المجموعة الأولى:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من مفسّري الصحابة رضي الله عنهم مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
الأول: عبدالله بن مسعود:
هو عبدالله بن غافل, يصل نسبه إلى مضر, وكنيته: أبوعبدالرحمن, وكان ينسب إلى أمه أحيانا, فيقال:ابن أم عبد.
كان من المتقدمين في الإسلام, رضي الله عنه, فقد قال:"" كنت سادس ستة ما على ظهر الأرض مسلم غيرنا"و وهو أول من جهر بالقرآن بمكة, وأسمعه قريشا.
كان رضي الله عنه يخدم النبي صلى الله عليه وسلم, وكان شديد الملازمة له حتى ظنه أبوموسى الأشعري من أهل البيت, هو وأمه.
هاجر إلى الحبشة, ثم إلى المدينة, وصلى إلى القبلتين, وشهد بدرا, وأحد, والخندق, وبيعة الرضوان, وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, وشهد اليرموك بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام, وهو الذي أجهز على أبي جهل يوم بدر, وشهد له الرسول عليه الصلاة والسلام له بالجنة, وشهد له بالفضل وعلو المنزلة, حيث قال:" لو كنت مؤمرا أحد دون مشورة المسلمين, لأمرت ابن أم عبد".
وكان رضي الله عنه من أحفظ الصحابة لكتاب الله, وكان عليه الصلاة والسلام, يحب أن يسمع القرآن منه, فقد قال له ذات يوم:"اقرأ علي سورة النساء", فقال:أقرأ عليك وعليك أنزل؟, قال:"إني أحب أن أسمعه من غيري".
وقد قال عليه الصلاة والسلام:"من سره ان يقرأ القرآن رطبا كما انزل, فليقرأه على قراءة ابن أم عبد".
وقد قيل لحذيفة:" أخبرنا برجل قريب السمت والهدي من رسول الله صلى الله عليه وسلم, نأخذ عنه, فقال:"لا نعلم أحدا اقرب سمتا ولا هديا برسول الله صلى الله عليه وسلم, من ابن أم عبد".
وقال مسروق:"انتهى علم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ستة:عمر, وعلي, وعبدالله ابن مسعود, وأبي ابن كعب, وأبي الدرداء, وزيد بن ثابت, ثم انتهى علم هؤلاء الستة إلى رجلين:علي وابن مسعود".
كان رضي الله عنه, حريصا على فهم كتاب الله, والوقوف على معانيه, فقد روي عنه إنه قال:"كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن, والعمل بهن".وقال هو عن نفسه:"والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيما أنزلت واين انزلت, ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته".
وقد بعثه عمر إلى الكوفة, هو وعمار بن ياسر, وكتب إلى أهلها:"إني قد بعثت عمار بن ياسر أميرا, وعبدالله بن مسعود معلما ووزيرا, وهما من النجباء, من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, من أهل بدر, فاقتدوا بهما, وأطيعوا واسمعوا قولهما, فإني آثرتكم بعبدالله على نفسي".
وهناك في الكوفة أخذ عنه أهلها الحديث, والتفسبر, والفقه, فمن رواته:
مسروق الهمداني, علقمة النخعي, الأسود بن يزيد, الربيع بن خثيم الثوري, زر بن حبيش, عمرو بن ميمون , وغيرهم.
وممن أرسل عنه: أبو عبيدة ابنه، وأبو عبد الرحمن السلمي والحسن البصري، وقتادة، وأبو الجوزاء، وعامر الشعبي, وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، والمسيب بن رافع، وأبو البختري، وعطاء بن يسار.
واختلف العلماء فيما أرسله عنه ابراهيم النخعي, فمنهم من صححه لأنه روى عنه عن طريق الثقات كعلقمة بن زيد.
توفي رضي الله عنه في المدينة, بعد أن عاد إليها في آخر عمره, سنة 32, ودفن بالبقيع ليلا, تنفيذا لوصيته, وكان عمره يوم وفاته بضع وستين سنة, رضي الله عنه.
الثاني: عبدالله بن عباس
هو عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب, ولد والنبي صلى الله عليه وسلم, في الشعب مع أهله, حنكه عليه الصلاة والسلام بريقه, وكان ذلك قبل الهجرة بثلاث سنين, وقد لازم النبي صلى الله عليه وسلم, لقرابته منه, وقرابته من أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها, قد كانت خالته, وكان يستأذن أحيانا ليبيت عندها ليرى ويتعلم من أفعال الرسول عليه الصلاة والسلام, وقد دعا له الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله:"اللهم فقهه في الدين, وعلمه التأويل", وكان لهذه الدعوة أثر بالغ في نبوغه, خاصة فيما أثر عنه في التفسير, وقد توفي الرسول عليه الصلاة والسلام ولابن عباس من العمر ثلاث عشرة سنة, فلازم كبار الصحابة وأخذ عنهم, وقد قال هو عن نفسه:"وجدت عامة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, عند الأنصار, فإن كنت لأتي الرجل, فأجده نائما, لو شئت أن يوقظ لي لأوقظ, فأجلس على بابه تسفي على وجهي الريح, حتى يستيقظ, متى ما أستيقظ أسأله عما أريد, ثم أنصرف".
وكان رضي الله عنه, حافظا للغة العربية, فاهما لغريبها, وأساليبها, وكثيرا ما كان يستشهد لما يفسره ببيت من الشعر.
قال عنه علي بن أبي طالب:"كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق", وقال عنه ابن عمر:"ابن عباس أعلم هذه الأمة بما نزل على محمد صلى الله عليه ولم", وقال عنه تلميذه مجاهد:"إذا فسر القرآن رأيت عليه نور", لذلك كان بعض الصحابة والكثير من التابعين يرجع إليه في فهم ما اشكل عليهم من القرآن, وقد كان عمر رضي الله عته, يجلسه في مجلسه مع كبار الصحابة, وكان يقول في شأنه:" ذاكم فتى كهول, إن له لسانا سئولا, وقلبا عقولا", ولما وجد بعض أشياخ بدر في نفوسهم, وقالوا لم يدخل هذا معنا وإن لنا لأبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من أعلمكم, فدعاهم ذات يوم وسألهم عن قوله تعالى:"إذا جاء نصر الله الفتح", فقال بعضهم:أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا, وسكت بعضهم ولم يقل شيئا, فلما سأل عمر ابن عباس, قال:إذا جاء نصر الله والفتح, فذلك علامة اجلك, فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا, فقال عمر:لا أعلم منها إلا ما تقول.
وقد فسر أيضا لعمر رضي الله عنه قوله تعالى:"أيود احدكم ان تكون له جنة من نخيل وأعناب...الآية من سورة البقرة, بعد أن لم يجد عمر من يجيبه على تفسيرها, فقال:يا أمير المؤمنين, إني أجد في نفسي منها شيئا, فتلفت إليه عمر, وقال: تحول ههنا, لم تحقر نفسك؟ فقال بن عباس:قال : هذا مثل ضربه الله عز وجل فقال : أيود أحدكم أن يعمل عمره بعمل أهل الخير وأهل السعادة ، حتى إذا كان أحوج ما يكون إلى أن يختمه بخير حين فني عمره ، واقترب أجله ، ختم ذلك بعمل من عمل أهل الشقاء ، فأفسده كله فحرقه أحوج ما كان إليه .
وقد روى الأعمش عن أبي وائل, قال:" استخلف علي عبدالله بن عباس على الموسم, فقرأ عليهم سورة البقرة, أو النور, ففسرها تفسيرا لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا".
وقد روي عنه الكثير في تفسيبر القرآن, ومن هذا تفسيره لقوله تعالى:"والشجرة الملعونة في القرآن", قال: هي شجرة الزقوم, وقال في قوله تعالى:"فيما عرضتم به من خطبة النكاح":إني أريد التزويج, لوددت لو تيسر لي امرأة صالحة.
وقال في قوله تعالى:"وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس", قال:هي رؤيا عين، أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى بيت المقدس.
روى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الخلفاء الراشدين وعن عائشة وميمونة وأبي بن كعب وابن مسعود وزيد بن ثابت، وغيرهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان له تلاميذ كثر, نقلوا عنه مروياته في التفسير, وممن روى عنه: مجاهد بن جبر, وعكرمة, وعطاء بن أبي رباح, وطاووس, وأربدة التميمي, ومقسم, ويوسف بن مهران, وعطاء بن يسار, وزر بن حبيش, ومحمد بن كعب القرظي, وأبو العالية الرياحي, ومولى أم هانئ, وغيرهم.
وممن أرسل عنه: الزهري, والضحاك, والحسن البصري, وابن سيرين, وقتادة, ومكحول, وعطاء الخراساني, وابن جريج, ومحمد بن السائب الكلبي, وغيرهم.
توفي رضي الله عنه سنة 68 , وله من العمر سبعون سنة, مات في الطائف ودفن بها.
من الفوائد التي حصلت عليها من دراستي لسيرة هذين الصحابيين الجليلين:
- شدة عناية الصحابة رضوان الله عليهم بالقرآن, فهما وعملا به, وتعليما لغيرهم, حرصا منهم على حفظ الدين وصيانته, وتبليغ جميع ما وصلهم من النبي عليه الصلاة والسلام, فأقوالهم فيه أولى بالأخذ من أقوال غيرهم,
- العمل على اخلاص النية في طلب العلم, كما قال الإمام أحمد:"طلب العلم لا يعدله شيئ, لمن صحت نيته".
- طول ملازمة العلماء والصالحين للإستفادة مما عندهم بشتى الطرق, المشافهة, المراقبة, وغيره مما يمكن أن يعود على طالب العلم بالفائدة.
- الصبر على التحصيل, والصبر على ما يلقاه طالب العلم من صعوبات ومشاق من مشايخه, أو أقرانه, أو الناس.
- الجد في المذاكرة, ومدارسة العلم مع الغير, فهذا أدعى لتثبينه وتصويب الخطأ إن وجد.
- التواضع للعلم, وأخذه من اصحابه ولو كانوا أقل رتبة, أو سنا, وإنزال الناس منازلهم.
- الحرص الشديد والتثبت فيما أنقل, خاصة في الأمور التي تتعلق بالقرآن, فقد كان لنا فيهم أسوة حسنة.
س2: بيّن مزايا عصر التابعين في علم التفسير.
تميز عصر التابعين عما جاء بعدهم من عصور, بعدة مميزات:
الأول: كانوا اقرب ممن بعدهم لعهد النبوة, وعاصروا الصحابة رضوان الله عليهم واخذوا منهم, ولازموهم وتتلمذوا على ايديهم, فكانوا أقرب سمتا للصحابة ممن جاء بعدهم, ويكفي أنهم كانوا فيما يسميه العلماء:"القرون المفضلة".
الثاني: عاشوا في فترة الخلافة الرشيدة التي كان فيه العزة للمسلمين, وكانت فيه السنة ظاهرة منتشرة, مجاهر بها, وكان يعرف لعلماء أهل السنة مكانتهم, وفضلهم, بعكس ما كان بعد ذلك من انتشار البدع, ومحاربة السنة وأهلها,وتقريب أهل البدع من الخلفاء, كما حدث في محنة القول بخلق القرآن.
الثالث: معاصرتهم لعصر الإحتجاج اللغوي, فكانت لغتهم سالمة من اللحن, بعكس من جاء بعدهم ممن خالط العجم, ودخل اللحن في كلامهم, وكان هذا من أهم الأسباب التي أدت بهم ليكونوا مؤهلين لتفسير القرآن الكريم, حيث كانت لغته هي لغتهم التي يتحدثون بها, فأغلب ما جاء من تفاسير فاسدة, كان منشأها العجمة.
الرابع: انتشار حلقات العلم, وكثرة العلماء, وبدء تدوين العلم, وقلة الأسانيد, مما أدى إلى قلة احتمال الخطأ, وهذا مما ساعد على حفظ العلم وضبطه.
س3: عدد أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات على وجه الإجمال.
ما بلغنا من الإسرائيليات على أنواع ودرجات:
النوع الأول: ما جاء ذكره في القرآن الكريم, أو على لسان النبي صلى الله عليه وسلم, فهذا حكمه كحكم باقي نصوص الوحي, من وجوب الإيمان يه وتصديقه, كونه من عند الله تعالى, قال تعالى:"إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذين هم فيه يختلفون".
النوع الثاني: ما كان يحدث به أهل الكتاب على عهد النبي صلى الله عليه وسلم, وهذا النوع ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما كان الرسول عليه الصلاة والسلام, يصدقهم به, ويقرهم عليه, فهذا حكمه التصديق, كما جاء من حديث عائشة رضي الله عنها, لما زارتها عجوز من بني اسرائيل وحدثتها عن عذاب القبر, فقالت: أعاذك الله من عذاب القبر, فلما جاء عليه الصلاة والسلام, أخبرته, فقال: نعم:عذاب القبر حق, قالت عائشة:فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم, يصلي صلاة, إلا تعوذ فيها من عذاب القبر.
القسم الثاني: ما كان عليه الصلاة والسلام يكذبهم به, ويكون الحكم بخلافه, ومثله لما أخبره الصحابة إن اليهود إذا حاضت المرأة, لم يؤاكلوها ولم يجامعوهن في البيوت. فأنزل الله تعالى:"ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض", فقال عليه الصلاة والسلام:"اصنعوا كل شيئ إلا النكاح".
القسم الثالث: قسم لا يصدقهم فيه ولا يكذبهم, كما قال لليهودي الذي سأله: هل تتكلم هذه الجنازة؟
فقال عليه الصلاة والسلام: الله أعلم.
فقال اليهودي: أنا أشهد انها تتكلم.
فقال عليه الصلاة والسلام:"إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم, وقولوا: أمنا بالله وكتبه ورسله, فإن يكن حقا لم تكذبوهم, وإن يكن باطلا لم تصدقوهم".
وأباح التحديث عنهم في قوله:"حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج".
النوع الثالث: ما كان يحدث به بعض الصحابة الذين كان لهم اطلاع على كتب أهل الكتاب, مثل عبد الله بن سلام, وسلمان الفارسي, مثل سؤال عبدالله بن سلام للرسول عليه الصلاة والسلام, عن ثلاثة أمور لا يعلمها إلا نبي, فسأله عن أول أشراط الساعة, وعن أول ما يأكله أهل الجنة, وكيف ينزع الولد غلى أبيه؟ وكيف ينزع إلى أمه؟, فأجابه عليه الصلاة والسلام, بأن أول أشراط الساعة, نار من المشرق تسوق الناس إلى محشرهم, وأن أول طعام أهل الجنة, زيادة كبد الحوت, وينزع الولد إلى أبيه إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة, وينزع إلى أخواله إذا سبق ماء المرأة ماء الرجل, وأخبره عليه الصلاة والسلام إن جبريل كان قد أوحى بهن إليه, وقد اسلم رضي الله عنه لما رأى صدق النبي عليه الصلاة والسلام, وهؤلاء كانوا مقلين في رواية الإسرائيليات, وكانوا يروونها كما يروون مسائل التفسير الأخرى.
القسم الرابع: ما روي عن بعض أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام, ممن لم يكن لهم إطلاع على كتب أهل الكتاب, لكن لهم رواية عمن فعل, مثل ما رواه كعب الأحبار, ومنهم أبو هريرة, وابن عباس, وأبو موسى الأشعري.
وهذا النوع ينظر فيه من ثلاث جهات:
1- تصريحهم بالرواية عمن يحدث من أهل الكتاب, فإن صرحوا, أخذ حكم الإسرائيليات المعروف.
2- من جهة المتن, فإن كان المتن غير منكر, فقد تساهل المفسرون في الرواية إذا خلا المتن من النكارة.
3- صحة الإسناد, وقد تساهل كثير من المفسرين في رواية ما كان اسناده ضعيفا محتملا للتصحيح, لكن خلا متنه من النكارة, وبعض المفسرين ينبه على نكارة المتن إن وجدت, أما أهل الحديث فحتى لو لم يكن المتن منكرا, نبهوا على ضعف الإسناد إن وجد, بعكس بعض المفسرين الذين تساهلوا في هذا.
وغالب الإسرائيليات التي صح إسنادها إلى الصحابة,، لا تكون فيها نكارة.
النوع الخامس: ما رواه بعض التابعين ممن كان لديهم اطلاع على كتب أهل الكتاب, مثل: كعب الأحبار, وهو أكثر من تروى عنه الإسرائيليات, كذلك وهب بن منبه، وأيضا نوف البكالي،
والباقي كانت رواياتهم قليلة جدا.
النوع السادس: ما حدث به بعض ثقات التابعين عمن قرأ كتب أهل الكتاب.
ومنهم: سعيد بن المسيب, ومجاهد, وعكرمة, وسعيد بن جبير, وطاووس, وقتادة, وغيرهم.
وينظر في مروياتهم من نفس الجهات التي ينظر فيها لمرويات الصحابة, وتطبق عليها نفس القاعدة.
النوع السابع: ما رواه بعض من لا يتثبت في التلقي؛ فيكتب عن الثقة والضعيف، وهذا الصنف هم أكثر من أشاع الإسرائيليات في كتب التفسير, ومنهم: السدي الكبير, والضحاك, وعطاء الخرساني, وهم لم يتعمدوا الكذب, لكن كانت علتهم عدم التثبت, وأخذ الضعيف والصحيح, كما وقع بعضهم في التدليس.
النوع الثامن: ما كان من رواية شديدي الضعف, والمتهمين بالكذب, ممن كانت لهم تفاسير في القرن الثاني, ومنهم الكلبي, ومقاتل, وموسى الثقفي.
النوع التاسع: ما رواه أصحاب التفاسير الكبيرة مسندة إلى أصحابها, وهم نقلوها ولم يشترطوا فيها الصحة, ولم يعلقوا عليها من هذا الجانب, ومنهم ابن جرير الطبري, ابن أبي الحاتم, وعبدالرزاق, وما جاء من اسرائيليات منكرة فيما جاء بعدهم من تفاسير, أكثر بكثير.
النوع العاشر: ما ذكره بعض المتأخرين في تفاسيرهم من الإسرائيليات, مثل الثعلبي والماوردي والواحدي، فكان ما تفردوا فيه مظنة الإسرائيليات المنكرة, حيث تساهلوا بالرواية عن الوضاعين والكذابين, مع حذف الأسانيد اختصارا. ونقل عنهم: ابن الجوزي والرازي والقرطبي وغيرهم.