تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في الأسبوع الثاني

[سامية الأمين]

اختلف العلماء في عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة على قولين:
القول الأول: البسملة آية من الفاتحة، وهو قول علي بن أبي طالب وابن عباس، وهو المعتمد في العدّ المكي والعدّ الكوفي، واختاره الشافعي وأحمد في رواية عنه.
القول الثاني: لا تعدّ البسملة من آيات سورة الفاتحة، وهو قول باقي أصحاب العدد، واختاره أبو حنيفة والأوزاعي ومالك وأحمد في رواية عنه.
وهؤلاء يعدّون {أنعمت عليهم} رأس آية.
حكم الاإستعاذة لقراءة القرآن:
اختلف العلماء في حكم الاستعاذة لقراءة القرآن على ثلاثة أقوال:
القول الأول: هي سنّة في الصلاة وخارجها، وهو قول جمهور العلماء.
والقول الثاني: لا يستعيذ في صلاة الفريضة، ويستعيذ في النافلة إن شاء، وفي غير الصلاة، وهذا قول الإمام مالك في المشهور عنه.
والقول الثالث: وجوب الاستعاذة لقراءة القرآن، وهذا القول يُنسب إلى عطاء بن أبي رباح وسفيان الثوري، ولم أره مُسنداً عنهما.
والراجح هو القول الأول وهو قول جمهور أهل العلم رحمهم الله تعالى.

[فوزية بنت عبد الله]

يوم الثلاثاء ١/١٣ محرم
الفوائد:
١-قوله تعالى:{إياك نعبد وإياك نستعين}
هذه الآية قسمها الله تعالى بينه وبين عبده:فقسمها الأول : حقه جل وعلا، وهو إفراده بالعبادة.
وقسمها الآخر: سؤال العبد الإعانة من الله وحده دون ماسواه.
فمن قام بحق الله تعالى في القسم الأول أعطاه الله ماسأله في القسم الآخر.

٢-اشتملت الآيه على:
-التبرؤ من كل معبود من دون الله تعالى ففيها معنى "لاإله إلا الله".
-التبرؤ من الاستعانة بغيره جل وعلا؛وذلك مستلزم للإيمان بقدرته تعالى على الإعانة؛ ففيها معنى" لاحول ولاقوة إلا بالله".
-فإخلاص العبادة يستلزم الكفر بكل ما يعيد من دون الله تعالى، وأن يكون القلب سليما لله تعالى ليس فيه تعلق بغيره.
-وإخلاص الاستعانة يستلزم التوكل على الله تعالى, وتفويض الأمور إليه، ورجاء عونه وتوفقيه.

٣-قال ابن القيم رحمه الله:( كثيرا ماسمعت شيخ الإسلام يقول:{ إياك نعبد}
تدفع الرياء، {وإياك نستعين} تدفع الكبرياء).

٤-تعريف ابن جرير وأبي منصور للعبادة تعريف بالحد الحقيقي لغرض بيان ماهية العبادة وحقيقتها؛ فهي لا تكون إلا بتذلل وخضوع .
ويصحب هذه الذلة في العبادات الشرعية التي أمر الله بها ثلاثة أمور: المحبة،والانقياد، والتعظيم ؛ فلاتسمى العبادة عبادة إلا بالجمع بين هذه الأمور.

٥-فوائد تقديم المفعول {إياك}
تقديم المفعول {إياك} على الفعل (نعبد) فيه ثلاث فوائد جليلة:
إحداهما: إفادة الحصر؛ وهو إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه؛ فكأنه يقول: نعبدك ، ولانعبد غيرك ، أو قول (لانعبد إلا إياك ؛ مع اختصار اللفظ وعذوبته.
الثانية: تقديم ذكر المعبود جل جلاله.
الثالث: إفادة الحرص على التقرب؛ فهو أبلغ من ( لانعبد إلا إياك).

٦-من معاني الاستعانة : طلب العون؛ والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضار.
والاستعانة أوسع معاني الطلب، وإذا أطلقت دلت على معنى الاستعانة والاستغاثه ؛ لأن حقيقة الاستعاذة: طلب الإعانة على دفع مكروه، وحقيقة الاستغاثة:طلب الإعانة على تفريج كربة.
بالاستعانة بمعناها العام تشمل الدعاء والتوكل والاستعاذة والاستغاثة والاستهداء والاستنصار والاستكفاء وغيرها.

[أمل تميم]

فوائد المستفادة من درس يوم الاحد
اسماء فاتحة الكتاب وفضلها وفوائدها واوجة الاختلاف فيها واحكام الاستعاذة معناها واحكامها ومواضع قرائتها وكيفية القراءة بها

[جيهان محمود]

تم بفضل الله قراءة محاضرة يوم الثلاثاء 13 محرم 1442 هـ

أهم النقاط المستفادة

1- "إياك نعبد وإياك نستعين" تشتمل على: مقصدين
- لاإله إلا الله: فقد جاء فيها التبرؤ لله عز وجل من كل معبود سواه.
- لا حول ولا قوّة إلا بالله: فيها التبرؤ من الإستعانة بغيره تعالى.
قال ابن القيّم رحمه الله: (كثيراً ما سمعت شيخ الإسلام -قدس الله روحه- يقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} تدفع الرياء، {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} تدفع الكبرياء)

2- تحمل "إياك نعبد" معنى إخلاص العبادة مع تحقيق المحبة والخوف والرجاء لله عز وجل. وقد عرف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة (العبودية)؛ العبادة فقال رحمه الله تعالى: (العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة)، ولاتسمى العبادة عبادةً إلا إذا جمعت بين ثلاثة أمور:المحبة، والانقياد، والتعظيم. ويشترك فيها القلب واللسان والجوارح.

3- معنى "إياك تسعين" أننا نستعينك وحدك عز وجل على إخلاص العبودية ونستعينك في جميع أمورنا، الاستعانة هي طلب العون وهي تشمل الدعاء والتوكل والاستعاذة والاستغاثة والاستهداء وغيرها.

4-الإستعانة قسمان:
- استعانة العبادة: فيستعان بالله جل وعلا وحده، ولا يستعان بغيره، فيتحقق في قلب المستعين معاني المحبة والخوف والرجاء.
- استعانة السبب: لابد من الأخذ بالأسباب لكن يشترط عدم التعلق بها بل نتعلق برب الأسباب، وهذا النوع يخلو من معاني العبادة، ويجب أن يكون السبب مشروعا.

[دانة عادل]

فوائد من درس الثلاثاء:
- قال بعض السّلف: الفاتحة سرّ القرآن، وسرّها هذه الكلمة: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}.
- قال ابن القيّم رحمه الله: (كثيراً ما سمعت شيخ الإسلام -قدس الله روحه- يقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} تدفع الرياء، {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} تدفع الكبرياء).
- "يصحب الذلة في العبادات الشرعية التي أمر الله بها ثلاثة أمور:المحبة، والانقياد، والتعظيم؛ فلا تُسمّى العبادة عبادة إلا بالجمع بين هذه الأمور."
- "والعبودية محفوفة بإعانتين: إعانة قبلها على التزامها والقيام بها، وإعانة بعدها على عبودية أخرى"

[أمينة موسى]

الأربعاء 14محرم1442/ 2/9/2020
المتستخلص من درس اليوم " تفسير اهدنا الصراط المستقيم"
- أن الإنسان محتاج إلى الهدى في كل لحظة أحوج من الأكل والشرب كما قال ابن تيمية لأن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان.
- حصول الهداية يترتب عليها من النصر والرزق وأنواع الفضائل والبركات ومن العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة.
- مراتب الهداية :
1- هداية الدلالة والإرشاد وهي هداية علمية تحتاج إلى العلم بالحق قال تعالى " وأهديك إلى ربك فتخشى"
2- هداية التوفيق والإلهام وهي هداية عملية تحتاج إلى ارادة الحق والعمل به قال تعالى " فبهداهم اقتده"
يطلق أيضا لفظ الهداية كما في الآية " الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله"
وتطلق على الإلهام الفطري لكل الكائنات وما يقومون به من مصالحها "الذي أعطى كل شيئ خلقه ثم هدى"

* درجات المهتدون :
(1) مسلمون بحسب ما معهم من الإيمان علما وعملالكنهم ظالمي أنفسهم بما ارتكبوا من الكبائر والمعاصي:
{ منهم من يعذب في الدنيا- منهم من يعذب في قبره - منهم من يعذب في عرصات يوم القيامة - ومنهم من يعذب في النار حتى يطهر من ذنوبه}
(2) المتقون الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات.
(3) المحسنون هم الذين عبدوا الله كأنهم يرونه فاجتهدوا وأحسنوا التقرب إليه بالنوافل حتى أحبهم.

- تفاضل المهتدون : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل" فلا يستوي هنا سؤال أهل الإحسان في دعائهم وسؤال المقصرين فيه.
- وجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية: حضور القلب عند الدعاء - الإحسان في الدعاء - نية الداعي من سؤاله الهداية.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" فهذا رسولنا الكريم يدعو بمثل هذا الدعاء فحريٌ بنا نحن.
_ ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية ؟ وهل دخول المسل في الإسلام وحده بلفظ الشهادتين فقط يكفي؟
(1) لايكفي لأن الهداية قائمة على العلم والعمل ولا بد من الهداية التفصيلية
(2) مادام القلب من اسمه متقلب فسؤال الله الثبات بصورة دائمة.
(3) الفتن قائمة إلى قيام الساعة فسؤال الله الإستعذة منها عصمة لدينه.
(4) لكل امرئ حاجات خاصة بما يناسب حاله.

-المستنبط من الاتيان بضمير الجمع في اهدنا:
(1) افتقار إلى الرب تعالى.
(2) واقرار بالفاقة إلى عبدوية الله واستعانته وهدايته.
(3) ثناء على الرب تعالى بسعة مجده وكثرة عبيده وكثرة سائليه الهداية.

* تنوع عبارات السلف في المراد بالصراط المستقيم كلها أقوال صحيحة متلازمة:
(1) دين الإسلام.
(2) كتاب الله.
(3) ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
(4) هو النبي وصاحباه أبو بكر وعمر.
(5) هو الحق.

* معنى وصف الصراط بالإستقامة بانتفاء العوج ونفي العوج مؤكد للاستقامة .

[شفاء حسن]

بسم الله الرحمن الرحيم .
اقتباس لدرس " مقدمات في تفسير سورة الفاتحة " ليوم الأحد :
صحّ في فضل سورة الفاتحة أحاديث كثيرة دلَّت على أنّها أعظمُ سُوَرِ القرآن، وأنّها أفضل القرآن، وأنّها خير سورة في القرآن، وأنّها أمّ القرآن أي أصله وجامعة معانيه ومقدّمه، وأنّه ليس في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها، وأنّها نورٌ لم يُؤتَه نبيّ قبل نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنّه لا يَقرأ بحرفٍ منها إلا أعطيه، وأنّها رقية نافعة، وأن الصلاة لا تتمّ إلا بها.
فهي سورة مباركةٌ كثيرة الفضائل، عظيمة القَدْر، جليلة المعاني، واسعة الهدايات؛ قد أحكمها الله تعالى غاية الإحكام، وجعلها أعظم سورة في القرآن، وفرضها على كلّ مسلم قادر على تلاوتها أن يقرأها في كلّ ركعة من صلاته، وعظّم ثواب تلاوتها، وفي ذلك من دلائل فضلها، وعظيم محبّة الله تعالى لها، والتنبيه على سعة معانيها وحاجة الناس إلى تلاوتها وتدبّرها ما لا يخفى.
- ومن الاحاديث الصحيحة الصريحه لفضلها :
1. حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن» قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري.
2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري.
3. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين}). رواه النسائي في السنن الكبرى.

شفاء حسن شاكر لهذا

[شفاء حسن]

بسم الله الرحمن الرحيم .
اقتباس لدرس " مقدمات في تفسير سورة الفاتحة " ليوم الأحد
-ومن الاسماء الثابتة في سورة الفاتحة :
1/فاتحة الكتاب
2/ام الكتاب
3/ام القران
4/السبع المثاني
5/الحمد
6/الحمد لله رب العالمين
7/الحمدلله
8/القران العظيم
9/الفاتحة
10/فاتحة القران
- فهذه عشرة أسماء ثابتة بأدلتها لهذه السورة، ومنها ما هو أقرب إلى اللقب من الاسم،وقد ذكر عدد من المفسّرين أسماءً أخرى للفاتحة حتى أوصلوها إلى نحو ثلاثين اسماً عامّتها ألقاب وأوصاف أُخذت من بعض الأحاديث والآثار، وفي بعضها تكرار، وفي بعضها نظر من جهة عدم ظهور دلالة النصّ على إرادة التسمية.
ومما ذكر من تلك الأسماء: الشافية، والكافية، والوافية، والرقية، والصلاة، والدعاء، والسؤال، والشكر، والكنز، والأساس.

شفاء حسن شاكر لهذا

[شفاء حسن]

بسم الله الرحمن الرحيم .
اقتباس لدرس " تفسير الاستعاذة " ليوم الأحد .
-أثمر له هذا اليقين العملَ بما أرشد الله تعالى إليه وأرشد إليه رسوله صلى الله عليه وسلم مما يعصم الله به عبده من كيد الشيطان، وأصل ذلك ومعناه الجامع: تقوى الله عزّ وجلّ بأداء الفرائض والانتهاء عن المحرمات، والتوبة مما يحصل من العبد من ذنب باقتراف محرّم أو تضييع واجب.
ومن ذلك : قراءة السور والآيات والأدعية والأذكار والتعويذات الشرعية التي جعلها الله سبباً مباركاً للعصمة من كيد الشيطان،ومنها: المعوذات وآية الكرسي إذا أصبح وإذا أمسى، وقراءة آخر آيتين من سورة البقرة، وقراءة سورة البقرة، وقراءة الأذكار والتعويذات الشرعية، وهي متنوّعة وميسّرة، ولله الحمد، وفضلها عظيم، وأثرها نافع جداً.
ومن ذلك : التسمية في المواضع المندوب إلى التسمية فيها ؛ عند الدخول والخروج، وعند الأكل والشرب والجماع والرمي وكلّ أمر ذي بال.
وينبغي للمؤمن أن يحرس مداخل الشيطان على الإنسان، وأهمها : الغفلة، والهوى، والغضب، والفرح، والشهوة، والشحّ، والفضول.
فهذه المداخل التي يدخل منها الشيطان على كثير من الناس فيستزلّهم؛ فمن أقام دون كلّ مدخل منها حرساً من ذكر الله والاعتصام به والعمل بما أرشد الله إليه في كلّ أمر من هذه الأمور؛ فقد وقي شرّا عظيماً.

شفاء حسن شاكر لهذا

[شفاء حسن]

بسم الله الرحمن الرحيم .
اقتباس لدرس " تفسير الاستعاذة " ليوم الأحد .
الاستعاذة من الشيطان عند قراءة القرآن
قال الله تعالى {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم * إنّه ليس له سلطانٌ على الّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون}
فالشيطان يريد أن يحول بين المرء وبين الانتفاع بالقرآن بما يستطيع من الكيد، فإن استطاع أن يردّه عن تلاوته أصلاً ردّه حتى يقع في هجران القرآن؛ فإن عصاه المسلم فقرأ القرآن اجتهد في صدّه عن الانتفاع بتلاوته بإفساد قصده، أو إشغال ذهنه، أو التلبيس عليه في قراءته أو غير ذلك من أنواع الكيد، إذ لا شيء أنكى على الشيطان ولا أغيظ عليه من أن يتّبع المسلم هدى ربّه جلّ وعلا ويفوز بفضله ورحمته.
وَمَن عصمه الله من كيد الشيطان عند تلاوته للقرآن كان أقرب إلى إحسان تلاوته، وتدبّر آياته، والتفكّر في معانيه، وعَقْلِ أمثاله، والاهتداء بهداه، وكان أحرى بالخشية والخشوع، والسكينة والطمأنينة، والتلذّذ بحلاوة القرآن، ووجدان طعم الإيمان، والفوز بنصيب عظيم من فضل الله ورحمته وبركاته.

شفاء حسن شاكر لهذا

[شفاء حسن]

بسم الله الرحمن الرحيم .
اقتباس لدرس " تفسير الاستعاذة " ليوم الأحد .
-هل الاستعاذة قبل القراءة أو بعدها؟
قال الله تعالى {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}
أي: إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، فإنّ العرب تطلق الفعل على مقاربته، كما في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)).

شفاء حسن شاكر لهذا

[شفاء حسن]

بسم الله الرحمن الرحيم .
اقتباس لدرس " تفسير الاستعاذة " ليوم الأحد .
-صِيَغ الاستعاذة :
روي في صيغ الاستعاذة عدد من الأحاديث النبوية والآثار عن الصحابة والتابعين؛ فمن الأحاديث المرفوعة:
1. حديث سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: استبّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه، مغضبا قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إني لأعلم كلمة، لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )) رواه البخاري ومسلم.
وهذه الصيغة الواردة في الحديث لم تكن في الصلاة ولا عند القراءة، لكنّها أصحّ ما روي من صيغ الاستعاذة، وبها يقول الشافعي وكثير من الفقهاء والقراء.

شفاء حسن شاكر لهذا

[شفاء حسن]

بسم الله الرحمن الرحيم .
اقتباس لدرس " تفسير الاستعاذة " ليوم الأحد .
-تحقيق الاستعاذة :
تحقيق الاستعاذة يكون بأمرين :
أحدهما: التجاء القلب إلى الله تعالى وطلب إعاذته بصدق وإخلاص معتقداً أن النفع والضر بيده وحده جلّ وعلا، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
والآخر: اتّباع هدى الله فيما أمر به ليعيذه، ومن ذلك بذل الأسباب التي أمر الله بها، والانتهاء عما نهى الله عنه.
فمن جمع هذين الأمرين كانت مستعيذاً بالله حقاً.
-حكم الاستعاذة لقراءة القرآن :
اختلف العلماء في حكم الاستعاذة لقراءة القرآن على ثلاثة أقوال:
القول الأول : هي سنّة في الصلاة وخارجها، وهو قول جمهور العلماء.
والقول الثاني: لا يستعيذ في صلاة الفريضة، ويستعيذ في النافلة إن شاء، وفي غير الصلاة، وهذا قول الإمام مالك في المشهور عنه.
والقول الثالث: وجوب الاستعاذة لقراءة القرآن، وهذا القول يُنسب إلى عطاء بن أبي رباح وسفيان الثوري، ولم أره مُسنداً عنهما.
والراجح هو القول الأول وهو قول جمهور أهل العلم رحمهم الله تعالى.

شفاء حسن شاكر لهذا

[شفاء حسن]

بسم الله الرحمن الرحيم .
اقتباس لدرس " تفسير الاستعاذة " ليوم الأحد .
-معنى "الشيطان"
الشيطان مُشتقّ من "شَطَنَ" على الراجح من قولي أهل اللغة، وهو لفظ جامع للبعد والمشقّة والالتواء والعُسر، يقال: "نوىً شطون": أي بعيدة شاقّة، و"بئر شطون": ملتوية عوجاء بعيدة القعر، و"حرب شطون": عسرة شديدة.
قال الخليل بن أحمد: (الشيطان فَيْعَالٌ من شَطَنَ أي: بَعُدَ).

-معنى وصف الشيطان بأنه "رجيم"
الرجم في اللغة الرمي بالشرّ وبما يؤذي ويضرّ، ويكون في الأمور الحسية والمعنوية.
فمن الأول: الرجم بالحجارة، ورجم الشاطين بالشهب.
ومن الثاني: الرجم بالقول السيء من السبّ والشتم والقذف والتخرّص.

شفاء حسن شاكر لهذا

[شفاء حسن]

بسم الله الرحمن الرحيم .
-اقتباس لدرس " تفسير الاستعاذة " ليوم الاحد .
-هل تُجوَّد تلاوة الاستعاذة؟
مما ينبغي التنبّه له أن قول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ليس بقرآن، وإنما هو ذكرٌ ودعاء، قال ابن عطية: (أجمع العلماء على أن قول القارئ: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ليس بآية من كتاب الله).
وقد جرى عمل كثير من القراء ممن اختار الجهر بالاستعاذة على ترتيلها وتجويدها، كما جوَّدوا التكبير والتهليل المروي عن بعض القرّاء وألحقوه بالتلاوة.
ومن العلماء من اختار عدم ترتيلها لأنها ليست بقرآن.
والأولى الأخذ بما عليه أئمة القرّاء لما صحّ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أنْ تقرءوا كما عُلِّمتم) رواه عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه والضياء في المختارة.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (اقرأوا كما عُلّمتم). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في مصنّفه.
والمشهور عن القرّاء ترتيلها، وقد تكلّموا في أحكام وصل الاستعاذة بالبسملة وبالآية بعدها، وفي الوقف عليها كما هو معروف في كتب القراءات والتجويد، وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يجهر بآمين ويمدّ بها صوته، وهي ليست بقرآن اتفاقاً.

شفاء حسن شاكر لهذا

[مروة النجدي]

المستفاد من درس الثلاثاء 13 محرم 1442 هـ
-هذه الآية الكريمة (إياك نعبد ووإياك نستعين ) مع شرح شيخنا الفاضل والذي كل كلمة منه تلمس شغاف القلب استفدنا منه كثيراً فجزاه الله عنا خير الجزاء ،فما أعظمها من آية والقرآن كله عظيم ؛ولكن سبحان الله تلك الآية العظيمة هي ما نحتاجه في جميع أمورنا ففيها إخلاص العبادة لله والاستعانة به وحده على كل أمور ديننا ودنيانا ،فسبحان من جعلها آية من سورة هي ركن في الصلاة لا تصح إلا به تقرأ ما لا يقل عن سبعة عشر مرة ؛ ليستشعر العبد في كل مرة يقرأ بها أنه عبد لله ولا يملك من أمره شئ وأن أمره كله بيد الرب سبحانه وتعالى .
-ومما يستفاد منه أيضا أن أفضل أنواع الاستعانة هي استعانة العبد بالله على طاعته .
-ومن اللطائف ما ذكره ابن القيم في بيانه الحكمة من تقديم العبادة على الاستعانة قوله رحمه الله:(تقديم العبادة على الاستعانة في الفاتحة من باب تقديم الغايات على الوسائل إذ العبادة غاية العباد التي خُلقوا لها، والاستعانة وسيلة إليها).

[دينا المناديلي]

فوائد من درس الأربعاء ١٤ محرم ١٤٤٢هـ

الله تعالى هو الذي يمنّ بالهداية على من يشاء من عباده، وأنَّ الله يحول بين المرء وقلبه؛ فإن شاء أن يقيم قلبه أقامه، وإن شاء أن يزيغه أزاغه.


ولذلك كان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء بتثبيت قلبه؛ كما في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي من حديث أبي معاوية،
عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر أن يقول: (( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ))
فقلت: يا رسول الله، آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟
قال: (( نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء)).
وقد روي نحو هذا الحديث عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وشهود هذه الحقيقة يدفع عن العبد طغيان الشعور بالاستغناء عن طلب الهداية الذي هو من أعظم أسباب الحرمان.

[مروة النجدي]

المستفاد مما درس في يوم الأربعاء 14 محرم 1442 هـ

-من جميل ما ذكره الشيخ حفظه الله في تفسير قوله (اهدنا الصراط المستقيم) : قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}؛ فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب)

الهداية نوعان :
-هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية، ثمرتها: العلم بالحقّ، والبصيرة في الدين.
-هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية، ثمرتها: إرادة الحقّ والعمل به.
ولا تتحقّق الهداية إلا بالجمع بين المعنيين؛ وهو مقتضى الجمع بين العلم والعمل.

المهتدين على ثلاث درجات:
1-الذين هداهم الله لأصل الإسلام اعتقاداً وقولاً وعملاً، فأدّوا ما صحّ به إسلامهم، واجتنبوا نواقض الإسلام، مع اقترافهم لبعض الكبائر وتفريطهم في بعض الواجبات؛ فأصحاب هذه الدرجة مسلمون، لهم نصيب من الهداية بحسب ما معهم من الإيمان علماً وعملاً، لكنَّهم ظالمون لأنفسهم بسبب ما ارتكبوا من المعاصي.
2- المتقّون، وهم الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات؛ فنجوا بذلك من العذاب، وفازوا بكريم الثواب.
3- المحسنون، وهم أكمل الناس هداية، وأحسنهم عملاً، وهم الذين هداهم الله لأن يعبدوه كأنّهم يرونه، فاجتهدوا في إحسان أداء الواجبات، والكفّ عن المحرّمات، وأحسنوا التقرّب إلى الله تعالى بالنوافل حتى أحبّهم.
*وأصحاب كلّ درجة يتفاضلون فيها تفاضلاً كبيراً لا يحصيه إلا من خلقهم.

الحكمة من سؤال المسلم الهداية:
1-أن الهداية قائمة على العلم والعمل، وهما يتفاضلان؛ فيحتاج المؤمن إلى البصيرة في الدين، وإلى الإعانة على الطاعة، والعصمة من الضلالة في كلّ أمرٍ من أموره.
2- أنّ الهداية الإجمالية لا تغني عن الهداية التفصيلية.
3-أن القلب يتقلّب، وحاجة المرء إلى سؤال الله تعالى التثبيت والهداية دائمة متجددة.
4-أن الفتن التي تعترض المؤمن في يومه وليلته كثيرة متنوّعة ومن لم يهده الله ضلّ بها.
5-أنّ لكل عبد حاجات خاصّة للهداية، بما يناسب حاله، فهو محتاج إلى أن يمدّه الله بتلك الهدايات، وإن لم يهده الله لم يهتد.

هذه الآية (صراط الذين أنعمت عليهم) فيها تنبيه على سبب الهداية، وأنها لا تحصل إلا بإنعام الله تعالى على عبده، وأن العبد لولا إنعام الله عليه لما كان له أن يهتدي لمعرفة الحق، ولا لإرادة اتّباع الهدى، ولا للثبات على الهداية.

ومن الفوائد في تكرار كلمة الصراط مرتين في السورة قول ابن القيم رحمه الله: (وهذا كما إذا دللت رجلا على طريق لا يعرفها وأردت توكيد الدلالة وتحريضه على لزومها وأن لا يفارقها؛ فأنت تقول: (هذه الطريق الموصلة إلى مقصودك)، ثم تزيد ذلك عنده توكيدا وتقوية فتقول: (وهي الطريق التي سلكها الناس والمسافرون وأهل النجاة)، أفلا ترى كيف أفاد وصفك لها بأنها طريق السالكين الناجين قدرا زائدا على وصفك لها بأنها طريق موصلة وقريبة سهلة مستقيمة فإن النفوس مجبولة على التأسّي والمتابعة فإذا ذُكِرَ لها من تتأسّى به في سلوكها أَنِسْتَ واقتحمتها، فتأمّله).

في تفسير قوله: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) اجتمع المفسرون على أن المغضوب عليهم : اليهود ، والضالين : النصارى.

وقد اجتمعت أقوال السلف على :
- أنَّ سبب الغضب على اليهود أنَّهم لم يعملوا بما علموا؛ فهم يعرفون الحقّ كما يعرفون أبناءهم، لكنَّهم أهل عناد وشقاق وكِبْرٍ وحَسَد؛ وقسوة قلب، يكتمون الحقَّ، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويعادون أولياء الله؛ فاستحقّوا غضب الله.
- وأنَّ النصارى ضلوا لأنّهم عبدوا الله على جهل، متبّعين في عباداتهم أهواءهم، مبتدعين في دينهم ما لم يأذن الله به، قائلين على ربّهم ما ليس لهم به علم؛ فكانوا ضُلّالاً لأنَّهم ضيّعوا ما أنزل الله إليهم من العلم، ولم يسترشدوا به، وعبدوا الله بأهوائهم، وغلوا في دينهم، واتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله؛ بطاعتهم فيما يشرّعون لهم من العبادات، وفي تحريم ما أحلّ الله، وتحليل ما حرّم الله؛ فضلّوا بذلك ضلالاً بعيداً.

-وقد حذر السلف رحمهم الله تعالى من التشبه باليهود والنصارى؛ لئلا يصيب من تشبّه بهم من جنس ما أصابهم من الجزاء.

من ترك العمل بالعلم استحقّ سلب نعمة الهداية؛ لمقابلته نعمة الله تعالى بما يُغضب الله إذ لم يتّبع الهدى بعد معرفته به؛ كما فعلت اليهود. - ومن أعرض عن العلم الذي جاء من عند الله ضلَّ عن الصراط المستقيم، وابتدع في دين الله ما لم يأذن به الله؛ كما فعلت النصارى. نعوذ بالله من ذلك.

اللهم اهدنا صراطك المستقيم .

[هاجر محمد أحمد]

من فوائد درس الاستعاذة

وللشيطان شرور كثيرة متنوّعة لا يخلو منها شأن من شؤون الإنسان؛ كما في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه)).

ولا سبيل للعصمة من كيد الشيطان إلا بالاستعاذة بالله والإيمان به والتوكّل عليه، كما بيّنه الله تعالى في آية النحل، ويبنغي للمؤمن أن يدرك حاجته لإعاذة الله له من شرّ الشيطان، وأنه لو وكله الله إلى نفسه وكله إلى عجز ومضيعة، وإلى عدوّ شديد العدواة عظيم الحسد، دائم الكيد لإضلاله ما دامت روحه في جسده، فمن أدرك ذلك أثمر له هذا الإدراك يقيناً يورثه الافتقار الدائم إلى الله تعالى والاعتصام به {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}،

وينبغي للمؤمن أن يحرس مداخل الشيطان على الإنسان، وأهمها: الغفلة، والهوى، والغضب، والفرح، والشهوة، والشحّ، والفضول.

وتحقيق الاستعاذة يكون بأمرين:
أحدهما: التجاء القلب إلى الله تعالى وطلب إعاذته بصدق وإخلاص معتقداً أن النفع والضر بيده وحده جلّ وعلا، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
والآخر: اتّباع هدى الله فيما أمر به ليعيذه، ومن ذلك بذل الأسباب التي أمر الله بها، والانتهاء عما نهى الله عنه.
فمن جمع هذين الأمرين كانت مستعيذاً بالله حقاً.

مما ينبغي التنبّه له أن قول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ليس بقرآن، وإنما هو ذكرٌ ودعاء، قال ابن عطية: (أجمع العلماء على أن قول القارئ: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ليس بآية من كتاب الله).

[جيهان محمود]

تم بفضل الله قراءة محاضرة يوم الأربعاء 14 محرم 1442 هـ

أهم النقاط المستفادة

1- مراتب الهداية اثنين: هداية علمية وثمرتها العلم بالحق وهداية عملية وثمرتها العمل بالحق، والهداية تجمع بين هذين المعنيين. والمهتدون على ثلاث درجات ذُكروا في قوله تعالى: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)}.
- الدرجة الأولى: الظالمون لأنفسهم وهم الذين هداهم الله للإسلام -الذي هو أصل الهداية- اعتقادا وقولا وعملا مع اقترافهم لبعض الكبائر.
-الدرجة الثانية: المتقون وهم الذين هداهم الله لفعل الواجبات وترك المحرمات
- الدرجة الثالثة: المحسنون وهم الذين هداهم الله لأن يعبدوه كأنّهم يرونه، فاجتهدوا في إحسان أداء الواجبات، والكفّ عن المحرّمات، وأحسنوا التقرّب إلى الله تعالى بالنوافل حتى أحبّهم.

2- الهداية بمعنى الإرشاد و "اهدنا" فيها سؤال المؤمن لله عز وجل بأن يرشده لاتباع أوامره واجتناب نواهيه، وإعانته على ذكره وشكره وحسن عبادته. ويتفاضل الناس في طلب الهداية على ثلاثة أوجه، فمنهم من يستحضر قلبه أثناء الدعاء فيدعو بكل جوارحه ملتمسا الهداية، ومنهم من يدعو بتضرع وتقرب خوفا وطمعا، والصنف الثالث من يحقق المقصد من سؤال الهداية.

3- قال ابن القيّم رحمه الله في ماهية الصراط: (الصراط ما جمع خمسة أوصاف: أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً واسعاً موصلاً إلى المقصود؛ فلا تسمّي العربُ الطريقَ المعوجَّ صراطاً ولا الصعب المُشِقّ ولا المسدودَ غير الموصول). قال: (وبنوا "الصراط" على زِنَةِ فِعَال لأنَّه مُشْتَمِلٌ على سالكِهِ اشتمالَ الحلقِ على الشيءِ المسرُوط). وقد عرَّف السلف الصالح الصراط المستقيم على خمسة أقوال لاتعارض بينهم، على أنه دين الإسلام، كتاب الله تعالى، ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، أنه النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وأنه الحق

4- يأتي الإنعام على معنيين:

• إنعام عام وهو إنعام فتنة وبلاء، وسمي عاما لأنه يشمل المؤمنين كما يشمل الكفار، كما في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

• إنعام خاص وهو الإنعام بالهداية إلى ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾.

والإنعام المقصود في الآية الكريمة هو الإنعام الخاص. وهي -أي الآية- متعلقة بما قبلها أي أن الهداية لاتكون إلا بإنعام الله عز وجل على عباده الذين أخلصوا له العبادة والدعاء.

5- انقسم الناس في طريق الحق إلى ثلاثة أقسام:

• المنعم عليهم:وهم العالمين بالحق العاملين به

• المغضوب عليهم: العالم بالحق غير العامل به وهم اليهود

• الضالين: الجاهل للحق أو المحرف له وهم النصارى

"غير المغضوب عليهم ولا الضالين" لا تشمل فقط اليهود والنصارى بل يُقاس عليها كل من سلك منهجهم واتبع طريقهم.

[بشرى شباب]

تم بحمد الله وتوفيقه التطرق للدرس السادس بالعناية والفهم، وقد كانت فوائده جمة وعظيمة، منها:
-أن الله عز وجل اصطفى لأمة محمد صلى الله عليه وسلم دعاء خاصا بها وهو قوله تعالى: " اهدنا الصراط المستقيم"، يدعوه المؤمن سبعة عشر مرة في اليوم، وهذا من نعم الله عز وجل عليهم؛
-هداية الله تعالى لعباده على مرتبتين: الأولى هداية علمية، مبناها على الدلالة والارشاد، والثانية هداية عملية وهي هداية التوفيق والالهام، ولا تتحقق الهداية للعبد المؤمن إلا بالجمع بين المعنيين؛
-التفاضل في الهداية بين العباد حاصل لايحصيه إلا الله عز وجل، وهم بذلك على ثلاث درجات:
المهتدون الذين تحقق لهم أصل الهداية، والمقصود هنا بأصل الهداية الدخول في دين الاسلام؛
المتقون الذين هداهم الله تعالى لفعل الواجبات وترك المحرمات؛
المحسنون الذين هداهم الله لعبادته كأنهم يرونه، وهم أعلى مراتب الهداية؛
-الهداية قائمة على العلم والعمل؛
-المراد بالصراط المستقيم ما يوصل إلى رضوان الله وجنته، وينجي من سخط الله وعقوبته؛
-تعدد عبارات السلف في المراد بالصراط المستقيم، وكما يقال تعدد الأسماء من شرف المسمى، فقد سمي بدين الاسلام، كتاب الله تعالى، ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، الصراط المستقيم هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وسمي أيضا بالحق؛
-جاء الإنعام في القرآن الكريم على معنيين: إنعام عام وهو إنعام فتنة وابتلاء، عام للمؤمنين والكافرين؛ وإنعام خاص هو إنعام منة واجتباء، يختص الله به عباده بهدايتهم وأعانتهم ووقايتهم من الفتن ومن كيد الشيطان وشر النفس؛
-تضمنت الآية الكريمة: " صراط الذين أنعمت عليهم" تنبيها لسبب الهداية، وأنها لا تحصل إلا بإنعام الله تعالى على عباده، فأتم عليهم نعمته جل وعلا بهدايتهم لما يحبه ويرضاه، وتكفل ببيان ما يطلبه عز وجل مما يستلزم على المؤمنين وجوب شكر نعم الله تعالى، وكلما شكر العبد ربه كلما زاده من منه وفضله؛
-تكرار ذكر الصراط له حكمة وفائدة حسب الموضع الذي ذكر فيه، وهذه الفائدة لا تتحقق في غيره؛
-توافقت أقوال السلف على تفسير المغضوب عليهم باليهود، والضالين بالنصارى؛
-سبب الغضب على اليهود أنهم لم يعملوا بما علموا، بل كتموا الحق وحرفوا الكلم عن مواضعه، وعادوا أولياء الله تعالى، فاستحقوا الغضب والعياذ بالله؛
- سبب ضلال النصارى أنهم عبدوا الله عز وجل على جهل، فتتبعوا أهواءهم، وابتدعوا في دينهم ما لم يأذن به الله تعالى، وغلوا في دينهم فاتبعوا أحبارهم ورهبانهم وحرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرم الله.

-

[أمل تميم]

تمت دراسة درس يوم الاثنين
والتعرف على البسملة ومعانيها اللغوية وكذلك اوجة قرائتها سرا وجهرا ورأي العلماء في ذلك وكذلك قول العلماء في هل تعتبر آية من ضمن الآيات لكل السورة والاقوال في ذلك كما تم التعرف على انواع العد القرآني وتفسير سورة الفاتحة وتوضيح معنى الآيات فيها واستخراج ابداع خلق الله في هذه السورة

[أمل تميم]

تمت دراسة درس يوم الثلاثاء
توضيح معنى العبادة وسبب تقديم اياك نعبد على اياك نستعين ومعنى الاستعانة لله وانواعها من استعانة السبب واستعانة العبادة واسباب تقديم المفعول اياك في اياك نعبد واياك نستعين

[يوسف جواد]

إن سورة الفاتحة تقعد مبدأ الألوهية والربوبية والواحدانية..كما أنها باب في قيمة التوكل على الله تعالى.

بشرى شباب ,يوسف جواد شاكرون لهذا

[فوزية بنت عبد الله]

يوم الأربعاء ١/١٤ محرم
الفوائد:
١-في قوله تعالى: { اهدنا الصراط المستقيم}
هذه الآية دعاء ومسألة لله تعالى، وهي مقصود العبد بعدما تقدم الحمد والثناء والتمجيد لله تعالى، والتوسل إليه بإخلاص العبادة والاستعانة له ، ومايتضمن هذا الإخلاص من البراءة من الشرك ومايقدح في إخلاص العبادة لله تعالى، والبراء من الحول والقوة إلا به تعالى.

٢-قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:( أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة : { اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} ؛ فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لافي الدنيا ولا في الآخرة، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة، وهو وإلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب).

٣-بيان مراتب الهداية وهي على مرتبين:
المرتبة الأولى: هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية، ثمرتها العلم بالحق، والبصيرة في الدين.
والمرتبة الثانية: هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية ، ثمرتها ة: إرادة الحق والعمل به.
ولا تتحقق الهداية إلا بالجمع بين المعنيين؛ وهو مقتضى الجمع بين العلم والعمل.

٤- أن أهل الإحسان مقصدهم جمع مراتب الهداية وبلوغ أعلى درجاتها؛ ويشهدون شدة حاجتهم إلى أن يبصرهم الله بالحق في جميع شؤونهم، وأن يجعلهم مريدين لاتباع هداه، وأن يوفقهم ويعينهم على ذلك.
ومن دونهم كل بحسب مقصده وعزيمته وصدق إرادته، حتى يكون منهم من يذكر الدعاء وهو لا يدري ما يقول.

٥-الحكمة من سؤال المسلم الهداية:
إذا قيل المسلم مهتد بإسلامه فما فائدة سؤاله الهداية؟
فالجواب أن دخول المسلم في الإسلام هو أصل الهداية؛ لكن يحتاج إلى هدايات كثيرة متنوعة ومتجددة، وبيان ذلك من وجوه:
١- أن الهداية قائمة على العلم والعمل، وهما يتفاضلان؛ فيحتاج المؤمن إلى البيصرة في الدين، وإلى الإعانة على الطاعة، والعصمة من الضلالة في كل أمر من أموره.
٢-أن الهداية الإجمالية لاتغني عن الهداية التفصيلية.
٣-أن القلب يتقلب، وحاجة المرء الىغ سؤال الله تعالى التثبيت والهداية دائمة متجددة.
٤-أن الفتن التي تعترض المؤمن في يومه وليلته كثيرة متنوعة ومن لم يهد الله ضل بها،وكم أصابت الإنسان المقصر من فتنة تضرر بها وبعقوباتها ولو أحسن الاستعاذة بالله منها وسؤاله الهداية لسلم من شر كثير.
٥- أن لكل عبد حاجات خاصة للهداية، بما يناسب حاله، فهو محتاج إلى أن يمده الله بتلك الهدايات، وإن لم يهده الله لم يهتد.

٦-بيان معاني الأنعام في القرآن:
الأنعام يأتي في القرآن على معنيين:
المعنى الأول: إنعام عام، وهو إنعام فتنة وابتلاء، كما في قوله تعالى:{ فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن }
وقوله: {فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لايعلمون}
وهذا الأنعام عام للمؤمنين والكافرين كما قال تعالى:{ كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وماكان عطاء ربك ومحظورا}.
وهذا الأنعام حجة على العباد ودليل على المنعم جل وعلا ليخلصوا له العبادة ويشكروه على نعمه.
والنوع الثاني: الأنعام الخاص، وهو إنعام منه واجتباء، وهو الأنعام بالهداية إلى مايحبه الله عزّ وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال، ومايمن به على عباده من أسباب فضله ورحمته وبركاته.

٧-قال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد:(الشقاء والكفر ينشأ من عدم معرفة الحق تارة، ومن عدم وإرادته والعمل به أخرى.
فكفر اليهود نشأ من عدم إرادة الحق والعمل به، وإيثار غير عليه بعد معرفته؛ فلم يكن ضلالا محضا.وكفر النصارى نشأ من جهلهم بالحق وضلالهم فيه؛ فإذا تبين لهم وآثروا الباطل عليه أشبهوا الأمة العصبية وبقوا مغصوبا عليهم ضالين.