، قال تعالى {إن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى}، سبب ذلك الجهل بالمقاصد والوسائل، فضلوا و أضلوا.
2- النصارى شاركوهم بعض ذلك حين كذبوا بكثير مما وعدوا به في الآخرة من اللذات وضلوا بما ابتدعوه من العبادات فكانوا ضالين كما قال تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}.
3- اليهود أعلم بالمقصود وطريقه، لكنهم غواة قساة مغضوب عليهم؛ لانهم اعتقدوا أن اللذات الحسية والوهمية ليست لذات في الحقيقة وإنما هي دفع آلامم.
و السبب الثاني قولهم أن اللذات العقلية التي أقروا بها لم تحصل لهم ولم يعرفوا الطريق إليها بل ظنوا أن ذلك إنما هو إدراك الوجود المطلق بأنواعه وأحكامه وطلبوا اللذة العقلية في الدنيا بما هو من هذا النمط من الأمور العقلية وتكلموا في الإلهيات بكلام حقه قليل وباطله كثير.
- كل عمل أصله المحبة والإرادة والمقصود منه التنعم بالمراد المحبوب فكل حي إنما يعمل لما فيه تنعمه ولذته.
الابتلاءات
- الابتلاء سنة الله في عباده ليخلص قلبه له، والله تعالى قد جعل أكمل المؤمنين إيمانا أعظمهم بلاء، كما قيل للنبي أي الناس أشد بلاء قال " الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلي الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وإن كان في دينه رقة خفف عنه ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة
- يحتاج العبد إلى ارجاع الأمر إلى أن الله يفعل ما يشاء، و أن أمر المؤمن كله خير .
قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ)
الخيرية هنا مطلقة في الدنيا و الآخرة.
- الرضا بما أمر الله و رسوله من تكاليف واجب، و الرضا بما يقدره الحق من الألم بالمرض والفقر بما خارج عن إرادة البشر مستحب،و الصبر على ما يقدره الحق من الألم بالمرض والفقر واجب، فالتسخط اعتراض على حكم الله و قضائه.
قال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}
-ظهور اهل الباطل في الدنيا فتنة لأهل الحق، هذه الفتنة تصيب الناس بسبب جهلهم بما جاء به الكتاب، و الجهل بحقيقة الدين وبحقيقة النعيم، فلا بد أن يكون المرء عارفا بالعمل الذي يعمله وبالنعيم الذي يطلبه، فلا ينظر للدنيا أنها مطلوبه، بل قلبه متعلق بما ينتظره في الآخرة، وعود الله لعباده المتقين بالنصرة في كتابه العزيز مؤكدة ، يتقبلها العبد باليقين و الصبر.
قال تعالى: في كتابه {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ. إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ. وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}
وقال تعالى: في كتابه {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ. كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}
وقال تعالى: في كتابه {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ. وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ
- الابتلاء و تأخر النصر من أسبابهما الذنوب ، قال تعالى: في يوم أحد {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}، وقال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}
- لذا بالاستغفار تتم الطاعة، و بالصبر يتم اليقين بالوعد.
- ينظر المؤمن لنلنعم بقلب حاضر واعي، فمن النعم الظاهرة ما يكون سببًا للعذاب مع لذته العاجلة، و قد يكون ما ظاهره العذاب سببًا للنعيم مع الألم الذي قد يصدر منه، مفهوم لا بد للمؤمن استحضاره و يرى تربية الله له فيه.
4-أسباب السعادة و النجاة في الدنيا و الآخرة.
يستبان ذلك من الآية {وَالْعَصْرِ. إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} والآية: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ}،(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة: 63).
1- الإيمان بالله و آداء حقه بالتوحيد و الإتيان بكل ما يلزم به : من عبادة الله وحده و طاعته و طاعة الرسول صلى الله عليه و سلم و الإيمان بالكتب و الرسل و اليوم الآخر، فالتوحيد الذي يبنى عليه الإيمان و عبادة الله وحده سبب للسعادة و السكينة و الطمأنينة و الأمن في الدنيا و الآخرة،.
قال تعالى(بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
2- الصبر: العلم بالمطلوب وبطريقه لا يحصلان المقصود إلا مع الإرادة الجازمة و الإرادة الجازمة لا تكون إلا مع الصبر.
3- العلم النافع الذي يورث اليقين الذي هو العلم الثابت المستقر: يحتاج المؤمن لمعرفة الشرور الواقعة ومراتبها في الكتاب والسنة و معرفة الخيرات الواقعة ومراتبها في الكتاب والسنة، هذه المعرفة يتبعها عمل أصله المحبة.
4- اتباع الصراط المستقيم
فأهل الدين الحق هم الذين لهم النعيم الكامل كما أخبر الله بذلك في كتابه في غير موضع كقوله {اهدنا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ.صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} .
وقوله عن المتقين المهتدين {أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}،( (فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة: 38)
5- تقوى الله :
وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}
الأصول ا الموجبة للسعادة في كل ملة: هي الإيمان بالله وباليوم الآخر والعمل الصالح هي الموجبة للسعادة في كل ملة كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}، ما جاءت به الرسل من الشرع هو الأصل الرابع.

المقصد العام للرسالة:[/color]
بيان أن المحبة أصل الدين الحقيقي؛ الصراط المستقيم، في استقامة المحبة استقامة للدين، و في الانحراف في المحبة انحراف عن الصراط امستقيم.
أحسنت نفع الله بك
أ

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 4 جمادى الأولى 1444هـ/27-11-2022م, 12:13 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

( التطبيق الثاني - المرحلة الثانية )
⚪ الرسالة التبوكية

🔸️ ️المقصد الأول :
* ️جماع مصالح العباد في الدنيا والآخرة في قوله تعالى:
*{ وتعاونوا على البرّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتّقوا اللّه إنّ اللّه شديد العقاب }.
▪️مسائله:
* حقيقة البرّ* والتقوى ، وانفرادهما* واقترانهما وما يقتضيه من معاني .
- البرّ :* هو شعائر الدين الظاهرة كالصلاة والزكاة* وما أوجب الله من نفقات وغيرها* مع أعمال الإيمان القلبية كالصبر والوفاء بالعهد ، وما تضمنته هذه الآية من سرد خصال البرّ ، قال عزّ من قائل :
*{ ليس البرّ أن تولّوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكنّ البرّ من آمن باللّه واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنّبيّين وآتى المال على حبّه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السّبيل والسّائلين وفي الرّقاب وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصّابرين في البأساء والضّرّاء وحين البأس أولئك الّذين صدقوا وأولئك هم المتقون }
- التقوى :* العمل بطاعة الله إيمانا واحتسابا في الأمر والنهي ، وهذا يعني أن يكون دافع* الأعمال في مبدئها إيمانا وتصديقا ، لنيل الثواب من الله تعالى احتسابا وهذا هو منتهى الطاعات وغايتها .
- إذا اقترن البر بالتقوى ، كان فارق المعنى بينهما هو الفارق بين المقصود لذاته فهو غاية ، الذي هو* البر *وبين السبب الموصل لها -* فهو السبيل إليها وهو* التقوى* .

* قاعدة في فهم معاني الألفاظ القرآنية والوقوف عند حدود ها ومايترتب من
مفاسد في الإخلال بهذه القاعدة .
- لما كان كلام الله أعظم كلام وأعلاه وأكمله ، كانت ألفاظه ودلالاتها ، لا يدركها* كل قارىء أو متعلم ، فإن لهذه الألفاظ* حدودا في المعنى لا تتعداه* إلى ماوراءه ، لإنها تنزلت* لمراد الله ومقصوده* ، فمتى تخطى* الفهم القاصر* هذا العلم الصحيح ، وقع في زلتين عظيمتين :
- إن هو* أدخل في اللفظ ما ليس منه ، أعطاه حكم المراد من اللفظ فضيّع بهذا الفارق* بينهما الذى هو مُراد في المعنى .
- أن ينقص من مسمى** اللفظ بعض أفراده الداخلة فيه ، فيفقده حكمه، وينفي ما جمع الله بينهما .
والأمثلة على هذا متوافرة ، فاسم الخمر مثلا* ، يُراد به كل مسكر ، فلا يجوز إخراج أنواع من المسكرات من هذا المسمى فلا نعطيها حكم الخمر* .

* حدود وحقيقة الإثم والعدوان والنهي عن تعاطيهما .
الإثم :* هو ما كان محرم* لجنسه ،كالخمر والسرقة والزنا .
العدوان :* هو الزياة المتعدية* لما أباح الله تعالى والدخول في الحرام* ، كنكاح الخامسة* ونحوه .
وكما أمر الشارع بالتعاون على البر والتقوى ، نهى عن الإثم والعدوان ، وجاءت الآيات* تحذر من تخطي حدود الله والاقتراب منها ، لأنها الحد الفاصل بين الحلال والحرام ، قال عزّ من قائل :
{ تلك حدود اللّه فلا تعتدوها ومن يتعدّ حدود اللّه فأولئك هم الظّالمون }*

*بيان الآية لما ينبغي عليه أن يكون حال العبد مع الخلق وحاله مع رب الخلق .

فأما حاله مع الخلق فهو أن يعايشهم بالبر والتقوى ، ناظرا لمقام ربه ، مخلصا له ،* ويكون حاله مع الله ، مسارعا إلى طاعته* ، متجافيا عن معصيته* ماوسعه
قال تعالى : { واتقو الله }

🔸️️المقصد الثاني.
️ أوجب الهجرات* وأفرضها الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
▪️مسائله :
**** بيان أن هذه الهجرة هي التوحيد الصحيح وهي معنى الفرار من الله إليه
وسوق الشواهد القرآنيه* على هذا .
- تلازم تحقيق التوحيد الحق ،* والفرار من الله إليه ، فيترك محبة غير الله إلى محبته سبحانه ، وخوفه* ورجاءه وتوكله على غيره وتعلق قلبه بدعاء هذا الغير ،* والخضوع والاستكانة له* ،* إلى مخافة الله ورجائه والتوكل عليه ودعائه وحده والانقياد والخضوع له متعبدا مخلصا ، وهذا عين الفرار إلى الله* وجوهره
قال تعالى : { ففروا إلى الله }* ، ويكون الفرار منه إليه ، تحقيق لتوحيد الربوبية والإيمان بالقدر ، فهو يفر من المحذوروالمكروه الذي هو* قدر* الله ومشيئته ، إلى رحمته و بره* ولطفه ، وهذا التصورالمتكامل ، إذا تمكّن من القلب ، أورثه تعلقه بالله وحده محبة وخوفا ورجاء ، وانقطاع الطمع في غيره :
كما قال* عليه الصلاة والسلام داعيا ، ضارعا : (لا ملجأ ولا منجى* منك إلا إليك )

* الهجرة إلى الله حقيقتها ومقتضاها .
هي مقتضي النطق بلا إله إلا الله
قوامها وأصلها* الحب والبغض ،* فيفارق المهاجر ما يبغضه الله ، ويأتي ما يحبه الله ، فلا تكون هجرة حتى تكون من حال إلى حال أحب منه وارغب فيه .

* الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حقيقتها ومقتضاها وقوة البيان القرآني* ، للتأكيد على فرضيتها ووجوبها .
- هي مقتضى الشهادة بأن محمدا رسول الله ، فهي فرض عين على كل موحد
جاء في تنزيل الله تعالى :
{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
فتأكد ت هذه الهجرة المفروضة* بتأكيدات في هذه الآية ، أولها ، القسم بأجلّ مقسم به وهو* الله * ونفي الإيمان وثباته عند المؤمنين حتى يتحاكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جرى بينهم من النزاع في* الدين كله جملة وتفصيلا ، بل لابد لهذ التحاكم من اتصافه بالقبول وانشراح الصدور به
حتى تُسلّم رضا* لاقهرا* وغصبا .
وجاء التأكيد أيضا على هذه الهجرة العينية* في قوله تعالى :
*{ النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم }.

*أصل الشقاء والشر في الدنيا* مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم وكذا سر النجاة والسعادة* في طاعته.
- ضنك الدنيا وشرورها* وما يحدث في العالم من كدر وعدوان، هو* ثمرةوعاقبة مخالفة الرسول والبعد عن طاعته،* وكذا عذاب الآخرة ووخيم عواقبها ، وفي المقابل فإن السعادة* والنجاة في الدنيا والآخرة ، التزام طاعته والسير في ركاب هديه ، فلا شقاء ولا ضلال
قال تعالى :
*{ ذلك خيرٌ وأحسن تأويلًا } أي عاقبة ومآلا
ولتكمل للمؤمن هذه السعادة بالاتباع والطاعة ، عليه دعوة* الخلق إلى هذا الهدى علما وعملا به* ، ومن ثم الصبر والجهاد على هذه الدعوة وما يعترضه من صعاب وعوائق .

🔸️المقصد الثالث
* بيان أن الهدى مصدره الوحي والتنزيل وما خلافه هو الضلال والباطل .
▪️ مسائله :
** أقسام المبطلين الضالين من المتبوعين** و التعريف بهم وأصل ضلال كل فئة .
قال تعالى :
{ اتّبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء قليلًا ما تذكّرون }
فلا حجة بعد هذا ولا جدال في أن الهدى أصله الوحي* المنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم وأن ماعداه هو أراء العقول وأهوائها
أما* أهل الباطل فهم على ضربين :
*{ افترى على اللّه كذبًا أو كذّب بآياته }
1 - المُفتري من وضع الباطل وزينه* ودعا الناس إليه. فهذا* كَفر وهلك* لكونه واضع للباطل داع إليه.
2 -* رادّ الحق المُكذب به* ، وهذا كُفره وهلاكه لتكذيبه للحق* ورده .
وبقى* الكلام على صنف ثالث ، يَدّعون مقالا* أنهم تُبعٌ لأئمة هدى ، وهم يُخالفونهم حالا* ، فما نفعتهم هذه الموالاة وهذه الدعوى ، قال عزّ من قائل :
*{ إذ تبرّأ الّذين اتّبعوا من الّذين اتّبعوا ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب * وقال الّذين اتّبعوا لو أنّ لنا كرّةً فنتبرّأ منهم كما تبرّءوا منّا كذلك يريهم اللّه أعمالهم حسراتٍ عليهم وما هم بخارجين من النّار }

*أقسام المهديين من المتبوعين ، ودلالة السنة على هذا التقسيم .
- القسم الأول : هم الصفوة ، الصحابة، ترضي الله عنهم* في كتابه،* قرآنا يتلى إلى يوم الدين ، منزلة لاتنال ولا تدرك .
- القسم الثاني :* من تبع هؤلاء الصحابة المرضي عنهم ، بإحسان إلى يوم الدين ، من التابعين الذين* أدركوا الصحابة ورأوهم*** ومن جاء بعدهم بالتتابع على مر الزمان ،* على شرط الاقتداء والاهتداء* بهم* ، وقسم ثالث موعود بالسعادة ، وهم ذريةٌ دون البلوغ والتكليف يُلحقُون بالآباء السعداء* لتقر عينهم بالاجتماع بهم في دار السرور . وتكمل* عاقبتهم سرورا .
* قال تعالى :
{ والّذين آمنوا واتّبعتهم ذرّيّتهم بإيمانٍ ألحقنا بهم ذرّيّتهم وما ألتناهم من عملهم من شيءٍ كلّ امرئٍ بما كسب رهينٌ }.
كما جاء في حديثه عليه الصلاة والسلام ، في وصف أقسام الناس تجاه من أُنزل عليه* من الهدى والوحي
* بين مهديين وضالّين* وما بين كل* قسم من تفاوت وتباين في الهدى والضلال
ومن ثَم التفاوت* في العواقب* ، فريق في النار شقي ، وفريق في الجنة* سعيد :
( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم: كمثل غيثٍ أصاب أرضًا؛ فكانت منها طائفةٌ طبّبةٌ قبلت الماء؛ فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء؛ فسقى الناس وزرعوا، وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعانٌ لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا, ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به".

