دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 ربيع الأول 1439هـ/7-12-2017م, 01:38 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثاني: مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة الفاتحة

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير الفاتحة

اختر مجموعة من المجموعات التالية: وأجب على أسئلتها إجابة وافية

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
ب. الوافية
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. فاتحة الكتاب.
ب. السبع المثاني
س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟
س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها؟
س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟
س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة .

المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم القرآن.
ب. سورة الصلاة.
س2: بيّن أنواع المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة وما حكم كل نوع مع التمثيل.
س3: بيّن أنواع الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين.
س4:
بيّن معاني (المثاني) في النصوص وكلام أهل العلم.
س5: اذكر ثلاثا من صيغ الاستعاذة مع الاستدلال.
س6: اكتب رسالة في خمسة أسطر تتحدث فيها عن فضل سورة الفاتحة.

المجموعة الرابعة:
س1. اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة وبيّن سبب ضعفها وحكم متنها.
س2:
هل نزلت سورة الفاتحة مرتين؟
س3: عدّد خمسة من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان أدلتها.
س4: بيّن معنى الاستعاذة وأقسامها.
س5: بيّن المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه.
س6: بيّن وقت الاستعاذة لقراءة القرآن؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها؟

المجموعة الخامسة:

س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.
س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.

س3: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.
س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 ربيع الأول 1439هـ/7-12-2017م, 10:53 AM
خالد العابد خالد العابد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 183
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير الفاتحة
الاسبوع الثاني :
المجموعة الرابعة:
س1: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة وبيّن سبب ضعفها وحكم متنها؟
الأول :حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط وقال: (لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليم بن مسلم).
الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي، ودينار زوج أمّه، متروك الحديث.
المتن صحيح لا نكارة فيه ودلت عليه أحاديث أخرى صحيحة .
الثاني :حديث أبان، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن»رواه عبد بن حميد مرفوعاً، ورواه الفريابي في تفسيره كما في الدر المنثور، وابن مروان الدينوري في المجالسة كلاهما موقوفاً على ابن عباس بلفظ: «فاتحة الكتاب ثلثا القرآن».
واختُلف في؛ فذهب البوصيري إلى أنه أبان بن صمعة، ثقة لكنّه اختلط بعدما أسنّ.
وذهب الألباني إلى أنه أبان ابن أبي عياش البصري، وهو متروك الحديث، وقال ابن حجر في المطالب العالية: (أبان هو الرقاشي: متروك)، ولعله أراد أبان ابن أبي عياش، فسبق ذهنه إلى يزيد بن أبان الرقاشي، وكلاهما متروكان.
وقد حسّن البوصيري إسناد الحديث، وضعّفه ابن حجر لأجل اختلافهما في تعيين أبان.
وأما الألباني فضعّفه جداً؛ لضعف أبان، وضعف شهر بن حوشب.
وأما متن الحديث فيُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح.
الثالث :حديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن» رواه الطبراني في الأوسط.
ورواه ابن الشجري في أماليه من طريق سليمان بن أحمد عن صلة بن سليمان الأحول عن ابن جريج به. وسليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث.
وأما متن الحديث ففي متنه نكارة أو مخالفة لما صحّ من النصوص أو مجازفة بكلام عظيم لا يُحتمل من ضعفاء الرواة.

س2: هل نزلت سورة الفاتحة مرتين؟
وهذا القول أنها نزلت مرتين نسبه الثعلبي والواحدي في البسيط والبغوي في معالم التنزيل إلى الحسين بن الفضل البجلي،
قال الواحدي: (وقال الحسين بن الفضل: سميت مثاني؛ لأنها نزلت مرتين اثنتين؛ مرة بمكة في أوائل ما نزل من القرآن، ومرة بالمدينة).
وقال البغوي: (وقال الحسين بن الفضل: سميت مثاني لأنها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة كل مرة معها سبعون ألف ملك).
وهذا القول لا يصح ولا يثبت ولا تصح نسبته الى الحسين بن فضل .

س3: عدّد خمسة من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان أدلتها؟
الأول : أم القرآن ودليله ما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم.
الثاني : أم الكتاب ودليله ما رواه البخاري من حديث عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب.
الثالث : السبع المثاني وقد استُدّل لهذا الاسم بقوله تعالى:(ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم).
الرابع : القرآن العظيم:(ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم).
الخامس : فاتحة الكتاب لما ورد في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب.

س4: بيّن معنى الاستعاذة وأقسامها؟
الاستعاذة هي الالتجاء إلى من بيده العصمة من شرِّ ما يُستعاذ منه والاعتصام به
قال أبو منصور الأزهري: عاذ فلان بربّه يعوذ عَوْذاً إذا لجأ إليه واعتصم به
والعِصمة هي المنَعَة والحماية ،قال الله تعالى: لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم
وقال تعالى: ما لهم من الله من عاصم.
الاستعاذة على قسمين:
القسم الأول: استعاذة العبادة وهي القيام بالإعمال التعبدية سواء كانت قلبية أو لفظية أو عملية كالخوف والطواف على القبرور والاستعاذة من الأولياء وغيرها وهذه لاتجوز الا لله جل وعلا .
القسم الثاني: استعاذة السبب وهي استعمال الاسباب المسببه لمنع وقوع الشر ودفعه دون صرف نوع من العبادة كمن يستعيذ بأخيه أو سيد قومه لدفع ظلم ظالم وهذا جائز في حق من يستطيع ذلك من الأحياء .

س5: بيّن المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه؟
همز الشيطان : موتة
نفخ الشيطان :الكبر
نفث الشيطان :الشعر
كما قال عمرٌو بن مرة : وهمزه: المُوتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشّعر.

س6: بيّن وقت الاستعاذة لقراءة القرآن؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها؟
قال الله تعالى فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم
المسألة خلاف على أربعة أقوال :
الأول : اذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وهذا قول جمهور أهل العلم وهو الصحيح الذي دلت عليه الأدلة والفهم الصحيح .
الثاني : في الآية تقديم وتأخير، والتقدير إذا استعذت بالله فاقرأ القرآن، وهذا قول أبي عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن
الثالث : إذا قرأت فاجعل مع قراءتك الاستعاذة، وهذا قول ثعلب
الرابع : إذا فرغت من قراءتك فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وهذا القول روي عن أبي هريرة رضي الله عنه، ونُسب القول به إلى الإمام مالك، وحمزة الزيات القارئ، وأبي حاتم السجستاني، وداود بن عليّ الظاهري.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 ربيع الأول 1439هـ/7-12-2017م, 07:38 PM
عيسى لمباركي عيسى لمباركي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 57
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
ج1: الأدلة على فضل الفاتحة كثيرة منها :
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين}). رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم كلهم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس به.
وحديث عبد الله بن جابر البياضي الأنصاري رضي الله عنه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أهراق الماء، فقلت: السلام عليك يا رسول الله؛ فلم يردَّ علي، فقلت: السلام عليك يا رسول الله؛ فلم يردَّ علي، فقلت: السلام عليك يا رسول الله؛ فلم يردَّ علي؛ فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي، وأنا خلفه، حتى دخل رحلَه، ودخلت أنا إلى المسجد؛ فجلستُ كئيباً حزيناً؛ فخرج عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قد تطهَّر، فقال: (عليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله).
ثم قال: (ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن؟).
قلت: بلى يا رسول الله.
قال: (اقرأ {الحمد لله رب العالمين} حتى تختمها). رواه الإمام أحمد والضياء المقدسي في المختارة من طريق محمّد بن عبيد عن هاشم بن البريد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ابن جابر، وهو حديث حسن، وقد تقدّمت بعض شواهده.
وحديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم" فنزل منه مَلَك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم في صحيحه وابن أبي شيبة في مصنفه والنسائي في الكبرى وأبو يعلى وابن حبان والطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي في السنن الصغرى وغيرهم من طريق عمار بن رزيق، عن عبد الله بن عيسى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
وقوله: (لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته) فسّر بعض العلماء الحرف بكلّ كلمة فيها طلب نحو "اهدنا" و"غفرانك"، و"اعف عنا"، ولعل الأظهر عموم حروفها؛ كما فسّره حديث أبي هريرة مرفوعاً: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي..) الحديث؛ فكلّ جملة طلبية عطاؤها الإجابة، وكلّ جملة خبرية عطاؤها ذِكْرُ الله وإثابته.
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
ب. الوافية
ج2: أ : معنى تسمية سورة الفاتحة بأم الكتاب : سميت بذلك لأنها أمت الكتاب بالتقدم وهذا ما ذكره ابن الجوزي في زاد المسير فقال : (ومن أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمَّت الكتاب بالتقدم).
ب: معنى تسمية سورة الفاتحة بالوافية : سميت بذلك لقولين اثنين ، القول الأول : ( لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، وهذا قول الثعلبي. ) والقول الثاني : ( لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري. )
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
ج3: لا يصح ذلك إلا عن مجاهد كما دلت على ذلك الآثار الثابتة عن مجاهد .
وأما نسبتها إلى أبي هريرة فغير صحيحة لأن الآثار كلها مروية من طريق مجاهد ، ومجاهد لم يسمع من أبي هريرة .
وأما نسبتها لزهري فغير صحيحة أيضا ، وذلك لما لما روي عنه في كتاب ( تنزيل القرآن ) المنسوب إليه ، وأنه عد الفاتحة أول ما نزل بالمدينة ، وفي إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
ج4: ما روي في نزول الفاتحة من كنز تحت العرش غير صحيح ، وقد روي فيها حديثان وهما ضعيفان ، وأما الذي ثبت نزوله من تحت العرش فهو خواتيم سورة البقرة ،وقد صحّ ذلك من حديث حذيفة بن اليمان وحديث أبي ذرٍّ رضي الله عنهما .
س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
ج5: عد البسملة آية من سورة الفاتحة اختلف العلماء فيه على قولين ، فمنهم من عدها آية من سورة الفاتحة ، ومنهم من لم يعدها آية من سورة الفاتحة .
فالقول الأول : هو قول الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العدّ المكي والعدّ الكوفي.
واستدل أصحاب هذا القول بأحاديث منها :
1. حديث ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم.
قال الدارقطني: (إسناده صحيح، وكلهم ثقات).
وقد أعلّه بعض أهل الحديث بعلّة الانقطاع؛ والراجح أنه موصول غير منقطع، وإبهام السائل في هذه الرواية لا يضرّ؛ لأنّه قد سُمّي في رواية أخرى وهو "يَعلى بن مملك"، ومن حذف ذكر السائل فقد اختصر الإسناد؛ فانتفت العلّة.
2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: (( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم} إحداها)). رواه الدارقطني والبيهقي من طريق نوح بن أبي بلال، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري , عن أبي هريرة، وهو إسناد صحيح، والموقوف أصح، وله حكم الرفع.
والقول الثاني : هو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد، وهو قول باقي أصحاب العدد.
واستدل أصحاب هذا القول يأحاديث منها :
1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري في القراءة خلف الإمام وغيرهما.
2. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه.
والصواب أنّ الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين.
قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر: (والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات)ا.هـ.
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
الحكمة من مشروعية الاستعاذة : هو افتقار العبد إلى ربّه جلّ وعلا، وإقراره بضعفه وتذلّلـه وشدّة حاجته إليه، وتحمل العبد على الاستقامة على أمر الله جل وعلا ، وتحمل أيضا على الصدق والإخلاص والمحبّة والخوف والرجاء والخشية والإنابة والتوكّل والاستعانة وغيرها.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 ربيع الأول 1439هـ/7-12-2017م, 09:59 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجلس مذاكرة القسم الاول من تفسير سورة الفاتحة
المجموعة الخامسة:
س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.
الضعف في المرويات على نوعين: الضعف في الاسناد و الضعف في المتن
والضعف في الاسناد يكون على درجتين : احدهما الضعف الشديد وهومايكون من متروكي الحديث من الكذابين والمتهمين بالكذب وكثيري الخطأ في الرواية فهولأء لا تتقوى روايتهم بتعدد الطرق والدرجة الاخرى الضعف الغير شديد وهو مايقبل التقوية بتعدد الطرق وهو على انواع فمنه من يكون من رواية الراوي ضعيف الضبط او بعض الانقطاع في الاسناد ونحو ذلك من العلل التي توجب ضعف الاسناد في نفسه لكنها لا تمنع تقويته بتعدد الطرق فما تعددت طرقه واختلفت مخارجه ولم يكن في متنه نكارة فيحكم بصحته
واما ضعف المتون فهو على ثلاثة انواع الاول منها متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها قد دلت عليها ادلة اخرى فيكون في الادلة الصحيحة ما يغني عنها و النوع الثاني مايتوقف في معناه فلا ينفى ولا يثبت الا بدليل صحيح والنوع الثالث مايكون في متنه نكارة او مخالفة لما صح من النصوص وقد يقع في بعض المرويات مايتردد بين نوعين ومايختلف فيه اهل العلم تصحيحا وتضعيفآ

س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.
اختلف العلماء في نزول سورة الفاتحة على اقوال فمنهم من قال انها مكية وهو قول ابي العالية الرياحي والربيع بن انس البكري وروي عن عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس وفد استدل عليه جماعة من المفسرين بقوله تعالى (ولقد ءاتيناك سبعآ من المثاني والقرآن العظيم) وهذه الاية من سورة الحجر وهي مكية باتفاق العلماء وهذا القول هو قول جمهور المفسرين والقول الثاني انها مدنية وهو قول مجاهد بن جبر وقد نسب هذا الفول خطآ الى ابي هريرة وعبدالله بن عمير وعطاء بن يسار وعطاء الخرساني وسوادة بن زياد والزهري وقد حكى هذه الاقوال عنهم البعض وكثر تداولها في كتب التفسير وعلوم القرأن وقد زاد بعضهم على بعض وربما ظن من راى كثرة من نسب اليهم هذا القول ان في المسألة خلافأ قويأ وهي لا تصح عنهم

س3: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.
سورد الفاتحة سبع ايات باجماع القراء والمفسرين وقد دل على النص كما دل الاجماع فاما دلالة النص فقول الله تعالى (ولقد ءاتيناك سبعآ من المثاني والقرآن العظيم) مع ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسيرها بسورة الفاتحة فيكون العدد منصرفأ اليها

س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
تحقبق الاستعاذة في امرين: الاول التجاء القلب الى الله تعالى وطلب اعانته بصدق واخلاص و الامر الثاني اتباع هدى الله فيما أمر به ليعيذه ومن ذلك بذل الاسباب التي امر الله بها والانتهاء عما نهى عنه

س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
الاستعاذة هي الالتجاء الى من بيده العصمة من شر ما يستعاذ منه وهي من العبادات العظيمة التي هي من مقاصد خلق الله تعالى للانس والجن وقد امر الله بالاستعاذة به وهذا الامر يتضمن وعدآ كريمآ باعاذة من يستعيذ يه كما امر الله تعالى بالاستعاذة من الشيطان الرجيم في آيات من القرآن الكريم فقال تعالى (فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) و هذه الايه و مثليتها تدل على ان للشيطان من الشرور ما يستوجب استعاذة المسلم منه بربه ولا سبيل للعصمة من كيده الا بالاستعاذة بالله والايمان به والتوكل عليه و معنى الشيطان في اللغة اسم مشتق من "شطن" وهو لفظ جامع للبعد والمشقة والالتواء والعسر ومعنى الرجم في اللغة الرمي بما يوذي ويضر ومعنى الرجيم اي بمعنى مرجوم او بمعنى راجم والشيطان حيثما كان فهو رجيم مذموم مقذوف بما يسوءه وهو كذلك راجم لاتباعه بسهام الفتن وتزيين الباطل والتثبيط عن الحق

س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟
الحكمة في تقدير الله مايستعاذ منه وخلق الاشياء المؤذية والضارة مع ضمانه لعباده المؤمنين باعاذتهم اذا احسنو الاستعاذة ان الاستعاذة تستحث محركات القلوب من المحبة والخوف والرجاء فيعظم الرجاء في الله لطلب السلامة والعصمة ويعظم الخوف من الله لعلم العبد انه لن يخذل الا من جهة نفسه وذنبه وتعظم محبة العبد لربه لما يرى من اثر اعاذته له ولو قدر خلو العالم الدنيوي من الشرور التي يستعاذ منها لفات على العباد فضيلة التعبد لله تعالى بالاستعاذة به

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 ربيع الأول 1439هـ/8-12-2017م, 12:54 AM
الصورة الرمزية أنس بن محمد بوابرين
أنس بن محمد بوابرين أنس بن محمد بوابرين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
الدولة: مراكش المغرب
المشاركات: 619
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
الجواب : الدليل الأول : حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن» قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى.
الدليل الثاني :حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
الدليل الثالث: حديث العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ »
قلت: بلى.
قال: « فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها »
ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدّثني حتى بلغ قُرْبَ الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي!
قال: « فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ »
قال: فقرأت فاتحة الكتاب، قال: « هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد ». رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
ورواه أبو عبيد وأحمد من طريق إسماعيل بن جعفر قال: أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -وقرأ عليه أبيّ بن كعب أمَّ القرآن- فقال: « والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني».
قال البيهقي: (فيشبه أن يكون هذا القولُ صدرَ من جهةِ صاحبِ الشرعِ صلى الله عليه وسلم لأبيّ، ولأبي سعيد بن المعلَّى كليهما).

س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
ب. الوافية

الجواب :
معنى تسمية سورة الفاتحة بأم الكتاب :
القول الأول : سمِّيت بذلك لتقدمها على سائر سور القرآن الكريم في القراءة في الصلاة وفي كتابة المصاحف، والعرب تسمِّي المقدم أمًّا لأنَّ ما ماخلفه يؤمُّه، فهي أمّ القرآن لأنها مقدّمة في التلاوة في الصلاة وفي الكتاب في المصحف؛ فيبدأ بها كما يبدأ بالأصل.
وهذا القول ذكره بمعناه أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، والبخاري في صحيحه، ثم ذكره جماعة من المفسّرين بعد ذلك.
قال ابن الجوزي في زاد المسير: (ومن أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمَّت الكتاب بالتقدم).
قال البخاري في صحيحه: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة).
وهو مختصر من كلام أبي عبيدة في مجاز القرآن.
القول الثاني :سميت بذلك لتضمنها أصول معاني القرآن؛ وفي التنزيل :{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب} أي مُعظمه وأصله الذي تُرجع إليه معانيه وما تشابه منه فهي أم الكتاب باعتبار أن ما تضمنته من المعاني جامع لما تضمنته سائر سورِهِ؛ ففيها حمد الله تعالى والثناء عليه وتمجيده وإفراده بالعبادة والاستعانة وسؤاله الهداية التي من وفّق لها فهو من الذين أنعم الله عليهم من عباد الله الصالحين السائرين على الصراط المستقيم قد نجّاه الله من سلوك سبل الأشقياء من المغضوب عليهم والضالين.
وسائر سور القرآن الكريم تفصيل وبيان لهذه المعاني، واحتجاج لها بأنواع الحجج، وضرب الأمثال والقصص والعبر التي تبين هذه المعاني وتجليها.
وهذا القول ذكره بمعناه جماعة من المفسرين.
والصواب الجمع بين المعنيين لصحّتهما، وصحّة الدلالة عليهما، وعدم تعارضهما.
-معنى تسمية سورة الفاتحة بالوافية :
القول الأول: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، وهذا قول الثعلبي.
قال الثعلبي: (وتفسيرها لأنها لا تُنَصَّفُ، ولا تحتَمِلُ الاجتزاء؛ ألا ترى أنَّ كلّ سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزاً، ولو نُصِّفَت الفاتحة وقرئت في ركعتين كان غير جائز).
والقول الثاني: لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.
وهذا الاسم ذكره: الثعلبي والزمخشري والرازي والقرطبي والبيضاوي وابن كثير وابن حجر العسقلاني والعيني والسيوطي والشوكاني وغيرهم.
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
الجواب :
أما أبو هريرة والزهري ؛ فقد نسب هذا القول خطأ إليهما ، وكذا نسب هذا القول إلى عبد الله بن عبيد بن عمير، وعطاء بن يسار، وعطاء الخراساني، وسوادة بن زياد.
وقد حكى هذه الأقوال عنهم أبو عمرو الداني وابن عطية وابن الجوزي وعلم الدين السخاوي والقرطبي وابن كثير، وكَثُر تداولها في كتب التفسير وعلوم القرآن، وقد زاد بعضهم على بعض، ووقع في بعض هذه الأسماء تصحيف في بعض كتب التفسير.
فربما ظنَّ من رأى كثرة من نُسب إليهم هذا القول أن في المسألة خلافاً قوياً، وهي لا تصحّ عنهم، ولا أصل لها فيما بين أيدينا من الكتب المسندة إلا ما كان من الخطأ في رواية هذا القول عن أبي هريرة رضي الله عنه، وسيأتي توضيحه.
قال ابن حجر العسقلاني: (وأغرب بعض المتأخّرين فنسب القول بذلك لأبي هريرة والزّهريّ وعطاء بن يسارٍ).
وأما نسبة هذا القول إلى مجاهد فصحيح ، بيد أن وصله إلى أبي هريرة خطأ.
قلت - أي الشيخ -: وقد توسّع من بعدهم في نسبة هذا القول إلى آخرين.
ونسبة القول بأن الفاتحة مدنية إلى أبي هريرة رضي الله عنه لها علّة ينبغي أن تُكشف ليتبيّنها طالب علم التفسير:
فقد روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: «أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة»
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة.
وقد سُئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: (يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه؛ فرواه أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة، وغيره يرويه عن منصور، عن مجاهد من قوله وهو الصواب)ا.هـ.
ورواه ابن أبي شيبة مقطوعاً على مجاهد من طريق زائدة، عن منصور، عن مجاهد، قال: «الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة».
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة).
فالأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ.
قال الحسين بن الفضل البجلي(ت:282هـ): (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي.
وأما نسبة هذا القول إلى محمّد بن مسلم الزهري فلأجل ما روي عنه في كتاب "تنزيل القرآن" المنسوب إليه، وأنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، وفي إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
لجواب : أما نزولها من كنز تحت العرش فروي فيه حديثان ضعيفان لاتقوم بهما حجة :
أحدهما: حديث صالح بن بشير عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين » رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
والآخر: حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدّثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
والذي صحّ أنه نزل من تحت العرش خواتيم سورة البقرة:
فقد صح من حديث حذيفة بن اليمان وحديث أبي ذرٍّ رضي الله عنهما أنّ الذي - فأما حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما فرواه أبو داوود الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد والنسائي وغيرهم من طريق أبي مالك الأشجعي عن ربعيّ بن حراشٍ عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فُضّلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي)).
وأصل الحديث في صحيح مسلم غير أنّه ذكر الخصلتين الأوليين ثم قال: (وذكر خصلة أخرى..)
قال الألباني: (وهي هذه قطعا).
- وأما حديث أبي ذرٍّ رضي الله عنه فرواه الإمام أحمد من طريق شيبان عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش، عن خرشة بن الحر، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش، ولم يعطهن نبي قبلي».
وله طرق أخرى، وقد اختلف الرواة فيه على منصور، وقال الدارقطني: (القول قول شيبان).
س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
الجواب :
اتفق العلماء على أنّ آيات الفاتحة سبع إلا أنّهم اختلفوا في عدّ البسملة آية منها على قولين؛وكلاهما حق كما نص عليه ابن الجزري وشيخ الاسلام كما سيأتي بيانه:
القول الأول: البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العدّ المكي والعدّ الكوفي.
وقد صحّ هذا القول عن عليّ بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم.
- روى أسباط بن نصر، عن السدي، عن عبد خير قال: سُئل علي رضي الله عنه، عن السبع المثاني، فقال: ( {الحمد لله} ).
فقيل له: إنما هي ست آيات.
فقال: ({بسم الله الرحمن الرحيم} آية). رواه الدارقطي والبيهقي.
- وقال ابن جريج: أخبرنا أبي، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه، قال في قول اللّه تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} قال: (هي فاتحة الكتاب)؛ فقرأها عليَّ ستًّا، ثمّ قال: ({بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} الآية السّابعة). رواه الشافعي وعبد الرزاق وأبو عبيد وابن جرير وابن المنذر.
واستُدلَّ لهذا القول بأحاديث منها:
1. حديث ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم.
قال الدارقطني: (إسناده صحيح، وكلهم ثقات).
وقد أعلّه بعض أهل الحديث بعلّة الانقطاع؛ والراجح أنه موصول غير منقطع، وإبهام السائل في هذه الرواية لا يضرّ؛ لأنّه قد سُمّي في رواية أخرى وهو "يَعلى بن مملك"، ومن حذف ذكر السائل فقد اختصر الإسناد؛ فانتفت العلّة.
2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: (( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم} إحداها)). رواه الدارقطني والبيهقي من طريق نوح بن أبي بلال، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري , عن أبي هريرة، وهو إسناد صحيح، والموقوف أصح، وله حكم الرفع.

والقول الثاني: لا تعدّ البسملة من آيات سورة الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد، وهو قول باقي أصحاب العدد.
وهؤلاء يعدّون {أنعمت عليهم} رأس آية.
واستُدلّ لهذا القول بأحاديث منها:
1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري في القراءة خلف الإمام وغيرهما.
2. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه.
وعدم الجهر بالبسملة لا يقتضي عدم قراءتها، وهذه الرواية عن أنس تفسّرها الرواية الأخرى من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: «صلّيت خلف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأبي بكرٍ، وعمر فلم يجهروا ببسم الله الرّحمن الرّحيم».
والاستدلال بحديث أنس على كون البسملة ليست آية من الفاتحة استدلال غير صحيح .
والصواب أنّ الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين.
قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر: (والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات)ا.هـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والفاتحة سبع آيات بالاتفاق، وقد ثبت ذلك بقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (فاتحة الكتاب هي السبع المثاني) وقد كان كثير من السلف يقول البسملة آية منها ويقرؤها، وكثير من السلف لا يجعلها منها ويجعل الآية السابعة {أنعمت عليهم} كما دلَّ على ذلك حديث أبي هريرة الصحيح، وكلا القولين حق؛ فهي منها من وجه، وليست منها من وجه، والفاتحة سبع آيات من وجه تكون البسملة منها فتكون آية. ومن وجه لا تكون منها فالآية السابعة {أنعمت عليهم} لأن البسملة أنزلت تبعاً للسور)ا.هـ.

س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
الجواب : شرعت الاستعاذة لدفع كيد الشيطان وشره ؛إذ لاسبيل إلى السلامة من شرور الشيطان المختلفة إلا بالاستعاذة بالله العلي العظيم ، واللياذ بجنابه الكريم ،لاسيما وقد حذر الله عباده من هذا العدو المضل المبين الذي لايقبل مصانعة وإحسانا ؛ فقال سبحانه : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)}.وإذ قد ثبت في النصوص أن الشيطان يوسوس وينزغ ويهمز وينفخ وينفث، ويستزلّ ويضلّ، ويخوّف، ويَعِدُ ويمنّي ويزيّن الشهوات المحرمة، ويثير الشبهات المحيرة، بل له تصرفات في بعض أجساد الناس، كما صح أن التثاؤب من الشيطان، والحلم من الشيطان، والاستحاضة من الشيطان، وصراخ الطفل إذا استهل من الشيطان، والغضب من الشيطان، والعجلة من الشيطان، والالتفات في الصلاة اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد، وأن الشيطان يوهم بعض الناس أنه خرج منه ريح وهو لم يخرج، كما في مسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أحدكم إذا كان في الصلاة جاءه الشيطان فأبسّ به ، كما يبس الرجل بدابته، فإذا سكن له أضرط بين إليتيه ليفتنه عن صلاته ، فإذا وجد أحدكم شيئا من ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا لا يشك فيه)). إلى غير ذلك من أنواع الشرور التي تدلّ من تفكّر فيها وفي آثارها أنّه لا بدّ له من الاستعاذة بالله تعالى من شرّه وكيده،فلا دافع لكل هذه الشرور إلابها كما قال جلا وعلا:
(وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ).

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20 ربيع الأول 1439هـ/8-12-2017م, 10:55 AM
خالد شوقي خالد شوقي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 80
افتراضي

المجموعة الخامسة

إجابة السؤال الأول
الضعف في المرويات يكون على وجهين ، إما ضعف في الاسناد وإما ضعف في المتن :
الوجه الأول وهو الضعف في الإسناد يكون على درجتين :-
الاولى الضعف الشديد وهو ما يكون من رواية الكذابين والمدلسين وشديدي وكثيري الخطأ والنسيان والمتهمين بالكذب ، فرواية هؤلاء لا تتقوى بتعدد الطرق .
الثانية الضعف اليسير وهو ما يأتي من الاختلاط والتوهم والانقطاع والإرسال وغيره ورواية هؤلاء يمكن جبرها والأخذ بها خصوصا في فضائل الأعمال التي لها ما يقويها من الأحاديث الصحيحة .
أما المتون فهي أيضا على ثلاث أنواع
الأول :- متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها ويمكن الاعتماد علي بعضها إذا كانت بإسناد غير شديد الضعف ،
فمثاله حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً "أم القرآن عوض من غيرها ، وليس غيرها منها بعوض" .
الثاني -: متون يتوقف في معناها فلا تثبت ولا تنفى إلا بدليل صحيح ونكل علمها إلى الله عز وجل حتى يبين لنا فيها الصواب أو الخطأ ، فمثاله حديث أبان عن شهر بن حوشب عن ابن عباس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال "فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن "
الثالث -: متون فيها نكارة أو مخالفة لصحيح النصوص من قوم لم يتهموا بالكذب فلا يعتمد على على هذه الأحاديث ويستغنى عنها بالصحيحة ، فمثاله حديث الوليد بن جميل عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أربع آيات نزلن من كنز تحت العرش لم ينزل منهن شيء غيرهن ، أم الكتاب، فإنه يقول: " وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم" وآية الكرسي وسورة البقرة والكوثر "

إجابة السؤال الثاني
اختلف المفسرون في سورة الفاتحة على ثلاثة أقوال :
الأول -: أنها مكية وهو قول جمهور المفسرين وهو مروي عن ساداتنا من الصحابة عمر بن الخطاب و علي بن أبي طالب وبن مسعود وبن عباس ثم عن ساداتنا من التابعين الحسن البصري وعطاء بن رباح وسعيد بن جبير رضي الله عن الصحابة والتابعين ،واستدلوا لذلك بقوله عز وجل في سورة الحجر " ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم " وسورة الحجر مكية وفسروا السبع المثاني والقرآن العظيم بسورة الفاتحة فدل ذلك على أنها مكية .
الثاني -: أنها مدنية وهو قول مجاهد بن جبر ونسبوه خطأ إلى عدد من الصحابة منهم الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه واستدلوا لذلك بحديث رواه الطبراني في الأوسط لمجاهد عن أبي هريرة " رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب ، وأنزلت بالمدينة " وهو حديث منقطع لأن مجاهد لم يسمع من أبي هريرة فيكون ضعيفا .
الثالث -: أنها نزلت مرتين ، مرة بمكة ومرة بالمدينة ، قال البغوي قال الحسين بن الفضل " سميت مثاني لأنها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة كل مرة معها سبعون ألف ملك " وهذا القول الضعيف ولم يثبت نسبته إلى الحسين بن الفضل .
الرابع -: نزل نصفها بمكة ونصفها الآخر بالمدينة ، قاله أبو الليث السمرقندي في تفسيره ولم ينسبه لأحد فلا أصل له ، وقال بن كثير "هذا غريب جدا" .

إجابة السؤال الثالث
دلالة النص على أن عدد آيات سورة الفاتحة سبع آيات قوله عز وجل في سورة الحجر " ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم " وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسيرها بسورة الفاتحة ، فيثبت هذا العدد لسورة الفاتحة .

إجابة السؤال الرابع
يكون تحقيق الإستعاذة باجتماع أمرين :
الأول -: الإلتجاء الى الله عزوجل بصدق وإخلاص والإعتقاد بأنه وحده الذي يضر وينفع فيتحقق معنى الإستعاذة في القلب .
الثاني -: الإئتمار بما أمر الله به والإنتهاء عما نهى عنه فيتحقق معنى الإستعاذة في الجوارح .
فتكون الإستعاذة متحققة بالقلب والجوارح معا .

إجابة السؤال الخامس
معنى " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " أي ألجأ إلى الله تعالى وألوذ به وأعتصم به من شر الشيطان وكيده ومكره ووسوسته ، فلا حول لي ولا قوة ولا عون على الشيطان إلا بحول الله وقوته وعونه ، فإن أعاذني نجوت ، وإن وكلني إلى نفسي هلكت .

إجابة السؤال السادس
الحكمة من وجود ما يستعاذ منه هو اللجوء الى من يستعاذ به وهو القوي المنجي ، فلولا وجود ما يحث النفس إلى الله عز وجل ما استحثت ، فالحاجات والأقدار والبلايا والأعداء أسواط تسوق الناس إلى ربهم جلا وعلا ليفوزوا برضوانه وجنانه ، قال تعالى " ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم ولعلكم تشكرون " فكانت وسوسة وكيده ومكره الشيطان دافعا الى الاستعاذة بالله سبحانه وتعالى لأنه وحده المعيذ .

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،والتابعين والعلماء المخلصين العاملين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، والحمد لله رب العالمين .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 ربيع الأول 1439هـ/8-12-2017م, 03:53 PM
فيصل الغيثي فيصل الغيثي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 174
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

حل اسئلة المجموعة الأولى:

س١/ اذكر ثلاث ادلة على فضل سورة الفاتحة؟
ج١/ ١.حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*«أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم»*رواه البخاري من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.

٢. وحديث العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أبي بن كعب،*قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*« ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ »*
قلت: بلى.*
قال:*« فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها »*
ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدّثني حتى بلغ قُرْبَ الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي!*
قال:*« فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ »
قال: فقرأت فاتحة الكتاب، قال:*« هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد ».*رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
ورواه أبو عبيد وأحمد من طريق إسماعيل بن جعفر قال: أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -وقرأ عليه أبيّ بن كعب أمَّ القرآن- فقال:*« والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني».
قال البيهقي:*(فيشبه أن يكون هذا القولُ صدرَ من جهةِ صاحبِ الشرعِ صلى الله عليه وسلم لأبيّ، ولأبي سعيد بن المعلَّى كليهما).

٣. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه*قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:*«ألا أخبرك بأفضل القرآن»*قال:*(فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين}).*رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم كلهم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس به.

س٢/ مامعنى ام الكتاب - الوافية ؟
ج٢/ما رواه مسلم من حديث حبيب المعلم، عن عطاء قال: قال أبو هريرة:*«في كل صلاة قراءة فما أسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم، أسمعناكم، وما أخفى منا، أخفيناه منكم، ومن قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه، ومن زاد فهو أفضل».

قال البخاري في صحيحه:*(وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة). ولا فرق بين تسميتها بأم القران وام الكتاب ولعل الذي كره ذلك وقف عند لفظ الام .
معنى تسميتها بالوافية قولان:
القول الأول:*لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، وهذا قول الثعلبي.
قال الثعلبي:*(وتفسيرها لأنها لا تُنَصَّفُ، ولا تحتَمِلُ الاجتزاء؛ ألا ترى أنَّ كلّ سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزاً، ولو نُصِّفَت الفاتحة وقرئت في ركعتين كان غير جائز).
والقول الثاني:*لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.*

س٣/ نسب القول بمدنية الفاتحة الى ابي هريرة ومجاهد والزهري فهل يصح ذلك عنهم ؟ولماذا؟
ج٣/ مجاهد بن جبر نسب القول خطأ الى ابو هريرة والزهري وغيرهم الكثير فربما ظن من راى كثرة الرواة أن في المسالة خلافاً قوياً وهي لاتصح عنهم
واما نسبته للزهري ماروي في كتاب( تنزيل القران) المنسوب اليه وانه عد الفاتحة اول ما انزل في المدينة وفي اسناده الوليد الموقدي وهو متروك الحديث

س٤/هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرإسناده؛
وأما نزولها من كنز تحت العرش فروي فيه حديثان ضعيفان:*
*أحدهما:*حديث صالح بن بشير عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين »*رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء
*والآخر:*حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدّثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال:*(أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛

س٥/شرح الخلاف في مسألة عد البسملة اية من الفاتحة؟
ج٥/القول الأول:*البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد
والقول الثاني:*لا تعدّ البسملة من آيات سورة الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد

والصواب ان كل القولين صحيح كاختلافهم في القراءت
فهي منها من وجه وليست منها من وجه اخر
تكون الاية السابعة بالقول الاول وتكون ليست منها في ان الاية السابعة " انعمت عليهم"
والله اعلم

س٦/ بين الحكمة من مشروعيى الاستعاذة؟
ج٦/من حكمة الله تعالى أن قدّر من أقدار الشرّ ما يحمل عباده على الاستعاذة ولو قُدّر خلو العالم الدنيوي من الشرور التي يُستعاذ منها لفات على العباد فضيلة التعبد لله تعالى بالاستعاذة به، وفاتهم من المعارف الإيمانية الجليلة، والعبادات العظيمة ما يناسب ذلك.*

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 ربيع الأول 1439هـ/8-12-2017م, 04:25 PM
حسن صبحي حسن صبحي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 213
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
1- فاتحة الكتاب :
سمّيت سورة الفاتحة بفاتحة الكتاب ، لأنّها أوّل ما يُستفتح منه، أي يُبدأ به.
وقال ابن جرير الطبري رحمه الله : (وسمّيت فاتحة الكتاب، لأنّه يفتتح بكتابتها المصاحف، وبقراءتها الصّلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة).
وفى الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)).
2- السبع المثاني :
روى البخاري فى صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )).
قال ابن جرير رحمه الله: (وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: عني بالسبع المثاني: السبع اللواتي هنّ آيات أم الكتاب، لصحة الخبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم).
والمراد بالسبع آياتها، ولذلك خالفت المعدود بالتذكير في اللفظ، والمقصود بالمثاني أقوال أنّها تُثنى أي تعادُ في كلِّ ركعة، بل هي أكثر ما يُعاد ويكرر في القرآن، وهذا القول مرويّ عن عمر بن الخطاب والحسن البصري وقتادة، وهو رواية عن ابن عباس.
قال قتادة: (فاتحة الكتاب تثنى في كلّ ركعة مكتوبة وتطوّع). رواه عبد الرزاق وابن جرير.
وقال به من المصنّفين: الفراء، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وابن قتيبة، وابن جرير، وابن الأنباري، وأبو منصور الأزهري، ومكي بن أبي طالب، والبغوي، وغيرهم.
قال ابن جرير رحمه الله: (وأما وصف النبي صلى الله عليه وسلم آياتها السبعَ بأنهنَّ مَثانٍ، فلأنها تُثْنَى قراءتها في كل صلاة وتطوُّع ومكتوبة. وكذلك كان الحسن البصري يتأوّل ذلك).
س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟
سبب إنتشارالمرويّات الضعيفة إنما هو التماس الثواب لما ظنّوه من صحّة تلك المرويات وحسنها، وهم مخطئون من جهة تسرّعهم في نشر ما يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من غير تثبّت ولا سؤالٍ لأهل العلم.
وأما موقف طالب العلم منها أن يكون على معرفة بما شاع من تلك المرويات، وأن يتبيّن سبب ضعفه ومرتبته، وما يُتساهل فيه وما لا يُتساهل فيه منها.
س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها؟
والفرق بين اسم السورة ولقبها:
أن اسم السورة : ما وضع لتعيينها والدلالة عليها.
ولقب السورة : ما اشتهرت به من وصف مدح بعدَ تقرُّرِ أسمائها.
ولذلك إذا اجتمع الاسم واللقب كان الأفصح تقديم الاسم لتقدّمه في الوضع ولدفع الالتباس إلا أن يكون اللقب أشهر من الاسم وأكثر تداولاً أو لإرادة التشويق بذكر الوصف ثم التعريف بذكر الاسم.
ويصحّ أن يُعدّ اللَّقبُ اسماً كما في الصحيحين من حديث محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن لي أسماء، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد».
وهذه ألقابٌ وأوصاف مَدح له صلى الله عليه وسلم، وهي أسماؤه باعتبار دلالتها على المسمَّى.
س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
روى عمَّار بن رُزيق عن عبد الله بن عيسى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم وابن أبي شيبة والنسائي في الكبرى وغيرهم.
النقيض هو الصوت، ونقيض السقف تحرّك أجزائه حتى يُحدث صوتاً.
وفي هذا الحديث بشارة عظيمة للنبيّ صلى الله عليه وسلم ولأمّته بما اختصّهم الله به من إنزال سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة عليهم دون سائر الأمم.
وأنزلَ ملكاً كريماً إلى السماء لم ينزل من قبل، وما نزل إلا ليبلّغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم هذه البشارات العظيمة، وما تضمّنته كلّ بشارة منها من كرامات جليلة للنبيّ صلى الله عليه وسلّم ولأمّته تستوجب شكر الله تعالى ومحبّته واتّباع رضوانه.
فالبشارة الأولى: أنها نور عظيم البركة واسع الهدايات جليل البصائر.
والبشارة الثانية: أنّ هذه السورة كرامة خاصّة لهذه الأمّة ؛ لم تُعطها أمّة من الأمم، وفي ذلك من تشريف هذه الأمّة وتكريمها ما لا يخفى، وهذا التكريم يقتضي من المكرَّمين به تقبّله بما يحبّه الله تعالى من الفرح بفضله، والقيام بشكره، واتّباع رضوانه؛ فمن شكر كانت هذه البشارات نعمة عظيمة في حقّه يغتبط بها في دنياه وأخراه، ويجد من فضلها وكرامتها على قدر ما يتّبع من هداياتها.
ومن كفر كانت تلك البشارات حسرة عليه؛ لما يرى من خسرانه بتفريطه، وفوز من تلقّوا هذه البشارة بالقبول والشكر.
والبشارة الثالثة : أنَّ دعاء الداعي بها مستجاب؛ وأكّد هذه البشارة بتأكيد جامع بين أسلوبي الحصر والاستغراق؛ (لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته)
(بحرفٍ) نكرة في سياق النفي؛ ودخلت عليها الباء لإفادة استغراق العموم؛ فلا يُستثنى منه حرف، والحرف هنا كلّ جملة طلبية كانت أو خبرية؛ فالجملة الطلبية عطاؤها الإجابة، والجملة الخبرية الذكرُ والإثابة.
إلا أعطيته : تأكيد للعطاء بأسلوب الحصر بإلا؛ الدالّ على إعطاء جميع المطلوب.
فحريّ بمن نصح لنفسه أن يعرف قدر هذه البشارات العظيمة، وحقّ هذا الفضل والتكريم، وأن يحرص كلّ الحرص أن يكون ممن ينفعهم الله بما أنزل الله من الهدى والنور في هذه السورة العظيمة، وأن يحرص كلّ الحرص على اجتناب ما تنقلب به هذه البشارات إلى حسرات عليه.
فقوله: (لن تقرأ) القراءة المعتبرة هنا هي القراءة التي يحبّها الله تعالى ويرضاها، وهي القراءة التي اشتملت على شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة؛ فإذا قرأ العبد الفاتحة قراءة مخلصاً فيها لله جلّ وعلا، ومتبعاً فيها النبي صلى الله عليه وسلم كانت قراءته متّقبَّلة نافعة.
س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟
الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم هو : التقصّي والتثبّت من نسبة الأقوال إلى قائليها، وتمييز ما صحّ مما لم يصح مما فيه إشكال، وبيان علل الأقوال الضعيفة وأسباب ضعفها ، و على طالب العلم أن يلخّص ما ترجح بعد معرفته ما صحّ مما لم يصح، وأن يتجاوز الحديث عن كثير من التفصيل في صحة نسبة الأقوال وبيان عللها.
س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة .
الناس في الاستعاذة على درجات:
الدرجة الأولى : أصحاب الاستعاذة الباطلة :
وهي الاستعاذة التي تخلَّف عنها أحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة؛ وهؤلاء استعاذتهم من جَهْد البلاء، لأنهم يستعيذون بالله وبغيره؛ فيشركون بالله، ويدعونَ {وما دعاء الكافرين إلا في ضلال}، وكذلك أصحاب الاستعاذات البدعية مما يحدثه بعض الناس من التعويذات المبتدعة، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
الدرجة الثانية: الاستعاذة الناقصة :
وهي الاستعاذة التي خلت من الشرك والبدعة، لكنها استعاذة ناقصة ضعيفة لما فيها من ضعف الالتجاء إلى الله، وضعف الاستعانة به، والتفريط في اتباع هداه؛ فيستعيذ أحدهم وقلبه فيه غفلة ولهو عن الاستعاذةِ.
الدرجة الثالثة: استعاذة المتقين:
وهي الاستعاذة الصحيحة المتقبَّلة التي تنفع أصحابها بإذن الله، وهي التي تكون بالقلب والقول والعمل:
الاستعاذة بالقلب؛ وذلك بأن يكون في قلب صاحبها التجاء صادق إلى الله جل وعلا، فيؤمن بأنه لا يعيذه إلا الله، ويتوكل على الله وحده، ويحسن الظنَّ به، ويصبر على ما يصيبه حتى يفرج الله عنه، ولا ينقض استعاذته ولا يضعفها بالاستعجال وترك الدعاء ولا بالتسخط والاعتراض.
وأما الاستعاذة بالقول؛ فتكون بذكر ما يشرع من التعويذات المأثورة، وما في معناها مما يصحّ شرعاً.
وأما الاستعاذة بالعمل؛ فتكون باتباع هدى الله جلَّ وعلا، ولا سيما في ما يتعلق بأمر الاستعاذة.
الدرجة الرابعة: استعاذة المحسنين:
وهي أعلى درجات الاستعاذة وأحسنها أثراً، وأصحاب هذه الدرجة هم ممن أوجبَ الله تعالى على نفسه أن يعيذهم إذا استعاذوه، وهم الذين حققوا صفات ولاية الله تعالى كما في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله قال: [ من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه؛ فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمعُ به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه] )).

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20 ربيع الأول 1439هـ/8-12-2017م, 11:25 PM
خليل عبد الرحمن خليل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 238
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير الفاتحة
المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ‌. أم القرآن. ب. سورة الصلاة.
الإجابة :
أ / يمكن إرجاع سبب تسميتها بأم القرآن إلى قولين : الأول – تضمنها أصول معاني القرآن ، وسائر سور القرآن الكريم تفصيل وبيان لهذه المعاني . والقول الثاني – لأن العرب تسمي المقدًّم أمًّا والفاتحة مقدمة على سائر سور القرآن في القراءة في الصلاة وفي كتابة المصاحف .
ب / ويمكن إرجاع سبب تسميتها بالصلاة إلى ثلاثة أقوال : الأول – لأن الصلاة لا تجزئ إلا بها . والثاني – للحديث القدسي ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ... ) فسمى الفاتحة بالصلاة . والثالث - أنّ الفاتحة صلة بين العبد وربّه، ويتحقق بها معنيا الصلاة: صلاة من العبد لربّه باعتبار دعائه وثنائه على الله وتوجّهه إليه وصلاة من الله على عبده باعتبار إجابة الله لعبده وذكره له ورحمته إياه وإعطائه سؤله.
س2: بيّن أنواع المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة وما حكم كل نوع مع التمثيل.
الإجابة : المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها، قد دلّت عليها أدلّة أخرى، فيكون في الأدلة الصحيحة ما يُغني عن الاستدلال بما روي بالأسانيد الضعيفة، وقد تُصحح بعض مرويات هذا النوع إذا كان الإسناد غير شديد الضعف.
والنوع الثاني: ما يُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح، فمرويّات هذا النوع تُردُّ حكماً لضعف إسنادها؛ لكن لا يقتضي ذلك نفي المتن ولا إثباته؛ إلا أن يظهر لأحد من أهل العلم وجه من أوجه الاستدلال المعتبرة فيخرج من هذا النوع ويحكم بنفيه أو إثباته، ومن لم يتبيّن له الحكم فيكل علمَ ذلكَ إلى الله تعالى.
والنوع الثالث: ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة لما صحّ من النصوص أو مجازفة بكلام عظيم لا يُحتمل من ضعفاء الرواة.
س3: بيّن أنواع الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين.
الإجابة : الأقوال على نوعين :
الأول : أقوال تدل بنصها على ما استدل بها عليه .ومنها الصحيح والضعيف إسنادًا أو متنًا .
الثاني : أقوال مستخرجة على أصحابها بإحدى طرق الاستخراج ،سواءً الظاهر منها وغير الظاهر ولم يقولوا هذه الأقوال بنصها .
س4: بيّن معاني (المثاني) في النصوص وكلام أهل العلم.
الإجابة : على ستة معانٍ؛ فهو اسم مشترك لمعانٍ متعدّدة لا تعارض بينها، والسياق يحدد المعنى المراد:
المعنى الأول: القرآن كله مثانٍ، واستُدِلَّ له بقول الله تعالى: {الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله}.
والمعنى الثاني: آيات سورة الفاتحة، وبه فُسِّرَ قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} على أحد الأقوال كما تقدّم.
والمعنى الثالث: السور السبع الطوال، وبه فسرت الآية السابقة على أحد الأقوال، .
والمعنى الرابع: أنها سور الربع الثالث من القرآن وهي ما بين المئين والمفصل على أحد الأقوال في معنى حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه مرفوعاً: (أعطيت السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل) رواه أبو عبيد وأبو داوود الطيالسي وأحمد وابن جرير وغيرهم من طريق قتادة عن أبي المليح عن واثلة، وهو حديث حسن. والمعنى الخامس: أنها ما كانت آياتها دون المائة وليست من المفصل .
والمعنى السادس: أنها أنواع معاني القرآن؛ فهو أمر ونهي، وبشارة ونذارة، وضرب أمثال، وتذكير بالنعم، وأنباء، وهذا القول روى معناه ابن جرير عن زياد بن أبي مريم في تفسير قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} قال: (أعطيتك سبعةَ أجزاءٍ: مُرْ، وانْهَ، وبشِّرْ، وأنذِرْ، واضربِ الأمثال، واعدُدِ النّعم، وآتيتك نبأَ القرآن) وتفسير الآية بهذا المعنى لا دليل عليه .
س5: اذكر ثلاثا من صيغ الاستعاذة مع الاستدلال.
الإجابة : من صيغ الاستعاذة :
1. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . لحديث سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: استبّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه، مغضبا قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إني لأعلم كلمة، لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ))
فقالوا للرجل: (ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟)
قال: (إني لست بمجنون). رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن سليمان بن صرد رضي الله عنه . وهذه الصيغة الواردة في الحديث لم تكن في الصلاة ولا عند القراءة، لكنّها أصحّ ما روي من صيغ الاستعاذة، وبها يقول الشافعي وكثير من الفقهاء والقراء.
2. اللهم إني أعوذ بك من الشيطان، من همزه ونفخه ونفثه . روى محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الشيطان، من همزه ونفخه ونفثه». رواه أحمد وابن أبي شيبة وأبو داوود وابن المنذر في الأوسط، وغيرهم.
محمد بن فضيل سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط.
3. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه . روى جعفر بن سليمان الضبعي عن علي بن علي الرفاعي، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر، ثم يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، ثم يقول: «لا إله إلا الله» ثلاثا، ثم يقول: «الله أكبر كبيرا» ثلاثا، «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه» رواه أحمد والدارمي وأبو داوود والترمذي وابن خزيمة وغيرهم.
س6: اكتب رسالة في خمسة أسطر تتحدث فيها عن فضل سورة الفاتحة.
الإجابة : فضل سورة الفاتحة ثابت بعدة أحاديث دلت على أنها أعظم سور القرآن ، وأفضله ، وخير سوره ، وأم القرآن لأنها أصله وجامعة معانيه ، وهي نور لم يؤته نبي قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا يقرأ بحرف منها إلا أعطيه ، ولا تصح الصلاة إلا بقراءتها ، وعظّم الله ثواب تلاوتها ، وبين عظيم محبته لها ، وهي شافية بإذن الله لمن رقى بها .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 21 ربيع الأول 1439هـ/9-12-2017م, 11:34 AM
عمرو سراج عمرو سراج غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 45
افتراضي

المجموعة الرابعة:

س1. اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة وبيّن سبب ضعفها وحكم متنها.
حديث أبان، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن سبب الضعف للاختلاف في تعيين أبان وحكم متنها يُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح
وحديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض» رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد القرآن سبب الضعف ان محمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى وحكم متنها صحيحة المعنى لا نكارة
وحديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات
سبب الضعف ان يوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث وحكم متنها منكر في متنه نكارة أو مخالفة لما صحّ من النصوص

س2: هل نزلت سورة الفاتحة مرتين؟
هذا مما اختلف فيه فقول انها نزلت مرتين نسبه الثعلبي والواحدي في البسيط والبغوي في معالم التنزيل إلى الحسين بن الفضل البجلي وهوقول ضعيف و الاقرب الى الصواب انها نزلت جمله واحده بمكه

س3: عدّد خمسة من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان أدلتها.
فاتحة الكتاب وأم القرآن والسبع المثاني والقرآن العظيم والراقيه والفاتحه

س4: بيّن معنى الاستعاذة وأقسامها.
معنى الاستعاذة الالتجاء إلى قوى ليحميه ويعصمه من شرِّ ما يستعاذ منه والاعتصام به.
الاستعاذة على قسمين: القسم الأول: استعاذة العبادة، وهي التي يرتبط فيها قلب صاحبها للمستعاذ به الرجاء والخوف فهذه الاستعاذة عبادة يجب إفراد الله تعالى بها، ومن صرفها لغير الله تعالى فقد أشرك مع الله.
والقسم الثاني: استعاذة التسبب اى استخدام الاسباب ومدام لم يتعلق القلب بالاسباب فهى مشروعه بل ومامور بها كالتداوى من المرض فملاك الامرالقلب

س5: بيّن المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه.
همزه: المُوتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشّعر

س6: بيّن وقت الاستعاذة لقراءة القرآن؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها؟
اجمع العماء على أنَّ الاستعاذة قبل القراءة ,وغير ذلك يعتبر قول شاذ لايصح.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 21 ربيع الأول 1439هـ/9-12-2017م, 11:47 AM
مودو سيكا مودو سيكا غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 35
افتراضي

المجلس الثاني للمذاكرة.
المجموعة الأولى:
جواب سؤال الأول:
1- الدليل الأول على فضل سورة الفاتحة: حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم » رواه البخاري من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
الدليل الثاني: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: « كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: « ألا أخبرك بأفضل القرآن » قال: فتلا عليه « الحمد لله رب العالمين ». رواه النسائي في السنن الكبرى، وابن حبان والحاكم كلهم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس به.
الدليل الثالث: حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب » متفق عليه من حديث الزهري عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.

جواب سؤال الثاني:
معنى تسمية الفاتحة بأم الكتاب وبالوافية، أما بأم الكتاب فكما قال البخاري في صحيحه: ( وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة ).
وأما بالوفية: ففي معنى تسميتها قولان:
القول الأول: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كل ركعة، وهذا قول الثعلبي.
والقول الثاني: لأنها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.

جواب سؤال الثالث:
هل يصح نسبة القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؟
الجواب لا يصح نسبة هذا القول إلى أبي هريرة؛ لأن السند منقطع، فإن مجاهد لم يسمع من أبي هريرة.
فالأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكن وصله بعض الرواة إلى أبي هريرة خطأ.
وأما إلى مجاهد فالنسبة إليه صحيح، كما قال الدارقطني: ( يرويه منصور بن المعتمر واختلف فيه؛ فرواه أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة، وغيره يرويه عن منصور، عن مجاهد من قوله وهو الصواب).
وأما الزهري فلا يصح نسبة القول إليه؛ لأن في إسناده الوليد بن محمد الموقري وهو متروك الحديث.

جواب سؤال الرابع:
هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
الجواب: روي في ذلك حديثان ضعيفان:
حديث الأول عن صالح بن بشير عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
حديث الثاني عن العلاء بن المسيب، عن فضيل بن عمرو، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإن فضيلا لم يدرك علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

جواب سؤال الخامس:
الخلاف في عد البسملة آية من الفاتحة:
اتفق العلماء على أن آيات الفاتحة سبع، لكن اختلفوا في عد البسملة آية منها على قولين:
القول الأول: البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العد المكي والعد الكوفي.
وقد صح هذا القول عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وابن عباس رضي الله عنه.
والقول الثاني: لا تعد البسملة آية من الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد، وهو قول باقي أصحاب العدد.
والصواب أن الخلاف في عد البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات، إذ كلا القولين متلقيان عن القراء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قراء الصحابة رضي الله عنهم.
قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله: (والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأن كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات).

جواب سؤال السادس:
الحكمة من مشروعية الاستعاذة:
لو قدر خلو العالم الدنيوي من الشرور التي يستعاذ منها لفات على العباد فضيلة التعبد لله تعالى بالاستعاذة به، وفاتهم من العارف الإيمانية الجليلة، والعبادات العظيمة ما يناسب ذلك.
والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 21 ربيع الأول 1439هـ/9-12-2017م, 05:17 PM
محمد سيد محمد محمد سيد محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 59
افتراضي

المجموعة الأولى
س1 : اذكر ثلاثة أدلة على فضل سورة الفاتحة ؟
حديث أبى سعيد بن المعلى رضى الله عنه ، قال : كنت أصلى في المسجد فدعانى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم أجبه ،فقلت يا رسول الله إنى كنت أصلى ، فقال : ألم يقل الله [استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ] . ثم قال لى : لأعلمنك سورة هى أعظم السور في القرآن ، قبل أن تخرج من المسجد . ثم أخذ بيدى ، فلما أراد أن يخرج ، قلت له : [ألم تقل لأعلمنك سورة هى أعظم سورة في القرآن ] قال : { الحمد لله رب العالمين } هى السبع المثانى والقرآن العظيم الذى أوتيته . رواه البخارى
وحديث أبو هريرة رضى الله عنه : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {أم القران هى السبع المثانى ، والقرن العظيم } رواه البخارى
وحديث عبادة بن الصامت رضى الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب } متفق عليه .

س2 : ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلى :
أم الكتاب - الوافية
سميت بأم الكتاب كما ذكر البخارى في صحيحه لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف ، ويبدأ بقراءتها في الصلاة .
وسميت بالوافية كما .ذكر الثعلبى لأنها لا تقرأ إلأا وافية في كل ركعة ، وقال الزمخشرى لأنها وافية بما في القرآن من المعانى .

س3 : نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبى هريرة ومجاهد والزهرى ، فهل يصح ذلك عنهم ؟ ولماذا ؟
الأثر ثابت عن مجاهد ولكنه نسب خطأ لأبى هريرة والزهرى ، وذلك لما رواه أبو الأحوص الكوفى عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : {رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب ، وأنزلت بالمدينة } وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع ، لأن مجاهد لم يسمع من أبى هريرة ، فهذا بالنسبة لأبى هريرة ، أما بالنسبة إلى الزهرى لأنه عد الفاتحة أول ما نزل بالمدينة في الكتاب المنسوب إليه { تنزيل القرآن }، وفى إسناده الوليد بن محمد الموقرى وهو متروك الحديث .
ولقد ذكر العلماء أن هذه منكرة على مجاهد لأنه تفرد بها ، والعلماء على خلافه .

س4 : هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش ؟
ورد في ذلك الأمر حديثان ضعيفان ، حديث على بن أبى طالب أن رسول الله قال : { أنها نزلت من كنز تحت العرش } ولكن هذا الحديث سنده منقطع ، وحديث آخر فيه صالح بن بشير وهو متروك الحديث ، اذن فهى لم تنزل من تحت العرش .

س5 : اشرح الخلاف في مسألة عد البسملة آية من سورة الفاتحة ؟
الخلاف في هذه المسألة على قولين :
الأول أنها آية من الفاتحة ، والثانى أنها ليست آية
وممن قال بالأول الشافعى ورواية عن أحمد ومن الصحابة على بن أبى طالب وابن عباس ، واستدلوا بأحاديث منها حديث أم سلمة قالت : كان يقطع قراءته آية آية { بسم الله الرحمن الرحيم } { الحمد لله رب العالمين } { الرحمن الرحيم } . أخرجه أحمد وأبو داوود والدارقطنى والحديث إسناده صحيح وكلهم ثقات .
وممن قال بالثانى أبو حنيفة والأوزاعى ومالك واستدلوا بأحاديث منها حديث أنس بن مالك رضى الله عنه : قال : صليت خلف النبى صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون ب { الحمد لله رب العالمين } لا يذكرون { بسم الله الرحمن الرحيم }في أول قراءة ولا في آخرها . متفق عليه
والصواب أن الخلاف في عد البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات .

س6 : بين الحكمة من مشروعية الاستعاذة ؟
الاستعاذة عبادة عظيمة تسلتزم عبادات أخرى قلبية ، كافتقار العبد إلى ربه جلا وعلا ، وأنها تستلزم إيمان العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى ، وأنها تحمل العبد على الاستقامة على أمر الله جلا وعلا وغيرها من الحكم التى تدفع العبد إلى كثرة الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 21 ربيع الأول 1439هـ/9-12-2017م, 05:52 PM
فيصل علي فيصل علي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 21
افتراضي

س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) رواه البخاري ومسلم
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما أنزلت في التوراه ، ولا في الإنجيل ، ولا في الزبور ، ولا في الفرقان مثلها ، وإنها سبع من المثاني ، والقرآن العظيم الذي أعطيته ) متفق عليه
- قال الله فيها : (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) الحجر/87 ، وروى البخاري (4474) عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى رضي الله عنه أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ قَالَ له : (لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ الْمَسْجِدِ) ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ : أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ ؟ قَالَ : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي ، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ) .

س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
قال البخاري في صحيح ) وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف ويبدأ بقراءتها في الصلاة )
ب. الوافية
قال الثعلبي لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة

س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
نعم والصحيح إنها مكية نقله الطبري بسند صحيح عن ابن عباس وقتادة وأبي العالية والعبرة من نزول السورة مكية أو مدنية بالزمان لا بالمكان فمانزل قبل الهجرة مكي وبعد الهجرة مدني

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
لا والحديث ضعيف حديث ( أربع أنزلن من كنز تحت العرش أم الكتاب وأية الكرسي وخواتيم البقرة والكوثر ) حديث ضعيف ضعفه الالباني

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
إختلاف عد البسملة أية من القرآن كاختلاف أئمة القراءات في بعض الكلمات والحروف

س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
الحِكَمة من تقدير الله تعالى لما يُستعاذ منه، وخلق الأشياء المؤذية والضارة، مع ضمانه لعباده المؤمنين بإعاذتهم إذا أحسنوا الاستعاذة به؛ كما قال تعالى في حديث المشهور: (ولئن استعاذني لأعيذنّه).

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 21 ربيع الأول 1439هـ/9-12-2017م, 06:37 PM
ماجد أحمد ماجد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 135
افتراضي

*المجموعة الخامسة*

الجواب الأول :
والضعف في المرويات إما أن يكون :
أ- من جهة الإسناد .
ب- من جهة المتن .

فأما ضعف الإسناد فهو على درجتين:
إحداهما: الضعف الشديد، وهو ما يكون من رواية متروكي الحديث من الكذابين، والمتّهمين بالكذب، وكثيري الخطأ في الرواية؛ فهؤلاء رواياتهم لا تتقوّى بتعدد الطرق، ولا يُعوَّل عليها.

والأخرى: الضعف غير الشديد، وهو ما يقبل التقوية بتعدد الطرق، فما تعدّدت طرقه واختلفت مخارجه ولم يكن في متنه نكارة فيحكم بصحته.
وإن لم تتعدّد طرقه ولم يكن في المتن نكارة فمن أهل العلم من رأى التوسّع في روياتها في الفضائل ونحوها؛ ومنهم من يشدّد، فأمّا ما كان شديد الضعف في الإسناد أو منكر المتن فلا يقبل.

وأما المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة فهي على ثلاثة أنواع:

النوع الأول: متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها، قد دلّت عليها أدلّة أخرى، فيكون في الأدلة الصحيحة ما يُغني عن الاستدلال بما روي بالأسانيد الضعيفة .

والنوع الثاني: ما يُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح .

والنوع الثالث: ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة لما صحّ من النصوص أو مجازفة بكلام عظيم لا يُحتمل من ضعفاء الرواة.


الجواب الثاني :
في نزول سورة الفاتحة بمكة او المدينة خلاف على أقوال :
الأول : أنها مكية .
دليلهم : قوله تعالى : { ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم } .
وفي الحديث الصحيح فسر النبي صلى الله عليه وسلم سورة الفاتحة بأنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيه .
وجه الاستدلال : أن آية الحجر مكية بالاتفاق ، وأن امتنان الله على نبيه صلى الله عليه وسلم بإتيانه السبع المثاني وهو بمكة ، والامتنان يكون على شيء سابق فدل على أنها نزلت بمكة قبل الهجرة النبوية .
خلاصته : صحة هذا القول - وهو قول الجمهور - ؛ لقوة أدلته في نفسها ومناقشتها .
الثاني : أنها مدنية .
دليلهم : أثر مجاهد بن جبر - رحمه الله - : ( نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة ) .
خلاصته : عدم صحة هذا القول ؛ لانقطاع في سنده ، حيث لم يسمع مجاهد من أبي هريرة - رضي الله عنه - وإنما نُسِب إليه خطأً ، والأثر حينئذ يكون ضعيفًا ؛ لعدم اتصال سنده ، ولا أصل ينسب إليه هذا القول ، واستغربه ابن حجر .
الثالث : أنها نزلت مرتين ، مرةً بمكة وأخرى بالمدينة .
دليلهم : قوله تعالى : { ولقد آتيناك سبعًا من المثاني } .
وجه الاستدلال : حملوا معنى { المثاني } مادل على اثنين اثنين ، فنزلت بمكة وثنى نزولها أخرى بالمدينة .
خلاصته : عدم صحة هذا القول ؛ لعدم وجود دليل صحيح يستند إليه .
الرابع : نزل نصفها بمكة ونصفها الآخر بالمدينة .
دليلهم : قول أبو الليث السمرقندي : ( ويقال : نصفها نزل بمكة ونصفها نزل بالمدينة ) .
خلاصته : عدم صحة هذا القول ؛ لأن لا أصل له ، حيث لم ينسبه أبو الليث لأحد ، وقد جاء بلغة التمريض والتضبيب ( ويقال ) واستغربه ابن كثير جدًا .


الجواب الثالث :
دل النص القرآني على أن سورة الفاتحة سبع آيات ، قال سبحانه : { ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم } .
ودل النص النبوي الصحيح على أن السبع المثاني هي سورة الفاتحة .
وبهذا انعقد الإجماع بين الجميع من القراء والمفسرين .


الجواب الرابع :
تتحقق الاستعاذة بأمرين :
أ- التجاء القلب إلى الله بصدقٍ وإخلاص .
ب- اتباع هدى الله فيما أمر واجتناب مانهى عنه وزجر .
قال ابن سعيد الغرناطي - رحمه الله - : ( من استعاذ بالله صادقًا أعاذه ، فعليك بالصدق ، ألا ترى امرأة عمران لما أعاذت مريم وذريتها عصمها الله ) .
فالإخلاص والمتابعة هما أساس قبول الأعمال وتحقيقها .


الجواب الخامس :
الاستعاذة لغةً : العين والواو والذال أصلٌ صحيح يدل على معنى واحد ، وهو الالتجاء إلى الشيء والتحرز والتحصن والنجاة ، وحقيقته : الهروب من شيءٍ تخافه إلى من يعصمك منه ، ولهذا يسمى المستعاذ به معاذًا ، ومنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للتي استعاذت منه : " لقد عُذت بمَعَاذٍ " وقول الشاعر :
فعوذي بأفناء العشيرة إنما يعوذ الذليلُ بالعزيز ليعصما

وشرعًا : أستجير بالله وأمتنع به وأعتصم وألجأ إليه دون غيره من سائر خلقه من الشيطان المطرود عن كل خير أن يضرني في ديني أو يصدني عن حقٍّ يلزمني لربي .

الشيطان : مشتق من ( شَطَنَ) الشين والطاء والنون أصل مطّردٌ صحيح يدل على البُعد ، وسمي الشيطان بذلك ؛ لبعده عن الحق وتمرده ، فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر ، بعيد بفسقه عن كل خير ، فكل عاتٍ متمردٍ من الجن والإنس والدواب شيطان .

الرجم لغةً : يرجع إلى وجهٍ واحد وهو الرمي بالحجارة ، ثم يستعار ذلك ، فمنه قولهم : رجمت فلانًا بالكلام إذا شتمه ، ومنه قوله تعالى في قصة إبراهيم وأبيه : { لئن لم تنته لأرجمنّك } ، ويكون الرجم في الأمور الحسية والمعنوية :
الحسية : الرجم بالحجارة ، ورجم الشياطين بالشهب .
المعنوية : الرجم بالقول السيء من السب والشتم ونحوهما .

الرجيم : وصفٌ للشيطان ، وله معنيان :
الأول : بمعنى مرجوم ، أي مطرود عن الخير كله .
الثاني : بمعنى راجم ؛ لأنه يرجم الناس بالوساوس والربائث .
والأول أشهر .


الجواب السادس :
شرع سبحانه عبادة الاستعاذة به لحكمة بليغة ؛ لتحقيق كمال التوحيد ، وتحريك أعمال القلوب وشحذها بالصدق واليقين ، وإقرارًا من العبد بالعجز والضعف ، واعتراف من العبد بقدرة اللهالباري عز وجل وأنه الغني القادر على رفع جميع المضرات والآفات ، واعتراف العبد أن الشيطان عدوٌّ مبين ، وأنها من فعل الله ومشيئته وقدره ، قال سبحانه : { وإن يمسسك الله بضرٍّ فلا كاشف له إلا هو } فهو الذي يريد به ما يسوؤه ، وهو الذي يريد دفعه عنه ، فصار سبحانه مستعاذًا به منه باعتبار الإرادتين ، فهو الدي يمس بالضر وهو الذي يكشفه لا إله إلا هو ، فالمهرب إليه ، فهو الدي يحركه ويقلبه ويصرفه كيف يشاء .
والرب تبارك وتعالى إنما يبتلي عباده ؛ ليذكرهم به فلا يغفُلوا ، وليحييهم بمعرفتهوالخضوع له ، قال تعالى : { فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون } .
وإذا عرفنا هذه الحكمة الإلهية تغذّت قلوبُنا وارتوت من خشية الله والإنابة إليه ، وذلك باستشعار رقابة الله الدائمة ، وذلك ما يقود المؤمن إلى إحسان عمله وإتقانه ، وما ابتلى عبده إلا ليقربه .


سبحانك ربك رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 21 ربيع الأول 1439هـ/9-12-2017م, 07:31 PM
مصطفى العبد مصطفى العبد غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 23
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلة على فضل سورة الفاتحة.
ج/ الأحاديث الواردة في فضل أفضل سورة - كثيرة، ما بين صحيح وضعيف، ومما صح في ذلك:
1- حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}. ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن» قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري.
2- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين}). رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم.
3- حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم" فنزل منه مَلَك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم في صحيحه وابن أبي شيبة في مصنفه والنسائي في الكبرى وأبو يعلى وابن حبان والطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي في السنن الصغرى وغيرهم.
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي: أ. أم الكتاب. ب. الوافية.
ج/ مما يدل على فضل سورة الفاتحة كثرة أسمائها وألقابها، وهذا بيان لاسمين:
أما الأول منهما فهو: أم الكتاب؛ وقد ورد هذا الاسم في أحاديث وآثار صحيحة، ومعناها هو نظير معنى (أم القرآن)، وذلك يرجع إلى قولين:
الأول: أنها سميت بذلك لتضمنها أصول معاني القرآن، فهي أم الكتاب لجمعها ما تضمنته سائر السور من المعاني المفصلة فيها.
والثاني: أنها سميت بذلك لتقدمها على سائر سور الكتاب في القراءة في الصلاة، وفي كتابة المصاحف. قال البخاري في صحيحه: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة).
والظاهر أن الصواب هو الجمع بين القولين، كما فعل ابن جرير –رحمه الله- فقال: (وإنما قيل لها أمَّ القرآن لتسميةِ العربِ كلَّ جامعٍ أمرًا أو مقدَّمٍ لأمرٍ إذا كانت له توابعُ تتبعه هو لها إمام جامع: "أُمًّا").
وأما الآخر فهو: الوافية؛ وكان الإمام سفيان بن عيينة يسميها بذلك، ومعناها على قولين –أيضاً-:
الأول: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كل ركعة، كما قاله الثعلبي.
والثاني: لأنها وافية بما في القرآن من المعاني، كما قاله الزمخشري، وتلاحظ هنا الاشتراك في المعنى مع القول الأول في معنى (أم الكتاب وأم القرآن).
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
ج/ مسألة مكية الفاتحة متفق عليها بين السلف، ولا يصح عن أحد منهم خلافه اللهم إلا ما جاء عن الإمام مجاهد –رحمه الله-.
وأما نسبة القول لأبي هريرة والزهري أنها مدنية – فخطأ بلا ريب، وبيان علة ذلك فيما يأتي:
أما أبو هريرة –رضي الله عنه- فقد روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: «أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة»
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة.
وهذا القول تصح نسبته لمجاهد كما قال الدارقطني لما سئل عن هذا الحديث: (يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه؛ فرواه أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة، وغيره يرويه عن منصور، عن مجاهد من قوله وهو الصواب)ا.هـ.
وأما الزهري فقد نسب هذا القول إليه لأجل ما روي عنه في الكتاب المنسوب إليه (تنزيل القرآن)، وأنه عد الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، وفي إسناده الوليد بن محمد الموقري، وهو متروك الحديث.
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
روي في ذلك حديثان ضعيفان، وقد صح من حديثي حذيفة بن اليمان وأبي ذر –رضي الله عنهما- أن ما نزل من تحت العرش خواتيم سورة البقرة:
فأما حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما فرواه أبو داوود الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد والنسائي وغيرهم من طريق أبي مالك الأشجعي عن ربعيّ بن حراشٍ عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فُضّلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي)).
وأما حديث أبي ذرٍّ رضي الله عنه فرواه الإمام أحمد من طريق شيبان عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش، عن خرشة بن الحر، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش، ولم يعطهن نبي قبلي».
س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
ج/ سورة الفاتحة سبع آيات بإجماع القراء والمفسرين، وقد دل على ذلك النص، كما دل عليه الإجماع.
واختلف العلماء في عد البسملة آية من الفاتحة، على قولين:
الأول: أنها آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العد المكي، والعد الكوفي، واستُدل لهذا القول بأحاديث، كحديث أم سلمة في صفة قراءة النبي –صلى الله عليه وسلم-
الثاني: أنها لا تعد من آياتها، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد، وهو قول باقي أصحاب العدد، فيعدون }أنعمت عليهم{ رأس آية، واستُدل لهذا القول بأحاديث، كحديث (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي).
ملاحظة: مسألة عدم الجهر بالنية خارجة عن هذه المسألة، ومن استدل بهذا الحديث لها فقد جانب الصواب.
والصواب في المسألة أن الخلاف في عد البسملة آية من الفاتحة هو كالاختلاف في القراءات، فكلا القولين متلقيان عن القراء، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين، كما قال ابن الجزري –رحمه الله- في (النشر):
(والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأن كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات).
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
ج/ الحكم من مشروعية الاستعاذة عظيمة وكثيرة، ومعناها شاهد على ذلك، فالاستعاذة التجاء واعتصام، وهي عبادة عظيمة تستلزم عبادات أخرى؛ كافتقار العبد إلى ربه، وإقراره بضعفه وذله وشدة حاجته إليه، والحامل على الاستعاذة في الأصل هو إيمان العبد بقدرة ربه، فيلزم من ذلك إيمانه بأسماء ربه الحسنى وصفاته العظمى، مما يحمله على الاستقامة على أمر من استعاذ به جل وعلا، فتقوم في قلبه الأعمال التي يحبها الله، من الصدق والإخلاص والمحبة والخوف والرجاء وغيرها.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 21 ربيع الأول 1439هـ/9-12-2017م, 07:52 PM
ماجد أحمد ماجد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 135
افتراضي

عبادة الاستعاذة بالله تجعل العبد يشاهد انفراد الله بالربوبية واستحقاق الألوهية وحده لا شريك له ..

المعوذتان ( الفلق والناس ) جمعتا الاستعاذة بالرب جل وعلا من الشرور الخفية والشرور الظاهرة ، فـ ( الفلق ) استعاذة من الشرور الظاهرة ، و ( الناس ) استعاذة من الشرور الخفية وهي "الوسوسة" .

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 12:16 AM
قيس سعيد قيس سعيد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 128
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير الفاتحة
الاسبوع الثاني :
المجموعة الأولى:
ج1: أ-حديث أبي هريره رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أم القرأن هي السبع المثاني و القران العظيم)) رواه البخاري من طريق بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريره.
ب- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرا له فنزل ونزل رجل إلى جانبه, فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أخبرك بأفضل القران> قال (فتلا عليه(الحمد لله رب العالمين) رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم كلهم من طريق سليمان بن المغيرة عن ثات عن أنس به.
ج_ حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) متفق عليه من حديث الزهري عن محمود بن الربيع عن عباده بن الصامت رضي الله عنه
---------------------------
ج2: الوافيه معناها: تسميتها بهذا الأسم قولان:
أ- القول الأول: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كل ركعة (وهذا قول الثعلبي). قال الثعلبي: وتفسيرها لـأنها لا تنصف ولا تحتمل الاجتزاء, ألا ترى أن كل سورة من سور القران لو قرىء نصفها في ركعة والنصف الاخر في ركعة كان جائزا ولو نصفت الفاتحة وقرئت في ركعتان كان غير جائز.
ب_ القول الثاني: لأنها وافية بما في القران من المعاني (وهذا قول الزمخشري).
------------------
ج3: أما القول في هذه المسأله تحتاج إلى تفضيل:
أ- أما نسبة القول بأن الفاتحة مدنيه إلى مجاهد فهذا القول صحيح وذلك لما رواه ابن أبي شيبه في مصنفه مقطوعا على مجاهد من طريق زائدة عن منصور عن مجاهد قال (الحمدلله رب العالمين أنزلت بالمدينه)), وكذلك روى أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القران من طريق عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري , عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال (انزلت فاتحة الكتاب بالمدينه).
وكذلك لما سئل الدارقطني عن تخريج الحديث الذي رواه أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريره رضي الله عنه قال(رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب وأنزلت بالمدينه)) قال هذا الحديث يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه فرواه أبو الأحواص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريره وغيره يرويه عن منصور عن مجاهد من قوله وهو الصواب))أ.ه
وقال الحسين بن الفضل البجلي(لكل عالم هفوة, وهذه منكرة من مجاهد لأنه تفرد بها والعلماء على خلافه). إذا هذه الروايات تدل على أن نسبة القول إلى مجاهد بأن الفاتحة مدنية صحيح.
ب- أما نسبة القول إلى أبي هريرة بأن الفاتحه مدنيه فهذا القول خاطىء وذلك بأن الروايه التي نسبة عن طريقة في إسنادها إنقطاع وذلك بأن الرواية التي أخرجها الطبراني في الأوسط وابن عربي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبه عن أبي الأحوص عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريره في إسنادها إنقطاع إلى أبي هريره وذلك بأن هذه الروايه ذكرت في مصنف أبي شيبه مختصرا لفضا(أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينه)ولكن رواها ابن أبي شيبه مقطوعا على مجاهد من طريق زائده عن منصور عن مجاهد قال( الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدنيه).
ج- أما نسبة القول إلى محمد بن مسلم الزهري فكذلك نسبت القول إليه خطأ وذلك لما روى عنه في كتاب (تنزبل القران) المنسوب إليه عد الفاتحه أول ما نزل بالمدينه ولكن في إسناده الوليد بن محمد الموقري وهو متروك الحديث.
----------------------------
ج4: لا. لأن الأحاديث التي ذكرت ذلك كلها ضعيفه الاسناد. وأما ما صح في هذا القول خواتيم سورة البقره وليس الفاتحة للحديث الصحيح الذي رواه حذيفه من طريق أبو داوود الطيالسي وابن أبي شيبه وأحمد والنسائي وغيرهم من طريق أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن خراش وأصل الحديث في مسلم من غير ذكر الخصلتين الأوليين.
---------------------------
ج5: اتفق العلماء في مسألة أن الفاتحة هي سبع ايات وذلك قول الله تعالى (ولقد اتيناك سبعا من المثاني)) وكذلك في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (فاتحة الكتاب هي السبع المثاني)) ولكنهم اختلفوا في مسألة البسمله ايه من الفاتحه أم لا على قولين:
أ- القول الأول: البسمله ايه من الفاتحه وهو قول الشافعي وروايه عن أحمد وكذلك عن العد المكي و العد الكوفي.
ودليلهم ما صح عن علي بن أبي طالب لما سئل عن السبع المثاني فقال (الحمد لله) فقيل له: إنما هي ست ايات فقال(بسم الله الرحمن الرحيم ايه) رواه الدارقطني والبيهقي من طريق أسباط بن نصر عن السدي عن عبد خير.وصح كذلك عن قول بن جريج أخبرنا أبي عن سعيد بن جبير عن بن عباس أنه قال في قول االله تعالى(ولقد اتيناك سبعا من المثاني) قال هي فاتحة الكتاب )) فقرأها علي ستا ثم قال (بسم الله الحمن الرحيم)) الايه السابعه)) رواه الشافعي وعبدالرزاق وأبو عبيد وابن جرير وابن المنذر.
-أما دليلهم في هذا القول من الأحاديث: حديث ابن جريج عن عبدالله بن أبي مليكه عن أم سلمه أنها سئلت عن قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت(كان يقطع قراءته ايه ايه(بسم الله الرحمن الرحيم9 قال الدارقطني إسناده صحيح وكلهم ثقات) والذي اعله من بعض اهل الحديث بعلة الإنقطاع بسبب إبهام السائل فإن هذا الأبهام لا يضر في الروايه لأنه قد سمي في روايه اخرى وهو(يعلى بن مملك)
-أما الدليل الاخر من الأحاديث, حديث ابي هريره رضي الله عنه مرفوعا وموقوفا((بسم الله الرحمن الرحيم) أنها أم القران وأم الكتاب والسبع المثاني (بسم الله الرحمن الرحيم)أحدها)) رواه الدارقطني والبيهقي من طريق نوح بن أبي بلال عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريره وهو أسناده صحيح وموقوف أصح وله حكم الرفع.
ب- أما القول الثاني فقالوا أن البسمله لا تعد من ايات سورة الفاتحه وهو قول أبي حنيفه والأوزاعي ومالك وروايه عن أحمد وهو قول باقي أصحاب العدد. وهؤلاء يعدون (أنعمت عليهم) رأس ايه.
-وأما استدلالهم لهذا القول بأحاديث منها:
-حديث ابي هريره رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى (قسمت الصلاه بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد(الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي واذا قال(الرحمن الرحيم) قال الله تعالى اثنى علي عبدي واذا قال(مالك يوم الدين) قال مجدني عبدي وقال مره فوض إلي عبدي فإذا قال(إياك نعبد وإياك نستعين) قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال (إهدنا الصراط.......) قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)) رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري في باب القراءه خلف الأمام وغيرهما.
-حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال(صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون ب(الحمد لله رب العالمين) لا يذكرون (بسم لله الحمن الرحيم) في أول قراءة ولا في اخرها)متفق عليه. وتفسير (لا يذكرون (بسم الله الحمن الرحيم ) في هذه الروايه هي الروايه الاخرى من طريق شعبه عن قتاده عن أنس قال(صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم).
---------------------------
ج6: الحكمه من الاستعاذه:
أ- فضيلة التعبد لله تعالى بالاستعاذه به.
ب- طبيعة النفس البشريه اذا امنت المضار والشرور إرتاحت فبدأت تتبع الهوى وطول الأمل مما يؤدي بها إلى العلل والافات مما يسوء بها الحال و المال فلابد من المضار لتحصل الإستعاذه منها والإلتجاء إلى الله لحفظها منه فتتبع الهدى بدل الهوى ويِأتي عندها قصر الأمل بدل طول الأمل.
ج-الأستعاذه سبب في تطهر القلوب وتزكية النفوس وإصلاح الأحوال وذلك بأن أقدار الشر التي يقدرها الله سبب في حمل العبد على الإلتجاء الى من يحفظه من شر هذه الأقدار مما يؤدي إلى أفتقاره الى الله وقربه منه ومعرفة قوة الله وقدرته فيحمله هذا الى الإطمئنان النفسي وعدم الخوف والصبر لأنه يعلم بأن الله يحميه وأنا هذه الشرور من عند الله للإختبار والإمتحان.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 12:18 AM
خالد صالح خالد صالح غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 36
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نفعنا الله بعلمكم مشايخنا الأفاضل
المجلس الثاني :مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة الفاتحة .
باسم الله أجاوب على أسئلة المجموعة الأولى مستعينا بالله عزوجل.
ج1-ومن الأحاديث الصريحة في فضلها:
أ-حديث أبي هريرة رضي الله عنه ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أم القرآن هي السبع المثاني،والقرآن العظيم)رواه البخاري
ب-وحديث أنس رضي الله عنه قال:(كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزل ونزل رجل الى جانبه،فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال :ألا أخبرك بأفضل القرآن )قال فتلا عليه( الحمدلله رب العالمين)رواه النسائي في السنن الكبرى.
ج- وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)متفق عليه.

ج2-للفاتحة أسما ء كثيرة منها أم الكتاب الوافية وغيرها أما أم الكتاب سوف نذكر سبب تسميتها قال البخاري رحمه الله في صحيحه: (سميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف،ويبدأ بقراءتها في الصلاة)
وقد روي عن بعض السلف كراهة تسمية الفاتحة بأم الكتاب والصواب صحة التسمية بهذا الاسم لثبوت النص فيه.
أما تسميتها بالوافية فيه قولان :
القول الأول:لأنها لاتقرأ إلا وافية في كل ركعة،وهذا قول الثعلبي.
والقول الثاني لأنها وافية بما في القرآن من المعاني،وهذا قول الزمخشري.

ج3-أما مانسب من القول بأن سورة الفاتحة مدنيةإلى أبي هريرة رضي الله عنه لها علة يجب ان تكشف وهي أن مجاهد لم يسمع من أبي هريرة فالأثر ثابت عن مجاهد لكن وصله لأبي هريرة خطأ.
وأما نسبة القول للزهري ماروي عنه أن في إسناده الوليد بن محمد الموقري وهو متروك الحديث.

ج4-ففي نزولها من كنز تحت العرش ففيه حديثان ضعيفان والصحيح أن الذي نزل من كنز تحت العرش خواتيم سورة البقرة.
ج5-الخلاف في عد البسملة آية من الفاتحة فالمسألة فيها قولان:
القول الأول:أنها آية من الفاتحة ،وهذا قول الشافعي ورواية عن أحمد،وهي في العد المكي والكوفي.
والقول لعلي بن أبي طالب وابن عباس وصح عنهم.
القول الثاني:لا تعد البسملة آية من آيات الفاتحة ،وهوقول أبو حنيفة والأوزاعي ومالك ،ورواية عن أحمد، وهو قول باقي أصحاب العدد.
والصواب أن الخلاف آية من الفاتحةكالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقيان عن القراء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قراء الصحابةرضي الله عنهم،فمن أختار أحد القولين أختار أحد القراءتين.
ج6-الحكمة من مشروعية الاستعاذة :
أ-عدم فوات فضيلة التعبد بها لله.
ب-تطهير القلوب وتزكية النفوس وإصلاح الحال وحسن العاقبة.
ج- طمأنينة القلب في الالتجاء إليه والاعتصام به،والإيمان بأن الله وليه الذي لا ولي غيره.
د-هي من العبادات العظيمة التي هي من مقاصد خلق الله للإنس والجن.
و-تثمر في القلب أعمالا تعبديةيحبها الله من الصدق والمحبة والإخلاص والإنابة والرجاء والخوف والاخشية والتوكل وغيرها.
والله أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 01:55 AM
هشام أيت يعيش هشام أيت يعيش غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 59
افتراضي

أجوبة أسئلة المجموعة الأولى : الأسبوع الثاني
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام : أما بعد
السؤال الأول : أذكر ثلاثة أدلة على فضل سورة الفاتحة:
الجواب : جاء في فضل سورة الفاتحة أحاديث نبوية كثيرة تبين أنها سورة مباركة عظيمة القدر واسعة الفضائل أقتصر بذكر ثلاثة منها :
1ــ حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج" ثلاثا غير تمام. فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام؟ فقال: " اقرأ بها في نفسك ؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال : الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) .رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري في القراءة خلف الإمام والترمذي والنسائي كلهم من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه، وله طرق أخرى كثيرة )
2ــ و حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله:" استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ".
ثم قال لي: " لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد .ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن ، قال: الحمد لله رب العالمين , هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته). رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى ) .
3ـ وحديث العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " : ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟
قلت: بلى ، قال ": فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها، ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدّثني حتى بلغ قُرْبَ الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي!
قال" : فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ قال: فقرأت فاتحة الكتاب، قال : هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد". رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان .
السؤال الثاني : ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب : ثبت في هذا الاسم أحاديث و آثار تثبت صحة تسمية سورة الفاتحة به فعن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب. أخرجه البخاري
و معنى هذا الاسم قال فيه البخاري في صحيحه مختصرا من كلام أبي عبيدة في كتابه مجاز القرآن قال : "وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة " . و قد نسب القول بكراهة تسمية الفاتحة بهذا الاسم لبعض علماء السلف و الخلف بعضها غير ثابت و حجتهم أن " أم الكتاب " من أسماء اللوح المحفوظ لقوله تعالى " وإنّه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم " ، و لا ينظر لهذا الرأي مادام قد ثبت النص بهذا ، و لا يمنع اشتراك تسمية الفاتحة بهذا الاسم مع اللوح المحفوظ . و الله أعلم

ب. الوافية : نسب عبد الجبار بن العلاء تسمية الفاتحة بالوافية لسفيان بن عيينة رحمه الله ، و اختلف في معناه على قولين :
القول الأول : قول الثعلبي : لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة و لا تجزأ بينما يمكن تجزيء أي سورة من سور القرآن و لو بعضا منها في الصلاة .
القول الثاني : وهو قول الزمخشري المعتزلي : لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني .
و قد ذكر هذا الاسم مجموعة من علماء التفسير في تفاسيرهم ، و صحف في بعضها إلى ( الواقية ) .
السؤال الثالث : نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
القول بمدنية سورة الفاتحة ثابت عن مجاهد رحمه الله بالأثر : ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال) :نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة( .
أما نسبة القول بمدنية سورة الفاتحة لأبي هريرة رضي الله عنه ، فهو خطأ و لم يصح لكون الأثر غير ثابت لأنه منقطع بين مجاهد و أبي هريرة فمجاهد لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه . فقد روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : " رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة " أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: " أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة " .
و أما نسبة القول بمدنيتها إلى محمد بن مسلم الزهري رحمه الله كان استنادا لما روي عنه أن " سورة الفاتحة أول ما نزل بالمدينة " في الكتاب المنسوب إليه الموسم ب ( تنزيل القرآن ) وفي إسناه الوليد بن محمد الموقري ، وقد حكم عليه العلماء بأنه متروك الحديث .
السؤال الرابع : هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
الجواب : ورد حديثين في أن سورة الفاتحة نزلت من كنز تحت العرش لكنهما ضعيفين لضعف بعض رواة سندهما معا ، وقد و روي أحدهما بلفظ عن صالح بن بشير عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل أعطاني فيما من به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين " رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس .
وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
و الثابت أن أواخر سورة البقرة هو الذي نزل من كنز تحت العرش كما صح عن حذيفة بن اليمان .
السؤال الخامس : اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة :
الجواب : اختلف العلماء في مسألة عد البسملة آية من سورة الفاتحة على قولين :
القول الأول : أن البسملة آية من الفاتحة : و هو قول الأئمة أحمد و رواية للشافعي ، وصح عن الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه ـ وهو العد المكي ـ ، و عن ابن عباس ـ هو العد الكوفي ـ . و مما استدل به على هذا الرأي حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا : بسم الله الرحمن الرحيم ؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و بسم الله الرحمن الرحيم إحداها ). رواه الدارقطني والبيهقي من طريق نوح بن أبي بلال، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري , عن أبي هريرة، وهو إسناد صحيح، والموقوف أصح، وله حكم الرفع ).
القول الثاني : لا تعدّ البسملة من آيات سورة الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد، وهو قول باقي أصحاب العدد. وهؤلاء يعدّون "أنعمت عليهم" رأس آية. و مما استدل به لهذا الرأي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: " صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ"الحمد لله رب العالمين" لا يذكرون "بسم الله الرحمن الرحيم" في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه ) . و عدم الجهر بالبسملة لا يقتضي عدم قراءتها ، و هذا الاستدلال غير صحيح .
و الصحيح أن الخلاف في عد البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات ، فمن أخذ بأحد القولين مثل من أخذ بإحدى القراءتين ، و كلا القولين ثابت عن القراء المعروفين و اتصلت أسانيهم لقراء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .
السؤال السادس : بين الحكمة من مشروعية الاستعاذة :
شرع الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم الاستعاذة لحكمة بالغة ، حيث أنها من أعظم أسباب محبة الله عز و جل للعبد و هدايته له ، لكونها من العبادات العظيمة التي تقوم معانيها في القلب و النفس فتثمر أعمالا تعبدية يحبها الله و يرضاها من مثل الإخلاص و الصدق والمحبة والرجاء والخوف والخشية والإنابة والتوكل وغيرها؛ فيحيا القلب بعد موته، ويستيقظ بعد غفلته، ويلين بعد قسوته، وتزكو النفس، وتستنير البصيرة، ويصلح العمل، وتحسن العاقبة. و أيضا لكونها حصن و حماية من كل المضار التي خلقها الله تعالى و ابتلى الإنسان بها ليوفق ـ عباده المتوكلين عليه و المستندين المعتمدين عليه ، المظهرين افتقارهم و حاجتهم إليه ـ إلى طهارة قلوبهم و إنعامه الخاص الذي يختص به من استجاب له و اتبع هداه .
هذا و الله أعلم و لله الحمد و المنة .

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 02:01 AM
هشام أيت يعيش هشام أيت يعيش غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 59
افتراضي

أجوبة أسئلة المجموعة الأولى : الأسبوع الثاني
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام : أما بعد
السؤال الأول : أذكر ثلاثة أدلة على فضل سورة الفاتحة:
الجواب : جاء في فضل سورة الفاتحة أحاديث نبوية كثيرة تبين أنها سورة مباركة عظيمة القدر واسعة الفضائل أقتصر بذكر ثلاثة منها :
1ــ حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج" ثلاثا غير تمام. فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام؟ فقال: " اقرأ بها في نفسك ؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال : الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) .رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري في القراءة خلف الإمام والترمذي والنسائي كلهم من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه، وله طرق أخرى كثيرة )
2ــ و حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله:" استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ".
ثم قال لي: " لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد .ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن ، قال: الحمد لله رب العالمين , هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته). رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى ) .
3ـ وحديث العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " : ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟
قلت: بلى ، قال ": فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها، ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدّثني حتى بلغ قُرْبَ الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي!
قال" : فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ قال: فقرأت فاتحة الكتاب، قال : هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد". رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان .
السؤال الثاني : ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب : ثبت في هذا الاسم أحاديث و آثار تثبت صحة تسمية سورة الفاتحة به فعن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب. أخرجه البخاري
و معنى هذا الاسم قال فيه البخاري في صحيحه مختصرا من كلام أبي عبيدة في كتابه مجاز القرآن قال : "وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة " . و قد نسب القول بكراهة تسمية الفاتحة بهذا الاسم لبعض علماء السلف و الخلف بعضها غير ثابت و حجتهم أن " أم الكتاب " من أسماء اللوح المحفوظ لقوله تعالى " وإنّه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم " ، و لا ينظر لهذا الرأي مادام قد ثبت النص بهذا ، و لا يمنع اشتراك تسمية الفاتحة بهذا الاسم مع اللوح المحفوظ . و الله أعلم

ب. الوافية : نسب عبد الجبار بن العلاء تسمية الفاتحة بالوافية لسفيان بن عيينة رحمه الله ، و اختلف في معناه على قولين :
القول الأول : قول الثعلبي : لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة و لا تجزأ بينما يمكن تجزيء أي سورة من سور القرآن و لو بعضا منها في الصلاة .
القول الثاني : وهو قول الزمخشري المعتزلي : لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني .
و قد ذكر هذا الاسم مجموعة من علماء التفسير في تفاسيرهم ، و صحف في بعضها إلى ( الواقية ) .
السؤال الثالث : نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
القول بمدنية سورة الفاتحة ثابت عن مجاهد رحمه الله بالأثر : ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال) :نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة( .
أما نسبة القول بمدنية سورة الفاتحة لأبي هريرة رضي الله عنه ، فهو خطأ و لم يصح لكون الأثر غير ثابت لأنه منقطع بين مجاهد و أبي هريرة فمجاهد لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه . فقد روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : " رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة " أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: " أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة " .
و أما نسبة القول بمدنيتها إلى محمد بن مسلم الزهري رحمه الله كان استنادا لما روي عنه أن " سورة الفاتحة أول ما نزل بالمدينة " في الكتاب المنسوب إليه الموسم ب ( تنزيل القرآن ) وفي إسناه الوليد بن محمد الموقري ، وقد حكم عليه العلماء بأنه متروك الحديث .
السؤال الرابع : هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
الجواب : ورد حديثين في أن سورة الفاتحة نزلت من كنز تحت العرش لكنهما ضعيفين لضعف بعض رواة سندهما معا ، وقد و روي أحدهما بلفظ عن صالح بن بشير عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل أعطاني فيما من به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين " رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس .
وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
و الثابت أن أواخر سورة البقرة هو الذي نزل من كنز تحت العرش كما صح عن حذيفة بن اليمان .
السؤال الخامس : اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة :
الجواب : اختلف العلماء في مسألة عد البسملة آية من سورة الفاتحة على قولين :
القول الأول : أن البسملة آية من الفاتحة : و هو قول الأئمة أحمد و رواية للشافعي ، وصح عن الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه ـ وهو العد المكي ـ ، و عن ابن عباس ـ هو العد الكوفي ـ . و مما استدل به على هذا الرأي حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا : بسم الله الرحمن الرحيم ؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و بسم الله الرحمن الرحيم إحداها ). رواه الدارقطني والبيهقي من طريق نوح بن أبي بلال، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري , عن أبي هريرة، وهو إسناد صحيح، والموقوف أصح، وله حكم الرفع ).
القول الثاني : لا تعدّ البسملة من آيات سورة الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد، وهو قول باقي أصحاب العدد. وهؤلاء يعدّون "أنعمت عليهم" رأس آية. و مما استدل به لهذا الرأي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: " صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ"الحمد لله رب العالمين" لا يذكرون "بسم الله الرحمن الرحيم" في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه ) . و عدم الجهر بالبسملة لا يقتضي عدم قراءتها ، و هذا الاستدلال غير صحيح .
و الصحيح أن الخلاف في عد البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات ، فمن أخذ بأحد القولين مثل من أخذ بإحدى القراءتين ، و كلا القولين ثابت عن القراء المعروفين و اتصلت أسانيهم لقراء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .
السؤال السادس : بين الحكمة من مشروعية الاستعاذة :
شرع الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم الاستعاذة لحكمة بالغة ، حيث أنها من أعظم أسباب محبة الله عز و جل للعبد و هدايته له ، لكونها من العبادات العظيمة التي تقوم معانيها في القلب و النفس فتثمر أعمالا تعبدية يحبها الله و يرضاها من مثل الإخلاص و الصدق والمحبة والرجاء والخوف والخشية والإنابة والتوكل وغيرها؛ فيحيا القلب بعد موته، ويستيقظ بعد غفلته، ويلين بعد قسوته، وتزكو النفس، وتستنير البصيرة، ويصلح العمل، وتحسن العاقبة. و أيضا لكونها حصن و حماية من كل المضار التي خلقها الله تعالى و ابتلى الإنسان بها ليوفق ـــ عباده المتوكلين عليه و المستندين المعتمدين عليه ، المظهرين افتقارهم و حاجتهم إليه ـــ إلى طهارة قلوبهم و إنعامه الخاص الذي يختص به من استجاب له و اتبع هداه .
هذا و الله أعلم و لله الحمد و المنة .

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 02:56 AM
محمد الألفي محمد الألفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 32
افتراضي

المجموعة الثالثة
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم القرآن : في ذلك أقوال لأهل العلم قد نرجعها إلى قولين :
1- لتضمنها أصول معاني القرآن وسائر سور القرآن تفصيل وبيان لهذه المعاني
2- لتقدمها على سائر سور القرآن في القراءة والكتابة والعرب تسمي المقدم أُما
ب. سورة الصلاة: في ذلك أيضا أقوال لأهل العلم ، منها:
1- لأن الصلاة لا تجزئ إلا بها
2- للحديث القدسي " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين"
3- لأن الفاتحة صلة بين العبد وربه ، فالعبد يدعو ويُثني والرب يجيب ويذكر ويرحم
س2: بيّن أنواع المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة وما حكم كل نوع مع التمثيل.
ج2: المتون التي تروى بالأسانيد الضعيفة على ثلاثة أنواع :
1- متون صحيحة المعنى قد دلت عليها أدلة أخرى فيكون في الصحيحة غُنية عنها
مثل : حديث عبادة بن الصامت مرفوعا" أم القرآن عوض من غيرها وليس غيرها بعوض عنها"
رواه الدارقطني من طريق محمد بن خلاد وقد احترقت كتبه فصار يروي من حفظه فوقع له ما يُنكر عليه
وقد أغنى عنه حديث الشيخين عن عبادة أيضا مرفوعا " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب"
2- ما يُتوقف في معناه فلا يُثبت ولا يُنفى إلا بدليل صحيح فمثل هذا يُرد حكما ونكل علمه إلا الله
إلا إن تبين لأحد من أهل العلم وجه له صحيح يحكم برده أو إثباته فيُقبل
مثل: حديث بن عباس مرفوعا وموقوفا " فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن "
3- ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة لصيح النصوص فيرد ولا يقبل
مثل: ما رواه الحسن مرسلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان"
س3: بيّن أنواع الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين.
ج3: الأقوال المنسوبة إلى المفسرين على نوعين:
1- أقوال منصوصة تدل بنصها على ما استدل بها عليه ، وهذه فبها الصحيح والضعيف سندا ومتنا
2- أقوال مستخرجة على أصحابها ، وهذه منها الظاهر وغير الظاهر
فالظاهر منها ما ظهرت الدلالة عليه وظهر التزام صاحبه به ،فهذا قد جرى عمل أهل العلم على نسبته
وأما غير الظاهر فما خفي وجه دلالته ولم يظهر التزامه به أو عارضه نص ، فهذا لا يصح نسبته إلى العالم
فمن أمانة العلم أن يتحرى الطلبة والكُتاب ذلك وألا ينسبوا للناس إلا ما صح من أقوالهم
س4: بيّن معاني (المثاني) في النصوص وكلام أهل العلم
ج4: كلمة المثاني اسم مشترك لمعان متعددة لا تعارض بينها وأكثرها صحيح ، وتلك المعاني هي:
1- القرآن كله " الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني"
2- آيات سورة الفاتحة " ولقد آتيناك سبعا من المثاني" على أحد الأقوال
3- السور السبع الطوال " ولقد آتيناك سبعا من المثاني " على أحد الأقوال
4- السور التي بين المئين والمفصل ، وهو راجع إلى تسمية ما بعد المئين بالمثاني
5- ما كانت آياتها دون المائة وليست من المفصل ، وهو راجع لقول بن عباس لعثمان
" ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما..."
6- أنواع معاني القرآن " أمر ونهي وبشارة ونذارة وضرب أمثال وتذكير بالنعم وأنباء "
ذكر معناه بن جرير عن زياد بن أبي مريم في تفسير قوله " ولقد آتيناك سبعا من المثاني" وهو تفسير لا دليل عليه
س5: اذكر ثلاثا من صيغ الاستعاذة مع الاستدلال.
ج5: للاستعاذة صيغ كثيرة منها :
1- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ودليلها : ما رواه الشيخان عن سليمان بن صرد قال: " استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس
وأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد
لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ......"
فهذه أصح ما جاء من الروايات في صيغ الاستعاذة ، وإن لم ترد في صلاة أو قراءة ، وبها يقول الشافعي وكثير من الفقهاء والقراء
2- اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه ونفخه ونفثه
ودليلها : ما رواه أحمد وغيره عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليهوسلم أنه كان يقول
" اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه ونفخه ونفثه "
3- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم
ودليلها : ما رواه بن أبي شيبة عن عبد الله بن مسلم بن يسار قال " سمعني أبي وانا أستعيذ بالسميع العليم
فقال ما هذا؟ قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم"
س6: اكتب رسالة في خمسة أسطر تتحدث فيها عن فضل سورة الفاتحة.
ج6: سورة الفاتحة ما أعظمها من سورة !! هي السبع المثاني والقرآن العظيم ، هي أم الكتاب وأم القرآن والحمد لله رب العلمين
من قرأها بحضور قلب هداه الله وشفاه ورزقه نورا يمشي به وآتاه كل حرف منها فإذا أثنى فيها على ربه فرح ربه وذكر اسمه
وكفى بذلك شرفا !! ( الملك بنفسه يرد عليك ويخاطبك ) والله لو لم يكن في فضلها إلا مخاطبة الملك لمن يقرؤها لكفى بذلك شرفا ،
وإذا دعا ربه فيها استجاب الله دُعاه وهداه وكفاه ، سورة الفاتحة لم يرد في غيرها من سور القرآن أسماءٌ كمثل الذي ورد فيها
ومن المعلوم أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى ، وكثرة أسماء سور الفاتحة تدل بحق على أن الله لم يُنزل في التوراة
ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 04:30 AM
ماجد أحمد ماجد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 135
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد أحمد مشاهدة المشاركة
*المجموعة الخامسة*

الجواب الأول :
والضعف في المرويات إما أن يكون :
أ- من جهة الإسناد .
ب- من جهة المتن .

فأما ضعف الإسناد فهو على درجتين:
إحداهما: الضعف الشديد، وهو ما يكون من رواية متروكي الحديث من الكذابين، والمتّهمين بالكذب، وكثيري الخطأ في الرواية؛ فهؤلاء رواياتهم لا تتقوّى بتعدد الطرق، ولا يُعوَّل عليها.

والأخرى: الضعف غير الشديد، وهو ما يقبل التقوية بتعدد الطرق، فما تعدّدت طرقه واختلفت مخارجه ولم يكن في متنه نكارة فيحكم بصحته.
وإن لم تتعدّد طرقه ولم يكن في المتن نكارة فمن أهل العلم من رأى التوسّع في روياتها في الفضائل ونحوها؛ ومنهم من يشدّد، فأمّا ما كان شديد الضعف في الإسناد أو منكر المتن فلا يقبل.

وأما المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة فهي على ثلاثة أنواع:

النوع الأول: متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها، قد دلّت عليها أدلّة أخرى، فيكون في الأدلة الصحيحة ما يُغني عن الاستدلال بما روي بالأسانيد الضعيفة .

والنوع الثاني: ما يُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح .

والنوع الثالث: ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة لما صحّ من النصوص أو مجازفة بكلام عظيم لا يُحتمل من ضعفاء الرواة.


الجواب الثاني :
في نزول سورة الفاتحة بمكة او المدينة خلاف على أقوال :
الأول : أنها مكية .
دليلهم : قوله تعالى : { ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم } .
وفي الحديث الصحيح فسر النبي صلى الله عليه وسلم سورة الفاتحة بأنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيه .
وجه الاستدلال : أن آية الحجر مكية بالاتفاق ، وأن امتنان الله على نبيه صلى الله عليه وسلم بإتيانه السبع المثاني وهو بمكة ، والامتنان يكون على شيء سابق فدل على أنها نزلت بمكة قبل الهجرة النبوية .
خلاصته : صحة هذا القول - وهو قول الجمهور - ؛ لقوة أدلته في نفسها ومناقشتها .
الثاني : أنها مدنية .
دليلهم : أثر مجاهد بن جبر - رحمه الله - : ( نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة ) .
خلاصته : عدم صحة هذا القول ؛ لانقطاع في سنده ، حيث لم يسمع مجاهد من أبي هريرة - رضي الله عنه - وإنما نُسِب إليه خطأً ، والأثر حينئذ يكون ضعيفًا ؛ لعدم اتصال سنده ، ولا أصل ينسب إليه هذا القول ، واستغربه ابن حجر .
الثالث : أنها نزلت مرتين ، مرةً بمكة وأخرى بالمدينة .
دليلهم : قوله تعالى : { ولقد آتيناك سبعًا من المثاني } .
وجه الاستدلال : حملوا معنى { المثاني } مادل على اثنين اثنين ، فنزلت بمكة وثنى نزولها أخرى بالمدينة .
خلاصته : عدم صحة هذا القول ؛ لعدم وجود دليل صحيح يستند إليه .
الرابع : نزل نصفها بمكة ونصفها الآخر بالمدينة .
دليلهم : قول أبو الليث السمرقندي : ( ويقال : نصفها نزل بمكة ونصفها نزل بالمدينة ) .
خلاصته : عدم صحة هذا القول ؛ لأن لا أصل له ، حيث لم ينسبه أبو الليث لأحد ، وقد جاء بلغة التمريض والتضبيب ( ويقال ) واستغربه ابن كثير جدًا .


الجواب الثالث :
دل النص القرآني على أن سورة الفاتحة سبع آيات ، قال سبحانه : { ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم } .
ودل النص النبوي الصحيح على أن السبع المثاني هي سورة الفاتحة .
وبهذا انعقد الإجماع بين الجميع من القراء والمفسرين .


الجواب الرابع :
تتحقق الاستعاذة بأمرين :
أ- التجاء القلب إلى الله بصدقٍ وإخلاص .
ب- اتباع هدى الله فيما أمر واجتناب مانهى عنه وزجر .
قال ابن سعيد الغرناطي - رحمه الله - : ( من استعاذ بالله صادقًا أعاذه ، فعليك بالصدق ، ألا ترى امرأة عمران لما أعاذت مريم وذريتها عصمها الله ) .
فالإخلاص والمتابعة هما أساس قبول الأعمال وتحقيقها .


الجواب الخامس :
الاستعاذة لغةً : العين والواو والذال أصلٌ صحيح يدل على معنى واحد ، وهو الالتجاء إلى الشيء والتحرز والتحصن والنجاة ، وحقيقته : الهروب من شيءٍ تخافه إلى من يعصمك منه ، ولهذا يسمى المستعاذ به معاذًا ، ومنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للتي استعاذت منه : " لقد عُذت بمَعَاذٍ " وقول الشاعر :
فعوذي بأفناء العشيرة إنما يعوذ الذليلُ بالعزيز ليعصما

وشرعًا : أستجير بالله وأمتنع به وأعتصم وألجأ إليه دون غيره من سائر خلقه من الشيطان المطرود عن كل خير أن يضرني في ديني أو يصدني عن حقٍّ يلزمني لربي .

الشيطان : مشتق من ( شَطَنَ) الشين والطاء والنون أصل مطّردٌ صحيح يدل على البُعد ، وسمي الشيطان بذلك ؛ لبعده عن الحق وتمرده ، فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر ، بعيد بفسقه عن كل خير ، فكل عاتٍ متمردٍ من الجن والإنس والدواب شيطان .

الرجم لغةً : يرجع إلى وجهٍ واحد وهو الرمي بالحجارة ، ثم يستعار ذلك ، فمنه قولهم : رجمت فلانًا بالكلام إذا شتمه ، ومنه قوله تعالى في قصة إبراهيم وأبيه : { لئن لم تنته لأرجمنّك } ، ويكون الرجم في الأمور الحسية والمعنوية :
الحسية : الرجم بالحجارة ، ورجم الشياطين بالشهب .
المعنوية : الرجم بالقول السيء من السب والشتم ونحوهما .

الرجيم : وصفٌ للشيطان ، وله معنيان :
الأول : بمعنى مرجوم ، أي مطرود عن الخير كله .
الثاني : بمعنى راجم ؛ لأنه يرجم الناس بالوساوس والربائث .
والأول أشهر .


الجواب السادس :
شرع سبحانه عبادة الاستعاذة به لحكمة بليغة ؛ لتحقيق كمال التوحيد ، وتحريك أعمال القلوب وشحذها بالصدق واليقين ، وإقرارًا من العبد بالعجز والضعف ، واعتراف من العبد بقدرة اللهالباري عز وجل وأنه الغني القادر على رفع جميع المضرات والآفات ، واعتراف العبد أن الشيطان عدوٌّ مبين ، وأنها من فعل الله ومشيئته وقدره ، قال سبحانه : { وإن يمسسك الله بضرٍّ فلا كاشف له إلا هو } فهو الذي يريد به ما يسوؤه ، وهو الذي يريد دفعه عنه ، فصار سبحانه مستعاذًا به منه باعتبار الإرادتين ، فهو الدي يمس بالضر وهو الذي يكشفه لا إله إلا هو ، فالمهرب إليه ، فهو الدي يحركه ويقلبه ويصرفه كيف يشاء .
والرب تبارك وتعالى إنما يبتلي عباده ؛ ليذكرهم به فلا يغفُلوا ، وليحييهم بمعرفتهوالخضوع له ، قال تعالى : { فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون } .
وإذا عرفنا هذه الحكمة الإلهية تغذّت قلوبُنا وارتوت من خشية الله والإنابة إليه ، وذلك باستشعار رقابة الله الدائمة ، وذلك ما يقود المؤمن إلى إحسان عمله وإتقانه ، وما ابتلى عبده إلا ليقربه .


سبحانك ربك رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

= تتمة الجواب الأول :

فمن أمثلة النوع الأول من المرويات الضعيفة :
- حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض»
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.
وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.

- مثال للنوع الثاني :
حديث علي بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا جابر، ألا أخبرك بخير سورة نزلت في القرآن؟
قال: قلت: بلى يا رسول الله.
قال: «فاتحة الكتاب» قال علي: وأحسبه قال: «فيها شفاء من كل داء». رواه البيهقي في شعب الإيمان.
وأصل الحديث قد صحّ في مسند الإمام أحمد دون زيادة «فيها شفاء من كل داء» وقد انقلب اسم الصحابي على الرواي والصحيح هو عبد الله بن جابر البياضي كما في مسند الإمام أحمد.

- مثال للنوع الثالث :
حديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن» رواه الطبراني في الأوسط.
ورواه ابن الشجري في أماليه من طريق سليمان بن أحمد عن صلة بن سليمان الأحول عن ابن جريج به.
وسليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 05:47 AM
عبد العزيز الدوسري عبد العزيز الدوسري غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 6
افتراضي حل المجلس الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس الثاني
المجموعة الخامسة
كتبه: عبدالعزيز الدوسري

س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.
الضعف في المرويات، يكون على نوعين:
• ضعف الإسناد وهو على درجتين:
- الضعف الشديد وهذا لا يعول عليه
- الضعف الغير الشديد وهذا قد يقوى
• ضعف المتن، وهي على ثلاثة أنواع:
- متن صحيح المعنى لا نكارة فيه
- ما يتوقف في معناه فلا يثبت ولا ينفى إلا بدليل
- ما يكون في متنه نكارة وهذا لا يقبل
س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.
اختلف العلماء في مكية أو مدنية سورة الفاتحة على أقوال:
• القول الأول : أنها مكية :
وهو قول عمر، وقد قاله الجمهور واستدلوا بعدة أدلة منها :
قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}، وهذه الآية من سورة الحجر وهي مكيَّة باتفاق العلماء.
• القول الثاني : أنها مدنية :
وهو قول مجاهد بن جبر، وقد نسب خطأ للكثير، وظن البعض بقوة الخلاف .
س3: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.
فدلالة النصّ :
• قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
• ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسيرها بسورة الفاتحة؛ فيكون العدد هو ماذكر في الآية

س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
تحقيق الاستعاذة يكون بأمرين:
• التجاء القلب إلى الله تعالى وطلب إعاذته بصدق وإخلاص .
• اتّباع هدى الله فيما أمر به ليعيذه .
فمن اتبع صدق الالتجاء واتبع الهدى فقد حقق الاستعاذة .
س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
• الاستعاذة هي : الالتجاء إلى من بيده العصمة من شرِّ ما يُستعاذ منه والاعتصام به.
• الشيطان : مُشتقّ من "شطن" ، وهو لفظ جامع للبعد والمشقّة والعسر والالتواء .
• الرجيم : هو الشيطان حيثما كان فهو رجيم مذموم مقذوف بما يسوءه ويشينه وذلك قمة الإهانة والإذلال له

س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟
لو قدر الله أن الدنيا تخلو من الشرور لفات على العباد فضيلة التعبد باللجوء إلى الله والاستعاذة به سبحانه، وفاتهم الكثير من المعارف الإيمانية، والعبادات العظيمة.
وكما هو معلوم بأن النفس البشرية تواقة للراحة، وطول الأمل إن إمنت الضرر فتدخل على النفس الآفات والشرور والعلل، فقدر الله وجود ما يستعاذ منه للجد والاجتهاد في الاستعاذة والعبادة والعمل..

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 05:48 AM
عبد الرحمن الحربي عبد الرحمن الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 46
افتراضي

أجوبة المجموعة الأولى :
السؤال الأول :
1- قول النبي ﷺ : (أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي اوتيته)
2- لا تصح الصلاة بدونها :( لا صلّاة لم لم يقرا بفاتحة الكتاب )
3- قول النبي ﷺ ( أما علمت أنها رقية ) في قصة اللديغ)

السؤال الثاني :
أم الكتاب : قال البخاري : (لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف ويبدأ بقرائتها في الصلاة)
الوافية : في سبب تسميتها به قولان :
الأول : لأنها لا تقرأ إلا وافية في كل ركعة.
الثاني : لأنها وافية بما في القرآن من معاني.

السؤال الثالث :
لا تصح نسبته إلا إلى مجاهد بن جبر …
فأما عن أبي هُريرة فالرواية عنه الصواب وقفها على مجاهد
وأما الزهري فروي عنه ذلك في كتاب تنزيل القرآن المنسوب إليه وفِي إسنادها الوليد الموقري متروك الحديث

السؤال الرابع :
لا يصح، روي في ذلك حديثان ضعيفان :
الأول : حديث صالح بن بشير عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين » رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.

والثاني : حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدّثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

وإنما صح الخبر بنزول خواتيم سورة البقرة من تحت العرش …

السؤال الخامس :
فيه قولان : الأول : أنها آية منها وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد
ومن أدلتهم : عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم.
قال الدارقطني: (إسناده صحيح، وكلهم ثقات).
القول الثاني : أنها ليست منها :وعليه أبو حنيفة ومال والأوزاعي ورواية عند أحمد
ومن أدلتهم حديث أبي هُريرة و قسمت السلام بيني وبين عبدي نصفين … فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين…) فبدأ بالحمد

السؤال السادس :
من الحكم :أنها تستحث محركات القلب الثلاث : الخوف والمحبة والرجاء:
1. فيعظم الرجاء في الله لطلب السلامة والعصمة مما استعاذ منه؛ ذلك لأنّ المستعيذ إنما يحمله على الاستعاذة رجاؤه أن يستجيب له ربّه فيعيذه من شرّ ما استعاذ منه.
2. ويعظم الخوف من الله تعالى لعلم العبد بأنّه لن يخذل إلا من جهة نفسه وذنبه؛ فيحمله ذلك على الاستقامة والكفّ عن المعاصي؛ لأجل ما يقوم في قلبه من خوف ردّ استعاذته بسبب ذنوبه …
3-

3. وتعظم محبّة الله في قلبه لما يرى من أثر إعاذته له ويجد من طمأنينة القلب في الالتجاء إليه والاعتصام به، وإيمانه بأنّ الله وليّه الذي لا وليّ له غيره.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 22 ربيع الأول 1439هـ/10-12-2017م, 05:49 AM
عبد الرزاق علي عبد الرزاق علي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 16
افتراضي

المجموعة الثانية :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
س1: ما معنا تسمية سورة الفاتحة بما يلي :
1_فاتحة الكتاب.
2_السبع المثاني.
1-فاتحة الكتاب : سميت الفاتحة بفاتحة الكتاب لانه يفتتح بكتابتها المصاحف و اول ما يتلوه التالي من الكتاب العزيز ، و بثراءتها في الصلوات .
قال ابن جرير الطبري -يرحمه الله تعال ( سميت فاتحة الكتاب لانه يفتتح بكتابتها المصاحف ، و بقراءتها الصلوات ، فهي فواح لما يتلوها من سور القران في الكتاب و القراءة ) انتها كلامه رحمه الله .
و سميت بفاتحة الكتاب لأن هذا الاسم اكثر الاسماء ورودا في الاحاديث الصحيحة .
اهرج الامامين البخاري و مسلم في صحيحيهما من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه ،عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه قلل : ( لا صلاة لمن لم يقرء بفاتحة الكتاب )
2 _ السبع المثان :
و المعنا في تسمية الفااحة بالسيع المثاني لما جاء في كتاب الله سبحانه و تعال ( و لقد اتيناك سبغا من المثان و القرأن ا)
و روى البخاي- رحمه الله - في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عنه و سلم انه قال ( ام القران هي السبع المثاني و القان العظيم )
و المراد بتسميتها بالسبع المثاني اقوال لاهل العلم .
القول الاول :
انها تثنا اي تعاد في كل ركعة , و هذا القول مروي عن عمر بن الخطاب رضي الله تعال عنه و الحسن و قتادة .
قال قتادة - رحمه الله تعالى ( فاتحة الكتاب تثنا في كل ركعة مكتوبة و تطوع ) رواه عبد الرزاق و بن جرير .
و قال بع عدد من المصنفين : كالغراء و بن سلام و بن جرير الطبري و بن الانباري و البغوي و غيرهم :
قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى ( و اما وصف النبي لها بالسبع المياني , فلانها تثنا قراءتها في كل صلاة و تطوع و مكتوبة , و كان الحسن البصري يفسر ذالك )
و قول : ان الله سبحانه و تعالى اثتسناها ل رسوله و هذا القول رواه ابن جرير الطبري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه .
وقول ابي عبيد معمر بن المثنى اذ قال ( انها تتلو بعضها بعضا فثنيت الاخيرة على الاولى قال الله تعالى ( الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها تقشعر منه جلود اللذين يخشون ربهم ) و هذا تصديق ذالك .
وقول ان حروفها و كلماتها مثناة مثل : الرحمن الرحيم , اياك و اياك , الصراط الصراط , عليهم عليهم , غير غير و هذا ذكره الثعلبي و الواحدي في البسيط .
س2 : بين سبب انتشار المرويات الضعيفة و الواهية في فضل سورة الفاتحة , و ما موقف طالب العلم منها .
ان سبب انتشار و اشتهار المرويات الضعيفة هو التماس الثواب و الاجر لما ظنوه من صحة تلك المرويات و حسنها و هم مخطئون لانهم تسرعو في نشر ما ينسب من تلك المرويات الى النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام رضي الله عنهم من غير تثبت و من غير سؤال اهل العلم .
و اما موقف طالب العلم من تلك المرويات فعليه ان يكون على دراية بعلم التفسير و بما ينشر من تلك المرويات و ان يتحرى سبب الضعف و المرتبة ولا يتساهل فيه , لانه دين و امانة و ان ياخذه بقوة .
س3 : ما الفرق بين اسم السورة و لقبها ؟
الفرق ان اسم السورة هو ما وضع لتعينها و الدلالة عليها , واما لقب السورة : هو ما اشتهرت به من وصف مدح بعد تقرر اسمائها اذا اجتمع اللقب كان الابلغ و الافصح الافصح لتقدمه في الوضع و لدفع الالتباس الى اذا كان اللقب اشهر من الاسم و اكثر تداولا ا ولارادة التشويق بذكر الوصف ثم التعريف بذكر الاسم : ويصح ان يكون اللقب اسما كما هو عند البخاري ومسلم في صحيحيهما - رحمهم الله - من حديث محمد بن جبير بن مطعم عن ابيه رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( ان لاسماء , انا محمد و انا احمد , و انا الماحي اللذي يمحو الله بي الكفر , و انا الحاشر اللذي يحشر الناس الى قرني , و انا العاقب اللذي ليس بعده احد ) و هذه القاب له صلى الله عليه و سلم و هي اسماؤه بعتبار دلالتها علا المسمى صلى الله عليه و سلم .
س4 : اشرح بايجاز خبر نزول سورة الفاتحة .
ان لنزول سورة الفاتحة شأن عظيم يدل على فضلها , و على المسلم ان يتلقى هذخ السورة بكامل الحسن و القبول والتكريم و التعظيم .
روا مسلم في صحيحه و ابي شيبة و النسائي في الكبرى و غيرهم .
من حديث ابن عباس رضي الله عنهما انه قال ( بين ما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه و سلم , سمع نقيضا من فوقه , فرفع رأسه فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط الى اليوم نزل منه ملك فقال : هذا ملك نزل الى الارض الى اليوم , فسلم وقال : ( ابشر بنورين اوتيتهما لم ياتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب و خواتيم سورة البقرة , لن تقرا بحرف منها الى اعطيته )
- النقيض هو الصوت و نقيض السقف تحرك اجزائه حتا يخدث صوتا -
هذا الحديث فيه بشارة عظيمة للنبي صلى الله عليه و سلم و لامته لما اختصهم الله به سبحانه و تعالى من انزال هذه السورة العظيمة سورة الفاتحة و خواتيم سورة البقرة اختصهم دون سائر الامم .
و انزل الله سبحانه و تعالى ملكا كريما ما نزل من قبل و ما نزل الى ليبلغ النبي صلى الله عليه و سلم هذه البشارات و ما تحمله كل بشارة من ايات عظيمة للنبي صلاى الله عليه و سلم و لامته من بعده تستلزم شكرا لله .
انها نور عظيم واسع البركة عظيم البصائر فهي تبصر العبد بربه و باسمئه و صفاته العلى , و هي نور للمؤمن تبصره بحقيقة امره و انه خلق لعبادة ربه و توحيده و افراده بالعبادة و انه بحاجة دائما الى عون من ربه في كل شؤون حياته , و انها سبب سعادته , ولا فلاح للمؤمن الى بعمل صالح و علم نافع و اخلاص لله سبحانه و تعالى و سير على هدى النبي صلى الله عليه و سلم .
و ان هذه السورة هي كرامة و رفعة خاصة لهذه الامة , لم تنل امة من الامم من قبل مثل هذه الكرامة , و من كفر كانت تلك الكرامات و البشارات حسرة و ندامة عليه , و فوز و بشارة لمن تلقاهى بالقبول و الشكر .
ان دعاء الداعي بهذه السورة مستجاب و اكد باسلوب حصر و استغراق ( لن تقرأ بحرف منها الى اعطيته ) .
( بحرف ) و هذا علم لانها نكرة في سياق النفي ( الى اعطيته ) و هذا تاكيد للعطاء بطريقة الحصر بالا .
ان هذه البشارات كبيرة و عظيمة لمن نصح نفسه و حرص على ان يكون من من ينفعهم الله بما انزل من الهدى و النور و يحرص على ان لا تنقلب به هذه البشارات الى ندامة و حسرات .
فقوله : ( لن تقرأ ) هي قاءة التدبر و التبصر اللتي يحبها الله سبحانه و تعالى و اللتي حوت شرطي القبول من الاخلاص لله سبحانه و تعالى و المتابعة لهدي النبي صلى الله عليه و سلم , فتكون نافعة مقبولة تثمر التعظيم و الخشية للخالق سبحانه و تعالى .
س5 : ما الموقف الصحيح من الاقوال الغريبة اللتي تنسب الى بعض اهل العلم .
ان الموقف الصحيح هو التقصي و التثبت من نسبة الاقوال الى قائلها و من ثم تمييز ما صح منها و مما لا يصح , و بيان علل الاقوال الضعيفة و سبب ضعفها ما امكن ذالك , و على طالب العلم ان يخلص ما ترجح معرفته مما صح و مما لم يصح , و ان يتجاوز الحديث عن كثير من التفصيل في صحة هذه الاقوال و من ثم بيان عللها .
س6 : بيين بايجاز درجات الاستعاذة .
الاستعاذة امر رباني فمن احسن الاستعاذة بالله تعالى اعاذه كما في الحديث القدسي ( و لئن استعاذني لاعيذنه )
الناس في الاستعاذة على درجات .
الدرجو الاولى : اصحاب الاستعاذة الباطلة اللذين فقدو شرطي القبول الاخلاص و المتابعة فهاؤلاء يستعيذون بالله و بغيره فيشركون بالله ( وما دعاء الكافرين الىى في ضلال ) و كذالك اصحاب الاستعاذت البدعية , كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار .
الدرجة الثانية : الاستعاذة الناقصة , و اللتي خلت من الشرك و البدع لاكنها ناقصة ضعيفة لبعدها فيستعيذ احدهم و قلبه قد ملئ له و غفلة عن الاستعاذة .
و قد حسن الالباني رحمه الله تعالى حديث ابو هريرة و عمر بن العاص رضي الله عنهم ان النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( ان الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل ) و الاستعاذة الناقصة تنفع صاحبها بعض النفع باذن الله تعالى كما يقول ابن القيم في الجواب الكافي .
الدرجة الثالثة : استعاذة المتقين و هي الصحيحة المتقبلة اللتي تنفع اصحابها باذن الله و هي اللتي تكون بالقلب و القول و العمل فاما تصحيح الاستعاذة بالقلب بان يكون في قلب صاحبها صدق الالتجاء الى الله فيؤمن و يوقن بانه لا يعيذه الى الله و يتوكل و يحسن الظن به و لا ينقص استعاذته ترك الدعاء و لا يضعفها بالتصخط و الاعراض , و اما الاستعاذة بالقول فتكون بما شرعه الله و رسوله من التعويذات الماسورة .
و اما الاستعاذة بالعمل فتكون باتباع هدي النبي صلى الله عليه و سلم .
الدرجة الرابعة : استعاذة المحسنين و حي اعلى درجات الاستعاذة و انفعها و اكثرها اثرا , حيث اوجب الله على نفسه ان يعيذ اصحاب هذه الدرجة اذا استعاذوه .
روا البخاري - رحمه الله - في صحيحه من حديث ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان الله قال : ( من عاد لي وليا فقد اذنته بالحرب , و ما تقرب الي عبدي بشيئ احب الي مما افترضته عليه , و ما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه , فاذا احببته كنت سمعه اللذي يسمع به , و بصره اللذي يبصر به , و يده اللتي يبطش بها , و رجله اللتي يمشي بها و لائن سالني لاعطينه و لان استعاذني لاعيذنه ) و هؤلاء هم اللذين احسنو الاستعاذة بقلوبهم و اعمالهم و اقوالهم , و هم يستعيزون كانهم يرون الله سبحانه و تعالى و هذه مرتبة الاحسان .
اللهم اجلنا و اياكم منهم اللهم امين .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir