المجموعة الثانية:
س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
حكمهم على التفصيل التالي
الصنف الأول : طائفة من الجهمية يستترون بالوقف وهم حقيقة امرهم يقولون بخلق القرآن وهؤلاء أشتد إنكار الأمام أحمد عليهم وكثرت الروايات عنه في تكفيرهم والتحذير منهم .
الصنف الثاني : الذين يقفون شكا وتردد فلا يقولون القرآن مخلوق ولا غير خلوق لشكهم في ذلك , وقد كثرت الآثار عن السلف في تكفيرهم لان الشك ينافي التصديق الواجب ,قال سلمه بن شبيب : سمعت أحمد بن حنبل يقول ( الواقفي لا تشك في كفره ) .
الصنف الثالث : طائفة من أهل الحديث قالوا بالوقف واخطؤوا في ذلك وهؤلاء ينكرون على من يقول: إنّ القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أنّ كلام الله مخلوق وكان الإمام أحمد شديداً على من يقول بالوقف من المحدّثين، ويأمر بهجرهم وهؤلاء ينبغي هجرهم والتحذير منهم والله تعالى أعلم .
س2: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
كانت خالفت المأمون في عام 198 ه وكان رجلا مولعا بالأدب وعلم الكلام كن فتنه إقباله على علم الكلام ولطائف مايأتي به المعتزلة من زخرف القول فكان يقربهم ويجالسهم حتى آل به الأمر الى أن يتستخرج كتب الفلاسفة اليونانيين ويأمر بتعريبها , فزاد البلاء بتلك الكتب المليئة بالشبه , وكان عاقبة تقريبه للمعتزلة والمبتدعة أن زينوا له القول بخلق القرآن وكان في نفسه يقول بهذا القول لكن لا يجسر على إخراجه خشية العلماء في عصره , ثم بدأ شيئا فشيئا في ارسال يمتحن العلماء و ويختبرهم بهذا القول , ثم عزم في سنة 218 على امتحان العلماء بهذا القول وأرسل الى الولاة امتحانهم ومن ابى يعزل و ويهدد او يحبس وممن امتحن من العلماء الأمام أحمد وغيره الى أن توفي .
س3: بعد دراستك لفتنة اللفظية؛ بيّن ما يأتي :
أ- سبب نشأتها.
ان الكرابيسي وهو من رؤوس المعتزلة حذّر منه الإمام أحمد، ونهى عن الإخذ عنه؛ فبلغ ذلك الكرابيسيَّ فغضب وتنمّر، وقال: لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر
ب- سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
ذلك بسبب ما في هذه المسألة من الغموض والالتباس وخير الهدي في هذا الأمر هو عدم إيراد هذه المسألة من الأصل لما يحدث من التلبيس والتشويش بسببها، وهذا ما فعله الإمام البخاري حيث قال في كتابه خلق أفعال العباد ( حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المخلوق المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} ).
ج- خطر هذه الفتنة .
1- خطر فتنة اللفظية لأنها استمرت قروناً من الزمان وجري بسببها محن كثيرة،وتفرق المسلمون بسببها فرق ضالة كثيرة.
2-مسألة اللفظ هذه الهدف منها التلبيس بين الأمرين : القرآن كلام الله غير مخلوق ، أفعال العباد مخلوقة.
3- هي كلمة مجملة حمالة لوجوه كثيرة لا تنفع الناس وفيها تلبيس علي عامتهم ،وتأولها كل فرقة علي ما تريد.
4- تستر الجهمية بهذا القول لان اللفظية أخف وأقرب إلي قبول العامة من التصريح بقولهم :أن القرآن مخلوق.
س4: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
2- أنه كان بنايسبور فازدحم الناس عليه حتى امتلأ السطح والدار فلما كان اليوم الثاني، أو الثالث قام إليه رجل فسأله عن اللفظ بالقرآن.
فقال: أفعالنا مخلوقة، وألفاظنا من أفعالنا فوقع بينهم اختلاف.
فقال بعض الناس: قال: لفظي بالقرآن مخلوق، وقال بعضهم: لم يقل حتى تواثبوا؛ فاجتمع أهل الدار وأخرجوهم). ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء.
وقال ابن عدي: ذكر لي جماعة من المشايخ أن محمد بن إسماعيل لما ورد نيسابور اجتمع الناس عليه فحسده بعض من كان في ذلك الوقت من مشايخ نيسابور لما رأوا إقبال الناس إليه، واجتماعهم عليه؛ فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول: اللفظ بالقرآن مخلوق فامتحنوه في المجلس فلما حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق هو أم غير مخلوق؟فأعرض عنه البخاري، ولم يجبه فقال الرجل: يا أبا عبد الله فأعاد عليه القول فأعرض عنه ثم قال في الثالثة فالتفت إليه البخاري، وقال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه وقعد البخاري في منزله ولاقا ما لاقا من البلايا والمحن بسبب هذه المسألة المشؤومة .
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
أنه اجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية؛ حتى أحرجهم وصار بعضهم يتجنّب المجالس التي يغشاها الأشعري؛ فعظّمه بعض الناس لذلك، وعدّوه منافحاً عن السنّة، مبطلا لقول خصوم أهل السنة من المعتزلة.
ثمّ إنّه خاض في معامع الردود مدّة من عمره على هذه الطريقة، وهو يظنّ أنه ينصر السنّة المحضة، وهو – وإن كان أقرب إلى السنة من المعتزلة – إلا أنّه قد خالف أهل السنة وطريقتهم، وأحدث أقوالاً في مسائل الدين وأصوله لم تكن تعرف من قبل.