🔸️المقصد الرابع
* ️الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، زادُها،* والصبر على طول** السفر .
▪️مسائله :
** دوام الصلة* بكتاب الله تعالى على وجه التدبر والنظر ، وعرض مثال مطول على المراد بالتدبر .
- بعد ملازمة المهاجرللصبر واتخاذه مطية وبذل غاية الوسع في هذه الهجرة المفروضة العينية ، مُلتجِأ ، مُفتقِرا* مُتوكلا مُستعينا بربه ،* ولا يتحقق له هذا* ولا يتحصل عليه ، إلا بالقرب من* كتاب الله على وجه التدبر والتفكر ، حتى تملأ عليه معاني الكتاب الكريم أقطار قلبه وروحه ، فتصير* هاديه وحاذيه في سفره كله* فتُطوى له المراحل وتنزوي له الأرض .*
وللدلالة والاشادة بهذا المقام الكريم* وهذه الحدائق المونقة من النظر في معاني كلام الله تعالى* ، استخرج ابن القيم رحمه الله من قوله تعالى :
{ هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين } لطائف عزيزة وأسرار دقيقة ، لا تكون إلا بإطالة النظر وملازمة الصحبة لكتاب الله على وجه الاستهداء والتصديق .

* مصاحبة أهل الحق الذين ماتوا عليه ولم يفتنوا .
والحي تُخشي عليه الفتنة ، فليجعل رفقائه وندمائه ممن غادروا هذه الدنيا على الإيمان والإحسان فهم أهل للتأسي بهم واتباع خطاهم ، تشتعل همته* بسِيرِهم ويزداد توقا بذكرهم وخبرهم .

* العيش كالغريب ، ومخالطة الناس بتوفية حقوقهم* ، ودليله وهاديه :
{ خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين }
- يعايشهم بالإحسان وبذل الواجب والمندوب ، يراعيهم رحمةً ويأمرهم بالمعروف* وينهاهم عن المنكر ، يعادي ويوالى في الله،* وهو في كل هذا غريب عنهم بحسن الصيانة ، قريب منهم بإحسانه .

🔸️المقصد* الخامس
*** أسباب الوصول* لكمال الخلق القرآني .
▪️مسائله :
* لين الجانب* وسهولة النفس* ، لتسمع وتنقاد .
- إن النفس متى كانت لينة هينة ، سَهُل عليها الانقياد للخير وبذله والتواضع للخلق والتغافل عن غلطاتهم ، بخلاق الطبع الجافي القاسي .

* قوة النفس القاهرة* في مقابل سطوة الشهوة و الهوى .
- ان تكون النفس* غلابة لهواها ، ترى معالى الأمور وتمضي لها ، تُجافي الكسل والخمول ، وتكره* البطالة والهمود ، فهي في كدّ وجهاد ، ورفعة وازدياد .

* علم أصيل يرى به حقائق الأشياء فلايخفى عليه الحق و الباطل .
- لاعمل إلا ويسبقه علم صحيح نافع ، صافي المورد لاتشوبه الشوائب ، يسير على هداه ويقتفي مناراته .

🔸️استخلاص المقاصد الفرعية :
1-* ️جماع مصالح العباد في الدنيا والآخرة في قوله تعالى:
*{ وتعاونوا على البرّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتّقوا اللّه إنّ اللّه شديد العقاب }.

️** 2-* أوجب الهجرات* وأفرضها الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

* 3-* بيان أن الهدى مصدره الوحي والتنزيل وما خلافه هو الضلال والباطل .

4 - ️الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، زادُها والصبر على طول** السفر .

5-* أسباب الوصول* لكمال الخلق القرآني .

🔸️استخلاص المقصد الكلي*
* لا سعادة في الدارين إلا بتقوى الله وتعاون العباد على البر والتقوى فيما بينهم*، وحقيقة هذه السعادة وسبيلها :
لزوم الهجرة إلى الله ورسوله حتى الممات *

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 12 جمادى الأولى 1444هـ/5-12-2022م, 04:19 PM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,037
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد مختار مشاهدة المشاركة
( التطبيق الثاني - المرحلة الثانية )
⚪ الرسالة التبوكية

🔸️ ️المقصد الأول :
* ️جماع مصالح العباد في الدنيا والآخرة في قوله تعالى:
*{ وتعاونوا على البرّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتّقوا اللّه إنّ اللّه شديد العقاب }.
▪️مسائله:
* حقيقة البرّ* والتقوى ، وانفرادهما* واقترانهما وما يقتضيه من معاني .
- البرّ :* هو شعائر الدين الظاهرة كالصلاة والزكاة* وما أوجب الله من نفقات وغيرها* مع أعمال الإيمان القلبية كالصبر والوفاء بالعهد ، وما تضمنته هذه الآية من سرد خصال البرّ ، قال عزّ من قائل :
*{ ليس البرّ أن تولّوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكنّ البرّ من آمن باللّه واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنّبيّين وآتى المال على حبّه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السّبيل والسّائلين وفي الرّقاب وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصّابرين في البأساء والضّرّاء وحين البأس أولئك الّذين صدقوا وأولئك هم المتقون }
- التقوى :* العمل بطاعة الله إيمانا واحتسابا في الأمر والنهي ، وهذا يعني أن يكون دافع* الأعمال في مبدئها إيمانا وتصديقا ، لنيل الثواب من الله تعالى احتسابا وهذا هو منتهى الطاعات وغايتها .
- إذا اقترن البر بالتقوى ، كان فارق المعنى بينهما هو الفارق بين المقصود لذاته فهو غاية ، الذي هو* البر *وبين السبب الموصل لها -* فهو السبيل إليها وهو* التقوى* .

* قاعدة في فهم معاني الألفاظ القرآنية والوقوف عند حدود ها ومايترتب من
مفاسد في الإخلال بهذه القاعدة .
- لما كان كلام الله أعظم كلام وأعلاه وأكمله ، كانت ألفاظه ودلالاتها ، لا يدركها* كل قارىء أو متعلم ، فإن لهذه الألفاظ* حدودا في المعنى لا تتعداه* إلى ماوراءه ، لإنها تنزلت* لمراد الله ومقصوده* ، فمتى تخطى* الفهم القاصر* هذا العلم الصحيح ، وقع في زلتين عظيمتين :
- إن هو* أدخل في اللفظ ما ليس منه ، أعطاه حكم المراد من اللفظ فضيّع بهذا الفارق* بينهما الذى هو مُراد في المعنى .
- أن ينقص من مسمى** اللفظ بعض أفراده الداخلة فيه ، فيفقده حكمه، وينفي ما جمع الله بينهما .
والأمثلة على هذا متوافرة ، فاسم الخمر مثلا* ، يُراد به كل مسكر ، فلا يجوز إخراج أنواع من المسكرات من هذا المسمى فلا نعطيها حكم الخمر* .

* حدود وحقيقة الإثم والعدوان والنهي عن تعاطيهما .
الإثم :* هو ما كان محرم* لجنسه ،كالخمر والسرقة والزنا .
العدوان :* هو الزياة المتعدية* لما أباح الله تعالى والدخول في الحرام* ، كنكاح الخامسة* ونحوه .
وكما أمر الشارع بالتعاون على البر والتقوى ، نهى عن الإثم والعدوان ، وجاءت الآيات* تحذر من تخطي حدود الله والاقتراب منها ، لأنها الحد الفاصل بين الحلال والحرام ، قال عزّ من قائل :
{ تلك حدود اللّه فلا تعتدوها ومن يتعدّ حدود اللّه فأولئك هم الظّالمون }*

*بيان الآية لما ينبغي عليه أن يكون حال العبد مع الخلق وحاله مع رب الخلق .

فأما حاله مع الخلق فهو أن يعايشهم بالبر والتقوى ، ناظرا لمقام ربه ، مخلصا له ،* ويكون حاله مع الله ، مسارعا إلى طاعته* ، متجافيا عن معصيته* ماوسعه
قال تعالى : { واتقو الله }

🔸️️المقصد الثاني.
️ أوجب الهجرات* وأفرضها الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
▪️مسائله :
**** بيان أن هذه الهجرة هي التوحيد الصحيح وهي معنى الفرار من الله إليه
وسوق الشواهد القرآنيه* على هذا .
- تلازم تحقيق التوحيد الحق ،* والفرار من الله إليه ، فيترك محبة غير الله إلى محبته سبحانه ، وخوفه* ورجاءه وتوكله على غيره وتعلق قلبه بدعاء هذا الغير ،* والخضوع والاستكانة له* ،* إلى مخافة الله ورجائه والتوكل عليه ودعائه وحده والانقياد والخضوع له متعبدا مخلصا ، وهذا عين الفرار إلى الله* وجوهره
قال تعالى : { ففروا إلى الله }* ، ويكون الفرار منه إليه ، تحقيق لتوحيد الربوبية والإيمان بالقدر ، فهو يفر من المحذوروالمكروه الذي هو* قدر* الله ومشيئته ، إلى رحمته و بره* ولطفه ، وهذا التصورالمتكامل ، إذا تمكّن من القلب ، أورثه تعلقه بالله وحده محبة وخوفا ورجاء ، وانقطاع الطمع في غيره :
كما قال* عليه الصلاة والسلام داعيا ، ضارعا : (لا ملجأ ولا منجى* منك إلا إليك )

* الهجرة إلى الله حقيقتها ومقتضاها .
هي مقتضي النطق بلا إله إلا الله
قوامها وأصلها* الحب والبغض ،* فيفارق المهاجر ما يبغضه الله ، ويأتي ما يحبه الله ، فلا تكون هجرة حتى تكون من حال إلى حال أحب منه وارغب فيه .

* الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حقيقتها ومقتضاها وقوة البيان القرآني* ، للتأكيد على فرضيتها ووجوبها .
- هي مقتضى الشهادة بأن محمدا رسول الله ، فهي فرض عين على كل موحد
جاء في تنزيل الله تعالى :
{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
فتأكد ت هذه الهجرة المفروضة* بتأكيدات في هذه الآية ، أولها ، القسم بأجلّ مقسم به وهو* الله * ونفي الإيمان وثباته عند المؤمنين حتى يتحاكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جرى بينهم من النزاع في* الدين كله جملة وتفصيلا ، بل لابد لهذ التحاكم من اتصافه بالقبول وانشراح الصدور به
حتى تُسلّم رضا* لاقهرا* وغصبا .
وجاء التأكيد أيضا على هذه الهجرة العينية* في قوله تعالى :
*{ النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم }.

*أصل الشقاء والشر في الدنيا* مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم وكذا سر النجاة والسعادة* في طاعته.
- ضنك الدنيا وشرورها* وما يحدث في العالم من كدر وعدوان، هو* ثمرةوعاقبة مخالفة الرسول والبعد عن طاعته،* وكذا عذاب الآخرة ووخيم عواقبها ، وفي المقابل فإن السعادة* والنجاة في الدنيا والآخرة ، التزام طاعته والسير في ركاب هديه ، فلا شقاء ولا ضلال
قال تعالى :
*{ ذلك خيرٌ وأحسن تأويلًا } أي عاقبة ومآلا
ولتكمل للمؤمن هذه السعادة بالاتباع والطاعة ، عليه دعوة* الخلق إلى هذا الهدى علما وعملا به* ، ومن ثم الصبر والجهاد على هذه الدعوة وما يعترضه من صعاب وعوائق .

🔸️المقصد الثالث
* بيان أن الهدى مصدره الوحي والتنزيل وما خلافه هو الضلال والباطل .
▪️ مسائله :
** أقسام المبطلين الضالين من المتبوعين** و التعريف بهم وأصل ضلال كل فئة .
قال تعالى :
{ اتّبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء قليلًا ما تذكّرون }
فلا حجة بعد هذا ولا جدال في أن الهدى أصله الوحي* المنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم وأن ماعداه هو أراء العقول وأهوائها
أما* أهل الباطل فهم على ضربين :
*{ افترى على اللّه كذبًا أو كذّب بآياته }
1 - المُفتري من وضع الباطل وزينه* ودعا الناس إليه. فهذا* كَفر وهلك* لكونه واضع للباطل داع إليه.
2 -* رادّ الحق المُكذب به* ، وهذا كُفره وهلاكه لتكذيبه للحق* ورده .
وبقى* الكلام على صنف ثالث ، يَدّعون مقالا* أنهم تُبعٌ لأئمة هدى ، وهم يُخالفونهم حالا* ، فما نفعتهم هذه الموالاة وهذه الدعوى ، قال عزّ من قائل :
*{ إذ تبرّأ الّذين اتّبعوا من الّذين اتّبعوا ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب * وقال الّذين اتّبعوا لو أنّ لنا كرّةً فنتبرّأ منهم كما تبرّءوا منّا كذلك يريهم اللّه أعمالهم حسراتٍ عليهم وما هم بخارجين من النّار }

*أقسام المهديين من المتبوعين ، ودلالة السنة على هذا التقسيم .
- القسم الأول : هم الصفوة ، الصحابة، ترضي الله عنهم* في كتابه،* قرآنا يتلى إلى يوم الدين ، منزلة لاتنال ولا تدرك .
- القسم الثاني :* من تبع هؤلاء الصحابة المرضي عنهم ، بإحسان إلى يوم الدين ، من التابعين الذين* أدركوا الصحابة ورأوهم*** ومن جاء بعدهم بالتتابع على مر الزمان ،* على شرط الاقتداء والاهتداء* بهم* ، وقسم ثالث موعود بالسعادة ، وهم ذريةٌ دون البلوغ والتكليف يُلحقُون بالآباء السعداء* لتقر عينهم بالاجتماع بهم في دار السرور . وتكمل* عاقبتهم سرورا .
* قال تعالى :
{ والّذين آمنوا واتّبعتهم ذرّيّتهم بإيمانٍ ألحقنا بهم ذرّيّتهم وما ألتناهم من عملهم من شيءٍ كلّ امرئٍ بما كسب رهينٌ }.
كما جاء في حديثه عليه الصلاة والسلام ، في وصف أقسام الناس تجاه من أُنزل عليه* من الهدى والوحي
* بين مهديين وضالّين* وما بين كل* قسم من تفاوت وتباين في الهدى والضلال
ومن ثَم التفاوت* في العواقب* ، فريق في النار شقي ، وفريق في الجنة* سعيد :
( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم: كمثل غيثٍ أصاب أرضًا؛ فكانت منها طائفةٌ طبّبةٌ قبلت الماء؛ فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء؛ فسقى الناس وزرعوا، وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعانٌ لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا, ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به".

🔸️المقصد الرابع
* ️الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، زادُها،* والصبر على طول** السفر .
▪️مسائله :
** دوام الصلة* بكتاب الله تعالى على وجه التدبر والنظر ، وعرض مثال مطول على المراد بالتدبر .
- بعد ملازمة المهاجرللصبر واتخاذه مطية وبذل غاية الوسع في هذه الهجرة المفروضة العينية ، مُلتجِأ ، مُفتقِرا* مُتوكلا مُستعينا بربه ،* ولا يتحقق له هذا* ولا يتحصل عليه ، إلا بالقرب من* كتاب الله على وجه التدبر والتفكر ، حتى تملأ عليه معاني الكتاب الكريم أقطار قلبه وروحه ، فتصير* هاديه وحاذيه في سفره كله* فتُطوى له المراحل وتنزوي له الأرض .*
وللدلالة والاشادة بهذا المقام الكريم* وهذه الحدائق المونقة من النظر في معاني كلام الله تعالى* ، استخرج ابن القيم رحمه الله من قوله تعالى :
{ هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين } لطائف عزيزة وأسرار دقيقة ، لا تكون إلا بإطالة النظر وملازمة الصحبة لكتاب الله على وجه الاستهداء والتصديق .

* مصاحبة أهل الحق الذين ماتوا عليه ولم يفتنوا .
والحي تُخشي عليه الفتنة ، فليجعل رفقائه وندمائه ممن غادروا هذه الدنيا على الإيمان والإحسان فهم أهل للتأسي بهم واتباع خطاهم ، تشتعل همته* بسِيرِهم ويزداد توقا بذكرهم وخبرهم .

* العيش كالغريب ، ومخالطة الناس بتوفية حقوقهم* ، ودليله وهاديه :
{ خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين }
- يعايشهم بالإحسان وبذل الواجب والمندوب ، يراعيهم رحمةً ويأمرهم بالمعروف* وينهاهم عن المنكر ، يعادي ويوالى في الله،* وهو في كل هذا غريب عنهم بحسن الصيانة ، قريب منهم بإحسانه .

🔸️المقصد* الخامس
*** أسباب الوصول* لكمال الخلق القرآني .
▪️مسائله :
* لين الجانب* وسهولة النفس* ، لتسمع وتنقاد .
- إن النفس متى كانت لينة هينة ، سَهُل عليها الانقياد للخير وبذله والتواضع للخلق والتغافل عن غلطاتهم ، بخلاق الطبع الجافي القاسي .

* قوة النفس القاهرة* في مقابل سطوة الشهوة و الهوى .
- ان تكون النفس* غلابة لهواها ، ترى معالى الأمور وتمضي لها ، تُجافي الكسل والخمول ، وتكره* البطالة والهمود ، فهي في كدّ وجهاد ، ورفعة وازدياد .

* علم أصيل يرى به حقائق الأشياء فلايخفى عليه الحق و الباطل .
- لاعمل إلا ويسبقه علم صحيح نافع ، صافي المورد لاتشوبه الشوائب ، يسير على هداه ويقتفي مناراته .

🔸️استخلاص المقاصد الفرعية :
1-* ️جماع مصالح العباد في الدنيا والآخرة في قوله تعالى:
*{ وتعاونوا على البرّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتّقوا اللّه إنّ اللّه شديد العقاب }.

️** 2-* أوجب الهجرات* وأفرضها الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

* 3-* بيان أن الهدى مصدره الوحي والتنزيل وما خلافه هو الضلال والباطل .

4 - ️الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، زادُها والصبر على طول** السفر .

5-* أسباب الوصول* لكمال الخلق القرآني .

🔸️استخلاص المقصد الكلي*
* لا سعادة في الدارين إلا بتقوى الله وتعاون العباد على البر والتقوى فيما بينهم*، وحقيقة هذه السعادة وسبيلها :
لزوم الهجرة إلى الله ورسوله حتى الممات *
أحسنت نفع الله بك
أ
لو تقللي من استخدام النجمة (*)

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 19 جمادى الأولى 1444هـ/12-12-2022م, 01:21 PM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

جزاكم الله عنا دوما خيرا
لم أضع كل هذا الكم من * ، وجدته بعد تنزيل النص ، وتفجاءت انا أيضا ؛
شكرا للتنبيه

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 30 ربيع الأول 1445هـ/14-10-2023م, 06:08 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

الإجابة:
-جماع الدين في التعاون على البر والتقوى.
-قوله تعالى:" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ "اشتملت هذه الآية على عامة مصالح العباد.
فكان اشتمالها على جميع مصالح العباد في دنياهم وآخرتهم من حيث الزمان، وبينهم وبين ربهم من حيث الواجبات.
-واجبات العبد بينه وبين ربه وبينه وبين الخلق.
فما كان بينهم وبين الخلق من مصاحبات ومعاملات فالواجب فيها أن تكون على شرع الله وما أمر الله، وما بينهم وبين الله فكما أمر الله عباده من توحيد الله عز وجل وما عليهم من عبادات فتشمل طاعته في فعل ما أمر وترك ما نهى.
-حقيقة البر والتقوى وحقيقة الإثم والعدوان
البر والتقوى هم جماع الدين كله، إذا انفردا كان كل منهما يدل على الآخر فالبر هو المطلوب والتقوى هي الوسيلة إليه، وإذا اجتمعا كان لكل منهما ما انفرد به من معنى.
فالبر هو الكمال المطلوب من الشيء، والمنافع التي فيه والخير، وضده الإثم وهو كلمة جامعة للشر والعيوب التي يذم عليها العبد، والعدوان هو الزيادة في قدر الإثم وتعدي حدود الله.
أما التقوى فهي العمل بطاعة الله إيمانا واحتسابا أمرا ونهيا، وقيل هي أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك المعصية على نور من الله تخاف عقاب الله.
- الهجرة إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم فرض عين على كل مسلم
-الهجرة إلى الله وهي الفرار من الله إليه
الهجرة إلى الله هي الهجرة من محبة غير الله إلى محبة الله، وطاعة غير الله إلى طاعة الله، وصرف العبادات إلى الله وحده ولا يشرك فيها أحدا غير الله.
-أنواع الهجرة، الهجرة بالبدن والهجرة بالقلب
والهجرة بالبدن هي صرف العبادات لله تعالى وحده لا شريك له من صلاة وزكاة وصوم وحج وعمرة، أما الهجرة بالبدن فهي أن يهاجر بقلبه إلى محبة الله والخوف منه ورجاء مغفرته وعفوه ورحمته والتوكل عليه في جلب المنافع ودفع الضرر.
-الهجرة من وإلى – مبدأها ومنتهاها.
فهي هجرة من الشرك إلى التوحيد، ومن المعصية إلى الطاعة، ويعلم أنه لا ملجأ من الله إلا إليه وهذه هي - حقيقة الهجرة.
-داعي المحبة والهجرة.
والداعي إلى هجرة ما نهى الله عنه إلى ما يحبه الله من أقوال وأفعال هو محبة الله تعالى، فيؤثر محبة ما أحب الله على ما يحبه هواه ونفسه الأمارة بالسوء، -ويكون ضعف وقوة الهجرة على قدر داعي المحبة في قلب العبد.
وهذه هي الهجرة الدائمة هجر ما نهى الله عنه إلى ما يحبه الله من أقوال وأفعال باطنة وظاهرة وهي قائمة في العبد طوال حياته تنتهي بموته، أما -الهجرة العارضة فهي الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام التي كانت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وانتهت بالفتح.
-حكم الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال بن القيم:" فحدّ هذه الهجرة: سفر الفكر في كل مسألة من مسائل الإيمان، ونازلة من نوازل القلوب، وحادثةٍ من حوادث الأحكام، إلى معدن الهدى ومنبع النور المتلقى من فم الصادق المصدوق، الذي لا ينطق عن الهوى {إن هو إلّا وحيٌ يوحى (4)}، فكل مسألةٍ طلعت عليها شمس رسالته وإلا فاقذف بها في بحار الظلمات، وكل شاهد عدّله هذا المزكّي الصادق وإلا فعدّه من أهل الريب والتهمات؛ فهذا هو حدّ هذه الهجرة".
هذه الهجرة هي فرض على كل مسلم، وهي -مقتضى شهادة أن لا إله إلا إله وأن محمد رسول الله، وعنها سيسأل العبد يوم القيامة.
قال قتادة: "كلمتان يسأل عنهما الأولون والآخرون: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟
وهاتان الكلمتان هما مضمون الشهادتين والدليل على الخضوع والتسليم.
-الخضوع والتسليم، وقوله تعالى: "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" النساء 65.
فأقسم سبحانه بأجل مقسم به -وهو نفسه -عز وجل-,أكده على أنهم لا يثبت لهم الإيمان، ولا يكونون من أهله، حتى يحكموا رسوله في جميع موارد النزاع، وهو كل ما شجر بينهم من مسائل النزاع في جميع أبواب الدين، فما تدل على العموم، ولم يقتصر فقط التسليم والخضوع وعليهم أن تنشرح صدورهم لحكمه، فلا يجدوا في أنفسهم حرجا مما حكم به.
-حب الرسول صلى الله عليه وسلم، وتفسير قوله تعالى: "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ" الأحزاب 6.
كيف يكون النبي أولى لي من نفسي، ذلك بأن يكون أحب إلى العبد من نفسه ويلزم ذلك كمال الانقياد والطاعة والرضى والتسليم لأحكامه وإيثاره عن كل من سواه.
قال تعالى:" يا أيّها الّذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء للّه ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيًّا أو فقيرًا فاللّه أولى بهما فلا تتّبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإنّ اللّه كان بما تعملون خبيرًا"، فأمر سبحانه بأن يقام بالقسط، ويشهد به على كل أحد، ولو كان أحبّ الناس إلى العبد، فيقوم به على نفسه، ووالديه اللذين هما أصله، وهذا يمتحن به العبد إيمانه وصدق محبته لله والرسول صلى الله عليه وسلم، فطاعة الرسول من طاعة الله، عن الزهري قال:" من الله البيان وعلى رسوله البلاغ وعلينا التسليم".
- الهداية والزاد للسفر في الطريق للهجرة
-شرح قوله تعالى:"۞ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن ..." سورة البقرة 177، وبيان البر وعلاقته بأركان الإيمان والشرائع.
البر يخل في مسماه الإيمان الباطن والظاهر، فأخبر تعالى أن البر هو الإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وهذه هي أصول الإيمان الخمسة.
وأيضا البر يشمل الشرائع الظاهرة من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنفقات الواجبة.
ويشمل أيضا أعمال القلوب مثل الصبر بأنواعه، والمعاملات مثل الوفاء بالعهد.
وهذه هي خصال التقوى.
-§أهمية العلم بحدود الله ومفسدة الجهل بحدود الله.
وحتى يأتي العبد بأعمال البر والتقوى عليه أن يعلم حدود الله ما أمر وما نهى في كل أموره الدنيوية من مأكل ومشرب وملبس وأعمال ومعاملات، فالجهل هو المفسدة التي تؤدي إلى فعل المعاصي وانتهاك الحرمات وإيقاع الخصومات.
-§العلم الموروث عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وحتى يكون العبد على نور من الله في عباداته وأقواله وأفعاله فعليه بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته، ويعود شر الدنيا والآخرة إلى مخالفة الرسول وما يترتب عليه، فلو أن الناس أطاعوا الرسول حق طاعته لم يكن في الأرض شر قط، فعلم أن شرور الدنيا والآخرة إنما هي الجهل بما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - والخروج عنه.
وللعلم الموروث عن الرسول صلى الله عليه وسلم مراتب أربعة إذا حققها العبد فلح وهي:
الأولى: العلم بما جاء به الرسول.
الثانية: العمل به.
الثالثة: بثّه في الناس، ودعوتهم إليه.
الرابعة: صبره وجهاده في أدائه وتنفيذه.
-تدبر القرآن الكريم.
وعمود الأمر كله التدبر في كتاب الله العزيز، والتفكر في آيات الله.
-كيفية تدبر القرآن والإشراف على عجائبه وكنوزه.
يكون تدبر القرآن بتكرار الآيات وملاحظة السياق والاستعانة بالتفاسير التي اعتنت بتفسير السلف، ومعرفة أساليب اللغة والدلالات المختلفة لها مثل الاستفهام الاستنكاري أو للتنبيه وغيره من طرق تدبر القرآن، وفي هذه الرسالة أعطى مثال لتدبر الآيات:"هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين (24) إذ دخلوا عليه فقالوا سلامًا قال سلامٌ قومٌ منكرون (25) فراغ إلى أهله فجاء بعجلٍ سمينٍ (26) فقرّبه إليهم قال ألا تأكلون (27)قالوا لا تخف وبشّروه بغلامٍ عليمٍ (28)فَأَقۡبَلَتِ ٱمۡرَأَتُهُۥ فِي صَرَّةٖفَصَكَّتۡوَجۡهَهَاوَقَالَتۡعَجُوزٌعَقِيمٞ (29) قَالُواْكَذَٰلِكِقَالَرَبُّكِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ (30) ۞"، وذكر فيها فوائد كثيرة نختار منها:"وقوله: {إنّه هو الحكيم العليم (30)} متضمنٌ لإثبات صفة الحكمة والعلم اللذين هما مصدر الخلق والأمر، فجميع ما خلقه سبحانه صادرٌ عن علمه وحكمته، وكذلك أمره وشرعه مصدره عن علمه وحكمته.
والعلم والحكمة متضمنان لجميع الكمال، فالعلم يتضمن الحياة ولوازم كمالها من القومية، [والقدرة]، والبقاء، والسمع، والبصر، وسائر الصفات التي يستلزمها العلم التّام.
والحكمة تتضمن كمال الإرادة، من العدل، والرحمة، والإحسان، والجود، والبر، ووضع الأشياء مواضعها على أحسن وجوهها، ويتضمن إرسال الرسل، وإثبات الثواب والعقاب.
كلّ هذا يعلم من اسمه "الحكيم"، كما هي طريقة القرآن في الاستدلال على هذه المطالب العظيمة بصفة الحكمة، والإنكار على من يزعم أنه خلق الخلق عبثًا أو سدىً أو باطلًا. فنفس حكمته تتضمن الشرع والقدر، والثواب والعقاب، ولهذا كان أصح القولين أن المعاد يعلم بالعقل، وأن السمع ورد بتفصيل ما يدل العقل على إثباته.
ومن تأمل طريقة القرآن وجدها على ذلك، وأنّ الله سبحانه يضرب لهم الأمثال المعقولة التي تدلّ على إمكان المعاد تارةً ووقوعه أخرى، فيذكر أدلة القدرة الدالة على إمكان المقدور، وأدلة الحكمة المستلزمة لوقوعه.
ومن تأمل أدلّة المعاد في القرآن وجدها كذلك مغنيةً -بحمد الله ومنّته على عباده- عن غيرها، كافية شافية موصلةً إلى المطلوب بسرعة، متضمّنة للجواب عن الشّبه العارضة لكثير من الناس.
وإن ساعد التوفيق من الله كتبت في ذلك سفرًا كبيرًا، لما رأيت في الأدلة التي أرشد إليها القرآن من الشفاء، والهدى، وسرعة الإيصال، وحسن البيان، والتنبيه على مواضع الشبه والجواب عنها بما ينثلج له الصدر؛ ويشرق معه اليقين، بخلاف غيره من الأدلة، فإنها على العكس من ذلك، وليس هذا موضع التفصيل.
والمقصود أن مصدر الأشياء خلقًا وأمرًا على علم الرب وحكمته.
واختصت هذه القصة [بذكر] هذين الاسمين لاقتضائها لهما؛ لتعجّب النفوس من تولد مولودٍ بين أبوين لا يولد لمثلهما عادة، وخفاء العلم بسبب هذا الإيلاد، وكون الحكمة اقتضت جريان هذه الولادة على [غير] العادة المعروفة؛ فذكر في الآية اسم العلم والحكمة المتضمن لعلمه سبحانه بسبب هذا الخلق وغايته، وحكمته في وضعه موضعه من غير إخلالٍ بموجب الحكمة."
-الصحبة الصالحة التي تحيي القلب وتبلغه مقصده من السفر.
الرفيق قبل الطريق فكم من رفيق هدى صاحبه وكم من رفيق ضل صاحبه، فسفر القلب إلى الله يحتاج إلى مؤنس، ومن لم يجد رفيق فليمضي في سفره إلى الله وحيدا وليأنس بالله وكتاب الله وسيرة الرسول والصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، فهذا يقوي عزمه في سيره ويهديه سبيل الرشاد.
-معاملة الله وحده، والانقطاع إليه بالكلية.
يقول بن القيم:"ومن أراد هذا السفر فعليه بمرافقة الأموات الذين هم في العالم أحياء، فإنّه يبلغ بمرافقتهم إلى مقصده، وليحذر من مرافقة الأحياء الذين في الناس أموات، فإنهم يقطعون [عليه] طريقه، فليس لهذا السالك أنفع من تلك المرافقة، وأوفق له من هذه المفارقة، فقد قال بعض من سلف: "شتّان بين أقوامٍ موتى تحيا القلوب بذكرهم، وبين أقوامٍ أحياءٍ تموت القلوب بمخالطتهم".
فما على العبد أضرّ من عشرائه وأبناء جنسه، فإن نظره قاصر، وهمّته واقفةٌ عند التشبه بهم ومباهاتهم والسلوك أيّةً سلكوا، حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ لأحبّ أن يدخل معهم."
- جزاء الهجرة إلى الله ورسوله
-كمال السعادة.
كمال السعادة في طاعة الله ورسوله، فيتعلم العبد أمور دينه ويفهمها ويعمل بها ويعلم غيره ويصبر على ذلك، أما الأشقياء الضالين الحائرين يلهثون وراء متع الدنيا ولا يطيعون الله ورسوله فهذا حالهم لأنهم تركوا هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
-الأتباع وأنواعهم، منهم شقي وسعيد.
الأتباع إما شقي وإما سعيد، فالأتباع الأشقياء قال عنهم قال تعالى: “وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثورًا (23)".
فهذه الأعمال التي كانت في الدنيا على غير هدي الرسل وطريقتهم ولغير وجه الله عز وجل، يجعلها الله هباءً منثورًا، لا ينتفع منها صاحبها بشيء أصلًا؛ وهذا من أعظم الحسرات على العبد يوم القيامة أن يرى سعيه كلّه ضائعًا لم ينتفع منه بشيء، وهو أحوج ما كان العامل إلى عمله.
أماالأتباع السّعداء هم الذين قال الله -عز وجل- فيهم: {والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسانٍ رضي اللّه عنهم ورضوا عنه}.
فهؤلاء هم السّعداء الذين ثبت لهم رضى الله عنهم السعادة، وهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكل من تبعهم بإحسان، وهذا يعمّ كل من اتبعهم بإحسان إلى يوم القيامة، فكل من سلك سبيلهم فهو من التابعين لهم بإحسان، وهو ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه.
المقاصد الفرعية:
- جماع الدين في التعاون على البر والتقوى.
- الهجرة إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم فرض عين على كل مسلم
- الهداية والزاد للسفر في الطريق للهجرة
- جزاء الهجرة إلى الله ورسوله
المقصد العام:
هو بيان أهمية الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والارتباط الوثيق بين هذه الهجرة والإيمان، وأن سعادة العبد متوقفة على هذه الهجرة وأن أعظم ما يحصل فيها التعاون على البر والتقوى



أعتذر عن أي تقصير وعن التأخير وجزيتم خيرا

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 17 ربيع الثاني 1445هـ/31-10-2023م, 07:29 PM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,037
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى حامد مشاهدة المشاركة
الإجابة:
-جماع الدين في التعاون على البر والتقوى.
-قوله تعالى:" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ "اشتملت هذه الآية على عامة مصالح العباد.
فكان اشتمالها على جميع مصالح العباد في دنياهم وآخرتهم من حيث الزمان، وبينهم وبين ربهم من حيث الواجبات.
-واجبات العبد بينه وبين ربه وبينه وبين الخلق.
فما كان بينهم وبين الخلق من مصاحبات ومعاملات فالواجب فيها أن تكون على شرع الله وما أمر الله، وما بينهم وبين الله فكما أمر الله عباده من توحيد الله عز وجل وما عليهم من عبادات فتشمل طاعته في فعل ما أمر وترك ما نهى.
-حقيقة البر والتقوى وحقيقة الإثم والعدوان
البر والتقوى هم جماع الدين كله، إذا انفردا كان كل منهما يدل على الآخر فالبر هو المطلوب والتقوى هي الوسيلة إليه، وإذا اجتمعا كان لكل منهما ما انفرد به من معنى.
فالبر هو الكمال المطلوب من الشيء، والمنافع التي فيه والخير، وضده الإثم وهو كلمة جامعة للشر والعيوب التي يذم عليها العبد، والعدوان هو الزيادة في قدر الإثم وتعدي حدود الله.
أما التقوى فهي العمل بطاعة الله إيمانا واحتسابا أمرا ونهيا، وقيل هي أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك المعصية على نور من الله تخاف عقاب الله.
- الهجرة إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم فرض عين على كل مسلم
-الهجرة إلى الله وهي الفرار من الله إليه
الهجرة إلى الله هي الهجرة من محبة غير الله إلى محبة الله، وطاعة غير الله إلى طاعة الله، وصرف العبادات إلى الله وحده ولا يشرك فيها أحدا غير الله.
-أنواع الهجرة، الهجرة بالبدن والهجرة بالقلب
والهجرة بالبدن هي صرف العبادات لله تعالى وحده لا شريك له من صلاة وزكاة وصوم وحج وعمرة، أما الهجرة بالبدن فهي أن يهاجر بقلبه إلى محبة الله والخوف منه ورجاء مغفرته وعفوه ورحمته والتوكل عليه في جلب المنافع ودفع الضرر.
-الهجرة من وإلى – مبدأها ومنتهاها.
فهي هجرة من الشرك إلى التوحيد، ومن المعصية إلى الطاعة، ويعلم أنه لا ملجأ من الله إلا إليه وهذه هي - حقيقة الهجرة.
-داعي المحبة والهجرة.
والداعي إلى هجرة ما نهى الله عنه إلى ما يحبه الله من أقوال وأفعال هو محبة الله تعالى، فيؤثر محبة ما أحب الله على ما يحبه هواه ونفسه الأمارة بالسوء، -ويكون ضعف وقوة الهجرة على قدر داعي المحبة في قلب العبد.
وهذه هي الهجرة الدائمة هجر ما نهى الله عنه إلى ما يحبه الله من أقوال وأفعال باطنة وظاهرة وهي قائمة في العبد طوال حياته تنتهي بموته، أما -الهجرة العارضة فهي الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام التي كانت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وانتهت بالفتح.
-حكم الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال بن القيم:" فحدّ هذه الهجرة: سفر الفكر في كل مسألة من مسائل الإيمان، ونازلة من نوازل القلوب، وحادثةٍ من حوادث الأحكام، إلى معدن الهدى ومنبع النور المتلقى من فم الصادق المصدوق، الذي لا ينطق عن الهوى {إن هو إلّا وحيٌ يوحى (4)}، فكل مسألةٍ طلعت عليها شمس رسالته وإلا فاقذف بها في بحار الظلمات، وكل شاهد عدّله هذا المزكّي الصادق وإلا فعدّه من أهل الريب والتهمات؛ فهذا هو حدّ هذه الهجرة".
هذه الهجرة هي فرض على كل مسلم، وهي -مقتضى شهادة أن لا إله إلا إله وأن محمد رسول الله، وعنها سيسأل العبد يوم القيامة.
قال قتادة: "كلمتان يسأل عنهما الأولون والآخرون: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟
وهاتان الكلمتان هما مضمون الشهادتين والدليل على الخضوع والتسليم.
-الخضوع والتسليم، وقوله تعالى: "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" النساء 65.
فأقسم سبحانه بأجل مقسم به -وهو نفسه -عز وجل-,أكده على أنهم لا يثبت لهم الإيمان، ولا يكونون من أهله، حتى يحكموا رسوله في جميع موارد النزاع، وهو كل ما شجر بينهم من مسائل النزاع في جميع أبواب الدين، فما تدل على العموم، ولم يقتصر فقط التسليم والخضوع وعليهم أن تنشرح صدورهم لحكمه، فلا يجدوا في أنفسهم حرجا مما حكم به.
-حب الرسول صلى الله عليه وسلم، وتفسير قوله تعالى: "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ" الأحزاب 6.
كيف يكون النبي أولى لي من نفسي، ذلك بأن يكون أحب إلى العبد من نفسه ويلزم ذلك كمال الانقياد والطاعة والرضى والتسليم لأحكامه وإيثاره عن كل من سواه.
قال تعالى:" يا أيّها الّذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء للّه ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيًّا أو فقيرًا فاللّه أولى بهما فلا تتّبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإنّ اللّه كان بما تعملون خبيرًا"، فأمر سبحانه بأن يقام بالقسط، ويشهد به على كل أحد، ولو كان أحبّ الناس إلى العبد، فيقوم به على نفسه، ووالديه اللذين هما أصله، وهذا يمتحن به العبد إيمانه وصدق محبته لله والرسول صلى الله عليه وسلم، فطاعة الرسول من طاعة الله، عن الزهري قال:" من الله البيان وعلى رسوله البلاغ وعلينا التسليم".
- الهداية والزاد للسفر في الطريق للهجرة
-شرح قوله تعالى:"۞ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن ..." سورة البقرة 177، وبيان البر وعلاقته بأركان الإيمان والشرائع.
البر يخل في مسماه الإيمان الباطن والظاهر، فأخبر تعالى أن البر هو الإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وهذه هي أصول الإيمان الخمسة.
وأيضا البر يشمل الشرائع الظاهرة من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنفقات الواجبة.
ويشمل أيضا أعمال القلوب مثل الصبر بأنواعه، والمعاملات مثل الوفاء بالعهد.
وهذه هي خصال التقوى.
-§أهمية العلم بحدود الله ومفسدة الجهل بحدود الله.
وحتى يأتي العبد بأعمال البر والتقوى عليه أن يعلم حدود الله ما أمر وما نهى في كل أموره الدنيوية من مأكل ومشرب وملبس وأعمال ومعاملات، فالجهل هو المفسدة التي تؤدي إلى فعل المعاصي وانتهاك الحرمات وإيقاع الخصومات.
-§العلم الموروث عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وحتى يكون العبد على نور من الله في عباداته وأقواله وأفعاله فعليه بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته، ويعود شر الدنيا والآخرة إلى مخالفة الرسول وما يترتب عليه، فلو أن الناس أطاعوا الرسول حق طاعته لم يكن في الأرض شر قط، فعلم أن شرور الدنيا والآخرة إنما هي الجهل بما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - والخروج عنه.
وللعلم الموروث عن الرسول صلى الله عليه وسلم مراتب أربعة إذا حققها العبد فلح وهي:
الأولى: العلم بما جاء به الرسول.
الثانية: العمل به.
الثالثة: بثّه في الناس، ودعوتهم إليه.
الرابعة: صبره وجهاده في أدائه وتنفيذه.
-تدبر القرآن الكريم.
وعمود الأمر كله التدبر في كتاب الله العزيز، والتفكر في آيات الله.
-كيفية تدبر القرآن والإشراف على عجائبه وكنوزه.
يكون تدبر القرآن بتكرار الآيات وملاحظة السياق والاستعانة بالتفاسير التي اعتنت بتفسير السلف، ومعرفة أساليب اللغة والدلالات المختلفة لها مثل الاستفهام الاستنكاري أو للتنبيه وغيره من طرق تدبر القرآن، وفي هذه الرسالة أعطى مثال لتدبر الآيات:"هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين (24) إذ دخلوا عليه فقالوا سلامًا قال سلامٌ قومٌ منكرون (25) فراغ إلى أهله فجاء بعجلٍ سمينٍ (26) فقرّبه إليهم قال ألا تأكلون (27)قالوا لا تخف وبشّروه بغلامٍ عليمٍ (28)فَأَقۡبَلَتِ ٱمۡرَأَتُهُۥ فِي صَرَّةٖفَصَكَّتۡوَجۡهَهَاوَقَالَتۡعَجُوزٌعَقِيمٞ (29) قَالُواْكَذَٰلِكِقَالَرَبُّكِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ (30) ۞"، وذكر فيها فوائد كثيرة نختار منها:"وقوله: {إنّه هو الحكيم العليم (30)} متضمنٌ لإثبات صفة الحكمة والعلم اللذين هما مصدر الخلق والأمر، فجميع ما خلقه سبحانه صادرٌ عن علمه وحكمته، وكذلك أمره وشرعه مصدره عن علمه وحكمته.
والعلم والحكمة متضمنان لجميع الكمال، فالعلم يتضمن الحياة ولوازم كمالها من القومية، [والقدرة]، والبقاء، والسمع، والبصر، وسائر الصفات التي يستلزمها العلم التّام.
والحكمة تتضمن كمال الإرادة، من العدل، والرحمة، والإحسان، والجود، والبر، ووضع الأشياء مواضعها على أحسن وجوهها، ويتضمن إرسال الرسل، وإثبات الثواب والعقاب.
كلّ هذا يعلم من اسمه "الحكيم"، كما هي طريقة القرآن في الاستدلال على هذه المطالب العظيمة بصفة الحكمة، والإنكار على من يزعم أنه خلق الخلق عبثًا أو سدىً أو باطلًا. فنفس حكمته تتضمن الشرع والقدر، والثواب والعقاب، ولهذا كان أصح القولين أن المعاد يعلم بالعقل، وأن السمع ورد بتفصيل ما يدل العقل على إثباته.
ومن تأمل طريقة القرآن وجدها على ذلك، وأنّ الله سبحانه يضرب لهم الأمثال المعقولة التي تدلّ على إمكان المعاد تارةً ووقوعه أخرى، فيذكر أدلة القدرة الدالة على إمكان المقدور، وأدلة الحكمة المستلزمة لوقوعه.
ومن تأمل أدلّة المعاد في القرآن وجدها كذلك مغنيةً -بحمد الله ومنّته على عباده- عن غيرها، كافية شافية موصلةً إلى المطلوب بسرعة، متضمّنة للجواب عن الشّبه العارضة لكثير من الناس.
وإن ساعد التوفيق من الله كتبت في ذلك سفرًا كبيرًا، لما رأيت في الأدلة التي أرشد إليها القرآن من الشفاء، والهدى، وسرعة الإيصال، وحسن البيان، والتنبيه على مواضع الشبه والجواب عنها بما ينثلج له الصدر؛ ويشرق معه اليقين، بخلاف غيره من الأدلة، فإنها على العكس من ذلك، وليس هذا موضع التفصيل.
والمقصود أن مصدر الأشياء خلقًا وأمرًا على علم الرب وحكمته.
واختصت هذه القصة [بذكر] هذين الاسمين لاقتضائها لهما؛ لتعجّب النفوس من تولد مولودٍ بين أبوين لا يولد لمثلهما عادة، وخفاء العلم بسبب هذا الإيلاد، وكون الحكمة اقتضت جريان هذه الولادة على [غير] العادة المعروفة؛ فذكر في الآية اسم العلم والحكمة المتضمن لعلمه سبحانه بسبب هذا الخلق وغايته، وحكمته في وضعه موضعه من غير إخلالٍ بموجب الحكمة."
-الصحبة الصالحة التي تحيي القلب وتبلغه مقصده من السفر.
الرفيق قبل الطريق فكم من رفيق هدى صاحبه وكم من رفيق ضل صاحبه، فسفر القلب إلى الله يحتاج إلى مؤنس، ومن لم يجد رفيق فليمضي في سفره إلى الله وحيدا وليأنس بالله وكتاب الله وسيرة الرسول والصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، فهذا يقوي عزمه في سيره ويهديه سبيل الرشاد.
-معاملة الله وحده، والانقطاع إليه بالكلية.
يقول بن القيم:"ومن أراد هذا السفر فعليه بمرافقة الأموات الذين هم في العالم أحياء، فإنّه يبلغ بمرافقتهم إلى مقصده، وليحذر من مرافقة الأحياء الذين في الناس أموات، فإنهم يقطعون [عليه] طريقه، فليس لهذا السالك أنفع من تلك المرافقة، وأوفق له من هذه المفارقة، فقد قال بعض من سلف: "شتّان بين أقوامٍ موتى تحيا القلوب بذكرهم، وبين أقوامٍ أحياءٍ تموت القلوب بمخالطتهم".
فما على العبد أضرّ من عشرائه وأبناء جنسه، فإن نظره قاصر، وهمّته واقفةٌ عند التشبه بهم ومباهاتهم والسلوك أيّةً سلكوا، حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ لأحبّ أن يدخل معهم."
- جزاء الهجرة إلى الله ورسوله
-كمال السعادة.
كمال السعادة في طاعة الله ورسوله، فيتعلم العبد أمور دينه ويفهمها ويعمل بها ويعلم غيره ويصبر على ذلك، أما الأشقياء الضالين الحائرين يلهثون وراء متع الدنيا ولا يطيعون الله ورسوله فهذا حالهم لأنهم تركوا هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
-الأتباع وأنواعهم، منهم شقي وسعيد.
الأتباع إما شقي وإما سعيد، فالأتباع الأشقياء قال عنهم قال تعالى: “وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثورًا (23)".
فهذه الأعمال التي كانت في الدنيا على غير هدي الرسل وطريقتهم ولغير وجه الله عز وجل، يجعلها الله هباءً منثورًا، لا ينتفع منها صاحبها بشيء أصلًا؛ وهذا من أعظم الحسرات على العبد يوم القيامة أن يرى سعيه كلّه ضائعًا لم ينتفع منه بشيء، وهو أحوج ما كان العامل إلى عمله.
أماالأتباع السّعداء هم الذين قال الله -عز وجل- فيهم: {والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسانٍ رضي اللّه عنهم ورضوا عنه}.
فهؤلاء هم السّعداء الذين ثبت لهم رضى الله عنهم السعادة، وهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكل من تبعهم بإحسان، وهذا يعمّ كل من اتبعهم بإحسان إلى يوم القيامة، فكل من سلك سبيلهم فهو من التابعين لهم بإحسان، وهو ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه.
المقاصد الفرعية:
- جماع الدين في التعاون على البر والتقوى.
- الهجرة إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم فرض عين على كل مسلم
- الهداية والزاد للسفر في الطريق للهجرة
- جزاء الهجرة إلى الله ورسوله
المقصد العام:
هو بيان أهمية الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والارتباط الوثيق بين هذه الهجرة والإيمان، وأن سعادة العبد متوقفة على هذه الهجرة وأن أعظم ما يحصل فيها التعاون على البر والتقوى



أعتذر عن أي تقصير وعن التأخير وجزيتم خيرا
جزاك الله خيرا ونفع بك

في المرات المقبلة احرصي على ترتيب الإجابة
ب+

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir