دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > بلوغ المرام > كتاب الجامع

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 محرم 1430هـ/25-01-2009م, 06:22 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي باب الذكر والدعاء (19/19) [حديث: (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن...) ]


وأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عنْ أبي هُريرةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ)).


  #2  
قديم 29 محرم 1430هـ/25-01-2009م, 09:27 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سبل السلام للشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني


30/1482 - وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ)).
(وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ).
هَذَا آخِرُ حَدِيثٍ خَتَمَ بِهِ الْبُخَارِيُّ صَحِيحَهُ، وَتَبِعَهُ جَمَاعَةٌ مِن الأَئِمَّةِ فِي خَتْمِ تَصَانِيفِهِمْ فِي الْحَدِيثِ.
وَالْمُرَادُ مِن الْكَلِمَتَيْنِ: الْكَلامُ؛ نَحْوُ كَلِمَةِ الشَّهَادَةِ، وَهُوَ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ.
وَقَوْلُهُ: ((سُبْحَانَ اللَّهِ)) إلَخْ مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ، وَصَحَّ الابْتِدَاءُ بِهِ، وَإِنْ كَانَ جُمْلَةً؛ لأَنَّهُ فِي مَعْنَى هَذَا اللَّفْظِ، وَإِنَّمَا قَدَّمَ الْخَبَرَ؛ تَشْوِيقاً لِلسَّامِعِ إِلَى الْمُبْتَدَأِ، سِيَّمَا بَعْدَ مَا ذَكَرَ مِن الأَوْصَافِ. وَالْحَبِيبَةُ: بِمَعْنَى الْمَحْبُوبَةِ؛ أَيْ: مَحْبُوبَتَانِ لَهُ تَعَالَى. وَالْخَفِيفَةُ: فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى فَاعِلَةٍ، وَالثَّقِيلَةُ: فَعَيْلَةٌ بِمَعْنَى فَاعِلَةٍ أَيْضاً.
قَالَ الطِّيبِيُّ: الْخِفَّةُ مُسْتَعَارَةٌ لِلسُّهُولَةِ، شَبَّهَ سُهُولَةَ جَرَيَانِهَا عَلَى اللِّسَانِ بِمَا خَفَّ عَلَى الْحَامِلِ مِنْ بَعْضِ الأَمْتِعَةِ، فَلا يُتْعِبُهُ كَالشَّيْءِ الثَّقِيلِ.
وَفيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ سَائِرَ التَّكَالِيفِ شَاقَّةٌ عَلَى النَّفْسِ ثَقِيلَةٌ، وَهَذِهِ سَهْلَةٌ مَعَ ثِقَلِهَا فِي الْمِيزَانِ؛ كَثِقَلِ الشَّاقِّ مِن الأَعْمَالِ.
وَقَدْ سُئِلَ بَعْضُ السَّلَفِ عَنْ سَبَبِ ثِقَلِ الْحَسَنَةِ وَخِفَّةِ السَّيِّئَةِ، فَقَالَ: لأَنَّ الْحَسَنَةَ حَضَرَتْ مَرَارَتُهَا، وَغَابَتْ حَلاوَتُهَا، فَثَقُلَتْ، فَلا يَحْمِلَنَّكَ ثِقَلُهَا عَلَى تَرْكِهَا، وَالسَّيِّئَةُ حَضَرَتْ حَلاوَتُهَا، وَغَابَتْ مَرَارَتُهَا؛ فَلِذَلِكَ خَفَّتْ، فَلا تَحْمِلَنَّكَ خِفَّتُهَا عَلَى ارْتِكَابِهَا.
وَالْحَدِيثُ مِن الأَدِلَّةِ عَلَى ثُبُوتِ الْمِيزَانِ، كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ. وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الْمَوْزُونِ؛ فَقِيلَ: الصُّحُفُ؛ لأَنَّ الأَعْمَالَ أَعْرَاضٌ، فَلا تُوصَفُ بِثِقَلٍ وَلا خِفَّةٍ، وَلِحَدِيثِ السِّجِلاَّتِ وَالْبِطَاقَةِ.
وَذَهَبَ أَهْلُ الْحَدِيثِ وَالْمُحَقِّقُونَ إِلَى أَنَّ الْمَوْزُونَ نَفْسُ الأَعْمَالِ حَقِيقَةً، وَأَنَّهَا تُجَسَّدُ فِي الآخِرَةِ، وَيَدُلُّ لَهُ حَدِيثُ جَابِرٍ مَرْفُوعاً: ((تُوضَعُ الْمَوَازِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَتُوزَنُ الْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ، فَمَنْ ثَقُلَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ ثَقُلَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ دَخَلَ النَّارَ)). قِيلَ لَهُ: فَمَن اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُ وَسَيِّئَاتُهُ، قَالَ: ((أُولَئِكَ أَصْحَابُ الأَعْرَافِ)). أَخْرَجَهُ خَيْثَمَةُ فِي فَوَائِدِهِ، وَعِنْدَ ابْنِ الْمُبَارَكِ فِي الزُّهْدِ عَن ابْنِ مَسْعُودٍ نَحْوُهُ مَرْفُوعاً.
وَالأَحَادِيثُ ظَاهِرَةٌ أَنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُوزَنُ، وَأَنَّهُ عَامٌّ لِجَمِيعِهِمْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إنَّهُ يَخُصُّ الْمُؤْمِنَ الَّذِي لا سَيِّئَةَ لَهُ وَلَهُ حَسَنَاتٌ كَثِيرَةٌ زَائِدَةٌ عَلَى مَحْضِ الإِيمَانِ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ السَّبْعِينَ الأَلْفِ. وَيَخُصُّ مِنْهُ الْكَافِرَ الَّذِي لا حَسَنَةَ لَهُ، وَلا ذَنْبَ لَهُ غَيْرُ الْكُفْرِ؛ فَإِنَّهُ يَقَعُ فِي النَّارِ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَلا مِيزَانٍ.
نَقَلَ الْقُرْطُبِيُّ عَنْ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ قَالَ: الْكَافِرُ مُطْلَقاً لا ثَوَابَ لَهُ، وَلا تُوضَعُ حَسَنَتُهُ فِي الْمِيزَانِ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً}، وَلِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الصَّحِيحِ: ((الْكَافِرُ لا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ)).
وَأُجِيبَ: بِأَنَّ هَذَا مَجَازٌ عَنْ حَقَارَةِ قَدْرِهِ، وَلا يَلْزَمُ مِنْهُ عَدَمُ الْوَزْنِ. وَالصَّحِيحُ أَنَّ الْكَافِرَ تُوزَنُ أَعْمَالُهُ، إلاَّ أَنَّهُ عَلَى وَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّ كُفْرَهُ يُوضَعُ فِي الكِفَّةِ، وَلا يَجِدُ حَسَنَةً يَضَعُهَا فِي الأُخْرَى؛ لِبُطْلانِ الْحَسَنَاتِ مَعَ الْكُفْرِ، فَتَطِيشُ الَّتِي لا شَيْءَ فِيهَا.
قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: وَهَذَا ظَاهِرُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ}؛ فَإِنَّهُ وَصَفَ الْمِيزَانَ بِالْخِفَّةِ.
وَالثَّانِي: أَنَّهُ قَدْ يَقَعُ مِنْهُ الْعِتْقُ وَالْبِرُّ وَالصِّلَةُ وَسَائِرُ أَنْوَاعِ الْخَيْرِ الْمَالِيَّةِ مِمَّا لَوْ فَعَلَهَا الْمُسْلِمُ لَكَانَ لَهُ حَسَنَاتٌ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ جُمِعَتْ وَوُضِعَتْ فِي الْمِيزَانِ، غَيْرَ أَنَّ الْكُفْرَ إذَا قَابَلَهَا رَجَحَ بِهَا.
وَيُحْتَمَلُ أَنَّ هَذِهِ الأَعْمَالَ تُوَازِنُ مَا يَقَعُ مِنْهُ مِن الأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ؛ كَظُلْمِ غَيْرِهِ، وَأَخْذِ مَالِهِ، وَقَطْعِ الطَّرِيقِ، فَإِنْ سَاوَتْهَا عُذِّبَ بِالْكُفْرِ، وَإِنْ زَادَتْ عُذِّبَ بِمَا كَانَ زَائِداً عَلَى الْكُفْرِ، وَإِنْ زَادَتْ أَعْمَالُ الْخَيْرِ مَعَهُ طَاحَ عِقَابُ سَائِرِ الْمَعَاصِي، وَبَقِيَ عِقَابُ الْكُفْرِ، كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ.
اللَّهُمَّ ثَقِّلْ مَوَازِينَ حَسَنَاتِنَا إذَا وُزِنَتْ، وَخَفِّفْ مَوَازِينَ سَيِّئَاتِنَا إذَا فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ وُضِعَتْ، وَاجْعَلْ سِجِلاَّتِ ذُنُوبِنَا عِنْدَ بِطَاقَةِ تَوْحِيدِنَا طَائِشَةً مِنْ كِفَّةِ الْمِيزَانِ، وَوَفِّقْنَا بِجَعْلِ كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ عِنْدَ الْمَمَاتِ آخِرَ مَا يَنْطِقُ بِهِ اللِّسَانُ.

  #3  
قديم 29 محرم 1430هـ/25-01-2009م, 09:28 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام


1371-وأخرج الشيخان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)).
قال مصنفه: فرغ منه ملخصه، أحمد بن علي بن محمد بن حجر في حادي عشر شهر ربيع الأول، سنة ثمان وعشرين وثمانمائة، حامداً الله تعالى ومصلياً على رسوله صلى الله عليه وسلم، ومكرماً، ومبجلاً، ومعظماً.
*مفردات الحديث:
-كلمتان: تثنية كلمة، وهو خبر مقدم، و"سبحان الله" هو المبتدأ، وما بينهما صفة، وكلمتان يراد بهما الكلام من إطلاق الكلمة على الكلام، مثل قولهم: كلمة الإخلاص: "لا إله إلا الله" و "كلمتان" خبر مقدم، و"حبيبتان" وما بعدها صفة، والفائدة من تقديم الخبر: تشويق السامع إلى المبتدأ.
-حبيبتان إلى الرحمن: حبيبة: بمعنى محبوبه؛ على وزن "فعيل" بمعنى مفعول، وأنث هنا؛ لأن التسوية بين المذكر والمؤنث في "فعيل" بمعنى مفعول: جائزة لا واجبة؛ وخص لفظ "الرحمن" بالذكر؛ لأن المقصود من الحديث بيان سعة رحمة الله بعباده، حيث يجازي على العمل القليل بالثواب الكثير.
-خفيفتان على اللسان: لقلة حروفهما، وأنهما من الحروف السهلة المخارج؛ فليس فيهما حرف من حروف الشدة، ثم جاءت بأسماء، والأسماء أخف من الأفعال؛ فالنطق بهما سريع رشيق.
-ثقيلتان في الميزان: ثقيلتان ثقلاً حقيقياً؛ لكثرة الأجور لقائلهما، والحسنات المضاعفة للذاكر بهما، وقوله: "حبيبتان، خفيفتان، ثقيلتان" صفة لقوله: "كلمتان".
-سبحان الله: اسم مصدر لازم النصب بإضمار فعل محذوف، والمصدر التسبيح.
-وبحمده: الواو للحال، أي أسبحه متلبساً بحمدي له.
-سبحان الله العظيم: ذكر صفة العظمة هنا ليجمع في هذا الذكر بين الذي يخافه ويرجوه، وهذه طريقة القرآن في إيراد وعده ووعيده، وختم الآيات بما يناسب المقام.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، ففي اليوم الثامن من الشهر الثامن من عام ثمانية وأربعمائة وألف، انتهيت من شرحي لمفردات أحاديث هذا الكتاب المبارك (بلوغ المرام) في منزلي بمكة المكرمة في العزيزية.
وفي صباح 30/1/1409هـ تمت المراجعة الثانية لشرح غريب(بلوغ المرام)، والحمد لله رب العالمين.
وفي مساء يوم الثلاثاء الموافق 9/5/1421
هـ، انتهينا من إعادة مراجعة "مفردات الحديث"؛ لتعديل ما وقع فيها من خطأ، أو نقص أو خلل، والحمد لله رب العالمين.
*ما يؤخذ من الحديث:
1-ختم المؤلف -رحمه الله تعالى- كتابه بالتسبيح والتحميد؛ كما فعل الإمام البخاري في صحيحه، حينما ختمه بهذا الحديث الشريف، وهو ختام حسن، وإقتداء طيب؛ فإن الله تعالى ختم رسالة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بذلك؛ قال تعالى: { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَوَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر:3].
2-((حبيبتان إلى الرحمن)) أي: هما محبوبتان، وأيضا محبوب قائلهما عند الرحمن تبارك وتعالى.
وخص الرحمن من بين سائر الأسماء الحسنى؛ لأن المقصود من الحديث بيان سعة رحمة الله على عباده، حيث يجازي على العمل القليل بالثواب الكثير.
3- ((ثقيلتان في الميزان)): حقيقة؛ لكثرة الأجور المدخرة لقائلهما، والحسنات المضاعفة للذاكر بهما، فقد ذهب أهل الحديث إلى أن الموزون هو نفس الأعمال؛ قال تعالى: {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون} [الأعراف:8]، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وأما معرفة كيفية الوزن: فهذه أمور توقيفية، لا يتجاوزها المسلم إلى غير المسموع والمنقول، وليس للعقل دخل في تخيلها ووصفها، وبيان كيفيتها؛ فهذا من علم الغيب.
4- ((سبحان الله وبحمده)): قرن التسبيح بالحمد؛ ليعلم ثبوت الكمال له نفياً وإثباتاً ومعنى، والتسبيح هنا: تنزيهه وتقديسه عن جميع ما لا يليق به سبحانه، وإلا فهو تعالى مقدس أزلاً وأبداً، وإن لم يقدسه أحد، وإذا حصل الاعتراف والاعتقاد بأنه منزه عن جميع النقائص، ثبتت له الكمالات ضرورة؛ فثبت أنه الرب على الإطلاق.
والربوبية حجة ملزمة، وبرهان يوجب توحيد الألوهية، فتضمنت هذه الكلمة إثبات التوحيدين، كما تضمنت إثبات الكمالين، وهذان الإثباتان في ضمنهما كل حمد يليق بالله تعالى.
5- ((سبحان الله العظيم)): هو الذي يستحق أوصاف العظمة: من الكبرياء، والعزة، والجبروت؛ فهذه صفاته جل وعلا.
6- قوله: ((سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)): قرنا ليجمعا بين مقامي الرجاء والخوف؛ فوصفه بالحمد الذي هو الثناء الجميل على الفعل الصادر من فاعله، وعلى ما يتصف به من صفات الكمال والجمال، والخوف والرهبة والهيبة ترجع إلى معنى العظمة، والكبرياء، والجبروت.
7- قال في (فتح الباري): هذه الفضائل الواردة في فضل الذكر إنما هي لأهل الشرف في الدين، والكمال، والطهارة من الحرام، والمعاصي العظام، فلا تظن أن من أدمن الذكر، وأصر على ما شاء من شهواته، وانتهك دين الله وحرماته، أنه يلتحق بالمطهرين المقدسين، ويبلغ منازلهم بكلام أجراه على لسانه، ليس معه تقوى، ولا عمل صالح.
8- أما ابن رجب فيقول: ومجرد قول القائل: ((اللهم اغفر لي)) فيكون حكمه حكم سائر الدعاء، فإن شاء الله أجابه وغفر لصاحبه، ولاسيما إذا خرج من قلب منكسر بالذنوب، أو صادف ساعة من ساعات الإجابة، كالأسحار، وأدبار الصلوات، فذنوب العبد –وإن عظمت- فإن عفو الله ومغفرته أعظم منها؛ فهي صغيرة في جنب عفو الله ومغفرته.
قال ابن مسعود –رضي الله عنه- ((ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة لم تخطر على بال بشر)) أخرجه ابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله تعالى.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الذكر, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir