دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 شعبان 1439هـ/18-04-2018م, 03:03 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الرابع: مجلس مذاكرة القسم الثامن من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الثامن من تفسير سورة البقرة
الآيات (101 - 110)


اختر إحدى المجموعتين الآتيتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.
ب. المراد بما تتلو الشياطين.
2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}؟

المجموعة الثانية:

1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بالملكين.
ب. القراءات في قوله: {ما ننسخ من آية أو ننسها} والمعنى بحسب كل قراءة.
2: فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.
3: أجب عما يلي:
أ: ما المراد بملك سليمان في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}؟
ب: المراد بالذي سئله موسى من قبل.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 شعبان 1439هـ/18-04-2018م, 04:47 PM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب على المجموعة الأولى

الجواب الأول:
حرر القول في المسائل التالية:

أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.
قيل: هو التوراة، فتكذيبهم لما جاء في التوراة من وصف النبي محمد صلى الله عليه و سلم يُعدّ نبذا، ذكره ابن كثير و ابن عطية و الزجاج.
و قيل: هو القرآن، لأن من كفر بالقرآن فقد نبذه، ذكره ابن عطية و الزجاج.

ب. المراد بما تتلو الشياطين.
اختلف فيه على ثلاثة أقوال:

الأول: كل شيء يصد عن ذكر الله من شهوات و ملهيات، قاله ابن عباس، ذكره ابن كثير.
الثاني: علم جمعوه من إلقاء الشياطين إلى الكهنة الكلمة من الحق معها المائة من الباطل، فجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه، فلما مات؛ قالت الشياطين: إن ذلك كان علم سليمان، قاله السدي، ذكره ابن كثير و ابن عطية.
الثالث: الذي تلته الشياطين هو السحر، ذكره ابن كثير و ابن عطية و الزجاج. ثم اختلف في طريقة حصول ذلك:

قيل: أن آصفا - كاتب سليمان- كان يكتب كل ما يأمره به سليمان و يدفنه تحت كرسيه، فلما مات سليمان استخرجت الشياطين الكتاب و حرفوه و كتبوا فيه السحر و الكفر، ثم افتروا على سليمان عليه السلام بأن هذا كتابه، قاله ابن عباس، ذكره ابن كثير و ابن عطية.
و قيل: هو سحر نُسب إلى سليمان افتراءا عليه، و كان ذلك بتواطئ كل من آصف و الشياطين، ذكره ابن عطية.
و قيل: إن الجن والإنس حين زال ملك سليمان عنه اتخذ بعضهم السحر والكهانة علما، فلما رجع سليمان إلى ملكه تتبع كتبهم في الآفاق ودفنها، فلما مات؛ قال شيطان لبني إسرائيل: هل أدلكم على كنز سليمان الذي به سخرت له الجن والريح، هو هذا السحر، و نُسب إلى سليمان، قاله ابن عباس، و سعيد بن جبير، و شهر بن حوشب، ذكره ابن كثير و ابن عطية.
و قيل: أن الشياطين كانت تسترق السمع في السماء فتسمع الكلمة فتزيد عليها مائتي أخرى، ثم جمع سليمان ما كتبوه، و بعد موته استخرجوه و قالوا هذا سحر، قاله مجاهد، ذكره ابن كثير.
و قيل: أن الشياطين كتبت كتابا فيه سحر و دسته تحت عرش سليمان، و هو عليه السلام لم يكن يعلم الغيب، فلما مات أخرجته الشياطين و خدعوا به الناس، قاله الربيع بن أنس، ذكره ابن كثير.

و قد قال ابن كثير:" ولا يخفى ملخّص القصّة والجمع بين أطرافها، وأنّه لا تعارض بين السّياقات" فلا تعارض بين هذه الأقوال، فالذي تلته الشياطين كان إما عن طريق الكهان حيث يسترقون ثم يكذبون معها، أو غير ذلك مما كانوا يتعاطونه من السحر فيحدثون به الناس، و كل ذلك فيه صد عن ذكر الله تعالى.

الجواب الثاني:

فصل القول في تفسير قول الله تعالى: {وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.

الأول: أن الملكين كان يعلمان الناس السحر و يأمران باجتنابه، فيكون الكفر في العمل بالسحر و ليس في تعلمه، ذكره الزجاج.
الثاني: "ما" بمعنى الذي، أي أن الملكين كان يعلمان الناس السحر من باب الإبتلاء، و يحذران من يريد تعلم السحر بأنه كفر،وعلى هذا القول يكون التفسير على ظاهر الآية، ليس فيه دعوى تقديم ولا تأخير، ولا محامل و تأويلات بعيدة، قاله ابن عباس، و قتادة، و السديّ، و الحسن، و ابن جريج، ذكره ابن كثير و ابن عطية و الزجاج و رجحه الطبري.
الثالث: أن "ما" نافية، أي أن السحر لم ينزل على الملكين – جبريل و ميكائيل- و لكن أنزل على الشيطانين – هاروت و ماروت -، وذلك أن اليهود قالوا: إن الله أنزل جبريل وميكائل بالسحر فنفى الله ذلك، قاله ابن عباس، و الربيع بن أنس، و عطية، و أبو العالية، ذكره ابن كثير و ابن عطية و الزجاج. و رجح هذا القول القرطبي كما نقل ابن كثير غير أن الطبري ردّه و ضعفه.
قال الزجاج أن القولين الأوليين أقرب للحق عند أهل اللغة.


الجواب الثالث:

أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟

قوله تعالى: { فيتعلّمون منهما ما يفرّقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارّين به من أحدٍ إلا بإذن اللّه} فهذا دليل على أن السحر له تأثير حقيقي بذاته إذ أنه يفرق بين الزوجين و يلحق الضرر بالغير و لكن بإذن الله تعالى، ومما يستدل به أيضا خبر سحر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وأنّ السّحر أثّر فيه، وبقصّة تلك المرأة مع عائشة، رضي اللّه عنها، وما ذكرت تلك المرأة من إتيانها بابل وتعلّمها السحر، وهذا خلاف لما تزعمه الفلاسفة والمعتزلة وأبي إسحاق الإسفرايني من الشافعية من إنكار ذلك وادعائهم أن السحر تخييل لا حقيقة له.

ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}؟

أن في القصة تفصيل مأخوذ من روايات إسرائيلية، و هي غير مستندة على أحاديث نبوية صحيحة تؤكد صحة هذه المرويات،
و الله تعالى قد أجمل هذه القصة دون أن يُفصل سبحانه في أحداثها، فالواجب علينا أن نؤمن بما قاله الله تعالى وفق مراده سبحانه دون تكلف في معرفة كنه الحال.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 6 شعبان 1439هـ/21-04-2018م, 10:35 PM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:
إجابة السؤال الأول:حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بالملكين.
اختلف المفسرون في المراد بالملكين في قوله تعالى: (واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين..) على أربعة أقوال:
الأول :أنهما هاروت وماروت ، ملكان من الملائكة أنزلهما الله إلى الأرض يعلمان الناس السحر فتنة للناس وابتلاء لهم ، أو لأنه قد سبق في علم الله أنهم يفعلون هذا ، و"ما" في قوله تعالى (وما أنزل على الملكين ) على هذا القول موصولة ، ذكره ابن كثير وقال هو قول كثير من السلف ، وذكره ابن عطية.
الثاني:داوود وسليمان ، على اعتبار أن المقصود أنهم ملكين من ملوك الدنيا، للقراءة الشاذة بكسر اللام في الملِكين ، ذكره ابن عطية ، و"ما" على هذا القول نافية.
الثالث:هما ملكان من ملوك الدنيا (علجان كانا ببابل) أي رجلان قويان ، قاله الحسن وذكره ابن عطية ، و"ما" على هذا القول موصولة ، والإنزال معناه القذف في قلوبهما والله أعلم.
الرابع:جبريل وميكائيل ، ذكره ابن كثير نقلاً عن القرطبي ، لأن اليهود زعموا أن السحر نزل به جبريل وميكائيل فأكذبهم الله ، وعلى هذا القول "ما" في قوله تعالى: (وما انزل على الملكين ) نافية .
ب. القراءات في قوله: {ما ننسخ من آية أو ننسها} والمعنى بحسب كل قراءة.
اختلف القراء في قراءة قوله تعالى (ننسها) على قرائتين متواترتين وقراءات أخرى شاذة ، أما القراءاتان المتواترتان فهما :
أولاً: القراءة الأولى المتواترة:
1- (نُنْسٍها) بضم النون الأولى وسكون الثانية وكسر السين ، والمعنى على هذه القراءة من وجهين :
الأول:النسيان الذي هو ضد الذكر، فيكون معنى الآية: ما ننسخ من آية أو نُقدِّر نسيانك لها فتنساها - فقد كان الله تعالى ينسي نبيه ما يشاء - حتى ترتفع جملة وتذهب ، فإنا نأتي بما هو خير منها لكم أو مثلها في المنفعة.
الثاني:النسيان الذي هو بمعنى الترك ، فيكون معنى الآية من وجوه أربعة :
1- ما ننسخ من آية أو نتركها أي غير منزلة ،- بمعنى تبقى في اللوح المحفوظ لاتنزل عليك - فإنا لا بد أن ننزل رفقا بكم خيرا من ذلك أو مثلها حتى لا ينقص الدين عن حد كماله.
2- ما ننسخ من آية أو نترك تلاوتها -وإن رفعنا حكمها- فيكون النسخ في قوله تعالى ( ما ننسخ من آية ) على هذا رفع التلاوة والحكم نأت بخير منها أو مثلها.
3- ما ننسخ من آية أو نترك حكمها -وإن رفعنا تلاوتها -فالنسخ أيضا على هذا رفع التلاوة والحكم ، نأت بخير منها أو مثلها.
4- ما ننسخ من آية أو نتركها فلا ننسخها لا في الحكم ولا التلاوة، فالنسخ على هذا المعنى هو على جميع وجوهه ، ويجيء الضميران في منها أو مثلها عائدين على المنسوخة فقط، وكأن الكلام إن نسخنا أو أبقينا فلم ننسخ فإنا نأتي بخير من المنسوخة أو مثلها.

ثانياً:القراءة الثانية المتواترة:
( أو نَنْسَأها) بمعنى نؤخرها، فيكون معنى الآية كما في الوجوه الأربعة في معنى الترك وهي:
1- ما ننسخ من آية أو نؤخر إنزالها نأت بخير من من الذي نسخناه أو مثله.
2- ما ننسخ النسخ الكامل أو نؤخر تلاوته من الآيات وإن أبقينا حكمه نأت بخير منه أو مثله.
3- ماننسخ النسخ الكامل أونؤخر حكمه وإن أبقينا تلاوته نأت بخير منه أو مثله.
4- ماننسخ النسخ الكامل أو نؤخره مثبتاً لا ننسخه ، فهنا ننسأ عكس ننسخ – نأت بخير منه أو مثله.
وهناك بعض القراءات الأخرى الشاذة :
مثل قراءة ( أو نُنْسَها) بفتح النون الأولى وسكون الثانية وفتح السين ، هي بمعنى الترك.
وقراءة (تُنْسَها)بتاء المخاطبة على مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم ، بمعنى النسيان الذي هو ضد الذكر ، وقراءة (نُنَسِّها) ، وهي من النسيان الذي هو ضد الذكر ، وهناك قراءة أبي بن كعب ( أونُنْسِكَ) وقراءة ( أو نُنْسِكها) .
وهذه القراءات لا تخلو كل واحدة منها أن تكون من النسيان الذي هو ضد الذكر أو من النسيان الذي هو بمعنى الترك فيتوجه فيها المعنى كما سبق.
-----
2: فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.

يقول الله تعالى محذراً عباده المؤمنين {وَدَّ} أي :تمنّى، {كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَاب} أي : فريق من أهل الكتاب وهم اليهود وخاصة علماؤهم ، ويُقصد بالكتاب التوراة ، ويدخل في هذا الفريق كعب بن الأشرف صاحب سبب النزول الذي ذكره ابن كثير؛ حيث كان شاعراً وكان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ففيه نزلت الآية ، {لَوْ يَرُدُّونَكُمْ} أي : تمنوا لو ترجعون {كُفَّارًا} أي ترتدون إلى الكفر بعد إيمانكم. {حَسَدًا} أي وما كان هذا منهم إلا حسداً ، فلم يجدوه في كتاب ولا أمروا به ، والحسد هو تمني زوال النعمة، وقد حسدوا النبي صلى الله عليه وسلم لأنه جاء من الأميين ولم يكن منهم . {مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} أي: من تلقاء أنفسهم من غير أن يجدوه في كتاب ، ولا أُمِروا به ، ويحتمل أن يكون {مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} متعلقاً بـ {وَدَّ} فيكون المعنى : أي هذا الأمر الذي هو محبتهم لكفركم وتمنيهم له ودوه من عند أنفسهم ، ويحتمل أن يكون متعلقاً بـ {حَسَدًا} فيكون المعنى أن هذا الحسد ناشيء من أنفسهم ؛ ولفظة الحسد تُعطي هذا المعنى وترجحه ، فجاء {مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} تأكيداً وإلزاماً ، { من بعد ما تبين لهم الحق}وهذا يبين شدة قبح عملهم ، فهم متبين لهم صحة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وصحة ما عليه المسلمون من التوحيد.
إجابة السؤال الثالث:أجب عما يلي:
أ: ما المراد بملك سليمان في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}؟
الخلاف بين المفسرين في ملك سليمان بسبب حرف الجر على على ثلاثة أقوال:
الأول :"على" على بابها ، فيكون المعنى (على ملك سليمان) أي : على عهد سليمان بمعنى أن ذلك كان على عهد ملك سليمان ، ذكره ابن كثير وابن عطية والزجاج.
الثاني :"على" على بابها ، فيكون المعنى (على ملك سليمان ) أي :على شرعه ونبوته وحاله، ذكره ابن عطية عن الطبري.
الثالث:على بمعنى "في" فيكون المعنى (على ملك سليمان ) أي : في ملك سليمان ، بمعنى في قصصه وصفاته وأخباره، ذكره ابن عطية.
ب: المراد بالذي سئله موسى من قبل.
المراد بما سئل موسى من قبل هو أن يُرى الله جهرة ، كما قال تعالى: ( يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة) ، والمراد من الآية ذم سؤال التعنت والاقتراح والعناد وليس سؤال الاستفهام ، سبب النزول الذي ذكره ابن كثير يوضح ذلك فعن ابن عبّاسٍ، قال: قال رافع بن حريملة -أو وهب بن زيدٍ-: يا محمّد، ائتنا بكتابٍ تنزله علينا من السّماء نقرؤه، وفجّر لنا أنهارًا نتبعك ونصدّقك. فأنزل اللّه من قولهم: {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدّل الكفر بالإيمان فقد ضلّ سواء السّبيل}.
-------

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 7 شعبان 1439هـ/22-04-2018م, 12:25 AM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بالملكين.

القول الأول: قول من قال بأنهما من الشياطين:
- فقالوا بأنهما من الشياطين, واسمهما هاروت وماروت, فالسحر لم ينزل على الملكين، ولا أمرا به, فيكون "ما" نافية، ويكون "هاروت" و"ماروت" بدل من الشياطين في قوله: {تتلوا الشّياطين}، أو من الشّياطين الثاني على قراءة من خفف «لكن» ورفع، أو على خبر ابتداء مضمر تقديره: هما هاروت وماروت. وقد رد ابن جرير هذا القول, ورجحه القرطبيّ حيث قال: "...ذلك أن اليهود كانوا يزعمون أنه نزل به جبريل وميكائيل فأكذبهم اللّه في ذلك وجعل قوله: {هاروت وماروت} بدلًا من: {الشّياطين}، وصحّ ذلك، إمّا لأنّ الجمع قد يطلق على الاثنين كما في قوله: {فإن كان له إخوةٌ} أو يكون لهما أتباعٌ، أو ذكرا من بينهم لتمرّدهما، وهذا أولى ما حملت عليه الآية وأصحّ ولا يلتفت إلى ما سواه".ذكره ابن كثير ورجحه. وذكره الزجاج وابن عطية.
- وقال ابن حزم بأنهما قبيلان من الجن. ذكره ابن كثير واستغربه.

القول الثاني:إن المراد الملكين كانوا من الناس:
فقالوا الملكين علجان كانا ببابل ملكين, قاله الحسن, فتكون ـ(ما) على قوله غير نافية.ويكون هاروت وماروت بدل من الناس في قوله: {يعلّمون النّاس}, ووجّه أصحاب هذا القول الإنزال بمعنى الخلق، لا بمعنى الإيحاء، كما في قوله تعالى: {وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواجٍ}. ذكره ابن عطية وابن كثير.

القول الثالث: إن المراد بالملكين ملكان من الملائكة, وقد قرأ ابن عباس والحسن والضحاك وابن أبزى «الملكين» بكسر اللام:
- قال بعضهم هما داود وسليمان, قاله ابن أبزى وكان يقرأ الآية: "وما أنزل على الملكين داود وسليمان", وعلى هذا تكون (ما) هنا نافية . ذكره ابن عطية وابن كثير.

- وقال البعض: الملكين في الآية هما جبريل وميكائيل, فتكون (ما) نافية أيضا هنا، عطفا على قوله: {وما كفر سليمان}, قال عطية: «ما أنزل اللّه على جبريل وميكائيل السّحر»,رواه ابن أبي حاتم.
ويكون ردا على ما زهمته اليهود من إن جبريل وميكائيل يعلمان السحر.ذكره ابن عطية وابن كثير.
فكل من قرأ «ملكين» بكسر اللام وجعلهما داود وسليمان أو جعل الملكين جبريل وميكائل، جعل هاروت وماروت بدلا من الشّياطين في قوله: {ولكنّ الشّياطين}، وقال: هما شيطانان.

- وقال البعض الآخر: المراد بالملكين ملكين من الملائكة, فيكون (هاروت وماروت) بدل من الملكين, واختلف اصحاب هذا القول إلى قولين:
- قول بأن الملائكة مقتت حكام بني إسرائيل, وادعت بأنها لو كانت مكانهم لأطاعت حق الطاعة، فأمرهم الله أن يختاروا ملكين يحكمان بين الناس، فاختاروا هاروت وماروت، فكانا يحكمان، فاختصمت إليهما امرأة ففتنا بها فراوداها، فأبت حتى يشربا الخمر ويقتلا، ففعلا، وسألتهما عن الاسم الذي يصعدان به إلى السماء فعلماها إياه، فتكلمت به فعرجت، فمسخت كوكبا فهي الزهرة، وكان ابن عمر يلعنها.
وقد وردت في قصتهما أحاديث مثل ما رواه عبيد اللّه بن عبد اللّه في قوله تعالى:«{وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت}, قال: كانا ملكين من الملائكة، فأهبطا ليحكما بين النّاس. وذلك أنّ الملائكة سخروا من حكّام بني آدم، فحاكمت إليهما امرأةٌ، فحافا لها. ثمّ ذهبا يصعدان فحيل بينهما وبين ذلك، ثمّ خيّرا بين عذاب الدّنيا وعذاب الآخرة، فاختارا عذاب الدّنيا». وقال معمر: قال قتادة: «فكانا يعلّمان النّاس السحر، فأخذ عليهما ألّا يعلما أحدا حتى يقولا {إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر}».رواه عنه الزهري, رواه عبد الرزاق. ذكره ابن كثير.
وقد قال ابن عطية: "وهذا كله ضعيف وبعيد على ابن عمر رضي الله عنهما".
وقال: "وهذا القصص يزيد في بعض الروايات وينقص في بعض، ولا يقطع منه بشيء".
وأورد ابن كثير ما روي من أخبار فيهما, ثم قال: "وقد روى في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين، وقصها خلق من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده اللّه تعالى، واللّه أعلم بحقيقة الحال".
وهذا القول يخالف ما جاء في مدح الله للملائكة في القرآن الكريم, مثل قوله تعالى:"لا يعصـــون الله مــا أمـــرهم ويــفـعــلــون مــا يــؤمــــرون", وقوله:"وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مــكرمون لا يسبقــونـه بالقــول وهـم بـأمـره يـــعـملون".

- والقول الآخر: بأن الله تعالى أنزل السحر على الملكين فتنة للناس ليكفر من اتبعه ويؤمن من تركه, وقد رجح هذا القول ابن جرير فقال بأن "ما" بمعنى الذي، وأن هاروت وماروت ملكان أنزلهما اللّه إلى الأرض، وأذن لهما في تعليم السحر اختبارا لعباده وامتحانا، بعد أن بين لعباده أن ذلك مما ينهى عنه على ألسنة الرسل، وقال بأن هاروت وماروت مطيعان في تعليم ذلك؛ لأنهما امتثلا ما أمرا به.
وقد نقل ابن كثير قوله واستغربه, لكن والله أعلم هذا هو الراجح لدلالة ظاهر الآية عليه, ولا يمنع أن يمتحن الله عباده بما شاء سبحانه, كما امتحنهم بالكثير من الأمور الأخرى, ولله الخلق والأمر.

ب. القراءات في قوله: {ما ننسخ من آية أو ننسها} والمعنى بحسب كل قراءة.
(ننسخ):
- قرأ الجمهور «ما ننسخ» بفتح النون، وهي من نسخ, أي: ما نكتب وننزل من اللوح المحفوظ.
- قرأ ابن عامر «ننسخ»، بضم النون من «أنسخ»، بمعنى الإزالة, فتكون بمعنى: ما ننسخك أي نبيح لك نسخه.
- قرأ الأعمش «ما ننسك من آية أو ننسخها نجيء بمثلها»، وهكذا ثبتت في مصحف عبد الله بن مسعود. وهي هنا النسيان.

(ننسها):
- قرأ نافع وحمزة والكسائي وعاصم وابن عامر وجمهور من الناس(أو نُنْسِهَا): من أنسى المنقول من نسي, قال قتادة: كان اللّه تعالى ينسي نبيه ما يشاء وينسخ ما يشاء. كما قال تعالى: {سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء اللّه}.
- وجاء في مصحف سالم مولى أبي حذيفة «أو ننسكها», زاد ضمير الآية .
- قرأ أبي بن كعب «أو ننسك» بضم النون الأولى وسكون الثانية وسين مكسورة وكاف مخاطبة،
- وقرأت: (نَنْسَهَا)، بمعنى: الترك, نتركها, أي: نأمر بتركها
- قرأت:(نَنْسَؤُها).أي: نؤخرها.
- قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه وابن عباس وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح ومجاهد وعبيد ابن عمير وابن كثير وأبو عمرو «ننسأها» بنون مفتوحة وأخرى بعدها ساكنة وسين مفتوحة وألف بعدها مهموزة، وهذه من التأخير، عن ابن عباس: {ما ننسخ من آية أو ننسئها} يقول: ما نبدل من آية، أو نتركها لا نبدلها. وقال عبيد بن عمير، ومجاهد، وعطاء: {أو ننسئها} نؤخرها ونرجئها.
- قرأ سعد بن أبي وقاص «أو تنسها» على مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم ونون بعدها ساكنة وفتح السين.
- قرأ سعيد بن المسيب وأبو حيوة «أو تنسها» بضم التاء أولا وفتح السين وسكون النون بينهما، وهي من النسيان.
- قرأ الضحاك بن مزاحم وأبو رجاء «ننسّها» بضم النون الأولى وفتح الثانية وسين مكسورة مشددة، وهي أيضا من النسيان.

والقراءات إما بمعنى التأخير، أو بمعنى النسيان, أو الترك.
فيكون معنى الآية على معنى النسيان: ما ننسخ من آية أو نقدر نسيانك لها فتنساها.
أما معنى الترك: فإما ترك تلاوتها وحكمها, أو ترك التلاوة دون الحكم, أو ترك الحكم دون التلاوة, أو تركها غير منسوخة الحكم ولا التلاوة.
أما معنى التأخير: ما ننسخ أو نؤخر إنزاله، أو نؤخر حكمه مع بقاء تلاوته، أو نؤخر تلاوته مع بقاء حكمه، أو لا ننسخه.

2: فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.

جاءت هذه الاية الكريمة لتحذر المسلمين من الركون إلى أهل الكتاب, ولتفضح سوء أخلاقهم, وكذلك فيها تنبيه على عدم مشابهتهم.
فعداوتهم للمسلين لا تنفك عنهم أبدا, قد أشعلها نار الحسد الذي ملأ قلوبهم لما صارت النبوة للنبي عليه الصلاة والسلام, وخرجت منهم, كما قال تعالى:(بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده), ولما حسدوه وتمنوا زوال ما أعطاه الله من نعمة, ظهر أثر ما وقع في قلوبهم من حسد على ظواهرهم, فناصبوه العداء, وناصبوا أصحابه العداء, وبذلوا الجهد والمال في محاولة رد المسلمين عن دينهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا, فحالفوا المنافقين, وحالفوا الكفار, بل كذبوا وتملقوا الكفار فقالوا لهم:"هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا", وكادوا لنبي -عليه الصلاة والسلام- والذين معه, وحاولوا قتله, وحرفوا كتابهم ليمحوا ما جاء من صفاته, فقلبوا الموازين مع تيقن قلوبهم للحق, فالرسول -عليه الصلاة والسلام- لا يخفى عليهم, بل:(يعرفونه كما يعرفون أبناءهم), وهو قد جاءهم بما علموا صدقه من كتبهم, وأمرهم بما أمرهم به موسى,
فكيف بعد هذا التحذير يركن إليهم المسلمون, ويطلبوا ودهم, ويظنون محبتهم ومودتهم وحرصهم!!

3: أجب عما يلي:
أ: ما المراد بملك سليمان في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}؟

أي: في ملكه وعهده, ونبوته وحاله.

ب: المراد بالذي سئله موسى من قبل.
جميع ما سألته بنو إسرائيل لنبيها موسى عليه السلام, على وجه التعنت والتكذيب والعناد, مع عدم حاجتهم لسؤال مثل هذه الأسئلة, كما سألوه رؤية الله جهرة.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 7 شعبان 1439هـ/22-04-2018م, 09:46 PM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

المجموعة الأولى:1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.
فيه قولان :

الأول : القرآن ، لأن التكذيب به نبذ .........قاله ابن عطية و ذكره الزجاج
الثاني : و قيل المراد التوراة ، لأن مخالفتها و الكفر بما أخذ عليهم فيها نبذ .......قاله ابن عطية و بنحوه الزجاج و ابن كثير
و سواء كان المراد التوراة أو القرآن فكلها كتب أنزلها الله سبحانه فالقولان متلازمان , و من كفر بشيء من الكتب المنزلة فهو كافر بالجميع

ب. المراد بما تتلو الشياطين.

ورد في الذي تلته الشياطين أقوال :
-الأول : إنهم كانوا يلقون إلى الكهنة الكلمة من الحق معها المائة من الباطل حتى صار ذلك علمهم، فجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه، فلما مات؛ قالت الشياطين: إن ذلك كان علم سليمان ,فكان الذي تلته الشياطين ما جمعه سليمان ......ذكره ابن عطية , و بنحوه الزجاج , وذكره ابن كثير من رواية العوفي في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى: {واتّبعوا ما تتلو الشّياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكنّ الشّياطين كفروا}: «وكان حين ذهب ملك سليمان ارتدّ فئامٌ من الجنّ والإنس واتّبعوا الشّهوات، فلمّا رجع الله إلى سليمان ملكه، وقام النّاس على الدّين كما كان أوان سليمان، ظهر على كتبهم فدفنها تحت كرسيّه، وتوفّي سليمان -عليه السّلام- حدثان ذلك، فظهر الإنس والجنّ على الكتب بعد وفاة سليمان، وقالوا: هذا كتابٌ من اللّه نزل على سليمان وأخفاه عنّا فأخذوا به فجعلوه دينًا. فأنزل اللّه: {ولمّا جاءهم رسولٌ من عند اللّه مصدّقٌ لما معهم نبذ فريقٌ من الّذين أوتوا الكتاب كتاب اللّه وراء ظهورهم كأنّهم لا يعلمون} واتّبعوا الشّهوات، [أي]: التي كانت [تتلو الشّياطين] وهي المعازف واللّعب وكلّ شيءٍ يصدّ عن ذكر اللّه».
- وقيل: إن سليمان -عليه السلام- كان يملي على كاتبه آصف بن برخيا علمه ويختزنه، فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ثم نسبت ذلك إلى سليمان،.......ذكره ابن عطية , و ذكر ابن كثير رواية ابن أبي حاتمٍ، عن ابن عباس، قال: «كان آصف كاتب سليمان، وكان يعلم الاسم "الأعظم"، وكان يكتب كلّ شيءٍ بأمر سليمان ويدفنه تحت كرسيّه، فلمّا مات سليمان أخرجه الشّياطين، فكتبوا بين كلّ سطرين سحرًا وكفرًا، وقالوا: هذا الذي كان سليمان يعمل بها».
قال: «فأكفره جهّال النّاس وسبّوه، ووقف علماؤهم فلم يزل جهّالهم يسبّونه، حتّى أنزل اللّه على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {واتّبعوا ما تتلو الشّياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكنّ الشّياطين كفروا}».
- وقيل: إن آصف تواطأ مع الشياطين على أن يكتبوا سحرا وينسبوه إلى سليمان بعد موته،
- وقيل: إن الجن كتبت ذلك بعد موت سليمان واختلقته ونسبته إليه........ذكره ابن عطية , وروى ابن كثير ما قال محمّد بن إسحاق بن يسارٍ: «عمدت الشّياطين حين عرفت موت سليمان بن داود -عليه السّلام- فكتبوا أصناف السّحر: "من كان يحبّ أن يبلغ كذا وكذا فليقل كذا وكذا". حتّى إذا صنّفوا أصناف السّحر جعلوه في كتابٍ. ثمّ ختموا بخاتمٍ على نقش خاتم سليمان، وكتبوا في عنوانه: "هذا ما كتب آصف بن برخيا الصّديق للملك سليمان بن داود -عليهما السّلام- من ذخائر كنوز العلم". ثمّ دفنوه تحت كرسيّه واستخرجته بعد ذلك بقايا بني إسرائيل حتّى أحدثوا ما أحدثوا. فلمّا عثروا عليه قالوا: واللّه ما كان سليمان بن داود إلّا بهذا. فأفشوا السّحر في النّاس [وتعلّموه وعلّموه]. وليس هو في أحدٍ أكثر منه في اليهود لعنهم اللّه
- وقيل: إن الجن والإنس حين زال ملك سليمان عنه اتخذ بعضهم السحر والكهانة علما، فلما رجع سليمان إلى ملكه تتبع كتبهم في الآفاق ودفنها، فلما مات؛ قال شيطان لبني إسرائيل: هل أدلكم على كنز سليمان الذي به سخرت له الجن والريح، هو هذا السحر، فاستخرجته بنو إسرائيل وانبث فيهم، ونسبوا سليمان إلى السحر وكفروا في ذلك حتى برأه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم،
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذكر سليمان في الأنبياء، قال بعض اليهود: انظروا إلى محمد يذكر سليمان في الأنبياء وما كان إلا ساحرا.............ذكره ابن عطية , و ذكر ابن كثير ما رواه ابن جرير عن شهر بن حوشب قال : «لمّا سلب سليمان -عليه السّلام- ملكه، كانت الشّياطين تكتب السّحر في غيبة سليمان. فكتبت: "من أراد أن يأتي كذا وكذا فليستقبل الشّمس، وليقل كذا وكذا ومن أراد أن يفعل كذا وكذا فليستدبر الشّمس وليقل كذا وكذا". فكتبته وجعلت عنوانه: "هذا ما كتب آصف بن برخيا للملك سليمان [بن داود] من ذخائر كنوز العلم". ثمّ دفنته تحت كرسيّه. فلمّا مات سليمان -عليه السّلام- قام إبليس -لعنه اللّه- خطيبًا، [ثمّ] قال: يا أيّها النّاس، إنّ سليمان لم يكن نبيًّا، إنّما كان ساحرًا، فالتمسوا سحره في متاعه وبيوته. ثمّ دلّهم على المكان الذي دفن فيه. فقالوا: واللّه لقد كان سليمان ساحرًا! هذا سحره، بهذا تعبدنا، وبهذا قهرنا. وقال المؤمنون: بل كان نبيًّا مؤمنًا. فلمّا بعث اللّه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم جعل يذكر الأنبياء حتّى ذكر داود وسليمان. فقالت اليهود [لعنهم اللّه] انظروا إلى محمّدٍ يخلط الحقّ بالباطل. يذكر سليمان مع الأنبياء. إنّما كان ساحرًا يركب الرّيح، فأنزل اللّه تعالى: {واتّبعوا ما تتلو الشّياطين على ملك سليمان}الآية».
_وقيل : ما رواه ابن أبي حاتم عن الحسن :
{واتّبعوا ما تتلو الشّياطين} قال : « ثلث الشّعر، وثلث السّحر، وثلث الكهانة»........ذكره ابن كثير
_وقيل :هي المعازف واللّعب وكلّ شيءٍ يصدّ عن ذكر اللّه...........قاله ابن عباس , ذكره ابن كثير
2
: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
بسم الله الرحمن الرحيم و به أستعين :
قوله تعالى : ( و ما يعلمان من أحد ) أي ما يعلم هذان الملكان السِّحر لأحدٍ من الناس حتى يقولان له إنما نحن فتنة ؛ و تعليم الملكين الناس السِّحر فيه معنيان : أحدهماـ و هو أثبتهما : أن الملكين كانا يعلِّمان الناس السِّحر ، و يأمران باجتنابه ، و في ذلك حكمة ؛ لأنه لو سأل سائل : ما الزنا و ما القذف؟ لوجب أن يوقف و يعلَّم أنه حرام، فكذلك مجاز إعلام الملكين الناس ، و أمرهما باجتنابه بعد الإعلام يدل على ما وصفنا ، فهذا مستقيم بيِّن ، و لا يكون على هذا التأويل : تعلم السِّحر كفرًا ، إنما يكون العمل به كفرًا ، كما أنَّ من عرف الزنا لم يأثم بأنَّه عرفه، و إنَّما يأثم بالعمل به .
و الآخر وهو جائز : أن يكون الله عزَّ و جلَّ امتحن بالملكين النَّاس في ذلك الوقت ، و جعل المحنة في الكفر و الإيمان أن يقبل القابل تعلم السِّحر، فيكون بتعلُّمه كافرًا ، و بترك تعلُّمه مؤمنًا ؛لأن السِّحر قد كان كثر، و كان في كلِّ أمَّة ، و الدليل على ذلك : أن فرعون فزع في أمر موسى صلى الله عليه و سلَّم إلى السِّحر فقال : { ائتوني بكلِّ ساحرٍ عليم } ، و هذا ممكن أن يمتحن الله به كما امتحن بالنهر في قوله : { إنَّ الله مبتليكم بنهرٍ فمن شرب منه فليس منِّي و من لم يطعمه فإنَّه منٍّي إلا من اغترف غرفتًا بيده }
و قد ورد قول بأنَّ السِّحر ما أنزل على الملكين ، و لا أمرا به ، و لا أتى به سليمان عليه السلام ، فقالوا: { و ما كفر سليمان و لكنَّ الشياطين كفروا يعلِّمون النَّاس السِّحر و ما أنزل على الملكين } فتكون "ما" جحدًا ، و يكون "هاروت و ماروت" من صفة الشياطين ، على تأويل هؤلاء ، فيكون المعنى : كان الشياطين هاروت و ماروت ، و يكون معنى قولهما : { إنَّما نحن فتنةٌ فلا تكفر} كقول الغاوي و الخليع : أنا في ضلال فلا ترد ما أنا فيه .
هذا ما ذكره الزجاج و ذكر أن الوجهان الأوَّلان أشبه بالتأويل ، و أشبه بالحقِّ عند كثير من أهل اللغة
و قال ابن عطيَّة : حمل هذه الآية على أن الملكين إنما نزلا يعلمان الناس السِّحر و ينهيان عنه
و قوله : ( حتَّى يقولا إنَّما نحن فتنةٌ فلا تكفر ) يقول الملكان لمن أراد تعلُّم السِّحر من النَّاس ينصحاه : إنَّما نحن هنا لتعليم السِّحر ؛ اختبارًا و ابتلاءً لبني آدم ، فلا تكفر بالله ، بسبب تعلُّم السِّحر و ممارسته ، فقوله : ( لا تكفر) قالت فرقة : بتعلُّم السِّحر . و قالت فرقة أخرى : باستعماله . و حكى المهدوي أن قولهما : ( إنَّما نحن فتنةٌ فلا تكفر) استهزاء ، لأنهما إنما يقولانه لمن قد تحققا ضلاله . وهذا ما ذكره ابن عطية
و ذكر ابن كثير عدَّة روايات منها : ما رواه أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن ابن عبّاسٍ، قال: «فإذا أتاهما الآتي يريد السّحر نهياه أشدّ النّهي، وقالا له: إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر، وذلك أنّهما علما الخير والشّرّ والكفر والإيمان، فعرفا أنّ السّحر من الكفر».
و قال: «فإذا أبى عليهما أمراه أن يأتي مكان كذا وكذا، فإذا أتاه عاين الشّيطان فعلمه، فإذا تعلّم خرج منه النّور، فنظر إليه ساطعًا في السماء، فيقول: يا حسرتاه! يا ويله! ماذا أصنع؟».
وعن الحسن البصريّ أنّه قال في تفسير هذه الآية: «نعم، أنزل الملكان بالسّحر، ليعلّما النّاس البلاء الذي أراد اللّه أن يبتلي به النّاس، فأخذ عليهما الميثاق أن لا يعلّما أحدًا حتّى يقولا: {إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر}» رواه ابن أبي حاتمٍ،
وقال :قتادة: «كان أخذ عليهما ألّا يعلّما أحدًا حتّى يقولا {إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر}أي: بلاءٌ ابتلينا به {فلا تكفر}».
وقال :قتادة و السّدّيّ: «إذا أتاهما إنسانٌ يريد السّحر، وعظاه، وقالا له: لا تكفر، إنّما نحن فتنةٌ. فإذا أبى قالا له: ائت هذا الرّماد، فبل عليه. فإذا بال عليه خرج منه نورٌ فسطع حتّى يدخل السّماء، وذلك الإيمان. وأقبل شيءٌ أسود كهيئة الدّخان حتّى يدخل في مسامعه وكلّ شيءٍ [منه]. وذلك غضب اللّه. فإذا أخبرهما بذلك علّماه السّحر، فذلك قول اللّه تعالى:{وما يعلّمان من أحدٍ حتّى يقولا إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر}الآية».

3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟

نقول له الصحيح أن السحر له حقيقة و هو مذهب أهل السنة , و به قطع الجمهور و عليه عامة العلماء و يدل عليه الكتاب و السنة الصحيحة المشهورة , بخلاف المعتزلة و أهل الكلام و من وافقهم بقولهم أن السحر خيال لا حقيقة .
الأدلة من القرآن الكريم ، قوله تعالى : {يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }
فبيَّن جلَّ و علا أن السِّحر حق ثابت ، و أن تعلمه و العمل به من الكفر ، ثمَّ بيَّن أنَّ له تأثيرًا بيِّنًا فقال : { فيتعلمون منهما ما يفرقون بين المرء و زوجه } فأثبت له التأثير و أنَّه قد يؤدي إلى الفراق بين الزوجين .
و قوله تعالى : { قالوا يا موسى إمَّا أن تلقيَ أو نكون نحن الملقين * قال ألقوا فلمَّا ألقوا سحروا أعين النَّاس و استر هبوهم و جاءوا بسحرٍ عظيم } فأثبت جلَّ و علا أنَّهم سحروا أعين الناس و أثبت لهم أنَّهم جاءوا بالسِّحر العظيم ، و هذا السِّحر بيَّنه جلَّ و علا في موضع آخر .
و قوله تعالى : { قال موسى أتقولون للحقِّ لمَّا جاءكم أسحرٌ هذا و لا يفلح السَّاحرون }
و قوله تعالى : { قل أعوذ بربِّ الفلق * من شرِّ ما خلق* و من شرِّ غاسقٍ إذا وقب * و من شرِّ النَّفاثات في العقد* و م شرِّ حاسدٍ إذا حسد}
قال القرطبي : (من شرِّ النَّفاثات في العقد) يعني الساحرات اللائي ينفُثن في عقد الخيط حين يرقين بها
قال الحافظ ابن كثير : قال مجاهد و عكرمة و الحسن و قتادة و الضَّحاك : يعني السَّواحر
قال ابن جرير الطبري : أي و من شرِّ السَّواحر اللائي ينفُثن في عقد الخيط حين يرقين عليها ، قال القاسمي : و به قال أهل التأويل
و الآيات في ذكر السِّحر و السَّحرة كثيرة و ما ذكرناه بعضها
لذلك اتَّفق أهل السنة على إثبات السِّحر و على أنَّ له تأثيرًا و أنَّ تأثيره يتعدى إلى النُّفوس و الأبدان و لكن كلُّ ذلك لا يقع إلَّا بإذن الله
و الدليل من السنة المطَّهرة :
جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الل عنها قالت : " سحر رسول الله صلَّى الله عليه و سلَّم رجلٌ من بني زُريق يقال له لبيد ابن الأعصم ، حتى كان رسول الله يُخيَّل إليه أنه كان يفعل الشيء و ما فعله ، حتَّى إذا كان ذات يوم _أو ذات ليلة_ و هو عندي، لكنَّه دعا و دعا ، ثمَّ قال :(( يا عائشة ، أشعرت أنَّ الله أفتاني فيما استفتيته به ؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي ، و الآخر عند رجلي ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجَعُ الرَّجل؟ فقا : مطبوب ، قال : من طبَّه؟ قال: لبيد بن الأعصم ، قال في أي شيء ؟ قال: مشط و مُشاطة و جُفِّ نخلة ذكر ، قال: و أين هو ؟ قال: في بئر ذروان )) قلت يا رسول الله ، أفلا استخرجته؟ قال :(( قد عافاني الله، فكرهت أن أثير على النَّاس فيه شرًّا )) ، فأمر بها فدفنت .
و مطبوب : مسحور
من طبَّه : من سحره
و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :(( اجتنبوا السَّبع الموبقات (( قالوا : يا رسول الله ، و ما هنَّ ؟ قال :(( الشرك بالله، و السِّحر، و قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، و أكل الربا ، و أكل مال اليتيم، و التولي يوم الزحف ، و قذف المحصنات المؤمنات الغافلات ))
فبين أن السِّحر من الكبائر المهلكات ، و هذا يدل على أن السِّحر حقيقة لا خرافة
و الأدلة في السنة كثيرة أيضًا و ما ذكرنا بعضها
و من أقوال العلماء :
قال الخطَّابي رحمه الله تعالى : قد أنكر قوم من أصحاب الطبائع السِّحر، و أبطلوا حقيقته ، و الجواب: أن السِّحر ثابت، و حقيقته موجودة ، اتفق أكثر الأمم من العرب و الفُرس و الهند و بعض الروم على إثباته ، و هؤلاء أفضل سكان أهل الأرض، و أكثرهم علمًا و حكمة .
وقد قال تعالى : { يعلِّمون النَّاس السِّحر} ، و أمر بالاستعاذة منه فقال : { و من شرِّ النَّفَّاثات في العقد}
ورد في ذلك عن رسول الله أخبار لا ينكرها إلا من أنكر العيان و الضرورة .ا.ه
قال القرطبي رحمه الله تعالى : ذهب أهل السنة إلى أن السِّحر ثابت و له حقيقة ، و ذهب عامة المعتزلة ، و أبو إسحاق الاسترابادي من أصحاب الشافعي ، إلى أنَّ السِّحر لا حقيقة له ، و إنما هو تمويه و تخييل و إيهام لكون الشيء على غير ما هو به، و أنه ضرب من الخفَّة و الشعوذة ، كما قال تعالى : { يخيَّل إليه من سحرهم أنَّها تسعى } و لم يقل : تسعى على الحقيقة و لكن قال : { يخيَّل إليه } ، و قال أيضًا : { سحروا أعين النَّاس }
قال : و هذا لا حجَّة فيه ؛ لأننا لا ننكر أن يكون التَّخييل و غيره من جملة السِّحر ، و لكن ثبت وراء ذلك أمور جوَّزها العقل ، و ورد بها السَّمع فمن ذلك ما جاء في هذه الآية من ذكر السِّحر و تعليمه، و لو لم يكن له حقيقة لم يمكن تعليمه ، و لا أخبر تعالى أنَّهم يعلّمونه الناس فدلَّ على أنَّ له حقيقة .
وقوله تعالى في قصة سحرة فرعون : { و جاءوا بسحرٍ عظيم } ، و سورة الفلق مع اتفاق المفسرين على أن سبب نزولها ما كان من سحر لبيد بن الأعصم ، و هو مما خرَّجه البخاري و مسلم و غيرهما .
وفيه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لمَّا حلَّ السِّحر :( إن الله شفاني ) و على هذا أهل الحلِّ و العقد الذين ينعقد بهم الإجماع و لا عبرة مع اتِّفاقهم بحثالة المعتزلة و مخالفتهم أهل الحق . قال : و لقد شاع السِّحر و ذاع في ساب الزَّمان ، و تكلَّم النَّاس فيه، و لم يبد من الصحابة و لا من التَّابعين انكارًا لأصله. ا.ه
فيتبين مما سبق أن السحر حقيقة و ليس خيال
ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}؟
الموقف الصحيح ما ذكره ابن كثير رحمه الله تعالى :
وقد روى في قصّة هاروت وماروت عن جماعةٍ من التّابعين، كمجاهدٍ والسّدّيّ والحسن [البصريّ] وقتادة وأبي العالية والزّهريّ والرّبيع بن أنسٍ ومقاتل بن حيّان وغيرهم، وقصّها خلقٌ من المفسّرين من المتقدّمين والمتأخّرين، وحاصلها راجعٌ في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، إذ ليس فيها حديثٌ مرفوعٌ صحيحٌ متّصل الإسناد إلى الصّادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق القرآن إجمال القصّة من غير بسطٍ ولا إطنابٍ فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده اللّه تعالى، واللّه أعلم بحقيقة الحال.
وقد ورد في ذلك أثرٌ غريبٌ وسياقٌ عجيبٌ في ذلك أحببنا أن ننبّه عليه

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11 شعبان 1439هـ/26-04-2018م, 01:13 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثامن من تفسير سورة البقرة


المجموعة الأولى :

عباز محمد: أ
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
تفصيل القول في تفسير قوله تعالى :{ وما يعلمان من أحدٍ حتى يقولا إنما نحنُ فتنة فلا تكفر } لا يخرج عما تعلمناه سابقًا من قواعد التفسير؛ فتبدأ باستخراج المسائل التفسيرية لتتمكن من إحسان التفسير، وواضح أن الجملة معطوفة على ما قبلها ولها علاقة بها؛ وسيتأثر التفسير بذلك فنبدأ ببيان علاقتها بما قبلها ثم
- معنى " ما "
- مرجع الضمير في قوله { يعلمان } [ وهذا سيرجعنا إلى الخلاف في تحديد المراد بالملكين، وموقع هاروت وماروت هل هما بدل من الملكين، أم غيرهما ].
- متعلق التعليم.
- المراد بالفتنة.
- متعلق الكفر في قوله { فلا تكفر }
وهذه أهم المسائل التي يدور حولها الخلاف في تفسير الآية، وأرجو الاستفادة من تفسير الأخت مريم حجازي.



مريم حجازي : أ

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

س1: ب: القول الأول : الأثر الذي استشهدتِ به لا يدل عليه.
وأرجو الاستفادة من طريقة الأخ عباز في تحرير المسألة.

س2: ب:
الجواب على الموقف من الإسرائيليات هنا يدخل فيه أيضًا ما تعلمناه في الدورات السابقة وهو الموقف العام من الإسرائيليات؛ فما وافق ديننا قبلناه، وما خالفه رددناه، وما لم يرد فيه شيء توقفنا فيه لا نصدقه ولا نكذبه.
ومثال ما خالف ديننا ما ورد من مخالفة الملكين - على القول بأنهما ملائكة - لأمر الله لأن ذلك يرده قول الله تعالى :{ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} ، ويرده كل ما ورد في تكريم الملائكة وبيان قدرهم.


المجموعة الثانية:


الخلاف في المراد بالملكين يمكن تصنيفه حسب الخلاف في القراءات:
فمن قرأها بفتح اللام : { الملَكين } :
فعلى قولين :
- هاروت وماروت ( على القول بأنهما من الملائكة )
- جبريل وميكائيل.
ومن قرأها بكسر اللام :
- علجان من بابل ، ومنهم من قال أن هاروت وماروت اسم لهذين الملكين.
- داوود وسليمان.
وقول آخر أنهما قبيلان من الجن.


المجموعة الثانية:


أنصح بقراءة تعليقات المحقق على تفسير المحرر الوجيز - طبعة وزارة الأوقاف القطرية - عند دراسة مسألة اختلاف القراءات في قوله تعالى :{ ما ننسخ من آية أو ننسها } ، فهي مفيدة جدًا في توضيح كلام ابن عطية وفهم الأقوال في المسألة.
- يمكن تحميل الكتاب من هنا. أو هنا.

مها محمد : ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ، ونفع بكِ.
- أرجو قراءة التعليق العام.
- في قوله تعالى :{ ما ننسخ من آية أو ننسها } خلاف أيضًا في قراءة " ننسخ " ذكره ابن عطية.
- المراد بما سئل موسى يأتي على قولين : الأول : ما ذكرتِ أن يروا الله جهرة، والثاني : يعم كل ما سألوه، والراجح هو العموم.

فداء حسين : ب+

س1: أ: أرجو قراءة التعليق العام، واجتهدي في الاقتصار على المسألة المطلوبة بعينها دون التشعب لما سواها مثل تحديد معنى " ما " في قوله تعالى :{ وما أنزل على الملكين }، وإن فعلتِ فباختصار لا يؤثر على المسألة المقصودة.
والراجح في هذه المسألة: أن ما موصولة بمعنى الذي، وأن الله أنزل الملكين - من الملائكة - فتنة للناس، والخلاف حصل نتيجة الإسرائيليات وما فيها من اتهام الملكين بما لا يليق بالملائكة.

سؤال التفسير:
أثني على اجتهادك للتفسير بأسلوبك وإبداعكِ فيما كتبتيه، لكنه يعد بمثابة مقدمة بين يدي التفسير، لأن المطلوب بيان سبب نزول الآية بداية ثم التطرق للمسائل التفسيرية للآية وبيانها، ويدخل في ذلك بيان معاني ألفاظ الآية، وأرجو قراءة تفسير الأخت مها، ليتضح المقصود.

السؤال الثالث:
أثني على طريقتكِ في بيان الجمع بين الأقوال لكن أرجو تفصيل الأقوال بداية ثم بيان الجمع بينها.

نفع الله بي وبكم


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11 شعبان 1439هـ/26-04-2018م, 02:29 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

جزاك الله خيرا:
بالنسبة للسؤال الأول: لا يمكن بيان المراد ب(الملكين) دون التطرق لبيان معنى (ما), ولم أتوسع في هذا بحسب ظني, بل بقدر ما اقتضته الحاجة, فكيف سنذكر قول من قال بأن المراد بهما (جبريل وميكائيل) دون ذكر معنى (ما) أو حتى باقي القوال!
وقد ذكرت بأن الراجح أنها بمعنى (الذي) كما رجحه ابن جرير.

السؤال الثالث: المعتاد طلب ذكر الأقوال صراحة, لكن السؤال لم يبين هذا, فاعتقدت بأن المطلوب هو الترجيح.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 رمضان 1439هـ/1-06-2018م, 05:54 PM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

المجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.
أنه التوراة التي تركوا العمل بما فيها من الأمر باتباع محمد صلى الله عليه وسلم.
أنه القرآن.. والقولان متلازمان.

ب. المراد بما تتلو الشياطين.
1- أنه كل ما يصد عن ذكر الله من شهوات وملهيات.
2- أنه ما يسمعه الكهان من مسترق السمع، فيكذب معها مائة كذبة.
3- أنه السحر، وقد ذكر المفسرون عدة مرويات في هذا؛ منها:
أن آصف بن برخيا كان يكتب لسليمان عليه السلام، فلما مات استخرجت الجن الكتب وحرفوه بإدخال السحر فيه، وغير ذلك من مرويات خلاصتها استعمالهم السحر ونسبته إلى سليمان عليه السلام وهو منه بريء.

2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
ما: نافية، والمعنى أن هاروت وماروت أو الملكان الذان كانا ببابل كانوا يعلمون الناس السحر ويحذرونهم من العمل به، فعلى هذا يكون العمل بالسحر كفر دون تعلم مبادئه.
أو أنهما كانا يحذرانهم من تعلمه ويخبرونهم بأنه كفر، ومعنى (فتنة) اختبارا وابتلاء للناس، فعلى هذا تعلم السحر كفر، والعمل به كفر.
أو أنهما كانا يعلمونهم السحر، وقولهم (فلا تكفر) استهزاء وإمعان في الضلال، كقول الغاوي: أنا في ضلال.
والقولان الأوليان أصح والله أعلم.

3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
السحر له تأثير وحقيقة، ولكنه لا يؤثر إلا بإذن الله، بدليل قوله تعالى: {فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله}، وبدليل حادثة سحر اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم، وبالمرأة التي وردت بابل وتعلمت بها السحر وقصت ذلك على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، خلافا لمن أنكره من المعتزلة وأبي إسحاق الإسفراييني وغيره.

ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}؟
هذه القصص من الإسرائيليات التي لم ترد بسند مرفوع إلى نبينا صلى الله عليه وسلم، ولم يرد في شرعنا ما يؤيدها، فما ورد منها مما لم يخالف شرعنا فلا يصدق ولا يكذب، وما ورد مما يخالف شرعنا- من نسبتهم العصيان وإتيان الفواحش إلى الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون- فإنه كذب وافتراء.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 رمضان 1439هـ/2-06-2018م, 02:29 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداء حسين مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا:
بالنسبة للسؤال الأول: لا يمكن بيان المراد ب(الملكين) دون التطرق لبيان معنى (ما), ولم أتوسع في هذا بحسب ظني, بل بقدر ما اقتضته الحاجة, فكيف سنذكر قول من قال بأن المراد بهما (جبريل وميكائيل) دون ذكر معنى (ما) أو حتى باقي القوال!
وقد ذكرت بأن الراجح أنها بمعنى (الذي) كما رجحه ابن جرير.

السؤال الثالث: المعتاد طلب ذكر الأقوال صراحة, لكن السؤال لم يبين هذا, فاعتقدت بأن المطلوب هو الترجيح.
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة ونفع بكِ.
الملحوظة على التوسع في بيان معنى " ما " ظنًا أنه السبب في الخلط بين بعض الأقوال، مثلا ذكرتِ تحت القول الثالث :" أنهما من الملائكة "
القول بأن المراد بهما " داوود وسليمان " وهما ليسا من الملائكة بالطبع.
والتعليق العام لم يكن إلا لتحديد الأقوال وإلا فهو ليس تحريرا كاملا للخلاف إذ ينقصه بيان وجه كل قول ومن قال به والدليل عليه والراجح منهم ووجهه والدليل عليه.
فيمكنكِ أن تجتهدي في تصنيف الأقوال بالطريقة التي تشائين ويحصل بها المقصود، مثلا يمكنكِ تصنيفها على حسب معنى " ما " على قولين :
- من قال بأن " ما " موصولة :
- من قال بأن " ما " نافية :
ويمكنكِ تصنيفها على حسب القراءات في " الملكين ":
أو بأي صورة تتضح بها الأقوال ولا يحدث خلط بينها.
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 19 رمضان 1439هـ/2-06-2018م, 02:40 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رقية إبراهيم عبد البديع مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.
أنه التوراة التي تركوا العمل بما فيها من الأمر باتباع محمد صلى الله عليه وسلم.
أنه القرآن.. والقولان متلازمان.

ب. المراد بما تتلو الشياطين.
1- أنه كل ما يصد عن ذكر الله من شهوات وملهيات.
2- أنه ما يسمعه الكهان من مسترق السمع، فيكذب معها مائة كذبة.
3- أنه السحر، وقد ذكر المفسرون عدة مرويات في هذا؛ منها:
أن آصف بن برخيا كان يكتب لسليمان عليه السلام، فلما مات استخرجت الجن الكتب وحرفوه بإدخال السحر فيه، وغير ذلك من مرويات خلاصتها استعمالهم السحر ونسبته إلى سليمان عليه السلام وهو منه بريء.

2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
ما: نافية، والمعنى أن هاروت وماروت أو الملكان الذان كانا ببابل كانوا يعلمون الناس السحر ويحذرونهم من العمل به، فعلى هذا يكون العمل بالسحر كفر دون تعلم مبادئه.
أو أنهما كانا يحذرانهم من تعلمه ويخبرونهم بأنه كفر، ومعنى (فتنة) اختبارا وابتلاء للناس، فعلى هذا تعلم السحر كفر، والعمل به كفر.
أو أنهما كانا يعلمونهم السحر، وقولهم (فلا تكفر) استهزاء وإمعان في الضلال، كقول الغاوي: أنا في ضلال.
والقولان الأوليان أصح والله أعلم.

3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
السحر له تأثير وحقيقة، ولكنه لا يؤثر إلا بإذن الله، بدليل قوله تعالى: {فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله}، وبدليل حادثة سحر اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم، وبالمرأة التي وردت بابل وتعلمت بها السحر وقصت ذلك على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، خلافا لمن أنكره من المعتزلة وأبي إسحاق الإسفراييني وغيره.

ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}؟
هذه القصص من الإسرائيليات التي لم ترد بسند مرفوع إلى نبينا صلى الله عليه وسلم، ولم يرد في شرعنا ما يؤيدها، فما ورد منها مما لم يخالف شرعنا فلا يصدق ولا يكذب، وما ورد مما يخالف شرعنا- من نسبتهم العصيان وإتيان الفواحش إلى الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون- فإنه كذب وافتراء.
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة ونفع بكِ.
- في تحرير المسائل الخلافية، أرجو الاجتهاد في نسبة الأقوال لقائليها من السلف، ثم من نقل قولهم من أئمة التفسير، ولا نكتفي بمجرد سرد الأقوال، لأن مجالس المذاكرة بمثابة تدريب على القواعد التي نتعلمها في دورات المهارات.
وأرجو مراجعة إجابة الأخ عباز على النقطة الثانية من سؤال التحرير خاصة.
- السؤال الثاني :
أرجو قراءة التعليق على إجابة الأخ عباز هنا :
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...54&postcount=6

التقويم : ج+
- خُصمت نصف درجة للتأخير.
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 7 شوال 1439هـ/20-06-2018م, 09:48 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

المجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.
اختلف المفسرون فيه على قولين ..
الأول: القرآن ذكره الزجاج وابن عطية وعلله بأن التكذيب به نبذ
الثاني: التوراة ذكره ابن عطية والزجاج أيضا وعلله بأن الذين كفروا بالنبي قد نبذوا التوراة
_______________

ب. المراد بما تتلو الشياطين.
تنوعت أقوال المفسرين فيه على سبعة أقوال
الأول: الكلمة من الحق كانت الشياطين تلقيها للكهنة ومعها المائة من الباطل حتى صار ذلك علمهم، فجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه، فلما مات؛ قالت الشياطين: إن ذلك كان علم سليمان مروي عن السدي ذكره ابن كثير وذكره ابن عطية

الثاني: السحر تلته الشياطين قولا وتعليما فجمعه سليمان عليه السلام ذكره ابن عطية والزجاج

الثالث: إن سليمان -عليه السلام- كان يملي على كاتبه آصف بن برخيا علمه ويختزنه، فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ثم نسبت ذلك إلى سليمان رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس ذكره ابن كثير وذكره ابن عطية
الرابع: إن آصف تواطأ مع الشياطين على أن يكتبوا سحرا وينسبوه إلى سليمان بعد موته،

الخامس :إن الجن كتبت ذلك بعد موت سليمان واختلقته ونسبته إليه مروي عن الربيع بن أنس ذكره ابن كثير وذكره ابن عطية
السادس :إن الجن والإنس حين زال ملك سليمان عنه اتخذ بعضهم السحر والكهانة علما، فلما رجع سليمان إلى ملكه تتبع كتبهم في الآفاق ودفنها، فلما مات؛ قال شيطان لبني إسرائيل: هل أدلكم على كنز سليمان الذي به سخرت له الجن والريح، هو هذا السحر، فاستخرجته بنو إسرائيل وانبث فيهم، ونسبوا سليمان إلى السحر وكفروا في ذلك حتى برأه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ذكره ابن عطية وابن كثير
السابع: المعازف وكل شيء يصد عن ذكر الله وهو مروي عن العوفي عن ابن عباس ذكره ابن كثير
ويجمعها جميعا
إلا الأخير أنه السحروهو المراد كما ذكره الثلاثة والمعازف تتفق مع السحر ومع تلفيق الكهنة في كونهم صد عن ذكر الله
_______________
2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
اختلف المفسرون فيها على أقوال
1-أن الملكين هاروت وماروت كانا يعلمان الناس السحر ويأمران باجتنابه ،فما هنا موصولة بمعنى الذي وعليه فكان من تعلم السحر لا يأثم انما العمل به كفر والفتنة : الاختبار والمحنة والابتلاء كقوله تعالى " إن هي إلا فتنتك ...." أي اختبارك وامتحانك " تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء " ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
2-أن الله امتحن بالملكين الناس في ذلك الوقت
وجعل المحنة في الكفر والإيمان أن يقبل القابل تعلم السحر فمن تعلم السحر كفر ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
3- أن السحر ما أنزل على الملكين ولا أمرا به ولا أتى به سليمان ،فما هنا نافية ،وهاروت وماروت بدل من الشياطين ، وأن قولها " إنما نحن فتنة فلا تكفر : على سبيل الاستهزاء كقول الغاوي والخليع :أنا في ضلال فلا ترد ما أنا فيه
ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
ورجح الزجاج القولين الأوليين بينما رجح القرطبي الأخير
_____________

3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
أن هذا نوع من السحر فقط سحر التخييلات والأخذ بالعيون والشعبذة وقد أجمع الفقهاء إلا أبي حنيفة على أن السحر له حقيقة وفي الآية دلالة على ذلك " فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ..." وفي قصة المرأة مع عائشة أنها بذرت واستغلت في الحال
_____________

ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}؟
الموقف من الاسرائيليات أنها أخبار لا تصدق ولا تكذب إلا ما صدقه الشرع أو كذبه
لكن في القرآن والسنة ما يغني عن ذكرها وما اعرض الله عن ذكره في القرآن فلا نطلبه من غيره بل نلتمس الحكمة فيما قصه الله علينا

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 10 شوال 1439هـ/23-06-2018م, 07:57 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة احمد صابر مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.
اختلف المفسرون فيه على قولين ..
الأول: القرآن ذكره الزجاج وابن عطية وعلله بأن التكذيب به نبذ
الثاني: التوراة ذكره ابن عطية والزجاج أيضا وعلله بأن الذين كفروا بالنبي قد نبذوا التوراة
_______________

ب. المراد بما تتلو الشياطين.
تنوعت أقوال المفسرين فيه على سبعة أقوال
الأول: الكلمة من الحق كانت الشياطين تلقيها للكهنة ومعها المائة من الباطل حتى صار ذلك علمهم، فجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه، فلما مات؛ قالت الشياطين: إن ذلك كان علم سليمان مروي عن السدي ذكره ابن كثير وذكره ابن عطية
الثاني: السحر تلته الشياطين قولا وتعليما فجمعه سليمان عليه السلام ذكره ابن عطية والزجاج

الثالث: إن سليمان -عليه السلام- كان يملي على كاتبه آصف بن برخيا علمه ويختزنه، فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ثم نسبت ذلك إلى سليمان رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس ذكره ابن كثير وذكره ابن عطية
الرابع: إن آصف تواطأ مع الشياطين على أن يكتبوا سحرا وينسبوه إلى سليمان بعد موته،

الخامس :إن الجن كتبت ذلك بعد موت سليمان واختلقته ونسبته إليه مروي عن الربيع بن أنس ذكره ابن كثير وذكره ابن عطية
السادس :إن الجن والإنس حين زال ملك سليمان عنه اتخذ بعضهم السحر والكهانة علما، فلما رجع سليمان إلى ملكه تتبع كتبهم في الآفاق ودفنها، فلما مات؛ قال شيطان لبني إسرائيل: هل أدلكم على كنز سليمان الذي به سخرت له الجن والريح، هو هذا السحر، فاستخرجته بنو إسرائيل وانبث فيهم، ونسبوا سليمان إلى السحر وكفروا في ذلك حتى برأه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ذكره ابن عطية وابن كثير
السابع: المعازف وكل شيء يصد عن ذكر الله وهو مروي عن العوفي عن ابن عباس ذكره ابن كثير
ويجمعها جميعا
إلا الأخير أنه السحروهو المراد كما ذكره الثلاثة والمعازف تتفق مع السحر ومع تلفيق الكهنة في كونهم صد عن ذكر الله

[ القول الأول أعم من السحر ]
_______________
2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
اختلف المفسرون فيها على أقوال
1-أن الملكين هاروت وماروت كانا يعلمان الناس السحر ويأمران باجتنابه ،فما هنا موصولة بمعنى الذي وعليه فكان من تعلم السحر لا يأثم انما العمل به كفر والفتنة : الاختبار والمحنة والابتلاء كقوله تعالى " إن هي إلا فتنتك ...." أي اختبارك وامتحانك " تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء " ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
2-أن الله امتحن بالملكين الناس في ذلك الوقت
وجعل المحنة في الكفر والإيمان أن يقبل القابل تعلم السحر فمن تعلم السحر كفر ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
3- أن السحر ما أنزل على الملكين ولا أمرا به ولا أتى به سليمان ،فما هنا نافية ،وهاروت وماروت بدل من الشياطين ، وأن قولها " إنما نحن فتنة فلا تكفر : على سبيل الاستهزاء كقول الغاوي والخليع :أنا في ضلال فلا ترد ما أنا فيه
ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
ورجح الزجاج القولين الأوليين بينما رجح القرطبي الأخير
_____________

3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
أن هذا نوع من السحر فقط سحر التخييلات والأخذ بالعيون والشعبذة وقد أجمع الفقهاء إلا أبي حنيفة على أن السحر له حقيقة وفي الآية دلالة على ذلك " فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ..." وفي قصة المرأة مع عائشة أنها بذرت واستغلت في الحال
_____________

ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}؟
الموقف من الاسرائيليات أنها أخبار لا تصدق ولا تكذب إلا ما صدقه الشرع أو كذبه
لكن في القرآن والسنة ما يغني عن ذكرها وما اعرض الله عن ذكره في القرآن فلا نطلبه من غيره بل نلتمس الحكمة فيما قصه الله علينا

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
أرجو قراءة التعليقات هنا للفائدة:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...54&postcount=6
التقويم : ب+
خُصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 06:09 PM
الصورة الرمزية ابتهال عبدالمحسن
ابتهال عبدالمحسن ابتهال عبدالمحسن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 399
افتراضي

المجموعة الأولى:


1: حرر القول في المسائل التالية:

أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.

ورد فيها قولان :
القول الأول : القرآن ، وهو قول الزجاج وابن عطية زاد بقوله : لأن التكذيب به نبذ .
القول الثاني : التوراة ، لأن الذين كفروا بالنبي محمد صلى الله وسلم قد نبذوا التوراة ، وهو قول الزجاج وابن عطية وابن كثير .
وكلا القولين جائز .

ب. المراد بما تتلو الشياطين.
ورد فيها عدة أقوال :
-القول الأول : إنهم كانوا يلقون إلى الكهنة الكلمة من الحق معها المائة من الباطل حتى صار ذلك علمهم، فجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه، فلما مات؛ قالت الشياطين: إن ذلك كان علم سليمان.
- القول الثاني : إن سليمان -عليه السلام- كان يملي على كاتبه آصف بن برخيا علمه ويختزنه، فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ثم نسبت ذلك إلى سليمان
- القول الثالث: إن آصف تواطأ مع الشياطين على أن يكتبوا سحرا وينسبوه إلى سليمان بعد موته.
- القول الرابع : إن الجن كتبت ذلك بعد موت سليمان واختلقته ونسبته إليه.
- القول الخامس : إن الجن والإنس حين زال ملك سليمان عنه اتخذ بعضهم السحر والكهانة علما، فلما رجع سليمان إلى ملكه تتبع كتبهم في الآفاق ودفنها، فلما مات؛ قال شيطان لبني إسرائيل: هل أدلكم على كنز سليمان الذي به سخرت له الجن والريح، هو هذا السحر، فاستخرجته بنو إسرائيل وانبث فيهم، ونسبوا سليمان إلى السحر وكفروا في ذلك حتى برأه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.
-القول السادس : ما تتلوه الشّياطين : أي ما ترويه وتخبر به وتحدثه الشّياطين على ملك سليمان، وهو الراجح والله اعلم .

2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.

المسائل التفسيرية:
- معنى (ما):
(ما) النافية.
- مرجع الضمير في (يعلمان ):
الملكين ، هاروت وماروت.
- معنى يعلمان:
(يعلّمان) بمعنى: يعلمان ويشعران.
-المراد (من) في قوله: {من أحدٍ} :
زائدة بعد النفي.
- معنى فتنه:
هي المحنة والاختبار.
- المراد بالكفر :
قالت فرقة: بتعلم السحر،وقالت فرقة: باستعماله.
-معنى الآية:
حمل هذه الآية على
- أن الملكين إنما نزلا يعلمان الناس بالسحر وينهيان عنه ،عن ابن عبّاسٍ، قال: «فإذا أتاهما الآتي يريد السّحر نهياه أشدّ النّهي، وقالا له: إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر، وذلك أنّهما علما الخير والشّرّ والكفر والإيمان، فعرفا أنّ السّحر من الكفر». [قال:] «فإذا أبى عليهما أمراه أن يأتي مكان كذا وكذا، فإذا أتاه عاين الشّيطان فعلمه، فإذا تعلّم خرج منه النّور، فنظر إليه ساطعًا في السماء، فيقول: يا حسرتاه! يا ويله! ماذا أصنع؟».
- حكى المهدوي أن قولهما: (إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر) استهزاء، لأنهما إنما يقولانه لمن قد تحققا ضلاله.

3: أجب عما يلي:

أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟

- ذكر الله تعالى السحر في كتابه وبوجوده وبوقوعه ، قال تعالى :"وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)"سورة البقرة .
- من الأخبار أن رسول الله عليه وسلم قد سحر ،و بين كيف فكه والوقاية منه .
- قال أبو عبد اللّه القرطبيّ: وعندنا أنّ السّحر حقٌّ، وله حقيقةٌ يخلق اللّه عنده ما يشاء .
- وقول الحسن البصريّ، رحمه اللّه: «قد كان السّحر قبل زمان سليمان بن داود» ، فالسحرة كانوا في زمان موسى عليه السلام .

ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}؟
الموقف الصحيح الوقوف عندها فلا يردها ويكذبها ولا يضعها موضع الحقيقة الثابتة ويؤكدها ،إلا إذا ورد نص صريح من كتاب الله تعالى ومن سنته صلى الله عليه وسلم مايخالفها فنردها ولا نأخذ بها ونكذبها ، ومن رأيي في مجال الدعوة للعامة لا تذكر إلا رأى مصلحة من ذلك أو سئل عنها .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 06:29 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابتهال عبدالمحسن مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:


1: حرر القول في المسائل التالية:

أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.

ورد فيها قولان :
القول الأول : القرآن ، وهو قول الزجاج وابن عطية زاد بقوله : لأن التكذيب به نبذ .
القول الثاني : التوراة ، لأن الذين كفروا بالنبي محمد صلى الله وسلم قد نبذوا التوراة ، وهو قول الزجاج وابن عطية وابن كثير .
وكلا القولين جائز .

ب. المراد بما تتلو الشياطين.
ورد فيها عدة أقوال :
-القول الأول : إنهم كانوا يلقون إلى الكهنة الكلمة من الحق معها المائة من الباطل حتى صار ذلك علمهم، فجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه، فلما مات؛ قالت الشياطين: إن ذلك كان علم سليمان.
- القول الثاني : إن سليمان -عليه السلام- كان يملي على كاتبه آصف بن برخيا علمه ويختزنه، فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ثم نسبت ذلك إلى سليمان
- القول الثالث: إن آصف تواطأ مع الشياطين على أن يكتبوا سحرا وينسبوه إلى سليمان بعد موته.
- القول الرابع : إن الجن كتبت ذلك بعد موت سليمان واختلقته ونسبته إليه.
- القول الخامس : إن الجن والإنس حين زال ملك سليمان عنه اتخذ بعضهم السحر والكهانة علما، فلما رجع سليمان إلى ملكه تتبع كتبهم في الآفاق ودفنها، فلما مات؛ قال شيطان لبني إسرائيل: هل أدلكم على كنز سليمان الذي به سخرت له الجن والريح، هو هذا السحر، فاستخرجته بنو إسرائيل وانبث فيهم، ونسبوا سليمان إلى السحر وكفروا في ذلك حتى برأه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.
-القول السادس : ما تتلوه الشّياطين : أي ما ترويه وتخبر به وتحدثه الشّياطين على ملك سليمان، وهو الراجح والله اعلم .
[ فاتكِ القول بأن المراد به كل ما يصد عن ذكر الله من شهوات ومعازف، ذكره ابن كثير، ونسبه لابن عباس] .
2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.

المسائل التفسيرية:
- معنى (ما):
(ما) النافية.
- مرجع الضمير في (يعلمان ):
الملكين ، هاروت وماروت.
- معنى يعلمان:
(يعلّمان) بمعنى: يعلمان ويشعران.
-المراد (من) في قوله: {من أحدٍ} :
زائدة بعد النفي.
- معنى فتنه:
هي المحنة والاختبار.
- المراد بالكفر :
قالت فرقة: بتعلم السحر،وقالت فرقة: باستعماله.
-معنى الآية:
حمل هذه الآية على
- أن الملكين إنما نزلا يعلمان الناس بالسحر وينهيان عنه ،عن ابن عبّاسٍ، قال: «فإذا أتاهما الآتي يريد السّحر نهياه أشدّ النّهي، وقالا له: إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر، وذلك أنّهما علما الخير والشّرّ والكفر والإيمان، فعرفا أنّ السّحر من الكفر». [قال:] «فإذا أبى عليهما أمراه أن يأتي مكان كذا وكذا، فإذا أتاه عاين الشّيطان فعلمه، فإذا تعلّم خرج منه النّور، فنظر إليه ساطعًا في السماء، فيقول: يا حسرتاه! يا ويله! ماذا أصنع؟».
- حكى المهدوي أن قولهما: (إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر) استهزاء، لأنهما إنما يقولانه لمن قد تحققا ضلاله.
[ أحسنتِ، بارك الله فيكِ، لكن كان الغرض من إيضاح المسائل في التعليقات أعلاه هو بيان مواطن الخلاف في تفسير الآية، ومن ثمّ بيان تحرير الخلاف في معنى هذا الجزء من الآية
فإن كان مرجع الضمير في " يعلمان " هما هاروت وماروت، فهناك خلاف في تحديد من هما هاروت وماروت، هل هما من الملائكة؟ أم بدل من الشياطين؟ أم علجان من بابل ؟
وقد أحسن الزجاج بيان الأوجه الثلاثة في تفسير هذه الآية فأرجو مراجعته ]

3: أجب عما يلي:

أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟

- ذكر الله تعالى السحر في كتابه وبوجوده وبوقوعه ، قال تعالى :"وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)"سورة البقرة .
- من الأخبار أن رسول الله عليه وسلم قد سحر ،و بين كيف فكه والوقاية منه .
- قال أبو عبد اللّه القرطبيّ: وعندنا أنّ السّحر حقٌّ، وله حقيقةٌ يخلق اللّه عنده ما يشاء .
- وقول الحسن البصريّ، رحمه اللّه: «قد كان السّحر قبل زمان سليمان بن داود» ، فالسحرة كانوا في زمان موسى عليه السلام .

ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}؟
الموقف الصحيح الوقوف عندها فلا يردها ويكذبها ولا يضعها موضع الحقيقة الثابتة ويؤكدها ،إلا إذا ورد نص صريح من كتاب الله تعالى ومن سنته صلى الله عليه وسلم مايخالفها فنردها ولا نأخذ بها ونكذبها ، ومن رأيي في مجال الدعوة للعامة لا تذكر إلا رأى مصلحة من ذلك أو سئل عنها .

التقويم: ج+
خُصمت نصف درجة للتأخير.
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir