دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > السيرة النبوية > متون السيرة النبوية > مختصر عبد الغني

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 ربيع الثاني 1431هـ/30-03-2010م, 03:00 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح مختصر عبد الغني لفضيلة الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (مفرغ)

الرابع : علي ، رضي الله عنه ، وهو أبو الحسن : علي بن أبي طالب ، واسم أبي طالب عبد مناف ، بن عبد المطلب ، ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
ذكر علماء النسب أن أبا طالب يسمى عبد مناف ، وهو الذي حمى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكفله بعد موت جده عبد المطلب ، وكان شفيقا عليه ، وحاول المشركون أن يقتلوه ولكن منعهم ، فتركوه لهيبة عمه أبي طالب .
عمه أبو طالب اسمه عبد مناف ، ولكن الرافضة غلو في علي وقالوا أن أباه عمران ، وأن اسم أبيه عمران ، وأنه مذكور في سورة آل عمران في قوله تعالى : {وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} وما علموا أن هذا إنما هو والد مريم بنت عمران ، التي ذكرها الله تعالى في قوله: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} وغفلوا عن الآية التي بعدها {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} ولكن هكذا يكون تعصب هؤلاء الرافضة .
أم علي : فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، فهي من بني هاشم ، وهي أول هاشمية ولدت هاشميا ، أسلمت وهاجرت إلى المدينة ، وماتت في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقال لها أم البنين ، ويغلو فيها أيضا الرافضة ، فهناك قبر في البقيع خيل إلى الرافضة أنه قبرها ، فهم يأتون إليه ويتمسحون به ، قبر أم علي قبر أم البنين .
تزوج فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فولدت له الحسن والحسين ، ومحسنا مات صغيرا ، وأم كلثوم ، هؤلاء أولاده من فاطمة ، قرأت لبعض المعاصرين من الرافضة أن محسنا مات بسبب عمر بن الخطاب ، أنه جاء وطعن أمه - التي هي فاطمة - في بطنها ، وأنها أسقطت هذا الغلام حيا ومات ، ولأجل ذلك يلعنون دائما عمر ، وهذا كله كذب ، والصحيح أنه مات بعدما ترعرع ، أنه يمكن مات في آخر حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدما ترعرع ، فمات صغيرا .
أولاد علي غيرهم : محمد بن الحنفية ، أمه خولة بنت جعفر من بني حنيفة .
ذكر ابن كثير في التأريخ أن الرافضة يدعون في ابن الحنفية أنه إمام وأنه معصوم ، لا شك أنه من المسلمين ، ولكن ليس بمعصوم ، وليس له فضل ، ليس هو أفضل من أبيه ولا من الخلفاء الراشدين ، فكلهم ليسوا بمعصومين .
من أولاده : عمر بن علي ، وكان يحب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فسمى ولده عمر ، وله أخت اسمها رقية الكبرى ، وأمهما تغلبية ، وهما توأمان .
وله من الولد : العباس الأكبر ، كان له ولدٌ يقال له السقاء ، قتل مع الحسين ، لما خرج الحسين إلى العراق ، دعاه أهل العراق ليولوه عليهم ، ولما قرب منهم أرسلوا إليه جيشا فقاتلوه ، وكان ذلك في سنة إحدى وستين من الهجرة ، قتلوا معه إخوته : العباس وجعفر وعبد الله وعبيد الله وأبا بكر ، كلهم قتلوا ؛ أي أنهم خمسة ، والسادس الحسين .
يقول: إخوته لأمه - إخوة العباس لأمه وأبيه - عثمان وجعفر وعبد الله .
عرفنا أن عليا رضي الله عنه يحب الخلفاء ، فله ولد اسمه أبو بكر ، وولد اسمه عمر ، وولد اسمه عثمان ، يعني على الخلفاء الثلاثة .
من أولاده عبيد الله وأبو بكر ابنا علي رضي الله عنه ، لا بقية لهما لم يعقبا ، أمهما ليلى بنت مسعود النهشلية .
كذلك يحيى بن علي ، مات صغيرا ، يحيى أمه أسماء بنت عميس ، وذلك لأن أسماء تزوجها أولا جعفر ومات عنها ، ثم تزوجها أبو بكر ومات عنها ، ثم تزوجها علي .
من أولاده محمد بن علي الأصغر ، أمه أم ولد ، درج يعني مات صغيرا ، مات بعدما درج .
كذلك أم الحسن ورملة ، أمهما أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي .
كذلك زينب الصغرى ، وأم كلثوم الصغرى ، ورقية الصغرى ، وأم هانئ وأم هانئ ، وأم كرام ، وأم جعفر ، واسمها جمانة ، وأم سلمة ، وميمونة ، وخديجة ، وفاطمة ، وأمامة ، لأمهات أولاد ، هؤلاء كلهن لأمهات أولاد متفرقات ، وعددهن إحدى عشر .
كانت خلافته أربع سنين وسبعة أشهر وأياما ، على اختلاف في مقدار الأيام ، قتل وله ثلاث وستون ، وقيل : خمس وستون ، وقيل : ثمان وخمسون ، وقيل : سبع وخمسون ، وكان ذلك عام الجماعة سنة أربعين .
هكذا جاءت له هذه الفضائل ، وهؤلاء الأولاد له .

قد يقال: ما سبب غلو الرافضة فيه ؟
الرافضة يعبدونه إلا قليلا .
في سنة من السنين ، وكنا في عرفة ، وبجوارنا خيمة من العراقيين الرافضة ، مكثوا نحو ساعتين وهم يدعون عليا برسالة مكتوبة عندهم ، ينادونه بأسماء متعددة : يا أبا الحسنين ، يا سيد العالمين ، يا صهر النبي الكريم ، يا علي بن أبي طالب ، يا زوج البتول ، وهكذا ، ولم نسمعهم دعوا ربهم ، إلا أن يكونوا أخفوا ذلك في هذا المجمع .
كذلك سمعت مرة في المطاف بعض الرافضة ، الشوط الأول وهم يدعون عليا ، من أول الشوط إلى آخره ، الشوط الثاني يدعون الحسن ، الشوط الثالث يدعون الحسين ، الشوط الرابع يدعون علي بن الحسين ، وفارقتهم بعد الرابع ، ويمكن أنهم استمروا .
قد يتعجب كيف خصوا عليا بهذا الغلو ؟
الذي يظهر - والله أعلم -: أن عليا في العراق سيرته سيرة حسنة فيما يحبه ربه ، في عبادة الله ، وكذلك أيضا في العدل ، عدله في الرعية الذين في العراق ، وكذلك في إيثاره وإعطائه وتوظيفه عليهم الأموال الكثيرة ، ومحبته للتسوية لهم ، فأحبوه محبة زائدة .

ثم لما أنه ثار عليه الخوارج وقتلوه ، تحمس بعضهم ولكن لم يستطيعوا أن يقاتلوا الخوارج لشدة بأس الخوارج ، لكن تولى بعده معاوية ، وذلك لأن الحسن الذي هو خليفته ، خاف أن تكثر الفتنة ، فتنازل عن الخلافة لمعاوية وبايعه ، ولما بايعه هدأت الأمور ، إلا أنه اشترط عليه ألا تلعنوا عليا ، لا تسبوا عليا ، التزم ذلك معاوية ، ولكن بعض بني أمية وبعض الأمراء الذين تولوهم ، كانوا يكرهون عليا ويعتقدون أنه داهن في عدم المكافحة لعثمان ، أو اتهموه بأنه شارك في قتل عثمان ، فلأجل ذلك نصبوا العداوة لعلي ، والذين ينصبون له العداوة يسمون نواصب .
هكذا بعد ما مات الحسن في حدود سنة سبع وخمسين ، وبقي الحسين بمكة ، ومات معاوية ، وتولى بعده ابنه يزيد ، كان يزيد معه شيء من التساهل في المعاصي ونحوها ، فكرهه الناس ، ولم يبايعه عبد الله بن الزبير ، وأراد أهل العراق أن يبايعوا الحسين وكتبوا إلى الحسين كتبا قد تبلغ مائة أو مائتين : ائت إلينا إننا نحبك نبايعك أنت الخليفة علينا ، لا نريد غيرك . ولما أكثروا عليه توجه إلى العراق .
ثم إن يزيد أرسل إلى العراق عاملا ، وهو ابن زياد ، فضبط العراق وبث فيهم المال وأعطى كبراءهم ، ولما قدم الحسين عليهم قالوا : نريد أنك تذهب إلى ابن زياد لتبايعه نيابة عن يزيد ، فامتنع وقال : لا أبايعه ، فلم يكن بد من أنهم قاتلوه وقتل ، ولما قتل بعد مدة قليلة مات يزيد وبويع ابن الزبير لأهل العراق ، بايعوه على العراق وعلى الحجاز وعلى اليمن ، وخاف ابن زياد من القتل ، فذهب إلى الشام وبايع مروان بن الحكم وقال : أنت أكبر قريش وأنت أولاهم . ولما بايعه حصلت وقعة أيضا بالشام ، افترقوا .
بعضهم يقول : نحن تبع ابن الزبير ، وبعضهم والوا بني أمية ، حصلت وقعة كبيرة اسمها وقعة مرج راهط ، قتل فيها كثير .
بعد ذلك تم الشام لمروان ، أقام سنة ثم مات وبويع لابنه عبد الملك ، وتقوت خلافة عبد الملك ، وفتح العراق ، وأرسل أيضا إلى الحجاز ، وقتل ابن الزبير على يد الحجاج ، وولى الحجاج على العراق ، ولما تولى الحجاج كان يحب بني أمية ، فأمر الخطباء أن يلعنوا عليا على المنابر ، أهل العراق يحبون عليا محبة شديدة ، فكلما سمعوا خطبة وإذا هم يلعنون عليا ، ساءهم ذلك أشد الاستياء فلم يجدوا بدا إلا أنهم يجتمعون بعد كل جمعة في أمكنة ويتذاكرون فضائل علي ، ودخل معهم من يريد أن يرغبهم ، فصاروا يكذبون أكاذيب ، وأحاديث مكذوبة لا أصل لها في فضل علي ، اشتهرت تلك الأحاديث عندهم إلى أن صاروا يعتقدون أن عليا أفضل من غيره ، ومع كثرة تلك الأكاذيب حصل الغلو من كثير منهم ، فهناك طائفة يقال لهم : الغرابية ، وهم أتباع ابن سبأ الذي هو أول من غلا وسجد لعلي ، هؤلاء قالوا : إن عليا هو الإله ، حتى قال قائلهم:
أشــهد أن لا إلــه إلا ....... حـيدرة الأنــزع البطـين
ولا حــاجب عليــه إلا ....... سلمان ذو القـوة المتـين
جعلوا سلمان هو ذو الرأي لأنه فارسي ، وهم أكثرهم من فارس.
وغلا آخرون لما سمعوا تلك الفضائل التي لم تجتمع في نبي ولا غيره ، أكاذيب لفقوها ، فادعوا أن عليا هو أولى بالرسالة ، وأن جبرائيل نزل لينزل بالرسالة على علي ، ولكنه صرفها إلى محمد ، ولذلك يقولون في تشهدهم : خان الأمين وصدها عن حيدر ، حيدر يعني علي ، أي الأمين الذي هو جبرائيل خان الأمانة وجاء بها إلى محمد وهو مأمور أن ينزل بها إلى علي ، أي بهذه الرسالة .
سبب هذا الغلو سماعهم تلك الأحاديث التي هي مبالغة في مدح علي وفي الزيادة في شأنه .
ثم لما اشتهرت تلك الأحاديث وتحفظوها ، كأنهم شك بعضهم ، قالوا : إذا كانت هذه الفضائل له التي اجتمعت فيه ولا تجتمع في غيره ، فكيف مع ذلك قدم عليه ثلاثة ؟ لماذا قدم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ؟ أليس هو أولى إذا كانت هذه الفضائل له ؟ متى تجتمع هذه الفضائل في شخص فإنه يكون أولى من غيره ، بل قد يكون أولى من الأنبياء ، فلم يجدوا بدا - رؤساؤهم - من أن يكذبوا أكاذيب يلصقونها بالخلفاء ، الذين هم أبو بكر وعمر وعثمان ، فلا بد أنهم يلتمسون ما يعيبونهم به ، فجمعوا أكاذيب تقدح في الثلاثة ، بل تقدح في بقية الصحابة .
اشتهر عندهم حديث ( غدير خم ) قالوا : إن فيه الوصاية لغدير خم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالخلافة لعلي وأوصى له بالولاية ، وأنه قال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)).
هكذا يدعون ، والذي في صحيح مسلم حديث زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم في غدير خم وقال : ((إني تارك فيكم الثقلين ، أولهما كتاب الله ، فيه الهدى والنور)) ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : ((وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي)) فقيل لزيد بن أرقم : من أهل بيته ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ فقال زيد : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته الذين حرموا الصدقة بعده : آل علي وآل جعفر وآل العباس وآل أبي طالب ، هؤلاء هم أهله. يعني الذين هم من ذرية بني هاشم .
فهذا هو الصحيح ، وأما هذا الحديث فإن فيه مبالغة . ولا يزالون إلى الآن يذكرون هذا المقال ،

في أول هذا العام ، لما كانت الوقعة التي في لبنان بين من يسمون حزب الله ، ونحن نقول : إنهم حزب الشيطان ، نشرت فتوى لنا في أن هؤلاء ليسوا صادقين في قتالهم ، ولكن كان عامة الناس يقولون : هؤلاء الذين يهزمون اليهود ، هؤلاء الذين انتصروا من اليهود ، هؤلاء أولى أن يكونوا حزب الله ، حتى إن كثيرا من الشام بدلوا ، تحولوا من السنة إلى أن صاروا شيعة ، على دين من يسمونه حزب الله .

اشتهرت الفتوى ، فأنكرها كثير من أهل الشرق والغرب ، حتى نشر في الصحف في بلاد إفريقيا ، أن شرائط كثيرة تحمل علي أنني أبغض حزب الله وأني أوالي اليهود وأني وأني .
فالحاصل كتب إلينا اثنان من أهل المنطقة من أهل القطيف من غلاة الشيعة ، ينكرون علينا ويذكرون فضائل لعلي وقالوا : إن هذه كتبكم يا معشر السنة ، إنها موجودة في كتبكم ، وإنها فضائل لعلي ، تلك الفضائل منها ما هو صحيح ، ولكن يمكن أن تسعة في المائة كلها موضوع ، ولو كانت عند المستدرك ، ولو كانت في بعض كتب أهل السنة ؛ لأنهم يعتمدون الإسناد .
كان من جملة ما ذكره هذا الرافضي ، يقول : إنكم تطعنون في علي . حاشا أننا نطعن في علي ، إنه هو الخليفة ، إن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم أكد في غدير خم وعنده ثمانون ألفا ، وأكد أن الخليفة بعده علي ، وأنه الوصي ، وأن من كنت مولاه فإن عليا مولاه ، وأخذ يهذي من هذا الهذيان ، فلم أشتغل بالجواب له لأنهم لا حيلة لهم .
وكان أحدهم قد أرسل إلي بعض الاعتراضات ، وأجبته ، ولما أجبته رد علي بجواب واسع ، علمت أنه لا حيلة فيهم .
فعند ذلك نتعجب ، نقول كما يقول : ثمانون ألفا سمعوا النبي محمدا وهو يوصي بالخلافة إلى علي ، قد يقال له : إنكم تكفرون الثمانين كلهم ، الرافضة يعتقدون أن الصحابة كلهم ارتدوا ، لم يبق منهم إلا ستة أو سبعة ، ما بقي إلا سلمان وصهيب وأبو ذر وعمار وخبيب ، يعني بعض الموالي ، أما الأكابر فإنهم كفروا ، كيف كفروا ؟ كتموا الوصية ، الوصية التي لعلي ، كتموها ، وأنهم سمعوا ذلك .
فأقول : ثمانون ألفا تواصوا بكتمان هذه الوصية ؟ إذا كان على ما يقول هذا الرافضي ، فهكذا لا شك أنهم لما رأوا أن الصحابة ولوا قبله ثلاثة من الخلفاء ، لا بد أنهم يلتمسون عيوبا ، فجمعوا عيوبا في أبي بكر ، حتى يمكن قرأتم رد شيخ الإسلام على ابن المطهر في منهاج السنة النبوية ، حتى قرأت لبعضهم أنه يقول : ما خرج بأبي بكر في هذا السفر إلا لأجل أنه خاف أنه يقتل عليا ، أو أراد أن يأمن من مكره ، أو ما أشبه ذلك من الأكاذيب .
ثم ابن المطهر يقول : إنه ليس بصالح وليس بولي ؛ لأنه حزن حتى قال له محمد : لا تحزن إن الله معنا ، إن هذا دليل على خوفه وذعره ، فلا يكون صالحا . هذه من تلفيقاتهم .
جمعوا أكاذيب طعنوا فيها بأبي بكر ، ولكن أكثر ما طعنوا في عمر بن الخطاب ، ولا يزالون إلى الآن .
كتب أحد المعاصرين قبل ، يمكن عشر سنين ، من أهل البحرين ، اهتدى ، وكتب له رسالة عنوانها : ربحت الصحابة ولن أخسر آل البيت ، ذكر فيها قصة يقول : إن امرأة ولد لها ولد من أهل السنة وسموه عمر ، وجاء هناك احتفال ، وجاءت تلك العجوز الرافضية ، حملت ذلك الطفل الذي عمره سنة وقالت : ما اسمك ؟ لم يكن قد أفصح ، فقال (أُمل) فقالت أمه : عمر ، فرمت به هذه العجوز وقالت : لعن الله عمر ومن يحب عمر ومن يسمي بعمر ، عجوز يمكن عمرها في عَشر التسعين ، ولا يزالون .
كذلك من جملة ما اتهموه ، قالوا : إنه لما أن عليا لم يبايع هو والزبير، جاء إليهما فأكرههما وهددهما بالقتل، إلا أن يبايعيا لأبي بكر رضي الله عنه .
هذه القصة في كتبكم ، رواها ابن أبي شيبة ورواها ابن حبان ورواها كذا وكذا ، نقول : صحيح أن عمر رضي الله عنه ما أراد الخلافة لنفسه ، ولا أرادها لأحد من بني عدي الذين هم قبيلته ، ولكن رأى أن أبا بكر أولى بالخلافة للأمور التي ذُكرت في ترجمته التي تدل على أهليته ، وكان يقول : والله لأن أعذب بأشد عذاب لا يدخلني النار ، أحب إلي من أن أتولى على فئة فيهم أبو بكر . لا أكون أميرا عليه أبدا ، لما رأى من فضائله رضي الله عنه .
ثم يقول بعض هؤلاء المعاصرين : إنه أراد أن يحرق بيت فاطمة عليها ، ونقلوا أكاذيب أن فلانا وفلانا حملا معه الحطب ليحرق بيتها ، وأنه قيل له : إن فيه فاطمة ، فقال : وإن ، أي سوف أحرقه ولو كانت فيه ، وكل هذه من الأكاذيب ، ولو كان بعضها في كتب أهل السنة ؛ لأنهم يروونها بأسانيد فيقولون لك : ابحث عن الإسناد ، إذا كان صادقا أو غير صالح ، هكذا .
ولما جمعوا فيه هذه الأكاذيب لم يجدوا بدا من أن يحملوا عليه ، ولا يزالون كذلك يحملون على عمر ويلعنونه دائما .

كذلك أيضا عائشة ، لماذا ؟ يقولون : لأنها قاتلت عليا ، هي التي خرجت بجيش من مكة إلى العراق ، وكان معها ابن أختها عبد الله بن الزبير ، ومعهما الزبير وطلحة ، فحصلت وقعة تسمى وقعة الجمل لأنها كانت في وسط المعركة .
نقول : لم تقتل ولم تقاتل ، هي امرأة ، إنما لما جاءهم خبر قتل عثمان وأن الذين قتلوه من أهل العراق ، توجهوا لأجل قتالهم ، ولأجل أخذ الثأر لعثمان المغلوب ، فسمع بهم علي فتوجه إليهم إلى أن حصلت الوقعة ، انضم إليهم قتلة عثمان ، انضموا إلى علي ، فحصلت هذه الوقعة .
وبكل حال هذا سبب مقتهم لعائشة ، وقد جمعوا أكاذيب وفسروا آيات من القرآن تفاسير بعيدة حتى قالوا في قوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} قالوا : البقرة عائشة ، مع أن القصة في بني إسرائيل ، وكذلك قالوا: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} يدا أبي لهب : أبو بكر وعمر ، يدا أبي لهب . وكذلك يقولون في قوله تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} الجبت والطاغوت : أبو بكر وعمر.
ولهم ورد يقرؤونه صباحا ومساء ، طبعه الخميني وفرقه عليهم ، أوله : اللهم العن صنمي قريش وجبتيهم وطاغوتيهما وابنتيهما ، يعني حفصة وعائشة ، إلى آخره ، منشور يجعلونه في جيوبهم كلما صلى أحدهم الفجر أو المغرب أو العصر ، يقرؤونه صباحا ومساء . هكذا كانت فكرتهم .
كذلك أيضا اعتقدوا أن جميع الصحابة الذين بايعوا أبا بكر ، كتموا الوصية ، وأن أبا بكر وعمر أكرها جميع الناس وقالوا : إن الأنصار قالوا : لا نريد إلا عليا لا نبايع إلا عليا ، وكل هذا من ترهاتهم وأكاذيبهم ، وقد تمكنوا في هذا الأزمنة في العراق وكثروا ولهم الآن نشاطات ، يقاتلون أهل السنة هناك ، يكادون أن يفنوا أهل السنة .
ذكر قبل سنة أو سنتين أنهم وجدوا طفلة عمرها خمس سنين ، ما اسمك ؟ قالت : عائشة ، فقتلوها لأنها تسمى بهذا الاسم ، وقتلوا في يوم واحد أربعين ، لماذا ؟ كلهم اسمه عمر ، تتبعوا بلدة كاملة ، كل من وجدوا اسمه عمر قتلوه ؛ حقدا على عمر بن الخطاب ، ولا يزالون هكذا ، ولكن الحق شمس والعيون نواظر ، لكنها تخفى على العميان ، لو تفكر العاقلون منهم ونظروا لعلموا أنهم بعيدون عن الصواب ، وأن مذهبهم أشد المذاهب بعدا وأبعدها عن الصواب .
ولأجل ذلك الذين فكروا منهم تراجعوا ، ومنهم من أنصف ، كواحد يقال له الموسوي ، له كتاب أنصف فيه ، جعل عنوانه : التصحيح للشيعة ، أو : بين السنة والشيعة ، أو قريبا من هذا ، ولكن مع ذلك لم يتراجع عن عقيدته في علي ونحوه ، إلا أنه أنكر على هؤلاء الرافضة كثيرا من المنكرات .
ثم واحد من أهل العراق كان هو وأبوه على العقيدة الرافضية ، وهو أيضا ممن اجتمع بالخميني وسافر معه ، وبعث معه ، نظر نظرة عاقل ، فعند ذلك كأنه تراجع ، ألف كتابه المشهور الذي سماه : لله ثم للتاريخ ، أنصف فيه ، وذكر جميع الهفوات التي يعتقدها الرافضة ، ولما طبع كتابه وفضحهم عمدوا إليه وقتلوه غيلة ، ولكن كتابه ترجم وطبع مرارا ، ولا يزالون يكذبونه في كتابه ، فيقال له ، لكل من كذبه : ارجعوا إلى كتبكم ، ها هو كتب ، ذكر الجزء والصفحة من كل كتاب ينقل منه ، وإذا كان صادقا فإنكم تلعنون أولئك الذين كتبوا ، العنوا الخميني الذي هذه كتبه فيها فضائح ، العنوا قبله المجلسي الذي له كتاب كبير اسمه بحار الأنوار ، مائة وعشرون مجلدا العنوا الكليني ، الذي له هذا الكتاب المشهور الذي يسمونه الكافي . كذلك لهم كتب كثيرة .
نقول : إنكم قد كفرتم ، أولا أنكم تطعنون في القرآن ، تطعنون في الصحابة ، لما لم يجدوا في القرآن المكتوب ذكر علي ولا ذكر أهل البيت ، قالوا : لا بد أن أبا بكر وعمر وعثمان حذفوا منه ما يدل على فضائل أهل البيت .
يزعمون أن القرآن كانت آياته سبعة عشر ألف آية وأنهم حذفوا منه ما بقي إلا ستمائة وزيادة .
رد بعض الإخوان على هذا الذي يدعي أنه حزب الله ، وبين أن الرافضة يطعنون في القرآن ، ونقل عن أكابرهم الذين ثبت ذلك عنهم ، ومن آخرهم عراقي مات في القرن الماضي يقال له النوري الطبارسي ، له كتاب طبع عدة مرات ، اسمه فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ، يعني القرآن ، لفق فيه من الأكاذيب ونقل عن مشايخه ونقل عن أكابرهم ، مما يدل على أن هذه عقيدة راسخة أن هذا القرآن قد تولى الصحابة التصرف فيه ، واتهموا الصحابة - ومنهم علي - حيث أنهم كتموا القرآن .
ثم إن متقدميهم كذبوا أيضا على أبي جعفر ، محمد بن علي بن الحسين ، أنه قال : عندنا مصحف فاطمة مثل مصحفكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه حرف واحد من مصحفكم ، نحن غنيون عنكم وعن مصحفكم ، أين هذا المصحف الذي فيه ثلاثة أضعاف مصحفنا ؟ هكذا .
كذلك أيضا تكفيرهم للصحابة ، ما استثنوا إلا عددا يسيرا ، يقولون : إنهم ارتدوا ، الذي كتب إلينا يقول : إن في كتبكم أن محمدا يقول : إنه يرد علي من أمتي أناس أعرفهم ثم يمنعون ، فلا يخلص علي إلا مثل الحمل، فهؤلاء هم الصحابة الذين يمنعون من الورود عليه ولا يخلص إلا قليل .
ولما أجبته بأن الذين يزادون هم المرتدون ، وليس خاصا أيضا بالصحابة ، بل الذين ارتدوا بعدهم والذين كفروا ، لم يقنع بذلك الجواب .
فعلى كل حال هذا من جملة ما يكفرون به ، نسأل الله العفو والعافية ، ونعوذ بالله من الحرمان ، والله أعلم ، وصلى الله على محمد .
*****
سؤال: أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ ، يقول: ما رأيكم في من يهون من أمر الرافضة ويدعو إلى التقارب معهم ؟
قد وقع هذا في وسط القرن الماضي ، وذلك لأن الرافضة في العراق لما اشتهر أمر الأزهر في مصر ، كان أهل الأزهر وأهل مصر كلهم سنة ، فالتحق كثير من الرافضة بالأزهر ، وأخذوا يجالسون مشايخ الأزهر ، ثم قالوا : نريد التقارب ، ما بيننا خلاف ، إنما نحن مذهب كما أنكم مذهب شافعي فنحن أيضا مذهب جعفري ، وأخذوا يهونون من أمرهم ، وانخدع بهم كثير ، وألف واحد منهم كتابا اسمه المراجعات ، مراجعات مكاتبات بينه وبين من لم يتمكن من أهل السنة ، وقد رد عليه أيضا بعض المحققين .
انتبه لذلك عالم في مصر ، محب الدين الخطيب ، رحمه الله ، نظر وإذا هم إنما يدعون إلى أننا نقرب منهم ، وأما هم فلا يقربون منا ، هذا التقريب الذي يريدونه ، إنما يريدون تقريبنا إليهم لا أنهم يقربون إلينا أبدا .
وكتب في ذلك رسالة ، فلعلكم قرأتموها : الخطوط العريضة ، فيه قبل أربعين سنة أو نحوها ، كان الرافضة كلما حجوا يطبعون كتيبا نحو عشر ورقات صغيرة ويترجمونه بأربع لغات ، ويطبعون منه خمسا وسبعين ألفا ويفرقونه على الحجاج ، مذهبنا كذا ومذهبنا كذا ، نحن الذين نحب أهل البيت ونحن الذين نوالي أهل البيت ونحن ونحن ، وهذه عقيدتنا .
انتبه الإخوان في الرياض ولم يكن هناك ما يرد به عليهم ، إلا كتاب الخطوط العريضة ، فطبعوا منه كمية نحو عشرين ألفا ، وفرقوها على الحجاج في مكة وفي المدينة ، ولما رأوه ثارت حميتهم وعصبيتهم ، ورد عليه أحدهم برسالة صغيرة عنوانها : مآل خطيب في خطوطه العريضة ، وذكر أن هذا كذب .
عجبا لهم ! أتكذبون الذين ينقلون من كتبكم ؟ كتبكم فضحتكم ، إنه ينقل بالصفحة والجزء ، فكيف مع ذلك لا تقرونه ؟
فالحاصل أن الذين يدعون للتقريب هم مثل الذين يدعون للتقريب في زمن محب الدين الخطيب.
سؤال: أحسن الله إليكم ، هناك مجموع من الأسئلة عبر الإنترنت ، يعني الأخ عوف من العراق والأخ عمار العامري أيضا يذكرون - شيخنا - الكثير عن أحوال أهل السنة في العراق ، ويقولون : نرجو من الشيخ الدعاء لأهل السنة هناك.
لا شك أن أهل العراق فيهم سنة ؛ لأن العراق بلاد الخلافة العباسية ، وفيهم الأئمة ، سفيان الثوري والإمام أحمد ، ولا يزال فيهم سنة ، ولكن لا شك أن الرافضة نشطوا في هذه الأيام ، كانوا في زمن صدام مقموعين قد قمعهم ، لا يقدرون على أن يظهروا شيئا من شعاراتهم ، ولما جاء الأمريكان فرحوا ، حيث إنهم قضوا على ملك صدام ، فنشطوا بعد ذلك ، ثم انضموا مع الأمريكان في قتال أهل السنة ، نعوذ بالله .
فنقول : إنهم أهل لأن يدعى لهم ؛ لأنهم مستضعفون ومستذلون ، ولكن إذا اعتصموا بالله تعالى وتمسكوا بالشرع ، فإن الله تعالى ينصرهم ، وندعو لهم بأن يعزهم ، اللهم أعزهم وانصرهم على القوم الكافرين ، والله أعلم ، وصلى الله على محمد.
أحسن الله إليكم وأثابكم ونفعنا بعلمكم ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
متن, الحسن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir