دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الآخرة 1439هـ/17-02-2018م, 09:43 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية بأسلوب استنتاجي
قال تعالى :﴿كُتِبَ عَلَيكُمُ القِتالُ وَهُوَ كُرهٌ لَكُم وَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَعَسى أَن تُحِبّوا شَيئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُم وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ﴾ [البقرة: 216]
الحمد لله على أن لنا رباً عظيماً نظم لنا حياتنا ،وأخبرنا بخلجات أنفسنا الخفية ؛ليسهل التعامل معها وترويضها حتى تنال خيري الدنيا والآخرة ومن الآيات التي يظهر فيها ذلك هذه الآية الكريمة التي من فوائدها ماينظم لنا العلاقة مع أنفسنا وفي حياتنا كلها ومن ذلك :
قوله تعال:﴿كُتِبَ عَلَيكُمُ القِتالُ وَهُوَ كُرهٌ)
-جاءت لفظة كتب أي فرض فرضاً لازماً لتبين أن الجهاد في سبيل الله حتى لو كانت النفس تكرهه بطبيعتها -ذكر الطبراني أن الكراهة :(كراهة الطبع لا عدم الرضا بالأمر وهذا كما يكرهُ الإنسانُ الصومَ بالصيف من جهةِ الطبع، وهو مع ذلك يحبُّه ويرضاه من حيث إنَّ الله أمرهُ به.)- لأنه عماد الحياة ،و السبيل إلى العزة والنصر وتحكيم دين الله في الدنيا والثواب العظيم في الآخرة .ذكر السيوطي ما أخرجه النسائي وابن حبان والحاكم وصححه عن فضالة بن عبيد‏ :
‏(سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ أنا زعيم - والزعيم الحميل - لمن آمن بي وأسلم، وجاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة، وبيت في وسط الجنة، وبيت في أعلى غرف الجنة، فمن فعل ذلك لم يدع للخير مطلباً، ولا من الشر مهرباً، يموت حيث شاء أن يموت‏) ؛ فعلى الإنسان أن يجاهد نفسه في بذل كل مايملك في سبيل الله من المال والنفس والوقت والعلم .ذكر السيوطي ماأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة والبيهقي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏:(لعدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها‏ ).وما نحن فيه الآن من كثرة الفتن والهوان وانتهاك حرمات الله واستيلاء العدو على الأراضي والخيرات ؛لهو أكبر دليل على عظم الشر العائد من ترك الجهاد وطلب الراحة والدعة. ذكر السيوطي ما أخرج أبو داود عن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏ :(إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم‏‏).اللهم ردنا إليك رداً جميلاً .

قوله تعال:(وَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَكُم )
-عسى :للترجي وفعل الترجي من الله تعالى يفيد اليقين .وقيل: كلُّ "عَسَى" في القرآن للتحقيق، إِلاَّ قوله تعالى: {عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ}،وقيل أنه بمعنى قد.والكُره قيل أنه المشقة
-الرضا بالقضاء والقدر ،واتباع أوامر الله في كل كبيرة وصغيرة ،والثقة واليقين بأن الخير كل الخير فيما اختاره الله حتى لو كانت النفس تكرهه بطبيعتها ؛ فعاقبة الأمور هي الأهم .وذكر السيوطي ما أخرجه ابن جرير عن ابن عباس قال‏:‏ كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ‏(يا ابن عباس‏.‏ . ارض عن الله بما قدر وإن كان خلاف هواك، فإنه مثبت في كتاب الله‏. قلت‏:‏ يا رسول الله فأين وقد قرأت القرآن‏؟‏ قال ‏{‏وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون‏}‏ ‏‏).فكم من قضاء مرّ علينا ظاهره فيه الشر لكن باطنه حمل لنا الخير الكثير فكان هدية لنا من السماء ما تمنينا غيره .

قوله تعال:(وَعَسى أَن تُحِبّوا شَيئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُم)
-الحذر من محبوبات النفس وشهواتها لأن الهوى والشهوى مكمن الضر والهلاك إذا لم تُحكم بالدين.

قوله تعالى:(وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ﴾
-عدم اليأس والقنوط مما يدور حولنا من أحداث،والثقة التامة بالله على أنه سيأتي الفرج ،وأن هذه الأحداث لحكمة ربانية لا يعلمها إلا الله .
-اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه حتى لو لم تظهر لنا الحكمة لأن الله يعلم مافيه الخير لنا وما فيه الشر .
-لا بد من الاستخارة في جميع أمور الحياة، لأن علم الإنسان قاصر لا يعرف أين منفعته ؛فقد يظن أن ما وافق هواه فيه الخير وما نافره فيه الشر فيكون الأمر بالعكس تماماً؛فالله هو الذي يعلم ما فيه المصلحة والمنفعة والخير .

تساؤول:
-قد يتساءل الإنسان لماذا جعل الله الخير في الأمور المكروهة طبعاً،والشر في الأمور المحبوبة طبعاً ،لماذا لا تكون المحبوبات نافعة والمكروهات ضارة فنختار النافع السهل المحبوب ونترك المكروه الضار؟أجاب ابن عاشور على هذا السؤال من عدة وجوه:
-أن الله خلق النافع أكثر من الضار وجعل الإنسان مخير بعد أن أراه طريق الخير والشر لكن كثرة تداول الناس للضار جعلته كثيراً سهلاً متاحاً؛ فأصبح النفع قليل صعب لا ينال إلا بمشقة بالغة وأصبح مقياساً لتفاضل البشر فيما بينهم في الدنيا والآخرة.
-أن من سنة الله في خلقه وجود الصفات المتناقضة التي ينشأ منها صفة معتدلة فالشجاعة تأتي بين التهور والجبن والكرم بين الإسراف والبخل وهذه المعاني المتولدة الخيّرة تكون قليلة لأنها واحدة من شيئين نقيضين ،مما نتج عن قلتها عدم اعتياد في النفوس لهذه الصفات ؛فأصبحت صعبة عليها فيها مشقة لقلة اعتيادها .
-أن الله خلق النفع سهلاً كثيراً لكن سوء استخدام البشر له ووضعه في غير مكانه جعله ضاراً ؛فالله خلق العنب فيه نفع كبير لكن الإنسان صنع منه خمراً فتحول لضرر وهكذا .

التقويم : أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir