باب: ذكر ما ادّعي عليه النّسخ في سورة هل أتى
ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: {ويطعمون الطّعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً}.
زعم بعضهم أنّ هذه تضمّنت المدح على إطعام الأسير المشرك، قال: وهذا منسوخٌ بآية السّيف.
أخبرنا المبارك بن عليٍّ، قال: أبنا أحمد بن الحسين، قال: أبنا البرمكيّ، قال: أبنا محمّد بن إسماعيل، قال: أبنا أبو بكر بن أبي داود، قال: أبنا يعقوب بن سفيان، قال: بنا يحيى بن بكيرٍ، قال: حدّثني ابن لهيعة عن عطاءٍ عن سعيد بن جبير: {وأسيراً} قال: يعني من المشركين، نسخ السّيف الأسير من المشركين.
قلت: وإنما أشار بهذا إلى أنّ الأسير يقتل ولا يفادى فأمّا إطعامه ففيه ثوابٌ بالإجماع لقول عز وجل (في كلّ كبدٍ
[نواسخ القرآن: 502]
(حرّى) أجرٌ)
والآية محمولةٌ على التّطوّع بالإطعام فأمّا الفرض فلا يجوز صرفه إلى الكفّار.
ذكر الآية الثّانية: قوله تعالى: {فاصبر لحكم ربّك}.
زعم بعضهم أنّها منسوخةٌ بآية السّيف، وقد تكلّمنا على نظائرها، وبيّنّا عدم النّسخ.
ذكر الآية الثّالثة: قوله تعالى: {فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلاً}. قال بعضهم، نسخت بقوله: {وما تشاءون إلاّ أن يشاء اللّه} وقال: وكذلك قوله، في:
[نواسخ القرآن: 503]