رسالة تفسيرية بالاسلوب الاستنتاجي من قوله تعالى:( قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون) القلم.
يبين تعالى في هذه الآية أثر العمل الصالح على العبد ومنه: التسبيح؛ حيث نصح الأخ إخوته بالتسبيح بعد المعصية وهو قول :( سبحان ربنا إنا كنا ظالمين) وفيه تنزيه للخالق واعتراف بالذنب وهي من أسباب المغفرة.
وفي هذه الآية الكريمة من الفوائد السلوكية مايأتي:
١- فضل التسبيح وأنه ينجي العبد من المصائب بإذن الله
٢- الأمر بالمعروف واجب يحتاج إلى صدق ومجاهدة للنفس فرب كلمة أحدثت أثرا لايزول عن صاحبه. قال تعالى:( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون).
٤- تربية الأبناء على طاعة الله يجعلهم يتذكرون ذلك وقت الشدائد كما فعل الأوسط مع إخوته.
٥- التسبيح والذكر يؤدي إلى انفراج الأمور العسيرة وتسهيلها كما قال يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت ( لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) .
٦- التواصي بالحق والطاعات مهمة عظيمة ينبغي ان تكون بين الإخوة وبين الأزواج وبين الناس جميعا وبذلك تستقيم الأسر وتنجو من شرور الدنيا وعذاب الآخرة .
٧- دعوة الناس بالأسلوب اللين السهل مع استشعار الرحمة والتواضع لهم يزكي النفس ويجعلهم يقبلون الحق ؛ قال تعالى:( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). ويدل على ذلك أسلوب الاستفهام في الآية ( ألم أقل لكم)؟
٨- الحذر من الذنوب والمعاصي والهم بها ، فإنها تفسد الدين والدنيا فأصحاب الجنة دمر الله عليهم بستانهم عندما هموا بمعصية البخل وعدم الانفاق .
قال صلى الله عليه وسلم:( من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله حسنة وإن هم بها فعملها كتبها سيئة واحدة).
٩- التذكير بالله وقت الغفلة والشدائد ينجي الانسان من ويلات الدنيا ويثبته عند حلول المصيبة؛ مع رفع درجاته في الآخرة .
١٠- من كان مع الله كان الله معه فمن كان معه حال الرخاء نجاه وقت الشدة ؛ وينبغي للإنسان أن يكون مع الله في كل أحواله؛ لالشيء إلا لطاعته ومحبته والخوف منه سبحانه. ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون).