دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 14 محرم 1442هـ/1-09-2020م, 11:25 PM
محمد حجار محمد حجار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 350
افتراضي

فوائد مقرر الثلاثاء 13-1-1442 المشتمل على تفسير قول الله تعالى: {إيّاك نعبد و إيّاك نستعين}
1 – من مقاصد الأية توحيد الله سبحانه بالعبادة و الإستعانة
2 - معنى قوله تعالى: {إياك نعبد}.
أي نُخلِص لك العبادة؛ فنطيع أوامرك و نجتنب نواهيك محبّة وخوفاً ورجاء
والعِبادةُ هي: التَّذلُّلُ والخُضوعُ والانقيادُ مع شدَّةِ المحبَّةِ والتعظيمِ و هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة و ركنا صحة العبادة و قبولها الإخلاص و الإتباع للنبي صلى الله عليه و سلم
3 – تقديم المفعول إيّاك على الفعل نعبد فيه ثلاثة فوائد هي الحصر و تقديم ذكر المعبود و إفادة الحرص على التقرب لله تعالى
4 - معنى قوله تعالى: {إياك نستعين}.
أي نستعينك وحدك لا شريك لك على جميع أمورنا
5 – الإستعانة تستلزم مستعاناً عليه و لأهل العلم في حذفه قولان
أحدهما: نستعينك على عبادتك؛ لتقدّم ذكرها.
والمعنى الآخر: نستعينك على قضاء حوائجنا، وجميع شؤوننا؛ فلا غنى لنا عن عونك وإمدادك. و هو الأرجح لأن حذف المستعان عليه يفيد العموم
والصواب الجمع بين المعنيين؛ إذ كلاهما حقّ
6 - الاستعانة هي طلب العون؛ والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضارّ
7 - تحقيق الاستعانة يكون بأمرين:
- أحدهما: التجاء القلب إلى الله تعالى بصدق طلب العون منه
- والآخر: اتّباع هدى الله تعالى ببذل الأسباب التي أرشد إليها وبينها
8 - الاستعانة على قسمين:
القسم الأول: استعانة العبادة، وهي الاستعانة التي يصاحبها معانٍ تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل
القسم الثاني: استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
فهذه الاستعانة ليست بعبادة لخلوّها من المعاني التعبّدية و حكمها بحسب حكم السبب وحكم الغرض فإذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة
9 - الناس في العبادة والاستعانة على أقسام:
- فأفضلهم الذين أخلصوا العبادة والاستعانة لله تعالى؛ فكانوا من أهل {إياك نعبد وإياك نستعين}، وهم على درجات لا يحصيهم إلا من خلقهم؛ لأن المسلمين يتفاضلون في إخلاص العبادة وفي الاستعانة تفاضلاَ كبيراً وقد يقع لدى بعض المسلمين تفريط وتقصير في إخلاص العبادة والاستعانة؛ فيحصل لهم بسبب ذلك آفات وعقوبات
10 - الاستعانة بالله تعالى على أنواع:
- فأفضلها وأحبها إلى الله تعالى: الاستعانة بالله على طاعة الله، وكلما كان المؤمن أشد حباً لله ورجاء في فضله وخوفاً من سخطه وعقابه كان على هذا الأمر أحرص، وعرف أن حاجته إليه أشد.
لكن من الناس من يغلب عليه الاستعانة بالله لتحقيق المطالب الدنيوية حتى تشغله عن المطالب الأخروية؛ فإن تحقق له ما يطلب من أمور الدنيا فرح به وضعفت رغبته في الاستعانة بالله تعالى على طاعة الله، وإن حُرمه ابتلاء واختباراً جزع وسخط؛ فهذا النوع في قلوبهم عبودية للدنيا، وقد تُعجَّل لهم مطالبهم فتنة لهم ثم تكون عاقبتهم سيئة
في الأية فوائد بلاغية كثيرة منها
11 - الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين }
تقديم العبادة على الاستعانة في الفاتحة من باب تقديم الغايات على الوسائل إذ العبادة غاية العباد التي خُلقوا لها، والاستعانة وسيلة إليها
12 - معنى النون في قوله تعالى: {إياك نعبد}
يتضمن إقرار القارئ بأنه عبد من جُملة العباد الذين يعبدون الله وحده ويستعينون به ولا يشركون به
13 - فائدة الإتيان بالفعل المضارع في {نعبد} و{نستعين}
الإتيان بالفعل المضارع هنا لإفادة التجدّد والتكرار، فالعبادة والاستعانة من الأعمال التي تتجدد وتتكرر
14 - فائدة تحول الكلام من الغيبة إلى الخطاب.
وهذا ما يُسمّى بالالتفات في علم البلاغة، وله فوائد في تنويع الخطاب، والبيان عن التنقّل بين مقامات الكلام، والتنبيه على نوع جديد من الخطاب يستدعي التفكّر في مناسبته، واسترعاء الانتباه لمقصده
15 - فائدة تكرر {إياك} في الآية مرتين هي الإهتمام والحصر

  #27  
قديم 15 محرم 1442هـ/2-09-2020م, 02:19 AM
كمال مراح كمال مراح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الأول - المجموعة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 57
افتراضي هل للفظ الهدى معنى واحد ؟

يطلق لفظ الهدى وله عدة معاني منها :

1- المعنى الأول : كما في قوله تعالى : { وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم }.
2- المعنى الثاني : قوله تعالى : { فبهداهم اقتده} ، أي : بعملهم الصالح وسيرتهم الحسنة .
3- وتارة يجمع بين الأمرين ، كما في قوله تعالى : {وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله }.
4- ويطلق على معان أخر : كما في قوله تعالى : { الذي أعطى كل شيئ خلقه ثم هدى }، المراد الإلهام الفطري لكل الكائنات بما تقوم به مصالحها .

  #28  
قديم 15 محرم 1442هـ/2-09-2020م, 12:35 PM
محمد عبد العزيز العزاوي محمد عبد العزيز العزاوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 26
افتراضي

السلام عليكم .. من فوائد درس يوم الثلاثاء .13/ محرم / 1442ه
● معنى قوله تعالى: {إياك نعبد}.
أي نُخلِص لك العبادة؛ فنطيع أوامرك محبّة وخوفاً ورجاء خاضعين مستكينين لك وحدك لا شريك لك.
والعِبادةُ هي: التَّذلُّلُ والخُضوعُ والانقيادُ مع شدَّةِ المحبَّةِ والتعظيمِ.

● بيان معنى العبادة في اللغة
قال ابن جرير رحمه الله: (العبودية عندَ جميع العرب أصلُها الذلّة، وأنها تسمي الطريقَ المذلَّلَ الذي قد وَطِئته الأقدام، وذلّلته السابلة (معبَّدًا) ).
وقال أبو منصور الأزهري: (ومعنى العبادة في اللغة: الطاعة مع الخضوع، ويقال طريقٌ مُعَبَّدٌ إذا كان مذلَّلا بكثرة الوطء)ا.هـ.
فهذا تعريف لها باعتبار أصل معناها اللغوي الملازم لها، واعتبار هذا المعنى مهم.

● بيان معنى العبادة شرعاً
والعبادة في الشرع لها تعريفات متعددة ذكرها أهل العلم، وقد سلكوا مسالك في تعريفها، ومن أحسنها تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة (العبودية)؛ إذ قال رحمه الله تعالى: (العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة)ا.هـ.
قوله: (من الأعمال والأقوال) هذا قَيدٌ يُخرِج الأشخاصَ والأمكنةَ والأزمنةَ التي يحبها الله فلا توصف بأنها عبادة، لأن العبادة تتعلق بما يُتعبَّد به.
وتعريف شيخ الإسلام للعبادة حسن بديع، وهو وصف جامع مانع للعبادات الشرعية، وأما العبادات الشركية والبدعية فلا يشملها هذا التعريف لأن الله تعالى لا يحبها ولا يرضاها ولا يقبلها، وإن كانت داخلةً في اسم العبادة لغة؛ لأن كلَّ ما يُتقرَّب به إلى المعبود فهو عبادة؛ كما قال الله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾ ؛ فسمَّى ما يفعلونه عبادة، وقال تعالى: ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) رواه مسلم.
فالعبادات الشركية والبدعية وإن كان يشملها اسم العبادة لغة وحقيقة من جهة كونها صادرة عن تذلل وخضوع للمعبود، لكنها عبادات باطلة عند الله؛ فمن عبد اللهَ عبادةً غير خالصة له فهي مردودة عليه، وكذلك من عبد الله بعبادة لم يأذن الله بها فهي مردودة عليه.
فتعريف شيخ الإسلام للعبادة تعريف بالحدّ الرسميّ لغرض بيان ما يشمله اسم العبادة الشرعية، وتعريف ابن جرير وأبي منصور للعبادة تعريف بالحد الحقيقي لغرض بيان ماهية العبادة وحقيقتها؛ فهي لا تكون إلا بتذلل وخضوع.

  #29  
قديم 15 محرم 1442هـ/2-09-2020م, 12:38 PM
محمد عبد العزيز العزاوي محمد عبد العزيز العزاوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 26
افتراضي

السلام عليكم ......من فوائد درس اليوم 14 / محرم / 1442ه
تفسير قول الله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)}

مقصد الآية:
هذه الآية دعاء ومسألة لله تعالى، وهي مقصود العبد بعدما تقدّم من الحمد والثناء والتمجيد لله تعالى، والتوسّل إليه بإخلاص العبادة والاستعانة له، وما يتضمّن هذا الإخلاص من البراءة من الشرك وما يقدح في إخلاص العبادة لله تعالى، والبراءة من الحول والقوّة إلا به تعالى.
كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربّه تبارك وتعالى: (فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل).
وهذا الدعاء الذي اصطفاه الله تعالى لهذه الأمّة ورضيه لها، وفرضه عليها؛ أعظم الدعاء وأنفعه، وأحبّه إلى الله، وقد وعدها الإجابة عليه؛ فمن أحسن الإتيان بما دلَّ عليه أوّل هذه السورة كان أسعد بإعطاء مسألته، وإجابة دعوته في آخرها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}؛ فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب)ا.هـ.
وقال أيضا: (والذين هداهم الله من هذه الأمة حتى صاروا من أولياء الله المتقين كان من أعظم أسباب ذلك دعاؤهم الله بهذا الدعاء في كل صلاة، مع علمهم بحاجتهم وفاقتهم إلى الله دائما في أن يهديهم الصراط المستقيم؛ فبدوام هذا الدعاء والافتقار صاروا من أولياء الله المتقين)ا.هـ.
وإذا حصلت الهداية حصل ما يترتب عليها من النصر والرزق والتوفيق وأنواع الفضائل والبركات، وما تطلبه النفس من أحوال السعادة، ومن العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة.


بيان مراتب الهداية:
الهداية على مرتبتين:
المرتبة الأولى: هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية، ثمرتها: العلم بالحقّ، والبصيرة في الدين.
والمرتبة الثانية: هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية، ثمرتها: إرادة الحقّ والعمل به.
ولا تتحقّق الهداية إلا بالجمع بين المعنيين؛ وهو مقتضى الجمع بين العلم والعمل.
ولذلك فإن من لم يعرف الحقّ لا يهتدي إليه، ومن عرفه لكن لم تكن في قلبه إرادة صحيحة له فهو غير مهتدٍ.
ويطلق لفظ "الهدى" وما تصرّف منه في النصوص مراداً به المعنى الأول تارة كما في قوله تعالى: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبّوا العمى على الهدى} وقوله تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}.وقوله: {وأهديك إلى ربّك فتخشى}.
ويأتي تارة مراداً به المعنى الثاني كما في قوله تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء} وقوله تعالى: {فبهداهم اقتده} أي بعملهم الصالح وسيرتهم الحسنة.
ويأتي تارة بما يحتملهما كما في هذا الموضع، وقوله تعالى: {وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله}.
ويطلق لفظ الهدى على معانٍ أخر كما في قوله تعالى: {الذي أعطى كلّ شيء خلقه ثمّ هدى} المراد به الإلهام الفطري لكلّ الكائنات بما تقوم به مصالحها، وهذا من دلائل ربوبيّته تعالى.

  #30  
قديم 15 محرم 1442هـ/2-09-2020م, 12:55 PM
محمد منير يوغبارى محمد منير يوغبارى غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 9
افتراضي

فهذا العلم يفرق بين أهل السنة والصوفية أو صوفية زماننا لأنهم لايفرقون بين استعانة العبادة واستعانة التسبب والله المستعان .

أقسام الاستعانة
الاستعانة على قسمين:
القسم الأول: استعانة العبادة، وهي الاستعانة التي يصاحبها معانٍ تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر، وهي الاستعانة التي أوجب الله تعالى إخلاصها له جلَّ وعلا، كما قال الله تعالى فيما علّمه عباده المؤمنين: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾؛ وتقديم المعمول يفيد الحصر، فيستعان بالله جل وعلا وحده، ولا يستعان بغيره، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: (( وإذا استعنت فاستعن بالله)) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
والاستعانة ملازمة للعبادة فكل عابد مستعين؛ فإنه لم يعبد إلهه إلا ليستعين به على تحقيق النفع ودفع الضر.

القسم الثاني: استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
فهذه الاستعانة ليست بعبادة لخلوّها من المعاني التعبّدية، وهي كما يستعين الكاتب بالقلم على الكتابة؛ وكما يستعين على معرفة الحق بسؤال أهل العلم.
استعانة التسبب حكمها بحسب حكم السبب وحكم الغرض فإذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة، وإذا كان الغرض محرماً أو كان السبب محرماً لم تجز تلك الاستعانة، فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركاً أصغر من شرك الأسباب.

إذا تبيَّن ذلك فاعلم أنَّ قول الله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة} وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب لمّا أعطاه عطيَّة: (استعن بها على دنياك ودينك) رواه ابن خزيمة.
وحديث قابوس بن المخارق عن أبيه، قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسول الله، الرجل يأتيني يريد مالي، قال: «ذكّره بالله».
قال: فإن لم يذكر الله؟
قال: «استعن بمن حولك من المسلمين»
قال: فإن لم يكن حولي أحد؟
قال: «فاستعن عليه بالسلطان».
قال: فإن نأى عني السلطان؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فقاتل دون مالك حتى تكون من شهداء الآخرة أو تمنع مالك» رواه ابن أبي شيبة والنسائي.
فهذه النصوص وما في معناها المراد بالاستعانة فيها استعانة التسبّب، وأمَّا استعانة العبادة فلا يجوز أن تصرف لغير الله تعالى.

  #31  
قديم 15 محرم 1442هـ/2-09-2020م, 02:35 PM
عبد الجبار عبود عبد الجبار عبود غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 37
افتراضي

الهداية على مرتبتين:
المرتبة الأولى:*هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية،*ثمرتها:*العلم بالحقّ، والبصيرة في الدين.
والمرتبة الثانية:*هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية،*ثمرتها:*إرادة الحقّ والعمل به.

  #32  
قديم 15 محرم 1442هـ/2-09-2020م, 05:25 PM
أحمد غزالي أحمد غزالي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الأول - المجموعة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 48
افتراضي

الفوائد لمادة التاريخ ١٤ محرم ١٤٤٢
تفسير قول الله تعالى (اهدنا الصراط المستقيم() صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين

هذه الآية دعاء العبد لربه بعد تحميد الله عزّ وجلّ والتجميد والثناء. هذا الدعاء دعاء عظيم لابدّ لكل مكلف اهتمامه وعيانة معانيه ليستفيد منه فيتعبد ربه تبارك وتعالى على الهداية، إما الهداية العلمية ولاسيما الهداية العملية فيكون في درجة المهتدين الذين يسارعون في الخيرات. كفى بالمرء أن ينعم نظره لمدارسة هذه الآية بعد أن يسمع قول شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان هذه الآية، قال رحمه الله ( أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة {اهدنا الصراط المستقيم▪صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخرة، لكن الذنوب من لوازم الإنسان، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة، وهو إلى الهدى أحوج منه من الأكل والشرب)

  #33  
قديم 15 محرم 1442هـ/2-09-2020م, 06:10 PM
أحمد طلال سالم أحمد طلال سالم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الأول - المجموعة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 67
افتراضي

عناصر درس اليوم: الاربعاء 14 محرم-1442 هجري:
الدرس السادس :تفسير قول الله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) }

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين،
هذه بعض فوائد الدرس السادس:

تفسير قول الله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)}

مقصد الآية:
هذه الآية دعاء ومسألة لله تعالى، وهي مقصود العبد بعدما تقدّم من الحمد والثناء والتمجيد لله تعالى، والتوسّل إليه بإخلاص العبادة والاستعانة له، وما يتضمّن هذا الإخلاص من البراءة من الشرك وما يقدح في إخلاص العبادة لله تعالى، والبراءة من الحول والقوّة إلا به تعالى.
كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربّه تبارك وتعالى: (فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل).

بيان مراتب الهداية:
الهداية على مرتبتين:
المرتبة الأولى: هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية، ثمرتها: العلم بالحقّ، والبصيرة في الدين.
والمرتبة الثانية: هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية، ثمرتها: إرادة الحقّ والعمل به.
ولا تتحقّق الهداية إلا بالجمع بين المعنيين؛ وهو مقتضى الجمع بين العلم والعمل.
ولذلك فإن من لم يعرف الحقّ لا يهتدي إليه، ومن عرفه لكن لم تكن في قلبه إرادة صحيحة له فهو غير مهتدٍ.

الهداية منّة من الله تعالى:
الهداية للحقّ منَّةٌ من الله تعالى، لا تكون إلا به، وكلّ الناس ضالّون إلا من هداهم الله، كما في الحديث القدسي الجليل الذي رواه مسلم من حديث أبي ذرّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربّه جلّ وعلا أنه قال: [ يا عبادي كلّكم ضالّ إلا من هديتُه فاستهدوني أهدكم ]
والناس لا يهتدون إلى شيء ينفعهم في دينهم ودنياهم إجمالاً وتفصيلاً إلا بالله تعالى.

الحكمة من سؤال المسلم الهداية:
إذا قيل: المسلم مهتدٍ بإسلامه فما فائدة سؤاله الهداية؟
فالجواب أن دخول المسلم في الإسلام هو أصل الهداية؛ لكنّه يحتاج إلى هدايات كثيرة متنوّعة ومتجددة، وبيان ذلك من وجوه:
1. أن الهداية قائمة على العلم والعمل، وهما يتفاضلان؛ فيحتاج المؤمن إلى البصيرة في الدين، وإلى الإعانة على الطاعة، والعصمة من الضلالة في كلّ أمرٍ من أموره.
2. أنّ الهداية الإجمالية لا تغني عن الهداية التفصيلية.
3. أن القلب يتقلّب، وحاجة المرء إلى سؤال الله تعالى التثبيت والهداية دائمة متجددة.
4. أن الفتن التي تعترض المؤمن في يومه وليلته كثيرة متنوّعة ومن لم يهده الله ضلّ بها، وكم أصابت الإنسان المقصّر من فتنة تضرر بها وبعقوباتها ولو أنَّه أحسن الاستعاذة بالله منها وسؤاله الهداية لَسَلِم من شرّ كثير.
5. أنّ لكل عبد حاجات خاصّة للهداية، بما يناسب حاله، فهو محتاج إلى أن يمدّه الله بتلك الهدايات، وإن لم يهده الله لم يهتد.

المراد بالصراط المستقيم:
لا ريب أنَّ المراد بالصراط المستقيم ما فسّره الله به في الآية التي تليها بقوله: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
وهو وصف جامع مانع لما يوصل إلى رضوان الله وجنّته، وينجّي من سخط الله وعقوبته، ولذلك سُمّي صراطاً لوضوحه واستقامته ويسره وسعته، فإنّ الله تعالى قد يسّر الدين ووسّع على عباده فلم يجعل عليهم فيه من حرج، وجعله شريعته سمحة بيّنة مستقيمة لا اعوجاج فيها، ولا تناقض ولا اختلاف؛ فمن أطاع الله ورسوله فقد اتّبع الهدى وسلك الصراط المستقيم؛ فهو صراط يُسار فيه بالإيمان والأعمال الصالحة؛ وكلما عمل العبد حسنة ازداد بها قرباً إلى الله تعالى واستقامة على صراطه.

معنى التعريف في الصراط المستقيم:
التعريف في الصراط للعهد الذهني الذي يفيد الحصر؛ فهو صراط واحد لا غير.
والتعريف هنا مع إفادته الحصر يفيد معنى التشريف والتفضيل والكمال، وهذا كما تقول للطبيب: أعطني الدواء الناجع؛ فهو أبلغ من قولك: أعطني دواءً ناجعاً.
فالأول يفيد أنك تطلب منه أفضل ما لديه، وهو الدواء الذي يكون أحقّ بالتعريف مما دونه من الأدوية.

تفسير قول الله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم}
مقصد الآية:
هذه الآية بيان للآية السابقة، وقد تضمَّنت على وجازة ألفاظها أحسن التعريف بالصراط المستقيم، وبيان سبب سلوكه، وأحوال سالكيه وثوابهم، وما يقتضيه هذا السبب من الواجبات، وبيّنت أنواع مخالفيه، وأحوالهم وعقوباتهم؛ ومناسبة عقوباتهم لأسباب مخالفاتهم، ببيان بديع محكم غاية الإحكام.
فالإنعام في هذه الآية شامل لأسباب الهداية وأحوالها وثمراتها؛ فإنَّ العبد يحتاج إلى إنعام يعرّفه بسبيل الهدى ويبصّره به، وإنعام لإرادة اتّباع الهدى، وإنعام لإعانته على سلوك سبيله وصرف القواطع والمعوّقات عنه، وإنعام بتثبيته وتأييده حتى يجد ثمرة هدايته، وإنعام بتوفيقه للمداومة على سلوك هذا الصراط حتى يلقى ربَّه جلَّ علا وهو راضٍ عنه.

المراد بالذين أنعم الله عليهم:
الذين أنعم الله عليهم قد بيّنهم الله تعالى بقوله: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾
فهذه الآية تضمّنت بيان أصناف الذين أنعم الله عليهم، وأنّهم على درجات في هذا الإنعام؛ فمن الدرجات ما اختصّ الله به أنبياءه ورسله، ومن هذه الدرجات ما جعل الأمَّة تتفاضل في طلبه وإدراكه.
قال ابن جرير رحمه الله: (وفي هذه الآية دليلٌ واضحٌ على أنّ طاعة اللّه جلّ ثناؤه لا ينالها المطيعون إلاّ بإنعام اللّه بها عليهم وتوفيقه إيّاهم لها، أوَلا يسمعونه يقول: {صراط الّذين أنعمت عليهم}؟!!
فأضاف كلّ ما كان منهم من اهتداءٍ وطاعةٍ وعبادةٍ إلى أنّه إنعامٌ منهُ عليهم؟)ا.هـ

الحكمة من تكرار لفظ الصراط
قال ابن القيّم رحمه الله: (وهذا كما إذا دللت رجلا على طريق لا يعرفها وأردت توكيد الدلالة وتحريضه على لزومها وأن لا يفارقها؛ فأنت تقول: (هذه الطريق الموصلة إلى مقصودك)، ثم تزيد ذلك عنده توكيدا وتقوية فتقول: (وهي الطريق التي سلكها الناس والمسافرون وأهل النجاة)، أفلا ترى كيف أفاد وصفك لها بأنها طريق السالكين الناجين قدرا زائدا على وصفك لها بأنها طريق موصلة وقريبة سهلة مستقيمة فإن النفوس مجبولة على التأسّي والمتابعة فإذا ذُكِرَ لها من تتأسّى به في سلوكها أَنِسْتَ واقتحمتها، فتأمّله)ا.هـ.
ولابن عاشور كلام حسن في جواب هذا السؤال أيضاً وخلاصته أن فيه تفصيلاً بعد إجمال مفيد؛ ليتمكّن الوصف الأوّل من النفوس، ثمّ يعقب بالتفصيل المبيّن لحدود الصراط وعلاماته وأحوال السالكين وأحكامهم.

تفسير قول الله تعالى: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}

المغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم النصارى ولا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم؛ لأنه وصف له سبب؛ فمن فعلَ مثلَ فعلِهم لقي مثل جزائهم.
وقد تظافرت أقوال السلف على:
- أنَّ سبب الغضب على اليهود أنَّهم لم يعملوا بما علموا؛ فهم يعرفون الحقّ كما يعرفون أبناءهم، لكنَّهم أهل عناد وشقاق وكِبْرٍ وحَسَد؛ وقسوة قلب، يكتمون الحقَّ، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويعادون أولياء الله؛ فاستحقّوا غضب الله.
- وأنَّ النصارى ضلوا لأنّهم عبدوا الله على جهل، متبّعين في عباداتهم أهواءهم، مبتدعين في دينهم ما لم يأذن الله به، قائلين على ربّهم ما ليس لهم به علم؛ فكانوا ضُلّالاً لأنَّهم ضيّعوا ما أنزل الله إليهم من العلم، ولم يسترشدوا به، وعبدوا الله بأهوائهم، وغلوا في دينهم، واتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله؛ بطاعتهم فيما يشرّعون لهم من العبادات، وفي تحريم ما أحلّ الله، وتحليل ما حرّم الله؛ فضلّوا بذلك ضلالاً بعيداً.
وقال سفيان بن عيينة: (كانوا يقولون من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى).
وكان غير واحد من السلف يقول: (احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل؛ فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون).
فمن عرف الحقَّ ولم يعمل به أشبه اليهود الذين قال الله فيهم: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون} .
ومن عبد الله بغير علم بل بالغلو والشرك أشبه النصارى الذين قال الله فيهم: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل}).ا.هـ.

والحمد لله رب العالمين.

  #34  
قديم 15 محرم 1442هـ/2-09-2020م, 09:42 PM
عبد الإله أبو طاهر عبد الإله أبو طاهر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الأول - المجموعة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 28
افتراضي

تقسيم بديع ومختصر

الذين يسألون الله تعالى الهداية ليسوا سواءً في هذا السؤال العظيم، بل يتفاضلون فيه من وجوه:
أحدها:*حضور القلب عند الدعاء

الوجه الثاني:*الإحسان في الدعاء

الوجه الثالث:*مقاصد الداعي من سؤال الهداية.

  #35  
قديم 16 محرم 1442هـ/3-09-2020م, 10:43 AM
محمد حجار محمد حجار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 350
افتراضي

فوائد مقرر الأربعاء 14-1-1442 المشتمل على تفسير قول الله تعالى: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}
أولاً : تفسير قول الله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)}
1 – مقصد الأية : تعليم العبد أن يسأل الله سبحانه و تعالى أعظم ما ينفعه و هو الهداية إلى الطريق الصحيح الموصل إلى سعادة الدنيا و الآخرة
2 – الهداية المرتبطة بطلب العبد على معنيين:
المعنى الأول: هداية الدلالة والإرشاد، وهي هداية علمية، ثمرتها: العلم بالحقّ، والبصيرة في الدين.
والمعنى الثاني : هداية التوفيق والإلهام، وهي هداية عملية، ثمرتها: إرادة الحقّ والعمل به.
ولا تتحقّق الهداية إلا بالجمع بين المعنيين؛ وهو مقتضى الجمع بين العلم والعمل
3 – ويأتي لفظ الهداية في القرآن بما يدل على المعنى الأول أو الثاني أو كليهما معاً
4 – و للهداية معنى لا يرتبط بطلب العبد هو معنى الإلهام الفطري لكلّ الكائنات بما تقوم به مصالحها، وهذا من دلائل ربوبيّته تعالى. كما في قوله تعالى: {الذي أعطى كلّ شيء خلقه ثمّ هدى}
5 - المهتدون على ثلاث درجات
• الأولى : الظالم لنفسه و هو من تحقق له أصل الهداية اعتقاداً وقولاً وعملاً، فأدّى ما صحّ به إسلامه، واجتنب نواقض الإسلام، مع اقترافه لبعض الكبائر وتفريطه في بعض الواجبات و العبد في هذه الدرجة موعود بدخول الجنة و مستحق للعقاب فإما أن يطهره الله من ذنوبه بالعقاب ثم يدخله الجنة أو يغفر له و يدخله الجنة
• الثانية : المتقي و هو الذي هداه الله لفعل الواجبات و ترك المحرمات فنجى من العذاب و فاز بالثواب
• الثالثة : المحسن و هو الذي هداه الله لأن يعبده كأنه يراه فاجتهد في أداء الواجبات و اجتناب المحرمات و أحسن التقرب إلى الله بالنوافل حتى أحبه
وأصحاب كلّ درجة يتفاضلون فيها تفاضلاً كبيراً لا يحصيه إلا من خلقهم
6 – معنى إهدنا في الأية يشمل هداية الدلالة و الإرشاد و هداية التوفيق و الإلهام
7 – و مقاصد المهتدين من سؤال الهداية تختلف لإختلاف مراتبهم و فهمهم و تصورهم للهداية
8 – و السائلين للهداية يتفاضلون فيما بينهم من وجوه
• أحدها: حضور القلب عند الدعاء؛ فليس دعاء الغافل اللاهي كدعاء المدرك الواعي
• والوجه الثاني: الإحسان في الدعاء؛ فليس من يدعو الله تعالى بتضرّعٍ وتقرّبٍ خوفاً وطمعاً؛ ويشهد اضطراره لإجابة الله دعاءه كمن هو دون ذلك.
• والوجه الثالث: مقاصد الداعي من سؤال الهداية، فإنما الأعمال بالنيات، ولكلّ امرئ ما نوى
9 - الهداية منّة من الله تعالى وشهود هذه الحقيقة يدفع عن العبد طغيان الشعور بالاستغناء عن طلب الهداية الذي هو من أعظم أسباب الحرمان
10 - الحكمة من سؤال المسلم الهداية تتبين من وجوه
• أن الهداية قائمة على العلم والعمل، وهما يتفاضلان
• أنّ الهداية الإجمالية لا تغني عن الهداية التفصيلية
• أن القلب يتقلّب، وحاجة المرء إلى سؤال الله تعالى التثبيت والهداية دائمة متجددة
• أن الفتن التي تعترض المؤمن في يومه وليلته كثيرة متنوّعة ومن لم يهده الله ضلّ بها
11 – الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في اهدنا تعليم العبد تعظيم الرب و تذلل العبد و هذا أقرب و أدعى للإجابة كما في نعبد و نستعين
12 - الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في هذه الآية هي شمول جميع معاني الهداية لأن التعدية بالحرف (إلى أو اللام) يخصص المعنى بما يتعلق بمعنى الحرف
13 - الصراط في لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب و هي أوصاف خمسة لازمة للصراط وأصل الصاد في الصراط منقلبة عن السين وللصراط مراتب يتفاضل فيها السالكون، وله حدود من خرج عنها انحرف عن الصراط المستقيم وسلك سبيلاً من السبل المعوجة و تفاضل سالكو الصراط يكون من أوجه متعددة؛ فيتفاضلون في مراتب السلوك، وفي الاستباق في هذا السلوك، وفي الاحتراز من العوارض التي تعرض لهم عند سلوكهم.
14 - تنوعت عبارات السلف في التعريف بالصراط المستقيم بعبارات لا اختلاف في مدلولها، وإن اختلفت مسالكهم في الدلالة على هذا الصراط، والمحفوظ عن الصحابة والتابعين في هذه المسألة خمسة أقوال:
• الصراط هو دين الإسلام وممن قال بهذا القول جابر بن عبد الله رضي الله عنه
• الصراط هو كتاب الله تعالى وممن قال بهذا القول عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه
• الصراط هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وممن قال بهذا القول عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه
• الصراط هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر وممن قال بهذا القول ابن عباس رضي الله عنهما
• الصراط هو الحقّ وممن قال بهذا القول مجاهد بن جبر
15 - التعريف في الصراط للعهد الذهني الذي يفيد الحصر و التشريف والتفضيل والكمال
16 – التخريج البياني لوصف الصراط بالإستقامة من وجوه
• أنه وصف كاشف للتأكيد على استقامته
• أنه مؤكّد للتقييد المستفاد من التعريف في لفظ "الصراط"؛
ثانياً : تفسير قول الله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم}
1 - مقصد الآية بيان للآية السابقة في معنى و صفة الصراط المستقيم
2 - الإنعام يأتي في القرآن على معنيين:
المعنى الأوَّل: إنعام عامّ، وهو إنعام فتنة وابتلاء و هو للمؤمنين و الكافرين وهذا الإنعام حجة على العباد ودليل على المنعم جل وعلا ليخلصوا له العبادة ويشكروه على نِعَمِه
والنوع الثاني: الإنعام الخاص، وهو إنعام منَّة واجتباء، وهو الإنعام بالهداية إلى ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال، وما يمنُّ به على بعض عباده من أسباب فضله ورحمته وبركاته
و الإنعام في هذه الأية هو من النوع الخاص
3 – المراد بالذين أنعم الله عليهم هم النبيين و الصديقيين و الشهداء و الصالحين
4 - الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في هذه الآية إفادة العموم
5 – الهداية لا تتم إلا بنعمة الله و إرادته جل و علا و لا تكفي إرادة العبد وحدها في حصول الهداية
6 – نعمة الهداية نعمة تامة كاملة تقتضي الشكر
7 – الحكمة من إضافة الصراط إلى الاسم الموصول الذين تتجلى من وجوه
• أن الهداية هي النعمة التي بها صاروا منعم عليهم
• الاستشعار بأنّ اتّباع من أمرنا باتّباعهم إنما هو امتثال لأمر الله
• أن الآية عامّة في جميع طبقات المنعَم عليهم
8 – فائدة إسناد الإنعام إلى ضمير الخطاب تتبين من وجوه
• الأول : اقتضاء توحيد الربّ جلّ وعلا
• الثاني : أنَّ ذلك أبلغ في التوسّل والثناء على الله تعالى
• الثالث: أن هذا اللفظ أنسب للمناجاة والدعاء والتقرب إلى الله تعالى والتضرّع إليه
• الرابع: أنَّ مقتضى شكر النعمة التصريح بذكر المنعِم ونسبة النعمة إليه
9 – ذكر الصراط معرفا بأل العهد يفيد الحصر و التشريف و ذكر الصراط معرفا بالإضافة يفيد الإستإناس بمن سلكوا هذا الطريق من المنعم عليهم وبذلك يتبين فائدة تكرار لفظ الصراط
ثالثا ً : تفسير قول الله تعالى: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
1 - وتفسير المغضوب عليهم باليهود، والضالين بالنصاري أمر توافق عليه اجتهاد السلف وهذا لا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم؛ لأنه وصف له سبب و السبب في استحقاقهم هذا الوصف
• أنَّ اليهود لم يعملوا بما علموا عناد وشقاق وكِبْرٍ وحَسَد؛ وقسوة قلب
• وأنَّ النصارى ضلوا لأنّهم عبدوا الله على جهل، متبّعين في عباداتهم أهواءهم، مبتدعين في دينهم ما لم يأذن الله به
2 – حذر النبي صلى الله عليه و سلم من متابعة اليهود و النصارى
3 - الحكمة من تمييز الفريقين بوصفين متلازمين يتبين من وجوه
• أن الله تعالى وَسَم كلَّ طائفة بما تُعرفُ به، حتى صارت كلّ صفة كالعلامة التي تعرف بها تلك الطائفة
• أنَّ أفاعيل اليهود من الاعتداء والتعنّت وقتل الأنبياء وغيرها أوجبت لهم غضباً خاصّا، والنصارى ضلوا من أوّل كفرهم دون أن يقع منهم ما وقع من اليهود
• أنّ اليهود أخص بالغضب لأنهم أمة عناد، والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل
• التنبيه على سببي سلبِ نعمة الهداية
4 - الحكمة من تقديم المغضوب عليهم على الضالين تتبين من وجوه
• أن ذلك لمراعاة فواصل الآيات و هذا لا يكون جوابا كافيا
• لأنَّ اليهود متقدمون في الزمان على النصارى
• أن اليهود أغلظ كفراً من النصارى؛ فبدأ بهم
• أن تقديم المغضوب عليهم على الضالين فيه فائدة بلاغية وهي تحقيق المقابلتين: المقابلة الخاصة والمقابلة العامة: فالخاصة بين العمل وتركه. والعامة بين العلم وعدمه
5 - الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله: {غير المغضوب عليهم} تتبين من وجهين
• أنَّ ذلك جارٍ على الطريقة المعهودة في القرآن من أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلى الله تعالى، وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يُحذف ذكر الفاعل فيها أو يسند الفعل إلى من كان له سبب فيه؛ تأدّباً مع الله جلّ وعلا
• أنّ ذلك أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم؛ بخلاف المنعم عليهم ففي إسناد فعل الإنعام إلى الله تعالى في قوله {أنعمت عليهم} ما يفيد عنايته بهم وتشريفهم وتكريمهم
6 - "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين} للتأكيد على أنه المراد بالضالين طائفة غير الطائفة المعطوف عليها

  #36  
قديم 16 محرم 1442هـ/3-09-2020م, 11:55 AM
محمد حجار محمد حجار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 350
افتراضي

فوائد مقرر الخميس 15-1-1442 المشتمل على شرح مسائل التأمين بعد الفاتحة
1 - التأمين هو قول: (آمين)، و"آمين" اسم فعل، يفيد طلب الاستجابة؛ فهو بمعنى "اللهم استجب" و هي كلمة دعاء وليست من القرآن بإجماع أهل العلم وفيها لغتان مشتهرتان:
الأولى: قَصْر الأَلِف: "أمين"، على وزن "فَعِيل"
واللغة الأخرى: مدّ الألف: "آمين" على وزن فاعِيل، وهذا المدّ حقيقته إشباع فتحة الهمزة.
وقد ادّعى بعضهم لُغةً ثالثة فيها، وهي آمّين، بتشديد الميم ولا تصحّ
2 - والتأمين بعد الفاتحة سنّة مؤكّدة حثّ عليها النبي صلى الله عليه وسلّم في الصلاة وخارج الصلاة
3 – و يرفع العبد صوته و يمده أثناء التأمين في حالة الجهر
4 - صحّ في فضل التأمين أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تدلّ على أنّه من أسباب المغفرة وإجابة الدعاء وأنّ فيه من الفضل والخير ما جعل اليهود يحسدون هذه الأمّة عليه كما حسدوهم على يوم الجمعة
5 – ثبت في الصحيحين أنّ الملائكة في السماء تؤمّن إذا أمّن الإمام، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدّم من ذنبه و تكون الموافقة بقول المأموم أمين مع الإمام بعد أن يقول :{ ولا الضالين} على الراجح
6 – في جهر الإمام بالتأمين ثلاثة أقوال
• القول الأول: يجهر الإمام بالتأمين في الصلوات الجهرية فرضاً كانت أو نفلاً، ويسرّ بها في السريّة كما يسرّ بالقراءة
• والقول الثاني: يخفي التأمين
• والقول الثالث: لا يؤمّن الإمام في الصلاة الجهرية إلا إذا صلى وحده، ويؤمّن في السرية سراً
والقول الأول أرجح الأقوال
7 - اتّفق العلماء على أنّ المأموم يقول: "آمين"؛ لكن اختلفوا في الجهر بالتأمين وإخفائه على أقوال أرجحها أنه يجهر بالتأمين في الصلوات الجهرية

  #37  
قديم 16 محرم 1442هـ/3-09-2020م, 05:38 PM
كفاح شواهنة كفاح شواهنة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 212
افتراضي

فوائد الباب الأول:
(الدرس الأول: مقدّمات في تفسير سورة الفاتحة).
ليوم السبت 15 محرّم 1441ه / 14/09/2019 م
1- ليس كلّ ما ورد من الأحاديث في فضل سور القرآن صحيح، وقصّة نوح بن أبي مريم في الباب مشهورة.
2- لا يُتَقرَّب إلى الله بالأحاديث الضعيفة، ففيما صحّ كفاية.
3- تعدد أسماء السورة وألقابها دليل مكانة ومنزلة عالية.
4- السياق حاكم على المعنى عند الاشتراك اللفظي (السبع المثاني، أمّ الكتاب).
5- لا يُصار إلى الترجيح إن أمكن الجمع بين الأقوال (تفسير سبب تسمية الفاتحة بالسبع المثاني) فيصح أن كلّ ما ذُكر من أسباب صحيح.
6- على المرء أن يتوقّف حيث أنتهى به علمه (الشيخ لم يجزم بشي في مسألة نزول الفاتحة من كنز تحت العرش).
7- كثير من الاختلاف في ديننا هو من باب اختلاف التنوّع لا التضّاد، ولا يضرّ على المعاني، كالاختلاف في عدد آيات سورة الفاتحة.
8- اجعل الفاتحة درعك الواقي وحصنك الحصين منذ أن تفتح عينيك فجرا إلى أن تغلقهما مساء، ففضلها عظيم.
9- انصح لمن تحبّ ابتداءً، ولا تنتظر أن يسألك النصيحة (لأعلّمنّك سورة هي أعظم السّور في القرآن).
10- وجوب المسارعة في الاستجابة لأمر رسول الله في حياته، والمسارعة في اقتفاء أثره بعد مماته. (فقال: ألم يقل الله: استجيبوا لله والرّسول إذا دعاكم لما يحييكم)
11- ثبوت التفاضل بين آيات القرآن وبين سور القرآن، وإن تساوت كلّها في الإعجاز والتحدّي.
12- لا يجمعُ الأولادَ إلا الأمُّ، وحول رائحتها يتحلّقون، ولذا ثبتت لها حضانتهم، (سمّيت الفاتحة بأمّ الكتاب وأمّ القرآن لأنّها جمعت في آياتها القليلة ما تفرّق من مقاصد وأصول في كلّ القرآن فاستحقّت اسم الأمّ) فكلّ العجب إن رأيت أمّا تفرّق بين أبنائها!! لا شك انتكست فطرتها

  #38  
قديم 16 محرم 1442هـ/3-09-2020م, 05:39 PM
كفاح شواهنة كفاح شواهنة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 212
افتراضي

الفوائد من الباب الثاني: تفسير الاستعاذة
1- المعصوم من أعاذه الله ووقاه وحماه، فلا تظنّ نفسك بدون الله قويا.
2- رحمة الله بالعباد، علم ضعفَك فدلّك على سبل التحصّن وطرق الالتجاء، فعلّمك ما تعوّذ به نفسك وأهلك وصغارك، فلا تغفل عن ذلك.
3- مَن كان في قلبه الإيمان، لن يتمكّن من الشيطان، وإن أصابه ببعض سهامه فسريعا ما يعافيه مولاه، وبقدر إيمانك يتولاك مولاك، فاسع للكمال.
4- تأخّر رفع البلاء عن الصالحين لحكمٍ يعلمها الله، فلا تبتئس لو تأخر برؤك، وسلّم لباريك.
5- عرّفك الشرع مداخل الشيطان، وبيّن لك أقفالها، فإن لم تغلق المداخل لا تلومَنّ إلا نفسَك.
6- الشيطان يحول بينك وبين مراد الشارع من تلاوة القرآن، فاستعذ عند القراءة واجمع قلبك وألق سمعك، واشهد بقلبك، فكم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه. ومع ذلك لا تترك الذكر لعدم حضورك قلبك فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة.
7- نوّع لك الشارع صيغ الاستعاذة لتحصل بكلّ لفظ يؤدي المعنى، فلا تعجز، واتّباع المأثور أحبّ، إن استطعت ألّا تحكّ رأسك إلا بأثر فافعل.
8- ليس مراد الشرع أن تتلفّظ بلسانك، تلفّظ بالذي بين جوانحك قبل أن تتلفظ بالاستعاذة بجوارحك، واتبع الهدي لتتوصّل إلى النتيجة.
9- ارفع صوتك بالاستعاذة نكاية بعدوّك، لئلا يربثك عن مطلوبك!
10- إن استعذت من شياطين الجنّ، فلا تنسينّ شياطين الإنس فهم أبلغ ضررا.

  #39  
قديم 16 محرم 1442هـ/3-09-2020م, 05:39 PM
كفاح شواهنة كفاح شواهنة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 212
افتراضي

الفوائد من الباب الثالث: تفسير البسملة
1- من دقائق اللغة التفريق بين التسمية والبسملة، فتنبّه، وإنْ تَعاوَرا مكانَيهما.
2- لا تبحث عن الخلاف وابحث عن العمل، وردت البسملة فاعمل بها.
3- عناية المسلمين بكتابهم من مفاخر العلوم لم يقع لأمة مِن قبل، فعلم عدّ الآي وعلم رسم المصحف من ميزات الأمّة.
4- عظَمة اللغة، حرف الباء فيه التبرّك والابتداء والملابسة والمصاحبة والاستعانة، تلك لغتي إيتوني بمثلها!!
5- الرسم توقيفي، حذف (ألف بسم) في مواضع دون غيرها لم يكن عبثا.
6- اجعل البسملة ديدنك عند كل عمل مرضيّ، وقدّر في نفسك محذوفها!
7- الله! ذلك الاسم الذي لا يحتاج تعريفا، أعرف المعارف، فبمَ يُعرَّف، بل متى جُهِلَ حتّى يُعرَّف!! رحمك الله يا سيبويه.
8- العبادة ليست حركات، هي محبّة وتعظيم وانقياد.
9- عظيم عناية الله بالمؤمنين، جمع لهم بين الرحمة العامّة والرّحمة الخاصّة، فالشقي من حُرِم.

  #40  
قديم 16 محرم 1442هـ/3-09-2020م, 08:08 PM
أحمد طلال سالم أحمد طلال سالم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الأول - المجموعة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 67
افتراضي فوائد دروس الاسبوع الثاني : مختصر تفسير سورة الفاتحة

عناصر درس اليوم: الخميس 15 محرم-1442ه:

الدرس السابع :شرح مسائل التأمين بعد الفاتحة
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين،
نقل لنا الشيخ حفظه الله في معرض شرحه مسائل في التأمين بعد سورة الفاتحة قولا لأبي سليمان الخطابي جاء فيه :
قال أبو سليمان الخطابي: (وقوله: ((إذا قال الإمام ولا الضالين فقولوا آمين)) معناه قولوا مع الإمام حتى يقع تأمينكم وتأمينه معاً، فأما قوله: ((إذا أمن الإمام فأمنوا)) فإنّه لا يخالفه ولا يدل على أنهم يؤخرونه عن وقت تأمينه، وإنما هو كقول القائل: "إذا رحل الأمير فارحلوا" يريد إذا أخذ الأمير في الرحيل فتهيأوا للارتحال؛ ليكون رحيلكم مع رحيله، وبيان هذا في الحديث الآخر: ((إن الإمام يقول: "آمين" والملائكة تقول: "آمين" فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه))؛ فأحب أن يجتمع التأمينان في وقت واحد رجاء المغفرة)ا.هـ.

فكانت هذه من فوائد درس اليوم :
فائدة عقدية:
إن من خلق الله تعالى ملائكة سياحون وملائكة حفظة وحملة العرش الثمانيه وخزنة النار وغيرها من الملائكة التي خلقها الله تعالى وهي خلق عظيم وجب علينا الإيمان بهم و بأوصافهم وصفاتهم ومنهم ما نحن بصدده ونقله الشيخ وفقه الله لنا في درس اليوم وهم الذين يأمنون مع تأمين المصلين والإمام فإن قال الإمام آمين.. آمنا نحن يقينا بوجود تلك الملائكة وهي تأمن معنا وتدعو الله لنا بالاستجابة لهذا الدعاء العظيم الوارد في سورة الفاتحة. ونحاول ان نوافق تأمينهم على الدعاء رجاء نيل المغفرة التي وردت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم.

فائدة مسلكية:
إن أردنا محاولة موافقة تأمين الملائكة للإمام في الدعاء فعلينا الحرص علي الخشوع في الصلاة واستحضار عظمة الله تعالى في القلب وتوقيره والخضوع له فإن حصل ذلك من قلب المؤمن في الصلاة كان في حال سماعه "ولا الضالين" حاضر القلب واللسان وجاهزا لنطق آمين وسؤال الله تعالى الاستجابة متحريا تأمين الملائكة ومستحضرا قوله تعالى (تَكَادُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تُ یَتَفَطَّرۡنَ مِن فَوۡقِهِنَّۚ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ یُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَیَسۡتَغۡفِرُونَ لِمَن فِی ٱلۡأَرۡضِۗ أَلَاۤ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِیمُ)
[سورة الشورى 5] بأن هنالك ملائكة تدعو لنا حقيقة ويقينا وترجو الاستجابة من الله تعالى وكأن لسان حاله وحال قلبه يقول "اللهم ها نحن ندعوك ونرجو إجابتك وها هي ملائكتك تدعوك معنا وتأمن على دعائنا فاللهم استجب لنا ولهم واهدنا صراطك المستقيم صراط النبي صلى الله عليه وسلم وصراط الأنبياء من قبله والصالحين ومن رضيت عنهم من صحابة النبي وكل من انعمت عليه برضاك وهدايتك اياه.. فاللهم ربنا استجب"
فهذه الملائكه حاضرة خاشعه من صفاتها أنها لا تعصي الله ما أمرها ابدا ولا في أي حال من الأحوال وهي تدعو للعبد المؤمن دون سؤال منه لذلك او طلب وهي خلق كريم على الله فإن حاولنا موافقة تأمينها رجونا عندها استجابة الله تعالى لهدايتنا للصراط المستقيم .
فاللهم ارزقنا قلبا خاشعا ولسانا ذاكرا وعملا متقبلا.. اللهم آمين
والحمد لله رب العالمين.

  #41  
قديم 16 محرم 1442هـ/3-09-2020م, 10:59 PM
عبد الجبار عبود عبد الجبار عبود غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 37
افتراضي

حكم التأمين بعد الفاتحة.
والتأمين بعد الفاتحة سنّة مؤكّدة حثّ عليها النبي صلى الله عليه وسلّم في الصلاة وخارج الصلاة.
قال ابن رجب: (روى إسحاق بن إبراهيم بن هانئ، عن أحمد قال: "آمين" أَمْرٌ من النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال:*((إذا أمّن القارئ فأمنوا))*فهذا أمر منه، والأمر أوكد من الفعل)ا.هـ

  #42  
قديم 16 محرم 1442هـ/3-09-2020م, 11:31 PM
أحمد غزالي أحمد غزالي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الأول - المجموعة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 48
افتراضي

15 محرم 1442
الدرس السابع: شرح مسائل التأمين بعد الفاتحة

التأمين هو قول آمين، وهي كلمة الدعاء بمعنى "اللهم استجب" وليس من القرآن بإجماع أهل العلم. ((آمين)) اسم فعل أمر يفيد طلب الاستجابة.
فيها لغاتان مشهورتان : قصر الألف "أمين" على وزن فعيل ومدّ الأليف "آمين" على وزن فاعيل. ولا تصحّ صيغة غير هتين الصيغتين، مثل من يقول "آمّين" بشدّة الميم. قال أبو سهل الهروي ( ولا تشدد الميم فإنه خطأ؛ لأنّه يخرج من معنى الدعاء ويصير بمعنى قاصدين، كما قال تعالى ﴿وَلا ءَآمِّيْنَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ﴾).

للتأمين فضيلة عظيمة، منها ؛
1. إنّ التأمين من أسباب المغفرة
2. إجابة الدعاء
3. فيه من الفضل والخير الذي يجعل اليهود يحسدون أمة الإسلام كما حسدوهم على يوم الجمعة

  #43  
قديم 17 محرم 1442هـ/4-09-2020م, 07:04 PM
نواف عباس نواف عباس غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 5
افتراضي

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}؛ فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر، لا في الدنيا ولا في الآخرة )

  #44  
قديم 17 محرم 1442هـ/4-09-2020م, 08:40 PM
سالم بن سلطان سالم بن سلطان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الأول - المجموعة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 9
افتراضي

فوائد درسي الأربعاء والخميس
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " أنفع الدعاء، وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة :*{ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّين َ} ؛ فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته ، فلم يصبه شر لا في الدنيا ولا في الآخرة ، لكن الذنوب هي من لوازم نفس الإنسان ، وهو محتاج إلى الهدى في كل لحظة ، وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب " .

حكم التأمين سنة مؤكدة

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحضور, تسجيل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir