دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 رجب 1437هـ/14-04-2016م, 01:58 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من مقدمات في أصول التفسير

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة مقدّمات في أصول التفسير

اختر مجموعة من المجموعات التالية، وأجب على أسئلتها إجابة وافية

المجموعة الأولى:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من مفسّري الصحابة رضي الله عنهم مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
س2: بيّن مزايا عصر التابعين في علم التفسير.

س3: عدد أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات على وجه الإجمال.

المجموعة الثانية:
س1: اذكر الصحابة والتابعين الذين عرف عنهم قراءتهم لكتب أهل الكتاب.

س2: بيّن طبقات المفسرين في عصر التابعين.
س3: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.

المجموعة الثالثة:

س1: بيّن طرق التابعين في تعلّم التفسير وتعليمه.
س2: بيّن طبقات رواة الإسرائيليات مع التمثيل لكل طبقة.

س3: حدثت أمور في عصر التابعين كان لها أثر في علم التفسير بيّنها.

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى الإسرائيليات؟ وما حكم روايتها؟

س2: ما سبب شهرة الإسرائيليات المنكرة في كتب التفسير؟
س3: لخّص أحكام رواية الإسرائيليات.

س4: هل الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل يسوّغ الرواية عمّن عرف عنه الكذب في نقل أخبارهم؟

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 رجب 1437هـ/14-04-2016م, 04:01 PM
بيان الضعيان بيان الضعيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 245
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة المجموعة الثانية:
ج/1 الصحابة الذين عرف عنهم قراءتهم لكتب أهل الكتاب:
1-عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي.
2_سلمان الفارسي الرامهرمزي.
3_عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي.

التابعين الذين عرف عنهم قراءتهم لكتب أهل الكتاب:
1_كعب بن مانع الحميري.
2_ وهب بن منبه اليماني.
3_ نوف بن فضاله البكالي.
4_ تبيع بن عامر الكلاعي.
5_ مغيث بن سمي الأوزاعي.
6_ أبو الجلد الأسدي.
7_ هلال الهجري.
8_ ناجيةبن كعب الأسدي.

ج2/طبقات المفسرين في عصر التابعين:
1_ طبقة أئمة أهل التفسير من التابعين الذين اعتنوا بالتفسير على طريقة الصحابة رواية ودراية.
ومنهم: محمد بن الحنفية وعبيدة السلماني....وعامتهم من الثقات .

2_ طبقة الثقات من نقلة التفسير وكانوا يروون التفسير عن الصحابة وكبار التابعين.
ومنهم:سعيد بن نمران وحسان بن فائد.

3_ من تنقل عنهم الأقوال في التفسير ولهم مرويات فيه وهم متكلم فيهم عند أهل الحديث لعدة أسباب.وهم ليسوا على درجة واحدة من الضعف. ومنهم: الحارث بن عبد الله الهمداني وعطية بن سعد العوفي.

4_طبقة ضعفاء النقلة لغلبة المناكير على مروياتهم وكثرة أخطائهم وهم ليسوا على درجة واحدة من الضعف.
*ومنهم: أبو صالح مولى أم هانئ وعلي بن زيد بن جدعان.

إجابة السؤال الثالث:
سيرة التابعي: أبو يزيد بن الربيع بن خثيم الثوري:
من المخضرمين أدرك الجاهلية والإسلام ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم.
صحب ابن مسعود في الكوفة وحصل منه خيرا كثيرا.
كان عظيم الزهد ناصحا للمسلمين وله وصايا كثيرة مأثورة ومنها:(إن من الحديث حديثا له ضوء كضوء النهار تعرفه وإن من الحديث حديثا له ظلمة كظلمة الليل تنكره).

وكان شديد الخشية* حريص على تحقيق الإخلاص..وكان يقول(كل مالا يراد به وجه الله يضمحل).
روى عن ابن مسعود..
وروى عنه الشعبي والثوري وبكر بن ماعز وأبو رزين ومنذر الثوري ونسير بن ذعلوق وغيرهم

من مروياته في التفسير :
قال الأعمش حدثنا مسعود أبو رزين عن الربيع بن خثيم في قوله( وأحاطت به خطيئته)قال: هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب.رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.

سيرة التابعي:أبو إسماعيل مرة بن شراحيل البكيلي الهمداني: يقال له مرة الطيب ومرة الخير لكثرة عبادته..
وهو تابعي ثقة كما قال عنه العجلي ومن عباد أهل الكوفه وجمع من العلم كثير لكن غلبت عليه العبادة.
من مروياته في التفسير:قال موسى بن أبي عائشة : سألت مرة الهمداني عن قوله تعالى:( اللؤلؤ والمرجان)قال: المرجان :جيد اللؤلؤ.رواه عبد الرزاق.

مايستفاد من سيرتهما:
1_الحرص على ملازمة العلماء لما فيه من تحصيل الخير الكثير.
2_ الزهد في الدنيا وطلب العلم للآخرة والإخلاص لله تعالى
3_ النصح للمسلمين ودعوتهم للخير
4_الإكثار من العبادة لله تعالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 رجب 1437هـ/14-04-2016م, 05:22 PM
الصورة الرمزية إشراقة جيلي محمد
إشراقة جيلي محمد إشراقة جيلي محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الرياض
المشاركات: 303
افتراضي

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

المجموعة الأولى

س1: اكتب عن سيرة اثنين من مفسّري الصحابة رضي الله عنهم مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.

عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهزلي


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا
عبد الله بن مسعود من علماء الصحابة وقرائهم روى الكثير من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال: "خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ، - فَبَدَأَ بِهِ - وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ"
وقد وردت كثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تبيّن فضله ومكانته
ــ فقد روى البخاري في صحيحه من حديث عبد الرحمن ابن يزيد - رضي الله عنه قال: سَأَلْنَا حُذَيْفَةَ عَنْ رَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى نَأْخُذَ عَنْهُ؟ فَقَالَ: مَا أَعْرِفُ أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ.
ــ عن عمرو بن الحارث رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد»
- وروى الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق، قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه»
وممن روى عنه في التفسير: مسروق بن الأجدع الهمداني، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وعلقمة بن قيس النخعي، والأسود بن يزيد النخعي، والربيع بن خثيم الثوري، وزر بن حبيش، وعمرو بن ميمون الأودي، وأبو معمر عبد الله بن سخبرة الأزدي، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، وأبو الزعراء عبد الله بن هانئ الكندي.
وأرسل عنه: ابنه أبو عبيدة، وأبو عبد الرحمن السلمي، وعامر الشعبي، والحسن البصري، وقتادة، وأبو الجوزاء، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وعبد الله بن الحارث الزبيدي، والمسيب بن رافع، وأبو البختري، وعطاء بن يسار.
توفي بالمدينة سنة اثنين وثلاثين من الهجرة النبوية.
رحمه الله رحمة واسعة لهذا الصحابي الجليل والصحابي ابن عباس مكانة خاصة في نفسي لكثرة ما أجد اسميهما في كتب التفسير وما استفدته من سيرته عدم الكف عن طلب العلم مادمت حيّة.


<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
سيرة ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، لعلنا نستفيد منها ونأخذ منها
العبر.
ولد رضي الله عنه في شعب بني هاشم أثناء الحصار قبل الهجرة بثلاث سنين، هاجر مع أبيه قبل الفتح فاتفق لقياهما النبي صلى الله عليه وسلم بالجحفة، وهو ذاهب لفتح مكة، فصحب النبي صلى الله عليه وسلم ولزمه، وأخذ عنه وحفظ فقد كان غلامًا ذكيًا فطنًا، حريصًا على العلم والتفقه في الدين عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كنت في بيت ميمونة بنت الحارث؛ فوضعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طهورا فقال: "من وضع هذا"؟
قالت ميمونة: عبد الله.
فقال صلى الله عليه وسلم: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل). رواه أحمد وابن حبان. وعن عكرمة، عن ابن عباس قال: ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «اللهم علمه الكتاب» رواه البخاري، وفي رواية في الصحيح أيضاً: «اللهم علمه الحكمة»
قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: هَلُمَّ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم فَإِنَّهُمُ الْيَوْمَ كَثِيرٌ، فَقَالَ: يَا عَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ! أَتَرَى النَّاسَ يَفْتَقِرُونَ إِلَيْكَ وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم مَنْ فِيهِمْ؟ قَالَ: فَتَرَكَ ذَلِكَ، وَأَقْبَلْتُ أَنَا أَسْأَلُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم، فَإِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِي الْحَدِيثُ عَنِ الرَّجُلِ فَآتِي بَابَهُ وَهُوَ قَائِلٌ، فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي عَلَى بَابِهِ تَسْفِي الرِّيحُ عَلَيَّ مِنَ التُّرَابِ، فَيَخْرُجُ فَيَرَانِي فَيَقُولُ: يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ، مَا جَاءَ بِكَ؟ هَلَّا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيكَ؟ فَأَقُولُ: لَا، أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ. قَالَ: فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ. قَالَ: فَعَاشَ هَذَا الرَّجُلُ الْأَنْصَارِيُّ حَتَّى رَآنِي وَقَدِ اجْتَمَعَ حَوْلِي النَّاسُ يَسْأَلُونِي، فَيَقُولُ: هَذَا الْفَتَى كَانَ أَعْقَلَ مِنِّي.
كان الصحابة يعرفون له حرصه على طلب العلم وفطنته وذكاءه؛ وكان حسن الخلق متواضعاً لا يؤذي أحداً، ولا يعسّر على أحد، يأتي العالم في محلّه، ويجلّه ويبجّله، ويتفطّن لما يعنيه في طلب العلم؛ فكان علماء الصحابة يحبّونه ويقرّبونه؛ حتى حصّل علماً كثيراً مباركاً.
عن أبي بشر اليشكري عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: (كان عمر يأذن لي مع أهل بدر).
عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت أبي يقول: (ما رأيت أحدا أحضر فهما ولا ألبَّ لبا، ولا أكثر علما، ولا أوسع حلما من ابن عباس! ولقد رأيت عمر بن الخطاب يدعوه للمعضلات ثم يقول: عندك قد جاءتك معضلة. ثم لا نجاوز قوله وإن حوله لأهل بدر من المهاجرين والأنصار)
توفي رضي الله عنه بالطائف سنة ثمان وستين
.
من مروياته في التفسير:
ــ عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} قال: «هي رؤيا عين، أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى بيت المقدس»، قال: {والشجرة الملعونة في القرآن} قال: «هي شجرة الزقوم» رواه البخاري.
ــ عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، {فيما عرضتم به من خطبة النساء} يقول: «إني أريد التزويج، ولوددت أنه تيسر لي امرأة صالحة» رواه البخاري.
ج: عن عمرو بن دينار، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كانت في بني إسرائيل قصاص ولم تكن فيهم الدية، فقال الله لهذه الأمة: {كتب عليكم القصاص في القتلى} - إلى هذه الآية - {فمن عفي له من أخيه شيء} قال ابن عباس: «فالعفو أن يقبل الدية في العمد» قال: {فاتباع بالمعروف} :«أن يطلب بمعروف ويؤدي بإحسان» رواه البخاري.
روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الخلفاء الراشدين وعن عائشة وميمونة وأبيّ بن كعب وابن مسعود وزيد بن ثابت، وأبي طلحة، وأبي ذر، وأسامة بن زيد، وأبي هريرة، وجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وروى عنه في التفسير خلق كثير؛ منهم: مجاهد بن جبر، وعكرمة، وعطاء بن أبي رباح، وطاووس بن كيسان، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وأربدة التميمي، ومقسم، ويوسف بن مهران، وعطاء بن يسار، وأبو الجوزاء، وزر بن حبيش، ومحمد بن كعب القرظي، والحكم بن عتيبة، وأبو عثمان النهدي، وأبو العالية الرياحي، وأبو صالح مولى أم هانئ، وعمرو بن دينار، وأبو الضحى.
وأرسل عنه: الزهري، والضحاك بن مزاحم، وعلي بن أبي طلحة، والحسن البصري، وابن سيرين، وقتادة، وأيوب السختياني، ومكحول، وعطاء الخراساني،
وابن جريج، ومحمد بن السائب الكلبي، وأبو نصر الأسدي، والحسن بن عبد الله العرني.

أما ما تعلمته من هذه السيرة العطرة لهذا الصحابي الجليل العالم حبر الأمة وترجمان القرآن، أن أتشبث بطلب العلم خاصة علم التفسير، عند قراءتي لسيرة ابن عباس ازداد حبي للعلم وشغفي لتعلم التفسير خاصة ذلك العلم الذي برع فيه ابن عباس وتفوّق على كبار الصحابة فيه .
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<

س2: بيّن مزايا عصر التابعين في علم التفسير.
عصر التابعين أفضل العصور بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم وقد امتاز عصرهم بمزايا جليلة منها:
ـــ رؤيتهم لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلقي العلم على أيديهم والتأدب بآدابهم فقد كانوا قريبين جدًا من عهد النبوة.
ـــ عاشوا حيث كانت عزة المؤمنين، ونصرة السنة، والحض على طلب العلم الصحيح.
ـــ كانت لغتهم سليمة من اللحن .
ـــ كثرة حلقات العلم في زمانهم، ووفرة العلماء وقلة الأسانيدوهذا أدعى لحفظ العلم وضبطه.

<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<
س3: عدد أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات على وجه الإجمال.
أنواع ما بلغنا من أخبار بني إسرائيل:
وما وصلنا من أخبار بني إسرائيل على مراتب وأنواع:
النوع الأول: ما قصّه الله في كتابه الكريم من أخبار بني إسرائيل كما قال الله تعالى: {إنّ هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل أكثر الذين هم فيه يختلفون}.
وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث في أخبار بني إسرائيل.

والنوع الثاني:كان يحدّث به بعضُ أهل الكتاب في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ممن كان في المدينة ونجران وخيبر وغيرهم.
فيحدّثون النبيَّ صلى الله عليه وسلم أو يحدّثون بعض أصحابه ببعض ما في كتبهم، وقد دخلها التحريف؛ فكان من حديثهم ما هو حق لم يبلغه تحريفهم، ومنه ما غُيّر وبدّل، ولذلك كان ما يذكرونه على ثلاثة أقسام:
1: قسم يخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بتصديقهم فيه.
2: وقسم يكذّبهم فيه النبي صلى الله عليه وسلم.
3: وقسم يقف فيه فلا يصدّقهم ولا يكذبهم.

والنوع الثالث:ما كان يحدّث به بعض الصحابة الذين قرؤوا كتب أهل الكتاب، ومنهم: عبد الله بن سلام، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن عمرو بن العاص.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 7 رجب 1437هـ/14-04-2016م, 10:06 PM
مها الحربي مها الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 461
افتراضي

المجموعة الثالثة:


س1: بيّن طرق التابعين في تعلّم التفسير وتعليمه.

1/حضور مجلس التفسير وحلقة التي كان يقيمها بعض المفسرين من الصحابه رضي الله عنهم ،عن مسروق قال :(كان عبدالله يقرأ علينا السوره ،ثم يحدثنا فيها ويفسرها عامة النهار).
2/طريقة العرض والسؤال ،فيقرأ التابعي القرآن على الصحابي ويسأله عن المعاني التي يقرؤها ،قال قتاده :(مافي القرآن آيه إلا قد سمعت فيها شئ)رواة عبدالرزاق
3/طريقة الكتابة والتقييد
4/طريقة الملازمه ،وهي أن يلازم التابعي أحد الصحابه حتى يأخذ منه العلم والهدي والسمت ،عن زر قال:(قدمت المدينه ، فلزمت عبدالرحمن بن عوف وأبيا ).
5/طريقة المراسلة ،قال ابن مليكه أرست إلى ابن عباس أسأله عن شهادة الصبيان ،فكتب إلي:قال تعالى :(ممن ترضون من الشهداء)فليسوا ممن نرضى ،فلاتجوز)
6/طريقة العرض ،وهي أن يعرض التابعي التفسير على شيخه فإن كان صواب أقره وإلا صوبه .
7/التدارس والتذاكر ،فكانوا يتدارسون التفسير ويخبر كل واحد منهم صاحبه بما يعرف من التفسير .


س2: بيّن طبقات رواة الإسرائيليات مع التمثيل لكل طبقة.
1
/طبقات الثقات الذين يروون عن الثقات بإسناد صحيح إلى من عرف بالقراءه من كتب أهل الكتاب من الصحابه أو التابعين ،وهؤلاء مقلون من رواية الإسرائليات وهم يروونها كما يروون التفسير ،مثل :أبو بشر جعفر بن إياس اليشكري
2/طبقة الرواة غير المتثبتين وهؤلاء وإن كانوا أهل صلاح وعباده في أنفسهم ومعروفون بالإنشغال بالتفسير والعناية به ،إلا أنه أخذ عليهم الرواية عن الضعفاء والمجاهيل دون تمييز ،وخلط مرويات الثقات بالضعفاء ،وأخذ عن بعضهم التدليس
مثل :الضحاك بن مزاحم البلخي مايرويه عن ابن عباس وغيره من الصحابه منقطع
3/طبقة ضعفاء النقله ،الذين ضعفهم النقاد والأئمه ،من غير أن يتهموا بالكذب ،وضعفهم راجع لضعف ضبطهم وقلة تميزهم للروايات
مثل :يزيد بن أبان الرقاشي
4/طبقة الكذابين والمتهمين بالكذب ،وهؤلاء لاتعتبر رواياتهم للإسرائيليات ولا لغيرها
مثل:محمد بن السائب الكلبي ،كان من مشاهير رواة الإسرائيليات ،وكان يسند كثيرا من روايه عن أببي صالح عن ابن عباس ،وهو متهم الكذب متروك الحديث


س3: حدثت أمور في عصر التابعين كان لها أثر في علم التفسير بيّنها.
1
/إن الذين عاشوا في عصر التابعين لم يكونوا كطبقة الصحابه من العداله والضبط ،بل كانوا على درجات ،وقد نبه الصحابه التابعين على أن لايأخذوا العلم إلا من أهله .
2/كثرة الفتن وحروب الفتنه في عصرهم ،فكان لبعضهم تعصب لبعض الأهواء
3/نشأة الفرق والأهواء ،واستفحال بعضها مثل الخوارج والقدريه والمرجئه والمعتزله.
4/ظهور العجمه بسبب اتساع الفتوحات ،ووقوع اللحن ،ولما رأوا ذلك حذروا من هذه اللحون خشية تأويل القرآن على غير تأويله .
5/إسلام بعض أحبار اليهود ،ونشرهم ماقرأوه في كتبهم ،وكان من التابعين من يقرأ من كتب أهل الكتاب ويحدث عنهم.
6/كثرة القصاص والإخباريين ،وكانوا يكثرون من القصص التي يدخلها خطاء في الروايه والدرايه ،وكان بعضهم تكلم في التفسير فأدخل فيه بعض هذه القصص .
7/ظهور بعض مظاهر الإفراط والتفريط ، ومخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم فظهر الغلاةوظهر بعض المفرطين الذين فتنوا بالمال وغيرها من الفتن

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 رجب 1437هـ/15-04-2016م, 08:39 AM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي أجوبة مجلس المذاكرة

المجموعة الثانية:
س1: اذكر الصحابة والتابعين الذين عرف عنهم قراءتهم لكتب أهل الكتاب.
من الصحابة: عبد الله بن سلام، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن عمرو بن العاص السهمي.
ومروياتهم عن الإسرائيليات قليلة جدا.
ومن التابعين:
كعب بن ماتع الحميري، ووهب بن منبّه اليماني، ونوف بن فضالة البكالي، وتبيع بن عامر الكلاعي، ومغيث بن سميّ الأوزاعي، وأبو الجلد الأسدي، وهلال الهجري، وناجية بن كعب الأسدي.
وأكثر من تروى عنه الإسرائيليات: كعب الأحبار ووهب بن منبّه ونوف البكالي،
والباقون رواياتهم قليلة جداً.

س2: بيّن طبقات المفسرين في عصر التابعين.
الطبقة الأولى: طبقة أئمة أهل التفسير من التابعين الذين اعتنوا بالتفسير على الطريقة التي تعلموها من الصحابة رضي الله عنهم رواية ودراية، ومنهم: محمد بن الحنفية، وعَبيدة السلماني، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وأبو العالية رفيع بن مهران الرياحي، والربيع بن خثيم الثوري، ومرة بن شراحيل الهمداني، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وشريح القاضي، وقيس بن أبي حازم، والأسود بن يزيد النخعي، وعلقمة بن قيس النخعي، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، وزر بن حبيش، وصلة بن زفر، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو رجاء العطاردي، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله بن عمر، وغيرهم الكثير.
وعامّتهم من الأئمة الثقات، وهم أكثر من يروى عنه التفسير في كتب التفسير المسندة التي بين أيدينا، ولهم أقوال في التفسير ولهم مرويات عن الصحابة وعن كبار التابعين، على تفاضل بينهم في الرواية والدراية، وقد يدخل في بعض رواياتهم وأقوالهم بعض الخطأ.

الطبقة الثانية: طبقة الثقات من نقلة التفسير، وهم من الأئمة الذين رووا تفاسير الصحابة وكبار التابعين، وأدّوها كما سمعوها، ولا تكاد تحفظ لهم أقوال في التفسير منسوبة إليهم، وإنما كانوا يروون التفسير رواية، وروايتهم مما يحتج به في الجملة.
ومنهم: سعيد بن نمران، وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وحسان بن فائد، وأربدة التميمي، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، والربيع بن أنس البكري، وأبو المتوكّل الناجي، وأبو تميمة طريف بن مجالد الهجيمي، وأبو حازم سلمة بن دينار، وأبو الزبير المكي.


الطبقة الثالثة: الذين تنقل عنهم الأقوال في التفسير، ولهم مرويات فيه، وهم متكلّم فيهم عند أهل الحديث، بسبب كثرة خطئهم في الرواية، إما بسبب تحديث بعضهم عن المجاهيل وكثرة الإرسال، أو روايتهم لبعض الأخبار المنكرة أو تدليسهم؛ فهم في جانب رواية الأحاديث لم يكونوا ممن تعتمد روايتهم، لكن لبعضهم أقوال حسنة في التفسير؛ ولهم به عناية بجمعه وروايته، وربما اجتمع لديهم من الروايات في التفسير ما لم يجتمع لكثير من الناس بسبب عدم تثبّتهم في تلقي الروايات؛ ففي أقوالهم صواب وخطأ، وفي مروياتهم ما يعرف وما ينكر؛
فكان من أهل العلم من يتوقّى حديثهم، ومنهم من يحمل عنهم التفسير.
ومنهم: الحارث بن عبد الله الهمداني المعروف الحارث الأعور، وشهر بن حوشب، وعطية بن سعد العوفي، والسدي الكبير، وضعفهم ليس على درجة واحدة .

الطبقة الرابعة: طبقة ضعفاء النقلة؛ لغلبة المناكير على مروياتهم، وكثرة أخطائهم في الرواية، و منهم من هو صالح في نفسه لكنّه لا يقيم الحديث؛ من كثرة ما يخطئ في الرواية، و منهم منكر الحديث، وهم ليسوا على درجة واحدة في الضعف.
ومن هؤلاء: أبو صالح مولى أم هانئ، وعلي بن زيد بن جدعان، وأبان بن أبي عياش، ويزيد بن أبان الرقاشي، وعبد الله بن يزيد الدالاني، وأبو هارون العبدي.

س3: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.

أولا: عبيدة بن عمرو بن قيس السلماني المرادي (ت: 72هـ).
هو الإمام الفقيه المفسّر؛ من كبار التابعين وعلمائهم؛ أسلم عام الفتح في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يلقه، وأخذ العلم عن كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب وعليّ بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود، لزم ابن مسعود في الكوفة، ثم لما انتقل عليّ إلى الكوفة لزمه وأخذ عنه علماً غزيراً، وشهد معه وقعة الخوارج بالنهروان.
وكان معدوداً من كبار فقهاء الكوفة، تولى القضاء بها مدة، وكان حسن الاستنباط والاجتهاد على ورع وتوقي:
- قال محمد بن سيرين: (سألت عبيدة عن آية فقال: عليك باتقاء الله والسداد فقد ذهب الذين كانوا يعلمون فيما أنزل القرآن).- قال النعمان بن قيس: دعا عَبيدة بكتبه عند موته؛ فمحاها وقال: (أخشى أن يليها أحد بعدي فيضعوها في غير موضعها)
.
- قال يحيى بن معين: (عَبيدة ثقة لا يُسأل عنه). قال ابن سيرين: (كان عبيدة عريف قومه).
قال العجلي: (كان من أصحاب علي وعبد الله بن مسعود، وكان أعور، وكان أحد أصحاب عبد الله الذين يقرئون ويفتون).
ممن روى عنه في التفسير: محمد بن سيرين(أكثر الرواية عنه)، أخوه أنس بن سيرين، إبراهيم النخعي، أبو حسان الأعرج، أبو الضحى.


الفوائد التي استفدتُها من هذه السيرة:
الصفات التي اتصف بها أئمة التفسير: من علم وورع وتقوى وملازمة العلماء والحرص على النهل من علمهم.
حرص التابعين على تحقيق علمهم والتعبد به، وعلى صحة الاستدلال به، وألا يوضع علمهم في غير موضعه أو يحمل على غير محمله.

أبو إسماعيل مرة بن شراحيل البُكيلي الهمْداني (ت: 76هـ)
يقال له: مرة الطيب، ومرة الخير؛ قال ابن حبان: (إنما سمّي طيّبا لكثرة عبادته).
وقال الذهبي: (مخضرم، كبير الشأن)، وقال العجلي: (كوفيّ تابعيّ ثقة).
وكان من عبّاد أهل الكوفة، جمع من العلم فأكثر، لكن غلبت عليه العبادة. قال عطاء بن السائب: رأيت مصلى مرة الهمداني مثل مبرك البعير.
وقال ابن حبان: (كان يصلى كل يوم ستمائة ركعة، وكان مسجده مثل مبرك البعير).
قال الذهبي: (ما كان هذا الولي يكاد يتفرغ لنشر العلم، ولهذا لم تكثر روايته، وهل يراد من العلم إلا ثمرته). مع هذا فمروياته في التفسير كثيرة.


الفوائد التي استفدتُها من هذه السيرة:
الصفات التي اتصف بها أئمة التفسير: من علم وورع وتقوى وانشغال بالطاعة والعبادة.
أن ثمرة العلم هي تصحيح العبادة، وأن من أشغل نفسه بطاعة مولاه؛ استعمله الله وبث علمه، ونفع به خلقه.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 رجب 1437هـ/15-04-2016م, 05:12 PM
عبد الرحمن فكري عبد الرحمن فكري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 53
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى الإسرائيليات؟ وما حكم روايتها؟
الإسرائيليات هي الأخبار المنقولة عن بني إسرائيل ، وإسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم .
حكم رواية الإسرائيليات :
الأصل في ذلك ما أخرجه البخاري في صحيحه والإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار».
وذكر الحافظ ابن كثير في مقدمة تفسيره أن الإسرائيليات على ثلاثة أقسام :
أَحَدُهَا: مَا عَلِمْنَا صِحَّتَهُ مِمَّا بِأَيْدِينَا مِمَّا يَشْهَدُ لَهُ بِالصِّدْقِ، فَذَاكَ صَحِيحٌ.
وَالثَّانِي: مَا عَلِمْنَا كَذِبَهُ بِمَا عِنْدَنَا مِمَّا يُخَالِفُهُ.
وَالثَّالِثُ: مَا هُوَ مَسْكُوتٌ عَنْهُ لَا مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ وَلَا مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ، فَلَا نُؤْمِنُ بِهِ وَلَا نُكَذِّبُهُ، وَتَجُوزُ حِكَايَتُهُ لِمَا تَقَدَّمَ، وَغَالِبُ ذَلِكَ مِمَّا لَا فَائِدَةَ فِيهِ تَعُودُ إِلَى أَمْرٍ دِينِيٍّ
س2: ما سبب شهرة الإسرائيليات المنكرة في كتب التفسير؟
السبب في ذلك ظهور بعض المفسرين الذين ليس عندهم معرفة بالرجال ، فأدخلوا في كتبهم الغث والسمين من الروايات ، ومن هؤلاء الثعلبي والواحدي .
ومن المفسرين من يذكر المرويات بدون أسانيد وينسبها إلى ابن عباس وكعب الأحبار ، كما فعل ذلك الماوردي .
س3: لخّص أحكام رواية الإسرائيليات.
1- الإذن بالتحديث عنهم مقيد بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم .
2- المرويات المنقولة عنهم ، مما يخلف النصوص الشرعية ، لا شك في بطلانها ، وعدم جواز روايتها إلا للتحذير منها .
3- أن لا يعتقد تصديق ما يروى عنهم ما لم يشهد له دليل صحيح من الأدلة المعتبرة .
4- بعض الإسرائيليات قد تتضمن زيادات منكرة لأخبار محتملة الصحة في الأصل؛ فتنكر الزيادات المنكرة، وتردّ، مع بقاء احتمال أصل القصة إذا كان له ما يعضده.
5- لا ينبغي أن تكون الإسرائيليات مصدرا يعتمد عليه .
س4: هل الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل يسوّغ الرواية عمّن عرف عنه الكذب في نقل أخبارهم؟
هذا ليس بصحيح ، لأن الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل مقيد بما لا يتعارض مع شرعنا ، وقد تجنّب المفسّرون الكبار الرواية من طريقهم: كالسدّي الصغير واسمه محمد بن مروان، وعبد المنعم بن إدريس اليماني، وموسى بن عبد الرحمن الثقفي، وأبو الجارود زياد بن المنذر، وأضرابهم.
فهؤلاء تجنّب المفسّرون الكبار كعبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم الرواية من طريقهم، لكن يروي عنهم أمثال ابن شاهين والثعلبي والماوردي، فأما ابن شاهين فيسند الرواية عنهم، وأما الثعلبي فذكر الإسناد في المقدمة ثم حذفه في وسط كتابه حتى لا يطول الكتاب بتكرار الأسانيد، وأما الماوردي فإنّه حذف الأسانيد كلها.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 رجب 1437هـ/15-04-2016م, 07:58 PM
مروة كامل مروة كامل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 191
افتراضي

إجابة المجموعة الأولى
السؤال الأول :
أبو بكر الصديق رضى الله عنه وهو عبد الله بن عثمان بن عامر التيمى :
وهو أفضل الصحابة ,وأعلاهم قدرا ,وأطولهم صحبة للنبى صلى الله عليه وسلم, وقد نوه الله تعالى فى كتابه العزيز عن صحبته للنبى عليه الصلاة والسلام فقال تعالى :" إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا " .
وقد روى أن أبا بكر كان يخطب بالناس فقال : أيكم يقرأ سورة التوبة ؟
فقال رجل : أنا .
فقال : اقرأ .
فقرأ حتى بلغ قوله تعالى " إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا " .
فبكى أبو بكر رضى الله عنه وقال : أنا والله صاحبه .
وقد كان رضى الله عنه أكثر الصحابة فهما لمعانى القرآن وأعلمهم لفنون الخطاب . فقد روى البخارى ومسلم وغيرهما عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه : أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يخطب بالناس فقال : " إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله ."
فبكى أبو بكر رضى الله عنه , فقال أبو سعيد الخدرى : ما يبكى الشيخ إن كان الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله ؟
فكان العبد هو الرسول صلى الله عليه وسلم , وكان أعلمنا أبو بكر رضى الله عنه .
وقال فيه على رضى الله عنه " إن أعظم الناس أجرا فى المصاحف أبو بكر , رحمة الله على أبى بكر أول من جمع كتاب الله ".
وقد روى عنه فى التفسير كبار الصحابة وشبابهم ومنهم : عمر وعثمان وعلى وعبد الرحمن بن عوف وعائشة وغيرهم رضى الله عنهم جميعا .
ومما روى عنه فى التفسير :
عن سعيد بن نمران قال : "قرأت عند أبى بكر رضى الله عنه : " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ".
فقلت : ما استقاموا يا خليفة رسول الله ؟
قال : استقاموا على ألا يشركوا ."
وروى أيضا عن أبى بكر رضى الله عنه أنه قال فى قوله تعالى " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " : أى النظر إلى وجه ربهم .
الذين رووا عنه فى التفسير على طبقات :

الأولى : طبقة الصحابة رضى الله عنهم مثل حذيفة بن اليمان .
الثانية : طبقة التابعين الذين أدركوه وسمعوا منه مثل قيس بن أبى حازم البجلى .
الثالثة : طبقة التابعين الذين فى سماعهم منه خلاف مثل مسروق بن الأجدع الهمدانى .
الرابعة : التابعين الذين لم يدركوه ولكن لهم رواية عنه فى كتب التفسير مثل سعيد بن المسيب.
والرواية المحفوظة عنه قليلة , وذلك لقصر مدة خلافته , وانشغال الصحابة بالجهاد وحروب المرتدين فى عصره.
توفى رضى الله عنه يوم الاثنين 13ه
ما استفدته من سيرته :
حبه و حرصه على صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم ومتابعته فرزقه الله العلم والفهم عنه تعالى . وكذلك إن حرص العبد على متابعة النبى فى سننه وأفعاله سيفتح الله له من العلم والفهم ما شاء.
رقة قلبه رضى الله عنه وبكائه عند سماع القرآن فينبغى للعبد أن يتدبر أثناء قراءته لكلام ربه ويتفهم مراد الله منه.
حرصه على تعليم من يسأله من الصحابة عن القرأن وإرشادهم لما يستفسروا عنه .
فهمه رضى الله عنه للقرآن فهما صحيحا وفهمه لمنهج النبى صلى الله عليه وسلم فهما صائبا ومن ذلك قراره بحروب المرتدين حفظا للدين .
حفظه لكتاب الله تعالى فهو أول من أمر بجمعه حفاظا عليه . وإن كان الله يسر لنا القرآن مجموعا فى المصاحف بين أيدينا فينبغى ألا نفرط فى حفظه فى صدورنا ودوام الاشتغال به قراءة وفهما .


2- عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلى :
كان من علماء الصحابة وقرائهم وأشبههم هديا وسمتا بالنبي صلى الله عليه وسلم . وكان من المعلمين فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم .
*عن عبد الرحمن بن يزيد قال : سألت حذيفة عن رجل قريب السمت والهدى من النبى صلى الله عليه وسلم نأخذ عنه فقال : "ما أعرف أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا من النبى صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد ".
*عن النبى صلى الله عليه وسلم قال " من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد " .
* قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه :" والله الذى لا إله غيره ما أنزلت سورة فى كتاب الله إلا أنا أعلم أين نزلت , والله الذى لا إله غيره ما نزلت آية فى كتاب الله إلا أنا أعلم فيم نزلت , ولو أعلم أحدا أعلم منى بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه ".
وممن روى عنه فى التفسير : مسروق بن الأجدع الهمدانى وزر بن حبيش وغيرهم .
وأرسل عنه ابنه أبو عبيدة , وأبو عبد الرحمن السلمى , وأبو الحسن البصرى .
توفى رضى الله عنه 32ه.
ما استفدته من سيرته :
حرصه على تعلم كتاب الله وتعليمه سواء قراءة أو فهما وتصريحه بذلك . وتزكية النبى صلى الله عليه وسلم لقراءته , تحملنى للحرص الدؤوب على دوام تعلم كتاب الله وأسأل الله أن يمن على بتعليمه .



السؤال الثانى :
مزايا عصر التابعين فى علم التفسير :
1- قربهم لعهد النبى صلى الله عليه وسلم , ورؤيتهم للصحابة الكرام رضى الله عنهم وتأدبهم بآدابهم ورؤيتهم لبعض آثار النبوة .
2- عيشهم فى الحكم الرشيد الذى فيه عزة للمؤمنين وتقديم لأهل العلم والفضل والحرص على تعلم العلم الصحيح والسنة المطهرة وهذا عكس ما حدث فى القرون من بعده حيث قدم الخلفاء أمثال المأمون ومن بعده المعتزلة وأصحاب الأهواء والبدع فحملوا الناس على القول بخلق القرآن وتوالت الفتن الجسيمة .
3- عيشهم فى عصر الاحتجاج اللغوى , حيث كان لايعرف اللحن فى العلماء , ولا كان منتشر آنذاك إلا فى فئة ممن أسلموا من العجم أو من خالطهم .
4- وفرة العلماء وكثرة حلقات العلم , و حفظهم للعلم وقلة الأسانيد وهذا أدعى للضبط وحفظ العلم .



السؤال الثالث :
أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات على وجه الإجمال :
1- ما أبلغنا الله تعالى به عن أخبارهم فى كتابه العزيز فقد قال تعالى " إن هذا القرآن يقص على بنى إسرائيل أكثر الذي هم فيه مختلفون " .
وما أخبرنا به النبى صلى الله عليه وسلم فى الأحاديث الصحيحة عن أخبارهم . وهذا النوع يجب التصديق به لأنه تصديق بكتاب الله وبما أخبر به رسوله عليه الصلاة والسلام .
2- ما رواه بعض أهل الكتاب فى زمان النبى صلى الله عليه وسلم ممن كان فى المدينة ونجران وغيرهم , وهؤلاء كان منهم من يحدث بدون تحريف ولا تغيير ومنهم ما دخل فى حديثة التبديل , لذلك كان ما ذكروه على ثلاثة أقسام :
- قسم يخبرهم النبى صلى الله عليه وسلم بتصديقهم فيه , كما ورد عن ابن مسعود رضى الله عنه : أن رجلا من أحبار اليهود جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد إنا نجد أن الله يضع السموات على إصبع , والأرضين على إصبع , والشجر على إصبع , والماء والثرى على إصبع , وسائر الخلائق على إصبع فيقول : أنا الملك .
فضحك النبى صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر وقرأ قول الله تعالى :" وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ."
- قسم يكذبهم فيه النبى صلى الله عليه وسلم . فقد بلغ النبى صلى الله عليه وسلم أن اليهود تقول : إذا جاء الرجل امرأته مجباة جاء الولد أحول . فقال صلى الله عليه وسلم : كذبت يهود , وقرأ قوله تعالى
" نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم " .
- قسم يقف فيه النبى صلى الله عليه وسلم فلا يصدقهم ولا يكذبهم . قال صلى الله عليه وسلم : " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم ."
3- ما كان يحدث به بعض الصحابة ممن قرؤوا كتب أهل الكتاب ومنهم عبد الله بن سلام , سلمان الفارسى وعبد الله بن عمرو بن العاص .
4- ما كان يحدث به بعض الصحابة الذين لم يقرؤوا كتب أهل الكتاب ولكنهم يحدثوا رواية عمن قرؤوها ومنهم كعب الأحبار وأبو هريرة وابن عباس وأبو موسى الأشعرى .
وهذا النوع ينظر فيه من ثلاث جهات :
* تصريحهم بالرواية عمن يحدث من أهل الكتاب وهذا أمره معروف أنه ليس مما تلقوه عن النبى صلى الله عليه وسلم وحكمه حكم الإسرائيليات المعروف .
* نكارة المتن وعدمها , فإن كان المتن غير منكر جرت عادة المفسرين على التساهل فى الرواية .
* صحة الإسناد إليهم .
5- ما كان يحدث به بعض التابعين ممن قرأ كتب أهل الكتاب ومنهم كعب الأحبار ووهب بن منبه اليمانى ونوف بن فضالة البكالى .
6- ما كان يحدث به بعض التابعين الثقات عمن قرأكتب أهل الكتاب ومنهم سعيد بن المسيب , ومجاهد وعكرمة .
7- ما يرويه بعض من لا يتثبت فى التلقى فيروى عن الثقة والضعيف وهؤلاء من أكثر من أشاع الإسرائيليات فى كتب التفسير ومنهم السدى الكبير إسماعيل بن أبى كريمة والضحاك بن مزاحم ومحمد بن إسحاق بن يسار .وهؤلاء أهل صدق وصلاح فى أنفسهم لكنهم وقعوا فى آفة عدم التثبت .
8- ما يرويه بعض شديدى الضعف والمتهمين بالكذب وكان لهم تفاسير قديمة فى القرن الثانى الهجرى ومنهم محمد بن السائب الكلبى .
9- ما يرويه أصحاب كتب التفسير المشتهرة من تلك الإسرائيليات مثل ابن جرير الطبرى وابن المنذر وهؤلاء وإن كانوا لم يشترطوا الصحة فى تفاسيرهم إلا أن الروايات الإسرائيلية المنكرة فى تفاسيرهم أقل بكثير من تفاسير من بعدهم .
10- ما يذكره بعض المتأخرين من المفسرين فى تفاسيرهم من الإسرائيليات كالماوردى والثعلبى . وهذه التفاسير تساهل أصحابها فى الرواية عن الكذابين والمتهمين بالكذب وحذفوا الأسانيد اختصارا .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 9 رجب 1437هـ/16-04-2016م, 04:06 AM
ولاء وجدي ولاء وجدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 87
افتراضي المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من مقدمات في أصول التفسير

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:
س1: اذكر الصحابة والتابعين الذين عرف عنهم قراءتهم لكتب أهل الكتاب.
س2: بيّن طبقات المفسرين في عصر التابعين.
س3: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.

س1: اذكر الصحابة والتابعين الذين عرف عنهم قراءتهم لكتب أهل الكتاب.

الصحابه الذين عرف عنهم قراه كتب أهل الكتاب :
1- عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي(ت: 43هـ).
2- سلمان الفارسي الرامهرمزي (ت:36هـ).
3- عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي (ت:65 هـ).

التابعين الذين عرف عنهم قراة كتب أهل الكتاب :
1- كعب بن ماتع الحميري (ت:32هـ).
2- تبيع بن عامر الكلاعي الحميري (ت:101هـ).
3-مغيث بن سميّ الأوزاعي (ت: 105هـ تقريباً).
4- وهب بن منبه بن كامل بن سيج بن ذي كبار اليماني (ت:110هـ).
5- هلال الهجري.
6-أبو الجلد جِيلان بن فروة الجوني الأسدي (ت:70هـ).
7- نوف بن فضالة البكالي الحميري ابن امرأة كعب الأحبار (ت: نحو 95هـ).

س2: بيّن طبقات المفسرين في عصر التابعين.
الطبقه الأولي:-طيقه ائمه اهل التفسير من التابعين الذين اعتنوا بالتفسير علي الطريقه التي تعلموها من الصحابه .
الطبقه الثانيه :-و هم الموثوق فيهم حيث انهم نقلوا ما سمعوا من الصحابه و هم طبقه الثقات لأنهم كانوا يروون الروايات كما هي .
الطبقه الثالثه:-و هم من الذين لم تعتمد روايتهم بالرغم من وجود منهم من له رويات حسنه و لذلك في روياتهم ما يثبت و ما ينكر .
الطبقه الرابعه:-و هم ضعفاء النقل حيث كثره الأخطاء في الروايه و تغلب المنكر من الروايات التي رويت عنهم او تناقلوها.

س3: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.

1: أبو يزيد الربيع بن خثيم الثوري (ت: 61هـ).
كان إمام زاهد و كان له شأن عظيم في الجاهلية و في عهد رسول الله صلي الله عليه و سلم و لم يرى النبي و قد تعلم من ابن مسعود و حصل علي خير كثيرا .
و قد قال له ابن الكواء ما نراك تذم احد و لا تعيبه .
قال الربيع: ويلك يا ابن الكواء! ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذمي إلى ذم الناس، إن الناس خافوا الله على ذنوب العباد وأمنوا على ذنوبهم). رواه ابن أبي شيب
وكان يقول: (كل ما لا يراد به وجه الله يضمحلّ).
من مروياته في التفسير:
أ: قال الأعمش:حدثنا مسعود أبو رزين، عن الربيع بن خثيم في قوله: {وأحاطت به خطيئته} ، قال: هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
ب: قال نسير بن ذعلوق: سألت الربيع بن خثيم عن الصلاة الوسطى، قال: أرأيت إن علمتها كنت محافظا عليها ومضيعا سائرهن؟ قلت: لا! فقال: فإنك إن حافظت عليهن فقد حافظت عليها). رواه ابن جرير
ج: منصور بن المعتمر، عن أبي رزين، عن الربيع بن خثيم: {فليضحكوا قليلا}، قال: في الدنيا، {وليبكوا كثيرًا} قال: في الآخرة). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.


2: عبيدة بن عمرو بن قيس السلماني المرادي (ت: 72هـ).
كان من كبار التابعين و علمائهم و لم يرى الرسول و اسلم في عام فتح مكه و قد اخذ العلم من ابن مسعود و تولي القضاء في الكوفه و حسن الأستنباط و الأجتهاد علي ورع .
من مروياته في التفسير :-
أ: إبراهيم النخعي عن عبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السموات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلائق على إصبع فيقول أنا الملك فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون }). رواه البخاري.
ب: هشام بن عروة عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني في قول الله تعالى : {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة..} قال: هو الرجل يذنب الذنبَ فيستسلم، ويلقي بيده إلى التهلكة، ويقول: لا توبة له!). رواه ابن جرير.
ج: ابن علية عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن عَبيدة، في قوله: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} فلبسها عندنا ابن عون، قال: ولبسها عندنا محمد، قال محمد: ولبسها عندي عبيدة؛ قال ابن عون بردائه، فتقنع به، فغطى أنفه وعينه اليسرى، وأخرج عينه اليمنى، وأدنى رداءه من فوق حتى جعله قريبا من حاجبه أو على الحاجب). رواه ابن جرير
و قد استفدت من سيرتهم إنهم كانوا شديدوا الورع و الخشيه من الله عز و جل و قد ابتلوا بالفتنه اكثر من غيرهم حيث انهم حدثت فتن كثيره في عهدهم اكثر ممن كانوا في عهد النبي صلي الله عليه و سلم من الصحابه و بالرغم من انهم لم يروا النبي صلي الله عليه و سلم الا انهم كانوا شديدوا الحرص علي نشر الدين و التصدي للمحن و الخشيه من الله و الأخلاص في العمل و الدعوه لدرجه ان منهم من كان اذا لم يجد من يسمع لحديثه من العلم كان يجالس المساكين و يلقي لهم ما درسه اللهم ارزقنا الأخلاص في العمل.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 9 رجب 1437هـ/16-04-2016م, 08:37 AM
نايف النجم نايف النجم غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 75
افتراضي

س1: اكتب عن سيرة اثنين من مفسّري الصحابة رضي الله عنهم مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
1- ابوبكر الصديق رضي الله عنه :
· وهو أفضل الصحابة قدرا ، وأعظمهم منزلة ، وأطولهم صحبة ، وأسبقهم إلى الخير والفضل ، وقد نزل في شأنه آيات من القرآن ، ونوه الله بصحبته للنبي فيه وبمعية الله له معية خاصة { إن الله معنا } .
· كان أبوبكر من أعلم الناس بمعاني القرآن ولطائف خطابه ، ومن دلائل تقدّم ابي بكر في فهم الخطاب وفنونه ، حديث النبي " عندما خطب فقال " إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ما عند الله " فبكى ابوبكر رضي الله عنه .
قال ابوسعيد : فقلت في نفسي ما يبكي هذا الشيخ ؟ إن يكن الله خير عبدا بين
الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ماعند الله .
قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد ، وكان ابو بكر اعلمنا .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر لا تبك ، إن أمن الناس علي في
صحبته وماله ابو بكر ، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت ابا بكر ، ولكن
أخوة الاسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سد ، الا باب ابي بكر .
· قال ابن القيم رحمه الله : كان ابو بكر أفهم الامة لكلام الله ورسوله ، ولهذا لما أشكل على عمر رضي الله عنه مع قوة فهمه ، قول الله { لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله آمنين } ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابه : " إنكم تأتونه وتطوفون به " فأورده عليه عام الحديبية فقال له الصديق " أقال لك : إنك تأتيه العام " قال : لا ، قال فإنك آتيه ومطوف به .
· وهو أول من جمع القرآن في مصحف واحد بعد أن أستحر القتل بالقراء في وقعة اليمامة .
· قال علي بن ابي طالب أعظم الناس في المصاحف أجرا ابو بكر ، رحمة الله على ابو بكر هو أول من جمع كتاب الله .
· كان ابو بكر من أعلم الصحابة بالتفسير .
· روى عنه جماعه من كبار الصحابه ، كعمر وعثمان وعلي وعبدالرحمن بن عوف وعائشة وابوهريرة وغيرهم .
· لكن الرواية المحفوظة عنه قليلة لقصر مدة خلافته وتقدم سنة وفاته ، واشتغال الصحابة بالجهاد وحروب المرتدين .
· ومن أمثلة ما روي عنه في التفسير :
أ‌- قال قيس بن أبي حازم : سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقرأ : { يا أيها الذين ءامنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل إذا أهتديتم } . فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا رأى الناس المنكر فلم يغيروه ، والظالم فلم يأخذوا على يديه ، فيوشك أن يعمهم الله منه بعقاب .
ب‌- إسرائيل عن اسحاق عن عامر بن سعد البجلي عن ابي بكر الصديق { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } قال النظر إلى وجه ربهم .

ومما يستفاد من سيرته رضي الله عنه :
1- أنه أعلم الصحابه بالتفسير .
2- أنه أفهم الناس بكلام الله وكلام رسوله .
3- أول من جمع القرآن في مصحف واحد .
4- أعلم الناس بمعاني القرآن وخطابه .

2- عثمان بن عفان رضي الله عنه :
· سار التفسير في عهده على طريقة الخليفتين من قبله ، وكان عثمان من أعلم الناس بالقرآن ، وأكثرهم تلاوة له ، وقد روى أنه نزل فيه قول الله { أمّن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون }
· وعن يحى البكاء أنه سمع ابن عمر قرأ { أمّن هو قانت .....} قال الن عمر ذاك عثمان .
· وكان رضي الله عنه معروفا بكثرة صلاته وتلاوته وجوده وقوة فراسته ، وله في ذلك آثار وأخبار .
· وجمع الناس على مصحف واحد ، وكان جمع القرآن عن إجماع من الصحابه رضي الله عنهم .
· وكان تعليم القرآن وإقراؤه وتدارسه في عهد عثمان على الطريقة المعهودة من قبله .
· وعن أبي عيسى يحى بن رافع قال سمعت عثمان بن عفان يخطب على المنبر وهو يقرأ { وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد } قال : سائق يسوقها إلى أمر الله ، وشاهد يشهد عليها بما عملت .
· ولما حُصر رضي الله عنه استخلف ابن عباس على الحج أميرا ، فخطب فيهم في عرفة وفسّر لهم القرآن تفسيرا حسنا كان غاية في الحسن والتشويق .
· وقد روى عنه في التفسير جماعه منهم : ابن عمر وابن عباس ومحمود بن لبيد وسعيد بن المسيب وغيرهم .


ومما يستفاد من سيرته رضي الله عنه :
1- كان رضي الله عنه من أعلم الناس بالقرآن ، وأكثرهم تلاوة له .
2- كان رضي الله عنه معروفا بكثرة صلاته وتلاوته وجوده وقوّة فراسته .
3- كان رضي الله عنه جمع القرآن عن إجماع من الصحابه .

س2: بيّن مزايا عصر التابعين في علم التفسير.
عصر التابعين أفضل العصور بعد عصر الصحابة ، وماحدث في عصرهم من الفتن والآفات أقل بكثير من نصيب العصور التي أتت بعده وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم . وقد امتاز عصر التابعين بمزايا منها :
1- قربهم من عهد النبوة ، ورؤيتهم لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وتتلمذهم على أيديهم وتأدبهم بآدابهم ورؤيتهم لبعض آثار النبوة .
2- عيشهم في الحكم الرشيد الذي فيه عزة للمؤمنين ، ونصرة للسنة وحفظ لها ، وتقديم أهل العلم والفضل .
3- كونهم في عصر الاحتجاج اللغوي ، فكانوا أقرب للسلامة من اللحن ممن أتى بعدهم .
4- كثرة حلق العم في زمانهم ووفرة العلماء وقلة الاسانيد وهذا أدعى لحفظ العلم وضبطه .
س3: عدد أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات على وجه الإجمال.
ما وصلنا من أخبار بني اسرائيل على مراتب وأنواع منها :
النوع الأول : ما كان التصديق به واجب ، وهو ما قصّه الله في كتابه من أخبار بني اسرائيل { إن هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون } وكذلك ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأخبار عنهم .فكان واجب التصديق لأنه من التصديق بكتاب الله وسنة رسوله .

النوع الثاني : ما كان يحدّث به بعض أهل الكتاب في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم ممن كان في المدينة وخيبر ونجران وغيرهم .
فيحدثون النبي أو أصحابه ببعض ما في كتبهم ، وقد دخلها التحريف ، فكان من حديثهم ما هو حق لم يبلغه تحريفهم ، ومنه ما غيّر وبدّل . ولذلك كان ما يذكرونه على ثلاثة أقسام :
أ‌- قسم يخبرهم النبي بتصديقهم فيه .
ب‌- قسم يكذبهم النبي فيه .
ت‌- قسم يقف فيه فلا يصدقهم ولا يكذبهم .

النوع الثالث : ما كان يحدث به بعض الصحابة الذين قرؤوا كتب أهل الكتاب ، ومنهم عبدالله بن سلام وسلمان الفارسي وعبدالله بن عمرو بن العاص .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 9 رجب 1437هـ/16-04-2016م, 10:13 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من مقدمات في أصول التفسير

المجموعة الأولى
س1 اكتب عن سيرة اثنين من مفسّري الصحابة رضي الله عنهم مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما
أولا: أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر الصديق (رضى الله عنهما):
-توفت سنة 57 هـ
-هى أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
-هى أفقه النساء
-تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى بنت تسع سنين
-روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا جدا فكانت لا تترك شيئا لا تعرفه إلا وسألته عنه
-هى أول من سأل النبى صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار)
-كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
-كان مسروق إذا حدث عن عائشة رضي الله عنها قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق، حبيبة حبيب الله، المبرأة من فوق سبع سماوات، فلم أكذبها
-قال أبو موسي الأشعري: ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علما
-قال عنها أبى سلمة (ما رأيت أحدا أعلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أفقه في رأي إن احتيج إلى رأيه، ولا أعلم بآية فيما نزلت، ولا فريضة من عائشة)
-قال عنها مسروق (رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض)
-قال عروة بن الزبير: ما رأيت أعلم بالشعر منها
-قال معاوية وقد دخل عليها وهو خليفة المسلمين (والله ما سمعت خطيبا، ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبلغ من عائشة)
-روى عنها من الصحابة أبو موسى الأشعري، وابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وغيرهم
-روى عنها من التابعين عروة بن الزبير، القاسم بن محمد بن أبي بكر، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وابن أبي مليكة، وأبو العالية الرياحي، والأسود بن يزيد، وعمرة بنت عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله، وعبيد بن عبد الله بن عتبة، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعطاء بن أبي رباح
-وأرسل عنها عبد الله بن بريدة، وميمون بن أبي شبيب، وأبو الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي، ومحمد بن المنكدر، ويحيى بن يعمر، والحسن البصري، وعكرمة، وابن سيرين


ثانيا: أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي الأزدي رضي الله عنه:
-توفى سنة 59 هـ
-اختلف في اسمه على أقوال كثيرة أشهرها عبد الرحمن بن صخر
-أسلم عام خيبر
-شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالحرص على العلم، ودعا له بالحفظ؛ فكان لا ينسى شيئاً سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حتى كان أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية للحديث
-قال: قلت: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال(لقد ظننت، يا أبا هريرة، أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله، خالصا من قبل نفسه)
-قال ابن عمر لأبي هريرة (أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحفظنا لحديثه)
-روى الزهري عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة، قال (إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا، ثم يتلو (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى) إلى قوله (الرحيم) إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطنه، ويحضر ما لا يحضرون، ويحفظ ما لا يحفظون)
-روى عن أبي هريرة، قال: قلت: يا رسول الله، إني أسمع منك حديثا كثيرا أنساه؟ قال: «ابسط رداءك» فبسطته، قال: فغرف بيديه، ثم قال: «ضمه» فضممته، فما نسيت شيئا بعده
-دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (اللهمّ حبب عبيدك هذا وأمّه إلى عبادك المؤمنين، وحببهم إليهما) ولذلك كان أبى هريرة يقول (والله ما خلق الله مؤمنا يسمع بي ولا يراني إلا أحبني)
-كان سخيّا بالعلم متواضعاً محبوباً
-ولاه عمر إمارة البحرين
-كان في دار عثمان يوم حوصر، وناصره بما استطاع
-كان من أهل الإفتاء في المدينة بعد مقتل عثمان
-ولاه معاوية إمارة المدينة
-قرأ القرآن على أبيّ بن كعب
-من مروياته في التفسير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إذا جمع الله العباد في صعيد واحد، نادى مناد: ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، فيلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، ويبقى الناس على حالهم، فيأتيهم فيقول: ما بال الناس ذهبوا وأنتم ها هنا؟ فيقولون: ننتظر إلهنا، فيقول: هل تعرفونه؟ فيقولون: إذا تعرف إلينا، عرفناه، فيكشف لهم عن ساقه فيقعون سجودا، فذلك قول الله تعالى (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون) يبقى كل منافق فلا يستطيع أن يسجد، ثم يقودهم إلى الجنة
-روى عنه فى التفسير من الصحابة ثوبان بن بجدد، وأنس بن مالك، وابن عباس
-وروى عنه من التابعين سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، والقاسم بن محمد، وأبو صالح ذكوان بن عبد الله السمان، ومرة بن شراحيل الهمداني، وأبو عثمان النهدي، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وطاووس بن كيسان، وعطاء بن أبي رباح، وهمام بن منبه، ومحمد بن سيرين، وسعيد المقبري، والقاسم بن محمد، وأبو العلاء عبد الرحمن بن يعقوب الجهني، وعامر بن شراحيل الشعبي، وعبد الله بن رافع، وأبو زرعة بن عمرو البجلي، ومجاهد بن جبر، ومحمد بن كعب القرظي، وعكرمة مولى ابن عباس، وأبو أيوب يحيى بن مالك المراغي، وعبد الرحمن بن حجيرة
-وأرسل عنه الحسن البصري، ومحمد بن قيس بن مخرمة، وأبو حازم سلمة بن دينار، ومكحول الدمشقي، وسالم بن أبي الجعد، ويحيى بن أبي كثير، وابن شهاب الزهري، ومحمد بن المنكدر، وأبو قلابة الجرمي، وقتادة السدوسي
ما استفدته من دراستي لسيرتهما:
-أنهما من أئمة هذا العلم وهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن أنشأ هذا العلم
-الحرص على الاهتداء بهدى القرآن، وأخذه بقوّة، وحسن التذكير بالقرآن، وإفادة طلاب العلم والعامّة بما فقته من معاني كلام الله تعالى
-أن يكون علم التفسير حياة لقلوبنا ونورا لدروبنا وعدة لنا فى الفتن والمحن وأن نورثه لمن بعدنا ميراثا نافعا
-هؤلا من حملوا أعباء هذا الدين وقتما تكالب عليه أعداؤه وهم من حافظ عليه من الإندثار بعلمهم وهمتهم وتوفيق الله لهم فلا مجال لمن يتكلفون تفسير القرآن بمناهج خاطئة، وطرق واهية ولا سبيل لتحميل الآيات ما لا تحتمل من إبهار أو إدهاش لم يأتى عن طريقهم فكل ما يأتى من جديد فى هذا العلم لو لم يكن نابعا من مشكاة الأولين فلا خير فيه
-إتباع أى طريق غير طريق هؤلاء الأعاظم من الصحابة فى التفسير يؤدى إلى الفتن والضلال مهما كان فى هذا الطريق من المبهرات المدهشات حتى ولو كان مغموس فيها بعض من حق القرآن
-العبرة فى دراسة التفسير هى إصابة الحق الذى أراده الله واتباع الهدى الذى أمر به وهذه هى طريقة الأوائل من الصحابة فلا نترك سبيلهم مهما أعجبتنا وأبهرتنا سبل المتأخرين
س2 بيّن مزايا عصر التابعين في علم التفسير
امتاز عصر التابعين بمزايا جليلة منها
أولا: قربهم من عهد النبوة وفيه:
-رؤيتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
-تتلمذهم على أيديهم
-تأدّبهم بآدابهم
-رؤيتهم لبعض آثار النبوة
ثانيا: عيشهم في الحكم الرشيد وفيه:
-عزّة للمؤمنين
-نصرة للسنة وحفظ لها
-حضّ على تعلّم العلم الصحيح ونشره
-تقديم أهل العلم والفضل
ثالثا: كونهم في عصر الاحتجاج اللغوي وفيه:
-كانوا أقرب إلى السلامة من اللحن ممن أتى بعدهم
-لم يكن سريان اللحن في أهل ذلك العصر كثيراً كما حصل في القرن الذي بعدهم
ثالثا: كثرة حلقات العلم في زمانهم وفيه:
-وفرة العلماء
-قلّة الأسانيد
-الحاجة لحفظ العلم وضبطه
رابعا: عصر التابعين أفضل العصور بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم، وما حدث في عصرهم من الفتن والآفات فنصيب عصرهم منه أقلّ بكثير من نصيب العصور التي أتت بعده، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)
س3 عدد أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات على وجه الإجمال
وما وصلنا من أخبار بني إسرائيل على مراتب وأنواع:
أولا: ما قصّه الله في كتابه الكريم من أخبار بني إسرائيل وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث في أخبار بني إسرائيل وهذا النوع التصديق به واجب؛ لأنه من التصديق بكتاب الله تعالى، وبما أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم
ثانيا: ما كان يحدّث به بعضُ أهل الكتاب في زمان النبي صلى الله عليه وسلم فيحدّثون النبيَّ صلى الله عليه وسلم أو يحدّثون بعض أصحابه ببعض ما في كتبهم، وقد دخلها التحريف؛ فكان من حديثهم ما هو حق لم يبلغه تحريفهم، ومنه ما غُيّر وبدّل، ولذلك كان ما يذكرونه على ثلاثة أقسام:
1-قسم يخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بتصديقهم فيه وهذا النوع التصديق به واجب كما صدقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
2-وقسم يكذّبهم فيه النبي صلى الله عليه وسلم وهذا النوع تكذيبه واجب كما كذبهم النبي صلى الله عليه وسلم
3-قسم يقف فيه فلا يصدّقهم ولا يكذبهم وفيه قد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في التحديث عنهم، ونهى عن تصديقهم وتكذيبهم
ثالثا: ما كان يحدّث به بعض الصحابة الذين قرؤوا كتب أهل الكتاب، ومنهم: عبد الله بن سلام، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن عمرو بن العاص

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 9 رجب 1437هـ/16-04-2016م, 01:01 PM
مريم يوسف عمر مريم يوسف عمر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 83
افتراضي إجابتي على المجلس

المجموعة الأولى:
السؤال الأول :
أولاً: من أشهر الصحابة المفسرين أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
1- اسمه عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي القرشي رضي الله عنه
2-هو صاحب رسول الله وخليله إذ خصه الله جل وعلا في ذكره بالآية بقوله ((إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا)). واتخذه الرسول خليلاً طوال فترة حياته و اتخذه رفيقاً في الهجرة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا بكر لا تبك، إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر)).
3- هو أسبق الصحابة فضلاً ومنزلةً. وهو من أعلم الصحابة بكتاب الله ومعانيه ومقاصده ولطائف خطابه، ودليل على ذالك ما جاء في رواية قصة وفاته صلى الله عليه وسلم إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن الله خيرا عبدا بين الدنيا وبين ما عنده؛ فاختار ا عند الله)) فبكى أبو بكر لأنه فهم أن العبد هو رسول الله عليه الصلاة والسلام.
يدل على ذلك أيضاً ما ذكره ابن القيم باستدلاله على أن أبا بكر أفهم الأمة لكلام الله ورسوله، في قصة صلح الحديبية . إذ نزلت على رسول الله آية قوله تعالى: ((لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ)). فأشكل على عمر فهم ذلك، فقال الصديق: (أقال لك: إنك تأتيه العام؟) قال: لا، قال: (فإنك آتيه ومطوف به) ففهم أن هذا محقق ولكن ليس في هذا العام.
4- بالإضافة إلى أن أبا بكر رضي الله عنه هو أول من جمع القرآن في كتاب واحد.
· قال علي بن أبي طالب: (أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر؛ رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله) رواه ابن أبي داوود.
ومما ذكره الصحابة من مآثر أبا بكر إذ حان موته رضي الله عنه فقال (كفنوني في ثوبي هذين واشتروا إليهما ثوبا جديدا؛ فإن الحيَّ أحوج إلى الجديد من الميت وإنما هي للمهلة). رواه ابن حبان وأصله في صحيح البخاري، ورواه جماعة من أهل الحديث واختلفوا في ضبط البيت وهذا أشبه بالصواب.
وقد روى عنه جماعة من كبار الصحابة وشبابهم فروى عنه عمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف وآخرون . لكن الرواية المحفوظة عنه قليلة لقصر مدة خلافته وتقدّم سنة وفاته، واشتغال كثير من الصحابة بالجهاد وحروب المرتدين.
وقد روي عنه في التفسير أربع طبقات لخصت بالآتي:
أ) طبقة الصحابة، ومنهم: حذيفة بن اليمان وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس.
ب) طبقة كبار التابعين الذين أدركوه وسمعوا منه، ومنهم: قيس بن أبي حازم البجلي، وسعيد بن نمران الناعطي.
ج) طبقة كبار التابعين الذين في سماعهم منه خلاف.
د) التابعون الذين لم يدركوه، لكن لهم رواية عنه في كتب التفسير، ومنهم: سعيد بن المسيب، وعامر بن سعد البجلي، وآخرون.
ثانياً: حذيفة بن اليمان بن جابر العبسي (ت:35هـ).
1- هو من أنجب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد كان جليل القدر بين الصحابة رضوان الله عليهم.
2- صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو الذي ندبه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب.
3- من أكثر الصحابة علماً بالمنافقين و مواقفهم، وهو عال بالفتن وأصحبها.
ممن روى عنه من الصحابة: أنس بن مالك ، وأبو الطفيل، وجندب بن عبدالله. ومن التابعين: صلة بن زفر، وزر بن حبيش، وربعي بن حراش، وعبد الله بن عبد الرحمن الأشهل.وممن أرسل عنه: أبو البختري الطائي، وأبو الضحي مسلم بن صبيح، وأبو مجلز لاحق بن حميد، وأبو سلام الحبشي،والحسن البصري، وقتادة بن دعامةالسدوسي، والضحاك بن مزاحم.
السؤال الثاني:
تميز عصر التابعين عن ما بعده من العصور في علم التفسير فكان أفضل العصور بعد عصر الصحابة و ذلك لأسباب عدة، تلخص فيما يلي:
أ‌) قرب عهد التابعين من عهد النبوة، ورؤية التابعين لأصحاب رسول الله ودراستهم وتتلمذهم على أيديهم فتأدبوا بآدابهم ورؤوا بعض آثار النبوة. ب‌) كثرت في زمانهم حلقات العلم والتعلم، وتوفر العلماء، وقصرت الأسانيد، فكان جفظهم للعلم أبلغ، وكانوا أقدر على ضبط العلم وحفظه.
ت‌) عاشوا في عصر الحكم الرشيد، إذ بلغت فيه عزُة المؤمنين ونصرهم مبالغ عليا،وتميزا بنصر السنة وحفظها و توثيقها. وحضّوا على تعلّم العلم الصحيح ونشره.
ث‌) كونهم أقرب لسلامة القول من اللحن ممن أتى بعدهم. فلم يعرف عن علماء التابعين لحن، وإنما كان قد يقع فيه بعض الذين خالطوا العجم، أو ممن أسلم من العجم.
السؤال الثالت:
تعددت أنواع الإسرائيليات التي بلغتنا، فهي على مراتب متفاوتة و يجب على دارس علم التفسير معرفة كيفية دخولها إلى كتب التفسير، ويلخص مجملها في عدة انواع كما يلي:
1- ما قصه الله تعالى في كتابه الكريم عن بني إسرائيل. قال الله تعالى (إنّ هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل أكثرالذين هم فيه يختلفون).
2- ما كان يحدّث به بعضُ أهل الكتاب في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، فقسم ما كانوا يذكرونه إلى ثللاثة أقسام:
أولاً: ما يخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بتصديقهم فيه.
ثانياً: ما يكذّبهم فيه النبي صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: ما يقف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يصدّقهم ولا يكذبهم.
3- ما كان يحدّث به بعض الصحابة الذين قرؤوا كتب أهل الكتاب.
4- ما روي عن أصحاب رسول لله صلى الله عليه وسلم ممن لم يقرؤوا كتب أهل الكتاب، وإنما سمعوا عن أصحابهم الذين قرؤوا كتب أهل الكتاب.
وفي هذا النوع ثلاثة جهات:
أولها: تصريخهم بالرواية عمن يحدث عن أهل الكتاب وعدمه.
ثانيها: نكارة المتن وعدمه، فإن لم يكن المتن منكراً تساهل المفسرون في الروايه.
ثالثهما: صحة الإسناد إليهم.
5- ما روي عن بعض التابعين ممن قرؤوا كتب أهل الكتاب.
6- ما روي عن بعض التابعين إذ نقلوا الحديث عمن قرأ في كتب أهل الكتاب. ومن هؤلاء الثقات: سعيد بن المسيّب، ومجاهد، وعكرمة وغيرهم.
7- ما يروى عن بعض من لا يتثبّت في التلقّي؛ فيكتب عن الثقة والضعيف، ويخلط الغثّ والسمين، وهؤلاء من أكثر من أشاع الإسرائيليات في كتب التفسير.
8- ما يرويه بعض شديدي الضعف والمتّهمين بالكذب ممن لهم تفاسير قديمة في القرن الثاني الهجري.
9- ما يرويه أصحاب كتب التفسير المشتهرة من تلك الإسرائيليات بأسانيدهم إلى من تقدم.
10- ما يذكره بعض المتأخرين من المفسّرين في تفاسيرهم من الإسرائيليات؛ كالثعلبي والماوردي والواحدي.
والله ولي التوفيق.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 9 رجب 1437هـ/16-04-2016م, 02:47 PM
حليمة محمد أحمد حليمة محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 248
افتراضي أجوبة المجلس الحادي عشر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباه الذين اصطفى .
المجلس الحادي عشر:
المجموعة الرابعة:

س1: ما معنى الإسرائيليات؟ وما حكم روايتها؟
الإسرائيليات هي الأخبار المروية عن بني إسرائيل، وإسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، قال الله تعالى (كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ما حرّم إسرائيل على نفسه )
أما حكم روايتها فنذكر على وجه الإجمال أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قد أذن بالتحديث عن بني إسرائيل، ونهى عن تصديقهم وتكذيبهم.
ودليل ذلك ما ورد في صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار».
وروى البخاري من حديث أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا: (آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم) »
هذا الحكم على وجه الإجمال وسيأتي التفصيل في سؤال لاحق بإذن الله.

س2: ما سبب شهرة الإسرائيليات المنكرة في كتب التفسير؟
شهرة الإسرائيليات المنكرة في بعض كتب التفسير يعود إلى أمور منها:
1- رواية المفسّرين الذين ليس لهم معرفة بالرجال وأحوال الرواة ولا يميزون الصحيح من الضعيف كالثعلبي والواحدي وغيرهما؛ الذين أدخلوا في تفاسيرهم أشياء منكرة منها.
2- الرواية من من التفاسير التي حذّر منها العلماء كتفسير مقاتل وتفسير الكلبي وغيرهما.
3- النقل منها دون ذكر الأسانيد كما فعل الماوردي، وكان يحكيها على أنها من أقوال ابن عباس وكعب الأحبار ووهب بن منبه وسعيد بن المسيب ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وقتادة وغيرهم دون التثبّت من صحّة الإسناد إليهم.
و تفسير الثعلبي والماوردي والواحدي من أكثر التفاسير التي اعتمد عليها من بعدهم؛ كابن الجوزي في زاد المسير، والرازي في التفسير الكبير، وغيرهم؛ وتكثر فيها الإسرائيليات المنكرة أكثر من التفاسير المسندة كتفسير عبد الرزاق وتفسير ابن جرير ووتفسير ابن أبي حاتم وغيرهم .

س3: لخّص أحكام رواية الإسرائيليات.
- في صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد من طريق حسان بن عطية، عن أبي كبشة، عن عبد الله بن عمرو، أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار».
- قال عطاء بن يسار: كانت يهود يحدثون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فيسيخون كأنهم يتعجبون؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تصدقوهم , ولا تكذبوهم» , (قولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون).
- وروى عبد الرزاق في مصنفه من طريق عمارة عن حريث بن ظهير , قال: قال عبد الله: «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء , فإنهم لن يهدوكم وقد أضلوا أنفسهم فتكذبون بحق , أو تصدقون بباطل , وإنه ليس أحد من أهل الكتاب إلا في قلبه تالية تدعوه إلى الله وكتابه»
- قال عبد الرزاق: وزاد معن عن القاسم بن عبد الرحمن , عن عبد الله في هذا الحديث , أنه قال: «إن كنتم سائليهم لا محالة , فانظروا ما قضى كتاب الله فخذوه , وما خالف كتاب الله فدعوه».

يؤخذ من النصوص السابقة حكم رواية الإسرائيليات وهو كالتالي:
1- جواز رواية الإسرائيليات وذلك في:
أ‌) ما علم صحته في القرءان أو بالنقل الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك كتعيين اسم الخضر عليه السلام ، وقصة بغي بني إسرائيل التي سقت كلباً فغفر الله لها وأدخلها الجنة , وقصة الثلاثة من بني إسرائيل الأبرص والأعمى والأقرع الذين أراد الله أ يبتلهم.
قال ابن تيمية: (وَمَعْلُوم أَن هَذِه الاسرائيليات لَيْسَ لَهَا إسناد، وَلَا يقوم بهَا حجَّة فِي شَيْء من الدّين إلا إذا كَانَت منقولة لنا نقلا صَحِيحا، مثل مَا ثَبت عَن نَبينَا أَنه حَدثنَا بِهِ عَن بني اسرائيل).
وقال: (الإسرائيليات إذا ذكرت على طريق الاستشهاد بها لما عرف صحته لم يكن بذكرها بأس).
ب‌) ما لم يعلم صحته ولا كذبه ، وهذا القسم تجوز حكايته للعظة والعبرة ، ولا نؤمن بصدقه ولا كذبه امتثالا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا تصدقوا أهل الكتاب َولا تكذبوهم ، وقولوا آمنا بما أنزل علينا"
قال الإمام مالك - رحمه الله تعالى - : "المراد جواز التحدث عنهم بما كان من أمر حسن، أما ما علم كذبه فلا"
2- وهناك قسم لا تحل روايته إلا على سبيل الاعتبار وبيان التحريف الواقع فيه، مع اعتقادنا بطلانه وتكذيبه وهو ما روي عنهم مخالفًا للدليل الصحيح فهو باطل؛ لا تحلّ روايته إلا على سبيل الاعتبار والتشنيع ، وبيان تحريفهم.
وهنا ثمة أمور يجب التنبه لها فيما يتعلق برواية الإسرائيليات :
- أن بعض الإسرائيليات قد تتضمن زيادات منكرة لأخبار محتملة الصحة في الأصل؛ فتنكر الزيادات المنكرة، وتردّ، مع بقاء احتمال أصل القصة إذا كان له ما يعضده.
- يجب أن لا تجعل هذه الإسرائيليات مصدراً يعتمد عليه ، حتى وإن كانت مما يصح روايته.
- أن الصحابة الذين يُروى عنهم بعض أخبار بني إسرائيل ممن لم يقرؤوا كتب أهل الكتاب قلة، وأكثر ما يُروى عنهم من ذلك لا يصحّ إسناده إليهم.
- أن من التابعين وأتباعهم من تساهل في رواية الإسرائيليات عن الضعفاء والمجاهيل؛ وتداولها القُصّاص والأخباريّون، وزاد فيها الكذابون والمتّهمون بالكذب؛ فكان ذلك من أسباب شهرتها وذيوعها حتى دوّنت في بعض التفاسير.
- أنّ رواية عدد من المفسّرين لتلك الإسرائيليات في كتبهم كانت من باب جمع ما قيل في التفسير، وله فوائد جليلة منها التنبيه على علل بعض الأقوال.
قال ابن كثير: (ولسنا نذكر من الإسرائيليات إلا ما أذن الشارع في نقله مما لا يخالف كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو القسم الذي لا يصدق ولا يكذب، مما فيه بسط لمختصر عندنا، أو تسمية لمبهم ورد به شرعنا مما لا فائدة في تعيينه لنا فنذكره على سبيل التحلي به لا على سبيل الاحتياج إليه والاعتماد عليه.وإنما الاعتماد والاستناد على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما صح نقله أو حسن وما كان فيه ضعف نبينه).

س4: هل الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل يسوّغ الرواية عمّن عرف عنه الكذب في نقل أخبارهم؟
يجب التقريق بين الإذن المطلق في التحديث عن بني إسرائيل، وبين الرواية عن الكذابين أو من اشتهروا بالكذب،أو من عرفوا بشدة ضعفهم فهؤلاء لا تجوز الرواية عنهم، ولا يعتد بها قال ابن كثير: "ولسنا نذكر من الإسرائيليات إلا ما أذن الشارع في نقله مما لا يخالف كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.."

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 9 رجب 1437هـ/16-04-2016م, 03:24 PM
الصورة الرمزية هيا الناصر
هيا الناصر هيا الناصر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 120
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: بيّن طرق التابعين في تعلّم التفسير وتعليمه.
1 / حضور مجالس التفسير التي كان يعقدها الصحابة رضوان الله عليهم
2 / العرض أمام الصحابي والسؤال عن الاستشكال
3 / ملازمة الصحابي وأخذ العلم عنه
4 / المكاتبة والمراسلة لمن يستطيع الإجابة عن المطلوب تعلمه
5 / عرض التابعي على الصحابي ماعرفه من التفسير فإن أقره فهذا بمثابة الإجازة له وإلا أعاد تعلم مالم يتقنه
6 / حلقات المدارسة والمذاكرة وتبادل الخبرات والمعلومات

س2: بيّن طبقات رواة الإسرائيليات مع التمثيل لكل طبقة.
1 / طبقة الثقات مثل / أبو بشر جعفر بن إياس اليشكري
2 / طبقة الرواة غير المتثبتين الذين أخذوا عن غير الثقات أو المدلسين مثل / الضحاك بن مزاحم البلخي
3 / طبقة الضعفاء في النقل مثل / يزيد بن أبان الرقاشي
4 / طبقة الكذابين مثل / محمد بن السائب الكلبي

س3: حدثت أمور في عصر التابعين كان لها أثر في علم التفسير بيّنها.
1 / الذين عاشوا في زمن التابعين لم يكونوا في الضبط بمستوى الصحابة
2 / كثرة الحروب والفتن
3 / نشأة الفرق وتعددها
4 / دخول لغات الأعاجم لكثرة الفتوحات
5 / دخول بعض اليهود الإسلام وروايتهم للإسرائيليات دون تثبت
6 / ظهور الوعاظ والقصاص وعدم تثبتهم من مروياتهم

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 9 رجب 1437هـ/16-04-2016م, 05:54 PM
عُهود متعب عُهود متعب غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 48
Post

المجموعة الثالثة:
س1: بيّن طرق التابعين في تعلّم التفسير وتعليمه؟
ج1: هناك عدة طرق تعلم بها التابعين التفسير ومن أشهرها:
1) حضور مجالس التفسير والحلقات التي كان يقيمها بعض المفسرين من الصحابة رضي الله عنهم.
2) طريقة العرض والسؤال, فيقرأ التابعي القرآن على الصحابي ويسأله عن معاني الآيات التي يقرؤها.
3) طريقة الكتابة والتقييد "من التابعين من يكتب ما يسمع من التفسير من بعض الصحابة رضي الله عنهم, كمجاهد يكتب عن ابن عباس"
4) طريقة الملازمة "من التابعين من يلزم صحابي مدة حتى يأخذ عنه العلم والهدى والسمت ثم ينتقل إلى غيره حتى يحصل علما كثيرا"
5) طريقة المراسلة
6) طريقة العرض "وهو أن يعرض التابعي ما يظهر له من التفسير على شيخه فإن كان صوابا أقره وإلا صوبه
7) التدارس والتذاكر "كانوا يتدارسون التفسير فيما بينهم ويتذاكرونه, ويخبر بعضهم بعضا بما عرف من التفسير, وما حفظ من الرواية فيه".

س2: بيّن طبقات رواة الإسرائيليات مع التمثيل لكل طبقة؟
ج2:
الطبقة الأول: "الثقات الذين يروون عن ثقات بإسناد صحيح إلى من عرف بالقراءة من كتب أهل الكتاب من الصحابة والتابعين ومن هؤلاء الأعمش ويزيد بن أبي سعيد النحوي, وشيبان النحوي وغيرهم من النقلة الأثبات وهم مقلون من رواية الإسرائيليات"
الطبة الثانية: "طبقة الرواة غير المتثبّتين، وهؤلاء وإن كانوا في أنفسهم من أهل الصدق والصلاح، ومعروفون بالاشتغال بالتفسير والعناية به؛ إلا أنه أخذ عليهم الرواية عن الضعفاء والمجاهيل دون تمييز، وخلط مرويات بعضهم ببعض، وخلط مرويات الثقات بمرويات الضعفاء، وأخذ على بعضهم التدليس, ومنهم الضحاك بن مزاحم الهلالي، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني، وعطية بن سعيد العوفي، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وأبو معشر المدني"
الطبقة الثالثة: "طبقة ضعفاء النقلة الذين ضعّفهم الأئمّة النقّاد في رواياتهم من غير أن يُتّهموا بالكذب؛ لكن يكون ضعفهم راجع لضعف ضبطهم، وقلة تمييزهم للمرويات.
والفرق بين أصحاب هذه الطبقة والتي قبلها أن أصحاب الطبقة الثانية إذا صرّحوا بالتحديث عن ثقة فإنّ حديثهم مقبول في الجملة.
وأما أصحاب هذه الطبقة فإنهم لو صرّحوا بالتحديث فلا تقبل روايتهم لشدّة ضعفهم.
ومن أصحاب هذه الطبقة: يزيد بن أبان الرقاشي، وعلي بن زيد ابن جدعان، وموسى بن عبيدة الربذي، وجويبر بن سعيد الأزدي"

الطبقة الرابعة: "طبقة الكذابين والمتّهمين بالكذب، وهؤلاء لا تعتبر رواياتهم للإسرائيليات ولا لغيرها.
ومن هؤلاء: محمد بن السائب الكلبي، ومقاتل بن سليمان البلخي، وأبو بكر سُلمى بن عبد الله الهذلي، وأبو هارون عمارة بن جوين العبدي، وعثمان بن مطر الشيباني، وإسماعيل بن يحيى التيمي، ومحمد بن مروان المعروف بالسدي الصغير، وأبو الجارود زياد بن المنذر الهمداني، وموسى بن عبد الرحمن الثقفي، وعبد المنعم بن إدريس اليماني".

س3: حدثت أمور في عصر التابعين كان لها أثر في علم التفسير بيّنها؟

من الأمور التي ابتلي بها التابعين وكان الصحابة رضي الله عنهم في عافية منها:
1) أن الذين عاشوا في عصر التابعين لم يكونوا كطبقة الصحابة رضي الله عنهم في العدالة والضبط والإمامة في التفسير ؛ بل كانوا على درجات، فمنهم التابعون بإحسان وهم الذين أثنى الله عليهم، ومنهم دون ذلك؛ فلم يكن لهم ما كان للصحابة رضي الله عنهم من الحكم بعدالة جميعهم، وعصمتهم من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعصمتهم من القول في التفسير بالرأي المذموم، وقد نبّه الصحابة التابعين إلى أن لا يأخذوا العلم إلا من أهله.
2) كثرة الفتن وحروب الفتنة في عصرهم، وكان لذلك أثره في ظهور بعض التأوّلات الخاطئة، والعصبية لبعض الأهواء.
3) نشأة الفرق والأهواء؛ واستفحال خطر بعضها ولا سيّما في آخر عصر التابعين؛ كالخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية والمعتزلة.
وكان من الصحابة والتابعين لهم بإحسان من يحذّر من تلك الفرق، ويوصي بلزوم السنة، ويروي ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك.

4) ظهور العُجمة بسبب اتّساع الفتوحات واختلاط العجم بالعرب، ووقوع اللحن، ولمّا رأى ذلك الصحابة رضي الله عنهم؛ حضوا على تعلّم العربية والتفقّه فيها، وحذّروا من اللحن خشية أن يُتأوّل القرآن على غير تأويله.
5) إسلام بعض أحبار اليهود، ونشرهم ما قرؤوه من كتب أهل الكتاب من الإسرائيليات التي كثر التحديث بها في عصرهم، وكان من التابعين من يأخذ عن هؤلاء ويروي عنهم، وكان من التابعين من يقرأ في كتب أهل الكتاب، ويحدّث منها.
6) كثرة القُصّاص والأخباريين ؛ الذين يعقدون مجالس للوعظ والتذكير والقصص والحكايات التي يدخل في كثير منها أخطاء في الرواية والدراية، ومنهم من تروج قصصه وأخباره ومواعظه حتى يدوّنها بعض المعتنين بالتفسير، وخرج من أولئك القُصّاص والأخباريين من تكلّم في التفسير؛ فأدخل في كتب التفسير من ذلك ما أدخل؛ كالسدي والكلبي.
7) ظهور بعض مظاهر التفريط والإفراط؛ ومخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فظهر بعض الغلاة الذين جاوزا الحدّ المشروع فشقوا على أنفسهم، وظهر بعض المفرّطين الذين فتنوا بأنواع من الفتن؛ كفتنة المال وفتنة الجاه وفتنة السلطان.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 9 رجب 1437هـ/16-04-2016م, 07:46 PM
هدى محمد صبري عبد العزيز هدى محمد صبري عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 164
افتراضي

المجلس الحادى عشر :
المجموعة الأولى:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من مفسّري الصحابة رضي الله عنهم مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
1- : أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
اسمه عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي القرشي .
خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصحابة قدرا وأسبقهم الى الخير صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الغار نزل فى شأنه آيات من القرءان منها قوله تعالى : (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) ومنها(وَلَايَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ومنها (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰإِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى )
وكان أفهم الامة لكلام الله ورسوله حيث بكى عندما خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده؛ فاختار ما عند الله) ففهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد ولما أشكل على عمر رضى الله عنه مع قوة فهمه قوله تعالى(لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة: "إنكم تأتونه وتطوفون به" فأورده عليه عام الحديبية؛ فقال له الصديق: "أقال لك: إنك تأتيه العام؟" قال: لا، قال: "فإنك آتيه ومطوف به").
وكان من أعلم الصحابة بالتفسير،وكان يسأل أصحابه عن بعض معاني القرآن ثم يرشدهم ويعلّمهم
وقد روى عنه الكثير من الصحابة مثل عمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف وحذيفة بن اليمان وعائشة وأبو هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبو سعيد الخدري وابن عباس وجماعة.
لكن الرواية المحفوظة عنه قليلة لقصر مدة خلافته وتقدّم سنة وفاته، واشتغال كثير من الصحابة بالجهاد وحروب المرتدين.
كما روى عنه طبقة كبار التابعين الذين أدركوه وسمعوا منه وطبقة كبار التابعين الذين في سماعهم منه خلافوالتابعون الذين لم يدركوه، لكن روايتهم عنه مرسلة.
وهو أوّل من جمع القرآن في مصحف واحد بعد أن استحر القتل بالقراء في وقعة اليمامة.
و توفي رضي الله عنه يوم الإثنين في جمادى الأولى سنة 13هـ وسئل ابنته أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها في كم كفن النبي صلى الله عليه وسلم؟
قالت: في ثلاثة أثواب.
فقال: كفنوني في ثوبي هذين واشتروا إليهما ثوبا جديدا؛ فإن الحيَّ أحوج إلى الجديد من الميت وإنما هي للمهلة .
تعلمت منه:
1- تصديق النبى صلى الله عليه سلم حتى فى الامور المستحيل للعقل البشرى القاصر تخيلها كرحلة الاسراء والمعراج والغيبيات فيما رواه عن رب العزة سبحانه .
2- كان أسبق الصحابة إلى الخير والفضل والعفو حتى عمن ظلم ابنته والاحسان اليه .
3- قوة الايمان والرباط على الدين فبالرغم من قلبه الرحيم وقف بمنتهى الشدة ضد من منع الزكاة وحارب المرتدين حفاظا على الدين .
4- التواضع والزهد فى حياته وهو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند وفاته
5- الايمان بأقدار الله عزوجل حيث قال لابنته حين وافته المنية قولى (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) .
===========
2-أبو حفص عمر بن الخطاب بن نُفيل العدوي القرشي :
تولّى الخلافة بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكان حازما في منع الجراءة على التفسير بغير علم وكان من أعلم الصحابة وافقههم وأيده الوحى الرأى عدة مرات منها :
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (وافقت ربي في ثلاث: فقلت يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت:{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}وآية الحجاب، قلت: يا رسول الله، لو أمرت نساءك أن يحتجبن، فإنه يكلمهن البر والفاجر، فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه، فقلت لهن: (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن)، فنزلت هذه الآية).
وفي صحيح البخاري أيضاً من حديث ابن عباس، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم، أنه قال: لما مات عبد الله بن أبي ابن سلول، دعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت إليه، فقلت: يا رسول الله، أتصلي على ابن أبي وقد قال يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ أعدد عليه قوله، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «أخر عني يا عمر» فلما أكثرت عليه، قال: «إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها»قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف، فلم يمكث إلا يسيرا، حتى نزلت الآيتان من براءة: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا} إلى قوله {وهم فاسقون}
قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بينا أنا نائم، إذ رأيت قدحا أتيت به فيه لبن، فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب» قالوا: فما أولت ذلك؟ يا رسول الله قال: «العلم»
فعمر رضى الله عنه أقرب الصحابة إلى إدراك مقاصد القرآن وفهم مراد الله تعالى وكان حازماً في التأديب على القول في التفسير بغير علم، وعلى السؤال عنه سؤال تنطّع وتكلّف - وهو الذي أشار على أبي بكر بجمع القرآن في مصحف واحد.
والذين لهم رواية عنه في التفسير على طبقات:
طبقة الصحابة رضي الله عنهم و طبقة كبار التابعين الذين أدركوه وسمعوا منه وطبقة كبار التابعين الذين في سماعهم منه خلافوطبقة التابعون الذين لم يدركوه، لكن روايتهم عنه مرسلة.
ومما روى عنه فى التفسير :
أن عمر رضى الله عنه أتاه ثلاثة نفر من أهل نجران؛ فسألوه وعنده أصحابه، فقالوا: أرأيت قوله: {وجنة عرضها السموات والأرض}فأين النار؟ فأحجم الناس، فقال عمر: «أرأيتم إذا جاء الليل أين يكون النهار؟ وإذا جاء النهار أين يكون الليل؟»فقالوا: نزعت مثلها من التوراة). رواه ابن جرير).
تعلمت منه :
1- الغيرة الشديدة على دينه والحزم فى المواقف .
2- مع شدته وقوته كان رحيم القلب بالضعفاء والفقراء .
3- العدل مع الرعية فقد لقب بالفاروق عمر الذى فرق بين الحق والباطل وكان شديد التفقد لاحوالهم .
4- شدة الحرص على عدم تفسير كتاب الله بغير علم فقد تصدى وعاقب من فعل هذا .
___________________________________________

س2: بيّن مزايا عصر التابعين في علم التفسير.
1- كان التابعين قريبين جدا من عهد النبوة وعاصروا أصحاب النبى وتتلمذوا على ايديهم وتعلموا منهم وتادبوا بادابهم
2- عاشوا فى عصر به عزة للمسلمين ونصرة للسنة وحض على العلم وتوقير أهله .
3- عاشوا فى فى عصر الاحتجاج اللغوى ولم يكن يعرف اللحن عن العلماء منهم الا من خالط العجم .
4- انتشرت فى هذا العصر حلقات العلم وتوفر العلماء وقلت الاسانيد مما أدى لحفظ العلم وضبطه .
5- عصر التابعين افضل العصور بعد عصر الصحابة وكان نصيبهم من الفتن اقل من العصور التى بعدهم . وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )
___________________________________________
س3: عدد أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات على وجه الإجمال.
1- ما جاء في كتاب الله عزوجل من أخبار بني إسرائيل كما قال الله تعالى: {إنّ هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل أكثر الذين هم فيه يختلفون}.
وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث عنهم
وهذا النوع التصديق به واجب .
2- ما حدّث به بعضُ أهل الكتاب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ممن كان في المدينة ونجران وخيبر وغيرهم.
فحدثوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم أو حدثوا بعض أصحابه ببعض ما في كتبهم، وقد دخلها التحريف
وكان ما يذكرونه على ثلاثة أقسام:
أ: قسم يخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بتصديقهم فيه
ب :قسم يكذّبهم فيه النبي صلى الله عليه وسلم
ج- قسم يقف فيه فلا يصدّقهم ولا يكذبهم؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله، فإن كان حقا لم تكذبوهم، وإن كان باطلا لم تصدقوهم).


3- ما حدّث به بعض الصحابة الذين قرؤوا كتب أهل الكتاب، ومنهم: عبد الله بن سلام، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن عمرو بن العاص.


4- ما روى عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لم يقرؤوا كتب أهل الكتاب، لكن لهم رواية عمّن قرأها؛ ككعب الأحبار، وغيره ومنهم: أبو هريرة، وابن عباس، وأبو موسى الأشعري..
وهذا النوع ينظر فيه من ثلاث جهات:
أ-تصريحهم بالرواية عمّن يحدّث عن أهل الكتاب وعدمه و حكمه حكم الإسرائيليات المعروف.
ب-نكارة المتن وعدمها
ج: صحّة الإسناد إليهم.
5-ما رواه بعض التابعين ممن قرأ كتب أهل الكتاب


6-ما حدّث به بعض ثقات التابعين عمَّن قرأ كتب أهل الكتاب.
ومن هؤلاء الثقات: سعيد بن المسيّب، ومجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وطاووس بن كيسان، ومحمد بن كعب القرظي، وقتادة، وغيرهم.

7-ما يرويه بعض من لا يتثبّت في التلقّي؛ فيكتب عن الثقة والضعيف، وهؤلاء لا يتعمّدون الكذب، وهم أهل صدق في أنفسهم ولكنّهم وقعوا في آفة عدم التثبّت، وأخذ على بعضهم التدليس.

8-ما يرويه بعض شديدي الضعف والمتّهمين بالكذب ممن لهم تفاسير قديمة في القرن الثاني الهجري.
ومن هؤلاء : محمد بن السائب الكلبي، ومقاتل بن سليمان البلخي، وموسى بن عبد الرحمن الثقفي، وأبو الجارود زياد بن المنذر.

9-ما يرويه أصحاب كتب التفسير المشتهرة من تلك الإسرائيليات بأسانيدهم إلى من تقدّم؛ كما يروي عبد الرزاق وابن جرير الطبري وابن المنذر وابن أبي حاتم وعبد بن حميد
وهؤلاء الروايات الإسرائيلية المنكرة في تفاسيرهم أقلّ بكثير مما في تفاسير من بعدهم.

10-ما يذكره بعض المتأخرين من المفسّرين في تفاسيرهم من الإسرائيليات؛ كالثعلبي والماوردي والواحدي، وهذه التفاسير يتساهل أصحابها في الرواية عن الكذابين والمتّهمين بالكذب وحذف الأسانيد اختصاراً.
_______________________________________________

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 9 رجب 1437هـ/16-04-2016م, 08:17 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من مفسّري الصحابة رضي الله عنهم مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
الأول: عبدالله بن مسعود:
هو عبدالله بن غافل, يصل نسبه إلى مضر, وكنيته: أبوعبدالرحمن, وكان ينسب إلى أمه أحيانا, فيقال:ابن أم عبد.
كان من المتقدمين في الإسلام, رضي الله عنه, فقد قال:"" كنت سادس ستة ما على ظهر الأرض مسلم غيرنا"و وهو أول من جهر بالقرآن بمكة, وأسمعه قريشا.
كان رضي الله عنه يخدم النبي صلى الله عليه وسلم, وكان شديد الملازمة له حتى ظنه أبوموسى الأشعري من أهل البيت, هو وأمه.
هاجر إلى الحبشة, ثم إلى المدينة, وصلى إلى القبلتين, وشهد بدرا, وأحد, والخندق, وبيعة الرضوان, وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, وشهد اليرموك بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام, وهو الذي أجهز على أبي جهل يوم بدر, وشهد له الرسول عليه الصلاة والسلام له بالجنة, وشهد له بالفضل وعلو المنزلة, حيث قال:" لو كنت مؤمرا أحد دون مشورة المسلمين, لأمرت ابن أم عبد".
وكان رضي الله عنه من أحفظ الصحابة لكتاب الله, وكان عليه الصلاة والسلام, يحب أن يسمع القرآن منه, فقد قال له ذات يوم:"اقرأ علي سورة النساء", فقال:أقرأ عليك وعليك أنزل؟, قال:"إني أحب أن أسمعه من غيري".
وقد قال عليه الصلاة والسلام:"من سره ان يقرأ القرآن رطبا كما انزل, فليقرأه على قراءة ابن أم عبد".
وقد قيل لحذيفة:" أخبرنا برجل قريب السمت والهدي من رسول الله صلى الله عليه وسلم, نأخذ عنه, فقال:"لا نعلم أحدا اقرب سمتا ولا هديا برسول الله صلى الله عليه وسلم, من ابن أم عبد".
وقال مسروق:"انتهى علم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ستة:عمر, وعلي, وعبدالله ابن مسعود, وأبي ابن كعب, وأبي الدرداء, وزيد بن ثابت, ثم انتهى علم هؤلاء الستة إلى رجلين:علي وابن مسعود".
كان رضي الله عنه, حريصا على فهم كتاب الله, والوقوف على معانيه, فقد روي عنه إنه قال:"كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن, والعمل بهن".وقال هو عن نفسه:"والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيما أنزلت واين انزلت, ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته".
وقد بعثه عمر إلى الكوفة, هو وعمار بن ياسر, وكتب إلى أهلها:"إني قد بعثت عمار بن ياسر أميرا, وعبدالله بن مسعود معلما ووزيرا, وهما من النجباء, من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, من أهل بدر, فاقتدوا بهما, وأطيعوا واسمعوا قولهما, فإني آثرتكم بعبدالله على نفسي".
وهناك في الكوفة أخذ عنه أهلها الحديث, والتفسبر, والفقه, فمن رواته:
مسروق الهمداني, علقمة النخعي, الأسود بن يزيد, الربيع بن خثيم الثوري, زر بن حبيش, عمرو بن ميمون , وغيرهم.
وممن أرسل عنه: أبو عبيدة ابنه، وأبو عبد الرحمن السلمي والحسن البصري، وقتادة، وأبو الجوزاء، وعامر الشعبي, وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، والمسيب بن رافع، وأبو البختري، وعطاء بن يسار.
واختلف العلماء فيما أرسله عنه ابراهيم النخعي, فمنهم من صححه لأنه روى عنه عن طريق الثقات كعلقمة بن زيد.
توفي رضي الله عنه في المدينة, بعد أن عاد إليها في آخر عمره, سنة 32, ودفن بالبقيع ليلا, تنفيذا لوصيته, وكان عمره يوم وفاته بضع وستين سنة, رضي الله عنه.

الثاني: عبدالله بن عباس
هو عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب, ولد والنبي صلى الله عليه وسلم, في الشعب مع أهله, حنكه عليه الصلاة والسلام بريقه, وكان ذلك قبل الهجرة بثلاث سنين, وقد لازم النبي صلى الله عليه وسلم, لقرابته منه, وقرابته من أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها, قد كانت خالته, وكان يستأذن أحيانا ليبيت عندها ليرى ويتعلم من أفعال الرسول عليه الصلاة والسلام, وقد دعا له الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله:"اللهم فقهه في الدين, وعلمه التأويل", وكان لهذه الدعوة أثر بالغ في نبوغه, خاصة فيما أثر عنه في التفسير, وقد توفي الرسول عليه الصلاة والسلام ولابن عباس من العمر ثلاث عشرة سنة, فلازم كبار الصحابة وأخذ عنهم, وقد قال هو عن نفسه:"وجدت عامة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, عند الأنصار, فإن كنت لأتي الرجل, فأجده نائما, لو شئت أن يوقظ لي لأوقظ, فأجلس على بابه تسفي على وجهي الريح, حتى يستيقظ, متى ما أستيقظ أسأله عما أريد, ثم أنصرف".
وكان رضي الله عنه, حافظا للغة العربية, فاهما لغريبها, وأساليبها, وكثيرا ما كان يستشهد لما يفسره ببيت من الشعر.
قال عنه علي بن أبي طالب:"كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق", وقال عنه ابن عمر:"ابن عباس أعلم هذه الأمة بما نزل على محمد صلى الله عليه ولم", وقال عنه تلميذه مجاهد:"إذا فسر القرآن رأيت عليه نور", لذلك كان بعض الصحابة والكثير من التابعين يرجع إليه في فهم ما اشكل عليهم من القرآن, وقد كان عمر رضي الله عته, يجلسه في مجلسه مع كبار الصحابة, وكان يقول في شأنه:" ذاكم فتى كهول, إن له لسانا سئولا, وقلبا عقولا", ولما وجد بعض أشياخ بدر في نفوسهم, وقالوا لم يدخل هذا معنا وإن لنا لأبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من أعلمكم, فدعاهم ذات يوم وسألهم عن قوله تعالى:"إذا جاء نصر الله الفتح", فقال بعضهم:أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا, وسكت بعضهم ولم يقل شيئا, فلما سأل عمر ابن عباس, قال:إذا جاء نصر الله والفتح, فذلك علامة اجلك, فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا, فقال عمر:لا أعلم منها إلا ما تقول.
وقد فسر أيضا لعمر رضي الله عنه قوله تعالى:"أيود احدكم ان تكون له جنة من نخيل وأعناب...الآية من سورة البقرة, بعد أن لم يجد عمر من يجيبه على تفسيرها, فقال:يا أمير المؤمنين, إني أجد في نفسي منها شيئا, فتلفت إليه عمر, وقال: تحول ههنا, لم تحقر نفسك؟ فقال بن عباس:قال : هذا مثل ضربه الله عز وجل فقال : أيود أحدكم أن يعمل عمره بعمل أهل الخير وأهل السعادة ، حتى إذا كان أحوج ما يكون إلى أن يختمه بخير حين فني عمره ، واقترب أجله ، ختم ذلك بعمل من عمل أهل الشقاء ، فأفسده كله فحرقه أحوج ما كان إليه .
وقد روى الأعمش عن أبي وائل, قال:" استخلف علي عبدالله بن عباس على الموسم, فقرأ عليهم سورة البقرة, أو النور, ففسرها تفسيرا لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا".
وقد روي عنه الكثير في تفسيبر القرآن, ومن هذا تفسيره لقوله تعالى:"والشجرة الملعونة في القرآن", قال: هي شجرة الزقوم, وقال في قوله تعالى:"فيما عرضتم به من خطبة النكاح":إني أريد التزويج, لوددت لو تيسر لي امرأة صالحة.
وقال في قوله تعالى:"وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس", قال:هي رؤيا عين، أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى بيت المقدس.
روى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الخلفاء الراشدين وعن عائشة وميمونة وأبي بن كعب وابن مسعود وزيد بن ثابت، وغيرهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان له تلاميذ كثر, نقلوا عنه مروياته في التفسير, وممن روى عنه: مجاهد بن جبر, وعكرمة, وعطاء بن أبي رباح, وطاووس, وأربدة التميمي, ومقسم, ويوسف بن مهران, وعطاء بن يسار, وزر بن حبيش, ومحمد بن كعب القرظي, وأبو العالية الرياحي, ومولى أم هانئ, وغيرهم.
وممن أرسل عنه: الزهري, والضحاك, والحسن البصري, وابن سيرين, وقتادة, ومكحول, وعطاء الخراساني, وابن جريج, ومحمد بن السائب الكلبي, وغيرهم.
توفي رضي الله عنه سنة 68 , وله من العمر سبعون سنة, مات في الطائف ودفن بها.

من الفوائد التي حصلت عليها من دراستي لسيرة هذين الصحابيين الجليلين:
- شدة عناية الصحابة رضوان الله عليهم بالقرآن, فهما وعملا به, وتعليما لغيرهم, حرصا منهم على حفظ الدين وصيانته, وتبليغ جميع ما وصلهم من النبي عليه الصلاة والسلام, فأقوالهم فيه أولى بالأخذ من أقوال غيرهم,
- العمل على اخلاص النية في طلب العلم, كما قال الإمام أحمد:"طلب العلم لا يعدله شيئ, لمن صحت نيته".
- طول ملازمة العلماء والصالحين للإستفادة مما عندهم بشتى الطرق, المشافهة, المراقبة, وغيره مما يمكن أن يعود على طالب العلم بالفائدة.
- الصبر على التحصيل, والصبر على ما يلقاه طالب العلم من صعوبات ومشاق من مشايخه, أو أقرانه, أو الناس.
- الجد في المذاكرة, ومدارسة العلم مع الغير, فهذا أدعى لتثبينه وتصويب الخطأ إن وجد.
- التواضع للعلم, وأخذه من اصحابه ولو كانوا أقل رتبة, أو سنا, وإنزال الناس منازلهم.
- الحرص الشديد والتثبت فيما أنقل, خاصة في الأمور التي تتعلق بالقرآن, فقد كان لنا فيهم أسوة حسنة.

س2: بيّن مزايا عصر التابعين في علم التفسير.
تميز عصر التابعين عما جاء بعدهم من عصور, بعدة مميزات:
الأول: كانوا اقرب ممن بعدهم لعهد النبوة, وعاصروا الصحابة رضوان الله عليهم واخذوا منهم, ولازموهم وتتلمذوا على ايديهم, فكانوا أقرب سمتا للصحابة ممن جاء بعدهم, ويكفي أنهم كانوا فيما يسميه العلماء:"القرون المفضلة".
الثاني: عاشوا في فترة الخلافة الرشيدة التي كان فيه العزة للمسلمين, وكانت فيه السنة ظاهرة منتشرة, مجاهر بها, وكان يعرف لعلماء أهل السنة مكانتهم, وفضلهم, بعكس ما كان بعد ذلك من انتشار البدع, ومحاربة السنة وأهلها,وتقريب أهل البدع من الخلفاء, كما حدث في محنة القول بخلق القرآن.
الثالث: معاصرتهم لعصر الإحتجاج اللغوي, فكانت لغتهم سالمة من اللحن, بعكس من جاء بعدهم ممن خالط العجم, ودخل اللحن في كلامهم, وكان هذا من أهم الأسباب التي أدت بهم ليكونوا مؤهلين لتفسير القرآن الكريم, حيث كانت لغته هي لغتهم التي يتحدثون بها, فأغلب ما جاء من تفاسير فاسدة, كان منشأها العجمة.
الرابع: انتشار حلقات العلم, وكثرة العلماء, وبدء تدوين العلم, وقلة الأسانيد, مما أدى إلى قلة احتمال الخطأ, وهذا مما ساعد على حفظ العلم وضبطه.

س3: عدد أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات على وجه الإجمال.
ما بلغنا من الإسرائيليات على أنواع ودرجات:
النوع الأول: ما جاء ذكره في القرآن الكريم, أو على لسان النبي صلى الله عليه وسلم, فهذا حكمه كحكم باقي نصوص الوحي, من وجوب الإيمان يه وتصديقه, كونه من عند الله تعالى, قال تعالى:"إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذين هم فيه يختلفون".
النوع الثاني: ما كان يحدث به أهل الكتاب على عهد النبي صلى الله عليه وسلم, وهذا النوع ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما كان الرسول عليه الصلاة والسلام, يصدقهم به, ويقرهم عليه, فهذا حكمه التصديق, كما جاء من حديث عائشة رضي الله عنها, لما زارتها عجوز من بني اسرائيل وحدثتها عن عذاب القبر, فقالت: أعاذك الله من عذاب القبر, فلما جاء عليه الصلاة والسلام, أخبرته, فقال: نعم:عذاب القبر حق, قالت عائشة:فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم, يصلي صلاة, إلا تعوذ فيها من عذاب القبر.
القسم الثاني: ما كان عليه الصلاة والسلام يكذبهم به, ويكون الحكم بخلافه, ومثله لما أخبره الصحابة إن اليهود إذا حاضت المرأة, لم يؤاكلوها ولم يجامعوهن في البيوت. فأنزل الله تعالى:"ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض", فقال عليه الصلاة والسلام:"اصنعوا كل شيئ إلا النكاح".
القسم الثالث: قسم لا يصدقهم فيه ولا يكذبهم, كما قال لليهودي الذي سأله: هل تتكلم هذه الجنازة؟
فقال عليه الصلاة والسلام: الله أعلم.
فقال اليهودي: أنا أشهد انها تتكلم.
فقال عليه الصلاة والسلام:"إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم, وقولوا: أمنا بالله وكتبه ورسله, فإن يكن حقا لم تكذبوهم, وإن يكن باطلا لم تصدقوهم".
وأباح التحديث عنهم في قوله:"حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج".
النوع الثالث: ما كان يحدث به بعض الصحابة الذين كان لهم اطلاع على كتب أهل الكتاب, مثل عبد الله بن سلام, وسلمان الفارسي, مثل سؤال عبدالله بن سلام للرسول عليه الصلاة والسلام, عن ثلاثة أمور لا يعلمها إلا نبي, فسأله عن أول أشراط الساعة, وعن أول ما يأكله أهل الجنة, وكيف ينزع الولد غلى أبيه؟ وكيف ينزع إلى أمه؟, فأجابه عليه الصلاة والسلام, بأن أول أشراط الساعة, نار من المشرق تسوق الناس إلى محشرهم, وأن أول طعام أهل الجنة, زيادة كبد الحوت, وينزع الولد إلى أبيه إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة, وينزع إلى أخواله إذا سبق ماء المرأة ماء الرجل, وأخبره عليه الصلاة والسلام إن جبريل كان قد أوحى بهن إليه, وقد اسلم رضي الله عنه لما رأى صدق النبي عليه الصلاة والسلام, وهؤلاء كانوا مقلين في رواية الإسرائيليات, وكانوا يروونها كما يروون مسائل التفسير الأخرى.
القسم الرابع: ما روي عن بعض أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام, ممن لم يكن لهم إطلاع على كتب أهل الكتاب, لكن لهم رواية عمن فعل, مثل ما رواه كعب الأحبار, ومنهم أبو هريرة, وابن عباس, وأبو موسى الأشعري.
وهذا النوع ينظر فيه من ثلاث جهات:
1- تصريحهم بالرواية عمن يحدث من أهل الكتاب, فإن صرحوا, أخذ حكم الإسرائيليات المعروف.
2- من جهة المتن, فإن كان المتن غير منكر, فقد تساهل المفسرون في الرواية إذا خلا المتن من النكارة.
3- صحة الإسناد, وقد تساهل كثير من المفسرين في رواية ما كان اسناده ضعيفا محتملا للتصحيح, لكن خلا متنه من النكارة, وبعض المفسرين ينبه على نكارة المتن إن وجدت, أما أهل الحديث فحتى لو لم يكن المتن منكرا, نبهوا على ضعف الإسناد إن وجد, بعكس بعض المفسرين الذين تساهلوا في هذا.
وغالب الإسرائيليات التي صح إسنادها إلى الصحابة,، لا تكون فيها نكارة.
النوع الخامس: ما رواه بعض التابعين ممن كان لديهم اطلاع على كتب أهل الكتاب, مثل: كعب الأحبار, وهو أكثر من تروى عنه الإسرائيليات, كذلك وهب بن منبه، وأيضا نوف البكالي،
والباقي كانت رواياتهم قليلة جدا.
النوع السادس: ما حدث به بعض ثقات التابعين عمن قرأ كتب أهل الكتاب.
ومنهم: سعيد بن المسيب, ومجاهد, وعكرمة, وسعيد بن جبير, وطاووس, وقتادة, وغيرهم.
وينظر في مروياتهم من نفس الجهات التي ينظر فيها لمرويات الصحابة, وتطبق عليها نفس القاعدة.
النوع السابع: ما رواه بعض من لا يتثبت في التلقي؛ فيكتب عن الثقة والضعيف، وهذا الصنف هم أكثر من أشاع الإسرائيليات في كتب التفسير, ومنهم: السدي الكبير, والضحاك, وعطاء الخرساني, وهم لم يتعمدوا الكذب, لكن كانت علتهم عدم التثبت, وأخذ الضعيف والصحيح, كما وقع بعضهم في التدليس.
النوع الثامن: ما كان من رواية شديدي الضعف, والمتهمين بالكذب, ممن كانت لهم تفاسير في القرن الثاني, ومنهم الكلبي, ومقاتل, وموسى الثقفي.
النوع التاسع: ما رواه أصحاب التفاسير الكبيرة مسندة إلى أصحابها, وهم نقلوها ولم يشترطوا فيها الصحة, ولم يعلقوا عليها من هذا الجانب, ومنهم ابن جرير الطبري, ابن أبي الحاتم, وعبدالرزاق, وما جاء من اسرائيليات منكرة فيما جاء بعدهم من تفاسير, أكثر بكثير.
النوع العاشر: ما ذكره بعض المتأخرين في تفاسيرهم من الإسرائيليات, مثل الثعلبي والماوردي والواحدي، فكان ما تفردوا فيه مظنة الإسرائيليات المنكرة, حيث تساهلوا بالرواية عن الوضاعين والكذابين, مع حذف الأسانيد اختصارا. ونقل عنهم: ابن الجوزي والرازي والقرطبي وغيرهم.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 9 رجب 1437هـ/16-04-2016م, 09:52 PM
حسين آل مفلح حسين آل مفلح غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية ، خميس مشيط ، حي أم سرار ، شارع 16
المشاركات: 358
افتراضي

* حل أسئلة المجلس الحادي عشر ، القسم الثاني من مقدمات في أصول التفسير :
المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى الإسرائيليات؟ وما حكم روايتها؟
- هي : أخبار بني إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام .
- وحكم روايتها : هو :

الإذن المطلق المقيد في التحديث عنهم من النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعدم تصديقها ولا تكذيبها .
____________________________________________________________________
س2: ما سبب شهرة الإسرائيليات المنكرة في كتب التفسير؟
- بسبب ما صدر من بعض من روى التفسير كالثعلبي والواحدي الذين ليس لهم معرفة بالرجال وأحوال الرواة ، ولا يميزون الصحيح من الضعيف ولا يتفطنون لعلل المرويات .
________________________________________________________________________________________
س3: لخّص أحكام رواية الإسرائيليات.
-
الإذن المطلق المقيد في التحديث عنهم ، وعدم الاعتماد عليها كمصدر يعتمد عليه في التعلم والتحصيل ، وأيضا ما كان من أخبارهم يخالف دليلا صحيحا فهو باطل لا تحل روايته ، وعدم الاعتقاد الجازم بتصديق بكل ما يروى عنهم ، وأيضا لتضمنها لبعض الزيادات المنكرة ....
________________________________________________________________________________________________

س4: هل الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل يسوّغ الرواية عمّن عرف عنه الكذب في نقل أخبارهم؟
- لا

انتهت الإجابة وبالله التوفيق ،،،،،،

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 9 رجب 1437هـ/16-04-2016م, 10:16 PM
لولوة الحمدان لولوة الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 303
افتراضي المجموعة الثانية

س1: اذكر الصحابة والتابعين الذين عرف عنهم قراءة كتب أهل الكتاب.
من الصحابة الذين قرؤوا كتب أهل الكتاب:
- عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي، من ذرية يوسف بن يعقوب بن إبراهيم عليهم السلام، وكان حبراً من أحبار اليهود، ومن أهل بيت ذوي علم، أسلم في مقدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة، وتوفي سنة ثلاثٍ وأربعين للهجرة، رضي الله عنه.
- سلمان الفارسي الرامهرمزي، من علماء الصحابة وحكمائهم، أسلم وهو رقيق عندما قدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم المدينة، وقصة إسلامه عجيبة، توفي سنة ستٍ وثلاثين للهجرة، رضي الله عنه.
- عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي، اشتهر عنه أنه أصاب زاملتين من كتب أهل الكتاب، وتعلَّم السريانية، فكان يقرأ في تلك الكتب ويحدث منها، توفي سنة خمس وستين للهجرة، رضي الله عنه.
من التابعين الذين قرؤوا كتب أهل الكتاب:
- كعب بن ماتع الحميري، من أحبار اليهود، أدرك زمان النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو كبير، ولم يلقه، وأسلم في عهد أبي بكر، وقيل في عهد عمر، وتوفي سنة اثنين وثلاثين للهجرة.
- هلال الهجري، من عرب الحيرة، ممن كان يترجم بين العرب والفرس، وكان ترجمان الصحابة في القادسية.
- أبو الجلد جيلان بن فروة الجوني الأسدي، قرأ التوراة، وربما سأله ابن عباس عن بعض ما فيها، توفي سنة سبعين للهجرة.
- نوف بن فضالة البكالي الحميري، ابن امرأة كعب الأحبار، قرأ كتب أهل الكتاب، وتعلم من زوج أمه، توفي في نحو خمس وتسعين للهجرة.
- تبيع بن عامر الكلاعي الحميري، ابن امرأة كعب الأحبار، أدرك زمان النبي – صلى الله عليه وسلم -، ولم يسلم إلا في عهد أبي بكر، توفي في السنة الحادية بعد المائة من الهجرة النبوية.
- مغيث بن سميّ الأوزاعي، كان أخبارياً صاحب كتبٍ، توفي في السنة الخامسة بعد المائة من الهجرة تقريباً.
- وهب بن منبه بن كامل بن سيج بن ذي كبار اليماني، من أبناء الفرس الذين أرسلهم كسرى إلى اليمن، وكان من أشرافهم، توفي في السنة العاشرة بعد المائة من الهجرة.
- ناجية بن كعب الأسدي.
س2: بيِّن طبقات المفسرين في عصر التابعين.
المشتغلون بالتفسير من التابعين كانوا على طبقات أربع:
الطبقة الأولى: أئمة أهل التفسير:
وهم الأئمة الثقات من التابعين الذين اعتنوا بالتفسير على طريقة الصحابة رواية ودراية، وهم أكثر من يروى عنه التفسير في كتب التفسير المسندة، موا يروى عنهم منه ما هو من أقوالهم، ومنه ما هو من مروياتهم، وقد يدخل في بعض ذلك الخطأ أحياناً، وفيما يلي ذكر بعضٍ منهم، وهم متفاضلون في الدراية والرواية:
محمد بن الحنفية، وعَبيدة السلماني، ومسروق بن الأجدع، وأبو العالية الرياحي، والربيع بن خثيم، ومرة الهمداني، وشريح القاضي، والأسود النخعي، وعلقمة بن قيس، وزر بن حبيش، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله بن عمر، خارجة بن زيد، وغيرهم كثير.
الطبقة الثانية: الثقات من نقلة التفسير:
وهم الأئمة الذين رووا تفاسير الصحابة وكبار التابعين، وأدُّها كما سمعوها، ورواياتهم مما يحتج به في الجملة، ولا تكاد تجد لهم أقوال في التفسير منسوبة إليهم، ومن هذه الطبقة:
سعيد بن نمران، وعبد الرحمن الصنابحي، وحسان بن فائد، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، والربيع بن أنس البكري، وأبو حازم سلمة بن دينار، وغيرهم.
الطبقة الثالثة: من تُكُلِّم فيه من النقلة في التفسير:
وهم الذين ينقلون الأقوال التفسيرية، وتنقل عنهم أقوالهم، لكن تكلم فيهم أهل الحديث؛ لكثرة خطئهم في الرواية، إما بسبب تحديثهم عن المجاهيل وكثرة الإرسال، أو لروايتهم بعض الأخبار المنكرة المخالفة لروايات الثقات، أو لتدليسهم، فكانت في مروياتهم ما يؤخذ عليها فلا تعتمد، لكن لبعضهم أقوال حسنة معتبرة، ويرد عليها الصواب والخطأ، كما يرد في مروياتهم ما يعرف وما ينكر.
ومن هؤلاء:
- الحارث بن عبد الله الهمداني، المتوفى في الخامسة والستين من الهجرة، قال عنه ابن حبان: كان غالياً في التشيع، واهياً في الحديث.
- أبو صالح باذام مولى أم هانئ، المتوفى في الثانية والتسعين للهجرة تقريباً، قال عنه ابن معين: ليس به بأس، وإذا روى عنه الكلبي فليس بشيء.
- شهر بن حوشب الأشعري، المتوفى سنة مائة للهجرة، قال عنه ابن حجر: صدوق كثير الإرسال والأوهام.
- عطية بن سعد بن جنادة العوفي الجدلي المتوفى في السنة الحادية عشرة بعد المائة من الهجرة، قال عنه أحمد: ضعيف الحديث.
- إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي الكبير، المتوفى في السنة السابعة والعشرين بعد المائة للهجرة، رجل صالح في نفسه، كان يعظ ويفسر القرآن، لكنه كان يخلط الصحيح بالضعيف من غير تمييز.
الطبقة الرابعة: ضعفاء النقلة:
وهم الذين غلبت المناكير على مروياتهم، وكثرت أخطاؤهم في الرواية، وقد يكون منهم من هو صالح في نفسه، لكنه لا يقيم الحديث، وهذه الطبقة ليسوا على درجة واحدة في الضعف، ومنهم:
- علي بن زيد بن جدعان، المتوفى في السنة الحادية والثلاثين بعد المائة، قال عنه الإمام أحمد ليس بالقوي.
- يزيد بن أبان الرقاشي، المتوفى في السنة الخامسة والعشرين تقريباً بعد المائة للهجرة، قال عنه أبو داود: لا يكتب حديثه.
- أبو هارون عمارة بن جوين العبدي، المتوفى في السنة الرابعة والثلاثين بعد المائة للهجرة، قال عنه أحمد: ليس بشيء.
- عبد الله بن يزيد بن آدم الدالاني الدمشقي المتوفى في السنة الخامسة والأربعين بعد المائة للهجرة، قال عنه أحمد: أحاديثه موضوعة.
اكتب عن سيرة اثنين من التابعين، مبيِّناً ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
أبو يزيد الربيع بن خثيم الثوري:
هو الإمام العابد الزاهد المخبت، من المخضرمين أدرك الجاهلية والإسلام، ولم يرَ النبي – صلى الله عليه وسلم -، نزل الكوفة، وصحب ابن مسعود، وتعلم من علمه وهديه ودلِّه وسمته، وحصَّل خيراً كثيراً.
كان ابن مسعود إذا رآه مقبلاً قال: "(بشر المخبتين)، أما والله لو رآك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأحبك". رواه ابن أبي شيبة.
كان الربيع ثقة، جليل القدر، كبير الشأن في التابعين، من العلماء الحكماء، عظيم الزهد في الدنيا، ناصحاً للمسلمين، بصيراً بأمر دينه.
كان له أخبار وآثار اعتنى السلف بتدوينها وروايتها، فمن ذلك:
- قال عنه إبراهيم التيمي: "أخبرني من صحب ابن خثيم عشرين عاماً أنه ما سمع منه كلمة تعاب". رواه ابن سعد، وابن أبي شيبة.
- ذكر عنه سعيد بن مسروق: أنه سُرق له فرس، وقد أعطى به عشرين ألفاً، فاجتمع عليه حيُّه وقالوا: ادع الله عليه، فقال: "اللهم إن كان غنيّاً فاغفر له، وإن كان فقيراً فأغنه".
- ذكر الأعمش عمَّن حدثه أن الربيع مرَّ بالحدادين فنظر إلى الكير وما فيه فخرَّ مغشياً عليه، إذ كان شديد الخشية.
- كان حريصاً على تحقيق الإخلاص معتنياً به، قالت سرّيّته: "كان الربع يدخل عليه الداخل، وفي حجره المصحف يقرأ فيه فيغطيه". رواه ابن سعد وابن أبي شيبة.
- كان يبكي حتى تبتل لحيته من دموعه، ويقول: "أدركنا قوماً كنا في جنبهم لصوصاً". رواه ابن سعد.
وكان له – رحمه الله – وصايا مأثورة، وحكم مشهورة، فمن ذلك:
- قوله: "كل ما لا يراد به وجه الله يضمحل". رواه ابن سعد.
- لما قيل له: ما نراك تذم أحداً، قال: "ما أنا على نفسي براضٍ فأتفرغ من ذمي إلى ذم الناس، إن الناس خافوا الله على ذنوب العباد، وأمنوا على ذنوبهم". رواه ابن أبي شيبة.
- وصيته لبكر بن ماعز، حيث قال: "يا بكر، اخزن عليك لسانك إلا مما لك ولا عليك، فإني اتهمت الناس على ديني، أطع الله فيما علمت، وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه، لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ، ما خيركم اليوم بخير، ولكنه خير من آخر شر منه، ما تتبعون الخير كل اتباعه، ولا تفرون من الشر حق فراره، ما كل ما أنزل الله على محمد – صلى الله عليه وسلم – أدركتم، ولا كل ما تقرؤون تدرون ما هو، السرائر اللاتي يخفين على الناس هن لله بوادٍ، ابتغوا دواءها! وما دواؤها؟ أن تتوب ثم لا تعود".
- لما سأله نسير عن الصلاة الوسطى، قال: "أرأيت إن علمتها كنت محافظاً عليها ومضيعاً سائرهن؟ قال: لا، فقال: "فإنك إن حافظت عليهن فقد حافظت عليها".
روى عن ابن مسعود، وروى عنه: الشعبي، وسعيد بن مسروق، وبكر بن ماعز، وأبو رزين وغيرهم.
من مروياته في التفسير:
ما رواه منصور بن المعتمر، عن أبي رزين، عن الربيع: في قوله تعالى: (فليضحكوا قليلاً)، قال: في الدنيا، (وليبكوا كثيراً)، قال: في الآخرة. رواه ابن أبي حاتم، وابن جرير.
توفي في السنة الحادية والستين للهجرة، رحمه الله رحمة واسعة.
وهذه السيرة العطرة تفيد قارئها فوائد جمَّة، منها:
- إدراك ما عليه السلف الصالح من الخوف والتعظيم لله، والورع والخشية والإنابة.
- قيمة الحرص على إخفاء العمل، فذاك أدعى للإخلاص، وهو ما فرط فيه البعض في هذه الأزمان.
- مهما بلغ اجتهاد المرء في الطاعة، فلا يعجن بعمله، ولا يحسن الظن بنفسه!
سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي القرشي:
الفقيه العالم الثبت الثقة، إمام المسلمين في زمانه.
ولد في خلافة عمر بن الخطاب، وأدرك كثيراً من الصحابة.
تلقيه للعلم:
سمع من عمر بن الخطاب شيئاً يسيراً لصغر سنه، ثم اعتنى بعد بحفظ ما يبلغه من فقه عمر وأقضيته.
أخذ عامة علمه عن زيد بن ثابت وأبي هريرة، فحمل عنهما علماً كثيراً؛ إذ كان زيد من أفقه أهل المدينة، وأعلمهم بالقرآن والأحكام والقضاء، وكان أبو هريرة من أعلمهم بالحديث وأحفظهم له، فاجتمع له منهما علم غزير على حين وفرة الصحابة في المدينة، وأخذ عن جماعة آخرين من الصحابة – رضي الله عنهم -.
مكانته العلمية:
- كان شابّاً نجيباً حريصاً على العلم، حسن الفهم، قوي الحفظ.
- قال عنه علي بن المديني: "لا أعلم في التابعين أوسع علماً منه، هو عندي أجل التابعين".
- قال عنه يحيى بن سعيد: "يقال: ابن المسيب راوية عمر"، قال الليث بن سعد: "لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه وأقضيته".
- أفتى في حضرة الصحابة، وكان من الصحابة من يسأله لعلمه وحفظه.
- كان من أعبر الناس للرؤى، وله في ذلك أخبار كثيرة.
- له مرويات كثيرة في كتب التفسير، من أقواله، ومما يرويه عن بعض الصحابة والتابعين.
- له مراسيل أرسلها عن النبي – صلى الله عليه وسلم – هي من أجود المراسيل، وقد صححها بعض أهل العلم، واحتجوا بها،والراجح اعتبارها في الشواهد والمتابعات، دون الاحتجاج بها.
- كان على سعة علمه يتوقى القول في القرآن برأيه إذا لم يكن لديه فيه علم حاضر، فكان إذا سئل عن القرآن قال: "إنا لا نقول في القرآن شيئاً"، وقال عنه يزيد بن أبي يزيد: "كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع". رواه ابن جرير.
روى عن عمر وعثمان وعلي وعائشة وسعد بن أبي وقاص وأبي بن كعب وأبي هريرة وزيد بن ثابت وأبي الدرداء وابن عمر وجابر وأنس وابن عباس وأبي سعيد الخدري – رضي الله عنهم أجمعين -.
وروى عن كعب الأحبار بعض الإسرائيليات.
روى عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، والزهري، وسالم بن عبد الله، وقتادة، وغيرهم.
من مروياته في التفسير:
- قال في قوله تعالى: (وما كان الله ليضيع إيمانكم): صلاتكم نحو بيت المقدس. رواه ابن جرير.
- في قوله تعالى: (والمحصنات من النساء)، قال: ذوات الأزواج؛ ويرجع ذلك إلى أن الله حرم الزنا. رواه ابن المنذر.
- في قوله تعالى: (عتل بعد ذلك زنيم)، قال: هو الملصق في القوم ليس منهم. رواه ابن وهب.
وهذه السيرة الماتعة لهذا التابعي الجليل تبعث في النفس أموراً منها:
- الحرص على طلب العلم.
- تعظيم القول في القرآن.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 9 رجب 1437هـ/16-04-2016م, 10:25 PM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب على المجموعة الرابعة:
الجواب الأول:
الإسرائيليات هي الأخبار المنقولة عن بني إسرائيل، و قيل إسرائيليات نسبة لنبي الله إسرائيل، وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة و السلام، كما قال تعالى: {كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ما حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزّل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين}.
حكم روايتها: لا حرج في جعل الإسرائيليات مصدرًا من مصادر التفسير، فإنّ هذا فعل كثير من السلف، مستحضرين الإذن النبوي في روايتها في قوله صلى الله عليه وسلم: "حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج".
ملاحظة: هذا الإذن ليس على إطلاقه بل بضوابط، و سيُوضّح أكثر في ما يلي بإذن الله تعالى.
الجواب الثاني:
قد دخل الكثير من الإسرائيليات المنكرة إلى كتب تفسير المتأخرين، فمنهم من أكثر منها ، وجردها من الأسانيد، كما فعل الماوردي، وكان يحكيها على أنها من أقوال ابن عباس وكعب الأحبار ووهب بن منبه وسعيد بن المسيب ومجاهد وغيرهم دون التأكد من صحّة الإسناد إليهم (من فوائد إسناد الإسرائيليات معرفة ثبوتها عمّن حكاها، ومعرفة من رواها كذلك، فهي عن الصحابة ليست كروايتها عمّن دونهم ... وهكذا).
وليس ذلك فحسب، بل إنّ بعض المفسرين لا يستطيع حتى التّمييز بين الصّحيح و الضّعيف من هذه المرويّات، و ممّا زاد الطّين بلّة تداولها من طرف القُصّاص وزيادة الكذابين فيها ؛ فكان ذلك من أسباب شهرتها وذيوعها حتى دُوّنت في بعض التفاسير كالثعلبي والواحدي وغيرهما.
الجواب الثالث:
صنيع المفسرين من لَدُن الصحابة إلى التابعين وتابعيهم إلى ابن جرير وكل من بعده من المفسرين؛ ذِكرُ الإسرائيليات في تفاسيرهم، فلا يكاد يخلو تفسير منها، إلا أنها متفاوتة قلة وكثرة.
و ليُعلم أنَّ أخبار بني إسرائيل على ثلاثة أحوال:
- أحدها : مقبول : فهذا يُصدَّق لأنه وَردَ في شرعِنا ما يدل على صحته.
- والثاني : مرفوض: و هو ما تَحقَّقنا أنه كذب، وأنه لا أَصل له، ودَلّت أُصولُنا وأحاديث النبيّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ على أنه كذب.
- والثالث : مسكوت عنه: وهو ما لم يُعلم صحته ولا كذبه، فهذا لا نُؤمنُ به - تصديقاً - ولا نكذّبُه.
ويلاحظ في هذا القسم أنه تجوز حكايته للاعتبارِ لا للاعتقادِ، لأنّ المشرّع صلى الله عليه وسلم أذن في روايتها في قوله: "حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج"، وعلى هذا عمل السلف في التفسير وغيره.
كذلك إذا كانت الرواية صحيحة و لكن احتوت على شيء من النّكارة، فيُستفاد من الصحيح و يُردُّ ما كان منكرا.
ومن الأمور التي يحسن التنبه لها أنَّ رواية السلف للإسرائيلية لا يعني قبول ما فيها من التفاصيل، فهذه الإسرائيليات هي من باب التفسير بالرأي، وليس كل ما فُسّر بالرأي و الاجتهاد قُبل، لذلك يُنبّه طالب العلم المبتدئ على عدم اعتماده لها في أول تحصيله العلمي، و ليكن مرجعه في أول الأمر إلى مراجع أهل الإسلام: الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة.
الجواب الرابع:
الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل لا يسوّغ الرواية عمّن عُرف عنه الكذب في نقل أخبارهم، فمن عُلم كذبه لمخالفته أصول شريعتنا لا يصح تصديقه ولا قبوله ولا روايته ، وإذا رواه المفسّر في تفسيره وجب عليه بيان نكارته على سبيل الاعتبار والتشنيع ، وبيان تحريفهم. ويجب كذلك تكذيب الرواية المنكرة، كما كذّب ابن عباس نوفا البكالي لمّا زعم أنّ الذي لقي الخضر ليس موسى كليم الله، وإنّما هو رجل آخر اسمه موسى.


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 9 رجب 1437هـ/16-04-2016م, 11:17 PM
منال انور محمود منال انور محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 168
افتراضي

حل واجب أصول التفسير
المجموعة الأولى
س:1اكتب عن سيرة اثنين من مفسّري الصحابة رضي الله عنهم مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
الصحابي معاذ بن جبل رضي الله عنه :-
- كلن رضي الله عنه من علماء الصحابة و قرائهم شهد كل المشاهد مع النبي صل الله عليه و سلم و بعثه النبي إلى اليمن قاضياً و معلماً .
- منّ الله عليه بحب النبي صلى الله عليه و سلم أخذ بيده يوماً ثم قال يا معاذ و الله إني لأحبك فقال له معاذ بأبي أنت و أمي يا رسول الله و أنا والله أحبك قال أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاه أن تقول اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك رواه الإمام أحمد.
- و في حديث أنس ذكر النبي فضائل بعض الصحابة و ذكر معاذ بن جبل بأنه أعلم الأمة بالحلال و الحرام .
- و أثنى عليه عمر بن الخطاب قال يأتي معاذ بين يدي العلماء رتوة .
- وصفه جابر بن عبدالله رضي الله عنه قاله كان معاذ بن جبل أحسن الناس وجها و أحسمهك خلقا و أسمحهم كفاً .
- إنه كانوا يشبهونه بإبراهيم عليه السلام ؟
- مات رضي الله عنه في طاعون عمواس سنة 18 هجرية و عمره 38 سنة .
**استفدت منه :
* أن العلم يرفع صاحبه إذا أداه و تعلمه من مصادره الموثوق بها فقد أخذ معاذ رضي الله عنه العلم عن النبي صلى الله عليه و سلم و كان سببا في حب النبي له و وصاه الوصية الجليلة المذكورة أنفا .
* حداثة السن ليست دليلا على قلة العلم فقد حصل معاذ رضي الله عنه علما غزيراً و وصف بأنه أعلم الأمة بالحلال و الحرام و مات رضي الله عنه و عمره 38 سنة فالعبرة بالصدق في طلب العلم وسؤال الله دائما أن يرزقنا العلم النافع و الإكثار من دعاء رب زدني علما .
*أهمية السؤال عما يجلب الخير فقد سئل النبي حينما نزلت الأية ((أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين)) فقال معاذ لرسول الله لهذا خاصة أم لنا عامة قال بل لكم عامة .
* أنه لأخر عمره كان يبذل العلم و يوصي به فحين حضره الموت و سئلوه الوصية قال أجلسوني ثم قال إن العلم و الإيمان من ابتغاهما وجدهما عند أربعة رهط و ذكر منهم عبدالله بن سلام ( اقتباس من درس الإسرائيليات ) و كذلك ينبغى على طالب العام.
- عائشة رضي الله عنها :-
أحب الناس إلى رسول الله و أفقه النساء و كانت ذكية فطنة لا تدع شيئا لا تعرفه إلا سئلت عنه تعلمت من رسول الله علما غزيرا نفعت به الأمة .
- كان الصحابة إذا أشكل عليهم حديث سألوها وجدوا عندها منه علما .
- قال أبو سلمة بن عبد الرحمن ما رأيت أحد أعلم بسنن رسول الله و لا أفقه في رأي إذا أحتيج إلى رأيه و لاأعلم بآية فيما نزلت و لا فريضة من عائشة .
- روى عنها من الصحابة أبو موسى الأشعري و غيره .
- و روى عنها من التابعين عروة بن الزلبر و غيرهم .
**استفادتي منها : -
انها إمرأة و لكنها تعلمت و نفعت بعلمها الأمة .
- طالب العلم إن جهل شيئاً لا بد أن يسأل لكي يعلم .
- طالب العلم لا يبخل بعلمه على غيره فهو في ميزان حسناته و يستمر أجره حتى بعد موته و هو ما يجب أن نحرص عليه .
س2: بيّن مزايا عصر التابعين في علم التفسير.

إمتاز عصر التابعين بالأتي :
1 – قربهم من عهد النبوة و رؤيتهم لأصحاب النبي تتلمذوا على أيدي الصحابة و تأدبوا بأدبهم و رأو بعض أثار النبوة .
2 – عاشوا في أيام عزه المسلمين و نصرة السنة و حفظها و كان تقديم أهل العلم و الفضل و هذا له قدر عالي يعرفه بالأكثر من رأى ما حصل في القرون التالية عكس ذلك من تقريب أهل الأهواء و إيذاء أهل السنة و مثال ذلك ما سبق دراسته في فتنة خلق القرآن في عهد المأمون .
3 – كان عصرهم عصر قوة اللغة و سلامتها من اللحن فلم يكونوا أختلطوا بالعجم فكان لساناً عربياً سليماً .
4- كثرة حلق العلم في زمانهم و وفرة العلماء و قلة الأسانيد و كان ذلك أدعى إلى حفظ العلم و ضبطه فعصر التابعين أفضل العصور بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم .
الدليل : حديث النبي (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ))


س3: عدد أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات على وجه الإجمال.

1 – ما قصه الله في كتابه من أخبار بني إسرائيل و التصديق بهذا النوع واجب لأنه تصديق لكلام الله و رسوله .
2 – ما كان يحدث به بعض أهل الكتاب في زمن النبي و هذا يوقف فيه لا يصدقهم و لا يكذبهم أذن النبي بالتحديث عنهم و نهى عن تصديقهم و تكذيبهم و أمرنا أن نقول أمنا بالله و كتبه و رسله .
3 – ما كان يحدث به بعض الصحابة الذين قرءوا كتب أهل الكتاب و منهم عبد الله بن سلام .
4 – ما كان يروى عن بعض الصحابة الذين لم يقرأوا كتب أهل الكتاب و لكن لهم رواية عن من قرأها و منهم أبو هريرة .
5 – ما رواه بعض التابعين ممن قرأ كتب أهل الكتاب .
6 – ما كان يحدّث به بعض ثقات التابعين عمن قرأ كتب أهل الكتاب .
7 – ما يرويه بعض من لا يتثبت في التلقي فيكتب الثقة و الضعيف و منهم السدّي الكبير .
8 – ما يرويه بعض شديدي الضعف و المتهمين بالكذب ممن لهم تفاسير قديمه و منهم محمد بن السائب الكلّبي .
9 – ما يرويه أصحاب كتب التفسير المشتهره من الإسرائيليات بأسانيدهم مثل الطبري .
10- ما يذكره بعض المتأخرين في تفسيرهم من الإسرائيليات كالثعلبي و المواردي .

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 9 رجب 1437هـ/16-04-2016م, 11:27 PM
منال السلمي منال السلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 129
افتراضي

س1/ اكتب عن سيرة اثنين من مفسري الصحابة -رضوان الله عليهم- مبينا ما استفدته من دراستك لسيرتهما؟
سيرة أبي بكر الصديق-رضي الله عنه-:
هو عبد الله ن عثمان بن عامر التيمي القرشي -رضي الله عنه-.
أفضل الصحابة -رضوان الله عليهم- وأطولهم صحبة لرسول الله-صلى الله عليه وسلم-.
ذكرت صحبته للنبي-صلى الله عليه وسلم - في محكم التنزيل, قال تعالى :{إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}.
وهو أوّل من جمع القرآن في مصحف واحد بعد أن استحر القتل بالقراء في وقعة اليمامة.
كان أبو بكر من أعلم الصحابة بالتفسير.
توفي رضي الله عنه يوم الإثنين في جمادى الأولى سنة 13هـ.
آثاره في التفسير:
ومما روي عنه في تفسير كتاب الله -عز وجل- :
عن سعيد بن نمران قال: قرأت عند أبي بكر الصديق: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا}، قلت: يا خليفة رسول الله، ما استقاموا، قال: استقاموا على ألا يشركوا) رواه سفيان الثوري وابن وهب.
قال قيس بن أبي حازم: سمعت أبا بكر الصديق، رضي الله عنه يقرأ هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا رأى الناس المنكر فلم يغيروه، والظالم فلم يأخذوا على يديه، فيوشك أن يعمهم الله منه بعقاب» رواه ابن جرير بهذا اللفظ.
من روى عنه في كتب التفسير أربع طبقات:
من طبقة الصحابة: معقل بن يسار المزني, عبد الله بن عمر بن الخطاب, وعبد الله بن عباس، والمسور بن مخرمة الزهري، وطارق بن شهاب البجلي.
من طبقة التابعين الذين أدركوه وسمعوا منه: قيس بن أبي حازم البجلي، وسعيد بن نمران الناعطي.
من طبقة التابعين الذين وقع الخلاف في سماعهم: مسروق بن الأجدع الهمداني، والأسود بن هلال المحاربي، وأبو رجاء عمران بن ملحان العطاردي.
طبقة التاعين الذين لم يدركوه : التابعون الذين لم يدركوه، لكن لهم رواية عنه في كتب التفسير، ومنهم: سعيد بن المسيب، وعامر بن سعد البجلي، وأبو بكر بن أبي زهير الثقفي، وعامر بن شراحيل الشعبي، ومرة بن شراحيل الهمداني، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والحارث بن يعقوب الأنصاري، وأبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي، ومجاهد بن جبر المكي، وعكرمة مولى ابن عباس
سيرة الفروق-رضي الله عنه-:
هو عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي-رضي الله عنه-.
أعلم الصحاة وأفقههم -رضي الله عنه-.
كان رضي الله عنه من أقرب الصحابة إلى إدراك مقاصد القرآن وفهم مراد الله تعالى.
وكان حازماً في التأديب على القول في التفسير بغير علم، وعلى السؤال عنه سؤال تنطّع وتكلّف
من روى عنه في التفسير:
من طبقة الصحابة -رضوان الله عليهم-:علي بن أبي طالب، وابن مسعود، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك.
من طبقة كبار التابعين الذين أدركوه وسمعوا منه : قيس بن أبي حازم، وعلقمة بن وقاص الليثي، ومولاه أسلم العدوي.
طبقة كبار التابعين الذين في سماعهم منه خلاف، ومنهم: سعيد بن المسيب، وعبيدة بن عمرو السلماني، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
طبقة التابعين الذين لهم رواية عنه لكنها منقطعة إما أنهم لم يدركوه أو أدركوه لكن لم يسمعوا منه، ومنهم: يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، ومرة بن شراحيل الهمداني، وعامر الشعبي.
ما يستفاد من سيرتهما -رضي الله عنهما-:
1-الحرص على حماية التفسير من الشطط والتكلف .
2- بيان القرآن بما تعلموه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفق المنهج الصحيح.
3- تبليغ القرىن ومعانيه رغم كثرة المشاغل , وعظيم المسئوليات.
السؤال الثاني/ بيني مزايا عصر التابعين؟
هذا العصر من أفضل العصور بعد عصر الصحابة -رضوان الله عليهم- ؛ فقد قال النبي-صلى الله عليه وسلم- :{خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم}متفق عليه من حديث إبراهيم النخعي عن عبيدة السلماني عن ابن مسعود.
لذا لا يستغرب امتياز هذا العصر بعدد من المزايا التي تفوق به على من جاء عده من الأعصار والقرون ومن أهم تلك المزايا:
1- القرب من زمن النبوة؛ والتتلمذ على جيل الصحابة والأخذ عنهم والتأثر بهم.
2- حياتهم في ظل الخلافة الراشدة ؛ التي امتازت بالعزة والظهور, والتمكن والرفعة , وتقديم أهل العلم والفضل.
3- وجودهم في عصر الاحتجاج اللغوي , والبعد عن اللحن في اللسان العربي والسلامة فيه؛ إذ لم يكن الحن سارياً فيهم إلا في قليل ممن خالط العجم أو أسلم من الأعاجم.
4-انتشار العلم و وكثرة حلقه وقلة الاسانيد مما كان أدعى لحفظ العلم واستيعابه.
السؤال الثالث/ عددي أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات على وجه الإجمال؟
ما بلغنا من خبر أهل الكتا هو على أنواع ومراتب:
الأول : ما قصّ الله تعالى خبره في كتابه , وما صح فيه الخبر عن النبي-صلى الله عليه وسلم.
حكمه:
يجب التصديق به ؛ لأنه مما أخبر به الله تعالى , ومما أخبر به نبيه-عليه الصلاة والسلام-.

الثاني : ما كان يحدث به اهل الكتاب ممن كان في زمن النبي -صلى الله عله وسلم- ممن كان في المدينة ونجران وغيرها, وما ذكروه على أقسام:
أ-قسم أخبرهم النبي-صلى الله عليه وسلم - بتصديقه.
ب- قسم كذبهم النبي -صلى الله عليه وسلم فيه.
ج-قسم يقف فيه فلا يصدقهم ولا يكذبهم.
الثالث/ ما كان يحدّث به بعض الصحابة الذين قرؤوا كتب أهل الكتاب، ومنهم: عبد الله بن سلام، وسلمان الفارسي

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 9 رجب 1437هـ/16-04-2016م, 11:31 PM
ولاء محمدعثمان ولاء محمدعثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 80
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى الإسرائيليات؟ وما حكم روايتها؟
ج1: الإسرائيليات هى : ماوصلنا من أخبار بنى إسرائيل، وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام،الذى قال الله فيه (كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ما حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزّل التوراة)
وحكم روايتها : أذن النبى صلى الله عليه وسلم فى الرواية عنهم وأجاز ذلك ، ونهى عن تصديقهم ،وتكذيبهم
-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج).
-وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم،أنه قال: (بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار).
-وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا: (آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم) ).

س2: ما سبب شهرة الإسرائيليات المنكرة في كتب التفسير؟
ج2: اشتهرت الإسرائيليات المنكرة فى كتب التفسير وانتشرت خاصة فى كتب بعض المتأخرين منهم وذلك لأسباب منها :
1- مارواه بعض من لا يتثبت في التلقي ،ولا فى الرواية ؛ فيكتب عن الثقة وغيره ، وينقل الصحيح ، والضعيف ،ويخلط الحابل بالنابل دون التثبت عمن يروى ولا عن صحة الرواية ،وهم أكثر من أشاع الإسرائيليات المنكرة فى كتب التفسير، ومنهم : السدى الكبير ،والضحاك بن مزاحم، وعطاء الخراساني، ومحمد بن إسحاق بن يسار.
وهؤلاء أهل صدق في أنفسهم، ولهم صلاح وعناية بالعلم،ولايتعمدون الكذب ، ولكنهم وقعوا فى آفة عدم التثبت فى الرواية ، وقد أخذ على بعضهم التدليس .
2-مارواه بعض المتأخرين من المفسرين ؛الذين ليس لهم معرفة بالرجال وأحوال الرواة ولا يميزون الصحيح من الضعيف ، وليس لهم دراية بعلل المرويات ،فأدخلوا في تفاسيرهم أشياء منكرة منها، ورووا من التفاسير التي حذّر منها العلماء كتفسير مقاتل وتفسير الكلبي وغيرهما.
3- ماكان يرويه بعض المفسرين من الإسرائيليات المنكرة، دون ذكر أسانيدها،وينسبها للثقات من رواة الإسرائيليات أمثال ؛كعب الأحبار ، ابن عباس،وهب بن منبه وسعيد بن المسيب ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمه وقتادة وغيرهم ، دون التثبت أيضا إن كانت رويت عنهم أولا
وقد اعتمد بعض المفسرين المتأخرين ،كابن الجوزي في زاد المسير، والرازي في التفسير الكبير، والقرطبي والخازن وابن عادل الحنبلى ،وغيرهم على تفسير الثعلبي والماوردي والواحدي(وفيها من النكارة ماليس فى غيرها من التفاسير المسندة التى صنفها الأئمة ).

س3: لخّص أحكام رواية الإسرائيليات.
ج3:
1-أذن النبى صلى الله عليه وسلم فى رواية الاسرائيليات ، ، ونهى عن تصديقهم وتكذيبهم ، وذكر العلماء أن هذا الإذن مطلق ويقيد بقيود منها:ما نصّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه ما نصّ عليه بعض أصحابه مما علموه وأدركوه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم لهم وتعليمه إيّاهم.
-قال النبي صلى الله عليه وسلم، قال:(بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار).
-وعن أبي هريرة، قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا:(آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم))
-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، فإنهم لن يهدوكم، وقد ضلوا، فإنكم إما أن تصدقوا بباطل، أو تكذبوا بحق، فإنه لو كان موسى حيا بين أظهركم، ما حل له إلا أن يتبعني»

2- ماكان من أخبارهم يخالف ماورد عن النبى صلى الله عليه وسلم بدليل صحيح ، فهو باطل لاتحل روايته ، إلا لبيان كذبه ،وتحريفه والتحذير منه، ويجب تكذيبه ، كما كذّب ابن عباس نوفا البكالي لما زعم أن موسى الذي لقي الخضر ليس كليم الله،عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى بني إسرائيل ليس بموسى الخضر، فقال: (كذب عدو الله).

3-ألا يصدق ما يروى عنهم إلا ما دل عليه دليل صحيح ،من كتاب ،أو سنة ،أو ماشهد له الصحابة ،أو أجمع على صحته علماء الأمة، باجتهادهم والبحث فى الأدلة .

4-ماكان منها محتمل الصحة ،وفيه زيادات منكرة،ترد هذه الزيادات المنكرة وتبقى أصل القصة إن كان لها مايعضدها .

5-أن لاتتخذ هذه الإسرائيليات مصدرا يعتمد عليه فى التعلم والتحصيل ،أو أخذ حكم ، ولاحرج من الإستئناث ببعض هذه الروايات ،للاستشهاد بماثبتت صحته منها ،فيما ثبت حكمه،وعرف حكمه من الأصول المعتمدة من كتاب وسنة.
قال ابن تيمية: (وَمَعْلُوم أَن هَذِه الاسرائيليات لَيْسَ لَهَا إسناد، وَلَا يقوم بهَا حجَّة فِي شَيْء من الدّين إلا إذا كَانَت منقولة لنا نقلا صَحِيحا، مثل مَا ثَبت عَن نَبينَا أَنه حَدثنَا بِهِ عَن بني اسرائيل).
وقال: (الإسرائيليات إذا ذكرت على طريق الاستشهاد بها لما عرف صحته لم يكن بذكرها بأس).
قال ابن كثير: (ولسنا نذكر من الإسرائيليات إلا ما أذن الشارع في نقله مما لا يخالف كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو القسم الذي لا يصدق ولا يكذب، مما فيه بسط لمختصر عندنا، أو تسمية لمبهم ورد به شرعنا مما لا فائدة في تعيينه لنا فنذكره على سبيل التحلي به لا على سبيل الاحتياج إليه والاعتماد عليه.وإنما الاعتماد والاستناد على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما صح نقله أو حسن وما كان فيه ضعف نبينه).

5-ماروى عن الصحابة الذين لم يقرأوا فى كتب أهل الكتاب قليل ،وأكثر ماينسب إليهم لاتصح روايته عنهم .



س4: هل الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل يسوّغ الرواية عمّن عرف عنه الكذب في نقل أخبارهم؟
ج4: لابد من التفريق بين الإذن المطلق من النبى صلى الله عليه وسلم بالرواية عن بنى إسرائيل ،وبين التحديث عمن عرف عنه الكذب ،واتهم برواية الإسرائيليات المنكرة ،فلاتجوز رواية ماعرف كذبه ،وعرف أنه منكر لما فيه من التدليس والكذب ، إلا إن كانت روايته لغرض بيان كذبه وأنه منكر ،والتحذير منه.
وماكان من أخبارهم يخالف ماورد عن النبى صلى الله عليه وسلم بدليل صحيح ، فهو باطل لاتحل روايته ، إلا لبيان كذبه ،وتحريفه والتحذير منه، ويجب تكذيبه ، كما كذّب ابن عباس نوفا البكالي لما زعم أن موسى الذي لقي الخضر ليس كليم الله،عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى بني إسرائيل ليس بموسى الخضر، فقال: (كذب عدو الله).

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 9 رجب 1437هـ/16-04-2016م, 11:45 PM
زياد نور الدين السديري زياد نور الدين السديري غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 74
افتراضي مجلس المذاكرة الحادي عشر: القسم الثاني من مقدّمات في أصول التّفسير

بسم الله الرحمان الرحيم.

المجموعة الأولى:

س 1: اكتب عن سيرة اثنين من مفسّري الصحابة رضي الله عنهم مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
اخترنا الصحابيين الجليلين، أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أفضل الأمة بعد نبيها و معاذ بن جبل رضي الله عنه، أعلم الناس بالحلال و الحرام.
سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
هو عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي القرشي. وهو أفضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم و أعلاهم منزلة وأجلهم قدرا و أحرصهم على الخير و أسبقهم إليه، بل هو أفضل الأمة بعد نبيها على الإطلاق. وقد كرمه الله من فوق سبع سماوات و أنزل فيه الآيات تلو الآيات. فأثبت له مقام الصحبة ومرتبة المعية فقال سبحانه "ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا" (التوبة 40).
وقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه من أعلم الصحابة بأسرار القرآن الكريم و لطائفه و عجائب خطابه من ذلك ما رواه البخاري و مسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله" فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
قال أبو سعيد: فقلت في نفسي ما يبكي هذا الشيخ؟ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله.
قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"يا أبا بكر لا تبك، إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر".
توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم، و لم يستوعب الناس ماحدث. فمنهم من كذّب الخبر و منهم من فقد وعيه و قال عمر رضي الله عنه و قد استل سيفه "من قال أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد مات ضربت عنقه، إنما ذهب يكلم ربه كما ذهب موسى ولسوف يرجع، فليقطعن أيادي و أرجل أقوام زعموا أنه مات". ويأتي الصديق، رجل الأمة بعد نبيها، فيدخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فيقبله و يقول "طبت حيا و ميتا يا رسول الله" ثم يخرج إلى الناس فيرى و يسمع ما هم خائضون فيه فينادي فيهم و يقول كلمة وحدت الأمة بعد أن كادت تفتن و قشعت سحب الريب من على قلوب الصحابة فقال رضي الله عنه: " أيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات و من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت" ثم تلا قوله تعالى " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ" (آل عمران 144). فخيم الصمت و أدرك الصحابة أن النبي الذي قد كان يأتيه الوحي من السماء قد مات و يخر عمر على ركبتيه ويهدأ بعد ثورته و يقول " والله كأني أسمع هذه الآية لأول مرة من فم أبي بكر". فيأبى الله إلا أن يزيد صاحب رسوله شرفا و رفعة و قربا فوحّد به الأمة و استخلفه عليها بعد نبيها إذ وفق صحابته للإجتماع عليه. فخلف المسلمين لسنتين و ثلاثة أشهر وعشرة أيام، فأنفذ بعث أسامة و جمع القرآن و حارب المرتدين و أدّى الأمانة أحسن الأداء. و في ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء، لثمان بقين من جمادى الآخرة من السنة الثالثة عشرة للهجرة، طويت صفحة الخليفة الراشد الأول، أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو في الثالثة و الستين من العمر. و غسلته زوجته أسماء بنت عميس و ابنه عبد الرحمان و كفن كما أوصى في ثلاثة أثواب فصلى عليه عمر رضي الله عنه و دفن بجانب صاحبه صلى الله عليه و سلم.
وقد روى عنه جماعة من كبار الصحابة وشبابهم كعمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف وحذيفة بن اليمان وعائشة وأبو هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبو سعيد الخدري وابن عباس و غيرهم. كما روى عنه جماعة من كبار التابعين الذين ثبت سماعهم منه كسعيد بن نمران وجماعة من كبار التابعين الذين اختلف في سماعهم منه كمسروق و غيره و جماعة من التابعين الذين لم يدركوه ولهم عنه روايات كسعيد بن المسيب و غيره. وكانت الرواية المحفوظة عنه قليلة لقصر مدة خلافته وتقدّم سنة وفاته، واشتغال كثير من الصحابة بالجهاد وحروب المرتدين.

سيرة معاذ بن جبل رضي الله عنه:
هو أبو عبد الرحمان، معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخزرجي الأنصاري.
أسلم وعمره ثماني عشرة سنـة عندما أسلم سعد بن معاذ رضي الله عنه سيد الخزرج الذي طلب من قومه أن يسلمـوا فأسلم الخزرج ومعهم معاذ رضي اللـه عنه وقدم من المدينة الى مكة لمبايعة الرسـول صلى الله عليه وسلم ليلـة العقبـة الثانية فبايعه معهم وحضر المشاهـد كلها مع النبي صلى الله عليه و سلم و روى عنه الشيء الكثير من الأحاديث.
لزم معاذ بن جبل النبي صلى الله عليه وسلم منذ هجرته الى المدينة. فأخذ عنه القرآن وتلقى شرائع الاسلام حتى صار أقرأ الصحابة لكتاب الله وأعلمهم بشرعه. وهو أحد الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحسبه شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم له "استقرئـوا القرآن من أربعـة: من ابن مسعـود، وسالم مولى أبي حذيفـة، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل".
كان معاذ رضي الله عنه من كبار علماء الصحابة وقرائهم، بل و أعلمهم بالحلال و الحرام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. فقد روى الإمام أحمد والنسائي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" أرحم أمتي بأمّتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأقرؤها لكتاب الله أبيّ، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت، ولكلّ أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح".
أوفده النبي صلى الله عليه وسلم سفيرا إلى اليمن ليكون قاضيا و معلما. فمكث بها ما شاء الله حتى مات النبي صلى الله عليه و سلم و ولي الأمر أبو بكر و معاذ في اليمن. و على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولاه على الشام. ومات على إثرها في الطاعون الذي حل بعمواس بالشام سنة ثمانية عشرة للهجرة و له من العمر ثمانية وثلاثين سنة.

س 2: بيّن مزايا عصر التابعين في علم التفسير.
كان عصر التابعين أفضل العصور بعد عصر الصحابة على الإطلاق وقد تميز على العصور الموالية له بعدة مزايا جليلة نذكر منها:
- حداثة عهدهم بزمن النبوة ورؤيتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، و كان ذلك عاملا مساعدا لهم على تتلمذهم على أيدي الصحابة وتأدّبهم بآدابهم و نهلهم للعلم من منابعه ورؤيتهم لبعض آثار النبوة.
- عيشهم في ظل حكم الخلفاء الراشدين حيث عزّة المؤمنين و نصرة السنة و أهلها، والحضّ على تعلّم العلم الصحيح ونشره.
- وجودهم في عصر الاحتجاج اللغوي، إذ كانوا أقرب إلى السلامة من اللحن ممن أتى بعدهم، فلم يكن يعرف اللحن عن العلماء منهم، وإنما كان قد يقع بعضه من بعض الذين خالطوا العجم، أو ممن أسلم من العجم.
- كثرة حلقات العلم في زمانهم، ووفرة العلماء، وقلّة الأسانيد؛ وهذا أدعى لحفظ العلم وضبطه.

س 3: عدد أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات على وجه الإجمال.
عدد العلماء عشرة أنواع لما بلغنا من الإسرائيليات:
- النوع الأول: ما قصه القرآن الكريم و ما صح عن النبي صلى الله عليه و سلم من الأحاديث في أخبار بني إسرائيل. والإيمان بهذا النوع واجب لأنه من الإيمان بالكتاب و السنة.
- النوع الثاني: ما كان يحدّث به بعض أهل الكتاب في زمان النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا النوع على ثلاثة أقسام:
• ما أقرهم النبي صلى الله عليه و سلم عليه.
• ما كذبهم النبي صلى الله عليه وسلم فيه.
• ما سكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبين صدقه من عدمه. وهذا القسم يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم"حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج" و قوله "لا تصدقوا أهل الكتاب و لا تكذبوهم".
- النوع الثالث: ما كان يحدّث به بعض الصحابة الذين قرؤوا كتب أهل الكتاب، كعبد الله بن سلام وكان قبل إسلامه يهوديا، وسلمان الفارسي وكان نصرانيا، وعبد الله بن عمرو بن العاص.
- النوع الرابع: ما كان يُروى عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لم يقرؤوا كتب أهل الكتاب، لكن لهم رواية عمّن قرأها؛ ككعب الأحبار، وغيره. و أبرز هؤلاء أبو هريرة و بن عباس و أبو موسى الأشعري رضي الله عنهم جميعا.
- النوع الخامس: ما رواه بعض التابعين ممن قرأ كتب أهل الكتاب ومنهم كعب بن ماتع الحميري الملقب بكعب الأحبار، ووهب بن منبّه اليماني، ونوف بن فضالة البكالي.
- النوع السادس: ما كان يحدّث به بعض ثقات التابعين عمَّن قرأ كتب أهل الكتاب. و على رأسهم سعيد بن المسيب و مجاهد و قتادة و عكرمة و سعيد بن جبير و طاووس.
- النوع السابع: ما يرويه بعض من لا يتثبّت في التلقّي فيكتب عن الثقة والضعيف وهؤلاء لا يتعمّدون الكذب، وهم أهل صدق و صلاح وعناية بالعلم، لكنّهم وقعوا في عدم التثبّت، وخلطوا الصحيح بالضعيف.
- النوع الثامن: ما يرويه بعض شديدي الضعف والمتّهمين بالكذب على غرار محمد بن السائب الكلبي، ومقاتل بن سليمان البلخي، وموسى بن عبد الرحمن الثقفي، وأبو الجارود زياد بن المنذر.
- النوع التاسع: ما يرويه أصحاب كتب التفسير المشتهرة من تلك الإسرائيليات بأسانيدهم إلى من تقدّم، كما ورد لدى عبد الرزاق وابن جرير الطبري وابن المنذر وابن أبي حاتم وعبد بن حميد
وهؤلاء وإن كانوا لم يشترطوا الصحة في تفاسيرهم إلا أنّ الروايات الإسرائيلية المنكرة في تفاسيرهم أقلّ بكثير مما في تفاسير من بعدهم.
- النوع العاشر: ما يذكره بعض المتأخرين من المفسّرين في تفاسيرهم من الإسرائيليات، كالثعلبي والماوردي والواحدي، وقد تساهلوا في الرواية عن الكذابين والمتّهمين بالكذب.

هذا والله تعالى أعلم.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 10 رجب 1437هـ/17-04-2016م, 12:38 AM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحبم
المجموعة الأولى:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من مفسّري الصحابة رضي الله عنهم مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
س2: بيّن مزايا عصر التابعين في علم التفسير.
س3: عدد أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات على وجه الإجمال.
------------------------------------
إجابة السؤال الأول:
1- أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
هو عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي القرشي، أول الخلفاء الراشدين ؛ وكان تاجراً جمع الأموال ونفع بها الإسلام، وهو أول من أسلم من الرجال ، وهو أفضل الصحابة قدراً ، وأعظمهم منزلة، وأطولهم صحبة للنبي صلى الله عليه وسلم.
كان سباقاً للخير والفضل مصاحباً للنبي صلى الله عليه وسلم في هجرته من مكة إلى المدينة، ونزل فيه قول الله تعالى:{إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} ؛ قال : أنا والله صاحبه.
كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه من أعلم الناس بمعاني كلام الله وفحوى خطابه، وقد تجلى ذلك في يوم الحديبية لما أشكل على عمر مع قوة فهمه قوله تعالى{لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة: "إنكم تأتونه وتطوفون به" فقال له الصديق: "أقال لك: إنك تأتيه العام؟" قال: لا، قال: "فإنك آتيه ومطوف به".
أول من جمع القرآن في مصحف واحد بعد أن استحر القتل في قراء القرآن يوم اليمامة، ففضله على أمة الإسلام عظيم ، فقد كان هذا المصحف هو المستند عند جمع الناس على مصحف واحد زمن عثمان رضي الله عنه.
كان رضي الله عنه من أعلم الصحابة بالتفسير وقد رويت عنه عديد من الآثار في ذلك ، وروى عنه أكابر الصحابة وشبابهم مثل عمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن ابن عوف وعائشة وحذيفة بن اليمان وابن عباس، رضي الله عنهم أجمعين ؛وغيرهم.
استفدت من سيرته ما يلي:
1- سبقه إلى الخير والفضل وتضحيته في سبيل الله بالأموال، مما يدل على صدقه مع الله؛ وإثاره الآخرة على الدنيا، وهكذا يجب أن نكون.
2- رقة قلبه وكثرة بكائه عند قراءة القرآن، ومع ذلك كانت مواقفه غاية في الحزم مع المرتدين ومانعي الزكاة، وهكذا يجب أن نكون؛ في كل موقف بما يناسبه، والسعيد من وفقه الله.
3- دعوته إلى الله منذ أسلم فقد أسلم على يديه أكابر الصحابة مثل عثمان وطلحة، وهكذا نتعلم منه رضي الله عنه .
4- ثباثه عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأت هذا الثبات من فراغ فهو ثمرة قوة الإيمان ؛ نسأل الله أن يرزقنا إيماناً ويقيناً.
-------
2- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي (ت:32هـ) ؛ من علماء الصحابة و أقرؤهم للقرآن ، وأشبههم بالنبي صلي الله عليه وسلم سمتاً وهدياً،وكان يعلم القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بعثه عمر إلى الكوفة أميراً ومعلّما.
-ومن فضائله أنه قال:{ والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه}{؛ وفضائله كثيرة رضي الله عنه.
وأشهر من روى عنه في التفسير: تلامذته مسروق ،وعلقمة، والأسود، وأبو وائل شقيق بن سلمة، والربيع بن خثيم ، وزر بن حبيش.
وأرسل عنه: ابنه أبو عبيدة، وأبو عبد الرحمن السلمي، وعامر الشعبي، والحسن البصري، وقتادة، وغيرهم .
و استفدت من سيرته رضوان الله عليه:
1- ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم ، وقربه منه واتباع هديه وسمته صلى الله عليه وسلم، فيجب علينا أن نكون كذلك متبعين لسنته وهديه.
2- حبه للقرآن قراءة وتعليماً فقد كان أول من جهر بالقرآن في مكة؛ وهذا الحب هو الذي أورثه هذه المكانة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من أراد أن يسمع القرآن غضاً كما أنزل فليسمعه من ابن أم عبد}؛ فعلى المؤمن أن يلزم كتاب الله تعلماً،وتلاوة وتفسيراً، وتعليماً.
3- جهاده في سبيل نصرة دينه ، فقد كان من أوائل المهاجرين وممن شهد بدراً.
-------------
إجابة السؤال الثاني:
امتاز عصر التابعين بمزايا كثيرة منها:
1- قربهم من عصر النبوة، ومعاصرتهم للصحابة رضوان الله عليهم ؛ الذين شهدوا التنزيل، وتعلمهم على أيديهم وتأدبهم بأدبهم، وهذا يجعل تفسيرهم بعد مرتبة تفسير الصحابة مباشرةً.
2- كونهم في عصر الاحتجاج اللغوي، فهم أهل لسان، وكانوا أقرب للسلامة من اللحن ممن أتى بعدهم.
3- بعدهم عن البدع وقلتها فيهم، وعيشهم في زمن عزة تنصر فيه السنة ويقدم أهل الفضل والعلم، ولو قارنا هذا؛ بمن جاء بعدهم وما حدث من تقريب المبتدعة وأهل الأهواء لأدركنا الفرق.

4- كثرة حلق العلم في زمانهم ووفرة العلماء، وقلة الأسانيد وهذا أدعى لضبط العلم، وهذاجعل مرتبة تفسيرهم بعد تفسير الصحابة.
----------------------
إجابة السؤال الثالث:
أنواع مابلغنا من الإسرائيليات:
النوع الأول:ما جاء ذكره في كتاب الله أو صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم من أخبار بني إسرائيل، وهذا حكمه التصديق، قال تعالى: {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون}.
النوع الثاني: ما كان يحدث به أهل الكتاب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن نعلم أن كتبهم دخلها التحريف، وهذا النوع ينقسم ثلاثة أقسام:
1- ما كان يصدقهم فيه النبي صلى الله عليه وسلم ويقرهم عليه، فحكمه التصديق.
2- ما كان يكذبهم فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فحكمه التكذيب.
3- ما كان يتوقف فيه فلايصدقهم ولايكذبهم ويقول "الله أعلم" ، فحكمه التوقف ، وقد أباح صلى الله عليه وسلم التحديث عنهم، حيث قال:"حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" فقد أذن في التحديث عنهم ونهى عن تصديقهم وتكذيبهم.
النوع الثالث: ما كان يحدث به الصحابة الذين كان لهم اطلاع على كتب أهل الكتاب مثل عبد الله بن سلام ،وسلمان الفارسي ، وحكمه حكم الاسرائليات المعروف.
النوع الرابع: ماروي عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليهم وسلم ممن لم يكن لهم اطلاع على كتب أهل الكتاب؛لكن لهم رواية عمن لهم اطلاع عليها ؛ مثل كعب الأخبار وغيره، ومنهم أبو هريرة ،وابن عباس ،وأبوموسى الأشعري، وهذا النوع ينظر فيه من ثلاث جهات:
1- تصريحهم بالرواية عمن يحدث من أهل الكتاب، فحكمه حكم الاسرائليات المعروف إذا صرحوا بالأخذ عنهم.
2- من جهة المتن فإن كان غير منكر فقد تساهل المفسرون في الرواية عند خلو المتن من النكارة.
3- من جهة صحة السند ، وقد تساهل كثير من المفسرين في روايات التفسير إذا كان الضعف محتملاً وخلا المتن من النكارة.
وغالب الاسرائليات التي صح اسنادها إلى الصحابة لاتكون فيها نكارة.
النوع الخامس: مارواه التابعين ممن كان لديهم اطلاع على كتب أهل الكتاب مثل كعب الأحبار ووهب بن منبه ونوف البكالي، وهذا حكمه حكم الاسرائليات المعروف.
النوع السادس:ما حدث به بعض ثقات التابعين ممن قرأ كتب أهل الكتاب، منهم سعيد بن المسيب، ومجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وطاووس، وقتادة، وغيرهم
وينظر في مروياتهم على القاعدة السابقة في مرويات الصحابة، ولكن مع العلم أن قول التابعي ليس كقول الصحابي .
النوع السابع: مارواه بعض من لايتثبت في التلقي ممن يكتب عن الثقة والضعيف؛ ويخلط الغث بالثمين ،وهم أكثر من أشاع الاسرائيليات في كتب التفسير، مثل السدي الكبير، والضحاك، وعطاء الخرساني، وهم لم يتعمدوا الكذب، ولكن علتهم في عدم التثبت ووقع بعضهم في التدليس.
النوع الثامن: ما كان من رواية شديدي الضعف والمتهمين بالكذب، ممن كانت لهم تفاسير في القرن الثاني، ومنهم الكلبي، ومقاتل، وموسى الثقفي.
النوع التاسع: ما رواه أصحاب التفاسير الكبيرة مسندة إلى اأصحابها،وهم نقلوها ولم يشترطوا فيها الصحة، ولم يعلقوا عليها من هذا الجانب،ومنهم ابن جرير الطبري، ابن أبي الحاتم،وعبدالرزاق،وما جاء من اسرائيليات منكرة فيما جاء بعدهم من تفاسير، أكثر بكثير.
النوع العاشر: ما ذكره بعض المتأخرين في تفاسيرهم من الإسرائيليات، مثل الثعلبي والماوردي والواحدي، فكان ما تفردوا فيه مظنة الإسرائيليات المنكرة، حيث تساهلوا بالرواية عن الوضاعين والكذابين، مع حذف الأسانيد اختصارا. ونقل عنهم: ابن الجوزي والرازي والقرطبي وغيرهم.
الخلاصة أن ما وردنا من الإسرائيليات على أنواع ودرجات ، وكل نوع له حكمه؛ وطريقة النظر فيه.
--------------

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 10 رجب 1437هـ/17-04-2016م, 12:56 AM
أفراح محسن العرابي أفراح محسن العرابي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
المشاركات: 149
افتراضي

المجموعة الرابعة[font="&amp]: [/font]
س[font="&amp]1: [/font]ما معنى الإسرائيليات؟ وما حكم[font="&amp] [/font]روايتها؟[font="&amp] [/font]
أخبار بني إسرائيل، وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، الذي قال الله فيه[font="&amp]: [/font](كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ما حرّم إسرائيل على[font="&amp] [/font]نفسه من قبل أن تنزّل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين).
حكم روايتها :
كانت يهود يحدثون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فيسيخون كأنهم يتعجبون؛ فقال[font="&amp] [/font]رسول الله صلى الله عليه وسلم[font="&amp]:[/font][font="&amp] «[/font]لا تصدقوهم , ولا تكذبوهم[font="&amp]»[/font][font="&amp] , [/font]وقولوا[font="&amp]: [/font][font="&amp]{[/font]آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم[font="&amp] [/font]واحد ونحن له مسلمون[font="&amp]}[/font][font="&amp]). [/font]رواه عبد الرزاق[font="&amp].[/font]

س[font="&amp]2: [/font]ما سبب شهرة الإسرائيليات المنكرة في كتب التفسير؟
1/ الذين ليسلهم معرفة بالرجال وأحوال الرواة ولا يميزون الصحيح من الضعيف فأدخل في تفسيره أشياء منكرة كالثعلبي.
2/من ينقل منها دون ذكر الأسانيد والتثبت منها كما فعل الماوردي .

س[font="&amp]3: [/font]لخّص أحكام رواية[font="&amp] [/font]الإسرائيليات[font="&amp].[/font]
القسم الأول/ ما أخبر الله به في كتابه وقصه النبي صلوات ربي عليه من الأخبار عن بني إسرائيل وهذا النوع التصديق به واجب؛ لأنه من التصديق بكتاب الله[font="&amp] [/font]تعالى، وبما أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم[font="&amp].[/font]
قال الله تعالى[font="&amp]:[/font][font="&amp] [/font] (إنّ هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل أكثر[font="&amp] [/font]الذين هم فيه يختلفون).
القسم الثاني/يكذّبهم فيه النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما في السنن الكبرى للنسائي عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: إن اليهود تقول: إذا[font="&amp] [/font]جاء الرجل امرأته مجباة جاء الولد أحول، فقال[font="&amp]:[/font][font="&amp] «[/font]كذبت يهود[font="&amp]»[/font][font="&amp] [/font]فنزلت[font="&amp] {[/font]نساؤكم حرث لكم، فأتوا حرثكم أنى[font="&amp] [/font]شئتم.
فهذا لا يجوز تصديقه ويخبر على وجه التكذيب لهم .
القسم الثالث/ يقف فيه فلا يصدقهم ولا يكذبهم وهذا النوع هو المسكوت عنه ؛ كما روى عن ابن أبي نملة، أن أبا نملة الأنصاري، أخبره أنه بينا هو جالس عند رسول الله صلى[font="&amp] [/font]الله عليه وسلم جاءه رجل من اليهود، فقال: يا محمد، هل تتكلم هذه الجنازة؟[font="&amp] [/font]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم[font="&amp]: [/font][font="&amp]" [/font]الله أعلم[font="&amp] "[/font][font="&amp]. [/font]
قال[font="&amp] [/font]اليهودي: أنا أشهد أنها تتكلم[font="&amp].[/font]
فقال رسول[font="&amp] [/font]الله صلى الله عليه وسلم : (إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا[font="&amp] [/font]تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله، فإن كان حقا لم تكذبوهم، وإن كان باطلا[font="&amp] [/font]لم تصدقوهم).

[font="&amp]
[/font]
س[font="&amp]4: [/font]هل الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل يسوّغ الرواية[font="&amp] [/font]عمّن عرف عنه الكذب في نقل أخبارهم؟
لا يسوغ التحديث عمن عرف عنه الكذب قي نقل أخبارهم
ولقد كان العلماء يحذرون من الرواية عن الكذابين كما روى عبد الله بن الإمامأحمد عن أبيه أنه قال في رجل من أهل الحديث: (لا تكتبوا عنه حتىلا يحدث عن الكذابين، وذكر تفسير الكلبي وعبد المنعم، يعني أحاديث وهب بن منبه).
و تجنّب أصحاب التفاسير المسندة الأوائل كسفيان الثوري وعبد الرزاق وابن جريروابن المنذر وابن أبي حاتم تجنبوا الرواية عن هؤلاء الكذابين؛ فلم يرووا عن مقاتلبن سليمان ولا عبد المنعم بن إدريس ولا موسى الصنعاني، وروى بعضهم من تفسير الكلبيما ينتقى من أقواله لا من بواطيله.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الحادي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir