دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 رجب 1439هـ/29-03-2018م, 03:17 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الرابع عشر: مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة مسائل الإيمان

*؛* مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *؛*
( القسم الأول )

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب عن أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.
س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.


المجموعة الثانية:

س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
س2: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
س3: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
س4: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
س5: دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة .

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 رجب 1439هـ/29-03-2018م, 08:57 AM
خالد العابد خالد العابد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 183
افتراضي

المجموعة الأولى:

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
الإيمان بالقرآن من أصول الإيمان بالله جل وعلى لا يصح إلا به قال تعالى :{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله} وكما في حديث عمر بن الخطاب عند مسلم أن جبريل سأل للنبي صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره»
وقد توعد الله من لم يؤمن به بالعذاب المهين فقال تعالى: وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ .
وتوعَّدَ اللهُ اليهودَ والنصارى بالوعيد الشديد إذا لم يؤمنوا بالقرآن فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا.
فدلت هذه الآيات على وجوب الإيمان بالقرآن وأن الكافر بها الجاحد لوجوبها متوعد بالكفر والعذاب والعقاب من جميع الأديان .

س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين :
الأول : مسائل اعتقادية :وهي المسائل التي تبحث في كتب الإعتقاد من أنَّ القرآن كلامُ الله تعالى منزَّل غير مخلوق، أنزله على نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأنّه مهيمنٌ على ما قبله من الكتب وناسخٌ لها وغيرها من المسائل .
وهذا القسم يمكن تقسيمه الى أحكام وآداب
والمقصود :
بالأحكام هي الأحكام العَقَدِيَّة:وهي بيان ما يجب اعتقاده، وما يحكم ببدعته، وبيان درجة البدعة، وهل هي مكفّرة أو مفسّقة، ونحو ذلك من الأحكام العقدية.
أما الآداب: فهي أن يدرس تلك المسائل على منهج أهل السنة والجماعة في التلقّي والاستدلال، وفي بحث تلك المسائل، وأن يراعي آدابهم في البحث والسؤال، والدراسة والبيان، والتعليم والتأليف، والمناظرة والردّ على المخالفين، وأن يكون على حذر من طرق أهل البدع في بحث مسائل الاعتقاد، وأن يكفّ عن المراء في القرآن وغيرها من الآداب .
الثاني : مسائل سلوكية : وهي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه، وكيف يستجيب لله تعالى ، ويهتدي بما بيّنه في كتابه، ويعقل أمثال القرآن، ويعرف مقاصدها ودلالاتها، ويعرف كيف يكون التبصُّر والتذكُّر، والتدبُّر والتفكُّر، ويعرف علامات الهداية والضلال في هذا الباب.
وله أصلين :
الأصل الأول: البصائر والبينات
والأصل الثاني: اتبَّاع الهدى، ويعنى بالجانب العملي وهو الطاعة والامتثال

س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.
أقسام الأمثال في القرآن :
الأول :الأمثال الصريحة وهي التي يصرّح فيها بلفظ المثل، كقول الله تعالى: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون}
الثاني :الأمثال الكامنة وهي التي تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه كقول الله تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } فسمّى ما ذكره في صدر الآية مَثَلاً مع عدم ورود لفظ المثل فيه .
والخلاصة أن عقل الأمثال من أعظم أسباب الاهتداء بالقرآن؛ وهو معنى واسع جداً؛ لأن الله قد ضرب في القرآن من كلّ مثل؛ فما من أمر من أمور الدين يحتاجها المؤمن إلا وفي القرآن من الأمثال المضروبة المبيّنة للهدى فيها ما يكفي ويشفي .

س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
من فضائل الإيمان بالقرآن :
1- أنه يهدي المؤمن الى أفضل الأعمال ويطهر نفوسهم من الأمراض وكلما كان اتباع المؤمن للقرآن كانت هدايته والسعادة والبشرى له أعظم قال تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}
2- أنه يهدي المؤمن الى تلاوته وتدبره والعمل به لما فيه الفلاح في الدنيا والآخرة وسبب لرضى الرحمن جل وعلا وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
3- أنه أعظم هادٍ للمؤمن إلى ربّه جلّ وعلا، يرشده إلى سبيله، ويعرّفه بأسمائه وصفاته، وآثارها في أوامره ومخلوقاته، ويعرّفه بوعد الله ووعيده، وحكمته في خلقه وتشريعه .

س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
منهج أهل السنة والجماعة أنَّ الله تعالى يتكلّم بحرف وصوت يُسمعه من يشاء، وأنّه هو تعالى المتكلّم بالتوراة والإنجيل والقرآن وغير ذلك من كلامه تبارك وتعالى،
وكلامُ الله تعالى صفة من صفاته؛ لم يزل الله متكلماً إذا شاء، يتكلّم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيف يشاء.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 رجب 1439هـ/29-03-2018م, 04:42 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
Arrow اجابات مجلس المذاكرة الرابع عشر: القسم الاول من دورة مسآئل الايمان

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الاولى

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.

الايمان بالقرآن اصل من اصول الايمان التي لايصح الايمان الا بها كما في حديث جبريل الطويل انه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : فأخبرني عن الايمان ؟ قال ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره) رواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن لم يؤمن بالقرآن فهو كافر متوعد بالعذاب الشديد كما قال الله تعالى (وكذلك انزلنا اليك الكتاب فالذبن اتينهم الكتاب يؤمنون به وما يجحد بايتنا الا الكافرون) وتوعد الله اليهود والنصارى بالوعيد الشديد اذا لم يؤمنو بالقرآن بعد معرفتهم بما انزل الله فيه فقال تعالى (يا ايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا مصدقالما معكم من قبال ان نطمس وحوها فنردها على ادبارها او نلعنهم كما لعنّا اصحاب السبت وكان امر الله مفعولا) فدلت هذه الايات وغيرها دلالة بينة على وجوب الايمان بالقرآن وان من لم يؤمن به فهو كافر بالله، عدو لله، متوعد بالعذاب الشديد وان الشاكّ في القرآن غير مؤمن به وانه متوعد بالعذاب لكفره واعراضه عن الايمان بالقرآن.

س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟

مسائل الايمان بالقرآن عل نوعين : مسائل اعتقادية ومسائل سلوكية
١- المسائل الاعتقادية هي المسائل التي بحث في كتب الاعتفاد ويُعنى فيها العلماء بما يجب اعتقاده في القرآن واصل ذلك الايمان بأن القرآن كلام الله تعالى منزّل غير مخلوق، انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات الى النور وأنه مهيمن على ماقبله من الكتب وناسخ لها وأن القرآن بدأ من الله عز وجل واليه يعود و أن يؤمن بما اخبر الله به عن القرآن وما اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يعتقد وجوب الايمان بالقرآن وأن يحل حلاله ويحرّم حرامه ويعمل بمحكمه ويرد متشابهه الى محكمه، ويكل ما لا يعلمه الى عالمه.
٢- المسائل السلوكية وهي المسائل التي يٌعنى فيها بالانتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه، وكيف يهتدي بالقرآن ويعقل امثاله، ويعرف مقاصدها ودلالاتها، ويعرف كيف يكون التبصُر والتذكُر والتدبّر والتفكًر ويعرف علامات الهداية والضلال في هذا الباب.


س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.

قسّم اهل العلم أمثال القرآن الى امثال صريحة وأمثال كامنة :
١- الامثال الصريحة هي التي يصرّح فيها بلفظ المثل كقول الله تعالى ( وضرب الله مثلاً أصحاب القرية اذا جاءها المرسلون)
٢- الامثال الكامنة هي التي تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه فليس كل مثل في القرآن يصرح فيه بلفظ المثل ، فاذا ذكر الله عز وجل خبراً من الاخبار او قصة من القصص أو المشتملة على مقصد ووصف لعمل وبيان لجزائه فان هذا مثل قد اكتملت أركانه فمن فَعل فِعل اولئك فانه ينال جنس جزائهم كقول الله تعالى ( لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون)
وعقل امثال القرآن اصل من اصول الاهتداء بالقرآن وذلك ان امثال القرآن تفيد المؤمن بانواع من البصائر والبينات والتنبيهات على العلل والنظائر والارشاد الى احسن السبل وايسرها والتبصير بالعواقب والمآلات فوائد جليلة عظيمة النفع لمن عقلها وفقه مقاصدها واتبع الهدى.

س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .

من فضائل الايمان بالقرآن:
١- انه اعظم هادٍ للمؤمن الى ربه، يرشده الى سبيله ويعرّفه بأسمائه وصفاته ، وأثارها في اوامره ومخلوقاته، ويعرّفه بوعد الله ووعيده وحكمته في خلقه وتشريعه ويبين له كيف يتقرب اليه وكيف ينجو من سخطه وعقابه وكيف يفوز بمحبته وثوابه والدليل على ذلك قول الله تعالى (لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون) وقوله تعالى (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا )

٢- انه يهدي المؤمن الى التي هي اقوم في جميع شؤونه فما من حالة يكون فيها المؤمن الا ولله تعالى هدى يحب ان يُتبع فيه وهذا الهدى قد جاء القرآن ببيانه عَلمه من عَلمه وجِهله من جِهله وهدايات القرآن مقترنة بالرحمة والبشرى كما قال تعالى (وانه لهدى ورحمة للمؤمنين) وقوله تعالى ( إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا )

٣- انه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن ويرغبه فيه، فتكون تلاوته ذكراً لله عز وجل وعبادة يثاب عليها تزيد المؤمن ايماناً وتثبيتاً وسكينة وطمأنينة كما قال الله تعالى (وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولايزيد الظالمين الا خسارا}

.س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى

قال الله تعالى ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله) وقال تعالى (وكلم الله موسى تكليما) وقال تعالى (يموسى اني اصطفيتك على الناس برسلتي وبكلمي) ففي هذه الايات دلائل بينة على تكلم الله تعالى بحرف وصوت يُسمعه من بشاء من عباده وفي السنة ادلة كثيرة على تكلم الله تعالى منها حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مامنكم من أحد الا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان ) متفق عليه والادلة على اثبات صفة الكلام لله تعالى على مايليق بجلاله وعظمته كثيرة وقد دلت النصوص على ان الله تعالى يتكلم بحرف وصوت يُسمعه من يشاء وأنه المتكلم بالتوراة والانجيل والقرآن وغير ذلك من كلامه تبارك ونعالى وكلام الله تعالى صفة من صفاته، لم يزل متكلماَ اذا شاء، يتكلم بمشيئته وقدرته متى شاء وكيف شاء ولذلك فإن صفة الكلام صفة ذاتية بإعتبار نوعها وصفة فعلية بإعتبار إحاد كلامه جل وعلا وكلامه تعالى لايشبه المخلوقين وكلماته لايحيط بها أحد من خلقه ولا تنفد ولا تنقضي.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 رجب 1439هـ/30-03-2018م, 09:05 AM
حسن صبحي حسن صبحي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 213
افتراضي

المجموعة الثانية

س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
يتحقق الإيمان بالقرآن بثلاثة أمور :
1- فالإيمان الاعتقادي بالقرآن .
2- الإيمان القولي بالقرآن .
3- الإيمان العملي بالقرآن .
ويتحقق الإيمان الاعتقادي بالقرآن بالاتى:
أ‌- التصدّيق بأنّه كلام الله تعالى أنزله على رسوله بالحقّ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط مستقيم.
ب‌- وأنّ كل ما أنزل الله فيه فهو حقّ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
ت‌- أنه قيّم لا عوج له، ولا اختلاف فيه، يهدي إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم.
ث‌- أنه محفوظ بأمر الله إلى أن يأتي وعد الله، لا يخلق ولا يبلى، ولا يستطيع أحد أن يأتي بمثله، ولا بسورة من مثله.
ج‌- التصدّيق بكلّ ما أخبر الله به في كتابه الكريم، وأن يخضع لما أمر الله به، فيعتقد وجوب ما أوجب الله فيه، ويعتقد تحريم ما حرّم الله فيه، وأنّه لا طاعة لما خالفه.
- والإيمان القولي: أن يقول ما يدلّ على إيمانه بالقرآن، وتصديقه بما أنزل الله فيه، ومن ذلك تلاوة القرآن تصديقاً وتعبّداً.
- والإيمان العملي: هو اتّباع هدى القرآن؛ بامتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه في كتابه الكريم.
فمن جمع هذه الثلاث فهو مؤمن بالقرآن؛ قد وعده الله فضلاً كبيراً ، وأجراً عظيماً؛ كما قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2)}.
وقال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)}
وقال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)} .

س2: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
1- حتى يصحِّحَ المرء عقيدتَه في القرآن، فيكون معتقدُه في القرآن معتقداً صحيحا مبنيا على الدليل الصحيح والحجة البيّنة.
2- من أجل أن يكون الإنسان على بيّنة وأن يتّبع الهدى لكى يدعو إلى الحق في تلك المسائل متى احتيج إليه في ذلك؛ ويدعو الناس إلى الحقّ فيها، ويبيّنها لهم بأدلّتها.

3- معرفة أصول الشبهات، وحجج أهل السنة في الرد عليها، فإنَّه يتبيَّن له من أصول الرد على المخالفين في العصر الحديث ما هو نظير ردودِ أهل السنة المتقدّمين على المخالفين لهم في زمانهم.
و يحقق طالب العلم هذه المعرفة أصلين :
1- يكون بالتفقّه في بصائر القرآن وبيّناته، وتصديق أخباره، وعقل أمثاله، وفقه مقاصد الآيات والقصص والأخبار التي بيّنها الله تعالى في كتابه؛ فالتفكّر فيها بقلب منيب يثمر للعبد أنواعاً من البيّنات والبصائر التي يزداد بها إيمانه ويقينه.

2- يكون بإلزام النفس بكلمة التقوى، وصبرها على امتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه، وفعل ما وعظ الله به، كما قال الله تعالى: { وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)}

ومن صحَّحَ الأصلين في نفسه صحّ له سلوكه، وجمع بين العلم والعمل، ولذلك كان مردّ فلاح السالكين إلى صحّة العلم وصلاح العمل؛ فالبصائر والبيّنات قائمة على العلم الصحيح، وصلاح العمل يحتاج فيه السالك إلى عزيمة وإرادة جازمة غير مترددة.
س3: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
الاهتداء بالقرآن يكون بأربعة أمور :
1- بتصديق أخباره.
2- وعَقْلِ أمثاله.
3- وامتثال أوامره.
4- واجتناب نواهيه.
أولاً تصديق أخباره : قال تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} ، قال مجاهد رحمه الله في تفسيرها: (هم أهل القرآن يجيئون به يوم القيامة يقولون: هذا الذي أعطيتمونا، فاتبعنا ما فيه).
والتصديق لابد أن يكون حسناً وهو الذي لا يكون معه شكّ ولا تردد، وهذا يثمر في قلب صاحبه اليقين وصدق الرغبة والرهبة؛ فيحصل بهذا التصديق من البصائر والبينات ما ترتفع به درجته ويزداد به علماً وهدى ويقيناً ، لأنه كلما كان العبد أحسن تصديقاً كان اهتداؤه بالقرآن أرجى وأحسن؛ كما قال الله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)} .

ثانياً عَقْلِ أمثاله : وعقل الأمثال فى القرآن ليس مجرد معرفة معانيها ، فهو معنى واسع جداً، وقد قال الله عز وجل: {وما يعقلها إلا العالمون} وفرق بين كلمة يعقلها وبين يفهمها.
فإنّ الفهم المجرّد لمعاني مفردات الأمثال إذا لم يكن معه فقه للمقاصد وعملٌ بما أرشد الله إليه لا يعدّ عقلاً للأمثال.
فليس كل من يعرف الأمثال يعقلها؛ إذ لا بد من الجمع بين التبصّر بها واتّباع الهدى الذي بينه الله عز وجل بهذه الأمثال ، فال تعالى: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}.
الأصلان الثالث والرابع فهما فعل الأوامر واجتناب النواهي :
وبهذين الأصلين يتحقق معنى التقوى، وتحصل الاستقامة؛ فإنّ الله تعالى قد أمر بما فيه الخير والصلاح ، ونهى عمّا فيه الشرّ والفساد؛ فمن أطاع الله بأن امتثل ما أمر الله به في كتابه واجتنب ما نهى عنه؛ فإنّه يُهدى بطاعته وإيمانه؛ ولا يزال يزداد من الهداية كلما ازداد طاعة لله تعالى وإيماناً به حتى يكتبه الله من المهتدين، كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)} ، وعمل الصالحات يشمل فعل المأمور به ، وترك المنهيّ عنه؛ وهما قوام الموعظة؛ فإنّ الموعظة ترغيب وترهيب يتضمّنان أمراً ونهياً .

س4: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
الإيمان بالقرآن له فضائل عظيمة منها :
1- أنّه يهدي المؤمن إلى التي هي أقوم في جميع شؤونه ،قال تعالى : (إن هذا القرآ يهدى للتى هى أقوم )

2- كلما ازداد المؤمن هداية بالقرآن زاد نصيبه من رحمته وبشاراته ، قال الله تعالى: {وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين}، وقال تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)} .
3- أنه أعظم هادٍ للمؤمن إلى ربّه جلّ وعلا، يرشده إلى سبيله، ويعرّفه بأسمائه وصفاته، وآثارها في أوامره ومخلوقاته، ويعرّفه بوعد الله ووعيده، وحكمته في خلقه وتشريعه، ويبيّن له كيف يتقرّب إليه، وكيف ينجو من سخطه وعقابه، وكيف يفوز بمحبّته وثوابه.

4- أنه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن ويرغّبه فيه؛ فتكون تلاوته ذكراً لله عز وجل، وعبادةً يثاب عليها؛ تزيد المؤمن إيمانا وتثبيتاً، وسكينة وطمأنينة، ويزداد بتدبّره والتفكّر فيه يقيناً بما أنزل الله فيه، وخلاصاً من كيد الشيطان وحبائله، وتذكراً ينفعه ويزكيه، ويهديه إلى ربّه ويقرّبه إليه.


5- يورث العبد الاستقامة والتقوى، وطهارة القلب وزكاة النفس، وصلاح الباطن والظاهر

س5: دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة .
الأدلة على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة كثيرة منها :
أولاً من الكتاب :
1- قوله تعالى : تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}.
2- قال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}.
3- قال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}.
4- قال تعالى: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}.
5- قال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا}.
6- قال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}.
7- قال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}.
8- قال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}.
ثانياً من السنة :
1- فى الصحيحين من حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» ، وفي رواية في صحيح البخاري: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».

2- قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.

3- مارواه البخارى معلقاً فى صحيحه ، ووصله في كتاب خلق أفعال العباد، ورواه أيضاً أبو داوود وأبو سعيد الدارمي ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم بإسناد صحيح من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: « إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: {ماذا قال ربكم}؟ فيقال: قال {الحق وهو العلي الكبير} » .

4- - ما رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد من حديث نيار بن مكرّم الأسلمي رضي الله عنه قال: (لمّا نزلت: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون} إلى آخر الآيتين، قال: خرج رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فجعل يقرأ: " بسم اللّه الرّحمن الرّحيم: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون (3) في بضع سنين} ؛ فقال رؤساء مشركي مكّة: يا ابن أبي قحافة، هذا ممّا أتى به صاحبك؟ قال: (لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه وقولُه).

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 رجب 1439هـ/31-03-2018م, 01:31 PM
عمرو سراج عمرو سراج غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 45
افتراضي المجموعة الأولى:

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
الإيمان بالقرآن من أصول الإيمان بالله , لا يصح إلا به قال تعالى :{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله} وقد توعد الله من لم يؤمن به بالعذاب المهين.

س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
1- اعتقادية :وهي المسائل التي تبحث في كتب الإعتقاد من أنَّ القرآن كلامُ الله تعالى منزَّل غير مخلوق، أنزله على نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأنّه مهيمنٌ على ما قبله من الكتب وناسخٌ لها وغيرها من المسائل .
2- الأحكام العَقَدِيَّة:وهي بيان ما يجب اعتقاده، وما يحكم ببدعته، وبيان درجة البدعة، وهل هي مكفّرة أو مفسّقة
3-مراعه آداب هل السنة والجماعة في البحث والسؤال.

س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.
الأول :الأمثال الصريحة وهي التي يصرّح فيها بلفظ المثل، كقول الله تعالى: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون}
لثاني :الأمثال الكامنة وهي التي تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه كقول الله تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }

س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن
الهدايه الى فضائل الاعمال و فى تلاوته وتدبره اجر عظيم و فلاح فى الدنيا والاخره وهو شفاء لما فى الصدور.

س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
أنَّ الله تعالى يتكلّم بحرف وصوت يُسمعه من يشاء كيف يشاء وأنّه هو تعالى المتكلّم بالتوراة والإنجيل والقرآن

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 رجب 1439هـ/31-03-2018م, 06:45 PM
محمد سيد محمد محمد سيد محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 59
افتراضي

المجموعة الأولى
س1 : بين وجوب الإيمان بالقرآن ؟
* ذكر الله تعالى في كتابه كثيرا من الآيات توضح هذا المعنى ومنها قوله تعالى { يا أيها الذين ءامنوا ءامنوا بالله ورسوله والكتاب الذى نزل على رسوله والكتاب الذى أنزل من قبل } ، وقوله تعالى { ءامن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل ءامن بالله وملائكته وكتبه ورسله }
* وفى السنة النبوية حديث جبريل المشهور عندما قال للنبى { صلى الله عليه وسلم } أخبرنى عن الإيمان ؟ قال { أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره }
* وبين سبحانه في كتابه أنه من لم يؤمن بالقرآن فهو كافر لقوله تعالى { ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون } .

س2 : بين أنواع مسائل الإيمان بالقرآن ؟
* قسّم العلماء مسائل الإيمان بالقرآن إلى نوعين :
1 - مسائل اعتقادية . 2 - مسائل سلوكية .
* فأما المسائل الاعتقادية مثل : أن القرآن كلام الله تعالى منزل غير مخلوق ، وأنه مهيمن على ما قبله من الكتب وناسخ لها ، وأن القرآن بدا من الله وإليه يعود ، وأن يحل حلاله ويحرم حرامه ويعمل بمحكمه ويرد متشابهه إلى محكمه ، ويكل ما لا يعلمه إلى عالمه .
* وأما المسائل السلوكية مثل : الانتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه ، وكيف يهتدى بالقرآن ، ويعقل أمثاله ، ويعرف مقاصدها ودلالاتها ، وكيف يكون التفكر والتدبر .

س3 : قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين ، اذكرهما ؟ ووضح كيف يكون عقل الأمثال أصلا للاهتداء بالقرآن ؟
* قسمى أمثال القرآن هما :
1 -أمثال صريحة ، وهى التى يصرح فيها بلفظ المثل ، قال تعالى { واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون }
2 - أمثال كامنة ، وهى التى تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه ، كما يأتى في قصص القرآن أو وصف لعمل وبيان لجزائه ، قال تعالى { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون }
* وعقل الأمثال من أعظم أسباب الاهتداء بالقرآن ، وذلك لأنه ما من أمر من أمور الدين يحتاجها المؤمن إلا وفى القرآن من الأمثال المضروبة المبينة للهدى فيها ما يكفى ويشفى .

س4 : دلل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن ؟
1 - أنه أعظم هاد للمؤمن إلى ربه جل وعلا ، يرشده إلى سبيله ، ويعرفه بأسمائه وصفاته .
2 - قال تعالى { وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين } فكلما ازداد المؤمن هداية بالقرآن زاد نصيبه من رحمته .
3 - أنه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن ويرغبه فيه .

س5 : بين عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة كلام الله تعالى ؟
* هو كلام الله تعالى بحرف وصوت يسمعه من يشاء من عباده ، قال تعالى { وكلّم الله موسى تكليما } وقال { ومن أصدق من الله قيلا } وغيرهما من الآيات .
وفى السنة ، عند البخارى ، قال رسول الله { صلى الله عليه وسلم } { ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ، ليس بينه وبينه ترجمان } وأيضا { إذا تكلم الله بالوحى سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان } .
* وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين ، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه ، قال تعالى { قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا } .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15 رجب 1439هـ/31-03-2018م, 08:51 PM
قيس سعيد قيس سعيد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 128
افتراضي

المجموعة الأولى:
ج1: هناك عدة أدلة من الكتاب والسنة في وجوب الإيمان بالقرآن:
أولا من الكتاب وقال تعالى:*{ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) } قال ابن جرير النور بمعنى القرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
كذلك من الادله من القرآن ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم *{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله}. والقرآن من هذه الكتب التى يجب الإيمان به.
ومن الادله قال تعالى:*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47)} وهذه الايه فيها وعيد شديد اليهود والنصارى بالإيمان بالقرآن بعد معرفتهم بما أنزل الله من قبل.
وكذلك بعض الآيات فيها التسميه بالكفر للذي لا يؤمن بالقرآن -*{لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) }. وهذا من الادله على وجوب الإيمان بالقرآن لأن الكفر عكس الإيمان.
من الآيات وقال تعالى:*{بل هم في شكّ من ذكري بل لمّا يذوقوا عذاب}.
والخلاصة من هذه الادله ان الذي لا يؤمن بهذا القرآن او شك فيه فقد توعد بالوعيد الشديد وتسمى بالكفر .
ج2: مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين:
أولا مسائل اعتقادية وهي المسائل التي تبحث في كتب الاعتقاد ويعني بها العلماء ما هو إعتقادك للقرآن اي ان القرآن كلام الله غير مخلوق نزل من عنده ويعود إليه أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وجوب الإيمان بالقرآن وإحلال حلاله واحرام حرامه ورد المتشابهه إلى المحكم والذي لا يعلمه يرجعه إلى عالمه.
النوع الآخر المسائل السلوكية وهي تدخل في اسم الإيمان بالقرآن لأن الإيمان قول وعمل واعتقاد كذلك المسائل السلوكية فيها قول وعمل واعتقاد ولكن العلماء اعتنوا في القرآن بالجانب العلمي وذلك لحاجة البيان لتصحيح الإعتقاد بالقرآن لأنه الأصل التي تبنى عليه الأحكام. أما علماء السلوك فقد اعتنوا بالجانب المعرفي والجانب العملي المراد المعرفي ما يتعلق بالمعارف والحقائق المفيد لليقين. والعملي المراد به ما يتعلق بعمل القلب وعمل الجوارح لذلك أخذوا جانب التدبر والتفقه بالقرآن وأخذ المواعظ والهدايات وترقيق القلوب.
ج3: قسموا العلماء الأمثال إلى نوعين:
-امثال صريحه وهي التي يصرح باللفظ المثل الدليل كقول الله تعالى:*{واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون}*فهذا فيه تصريح بالمثل.
- الأمثال الكامنه هذا ضرب المثل من غير تصريح بلفظ المثل مثل ذكر الله لبعض القصص والأخبار وفيها بيان الجزاء والوعيد وهذا يدل على الذي يفعل هذا الفعل يتحصل نفس الجزاء بدون التصريح باللفظ والدليل {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)}ذكر الله في الايه بأنه مثل بدون التصريح بالمثل.
وهذه الامثله في القرآن من الأسباب الباعثه للهدايه والثبات على الطريق الصحيح لأنها مثل البصائر والبيانات الواضحات التي من خلالها يستطيع المؤمن معرفتها وتصورها بطريقه سهله وكأنها حقيقه أمامه مما ترشده وتبصره بالعواقب وهي من أحسن وسائل التعليم لأنها تعرف المعاني بطريقه سهله وموجزه فيثمر في قلب المؤمن الخشيه والانابه والتصديق بالوعد والوعيد والرغبة بالعمل بما أمر الله والخشيه والحذر من الوقوع في ما نهى عنه الله فيزداد قلب العبد يقين وقرب إلى الله فتزكى نفسه ويتطهر قلبه ويصلح عمله وحسن عاقبته.
ج4: - من فضائل الإيمان بالقرآن هداية المؤمن إلى ربه من خلال ترشيد القرآن إلى سبيل الله ومعرفة أسمائه وصفاته ومعرفة أوامره التي تجلب محبته ومعرفة نواهيه التى تبعد العبد عن سخطه ومعرفة الوعد والوعيد ولماذا خلق الخلق وكيفية عبادة المؤمن ربه والطريق الصحيح لأقرب منه.
- سبب في هداية المؤمن إلى ما فيه صلاح في جميع شؤون حياته في الدنيا والآخرة علمه من علمه وجهله من جهله.
- من فضائل الإيمان بالقرآن يحث المؤمن على قراءته والتدبر فيه فتكون تلاوته ذكرا لله وثوابا واجرا للعبد فيثمر في قلبه الإيمان والثبات والتدبر والتفكر وتزكية النفس والهدايه والتطهير للقلب فيقربه ذلك من الله ويصلح عمله وعاقبته.
ج5: -عقيدة أهل السنه الجماعه في إثبات صفة الكلام لله أنهم يثبتونها بما يليق بجلال الله وعظمته وأنه يتكلم بحرف وصوت يسمعه من يشاء وهو المتكلم بالتوراه والإنجيل والقرآن وكلامه صفه من صفاته لم يزل الله متكلما إذا شاء يتكلم بمشيئته وقدرته متى شاء وكيف شاء يقول شيخ الإسلام ابن تيميه (قال أئمة السنه لم يزل الله متكلما كيف شاء وبما شاء) وكلامه لا يشبه المخلوقين وكلماته لا يحيط بها مخلوق ولا تنفد ولا تنقص قال تعالى *{ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)}، وصفة الكلام لله صفة ذاتيه باعتبار نوعها وفعليه باعتبار آحد كلامه جل وعلا.
ومن أدلة أهل السنه والجماعه على إثبات صفة الكلام لله من الكتاب والسنه:
إما من الكتاب قال تعالى{ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}
-وقال تعالى:*{ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}.
إما من السنه حديث عدي ابن حاتم «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».صحيح البخاري
-قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك:« ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى »*متفق عليه.*
والآيات والأحاديث كثيره ومتظافره في إثبات صفة الكلام لله.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 رجب 1439هـ/31-03-2018م, 10:09 PM
ماجد أحمد ماجد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 135
افتراضي

المجموعة الأولى


س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
الإيمان بالقرآن وبسائر الكتب التي أنزلها الله على عباده المرسلين أحد أركان الإيمان الستة وأصل من أصوله التي لا يقوم إيمان العبد إلا بها، فالإيمان بالقرآن كله واجب اعتقادا وقولا وعملا، وأن كل ما فيه حق، والآيات في الأمر بالإيمان بالقرآن وبما أنزل الله من كتاب كثيرة مستفيضة في كتاب الله، فمنها:
قال الله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}.
وقال تعالى:{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
وقال الله تعالى لنبيه:{وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍويدخل في ذلك الإيمان بالقرآن دخولا أوليٍّا.
وقال تعالى:{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136)فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(137)}
وقال الله تعالى فيما أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم:{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله}.
وما ورد في حديث جبريل المشهور أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن الإيمان؟ قال:"أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"رواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ومن كفر بحرف واحد من القرآن فقد كفر به كله، ومن لم يؤمن بالقرآن فهو كافر متوعّد بالعذاب الشديد؛ كما قالالله تعالى:{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَالْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِمَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (47) وَمَاكُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًالَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَأُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ(49)}
وقال تعالى:{ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا}
وقال تعالى:{وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍوَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}
فسماهم باسم الكفر .
وتوعَّدَ اللهُ اليهودَ والنصارى بالوعيد الشديد إذا لم يؤمنوا بالقرآن بعد معرفتهم بما أنزل الله من قبل؛ فقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا}
وقال تعالى:{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}
ولا يجوز الشك بشيء مما في القرآن،قال تعالى:{بل هم في شكّ من ذكري بل لمّا يذوقوا عذاب}.
كما لا يجوز الإيمان ببعض القرآن والكفر ببعضه كما قال تعالى: {أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون*أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون}.
فدلَّت هذه الآيات دلالة بيّنة على وجوب الإيمان بالقرآن، وأنّ من لم يؤمن به أو شك فيه فهو كافر بالله، عدوّلله، متوعَّد بالعذاب الشديد.

س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن.
مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين :
النوع الأول: مسائل اعتقادية، ويُعنى فيها مايجب اعتقاده في القرآن، وأصلُ ذلك الإيمانُ بأنَّ القرآن كلامُ الله تعالى منزَّل غير مخلوق، أنزله على نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأنّه مهيمنٌ على ما قبله من الكتب وناسخٌ لها، وأنَّ القرآن بدأ من الله عزَّ وجلَّ وإليهِ يعودُ، وأنْ يؤمنَ بما أخبر الله به عن القرآن وما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يعتقد وجوبَ الإيمانِ بالقرآن، وأن يُحلَّ حلالَه ويحرِّمَ حرَامه ويعمَل بمُحْكَمِه ويردَّ متشابهه إلى محكمه، ويكلَ ما لا يعلمه إلى عالمه.
وقد أفاضَ علماء أهل السنة في كتبهم المؤلفة في الاعتقادبحث تلك المسائل وقسموها إلى: أحكامٍ، وآداب:
والمقصود بالأحكام هنا، الأحكام العَقَدِيَّة، كبيان ما يجب اعتقاده،وما يحكم ببدعته، وبيان درجة البدعة، وهل هي مكفّرة أو مفسّقة، ونحو ذلك من الأحكامالعقدية.
والمراد بالآدابِ، أن يدرس تلكالمسائل على منهج أهل السنة والجماعة في التلقّي والاستدلال، وفي بحث تلك المسائل،وأن يراعي آدابهم في البحث والسؤال، والدراسة والبيان، والتعليم والتأليف،والمناظرة والردّ على المخالفين، إلى غير ذلك من الآداب الواجبة في بحث مسائل الاعتقاد في القرآن.

والنوع الثاني: مسائل سلوكيّة، وهي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع ببصائر القرآنوهداياته ومواعظه، وكيف يستجيب لله تعالى ، ويهتدي بما بيّنه في كتابه، ويعقل أمثالالقرآن، ويعرف مقاصدها ودلالاتها، ويعرف كيف يكون التبصُّر والتذكُّر، والتدبُّروالتفكُّر، ويعرف علامات الهداية والضلال في هذا الباب.
وعلم السلوك يُعنى بأصلين مهمين:
الأصل الأول: البصائر والبينات، وهو قائمٌ على العلمِ، ومثمِرٌلليقين، قال الله تعالى:{قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ}.
وقال تعالى:{هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.
والأصل الثاني:اتبَّاع الهدى، وهو قائمٌ على الإرادة والعزيمة ومثمرٌ للاستقامة والتقوى، ويعنى بالجانب العملي وهو الطاعة والامتثال، فيأتي مايؤمر به، ويجتنب ما ينهى عنه، ويفعل ما يوعظ به، قال تعالى: {فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.

س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلَا للاهتداء بالقرآن.
قسّم أهل العلم أمثال القرآن إلى قسمين:
القسم الأول:الأمثال الصريحة، وهي التي يصرَّحُ فيها بلفظ المثل،كقول الله تعالى: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلونفهذه الآية صُرِّحَفيها بلفظ المثل، فهو مثل صريح.
القسم الثاني: الأمثالالكامنة،وهي التي تفيد معنى المثل من غير تصريحبلفظ،
فليس كل مثل في القرآن يصرح فيه بلفظالمثل، ومما يدلّ على ذلك قول اللهتعالى:{لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}فالمثل هنا يؤخذ من مكنون النص ودلالته.
وأما عن كيف يكون عقل الأمثال أصلا للهداية بالقرآن:
ذلك أن ضرب الأمثال في القرآن من أساليب بيان الحق الذي جاءت به الرسل لهداية الخلق، ودعوتهم إلى عبادة الله وحده, والانقياد لطاعته، وتقريب المراد للأفهام وهو من أحسن من وسائل التعليم؛ لأنّ المثل يقرِّب المعانيَ الكثيرة بألفاظوجيزة؛ يسهل تصوّرها واعتبارها؛ وتظهر كثيراً من حِكَم الأمرِ والتقدير؛ ويتبصّربها المؤمن فيفقه مقاصدها؛ ويعرف إرشادها؛ فتثمر في قلبه ما تثمر من المعرفة الحسنةوالتصديق الحسن والخشية والإنابة والرغبة والرهبة واليقين؛ وكل ذلك يورثه زكاة نفسهوطهارة قلبه وصلاح عمله وحسن عاقبته بإذن الله تعالى، قال تعالى: {ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون}، وقال تعالى: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون} وهذا هو المقصود من الأمثال التذكر والتعقل والاعتبار واتباع الهدى، فمن حدا عن سبيل التعقل والتبصر ضل وخسر كما قال سبحانه: {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} فمن اقتصر على فهم الأمثال دون أن يعقلها لم يفلح؛ لأن الفهم المجرد لا يغني عن التعقل بالبصائر والعمل بالهدى والنور، فشتان بين الفهم والتعقل.

س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن.
الإيمان بالقرآن له فضائل عظيمة،ذلك أن القرآن أعظم هادٍ ومرشد للمؤمن إلى ربّه جلّوعلا، وأقوم له في جميع شؤونه، والأجر الوفير في تلاوته، والشفاء لما في الصدور؛ فكلّ تلكالفضائل لا ينالها إلا من آمن بالقرآن، وعلى قدر إيمان العبد بالقرآن يكون نصيبه منفضائله،فمن الأدلة:
قال تعالى: {وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين}
وقال تعالى:{تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ*هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}
وقال الله تعالى:{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَافُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ}
وقال تعالى:{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُالظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}
وقالتعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْجَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ*قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}
وقال تعالى:{مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍوَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}

س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام لله تعالى .
عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام لله سبحانه هي إثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
فقد أثبت الله لنفسه سبحانه وتعالى الكلام على ما يليق بجلاله وعظمته فقال جل وعز:
{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}
وقال تعالى:{وكلم الله موسى تكليما}
وقال تعالى:{ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}
وقال تعالى:{يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}
وقال تعالى:{ومن أصدق من الله قيلا}
وقال تعالى:{وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}
وقال تعالى:{ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}
وقال تعالى:{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَالْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}
ففي هذه الآيات دلائل بيّنة على تكلّم الله تعالى، وأنّ كلامه بحرف وصوت يسمعه من يشاء من عباده.
وفي السنة أدلّة كثيرة على إثبات الكلام لله تعالى:
فعن عديّ بنحاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مامنكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان" متفق عليه.
وعن عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك:"ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى" متفق عليه.
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه موقوفا قال:"إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرونسجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: {ماذا قال ربكم}؟ فيقال: قال {الحق وهو العلي الكبير}".
وقد دلَّت النصوصُ على أنَّ الله تعالى يتكلّم بحرف وصوت يُسمعه من يشاء، وأنّه هوتعالى المتكلّم بالتوراة والإنجيل والقرآن وغير ذلك من كلامه تباركوتعالى.
وكلامُ الله تعالى صفة من صفات الكمال له سبحانه ذاتية فعلية باعتبارين:
باعتبار أصل الصفة ذاتية؛ لأن الله لميزل ولا يزال متكلماً إذا شاء.
وباعتبار آحاد الكلام فعلية؛ لأن الكلام متعلق بمشيئته سبحانه.
وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين {ليس كمثله شيء} وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه {ولا يحيطون به علما} ولا تنفد ولا تنقضي ؛كماقال الله تعالى:{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًالِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}
وقال تعالى:{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.


والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليما

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 رجب 1439هـ/1-04-2018م, 01:20 AM
فيصل الغيثي فيصل الغيثي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 174
افتراضي

المجموعة الأولى:

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
ج١/ قول الله تعالى لنبيه:*{ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ}،*ويدخل في ذلك الإيمان بالقرآن دخولا أوليٍّا.
والإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان لا يصحّ الإيمان إلا بها؛ كما في حديث جبريل الطويل أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن الإيمان؟ قال:*«أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره»*رواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.*

ومن لم يؤمن بالقرآن فهو كافر متوعّد بالعذاب الشديد؛ كما قال الله تعالى:*{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (47) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)}

س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان
بالقرآن؟*
ج٢/
مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين كبيرين ينبغي أن يكون طالب العلم على معرفة حسنة بهما:
النوع الأول: مسائل اعتقادية
والنوع الثاني: مسائل سلوكيّة

فأمّا المسائل الاعتقادية*فهي المسائل التي تُبحَث في كتب الاعتقاد، ويُعنى فيها العلماءُ بما يجب اعتقاده في القرآن، وأصلُ ذلك الإيمانُ بأنَّ القرآن كلامُ الله تعالى منزَّل غير مخلوق، أنزله على نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور،*
النوع الثاني فهو في المسائل السلوكية المتعلقة بالإيمان بالقرآن
وهي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه، وكيف يستجيب لله تعالى ، ويهتدي بما بيّنه في كتابه، ويعقل أمثال القرآن، ويعرف مقاصدها ودلالاتها، ويعرف كيف يكون التبصُّر والتذكُّر، والتدبُّر والتفكُّر، ويعرف علامات الهداية والضلال في هذا الباب.

وهذه المسائل السلوكية*العظيمة*داخلة في اسم الإيمان بالقرآن؛ فإنَّ الإيمانَ قولٌ وعملٌ واعتقاد، ومسائل السلوك منها مسائل اعتقادية، ومسائل قولية، ومسائل عملية، لكن غلب على العلماء في كتب الاعتقاد بحث المسائل العلمية لشدّة الحاجة إلى بيان ما يصحّ به الاعتقاد في القرآن إذ هو الأصل الذي تُبنى عليه مسائل السلوك والأحكام،

س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.*

ج٣/قسّم أهل العلم أمثال القرآن إلى أمثال صريحة وأمثال كامنة.*
- فالأمثال الصريحة*هي التي يصرّح فيها بلفظ المثل،كقول الله تعالى:*{واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون}*فهذه الآية صُرِّحَ فيها بلفظ المثل؛ فهو مثل صريح.*
- والأمثال الكامنة*هي التي تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه.
فليس كل مثل في القرآن يصرح فيه بلفظ المثل؛ فإذا ذكر الله عزّ وجلّ*خبراً من الأخبار أو*قصة من القصص أو المشتملة على مقصد ووصف لعمل وبيان لجزائه؛ فإنَّ هذا مَثَلٌ قد اكتملت أركانُه، فمن فعَل فعْل أولئك فإنَّه ينالُ من جنس جزائهم؛ ولو لم يصرَّح فيه بلفظ المثل
أن عقل الأمثال من أعظم أسباب الاهتداء بالقرآن؛ وهو معنى واسع جداً؛ لأن الله قد ضرب في القرآن من كلّ مثل؛ فما من أمر من أمور الدين يحتاجها المؤمن إلا وفي القرآن من الأمثال المضروبة المبيّنة للهدى فيها ما يكفي ويشفي.
وقد قيل: (ما كسب أحد شيئاً أفضل من عقل يهديه إلى هدى أو يردّه عن رَدَى).*



س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .

ج٤/والإيمان بالقرآن له فضائل عظيمة منها:
١-أنه أعظم هادٍ للمؤمن إلى ربّه جلّ وعلا، يرشده إلى سبيله، ويعرّفه بأسمائه وصفاته، وآثارها في أوامره ومخلوقاته، ويعرّفه بوعد الله ووعيده، وحكمته في خلقه وتشريعه، ويبيّن له كيف يتقرّب إليه، وكيف ينجو من سخطه وعقابه، وكيف يفوز بمحبّته وثوابه.
٢-*أنّه يهدي المؤمن إلى التي هي أقوم في جميع شؤونه، فما من حالة يكون فيها المؤمن إلا ولله تعالى هدى يحبُّ أن يتّبع فيه.


٣-*أنه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن ويرغّبه فيه؛ فتكون تلاوته ذكراً لله عز وجل، وعبادةً يثاب عليها؛ تزيد المؤمن إيمانا وتثبيتاً، وسكينة وطمأنينة، ويزداد بتدبّره والتفكّر فيه يقيناً بما أنزل الله فيه، وخلاصاً من كيد الشيطان وحبائله، وتذكراً ينفعه ويزكيه، ويهديه إلى ربّه ويقرّبه إليه.*




س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
ج٥/ اهل السنة والجماعة يثبتون ما اثبته الله لنفسه او اثبته له رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه

قال الله تعالى:*{ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}، وقال تعالى:*{وكلم الله موسى تكليما}، وقال تعالى:*{ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}،*
ففي هذه الآيات دلائل بيّنة على تكلّم الله تعالى، وأنّ كلامه بحرف وصوت يسمعه من يشاء من عباده،*وفي السنة أدلّة كثيرة على تكلم الله تعالى:*
- منها:*حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*« ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة»*متفق عليه، وفي رواية في صحيح البخاري:*«ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 16 رجب 1439هـ/1-04-2018م, 11:30 AM
خليل عبد الرحمن خليل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 238
افتراضي

المجموعة الأولى:

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
الإجابة :
الإيمان بالقرآن واجب لأنه أصل من أصول الإيمان لا يصح الإيمان إلا بها ، قال الله تعالى ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ) ، وجاء في حديث جبريل الطويل – الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه - أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : فأخبرني عن الإيمان ؟ قال : " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره " رواه مسلم .
ومن لم يؤمن بالقرآن فهو كافر متوعد بالعذاب الشديد ، قال تعالى ( وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99) .
وتوعد الله اليهود والنصارى بالوعيد الشديد إذا لم يؤمنوا بالقرآن بعد معرفتهم بما أنزل الله من قبل ،قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47) ، وقال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) – سماهم باسم الكفر- (لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) .
والآيات عديدة في الدالة على وجوب الإيمان بالقرآن إيمانا جازما لا شك فيه ، وكفر من لم يؤمن به ، متوعد بالعذاب الشديد .

س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
الإجابة :
مسائل الإيمان بالقرآن نوعان عامان كبيران هما :
الأول / مسائل اعتقادية : يعنى فيها العلماء بما يجب اعتقاده في القرآن ، وأصل ذلك الإيمان بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق ، أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هدى للناس ، ناسخ لما قبله من الكتب ، والإيمان بأخباره ، معتقدا وجوب الإيمان به ، محلا لحلاله ، ومحرما لحرامه ، عاملا بمحكمه ، راداً متشابهه إلى محكمه ، واكلا مالا يعلمه إلى الله .
الثاني / مسائل سلوكية : وهي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه ، وعقل أمثاله ، ومعرفة مقاصدها ودلالاتها ، ومعرفة الهداية وعلاماتها ، والضلال وسبله وأسبابه .

س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلا للاهتداء بالقرآن.
الإجابة :
القسم الأول / الأمثال الصريحة : التي يصرّح فيها بلفظ المثل ، كقول الله تعالى : (واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون )
القسم الثاني / الأمثال الكامنة : التي تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه . فما اكتملت أركان المثل فيه من بيان مقصد ووصف عمل وبيان جزاء ، فهو مثل ، من فَعل فِعل أولئك فإنه ينال من جنس جزاءهم ، ويدل على ذلك قول الله تعالى (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) ) حيث سمى ما ذكر في صدر الآية مثلاً مع عدم ورود لفظ المثل فيه .
والمقصود أن عقل الأمثال من أعظم أسباب الاهتداء بالقرآن ، والمعنى واسع جدا ، لأن الله قد ضرب في القرآن من كل مثل ، في أمور الدين التي يحتاجها المؤمن مبينة للهدى فيها بيانا كافيا شافيا .

س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
الإجابة :
للإيمان بالقرآن فضائل عظيمة منها :
- أنه أعظم هادٍ للمؤمن إلى ربه جل وعلا ، مرشد إلى السبيل القويم ، معرف بأسماء الله وصفاته ، ووعده ووعيده ، وحكمته في خلقه ، وتشريعه ، مبينا سبل التقرب إلى الله ، والنجاة من سخطه ، والفوز بمحبته وثوابه .
- أنه هادٍ للمؤمن في جميع شؤونه ، مبيناً للهدى في كل حال من أحواله ، وهداياته مقترنة بالرحمة والبشرى ، وكلما ازداد المؤمن هداية بالقرآن زاد نصيبه من رحمته وبشاراته .
- أنه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن ويرغّبه فيه ؛ فتكون تلاوته ذكراً لله ، وعبادة ، زيادة في الإيمان والتثبيت ، والسكينة والطمأنينة ، واليقين بما أنزل الله فيه ، والخلاص من كيد الشيطان وحبائله .

س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
الإجابة :
عقيدة أهل السنة والجماعة هي : أن الله يتكلم بحرف وصوت يسمعه من يشاء ، هو المتكلم بالتوراة والإنجيل والقرآن وغير ذلك من كلامه تبارك وتعالى .
كلام الله صفة من صفاته ، لم يزل متكلما إذا شاء ، بما شاء ، متى شاء ، كيف يشاء .
وصفة الكلام صفة ذاتية باعتبار نوعها ، وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه جل وعلا . لا يشبه كلام المخلوقين .
كلماته لا يحيط بها أحد من خلقه ، ولا تنفد ولا تنقضي ، قال تعالى : (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) )

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 16 رجب 1439هـ/1-04-2018م, 09:37 PM
الصورة الرمزية أنس بن محمد بوابرين
أنس بن محمد بوابرين أنس بن محمد بوابرين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
الدولة: مراكش المغرب
المشاركات: 619
افتراضي

(الأسبوع السادس عشر)
المجموعة الأولى:

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
أما الإيمان بالقرآن فأصل من الأصول التي لايصح الإيمان إلا بها ، يدل على ذلك قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}. وقوله ( آمِنُوا) أمر مقتضاه الوجوب .
وقوله سبحانه { فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) } وقد بين إمام المفسرين أبو جعفر رحمه الله أن المراد بالنور هنا القرآن .
وقوله سبحانه إخبارا عن حال النبي الأمين وصحبه الطيبين {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله}.
وفي حديث جبريل الطويل قال :فأخبرني عن الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره» رواه مسلم.
ومن لم يؤمن بالقرآن أو شك فيه فهو متوعد بالعذاب الشديد ، معرض نفسه لعقوبة الرب جل وعلا كما قال سبحانه { وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5)}. وقوله سبحانه {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)}.وقوله تعالى {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28)}.


س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين :
النوع الأول: مسائل اعتقادية
وهي المسائل التي تهم جانب المعتقد في القرآن ،ومابُثَّ في كتب الإعتقاد من الأصول ذات الصلة بهذا الجانب ككون القرآن كلام الله تعالى على الحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البرية ،منه بدأ وإليه يعود ،أنزله على نبيه وحيا ، وجعله مهيمنا على سائر الكتب ، ناسخ لها، وأوجب على العباد الإيمان به وتحليل حلاله وتحريم حرامه ، وأن يعمل بمحكمه ، ويؤمن بمتشابهه ، ويكل علم مالا يعلمه إلى الله .
والنوع الثاني: مسائل سلوكيّة

فأمّا المسائل الاعتقادية فهي المسائل التي تُبحَث في كتب الاعتقاد، ويُعنى فيها العلماءُ بما يجب اعتقاده في القرآن، وأصلُ ذلك الإيمانُ بأنَّ القرآن كلامُ الله تعالى منزَّل غير مخلوق، أنزله على نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأنّه مهيمنٌ على ما قبله من الكتب وناسخٌ لها، وأنَّ القرآن بدأ من الله عزَّ وجلَّ وإليهِ يعودُ، وأنْ يؤمنَ بما أخبر الله به عن القرآن وما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يعتقد وجوبَ الإيمانِ بالقرآن، وأن يُحلَّ حلالَه ويحرِّمَ حرَامه ويعمَل بمُحْكَمِه ويردَّ متشابهه إلى محكمه، ويكلَ ما لا يعلمه إلى عالمه. وهذه المسائل وغيرها جعلوها قسمين:أحكام وآداب.
فأما الأحكام فكبيان مايجب اعتقاده ، ومايحكم ببدعته ،ونحوذلك من الأحكام العقدية.
وأما الآداب مايلزم مراعاته في تعلم مسائل الإعتقاد ، من حسن البحث والسؤال ، والدراسة والبيان ، وترك المراء في القرآن، وسلوك منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال ،إلى غير ذلك من الآداب الواجبة في بحث مسائل الاعتقاد في القرآن.


س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.
أمثال القرآن قسمان : أمثال صريحة وأمثال كامنة.
- فالأمثال الصريحة هي التي يصرح فيها بلفظ المثل، كقول الله تعالى: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون} .
- والأمثال الكامنة وهي الأمثلة القياسية التي لم يصرح فيها بلفظ المثل ولكنها تفيد معناه،كقول الله تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)}. ويعد الإمام الزركشي في كتابه «البرهان في علوم القرآن» ممن اعتنى بهذا النوع وأفاض فيه .
ومامن شك أن عقل الأمثال أوسع من مجرد إدراك معانيها وقد قيل: (ما كسب أحد شيئاً أفضل من عقل يهديه إلى هدى أو يردّه عن رَدَى)، وذلك أن من عقلها فتح الله بصيرته ، وألهمه مسالك الإهتداء ، ووفقه للإعتبار ، ومنّ عليه بالإتعاظ . ولنضرب لذلك شاهدا من التنزيل نكشف به مايحدثه المثل في كتاب الله من وجوه الإهتداء؛ يقول سبحانه :{يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74)} فمن عقل عن الله ماضربه في هذا المثل عظم يقينه بربه ، لتبينه عظمة التوحيد ، وشهود الأدلة عليه ، ووهَن الشركاء ، وبطلان الشرك ودعوى المشركين ، وعلم أن مردَّ الشرك ضعف العلم بالله وسوء الظن به سبحانه ، فهذا التبين يثمر لصاحبه أثرا يزداد به يقينا بالله سبحانه، وبصيرة في دينه.


س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
قال الله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}
وقال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
وقال تعالى: {مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)}.
فهذه الآيات وغيرها دالة على أن الإيمان بالقرآن من أعظم ما ينتظم به العبد في مدارج الإهتداء ، ويثبته في درب السلوك على درب الإستقامة والتقوى، فينير الله بصيرته ،ويطهر قلبه ،ويفتح قلبه وعقله لأبواب من البصائر والبينات، والمعارف والحقائق.



س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
أهل السنة والجماعة على أن الله تعالى تكلم بمايليق بجلاله ، وعظيم سلطانه ، وكلامه سبحانه بحرف وصوت يسمعه من يشاء من عباده، وأنّه هو تعالى المتكلّم بالتوراة والإنجيل والقرآن وغير ذلك من كلامه تبارك وتعالى.
وكلامُ الله تعالى صفة من صفاته؛ لم يزل الله متكلماً إذا شاء، يتكلّم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيف يشاء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لم يزلِ اللهُ متكلماً كيف شاء وبما شاء)ا.هـ.
ولذلك فإنَّ صفة الكلام لله تعالى صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعلية باعتبار آحادِ كلامه جلّ وعلا.
وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضي .قال الله تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}، وقال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}، وقال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}، وقال تعالى: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}، وقال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا}، وقال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}، وقال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}، وقال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}.
وفي السنة أدلة كثيرة على تكلم الله تعالى:
- منها: حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه، وفي رواية في صحيح البخاري: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».
- ومنها: قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.
- ومنها: حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: « إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: {ماذا قال ربكم}؟ فيقال: قال {الحق وهو العلي الكبير} » وهذا الحديث علقه البخاري في صحيحه، ووصله في كتاب خلق أفعال العباد، ورواه أيضاً أبو داوود وأبو سعيد الدارمي ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم بإسناد صحيح.
- ومنها: حديث نيار بن مكرّم الأسلمي رضي الله عنه قال: (لمّا نزلت: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون} إلى آخر الآيتين، قال: خرج رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فجعل يقرأ: " بسم اللّه الرّحمن الرّحيم: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون (3) في بضع سنين} ؛ فقال رؤساء مشركي مكّة: يا ابن أبي قحافة، هذا ممّا أتى به صاحبك؟
قال: (لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه وقولُه). رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد.
والأدلة على إثبات صفة الكلام لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته كثيرة.
{ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)}
وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)}.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 18 رجب 1439هـ/3-04-2018م, 12:51 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي


*؛* مجلس مذاكرة
مسائل الإيمان بالقرآن
*؛*

( القسم الأول )

أحسنتم جميعا بارك الله فيكم ونفع بكم .
ونشير إلى
أنّ التأني في قراءة المادة وتلخيص جميع ما جاء فيها؛ يجعل المسألة لديكم أكثر وضوحا، وإجابتكم أكثر شمولا لعناصر المسألة، فلا يفوتكم منها شيء كما التمسنا ذلك من إجابة البعض منكم، وهذه الطريقة تعتبر تطبيقا عمليا لتلخيص المسائل من كلام أهل العلم، فاحرصوا على ذلك وفقكم الله .


المجموعة الأولى :

1- الطالب : خالد العابد أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س3 : اختصرت في الشق الثاني من السؤال .
س5 : لا ينبغي اغفال الدليل خاصة في المسائل العقدية .

2- الطالب : محمد العبد اللطيف أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س2 : فاتك تفصيل كل نقطة وذكر ما تفرّع عنها .

3- الطالب : عمرو سراج ج+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س1 :
اختصرت فيه جدا وراجع جواب الطالب ماجد .
س2 : فاتك التكلم عن المسائل السلوكية .
س3 : فاتك الجواب عن الشق الثاني من السؤال .
س4- س5 : اختصرت فيهما جداً وفاتك الاستدلال عليهما .

4- الطالب : محمد سيد ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س1 : اختصرت فيه ويمكنك مراجعة جواب الطالب ماجد .

س2 : فاتك تفصيل كل نقطة وذكر ما تفرّع عنها .
س3 : اختصرت جواب الشق الثاني .
س4- س5 : اختصرت جدا فيهما .

5- الطالب: قيس سعيد أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س2 :
فاتك تفصيل كل نقطة وذكر ما تفرّع عنها .
س4 : فاتك الاستدلال على كل نقطة .

6- الطالب : ماجد أحمد أ+
أحسنت وأجدت بارك الله فيك وسددك.

7- الطالب : فيصل الغيثي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س3 : اختصرت في الشق الثاني .

س4 : فاتك الاستدلال على كل نقطة .
س5 :أحسنت باستدلالك على قولك ولكنك اختصرت الجواب جدا ويمكنك مراجعة جواب الطالب ماجد .

8- الطالب : خليل عبد الرحمن ج+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

س2 : فاتك تفصيل كل نقطة وذكر ما تفرّع عنها .
س3 : اختصرت جدا في الشق الثاني .

س4 : فاتك الاستدلال على كل نقطة .
تم خصم نصف درجة على التأخير .

9- الطالب : أنس بوابرين ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س2 : لم تفصّل القول في المسائل السلوكية ولم تذكر ما تفرع عنها .
تم خصم نصف درجة على التأخير .

المجموعة الثانية :

10 - الطالب : حسن صبحي أ+
أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.

-- نفع الله بكم وزادكم توفيقا وسدادا ---

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 19 رجب 1439هـ/4-04-2018م, 03:04 AM
عبد الرحمن الحربي عبد الرحمن الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 46
افتراضي

المجموعة الأولى:

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
ج : من الأدلة على ذلك : قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}.
وقوله لنبيه :(وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ}
وقوله ﷺ في حديث جبريل : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره»

س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
مسائل الإثنان في القران تأتي على نوعين :
النوع الاول : مسائل اعتقادية : فهي المسائل التي تُبحَث في كتب الاعتقاد، ويُعنى فيها العلماءُ بما يجب اعتقاده في القرآن وتقسم هذه المسائل إلى أحكام وآداب :
فالأحكام : المراد بها الأحكام العقدية
والآداب : منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال وبحث المسائل.


والنوع الثاني : المسائل السلوكية : وهي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه، وكيف يستجيب لله تعالى ، ويهتدي بما بيّنه في كتابه، ويعقل أمثال القرآن، ويعرف مقاصدها ودلالاتها، ويعرف كيف يكون التبصُّر والتذكُّر، والتدبُّر والتفكُّر، ويعرف علامات الهداية والضلال في هذا الباب.
وعلم السلوك يُعنى بأصلين :
الأول : البصائر والبيانات: وهو الجانب العلمي قال تعالى {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}
والثاني : اتباع الهدى : ويعنى بالجانب العملي وهو الطاعة والامتثالوقد جمعهما الله تعالى في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ}

س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.
القسمان هما :
1- الأمثال الصريحة هي التي يصرّح فيها بلفظ المثل، كقول الله تعالى: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون} فهذه الآية صُرِّحَ فيها بلفظ المثل؛ فهو مثل صريح
2- والأمثال الكامنة هي التي تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه.
مثالها : لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }

وعقل هذه الامثال من أعظم سبل الاهتداء لأن الله قد ضرب في القرآن من كلّ مثل؛ فما من أمر من أمور الدين يحتاجها المؤمن إلا وفي القرآن من الأمثال المضروبة المبيّنة للهدى فيها ما يكفي ويشفي .

س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
من الأدلة على فضل الإيمان بالقرآن :
أنّه يهدي المؤمن إلى التي هي أقوم في جميع شؤونه كما قال الله تعالى: {وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين}، وقال تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}

س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
أن كلام الله صفة من صفاته التي تليق به لا تشابه كلام المخلوقين وأنه تعالى تكلّم بحرف وصوت وأنه لم يزل متكلماً كيف شاء متى شاء فهي صفة ذاتية باعتبار نوعها وفعلية باعتبار آحادها

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 25 رجب 1439هـ/10-04-2018م, 12:08 AM
خالد شوقي خالد شوقي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 80
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:


إجابة السؤال الأول (
بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟) :

يتحقق الإيمان بالقرآن بالاعتقاد والقول والعمل
فالاعتقاد أن يصدق أنه كلام الله عزوجل الذي " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد "
وأنه محفوظ بحفظ الله جلا وعلا " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
وأنه كلام الله منزل غير مخلوق "تنزيل من رب العالمين "
وأن يعتقد بوجوب ما فيه فيحل ما أحل ويحرم ما حرم
وأن يعتقد بوجوب الحكم به على كل المستويات من الدولة حتى الأسرة "فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهوائهم " "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"
وأن يعتقد بصدق آياته وحروفه فلا يؤمن ببعض ويكفر ببعض ويختار ما يناسب هواه
وأن يعتقد انه الأعلى والأصدق فيكفر بجميع ما يعارض كتاب الله من قول أو تشريع
والقولي : أن يقول ما يؤكد اعتقاده ذلك وأن يتلو كلامه تصديقا وتعبدا ويحفظه في صدره ما استطاع
والعملي : أن يعمل بما فيه فيتبع أمره وينتهي عن نهيه ويقيم احكامه إن كان من ذوي السلطان
فمن جمع هذه الثلاث فهو ممن اتبع رضوان الله عزوجل "قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور
بإذنه ويهديهم الى صراط مستقيم " وهو ممن يحسن الله عزوجل خاتمته فيموت على دين الإسلام ويحفظه من الكفر قال تعالى " وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله"

إجابة السؤال الثاني (
بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة)

من المهم أن يعرف المسلم مسائل الاعتقاد في القرآن الكريم حتى يصحح عقيدته فيكون على بينة وبرهان ولا يشككه في كتابه أهل الباطل والبدع
ومن ذلك الدعوة وتعليم الناس هذه المسائل فيدعوهم الى الحق ويبين لهم مسائل الاعتقاد والسلوك فيكون على علم بأدلة هذه المسائل
ومن ذلك معرفة أقوال المخالفين في هذه المسائل فيستطيع دحض حجتهم والرد عليهم ومنهج التعامل معهم
ومن ذلك أن يهتدي بهداية القرآن "قد جاءكم بصائر من ربكم فمن اهتدى فلنفسه ومن عمي فعليها " فيهبه الله يقينا به ويفقه عن الله عزوجل مراده في الآيات .


ويحقق طالب العلم هذه المعرفة بأن يعرف القول الحق في هذه المسائل الإعتقادية ويتعلم أدلتها ويعرف أقوال المخالفين لأهل السنة فهذه أمور ثلاثة

أما المسائل السلوكية فتحقيقها بالتفقّه في بصائر القرآن وبيّناته، وتصديق أخباره، وعقل أمثاله، وفقه مقاصد الآيات والقصص والأخبار
ويصحب ذلك إلزام النفس بكلمة التقوى، وصبرها على امتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه، وفعل ما وعظ الله به "ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما "

إجابة السؤال الثالث (
كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟)

الإهتداء بالقرآن يكون بتصديق أخباره وعقل أمثاله واتباع أوامره واجتناب نواهيه
فتصديق الأخبار يورث المؤمن يقينا يزداد به هدى "والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ليكفر الله أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أحسن أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون " قال مجاهد رحمه الله في هذه الآية
(هم أهل القرآن يجيئون به يوم القيامة يقولون: هذا الذي أعطيتمونا، فاتبعنا ما فيه) وقيل في نفسير هذه الآية الذي جاء بالصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي صدق به أبو بكر الصديق رضي الله عنه فانظر كيف بلغ الصديق بتصديقه حتى رجح إيمانه إيمان الأمة مجتمعة .
وعقل الأمثال يكون بفقهها ومعرفة ما فيها تفكرا واعتبارا ثم تحويل هذه المعرفة الى واقع عملي ينصلح به حال الفرد المسلم قال تعالى "وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون "
وأما فعل الأوامر واتباع النواهي فبه تتحقق الإستقامه والثبات " ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا " "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم "


إجابة السؤال الرابع (
بيّن فضل الإيمان بالقرآن.)
-من ذلك هداية المؤمن الى الله جل وعلا ومعرفة أسمائه الحسسنى وصفاته العلى وكيف يتقرب اليه ويحبه ومعرفة وعده ووعيده
-ومن ذلك أنه " يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا " "وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين" فكلما زاد إيمانا بالقرآن زاده القرآن هداية ورحمة
"يا أيها الناس قد جاءكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون "

"والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما انزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون"

إجابة السؤال الخامس (دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة )
قول الله عزوجل "وكلم الله موسى تكليما" وقوله تعالى "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله "وقوله تعالى "يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي"
وحديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة»
وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: " إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون:"ماذا قال ربكم؟" فيقال: قال "الحق وهو العلي الكبير"
فدلت النصوص أن الله عزوجل يتكلم بحرف وصوت يسمعه من يشاء سبحانه وتعالى وهو مذهب أهل السنة والجماعة رحمهم الله أجمعين .

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وأصحابه أجميعن والتابعين وعنا معهم أجمعين والحمد لله رب العالمين .

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 9 شعبان 1439هـ/24-04-2018م, 09:20 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن الحربي مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
ج : من الأدلة على ذلك : قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}.
وقوله لنبيه :(وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ}
وقوله ﷺ في حديث جبريل : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره»

س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
مسائل الإثنان في القران تأتي على نوعين :
النوع الاول : مسائل اعتقادية : فهي المسائل التي تُبحَث في كتب الاعتقاد، ويُعنى فيها العلماءُ بما يجب اعتقاده في القرآن وتقسم هذه المسائل إلى أحكام وآداب :
فالأحكام : المراد بها الأحكام العقدية
والآداب : منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال وبحث المسائل.


والنوع الثاني : المسائل السلوكية : وهي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه، وكيف يستجيب لله تعالى ، ويهتدي بما بيّنه في كتابه، ويعقل أمثال القرآن، ويعرف مقاصدها ودلالاتها، ويعرف كيف يكون التبصُّر والتذكُّر، والتدبُّر والتفكُّر، ويعرف علامات الهداية والضلال في هذا الباب.
وعلم السلوك يُعنى بأصلين :
الأول : البصائر والبيانات: وهو الجانب العلمي قال تعالى {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}
والثاني : اتباع الهدى : ويعنى بالجانب العملي وهو الطاعة والامتثالوقد جمعهما الله تعالى في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ}

س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.
القسمان هما :
1- الأمثال الصريحة هي التي يصرّح فيها بلفظ المثل، كقول الله تعالى: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون} فهذه الآية صُرِّحَ فيها بلفظ المثل؛ فهو مثل صريح
2- والأمثال الكامنة هي التي تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه.
مثالها : لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }

وعقل هذه الامثال من أعظم سبل الاهتداء لأن الله قد ضرب في القرآن من كلّ مثل؛ فما من أمر من أمور الدين يحتاجها المؤمن إلا وفي القرآن من الأمثال المضروبة المبيّنة للهدى فيها ما يكفي ويشفي .

س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
من الأدلة على فضل الإيمان بالقرآن :
أنّه يهدي المؤمن إلى التي هي أقوم في جميع شؤونه كما قال الله تعالى: {وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين}، وقال تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}

س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
أن كلام الله صفة من صفاته التي تليق به لا تشابه كلام المخلوقين وأنه تعالى تكلّم بحرف وصوت وأنه لم يزل متكلماً كيف شاء متى شاء فهي صفة ذاتية باعتبار نوعها وفعلية باعتبار آحادها
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك . ج
س1 : فاتك ذكر الوعيد على من كفر أو شك فيه .
س3 : اختصرت في الشق الثاني منه .
س4 - س5 : اختصرت فيهما جدا .
تم خصم نصف درجة على التأخير .

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 9 شعبان 1439هـ/24-04-2018م, 09:24 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد شوقي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:


إجابة السؤال الأول (
بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟) :

يتحقق الإيمان بالقرآن بالاعتقاد والقول والعمل
فالاعتقاد أن يصدق أنه كلام الله عزوجل الذي " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد "
وأنه محفوظ بحفظ الله جلا وعلا " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
وأنه كلام الله منزل غير مخلوق "تنزيل من رب العالمين "
وأن يعتقد بوجوب ما فيه فيحل ما أحل ويحرم ما حرم
وأن يعتقد بوجوب الحكم به على كل المستويات من الدولة حتى الأسرة "فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهوائهم " "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"
وأن يعتقد بصدق آياته وحروفه فلا يؤمن ببعض ويكفر ببعض ويختار ما يناسب هواه
وأن يعتقد انه الأعلى والأصدق فيكفر بجميع ما يعارض كتاب الله من قول أو تشريع
والقولي : أن يقول ما يؤكد اعتقاده ذلك وأن يتلو كلامه تصديقا وتعبدا ويحفظه في صدره ما استطاع
والعملي : أن يعمل بما فيه فيتبع أمره وينتهي عن نهيه ويقيم احكامه إن كان من ذوي السلطان
فمن جمع هذه الثلاث فهو ممن اتبع رضوان الله عزوجل "قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور
بإذنه ويهديهم الى صراط مستقيم " وهو ممن يحسن الله عزوجل خاتمته فيموت على دين الإسلام ويحفظه من الكفر قال تعالى " وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله"

إجابة السؤال الثاني (
بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة)

من المهم أن يعرف المسلم مسائل الاعتقاد في القرآن الكريم حتى يصحح عقيدته فيكون على بينة وبرهان ولا يشككه في كتابه أهل الباطل والبدع
ومن ذلك الدعوة وتعليم الناس هذه المسائل فيدعوهم الى الحق ويبين لهم مسائل الاعتقاد والسلوك فيكون على علم بأدلة هذه المسائل
ومن ذلك معرفة أقوال المخالفين في هذه المسائل فيستطيع دحض حجتهم والرد عليهم ومنهج التعامل معهم
ومن ذلك أن يهتدي بهداية القرآن "قد جاءكم بصائر من ربكم فمن اهتدى فلنفسه ومن عمي فعليها " فيهبه الله يقينا به ويفقه عن الله عزوجل مراده في الآيات .


ويحقق طالب العلم هذه المعرفة بأن يعرف القول الحق في هذه المسائل الإعتقادية ويتعلم أدلتها ويعرف أقوال المخالفين لأهل السنة فهذه أمور ثلاثة

أما المسائل السلوكية فتحقيقها بالتفقّه في بصائر القرآن وبيّناته، وتصديق أخباره، وعقل أمثاله، وفقه مقاصد الآيات والقصص والأخبار
ويصحب ذلك إلزام النفس بكلمة التقوى، وصبرها على امتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه، وفعل ما وعظ الله به "ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما "

إجابة السؤال الثالث (
كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟)

الإهتداء بالقرآن يكون بتصديق أخباره وعقل أمثاله واتباع أوامره واجتناب نواهيه
فتصديق الأخبار يورث المؤمن يقينا يزداد به هدى "والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ليكفر الله أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أحسن أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون " قال مجاهد رحمه الله في هذه الآية
(هم أهل القرآن يجيئون به يوم القيامة يقولون: هذا الذي أعطيتمونا، فاتبعنا ما فيه) وقيل في نفسير هذه الآية الذي جاء بالصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي صدق به أبو بكر الصديق رضي الله عنه فانظر كيف بلغ الصديق بتصديقه حتى رجح إيمانه إيمان الأمة مجتمعة .
وعقل الأمثال يكون بفقهها ومعرفة ما فيها تفكرا واعتبارا ثم تحويل هذه المعرفة الى واقع عملي ينصلح به حال الفرد المسلم قال تعالى "وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون "
وأما فعل الأوامر واتباع النواهي فبه تتحقق الإستقامه والثبات " ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا " "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم "


إجابة السؤال الرابع (
بيّن فضل الإيمان بالقرآن.)
-من ذلك هداية المؤمن الى الله جل وعلا ومعرفة أسمائه الحسسنى وصفاته العلى وكيف يتقرب اليه ويحبه ومعرفة وعده ووعيده
-ومن ذلك أنه " يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا " "وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين" فكلما زاد إيمانا بالقرآن زاده القرآن هداية ورحمة
"يا أيها الناس قد جاءكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون "

"والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما انزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون"

إجابة السؤال الخامس (دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة )
قول الله عزوجل "وكلم الله موسى تكليما" وقوله تعالى "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله "وقوله تعالى "يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي"
وحديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة»
وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: " إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون:"ماذا قال ربكم؟" فيقال: قال "الحق وهو العلي الكبير"
فدلت النصوص أن الله عزوجل يتكلم بحرف وصوت يسمعه من يشاء سبحانه وتعالى وهو مذهب أهل السنة والجماعة رحمهم الله أجمعين .

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وأصحابه أجميعن والتابعين وعنا معهم أجمعين والحمد لله رب العالمين .
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك . أ
تم خصم نصف درجة على التأخير .

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 29 شعبان 1439هـ/14-05-2018م, 12:34 PM
عبد الله أحمد عبد الله أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 71
افتراضي


س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
1.الايمان بالقرآن اعتقاديا :
وذلك يكون بالاعتقاد والتصديق الجازم أن القرآن كلام الله أنزله على نبيه هداية للناس وأنه حق لا ياتيه الباطل قول فصل لا ريب فيه قيم لاعوج فيه محفوظ بحفظ الله حتى يأتي وعد الله .
2
. الايمان بالقرآن قوليا:
وذلك بالدعوة إلى الإيمان به قوليا وتلاوة آياته تعبدا وتصديقا بما فيه .
3
. الايمان بالقرآن عمليا:
وذلك باتباع هديه والتزام حدوده وامتثال أوامره واجتناب نواهيه .

س2: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
مسائل القرآن تنقسم لقسمين يجب على طالب العلم أن يكون ملما بهما :
1. المسائل الاعتقادية
2. المسائل السلوكية
أما المسائل الاعتقادية فهي تتعلق بنزول القرآن وكونه غير مخلوق وأنه كلام الله وأنه ناسخ الكتب السماوية وأن يهتدي بهيده فيحل حلاله ويحرم حرامه يعمل بمحكمه ويترك متشابهه لعالمه .
وينبغي على طالب علم التفسير أن يكون ملما بهذه المسائل من ثلاث جهات :
1. تصحيح اعتقاد النفس وتنقيتها من الشوائب بدليل الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة .
2. تصحيح اعتقاد الناس وذلك بتقرير تلك المسائل وتبيينها بطرقها عند أهل السنة والجماعة .
3. معرفة اعتقادات أهل البدع والأهواء في القرآن وشبهاتهم وتفنيدها ومعرفة أصل بدعتهم ونشأتها ودرجتها ومنهج علماء السلف في ردها
وأما المسائل السلوكية فهي تتعلق بالانتفاع بهدي القرآن ومواعظه تدبر أمثاله التفكر في قصصه
ومسائل الايمان بالقرآن سلوكيا لها أصلين :
1.البصائر والبينات ويعنى بالجانب النظري وهو قائم على العلم ومثمر لليقين
قال تعالى : " هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون "
3.اتباع الهدى يعني بالجانب العملي قائم على الإرادة والعزيمة ومثمر للتقوى والاستقامة
فلابد لطالب العلم من الجمع بين هذين الأصلين فبين تفقه في بصائر القرآن وبيناته وأمثاله وقصصه وآياته وبين إلزام ومجاهدة للنفس لاتباع الهدي القرآني ومرد فلاح السالكين صحة العلم مع صلاح العمل .

س3: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
الاهتداء بالقرآن يكون بتصديق أخباره وعَقْلِ أمثاله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
فالأصل الأول: هو تصديق أخباره
وتصديق الأخبار يورث اليقين الذي يعين على العمل ويثمر في قلب الرغبة والرهبة فيزداد به علماً وهدى ويقينا فيصلح القلب وإذا صلح القلب صلح سائر الجسد وصلح العمل والحال وطابت الحياة قال الله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)}
وأصحاب التصديق التام يكفيهم الملك جل جلاله قال الله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37)}ومن حصلت له الكفاية من الله فقد هُدِيَ ووُقِي
والأصل الثاني: عَقْلُ الأمثالِ
فإنّ الله تعالى قد ضرب للناس في هذا القرآن من كلّ مثل؛ فمن وعى هذه الأمثال، وفقه مقاصدها، وعرف ما يراد منها ، فاعتبر بها؛ وفعل ما أرشدت إليه؛ فقد عَقَل تلك الأمثال، واهتدى بها، فصلح عمله وحسنت عاقبته.
الأصلان الثالث والرابع : فعل الأوامر واجتناب النواهي
وبهما يتحقق معنى التقوى وتحصل الاستقامة فإنّ الله تعالى قد أمر بما فيه الخير والصلاح ، ونهى عمّا فيه الشرّ والفساد؛ فمن أطاع الله بأن امتثل ما أمر الله به في كتابه واجتنب ما نهى عنه؛ فإنّه يُهدى بطاعته وإيمانه؛ ولا يزال يزداد من الهداية كلما ازداد طاعة لله تعالى وإيماناً به حتى يكتبه الله من المهتدين، كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)}

س4: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
1. أنه يرشد المؤمن إلى سبيل ربه ويعرفه بأسمائه وصفاته وبوعده ووعيد وحكمته في خلقه وتشريعه وكيفية التقرب إليه والفوز بمحبتع وثوابه والنجاة من سخطه وعقابه .
2. أنه يهدي المؤمن إلى التي هي أقوم في جميع شؤونه فما من حالة يكون فيها المؤمن إلا ولله تعالى هدى يحبُّ أن يتّبع فيه، وهذا الهدى قد جاء القرآن ببيانه، علمه من علمه وجهله من جهله، وهدايات القرآن مقترنة بالرحمة والبشرى؛ كما قال الله تعالى: {وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين}، وقال تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)} وكلما ازداد المؤمن هداية بالقرآن زاد نصيبه من رحمته وبشاراته.
3. أنه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن ويرغّبه فيه؛ فتكون تلاوته ذكراً لله عز وجل، وعبادةً يثاب عليها؛ تزيد المؤمن إيمانا وتثبيتاً، وسكينة وطمأنينة، ويزداد بتدبّره والتفكّر فيه يقيناً بما أنزل الله فيه، وخلاصاً من كيد الشيطان وحبائله، وتذكراً ينفعه ويزكيه، ويهديه إلى ربّه ويقرّبه إليه ولا ينتفع تالي القرآن بقراءته إلا إذا كان مؤمناً بالقرآنوعلى قدر إيمان العبد بالقرآن يكون نصيبه من فضائلهكما قال الله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}

س5: دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة .
من الكتاب :
قال الله تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}
وقال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}
وقال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}
وقال تعالى: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}
وقال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا}
وقال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}
وقال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}
وقال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}.
من السنة :
1. حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه
2. قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.
3.حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: « إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: {ماذا قال ربكم}؟ فيقال: قال {الحق وهو العلي الكبير} »
4. حديث نيار بن مكرّم الأسلمي رضي الله عنه قال: (لمّا نزلت: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون} إلى آخر الآيتين، قال: خرج رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فجعل يقرأ: " بسم اللّه الرّحمن الرّحيم: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون (3) في بضع سنين} ؛ فقال رؤساء مشركي مكّة: يا ابن أبي قحافة، هذا ممّا أتى به صاحبك؟
قال: (لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه وقولُه). رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 29 شعبان 1439هـ/14-05-2018م, 02:46 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله أحمد مشاهدة المشاركة

س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
1.الايمان بالقرآن اعتقاديا :
وذلك يكون بالاعتقاد والتصديق الجازم أن القرآن كلام الله أنزله على نبيه هداية للناس وأنه حق لا ياتيه الباطل قول فصل لا ريب فيه قيم لاعوج فيه محفوظ بحفظ الله حتى يأتي وعد الله .
2
. الايمان بالقرآن قوليا:
وذلك بالدعوة إلى الإيمان به قوليا وتلاوة آياته تعبدا وتصديقا بما فيه .
3
. الايمان بالقرآن عمليا:
وذلك باتباع هديه والتزام حدوده وامتثال أوامره واجتناب نواهيه .

س2: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
مسائل القرآن تنقسم لقسمين يجب على طالب العلم أن يكون ملما بهما :
1. المسائل الاعتقادية
2. المسائل السلوكية
أما المسائل الاعتقادية فهي تتعلق بنزول القرآن وكونه غير مخلوق وأنه كلام الله وأنه ناسخ الكتب السماوية وأن يهتدي بهيده فيحل حلاله ويحرم حرامه يعمل بمحكمه ويترك متشابهه لعالمه .
وينبغي على طالب علم التفسير أن يكون ملما بهذه المسائل من ثلاث جهات :
1. تصحيح اعتقاد النفس وتنقيتها من الشوائب بدليل الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة .
2. تصحيح اعتقاد الناس وذلك بتقرير تلك المسائل وتبيينها بطرقها عند أهل السنة والجماعة .
3. معرفة اعتقادات أهل البدع والأهواء في القرآن وشبهاتهم وتفنيدها ومعرفة أصل بدعتهم ونشأتها ودرجتها ومنهج علماء السلف في ردها
وأما المسائل السلوكية فهي تتعلق بالانتفاع بهدي القرآن ومواعظه تدبر أمثاله التفكر في قصصه
ومسائل الايمان بالقرآن سلوكيا لها أصلين :
1.البصائر والبينات ويعنى بالجانب النظري وهو قائم على العلم ومثمر لليقين
قال تعالى : " هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون "
3.اتباع الهدى يعني بالجانب العملي قائم على الإرادة والعزيمة ومثمر للتقوى والاستقامة
فلابد لطالب العلم من الجمع بين هذين الأصلين فبين تفقه في بصائر القرآن وبيناته وأمثاله وقصصه وآياته وبين إلزام ومجاهدة للنفس لاتباع الهدي القرآني ومرد فلاح السالكين صحة العلم مع صلاح العمل .

س3: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
الاهتداء بالقرآن يكون بتصديق أخباره وعَقْلِ أمثاله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
فالأصل الأول: هو تصديق أخباره
وتصديق الأخبار يورث اليقين الذي يعين على العمل ويثمر في قلب الرغبة والرهبة فيزداد به علماً وهدى ويقينا فيصلح القلب وإذا صلح القلب صلح سائر الجسد وصلح العمل والحال وطابت الحياة قال الله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)}
وأصحاب التصديق التام يكفيهم الملك جل جلاله قال الله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37)}ومن حصلت له الكفاية من الله فقد هُدِيَ ووُقِي
والأصل الثاني: عَقْلُ الأمثالِ
فإنّ الله تعالى قد ضرب للناس في هذا القرآن من كلّ مثل؛ فمن وعى هذه الأمثال، وفقه مقاصدها، وعرف ما يراد منها ، فاعتبر بها؛ وفعل ما أرشدت إليه؛ فقد عَقَل تلك الأمثال، واهتدى بها، فصلح عمله وحسنت عاقبته.
الأصلان الثالث والرابع : فعل الأوامر واجتناب النواهي
وبهما يتحقق معنى التقوى وتحصل الاستقامة فإنّ الله تعالى قد أمر بما فيه الخير والصلاح ، ونهى عمّا فيه الشرّ والفساد؛ فمن أطاع الله بأن امتثل ما أمر الله به في كتابه واجتنب ما نهى عنه؛ فإنّه يُهدى بطاعته وإيمانه؛ ولا يزال يزداد من الهداية كلما ازداد طاعة لله تعالى وإيماناً به حتى يكتبه الله من المهتدين، كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)}

س4: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
1. أنه يرشد المؤمن إلى سبيل ربه ويعرفه بأسمائه وصفاته وبوعده ووعيد وحكمته في خلقه وتشريعه وكيفية التقرب إليه والفوز بمحبتع وثوابه والنجاة من سخطه وعقابه .
2. أنه يهدي المؤمن إلى التي هي أقوم في جميع شؤونه فما من حالة يكون فيها المؤمن إلا ولله تعالى هدى يحبُّ أن يتّبع فيه، وهذا الهدى قد جاء القرآن ببيانه، علمه من علمه وجهله من جهله، وهدايات القرآن مقترنة بالرحمة والبشرى؛ كما قال الله تعالى: {وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين}، وقال تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)} وكلما ازداد المؤمن هداية بالقرآن زاد نصيبه من رحمته وبشاراته.
3. أنه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن ويرغّبه فيه؛ فتكون تلاوته ذكراً لله عز وجل، وعبادةً يثاب عليها؛ تزيد المؤمن إيمانا وتثبيتاً، وسكينة وطمأنينة، ويزداد بتدبّره والتفكّر فيه يقيناً بما أنزل الله فيه، وخلاصاً من كيد الشيطان وحبائله، وتذكراً ينفعه ويزكيه، ويهديه إلى ربّه ويقرّبه إليه ولا ينتفع تالي القرآن بقراءته إلا إذا كان مؤمناً بالقرآنوعلى قدر إيمان العبد بالقرآن يكون نصيبه من فضائلهكما قال الله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}

س5: دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة .
من الكتاب :
قال الله تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}
وقال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}
وقال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}
وقال تعالى: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}
وقال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا}
وقال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}
وقال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}
وقال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}.
من السنة :
1. حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه
2. قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.
3.حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: « إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: {ماذا قال ربكم}؟ فيقال: قال {الحق وهو العلي الكبير} »
4. حديث نيار بن مكرّم الأسلمي رضي الله عنه قال: (لمّا نزلت: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون} إلى آخر الآيتين، قال: خرج رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فجعل يقرأ: " بسم اللّه الرّحمن الرّحيم: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون (3) في بضع سنين} ؛ فقال رؤساء مشركي مكّة: يا ابن أبي قحافة، هذا ممّا أتى به صاحبك؟
قال: (لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه وقولُه). رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد.
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir