دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 جمادى الأولى 1442هـ/7-01-2021م, 12:48 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي التطبيق الأول من تطبيقات أصول القراءة العلمية - المرحلة الثانية

التطبيق الأول من تطبيقات أصول القراءة العلمية
(المرحلة الثانية)

لخّص مقاصد إحدى الرسالتين التاليتين:

1: رسالة "الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية" لشيخ الإسلام ابن تيمية.
2: رسالة "كلمة الإخلاص" للحافظ ابن رجب الحنبلي.


إرشادات حلّ التطبيق:
المطلوب في أداء هذا التطبيق:

أولا: وضع قائمة بالمسائل والمقاصد الفرعية مع المقصد الكلّي للرسالة.
وهي القائمة التي قدّمت في المرحلة الأولى لهذا التطبيق.
ثانيا: تلخيص المقاصد.
وذلك بتلخيص كلام صاحب الرسالة في كل مقصد فرعي.
مع الانتباه أنه ليس المقصود بالتلخيص عنونة بعض فقرات الرسالة ونسخها بالكامل، كما أن تلخيص المقاصد ليس شرحا تفصيليّا مستطردا، وإنما المطلوب شرح مركّز يدور حول بيان العماد والسناد، ويوصى بمراجعة نماذج التلخيص المذكورة في الدروس جيدا لفهم طريقة التلخيص.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 جمادى الآخرة 1442هـ/16-01-2021م, 10:31 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

التطبيق الاول من تطبيقات أصول القراءة العلمية - المرحلة الثانية

رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب الحنبلي

أولا: المسائل والمقاصد الفرعية والمقصد الكلي للرسالة

١- المسائل:
مسائل المقصد الأول: بيان معنى كلمة الإخلاص

- المراد بكلمة الإخلاص.
- بيان أنواع الأحاديث في معنى كلمة الإخلاص.

مسائل المقصد الثاني: بيان أن المعاصي تناقض كمال التوحيد

- بيان أن العقوبة لا ترفع عمن أدى الشهادتين ولم بعمل بمقتضاهما.
- بيان أقوال السلف في الأحاديث الواردة في ذلك.

مسائل المقصد الثالث: بيان أهمية أعمال القلوب في تحقيق الشهادتين

- بيان أهمية الإخلاص في تحقيق الشهادتبن.
- بيان أهمية الصدق في تحقبق الشهادتبن.
- بيان أن الصدق لا يعني العصمة.
- بيان أهمية المحبة في تحقيق الشهادتين.
- بيان الشرك الخفي.
- بيان معنى سلامة القلب وأهميته للإخلاص.
- بيان خطر الرياء.
- بيان خطر الشهوة.

مسائل المقصد الرابع : بيان مقتضى كلمة الإخلاص

- بيان أنواع الأمور التي تقدح في الإخلاص.
- بيان معنى الإخلاص في العبودية.
- مواعظ في الإخلاص والتوبة.

مسائل المقصد الخامس: بيان أهمية متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم

- بيان أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم من محبة الله.

مسائل المقصد السادس: فضائل لا اله الا الله
- فضل لا إله إلا الله.
- بيان لا يستوي من أشرك بالله مع من لم يشرك.
- مواعظ في تحقيق التوحيد.

٢- المقاصد الفرعية للرسالة

١- بيان معنى كلمة الإخلاص
٢- بيان أن المعاصي تناقض كمال التوحيد
٣- بيان أهمية أعمال القلوب
٤- بيان مقتضى كلمة الإخلاص
٥- بيان أهمية متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
٦- بيان فضل لا اله الا الله

٣- المقصد العام للرسالة

اثبات فضل كلمة الاخلاص وأنها تدخل صاحبها الجنة ولكن بشروط منها الإخلاص والصدق والمحبة ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن المعاصي مناقضة للصدق فيها.

ثانيا: تلخيص المقاصد

مسائل المقصد الأول: بيان معنى كلمة الإخلاص

المراد بكلمة الإخلاص

- هي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله كما ورد في احاديث منها حديث معاذ وحديث أبي ذر في الصحيحين و حديث أبي هريرة وغيرها.

بيان أنواع الأحاديث في معنى كلمة الإخلاص

- هناك نوعان من الأحاديث في هذا الباب:
الأول: ما فيه أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها، وهذا ظاهر فإن النار لا يخلد فيها أحد من أهل التوحيد الخالص ودليله قوله تعالى (إن الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله)،
الثاني: من أتى بالشهادتين حرم على النار وهذا قد حمله بعضهم على الخلود فيها أو على نار يخلد فيها أهلها وهذا يعني أن أن "لا إله إلا الله" سبب لدخول الجنة والنجاة من النار و مقتض لذلك ولكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه وهو قول الحسن ووهب ابن منبه.
- الأظهر أن الشهادتين سبب لا يعمل إلا باستجماع شروطه أن النبي صلى الله عليه وسلم رتب دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص منها حديث أبي أيوب في الصحيحين وحديث أبي هريرة في صحيح مسلم وغيرهما.
- فهم الصديق أنه لا يمتنع قتال مانع الزكاة إلا بأداء حقوقها لقوله صلى الله عليه وسلم:((فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله)) وقال (الزكاة حق المال).

مسائل المقصد الثاني: بيان أن المعاصي تناقض كمال التوحيد

بيان أن العقوبة لا ترفع عمن أدى الشهادتين ولم بعمل بمقتضاهما

- العقوبة في الدنيا لا ترفع عمن أدى الشهادتين ولم يؤدي حقها بفهم الصديق في قتال مانع الزكاة وله شواهد مما رواه غير واحد من الصحابة منهم ابن عمر وأنس وغيرهما.

بيان أقوال السلف في الأحاديث الواردة في ذلك

- قول بعض السلف مثل الزهري والثوري أن الأحاديث المذكورة كانت قبل نزول الفرائض بعيد جدا لأن كثيرا منها كان بالمدينة بعد نزول الفرائض والحدود، وفي بعضها أنه كان في غزوة تبوك وهي في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم
- المراد بقول الثوري بالنسخ , أن المراد يه البيان والايضاح فإن السلف كانوا يطلقون النسخ على مثل ذلك كثيرا ويكون مقصودهم أن آيات الفرائض والحدود تبين بها توقف دخول الجنة والنجاة من النار على فعل الفرائض واجتناب المحارم، فصارت تلك النصوص منسوخة أي مبيَّنة مفسَّرة ونصوص الحدود والفرائض ناسخة أي مفسِّرة لمعنى تلك موضحة لها.
- بعض الاحاديث المطلقة جاءت مقيدة في أحاديث آخر كما في بعضها: ((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه).

مسائل المقصد الثالث: بيان أهمية أعمال القلوب في تحقيق الشهادتين

بيان أهمية الإخلاص في تحقيق الشهادتين

- إن قول العبد: "لا إله إلا الله" يقتضي أن لا إله له غير الله، والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل.
- من أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول "لا إله إلا الله" ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك.

بيان أهمية الصدق في تحقيق الشهادتين

- من صدق في قول "لا إله إلا الله" لم يحب سواه ولم يرج سواه ولم يخش أحدا إلا الله ولم يتوكل إلا على الله ولم يبق له بقية من آثار نفسه.

بيان أن الصدق لا يعني العصمة

- المحب ليس مطالبأ بالعصمة، وإنما هو مطالب كلما زلّ أن يتلافى تلك الوصمة.
- أن الله عز وجل له عناية بمن يحبه فكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له التوبة وينبّهه على قبح الزلّة، فيفزع إلى الاعتذار ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى
- بيان أهمية المحبة في تحقيق الشهادتين
- قول "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه.

بيان الشرك الخفي

- من أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول "لا إله إلا الله" وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله.

بيان معنى سلامة القلب وأهميته للإخلاص

- القلب السليم هو الطاهر من أدناس المخالفات، فأما المتلطخ بشيء من المكروهات فلا يصلح لمجاورة حضرة القدوس إلا بعد أن يطهر في كير العذاب، فإذا زال عنه الخبث صلح حينئذ للمجاورة، (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا)

بيان خطر الرياء

- أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء لأن يسير الرياء شرك.

بيان خطر الشهوة

- بعد أهل الرياء، يدخل النار أصحاب الشهوة وعبيد الهوى الذين أطاعوا هواهم وعصوا مولاهم.

مسائل المقصد الرابع : بيان مقتضى كلمة الإخلاص

بيان أنواع الأمور التي تقدح في الإخلاص

- ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله.
- ورد إطلاق الشرك على الرياء وعلى الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه، وعلى من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة مثل أن يقول: ما شاء الله وشاء فلان وكذا قوله: ما لي إلا الله وأنت.
- كذلك يقدح في التوحيد وتفرُّد الله بالنفع والضر كالطيرة والرقى المكروهة، وإيتان الكهان وتصديقهم بما يقولون.
- كذلك اتّباع هوى النفس فيما نهى الله عنه قادح في تمام التوحيد وكماله، ولهذا أطلق الشرع على كثير من الذنوب التي منشؤها من هوى النفس أنها كفر وشرك كقتال المسلم ومن أتى حائضا أو امرأة في دبرها ومن شرب الخمرة في المرة الرابعة، وإن كان ذلك لا يخرجه عن الملة بالكلية ولهذا قال السلف: كفر دون كفر وشرك دون شرك.

بيان معنى الإخلاص في العبودية

- لم يخلص من عبادة الشيطان إلا من أخلص عبودية الرحمن وهم الذين قال فيهم: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}، فهم الذين حققوا قول "لا إله إلا الله" وأخلصوا في قولها وصدّقوا قولهم بفعلهم فلم يلتفتوا إلى غير الله محبة ورجاء وخشية وطاعة وتوكلا.
- هم الذين صدقوا في قول "لا إله إلا الله" وهم عباد الله حقا فأما من قال: "لا إله إلا الله" بلسانه ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته فقد كذب فعله قوله ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى، {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}، {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله}.

مواعظ في الإخلاص والتوبة

- كن عبد الله لا عبد الهوى فإن الهوى يهوي بصاحبه في النار، {أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار}.
- تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار والله لا ينجو غدا من عذاب الله إلا من حقّق عبودية الله وحده ولم يلتفت إلى شيء من الأغيار، من علم أن معبوده الله فرْد فليفرده بالعبودية ولا يشرك بعبادة ربه أحدا.

مسائل المقصد الخامس: بيان أهمية متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم

بيان أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم من محبة الله

- لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله، فإنه إذا علم أنه لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة محمد المبلّغ عن الله ما يحبه وما يكرهه باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه.
- صارت محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته، ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة.

مسائل المقصد السادس: فضائل لا اله الا الله

فضل لا إله الا الله

- هي كلمة التقوى كما قال عمر -رضي الله عنه-
- وهي كلمة الإخلاص وشهادة الحق ودعوة الحق وبراءة من الشرك ونجاة هذا الأمر
- لأجلها خلق الخلق ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب ولأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد.
- وهي مفتاح الجنة ومفتاح دعوة الرسل وبها كلم الله موسى كفاحا وهي مفتاح الجنة وهي ثمن الجنة.
- من كانت آخر كلامه دخل الجنة.
- وهي نجاة من الناروهي توجب المغفرة وهي أحسن الحسنات وهي تمحو الذنوب والخطايا.
- وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب.
- وهي لا يعدلها شيء في الوزن ة وترجح بصحائف الذنوب.
- وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل.
- وهي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه.
- وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها.
- وهي أفضل ما قاله النبيون، وهي أفضل الذكر.
- وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان
- ومن فضائلها أنها أمان من وحشة القبر وهول الحشر.
- وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم.
- ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.

بيان لا يستوي من أشرك بالله مع من لم يشرك

- قال بعض السلف: كان إبراهيم عليه السلام يقول: اللهم لا تشرك من كان يشرك بك شيئا بمن كان لا يشرك بك.
- كان بعض السلف يقول في دعائه: اللهم إنك قلت عن أهل النار: إنهم {أقسموا بالله جهد إيمانهم لا يبعث الله من يموت}، ونحن نقسم بالله جهد أيماننا ليبعثن الله من يموت، اللهم لا تجمع بين أهل القسمين في دار واحدة

مواعظ في تحقيق التوحيد

- كان أبو سليمان يقول: إن طالبني ببخلي طالبته بجوده وإن طالبني بذنوبي طالبته بعفوه وإن أدخلني النار أخبرت أهل النار أني أحبه.
- وكان بعض العارفين يبكي طول ليله ويقول: إن تعذبني فإني لك محب وإن ترحمني فإني لك محب.
- العارفون يخافون من الحجاب أكثر مما يخافون من العذاب.

والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 4 جمادى الآخرة 1442هـ/17-01-2021م, 01:43 AM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

التطبيق الأول من تطبيقات أصول القراءة العلمية
(المرحلة الثانية)

تلخيص مقاصد رسالة "الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية" لشيخ الإسلام ابن تيمية


أولا ما تم في المرحلة الأولى:
استخلاص مقاصدرسالة "الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية" لشيخ الإسلام ابن تيمية.

أولا
: استخلاص مسائل الرسالة.
المقصد الأول ومسائله: مقدمات في أصل الدين والعبادات:
- بيان أسباب وقوع الاضطراب في بابين من أصول الدين، وهما: ( باب الحلال والحرام)، و( باب العبادات).
- نهي الله عن الخروج عن الصراط المستقيم.
- الذم لمن خرج عن الصراط المستقيم.

المقصد الثاني ومسائله:
العبادات الشرعية: تعريفها، وأصولها، وأنواعها، وأفضلها.
- تعريف العبادات الشرعية، والدليل على كونها مما يتقرب به لله.
- بيان أصول العبادات الشرعية.
- أنواعها العبادات الشرعية من حيث الوجوب والاستحباب.
- بيان تفاضل العبادات الشرعية.

المقصد الثالث ومسائله: العبادات البدعية تعريفها، وأسبابها، وما تفضي إليه من انحراف عن الدين القويم.
- تعريف العبادات البدعية.
- أسباب الوقوع في العبادات البدعية.
- الإتيان بالعبادات البدعية سبيل الوقوع في المعاصي والكبائر والشرك.


المقصد الرابع ومسائله: الخلوات البدعية، والتنبيه عليها كجنس من أجناس العبادات البدعية.
· ما استدل به أصحاب الخلوات البدعية لمشروعيتها، وبيان خطأ ذلك، والرد عليهم.
· الأماكن التي يقصدها أصحاب الخلوات البدعية.
· ما يفعله أصحاب الخلوات البدعية.
· الذكر عند أصحاب الخلوات البدعية، وبيان مقصدهم منه، وبيان عدم مشروعيته.
· أحوال من سلك طريق الخلوات البدعية، ومنه التنزل الشيطاني وأسبابه، وموقفهم من أهل العلم.
· تمييز سبيل أهل البدع عن سبيل أهل الحق.

المقصد الخامس ومسائله: سبل الوقاية من الوقوع في العبادات البدعية.

- تحقيق الإخلاص لله عز وجل.

- اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
- اعتماد الأدلة الشرعية وما نصت عليه الأدلة الصحيحة في أمر العبادات والطاعات.

ثانيا: استخلاص المقاصد الفرعيّة للرسالة:
المقصد الأول: قوام الدين وصحة العبادات.
المقصد الثاني: العبادات الشرعية: تعريفها، وأصولها، وأنواعها، وأفضلها.
المقصد الثالث: العبادات البدعية تعريفها، وأسبابها، وما تفضي إليه من انحراف عن الدين القويم.
المقصد الرابع: الخلوات البدعية، والتنبيه عليها كجنس من أجناس العبادات البدعية.
المقصد الخامس: سبل الوقاية من الوقوع في العبادات البدعية.

ثالثا: المقصد الكلّي للرسالة:
بيان العبادات الشرعية والعبادات البدعية والفرق بينهما، والتعرض لأسباب الوقوع في العبادات البدعية، وذكر مثالا لها وهو (الخلوات البدعية) وبيان بطلانها وضلال أصحابها، وذكر سبل الوقاية من الوقوع في العبادات البدعية.

--- --- --- --- --- --- ---
--- --- --- --- --- --- ---
--- --- --- --- --- --- ---


ثانيا تلخيص مسائل الرسالة:

المقصد الأول ومسائله: مقدمات في أصل الدين والعبادات:
- بيان أسباب وقوع الاضطراب في بابين من أصول الدين، وهما: ( باب الحلال والحرام)، و( باب العبادات):
* أصل الدين أن الحلال ما أحله الله ورسوله، والحرام ما حرمه الله ورسوله، وأن العبادات هى ما شرعها الله ورسوله.
* مخالفة الدين تقع بمخالفة ما شرعه الله من تحليل وتحريم.
* مخالفة الدين تقع باستحداث عبادات لم يشرعها الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.

- نهي الله عن الخروج عن الصراط المستقيم:
* قال الله تعالى:
{وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون}.
*وفسر النبي صلى الله عليه وسلم الآية فخطّ خطًّا وخطّ خطوطًا عن يمينه وشماله ثمّ قال: (هذه سبيل اللّه وهذه سبلٌ، على كلّ سبيلٍ منها شيطانٌ يدعو إليه، ثمّ قرأ: {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا..} الآية).

- الذم لمن خرج عن الصراط المستقيم:
- ذم من خالف الدين وشرّع دينا غير ما أنزل الله عز وجل.
* قال الله تعالى:
{أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين ما لم يأذن به اللّه}.
* تنبيه: وإن كانت الآية في المشركين فهى تتناول كل من أحل أو حرم وفق هواه.

المقصد الثاني ومسائله:
العبادات الشرعية: تعريفها، وأصولها، وأنواعها، وأفضلها:
- تعريف العبادات الشرعية، والدليل على كونها مما يتقرب به لله:
* العبادات الشرعية هى ما شرعه الله ورسوله، وهى التي يتقرب بها إلى الله تعالى، ويحبها ويرضاها، وهى واجبة أو مستحبة.
* الدليل على ذلك: قول الله تعالى في الحديث القدسي:
(ما تقرّب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه) .

- بيان أصول العبادات الشرعية:
* أما أصولها: فالصلاة والصيام والقراءة.
* ودليله ما جاء في الصّحيحين في حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص أنه لمّا أتاه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقال:
(ألم أحدَّث أنّك قلت لأصومنّ النّهار ولأقومنّ اللّيل ولأقرأنّ القرآن في ثلاثٍ؟ قال: بلى، قال: فلا تفعل فإنّك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونفهت له النّفس..).

- أنواعها العبادات الشرعية من حيث الوجوب والاستحباب:
* الصلوات واجبها ومستحبها، وقيام الليل المشروع.
* الصيام الشرعي فرضه كصيام رمضان، والنفل وهو صيام ثلاثة أيام من كل شهر، ومنه التطوع منه نصف الدهر وثلثه أو ثلثيه.
* والأذكار والدّعوات الشّرعيّة المطلقة أو المقيدة سواء بوقت كأذكار الصباح والمساء، أو بسبب كتحية المسجد وسجود التلاوة وصلاة الكسوف وصلاة الاستخارة.

* السفر الشرعي كالسفر إلى مكة وهو الفرض، وإلى المسجدين الآخرين، وهو مستحب.
* الجهاد على اختلاف أنواعه.

- بيان تفاضل العبادات الشرعية:
* الصلاة ثم القراءة ثم الذكر ثم الدعاء.
* والمفضول في وقته الذي شرع فيه أفضل من الفاضل، فالتسبيح في الركوع أفضل من القراءة.

* وقد يفتح على الإنسان في العمل المفضول ما لا يفتح عليه في العمل الفاضل.

المقصد الثالث ومسائله: العبادات البدعية تعريفها، وأسبابها، وما تفضي إليه من انحراف عن الدين القويم:
- تعريف العبادات البدعية:
* هى ما لم يشرعه الله ولا رسوله، بل ابتدعته طائفة ضلت عن الحق، وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون.

- أسباب الوقوع في العبادات البدعية:
* الغلو في العبادات بلا فقه يؤدي إلى إحداث عبادات بدعية:
^^ الخوارج مثالا: جاء في حديث الخوارج الّذي في الصّحيحين
: (يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة).
^^ قال الإمام أحمد بن حنبلٍ -رحمه اللّه - : (صحّ فيهم الحديث من عشرة أوجهٍ).
^^ وورد عن أبي بن كعب وغيره القول:
(اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة).

* التأثر بالفلسفة والعلوم الباطلة مفضي إلى الخروج عما شرعه الله والإتيان بعبادات بدعية:
^^ ومما نتج عن التأثر بالفلسفة، ظهور ما يُعرف ببدعية تفريغ القلب لتتحصل له العلوم، وينال الخطاب الإلهي.
^^ والذي أدى إلى التأثر بالفلسفة نقص الإيمان بالرسل، فالإيمان ببعض ما جاء به الرسل، والكفر ببعضه، أوقع المبتدعة في ضلال.
^^ ممن تأثر بالفلسفة أبو حامد، ولذا فهو يمدح تلك الطريقة التي تدعو لتفريغ القلب، وقد ادعى أنه سمع الخطاب كما سمعه موسى، وإن لم يُقصد هو بالخطاب.
^^ ويزعم المتفلسفة- كابن سينا- أن كل ما يحصل في القلوب من العلم للأنبياء وغيرهم فإنما هو من (العقل الفعال.

^^ ويعتقدون أن النبوة مكتسبة، فإذا تفرغ القلب صفا، فيفيض عليه من جنس ما فاض على الأنبياء.
^^ ويزعمون أن موسى كُلم من سماء عقله، ولهذا يقولون أنه يحصل لهم مثل ما حصل لموسى وأعظم مما حصل لموسى.

^^ الرد على اعتقاد المتفلسفة وبيان بدعية تفريغ القلب وحصول العلم:
1. لا وجود لما يسمى (العقل الفعال)، فهو من ضلال المتفلسفة.
2. بطلان زعم أن الملائكة والشياطين صفات للنفس الإنسانية، والحقيقة أن الملائكة والشياطين مخلوقات حية تنطق، لها أثر في قلوب العباد بالحق والباطل كما قدر الله، وعلى ذلك دلائل من جهة الأنبياء، وممن باشر لك من أهل الحقائق.

3. ما حصل للأنبياء ليس فيضا كما يزعم المبتدعة، فالأنبياء جاءهم الوحي من ربهم بواسطة الملائكة، ومن الأنبياء من كلمه ربه كموسى عليه السلام.
4. تفريغ القلب من كل خاطر موجب لانتفاء سبب العلم بالحق.

5. المعلوم من الأدلة السمعية والعقلية أن تفريغ القلب -الذي هو محل الإيمان- من كل شيء يعني حلول الشياطين فيه، لأن ذكر الله مانع لدخول الشياطين إلى القلب.
6. لو فُرض جدلا أن هذه الطريق كانت حقا، فإنما تكون في حق من لم يأته رسول، أما من أتاه رسول فلا يجوز في حقه مخالفته.
- ولو فرضنا أنها طريق لبعض الأنبياء لكانت منسوخة بشرع محمد صلى الله عليه وسلم.
- والحقيقة أنه لا يجوز اتباعها فهى طريقة جاهلية لا توجب الوصول إلى المطلوب إلا بطريق الاتفاق بأن يقذف اللّه تعالى في قلب العبد إلهامًا ينفعه، وهذا قد يحصل لكلّ أحدٍ ليس هو من لوازم هذه الطّريق.
7. اعتمادهم القياس الفاسد فقد شبه أبو حامد ما يحدث من خطاب بنقش أهل الصين والرّوم على تزويق الحائط وأولئك صقلوا حائطهم حتّى تمثّل فيه ما صقله هؤلاء، وفساده أنه لا قلب آخر تحصل به التحلية بعد تخلية القلب الأول.
^^ من سبل ترويج المتفلسفة لبدعهم، أخذوا مخ الفلسفة، وكسوة لحاء الشريعة، فأخذوا الألفاظ من الشريعة مثل: الملك، والملكوت، والجبورت، واللوح المحفوظ، والملك والشيطان والحدوث والقدم، وغيرها، وأعطوها مسميات فلسفية، فسموا النفس الفلكية باللوح المحفوظ، وادعوا أن العلم منقوش في النفس الفلكية، ولو كان العلم ينزل من النفس الفلكية على القلب فلا فرق بين الناظر والمستدل والمفرغ قلبه.

- الإتيان بالعبادات البدعية سبيل الوقوع في المعاصي والكبائر والشرك:
* وتبين مما سبق أنه غلا في العبادات الشرعية ومن تأثر بالعلوم الباطلة فإن ذلك يؤدي إلى الابتداع والانجرارا إلى الكبائر والشرك بالله .
* ومثالا لتلك العبادات البدعية: الخلوات البدعية.



المقصد الرابع ومسائله: الخلوات البدعية، والتنبيه عليها كجنس من أجناس العبادات البدعية:
*
من أجناس العبادات البدعية: (الخلوات البدعية)، وقد حدثت في المتأخرين.
* والخلوات البدعية تشبه الاعتكاف الشرعي من جهة اعتزال الناس، إلا أنه هناك فرق شاسع بينهما.
* فالخلوات البدعية فلا أصل لها شرعا، وتختلف في أماكنها وأزمانها عن الاعتكاف الشرعي.

- ما استدل به أصحاب الخلوات البدعية لمشروعيتها، وبيان خطأ ذلك، والرد عليهم:
* احتج البعض على مشروعية الخلوات البدعية بتحنث النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء.
* واحتج البعض على مشروعيتها بمواعدة الله عز وجل لنبيه موسى عليه السلام بعد أربعين ليلة، فجعلوا الخلوة أربعين يوما، وعظموا أمر الأربعينية.

^^ بيان خطأ ما استدلوا به من تحنث النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء:
* تحنث النبي صلى الله عليه وسلم في الغار كان قبل النبوة.
* لم يثبت شرعاً تعبده بهذه العبادة بعد النبوة فلا يصح التعبد بها.
* الأمة مأمورة بما شُرع بعد النبوة من عبادات لا بما قبلها.
* لايصح ترك الشرع والاستدلال بما كان من أمور في أيام الجاهلية أو قبل البعثة.
* العبادات الشرعية التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم تغني عن التعبد بعبادات لا أصل لها.

^^ بيان خطأ ما استدلوا به من مواعدة موسى عليه السلام ربه بعد أربعين ليلة:
* أمر الله عز وجل بالإيمان بما أتى به الأنبياء وأمر بالاقتداء بهم وبهداهم، والاقتداء بهم إنما يكون في حسن عقيدتهم وأخلاقهم لا الاقتداء بشرعهم.
* قال تعالى:
{قولوا آمنّا باللّه وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النّبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون}.
* وقال تعالى: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده}.
* لا يجوز الاستدلال بشرع منسوخ وترك الشرع الناسخ وهو شرع محمد صلى لله عليه وسلم.
* ما شرع لموسى كالمواعدة أو السبت هو مما اختص به موسى، فلا يجوز الاحتجاج به.

- الأماكن التي يقصدها أصحاب الخلوات البدعية:
* كثير من أصحاب الخلوات لا يحد للخلوة مكان أو زمان، بل القصد أن يخلو في الجملة.
* يقصدون أماكن ليس فيها أذان ولا إقامة ولا مسجد يصلى فيه الصلوات الخمس، كالمساجد المهجورة أو الكهوف والغيران في الجبال، ومثل المقابر لا سيما قبر من يحسن به الظن، ومثل المواضع التي بها أثر نبي أو رجل صالح.


- ما يفعله أصحاب الخلوات البدعية:

* صاحب الخلوة يُؤمر ألا يزيد على الفرض لا قراءة ولا نظر في حديث نبوي ولا غير ذلك.
* لا حدود تحد ما يفعله أهل البدع، فيسهرون سهرا مطلقا، ويجوعون مطلقا، ويصمتون مطلقا.
* يؤمر صاحب اخلوة بتفريغ قلبه من كل شيء، فيقعد في مكان مظلم ويغطي رأسه، ويبدأ بالذكر البدعي.
* والعلة في تفريغ القلب، استعدادا لتتنزل عليه المعرفة.

- الذكر عند أصحاب الخلوات البدعية، وبيان مقصدهم منه، وبيان عدم مشروعيته:
* القصد من الذكر ليس (ذكر الله) كما بين بعض من يأمر به من المتأخرين.
* إنما القصد هو جمع القلب عل شيء معين حتى تستعد النفس لما يرد عليها، وبعضهم صرح بأن المهم هو جمع القلب بترديد أي قول كان.

* الذكر عند أصحاب الخلوات ذكرا بدعيا، وهو على أنواع، فمنه ذكر العامة وهو: (لا إله إلا الله) ، وذكر الخاصة: (الله الله)، وذكر خاصة الخاصة: (هو هو).
* بطلان ذكر أصحاب الخلوات البدعية:
^^ لغةً فإن الاسم المجرد ليس كلاما فلا يحكم عليه، فلا هو إيمان ولا كفر.
^^ أما شرعا فهو بدعة لم يشرع، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو ذلك.
^^ والأحاديث الصحيحة الواردة في الذكر الشرعي كثيرة، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم:
(أفضل الكلام بعد القرآن أربعٌ وهنّ من القرآن: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلّا اللّه واللّه أكبر).
- أحوال من سلك طريق الخلوات البدعية، ومنه التنزل الشيطاني وأسبابه، وموقفهم من أهل العلم:
أحوال من سلك طريق الخلوات البدعية:
* الانجرار إلى العبادات البدعية كالذكر البدعي وغيره، ومحبتهم لها، وبغضهم للعبادات الشرعية، وهذا من تزيين الشياطين لهم.
* هم من أرغب الناس في السماع البدعي، والصد عن السماع الشرعي، فيسمعون المعازف ويزهدون في سماع القرآن.
* أصحاب الخلوات البدعية تأتيهم الشياطين وتتنزل عليهم، وربما خاطبتهم، وبعضهم يطير به شيطانه.
* من ضلال أهل البدع زعمهم أن ما يحصل لهم من الله بلا واسطة، واعتقادهم أنهم صاروا أعظم من أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم.
* ومنهم من يظن أنه ارتقى لمنزلة الأنبياء، فيطلب أن يحصل له من جنس ما يحصل للأنبياء، فتتنزل عليه الشياطين.
* ومنهم من يتمسك بالكتاب والسنة ولكنه أوتي من باب إيراد الأحاديث الضعيفة والموضوعة والعبادات البدعية في كتبه، مثل أبي طالب.
* رؤية صاحب القبر وتكليمه لصاحب الخلوة، كما جرى للتونسي مع نعمان السلامي.
* ومنهم من يظن أنه حين يأتي قبر النبي، أن النبي يخرج من قبره في صورته ويكلمه.
* ومن تلبيس الشياطين يخيل للمريد أنه صار في الملأ الأعلى، وأنه أعطي أكثر مما أعطي للأنبياء.
* ويظن المريد أنها كرمات رحمانية وإنما هى أحوال شيطانية من جنس ما يحصل للكهان والسحرة.
* تتصور الشياطين في اليقظة والمنام بصورة الإنس، ومنهم من يقول أنه العالم فلان أو الشيخ فلان ولربما قالت أنها أحد الصحابة، بل ربما أتوا في اليقظة وادعوا أنهم أنبياء.


التنزل الشيطاني على أصحاب الخلوات البدعية وأسبابه:
* قال الشّيطان فيما أخبر عنه اللّه تعالى:
{قال فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين * إلّا عبادك منهم المخلصين}.
* وقال الله تعالى
: {إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ إلّا من اتّبعك من الغاوين}، فلا تتنزل الشياطين على قلوب المؤمنين المخلصين الذين وحدوا الله ولم يشركوا به شيئا.
* إنما تتنزل الشياطين على من حاد عن الصراط المستقيم وكان من الغاوين العالمين بالحق والصواب.

ومن تلك الأسباب التي يحصل بها التنزل الشيطاني:
= الإتيان بعبادة غير شرعية:
^^ كالسجود لغير الله، أو الاستشفاع بصنم، أو الاستغاثة بمخلوق، أودعاء مخلوق كما يدعو الخالق سواء كان هذا المخلوق ملك أو نبي أو شيخ، وسواء كان هذا دعاء عبادة أو دعاء مسألة، فيكون حصول ما حصل لهم هو من الشيطان لوقوعهم في الشرك.
^^ النذر لصنم أو كنيسة أو قبر أو نجم أو شيخ، ونحو ذلك من النذور الشركية، فإن أشرك بالنذر، فقد يعطيه الشيطان بعض حوائجه كما يحدث للساحر.
^^ قصد أهل البدع للأماكن التي لا ذكر لله فيها ولا صلاة، بل أماكن مهجورة، وهى مظنة اجتماع الشياطين.
^^ السهر المطق، والجوع المطلق، والصمت المطلق مع الخلوة بلا حدود شرعية، يولد لأصحاب الخلوات أحوال شيطانية، وهذا ذكره ابن عربي وغيره.

=إتيان ما نهى الله عنه مثل سماع المعازف:
^^ فالمعازف خمر النفوس وفعلها أعظم مما تفعل الخمر بشاربها.
^^ ومن الفواحش والمعاصي التي تقع كثيرا في أهل سماع المعازف: الشرك، وقتل النفس التي حرم الله والزنا، وعن عثمان بان عفان أنه قال: (اتقوا الخمر فأنها أم الخبائث، وإنّ رجلًا سأل امرأةً فقالت: لا أفعل حتّى تسجد لهذا الوثن، فقال: لا أشرك باللّه، فقالت: أو تقتل هذا الصّبيّ؟ فقال: لا أقتل النّفس الّتي حرّم اللّه، فقالت: أو تشرب هذا القدح؟ فقال هذا أهون فلمّا شرب الخمر قتل الصّبيّ وسجد للوثن وزنى بالمرأة).
^^ وهؤلاء إن سكروا بالأصوات حل فيهم الشرك، فيحبون شيخهم كمحبتهم لله.
^^ ومالوا إلى الفواحش وإلى الظلم،فيكون الرجل والصبي والمرأة في غاية العفة والحرية حتى يحضره الغناء فتنحل نفسه وتسهل عليه الفاحشة، وأما القتل فقد يقتل بعضهم بعضا وذلك بأن من كان شيطانه أقوى صرع الآخر، ويعتقدون أن ذلك من قوة الرجل ويقولون : قتله بحاله.
^^ وقد تبين لمن بصره الله بالحق أن هذه أحوال شيطانية، وأن معهم شياطين تعين على الإثم والعدوان.
^^ وقد حضر شيخ الإسلام ابن تيمية في أوائل عمره مع جماعة من أهل الزهد وكانوا يقيمون سماعا فاعتزلهم، ثم لما سمعوا ووجدوا دعوه لنصيبه فكان رده أن كل نصيب لا يأتي عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم فليس له فيه حق، وقد تبين لمن كان معهم ممن له علم ومعرفة أن مجالسهم كان فيها شياطين.

:: ومعنى الذي قاله شيخ الإسلام أن هذا النصيب وهذه العطية والموهبة والحال سببها غير شرعي.

موقفهم من أهل العلم:
^^ ينفر أهل البدع من أهل العلم ومن الذين يذكرون الشرع أو القرآن، كما ينفر أصحاب ملة من أصحاب ملة أخرى.
^^ وسبب النفور أنهم يخالفونهم في جنس العبادات، فصارت شياطينهم تنفرهم منهم، وحالهم كما قال الله تعالى عن المشركين:
{وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون}.
^^وقال تعالى: {فما لهم عن التّذكرة معرضين * كأنّهم حمرٌ مستنفرةٌ * فرّت من قسورةٍ}.
^^ ومما روي أن من أهل العلم من كان يستر ألواح الكتابة من أهل البدع، كما قال النصرأباذي.
^^ ومن رُئي عنده محبرة وقلما ما جُلس معه كما حكى السري السقطي عن حاله مع أهل البدع.

^^ ويظن أهل البدع أن ما يحصل لهم بطريقتهم أعظم مما يحصل في الكتب.
^^ حذر أهل العلم منهم، فقال سهل بن عبد اللّه التستري: يا معشر الصّوفيّة لا تفارقوا السّواد على البياض فما فارق أحدٌ السّواد على البياض إلّا تزندق.
. وقال الجنيد: علمنا هذا مبنيٌّ على الكتاب والسّنّة فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الشّأن
.

تمييز سبيل أهل البدع عن سبيل أهل الحق:
* الفرق الّذي لا يخطئ هو القرآن والسّنّة.
* تعرض أحوال أهل البدع على القرآن والسنة، فما وافق الكتاب والسنة فهو حق، وما خالف ذلك فهو باطل.
* قال تعالى:
{ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ * وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون * حتّى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين}.
* وقال تعالى:
{فإمّا يأتينّكم منّي هدًى فمن اتّبع هداي فلا يضلّ ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشةً ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال ربّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرًا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}.
* وقال تعالى:
{وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ * صراط اللّه الّذي له ما في السّماوات وما في الأرض ألا إلى اللّه تصير الأمور}.
* وقال تعالى:{فالّذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتّبعوا النّور الّذي أنزل معه أولئك هم المفلحون}.
* وإن كان جنس أحوالهم مشتركا بين أهل الحق والباطل، فلابد من أن يأتوا بدليل يبين أن ما يحصل لهم هو الحق.

المقصد الخامس ومسائله: سبل الوقاية من الوقوع في العبادات البدعية:
- تحقيق الإخلاص لله عز وجل:
* فإن من حقق الإخلاص لله عز وجل وقي من الانحراف إلى البدع.
* قال اللّه تعالى: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}.
* وقال تعالى: {قل أمر ربّي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كلّ مسجدٍ وادعوه مخلصين له الدّين}.
* وقال تعالى: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النّار هم خالدون * إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة ولم يخش إلّا اللّه فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين}.
* ومن سبل تحقيق الإخلاص النهي عن اتخاذ قبور الأنبياء مساجد.

- اتباع النبي صلى الله عليه وسلم:
* الواجب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيما شرعه لنا.
* وما أمر به من العبادات فهو المشروع، والواجب اتباعه فيه.
* وما فعله على وجه التعبد، فهو عبادة يشرع التأسي به فيه.
* ويسن اتباعه فيما خصصه بعبادة سواء كان التخصيص لمكان أو زمان.
^^ فمن أمثلة تخصيص الزمان، كتخصيصه العشر الأواخر بالاعتكاف فيها.
^^ ومن أمثلة تخصيص المكان، كتخصيصه مقام إبراهيم بالصّلاة فيه.
* ما لم يشرعه النبي صلى الله عليه وسلم ولا أمر به ولا فعله فلا يجوز فعله.

* اتخاذ ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم على غير وجه التعبد كعبادة وقربة، هل هو جائز؟
على قولين:
الأول: لا يجوز اتخاذ ما لم يشرعه النبي صلى الله عليه وسلم وما لم يأمر به وما لم يفعله عبادة أو قربة، وفعل ذلك مخالفة له، وهذا الذي عليه أكثر السلف والعلماء.
أما ما كان مباحا فعلناه من باب الإباحة، وما فعله قربة فعلناه قربة.
الثاني: هناك من اتخذه عبادة، ورأى أن ذلك من تمام التأسي به، والتشبه به، ويُرى أن ذلك فيه بركة لكونه مختصا به نوع اختصاص.


* متابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما فعله من المباحات على غير وجه القصد :

^^ الخلفاء الراشدون وجمهور الصحابة لم يستحبوا ذلك، والعلة أنه يلزم من المتابعة القصد، فلابد أن يقصد المتبع مثل ما قصد كالسفر للحج أو العمرة أو غير ذلك.
^^ فإن فعل أحد مثلما فعل بحكم الاتفاق ولم يكن له نفس القصد فلم تكن ثم متابعة.
^^
من شارك النبي صلى الله عليه وسلم في سفر أو غيره وكان قصده غير قصده لا يعتبر متابع له.
^^ ابن عمر استحب ذلك لعدة أسباب، منها إن فعل النبي صلى الله عليه وسلم حسن على أي وجه كان، وقد أحب ابن عمر أن يفعل مثلما فعل النبي صلى الله عليه وسلم إما زيادة في محبته وإما لبركة مشابهته له.
^^ ومما اتبع فيه ابن عمر النبي صلى الله عليه وسلم، إخراج التمر في صدقة الفطر لمن ليس ذلك قوته.
^^ وقد وافق أحمد ابن عمر في ذلك، ورخص في مثل ما فعله.
^^ فإن جاز متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في فعله كما فعل ابن عمر، فلا يجوز قصد الأماكن التي نزل فيها لقصد العبادة.

- اعتماد الأدلة الشرعية وما نصت عليه الأدلة الصحيحة في أمر العبادات والطاعات.
* سبيل معرفة المشروع من العبادات واجبا كان أو مستحبا، هو وجود دليل شرعي ينص على مشروعيتها.
* اعتماد ما يشرع بما نصت عليه الأحاديث الصحيحة لا الضعيفة.
* من شروط جواز رواية الأحاديث الواردة في العمل المستحب ولو كانت بأسانيد ضعيفة:
^^ ثبوت استحباب العمل بدليل شرعي.
^^ العلم بصدق ما روي من فضائل. (ما لم تكن كذبا)



الحمد لله رب العالمين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 شعبان 1442هـ/16-03-2021م, 04:16 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم التطبيق الأول من تطبيقات أصول القراءة العلمية
(المرحلة الثانية)



محمد العبد اللطيف أ+
أحسنت بارك الله فيك.

يجب ذكر الأدلة وعدم اختصارها في بيان فضائل "لا إله إلا الله"
وبعض فقرات الرسالة ما زال فيها تكرار يصلح أن يدمج
وأوصيك بإعادة النظر في هذه الرسالة مرة بعد مرة للوصول إلى أمثل تلخيص لها
نفع الله بك.


إنشاد راجح أ+
أحسنت بارك الله فيك وسددك.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 رمضان 1442هـ/14-04-2021م, 08:50 PM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

]رسالة العبادات الشرعية والفرق بينها وبين البدعية لابن تيمية

أولاً: أهمية التمسك بأصل الدين والصراط المستقيم:
أصل الدين متابعة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وموافقته بفعل ما أمرنا به وشرعه لنا وسنّه لنا.
بيان كثرة اضطراب الناس في العبادات، وأسباب ذلك.
وقد كثر اضطراب الناس في باب العبادات، كما فعلوا في باب التحليل والتحريم، فإن هناك أقوام استحلوا المحرمات، وحرموا الحلال، وكذلك أقوام شرعوا في الدين ما لم يشرع، وأصل الدين في باب العبادات وفي باب الحلال والحرام، التحريم، فليس لأحد حق التحليل والتحريم إلا الله تعالى وليس لأحد أن يشرع عبادة من العبادات إلا الله تعالى.
ذم من أحدث في الدين.
وقد ذمّ الله تعالى في كتابه المشركين لتحريمهم ما لم يحرمه الله تعالى كالبحيرة والسائبة، ولأنهم أستحلوا ما حرمه الله كقتل أولادهم، وشرعوا دينا لم يأذن الله به فقال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين ما لم يأذن به اللّه}، ومنه أشياء هي محرّمةٌ جعلوها عباداتٍ كالشّرك والفواحش مثل الطّواف بالبيت عراةً وغير ذلك.
بيان أن الإحداث في الدين خروج عن الصراط المستقيم.
في حديث عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم خطّ خطًّا وخطّ خطوطًا عن يمينه وشماله ثمّ قال: "هذه سبيل اللّه وهذه سبلٌ، على كلّ سبيلٍ منها شيطانٌ يدعو إليه، ثمّ قرأ: {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله}" وهذا يدل على أنه ليس لأحد أن يخرج عما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا كان ذلك منه خروجاً عن الصراط المستقيم.

ثانياً: العبادات الشرعية:
تعريفها: هو الّذي يتقرّب به إلى اللّه تعالى وهو سبيل اللّه وهو البرّ والطّاعة والحسنات والخير والمعروف وهو طريق السّالكين ومنهاج القاصدين والعابدين وهو الّذي يسلكه كلّ من أراد اللّه هدايته وسلك طريق الزّهد والعبادة وما يسمّى بالفقر والتّصوّف ونحو ذلك.
أجناسها:
- الصّلاة والصّيام والقراءة
- وقد جاء ذكرها في حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص لمّا أتاه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقال: (ألم أحدَّث أنّك قلت لأصومنّ النّهار ولأقومنّ اللّيل ولأقرأنّ القرآن في ثلاثٍ؟ قال: بلى، قال: فلا تفعل فإنّك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونفهت له النّفس، ثمّ أمره بصيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ، فقال إنّي أطيق أكثر من ذلك، فانتهى به إلى صوم يومٍ وفطر يومٍ، فقال: إنّي أطيق أكثر من ذلك فقال: لا أفضل من ذلك وقال: أفضل الصّيام صيام داود عليه السّلام كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ولا يفرّ إذا لاقى، وأفضل القيام قيام داود كان ينام نصف اللّيل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وأمره أن يقرأ القرآن في سبعٍ).

بيان ما يدخل في العبادات المشروعة والقدر المشروع منها.
- فالصلاة يدخل فيه الصّلوات المشروعة واجبها ومستحبّها ويدخل في ذلك قيام اللّيل المشروع ويلحق فيه كذلك السّفر الشّرعيّ كالسّفر إلى مكّة وإلى المسجدين الآخرين ويدخل فيه الجهاد على اختلاف أنواعه وأكثر الأحاديث النّبويّة في الصّلاة والجهاد.
-والقراءة يدخل فيه قراءة القرآن على الوجه المشروع والأذكار والدّعوات الشّرعيّة، وما كان من ذلك موقّتًا بوقت كطرفي النّهار وما كان متعلّقًا بسبب كتحيّة المسجد وسجود التّلاوة وصلاة الكسوف وصلاة الاستخارة وما ورد من الأذكار -والأدعية الشّرعيّة في ذلك وهذا يدخل فيه أمورٌ كثيرةٌ .
-ويدخل في الصّيام الشّرعيّ الصيام الواجب كصيام رمضان والمستحب منه كصيام نصف الدّهر وثلثه أو ثلثيه أو عشره وهو صيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ.

ثالثاً: الخلوات البدعية كجنس من أجناس العبادات البدعية والفرق بينه وبين الاعتكاف الشرعي:
حدثت عند بعض المتأخرين خلوات بدعية مشتبهة بالاعتكاف الشرعي لكنها غيرها، ويكثر فيه مظاهر الابتداع، من الممارسات والعبادات والذكر البدعي.
- بيان بطلان الاحتجاج بتحنّث النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة في حراء:
بعض من المبتدعة يتحجج للخلوات البدعية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحنث قبل البعثة بغار حراء، وهذا مردود لأمور:
- أنه صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك بعد بعثته، ولا فعله خلفاؤه الراشدون، وقد أقام صلوات اللّه عليه بمكّة قبل الهجرة بضع عشرة سنةً ودخل مكّة وأقام بها قريبًا من عشرين ليلةً وأتاها في حجّة الوداع؛ وأقام بها أربع ليالٍ وغار حراءٍ قريبٌ منه ولم يقصده، فدل هذا على عدم مشروعيته.
- الأمر الآخر أنّ أصل هذا جاهلي، ذلك أنه لم تكن لهم هذه العبادات الشّرعيّة الّتي جاء بها بعد النّبوّة صلوات اللّه عليه كالصّلاة والاعتكاف في المساجد فكانوا يأتونه في الجاهلية لكن بعد ذلك لما شرع الإسلام الصلاة والاعتكاف في المساجد، فهذه كلها تغني عن إتيان حراءٍ بخلاف ما كانوا عليه قبل نزول الوحي.
- بيان بطلان احتجاجهم بمواعدة الله لموسى أربعين ليلة.
وذلك أن بعض المبتدعة يجعلون الخلوة أربعين يوماً يعظمونها، محتجين في ذلك بأن الله تعالى واعد موسى أربعين ليلة، وأنه خوطب بعدها، فيعتقدون أن التنزل والمخاطبة سيحصل بعدها وذلك كما حصل في غار حراء من نزول الوحي بعد الخلوة، وهذا باطل لأمور:
وذلك لأن هذا لم يشرع لمحمد صلى الله عليه وسلم، وإنما شرع لموسى عليه السلام، وقد نسخت شريعة محمد شريعة سائر الأنبياء قبله، فلم يشرع لنا ما نسخ من شرائعهم.

- بعض مظاهر البدع المتضمنة للخلوة البدعية وبيان بدعيتها.
-الذكر بالاسم المفرد:
وهو قولهم : " اللّه اللّه " يكررونها مراراّ، وقد يكتفون بها ولا يزيدون عليها عبادة ولا صلاة ويسمونه ذكر الخاصة، وذكر العامة عندهم هو ( لا إله الا الله)
-بيان بطلان مشروعية هذا النوع من الذكر.
والذّكر بالاسم المفرد مظهرًا ومضمرًا بدعةٌ في الشّرع مع خطأه في القول واللّغة فإنّه غير مفيد لمعنى ولا فيه
إيمان.
*الرد على من يقول أن المقصود من هذا الذكر هو جمع القلب:
زعم بعض من يأمر بالذكر المفرد أنّ القصد من ذكر اللّه تعالى على هذه الطريقة هو جمع القلب على شيءٍ معيّنٍ حتّى تستعدّ النّفس لما يرد عليها من التنزلات والعلوم كما هو حاصل للأنبياء، بل قد يقولون أن مقصودنا جمع القلب على أي شيء كان ذكراَ أو غيره فليس المقصود هو الذكر وإنما هو جمع القلب
- ولكن ما ذلك إلا شيطانا يتلبسه ويخيّل إليه أنّه قد صار في الملأ الأعلى وأنّه أعطي ما لم يعطه الأنبياء من قبله
- أن هذا من البدعة والبدعة قد تفضي الى الكفر
- أن هذا من بقايا الفلسفة، فإنّ المتفلسفة يزعمون أنّ كلّ ما يحصل في القلوب من العلم للأنبياء وغيرهم فإنّما هو من "العقل الفعّال"؛ ولهذا يقولون النّبوّة مكتسبةٌ، وعندهم أنّ موسى بن عمران لم يسمع الكلام من خارجٍ فلهذا يقولون إنّه يحصل لهم مثل ما حصل لموسى وأعظم وهذا كفر.
- أن هذا كلّه لنقص إيمانهم بالرّسل وأنّهم آمنوا ببعض ما جاءت به الرّسل وكفروا ببعض.
- أنّ ما يجعله اللّه في القلوب يكون تارةً بواسطة الملائكة إن كان حقًّا وتارةً بواسطة الشّياطين إذا كان باطلًا.
- أن الأنبياء أوحي إليهم من ربهم بواسطة الملائكة، ومنهم كلمه الله، ولم يكن إكتساباً أو فيضاً كما يقولون.
- أن القلب إذا فُرغ من كل خاطر فمن أين يعلم صاحبه أن ما يحصل فيه حق؟ وهذا إنما يعلم بالعقل والسمع وكلاهما لم يدل على ذلك.
- أن ما دل عليه العقل والسمع أن الانسان اذا فرغ قلبه من كل شيء حلت فيه الشيطان لأن الشيطان إنما يمنعه من دخول قلب العبد إنما هو ذكر الله فإذا خلا من ذلك تولاه الشيطان.
-أن هذه الطريقة لو كانت حقاً فإنما تكون في حق من لم يأته رسوله، فأما من أتاه رسول وأمره بشرع لم يكن ليخالفه الى غيره، ولو قدر أن هذه الطريقة كانت طريقة لبعض الأنبياء لكانت منسوخة بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم
- أن الاقتصار على الذّكر المجرّد الشّرعيّ فهذا قد ينتفع به الإنسان أحيانًا لكن ليس هذا الذّكر وحده هو الطّريق إلى اللّه تعالى دون ما عداه، بل أفضل العبادات البدنيّة الصّلاة ثمّ القراءة ثمّ الذّكر ثمّ الدّعاء، والمفضول في وقته الّذي شرع فيه أفضل من الفاضل كالتّسبيح في الرّكوع والسّجود فإنّه أفضل من القراءة، وكذلك الدّعاء في آخر الصّلاة أفضل من القراءة، ثمّ قد يفتح على الإنسان في العمل المفضول ما لا يفتح عليه في العمل الفاضل.
- أنّه لو كانت العلوم تنزل على القلوب من النّفس الفلكيّة كما يزعم هؤلاء فلا فرق في ذلك بين النّاظر والمستدلّ والمفرّغ قلبه.

-بيان الذكر المشروع:
هناك أحاديث عديدة تبين ما شرع من الذكر وماهو الأفضل منه ومن ذلك ما ثبت في الصّحيح عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: (أفضل الكلام بعد القرآن أربعٌ وهنّ من القرآن: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلّا اللّه واللّه أكبر)، وفي حديثٍ آخر: (أفضل الذّكر لا إله إلّا اللّه) وقال: (أفضل ما قلت أنا والنّبيّون من قبلي: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ)، والأحاديث في فضل هذه الكلمات كثيرةٌ صحيحةٌ.
-تنزل الشياطين على أصحاب تلك الخلوات، وأسباب ذلك.
- لقد جرّب أنّ من سلك هذه العبادات البدعيّة أتته الشّياطين وحصل له تنزّلٌ شيطانيٌّ وخطابٌ شيطانيٌّ وبعضهم يطير به شيطانه، ؛ وذلك لأنّهم خرجوا عن شريعة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الّتي أمروا بها، وسلكوا أسبابا غير مشروعة تفضي بهم الى الشرك فيحصل لهم بسببه ما كان يحصل للمشركين الذين كانت الشّياطين تتراءى لهم أحيانًا وقد يخاطبونهم من الصّنم ويخبرونهم ببعض الأمور الغائبة أو يقضون لهم بعض الحوائج، فكانوا يبذلون لهم هذا النّفع القليل بما اشتروه منهم من توحيدهم وإيمانهم الّذي هلكوا بزواله كالسّحر، فقد يكون سببه نذرًا لغير اللّه سبحانه وتعالى، مثل أن ينذر لصنم أو كنيسةٍ أو قبرٍ أو نجمٍ أو شيخٍ ونحو ذلك من النّذور الّتي فيها شركٌ، فإذا أشرك بالنّذر فقد يعطيه الشّيطان بعض حوائجه كما في السّحر،
- وتحضرهم الشياطين في السماع البدعي فإنّهم قد يقتل بعضهم بعضًا ويقولون: قتله بحاله، ويعدّون ذلك من قوّته، وذلك أنّ معهم شياطين تحضرهم فأيّهم كانت شياطينه أقوى قتل الآخر

- وكذلك ما عُلم بالسّمع والعقل أنّه إذا فرّغ الإنسان قلبه من كلّ شيءٍ حلّت فيه الشّياطين ثمّ تنزّلت عليه الشّياطين كما كانت تتنزّل على الكهّان؛ فإنّ الشّيطان إنّما يمنعه من الدّخول إلى قلب ابن آدم ما فيه من ذكر اللّه الّذي أرسل به رسله فإذا خلا من ذلك تولّاه الشّيطان، قال اللّه تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ *
- كذلك قصدهم أنهم الأماكن الّتي ليس فيها أذانٌ ولا إقامةٌ ولا مسجدٌ يصلّى فيه الصّلوات الخمس؛ إمّا مساجد مهجورةٌ وإمّا غير مساجد مثل الكهوف والغيران الّتي في الجبال ومثل المقابر، ولهذا يحصل لهم في هذه المواضع أحوالٌ شيطانيّةٌ يظنّون أنّها كراماتٌ فمنهم من يرى أنّ صاحب القبر قد جاء إليه، ومنهم من يتصورون له يقظة أو مناما على صورة إنسان صالح او نبي، فيلبسون عليهم ويغوونهم.وما ذلك إلا أنهم سلكوا سبيل مخالف لشريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولما أتى به وانحرفوا عن الصراط فضلوا .

-بيان موقف أهل البدع، من السبل الشرعية في العلم.
أهل العبادات البدعيّة يزيّن لهم الشّيطان تلك العبادات ويبغّض إليهم السّبل الشّرعيّة حتّى يبغّضهم في العلم والقرآن والحديث فلا يحبّون سماع القرآن والحديث ولا ذكره، وينفرون ممن يكون معه كتابٌ أو يكتب؛ وذلك أنّهم استشعروا أنّ هذا الجنس فيه ما يخالف طريقهم فصارت شياطينهم تهرّبهم من هذا كما يهرّب اليهوديّ والنّصرانيّ ابنه أن يسمع كلام المسلمين حتّى لا يتغيّر اعتقاده في دينه، وهم من أرغب النّاس في السّماع البدعيّ سماع المعازف ومن أزهدهم في السّماع الشّرعيّ سماع آيات اللّه تعالى.
-وممّا زيّن للمبتدعة طريقهم أن وجدوا كثيرًا من المشتغلين بالعلم والكتب معرضين عن عبادة اللّه تعالى وسلوك سبيله، إمّا اشتغالًا بالدّنيا وإمّا بالمعاصي وإمّا جهلًا وتكذيبًا بما يحصل لأهل التّألّه والعبادة، فصار وجود هؤلاء ممّا ينفّرأهل الابتداع، وصار بين الفريقين نوع تباغضٍ يشبه من بعض الوجوه ما بين أهل الملّتين، هؤلاء يقولون ليس هؤلاء على شيءٍ، وهؤلاء يقولون ليس هؤلاء على شيءٍ.

-بيان الخلوة والانفراد المشروع:
فأمّا الخلوة والعزلة والانفراد المشروع فهو ما كان مأمورًا به أمر إيجابٍ أو استحبابٍ.
فالأوّل كاعتزال الأمور المحرّمة ومجانبتها، كما قال تعالى: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره}، ومنه قوله تعالى عن الخليل: {فلمّا اعتزلهم وما يعبدون من دون اللّه وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلًّا جعلنا نبيًّا}، وقوله عن أهل الكهف: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلّا اللّه فأووا إلى الكهف}، فإنّ أولئك لم يكونوا في مكانٍ فيه جمعةٌ ولا جماعةٌ ولا من يأمر بشرع نبيٍّ فلهذا أووا إلى الكهف وقد قال موسى: {وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون}.
الثاني: اعتزال النّاس في فضول المباحات وما لا ينفع وذلك بالزّهد فيه فهو مستحبٌّ، وقد قال طاوس: نعم صومعة الرّجل بيته يكفّ فيه بصره وسمعه.
- وإذا أراد الإنسان تحقيق علمٍ أو عملٍ فتخلّى في بعض الأماكن مع محافظته على الجمعة والجماعة فهذا حقٌّ كما في الصّحيحين أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سئل: أيّ النّاس أفضل؟ قال: ( ورجلٌ معتزلٌ في شعبٍ من الشّعاب يقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة ويدع النّاس إلّا من خيرٍ) وقوله: (يقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة) دليلٌ على أنّ له مالًا يزكّيه وهو ساكنٌ مع ناسٍ يؤذّن بينهم وتقام الصّلاة فيهم، .
- وأما التّفريغ والتّخلية الّتي جاء بها الرّسول هو أن يفرّغ قلبه ممّا لا يحبّه اللّه ويملأه بما يحبّه اللّه، فيفرّغه من عبادة غير اللّه ويملؤه بعبادة اللّه، ومن محبّة غير اللّه ويملؤه بمحبّة اللّه، ويخرج منه خوف غير اللّه ويدخل فيه خوف اللّه تعالى، وينفي عنه التّوكّل على غير اللّه ويثبّت فيه التّوكّل على اللّه، وهذا هو الإسلام المتضمّن للإيمان الّذي يمدّه القرآن ويقوّيه لا يناقضه وينافيه.

- تخصيصهم أماكن لم تشرع للعبادة وبيان حكم ذلك.
أصحاب هذه الخلوات يقصدون أماكن لا تشرع للعبادة كالمساجد، بل يقصدون الكهوف والغيران أو المساجد المهجورة والمقابر لا سيما قبر من يظنونه لنبي أو رجل صالح، ويحصل لهم في هذه المواضع أحوال شيطانية يظنونها كرامات، والشّياطين كثيرًا ما يتصوّرون بصورة الإنس في اليقظة والمنام.
-قصدهم العبادة في أماكن نزول الأنبياء وآثارهم، وحكم ذلك.
لم يشرع اللّه تعالى للمسلمين مكانًا يقصد للعبادة إلّا المساجد والمشاعر، فأما المساجد فهي للصلاة، وأما مشاعر الحجّ كعرفة ومزدلفة ومنًى تقصد بالذّكر والدّعاء والتّكبير لا الصّلاة بخلاف المساجد فإنّها هي الّتي تقصد للصّلاة وما سوى ذلك من البقاع فإنّه لا يستحبّ قصد بقعةٍ بعينها للصّلاة ولا الدّعاء ولا الذّكر إذ لم يأت في شرع اللّه ورسوله قصدها لذلك وإن كان مسكنًا لنبيّ أو منزلًا أو ممرًّا،
- أمّا قصد الصلاة والدعاء والعبادة في مكانٍ لم يقصد الأنبياء فيه الصّلاة والعبادة فلم يرو عن الصحابة ولا غيرهم أنهم فعلوه بل روي أنّهم مرّوا به ونزلوا فيه أو سكنوه، فهذا بدعة في الدين ولوكان مشروعا لفعله الصحابة.
- أنّ الدّين أصله متابعة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وموافقته بفعل ما أمرنا به وشرعه لنا وسنّه لنا ونقتدي به في أفعاله الّتي شرع لنا الاقتداء به فيها بخلاف ما، فأمّا الفعل الّذي لم يشرعه هو لنا ولا أمرنا به ولا فعله فعلًا سنّ لنا أنّ نتأسّى به فيه فهذا ليس من العبادات والقرب.
- اتخاذهم قبور الأنبياء والصالحين مساجد وبيان وحكم ذلك.
- هناك نصوص صريحة توجب تحريم اتّخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد، مع أنّهم مدفونون فيها ومع أن الأنبياء أحياءٌ في قبورهم ويستحبّ إتيانها للسّلام عليهم ولكن يحرم الصّلاة عندها واتّخاذها مساجد، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن من كان قبلكم كانوا يتّخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتّخذوا القبور مساجد فإنّي أنهاكم عن ذلك)
- وعلة النهي أنّه ذريعةٌ إلى الشّرك، وأراد أن تكون المساجد خالصةً للّه تعالى تبنى لأجل عبادته فقط لا يشركه في ذلك مخلوقٌ، فإذا بني المسجد لأجل ميّتٍ كان حرامًا فكذلك إذا كان لأثر آخر فإنّ الشّرك في الموضعين حاصلٌ،
- ويدل عليه أن السلف لم يفعلو شيئًا من ذلك، مع حرصهم على كل طاعة وخير.

رابعاً: عوامل وأسباب الابتداع في العبادات:
-الغلو في العبادة بلا فقه:
ويدل على ذلك حديث الخوارج الّذي في الصّحيحين: (يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة) فذكر اجتهادهم بالصّلاة والصّيام والقراءة وأنّهم يغلون في ذلك حتّى تحقر الصّحابة عبادتهم في جنب عبادة هؤلاء.
وهؤلاء غلوا في العبادات بلا فقهٍ فآل الأمر بهم إلى البدعة، ولذا مرقوا من الدين.

-التأثر بالفلاسفة والملاحدة:
كثير من علمائهم متأثر بطريقة الفلاسفة، فإنّ المتفلسفة كابن سينا وأمثاله يزعمون أنّ كلّ ما يحصل في القلوب من العلم للأنبياء وغيرهم فإنّما هو من "العقل الفعّال"؛ ولهذا يقولون النّبوّة مكتسبةٌ، فإذا تفرّغ صفا قلبه عندهم وفاض على قلبه من جنس ما فاض على الأنبياء، وعندهم أنّ موسى بن عمران -صلّى اللّه عليه وسلّم- كُلّم من سماء عقله؛ لم يسمع الكلام من خارجٍ فلهذا يقولون إنّه يحصل لهم مثل ما حصل لموسى وأعظم ممّا حصل لموسى.
وهذا كلّه لنقص إيمانهم بالرّسل وأنّهم آمنوا ببعض ما جاءت به الرّسل وكفروا ببعض.

خامساً: اتباع النبي صلى الله عليه وسلم سبيل النجاة من البدع.
بيان المعتبر من الأدلة الشرعية في العبادات:
-لا يقال إنّ هذا مستحبٌّ أو مشروعٌ إلّا بدليل شرعيٍّ، وذلك بالأمر به على وجه الوجوب أو الاستحباب، أو مما رغب فيه بذكر فضله وثوابه فهو مشروع.
-لا يثبت شريعةً بحديث ضعيفٍ.
-أن متابعة النبي صلى الله عليه وسلم تكون في أفعاله الّتي شرع لنا الاقتداء به فيها بخلاف ما كان من خصائصه، فأمّا الفعل الّذي لم يشرعه هو لنا ولا أمرنا به ولا فعله فعلًا سنّ لنا أنّ نتأسّى به فيه فهذا ليس من العبادات والقرب، فاتّخاذ هذا قربةً مخالفةٌ له صلّى اللّه عليه وسلّم،
-أن ما نسخ من شرع من قبلنا، لا يجوز لنا اتباعه ولا الاحتجاج به، وكذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم قبل نبوته ليس شرعاً لنا مالم يشرع.
-أنه لا يخصص للعبادة مكان أو زمان، إلا بدليل شرعي يدل على ذلك التخصيص.

أثر الانحراف عن المنهج والسبيل الشرعي في العبادات.
-الخروج عن الصراط المستقيم والاتباع المأمور به في الشريعة، والابتداع في الدين الذي قد يفضي الى الكفر.
-الاعراض عن العلم واستبداله بالجهل واتباع الطرق الشيطانية، وكونه عرضة لتنزل الشياطين ولخداعهم وتلبيسهم.
-الوقوع في جملة من الممارسات والاعتقادات البدعية والشركية كالسماع البدعي، والنذر الشركي، وكاعتقادهم بكسبية النبوة، والعقل الفعال وغيره، والتعرض لذم الله ولسخطه وعقوبته.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 ذو القعدة 1442هـ/23-06-2021م, 12:28 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

آسية أحمد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
يؤخذ على تلخيصك مخالفة ترتيب بعض مسائل الرسالة لغير حاجة، والأولى المحافظة على ترتيب المؤلف ما لم تكن هناك ضرورة للمخالفة.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir