دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > بلوغ المرام > كتاب الجامع

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 محرم 1430هـ/25-01-2009م, 06:20 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي باب الذكر والدعاء (17/19) [من الأدعية المأثورة عن النبي]


وعنْ أبي موسى الأشعريِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي، وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي. اللُّهُمَّ اغْفِرْ لِي جَدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَالْمُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)). مُتَّفَقٌ عليهِ.
وعنْ أبي هُريرةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: ((اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي إِلَيْهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ)). أَخْرَجَهُ مسلِمٌ.
وعنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: ((اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وَارْزُقْنِي عِلْمًا يَنْفَعُنِي)). رواهُ النَّسائيُّ والحاكِمُ.
وللتِّرمذيِّ مِنْ حديثِ أبي هُريرةَ نَحْوُهُ، وقالَ في آخِرِهِ: ((وَزِدْنِي عِلْمًا. الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ حَالِ أَهْلِ النَّارِ)). وإسنادُهُ حَسَنٌ.


  #2  
قديم 29 محرم 1430هـ/25-01-2009م, 09:24 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سبل السلام للشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني


25/1477 - وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي، وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
(وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي، وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
الْخَطِيئَةُ: الذَّنْبُ. وَالْجَهْلُ: ضِدُّ الْعِلْمِ. وَالإِسْرَافُ: مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
وَقَوْلُهُ: ((فِي أَمْرِي)) يَحْتَمِلُ تَعَلَّقَهُ بِكُلِّ مَا تَقَدَّمَ، أَوْ بِقَوْلِهِ: ((إِسْرَافِي)) فَقَطْ. وَالْجِدُّ: بِكَسْرِ الْجِيمِ؛ ضِدُّ الْهَزْلِ. وَقَوْلُهُ: ((خَطَئِي وَعَمْدِي)) مِنْ عَطْفِ الْخَاصِّ عَلَى الْعَامِّ؛ إذ الْخَطِيئَةُ تَكُونُ ْعَنْ جَدٍّ وعَنْ هَزْلٍ. وَتَكْرِيرُ ذَلِكَ؛ لِتَعَدُّدِ الأَنْوَاعِ الَّتِي تَقَعُ مِن الإِنْسَانِ مِن الْمُخَالَفَاتِ، وَالاعْتِرَافِ بِهَا، وَإِظْهَارِ أَنَّ النَّفْسَ غَيْرُ مُبَرَّأَةٍ مِن الْعُيُوبِ، إِلاَّ مَا رَحِمَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ.
وَقَوْلُهُ: ((وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي)) خَبَرُهُ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ: مَوْجُودٌ. وَمَعْنَى ((أَنْتَ الْمُقَدِّمُ))؛ أَيْ: تُقَدِّمُ مَنْ تَشَاءُ مِنْ خَلْقِكَ، فَيَتَّصِفُ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ، وَيَتَحَقَّقُ بِحَقَائِقِ الْعُبُودِيَّةِ بِتَوْفِيقِكَ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لِمَنْ تَشَاءُ مِنْ عِبَادِكَ بِخِذْلانِكَ وَتَبْعِيدِكَ لَهُ عَنْ دَرَجَاتِ الْخَيْرِ.
قَالَ الْمُصَنِّفُ: وَقَعَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُهُ فِي صَلاةِ اللَّيْلِ، وَتَقَدَّمَ بَيَانُهُ. وَوَقَعَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُهُ بَعْدَ الصَّلاةِ. وَاخْتَلَفَت الرِّوَايَاتُ: هَلْ كَانَ يَقُولُهُ بَعْدَ السَّلامِ أَوْ قَبْلَهُ؟ فَفِي مُسْلِمٍ: أَنَّهُ كَانَ يَقُولُهُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالسَّلامِ.
وَأَوْرَدَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بِلَفْظِ: كَانَ إِذَا فَرَغَ مِن الصَّلاةِ. وَهُوَ ظَاهِرٌ فِي أَنَّهُ بَعْدَ السَّلامِ، وَيُحْتَمَلُ حَمْلُهُ عَلَى قَبْلِ السَّلامِ، ويُحْتَمَلُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُهُ قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ.
26/1478 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي إِلَيْهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ)). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
(وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي إِلَيْهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَل الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ).
تَضَمَّنَ الدُّعَاءُ بِخَيْرِ الدَّارَيْنِ، وَلَيْسَ فِيهِ دَلالَةٌ عَلَى جَوَازِ الدُّعَاءِ بِالْمَوْتِ، بَلْ إنَّمَا دَلَّ عَلَى سُؤَالِ أَنْ يَجْعَلَ الْمَوْتَ فِي قَضَائِهِ عَلَيْهِ وَنُزُولِهِ بِهِ رَاحَةً مِنْ شُرُورِ الدُّنْيَا، وَمِنْ شُرُورِ الْقَبْرِ؛ لِعُمُومِ كُلِّ شَرٍّ؛ أَيْ: مِنْ كُلِّ شَرٍّ قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ.

27/1479 - وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وَارْزُقْنِي عِلْماً يَنْفَعُنِي)). رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَالْحَاكِمُ.
(وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وَارْزُقْنِي عِلْماً يَنْفَعُنِي. رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَالْحَاكِمُ).
28/1480 - وَلِلتِّرْمِذِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَحْوُهُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: ((وَزِدْنِي عِلْماً، الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ حَالِ أَهْلِ النَّارِ))، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.
(وَلِلتِّرْمِذِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوُهُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: وَزِدْنِي عِلْماً، الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ حَالِ أَهْلِ النَّارِ. وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ).
فِيهِ: أَنَّهُ لا يَطْلُبُ مِن الْعِلْمِ إِلاَّ النَّافِعَ، وَالنَّافِعُ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِأَمْرِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا مِمَّا يَعُودُ فِيهَا عَلَى نَفْعِ الدِّينِ، وَمَا عَدَا هَذَا الْعِلْمَ فَإِنَّهُ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ فِيهِ: {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ}؛ أَيْ: ينَفَعُهُم فِي الدِّينِ؛ فَإِنَّهُ نَفَى النَّفْعَ عَنْ عِلْمِ السِّحْرِ؛ لِعَدَمِ نَفْعِهِ فِي الآخِرَةِ، بَلْ لأَنَّهُ ضَارٌّ فِيهَا، وَقَدْ يَنْفَعُهُمْ فِي الدُّنْيَا، لَكِنَّهُ لَمْ يَعُدَّهُ نَفْعاً.

  #3  
قديم 29 محرم 1430هـ/25-01-2009م, 09:25 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام


1366-وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: كان النبي صلي الله عليه وسلم يدعو: ((اللهم اغفر لي خطيئتي، وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي، وهزلي، وخطئي، وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم، وأنت المؤخر، وأنت علي كل شيء قدير)). متفق عليه.
*مفردات الحديث:
-الخطيئة: الذنب.
-جهلي: الجهل ضد العلم، ويحتمل أن المراد به هنا:الخطيئة المتعمدة.
-إسرافي: الإسراف: مجاوزة الحد في كل شيء.
-جدي: بكسر الجيم، ضد الهزل.
-خطئي وعمدي: من عطف الخاص علي العام؛ لأن الخطيئة تكون عن هزل وعن جد، وتكرير ذلك لتعدد الأنواع التي تقع من الإنسان من المخالفات.
-أنت المقدم: أي تقدم من تشاء من خلقك، فيتصف بصفات الكمال، ويتحقق بحقائق العبودية بتوفيقك.
-أنت المؤخر: لمن تشاء من عبادك بخذلانك وتبعيدك له عن درجات الخير.

* * *
1367-وعن أبي هريرة -رضي الله عنة– قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمت أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر)) أخرجه مسلم.
*مفردات الحديث:
-أصلح لي ديني: بأن توفقني للقيام بآدابه علي الوجه الأكمل.
-عصمة أمري: العصمة المنع والحفظ، أي: ما أعتصم به في جميع أموري.
-معاشي: أي: مكان عيشي، وزمان حياتي، بإعطاء الكفاف.
-معادي: أي: زمان إعادتي؛ باللطف، والتوفيق علي العبادة، و الإخلاص.
-راحة لي من كل شر: أي: راحة لي من الفتن، والمحن، والابتلاء بالمعصية والغفلة.
وخلاصة آخر هذا الدعاء: اجعل عمري مصروفا فيما تحب، وجنبني ما تكره.




1368-وعن أنس -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ((اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وارزقني علماً ينفعني)) رواه النسائي، والحاكم.
1369-وللترمذي من حديث أبي هريرة نحوه، وقال في آخره: ((وزدني علماً، الحمد لله على كل حال، وأعوذ بالله من حال أهل النار)) وإسناده حسن.
*درجة الحديث:
إسناده حسن قاله المصنف والسيوطي.
والحديث أخرجه النسائي، والترمذي، وصححه الحاكم، فقال: حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
أما الحافظ ابن كثير في تفسيره فقال: أخرجه ابن ماجه، والبزار، وأخرجه الترمذي عن أبي كريب، عن عبد الله بن نمير، به، وقال: غريب من هذا الوجه.
*مفردات الأحاديث الأربعة السابقة بتوسع أكثر:
-الخطيئة: هي الذنب الكبير أو الصغير.
-الجهل: ضد العلم؛ قال ابن عباس "كل من عمل السوء فهو جاهل، فمن جهالته عمل السوء".
-إسرافي في أمري: مجاوزة الحد في كل شيء، والمراد هنا: الإفراط في المعاصي، والاستكثار منها.
-وما أنت أعلم به مني: يعني: إن الله تبارك وتعالى وكل بعباده ملائكته، يحصون عليهم سيئاتهم من أقوال وأفعال؛ قال تعالى: {إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثرهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} [يس:12].
وقال تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَاعَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المجادلة:6]
فالعبد يسأل ربه غفران ذنوبه التي يعملها، والتي نسيها، وعلمها الله تعالى، وأحصاها، وحفظها عنده.
-اغفر لي جدي وهزلي: الجد: الاجتهاد في الأمر والاهتمام به، والهزل ضده،لم يجد فيه.
-خطئي وعمدي: الخطأ: ما وقع من الإنسان من غير قصد، والعمد: قصد عين الفعل بعلم.
-اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت: الذنوب المتقدمة على طلب المغفرة واضحة معروفة، وأما الذنوب المتأخرة فقيل: معناها أن الله يحفظه، فلا يقع منه ذنب في بقية عمره، وقيل: معناه أنه لا يؤاخذ بما سيقع منه من الذنوب المستقبلة، بحيث يوفقه للتوبة التي تمحوها.
وقد صنف الحافظ ابن حجر رسالة سماها: (الخصال المكفرة للذنوب) تتبع فيها الأحاديث التي ورد فيها الوعد بغفران الذنوب "ما تقدم منها وما تأخر" وخرج أحاديثها وحققها.
- أنت المقدم: أي: تقدم من تشاء من خلقك، فيتصف بصفات الكمال، ويتحقق بحقائق العبودية بتوفيقك.
أنت المؤخر: تؤخر من تشاء من خلقك بخذلانك وتبعيدك إياه عن درجات الخير.
-وأنت على كل شيء قدير: عموم بعد خصوص؛ لئلا يتوهم الحصر و العدد.
-اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري: فوصف الدين بأنه عصمة الأمر، وهو عين الحقيقة؛ لأن صلاح الدين هو رأس مال العبد،وغاية ما يطلبه.
-وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي: وأما صلاح الدنيا -لأنها مكان وموضع معاشه- فحقيقة لابد منها في حياته فمن لم تستقم معيشته، لا تتم له آخرته.
-وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي: وأما صلاح آخرته، التي هي المرجع والمصير -فحول ذلك يسعى العباد بفعل الطاعات، وترك المنهيات، وقد استلزمها سؤال صلاح الدين، لأنه إذا أصلح الله دين الرجل، فقد أصلح له آخرته التي هي دار المعاد.
-واجعل الموت راحة لي من كل شر: لأنه إذا كان الموت دافعا للشرور قاطعا لها، ففيه الخير الكثير للعبد.
وليس في الحديث دلالة على جواز الدعاء بالموت، وإنما دل على سؤال أن يجعل الموت في قضائه عليه، ونزوله به -راحة من شرور الدنيا، ومن شرور القبر؛ لعموم الدعاء من جميع الشرور، والذي ينبغي أن يقوله المسلم الخائف من المحن والفتن: ((اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً، وتوفني إذا كان الموت خيراً))
رواه البخاري (5671)ومسلم (2680).
_اللهم علمني ما ينفعني، وارزقني علمًا ينفعني: سؤال الله سبحانه وتعالى علماً نافعاً، والعلم النافع هو العلوم الشرعية أصولها وفروعها؛ فهي من أجل النعم وأفضل القسم؛ قال تعالى: {وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْأُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة:269]، وقال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَلَا يَعْلَمُونَ} [الزمر:9],وقال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوامِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة:11].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)) رواه البخاري(71) ومسلم (1037).
والنصوص في فضل العلم والحث عليه كثيرة جداً.
قال الإمام أحمد: طلب العلم أفضل الأعمال لمن صحت نيته.
وقال الإمامان أبو حنيفة، ومالك: أفضل ما تطوع به العلم، تعلمه وتعليمه.
وقال الإمام النووي: اتفق السلف على أن الاشتغال بالعلم أفضل من الاشتغال بنوافل الصلاة، والصيام، والتسبيح، ونحو ذلك؛ فهو نور القلوب، والميراث النبوي، ومن يرد الله به خيراً يفقه في الدين، فهو أفضل الأعمال وأقربها إلى الله.
وأفضل العلوم: أصول الدين، ثم التفسير، ثم الحديث ثم أصول الفقه، ثم الفقه.
-وانفعني بما علمتني: هذا هو ثمرة العلم، وزبدته، وفائدته؛ فالعلم الذي لا ينفع صاحبه، وبال عليه، وحجة قائمة عليه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((اللهم أعوذ بك من علم لا ينفع)).
وثمرة العلم تتلخص في أمرين:
في الإخلاص لله تعالى في طلبه وتحصيله.
وفي العمل به، فمن ضيع هذين الأمرين، أو أحدهما، فقد خسر.
قال الإمام الغزالي: أيها المقبل على العلم، إن كنت تقصد بطلب العلم المنافسة، والمباهاة، والتقدم على الأقران، واستمالة وجوه الناس إليك، وجمع حطام الدنيا- فصفقتك خاسرة، وتجارتك بائرة.
وإن كانت نيتك من طلب العلم الهداية، فأبشر؛ فإن الملائكة تبسط لك أجنحتها إذا مشيت؛ رضا بما تطلب.
-وفيه الاستعاذة من حال أهل النار: لأنهم أهل المعاصي بتركهم الواجبات، وانتهاكهم المحرمات؛ فمآلهم إلى النار وبئس القرار.
*ما يؤخذ من الأحاديث:
1-((اللهم اغفر لي)) الاستغفار: طلب المغفرة من الله، وهي الوقاية من شر الذنوب مع سترها.
أما العفو عن الذنوب، فهو محو أثرها؛ ولكن قد يكون بعد عقوبة على المذنب، بخلاف المغفرة؛ فإنها لا تكون مع عقوبة.
قال ابن رجب: وأفضل الاستغفار أن يبدأ العبد بالثناء على ربه، ثم يثني بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة؛ كما في حديث شداد بن أوس (سيد الاستغفار).
2-قال ابن رجب: أسباب المغفرة ثلاثة:
أحدها: الدعاء مع الرجاء؛ فإن الدعاء مأمور به، وموعود عليه بالإجابة؛ قال تعالى: {ادعوني استجب لكم} [غافر:60].
وفي الحديث: ((ما كان الله ليفتح على عبد باب الدعاء، ويغلق عنه باب الإجابة)).
لكن الدعاء سبب مقتض للإجابة، مع استكمال شرائطه، وانتفاء موانعه.
وقد تتخلف الإجابة لانتفاء بعض شروطه، أو وجود بعض موانعه، ومن أعظم شروطه: حضور القلب، ورجاء الإجابة من الله تعالى، ففي المسند (6617) عن ابن عمر أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ((إن هذه القلوب أوعية، فبعضها أوعى من بعض، فإذا سألتم فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة؛ فإن الله لا يستجيب لعبد دعاه من قلب غافل))
ومن أعظم أسباب المغفرة: أن العبد إذا أذنب، لم يرج مغفرته من غير ربه، ويعلم أنه لا يغفر الذنوب ويأخذ بها غيره.
الثاني: الاستغفار، ولو عظمت الذنوب، وبلغت في الكثرة عنان السماء.
والمراد بالاستغفار: الاستغفار المقرون بعدم الإصرار.
أما الاستغفار باللسان مع إصرار القلب على الذنب فهو دعاء مجرد، إن شاء الله أجابه، وإن شاء رده.
وقد يكون الإصرار مانعاً من الإجابة؛ ففي المسند (6505) عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً: ((ويل للذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون)).
وخرج البيهقي في (الشعب) (5/436) عن ابن عباس مرفوعاً: ((المستغفر من ذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه)).
فالاستغفار التام الموجب للمغفرة هو ما قارن عدم الإصرار؛ كما مدح الله أهله، ووعدهم بالمغفرة.
فأفضل الاستغفار ما قارن به ترك الإصرار، وهو حينئذ يؤمل توبة نصوحاً، وإن قال بلسانه: أستغفر الله، وهو غير مقلع بقلبه، فهو داع لله بالمغفرة، قد يرجى له الإجابة.
وأفضل أنواع الاستغفار: أن يبدأ بالثناء على ربه، ثم يثني بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة؛ كما جاء في سيد الاستغفار.
الثالث: التوحيد، فهو أقوى أساس المغفرة، فالتوحيد هو السبب الأعظم؛ فمن فقده، فقد المغفرة، ومن جاء به، فقد أتى بأعظم أسباب المغفرة؛ قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء:48].
جاء مع التوحيد، ولو جاء بقراب الدنيا خطايا، لقيه الله بقرابها مغفرة، لكن هذا مع مشيئته عز وجل، فإن شاء غفر له، وإن شاء أخذه بذنوبه، ثم كانت عاقبته أن لا يخلد في النار، بل يخرج منها، ثم يدخل الجنة.
قال بعضهم: الموحد لا يلقى في النار كما يلقى الكفار، ولا يبقى كما يبقى الكفار؛ فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله فيه، وقام بشروطه كلها بقلبه، ولسانه، وجوارحه، أو بقلبه ولسانه عند الموت- أوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب كلها، ومنعه من الدخول في النار بالكلية.
فمن تحقق بكلمة التوحيد قلبه، أخرجت منه كل ما سوى الله محبة، وتعظيماً، وإجلالاً، ومهابة، وخشية، ورجاء، وتوكلاً؛ وحينئذ تحرق ذنوبه وخطاياه كلها، ولو كانت مثل زبد البحر، وربما قلبتها حسنات، فإن هذا التوحيد هو السبب الأكبر الأعظم، فلو وضع ذرة منه على جبال الذنوب والخطايا، لقلبها حسنات؛ كما جاء في المسند (26847) عن أم هانئ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((لا إله إلا الله لا تترك ذنباً، ولا يسبقها عمل)) اهـ كلامه، رحمه الله تعالى.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الذكر, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir