المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
أنها أعظم سورة في القرآن وأنها أفضل القرآن ولم ينزل في الزبور ولا في الإنجيل ولا في التوراة مثلها وأنها أم القرآن وأصله وجامعة معانيه وأنها رقية وخير القرآن ومن فضلها أنه فتح لها باب لم يفتح من قبل ونزل لها ملك لم ينزل قط:
- حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه،قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين}«هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم»رواه البخاري
- حديث أنس بن مالك رضي الله عنهقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين}). رواه النسائي س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
1- لأن فيها أصول المعاني الذي ذكرت في باقي سور القرآن ففيها الحمد والثناء وإفراد الله بالعبادة والإستعانة وسؤال الله أن يبصره ويعينه على سلوك الصراط المستقيم له ولغيره والتخلص من سبل الأشقياء المغضوب عليهم والضالين
2- لتقدمها في الكتاب والصلاة والقراءة والعرب كانت تسمى المتقدم أمّا لأن ما خلفه يؤمه قال البخاري في صحيحه )وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة(
3- والصواب الجمع بين المعنيين لصحّتهما، وصحّة الدلالة عليهما، وعدم تعارضهما.
ب. الوافية
1. لأنها تقرأ كاملة وافية في كل ركعة لا تجزأ وهو قول الثعلبي قال الثعلبي (وتفسيرها لأنها لا تُنَصَّفُ، ولا تحتَمِلُ الاجتزاء؛ ألا ترى أنَّ كلّ سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزاً، ولو نُصِّفَت الفاتحة وقرئت في ركعتين كان غير جائز)
2. لأنها وافية تشمل معاني القرآن وهو قول الزمخشري
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
لا يصح ولا أصل له وهو من الخطأ والوهم الذي وقع عن أبي هريرة والزهري
أما مجاهد فقد ثبت عنه
قال ابن حجر العسقلاني: (وأغرب بعض المتأخّرين فنسب القول بذلك لأبي هريرة والزّهريّ وعطاء بن يسارٍ)
ونسبة القول بأن الفاتحة مدنية إلى أبي هريرة رضي الله عنه لا يصح لأن ماروي عنه منقطع الإسناد فمجاهد لم يسمع من أبي هريرة
روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة»أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: «أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة»
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة.
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة).
فالأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ.
قال الحسين بن الفضل البحلي (ت:282هـ): (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي.
وأما نسبة هذا القول إلى محمّد بن مسلم الزهري: أن الإسناد الذي روي عنه فيه الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
الصحيح أن الذي نزل من كنز تحت العرش هما خواتيم سورة البقرة والحديثان اللذان وردا في أنها الفاتحة ضعيفان
- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين»رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
- حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
س5: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.
توافق الآية من الحديث يجعل العدد معناه المراد هو المذكور بعينه.
قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
قول النبي صلى الله عليه وسلم: (فاتحة الكتاب سبع آيات)
قال أبو العالية الرياحي في قول اللّه تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني}قال: (فاتحة الكتاب سبع آياتٍ). رواه ابن جرير.
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
1- اعتراف العبد بضعفه وافتقاره وشدة حاجته وإظهار ذلك
2- تستلزم إيمان العبد بأسمائه وصفاته، وبقدرته على إعاذته وإيمانا برحمته إلى غير ذلك من الاعتقادات النافعة
3- استقرار الصدق والمحبة والإخلاص والرجاء وغيرها من الصفات الجليلة في قلب العبد التي يحبها الله ويثيب عليها ويبغض من أعرض عن التعبد عنها
فالصدق فلأجل أن المستعيذ صادق في طلب الإعاذة لشدّة حاجته إلى من يعصمه، واجتهاده في ذلك.
والإخلاص؛ فلأجل أن المؤمن يفزع إلى ربّه جلّ وعلا لا إلى غيره؛ فيستعيذ به وحده.
والمحبّة؛ فلأجل ما يقوم في قلب المستعيذ من محبّة الله التي كان الحامل عليها إيمانه بأنّه وليّه الذي لا وليّ له غيره.
ومتى صحّت الإنابة في قلب العبد كان من الذين يهديهم الله كما قال الله تعالى: {قل إن الله يضلّ من يشاء ويهدي إليه من أناب}، وقال تعالى: {الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب}
وأما التوكّل فلأجل ما يقوم في قلب العبد من التفويض وعزمه على اتّباع هدى الله.
وغير ذلك
وهذه العبادة من مقاصد خلق الله تعالى قال الله تعالى:{وما خلقت الإنس والجنّ إلا ليعبدون}
ومن قامت في قلبه هذه العبادات العظيمة كانت استعاذته من أعظم أسباب محبّة الله له، وهدايته إليه.