المجموعة الثالثة:
1 - المراد بالروح في قوله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} المعارج.
قد ورد في معناه أقوال هي :
القول الأول : هم خلق من خلق الله يشبهون الناس وليسوا أناسا . قاله أبو صالح .
القول الثاني : جبريل . ويكون من باب عطف الخاص على العام . قاله ابن كثير و الأشقر .
القول الثالث : اسم جنس لأرواح بني آدم؛ فإنها إذا قبضت يُصعد بها إلى السماء ، كما دلّ عليه حديث البراء. وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن ماجه "فلا يزال يصعد بها من سماءٍ إلى سماءٍ حتّى ينتهي بها إلى السّماء السّابعة". واللّه أعلم بصحّته، فقد تكلم في بعض رواته، ولكنّه مشهورٌ . وذكر نحوه السعدي .
القول الرابع : ملَك آخر عظيم غير جبريل . ذكره الأشقر .
2: المراد بالمساجد في قوله تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} الجن.
قد ورد في المراد بالمساجد عدة أقوال هي :
القول الأول : محالّ عبادته . كما قال قتادة في قوله: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} قال: كانت اليهود والنّصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم، أشركوا باللّه، فأمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يوحّدوه وحده. قاله ابن كثير ، وذكره السعدي .
القول الثاني : لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجدٌ إلّا المسجد الحرام، ومسجد إيليّا: بيت المقدس. قاله ابن عباس . ذكره ابن كثير .
القول الثالث : المساجد كلها . قاله سفيان عن خصيف عن عكرمة .ذكره ابن كثير .
القول الرابع : نزلت في أعضاء السجود ؛ أي: هي للّه فلا تسجدوا بها لغيره. وذكروا عند هذا القول الحديث الصّحيح، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين") قاله سعيد بن جبير . وذكره ابن كثير .
القول الخامس : كلُّ البِقاعِ؛ لأن الأرض كلَّها مسجد . ذكره الأشقر .
- بيان نوع الأقوال من حيث الاتفاق والتباين :
بين بعضها تقارب وبين بعضها تباعد فنختصرها إلى ثلاثة أقوال :
القول الأول : محالّ العبادة وهي المساجد ولم يكن موجودا وقت نزول الآية إلى المسجد الحرام ومسجد إيليا .
القول الثاني : البقاع كلها أي الأرض كلها مسجد .
القول الثالث : أعضاء السجود فلا تسجدوا بها لغيره .