دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 شوال 1435هـ/16-08-2014م, 06:45 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي صفحة الطالبة مها شتا لدراسة التفسير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 9 ذو الحجة 1435هـ/3-10-2014م, 10:50 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي


السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك اللهُ فيكِ أختي الفاضلة
أين مشاركتكِ لتلخيص دروس التفسير
إذا كانت هناك مشكلة تواجهك في فهم الطريقة يُرجى الاستفسار
كما يُرجى الاهتمام بإنهاء التلخيصات في فترة الأجازة ، فالتدرب على التلخيص وإتقانه مهم جدًا لطالب العلم في مراجعة المواد والسير على منهجية في التعلم
والتلخيصات تكونُ وفق ما ورد في موضوع تنظيم أعمال المشاركة هنا
وهذه الروابط تُفيدك في فهم طريقة التلخيص :
- استخلاص المسائل التفسيرية
- طريقة نافعة في تلخيص دروس التفسير
- كيف تقيس جودة تلخيصك العلمي؟

وفقك الله وسدد خطاكم ونفع بك الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 ذو الحجة 1435هـ/15-10-2014م, 05:59 PM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخليص الاستعادة

صيغ الاستعادة
: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين دخل في الصّلاة، قال: «اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اقال عمرٌو: «وهمزه: الموتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشّعر».
وقال ابن ماجه: حدّثنا عليّ بن المنذر، حدّثنا ابن فضيل، حدّثنا عطاء بن السّائب، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ، عن ابن مسعودٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان الرّجيم، وهمزه ونفخه ونفثه».
قال: «همزه: الموتة، ونفثه: الشّعر، ونفخه: الكبر».للّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان من همزه ونفخه ونفثه
أوّل ما نزل جبريل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:«يا محمّد، استعذ». قال: «أستعيذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم» ثمّ قال: «قل: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم». ثمّ قال: «{اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}»،
فوائد الاستعاده:
1-قال البخاريّ: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن عديّ بن ثابتٍ، قال: قال سليمان بن صرد: استبّ رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ونحن عنده جلوسٌ، فأحدهما يسبّ صاحبه مغضبًا قد احمرّ وجهه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم» فقالوا للرّجل: ألا تسمع ما يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟!، قال: إنّي لست بمجنون
ٍ.2- وقال الإمام أحمد: حدّثنا إسحاق بن يوسف، حدّثنا شريكٌ، عن يعلى بن عطاءٍ، عن رجلٍ حدّثه: أنّه سمع أبا أمامة الباهليّ يقول: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا قام إلى الصّلاة كبّر ثلاثًا، ثمّ قال: «لا إله إلّا اللّه» ثلاث مرّاتٍ، و «سبحان اللّه وبحمده»، ثلاث مرّاتٍ. ثمّ قال: «أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه».
3--وقال الحافظ أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنّى الموصليّ في مسنده: حدّثنا عبد اللّه بن عمر بن أبان الكوفيّ، حدّثنا عليّ بن هشام بن البريد عن يزيد بن زيادٍ، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: تلاحى رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فتمزّع أنف أحدهما غضبًا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم شيئًا لو قاله ذهب عنه ما يجد: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم».
وكذا رواه النّسائيّ في اليوم واللّيلة، عن يوسف بن عيسى المروزيّ، عن الفضل بن موسى، عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد، به.
4-أنّها طهارةٌ للفم ممّا كان يتعاطاه من اللّغو والرّفث، وتطييبٌ له وتهيّؤٌ لتلاوة كلام اللّه وهي استعانةٌ باللّه واعترافٌ له بالقدرة وللعبد بالضّعف والعجز عن مقاومة هذا العدوّ المبين الباطنيّ الّذي لا يقدر على منعه ودفعه إلّا اللّه الّذي خلقه، ولا يقبل مصانعةً، ولا يدارى بالإحسان، بخلاف العدوّ من نوع الإنسان
معني الاستعاده
ومعنى أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، أي: أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ما أمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه؛ فإنّ الشّيطان لا يكفّه عن الإنسان إلّا اللّه؛ ولهذا أمر اللّه تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه، ليردّه طبعه عمّا هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجنّ لأنّه لا يقبل رشوةً ولا يؤثّر فيه جميلٌ؛ لأنّه شرّيرٌ بالطّبع ولا يكفّه عنك إلّا الّذي خلقه
والشيطان في لغة العرب مشتقٌّ من شطن إذا بعد، فهو بعيدٌ بطبعه عن طباع البشر، وبعيدٌ بفسقه عن كلّ خيرٍ، وقيل: مشتقٌّ من شاط لأنّه مخلوقٌ من نارٍ، ومنهم من يقول: كلاهما صحيحٌ في المعنى، ولكنّ الأوّل أصحّ، وعليه يدلّ كلام العرب

أدله الاستعادة من الكتاب
(قال اللّه تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ}[الأعراف: 199، 200]، وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون * وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون}[المؤمنون: 96 -98] وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ * وما يلقّاها إلا الّذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم}[فصّلت: 34 -
وقال تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم * إنّه ليس له سلطانٌ على الّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون}[النّحل: 98، 99].
احكام الاستعادة:
وجمهور العلماء على أنّ الاستعاذة مستحبّةٌ ليست بمتحتّمةٍ يأثم تاركها، وحكى فخر الدّين عن عطاء بن أبي رباحٍ وجوبها في الصّلاة وخارجها كلّما أراد القراءة قال: وقال ابن سيرين: إذا تعوّذ مرّةً واحدةً في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب، واحتجّ فخر الدّين لعطاءٍ بظاهر الآية: {فاستعذ} وهو أمرٌ ظاهره الوجوب وبمواظبة النّبيّ صلّى اللّه عليه
وسلّم عليها، ولأنّها تدرأ شرّ الشّيطان وما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجبٌ، ولأنّ الاستعاذة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب. وقال بعضهم: كانت واجبةٌ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم دون أمّته، وحكي عن مالكٍ أنّه لا يتعوّذ في المكتوبة ويتعوّذ لقيام شهر رمضان في أوّل ليلةٍ منه.
وقال الشافعي في الإملاء، يجهر بالتعوذ، وإن أسرّ فلا يضرّ، وقال في الأمّ بالتّخيير لأنّه أسرّ ابن عمر وجهر أبو هريرة، واختلف قول الشّافعيّ فيما عدا الرّكعة الأولى: هل يستحبّ التّعوّذ فيها؟ على قولين، ورجّح عدم الاستحباب، واللّه أعلم. فإذا قال المستعيذ: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم كفى ذلك عند الشّافعيّ وأبي حنيفة وزاد بعضهم: أعوذ باللّه السّميع العليم، وقال آخرون: بل يقول: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم إنّ اللّه هو السّميع العليم، قاله الثّوريّ والأوزاعيّ وحكي عن بعضهم أنّه يقول: أستعيذ باللّه من الشّيطان الرّجيم لمطابقة أمر الآية ولحديث الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ المذكور، والأحاديث الصّحيحة، كما تقدّم، أولى بالاتّباع من هذا، واللّه أعلم.

المسائل العقديه:
والاستعاذة هي الالتجاء إلى اللّه والالتصاق بجنابه من شرّ كلّ ذي شرٍّ، والعياذة تكون لدفع الشّرّ، واللّياذ يكون لطلب جلب الخير

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21 ذو الحجة 1435هـ/15-10-2014م, 07:47 PM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي اعتدار

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اعتدرعن التأخر في رفع الملخصات لظروف خارجه عن ارادتي وان شاء الله انجز كل المطلوب مني في اسرع وقت بحول الله وقوته وما توفيقي الا بالله
وجزاكم الله خيرا علي حسن تعاونكم جعله الله في موازينكم

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 ذو الحجة 1435هـ/15-10-2014م, 08:51 PM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخيض الدرس الأول من سوره النبأ

تلخيص سوره النبأ (1-5)
تفسير قوله تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) )
التفسير:
معني الايات :
تفلَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخْبَرَهُمْ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ والبَعثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَتَلا عَلَيْهِم الْقُرْآنَ
(يقول تعالى منكراً على المشركين في تساؤلهم عن يوم القيامة إنكاراً لوقوعها: {عمّ يتساءلون (1) عن النّبإ العظيم}. أي: عن أيّ شيءٍ يتساءلون المكدبون بآيات الله مَاذَا حَصَلَ لِمُحَمَّدٍ؟ وَمَا الَّذِي أَتَى بِهِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ. وَالْمَعْنَى: عَنْ أَيِّ شَيْءٍ يَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً؟ ثُمَّ أَجَابَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنْ هَذَا السُّؤَالِ بِقَوْلِهِ: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}). [زبدة التفسير: 581]
الدي هم فيه مختلفونالذي طالَ فيهِ نزاعُهمْ؛ وانتشرَ فيهِ خلافُهمْ على وجهِ التكذيبِ والاستبعادِ؛ وهوَ النبأ الذي لا يقبلُ الشكَّ ولا يدخُلُهُ الريبُ؛ ولكنِ المكذِّبونَ بلقاءِ ربهمْ لا يؤمنونَ ولو جاءتهم كل آيةٍ حتى يروا العذابَ الأليمَ.
واخْتَلَفُوا فِي الْقُرْآنِ؛ فَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ سِحْراً، وَبَعْضُهُمْ شِعْراً، وَبَعْضُهُمْ كَهَانَةً، وَبَعْضُهُمْ قَالَ: هُوَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ). [زبدة التفسير: 581]
{كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ} أي: سيعلمونَ إذا نزلَ بهمُ العذابُ ما كانوا بهِ يكذبونَ، حين يُدَعُّون إلى نارِ جهنمَ دعّاً، ويقالُ لهمْ: {هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ}
معني النبأ العظيم:
عن أمر القيامة
البعث بعد الموت
هو القرآن
المسائل العقديه:
تهديدٌ شديدٌ ووعيدٌ أكيد ٌلمنكري القيامة:
سيعلمونَ إذا نزلَ بهمُ العذابُ ما كانوا بهِ يكذبونَ
: لا يَنْبَغِي أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي شأنِ الْقُرْآنِ، فَهُوَ حَقٌّ، وَلِذَا سَيَعْلَمُ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِهِ عَاقِبَةَ تَكْذِيبِهِمْ). [زبدة التفسير: 581]
المسائل اللغويه
فائده تكرار كلا سيعلمون لِلْمُبَالَغَةِ فِي التأكيدِ والتشديدِ فِي الوعيدِ؛
ومعني كلمه كلا :- رَدْعٌ لَهُمْ وَزَجْرٌ

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 ذو الحجة 1435هـ/16-10-2014م, 05:58 PM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تفسير سورة الأنشقاق من (1-5)

تفسير سورة الأنشقاق من (1-5)

تفسير قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5)}
تفسير قوله تعالى: (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) )
(يقولُ تعالَى مبيِّناً لما يكونُ في يومِ القيامةِ منْ تغيُّرِ الأجرامِ العظامِ: {إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ} أي: انفطرتْ وتمايزَ بعضُهَا منْ بعضٍ، وانتثرتْ نجومُهَا، وخُسفَ بشمسِهَا وقمرها انْشِقَاقُهَا منْ عَلامَاتِ الْقِيَامَةِ).

تفسير قوله تعالى: (وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) )
وأذنت لربّها}. أي: استمعت لربّها وأطاعت أمره فيما أمرها به من الانشقاق، {وحقّت}. أي: وحقّ لها أن تطيع امره وتنقادوتسمع
المسائل العقديه في هده الآيه:
1- ان الرب امره مطاع لأنّه العظيم الذي لا يمانع ولا يغالب، بل قد قهر كلّ شيءٍ وذلّ له كلّ شيءٍ).
2- ان السماء والأرض وكل من فيهما مسخرةٌ مدبرةٌ تحتَ مسخِّرٍ ملكٍ عظيمٍ، لا يعصَى أمرهُ، ولا يخالفُ حكمُهُ). [تيسير الكريم الرحمن: 917]
تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) )
التفسير:-
{وإذا الأرض مدّت}. أي: بسطت وفرشت ووسّعت وقال الشيخ السعدي :- أي: رجفتْ وارتجتْ، ونسفتْ عليها جبالُهَا، ودكَّ ما عليها من بناءٍ ومعلمٍ، فسويتْ، ومدَّها اللهُ تعالَى مدَّ الأديمِ، حتى صارتْ واسعةً جدّاً، تسعُ أهلَ الموقفِ على كثرتهِمْ، فتصيرُ قاعاً صفصفاً لا ترى فيهِ عوجاً ولا أمتاً). [تيسير الكريم الرحمن: 917
المسائل العقديه
1- اثبات الشفاعه للنبي صلي الله عليه وسلم في اهل الموقف وهي المقام المحمودوالدليل
عن عليّ بن الحسين، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((إذا كان يوم القيامة مدّ اللّه الأرض مدّ الأديم حتّى لا يكون لبشرٍ من النّاس إلاّ موضع قدميه، فأكون أوّل من يدعى، وجبريل عن يمين الرّحمن، واللّه ما رآه قبلها، فأقول: ياربّ، إنّ هذا أخبرني أنّك أرسلته إليّ. فيقول اللّه عزّ وجلّ: صدق. ثمّ أشفع فأقول: ياربّ، عبادك عبدوك في أطراف الأرض. قال: وهو المقام المحمود)) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/
تفسير قوله تعالى: (وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) )
أي: ألقت ما في بطنها من الأموات وتخلّت منهم، قاله مجاهدٌ وسعيدٌ وقتادة).
وقيل {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا}من الأمواتِ والكنوزِ.{وَتَخَلَّتْ}منهمْ، فإنَّهُ ينفخُ في الصورِ، فتخرُجُ الأمواتُ من الأجداثِ إلى وجهِ الأرضِ، وتخرِجُ الأرضُ كنوزَهَا، حتَّى تكونَ كالأسطوانِ العظيمِ، يشاهدهُ الخلقُ، ويتحسرونَ على ما همْ فيه يتنافسونَ).والأرض تَبَرَّأَتْ مِنْهُمْ وَمِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَتَخَلَّتْ عَنْهُمْ إِلَى اللَّهِ؛ لِيُنْفُذَ فِيهِمْ أَمْرُهُ). [زبدة التفسير: 589]
تفسير قوله تعالى: (وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ سبق تفسيرها) )

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 ذو الحجة 1435هـ/16-10-2014م, 08:21 PM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخيص تفسير سورة الضحي (6-11)

تلخيص تفسير سورة الضحي (6-11)
تفسير قوله تعالى: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}
6) )تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (
قال تعالى يعدّد نعمه على عبده ورسوله محمدٍ صلوات الله وسلامه عليه: {ألم يجدك يتيماً فآوى} وذلك أن أباه توفّيّ وهو حملٌ في بطن أمّه. وقيل: بعد أن ولد عليه السلام ثمّ توفّيت أمّه آمنة بنت وهبٍ وله من العمر ستّ سنين.
ثمّ كان في كفالة جدّه عبد المطّلب إلى أن توفّي وله من العمر ثمان سنين، فكفله عمّه أبو طالبٍ، ثمّ لم يزل يحوطه وينصره ويرفع من قدره ويوقّره، ويكفّ عنه أذى قومه بعد أن ابتعثه الله على رأس أربعين سنةً من عمره، هذا وأبو طالبٍ على دين قومه من عبادة الأوثان، وكلّ ذلك بقدر الله وحسن تدبيره، إلى أن توفّي أبو طالبٍ قبل الهجرة بقليلٍ، فأقدم عليه سفهاء قريشٍ وجهّالهم.
فاختار الله له الهجرة من بين أظهرهم إلى بلد الأنصار من الأوس والخزرج، كما أجرى الله سنّته على الوجه الأتمّ الأكمل، فلمّا وصل إليهم آووه ونصروه وحاطوه وقاتلوا بين يديه، رضي الله عنهم أجمعين، وكلّ هذا من حفظ الله له وكلاءته وعنايته به). [تفسير القرآن العظيم: 8/ ومعني اليتيم الدي لا اب له
تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) )
(وقوله: {ووجدك ضالاًّ فهدى} كقوله: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} الآية.
ومنهم من قال: إنّ المراد بهذا أنّه عليه الصلاة والسلام ضلّ في شعاب مكّة، وهو صغيرٌ، ثمّ رجع.
وقيل: إنه ضلّ وهو مع عمّه في طريق الشام، وكان راكباً ناقةً في الليل، فجاء إبليس فعدل بها عن الطريق، فجاء جبريل، فنفخ إبليس نفخةً ذهب منها إلى الحبشة، ثمّ عدل بالراحلة إلى الطريق. حكاهما البغويّ)
وقيل وجدكَ لا تدري ما الكتابُ ولا الإيمانُ، فعلَّمكَ ما لمْ تكنْ تعلمُ، ووفّقكَ لأحسنِ الأعمالِ والأخلاقِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]
وقيل وَجَدَكَ غَافِلاً عَن الإِيمَانِ، لا تَدْرِي مَا هُوَ، غَافِلاً عَمَّا يُرَادُ بِكَ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ، وَلَمْ تَكُنْ تَدْرِي الْقُرْآنَ وَلا الشَّرَائِعَ فَهَدَاكَ لِذَلِكَ). [زبدة التفسير: 596]
تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ( 8) )
(وقوله: {ووجدك عائلاً فأغنى} أي: كنت فقيراً ذا عيالٍ، فأغناك الله عمّن سواه، فجمع له بين مقامي الفقير الصابر والغنيّ الشاكر، صلوات الله وسلامه عليه.
وقيل وجدك فقيرا فأغناك بمَا فتحَ اللهُ عليكَ منَ البلدانِ، التي جُبيتْ لكَ أموالُها وخراجُهَا. وقيل وَجَدَكَ فَقِيراً ذَا عِيَالٍ، لا مَالَ لَكَ، فَأَغْنَاكَ بِمَا أَعْطَاكَ مِنَ الرِّزْقِ، أَغْنَاهُ بِمَا فَتَحَ مِنَ الفتوحِ، وَقِيلَ: بِتِجَارَتِهِ فِي مَالِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ). [زبدة التفسير
المسائل العقيديه:-
1- تقييد النعم بالشكر فالذي أزالَ عنكَ هذهِ النقائصَ، سيزيلُ عنكَ كلَّ نقصٍ، والذي أوصلكَ إلى الغنى، وآواكَ ونصركَ وهداكَ، قابِلْ نعمتَهُ بالشكرانِ).

م] تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) )
(ثمّ قال: {فأمّا اليتيم فلا تقهر} أي: كما كنت يتيماً فآواك الله، فلا تقهر اليتيم، أي: لا تذلّه وتنهره وتهنه، ولكن أحسن إليه، وتلطّف به.
قال قتادة: كن لليتيم كالأب الرّحيم). [تفسير القرآن العظيم: 8/427]
تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) {وأمّا السّائل فلا تنهر} أي: وكما كنت ضالاًّ فهداك الله، فلا تنهر السائل في العلم المسترشد.
قال ابن إسحاق: {وأمّا السّائل فلا تنهر} أي: فلا تكن جبّاراً، ولا متكبّراً، ولا فحّاشاً، ولا فظًّا على الضعفاء من عباد الله.
وقال قتادة: يعني: ردّ المسكين برحمةٍ ولينٍ). [تفسير القرآن العظيم)
وهذا يدخلُ فيهِ السائلُ للمالِ، والسائلُ للعلمِ،ولهذا كانَ المعلمُ مأموراً بحسنِ الخلقِ معَ المتعلمِ، ومباشرتهِ بالإكرامِ والتحننِ عليهِ، فإنَّ في ذلكَ معونةً لهُ على مقصدهِ، وإكراماً لمنْ كانَ يسعَى في نفعِ العبادِ والبلادِ). [تيسير الكريم الرحمن:
تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
{وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} أي: وكما كنت عائلاً فقيراً فأغناك الله، فحدّث بنعمة الله عليك، كما جاء في الدعاء المأثور النبويّ: ((واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك، قابليها، وأتمّها علينا)).
قال ابن جرير ٍ عن أبي نضرة، قال: كان المسلمون يرون أنّ من شكر النّعم أن يحدّث به
وقيل المقصود بالنعمه هي النبوه التي أعطاك ربك وقيل القرآن وقيل {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} قال: ما عملت من خيرٍ فحدّث إخوانك.
وقال محمد بن إسحاق: ما جاءك من الله من نعمةٍ وكرامةٍ من النبوّة فحدّث فيها، واذكرها، وادع إليها.
وقال الشيخ السعدي :- {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} النعمَ الدينيةَ والدنيويةَ {فَحَدِّثْ} أي: أَثْنِ على اللهِ بهَا، وخصِّصهَا بالذكرِ إنْ كانَ هناكَ مصلحةٌ.
وإلاَّ فحدثْ بنعمِ اللهِ على الإطلاقِ، فإنَّ التحدثَ بنعمةِ اللهِ داعٍ لشكرهَا، وموجبٌ لتحبيبِ القلوبِ إلى مَنْ أنعمَ بهَا، فإنَّ القلوبَ مجبولةٌ على محبةِ المحسنِ). [تيسير الكريم الرحمن: 929]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 8 محرم 1436هـ/31-10-2014م, 11:47 PM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخيص تفسير سوره العصر

تلخيص تفسير سوره العصر

أسم السوره :- سوره العصر
نزول السوره:- مكيه
فضائل السوره:-
وذكر الطبرانيّ من طريق حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن عبيد اللّه بن حصنٍ أبي مدينة، قال: كان الرجلان من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا التقيا لم يفترقا إلاّ على أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر إلى آخرها، ثمّ يسلّم أحدهما على الآخر.
وقال الشافعيّ رحمه اللّه: لو تدبّر الناس هذه السورة لوسعتهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/479]
تفسير قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}
تفسير قوله تعالى: (وَالْعَصْرِ (1
العصر: الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم من خيرٍ وشرٍّوَمَا فِي ذَلِكَ من اسْتِقَامَةِ الْحَيَاةِ ومصالِحِ الأحياءِ؛ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ دَلالةً بَيِّنَةً عَلَى الصانعِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَى تَوْحِيدِه.
وقيل العصر هو العشي وقيل العصر هي صلاه العصر
و (أقسمَ تعالى بالعصرِ، الذي هوَ الليلُ والنهارُ، محلُّ أفعالِ العبادِ وأعمالهمْ، أنَّ كلَّ إنسانٍ خاسرٌ، والخاسرُ ضدُّ الرابحِ
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) (فأقسم تعالى بذلك على أنّ الإنسان لفي خسرٍ، أي: في خسارةٍ وهلاكٍ).)
والخاسرُ مراتبُ متعددةٌ متفاوتةٌ:
-قدْ يكونُ خساراً مطلقاً، كحالِ منْ خسرَ الدنيا والآخرَةَ، وفاتهُ النعيمُ، واستَحقَّ الجحيمَ) .
وَالْمَعْنَى: أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ فِي المَتاجرِ وَالمَسَاعِي وَصَرْفِ الأعمارِ فِي أَعْمَالِ الدُّنْيَا لَفِي نَقْصٍ وَضَلالٍ عَن الْحَقِّ حَتَّى يَمُوتَ، وَلا يُسْتَثْنَى منْ ذَلِكَ أَحَدٌ إِلاَّ مَا يُذْكَرُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
(وقدْ يكونُ خاسراً من بَعضِ الوجوهِ دونَ بعضٍ، ولهذا عمَّمَ اللهُ الخسار لكلِّ إنسانٍ، إلاَّ مَنِ اتصفَ بأربع صفاتٍ:
-الإيمانُ بما أمرَ اللهُ بالإيمانِ بهِ، ولا يكونُ الإيمانُ بدونِ العلمِ، فهوَ فرعٌ عنهُ لا يتمُّ إلاَّ بهِ.
-والعملُ الصالحُ، وهذا شاملٌ لأفعالِ الخيرِ كلِّها، الظاهرةِ والباطنةِ، المتعلقةِ بحقِّ اللهِ وحقِّ عبادهِ، الواجبةِ والمستحبةِ.
-والتواصي بالحقِّ، الذي هوَ الإيمانُ والعملُ الصالحُ، أي: يوصي بعضهمْ بعضاً بذلكَ، ويحثُّهُ عليهِ، ويرغبهُ فيهِ.
-والتواصي بالصبرِ، على طاعةِ اللهِ، وعنْ معصيةِ اللهِ، وعلى أقدارِ اللهِ المؤلمةِ.
فبالأمرينِ الأولينِ يُكمّلُ الإنسانُ نفسَهُ، وبالأمرينِ الأخيرينِ يُكمّلُ غيرَهُ، وبتكميلِ الأمورِ الأربعةِ، يكونُ الإنسانُ قدْ سلمَ منَ الخسارِ، وفازَ بالربحِ)
تفسير قو{إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}؛ أَيْ: جَمَعُوا بَيْنَ الإِيمَانِ بِاللَّهِ والعملِ الصالحِ، فَإِنَّهُمْ فِي رِبْحٍ، لا فِي خُسْرٍ؛لأَنَّهُمْ عَمِلُوا لِلآخِرَةِ وَلَمْ تَشْغَلْهُمْ أَعْمَالُ الدُّنْيَا عَنْهَا، وَهُمْ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ.
{وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}؛ أَيْ: وَصَّى بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِالْحَقِّ الَّذِي يَحِقُّ القيامُ بِهِ، وَهُوَ الإِيمَانُ بِاللَّهِ والتوحيدُ، والقيامُ بِمَا شَرَعَهُ اللَّهُ، وَاجْتِنَابُ مَا نَهَى عَنْهُ.
{وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ سُبْحَانَهُ، والصبرِ عَلَى فَرَائِضِهِ، وَالصَّبْرِ عَلَى أَقْدَارِهِ المُؤْلِمَةِ.
والصَّبْرُ منْ خِصَالِ الْحَقِّ، نَصَّ عَلَيْهِ بَعْدَ النصِّ عَلَى خِصَالِ التَّوَاصِي بِالْحَقِّ، وَلِمَزِيدِ شَرَفِهِ عَلَيْهَا وَارْتِفَاعِ طَبَقَتِهِ عَنْهَا، ولأنَّ كَثِيراً مِمَّنْ يَقُومُ بِالْحَقِّ يُعَادَى، فَيَحْتَاجُ إِلَى الصبرِ). له تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 3 صفر 1436هـ/25-11-2014م, 09:16 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
تلخيص تفسير سورة الضحي (6-11)
تفسير قوله تعالى: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}
6) )تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (
- المخاطب في الآية :
- الغرض من الاستفهام :

قال تعالى يعدّد نعمه على عبده ورسوله محمدٍ صلوات الله وسلامه عليه: {ألم يجدك يتيماً فآوى} وذلك أن أباه توفّيّ وهو حملٌ في بطن أمّه. وقيل: بعد أن ولد عليه السلام ثمّ توفّيت أمّه آمنة بنت وهبٍ وله من العمر ستّ سنين.
ثمّ كان في كفالة جدّه عبد المطّلب إلى أن توفّي وله من العمر ثمان سنين، فكفله عمّه أبو طالبٍ، ثمّ لم يزل يحوطه وينصره ويرفع من قدره ويوقّره، ويكفّ عنه أذى قومه بعد أن ابتعثه الله على رأس أربعين سنةً من عمره، هذا وأبو طالبٍ على دين قومه من عبادة الأوثان، وكلّ ذلك بقدر الله وحسن تدبيره، إلى أن توفّي أبو طالبٍ قبل الهجرة بقليلٍ، فأقدم عليه سفهاء قريشٍ وجهّالهم.
فاختار الله له الهجرة من بين أظهرهم إلى بلد الأنصار من الأوس والخزرج، كما أجرى الله سنّته على الوجه الأتمّ الأكمل، فلمّا وصل إليهم آووه ونصروه وحاطوه وقاتلوا بين يديه، رضي الله عنهم أجمعين، وكلّ هذا من حفظ الله له وكلاءته وعنايته به). [تفسير القرآن العظيم: 8/ ومعني اليتيم الدي لا اب له
تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) )
- أقوال المفسرين في المراد بالضلال :
(وقوله: {ووجدك ضالاًّ فهدى} كقوله: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} الآية.
ومنهم من قال: إنّ المراد بهذا أنّه عليه الصلاة والسلام ضلّ في شعاب مكّة، وهو صغيرٌ، ثمّ رجع.
وقيل: إنه ضلّ وهو مع عمّه في طريق الشام، وكان راكباً ناقةً في الليل، فجاء إبليس فعدل بها عن الطريق، فجاء جبريل، فنفخ إبليس نفخةً ذهب منها إلى الحبشة، ثمّ عدل بالراحلة إلى الطريق. حكاهما البغويّ)
وقيل وجدكَ لا تدري ما الكتابُ ولا الإيمانُ، فعلَّمكَ ما لمْ تكنْ تعلمُ، ووفّقكَ لأحسنِ الأعمالِ والأخلاقِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]
وقيل وَجَدَكَ غَافِلاً عَن الإِيمَانِ، لا تَدْرِي مَا هُوَ، غَافِلاً عَمَّا يُرَادُ بِكَ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ، وَلَمْ تَكُنْ تَدْرِي الْقُرْآنَ وَلا الشَّرَائِعَ فَهَدَاكَ لِذَلِكَ). [زبدة التفسير: 596]
- معنى {عائلا} :
- أقوال المفسرين في المراد بإغنائه - صلى الله عليه وسلم - :
تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ( 8) )
(وقوله: {ووجدك عائلاً فأغنى} أي: كنت فقيراً ذا عيالٍ، فأغناك الله عمّن سواه، فجمع له بين مقامي الفقير الصابر والغنيّ الشاكر، صلوات الله وسلامه عليه.
وقيل وجدك فقيرا فأغناك بمَا فتحَ اللهُ عليكَ منَ البلدانِ، التي جُبيتْ لكَ أموالُها وخراجُهَا. وقيل وَجَدَكَ فَقِيراً ذَا عِيَالٍ، لا مَالَ لَكَ، فَأَغْنَاكَ بِمَا أَعْطَاكَ مِنَ الرِّزْقِ، أَغْنَاهُ بِمَا فَتَحَ مِنَ الفتوحِ، وَقِيلَ: بِتِجَارَتِهِ فِي مَالِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ). [زبدة التفسير
المسائل العقيديه:-
1- تقييد النعم بالشكر فالذي أزالَ عنكَ هذهِ النقائصَ، سيزيلُ عنكَ كلَّ نقصٍ، والذي أوصلكَ إلى الغنى، وآواكَ ونصركَ وهداكَ، قابِلْ نعمتَهُ بالشكرانِ).

م] تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) )
- معنى اليتيم :
- المراد بقهر اليتيم :

(ثمّ قال: {فأمّا اليتيم فلا تقهر} أي: كما كنت يتيماً فآواك الله، فلا تقهر اليتيم، أي: لا تذلّه وتنهره وتهنه، ولكن أحسن إليه، وتلطّف به.
قال قتادة: كن لليتيم كالأب الرّحيم). [تفسير القرآن العظيم: 8/427]
- أقوال المفسرين في المراد بالسائل :
- المراد بنهر السائل :
تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) {وأمّا السّائل فلا تنهر} أي: وكما كنت ضالاًّ فهداك الله، فلا تنهر السائل في العلم المسترشد.
قال ابن إسحاق: {وأمّا السّائل فلا تنهر} أي: فلا تكن جبّاراً، ولا متكبّراً، ولا فحّاشاً، ولا فظًّا على الضعفاء من عباد الله.
وقال قتادة: يعني: ردّ المسكين برحمةٍ ولينٍ). [تفسير القرآن العظيم)
وهذا يدخلُ فيهِ السائلُ للمالِ، والسائلُ للعلمِ،ولهذا كانَ المعلمُ مأموراً بحسنِ الخلقِ معَ المتعلمِ، ومباشرتهِ بالإكرامِ والتحننِ عليهِ، فإنَّ في ذلكَ معونةً لهُ على مقصدهِ، وإكراماً لمنْ كانَ يسعَى في نفعِ العبادِ والبلادِ). [تيسير الكريم الرحمن:
تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
- المراد بالنعمة :
- كيفية التحديث بنعمة الله :
{وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} أي: وكما كنت عائلاً فقيراً فأغناك الله، فحدّث بنعمة الله عليك، كما جاء في الدعاء المأثور النبويّ: ((واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك، قابليها، وأتمّها علينا)).
قال ابن جرير ٍ عن أبي نضرة، قال: كان المسلمون يرون أنّ من شكر النّعم أن يحدّث به
وقيل المقصود بالنعمه هي النبوه التي أعطاك ربك وقيل القرآن وقيل {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} قال: ما عملت من خيرٍ فحدّث إخوانك.
وقال محمد بن إسحاق: ما جاءك من الله من نعمةٍ وكرامةٍ من النبوّة فحدّث فيها، واذكرها، وادع إليها.
وقال الشيخ السعدي :- {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} النعمَ الدينيةَ والدنيويةَ {فَحَدِّثْ} أي: أَثْنِ على اللهِ بهَا، وخصِّصهَا بالذكرِ إنْ كانَ هناكَ مصلحةٌ.
وإلاَّ فحدثْ بنعمِ اللهِ على الإطلاقِ، فإنَّ التحدثَ بنعمةِ اللهِ داعٍ لشكرهَا، وموجبٌ لتحبيبِ القلوبِ إلى مَنْ أنعمَ بهَا، فإنَّ القلوبَ مجبولةٌ على محبةِ المحسنِ). [تيسير الكريم الرحمن: 929]
جزاكِ الله خيرا ، ونفع بك ، ويرجى مزيد اهتمام بالمسائل التفسيرية واستخراجها من أقوال المفسرين ، ثم التدرب على صياغتها بطريقة جيدة ، وجمع أقوال المفسرين تحت المسائل ، وترتيبها ، وجمع المتشابه منها وحسن صياغته بلا تكرار ، ولا ضم للمختلف ، الأمر قد يبدو صعبا في البداية إلا أنه بالتدرب عليه سيصبح سهلا ميسورا بأمر الله .يفضل عند ذكر أقوال المفسرين تفصيلا في مسألة ما أن تذكر أقوالهم وتنسب إليهم بأسمائهم لا برموزهم ، فنقول : القول الأول : ...... وقال به ...... ، وهكذا .


تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 25 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 15 / 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 15/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 10 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 13/ 15
= 78 %


درجة الملخص 4/4
جزاكِ الله خيرا .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 5 صفر 1436هـ/27-11-2014م, 10:26 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
تفسير سورة الأنشقاق من (1-5)

تفسير قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5)}
تفسير قوله تعالى: (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) )
- أسلوب الخطاب في الآية :
- معنى الانشقاق :
- وقت حدوث الانشقاق :

(يقولُ تعالَى مبيِّناً لما يكونُ في يومِ القيامةِ منْ تغيُّرِ الأجرامِ العظامِ: {إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ} أي: انفطرتْ وتمايزَ بعضُهَا منْ بعضٍ، وانتثرتْ نجومُهَا، وخُسفَ بشمسِهَا وقمرها انْشِقَاقُهَا منْ عَلامَاتِ الْقِيَامَةِ). يرجى نسبة الكلام لقائله ، ذكره ابن كثير ، أو السعدي وهكذا .

تفسير قوله تعالى: (وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2)
- المراد بإذنها لربها :
معنى {وحقت} :
وأذنت لربّها}. أي: استمعت لربّها وأطاعت أمره فيما أمرها به من الانشقاق، {وحقّت}. أي: وحقّ لها أن تطيع امره وتنقادوتسمع
المسائل العقديه في هده الآيه: يرجى التفرقة بين الهاء والتاء عند كتابتهما فى آخر الكلمة .
1- ان الرب امره مطاع لأنّه العظيم الذي لا يمانع ولا يغالب، بل قد قهر كلّ شيءٍ وذلّ له كلّ شيءٍ).
2- ان السماء والأرض وكل من فيهما مسخرةٌ مدبرةٌ تحتَ مسخِّرٍ ملكٍ عظيمٍ، لا يعصَى أمرهُ، ولا يخالفُ حكمُهُ). [تيسير الكريم الرحمن: 917]
تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) )
التفسير:-
- المراد بقوله تعالى {مدت} :
{وإذا الأرض مدّت}. أي: بسطت وفرشت ووسّعت وقال الشيخ السعدي :- أي: رجفتْ وارتجتْ، ونسفتْ عليها جبالُهَا، ودكَّ ما عليها من بناءٍ ومعلمٍ، فسويتْ، ومدَّها اللهُ تعالَى مدَّ الأديمِ، حتى صارتْ واسعةً جدّاً، تسعُ أهلَ الموقفِ على كثرتهِمْ، فتصيرُ قاعاً صفصفاً لا ترى فيهِ عوجاً ولا أمتاً). [تيسير الكريم الرحمن: 917
المسائل العقديه
1- اثبات الشفاعه للنبي صلي الله عليه وسلم في اهل الموقف وهي المقام المحمودوالدليل
عن عليّ بن الحسين، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((إذا كان يوم القيامة مدّ اللّه الأرض مدّ الأديم حتّى لا يكون لبشرٍ من النّاس إلاّ موضع قدميه، فأكون أوّل من يدعى، وجبريل عن يمين الرّحمن، واللّه ما رآه قبلها، فأقول: ياربّ، إنّ هذا أخبرني أنّك أرسلته إليّ. فيقول اللّه عزّ وجلّ: صدق. ثمّ أشفع فأقول: ياربّ، عبادك عبدوك في أطراف الأرض. قال: وهو المقام المحمود)) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/
تفسير قوله تعالى: (وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) )
أي: ألقت ما في بطنها من الأموات وتخلّت منهم، قاله مجاهدٌ وسعيدٌ وقتادة).
- مرجع الضمير في قوله {فيها} :
وقيل {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا}من الأمواتِ والكنوزِ.{وَتَخَلَّتْ}منهمْ، فإنَّهُ ينفخُ في الصورِ، فتخرُجُ الأمواتُ من الأجداثِ إلى وجهِ الأرضِ، وتخرِجُ الأرضُ كنوزَهَا، حتَّى تكونَ كالأسطوانِ العظيمِ، يشاهدهُ الخلقُ، ويتحسرونَ على ما همْ فيه يتنافسونَ).والأرض تَبَرَّأَتْ مِنْهُمْ وَمِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَتَخَلَّتْ عَنْهُمْ إِلَى اللَّهِ؛ لِيُنْفُذَ فِيهِمْ أَمْرُهُ). [زبدة التفسير: 589]
تفسير قوله تعالى: (وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ سبق تفسيرها) )
أحسنتِ ، بارك الله فيك ، ونفع بك ، ويرجى التدرب أكثر على استخراج المسائل ، وحسن صياغتها ، وصياغة المسائل التي اختلف المفسرون فيها صياغة علمية ، مع ضرورة نسبة الأقوال في التلخيص لقائليها .
الأصل أن يغنيَك التلخيص عن الكتب الأصلية إلا نادرا ، ومن ثم ، فلا حاجة في ذكر
: [تيسير الكريم الرحمن: 917].

تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 20 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 15 / 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 15/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 12/ 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 13/ 15
= 75 %


درجة الملخص 4/4
جزاكِ الله خيرا .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 3 صفر 1436هـ/25-11-2014م, 12:09 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
تلخيص سوره النبأ (1-5)
تفسير قوله تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) )
التفسير:
معني الايات :
تفلَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخْبَرَهُمْ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ والبَعثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَتَلا عَلَيْهِم الْقُرْآنَ
- نوع الخطاب في الآية :
- الغرض من الاستفهام :
(يقول تعالى منكراً على المشركين في تساؤلهم عن يوم القيامة إنكاراً لوقوعها: {عمّ يتساءلون (1) عن النّبإ العظيم}. أي: عن أيّ شيءٍ يتساءلون المكدبون بآيات الله مَاذَا حَصَلَ لِمُحَمَّدٍ؟ وَمَا الَّذِي أَتَى بِهِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ. وَالْمَعْنَى: عَنْ أَيِّ شَيْءٍ يَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً؟ ثُمَّ أَجَابَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنْ هَذَا السُّؤَالِ بِقَوْلِهِ: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}). [زبدة التفسير: 581]
- مرجع الضمير في قوله تعالى {الذي هم فيه مختلفون} :
الدي هم فيه مختلفونالذي طالَ فيهِ نزاعُهمْ؛ وانتشرَ فيهِ خلافُهمْ على وجهِ التكذيبِ والاستبعادِ؛ وهوَ النبأ الذي لا يقبلُ الشكَّ ولا يدخُلُهُ الريبُ؛ ولكنِ المكذِّبونَ بلقاءِ ربهمْ لا يؤمنونَ ولو جاءتهم كل آيةٍ حتى يروا العذابَ الأليمَ.
واخْتَلَفُوا فِي الْقُرْآنِ؛ فَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ سِحْراً، وَبَعْضُهُمْ شِعْراً، وَبَعْضُهُمْ كَهَانَةً، وَبَعْضُهُمْ قَالَ: هُوَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ). [زبدة التفسير: 581]
{كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ} أي: سيعلمونَ إذا نزلَ بهمُ العذابُ ما كانوا بهِ يكذبونَ، حين يُدَعُّون إلى نارِ جهنمَ دعّاً، ويقالُ لهمْ: {هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ}
معني النبأ العظيم:
عن أمر القيامة
البعث بعد الموت
هو القرآن
المسائل العقديه:
تهديدٌ شديدٌ ووعيدٌ أكيد ٌلمنكري القيامة:
سيعلمونَ إذا نزلَ بهمُ العذابُ ما كانوا بهِ يكذبونَ
: لا يَنْبَغِي أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي شأنِ الْقُرْآنِ، فَهُوَ حَقٌّ، وَلِذَا سَيَعْلَمُ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِهِ عَاقِبَةَ تَكْذِيبِهِمْ). [زبدة التفسير: 581]
المسائل اللغويه
فائده تكرار كلا سيعلمون لِلْمُبَالَغَةِ فِي التأكيدِ والتشديدِ فِي الوعيدِ؛
ومعني كلمه كلا :- رَدْعٌ لَهُمْ وَزَجْرٌ
جزاكِ الله خيرا ، ونفع بك ، ويرجى مزيد اهتمام بالمسائل التفسيرية واستخراجها من أقوال المفسرين ، ثم التدرب على صياغتها بطريقة جيدة ، وجمع أقوال المفسرين تحت المسائل ، وترتيبها ، وجمع المتشابه منها وحسن صياغته بلا تكرار ، ولا ضم للمختلف ، الأمر قد يبدو صعبا في البداية إلا أنه بالتدرب عليه سيصبح سهلا ميسورا بأمر الله .يفضل عند ذكر أقوال المفسرين تفصيلا في مسألة ما أن تذكر أقوالهم وتنسب إليهم بأسمائهم لا برموزهم ، فنقول : القول الأول : ...... وقال به ...... ، وهكذا .
يرجى الاهتمام بكتابة الهمزات ، والتفريق بين التاء والهاء في نهاية الكلمة .

ومن مسائل هذه الآيات :

اقتباس:

مناسبة نزول الآيات [ش]

لَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخْبَرَهُمْ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ والبَعثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَتَلا عَلَيْهِم الْقُرْآنَ - جَعَلُوا يَتَسَاءَلُونَ بَيْنَهُمْ، يَقُولُونَ: مَاذَا حَصَلَ لِمُحَمَّدٍ؟ وَمَا الَّذِي أَتَى بِهِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ. وَالْمَعْنَى: عَنْ أَيِّ شَيْءٍ يَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً؟ ثُمَّ أَجَابَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنْ هَذَا السُّؤَالِ بِقَوْلِهِ: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}).

المسائل التفسيرية
1- الغرض من الاستفهام في قوله تعالى: {عم يتساءلون} [ك]
2- مرجع الضمير في قوله: {يتساءلون} [ك-س-ش]
3- معنى النبأ العظيم [ك-س-ش]
4- المقصود بالنبأ العظيم [ك-س-ش]
5- مرجع الضمير في قوله: {الذي هم فيه مختلفون} [ك-س-ش]
6- ماهية الاختلاف الوارد في الآية [ك-ش]
7- معنى {كلا} [ك-ش]
8- المفعول في قوله تعالى: {كلا سيعلمون} [س-ش]
9- فائدة التكرار لقوله تعالى: {كلا سيعلمون} [ش]

المسائل العقدية:
1- تحقق وقوع يوم القيامة
تؤكد الآيات حصول يوم القيامة بما يلي:
1- إنكار الله سبحانه على المكذبين بوقوع القيامة بأسلوب الاستفهام الذي يفيد التفخيم والتعظيم لشأنها
2- تسميته بالنبأ العظيم
3- التهديد والوعيد الشديد لمن كذب به


تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 25 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 18 / 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 15/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 12 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 13/ 15
= 83 %


درجة الملخص 4/4
جزاكِ الله خيرا .

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 5 صفر 1436هـ/27-11-2014م, 11:50 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
صيغ الاستعادة
: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين دخل في الصّلاة، قال: «اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اقال عمرٌو: «وهمزه: الموتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشّعر».
وقال ابن ماجه: حدّثنا عليّ بن المنذر، حدّثنا ابن فضيل، حدّثنا عطاء بن السّائب، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ، عن ابن مسعودٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان الرّجيم، وهمزه ونفخه ونفثه».
قال: «همزه: الموتة، ونفثه: الشّعر، ونفخه: الكبر».للّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان من همزه ونفخه ونفثه
أوّل ما نزل جبريل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:«يا محمّد، استعذ». قال: «أستعيذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم» ثمّ قال: «قل: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم». ثمّ قال: «{اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}»،
فوائد الاستعاده:
· الأحاديث الدّالة على استعاذته صلى الله عليه وسلم من الشيطان

1-قال البخاريّ: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن عديّ بن ثابتٍ، قال: قال سليمان بن صرد: استبّ رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ونحن عنده جلوسٌ، فأحدهما يسبّ صاحبه مغضبًا قد احمرّ وجهه، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم» فقالوا للرّجل: ألا تسمع ما يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟!، قال: إنّي لست بمجنون
ٍ.2- وقال الإمام أحمد: حدّثنا إسحاق بن يوسف، حدّثنا شريكٌ، عن يعلى بن عطاءٍ، عن رجلٍ حدّثه: أنّه سمع أبا أمامة الباهليّ يقول: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا قام إلى الصّلاة كبّر ثلاثًا، ثمّ قال: «لا إله إلّا اللّه» ثلاث مرّاتٍ، و «سبحان اللّه وبحمده»، ثلاث مرّاتٍ. ثمّ قال: «أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه».
3--وقال الحافظ أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنّى الموصليّ في مسنده: حدّثنا عبد اللّه بن عمر بن أبان الكوفيّ، حدّثنا عليّ بن هشام بن البريد عن يزيد بن زيادٍ، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: تلاحى رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فتمزّع أنف أحدهما غضبًا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم شيئًا لو قاله ذهب عنه ما يجد: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم».
وكذا رواه النّسائيّ في اليوم واللّيلة، عن يوسف بن عيسى المروزيّ، عن الفضل بن موسى، عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد، به.
4-أنّها طهارةٌ للفم ممّا كان يتعاطاه من اللّغو والرّفث، وتطييبٌ له وتهيّؤٌ لتلاوة كلام اللّه وهي استعانةٌ باللّه واعترافٌ له بالقدرة وللعبد بالضّعف والعجز عن مقاومة هذا العدوّ المبين الباطنيّ الّذي لا يقدر على منعه ودفعه إلّا اللّه الّذي خلقه، ولا يقبل مصانعةً، ولا يدارى بالإحسان، بخلاف العدوّ من نوع الإنسان
معني الاستعاده
ومعنى أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، أي: أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ما أمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه؛ فإنّ الشّيطان لا يكفّه عن الإنسان إلّا اللّه؛ ولهذا أمر اللّه تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه، ليردّه طبعه عمّا هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجنّ لأنّه لا يقبل رشوةً ولا يؤثّر فيه جميلٌ؛ لأنّه شرّيرٌ بالطّبع ولا يكفّه عنك إلّا الّذي خلقه
والشيطان في لغة العرب مشتقٌّ من شطن إذا بعد، فهو بعيدٌ بطبعه عن طباع البشر، وبعيدٌ بفسقه عن كلّ خيرٍ، وقيل: مشتقٌّ من شاط لأنّه مخلوقٌ من نارٍ، ومنهم من يقول: كلاهما صحيحٌ في المعنى، ولكنّ الأوّل أصحّ، وعليه يدلّ كلام العرب

أدله الاستعادة من الكتاب
· الآيات التي ورد فيها الأمر بالاستعاذة من الشيطان :
(قال اللّه تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ}[الأعراف: 199، 200]، وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون * وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون}[المؤمنون: 96 -98] وقال تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ * وما يلقّاها إلا الّذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم}[فصّلت: 34 -
وقال تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم * إنّه ليس له سلطانٌ على الّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون}[النّحل: 98، 99].
احكام الاستعادة:
وجمهور العلماء على أنّ الاستعاذة مستحبّةٌ ليست بمتحتّمةٍ يأثم تاركها، وحكى فخر الدّين عن عطاء بن أبي رباحٍ وجوبها في الصّلاة وخارجها كلّما أراد القراءة قال: وقال ابن سيرين: إذا تعوّذ مرّةً واحدةً في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب، واحتجّ فخر الدّين لعطاءٍ بظاهر الآية: {فاستعذ} وهو أمرٌ ظاهره الوجوب وبمواظبة النّبيّ صلّى اللّه عليه
وسلّم عليها، ولأنّها تدرأ شرّ الشّيطان وما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجبٌ، ولأنّ الاستعاذة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب. وقال بعضهم: كانت واجبةٌ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم دون أمّته، وحكي عن مالكٍ أنّه لا يتعوّذ في المكتوبة ويتعوّذ لقيام شهر رمضان في أوّل ليلةٍ منه.
وقال الشافعي في الإملاء، يجهر بالتعوذ، وإن أسرّ فلا يضرّ، وقال في الأمّ بالتّخيير لأنّه أسرّ ابن عمر وجهر أبو هريرة، واختلف قول الشّافعيّ فيما عدا الرّكعة الأولى: هل يستحبّ التّعوّذ فيها؟ على قولين، ورجّح عدم الاستحباب، واللّه أعلم. فإذا قال المستعيذ: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم كفى ذلك عند الشّافعيّ وأبي حنيفة وزاد بعضهم: أعوذ باللّه السّميع العليم، وقال آخرون: بل يقول: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم إنّ اللّه هو السّميع العليم، قاله الثّوريّ والأوزاعيّ وحكي عن بعضهم أنّه يقول: أستعيذ باللّه من الشّيطان الرّجيم لمطابقة أمر الآية ولحديث الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ المذكور، والأحاديث الصّحيحة، كما تقدّم، أولى بالاتّباع من هذا، واللّه أعلم.

المسائل العقديه:
والاستعاذة هي الالتجاء إلى اللّه والالتصاق بجنابه من شرّ كلّ ذي شرٍّ، والعياذة تكون لدفع الشّرّ، واللّياذ يكون لطلب جلب الخير
أحسنتِ ، بارك الله فيك ، ونفع بك ، ويرجى التدرب أكثر على استخراج المسائل ، وحسن صياغتها .
ويراعى في الملخص عند ذكر الآثار عدم ذكر السند كاملا ، فيكتفى بالراوي الأعلى ، وبيان من خرَّج هذا الأثر .
يرجى الاهتمام بالتنسيق وتلوين عناوين المسائل ، وإبرازها لسهولة مراجعتها لاحقا .
يرجى الاهتمام بالكتابة - إملائيا - وخصوصا الهمزات ، والتفريق بين الهاء والتاء ، وذال الاستعاذة .
يرجى بتأمل الاقتباس التالى إدراك بعض المسائل التي فاتتك ، ومحاولة التميز أكثر وأكثر في التلخيصات التالية .

اقتباس:
المسائل التفسيرية
· الآيات التي ورد فيها الأمر بالاستعاذة من الشيطان
· الأحاديث الدّالة على استعاذته صلى الله عليه وسلم من الشيطان
· هل الاستعاذة من القرآن؟
· حكم الاستعاذة
· متى يتعوّذ للقراءة؟
· معنى الاستعاذة
· المراد بالهمز، والنفث، والنفخ
· معنى الشيطان
· ذكر ما جاء في تسمية من تمرد من الجن والإنس والحيوان شيطانا في اللغة والشرع
· معنى رجيم
أحكام الاستعاذة
· حكم الاستعاذة في الصلاة
· حكم الجهر بالاستعاذة في الصلاة
· صفة الاستعاذة
مسائل فقهية
· حكم الاستعاذة فيما عدا الركعة الأولى
· الاستعاذة في الصلاة هل هي للتلاوة أم للصلاة؟
مسائل سلوكية
· لطائف الاستعاذة.
· الفرق بين غلبة العدو البشري وغلبة العدو الباطني
· سبب أمر اللّه تعالى بمصانعة شيطان الإنس وأمره تعالى بالاستعاذة به من شيطان الجنّ.
· الآيات التي أمر تعالى فيها بمصانعة شيطان الإنس وأمر فيها بالاستعاذة به من شيطان الجن.
· الآيات الدّالة على شدة عداوة الشيطان لآدم عليه السلام وبنيه.
تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 20 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 15 / 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 15/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 12/ 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 13/ 15
= 75 %


درجة الملخص 4/4
جزاكِ الله خيرا .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 9 ربيع الثاني 1436هـ/29-01-2015م, 06:35 PM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخيص سورة القلم من الآية(1-5)

تلخيص تفسير سورة القلم[ من الآية (1) إلى الآية (5) ]
تفسير قوله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5)}
تفسير قوله تعالى: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ )
المسائل التفسيرية:
-معني (ن).
-معني القلم.
-معني يسطرون.
-ماهو مرجع الضمير في يسطرون.
-ما هي أداة القسم.
-ما هو المقسم به.
-ما هو المقسم عليه.
تلخيص أقوال المفسرين في الآية
-معني نون
القول الأول: من حروف الهجاء المقطعة في أوائل السور ،قاله بن كثير والسعدي والأشقر.
القول الثاني: حوت عظيم علي تيار الماء العظيم المحيط وهو حامل للأرضين السبع، رواه بن عباس ومجاهد والأعمش أبي الضحي وإبراهيم بن أبي بكر وذكره بن جرير وبن كثير وكذا البغوي ودليله : عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ أوّل ما خلق اللّه القلم والحوت، قال للقلم: اكتب، قال: ما أكتب، قال: كلّ شيءٍ كائنٍ إلى يوم القيامة".
القول الثالث: نون هي الدواة قاله أبي صالح عن أبي هريرة والحسن وقتادة وثابت الثمالي عن بن عباس ودليله: عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "خلق اللّه النّون، وهي الدّواة". ذكره بن كثير
القول الرابع : نون لوح من نور قاله معاوية بنقرة عن أبيه ودليله: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " {ن والقلم وما يسطرون} لوحٌ من نورٍ، وقلمٌ من نورٍ، يجري بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة" وهذا مرسلٌ غريبٌ. ذكره بن جرير وبن كثير.

-معني القلم
[b]القول الأول :[/b] هو جنس القلم الذي يكتب به أنواع العلوم ، ودليله:(اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الأنسان ما لم يعلم) العلق ذكره بن كثير والسعدي والأشقر.
القول الثاني : القدر الذي أجراه الله حين كتب مقادير الخلائق ، قاله عطاء بن أبي رباح عن الوليد بن عباده بن الصامت عن أبيه ودليله: حدّثني الوليد بن عبادة بن الصّامت قال: دعاني أبي حين حضره الموت فقال: إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "إنّ أوّل ما خلق اللّه القلم، فقال له: اكتب. قال: يا ربّ وما أكتب؟ قال: اكتب القدر [ما كان] وما هو كائنٌ إلى الأبد".

معني يسطرون
القول الأول : ما يكتبون قاله بن عباس وقتادة ومجاهد وذكره بن كثير.
القول الثاني : ما يعملون قاله أبوالضحي عن بن عباس ، وذكره بن كثير

مرجع الضمير في ما يسطرون
القول الأول : علي الملائكة أي ما يكتبون من الذكر.
أو ما يكتبون من أعمال من أعمال العباد ،قاله السدي وذكره بن كثير.
القول الثاني : علي الناس أي ما يكتبه الناس من العلوم ، ذكره السعدي والأشقر.

أداة القسم

الواو

ما هو المقسم به
أقسم الله بالقلم ، وما يسطرون به من أنواع الكلام لأنهم من آيات الله العظيمة.

ما هو المقسم عليه
براءة نبيه صلي الله عليه وسلم مما نسبه إليه أعداءة من الجنون.

مقصد الآيه
تثبيت قلب النبي صلي الله عليه وسلم وذلك بنفي عنه مانسب أليه عنه بنعمه ربه عليه وإحساته ، حيث من الله عليه بالعقل الكامل والرأي الجزل والكلام الفصل الذي هو أحسن ما جرت به الأقلام وسطره الأنام .ذكره السعدي.
تفسير قوله تعالى: (مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ)
المسائل التفسيريه
-من المخاطب (ك-س-ش)
-من الذي رماه بالجنون وماسبب ذلك.(ك-س-ش)
-ما المقصود بالنعمة.(ك-س-ش)
من المخاطب
النبي صلي الله عليه وسلم
ذكره بن كثير والسعدي والأشقر

من الذي رماه بالجنون وما سبب ذلك
الذي رماه بالجنون الجهلة من قومهظن المكذبون بما جاءهم به من الهدي والحق المبين.

ما المقصود بالنعمة
هي النبوة والرياسة العامة حيث من عليه بالعقل الكامل والرأي الجزل والكلام الفصل والهدي والحق المبين وهذه هي سعادته في الدنيا.

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنون)
-ماذا أفاد التوكيد(إن)
-مامعني أجرا (ك-س-ش)
- ماذا أفاد تنكير أجر (س)
- ما سبب عدم أنقطاع الأجر (ك-س-ش)
-ما معني غير ممنون.(ك-س-ش)
تلخيص أقوال المفسرين
ماذا أفاد التوكيد(بإن).
تحقق الحدوث ،( بل لك الأجر العظيم)، ذكره بن كثير.

ما معني الأجر
من سعادتك في الأجر أن لك الثواب الجزيل ،ذكره بن كثير ووالسعدي والأشقر.

ماذا أفاد تنكير الأجر
عظمة هذا الأجر.

سبب عدم أنقطاع الأجر
ما تحمل النبي صلي الله عليه وسلم من أثقال النبوة وإبلاغ رسالة الله ألي الخلق وصبره علي أذاهم وما قاسي من أنواع الشدائد ،وجميع ما أسلف من الأعمال الصالحة والأخلاق الكاملة.,ذكره بن كثير والسعدي والأشقر.
مامعني غير ممنون
القول الأول: غير مقطوع ،فلا ينقطع ولا يبيد بل هو دائم مستمر ،وأستدل بن كثير
{عطاءً غير مجذوذٍ} [هودٍ: 108] {فلهم أجرٌ غير ممنونٍ} [التّين: 6
ذكره بن كثير والسعدي والأشقر.
وقيل غير ممنون أي محسوب قاله مجاهد وهو بنفس المعني السابق.
القول الثاني: لا تمن به عليك من جهة الناس وهذا ذكره الأشقر.

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
المسائل التفسيرية
-مرجع الضمير في( إن)(من المخاطب في الآية).
-ماذا أفادت دخول اللام إلي علي.
-ما معني الخلق.
-ما معني كون النبي صلي الله عليه وسلم علي خلق عظيم.

تلخيص أقوال المفسرين في الآية
مرجع الضمير في إنك (من المخاطب)
النبي صلي الله عليه وسلم.
ما أفادت دخول اللام إلي علي.
لم أجدها
ما معني الخلق
القول الأول : بمعني دين ،قاله بن عباس ومجاهد وأبو مالك والسدي والربيع بن أنس والضحاك وابن زيد ذكره بن كثير.
القول الثاني: بمعني آدب ( الذي آمره الله به في القرآن) ،قاله قتاده قتادة وعطيه ومعمر ودليله :
أنّ سعد بن هشامٍ سأل عائشة عن خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقالت: ألست تقرأ القرآن؟ قال: بلى. قالت: فإنّ خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان القرآن.
ذكره بن جرير وبن كثير والسعدي والأشقر.

ما معني أن النبي كان خلقه القرآن
ومعنى هذا أنّه، عليه السّلام، صار امتثال القرآن، أمرًا ونهيًا، سجيّةً له، وخلقًا تطبّعه، وترك طبعه الجبلّي، فمهما أمره القرآن فعله، ومهما نهاه عنه تركه. هذا مع ما جبله اللّه عليه من الخلق العظيم، من الحياء والكرم والشّجاعة، والصّفح والحلم، وكلّ خلقٍ جميلٍ. كما ثبت في الصّحيحين عن أنسٍ قال: خدمت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم عشرٌ سنين فما قال لي: "أفٍّ" قطّ، ولا قال لشيءٍ فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيءٍ لم أفعله: ألا فعلته؟ وكان صلّى اللّه عليه وسلّم أحسن النّاس خلقًا ولا مسست خزًّا ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كفّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولا شممت مسكًا ولا عطرًا كان أطيب من عرق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم
وذلك نحوُ قولِه تعالى له: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ...} الآيةَ، {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}.
وما أَشْبَهَ ذلكَ مِن الآياتِ الدالاَّتِ على اتِّصافِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ بمكارِمِ الأخلاقِ والآياتِ الحاثَّاتِ على الخُلُقِ العظيمِ، فكانَ له منها أكْمَلُها وأَجَلُّها، وهو في كلِّ خَصْلةٍ منها في الذِّرْوَةِ العُلْيَا.
فكانَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ سَهْلاً لَيِّناً، قَريباً مِن الناسِ، مُجيباً لدَعْوةِ مَن دَعاهُ، قاضياً لحاجةِ مَنِ استَقْضَاهُ، جابراً لقلْبِ مَن سَأَلَه، لا يَحْرِمُه ولا يَرُدُّه خائباً.
وإذَا أَرادَ أصحابُه منه أمْراً وافَقَهم عليه، وتابَعَهم فيه، إذا لم يَكُنْ فيه مَحْذورٌ، وإنْ عَزَمَ على أمْرٍ لم يَسْتَبِدَّ به دُونَهم، بل يُشاوِرُهم ويُؤَامِرُهم.
وكان يَقْبَلُ مِن مُحْسِنِهم ويَعفُو عن مُسِيئِهم، ولم يَكُنْ يُعاشِرُ جَلِيساً له إلا أَتَمَّ عِشرةً وأَحْسَنَها، فكانَ لا يَعْبِسُ في وَجْهِهِ، ولا يَغْلُظُ عليه في مَقالِه، ولا يَطْوِي عنه بِشْرَه، ولا يُمْسِكُ عليه فَلَتَاتِ لِسانِه، ولا يُؤَاخِذُه بما يَصْدُرُ منه مِن جَفوةٍ، بل يُحْسِنُ إلى عَشيرِه غايةَ الإحسانِ، ويَحْتَمِلُه غايةَ الاحتمالِ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّم ذكره بن كثير والسعدي.َ.

تفسير قوله تعالى: (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ )
-معني البصر
- من المخاطب في الآية.
- مرجع الضمير في يبصرون.
-متي (يبصر ويبصرون)
تلخيص أقوال المفسرين
معني البصر
القول الأول: العلم ، قاله بن عباس وابن جريج وذكره بن كثير واستدل عليه بقوله تعالي
{سيعلمون غدًا من الكذّاب الأشر} [القمر: 26]، وكقوله: {وإنّا أو إيّاكم لعلى هدًى أو في ضلالٍ مبينٍ} [سبإٍ:
القول الثاني: البصر المعلوم ،ذكره الأشقر.
القول الثالث: الأخبار ،ذكره بن كثير.

من المخاطب في الآيه
النبي صلي الله عليه وسلم.
مرجع الضمير في (يبصرون)
علي المخالفون للنبي صلي الله عليه وسلم والمكذبون له وهم أعداءه من الكفار.
متي (يبصر ويبصرون)
يوم القيامة ، قاله بن عباس وبن جريج وذكره بن كثير والاشقر.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 15 ربيع الثاني 1436هـ/4-02-2015م, 12:07 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
تلخيص تفسير سورة القلم[ من الآية (1) إلى الآية (5) ]
تفسير قوله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5)}
تفسير قوله تعالى: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ )
المسائل التفسيرية:
-معني (ن).
-معني القلم.
-معني يسطرون.
-ماهو مرجع الضمير في يسطرون.
-ما هي أداة القسم.
-ما هو المقسم به.
-ما هو المقسم عليه.
تلخيص أقوال المفسرين في الآية
-معني نون
القول الأول: من حروف الهجاء المقطعة في أوائل السور ،قاله بن كثير والسعدي والأشقر.
القول الثاني: حوت عظيم علي تيار الماء العظيم المحيط وهو حامل للأرضين السبع، رواه بن عباس ومجاهد والأعمش أبي الضحي وإبراهيم بن أبي بكر وذكره بن جرير وبن كثير وكذا البغوي ودليله : عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ أوّل ما خلق اللّه القلم والحوت، قال للقلم: اكتب، قال: ما أكتب، قال: كلّ شيءٍ كائنٍ إلى يوم القيامة". من أخرج هذا الحديث من أهل السنن؟
القول الثالث: نون هي الدواة قاله أبي صالح عن أبي هريرة والحسن وقتادة وثابت الثمالي عن بن عباس ودليله: عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "خلق اللّه النّون، وهي الدّواة". ذكره بن كثير ومن أخرجه؟ هل البخاري؟ مسلم؟ ....
القول الرابع : نون لوح من نور قاله معاوية بنقرة عن أبيه ودليله: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " {ن والقلم وما يسطرون} لوحٌ من نورٍ، وقلمٌ من نورٍ، يجري بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة" وهذا مرسلٌ غريبٌ. ذكره بن جرير وبن كثير.

-معني القلم
[b]القول الأول :[/b] هو جنس القلم الذي يكتب به أنواع العلوم ، ودليله:(اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الأنسان ما لم يعلم) العلق ذكره بن كثير والسعدي والأشقر. وهو ما رجحه ابن كثير لقوله تعالى بعده: {وما يسطرون}
القول الثاني : القدر القلم الذي أجراه الله بالكتابة حين كتب مقادير الخلائق ، قاله عطاء بن أبي رباح عن الوليد بن عباده بن الصامت عن أبيه ودليله: حدّثني الوليد بن عبادة بن الصّامت قال: دعاني أبي حين حضره الموت فقال: إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "إنّ أوّل ما خلق اللّه القلم، فقال له: اكتب. قال: يا ربّ وما أكتب؟ قال: اكتب القدر [ما كان] وما هو كائنٌ إلى الأبد".
أو الأقلام التي تكتب بها الملائكة المقادير وأعمال بن آم وغيرها.

معني {ما يسطرون} استعملي الأقوس للمفردات القرآنية
القول الأول : ما يكتبون قاله بن عباس وقتادة ومجاهد وذكره بن كثير.
القول الثاني : ما يعملون قاله أبوالضحي عن بن عباس ، وذكره بن كثير هذا بيان لنوع المسطور، أي أن الملائكة تكتب أعمال العباد، وليس المقصود أن الكتابة بمعنى العملز

مرجع الضمير في {ما يسطرون}
القول الأول : علي الملائكة أي ما يكتبون من الذكر.
أو ما يكتبون من أعمال من أعمال العباد ،قاله السدي وذكره بن كثير.
القول الثاني : علي الناس أي ما يكتبه الناس من العلوم ، ذكره السعدي والأشقر.

أداة القسم

الواو

ما هو المقسم به
أقسم الله بالقلم ، وما يسطرون به من أنواع الكلام لأنهم من آيات الله العظيمة.

ما هو المقسم عليه
براءة نبيه صلي الله عليه وسلم مما نسبه إليه أعداءة من الجنون.

مقصد الآيه
تثبيت قلب النبي صلي الله عليه وسلم وذلك بنفي عنه مانسب أليه عنه بنعمه ربه عليه وإحساته ، حيث من الله عليه بالعقل الكامل والرأي الجزل والكلام الفصل الذي هو أحسن ما جرت به الأقلام وسطره الأنام .ذكره السعدي.
تفسير قوله تعالى: (مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ)
المسائل التفسيريه
-من المخاطب (ك-س-ش)
-من الذي رماه بالجنون وماسبب ذلك.(ك-س-ش)
-ما المقصود بالنعمة.(ك-س-ش)
من المخاطب
النبي صلي الله عليه وسلم
ذكره بن كثير والسعدي والأشقر

من الذي رماه بالجنون وما سبب ذلك
الذي رماه بالجنون الجهلة من قومهظن المكذبون بما جاءهم به من الهدي والحق المبين.

ما المقصود بالنعمة
هي النبوة والرياسة العامة حيث من عليه بالعقل الكامل والرأي الجزل والكلام الفصل والهدي والحق المبين وهذه هي سعادته في الدنيا.

معنى قوله تعالى: {ما أنت بنعمة ربك بمجنون}؟؟

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنون)
-ماذا أفاد التوكيد(إن) أين علامة الاستفهام؟
-مامعني أجرا (ك-س-ش)
- ماذا أفاد تنكير لفظة الأجر (س)
- ما سبب عدم أنقطاع الأجر (ك-س-ش)
-ما معني غير ممنون.(ك-س-ش)
تلخيص أقوال المفسرين
ماذا أفاد التوكيد(بإن).
تحقق الحدوث ،( بل لك الأجر العظيم)، ذكره بن كثير.

ما معني الأجر
من سعادتك في الأجر أن لك الثواب الجزيل ،ذكره بن كثير ووالسعدي والأشقر.

ماذا أفاد تنكير الأجر
عظمة هذا الأجر.

سبب عدم أنقطاع الأجر سبب عظم الأجر
ما تحمل النبي صلي الله عليه وسلم من أثقال النبوة وإبلاغ رسالة الله ألي الخلق وصبره علي أذاهم وما قاسي من أنواع الشدائد ،وجميع ما أسلف من الأعمال الصالحة والأخلاق الكاملة.,ذكره بن كثير والسعدي والأشقر.
مامعني غير ممنون
القول الأول: غير مقطوع ،فلا ينقطع ولا يبيد بل هو دائم مستمر ،وأستدل بن كثير
{عطاءً غير مجذوذٍ} [هودٍ: 108] {فلهم أجرٌ غير ممنونٍ} [التّين: 6
ذكره بن كثير والسعدي والأشقر.
وقيل غير ممنون أي محسوب قاله مجاهد وهو بنفس المعني السابق.

القول الثاني: لا تمن يُمن به عليك من جهة الناس وهذا ذكره الأشقر.

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
المسائل التفسيرية
-مرجع الضمير في( إنك)(من المخاطب في الآية).
-ماذا أفادت دخول اللام إلي علي.على {على}
-ما معني الخلق.
-ما معني كون النبي صلي الله عليه وسلم علي خلق عظيم.

تلخيص أقوال المفسرين في الآية
مرجع الضمير في إنك (من المخاطب)
النبي صلي الله عليه وسلم.
ما أفادت دخول اللام إلي علي.
لم أجدها إذن لا داعي من التعرض لها بل يكفيك ما ورد في التفسير
ما معني الخلق
القول الأول : بمعني دين ،قاله بن عباس ومجاهد وأبو مالك والسدي والربيع بن أنس والضحاك وابن زيد ذكره بن كثير.
القول الثاني: بمعني آدب أدب ( الذي آمره أمره الله به في القرآن) ،قاله قتاده قتادة وعطيه ومعمر ودليله :
أنّ سعد بن هشامٍ سأل عائشة عن خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقالت: ألست تقرأ القرآن؟ قال: بلى. قالت: فإنّ خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان القرآن.
ذكره بن جرير وبن كثير والسعدي والأشقر.

ما معني أن النبي كان خلقه القرآن
ومعنى هذا أنّه، عليه السّلام، صار امتثال القرآن، أمرًا ونهيًا، سجيّةً له، وخلقًا تطبّعه، وترك طبعه الجبلّي، فمهما أمره القرآن فعله، ومهما نهاه عنه تركه. هذا مع ما جبله اللّه عليه من الخلق العظيم، من الحياء والكرم والشّجاعة، والصّفح والحلم، وكلّ خلقٍ جميلٍ. كما ثبت في الصّحيحين عن أنسٍ قال: خدمت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم عشرٌ سنين فما قال لي: "أفٍّ" قطّ، ولا قال لشيءٍ فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيءٍ لم أفعله: ألا فعلته؟ وكان صلّى اللّه عليه وسلّم أحسن النّاس خلقًا ولا مسست خزًّا ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كفّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولا شممت مسكًا ولا عطرًا كان أطيب من عرق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم
وذلك نحوُ قولِه تعالى له: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ...} الآيةَ، {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}.
وما أَشْبَهَ ذلكَ مِن الآياتِ الدالاَّتِ على اتِّصافِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ بمكارِمِ الأخلاقِ والآياتِ الحاثَّاتِ على الخُلُقِ العظيمِ، فكانَ له منها أكْمَلُها وأَجَلُّها، وهو في كلِّ خَصْلةٍ منها في الذِّرْوَةِ العُلْيَا.
فكانَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ سَهْلاً لَيِّناً، قَريباً مِن الناسِ، مُجيباً لدَعْوةِ مَن دَعاهُ، قاضياً لحاجةِ مَنِ استَقْضَاهُ، جابراً لقلْبِ مَن سَأَلَه، لا يَحْرِمُه ولا يَرُدُّه خائباً.
وإذَا أَرادَ أصحابُه منه أمْراً وافَقَهم عليه، وتابَعَهم فيه، إذا لم يَكُنْ فيه مَحْذورٌ، وإنْ عَزَمَ على أمْرٍ لم يَسْتَبِدَّ به دُونَهم، بل يُشاوِرُهم ويُؤَامِرُهم.
وكان يَقْبَلُ مِن مُحْسِنِهم ويَعفُو عن مُسِيئِهم، ولم يَكُنْ يُعاشِرُ جَلِيساً له إلا أَتَمَّ عِشرةً وأَحْسَنَها، فكانَ لا يَعْبِسُ في وَجْهِهِ، ولا يَغْلُظُ عليه في مَقالِه، ولا يَطْوِي عنه بِشْرَه، ولا يُمْسِكُ عليه فَلَتَاتِ لِسانِه، ولا يُؤَاخِذُه بما يَصْدُرُ منه مِن جَفوةٍ، بل يُحْسِنُ إلى عَشيرِه غايةَ الإحسانِ، ويَحْتَمِلُه غايةَ الاحتمالِ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّم ذكره بن كثير والسعدي.َ.

تفسير قوله تعالى: (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ )
-معني البصر
- من المخاطب في الآية.
- مرجع الضمير في يبصرون.
-متي (يبصر ويبصرون)
تلخيص أقوال المفسرين
معني البصر
القول الأول: العلم ، قاله بن عباس وابن جريج وذكره بن كثير واستدل عليه بقوله تعالي
{سيعلمون غدًا من الكذّاب الأشر} [القمر: 26]، وكقوله: {وإنّا أو إيّاكم لعلى هدًى أو في ضلالٍ مبينٍ} [سبإٍ:
القول الثاني: البصر المعلوم ،ذكره الأشقر.
القول الثالث: الأخبار ،ذكره بن كثير.
استعمال الباء هنا ضمن الفعل معنى آخر، فيكون المقصود به البصر والخبر، ويكون مفهوم الآية: فستبصر ويبصرون وتخبر ويخبرون يوم القيامة من هو المفتون حقا، ذكر ذلك ابن كثير

من المخاطب في الآيه
النبي صلي الله عليه وسلم.من ذكر ذلك؟
مرجع الضمير في (يبصرون)
يعود الضمير علي المخالفون للنبي صلي الله عليه وسلم والمكذبون له وهم أعداءه من الكفار.
متي (يبصر ويبصرون)
يوم القيامة ، قاله بن عباس وبن جريج وذكره بن كثير والاشقر.
أحسنت أختي مها، بارك الله فيك ونفع بك.
وحصل عندك اختصار في بعض المسائل، أرجو أن تتبين لك من قائمة المسائل التالية، وانتبهي لمثلها مستقبلا إن شاء الله:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6)} القلم.

تفسير قوله تعالى: ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)

● معنى قوله تعالى: {ن} ك ش
● المقسم به ك س ش
● المراد بالقلم ك س ش
● معنى {يسطرون} ك س ش
● مرجع الضمير في قوله: {يسطرون} ك س ش
المقصود بقوله: {ما يسطرون} ك س ش
● الحكمة من الإقسام بالقلم ك س ش

تفسير قوله تعالى: مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)
● المقسم عليه ك س ش
● لمن الخطاب في الآيات؟ ك س ش
● سبب القسم ك س ش
● معنى قوله تعالى: {بنعمة ربك}
ك س ش
● المراد بالنعمة س ش
● المناسبة بين المقسم به والمقسم عليه
س
● إكرام الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا س

تفسير قوله تعالى: وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3)

● ما يفيده تنكير لفظة {أجرا} س
● معنى {غير ممنون} ك س ش
● إكرام الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في الآخرة
س
سبب استحقاق النبي صلى الله عليه وسلم للأجر الجزيل في الآخرة ك س ش

تفسير قوله تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)

● مناسبة الآية لما قبلها س
● المراد بالخلق في الآية ك س ش
وصف خلق النبي صلى الله عليه وسلم ك س ش
● ما يفيده استعمال حرف الجر {على} س
● مقصد الآية

تفسير قوله تعالى: فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6)

● مناسبة الآية لما قبلها س
● متعلق البصر ك س ش
● مرجع الضمير في قوله: {يبصرون} ك س ش
● معنى {المفتون} ك س ش
● معنى الباء في قوله: {بأييكم} ك
● نوع الأسلوب في الآية

دلالة الآية على الجزاء يوم القيامة ك س ش

التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/24
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 20/18
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 92/100
الدرجة: 5/4,63
وفقك الله وبارك فيك


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 20 ربيع الثاني 1436هـ/9-02-2015م, 11:31 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

تلخيص سورة نوح من الآية (21-28)
تفسير قوله تعالى: (قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21
-القراءات.
-المسائل التفسيرية.
1-علاقة الآية بما قبلها .(ك-س-س)
2- سبب شكوي نوح لربه .(ك-س-ش)
3- لمن اشتكي .(ك-س-ش)
4- مرجع الضمير في (إنهم –اتبعوا).(ك)
5-مرجع الضمائر في (من لم يزده ماله وولده).(ك-س-ش)
6- هل زيادة المال والولد كناية عن أكرام الله.(ك)
7- معني خسارا.(ك-س-ش)
-المسائل العقدية.
-علم الله واسع شامل لا يعزب عنه شئ.
تفسير قوله تعالى: (وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22
-المسائل التفسرية .
1- مرجع الضمير في (مكروا).(ك)
2-معني كبارا.
3- كيف مكروا (ك-ش).
4-سبب المكر.(س)
-المسائل اللغوية.

تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرا
-المسائل التفسيرية.
1-علاقة هذه الآية بما قبلها (ش).
2- مرجع الضمير في (قالوا) (ش).
3-من المخاطب .
4-ماذا قالوا.(ك-س-س)
5-ما معني (وداً ولا سواعاًويعوث ويعوق ونسراً)
-المسائل العقدية

تفسير قوله تعالى: (وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (2
-المسائل التفسيرية.
1-مرجع الضمير في (أضلوا)(ك-س-ش)
2-من الذين أضلوا .(ك-س-ش)
3-لماذا دعا نوح علي قومه؟(ك-س-ش)
4-نتيجة دعوة نوح علي قومه.(ك-س-ش)
5- ما دلالة(كثيراً)(ك).
6-ما معني ضلالاً.(ش)
تفسير قوله تعالى: (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25
-القراءات.
-المسائل التفسيرية.
1-علاقة الآية بما قبلها.(ك-س-ش)
2-عقوبة قوم نوح في الدنيا والآخرة.(ك-س-ش)
3-سبب إغراقهم.(ك-س)
4- مقصد الآية.(س-ش)
-المسائل العقدية.

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26
-المسائل التفسيرية.
1- معني تذر.(ك)
2-معني ديار.(ك-س-ش)
3-سبب دعاء نوح علي قومه.(ش)
4- ماذا أفاد دخول من علي{الكافرينْ}.
5-ما نتيجة الدعاء عليهم.(ك-س-ش)
-المسائل العقدية.
-المسائل اللغوية.

تفسير قوله تعالى: (إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27
-المسائل التفسيرية.
1-علاقة الآية بما قبلها .(ك)
2-ما الفرق بين الفاجر والكفار.(ش)
3-ما المقصود بعبادك.(ك)
4- سبب طلب نوح عليه السلام من ربه بافنائهم.(س)

تفسير قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28
-المسائل التفسيرية.
1- معني بيتي.(ك-س-ش)
2- لماذا خص المذكورين وقدمهم.(س)
3-استحباب شمولية الدعاء.(ك)
4-ما معني تباراً.(ك-س-ش)
5- دلالة الظالمين.(ش)
-المسائل العقدية.
تلخيص أقوال المفسرين
تفسير قوله تعالى: (قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21

-القراءات.
قرئ وولده بالضم والفتح وكلاهما متقارب ذكره بن كثير.
-المسائل التفسيرية.
1-علاقة الآية بما قبلها .(ك-س-س)
اشتكي نوح إلي ربه من قومه بأنهم استمروا في عصيانهم فيما أمرهم به وتكذيبه ومخالفته وأتباع ابناء الدنيا ممن غفل عن أمر الله ممن متع بمالٍ وأولادٍمن الملأ والأشراف والرؤساء وأهل الثروة الذين لم يزدهم أموالاهم وأولادهم في الدنيا إلا ضلالا .ذكره بن كثير والسعدي والأشقر.
2- سبب شكوي نوح لربه .(ك-س-ش)
لما رأي حال قومه والكلام والوعظ والتذكيرالمشتمل علي الترغيب تارة والترهيب تارة أخري ما نجع فيهم ولا أفاد ولم يجيبوا دعوته.ذكره بن كثير والسعدي والأشقر.
3- لمن اشتكي .(ك-س-ش)
اشتكي نوح عليه السلاهم إلي ربه.
4- مرجع الضمير في (إنهم –اتبعوا).(ك)
إلي قوم نوح المكذبين به.
5-مرجع الضمائر في (من لم يزده ماله وولده).(ك-س-ش)
إلي أبناء الدنيا ممن غفل عن آيات الله والأشراف والرؤساء أهل الثروه منهم.
6- هل زيادة المال والولد كناية عن أكرام الله.(ك)
لا ولكنه استدراج وانظار لا أكرام.ذكره بن كثير
7- معني خسارا.(س-ش)
ضلالاً في الدنيا وهلاكا وتفويتنا للأرباح وعقوبة في الآخرة. ذكره السعدي والأشقر.

-المسائل العقدية.
-علم الله واسع شامل لا يعزب عنه شئ.
تفسير قوله تعالى: (وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22
-المسائل التفسرية .
1- مرجع الضمير في (مكروا).(ك)
علي قوم نوح.
2-معني كبارا.
كبارا أي عظيما قاله مجاهد ،وكبيرا قاله بن زيد ،ومعناها عظيما كبيرا بليغا كما ذكر بن كثير والسعدي والأشقر.
3- كيف مكروا (ك-ش).
اتخذوا أنداد من دون الله وسولوا لأتباعهم أنهم علي الحق والهدي
وأستدل بن كثير علي ذلك بقولههم لهم يوم القيامة:
{{بل مكر اللّيل والنّهار إذ تأمروننا أن نكفر باللّه ونجعل له أندادًا} [سبأٍ:وكذا بتحريشهم سفلتهم علي قتل نوح.
4-سبب المكر.(س)
معاندة الحق ذكره السعدي.
-المسائل اللغوية.
العرب تقول: أمرٌ عجيبٌ وعجاب وعجّاب. ورجلٌ حسان. وحسّان: وجمال وجمّال، بالتّخفيف والتّشديد، بمعنًى واحدٍ.
تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرا
-المسائل التفسيرية.
1-علاقة هذه الآية بما قبلها (ش).
هذه الآية تفصيل لما أجمل في الآية السابقة وبيان حقيقة المكر.
2- مرجع الضمير في (قالوا) (ش).
إلي الرؤساء. ذكره السعدي والأشقر
3-من المخاطب .
الأتباع ذكره السعدي والأشقر.
4-ماذا قالوا.(ك-س-س)
دعوهم إلي عدم ترك آلهة آبائهم وما هم عليه من الشرك وعبادة غير الله من الأصنام والصور التي كانت لهم وزينوا لهم ذلك ،ومعصية رسولهم نوح عليه السلام .ذكره بن كثير والسعدي والأشقر.
5-ما معني (وداً ولا سواعاًويعوث ويعوق ونسراً)
هذه أسماء أصنامهم التي كانت تعبد زمن نوح من دون الله وهي كانت أسماء رجال صالحين كانوا بين آدم ونوح عليهم السلام.والدليل
قال البخاريّ: حدّثنا إبراهيم، حدّثنا هشامٌ، عن ابن جريجٍ، وقال عطاءٌ، عن ابن عبّاسٍ: صارت الأوثان الّتي كانت في قوم نوحٍ في العرب بعد: أمّا ود: فكانت لكلب بدومة الجندل؛ وأما سواعٌ: فكانت لهذيلٍ، وأمّا يغوث فكانت لمراد، ثمّ لبني غطيف بالجرف عند سبأٍ، أمّا يعوق: فكانت لهمدان، وأمّا نسرٌ: فكانت لحمير لآل ذي كلاع، وهي أسماء رجالٍ صالحين من قوم نوحٍ، عليه السّلام، فلمّا هلكوا أوحى الشّيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم الّتي كانوا يجلسون فيها أنصابًا وسمّوها بأسمائهم. ففعلوا، فلم تعبد حتّى إذا هلك أولئك وتنسّخ العلم عبدت
وقيل أنهم أبناء آدم عليه السلام والدليل
وروى الحافظ ابن عساكر في ترجمة شيث، عليه السّلام، من طريق إسحاق بن بشرٍ قال: وأخبرني جويبر ومقاتلٌ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: ولد لآدم عليه السّلام، أربعون ولدًا، عشرون غلامًا وعشرون جاريةً، فكان ممّن عاش منهم: هابيل، وقابيل، وصالحٌ، وعبد الرّحمن -والّذي كان سمّاه عبد الحارث-وودّ، وكان ودّ يقال له "شيث" ويقال له: "هبة اللّه" وكان إخوته قد سوّدوه، وولد له سواع ويغوث ويعوق ونسر.
-المسائل العقدية
1- آية دليل علي أن الغلو في الصالحين من أسباب الشرك بالله.
2- تحريم التصوير حماية لجناب التوحيد.

تفسير قوله تعالى: (وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (2
-المسائل التفسيرية.
1-مرجع الضمير في (أضلوا)(ك-س-ش)
إلي الأصنام واستدل بن كثير بقول الخليل عليه الصلاة والسلام (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام)ذكره بن كثير والأشقر ،وقد يكون مرجع الضمير إلي الكبراء والرؤساء ذكره السعدي والأشقر.
2-من الذين أضلوا .(ك-س-ش)
أضلوا بها خلقا كثيراً ذكره بن كثير والسعدي والأشقر.
3-لماذا دعا نوح علي قومه؟(ك-س-ش)
دعا نوح علي قومه لتمردهم وكفرهم وعنادهم كما دعا موسى على فرعون ومثله في قوله: {ربّنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم} [يونس ذكره بن كثير]
4-نتيجة دعوة نوح علي قومه.(ك-س-ش)
استجاب الله لكل من نوح وموسي في قومه وأغرق أمتهم بتكذيبهم لما جاءوا به ولم يبقي محل لنجاحهم ولا صلاحهم .ذكره بن كثير
5- ما دلالة(كثيراً)(ك).
فإنّه استمرّت عبادتها في القرون إلى زماننا هذا في العرب والعجم وسائر صنوف بني آدم.[color="rgb(255, 140, 0)"]ذكره بن كثير[/color]
6-ما معني ضلالاً.(ش)
خُسراناً. وقيلَ: ضَلالاً في مَكْرِهم)

تفسير قوله تعالى: (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25
-القراءات.
{ممّا خطاياهم} وقرئ: {خطيئاتهم}
-المسائل التفسيرية.
1-علاقة الآية بما قبلها.(ك-س-ش)
نتيجة لما قبلها أي من كثرة ذنوبهم وعتوهم وإصرارهم علي كفرهم ومخالفتهم رسولهم الذي أنذرهم من شؤم كفرهم ومعصيتهم آياة فرفضوا نصحه .ذكره بن كثير والسعدي والأشقر.
2-عقوبة قوم نوح في الدنيا والآخرة.(ك-س-ش)
أما في الدنيا فاغرقوا بالطوفان في اليم ،وعقوبتهم في الآخرة عذاب بالقبر في البرزخ وعذاب في نار الآخرة فنقلوا من تيار البحار إلي حرارة النار فلم يجدوا لهم معين ولا مغيث ولامجير ينقذهم من عذاب الله واستدل بن كثير بقوله تعال{قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم}هود
3-سبب إغراقهم.(ك-س)
كثرة ذنوبهم وعتوّهم وإصرارهم على كفرهم ومخالفتهم رسولهم
4- مقصد الآية.(س-ش)
لا عاصم من أمر الله إلا من عصم.
-المسائل العقدية.
أثبات عذاب القبر.
-النجاة في الدنيا والآخرة برحمة الله.

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26
-المسائل التفسيرية.
1- معني تذر.(ك)
تترك
2-معني ديار.(ك-س-ش)
بمعني واحد .قاله الضحاك وذكره بن كثير
وقيل الذي يسكن الديار قاله السدي وذكره بن كثير والأشقر [
3-سبب دعاء نوح علي قومه.(ش)
وقيل الذي يدور علي وجه الأرض color="rgb(255, 140, 0)"]ذكره السعدي[/color]
لَمَّا أَيِسَ نُوحٌ مِن إيمانِهم دعا عليهم بعدَ أنْ أُوحِيَ إليه:{أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ}
4- ماذا أفاد دخول من علي{الكافرينْ}.
العموم بأنه فأهلك جميع من على وجه الأرض من الكافرين حتّى ولد نوحٍ لصلبه الّذي اعتزل عن أبيه
5-ما نتيجة الدعاء عليهم.(ك-س-ش)
فاستجاب اللّه له، فأهلك جميع من على وجه الأرض من الكافرين حتّى ولد نوحٍ لصلبه الّذي اعتزل عن أبيه، وقال: {سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر اللّه إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين} [هود: 43].
-المسائل العقدية.
التوسل المشروع يكون أسماء الله وهو من أسباب إجابة الدعاء
-المسائل اللغوية.
لا تومريّا وهذه من صيغ تأكيد النّفي.

تفسير قوله تعالى: (إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27
-المسائل التفسيرية.
1-علاقة الآية بما قبلها .(ك)
علاقة سببية ذكره بن كثير
2-ما الفرق بين الفاجر والكفار.(ش)
الفاجر من يترك أعمال الطاعات.
الكفار يشمل كفر القلب وما ينتج عنه من كفران النعم.
3-ما المقصود بعبادك.(ك)
أي: الّذين تخلقهم بعدهم.
4- سبب طلب نوح عليه السلام من ربه بافنائهم.(س)
لأن بَقاؤُهم مَفْسَدَةٌ مَحْضَةٌ لهم ولغيرِهم، وإنما قالَ نُوحٌ عليه السلامُ ذلك؛ لأنه معَ كَثرةِ مُخالَطَتِه إيَّاهم، ومُزاوَلَتِه لأخلاقِهم عَلِمَ بذلك نَتيجةَ أعمالِهم.

تفسير قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28
-المسائل التفسيرية.
1- معني بيتي.(ك-س-ش)
بيتي بمعني مسجدي قاله الضحاك وذكره بن كثير .
وقيل يحمل علي ظاهر الآية بأنه البييت المعروف وأستدل عليه بحديث الوليد بن قيسٍ التّجيبيّ أخبره: أنّه سمع أبا سعيدٍ الخدريّ -أو: عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ:-أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "لا تصحب إلّا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلّا تقيٌّ" وذكره الأشقر أيضا
وقيل سفينته ذكره الأشقر.
2- لماذا خص المذكورين وقدمهم.(س)
لتأكيد حقهم وتقديم برهم.
3-استحباب شمولية الدعاء.(ك)
يستحب الدعاء لجميع المؤمنين والمؤمنات، وذلك يعم الأحياء منهم والأموات؛ ولهذا يستحبّ مثل هذا الدّعاء، اقتداءً بنوحٍ، عليه السّلام، وبما جاء في الآثار، والأدعية [المشهورة] المشروعة.
4-ما معني تباراً.(ك-س-ش)
أي هلاكا قاله السدي وذكره بن كثير.
وقيل خسارا في الدنيا والآخرة قاله مجاهد وذكره بن كثير .
وقيل هلاكا وخسرانا ودمارأ قاله السعدي والأشقر.
5- دلالة الظالمين.(ش)
شَمِلَ دُعاؤُه هذا كلَّ ظالِمٍ إلى يومِ القِيامةِ

-المسائل العقدية.
لا يكتمل إيمان الأنسان حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 20 ربيع الثاني 1436هـ/9-02-2015م, 12:13 PM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

تلخيص سورة نوح من الآية (21-28)
تفسير قوله تعالى: (قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21
-القراءات.
-المسائل التفسيرية.
1-علاقة الآية بما قبلها .(ك-س-س)
2- سبب شكوي نوح لربه .(ك-س-ش)
3- لمن اشتكي .(ك-س-ش)
4- مرجع الضمير في (إنهم –اتبعوا).(ك)
5-مرجع الضمائر في (من لم يزده ماله وولده).(ك-س-ش)
6- هل زيادة المال والولد كناية عن أكرام الله.(ك)
7- معني خسارا.(ك-س-ش)
-المسائل العقدية.
-علم الله واسع شامل لا يعزب عنه شئ.
تفسير قوله تعالى: (وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22
-المسائل التفسرية .
1- مرجع الضمير في (مكروا).(ك)
2-معني كبارا.
3- كيف مكروا (ك-ش).
4-سبب المكر.(س)
-المسائل اللغوية.

تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرا
-المسائل التفسيرية.
1-علاقة هذه الآية بما قبلها (ش).
2- مرجع الضمير في (قالوا) (ش).
3-من المخاطب .
4-ماذا قالوا.(ك-س-س)
5-ما معني (وداً ولا سواعاًويعوث ويعوق ونسراً)
-المسائل العقدية

تفسير قوله تعالى: (وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (2
-المسائل التفسيرية.
1-مرجع الضمير في (أضلوا)(ك-س-ش)
2-من الذين أضلوا .(ك-س-ش)
3-لماذا دعا نوح علي قومه؟(ك-س-ش)
4-نتيجة دعوة نوح علي قومه.(ك-س-ش)
5- ما دلالة(كثيراً)(ك).
6-ما معني ضلالاً.(ش)
تفسير قوله تعالى: (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25
-القراءات.
-المسائل التفسيرية.
1-علاقة الآية بما قبلها.(ك-س-ش)
2-عقوبة قوم نوح في الدنيا والآخرة.(ك-س-ش)
3-سبب إغراقهم.(ك-س)
4- مقصد الآية.(س-ش)
-المسائل العقدية.

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26
-المسائل التفسيرية.
1- معني تذر.(ك)
2-معني ديار.(ك-س-ش)
3-سبب دعاء نوح علي قومه.(ش)
4- ماذا أفاد دخول من علي{الكافرينْ}.
5-ما نتيجة الدعاء عليهم.(ك-س-ش)
-المسائل العقدية.
-المسائل اللغوية.

تفسير قوله تعالى: (إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27
-المسائل التفسيرية.
1-علاقة الآية بما قبلها .(ك)
2-ما الفرق بين الفاجر والكفار.(ش)
3-ما المقصود بعبادك.(ك)
4- سبب طلب نوح عليه السلام من ربه بافنائهم.(س)

تفسير قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28
-المسائل التفسيرية.
1- معني بيتي.(ك-س-ش)
2- لماذا خص المذكورين وقدمهم.(س)
3-استحباب شمولية الدعاء.(ك)
4-ما معني تباراً.(ك-س-ش)
5- دلالة الظالمين.(ش)
-المسائل العقدية.
تلخيص أقوال المفسرين
تفسير قوله تعالى: (قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21

-القراءات.
قرئ وولده بالضم والفتح وكلاهما متقارب ذكره بن كثير.
-المسائل التفسيرية.
1-علاقة الآية بما قبلها .(ك-س-س)
اشتكي نوح إلي ربه من قومه بأنهم استمروا في عصيانهم فيما أمرهم به وتكذيبه ومخالفته وأتباع ابناء الدنيا ممن غفل عن أمر الله ممن متع بمالٍ وأولادٍمن الملأ والأشراف والرؤساء وأهل الثروة الذين لم يزدهم أموالاهم وأولادهم في الدنيا إلا ضلالا .ذكره بن كثير والسعدي والأشقر.
2- سبب شكوي نوح لربه .(ك-س-ش)
لما رأي حال قومه والكلام والوعظ والتذكيرالمشتمل علي الترغيب تارة والترهيب تارة أخري ما نجع فيهم ولا أفاد ولم يجيبوا دعوته.ذكره بن كثير والسعدي والأشقر.
3- لمن اشتكي .(ك-س-ش)
اشتكي نوح عليه السلاهم إلي ربه.
4- مرجع الضمير في (إنهم –اتبعوا).(ك)
إلي قوم نوح المكذبين به.
5-مرجع الضمائر في (من لم يزده ماله وولده).(ك-س-ش)
إلي أبناء الدنيا ممن غفل عن آيات الله والأشراف والرؤساء أهل الثروه منهم.
6- هل زيادة المال والولد كناية عن أكرام الله.(ك)
لا ولكنه استدراج وانظار لا أكرام.ذكره بن كثير
7- معني خسارا.(س-ش)
ضلالاً في الدنيا وهلاكا وتفويتنا للأرباح وعقوبة في الآخرة. ذكره السعدي والأشقر.
-المسائل العقدية.
-علم الله واسع شامل لا يعزب عنه شئ.
تفسير قوله تعالى: (وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22
-المسائل التفسرية .
1- مرجع الضمير في (مكروا).(ك)
علي قوم نوح.
2-معني كبارا.
كبارا أي عظيما قاله مجاهد ،وكبيرا قاله بن زيد ،ومعناها عظيما كبيرا بليغا كما ذكر بن كثير والسعدي والأشقر.
3- كيف مكروا (ك-ش).
اتخذوا أنداد من دون الله وسولوا لأتباعهم أنهم علي الحق والهدي
وأستدل بن كثير علي ذلك بقولههم لهم يوم القيامة:
{{بل مكر اللّيل والنّهار إذ تأمروننا أن نكفر باللّه ونجعل له أندادًا} [سبأٍ:وكذا بتحريشهم سفلتهم علي قتل نوح.
4-سبب المكر.(س)
معاندة الحق ذكره السعدي.
-المسائل اللغوية.
العرب تقول: أمرٌ عجيبٌ وعجاب وعجّاب. ورجلٌ حسان. وحسّان: وجمال وجمّال، بالتّخفيف والتّشديد، بمعنًى واحدٍ.
تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرا
-المسائل التفسيرية.
1-علاقة هذه الآية بما قبلها (ش).
هذه الآية تفصيل لما أجمل في الآية السابقة وبيان حقيقة المكر.
2- مرجع الضمير في (قالوا) (ش).
إلي الرؤساء. ذكره السعدي والأشقر
3-من المخاطب .
الأتباع ذكره السعدي والأشقر.
4-ماذا قالوا.(ك-س-س)
دعوهم إلي عدم ترك آلهة آبائهم وما هم عليه من الشرك وعبادة غير الله من الأصنام والصور التي كانت لهم وزينوا لهم ذلك ،ومعصية رسولهم نوح عليه السلام .ذكره بن كثير والسعدي والأشقر.
5-ما معني (وداً ولا سواعاًويعوث ويعوق ونسراً)
هذه أسماء أصنامهم التي كانت تعبد زمن نوح من دون الله وهي كانت أسماء رجال صالحين كانوا بين آدم ونوح عليهم السلام.والدليل
قال البخاريّ: حدّثنا إبراهيم، حدّثنا هشامٌ، عن ابن جريجٍ، وقال عطاءٌ، عن ابن عبّاسٍ: صارت الأوثان الّتي كانت في قوم نوحٍ في العرب بعد: أمّا ود: فكانت لكلب بدومة الجندل؛ وأما سواعٌ: فكانت لهذيلٍ، وأمّا يغوث فكانت لمراد، ثمّ لبني غطيف بالجرف عند سبأٍ، أمّا يعوق: فكانت لهمدان، وأمّا نسرٌ: فكانت لحمير لآل ذي كلاع، وهي أسماء رجالٍ صالحين من قوم نوحٍ، عليه السّلام، فلمّا هلكوا أوحى الشّيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم الّتي كانوا يجلسون فيها أنصابًا وسمّوها بأسمائهم. ففعلوا، فلم تعبد حتّى إذا هلك أولئك وتنسّخ العلم عبدت
وقيل أنهم أبناء آدم عليه السلام والدليل
وروى الحافظ ابن عساكر في ترجمة شيث، عليه السّلام، من طريق إسحاق بن بشرٍ قال: وأخبرني جويبر ومقاتلٌ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: ولد لآدم عليه السّلام، أربعون ولدًا، عشرون غلامًا وعشرون جاريةً، فكان ممّن عاش منهم: هابيل، وقابيل، وصالحٌ، وعبد الرّحمن -والّذي كان سمّاه عبد الحارث-وودّ، وكان ودّ يقال له "شيث" ويقال له: "هبة اللّه" وكان إخوته قد سوّدوه، وولد له سواع ويغوث ويعوق ونسر.
-المسائل العقدية
1- أن الغلو في الصالحين من أسباب الشرك بالله.
2- تحريم التصوير حماية لجناب التوحيد.

تفسير قوله تعالى: (وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (2
-المسائل التفسيرية.
1-مرجع الضمير في (أضلوا)(ك-س-ش)
إلي الأصنام واستدل بن كثير بقول الخليل عليه الصلاة والسلام (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام)ذكره بن كثير والأشقر ،وقد يكون مرجع الضمير إلي الكبراء والرؤساء ذكره السعدي والأشقر.
2-من الذين أضلوا .(ك-س-ش)
أضلوا بها خلقا كثيراً ذكره بن كثير والسعدي والأشقر.
3-لماذا دعا نوح علي قومه؟(ك-س-ش)
دعا نوح علي قومه لتمردهم وكفرهم وعنادهم كما دعا موسى على فرعون ومثله في قوله: {ربّنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم} [يونس ذكره بن كثير]
4-نتيجة دعوة نوح علي قومه.(ك-س-ش)
استجاب الله لكل من نوح وموسي في قومه وأغرق أمتهم بتكذيبهم لما جاءوا به ولم يبقي محل لنجاحهم ولا صلاحهم .ذكره بن كثير
5- ما دلالة(كثيراً)(ك).
فإنّه استمرّت عبادتها في القرون إلى زماننا هذا في العرب والعجم وسائر صنوف بني آدم.ذكره بن كثير
6-ما معني ضلالاً.(ش)
خُسراناً. وقيلَ: ضَلالاً في مَكْرِهم)

تفسير قوله تعالى: (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25
-القراءات.
{ممّا خطاياهم} وقرئ: {خطيئاتهم}
-المسائل التفسيرية.
1-علاقة الآية بما قبلها.(ك-س-ش)
نتيجة لما قبلها أي من كثرة ذنوبهم وعتوهم وإصرارهم علي كفرهم ومخالفتهم رسولهم الذي أنذرهم من شؤم كفرهم ومعصيتهم آياة فرفضوا نصحه .ذكره بن كثير والسعدي والأشقر.
2-عقوبة قوم نوح في الدنيا والآخرة.(ك-س-ش)
أما في الدنيا فاغرقوا بالطوفان في اليم ،وعقوبتهم في الآخرة عذاب بالقبر في البرزخ وعذاب في نار الآخرة فنقلوا من تيار البحار إلي حرارة النار فلم يجدوا لهم معين ولا مغيث ولامجير ينقذهم من عذاب الله واستدل بن كثير بقوله تعال{قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم}هود
3-سبب إغراقهم.(ك-س)
كثرة ذنوبهم وعتوّهم وإصرارهم على كفرهم ومخالفتهم رسولهم
4- مقصد الآية.(س-ش)
لا عاصم من أمر الله إلا من عصم.
-المسائل العقدية.
أثبات عذاب القبر.
-النجاة في الدنيا والآخرة برحمة الله.

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26
-المسائل التفسيرية.
1- معني تذر.(ك)
تترك
2-معني ديار.(ك-س-ش)
بمعني واحد .قاله الضحاك وذكره بن كثير
وقيل الذي يسكن الديار قاله السدي وذكره بن كثير والأشقر [
3-سبب دعاء نوح علي قومه.(ش)
وقيل الذي يدور علي وجه الأرض color="rgb(255, 140, 0)"]ذكره السعدي[/color]
لَمَّا أَيِسَ نُوحٌ مِن إيمانِهم دعا عليهم بعدَ أنْ أُوحِيَ إليه:{أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ}
4- ماذا أفاد دخول من علي{الكافرينْ}.
العموم بأنه فأهلك جميع من على وجه الأرض من الكافرين حتّى ولد نوحٍ لصلبه الّذي اعتزل عن أبيه
5-ما نتيجة الدعاء عليهم.(ك-س-ش)
فاستجاب اللّه له، فأهلك جميع من على وجه الأرض من الكافرين حتّى ولد نوحٍ لصلبه الّذي اعتزل عن أبيه، وقال: {سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر اللّه إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين} [هود: 43].
-المسائل العقدية.
التوسل المشروع يكون أسماء الله وهو من أسباب إجابة الدعاء
-المسائل اللغوية.
لاهذه من صيغ تأكيد النّفي.

تفسير قوله تعالى: (إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27
-المسائل التفسيرية.
1-علاقة الآية بما قبلها .(ك)
علاقة سببية ذكره بن كثير
2-ما الفرق بين الفاجر والكفار.(ش)
الفاجر من يترك أعمال الطاعات.
الكفار يشمل كفر القلب وما ينتج عنه من كفران النعم.
3-ما المقصود بعبادك.(ك)
أي: الّذين تخلقهم بعدهم.
4- سبب طلب نوح عليه السلام من ربه بافنائهم.(س)
لأن بَقاؤُهم مَفْسَدَةٌ مَحْضَةٌ لهم ولغيرِهم، وإنما قالَ نُوحٌ عليه السلامُ ذلك؛ لأنه معَ كَثرةِ مُخالَطَتِه إيَّاهم، ومُزاوَلَتِه لأخلاقِهم عَلِمَ بذلك نَتيجةَ أعمالِهم.

تفسير قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28
-المسائل التفسيرية.
1- معني بيتي.(ك-س-ش)
بيتي بمعني مسجدي قاله الضحاك وذكره بن كثير .
وقيل يحمل علي ظاهر الآية بأنه البييت المعروف وأستدل عليه بحديث الوليد بن قيسٍ التّجيبيّ أخبره: أنّه سمع أبا سعيدٍ الخدريّ -أو: عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ:-أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "لا تصحب إلّا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلّا تقيٌّ" وذكره الأشقر أيضا
وقيل سفينته ذكره الأشقر.
2- لماذا خص المذكورين وقدمهم.(س)
لتأكيد حقهم وتقديم برهم.
3-استحباب شمولية الدعاء.(ك)
يستحب الدعاء لجميع المؤمنين والمؤمنات، وذلك يعم الأحياء منهم والأموات؛ ولهذا يستحبّ مثل هذا الدّعاء، اقتداءً بنوحٍ، عليه السّلام، وبما جاء في الآثار، والأدعية [المشهورة] المشروعة.
4-ما معني تباراً.(ك-س-ش)
أي هلاكا قاله السدي وذكره بن كثير.
وقيل خسارا في الدنيا والآخرة قاله مجاهد وذكره بن كثير .
وقيل هلاكا وخسرانا ودمارأ قاله السعدي والأشقر.
5- دلالة الظالمين.(ش)
شَمِلَ دُعاؤُه هذا كلَّ ظالِمٍ إلى يومِ القِيامةِ
-المسائل العقدية.
لا يكتمل إيمان الأنسان حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 6 جمادى الآخرة 1436هـ/26-03-2015م, 10:13 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
تلخيض سورة الأنسان من آية(23-31)
تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا )(23)
المسائل التفسيرية
1- الغرض من الآية. ك
2- دلالة الآية علي شمول القرآن علي ما يحتاجة العباد. س
3- دلالة الآية علي نزول القرآن مفرقاً. ش
المسائل العقدية
-دلالة الآية علي أن القرآن من عند الله. ش
تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24)
المسائل التفسيرية
1- سبب نزول الآية. ش
2- علاقة الآية بما قبلها. ك-س
3- معني الصبر. ك-س
4- دلالة الآية علي تأخير النصر . ش
5- معني آثماً وكفوراً والفرق بينهما. ك-س-ش
تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25)
المسائل التفسيرية
1- علاقة الآية بما قبلها. س
2- ما معني بكرة وأصيلاً. ك-س-ش
3- ما معني الذكر. س
تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)
المسائل التفسيرية
1- دلالة الآية علي قيام الليل. ك-ش
2- علاقة الآية بآية المزمل{يا أيّها المزّمّل قم اللّيل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا}س
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا)(27)
المسائل التفسيرية
1- من المقصود بهؤلاء ،ومرجع الضمير في يحبون ،ويذرون. ك-س-ش
2- ما المراد بالعاجلة. ك-ش
3- ما المراد باليوم الثقيل ،ولماسمي بذلك؟ ك-س-ش
4- ما معني( يذرون ورائهم ) .ك-س-ش
تفسير قوله تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا)(28)
المسائل التفسيرية
1- دلالة الآية علي الأستدلال علي البعث بدليل عقي .ك-س
2- ما معني شددنا أسرهم. ك-س-ش
3- ما المقصود ببدلنا أمثالهم تبديلاً؟ ك-س-ش
المسائل العقدية
1- الاستدلال بالبداءة على الرّجعة.
2- أثبات مشيئة الله عز وجل.
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا)(29)
المسائل التفسيرية
1- معني (إن هذه) .ك-س-ش
2- معني تذكرة. س
3- معني السبيل. ك-س-ش
المسائل العقدية
-أثبات أن للإنسان مشيئة.
تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا)(30)
المسائل التفسيرية
1- معني قوله تعالي (وما تشاءون إلا أن يشاء الله) . ك-س-ش
2- دلالة ختام الآية بالعليم الحكيم. ك
المسائل العقدية
-أثبات مشيئة العبد وأنها واقعة تحت مشيئة الله عزوجل.
تفسير قوله تعالى: (يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)(31)
المسائل التفسيرية
1- معني الرحمة . ك-س-ش
2-معني الظالمين. س
3- لما استحق الظالمين العذاب الأليم. س



تلخيص أقوال المفسرين
تلخيض سورة الأنسان من آية(23-31)
تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا )(23)
المسائل التفسيرية
1- الغرض من الآية. ك مقصد الآية
-يقول تعالى ممتنًّا على رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم بما نزّله عليه من القرآن العظيم تنزيلًا.
2- دلالة الآية علي شمول القرآن علي ما يحتاجة العباد. س من مقاصد إنزال القرآن
- فيه الوعدُ والوَعيدُ، وبيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِ الأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِه وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والسَّعْيُ في تَنْفِيذِها، والصبرُ على ذلك.
3- دلالة الآية علي نزول القرآن مفرقاً. ش ما يفيده مجيء الفعل {نزلنا} على هذه الصيغة
-أيْ: فَرَّقْنَاهُ في الإنزالِ ولم نُنْزِلْه جُملةً واحدةً.
المسائل العقدية
-دلالة الآية علي أن القرآن من عند الله. ش كيف دلت؟ نقول:ما يفيده وصف الإنزال
يفيد أن القرآن نازل من عند الله ولم يأت به النبي صلى الله عليه وسلم من عنده كما يدعيه المفترون.
تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24)
المسائل التفسيرية
1- سبب نزول الآية. ش أسباب النزول تفصل أول الملخص
-أن عتبة بن ربيعة والوليد بن المغيرة قالا للنبي صلي الله عليه وسلم :ارجع عن هذا الأمر ونحن نرضيك المال لاوالتزويج.
2- علاقة الآية بما قبلها. ك-س مناسبة الآية لما قبلها
-كما أكرمتك بما أنزلت عليك، فاصبر على قضائه وقدره، واعلم أنّه سيدبرك بحسن تدبيره، {ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا} أي: لا تطع الكافرين والمنافقين إن أرادوا صدّك عمًّا أنزل إليك بل بلّغ ما أنزل إليك من ربّك، وتوكّل على اللّه؛ فإنّ اللّه يعصمك من النّاس،اصْبِرْ لِحُكْمِه القَدَرِيِّ فلا تَسْخَطْهُ, ولِحُكْمِه الدينِيِّ فامْضِ عليه, ولا يَعُوقُكَ عنه عائقٌ.
3- معني الصبر. ك-س هذا متعلق الصبر وليس معناه.
-اصْبِرْ لِحُكْمِه القَدَرِيِّ فلا تَسْخَطْهُ, ولِحُكْمِه الدينِيِّ فامْضِ عليه،فهذا من قضاء الله وقدره.
4- دلالة الآية علي تأخير النصر . ش من حكم الله المأمور بالصبر عليه
-مِن حُكْمِه وقَضائِه تَأخيرُ نَصْرِك إلى أجَلٍ اقْتَضَتْهُ حِكمتُه.
5- معني آثماً وكفوراً والفرق بينهما. ك-س-ش هما مسألتان فيفصلا
-الآثم هو الفاجر في أفعاله ،الفاعل للإثم والمعصية، الكفور هو الكافر بقلبه ،من الكفار والفجار والفساق . كما أورد بن كثير والسعدي والأشقر .
وقيل المراد بالآثم :عتبة بن ربيعة ،والكفور :الوليد بن المغيرة ذكره الأشقر. يلحق بسبب النزول.
وعندنا مسألة: طاعة الكفار المنهي عنها في الآية
تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25)
المسائل التفسيرية
1- علاقة الآية بما قبلها. س مناسبة ...
-ولَمَّا كانَ الصبْرُ يُساعِدُه القيامُ بعبادةِ اللَّهِ والإكثارُ مِن ذِكْرِه، أَمَرَه اللَّهُ بذلك.
2- ما معني بكرة وأصيلاً. ك-س-ش
-أوَّلَ النهارِ وآخِرَه، فدَخَلَ في ذلك الصلواتُ المكتوباتُ وما يَتْبَعُها مِن النوافلِ والذِّكْرِ،خاصة صلاة الصبح وصلاة العصر.ذكره بنكثير والسعدي والأشقر. الآن أنت أدخلت مسألتين في مسألة واحدة، فمعنى {بكرة وأصيلا} غير المراد بالذكر
3- ما معني الذكر. س المقصود بالذكر
-التسبيحِ والتهليلِ والتكبيرِ.
، ويلحق به الزيادة في السطر السابق، كما أن ترتيب هذه الآية يجب أن يكون قبل المسألة السابقة
تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)
المسائل التفسيرية
1- دلالة الآية علي قيام الليل. ك-ش معنى الآية
-أي: أَكْثِرْ له مِن السجودِ، ولا يكونُ ذلك إلاَّ بالإكثارِ مِن الصلاةِ
واستدل بن كثير علي ذلك بقوله تعالي {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} [الإسراء:79]
2- علاقة الآية بآية المزمل{يا أيّها المزّمّل قم اللّيل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا}س هذه الآية متعلقة بمسألة تقييد الإطلاق في الآية.
-آية المزمل مقيدة للمطلق في آية الإنسان.
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا)(27)
المسائل التفسيرية
1- من المقصود بهؤلاء ،ومرجع الضمير في يحبون ،ويذرون. ك-س-ش مرجع اسم الإشارة، وبالنسبة للضمائر فمرجعها واضح من السياق أنه مرجع اسم الإشارة فلا داعي لهذه المسألة.
-هم الكفار المكذبين للرسول من كفار مكة ،ومن هو موافق لهم.
2- ما المراد بالعاجلة. ك-ش
-هي دار الدنيا.
3- ما المراد باليوم الثقيل ،ولماسمي بذلك؟ ك-س-ش مسألتان
-وهو يومُ القيامةِ، وسُمِّيَ ثَقيلاً لِمَا فيه مِن الشدائدِ والأهوالِ، فهم لا يَسْتَعِدُّونَ له ولا يَعْبَؤُونَ به.
4- ما معني( يذرون ورائهم ) .ك-س-ش
-علي قولين:
1- يتركون الدار الآخرة وراء ظهورهم وذلك بحبهم للدنيا والأقبال عليها.ذكره بن كثير والأشقر.
2- يتركون أمامهم يوم القيامة الذي مقداره خمسون ألف سنة مما تعدون. ذكره السعدي.
ليسا قولين أبدا، ما الفرق بينهما؟
تفسير قوله تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا)(28)
المسائل التفسيرية
1- دلالة الآية علي الأستدلال علي البعث بدليل عقلي .ك-س دلالة الآية على البعث
-هذا استدلالٌ بالبداءة على الرّجعة،أي كما أوجدناهم من العدم قادرون علي أن نأتي بقوم آخرين ،واستدل بن كثير بقوله تعالي
{إن يشأ يذهبكم أيّها النّاس ويأت بآخرين وكان اللّه على ذلك قديرًا} [النّساء:133]،فالذي أَوْجَدَهم على هذهِ الحالةِ، قادرٌ على أنْ يُعِيدَهم بعدَ مَوْتِهم لِجَزَائِهم، والذي نَقَلَهم في هذه الدارِ إلى هذه الأطوارِ لا يَلِيقُ به أنْ يَتْرُكَهم سُدًى، لا يُؤْمَرُونَ ولا يُنْهَوْنَ ولا يُثَابُونَ ولا يُعاقَبُونَ .
2- ما معني شددنا أسرهم. ك-س-ش
-أَحْكَمْنَا خِلْقَتَهُم بالأعصابِ، والعُروقِ، والأوتارِ، والقُوَى الظاهرةِ والباطنةِ، حتى تَمَّ الْجِسمُ واسْتَكْمَلَ، وتَمَكَّنَ مِن كلِّ ما يُريدُه.
3- ما المقصود ببدلنا أمثالهم تبديلاً؟ ك-س-ش معنى {بدلنا .....
-أي إذا شئنا أهلكناهم وجئنا بقوم آخرين أطوع لله منه.ذكره بن كثير والأشقر ، أو أنشأناكم للبعث نشأة أخري وأعدناكم بأعيانكم .ذكره السعدي. هذان قولان فيفصلا، فالأول في الدنيا، والثاني في الآخرة.
المسائل العقدية
1- الاستدلال بالبداءة على الرّجعة.
2- أثبات مشيئة الله عز وجل.
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا)(29)
المسائل التفسيرية
1- معني (إن هذه) .ك-س-ش مرجع اسم الإشارة
-هذه السورة.
2- معني تذكرة. س معنى كون السورة تذكرة
-يَتَذَكَّرُ بها المُؤْمِنُ فيَنْتَفِعُ بما فيها مِن التخويفِ والترغيبِ
3- معني السبيل. ك-س-ش
-طَريقاً مُوَصِّلاً إليه بالإيمان والطاعة، فاللَّهُ يُبَيِّنُ بالقرآن الحقَّ والْهُدَى، ثم يُخَيِّرُ الناسَ بينَ الاهتداءِ به أو النفورِ عنه، معَ قِيامِ الْحُجَّةِ عليهم.
لا، ليس هذا معنى السبيل، إنما السبيل هو الطريق
أما المقصود بالسبيل، أو نقول: كيف يُتخذ السبيل إلى الله فنقول: بالطاعة والإيمان
المسائل العقدية
-أثبات أن للإنسان مشيئة. نعم هي تنتمي للمسائل العقدية، لكن الآية دلت عليها مباشرة فهي من تفسيرها.
تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا)(30)
المسائل التفسيرية
1- معني قوله تعالي (وما تشاءون إلا أن يشاء الله) . ك-س-ش
-فإنَّ مَشيئةَ اللَّهِ نافذةٌ،وما تَشاؤونَ أنْ تَتَّخِذُوا إلى اللهِ سَبيلاً إلاَّ أنْ يَشاءَ اللهُ، فالأمْرُ إليه سُبحانَه ليس إليهم، والخيرُ والشرُّ بيدِه، فمَشيئةُ العبْدِ مُجَرَّدَةً لا تَأتِي بخيرٍ ولا تَدفعُ شَرًّا، إلا إنْ أَذِنَ اللهُ بذلك،
فلا يقدر أحدٌ أن يهدي نفسه، ولا يدخل في الإيمان ولا يجر لنفسه نفعًا.ذكره بن كثير والسعدي والأشقر
2- دلالة ختام الآية بالعليم الحكيم. ك مناسبة ختم الآية بهذين الاسمين
-أي: عليمٌ بمن يستحقّ الهداية فييسّرها له، ويقيّض له أسبابها، ومن يستحقّ الغواية فيصرفه عن الهدى، وله الحكمة البالغة، والحجّة الدّامغة.
المسائل العقدية
-أثبات مشيئة العبد وأنها واقعة تحت مشيئة الله عزوجل. نفس الملاحظة السابقة
تفسير قوله تعالى: (يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)(31)
المسائل التفسيرية
1- معني الرحمة . ك-س-ش
-فيها قولان:
1-رحمته بمعني عنايتة وتوفيقه لأسباب السعادة ويهديه لطرقها فيهدي من يشاء ويضل من يشاء .ذكره بن كثير والسعدي والأشقر
2- رحمته مقصود بها جنته.ذكره الأشقر ما ذكر هو معنى الدخول في الرحمة وليس معنى الرحمة.
2-معني الظالمين. س
-الذين اخْتَارُوا الشَّقَاءَ على الْهُدَى.
3- لما استحق الظالمين العذاب الأليم. س
-بظلمهم وعدوانهم.

أحسنت، بارك الله فيك
ونأمل مزيد عناية بصياغة عناوين المسائل
التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 29/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 18/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 17/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 11/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 90 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 27 رجب 1436هـ/15-05-2015م, 03:38 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخيص الرسالة التفسيرية الأولي{ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول....

تلخيص تفسير قول الله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا لله وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم ...} لابن القيم
تضمنت هذه الآية أموراً:
أولاً: معني الحياة المذكورة في قوله تعالى: {إذا دعاكم لما يحييكم}.
الحياة المرادة تُعرف بمعرفة أسبابها وما يؤدي إليها وذلك في تفسير قوله تعالى: {لما يحييكم}، فنجد أن فيها أقوالا:
القول الأول: أنها حياة الروح والقلب التي تكون بالإيمان واتّباع القرآن.
-قال مجاهد: {لما يحييكم} يعني للحق.
-وقال قتادة: هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدّنيا والآخرة.
-وقال السّديّ: هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر.
القول الثاني: أنها الحياة العزيزة التي يحياها المسلمون بالجهاد في سبيل الله.
-قال ابن إسحاق وعروة بن الزبير واللّفظ له: {لما يحييكم} يعني للحرب الّتي أعزكم الله بها بعد الذل وقوّاكم بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم.
-وقال الواحدي والأكثرون على أن معنى قوله: {لما يحييكم} هو الجهاد وهو قول ابن إسحق واختيار أكثر أهل المعاني.
-وقال الفراء: إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنّما يقوى بالحرب والجهاد فلو تركوا الجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم.
-وقال ابن القيّم: الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم ولهذا قال ابن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشّهادة.
القول الثالث: أنها الحياة التامّة الدائمة وهي التي تكون في الجنة
-قال بعض المفسّرين: {لما يحييكم} يعني الجنّة فإنّها دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطّيبة حكاه أبو عليّ الجرجانيّ.
والآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة، ويحيي الأمم حياة العزة والقوة في الدنيا، وكمال الحياة في الجنّة والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة فهو داع إلى الحياة الطيبة النافعة في الدّنيا والآخرة.
وكل ما سبق من معاني من الحياة الطيبة النافعة التي يحتاجها العباد.
-ما يحتاجة الإنسان من أنواع الحياة:
يحتاج الإنسان إلي نوعين من الحياة:
1- حياة البدن الّتي بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك ولذلك كانت حياة المريض والمحزون وصاحب الهم والغم والخوف والفقر والذل دون حياة من هو معافى من ذلك.
2- حياة القلب والروح الّتي بها يميّز بين الحق والباطل والغي والرشاد والهوى والضلال فيختار الحق على ضدّه فتفيده هذه الحياة قوّة التميز بين النافع والضار في العلوم والإرادات والأعمال وتفيده قوّة الإيمان والإرادة والحب للحق وقوّة البغض والكراهة للباطل فشعوره وتمييزه وحبه ونفرته بحسب نصيبه من هذه الحياة،قال تعالى: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: و{كذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا} فأخبر أن وحيه روح ونور.
ثانيا :المقصود من قوله:{وجعلنا له نورا يمشي به في الناس}
1-أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم اللّيل فضلوا ولم يهتدوا للطريق وآخر معه نور يمشي به في الطّريق ويراها ويرى ما يحذره فيها.
2-أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور.
3-أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم.
ثالثاً:معني قوله تعالي {أو من كان ميتاً فأحييناه}
-قال ابن عبّاس وجميع المفسّرين: كان كافرًا ضالًّا فهديناه.
رابعاً:معنى قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}
ورد في معناها قولان:
-القول الأول: أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين أهل معصيته وبين طاعته، وهذا قول ابن عبّاس وجمهور المفسّرين.
-القول الثاني: أن المعنى أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه، ذكره الواحدي عن قتادة واختاره ابن القيّم.
قال: وكأن هذا أنسب بالسياق لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه.
وعلى القول الأول فوجه المناسبة أنكم إن تثاقلتم عن الاستجابة وأبطأتم عنها فلا تأمنوا أنّ اللّه يحول بينكم وبين قلوبكم فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة عقوبة لكم على تركها بعد وضوح الحق واستبانته فيكون كقوله: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ}، وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}، وقوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل} ففي الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وان استجاب بالجوارح.
وفي الآية سر آخر وهو أنه جمع لهم بين الشّرع والأمر به وهو الاستجابة وبين القدر والإيمان به فهي كقوله: {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤن إلّا أن يشاء الله رب العالمين}، وقوله: {فمن شاء ذكره وما يذكرون إلّا أن يشاء الله}.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 30 رجب 1436هـ/18-05-2015م, 03:36 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
تلخيص تفسير قول الله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا لله وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم ...} لابن القيم
تضمنت هذه الآية أموراً:
أولاً: معني الحياة المذكورة في قوله تعالى: {إذا دعاكم لما يحييكم}.
الحياة المرادة تُعرف بمعرفة أسبابها وما يؤدي إليها وذلك في تفسير قوله تعالى: {لما يحييكم}، فنجد أن فيها أقوالا:
القول الأول: أنها حياة الروح والقلب التي تكون بالإيمان واتّباع القرآن.
-قال مجاهد: {لما يحييكم} يعني للحق.
-وقال قتادة: هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدّنيا والآخرة.
-وقال السّديّ: هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر.
القول الثاني: أنها الحياة العزيزة التي يحياها المسلمون بالجهاد في سبيل الله.
-قال ابن إسحاق وعروة بن الزبير واللّفظ له: {لما يحييكم} يعني للحرب الّتي أعزكم الله بها بعد الذل وقوّاكم بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم.
-وقال الواحدي والأكثرون على أن معنى قوله: {لما يحييكم} هو الجهاد وهو قول ابن إسحق واختيار أكثر أهل المعاني.
-وقال الفراء: إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنّما يقوى بالحرب والجهاد فلو تركوا الجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم.
-وقال ابن القيّم: الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم ولهذا قال ابن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشّهادة.
القول الثالث: أنها الحياة التامّة الدائمة وهي التي تكون في الجنة
-قال بعض المفسّرين: {لما يحييكم} يعني الجنّة فإنّها دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطّيبة حكاه أبو عليّ الجرجانيّ.
والآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة، ويحيي الأمم حياة العزة والقوة في الدنيا، وكمال الحياة في الجنّة والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة فهو داع إلى الحياة الطيبة النافعة في الدّنيا والآخرة.
وكل ما سبق من معاني من الحياة الطيبة النافعة التي يحتاجها العباد.
بارك الله فيك، ولكن لا يناسب أبدا أستاذتي الفاضلة أن أصحح ما كتبته أنا في نموذج الإجابة الذي وضعته للاختبار، وأبسط شيء أنه إذا تعرف الطالب على المسألة أن يعبر عنها بعد ذلك بأسلوبه لا أن يضع للمصحح ما كتبه هو.
-ما يحتاجة الإنسان من أنواع الحياة:
يحتاج الإنسان إلي نوعين من الحياة:
1- حياة البدن الّتي بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك ولذلك كانت حياة المريض والمحزون وصاحب الهم والغم والخوف والفقر والذل دون حياة من هو معافى من ذلك.
2- حياة القلب والروح الّتي بها يميّز بين الحق والباطل والغي والرشاد والهوى والضلال فيختار الحق على ضدّه فتفيده هذه الحياة قوّة التميز بين النافع والضار في العلوم والإرادات والأعمال وتفيده قوّة الإيمان والإرادة والحب للحق وقوّة البغض والكراهة للباطل فشعوره وتمييزه وحبه ونفرته بحسب نصيبه من هذه الحياة،قال تعالى: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: و{كذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا} فأخبر أن وحيه روح ونور.
ثانيا :المقصود من قوله:{وجعلنا له نورا يمشي به في الناس} ما علاقة هذه الآية بالآية موضوع التلخيص؟؟
لابد من وجود رابط بينهما يجب بيانه ليكون سياق المسائل متصلا.
أيضا لم تذكري شطر الآية الأول: {أو من كان ميتتا فأحييناه} وهذا لابد من بيانه لأنه يشير إلى معنى حياة القلب.
1-أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم اللّيل فضلوا ولم يهتدوا للطريق وآخر معه نور يمشي به في الطّريق ويراها ويرى ما يحذره فيها.
2-أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور.
3-أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم.
ثالثاً:معني قوله تعالي {أو من كان ميتاً فأحييناه} ها هو شطر الآية الأول، لكن كيف نتكلم عن الشطر الثاني قبله؟!!
-قال ابن عبّاس وجميع المفسّرين: كان كافرًا ضالًّا فهديناه.
رابعاً:معنى قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}
ورد في معناها قولان:
-القول الأول: أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين أهل معصيته وبين طاعته، وهذا قول ابن عبّاس وجمهور المفسّرين.
-القول الثاني: أن المعنى أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه، ذكره الواحدي عن قتادة واختاره ابن القيّم.
قال: وكأن هذا أنسب بالسياق لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه.
وعلى القول الأول فوجه المناسبة أنكم إن تثاقلتم عن الاستجابة وأبطأتم عنها فلا تأمنوا أنّ اللّه يحول بينكم وبين قلوبكم فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة عقوبة لكم على تركها بعد وضوح الحق واستبانته فيكون كقوله: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ}، وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}، وقوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل} ففي الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وان استجاب بالجوارح.
وفي الآية سر آخر وهو أنه جمع لهم بين الشّرع والأمر به وهو الاستجابة وبين القدر والإيمان به فهي كقوله: {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤن إلّا أن يشاء الله رب العالمين}، وقوله: {فمن شاء ذكره وما يذكرون إلّا أن يشاء الله}.

بارك الله فيك وأحسن إليك.
فاتك فصل مسألة:
-
بيان الأسباب الجالبة للحياة الطيبة في قوله تعالى: {لما يحييكم}

تلخيص تفسير قوله تعالى: {يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}


● مقصد الآية
بيان الأسباب الجالبة للحياة الطيبة في قوله تعالى: {لما يحييكم}
● الحياة المذكورة في الآية
أنواع الحياة التي يحتاجها العبد وكيفية تحصيل كل نوع
● من ثمرات حياة القلب في الدنيا والآخرة
● معنى قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}
مناسبة قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} لما قبله

● مقصد الآية
أن الحياة النافعة إنّما تحصل بالاستجابة لله ورسوله فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات، وأن أكمل النّاس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرّسول؛ فمن فاته جزء منها فاته جزء من الحياة ويكون فيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول.

بيان الأسباب الجالبة للحياة الطيبة في قوله تعالى: {لما يحييكم}

ورد في أنواع هذه الأسباب أقوال وهي:
1- الحق، قاله مجاهد
2- القرآن، قاله قتادة
3- الإسلام، قاله السدي
4- الحرب والجهاد في سبيل الله، قاله ابن إسحاق وعروة بن الزبير والواحدي والفراء وعليه الأكثرون.
5- الجنة، حكاه أبو علي الجرجاني عن بعض المفسرين
قال ابن القيم: وهذه كلها عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرّسول ظاهرا وباطنا.
والآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة وكمال الحياة في الجنّة والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة فهو داع إلى الحياة في الدّنيا والآخرة

● الحياة المذكورة في الآية
- القول الأول: أنها حياة الروح والقلب
وهي التي تكون بالإيمان والإسلام واتّباع القرآن.

قال قتادة:
{لما يحييكم} هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدّنيا والآخرة.
وقال السّديّ:
{لما يحييكم} هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر .
- القول الثاني: أنها الحياة العزيزة
وهي الحياة التي يحياها المسلمون في الدنيا بالجهاد في سبيل الله.

قال ابن إسحاق وعروة بن الزبير واللّفظ له: {لما يحييكم} يعني للحرب الّتي أعزكم الله بها بعد الذل وقوّاكم بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم.

وقال الفراء: إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنّما يقوى بالحرب والجهاد فلو تركوا الجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم.
وقال ابن القيّم: الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم ولهذا قال ابن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشّهادة.
- القول الثالث: أنها الحياة التامّة الدائمة
وهي الحياة الكاملة الدائمة للروح والبدن والتي لا تكون إلا في الجنة
قال بعض المفسّرين:
{لما يحييكم} يعني الجنّة فإنّها دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطّيبة.
وكل ما سبق من معاني من الحياة النافعة التي يحتاجها العباد.

أنواع الحياة التي يحتاجها العبد وكيفية تحصيل كل منهما
الإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة:
- الأولى: حياة بدنه
الّتي بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك، وهذه الحياة تحصل
بنفخ الملك الّذي هو رسول الله من روحه فيصير حيا بذلك النفخ.
- والثانية: حياة قلبه وروحه
وهي الّتي بها يميّز بين الحق والباطل والغي والرشاد والهوى والضلال فيختار الحق على ضدّه فتفيده هذه الحياة قوّة التميز بين النافع والضار في العلوم والإرادات والأعمال وتفيده قوّة الإيمان والإرادة والحب للحق وقوّة البغض والكراهة للباطل فشعوره وتمييزه وحبه ونفرته بحسب نصيبه من هذه الحياة.

وحصول هذه الحياة يكون بنفخ الرّسول البشري من الرّوح الّذي ألقى إليه قال تعالى: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: و{كذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا} فأخبر أن وحيه روح ونور.


● من ثمرات حياة القلب في الدنيا والآخرة

في قوله
تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها} جمع للمؤمن به بين النّور والحياة، كما جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمة.
قال ابن عبّاس وجميع المفسّرين: كان كافرًا ضالًّا فهديناه.
وقوله: {وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس} يتضمّن أمورا:
أحدها: أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم اللّيل فضلوا ولم يهتدوا للطريق وآخر معه نور يمشي به في الطّريق ويراها ويرى ما يحذره فيها.
وثانيها: أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور.
وثالثها: أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم.

● معنى قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}
ورد في معناها قولان:
- القول الأول: أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين أهل معصيته وبين طاعته، وهذا قول ابن عبّاس وجمهور المفسّرين.

- القول الثاني: أن المعنى أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه، ذكره الواحدي عن قتادة واختاره ابن القيّم.
قال: وكأن هذا أنسب بالسياق لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه.


● مناسبة قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} لما قبله.
- على القول الأول فوجه المناسبة أنكم إن تثاقلتم عن الاستجابة وأبطأتم عنها فلا تأمنوا أنّ اللّه يحول بينكم وبين قلوبكم فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة عقوبة لكم على تركها بعد وضوح الحق واستبانته فيكون كقوله: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ}، وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}، وقوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل} ففي الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وان استجاب بالجوارح.

- ومناسبة أخرى: أنه في الشطر الأول من الآية ذكر الشّرع والأمر به وهو الاستجابة {استجيبوا لله وللرسول ..}، ثم ذكر القدر والإيمان به في قوله: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} فهي كقوله: {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤن إلّا أن يشاء الله رب العالمين}، وقوله: {فمن شاء ذكره وما يذكرون إلّا أن يشاء الله}.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 24
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 17
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 15
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 86 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 3 شعبان 1436هـ/21-05-2015م, 03:24 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
اقتباس:
الرسالة التفسيرية
تفسير قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)
التفسير:
هذه الآية العظيمة في كتاب الله عز وجل ،قال قتادة فيها
: قال كعب إن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثة خلق آدم بيده والتوراة بيده (أرجو مراجعة هذا الأثر فإن ظاهره أن التوراة مخلوقة وهي كلام الله غير مخلوق) وغرس جنة عدن بيده ثم قال للجنة تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون لما علمت فيها من كرامة الله لأهلها)،ولهذا يجب علي كل مسلم ومسلمة أن يزنوا أنفسهم علي هذه الآية وما بعدها من الصفات ،
حدّثنا يزيد بن بابنوس، قال: قلنا لعائشة: يا أمّ المؤمنين، كيف كان خلق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟، قالت: «كان خلق رسول الله القرآن»، فقرأت {قد أفلح المؤمنون} [المؤمنون: 1] حتّى انتهت {والّذين هم على صلواتهم يحافظون} [المؤمنون: 9]، قالت: «هكذا كان خلق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم")،وهي مشتملة علي ثلاث كلمات ، كل منها له معني عظيم .
قوله تعالي {قد}:قال الفراء قد للتأكيد أي لتأكيد فلاحهم ،وإفادة ثبوت ما كان يتوقع الثبوت من قبل أو لتقريب الماضي في الحال ،آلا تراهم يقولون قد قامت الصلاة قبل حال قيامها والمعني أن الفلاح قد حصل لهم وأنهم عليه في الحال،وقال الزمخشري (قد) هنا للتوقع فهي نقيضة لما قد تثبت المتوقع ولما تنفية ، ولا شك أن المؤمنين كانوا متوقعين لهذه البشارة وهي الإخبار بثبات الفلاح فخوطبوا بما دل علي ثبات ما توقعوا.
وقوله تعالي{أفلح} :والفلاح أصله في اللغة الشق والقطع قاله أبوعبيدة، قال القرطبي: وقد يستعمل في الفوز والبقاء وهو أصله أيضا في اللغة فمعناه الفائزون بالجنة والباقون فيها،وهو مأخوذ من الفلاح ،والفلاح كلمة جامعة،وهو الفوز بالمطلوب ،والنجاة من المرهوب،هذا هو معني الفلاح فهي كلمة جامعة لكل خبر،دافعة لكل شر ،وقيل البقاء في الخير ويقال أفلح إذا دخل في الفلاح ،ويقال أفلحه إذا أصاره إلي الفلاح،وقيل في الكشاف :المفلح الفائز بالبغية كأنه الذي انفتحت له وجوة الظفر ولم تستغلق عليه والمفلحون هم المنجحون الناجون الفائزون نجوا من النار وفازوا وسعدوا وحصلوا علي الفلاح.
وقوله تعالي {المؤمنون} : "أل" تفيد الاستغراق ،والمؤمنون جمع مؤمن ،وهو المتصف بالإيمان ،والإيمان لغة: من التصديق والأقرار المستلزم لقبول الأخبار والإذعان إلي الأحكام ، شرعاً:هو قول باللسان ،تصديق بالجنان ،وعمل بالجوارح والأركان ،وهو بضع وستون أو بضع وسبعون شعبه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصيةوأصحابه هم الذين آمنوا بالله ،وملائكه،وكتبه، ورسله، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره، فإن هذا هو الإيمان كما فسره النبي صلي الله عليه وسلم وعلي آله حين سأله جبريل عن الإيمان فقال:(أن تؤمن بالله ،وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر،والقدر خيره وشره)،
والمعني أي الذين ءامنوا بالله وصدقوا المرسلين الذين صفاتهم كاملة،وعبر بالاسم إشارة ألي أن من أقر بالإيمان وعمل بما أمر به استحق الوصف الثابت، وهو الخلود في جنات ربهم ،قال بن عباس (قد سعد المصدقون بالتوحيد وبقوا في الجنة).
الفوائد:
1-من فوائد الآية : إثبات الفلاح للمؤمنين قال تعالي{قد أفلح المؤمنون}.
2-ومنها :سعادة المؤمنون ،والسعداء أهل الجنة ،قال تعالي {وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ}هود(108).
3- ومنها : البقاء الدائم في الخيروالجنة ، لأنه سبحانه وتعالي عبر بالاسم فقال{ المؤمنون }ولم يقل الذين آمنوا مثلاً.
4- ومنها : المؤمنون هم الذين صدقوا بالله ورسوله محمد صلي الله عليه وسلم وأقروا بما جاءهم من عند الله يؤخذ من معني الإيمان،وعملوا بما دعاهم إليه مما سمي في هذه الآيات، من الخشوع في الصلاة،وحفظ الفرج،والإعراض عن اللغو،وتأدية الزكاة ، والمحافظة علي الصلاة.
5- ومنها : المؤمنون هم الذين متصفون بهذه الصفات.
6- ومنها : عناية الله تعالي بالمؤمنين ومحبتة لهم،وأن هذه المحبة لها أثر عظيم علي حياتهم في الدنيا والآخرة ولهذا قال {أفلح}.
7- ومنها : إن الحكم المعلق بوصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه،فكلما زاد العبد في الإيمان زاد فلاحه {قد أفلح المؤمنون}.
8- ومنها : استحباب تبشير المؤمن بما يسره، أن الله بشر المؤمنين بالفلاح {قد أفلح}.
9- ومنها :وجوب فرح المؤمنين بهذه البشارة وفهذا من فضل الله عليهم قال تعالي {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} يونس(58) .
10- ومنها : وجوب شكر الله عز وجل علي هذه النعمة والشكر يكون بالعمل ، وبالثناء عليه سبحانه، وبطلب المزيد.
11-ومنها : وجوب تحقيق أركان الإيمان كلها من الإيمان بالله ووالملائكة ، والكتب ، والرسل ،واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره.
12- ومنها : الحث علي الاتصاف بصفات المؤمنين والترغيب فيها.
13- ومنها : أنه يجب علي العبد أن يزن نفسه وغيره علي هذه الآيات ،يعرف بذلك ما معه ومع غيره من الإيمان،زيادة ونقصا،كثرة ،و قلة.
14- ومنها : دخول مسمي الإسلام في معني هذه الآية ،لأن اللإيمان والإسلام من الألفاظ التي اجتمعت في السياق افترقت في المعني ، وإذا افترقت في السياق اجتمعت في المعني.
15- ومنها : أن الإيمان لا يفيده التقليد والعلم الظني ،لابد له من العلم اليقيني يأخذ من معني الإيمان.
وطريقتي في هذه الرسالة التفسيرية:
حاولت محاكاة طريقة الشيخ محمد بن صالح بن العثيمين في تفسير آية الكرسي:
1- اطلعت علي ما جاء في ما تيسر لي من عدة تفاسير .
2- قدمت فضل هذه الآية.
3- شرحت كل كلمة علي حدا (حدة) ، المعني اللغوي واالمعني الشرعي وما تيسر لي من القواعد اللغوية.
4- قمت باستخراج الفوائد من خلال الاطلاع علي التفاسيروما تيسر لي منها.
---------------------------------------------------------------
المراجع:
1- موقع جمهرة العلوم عل الشبكة العنكبوتية.
2-جامع البيان عن تأويل آي القرآن للأمام محمد بن جرير الطبري ،ت(310)
3- تفسير معالم التنزيل للأمام محي الدين أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي ،ت(516)
4-الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل للأمام أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله ،ت( 538)
-5-تفسير القرآن العظيم للحافظ أبو الفداء اسماعيل بن كثير ،ت(774)
6-اللباب فى علوم الكتاب أبو حفص سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني (المتوفى: 775هـ)
7-فتح البيان في مقاصد القرآن للأمام صديق بن حسن بن علي الحسين القنوجي البخاري ،ت(1307)
8--تيسير الكريم الرحمن ------ أبو عبد الله، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر بن حمد آل سعدي،ت(1376)
أحسنت بارك الله فيك وأحسن إليك.
- من جوانب الإحسان في الرسالة وضوح مقصدها وتنوع مصادرها
- وكذلك الاستشهاد بالأحاديث والآثار وأقوال أهل العلم.
- وقد أحسنت جدا في استخلاص فوائد الآية


التقييم:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 20 / 20
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: المواءمة ( مناسبة المسائل المذكورة للمخاطبين ) : 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 /10
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 10
= 98 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 3 شعبان 1436هـ/21-05-2015م, 03:38 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
رسالة تفسيرية
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}البقرة (183)
التفسير:
يخبر تعالي بما منَّ به علي عباده، بأنه فرض عليهم الصيام ، كما فرضه علي الأمم السابقة ، لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان ؛ وهذه آية عظيمة من كتاب الله قد اشتملت علي أحكام كثيرة ،نذكر منها ما تيسر:
أحدها: أن امتثال الأمر بالصيام من لوازم الإيمان الذي لا يتم إلا به،لأنه صدر الآية بقوله {يا أيها الذين آمنوا}، أي يا أيها الذين آمنوا اعملوا بمقتضي إيمانكم بما شرعناه لكم.
الثاني : توجيه الخطاب لعموم المؤمنين {ياآيها الذين آمنوا}،فيه دليل علي أنه يجب عليهم كلهم،إلا الذوي (ذوي) الأعذار.
الثالث : فرضية الصيام علي هذه الأمه من قوله {كتب عليكم الصيام }،وكتب بمعني أوجب وأمر.
الرابع :فرضية الصيام علي من قبلنا من الأمم لقوله{كما كتب علي الذين من قبلكم}.
الخامس : فيه تنشيط لهذه الأمة ،وإثارة العزائم للقيام بهذه الفريضة ، بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال، والمسارعة إلي صالح الأعمال ،حتي لا تكونوا مقصرين في قبول هذا الفرض،ليأخذه بقوةتفوق ماأدي به الأمم السابقة لقوله تعالي {كما كتب علي الذين من قبلكم}.
السادس :فيه التسلية لهذه الأمة،وإنه ليس من الأمور الثقيلة التي اختصيتم بها لأنه {كتب عليكم كما كتب علي الذين من قبلكم} حتي لا يقال كلفنا بهذا العمل الشاق دون غيرنا.
السابع : استكمال هذا الأمة للفضائل التي سبقت إليها الأمم السابقة؛ولا ريب أن الصيام من أعظم الفضائل،فاللإنسان يصبر علي عن الطعام والشراب والنكاح لله عز وجل ؛ومن أجل ذلكاختصه الله لنفسه فقال تعالي:"كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به،يدع شهوته وطعامه من أجلي" أخرجه البخاري ص503 ؛ومسلم ص862 باب 30 فضل الصيام.
الثامن :أهمية الصيام ؛لأن الله تعالي صدره بالنداء{ياأيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام}.
التاسع :حكمة الله سبحانه وتعالي بتنويع العبادات؛لأننا إذا تدبرنا العبادات وجدنا أنها متنوعة؛ فمنها ما هو مالي محض ؛ومنها ما هو بدني محض ؛و منها ما هو بدني ومالي؛وهذا من يسر الشريعة وسهولتها وأنه ترفع الحرج عن العباد.
العاشر :الحكمة في إيجاب الصيام ؛وهي تقوي الله؛لقوله تعالي
{لعلكم تتقون}.
الحادي عشر: فضل التقوي ، وأنه ينبغي سلوك الأسباب الموصلة إليها ؛ لأن الله أوجب الصيام لهذه الغاية؛إذاً هذه غاية عظيمة ؛لقوله تعالي{لعلكم تتقون}.
الثاني عشر: اعتبار الذرائع ؛ يعني ما كان ذريعة إلي الشئ فإن له حكم ذلك الشئ ؛فلما كانت التقوي واجبة كانت وسائلها واجبة {كتب عليكم الصيام لعلكم تتقون}.
الثالث عشر: الصائم يدرب نفسه علي مراقبة الله تعالي ؛فيترك ما تهوي نفسه،مع قدرته عليه، لعلمه باطلاع الله عليه لقوله تعالي
{لعلكم تتقون}.
الرابع عشر:أن الصيام يضيق مجاري الشيطان ،فإنه يجري من ابن آدم مجري الدم ؛فبالصيام يضعف نفوذه وتقل المعاصي فتحصل التقوي{لعلكم تتقون}.
الخامس عشر:أن الصائم في الغالب ،تكثر طاعته ،والطاعات من خصال التقوي لقوله تعالي {لعلكم تتقون}.
السادس عشر: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع ،أوجب له ذلك مواساة الفقراء، وهذا من خصال التقوي لقوله تعالي {لعلكم تتقون}.
السابع عشر: المقصود بفرض الصيام هنا شهر رمضان كما ذكر الطبري .
الثامن عشر:لعلكم تكونوا بسبب هذه العبادة في زمرة المتقين ،لأن الصوم شعار المتقين ، والصيام أداة من أدوات التقوي،وطريق موصل إليها نلقوله تعالي {لعلكم تتقون}.
وطريقتي في هذه الرسالة التفسيرية:
حاولت محاكاة طريقة الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسير آية الوضوء:
1- اطلعت علي ما جاء في ما تيسر لي من عدة تفاسير.
2- ثم استنبط منها ما تيسر لي من الفوائد التي ذكرها العلماء.
3-عدم التعرض لمعاني الكلمات ولا التفسير الحرفي للآية.

المراجع:
1- موقع جمهرة العلوم عل الشبكة العنكبوتية
2- -جامع البيان عن تأويل آي القرآن للأمام محمد بن جرير الطبري ،ت(310)
3-اللباب فى علوم الكتاب أبو حفص سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني (المتوفى: 775هـ)
4-فتح البيان في مقاصد القرآن للأمام صديق بن حسن بن علي الحسين القنوجي البخاري ،ت(1307)
5-تيسير الكريم الرحمن أبو عبد الله، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر بن حمد آل سعدي،ت(1376)
6-تفسير القرآن الكريم للشيخ محمد بن صالح العثيمين،ت(1421)

بارك الله فيك وأحسن إليك، ورسالتك نافعة جدا زادك الله من فضله.
التقييم:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 20 / 19
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: المواءمة ( مناسبة المسائل المذكورة للمخاطبين ) : 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 /10
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 10
= 97 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 1 رمضان 1436هـ/17-06-2015م, 04:46 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخيص الرسالة التفسيرية الثانية

تلخيص رسالة في تفسير قول الله تعالى: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}
للحافظ ابن رجب الحنبلي
عناصر الرسالة:
*مقصد الآية.
* أثبات الخشية للعلماء.
*نفي الخشية عن غيرهم علي القول الصصحيح
*معني إنما في الآية.
*إثبات الخشية لكل واحد من العلماء وليس لجنس العلماء.
*كون الحصر مستوي الطرفان.
*تفسير السلف للخشية وعلاقتها بالعلم.
-الآدلة من القرآن علي علاقة العلم بالخشية.
-أقوال السلف في معني دلالة الآية.
*وجوة كون العلم مستلزم الخشية.
*إن فقد العلم يستلزم فقد الخشية.
*كون الخشية ملازمة للعلم.
المسائل الأستطرادية:
*حكم التائب من الذنب ،وشروط التوبة،وآثارها.
*أنواع العلماء.
*معني الحياة الطيبة.
تفسير قوله تعالي(وبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون)،وخلاف المفسرون في الجمع بين إثبات العلم ونفيه.
تلخيص الرسالة:
*مقصد الآية.
دلّت هذه الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق وعلى نفيها عن غيرهم على أصح القولين، وعلى نفي العلم عن غير أهل الخشية أيضًا.
* أثبات الخشية للعلماء.
إنما أسلوب حصر علي القول الصحيح،
والحصر في قوله تعالي: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} يقتضي أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم، ويقتضي أيضًا أنّ العالم من يخشى اللّه.
*نفي الخشية عن غيرهم علي القول الصحيح.
وهذا بمفهوم المخالفة ،لما حصر الخشية في عباد الله العلماء فيكون فقد العلم مستلزم لفقد الخشية، فمن جهة الحصر أيضا فإنّ الحصر المعروف المطرد فهو حصر الأول في الثاني، وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء، وأما حصر الثاني في الأول فقد ذكره الشيخ أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله.
*معني إنما في الآية.
إنما في الآية تفيد الحصر وهي علي أقوال:
القول الأول:- قول الجمهور وأنّ "ما" هي الكافة فيقول إذا دخلت "ما" الكافة على "إنّ " أفادت الحصر هذا هو الصحيح، وقد حكاه بعض العلماء عن جمهور الناس وهو قول أصحابنا كالقاضي، وابن عقيلٍ، والحلواني،وهو قول أكثر الشافعية كأبي حامدٍ وأبي الطيب، والغزالي والهرّاسي، وقول طائفةٍ من الحنفية كالجرجاني، وكثيرٌ من المتكلمين ، وغيره،واختلفوا في دلالة (ما )علي النفي هل هو بطريق المفهوم أو المنطوق ،وكذلك اختلفوا في دلالتها علي النفي بطريق النص أو الظاهر.
القول الثاني:-ذهبت طائفةٌ من الأصوليين وأهل البيان إلى أن "ما" هذه نافيةٌ واستدلّوا بذلك على إفادتها الحصر.
وأنّ "إن" أفادت الإثبات في المذكور، و"ما" النفي فيما عداه وهذا باطلٌ باتفاق أهل المعرفة باللسان فإنّ "إن" إنما تفيد توكيد الكلام إثباتًا كان أو نفيًا لا تفيد الإثبات ،وقدنسب القول بأنها نافية إلي أبي علي الفارسي.
القول الثالث:-إن أغلب مواردها لا تكون فيها للحصر فإنّ قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، لا تفيد الحصر مطلقًا فإنّه سبحانه وتعالى له أسماءٌ وصفاتٌ كثيرةٌ غير توحّده بالإلهية،وكذلك قوله: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحد}،
فإنّه لم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده.
وكذلك قوله: {إنّما أنت منذرٌ}وكقوله تعالي:{إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم}،وقوله صلي الله عليه وسلم "إنما الربا في
النسيئة"ٌ ، ومثل هذا كثيرٌ جدًّا
القول الرابع:-ما موصولة فأنها تفيد الحصر من جهةٍ أخرى وهو أنّها إذا كانت موصولةً فتقدير الكلام "إن الذين يخشون الله هم العلماء" وهذا أيضًا يفيد الحصر" فإنّ الموصول يقتضي العموم لتعريفه.
والراجح:أنّها تدلّ على الحصر، ودلالتها عليه معلومٌ بالاضطرار من لغة العرب، كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنّهي وغير ذلك ولهذا يتوارد "إنّما" وحروف الشرط والاستفهام والنّفي الاستثناء كما في قوله تعالى: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون}.
وقوله: {إنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}
*إثبات الخشية لكل واحد من العلماء وليس لجنس العلماء.
اختلف العلماء علي قولين:
القول الأول: ثبوت الخشية للعلماء الرهط.
القول الثاني : ثبوتها لجنس العلماء.
والراجح والصحيح هو القول الثانيوذلك من جهتان:
1-أ ن الحصر هاهنا من الطرفين، حصر الأول في الثاني وحصر الثاني في الأول، كما تقدّم بيانه، فحصر الخشية في العلماء يفيد أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم
2-أن المحصور مقتضي للمحصور فيه.قاله الشيخ أبو العباس.
والمقصود هنا أنّ العلم إذا كان سببًا مقتضيًا للخشية كان ثبوت الخشية عامًا لجميع أفراد العلماء لا يتخلف إلا لوجود مانع ونحوه.
*كون الحصر مستوي الطرفان.
أن انحصار الخشية في العلماء كانحصار كل من خشي الله فهو عالم.
*تفسير السلف للخشية وعلاقتها بالعلم.
فسر السلف بيان دلالة الآية على أنّ من خشي اللّه وأطاعه وامتثل أوامره واجتنب نواهيه فهو عالم لأنه لا يخشاه إلا عالمٌ، وعلى نفي الخشية عن غير العلماء، ونفي العلم عن غير أولي الخشية أيضًا، وأنّ من لم يخش اللّه فليس بعالم.
-الآدلة من القرآن علي علاقة العلم بالخشية.
قوله تعالى: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون). وكذلك قوله تعالى: (إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}.
وقوله: {أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفورٌ رّحيمٌ}.
وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السّوء بجهالةٍ ثمّ تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ (119)}.
-أقوال السلف في معني دلالة الآية.
محور أقوال السلف علي أن من خشي الله وخافه فهو العالم:
فعن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني".
وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه".
وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
وذكر ابن أبي الدنيا عن عطاءٍ الخراسانيّ في هذه الآية: "العلماء باللّه الذين يخافونه".
وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ.
ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك وما علم من لم يخشك وما حكم من لم يؤمن بك.
*وجوة كون العلم مستلزم الخشية،وكيفية تحصل المرء خشية الله؟.
1-العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية، وبهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي، وعزتي، وجلالي، وسلطاني "، ويشهد لهذا قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً" وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا" وفي "المسند" وكتاب الترمذيّ وابن ماجة من حديث أبي ذرٍّ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعونإنّ السماء أطّت وحقّ لها أن تئطّ، ليس فيها موضع أربع أصابع إلا وملكٌ واضعٌ جبهته ساجدٌ للّه - عز وجلّ - واللّه لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عزّ وجلّ".
وقال الترمذيّ: حسنٌ غريبٌ.
والمقصود أنّ العلم باللّه وأسمائه وصفاته وأفعاله من قدره، وخلقه، والتفكير في عجائب آياته المسموعة المتلوة، وآياته المشاهدة المرئية من عجائب مصنوعاته، وحكم مبتدعاته ونحو ذلك مما يوجب خشيته وإجلاله، ويمنع من ارتكاب نهيه، والتفريط في أوامره؛ وهو أصل العلم النافع،وعلي هذا الوجه يستلزم الخشية العلم بالله بجلاله
وعظمته.
2-أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلك ومما يترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّه واطّلاعه، ومشاهدته، ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور، وإنّما يمنع الخشية ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور، والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ، قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا (28)}.
3-أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا،فعن الحسن وروي مرسلاً عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم".
4-أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح، فجهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه،
ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه
5-رجاحة عقل المرء حتي يتبين له ما ينفعه مما يضرهفالعاقل لا يقدم على ما يضرّه مع علمه بما فيه من الضرر إلا لظنّه أنّ منفعته راجحة.
6- أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد ألبتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك ولهذا قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه"، وقيل: "ربّ شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلاً" وما في الذنوب من اللذات كما في الطعام الطيب المسموم من اللذة، فهي مغمورة بما فيه من المفسدة ومؤثر لذة الذنب كمؤثر لذة الطعام المسموم الذي فيه من السموم ما يمرض أو يقتل ومن هاهنا يعلم أنه لا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها.
7-إن المقدم علي الذنب يرجي أن يتخلصمن تبعته بسببٍ من الأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ، وهذا من أعظم الجهل، والأمر بعكس باطنه، فإن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، ما لا يوازي الذرة منه جميع لذات الدنيا، فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك، وتفوته الحياة الطيبةوالدليل قوله تعالي: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا}،وقال في أهل الطاعة: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينّه حياةً طيّبةً}.
*إن فقد العلم يستلزم فقد الخشية.
إن العلم يكون موجب للخشية عند اتباعه والاهتداء به ، فإذا انتفت فائدة العلم ومقتضاه وهو اتباعهانتفي العلم وثبت الجهل،ويصبح جاهلا كمن له سمع وبصر وعقل ولا ينتفبه في معرفة الحق فيصبح كما قال الله فيه{ صم بكم عمي فهم لا يعقلون}،فانتفاء العلم مع وجوده وأثبات الجهل يكون لانتفاء مقصوده وفائدته ،ولأن العلم له موجب ومقتضي.
*كون الخشية ملازمة للعلم.
الخشية ملازمةٌ للعلم بأوامر الله ونواهيه وأحكامه وشرائعه وأسرار دينه وشرعه وخلقه وقدره، ولا تنافي بين هذا العلم والعلم باللّه؛ فإنّهما قد يجتمعان وقد ينفرد أحدهما عن الآخر، وأكمل الأحوال اجتماعهما جميعًا وهي حالة الأنبياء - عليهم السلام - وخواصّ الصديقين ومتى اجتمعا كانت الخشية حاصلةٌ من تلك الوجوه كلها، وإن انفرد أحدهما حصل من الخشية بحسب ما حصّل من ذلك العلم، والعلماء الكمّل أولو العلم في الحقيقة الذين جمعوا الأمرين.
المسائل الأستطرادية:
*حكم التائب من الذنب ،وشروط التوبة،وآثارها.
هل يمكن أن يعود إلي ما كان عليه قبل المعصية؟
اختلف العلماء علي قولين:
القول الأول :لا يمكن عوده إلي ما كان عليه ،قاله أبي سليمان الدراني وغيره.
القول الثاني:يمكن عوده إلي ما كان عليه فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
-هل إذا استكملت التوبة شروطها هل يجزم بقبولها؟
اختلف العلماء علي قولين:
القول الأول: لا يجزم بقبولها ،قاله القاضي أبو بكر وغيره من المتكلمين.
القول الثاني: يقطع بقبولها ، قاله أكثر أهل السنة والمعتزلة.
آثارالذنوب حتي بعد التوبة:
1- فاته ثواب المحسنين.
2- ما يلحقه من الخجل والحياء من الله عزوجل عند عرضه عليه.
*أنواع العلماء
العلماء ثلاثةٌ: "فعالمٌ باللّه ليس عالمًا بأمر اللّه، وعالمٌ بأمر اللّه ليس عالمًا باللّه، وعالمٌ باللّه عالمٌ بأمر اللّه".رواه الثوري عن ابن حيان
فالعالم باللّه وبأوامر اللّه: الذي يخشى اللّه ويعلم الحدود والفرائض
والعالم باللّه ليس بعالم بأمر اللّه: الذي يخشى اللّه ولا يعلم الحدود والفرائض.
والعالم بأمر اللّه ليس بعالم باللّه: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى اللّه عزّ وجلّ.
*معني الحياة الطيبة في قوله تعالي:{من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}
قال الحسن وغيره من السلف: "لنرزقنّه عبادةً يجد حلاوتها في قلبه"
وفسرت بالقناعة، والرضي بالمعيشة فإنّ الرّضى، كما قال عبد الواحد بن زيدٍ:"جنة الدنيا ومستراح العابدين".
ففي الطاعة من اللذة والسرور والابتهاج والطمأنينة وقرة العين،
كان بعض السلف يقول: "لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف"،والمعاصي تقطع هذه الموادّ، وتغلق أبواب هذه الجنة المعجلة، وتفتح أبواب الجحيم العاجلة من الهمّ والغمّ، والضيق والحزن والتكدر وقسوة القلب وظلمته وبعده عن الربّ - عزّ وجلّ - وعن مواهبه السّنيّة الخاصة بأهل التقوى.
كما ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي - رضي الله عنه - قال: "جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والتعس في اللذة. قيل: وما التعس في اللذة؟ قال: لا ينال شهوةً حلالاً، إلا جاءه ما يبغّضه إيّاها".
وعن الحسن قال: "العمل بالحسنة نورٌ في القلب وقوةٌ في البدن، والعمل بالسيئة ظلمةٌ في القلب ووهن في البدن".
وروى ابن المنادي وغيره عن الحسن، قال: "إن للحسنة ثوابًا في الدنيا وثوابًا في الآخرة، وإنّ للسيئة ثوابًا في الدنيا، وثوابًا في الآخرة، فثواب الحسنة في الدنيا البصر في الدّين، والنور في القلب، والقوة في البدن مع صحبةٍ حسنةٍ جميلةٍ، وثوابها في الآخرة رضوان اللّه عزّ وجلّ وثواب السيئة في الدنيا العمى في الدنيا، والظلمة في القلب، والوهن في البدن مع عقوباتٍ ونقماتٍ، وثوابها في الآخرة سخط اللّه عزّ وجلّ والنار".
تفسير قوله تعالي(وبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون) ،وخلاف المفسرون في الجمع بين إثبات العلم ونفيه.
أخبرتعالي أنهم علموا أنّ من اشتراه أي تعوض به في الدنيا فلا خلاق له في الآخرة ثم قال: {ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} ، فيدلّ هذا على أنّهم لم يعلموا سوء ما شروا به أنفسهم
وقد اختلف المفسرون في الجمع بين إثبات العلم ونفيه علي أقوال:
1- المقصودالشياطين الذين يعلمون الناس السحر.
2- المقصود اليهودالذين اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان،حكاه ابن جرير وهو قول خطأ مخالف لإجماع أهل التأويل
3-إنما نفى عنهم العلم بعدما أثبته لانتفاء ثمرته وفائدته، وهو العمل بموجبه ومقضتاه،حكاه ابن جريرٍ وغيره، وحكى الماوردي قولاً بمعناه، لكنه جعل العمل مضمرا، وتقديره لو كانوا يعملون بما يعلمون.
4-نهم علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له، أي لا نصيب له في الآخرة من الثواب، لكنهم لم يعلموا أنه يستحق عليه العقاب مع حرمانه الثواب، وهذا حكاه الماورديّ وغيره، وهو ضعيف أيضًا.
5-علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له في الآخرة، لكنهم ظنّوا أنهم ينتفعون به في الدنيا، ولهذا اختاروه وتعوّضوا به عن بوار الآخرة وشروا به أنفسهم، وجهلوا أنه في الدنيا يضرّهم أيضًا ولا ينفعهم، فبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ذلك،حكاه الماورديّ وغيره.
والراجح والصحيح القول الخامس والأخير.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 2 رمضان 1436هـ/18-06-2015م, 09:38 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

أرجو عدم استعمال اللون الأحمر بارك الله فيك.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
تلخيص رسالة في تفسير قول الله تعالى: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}
للحافظ ابن رجب الحنبلي
عناصر الرسالة:
*مقصد الآية.
* أثبات الخشية للعلماء.
*نفي الخشية عن غيرهم علي القول الصصحيح
*معني إنما في الآية.
*إثبات الخشية لكل واحد من العلماء وليس لجنس العلماء.
*كون الحصر مستوي الطرفان.
*تفسير السلف للخشية وعلاقتها بالعلم.
-الآدلة من القرآن علي علاقة العلم بالخشية.
-أقوال السلف في معني دلالة الآية.
*وجوة كون العلم مستلزم الخشية.
*إن فقد العلم يستلزم فقد الخشية.
*كون الخشية ملازمة للعلم.
المسائل الأستطرادية:
*حكم التائب من الذنب ،وشروط التوبة،وآثارها.
*أنواع العلماء.
*معني الحياة الطيبة.
تفسير قوله تعالي(وبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون)،وخلاف المفسرون في الجمع بين إثبات العلم ونفيه.
تلخيص الرسالة:
*مقصد الآية.
دلّت هذه الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق وعلى نفيها عن غيرهم على أصح القولين، وعلى نفي العلم عن غير أهل الخشية أيضًا.
* أثبات الخشية للعلماء.
إنما أسلوب حصر علي القول الصحيح،
والحصر في قوله تعالي: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} يقتضي أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم، ويقتضي أيضًا أنّ العالم من يخشى اللّه.
*نفي الخشية عن غيرهم علي القول الصحيح.
وهذا بمفهوم المخالفة ،لما حصر الخشية في عباد الله العلماء فيكون فقد العلم مستلزم لفقد الخشية، فمن جهة الحصر أيضا فإنّ الحصر المعروف المطرد فهو حصر الأول في الثاني، وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء، وأما حصر الثاني في الأول فقد ذكره الشيخ أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله.
*معني إنما في الآية.
إنما في الآية تفيد الحصر وهي علي أقوال:
القول الأول:- قول الجمهور وأنّ "ما" هي الكافة فيقول إذا دخلت "ما" الكافة على "إنّ " أفادت الحصر هذا هو الصحيح، وقد حكاه بعض العلماء عن جمهور الناس وهو قول أصحابنا كالقاضي، وابن عقيلٍ، والحلواني،وهو قول أكثر الشافعية كأبي حامدٍ وأبي الطيب، والغزالي والهرّاسي، وقول طائفةٍ من الحنفية كالجرجاني، وكثيرٌ من المتكلمين ، وغيره،واختلفوا في دلالة (ما )علي النفي هل هو بطريق المفهوم أو المنطوق ،وكذلك اختلفوا في دلالتها علي النفي بطريق النص أو الظاهر.
القول الثاني:-ذهبت طائفةٌ من الأصوليين وأهل البيان إلى أن "ما" هذه نافيةٌ واستدلّوا بذلك على إفادتها الحصر.
وأنّ "إن" أفادت الإثبات في المذكور، و"ما" النفي فيما عداه وهذا باطلٌ باتفاق أهل المعرفة باللسان فإنّ "إن" إنما تفيد توكيد الكلام إثباتًا كان أو نفيًا لا تفيد الإثبات ،وقدنسب القول بأنها نافية إلي أبي علي الفارسي.
القول الثالث:-إن أغلب مواردها لا تكون فيها للحصر فإنّ قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، لا تفيد الحصر مطلقًا فإنّه سبحانه وتعالى له أسماءٌ وصفاتٌ كثيرةٌ غير توحّده بالإلهية،وكذلك قوله: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحد}،
فإنّه لم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده.
وكذلك قوله: {إنّما أنت منذرٌ}وكقوله تعالي:{إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم}،وقوله صلي الله عليه وسلم "إنما الربا في
النسيئة"ٌ ، ومثل هذا كثيرٌ جدًّا
القول الرابع:-ما موصولة فأنها تفيد الحصر من جهةٍ أخرى وهو أنّها إذا كانت موصولةً فتقدير الكلام "إن الذين يخشون الله هم العلماء" وهذا أيضًا يفيد الحصر" فإنّ الموصول يقتضي العموم لتعريفه.
والراجح:أنّها تدلّ على الحصر، ودلالتها عليه معلومٌ بالاضطرار من لغة العرب، كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنّهي وغير ذلك ولهذا يتوارد "إنّما" وحروف الشرط والاستفهام والنّفي الاستثناء كما في قوله تعالى: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون}.
وقوله: {إنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}
*إثبات الخشية لكل واحد من العلماء وليس لجنس العلماء.
اختلف العلماء علي قولين:
القول الأول: ثبوت الخشية للعلماء الرهط.
القول الثاني : ثبوتها لجنس العلماء.
والراجح والصحيح هو القول الثانيوذلك من جهتان:
1-أ ن الحصر هاهنا من الطرفين، حصر الأول في الثاني وحصر الثاني في الأول، كما تقدّم بيانه، فحصر الخشية في العلماء يفيد أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم
2-أن المحصور مقتضي للمحصور فيه.قاله الشيخ أبو العباس.
والمقصود هنا أنّ العلم إذا كان سببًا مقتضيًا للخشية كان ثبوت الخشية عامًا لجميع أفراد العلماء لا يتخلف إلا لوجود مانع ونحوه.
*كون الحصر مستوي الطرفان.
أن انحصار الخشية في العلماء كانحصار كل من خشي الله فهو عالم.
*تفسير السلف للخشية وعلاقتها بالعلم.
فسر السلف بيان دلالة الآية على أنّ من خشي اللّه وأطاعه وامتثل أوامره واجتنب نواهيه فهو عالم لأنه لا يخشاه إلا عالمٌ، وعلى نفي الخشية عن غير العلماء، ونفي العلم عن غير أولي الخشية أيضًا، وأنّ من لم يخش اللّه فليس بعالم.
-الآدلة من القرآن علي علاقة العلم بالخشية.
قوله تعالى: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون). وكذلك قوله تعالى: (إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}.
وقوله: {أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفورٌ رّحيمٌ}.
وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السّوء بجهالةٍ ثمّ تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ (119)}.
-أقوال السلف في معني دلالة الآية.
محور أقوال السلف علي أن من خشي الله وخافه فهو العالم:
فعن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني".
وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه".
وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
وذكر ابن أبي الدنيا عن عطاءٍ الخراسانيّ في هذه الآية: "العلماء باللّه الذين يخافونه".
وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ.
ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك وما علم من لم يخشك وما حكم من لم يؤمن بك.
*وجوة كون العلم مستلزم الخشية،وكيفية تحصل المرء خشية الله؟.
1-العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية، وبهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي، وعزتي، وجلالي، وسلطاني "، ويشهد لهذا قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً" وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا" وفي "المسند" وكتاب الترمذيّ وابن ماجة من حديث أبي ذرٍّ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعونإنّ السماء أطّت وحقّ لها أن تئطّ، ليس فيها موضع أربع أصابع إلا وملكٌ واضعٌ جبهته ساجدٌ للّه - عز وجلّ - واللّه لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عزّ وجلّ".
وقال الترمذيّ: حسنٌ غريبٌ.
والمقصود أنّ العلم باللّه وأسمائه وصفاته وأفعاله من قدره، وخلقه، والتفكير في عجائب آياته المسموعة المتلوة، وآياته المشاهدة المرئية من عجائب مصنوعاته، وحكم مبتدعاته ونحو ذلك مما يوجب خشيته وإجلاله، ويمنع من ارتكاب نهيه، والتفريط في أوامره؛ وهو أصل العلم النافع،وعلي هذا الوجه يستلزم الخشية العلم بالله بجلاله
وعظمته.
2-أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلك ومما يترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّه واطّلاعه، ومشاهدته، ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور، وإنّما يمنع الخشية ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور، والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ، قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا (28)}.
3-أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا،فعن الحسن وروي مرسلاً عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم".
4-أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح، فجهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه،
ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه
5-رجاحة عقل المرء حتي يتبين له ما ينفعه مما يضرهفالعاقل لا يقدم على ما يضرّه مع علمه بما فيه من الضرر إلا لظنّه أنّ منفعته راجحة.
6- أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد ألبتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك ولهذا قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه"، وقيل: "ربّ شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلاً" وما في الذنوب من اللذات كما في الطعام الطيب المسموم من اللذة، فهي مغمورة بما فيه من المفسدة ومؤثر لذة الذنب كمؤثر لذة الطعام المسموم الذي فيه من السموم ما يمرض أو يقتل ومن هاهنا يعلم أنه لا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها.
7-إن المقدم علي الذنب يرجي أن يتخلصمن تبعته بسببٍ من الأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ، وهذا من أعظم الجهل، والأمر بعكس باطنه، فإن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، ما لا يوازي الذرة منه جميع لذات الدنيا، فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك، وتفوته الحياة الطيبةوالدليل قوله تعالي: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا}،وقال في أهل الطاعة: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينّه حياةً طيّبةً}.
*إن فقد العلم يستلزم فقد الخشية.
إن العلم يكون موجب للخشية عند اتباعه والاهتداء به ، فإذا انتفت فائدة العلم ومقتضاه وهو اتباعهانتفي العلم وثبت الجهل،ويصبح جاهلا كمن له سمع وبصر وعقل ولا ينتفبه في معرفة الحق فيصبح كما قال الله فيه{ صم بكم عمي فهم لا يعقلون}،فانتفاء العلم مع وجوده وأثبات الجهل يكون لانتفاء مقصوده وفائدته ،ولأن العلم له موجب ومقتضي.
*كون الخشية ملازمة للعلم.
الخشية ملازمةٌ للعلم بأوامر الله ونواهيه وأحكامه وشرائعه وأسرار دينه وشرعه وخلقه وقدره، ولا تنافي بين هذا العلم والعلم باللّه؛ فإنّهما قد يجتمعان وقد ينفرد أحدهما عن الآخر، وأكمل الأحوال اجتماعهما جميعًا وهي حالة الأنبياء - عليهم السلام - وخواصّ الصديقين ومتى اجتمعا كانت الخشية حاصلةٌ من تلك الوجوه كلها، وإن انفرد أحدهما حصل من الخشية بحسب ما حصّل من ذلك العلم، والعلماء الكمّل أولو العلم في الحقيقة الذين جمعوا الأمرين.
المسائل الأستطرادية:
*حكم التائب من الذنب ،وشروط التوبة،وآثارها.
هل يمكن أن يعود إلي ما كان عليه قبل المعصية؟
اختلف العلماء علي قولين:
القول الأول :لا يمكن عوده إلي ما كان عليه ،قاله أبي سليمان الدراني وغيره.
القول الثاني:يمكن عوده إلي ما كان عليه فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
-هل إذا استكملت التوبة شروطها هل يجزم بقبولها؟
اختلف العلماء علي قولين:
القول الأول: لا يجزم بقبولها ،قاله القاضي أبو بكر وغيره من المتكلمين.
القول الثاني: يقطع بقبولها ، قاله أكثر أهل السنة والمعتزلة.
آثارالذنوب حتي بعد التوبة:
1- فاته ثواب المحسنين.
2- ما يلحقه من الخجل والحياء من الله عزوجل عند عرضه عليه.
*أنواع العلماء
العلماء ثلاثةٌ: "فعالمٌ باللّه ليس عالمًا بأمر اللّه، وعالمٌ بأمر اللّه ليس عالمًا باللّه، وعالمٌ باللّه عالمٌ بأمر اللّه".رواه الثوري عن ابن حيان
فالعالم باللّه وبأوامر اللّه: الذي يخشى اللّه ويعلم الحدود والفرائض
والعالم باللّه ليس بعالم بأمر اللّه: الذي يخشى اللّه ولا يعلم الحدود والفرائض.
والعالم بأمر اللّه ليس بعالم باللّه: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى اللّه عزّ وجلّ.
*معني الحياة الطيبة في قوله تعالي:{من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}
قال الحسن وغيره من السلف: "لنرزقنّه عبادةً يجد حلاوتها في قلبه"
وفسرت بالقناعة، والرضي بالمعيشة فإنّ الرّضى، كما قال عبد الواحد بن زيدٍ:"جنة الدنيا ومستراح العابدين".
ففي الطاعة من اللذة والسرور والابتهاج والطمأنينة وقرة العين،
كان بعض السلف يقول: "لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف"،والمعاصي تقطع هذه الموادّ، وتغلق أبواب هذه الجنة المعجلة، وتفتح أبواب الجحيم العاجلة من الهمّ والغمّ، والضيق والحزن والتكدر وقسوة القلب وظلمته وبعده عن الربّ - عزّ وجلّ - وعن مواهبه السّنيّة الخاصة بأهل التقوى.
كما ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي - رضي الله عنه - قال: "جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والتعس في اللذة. قيل: وما التعس في اللذة؟ قال: لا ينال شهوةً حلالاً، إلا جاءه ما يبغّضه إيّاها".
وعن الحسن قال: "العمل بالحسنة نورٌ في القلب وقوةٌ في البدن، والعمل بالسيئة ظلمةٌ في القلب ووهن في البدن".
وروى ابن المنادي وغيره عن الحسن، قال: "إن للحسنة ثوابًا في الدنيا وثوابًا في الآخرة، وإنّ للسيئة ثوابًا في الدنيا، وثوابًا في الآخرة، فثواب الحسنة في الدنيا البصر في الدّين، والنور في القلب، والقوة في البدن مع صحبةٍ حسنةٍ جميلةٍ، وثوابها في الآخرة رضوان اللّه عزّ وجلّ وثواب السيئة في الدنيا العمى في الدنيا، والظلمة في القلب، والوهن في البدن مع عقوباتٍ ونقماتٍ، وثوابها في الآخرة سخط اللّه عزّ وجلّ والنار".
تفسير قوله تعالي(وبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون) ،وخلاف المفسرون في الجمع بين إثبات العلم ونفيه.
أخبرتعالي أنهم علموا أنّ من اشتراه أي تعوض به في الدنيا فلا خلاق له في الآخرة ثم قال: {ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} ، فيدلّ هذا على أنّهم لم يعلموا سوء ما شروا به أنفسهم
وقد اختلف المفسرون في الجمع بين إثبات العلم ونفيه علي أقوال:
1- المقصودالشياطين الذين يعلمون الناس السحر.
2- المقصود اليهودالذين اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان،حكاه ابن جرير وهو قول خطأ مخالف لإجماع أهل التأويل
3-إنما نفى عنهم العلم بعدما أثبته لانتفاء ثمرته وفائدته، وهو العمل بموجبه ومقضتاه،حكاه ابن جريرٍ وغيره، وحكى الماوردي قولاً بمعناه، لكنه جعل العمل مضمرا، وتقديره لو كانوا يعملون بما يعلمون.
4-نهم علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له، أي لا نصيب له في الآخرة من الثواب، لكنهم لم يعلموا أنه يستحق عليه العقاب مع حرمانه الثواب، وهذا حكاه الماورديّ وغيره، وهو ضعيف أيضًا.
5-علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له في الآخرة، لكنهم ظنّوا أنهم ينتفعون به في الدنيا، ولهذا اختاروه وتعوّضوا به عن بوار الآخرة وشروا به أنفسهم، وجهلوا أنه في الدنيا يضرّهم أيضًا ولا ينفعهم، فبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ذلك،حكاه الماورديّ وغيره.
والراجح والصحيح القول الخامس والأخير.

بارك الله فيك ونفع بك.
ولعل هذه الرسالة فيها شيء من الصعوبة لوجود بعض المسائل اللغوية وعدم وجود خلفية عند بعض الطلاب باللغة، وأرجو أن يفيدك الملخص التالي في تيسير جزء كبير من مسائلها، ولعل الله ييسّر مستقبلا دراسة مثل هذه المسائل.



تلخيص رسالة في تفسير قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}
لابن رجب الحنبلي رحمه الله.



عناصر الرسالة:

دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء
دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء
دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية
● الأقوال الواردة عن السلف في تفسير الآية.
● بيان أن العلم يوجب الخشية وأن فقده يستلزم فقد الخشية
● بيان أن فقد الخشية يستلزم فقد العلم
بيان العلم النافع الذي يوجب خشية الله تعالى.

● فوائد
• إثبات الخشية للعلماء يقتضي ثبوتها لكل واحد منهم
أصل العلم النافع العلم باللّه.
قابلية ما في القلب من التصديق والمعرفة للزيادة والنقصان هو ما كان عليه الصحابة والسلف من أهل السنة.
• صحة التوبة من بعض الذنوب دون بعضٍ هو الذي عليه السلف وأئمة السنة خلافًا لبعض المعتزلة.
• هل يمكن للتائب أن يعود إلى ما كان عليه قبل المعصية؟

• هل يجزم بقبول التوبة إذا استكملت شروطها؟

• هل يمحى الذنب من صحيفة العبد إذا تاب؟

• هل يمحى الذنب من صحيفة العبد إذا تاب؟

• أمر الله للعباد إنما يكون بما فيه صلاحهم ونهيه إنما يكون عما فيه فسادهم.

فائدة في قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102)}.
• خلاصة القول في نوع "ما" الداخلة على "إنّ"
.
• خلاصة
القول في إفادة "إنّما" للحصر.


تلخيص المسائل الواردة في تفسير ابن رجب رحمه الله لقوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}.



● دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء
دلت الآية على إثبات الخشية للعلماء من صيغة "إنما" التي تقتضي تأكد ثبوت المذكور بالاتّفاق؛ لأنّ خصوصية "إن" إفادة التأكيد، وأمّا


● دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء
دلت الآية على نفي الخشية عن غير العلماء
من صيغة "إنّما" أيضا لأنّ "ما" الكافة إذا دخلت على "إنّ " أفادت الحصر وهو قول الجمهور.
"ما"فالجمهور على أنّها كافةٌ.
- واختلفوا في دلالتها على النفي هل هو بطريق المنطوق، أو بطريق المفهوم؟
فقال كثيرٌ من الحنابلة، كالقاضي في أحد قوليه وصاحب ابن المنّي والشيخ موفّق الدّين: إنّ دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء وهو قول أبي حامد، وأبي الطيب من الشافعية، والجرجاني من الحنفية.
وذهبت طائفةٌ منهم كالقاضي في قوله الآخر وابن عقيلٍ والحلوانيإلى أنّ دلالتها على النفي بطريق المفهوم وهو قول كثيرٍ من الحنفية، والمتكلمين.
- واختلفوا أيضًا هل دلالتها على النفي بطريق النّص، أو الظاهر؟

فقالت طائفة: إنّما تدلّ على الحصر ظاهرًا، أو يحتمل التأكيد، وهذا الذي حكاه الآمديّ عن القاضي أبي بكرٍ، والغزاليّ، والهرّاسيّ، وغيرهم من الفقهاء وهو يشبه قول من يقول إنّ دلالتها بطريق المفهوم فإنّ أكثر دلالات المفهوم بطريق الظاهر لا النّص.
وظاهر كلام كثيرٍ من الحنابلة وغيرهم، أن دلالتها على النّفي والإثبات كليهما بطريق النّص لأنّهم جعلوا "إنّما" كالمستثنى والمستثنى منه سواء وعندهم أن الاستثناء من الإثبات نفيٌ ومن النفي إثباتٌ، نصًّا لا محلاً.

● دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية
دلت الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية، من جهة الحصر أيضا فإنّ الحصر المعروف المطرد فهو حصر الأول في الثاني، وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء، وأما حصر الثاني في الأول فقد ذكره الشيخ أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - وأنه قد يكون مرادًا أيضًا فيصير الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين، فيكون قوله: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} يقتضي أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم، ويقتضي أيضًا أنّ العالم من يخشى اللّه.

● الأقوال الواردة عن السلف في تفسير الآية
ما ورد عن السلف في تفسير الآية يوافق ما سبق من إثبات الخشية للعلماء ونفيها عن غيرهم ونفي العلم عن غير أهل الخشية.
- فعن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".
- وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ".
- وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
- وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ، ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك، وما علم من لم يخشك وما حكمة من لم يؤمن بك؟
- وعن الربيع عن أبي العالية في قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء}قال: "الحكمة الخشية فإنّ خشية اللّه رأس كلّ حكمةٍ".
- وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لا يكون الرجل عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بعلمه ثمنًا".
وعن أبي حازمٍ نحوه.
- ومنه قول الحسن: "إنما الفقيه الزاهد في الدّنيا، الراغب في الآخرة، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربّه ".
- وعن عبيد اللّه بن عمر أنّ عمر بن الخطاب سأل عبد اللّه بن سلامٍ: "من أرباب ألعلم؟قال: الذين يعملون بما يعلمون ".
- وسئل الإمام أحمد عن معروفٍ، وقيل له: هل كان معه علمٌ؟فقال: "كان معه أصل العلم، خشية اللّه عزّ وجلّ ".
ويشهد لهذا قوله تعالى: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون). وكذلك قوله تعالى: (إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}.
وقوله: {أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفورٌ رّحيمٌ}.
وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السّوء بجهالةٍ ثمّ تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ (119)}.
- قال أبو العالية: "سألت أصحاب محمدٍ عن هذه الآية: {إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}
فقالوا: كلّ من عصى اللّه فهو جاهلٌ، وكلّ من تاب قبل الموت فقد تاب من قريبٍ ".
- وروي عن مجاهدٍ، والضحاك، قالا: "ليس من جهالته أن لا يعلم حلالاً ولا حرامًا، ولكن من جهالته حين دخل فيه ".

● بيان أن العلم يوجب الخشية وأن فقده يستلزم فقد الخشية.
وبيان ذلك من وجوه:
الوجه الأول:
أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية.
ولهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي، وعزتي، وجلالي، وسلطاني ".
ويشهد له قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً"
وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا"
وفي "المسند" وكتاب الترمذيّ وابن ماجة من حديث أبي ذرٍّ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون إنّ السماء أطّت وحقّ لها أن تئطّ، ليس فيها موضع أربع أصابع إلا وملكٌ واضعٌ جبهته ساجدٌ للّه - عز وجلّ - واللّه لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عزّ وجلّ ".

وقال الترمذيّ: حسنٌ غريبٌ.

الوجه الثاني: أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلك وبما يترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّه واطّلاعه، ومشاهدته، ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور.
وإنّما يمنع الخشية ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور، والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ، قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا (28)}.

والشهوة وحدها، لا تستقلّ بفعل السيئات إلا مع الجهل، فإنّ صاحب الهوى لو استحضر هذه الأمور المذكورة وكانت موجودةً في ذكره، لأوجبت له الخشية القامعة لهواه، ولكنّ غفلته عنها مما يوجب نقص إيمانه الذي أصله التصديق الجازم المترتب على التصور التام،
ولهذا كان ذكر اللّه وتوحيده والثناء عليه يزيد الإيمان، والغفلة والإعراض عن ذلك يضعفه وينقصه، كما كان يقول من يقول من الصحابة: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة".

الوجه الثالث: أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا، وإن كان قد يصور الخبر عنه.
وتصور الخبر وتصديقه وحفظ حروفه غير تصوّر المخبر به فإذا أخبر بما هو محبوبٌ أو مكروهٌ له، ولم يكذّب الخبر بل عرف صدقه لكن قلبه مشغولٌ بأمور أخرى عن تصور ما أخبر به، فهذا لا يتحرك للهرب ولا للطلب، في الأثر المعروف عن الحسن وروي مرسلاً عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم ".

الوجه الرابع: أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح.
فيكون جهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه، ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه.

الوجه الخامس: أنّ الله جعل في النفس حبًّا لما ينفعها وبغضًا لما يضرّها، فلا يفعل ما يجزم بأنه يضرّها ضررًا راجحًا، لذلك لا يقدم عاقل على فعل ما يضرّه مع علمه بما فيه من الضرر إلا لظنّه أنّ منفعته راجحة إمّا بأن يجزم بأن ضرره مرجوح، أو يظنّ أن خيره راجح.
فالزاني والسارق ونحوهما، لو حصل لهم جزم بإقامة الحدود عليهم من الرجم والقطع ونحو ذلك، لم يقدموا على ذلك، فإذا علم هذا فأصل ما يوقع الناس في السيئات الجهل وعدم العلم بأنها تضرهم ضررًا راجحًا، أو ظنّ أنها تنفعهم نفعًا راجحًا، وذلك كلّه جهل إما بسيط وإمّا مركب.
ومثال هذا ما جاء في قصة آدم أنه: {يا آدم هل أدلّك على شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى (120) فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما}.

قال: {ما نهاكما ربّكما عن هذه الشّجرة إلّا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين (20)}.
وقال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ (36) وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون (37)}.
فالفاعل للذنب لو جزم بأنه يحصل له به الضرر الراجح لم يفعله، لكنه يزين له ما فيه من اللذة التي يظنّ أنها مصلحة، ولا يجزم بوقوع عقوبته، بل يرجو العفو بحسناتٍ أو توبةٍ أو بعفو الله ونحو ذلك، وهذا كله من اتباع الظن وما تهوى الأنفس، ولو كان له علم كامل لعرف به رجحان ضرر السيئة، فأوجب له ذلك الخشية المانعة له من مواقعتها.

الوجه السادس: وهو أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد البتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك.
ولهذا قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه، وقيل: "ربّ شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلاً".
- ما في الذنوب من اللذات كما في الطعام الطيب المسموم من اللذة، فهي مغمورة بما فيه من المفسدة ومؤثر لذة الذنب كمؤثر لذة الطعام المسموم الذي فيه من السموم ما يمرض أو يقتل ومن هاهنا يعلم أنه لا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها.
-
المذنب قد لا يتمكن من التوبة، فإنّ من وقع في ذنبٍ تجرّأ عليه عمره وهان عليه خوض الذنوب وعسر عليه الخلاص منها ولهذا قيل: "من عقوبة الذنب: الذنب بعده ".
- إذا قدّر للمذنب أنه تاب منه فقد لا يتمكن من التوبة النصوح الخالصة التي تمحو أثره بالكلية.
- وإن قدّر أنه تمكن من ذلك، فلا يقاوم اللذة الحاصلة بالمعصية ما في التوبة النصوح المشتملة على النّدم والحزن والخوف والبكاء وتجشم الأعمال الصالحة؛ من الألم والمشقة، ولهذا قال الحسن: "ترك الذنب أيسر من طلب التوبة".
- يكفي المذنب ما فاته في حال اشتغاله بالذنوب من الأعمال الصالحة الّتي كان يمكنه تحصيل الدرجات بها.

- إن قدّر أنه عفي عنه من غير توبةٍ فإن كان ذلك بسبب أمرٍ مكفرٍ عنه كالمصائب الدنيوية، وفتنة القبر، وأهوال البرزخ، وأهوال الموقف، ونحو ذلك، فلا يستريب عاقلٌ أن ما في هذه الأمور من الآلام والشدائد أضعاف أضعاف ما حصل في المعصية من اللذة.

- إن عفي عنه بغير سببٍ من هذه الأسباب المكفرة ونحوها، فإنه لابّد أن يلحقه عقوبات كثيرة منها:
1: ما فاته من ثواب المحسنين، فإن اللّه تعالى وإن عفا عن المذنب فلا يجعله كالذين آمنوا وعملوا الصالحات، كما قال تعالى: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (21).

وقال: (أم نجعل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار (28)}.
2: ما يلحقه من الخجل والحياء من اللّه عز وجلّ عند عرضه عليه وتقريره بأعماله، وربما كان ذلك أصعب عليه من دخول النار ابتداءً.
كما جاء في الأحاديث والآثار كما روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "الزهد" بإسناده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "يدني اللّه عزّ وجلّ العبد يوم القيامة، فيضع عليه كنفه، فيستره من الخلائق كلها، ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر، فيقول: اقرأ يا ابن آدم كتابك، قال: فيمرّ بالحسنة، فيبيضّ لها وجهه ويسرّ بها قلبه قال: فيقول الله عز وجل: أتعرف يا عبدي؟
فيقول: نعم، يا رب أعرف، فيقول: إني قد قبلتها منك.
قال: فيخرّ للّه ساجدًا، قال: فيقول اللّه عزّ وجلّ: ارفع رأسك يا ابن آدم وعد في كتابك، قال: فيمرّ بالسيئة فيسود لها وجهه، ويوجل منها قلبه وترتعد منها فرائصه، ويأخذه من الحياء من ربه ما لا يعمله غيره، قال: فيقول اللّه عزّ وجلّ: أتعرف يا عبدي؟
قال: فيقول: نعم، يا رب أعرف، قال: فيقول: إني قد غفرتها لك؟
قال: فلا يزال حسنةٌ تقبل فيسجد، وسيئةٌ تغفر فيسجد، فلا ترى الخلائق منه إلا السجود، قال: حتى تنادي الخلائق بعضها بعضًا: طوبى لهذا العبد الذي لم يعص اللّه قط، ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين اللّه عز وجل ".
ومما قد وقفه عليه وروي معنى ذلك عن أبي موسى، وعبد اللّه بن سلامٍ وغيرهما، ويشهد لهذا حديث عبد اللّه بن عمر الثابت في "الصحيح "- حديث النجوى - أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان يوم القيامة دعا اللّه بعبده فيضع عليه كنفه فيقول: ألم تعمل يوم كذا وكذا ذنب كذا وكذا؟ فيقول: بلى يا ربّ، فيقول: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وغفرت ذلك لك اليوم " وهذا كلّه في حقّ من يريد اللّه أن يعفو عنه ويغفر له فما الظنّ بغيره؟

الوجه السابع: وهو أن المقدم على مواقعة المحظور إنما أوجب إقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به، فظنّ أنّه يحصل له لذته العاجلة، ورجى أن يتخلص من تبعته بسببٍ من الأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ.
وهذا من أعظم الجهل، فإن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، ما لا يوازي الذرة منه جميع لذات الدنيا، فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك، وتفوته الحياة الطيبة، فينعكس قصده بارتكاب المعصية، فإنّ اللّه ضمن لأهل الطاعة الحياة الطيبة، ولأهل المعصية العيشة الضنك، قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا}،
وقال: {وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون}
وقال في أهل الطاعة: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينّه حياةً طيّبةً}.

● بيان أن فقد الخشية يستلزم فقد العلم
فقد الخشية يسلتزم فقد العلم وذلك لأن العلم له موجب ومقتضى وهو اتباعه والاهتداء به وضدّه الجهل، فإذا انتفت فائدته ومقتضاه، صار حاله كحاله عند عدمه وهو الجهل.وقد تقدّم أن الذنوب إنّما تقع عن جهالةٍ، وظهرت دلالة القرآن على ذلك وتفسير السلف له بذلك، فيلزم حينئذٍ أن ينتفي العلم ويثبت الجهل عند انتفاء فائدة العلم ومقتضاه وهو اتباعه. ومن هذا الباب قوله تعالى:{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}، وقول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إني امرؤٌ صائمٌ " وهذا كما يوصف من لا ينتفع بسمعه وبصره وعقله في معرفة الحقّ والانقياد له بأنه أصم أبكم أعمى قال تعالى: {صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون}.

بيان العلم النافع الذي يوجب خشية الله تعالى.
العلم النافع علمان:
1: علم باللّه بجلاله وعظمته، وهو الذي فسر الآية به جماعةٌ من السلف.
2: علم بأوامر الله ونواهيه وأحكامه وشرائعه وأسرار دينه وشرعه وخلقه وقدره.
ولا تنافي بين هذا العلم والعلم باللّه؛ فإنّهما قد يجتمعان وقد ينفرد أحدهما عن الآخر، وأكمل الأحوال اجتماعهما جميعًا وهي حالة الأنبياء - عليهم السلام - وخواصّ الصديقين ومتى اجتمعا كانت الخشية حاصلةٌ من تلك الوجوه كلها، وإن انفرد أحدهما حصل من الخشية بحسب ما حصّل من ذلك العلم، والعلماء الكمّل أولو العلم في الحقيقة الذين جمعوا الأمرين.

وقد روى الثوريّ عن أبي حيّان التميمي سعيد بن حيّان عن رجلٍ قال: كان يقال: العلماء ثلاثةٌ: "فعالمٌ باللّه ليس عالمًا بأمر اللّه، وعالمٌ بأمر اللّه ليس عالمًا باللّه، وعالمٌ باللّه عالمٌ بأمر اللّه ".
فالعالم باللّه وبأوامر اللّه: الذي يخشى اللّه ويعلم الحدود والفرائض.
والعالم باللّه ليس بعالم بأمر اللّه: الذي يخشى اللّه ولا يعلم الحدود والفرائض.
والعالم بأمر اللّه ليس بعالم باللّه: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى اللّه عزّ وجلًّ.

● فوائد
إثبات الخشية للعلماء يقتضي ثبوتها لكل واحد منهم.
قوله تعالى: {إنّما يخشى الله من عباده العلماء} يقتضي ثبوت الخشية لكل واحد من العلماء ولا يراد به جنس العلماء، وتقريره من جهتين:
الجهة الأولى: أن الحصر هاهنا من الطرفين، حصر الأول في الثاني وحصر الثاني في الأول، كما تقدّم بيانه، فحصر الخشية في العلماء يفيد أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالمٌ وإن لم يفد لمجرده أنّ كلّ عالم فهو يخشى اللّه وتفيد أنّ من لا يخشى فليس بعالم، وحصر العلماء في أهل الخشية يفيد أنّ كلّ عالم فهو خاشٍ، فاجتمع من مجموع الحصرين ثبوت الخشية لكلّ فردٍ من أفراد العلماء.
والجهة الثانية: أن المحصور هل هو مقتضٍ للمحصور فيه أو هو شرطٌ له؟
قال الشيخ أبو العباس - رحمه اللّه -: (وفي هذه الآية وأمثالها هو مقتضٍ فهو عامٌّ فإنّ العلم بما أنذرت به الرسل يوجب الخوف).
ومراده بالمقتضي – العلة المقتضية - وهي التي يتوقف تأثيرها على وجود شروط وانتفاء موانع كأسباب الوعد والوعيد ونحوهما فإنها مقتضياتٌ وهي عامةٌ، ومراده بالشرط ما يتوقف تأثير السبب عليه بعد وجود السبب وهو الذي يلزم من عدمه عدم المشروط ولا يلزم من وجوده وجود المشروط، كالإسلام بالنسبة إلى الحجّ.

والمانع بخلاف الشرط، وهو ما يلزم من وجوده العدم ولا يلزم من عدمه الوجود وهذا الفرق بين السبب والشرط وعدم المانع إنّما يتم على قول من يجوّز تخصيص العلة وأما من لا يسمّي علةً إلا ما استلزم الحكم ولزم من وجودها وجوده على كلّ حال، فهؤلاء عندهم الشرط وعدم المانع من جملة أجزاء العلة، والمقصود هنا أنّ العلم إذا كان سببًا مقتضيًا للخشية كان ثبوت الخشية عامًا لجميع أفراد العلماء لا يتخلف إلا لوجود مانع ونحوه.


أصل العلم النافع العلم باللّه.
وبأسمائه وصفاته وأفعاله من قدره، وخلقه، والتفكير في عجائب آياته المسموعة المتلوة، وآياته المشاهدة المرئية من عجائب مصنوعاته، وحكم مبتدعاته ونحو ذلك مما يوجب خشيته وإجلاله، ويمنع من ارتكاب نهيه، والتفريط في أوامره.
ولهذا قال طائفةٌ من السلف لعمر بن عبد العزيز وسفيان بن عيينة: "أعجب الأشياء قلبٌ عرف ربه ثم عصاه ".

وقال بشر بن الحارث: "لو يفكر الناس في عظمة اللّه لما عصوا اللّه ".

قابلية ما في القلب من التصديق والمعرفة للزيادة والنقصان هو الذي عليه الصحابة والسلف من أهل السنة.
ويؤيد ذلك ما كان يقوله بعض الصحابة: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة".
وما جاء
في الأثر المشهور عن حماد بن سلمة عن أبي جعفرٍ الخطميّ عن جدّه عمير بن حبيبٍ وكان من الصحابة، قال: "الإيمان يزيد وينقص قيل: وما زيادته ونقصانه؟

قال: إذا ذكرنا اللّه ووحّدناه وسبّحناه، فتلك زيادته وإذا غفلنا ونسينا، فذلك نقصانه ".
وفي مسندي الإمام أحمد والبزار من حديث أبي هريرة أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "جدّدوا إيمانكم " قالوا: وكيف نجدد إيماننا يا رسول اللّه؟
قال: "قولوا: لا إله إلا اللّه ".
فالمؤمن يحتاج دائمًا كلّ وقتٍ إلى تحديد إيمانه وتقوية يقينه، وطلب الزيادة في معارفه، والحذر من أسباب الشكّ والريب والشبهة، ومن هنا يعلم معنى قول النبيًّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " فإنه لو كان مستحضرًا في تلك الحال لاطّلاع اللّه عليه ومقته له جمع ما توعّده اللّه به من العقاب المجمل والمفصل استحضارًا تامًّا لامتنع منه بعد ذلك وقوع هذا المحظور وإنما وقع فيما وقع فيه لضعف إيمانه ونقصه.

صحة التوبة من بعض الذنوب دون بعضٍ هو الذي عليه السلف وأئمة السنة خلافًا لبعض المعتزلة.
فإنّ أحد الذنبين قد يعلم قبحه فيتوب منه ويستهين بالآخر لجهله بقبحه وحقيقة مرتبته فلا يقلع عنه، ولذلك قد يقهره هواه ويغلبه في أحدهما دون الآخر فيقلع عما لم يغلبه هواه دون ما غلبه فيه هواه، ولا يقال لو كانت الخشية عنده موجودةً لأقلع عن الجميع، لأن أصل الخشية عنده موجودةٌ، ولكنها غير تامةٍ، وسبب نقصها إما نقص علمه، وإما غلبة هواه، فتبعّض توبته نشأ من كون المقتضي للتوبة من أحد الذنبين أقوى من المقتضي للتوبة من الآخر، أو كون المانع من التوبة من أحدهما أشدّ من المانع من الآخر.

• هل يمكن للتائب أن يعود إلى ما كان عليه قبل المعصية؟
اختلف الناس في ذلك على قولين، والقول بأنه لا يمكن عوده إلى ما كان عليه قول أبي سليمان الدّرانيّ وغيره.

• هل يجزم بقبول التوبة إذا استكملت شروطها؟
اختلف الناس في ذلك على قولين:فالقاضي أبو بكر وغيره من المتكلمين على أنّه لا يجزم بذلك.
و
أكثر أهل السنة والمعتزلة وغيرهم على أنه يقطع بقبولها.


• هل يمحى الذنب من صحيفة العبد إذا تاب؟
ورد في "مراسيل الحسن " عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أراد اللّه أن يستر على عبده يوم القيامة أراه ذنوبه فيما بينه وبينه ثمّ غفرها له ".
ولهذا كان أشهر القولين أنّ هذا الحكم عامٌّ في حقّ التائب وغيره، وقد ذكره أبو سليمان الدمشقيّ عن أكثر العلماء، واحتجّوا بعموم هذه الأحاديث مع قوله تعالى: {ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرة إلاّ أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرًا}.

وقد نقل ذلك صريحًا عن غير واحدٍ من السلف كالحسن البصريّ وبلال بن سعد - حكيم أهل الشام - كما روى ابن أبي الدنيا، وابن المنادي وغيرهما عن الحسن: "أنه سئل عن الرجل يذنب ثم يتوب هل يمحى من صحيفته؟ قال: لا، دون أن يوقفه عليه ثم يسأله عنه "
ثم في رواية ابن المنادي وغيره: "ثم بكى الحسن، وقال: لو لم تبك الأحياء من ذلك المقام لكان يحقّ لنا أن نبكي فنطيل البكاء".

وذكر ابن أبي الدنيا عن بعض السلف أنه قال: "ما يمرّ عليّ أشد من الحياء من اللّه عزّ وجلّ ".
وفي الأثر المعروف الذي رواه أبو نعيمٍ وغيره عن علقمة بن مرثدٍ: "أنّ الأسود بن يزيد لما احتضر بكى، فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: ما لي لا أجزع، ومن أحقّ بذلك مني؟واللّه لو أتيت بالمغفرة من اللّه عزّ وجلّ، لهمّني الحياء منه مما قد صنعته، إنّ الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيًا منه ".
ومن هذا قول الفضيل بن عياضٍبالموقف: "واسوءتاه منك وإن عفوت ".

• أمر الله للعباد إنما يكون بما فيه صلاحهم ونهيه إنما يكون عما فيه فسادهم.

إن اللّه لم يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليه، ولا نهاهم عمّا نهاهم عنه بخلاً به، بل أمرهم بما فيه صلاحهم، ونهاهم عمّا فيه فسادهم، وهذا هو الذي عليه المحققون من الفقهاء من الحنابلة وغيرهم، كالقاضي أبي يعلى وغيره.
وإن كان بينهم في جواز وقوع خلاف ذلك عقلاً نزاعٌ مبنيّ على أن العقل هل له مدخل في التحسين والتقبيح أم لا؟
وكثير منهم كأبي الحسن التميمي وأبي الخطاب على أنّ ذلك لا يجوز عقلاً أيضًا وأما من قال بوقوع مثل ذلك شرعًا فقوله شاذٌ مردودٌ.

والصواب: أنّ ما أمر اللّه به عباده فهو عين صلاحهم وفلاحهم في دنياهم وآخرتهم، فإنّ نفس الإيمان باللّه ومعرفته وتوحيده وعبادته ومحبته وإجلاله وخشيته وذكره وشكره؛ هو غذاء القلوب وقوتها وصلاحها وقوامها، فلا صلاح للنفوس، ولا قرة للعيون ولا طمأنينة، ولا نعيم للأرواح ولا لذة لها في الدنيا على الحقيقة، إلا بذلك، فحاجتها إلى ذلك أعظم من حاجة الأبدان إلى الطعام والشراب والنّفس، بكثيرٍ، فإنّ حقيقة العبد وخاصيته هي قلبه وروحه ولا صلاح له إلا بتألهه لإلهه الحقّ الذي لا إله إلا هو، ومتى فقد ذلك هلك وفسد، ولم يصلحه بعد ذلك شيء البتة، وكذلك ما حرّمه اللّه على عباده وهو عين فسادهم وضررهم في دينهم ودنياهم، ولهذا حرّم عليهم ما يصدّهم عن ذكره وعبادته كما حرم الخمر والميسر، وبين أنه يصدّ عن ذكره وعن الصلاة مع مفاسد أخر ذكرها فيهما، وكذلك سائر ما حرّمه اللّه فإنّ فيه مضرةً لعباده في دينهم ودنياهم وآخرتهم، كما ذكر ذلك السلف، وإذا تبيّن هذا وعلم أنّ صلاح العباد ومنافعهم ولذاتهم في امتثال ما أمرهم الله به، واجتناب ما نهاهم اللّه عنه تبيّن أن من طلب حصول اللذة والراحة من فعل المحظور أو ترك المأمور، فهو في غاية الجهل والحمق، وتبيّن أنّ كلّ من عصى اللّه هو جاهل، كما قاله السلف ودلّ عليه القرآن كما تقدم، ولهذا قال: {كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئًا وهو شرٌّ لكم واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون (216)}.
وقال: {ولو أنّهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشدّ تثبيتًا (66) وإذًا لآتيناهم من لدنّا أجرًا عظيمًا (67) ولهديناهم صراطًا مستقيمًا (68)}.

فائدة في قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102)}.
اختلف المفسرون في الجمع بين إثبات العلم ونفيه هاهنا.
1: قالت طائفة: الذين علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق، هم الشياطين الذين يعلّمون الناس السحر، والذين قيل فيهم: {لو كانوا يعلمون} هم الناس الذين يتعلمون.
قال ابن جرير: وهذا القول خطأٌ مخالفٌ لإجماع أهل التأويل على أنّ قوله: (ولقد علموا) عائدٌ على اليهود الذين اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان.
2: ذكر ابن جرير أنّ الذين علموا أنه لا خلاق لمن اشتراه هم اليهود، والذين قيل فيهم: لو كانوا يعلمون، هم الذين يتعلمون من الملكين، وكثيرًا ما يكون فيهم الجهال بأمر اللّه ووعده ووعيده.
وهذا أيضًا ضعيفٌ فإنّ الضمير فيهما عائدٌ إلى واحدٍ، وأيضًا فإن الملكين يقولان لمن يعلمانه: إنما نحن فتنة فلا تكفر، فقد أعلماه تحريمه وسوء عاقبته.

3: قالت طائفة: إنما نفى عنهم العلم بعدما أثبته لانتفاء ثمرته وفائدته، وهو العمل بموجبه ومقضتاه، فلمّا انتفى عنهم العمل بعلمهم جعلهم جهّالاً لا يعلمون، كما يقال: لا علم إلا ما نفع، وهذا حكاه ابن جريرٍ وغيره، وحكى الماوردي قولاً بمعناه، لكنه جعل العمل مضمرا، وتقديره لو كانوا يعملون بما يعلمون.
4: قيل: إنهم علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له، أي لا نصيب له في الآخرة من الثواب، لكنهم لم يعلموا أنه يستحق عليه العقاب مع حرمانه الثواب، وهذا حكاه الماورديّ وغيره.
وهو ضعيف أيضًا، فإنّ الضمير إن عاد إلى اليهود، فاليهود لا يخفى عليهم تحريم السحر واستحقاق صاحبه العقوبة، وإن عاد إلى الذين يتعلمون من الملكين فالملكان يقولان لهم: {إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر} والكفر لا يخفى على أحدٍ أن صاحبه يستحقّ العقوبة، وإن عاد إليهما، وهو الظاهر، فواضح، وأيضًا فإذا علموا أنّ من اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ فقد علموا أنه يستحقّ العقوبة، لأنّ الخلاق: النصيب من الخير، فإذا علم أنه ليس له نصيب في الخير بالكلية فقد علم أن له نصيبًا من الشرّ، لأنّ أهل التكليف في الآخرة لا يخلو واحد منهم عن أن يحصل له خير أو شرّ لا يمكن انتكاله عنهما جميعًا ألبتة.

5: قالت طائفة: علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له في الآخرة، لكنهم ظنّوا أنهم ينتفعون به في الدنيا، ولهذا اختاروه وتعوّضوا به عن بوار الآخرة وشروا به أنفسهم، وجهلوا أنه في الدنيا يضرّهم أيضًا ولا ينفعهم، فبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ذلك، وأنّهم إنما باعوا أنفسهم وحظّهم من الآخرة بما يضرّهم في الدنيا أيضًا ولا ينفعهم.
وهذا القول حكاه الماورديّ وغيره، وهو الصحيح، فإنّ اللّه تعالى قال: {ويتعلّمون ما يضرّهم ولا ينفعهم} أي هو في نفس الأمر يضرّهم ولا ينفعهم بحالٍ في الدنيا وفي الآخرة.

ولكنّهم لم يعلموا ذلك لأنهم لم يقدموا عليه إلا لظنّهم أنه ينفعهم في الدنيا.
ثم قال: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ} أي قد تيقّنوا أنّ صاحب السحر لا حظّ له في الآخرة، وإنما يختاره لما يرجو من نفعه في الدنيا، وقد يسمّون ذلك العقل المعيشي أي العقل الذي يعيش به الإنسان في الدنيا عيشةً طيبةً، قال اللّه تعالى: {ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} أي: إن هذا الذي يعوضوا به عن ثواب الآخرة في الدنيا أمرٌ مذمومٌ مضر لا ينفع لو كانوا يعلمون ذلك ثم قال: {ولو أنّهم آمنوا واتّقوا لمثوبةٌ من عند اللّه خير لّو كانوا يعلمون} يعني: أنهم لو اختاروا الإيمان والتقوى بدل السّحر لكان اللّه يثيبهم على ذلك ما هو خير لهم مما طلبوه في الدنيا لو كانوا يعلمون، فيحصل لهم في الدنيا من ثواب الإيمان والتقوى من الخير الذي هو جلب المنفعة ودفع المضرّة ما هو أعظم مما يحصّلونه بالسّحر من خير الدنيا مع ما يدّخر لهم من الثواب في الآخرة.
والمقصود هنا:
أن كل من آثر معصية اللّه على طاعته ظانًّا أنه ينتفع بإيثار المعصية في الدنيا، فهو من جنس من آثر السحر - الذي ظنّ أنه ينفعه في الدنيا - على التقوى والإيمان، ولو اتّقى وآمن لكان خيرًا له وأرجى لحصول مقاصده ومطالبه ودفع مضارّه ومكروهاته.
ويشهد كذلك أيضًا ما في "مسند البزار" عن حذيفة قال: "قام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فدعا الناس فقال: "هلمّوا إليّ، فأقبلوا إليه فجلسوا"، فقال: "هذا رسول ربّ العالمين جبريل - عليه السلام. - نفث في روعي: أنّه لا تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها، فاتقوا اللّه وأجملوا في الطلب ولا يحملنّكم استبطاء الرّزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإنّ الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته ".


• خلاصة القول في نوع "ما" الداخلة على "إنّ"
القول الأول: أنّها كافةٌ، وأن "ما" هي الزائدة التي تدخل على إنّ، وأنّ، وليت، ولعلّ، وكأن، فتكفها عن العمل، وهذا قول جمهور النحاة.
القول الثاني: أنّ "ما" مع هذه الحروف اسمٌ مبهمٌ بمنزلة ضمير الشأن في التفخيم والإبهام وفي أنّ الجملة بعده مفسرةٌ له ومخبرٌ بها عنه، وهو قول
بعض الكوفيين، وابن درستويه.
القول الثالث: أن "ما" هنا نافيةٌ واستدلّوا بذلك على إفادتها الحصر، وأنّ "إن" أفادت الإثبات في المذكور، و"ما" النفي فيما عداه وهو قول بعض الأصوليين وأهل البيان.
وهذا باطلٌ باتفاق أهل المعرفة باللسان فإنّ "إن" إنما تفيد توكيد الكلام إثباتًا كان أو نفيًا لا تفيد الإثبات.
و"ما" زائدةٌ كافة لا نافيةٌ وهي الداخلة على سائر أخوات إنّ: لكنّ وكأن وليت ولعلّ، وليست في دخولها على هذه الحروف نافيةً بالاتفاق فكذلك الداخلة على إنّ وأنّ.
-
نسب القول بأنها نافيةٌ إلى أبي علي الفارسي لقوله في كتاب "الشيرازيات ": إنّ العرب عاملوا "إنما" معاملة النفيّ و"إلا" في فصل الضمير لقوله: "وإنّما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي ".

وهذا لا يدل على أنّ "ما" نافيةٌ على ما لا يخفى وإنما مراده أنّهم أجروا "إنما" مجرى النفي و"إلاّ" في هذا الحكم لما فيها معنى النفي ولم يصرّح بأنّ النفي مستفادٌ من "ما" وحدها.
القول الرابع: أنه لا يمتنع أن يكون "ما" في هذه الآية بمعنى الذي والعلماء خبرٌ والعائد مستترٌ في يخشى.

وأطلقت "ما" على جماعة العقلاء كما في قوله تعالى: {أو ما ملكت أيمانكم} ، و {فانكحوا ما طاب لكم مّن النّساء}.

• خلاصة
القول في إفادة "إنّما" للحصر.
اختلف النحاة في ذلك على أقوال:
القول الأول: إذا دخلت "ما" الكافة على "إنّ " أفادت الحصر هذا هو الصحيح، وهو قول الجمهور.

القول الثاني: من خالف في إفادتها الحصر.
حجتهم في ذلك:
1- قالوا إنّ "إنّما" مركبةٌ من "إنّ " المؤكدة و"ما" الزائدة الكافة فيستفاد التوكيد من "إنّ " والزائد لا معنى له، وقد تفيد تقوية التوكيد كما في الباء الزائدة ونحوها، لكنها لا تحدث معنى زائدا.
2- وقالوا إن ورودها لغير الحصر كثيرٌ جدًّا كقوله تعالى: {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون (2)}.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الرّبا في النسيئة". وقوله: "إنّما الشهر تسعٌ وعشرون " وغير ذلك من النصوص ويقال: "إنّما العالم زيد" ومثل هذا لو أريد به الحصر لكان هذا.
وقد يقال: إن أغلب مواردها لا تكون فيها للحصر فإنّ قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، لا تفيد الحصر مطلقًا فإنّه سبحانه وتعالى له أسماءٌ وصفاتٌ كثيرةٌ غير توحّده بالإلهية، وكذلك قوله: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}.
فإنّه لم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده.
مناقشة أقوالهم:
- الصواب أن "إنما" تدلّ على الحصر في هذه الأمثلة، ودلالتها عليه معلومٌ بالاضطرار من لغة العرب، كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنّهي وغير ذلك، ولهذا يتوارد "إنّما" وحروف الشرط والاستفهام والنّفي الاستثناء كما في قوله تعالى: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون} فإنه
كقوله: {وما تجزون إلا ما كنتم تعملون}،
وقوله: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ وقوله: {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو}فإنه كقوله: {وما من إلهٍ إلاّ اللّه}وقوله: {ما لكم من إلهٍ غيره}، ونحو ذلك، ولهذا كانت كلّها واردةً في سياق نفي الشرك وإبطال إلهية سوى اللّه سبحانه.

- وأما قولهم إنّ "ما" الكافة أكثر ما تفيده قوة التوكيد لا تثبت معنى زائدًا، يجاب عنه من وجوه:

أحدها: أنّ "ما" الكافة قد تثبت بدخولها على الحروف معنىً زائدًا.
وقد ذكر ابن مالك أنها إذا دخلت على الباء أحدثت معنى التقليل، كقول الشاعر:
فالآن صرت لا تحيد جوابًا ....... بما قد يرى وأنت حطيب
قال: وكذلك تحدث في "الكاف " معنى التعليل، في نحو قوله تعالى: (واذكروه كما هداكم) ، ولكن قد نوزع في ذلك وادّعى أنّ "الباء" و"الكاف " للسببية، وأنّ "الكاف " بمجردها تفيد التعليل.
والثاني: أن يقال: لا ريب أنّ "إنّ " تفيد توكيد الكلام، و"ما" الزائدة تقوّي هذا التوكيد وتثبت معنى الكلام فتفيد ثبوت ذلك المعنى المذكور في اللفظ خاصةً ثبوتًا لا يشاركه فيه غيره واختصاصه به، وهذا من نوع التوكيد والثبوت ليس معنىً آخر مغايرًا له وهو الحصر المدّعى ثبوته بدخول "ما" يخرج عن إفادة قوّة معنى التوكيد وليس ذلك بمنكرٍ إذ المستنكر ثبوت معنى آخر بدخول الحرف الزائد من غير جنس ما يفيده الحرف الأوّل.
الوجه الثالث: أنّ "إن" المكفوفة "بما" استعملت في الحصر فصارت حقيقةً عرفيّةً فيه، واللفظ يصير له بالاستعمال معنى غير ما كان يقتضيه أصل الوضع، وهكذا يقال في الاستثناء فإنه وإن كان في الأصل للإخراج من الحكم لكن صار حقيقة عرفيةً في مناقضة المستثنى فيه، وهذا شبية بنقل اللفظ عن المعنى الخاص إلى العام إذا صار حقيقة عرفيةً فيه لقولهم "لا أشرب له شربة ماءٍ" ونحو ذلك، ولنقل الأمثال السائرة ونحوها، وهذا الجواب ذكره أبو العباس ابن تيمية في بعض كلامه القديم وهو يقتضي أنّ دلالة "إنّما" على الحصر إنّما هو بطريق العرف والاستعمال لا بأصل وضع اللغة، وهو قولٌ حكاه غيره في المسألة.

القول الثالث:
من جعل "ما" موصولةً.
فتفيد الحصر من جهةٍ أخرى وهو أنّها إذا كانت موصولةً فتقدير الكلام "إن الذين يخشون الله هم العلماء" وهذا أيضًا يفيد الحصر" فإنّ الموصول يقتضي العموم لتعريفه، وإذا كان عامًّا لزم أن يكون خبره عامًّا أيضًا لئلا يكون الخبر أخصّ من المبتدأ، وهذا النوع من الحصر يسمّى ئحصر المبتدأ في الخبر، ومتى كان المبتدأ عامًّا فلا ريب إفادته الحصر.

النسبة:
70/100
وفقك الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir