دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #7  
قديم 10 جمادى الأولى 1443هـ/14-12-2021م, 02:51 PM
أفراح قلندة أفراح قلندة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 141
افتراضي

الاستغفار من مفاتيح الرزق

• سورة نوح من الآية 10-12:
((فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا ١٠ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا ١١ وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّٰتٖ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا ١٢ )) [نوح:0 1-12]

مناسبة الآية لما قبلها :
قال الرازي في تفسيره: " قال مقاتل: إن قوم نوح لما كذبوه زمانا طويلا حبس الله عنهم المطر، وأعقم أرحام نسائهم أربعين سنة، فرجعوا فيه إلى نوح، فقال نوح: استغفروا ربكم من الشرك حتى يفتح عليكم أبواب نعمه."(1)
المفردات:
السماء:
قال الطنطاوي: ((المراد بالسماء هنا: المطر لأنه ينزل منها، وقد جاء في الحديث الشريف أن من أسماء المطر السماء، فقد روى الشيخان عن زيد بن خالد الجهني أنه قال «صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية، على إثر سماء كانت من الليل..» أى: على إثر أمطار نازلة بالليل.
ومنه قول بعض الشعرا:
إذا نزل السماء بأرض قوم ... رعيناه وإن كانوا غضابا))(2)
مدرارا:
متواصلة الأمطار، وقال ابن عباس وغيره: يتبع بعضه بعضا(3) وقال الطنطاوي: المطر الغزير المتتابع، يقال: درت السماء بالمطر، إذا نزل منها بكثرة وتتابع، والدر، والدرور معناه: السيلان.. فقوله مِدْراراً صيغة مبالغة منهما(4) .

الإعراب :
- {فَقُلْتُ} لهم عقيب الدعوة، عطف على قوله: {دَعَوْتُ}(5) في قوله تعالى : ((قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوۡتُ قَوۡمِي لَيۡلٗا وَنَهَارٗا ٥)) [نوح: 5]
- يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً يُرْسِلِ: مجزوم لأنه جواب الأمر، بتقدير إن، أي إن تستغفروا ربكم يرسل السماء عليكم مدرارا.
- ومِدْراراً: حال من السماء، ولم تؤنث مدرار لأن مفعال في المؤنث يكون بغير تاء، مثل: امرأة معطار ومذكار ومئناث لأنها في معنى النسب، كقولهم: امرأة طالق وحائض وطامث، أي ذات طلاق وحيض وطمث.(6)
التفسير :
- فقلت استغفروا ربكم
أي ارجعوا إليه وارجعوا عما أنتم فيه وسلو ربكم الغفران من ذنوبكم وتوبوا إليه واخلصوا له العبادة.
- إنه كان غفارا:
كثير المغفرة لمن تاب واستغفر، فرغبهم بمغفرة الذنوب، وما يترتب عليها من حصول الثواب، واندفاع العقاب، فإنه من تاب إليه تاب عليه(7) ، ولو كانت ذنوبه مهما كانت في الكفر والشرك(8) .
والمراد من كونه غفارًا في الأزل كونه مريدًا للمغفرة في وقتها المقدّر، وهو وقت وجود المغفور له. والغفّار أبلغ من الغفور، وهو من الغافر، وأصل الغفر: الستر والتغطية، ومنه قيل لجنة الرأس: مغفر؛ لأنه يستر الرأس. والمغفرة من الله: ستره للذنوب وعفوه عنها بفضله ورحمته، لا بتوبة العباد وطاعتهم. وإنما التوبة والطاعة للعبودية وعرض الافتقار(9) .
ثم وعدهم على التوبة من الكفر والمعاصي بخمسة أشياء، فقال:
1. يرسل السماء عليكم مدرارا 2. ويمددكم بأموال 3.وبنين 4.ويجعل لكم جنات 5.ويجعل لكم أنهارا:
هذا مقام الدعوة بالترغيب(10) فرغبهم بخير الدنيا العاجل(11) ، أي إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه كثر الرزق عليكم ، فقوله يرسل السماء عليكم مدرارا: يسقيكم ربكم إن تبتم ووحدتموه وأخلصتم له العبادة الغيث، فيرسل به السماء عليكم {مدرارا} متتابعا(12)
وقوله: {ويمددكم بأموال وبنين} يقول: ويعطكم مع ذلك ربكم أموالا وبنين، فيكثرها عندكم ويزيد فيما عندكم منها {ويجعل لكم جنات} : يرزقكم بساتين {ويجعل لكم أنهارا} تسقون منها جناتكم ومزارعكم؛ وقال ذلك لهم نوح، لأنهم كانوا فيما ذكر قوما يحبون الأموال والأولاد(13) وهذا من أبلغ ما يكون من لذات الدنيا ومطالبها.
اللطائف والفائدة:
إن الاشتغال بطاعة الله والاستغفار سبب يوجب زيادة البركة والنماء، وانفتاح أبواب الخيرات، وإدرار الأمطار، وزيادة الغلال، ووفرة الثمار، وقد وعدهم الله على الطاعة بخمسة أشياء: إنزال المطر، والإمداد بالأموال، والبنين، وجعل الجنات (البساتين) ، وجعل الأنهار.
قال الطبري : حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسْتَسْقِي، فَمَا زَادَ عَلَى الِاسْتِغْفَارِ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا رَأَيْنَاكَ اسْتَسْقَيْتَ، فَقَالَ: لَقَدْ طَلَبْتُ الْمَطَرَ بِمَجَادِيحِ السَّمَاءِ الَّتِي يُسْتَنْزَلُ بِهَا الْمَطَرُ، ثُمَّ قَرَأَ: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [نوح: 11] وَقَرَأَ الْآيَةَ الَّتِي فِي سُورَةِ هُودٍ حَتَّى بَلَغَ: {وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} [هود: 52]»(14)
عن الحسن البصري رحمه الله: أن رجلا شكا إليه الجدب، فقال: استغفر الله، وشكا إليه آخر الفقر، وآخر قلة النسل، وآخر قلة ريع أرضه، فأمرهم كلهم بالاستغفار، فقال له بعض القوم: أتاك رجال يشكون إليك أنواعا من الحاجة، فأمرتهم كلهم بالاستغفار، فتلا له الآية: فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ.(15)

---------------------------------
المراجع:
1. فخر الدين الرازي، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن ، مفاتيح الغيب ، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت، الطبعة: الثالثة - 1420 هـ ، (30/651).
2. الطنطاوي، محمد سيد، التفسير الوسيط لطنطاوي، الناشر: دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الفجالة – القاهرة، الطبعة: الأولى (15/ 116)
3. ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر، تفسير ابن كثير، المحقق: محمد حسين شمس الدين، الناشر: دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون – بيروت، الطبعة: الأولى - ١٤١٩ هـ ، (8/ 246).
4. التفسير الوسيط لطنطاوي (15/ 116)
5. الهرري، محمد الأمين بن عبد الله الأرمي العلوي، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن، إشراف ومراجعة: الدكتور هاشم محمد علي بن حسين مهدي، الناشر: دار طوق النجاة، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1421 هـ - 2001 م (30/251).
6. الزحيلي ، وهبة بن مصطفى ، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، الناشر : دار الفكر المعاصر – دمشق، الطبعة : الثانية ، 1418 هـ (29/139)
7. السعدي، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله ، تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، المحقق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق ، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى ١٤٢٠هـ -٢٠٠٠ م (ص889):
8. ينظر تفسير ابن كثير(8/ 246)
9. تفسير حدائق الروح والريحان للهرري(30/251).
10. تفسير ابن كثير - ط العلمية (8/ 246):
11. تفسير السعدي (ص889):
12. الطبري، محمد بن جرير بن يزيد ، تفسير الطبري = جامع البيان عن تأويل آي القرآن، تحقيق: الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الإسلامية بدار هجر الدكتور عبد السند حسن يمامة، الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، الطبعة: الأولى، ١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م (23/ 293):
13. تفسير الطبري (23/ 294):
14. تفسير الطبري (23/ 293):
15. التفسير المنير للزحيلي (29/145).

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir