دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 صفر 1438هـ/17-11-2016م, 01:41 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثامن: مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة الفاتحة

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير الفاتحة

اختر مجموعة من المجموعات التالية: وأجب على أسئلتها إجابة وافية

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
ب. الوافية
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
س5: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. فاتحة الكتاب.
ب. السبع المثاني
س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟
س3: مالفرق بين اسم السورة ولقبها.
س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟
س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة .

المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم القرآن.
ب. سورة الصلاة.
س2: بيّن أنواع المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة وما حكم كل نوع مع التمثيل.
س3: بيّن أنواع الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين.
س4: هل نزلت سورة الفاتحة مرتين؟
س5: اذكر ثلاثا من صيغ الاستعاذة مع الاستدلال.
س6: اكتب رسالة في خمسة أسطر تتحدث فيها عن فضل سورة الفاتحة.

المجموعة الرابعة:
س1. اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة وبيّن سبب ضعفها وحكم متنها.
س2: بيّن معاني (المثاني) في النصوص وكلام أهل العلم.
س3: اعدد خمسة من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان أدلتها.
س4: بيّن معنى الاستعاذة وأقسامها.
س5: بيّن المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه.
س6: بيّن وقت الاستعاذة لقراءة القرآن؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها؟

المجموعة الخامسة:

س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.
س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.
س3: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 صفر 1438هـ/17-11-2016م, 08:15 PM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.

=كثرة الأسماء.
=كثرة الألقاب.
=أنها تسمى أم الكتاب وأم القرآن وتفسير هذين الاسمين يبين فضل عظيم جداً لهذه السورة.
=أن الله اختص بها أمة محمد التي هي خير الأمم.
=أن من يدعو بها يستجاب له.
ففي الحديث: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم وابن أبي شيبة والنسائي في الكبرى وغيرهم
=أنها أعظم سورة في القرآن كما في حديث سعيد بن المعلى عند البخاري وغيره وفيه أن النبي قال له: "ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟! )). فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكَّرتُه فقال ( { الحمد لله رب العالمين } هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته"
=أن الصلاة التي هي عماد الدين لا تصح إلا بقراءتها فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج هي خداج هي خداج غير تمام).


=================================================================================================
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.

في معنى تسمية الفاتحة بأم الكتاب أقوال ترجع إلى قولين:
=الأول: أنها سميت به؛ لأن فيها أصول معاني القرآن وعليه يكون هذا المسمى لما احتوته هذه السورة من المعاني الجليلة حيث تضمنت حمد الله والثناء عليه وتوحيده بالعبادة والاستعانة وتوحيده بأسمائه وصفاته، وسؤاله سبحانه الهداية للصراط المستقيم الذي هو صراط الذين أنعم الله عليه إلى غير ذلك مما فيها من المعاني الجليلة التي تدور حولها باقي السور ببيانها وبسطها والاحتجاج لها وضرب الأمثال.
=القول الثاني: أنها سميت بذلك؛ لأنها تتقدم المصحف في القراءة، وتتقدم في الصلاة؛ والعرب تسمي المقدم أمّاً
قال البخاري في صحيحه: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة).
وقال ابن الجوزي في زاد المسير: (ومن أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمَّت الكتاب بالتقدم).

ب. الوافية
في معنى تسمية الفاتحة بالوافية قولان:
أحدهما: لأنها وافية بما في القرآن من معاني وهذا القول هو قول صاحب الكشاف.
الآخر: لأنها تقرآ كاملة في كل ركعة ولا تجزأ في ركعتين كما يمكن مع باقي السور؛ وهذا قول الثعلبي؛ حيث قال: وتفسيرها لأنها لا تُنَصَّفُ، ولا تحتَمِلُ الاجتزاء؛ ألا ترى أنَّ كلّ سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزاً، ولو نُصِّفَت الفاتحة وقرئت في ركعتين كان غير جائز).


=============================================================================================
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
=لا يصح نسبة هذا القول إلى أبي هريرة والزهري وغيرهم ممن قد نسب إليهم هذا القول، ووقع ذلك لوقوع النقل دون التأكد من صحة نسبة القول لمن قاله، وترتب على ذلك أنه ربما ظن من رأى هذه الأقوال أن في المسألة خلافاً قوياً، وقد قال شيخنا، أنه "لا أصل لها فيما بين أيدينا من الكتب المسندة إلا ما كان من الخطأ في رواية هذا القول عن أبي هريرة رضي الله عنه"
=قال ابن حجر العسقلاني: (وأغرب بعض المتأخّرين فنسب القول بذلك لأبي هريرة والزّهريّ وعطاء بن يسارٍ).

=والخبر الذي ورد عن أبي هريرة في ذلك هو ما أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه
أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة»
-وهذا الخبر منقطع لأن مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة.
-وقد قال الدارقطني أن الصواب أنه من قول مجاهد.
-ورواه بن أبي شيبة مقطوعاً على مجاهد.

-فهو ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ.
-وعليه فلا يصح نسبته إلى أبي هريرة رضى الله عنه، وهو من مجاهد هفوة عالم، كما قال الحسين بن الفضل البجلي (ت282) : (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي.


=================================================================================================
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
=الفاتحة لم يثبت أنها نزلت من كنز تحت عرش الرحمن -وإنما ثبت ذلك في خواتيم سورة البقرة-
وقد ورد في ذلك حديثان ضيفان:
=الأول: رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين»
-وسبب ضعفه:أن فيه صالح بن بشير؛ وهو ضعيف الحديث، قال عنه النسائي: متروك الحديث.
=والثاني: رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس
من حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش).
-وسبب ضعفه: انقطاع السند؛ حيث أن فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.


=================================================================================================
س5: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.
الفاتحة عدد آياتها سبع؛ دل على ذلك النص.
وهو قوله تعالى: " ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم "، وقد صح تفسيرها بأنها الفاتحة،
-ومن ذلك: حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )). رواه البخاري.
-وصحّ نحوه من حديث أبي سعيد بن المعلّى وحديث أبيّ بن كعب.
-وهذا القول مروي عن عمر وعلي وأبي هريرة وهو رواية عن ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين،
-وقال به من التابعين: الحسن البصري وأبو العالية الرياحي وقتادة، وهو رواية عن مجاهد وسعيد بن جبير.
= فإذا انصرف التفسير إلى أنها الفاتحة انصرف العدد إلى أن يكون هو آياتها.
- قال أبو العالية الرياحي في قول اللّه تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} قال: (فاتحة الكتاب سبع آياتٍ). رواه ابن جرير.

= وقد حكى جماعة من أهل العلم الاجماع على أن عدد آياتها سبع.

================================================================================================
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
قدر الله وجود ما يستعاذ منه ليقوم العبد بعبادة جليلة هي الاستعاذة به سبحانه وما يترتب عليها من عبادات أخرى يحبها الله، وتقرب العبد من ربه، وتزيد إيمانه، وترفع درجته، وببان بعض من هذا العبادات يتضح شيء من فضلها فمن ذلك:
=أن يُقر العبد ويخضع لله؛ لفقره وحاجته إلى أن يعيذه مما يستعيذ منه.
=أن المستعيذ تقوم في قلبه عبادات جليلة تتعلق بالاستعاذة منها:
الصدق: لأنه محتاج حقيقة والله هو المعيذ لا غيره.
الإخلاص: لأنه يعلم أن الشرك يبطل الاستعاذة لأنها عبادة.
المحبة: لأنه يعلم أن الله يتولى المؤمنين ويعيذهم إذا استعاذوا به كما قال في الحديث القدسي: "ولئن استعاذني لأعيذنه".
والخوف: من أن لا تقبل استعاذته ويرد طلبه لعدم تحقيقه الاستعاذة الصحيحة.
والخشية: لأنها الخوف من الله مع العلم به وبأمره وهذه هي حال المستعيذ فهو يخاف ويعلم.
الرجاء: يرجو أن يعيذه الله مما يخافه.
التوكل: حيث أنه أظهر عجزه وضعفه واعتمد على الله وحده وهذه هي حقيقة التوكل.
وغيرها من العبادات الجليلة التي يقوى بها إيمان العبد بربه.
= ومنها أنها تستلزم من العبد أن يكون مؤمنا بأسماء الله وصفاته فيعلم أنه سبحانه السميع الذي ليس كمثله أحد وأنه العليم الذي أحاط بكل شيء علماً وغيرها من الأسماء، وأنه سبحانه القريب وللمؤمن قرب خاص هو قرب النصر والتأييد، فكل هذه الاعتقادات تقوى القلب وتزيد الإيمان وترفع العبد عند الله سبحانه وتعالى.

والمقصود بيان أن الله سبحانه لو لم يوجد الابتلاءات والشرور لفات علينا عبادة جليلة ترتبط بها عبادات أخرى لا تنحصر مما يقوم في القلب أو على اللسان أو الجوارح، فمن حكمة الله البالغة أن شرع لنا الاستعاذة.


والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 صفر 1438هـ/17-11-2016م, 10:01 PM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي


المجموعة الثانية:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. فاتحة الكتاب.
أي: أنها أول ما يستفتح به، فبها يفتتح كتابة المصاحف، وبها تفتتح القراءة في الصلاة.

ب. السبع المثاني.
المراد بالسبع: آياتها. والمراد بالمثاني فيه أقوال: القول الأول: لأنها تثنى، أي: تعاد في كل ركعة. القول الثاني: لأن الله استثناها لرسوله فلم يؤتها أحدا قبله. القول الثالث: لأنها تتلو بعضها بعضا فثنيت الأخيرة على الأولى. القول الرابع: لأنها مما يثنى به على الله تعالى. والقول الأول أقواها وأرجحها وهو قول الجمهور.

س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟
سبب انتشار المرويات الضعيفة هو إرادة الناس الأجر، مما أدى إلى تسرعهم إلى نشر الأحاديث دون التأكد من صحتها.
وينبغي على طالب العلم أن يكون على معرفة بما شاع منها وأن يتبين صحته من ضعفه ومرتبته ودرجته، ليعرف ما يتساهل في نشره مما لا يتساهل في نشره.


س3: مالفرق بين اسم السورة ولقبها.
اسم السورة: هو ما وضع لتعيينها والدلالة عليها.
ولقب السورة: هو ما اشتهرت به من وصف مدح بعد تقرر أسمائها.


س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: (بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه-والنقيض هو الصوت، ونقيض السقف تحرك أجزائه-، فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم. فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم. فسلم، وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم.
وفي هذا الحديث بشارات عظيمة مرتبطة بنزول هذه السورة لنزول ملك لم ينزل من قبل، ولتبليغه ببشارات مخصوصة لأمة محمد، البشارة الأولى: أنها نور عظيم البركة واسع الهدايات. البشارة الثانية: أن هذه السورة كرامة خاصة لهذه الأمة. البشارة الثالثة: أن دعاء الداعي بها مستجاب (لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).


س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟
ينبغي التثبت والتقصي قبل نسبة الأقوال إلى قائليها، وتمييز ما صح مما لم يصح، وبيان علل الأقوال الضعيفة وأسباب ضعفها، ثم بعد ذلك تلخيص ما ترجح بعد معرفته ما صح مما لم يصح.
والأقوال المنسوبة إلى المفسرين نوعان:
النوع الأول: أقوال منصوصة، منها الصحيح والضعيف.
النوع الثاني: أقوال مستخرجة على أصحابها، لم يقولوها بنصها لكنها فهمت منهم من قصة وقعت لهم أو من نص آخر من مسألة أخرى أو بطرق أخرى من طرق الاستخراج، وطرق الاستخراج على قسمين:
-استخراج ظاهر، لظهور الدلالة عليه ولزومه لقول صاحبه، فهذا قد جرى عمل العلماء على نسبته.
-استخراج غير ظاهر، إما لخفاء وجه الدلالة أو عدم ظهور وجه اللزوم أو وجود نص آخر يعارضه، وهذا لا يصح أن ينسب لعالم، وإن تساهل بعض المفسرين في ذلك.


س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة.
الناس في الاستعاذة درجات:
الدرجة الأولى: أصحاب الاستعاذة الباطلة، وهي الاستعاذة الخالية من أحد شرطي القبول: الإخلاص والمتابعة، قال تعالى:(وما دعاء الكافرين إلا في ضلال)، وكذلك أصحاب الاستعاذات البدعية.
الدرجة الثانية: الاستعاذة الناقصة، وهي الاستعاذة التي خلت من الشرك والبدعة، لكنها ضعيفة لضعف التجاء صاحبها إلى الله والتفريط في اتباع هداه، قال رسول الله ﷺ (إن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل)حسنه الألباني.
الدرجة الثالثة: استعاذة المتقين، وهي التي تكون بالقلب والقول والعمل.
الدرجة الرابعة: استعاذة المحسنين، وهي أعلى درجات الاستعاذة وأحسنها أثرا، وأصحاب هذه الاستعاذة هم ممن أوجب الله على نفسه أن يعيذهم إذا استعاذوه، وهؤلاء هم الذين أحسنوا الاستعاذة بقلوبهم حتى أنهم يستعيذون بالله كأنهم يرونه، ويحسنون اتباع هداه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الله قال:[من عادى لي وليا آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه]) صححه البخاري.
فالناس يتفاضلون في الاستعاذة، فكلما كان العبد أحسن استعاذة كانت استعاذته أنفع وأحسن أثرا.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 صفر 1438هـ/17-11-2016م, 11:52 PM
سها حطب سها حطب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
Exclamation

المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم القرآن.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم)).
وفي معنى تسميتها بأم القرآن قولان:
القول الأول: أنها سميت بأم القرآن لأنها تضمنت في معانيها معاني سائر سور القرآن، فتضمت الحمد على الله والثناء عليه وإفراده بالعبادة والاستعانة وسؤال الله الهداية كما هدى سبحانه من أنعم عليهم وسؤاله النجاة من سبيل المغضوب عليهم والضالين.

القول الثاني: أنها سميت بذلك لتقدمها على سائر السورة في القراءة في الصلاة وفي الكتابة في المصحف، لأن العرب تسمي المقدم ( أم ) لأن ما خلفه يأتم به.
وهذا القول ذكره بمعناه أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، والبخاري في صحيحه، ثم ذكره جماعة من المفسرين بعد ذلك، مثل ابن الجوزي .
وجمع ابن جرير القولين فقال: (وإنما قيل لها أمَّ القرآن لتسميةِ العربِ كلَّ جامعٍ أمرًا أو مقدَّمٍ لأمرٍ إذا كانت له توابعُتتبعه هو لها إمام جامع: "أُمًّا")

ب. سورة الصلاة.
ذكر هذا الاسم الزمخشري والقرطبي والبيضاوي وأبو حيان وابن كثير وابن حجر والعيني والشوكاني وغيرهم.
واختلف في سبب هذه التسمية على ثلاثة أقوال:
القول الأول: لأن الصلاة لا تجزئ إلا بها، وهذاالقول قال به الثعلبي والزمخشري والبيضاوي.
والقول الثاني: للحديث القدسي: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد:{الحمدلله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي...)الحديث،رواه مسلم، وقال بهذا قول النووي والقرطبي وابن كثير.
وقال النووي: (سميت بذلك لأنها لا تصح إلابها كقوله صلى الله عليه وسلم الحج عرفة)
والقول الثالث: وهو قول قوي ،أن الفاتحة صلة بين العبد وربه، ويتحقق به امعنيا الصلاة:
- فهي صلاة من العبد لربه باعتبار دعائه وثنائه على الله وتوجهه إليه.
-وصلاة من الله على عبده باعتبار إجابة الله لعبده وذكره له ورحمته إياه وإعطائه سؤله.

س2: بيّن أنواع المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة وما حكم كل نوع مع التمثيل.
النوع الأول: متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها، دلت عليها أدلت أخرى، فيكون ف يالأدلة الصحيحة ما يُغني عن الاستدلال بما روي بالأسانيد الضعيفة، وقد تُصحح بعض مرويات هذا النوع إذا كان الإسناد غير شديد الضعف.
ومثاله : حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي، ودينار زوج أمه، متروك الحديث..
وصح ما يغني عنه من الحديث الذي رواه الإمام أحمد والترمذي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني».

والنوع الثاني: ما يتوقف في معناه فلا ينفى ولا يثبت إلا بدليل صحيح، وترد حكما لضعف إسنادها.
ومثاله: مرسل عبد الملك بن عمير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء»رواه الدارمي والبيهقي في شعب الإيمان وابن مروان الدينوري في المجالسة من طريق سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير مرسلاً.

والنوع الثالث: مايكون في متنه نكارة أو مخالفة لما صح من النصوص أو مجازفة بكلام عظيم لا يحتمل من ضعفاء الرواة.
ومثاله: حديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن» رواه الطبراني في الأوسط، وسليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث.
وقد يقع في بعض المرويات ما يتردد بين نوعين وما يختلف في تصحيحه وتضعيفه أهل العلم.


س3: بيّن أنواع الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين.
الأقوال المنسوبة إلى المفسرين على نوعين:
النوع الأول: أقوال منصوصة، تدل بنصها على ما استُدل بها عليه، وهذه الأقوال يكون فيها الصحيح والضعيف من جهة الإسناد ومن جهة المتن.
والنوع الثاني:أقوال مستخرجة على أصحابها- أي لم يقولوا بنصها - لكنها فُهمت من قصة وقعت لهم، أو من نص آخر على مسألة.
والاستخراج أيضا نوعين:
استخراج ظاهر: لظهور الدلالة عليه ولزومه لقول صاحبه مع ظهور التزامه به، فهذا النوع قد جرى عمل العلماء على نسبته، ويفضل عند السعة والبسط تبيين أنه قول مستخرج .
استخراج غيرظاهر:لخفاء وجه الدلالة، أو لعدم ظهور وجه اللزوم، أو لوجود نص آخر له يعارض هذا اللزوم، وهذا القسم من الاستخراج لا يصح أن ينسب إلى العالم ، وقد تساهل في ذلك بعض المفسرين.

س4: هل نزلت سورة الفاتحة مرتين؟
هذا القول ضعيف إذ لا دليل صحيح يستند عليه ولا يثبت النزول إلا بدليل صحيح، وممن نسب إليهم هذا القول:
1- الحسينبن الفضل البجلي، نسبه له الثعلبي والواحدي .
قال الواحدي: (وقال الحسين بن الفضل: سميت مثاني؛ لأنها نزلت مرتين اثنتين؛ مرةب مكة في أوائل ما نزل من القرآن، ومرة بالمدينة)
وقال البغوي: (وقال الحسين بن الفضل: سميت مثاني لأنها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة كل مرة معها سبعون ألف ملك).
والحسين بن الفضل البجلي من كبارا لمفسرين لكن تفسيره مفقود فلعل لحكاية هذا القول عنه علة يكشفها النظر في تفسيره أو العثور على نقل تام لعبارته وذلك لسببين:

1- أنه قد انتقد رواية مجاهد أنها نزلت في المدينة، وعدها هفوة.
2- وفي نقل البغوي ما يشعر أن النص مأخوذ من أثر حكاه البجلي في تفسيره فنسب إليه لأنه يبعد أن يُنشئ القول بذكر نزول هذا العدد من الملائكة مع سورة الفاتحة من تلقاء نفسه.

·2- القشيري في تفسيره لطائف الإشارات، قال في تفسير قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}: (أكثر المفسرين على أنها سورة الفاتحة، وسميت مثانى لأنها نزلت مرتين: مرة بمكة ومرة بالمدينة)
3- ذكر هذا القول بعد ذلك الكرماني والزمخشري وابن كثير وغيرهم من غير نسبة إلى أحد.
4- حمل
الشوكاني هذا القول على إرادة الجمع بين القولين المتقدمين، وهو جمع فيه نظر، والقول بتكرر النزول لا يصح إلا بدليل صحيح.


س5: اذكر ثلاثا من صيغ الاستعاذة مع الاستدلال.

·الصيغة الأولى : (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
ودليلها : حديث سليمان بن صرد رضي الله عنه قال:استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه، مغضبا قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إني لأعلم كلمة، لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني لست بمجنون). رواه البخاري ومسلم

الصيغة الثانية: (اللهم إني أعوذ بك من الشيطان، من همزه ونفخه ونفثه)
ودليلها: ما رواه الإمام أحمد عن محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الشيطان، من همزه ونفخه ونفثه».
ومحمد بن فضيل سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط.
·الصيغة الثالثة: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه)
ودليلها: ما رواه الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر، ثم يقول:«سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، ثم يقول: «لا إله إلاالله» ثلاثا، ثم يقول: «الله أكبر كبيرا» ثلاثا، «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه»

س6: اكتب رسالة في خمسة أسطر تتحدث فيها عن فضل سورة الفاتحة.

سورة الفاتحة هي أعظم السور في القرآن، وهي أم القرآن وهي السبع المثاني، ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها، قد أحكمها الله تعالى غاية الإحكام، وجعلها أفضل وخير سورة في القرآن، فهي رقية للمريض، وهداية للعبيد، لا تقبل صلاة إلا بقراءتها، يوم نزلت فتح باب في السماء لم يفتح من قبل، فنزل ملك إلى الأرض لم ينزل من قبل فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته) ، فكم هي حاجة الناس لتلاوتها وتدبرها وتعقل معانيها !








رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 صفر 1438هـ/18-11-2016م, 10:58 PM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة الفاتحة
المجموعة الخامسة:
س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.
الضعف في المرويات إما أن يكون من جهة السند، وإما أن يكون من جهة المتن:
فأما ضعف الإسناد فهو على قسمين:
القسم الأول: الضعف الشديد، وهو ما يكون من رواية متروكي الحديث من الكذابين، والمتّهمين بالكذب، وكثيري الخطأ في الرواية؛ فهؤلاء رواياتهم لا تتقوّى بتعدد الطرق، ولا يُعوَّل عليها.
والقسم الثاني: الضعف غير الشديد، وهو ما يقبل التقوية بتعدد الطرق، وهو على أنواع؛ فمنه ما يكون من رواية الراوي خفيف الضبط، وما يكون من رواية بعض المدلسين، وبعض الانقطاع في الإسناد، ونحو ذلك من العلل.
- فإذا تعدّدت طرقه واختلفت مخارجه ولم يكن في متنه نكارة فيحكم بصحته.
- وإن لم تتعدّد طرقه ولم يكن في المتن نكارة فمن أهل العلم من رأى التوسّع في روياتها في الفضائل ونحوها؛ ومنهم من يشدّد.

وأما المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة فهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها، قد دلّت عليها أدلّة أخرى، فيكون في الأدلة الصحيحة ما يُغني
والنوع الثاني: ما يُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح.
والنوع الثالث: ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة لما صحّ من النصوص أو مجازفة بكلام عظيم لا يحتمل من ضعفاء الرواة.

س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.
اختلف العلماء في نزول سورة الفاتحة على أقوال:
القول الأول: هي سورة مكية، وهو قول جمهور المفسرين، وقد روي عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وابن عباس، مع ما في الرواية عن بعضهم من مقال، كما روي عن الحسن البصري، وسعيد بن جبير، وعطاء بن أبي رباح، وقتادة السدوسي وغيرهم، وهو قول أبي العالية الرياحي، والربيع بن أنس البكري. كما أنه قول شيخ الإسلام ابن تيمية.
أدلة أصحاب هذا القول:
- قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}،
1/ هذه الآية من سورة الحجر وهي مكيَّة باتفاق العلماء، وقد صحّت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في أنّ المراد بالسبع المثاني والقرآن العظيم فاتحة الكتاب.
2/ هذه الآية نزلت ولم ينزل من السبع الطوال شيئا – ردا على من قال أن السبع المثاني هي السبع الطوال-
- أن الصلاة فرضت بمكة بدون خلاف، ولم يحفظ أن الصلاة كانت بدون الفاتحة.
- أن من قال بأنها مكية لديه زيادة علم بتقدّم نزولها
والقول الثاني: هي مدنية، وهو قول مجاهد بن جبر.
وقد نُسب خطأ إلى أبي هريرة وعبد الله بن عبيد بن عمير، وعطاء بن يسار، وعطاء الخراساني، وسوادة بن زياد، والزهري، وهذا القول لا يصح عنهم
قال الحسين بن الفضل البحلي(ت:282هـ): (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي.
القول الثالث: نزلت مرتين: مرة بمكَّة ومرة بالمدينة،
هذا القول ضعيف، وقد ذكره بعض المفسرين دون نسبته لأحد، وذكره القشيري في تفسيره، كما نسب إلى الحسين بن الفضل البجلي(ت:282هـ).
ونسبته إليه فيها نظر لما يلي:
- ما تقدم من انتقاده لرواية مجاهد وعده إياها هفوة
- في نقل بعض من نقل عنه ما يشعر بأن النص مأخوذ من أثر حكاه البجلي في تفسيره فنسب إليه
و تفسير البجلي مفقود ولعل الرجوع إليه يكشف حقيقة قول البجلي في هذه المسألة
القول الرابع: نزل نصفها بمكة، ونصفها الآخر بالمدينة،
ذكره السمرقندي في تفسيره
وهو قول باطل لا أصل له، ولم ينسبه لأحد
وقد ذكر هذا القول القرطبي وابن كثير من باب جمع ما قيل في هذه المسألة لا على سبيل الإقرار.
قال ابن كثير: (وهو غريب جداً).

الراجح:
أنها مكية لما صح في تفسير آية الحجر، ولما روي من صحيح الروايات عن الصحابة والتابعين، ولأنه لا يصح خلاف ذلك عن أحد من الصحابة والتابعين، إلا ما روي عن مجاهد

س3: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.

اتفق العلماء على أن الفاتحة سبع آيات ووقع الخلاف في عد البسملة آية منها، أو عد أنعمت عليهم رأس آية على قولين:
القول الأول: البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العدّ المكي والعدّ الكوفي.
وقد صحّ هذا القول عن عليّ بن أبي طالب، وابن عباس رضي الله عنهم.
ومن أدلتهم:
- عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: (( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم}إحداها)). رواه الدارقطني والبيهقي
والقول الثاني: لا تعدّ البسملة آية من الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد.
وهو قول باقي أصحاب العدد، وهؤلاء يعدّون {أنعمت عليهم} رأس آية.
ومن أدلتهم
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري في القراءة خلف الإمام وغيرهما.
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه.
وعدم الجهر بالبسملة لا يقتضي عدم قراءتها، وهذه الرواية عن أنس تفسّرها الرواية الأخرى من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: «صلّيت خلف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأبي بكرٍ، وعمر فلم يجهروا ببسم الله الرّحمن الرّحيم»..

الراجح
أنّ الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين.
وقد صحح القولين الحافظ ابن الجزري وابن تيمية رحمهما الله

س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
تحقيق الاستعاذة يكون بأمرين:
أحدهما: التجاء القلب إلى الله تعالى وطلب إعاذته بصدق وإخلاص معتقداً أن النفع والضر بيده وحده جلّ وعلا، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
والآخر: اتّباع هدى الله فيما أمر به ليعيذه، ومن ذلك بذل الأسباب التي أمر الله بها، والانتهاء عما نهى الله عنه.

س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
أعوذ: ألتجئ وأعتصم وأتحَصَّن .
الله: اسم الجلالة أصل الأسماء الحسنى وأعظمها.
الشيطان: قيل مشتقٌّ من شَطَن؛ أي: بعُد، فَهُوَ بَعِيدٌ بِطَبْعِهِ عَنْ طِبَاعِ الْبَشَرِ، وَبَعِيدٌ بِفِسْقِهِ عَنْ كُلِّ خَيْرٍ
وَقِيلَ: مُشْتَقٌّ مِنْ شَاطَ لِأَنَّهُ مَخْلُوقٌ مِنْ نَارٍ.
والْأَوَّلَ أَصَحُّ، وعليه يدل كلام العرب، وَلِهَذَا يُسَمُّونَ كُلَّ مَا تَمَرَّدَ مِنْ جِنِّيٍّ وَإِنْسِيٍّ وَحَيَوَانٍ شَيْطَانًا .
والرّجيم: فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، أَيْ: أَنَّهُ مَرْجُومٌ مَطْرُودٌ عَنِ الْخَيْرِ كُلِّهِ، قَالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} [الْمُلْكِ: 5] ،
وَقِيلَ: رَجِيمٌ بِمَعْنَى رَاجِمٍ؛ لِأَنَّهُ يَرْجُمُ النَّاسَ بِالْوَسَاوِسِ
وَالْأَوَّلُ أَشْهَرُ.
والمعنى:
أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي أو يصدني عن فعل ما أمرت به أو يحثني على فعل ما نهيت عنه، لأن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلى الله.

باختصار وتصرف يسير من تفسير ابن كثير.

س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟
قال تعالى: {وما خلقت الإنس والجنّ إلا ليعبدون}.
الاستعاذة عبادة عظيمة، تستلزم عبادات أخرى قلبية وقولية وعملية، هي من مقاصد خلق الإنس والجن، ولذلك يبتلينا سبحانه ببعض ما يستحثنا على الاستعاذة ويشعرنا بالحاجة إليها،
- لتقوم في قلوبنا عبادات عظيمة منها الافتقار إلى الله، والشعور بالضعف والتذلل لرب العالمين، ومنها الإيمان بأسمائه وصفاته سبحانه، ومنها ما يقوم في القلب من عبادات يحبها الله ويرضاها، مثل الخوف والرجاء والمحبة، والاخلاص، والانابة والتوكل وغيرها.
- وليجد المؤمن ما وعد به صدقا وحقا فيزداد إيمانا ، حيث ضمن سبحانه الاجابة لمن أحسن الاستعاذة.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 صفر 1438هـ/19-11-2016م, 10:53 PM
هدى مخاشن هدى مخاشن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 240
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
أنها أعظم سورة في القرآن وأنها أفضل القرآن ولم ينزل في الزبور ولا في الإنجيل ولا في التوراة مثلها وأنها أم القرآن وأصله وجامعة معانيه وأنها رقية وخير القرآن ومن فضلها أنه فتح لها باب لم يفتح من قبل ونزل لها ملك لم ينزل قط:
- حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه،قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين}«هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم»رواه البخاري
- حديث أنس بن مالك رضي الله عنهقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين}). رواه النسائي س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
1- لأن فيها أصول المعاني الذي ذكرت في باقي سور القرآن ففيها الحمد والثناء وإفراد الله بالعبادة والإستعانة وسؤال الله أن يبصره ويعينه على سلوك الصراط المستقيم له ولغيره والتخلص من سبل الأشقياء المغضوب عليهم والضالين
2- لتقدمها في الكتاب والصلاة والقراءة والعرب كانت تسمى المتقدم أمّا لأن ما خلفه يؤمه قال البخاري في صحيحه )وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة(
3- والصواب الجمع بين المعنيين لصحّتهما، وصحّة الدلالة عليهما، وعدم تعارضهما.
ب. الوافية
1. لأنها تقرأ كاملة وافية في كل ركعة لا تجزأ وهو قول الثعلبي قال الثعلبي (وتفسيرها لأنها لا تُنَصَّفُ، ولا تحتَمِلُ الاجتزاء؛ ألا ترى أنَّ كلّ سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزاً، ولو نُصِّفَت الفاتحة وقرئت في ركعتين كان غير جائز)
2. لأنها وافية تشمل معاني القرآن وهو قول الزمخشري

س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
لا يصح ولا أصل له وهو من الخطأ والوهم الذي وقع عن أبي هريرة والزهري
أما مجاهد فقد ثبت عنه
قال ابن حجر العسقلاني: (وأغرب بعض المتأخّرين فنسب القول بذلك لأبي هريرة والزّهريّ وعطاء بن يسارٍ)
ونسبة القول بأن الفاتحة مدنية إلى أبي هريرة رضي الله عنه لا يصح لأن ماروي عنه منقطع الإسناد فمجاهد لم يسمع من أبي هريرة
روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة»أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: «أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة»
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة.
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة).
فالأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ.
قال الحسين بن الفضل البحلي (ت:282هـ): (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي.
وأما نسبة هذا القول إلى محمّد بن مسلم الزهري: أن الإسناد الذي روي عنه فيه الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
الصحيح أن الذي نزل من كنز تحت العرش هما خواتيم سورة البقرة والحديثان اللذان وردا في أنها الفاتحة ضعيفان
- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين»رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
- حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
س5: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.
توافق الآية من الحديث يجعل العدد معناه المراد هو المذكور بعينه.
قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
قول النبي صلى الله عليه وسلم: (فاتحة الكتاب سبع آيات)
قال أبو العالية الرياحي في قول اللّه تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني}قال: (فاتحة الكتاب سبع آياتٍ). رواه ابن جرير.
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
1- اعتراف العبد بضعفه وافتقاره وشدة حاجته وإظهار ذلك
2- تستلزم إيمان العبد بأسمائه وصفاته، وبقدرته على إعاذته وإيمانا برحمته إلى غير ذلك من الاعتقادات النافعة
3- استقرار الصدق والمحبة والإخلاص والرجاء وغيرها من الصفات الجليلة في قلب العبد التي يحبها الله ويثيب عليها ويبغض من أعرض عن التعبد عنها
فالصدق فلأجل أن المستعيذ صادق في طلب الإعاذة لشدّة حاجته إلى من يعصمه، واجتهاده في ذلك.
والإخلاص؛ فلأجل أن المؤمن يفزع إلى ربّه جلّ وعلا لا إلى غيره؛ فيستعيذ به وحده.
والمحبّة؛ فلأجل ما يقوم في قلب المستعيذ من محبّة الله التي كان الحامل عليها إيمانه بأنّه وليّه الذي لا وليّ له غيره.
ومتى صحّت الإنابة في قلب العبد كان من الذين يهديهم الله كما قال الله تعالى: {قل إن الله يضلّ من يشاء ويهدي إليه من أناب}، وقال تعالى: {الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب}
وأما التوكّل فلأجل ما يقوم في قلب العبد من التفويض وعزمه على اتّباع هدى الله.
وغير ذلك
وهذه العبادة من مقاصد خلق الله تعالى قال الله تعالى:{وما خلقت الإنس والجنّ إلا ليعبدون}
ومن قامت في قلبه هذه العبادات العظيمة كانت استعاذته من أعظم أسباب محبّة الله له، وهدايته إليه.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 صفر 1438هـ/20-11-2016م, 02:30 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. فاتحة الكتاب.

سمّيت بذلك لأنها يفتتح بكتابتها المصاحف ، وهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن ، كتاباً وقراءةً ، لذلك يُطلق عليها أيضا أم القرآن باعتبار افتتاح الصلاة بقراءتها ، وهذا التعليل ذكره ابن جرير الطبري ، والإمام البخاري - رحمهما الله - .
وقيل : لأنها أول ما نزل من السماء ، وهذا القول ضعيف .
ب. السبع المثاني
سبب تسميتها بالسبع : لأن آياتها سبع على الصحيح والراجح من أقوال العلماء ، وذلك لصحة الخبر بذلك عن النبي صلى اله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )). رواه البخاري ، والنبي صلى الله عليه وسلم فسّرها بالفاتحة فينصرف العدد إلى آياتها .
أما تسميتها بالمثاني فلأهل العلم أقوال في ذلك :
الأول : لأنّها تُثنى أي تعادُ في كلّ ركعة ، وهذا القول مروي عن عمر ، والحسن البصري ، وقتادة قال : (فاتحة الكتاب تثنى في كلّ ركعة مكتوبة وتطوّع). رواه عبد الرزاق وابن جرير.
الثاني : لأنّ الله تعالى استثناها لرسوله صلى الله عليه وسلَّم فلم يؤتها أحداً قبله، وهذا القول رواه ابن جرير ،وقال فيه : قال سعيدٌ بن جبير : قلت لابن عبّاسٍ: فما المثاني؟ قال: " هي أمّ القرآن، استثناها اللّه لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، فرفعها في أمّ الكتاب، فذخرها لهم حتّى أخرجها لهم، ولم يعطها لأحدٍ قبله).
الثالث : لأنها تتلو بعضها بعضاً فثنيت الأخيرة على الأولى ، وهو قول أبي عبيدة معمر بن المثنى ، واستشهد له بقوله تعالى :( الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعرّ منه جلود الّذين يخشون ربّهم..)
الرابع : لأنها مما يُثنى به على الله تعالى، وهذا القول ذكره الزجاج احتمالاً .
وهذه الأقوال الأربعة ، صحيحة في اللغة ، والمعنى ، لكن حمل المعنى على القول الأول أرجح وهو قول جمهور العلماء .

س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟
لانتشار الذين يضعون الحديث بقصد ترغيب الناس ، ولوجود من كتب أقوالهم دون تمييز بين الغث والسمين ، ولا معرفة بالصحيح من السقيم ، من أمثال الثعلبي ، وانتشرت تلك الروايات لكثرة نقل المفسرين بعضهم عن بعض ، ثم نقل العامة عن المفسرين بلا علم ولا تمحيص .
وعلى طالب العلم أن يبيّن للناس الصحيح من الواهي ، وما يُقبل مما يُردّ ، وأنّ في الصحيح غُنية وكفاية ، وخطورة الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم .

س3: مالفرق بين اسم السورة ولقبها.
اسم السورة : هو الذي وُضع لتعيينها وللدلالة عليها .
أمّا لقب السورة : فهو ما اشتهرت به من وصف مدح بعد تقرُّر أسمائها .
ويصح أن أن يُعَدّ اللقب اسماً ، كما ثبت في الصحيحين من حديث جبير بن مطعم عن أبيه في تعداد أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي ألقابٌ وأوصافُ مدح له صلى الله عليه وسلم، وهي أسماؤه باعتبار دلالتها على المسمَّى.

س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم وابن أبي شيبة والنسائي وغيرهم .
هذا الحديث يبين شرف هذه السورة وعظمتها ، وما اختصها الله به من فضل ومزيد عناية ، يتضح ذلك جلياً في فتح باب من السماء خاص لنزولها ، وفي إنزال ملك خاص بها ، وفي خبر نزولها ثلاث بشارات :
الأولى : أنّها نور ، وفي تفسير ذلك من المعاني ما لايُحصى ، فهي تعرّف العبد بربه ، وتبصّره بمقصد خلقه ، وبحاجته إلى استصحاب العبودية والاستعانة في كل شؤونه ، وهي نور تُبصر العبد بسبيل الهداية ، وحال أهلها وعاقبتهم ، وبسبيل الضلال وحال أهلها وعاقبتهم .
الثانية : أنّها كرامة خاصّة بهذه الأمة دون من سواها من الأمم ، مع ما يوجبه هذا التكريم من الفرح بفضل الله ومزيد شكره .
الثالثة : أنّ دعاء الداعي بها مستجاب ، وتأكيدها بالنكرة في سياق النفي يفيد العموم ، فالجملة الطلبية عطاؤها الإجابة ، والجملة الخبرية الذكر والإثابة .

س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟
الأقوال المنسوبة إليهم على نوعين :
1- أقوال منصوصة : وهذه يكون فيها الصحيح ، والضعيف ، متناً ، وسنداً ، والواجب تبيين علل الأقوال الضعيفة وأسباب ضعفها .
2- أقوال مستخرجة على أصحابها : وهي قسمين : الأول : استخراج ظاهر ، وذلك لظهور الدلالة عليه وظهور التزام صاحبه به : فهذا جرت عادة العلماء على نسبته والأولى أن يذكر أنه قول مستخرج .
الثاني : استخراج غير ظاهر : وهذا لا يصح أن يُنسب إلى العالم القول بمقتضاه ، ويجب التنيه على ذلك بالأسانيد ز
الخلاصة : لا بدّ من التثبت من نسبة الأقوال إليهم ، وتمييز ما صحّ مما لم يصح ، مع بيان علل الأقوال الضعيفة وأسباب ضعفها .

س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة .
1- أصحاب الاستعاذة الباطلة : وهي التي تخلّف عنها أحد شرطي القبول ، من الإخلاص والمتابعة ، كالذين يستعيذون بالله وبغيره ، وكذلك أصحاب الاستعاذات البدعية ، فهي ضلالة وردٌّ على صاحبها .
2- أصحاب الاستعاذة الناقصة : وهي التي خلت من الشرك والبدعة ، لكنها فيها ضعف التجاء إلى الله ، وضعف استعانة به ، وتفريط في اتباع هداه ، كمن يستعيذ وقلبه في غفلة ولهو عن الاستعاذة ، أو من يستعيذ بقلبه لكن عنده تفريط في اتباع هدى الله خاصة مايتعلق بأمور الاستعاذة .
3- استعاذة المتقين : وهي الصحيحة المتقبلة ، وهي التي تكون بالقلب ، والقول ، والعمل ، فيكون في قلب صاحبها صدق التجاء إلى الله ، وحسن ظن به ، ولا ينقصها بالاستعجال ولا بالتسخط ، وفي قوله تعويذات مشروعة مأثورة ، وفي عمله اتباع هدى الله .
4- استعاذة المحسنين : وهي أعلاها وأحسنها أثراً ، وهم الذين حققوا صفات ولاية الله من إحسان اتباع هدى الله ، ومسارعة في الخيرات ، وترك الشبهات ، وحسن التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ، وهؤلاء استعاذتهم سريعة الأثر ، كما أن استجابتهم سريعة لا تردّد فيها ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله قال: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه؛ فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمعُ به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه ) رواه البخاري .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 صفر 1438هـ/20-11-2016م, 03:01 AM
أم البراء الخطيب أم البراء الخطيب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 501
افتراضي

لمجموعة الخامسة:
س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.
هو على نوعين :
الأول: ضعفه شديد رواية المتروكين ( الكذابين والمتهمين بالكذب وكثيري الخطأ ) لا يعول على رواياتهم ولا تتقوى بتعدد الطرق .
الثاني: ضعفها ليس شديدا لكن فيها من العلل التي تقدح في الاسناد ذاته ولكنها لاتمنع من الاعتضاد بطرق أخرى له بشرط اختلاف المخرج وخلو متنه من النكارة .
كرواية من خف ضبطه أو بعض المدلسين أو ما فيه انقطاع فهذا يقبل التقوية بتعدد الطرق .
-أما ما لم تتعدد طرقه ولم يكن في المتن نكارة فمن أهل العلم من رأى التوسع في روياتها في الفضائل ونحوها ومنهم من يشدد .
- أما ما كان ضعفه شديدا أو كان منكر المتن فلا يقبل.

س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.
اختلف أهل العلم في مكية الفاتحة او مدنيتها حسب ما ورد في الدرس على أربعة أقوال :
1- مكية : وهو قول الجمهور وروي عن عمر رضي الله عنهم وأبي العالية والربع بن أنس والحسن البصري وسعيد بن جبير وعطاء وقتادة وغييرهم ونسب لعلي وابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم ولكن في الاسانيد ضعف .
واستدل أصحاب هذا القول بآية سورة الحجر (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) ) وهي مكية بلا ريب.
2- مدنية : قاله مجاهد
ولاتصح نسبته لأبي هريرة وعبد الله بن عبد بن عمير والعطائين وسوادة بن زياد والزهري.
3- نزلت مرتين مرة بمكة وأخرى بالمدينة: نسبه الثعلبي والواحدي والبغوي إلى الحسين بن الفضل البجلي ولكن في نقل البغوي ما يشعر أنه مأخوذ من أثر حكاه في تفسيره وما يؤيد هذا ما نقله الثعلبي عنه من استنكاره على مجاهد قوله أنها نزلت بالمدينة وقال أنه تفرد به وأنه خلاف ما عليه العلماء.
4- نزل نصفها في مكة ونصفها بالمدينة : ذكره أبو الليث السمرقندي وهو قول باطل.

وخلاصة ما سبق أن الجمهور على أنها مكية وهو الصواب ولم يصح عن أحد الصحابة خلاف ذلك .
س3: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
القول الأول: أنها آاية من الفاتحة روي عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم والشافعي وأحمد وهي كذلك في العد المكي والكوفي.

واستدلوا له :
ما روي عن أم سلمة أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: " كان يقطع قراءته آية آية : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم .مالك يوم الدين."
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "إذا قرأتم الحمد لله فاقرءوا: بسم الله الرحمن الرحيم إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني وبسم الله الرحمن الرحيم إحداها" روي مرفوعا وموقوفا والوقف أصح.

القول الثاني: ليست آية منها :قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك وهورواية عن أحمد وبقية أصحاب العد.

واستدلوا له :
بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى: حمدني عبدي " الحديث ولم يذكر فيها البسملة .
وكذا يستفاد مما قاله أنس بن مالك رضي الله عنه : " صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها" متفق عليه.

ولكن عدم الجهر بالبسملة لا يقتضي عدم قراءتها وجاء في الرواية الأخرى.. "فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم ".

الترجيح :
لعل الخلاف في هذه المسألة كالاختلاف في القراءات فكلٌ من القولين قد تُلقي عن القراء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قراء الصحابة رضي الله عنهم فمن اختار أحد القولين كان كمن اختار إحدى القراءات والله تعالى أعلم .


س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
يكون بأمرين
- صدق التجاء القلب إلى الله تعالى وتجرده من نسبة الضر والنفع لسواه تعالى .
- اتباع ما علمه الله تعالى من طرق التحصن والنجاة من الشرور ومن ذلك بذل الأسباب التي أمره الله بها والانتهاء عما نهاه عنه.

س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
أي أعتصم وألوذ والتجئ لمن بيده وحده سبحانه العصمة من شر الشيطان الرجيم وهو إبليس من أن يوسوس لي أو يصيبني بأي نوع من أنواع الأذى والتسلط والفزع والتخويف ..

س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟
لاستخراج من قلب العبد المؤمن الافتقار وصدق الالتجاء والخوف والرجاء والرغبة والرهبة والدعاء والتعظيم وغيرها من العبوديات التي لايتستخرج إلا بوجود الشرور التي تستوجب الاستعاذة منها ولو جعل الله تعالى الدنيا بلا شرور لفاتتهم تلك الفضائل ولفاتتهم المعارف الايمانية التي تتعلق بذلك .


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 21 صفر 1438هـ/21-11-2016م, 10:20 PM
إحسان التايه إحسان التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 178
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1. اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة وبيّن سبب ضعفها وحكم متنها.

1. حديث سليم بن مسل، عن الحسن بن دينار عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: ( مافي القرآن مثلها) رواه الطبراني في الأوسط وقال: لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليم بن مسلم.
وقد صح ما يغني عنه من حديث العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( والذي نفسي بييده، ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني) رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما.

في هذا الحديث.. المتن صحيح لا نكارة فيه، وقد دل عليه حديث آخر أغنى عنهـ فيكون بهذا الدليل الصحيح ما يغني عن الاستدلال بحديث روي بأسانيد ضعيفة، بل قد تصحح بعض المرويات من هذا النوع إذا كان الإسناد غير شديد الضعف.
2. حديث أبان، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن) رواه عبد بن حميد مرفوعا، ورواه الفريابي في تفسيره كما في الدر المنثور، وابن مروان الدينوري في المجالسة كلاهما موقوفا على ابن عباس بلفظ ( فاتحة الكتاب ثلثا القرآن)

وهذا النوع ما يتوقف في معناه فلا ينفى ولا يثبت إلا بدليل صحيح، فمرويات هذا النوع ترد حكما لضعف إسنادها، لكن لايقتضي ذلك نفي المتن ولا إثباته، إلا أن يظهر لأحد من أهل العلم وجه من أوجه الاستدلال المعتبرة فيخرج من هذا النوع ويحكم بنفيه أو إثباته، ومن لم يتبين له الحكم فيكل علم ذلك إلى الله تعالى.
3. حديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن) رواه الطبراني في الأوسط.
وفي هذا الحديث نموذج لما في متنه نكارة او مخالفة لما صح من النصوص أو مجازفة بكلام عظيم لا يحتمل من ضعفاء الرواة.

س2: بيّن معاني (المثاني) في النصوص وكلام أهل العلم.
المثاني: لفظ يرد في النصوص وفي استعمال أهل العلم على ستة معان، وهو اسم مشترك لمعان متعددة لا تعارض بينها وأغلبها صحيح وفي بعض منها استخرجت فهما لا نصاً.. والسياق يوضح المعنى المراد:
1. القرآن كله مثان، والدليل قوله تعالى: ((الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله)) .
2. آيات سورة الفاتحة وبه تفسر قوله تعالى: ((ولقد آتيناك سبعاً من المثاني)) .
3. السور السبع الطوال، وبه فسرت الآية ((ولقد آتيناك سبعاً من المثاني)) على أحد الأقوال واختلف في تعيين أسماء السور السبع على نحو أربعة أقوال.
4. سور الربع الثالث من القرآن، وهي مابين المئين والمفصل على أحد الأقوال في معنى حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه مرفوعا: ( أعطيت السبع الطوال مكان التوراة وأعطيت المئين مكان الإنجيل وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل) رواه أبو عبيد وابن جرير وغيرهم من طريق قتادة عن أبي المليح وهو حديث حسن ان شاء الله.
5. ما كانت آياتها دون المائة وليست من المفصل و هذا ماذكره البيهقي في شعب الإيمان واستدل له بقول ابن عباس: قلت لعثمان: ماحملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتموها في السبع الطول. رواه أحمد والترمذي.
6. نوع من معاني القرآن، فهو أمر ونهي وبشارة ونذارة وضرب أمثال وتذكير بالنعم.

س3: اعدد خمسة من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان أدلتها.
1. فاتحة الكتاب: روي هذا الاسم عن بعض الصحابة والتابعين مثل عبادة بن الصامت وأبو هريرة وسميت كذلك باعتبارها أول ما يقرأ من القرآن لمن أراد القراءة من أوله، أو أول ما يقرأ من القرآن في الصلاة.
2. الفاتحة: هو اسم مختصر من الاسم المشتهر لها وهو أكثر الأسماء شهرة واستعاملا عند المسلمين لاختصاره ودلالته بمعنى التعريف على المراد.
3. أم القرآن: ودليل هذا الاسم ما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم).
4. سورة الحمدلله: ودليل هذا الاسم حديث ابن ابي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحمدلله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني). رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
5. سورة الحمد: هو اختصار لاسم (الحمدلله) وهو أيضا اسم مشهور وقد ورد في بعض روايات حديث وائل بن حجر في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسند البزار وفيه: (ثم افتتح القراءة، فجهر بالحمد، ثم فرغ من سورة الحمد، ثم قال: آمين، حتى سمع من خلفه ثم قرأ سورة أخرى.


س4: بيّن معنى الاستعاذة وأقسامها.
الاستعاذة:
هي الإلتجاء والاعتصام إلى من بيده العصمة من شر ما يستعاذ منه.
والعصمة هي المنعة والحماية، قال تعالى: (( مالهم من الله من عاصم)).
أقسامها:
1. استعاذة العبادة:
وهي التي يقوم في قلب صاحبها أعمال تعبدية للمستعاذ به من الرجاء والخوف والرغب والرهب، وقد يصحبها دعاء وتضرع ونذر وهي تستلزم افتقار المستعيذ إلى من استعاذ به، وحاجته إليه واعتقاده فيه النفع والضر.
فهذا القسم عبادة يجب إفراد الله تعالى بها، ومن صرفها لغير الله تعالى فقد أشرك.
2. استعاذة التسبب:
هي مايفعله المستعيذ من استعمال الأسباب التي يعصم بها من شر ما يخافه من غير أن يقوم في قلبه أعمال تعبدية للمستعاذ به.
كما يستعيذ الرجل بعصبته أو إخوانه ليمنعوه من شر رجل يريد به سوء، هذه الاستعاذة ليست بشرك حيث أنها خالية من المعاني التعبدية فهي أسباب تجري عليها أحكام الأسباب من الجواز والمنع بحسب المقاصد والوسائل.
ودليلها حديث أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ستكون فتن، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرقه، ومن وجد ملجأ أو معاذا فليستعذ). رواه مسلم. والمعنى استعاذة تسبب لا استعاذة عبادة.

س5: بيّن المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه) فلا يخلو شأن من شؤون الإنسان من الشيطان ومداخله وقد ثبت في النصوص أنه يوسوس وينزغ ويهمز وينفخ وينفث ويستزل ويضل ويخوف ويعد ويمني ويزين الشهوات المحرمة ويثير الشبهات المحيرة، وله تصرفات في بعض أجساد الناس، كما أن التثاؤب منه والحلم منه والاستحاضة منه وصراخ الطفل إذا استهل من الشيطان والغضب منه والعجلة والالتفات في الصلاة هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد، ورد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أحدكم إذا كان في الصلاة جاءه الشيطان فأبسّ به، كما يبس الرجل بدابته، فإذا سكن له أضرط بين إليتيه ليفتنه عن صلاته، فإذا وجد أحدكم شيئا من ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا لا يشك فيه) فلا بد الاستعاذة بالله تعالى من شره وكيده.

س6: بيّن وقت الاستعاذة لقراءة القرآن؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها؟
قال تعالى: (( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)).
وقد نقل في معنى هذه الآية أربعة أقوال للعلماء:
القول الأول: من أراد أن يقرأ القرآن فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وهذا قول جمهور أهل العلم، فإن العرب تطلق الفعل على مقاربته، كما في الصحيحين من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: ( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث). أي إذا أراد أو قارب على دخول الخلاء.
وهذا القول هو قول جمهور العلماء، وممن قال به: ابن جرير، وابن خزيمة وغيرهم. وهذا ما قال به علماء اللغة منهم الزجاج والنحاس.

القول الثاني: في الآية تقديم وتأخير، والتقدير إذا استعذت بالله فاقرأ القرآن، وهذا قول أبي عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن.
ورده ابن جرير رحمه الله بقوله: كان بعض أهل العربية يزعم أنه من المؤخر الذي معناه التقديم وكأن معنى الكلام عنده: وإذا استعذت بالله من الشيطان الرجيم فاقرأ القرآن، ولا وجه لما قال من ذلك، لأن ذلك لو كان كذلك لكان متى استعاذ مستعيذ من الشيطان الرجيم لزمه أن يقرأ القرآن.

القول الثالث: إذا قرأت فاجعل مع قراءتك الاستعاذة، وهذا قول ثعلب.
وهذه الأقوال الثلاثة تتفق على أن الإستعاذة قبل القراءة.

القول الرابع: إذا فرغت من قراءتك فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم.
والجزري رحمه الله بين علل الروايات المروية في هذا القول في كتابه " النشر في القراءات العشر" وخطًأ من نسبها إليهم، وقال في وقت الإستعاذة: "هو قبل القراءة إجماعا، ولا يصح قول بخلافه، عن أحد ممن يعتبر قوله، وإنما آفة العلم التقليد".

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22 صفر 1438هـ/22-11-2016م, 10:30 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير الفاتحة


المجموعة الأولى:

1: علاء عبد الفتاح أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- على القول الأول في سبب تسمية الفاتحة بأم الكتاب فلأن العرب تسمّي الجامع لأمر أُمًّا، وهو ما اتّصفت به سورة الفاتحة كما وضّحتَ.
ويحسن بك أن تسند هذه الأقوال.
- لم تتكلّم عن ضعف الأثر الوارد عن الزهريّ في مدنية سورة الفاتحة.

2: هدى مخاشن أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- يراجع التعليق السابق على سبب تسمية الفاتحة بأم الكتاب.
- في دلالة النصّ القرآني على أن الفاتحة سبع آيات أن النبي صلى الله فسّر السبع المثاني بالفاتحة فينصرف العدد المذكور إلى آياتها.
وقول: "فاتحة الكتاب سبع آيات" لأبي العالية الرياحي في تفسيره للآية.


المجموعة الثانية:
3: نورة الأمير أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- أوجزتِ أكثر من اللازم في السؤال الرابع.
- احرصي على نسبة الأقوال.

4: سارة المشري أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


المجموعة الثالثة:
5: سها حطب أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


المجموعة الرابعة:
6: إحسان التايه ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- س1: لم تبيّني أسباب ضعف السند في الأحاديث الثلاثة التي ذكرتيها في فضل سورة الفاتحة.
- س3: لم تذكري دليل أول اسم للفاتحة.
- س5: المطلوب في السؤال بيان ألفاظ معانٍ محدّدة وهي همز الشيطان ونفخه ونفثه، ولكنك انصرفت إلى شيء آخر.
- س6: لو استشهدتِ بكلام ابن الجزري على فائدة الاستعاذة قبل القراءة، ليتقوّى بذلك القول الأول.


المجموعة الخامسة:
7: ضحى الحقيل أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

8: أم البراء الخطيب أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- الضعف في المرويات إما أن يكون من جهة السند أو من جهة المتن، وقد تكلمتِ عن الأول فقط.
- س2: أحيلك على تفصيل الأخت ضحى لأدلّة القائلين بمكيّة سورة الفاتحة.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح ووفقكم لما يحبه ويرضاه.


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 23 صفر 1438هـ/23-11-2016م, 07:32 PM
الصورة الرمزية ابتهال عبدالمحسن
ابتهال عبدالمحسن ابتهال عبدالمحسن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 399
افتراضي

المجموعة الثانية:

س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:

أ. فاتحة الكتاب.
- لأنها أول مايبدأ به ويستفتح بها في قراءة المصاحف والصلاة ، قال ابن جرير الطبري: (وسمّيت فاتحة الكتاب، لأنّه يفتتح بكتابتها المصاحف، وبقراءتها الصّلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة).
- قيل أنها أول سورة أنزلت ، وهو قول ضعيف مخالف للأحاديث الصحيحة.

ب. السبع المثاني
- المراد بالسبع : عدد آياتها.
- المراد بالمثاني : لها أربعة أقوال لأهل العلم:
القول الأول: أنها تثني وتعاد في كل ركعة في الصلاة ، هذا القول مرويّ عن عمر بن الخطاب والحسن البصري وقتادة، وهو رواية عن ابن عباس ، قال قتادة: (فاتحة الكتاب تثنى في كلّ ركعة مكتوبة وتطوّع)، وهو القول الراجح عند جمهور العلماء.
القول الثاني : خص بها النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يعطها أحد قبله ، عن سعيد بن جبيرٍ، أنّه أخبره أنّه، سأل ابن عبّاسٍ عن السّبع المثاني، فقال: " أمّ القرآن "، قال سعيدٌ: ثمّ قرأها، وقرأ منها: {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}، قال أبي: قرأها سعيدٌ كما قرأها ابن عبّاسٍ، وقرأ فيها {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}، قال سعيدٌ: قلت لابن عبّاسٍ: فما المثاني؟ قال: " هي أمّ القرآن، استثناها اللّه لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، فرفعها في أمّ الكتاب، فذخرها لهم حتّى أخرجها لهم، ولم يعطها لأحدٍ قبله).
القول الثالث : أنها تتلو بعضها بعض فثنيت الأخيرة على الأولى ،قول أبي عبيدة معمر بن المثنى إذ قال: (وإنما سميت آيات القرآن مثاني لأنها تتلو بعضها بعضاً فثنيت الأخيرة على الأولى، ولها مقاطع تفصل الآية بعد الآية حتى تنقضى السورة وهي كذا وكذا آية، وفي آية أخرى من الزمر تصديق ذلك: {الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعرّ منه جلود الّذين يخشون ربّهم..}).
القول الرابع : لأنها مما يثنى بها على الله تعالى ، وهذا القول ذكره الزجاج احتمالاً؛ قال: (ويجوز واللّه أعلم أن يكون من المثاني أي مما أثني به على اللّه، لأن فيها حمد اللّه، وتوحيده وذكر ملكه يوم الدّين).

س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟
- السبب : أن بعض الرواة جازفوا في ظنهم في صحة تلك المرويات ، فأرادوا الأجر فنسبوها للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، للأسف فقد اخطأو بتصرفهم هذا من غير تثبت ولا سؤال لأهل العلم ، فانتشرت واشتهرت على ذلك .
- موقف طالب العلم منها :
- أن يكون على معرفة بما شاع من تلك المرويات.
-ويعرف سبب ضعفه ومرتبته، وما يُتساهل فيه وما لا يُتساهل فيه منها.

س3: مالفرق بين اسم السورة ولقبها.
- اسم السورة: ما وضع لتعيينها والدلالة عليها.
- لقب السورة: ما اشتهرت به من وصف مدح بعدَ تقرُّرِ أسمائها.
- إذا اجتمع الاسم واللقب وجب تقديم الاسم قبل اللقب لتعريفها.
- أما إن كان اللقب أشهر من الاسم ، أو تشويقا لذكر الاسم ،يذكر الوصف قبل الاسم .
- يصح أن يكون اللقب اسما.

س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
- كان نزولها لها شأن خاص يدل على عظمتها وفضلها ، فقد روي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم
- فهي بشارة للرسول صلى الله عليه وسلم ولأمته بما اختصهم الله تعالى من إنزال الفاتحة وخواتيم سورة البقرة دون سائر الأمم .
- أنه أنزل ملكا لم ينزل من قبل ، فقد تضمنت بشارات عظيمة وكرامات للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته .
- فهي بشارة أنها نور عظيم البركة للمؤمن ، ففيها تبصير له لمرفة الله تعالى ، والمقصد من خلقه ،وحاجته لعون الله تعالى ،وطريق الهداية وسوء عاقبة المفرطين .
- أنَّ دعاء الداعي بها مستجاب؛ وأكّد هذه البشارة بتأكيد جامع بين أسلوبي الحصر والاستغراق؛ (لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).

س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟
أن يعلم طالب العلم أن الأقوال المنسوبة إلى المفسرين نوعين :
النوع الأول : أقوال منصوصة ، يدل النص على مااستدل به ، و يكون فيها الصحيح والضعيف من جهة الإسناد ومن جهة المتن.
النوع الثاني : أقوال مستخرجة على أصحابها؛ لم يقولوا بنصّها؛ لكنّها فُهمت من قصّة وقعت لهم، أو من نصّ آخر على مسألة أخرى، واستخراج الأقوال على قسمين:
- استخراج ظاهر، لظهور الدلالة عليه ولزومه لقول صاحبه مع ظهور التزامه به، فيفضّل أن يبيّن أنه قول مستخرج.
- استخراج غير ظاهر، إما لخفاء وجه الدلالة، أو عدم ظهور وجه اللزوم، أو وجود نصّ آخر له يعارضه ، فلا يصحّ أن ينسب إلى العالم القول بمقتضاه؛ وقد تساهل في ذلك بعض المفسرين، ومنهم من يستخرج القول؛ فينُقل عنه ويشيع.
ويجب على طالب العلم بعد ذلك أن يلخّص ما ترجح بعد معرفته ما صحّ مما لم يصح، وأن يتجاوز الحديث عن كثير من التفصيل في صحة نسبة الأقوال وبيان عللها.

س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة .
الدرجة الأولى: أصحاب الاستعاذة الباطلة ، وهي الاستعاذة التي تخلَّف عنها أحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة ، وأصحاب الاستعاذات البدعية مما يحدثه بعض الناس من التعويذات المبتدعة.
الدرجة الثانية: الاستعاذة الناقصة، وهي الاستعاذة التي خلت من الشرك والبدعة، لكنها استعاذة ناقصة ضعيفة لما فيها :
-من ضعف الالتجاء إلى الله.
- ضعف الاستعانة به.
- التفريط في اتباع هداه.
من حديث أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الله لا يستجيب لعبد دَعَاه عن ظهر قلب غافل )) والحديث حسَّنه الألبانيّ رحمه الله.
الدرجة الثالثة: استعاذة المتقين، وهي الاستعاذة الصحيحة المتقبَّلة التي تنفع أصحابها بإذن الله، وهي التي تكون بالقلب والقول والعمل ، وتكون :
- الاستعاذة بالقول: تكون بذكر ما يشرع من التعويذات المأثورة، وما في معناها مما يصحّ شرعاً.
- الاستعاذة بالعمل: باتباع هدى الله جلَّ وعلا، ولا سيما في ما يتعلق بأمر الاستعاذة.
الدرجة الرابعة: استعاذة المحسنين، وهي أعلى درجات الاستعاذة ،هم الذين أحسنوا الاستعاذة بقلوبهم؛ حتى إنهم يستعيذون بالله كأنهم يرون الله جل وعلا، ويكثرون من ذكر الله، ويحسنون اتباع هدى الله تعالى؛ فتراهم يسارعون في الخيرات، ويتورعون عن الشبهات، ويحسنون التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض.،فهم ممن أوجبَ الله تعالى على نفسه أن يعيذهم إذا استعاذوه، وهم الذين حققوا صفات ولاية الله تعالى كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله قال: [ من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه؛ فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمعُ به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه] )).

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 6 ربيع الأول 1438هـ/5-12-2016م, 12:06 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي

المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم القرآن.
فيها قولين
القول الأول : لتضمنها أصول معاني القرآن من التوحيد والعبادة والاستعانة والدعاء والصراط المستقيم
القول الثاني : لتقدمها على سائر سور القرآن الكريم في الصلاة والمصاحف , وكذلك العرب تسمي المتقدم عن غيره والجامع لغيره ( أماً ) .

ب. سورة الصلاة.
القول الأول : لأنه الصلاة لا تجزئ إلا بها
القول الثاني : للحديث القدسي ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ..... ) والمقصود بالصلاة هنا الفاتحة .
وهناك سر آخر لتسمية الفانحة بالصلاة : لأنها صلة بين العبد وربه :
- فهي صلاة من العبد لربه باعتبار دعائه وثنائه عليه ,
- وهي صلاة من الله لعبده باعتبار إجابة الدعاء وإثابة الذكر .

س2: بيّن أنواع المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة وما حكم كل نوع مع التمثيل.
النوع الأول: متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها، قد دلّت عليها أدلّة أخرى،فيكون في الصحيح ما يغني عنها , مثاله قوله صلى الله عليه وسلم : «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط .
والنوع الثاني: ما يُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح،فهذا النوع يرد حكما لضعف إسناده , ولكن المتن لا يرد ولا يقبل بناء على هذا السند إلا بأقوال أهل العلم المعتبرة , ومثاله قوله صلى الله عليه وسلم : «فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن»رواه عبد بن حميد مرفوعاً .
والنوع الثالث: ما يكون منكر المتن أو مخالفة لما في الصحيح أو زيادة عظيمة من راوٍ ضعيف , ومثاله قوله صلى الله عليه وسلم :«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات» في مسند الفردوس .

س3: بيّن أنواع الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين.
النوع الأول : الأقوال المنصوصة وهي التي تدل بنصها على ما استدل به بغض النظر عن صحتها وضعفها .
النوع الثاني : الأقوال المستخرجة من أصحابها وهي التي فهمت من قصة أو نص آخر في حادثة أخرى وذلك بإحدى طرق الاستخراج .

س4: هل نزلت سورة الفاتحة مرتين؟
هذا القول قال به الثعلبي والواحدي والبغوي ومنشئ هذا القول هو الشيخ الحسين بن الفضل البجلي , وتفسيره مفقود وقد عدَّ ذلك من هفواته , وقد حمل الشوكاني هذا القول على إرادة الجع بين القولين وهذا أيضاً
والخلاصة أن هذا القول ضعيف ولا يعتد به , وفي نسبته للحسين أيضاً فيها ضعف ولا تثق النفس بها .

س5: اذكر ثلاثا من صيغ الاستعاذة مع الاستدلال.
الأولى : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , فقال الله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم ) .
الثانية : {أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم} وهو رواية عن أحمد.
الثالثة : : «أعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين، وأعوذ بالله أن يحضرون» رواه ابن أبي شيبة.

س6: اكتب رسالة في خمسة أسطر تتحدث فيها عن فضل سورة الفاتحة.
سورة الفاتحة هي أم القرآن وهي السبع المثاني والمناجاة بين العبد وربه وفيها من أصول القرآن :
- فيها الثناء على الله وحمده وأن الحمد كله وجميعه مستغرق لله سبحانه وحمد كل أحد سواه إنما هو تبع ومستمد من الله سبحانه .
- فيها تعليم العباد لتمجيد الله وتعظيمه وتقديسه وأن هذا التعظيم هو مستحق لله سبحانه وهو واجب على العباد لله سبحانه وعندما يكون التعظيم نابع من القلب تكون أعلى درجات العبودية .
- فيها الذلة و الخضوع والاستكانة للمولى سبحانه , وفيها العبودية الكاملة , وفيها حث العبادة على استشعار العبودية ومداومتها في كل حياة الإنسان .
- فيها توضيح أن الملك كله لله فمن يملك يوم الدين يملك غيره وهو رب كل شيء ومليكه , فمن يعتقد هذا يعتقد أن الأمور كلها بيده سبحانه فلا يطلب من غيره ولا يستجدي غيره .
- فيها الأمر بسلوك الصراط المستقيم ( عموم تعاليم الإسلام والقرآن ) وسؤال الله المداومة عليه , وأن هذا الصراط هو طريق واضح لا لبس فيه ولا شك ولاريب ولا يعجز عنه احد فهو بمقدور كل أحد .
- فيها الأمر بمخالفة طريق وسلوك المنحرفين من كل فئة ضالة سواء كانت عالمة بضلالها أو جاهلة به .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 9 ربيع الأول 1438هـ/8-12-2016م, 02:59 AM
منيرة خليفة أبوعنقة منيرة خليفة أبوعنقة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 618
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.
يقع الضعف في المرويات في السند وفي المتن وسببه رواية متروكُ حديثه والمتهم بالكذب وضعيف الحفظ وهذا ضعف شديد لا يتقوى ،وقد يكون سببه خفة الضبط ومراتب التدليس والانقطاع الخفيفة ونحوها وهذا مما خف شدة ضعفه ،وقد يقع الضعف في المتن من خلال معنى منكر قد دل عليه ما يعضده أوخالف نص صحيح أو معنى يستغلق فهمه ومتوقف في أمره من غير إثبات أو نفي فالأول قد يُصحح والثاني يُرد حكماً لضعف السند.
س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.
قيل في الفاتحة
أنها مكية وروى ذلك كثير واستدلوا بآية :(ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم)وهي مكية ،فالآية تخبر عن نزول الفاتحة بزمن الماضي دل على أن الفاتحة مكية.وفي رواية ضعيفة عن علي رضي الله عنه قال: (نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش) وكذا عن ابن عباس أنه قال: (أول ما نزل من القرآن بمكة، وما أنزل منه بالمدينة الأول فالأول، فكانت إذا نزلت فاتحة سورة بمكة، فكتبت بمكة، ثم يزيد الله فيها ما يشاء، وكان أول ما أنزل من القرآن: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} ، ثم {ن والقلم}، ثم {يا أيها المزمل}، ثم {يا أيها المدثر}، ثم الفاتحة، ثم {تبت يدا أبي لهب}...) ثم ساق سور القرآن كلها. وهذه رواية ضعيفة،ومنهم من استدل بفرض الصلاة أنه كان مفروض في مكة والصلاة تجب بالفاتحةولا تصح الا بها .

وقيل انها مدنية وذكر هذا بعض العلما ونُسِب إلى بعض الصحابة خطاً.
س3: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
عد الكوفيون والمكيون أن البسملة آية من سورة الفاتحة ، وعد الباقون أنها ليست آية مها ومنهم من عدها آية في كل السور عدا براءة واتفقوا علماء العد على أنها ليست آية من الفاتحة،وليس هناك قول وارد في أن البسملة تُعد من كل سورة لنصوص منها حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن سورة من القرآن، ثلاثون آية، شفعت لرجل حتى غفر له، وهي: {تبارك الذي بيده الملك})
قال ثلاثون دل على أنها دون البسملة ولم يقل أحدى وثلاثون بعد آياتها مع البسملة .
س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
يكون باللجوء لله وطلبه بذل وإخلاص ويقين بأنه هو النافع الضار وأنه هو من يشاء وما لم يشأ من أمر فهو غير نافذ ولن يكون وما شاء فهو كائن بعلمه وإذنه وأمره أن يكون وبإتباع هدى الله وتوفيقه على أن يقيه شر المستعاذ منه وشر الشيطان وبذل السبب لإجابة الله بالعون.
س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
أعوذ: يلجأ العبد لربه ويطلب العون منه وتوفيقه ورد الضر عنه وجلب النفع له
بالله: يذكر العبد من يلجأ إليه وهو الرب الإله المعبود الواحد القادر الذي بيده وحده النفع والضر
من الشيطان: يستعيذ العبد بالله من شر الكائن الوسواس الذي يخنس بذكر الله وهو الشيطان القرين السوء للإنسان
الرجيم: يصف العبد مسبب الشر بما وصفه الله وهو المطرود عن رحمة الله
س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟
وُجدت الشرور والاضرار على العبد للإختبار وليدفع الله بعبده إلى اللجوء له تعالى ويكفر عنه خطاياه فإن استعاذ العبد لله أعاذه الله من مما دعا به بكف شر الأشرار وضر الأضرار وكبد الكوادر والفتن.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 21 ربيع الثاني 1438هـ/19-01-2017م, 07:30 PM
أماني مخاشن أماني مخاشن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 176
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
سورة الفاتحة هي أعظم سور القرآن فضلًا ، وقد تكاثرت الأحاديث في بيان فضلها ومن ذلك
- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في الرقية، وهو أنه ذهب مع نفر من أصحابه فنزلوا على حي من أحياء العرب فسألوهم أن يضيفوهم فأبوا عليهم، فلُدغ سيد ذلك القوم فأتوهم يسألونهم إن كان عندهم ما ينفعه فإنهم سعوا له في كل شيء لايفيده ،فقالوا لهم نعم واتفقوا على جعل ، فقرأ عليه أبو سعيد الخدري سورة الفاتحة فبرئ.
ففيه بيان لعظيم فضلها وأنها رقية وشفاء.
- حديث ابن عباس رضي الله عنه قال : بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ سمع نقيضا من فوقه ، فقال هذا باب فتح من السماء لم يفتح قبل قط ، فنزل ملك من السماء لم ينزل قبل قط فقال:( أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك ، فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته)
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.

سميت بذلك لسببين 1-أنه تفتتح بها المصاحف ، أي انها أول ما يكتب في المصحف
2- أنها أول ماتقرأ في الصلاة
ب. الوافية
وردت هذه التسمية عن سفيان بن عيينة
وسبب تسميتها بذلك قولان
الأول : أنها تقرأ كاملة في الصلاة ، ولا تنصف في ركعتين ، ولا يجزئ من فعل ذلك بخلاف غيرها من السور. وهو قول الثعلبي
الثاني: أنها تشتمل على معاني القرآن كله وهو قول الزمخشري .
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟

لا يصح نسبة القول بمدنية السورة لأبي هريرة والزهري ولا أصل لها فيما بين أيدينا من الكتب المسندة إلا ما كان من الخطأ في رواية هذا القول عن أبي هريرة رضي الله عنه .
والسبب في نسبتها لأبي هريرة هو الأثر الذي روي عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» فإنه منقطع فإن مجاهدا لم يسمع من أبي هريرة والصحيح وقفه على مجاهد وعدم وصله .
وأما نسبة هذا القول إلى الزهري فالرواية التي نسبت إليه في إسنادها الوليد بن محمد الموقري وهو متروك الحديث .
أما مجاهد رحمه الله فقد نقل عنه أنه قال بمدنيتها وثبت ذلك عنه ، وهو مما تفرد به وخالف فيه غيره من أقوال العلماء .
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
روي في ذلك حدديثان ضعيفان
أحدهما: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين» وكل الطرق التي روي بها فيها صالح بن بشير وهو ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
والآخر: حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب .
س5: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.
سورة الفاتحة سبع آيات بالإجماع ولم يقع خلاف في عدد الآيات ، وإنما الخلاف في تعيين السبع
لأن الله سبحانه قال في محكم التنزيل : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالفاتحة ، فينصرف العدد لها .
قال أبو العالية الرياحي في قول اللّه تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} قال: (فاتحة الكتاب سبع آياتٍ). رواه ابن جرير.
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة

الاستعاذة عبادة عظيمة تستلزم عبادات قلبية وقولية وعملية
منها افتقار العبد إلى ربه والتذلل بين يديه وإظهار ذلك العجز لله وحده دون سواه
ومنها أن الاستعاذة تقتضي علم العبد بأسماء الله عز وجل وصفاته ، فمن أيقن أن الله سبحانه قدير رحيم سميع ستعظم استعانته بالله الذي لا يعجزه شيء ، السميع العليم بحاله ومافي قلبه ، الرحيم به.
ومنها ما يقع في قلب العبد من عبادات جليلة يحبها الله ، وقد جاء في الثناء على هذه الصفات جملة من النصوص ، فكيف لو اجتمعت في قلب المستعيذ وكمُلت!
ومن هذه العبادات الإخلاص والتوكل والرجاء والخشية والمحبة .
وبيان ذلك أن الإخلاص يكون بتوجه المستعيذ لله وقصده وحده بالاستعاذة وتفويض الأمر له والتجرد من غيره.
والتوكل بتفويض الأمر لله واعتماد القلب عليه سبحانه فهو المسبب لكل الأسباب.
والخشية التي تملأ قلب المستعيذ حينما يستعيذ بمولاه من كل شر يخافه فيخشى أن ترد استعاذته بسبب ذنوبه وتفريطه.
والرجاء الذي يقع في القلب حين يتذكر العبد رحمة الله وسعة عفوه وعظيم لطفه وأنه سبحانه يدبر الأمر لهم بحسن تدبيره وعنايته .
إلى غير ذلك من الأعمال القلبية العظيمة.
والرجاء }
والمقصود أنّ الاستعاذة من العبادات العظيمة التي هي من مقاصد خلق الله تعالى للإنس والجنّ كما قال الله تعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون}..

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 16 جمادى الآخرة 1438هـ/14-03-2017م, 08:54 AM
الصورة الرمزية أم أسامة بنت يوسف
أم أسامة بنت يوسف أم أسامة بنت يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 613
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية
:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. فاتحة الكتاب.
لأنها في أول المصحف، بها يفتتح، وبها تفتتح الصلاة كذلك.
ب. السبع المثاني
السبع: عدد آياتها، وفي معنى المثاني أقوال:
1: لأنها تثنى أي تعاد في كل صلاة بل وفي كل ركعة، وهو قول جمهور العلماء.
2: لأن الله تبارك وتعالى استثناها للنبي صلى الله عليه وسلم وادخارها لأمته.
3: لأنها تتلو بعضها بعضا.
4: لأنه يثنى بها على الله تبارك وتعالى.
5: مشتق من المثنى ما دل على اثنين: وفي تحديد ذلك أقوال أيضا:
· لتثنية بعض كلماتها: (الرحمن الرحيم، إياك وإياك، الصراط الصراط، عليهم عليهم)
· لأنها قسمين، ثناء ودعاء.
· لأن فيها {الرحمن الرحيم} مرتين باعتبار البسملة أول آياتها.
· لحديث الصلاة وأنها بين العبد وربه قسمين.
· لنزولها مرتين على من قال بذلك.
· للمعاني المتقابلة فيها كالثواب والعقاب، حق الله وحق العبد، الهدى والضلال..

س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟
عدم تثبت بعض الناس وتحرزهم قبل نقل الأحاديث النبوية، وإن حسنت مقاصدهم كالطمع في الأجر وترغيب الناس ونحوها من المقاصد، وانتشار طائفة منها وكثرة نقلها في مصنفات القدماء قبل ثراء علم الحديث ووضع ضوابطه.
وعلى طالب العلم أن يعلم الناس خطورة الكذب وعدم التثبت عند نقل الأحاديث النبوية، ويكتفي بنقل ما صح وثبت والتحذير مما ضعف إن كان مشتهرا، مع معرفته لأسباب الضعف، وما يقوى منه وما لا.
س3: مالفرق بين اسم السورة ولقبها.
الاسم ما كان للدلالة على السورة وتعيينها، واللقب ما اشتهرت به من صفات مدح وتفضيل.
س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم
النقيض: الصوت. وفي الحديث فضائل خصت بها الفاتحة:
- أن الله تبارك وتعالى ذخرها لمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته.
- من خصوصيتها وعظم منزلتها، أنه فتح لها باب لم يفتح قط إلا يومها، ونزل بها ملك لم ينزل قط إلا بها.
- أنها نور.
- وإجابة ما فيها من دعاء.
س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟
ينبغي لطالب العلم تحري الصدق في دين الله، ويتذكر الوعيد الشديد للكذب عموما وللكذب في النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو أخص، والعلماء ورثة الأنبياء.
وما ينسب لأهل العلم من أقوال بعضها صريح واضح ثابت قاله صاحبه نصا، وبعضها مستدل عليه مستخرج من قول صاحبه، وهذا المستخرج منه ما هو أقرب للنسبة النصية وهو ما كان ظاهر الدلالة، ومنه ما هو غير ظاهر، وقد يجمع هذا القول بين عدم ظهوره وعدم صحة اسناده لصاحبه كذلك، وعلى طالب العلم أن يتعلم من أين وكيف نسبت هذه الأقوال إلى أصحابها ويميز ما صح عنهم وما لم يصح، ويتحرى الدقة والصدق والأمانة.
س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة
1: الاستعاذة الباطلة: ما تخلف عنها أحد شرطي القبول (الإخلاص والمتابعة).
2: الاستعاذة الناقصة: ما خلت من الشرك والبدعة، لكن ضعف صاحبها في الالتجاء إلى الله أو اتباع الهدى، أو تعوذ على غفلة منه.
3: الاستعاذة الصحيحة المتقبلة: وهي استعاذة المتقين الذين استعاذوا بقلوبهم وأقوالهم وأعمالهم، فصدقت قلوبهم في التجائها إلى الله وتوكلها عليه، وصدقت ألسنتهم بانتقائها لما ثبت وصح من ألفاظ الاستعاذة، وصدقت جوارحهم باتباعها هدى الله وتتبعها لمراضيه واجتنابها لمساخطه.
4: أعلى درجات الاستعاذة: استعاذة المحسنين الذين وعدهم الله الإعاذة، وهم من حققوا صفات ولاية الله تبارك وتعالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir