دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 شعبان 1441هـ/16-04-2020م, 03:31 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الحادي والعشرين: مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة آل عمران

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 93-112)



حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
1: المراد بالأوليّة في قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكّة}.
2: المخاطب في قوله تعالى: {كنتم خير أمّة أخرجت للناس}.


تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.

- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 4 رمضان 1441هـ/26-04-2020م, 05:07 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي


حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
1: المراد بالأوليّة في قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكّة}.


اختلفت أقوال المفسرين في المراد بالأولوية في الآية على ثلاثة اقوال :

القول الأول :
إنه أول بيت وضع لعبادة الناس وليس أول بيت وضع في الأرض مما يبنى مطلقا , فالأولية في الآية مقيدة بالنسبة للعبادة , لأنه قد كانت قبله بيوت كثيرة , لكنه اختص بما فيه من البركة والهدى.
وعلى هذا القول يكون معنى الآية : إن أول بيت وضع ليتعبد في الناس ربهم هو بكة .

وهو قول علي رضي الله عنه , والحسن وسعيد.
سأل رجل عليّ فقال : ألا تخبرني عن البيت؟ أهو أوّل بيت وُضع في الأرض؟ فقال: لا ولكنه أول بيت وضع في البرَكة مقامِ إبراهيم، ومن دَخَله كان آمنًا.
رواه الطبري وابن ابي حاتم بطريق عن أبي الأحوص، عن سماك، عن خالد بن عرعرة .
ورواه ابن ابي حاتم وابن المنذر بطريق عن شريك، عن مجالد، عن عامر الشعبي، عن علي، بلفظ : كانت البيوت قبله، ولكن كان أول بيت وضع لعبادة الله.


سأل حفْص الحسنَ عن قوله:"إنّ أوّل بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا" قال، هو أول مسجد عُبد الله فيه في الأرض.
رواه الطبري عن يعقوب عن ابن علية، عن أبي رجاء .

قال مطر في قوله:"إنّ أول بيت وضع للناس للذي ببكة" قال: قد كانت قبله بيوتٌ، ولكنه أول بيت وُضع للعبادة.
رواه الطبري عن عبد الجبار بن يحيى الرملي عن ضمرة، عن ابن شوذب عنه.

واحتج أصحاب هذا القول بما جاء من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول قال المسجد الحرام قال قلت ثم أي قال المسجد الأقصى قلت كم كان بينهما قال أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله فإن الفضل فيه). متفق عليه.

كذلك ما جاء من سبب نزول الآية أن اليهود قالوا للمسلمين: بيت المقدس قبلتنا، وهو أفضل من الكعبة وأقدم، وهو مهاجر الأنبياء، وقال المسلمون بل الكعبة أفضل، فأنزل الله تعالى: ﴿إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين﴾
﴿فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا﴾ وليس شيء من هذه الفضائل لبيت المقدس.
وفي هذا تعريض لأهل الكتاب: فمع كونهم يدعون النسبة إلى إبراهيم عليه السلام , إلا إنهم تركوا قبلته وولوا وجوههم عنها , فلو صدقت مزاعمهم لما قعلوا هذا .
وفي هذا دليل على ما حصل في دينهم من تحريف وتبديل , كما في شأن يوم الجمعة .
لذلك غالبا ما يأتي ذكر إبراهيم عليه السلام -- في معرض الكلام عن أهل الكتاب , خاصة اليهود منهم.


القول الثاني :
إن الأولوية مقيدة بكونه أول قبلة أعملت للناس , وهذا القول من لوازم القول الأول , فلا تعارض بين القولين , فإن كان هو أول بيت وضع للعباد فليزم أن يكون هو قبلة العباد .
وهو قول الحسن حيث قال : أول قبلة أعملت للناس المسجد الحرام.
رواه ابن المنذر عن محمد بن إسماعيل عن عفان عن خالد بن الحارث عن أشعث عنه.

القول الثالث :
إن الأولوية مطلقة غير مختصة بالعبادة بل متعلقة بأولوية وجود البيت على الأرض , فهو أول بيت وضع للناس على الأرض مطلقا.
وعلى هذا القول يكون المراد مكان وموضع الكعبة , فموضع الكعبة هو موضع أول بيت وضعه الله في الأرض , ويكون رفع إبراهيم عليه السلام القواعد تجديدا للبيت لا بناء من الأساس .
فهذا القول تمسك اصحابه بظاهر ألفاظ الآية , فظاهرها أن الكعبة أول البيوت المبنية في الأرض .
واحتج أصحابه بآثار نذكر بعضها , وننبه على كونها لا تصلح للاحتجاج.

واختلف أصحاب هذا القول في صفة وضعه على أقوال :

1- قال بعضهم : خلق قبل جميع الأرَضين، ثم دُحِيت الأرَضون من تحته , فهو أول بيت ظهر على وجه الماء عند خلقالسماء والأرض.
وهو قول عبدالله بن عمرو , ومجاهد , وقتادة , والسدي .


قال عبد الله بن عمرو : خلق الله البيتَ قبل الأرض بألفي سنة، وكان -إذ كان عرشه على الماء- زَبْدةً بيضاءَ، فدحيتُ الأرض من تحته.
رواه الطبري عن محمد بن عمارة الأسدي عن عبيد الله بن موسى عن شيبان، عن الأعمش، عن بكير بن الأخنس، عن مجاهد، عنه.

قال مجاهدًا : إنّ أول ما خلق الله الكعبةَ، ثم دَحى الأرض من تحتها.
رواه الطبري عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب عن عبد الواحد بن زياد عن خصيف .
ورواه ابن المنذر، والطبراني، والبيهقي في شعب الإيمان . ذكره السيوطي.


2- وقال آخرون : هو أول بيت بني في الأرض.

قال قتادة: ذُكر لنا أن البيتَ هبط مع آدم حين هبط، قال: أهبِط معك بيتي يُطاف حوله كما يطاف حول عرشي. فطاف حوله آدم ومن كان بَعده من المؤمنين، حتى إذا كان زمنُ الطوفان، زَمنَ أغرقَ الله قوم نوح، رَفعه الله وطهَّره من أن يصيبهُ عقوبة أهل الأرض، فصار معمورًا في السماء. ثم إنّ إبراهيم تتبع منه أثرًا بعد ذلك، فبناه على أساسٍ قديم كانَ قبله.
رواه الطبري عن بشر عن يزيد عن سعيد، عنه.
ورواه ابن المنذر عن النجار عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة.


روى عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا: "بعث الله جبريل إلى آدم وحواء، فأمرهما ببناء الكعبة، فبناه آدم، ثم أمر بالطواف به، وقيل له: أنت أول الناس، وهذا أول بيت وضع للناس".
رواه البيهقي في كتابه دلائل النبوة، من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، وقال : تفرد به ابن لهيعة هكذا مرفوعا.
ورواه ابن المنذر عن محمد بن إسماعيل الصائغ , عن إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني , عن عبدالصمد بن معقل عن وهب بن منبه.


قال ابن كثير بعد أن أورده : فإنه كما ترى من مفردات ابن لهيعة، وهو ضعيف. والأشبه، والله أعلم، أن يكون هذا موقوفا على عبد الله بن عمرو. ويكون من الزاملتين اللتين أصابهما يوم اليرموك، من كلام أهل الكتاب.

الراجح :
القول الأول , والثاني والله أعلم , لما جاء من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول قال المسجد الحرام قال قلت ثم أي قال المسجد الأقصى قلت كم كان بينهما قال أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله فإن الفضل فيه). متفق عليه.

ولكون القول الثاني قام على آثار لا تصح , قال ابن عطية : ورويت في هذا أقاصيص من نزول آدم به من الجنة ومن تحديد حدد ما بين خلقه ودحو الأرض، ونحو ما قال الزجاج من أنه البيت المعمور، أسانيدها ضعاف فلذلك تركتها.

كما إن الأولوية في الآية قيدت ب (الناس) , وهذا يقتضي أنه وضع لمصلحة الناس ، لأنه لو كان بيت سكنى لقيل وضعه الناس . , فالكلام عن وضع بيت للناس بغرض عبادة الله وتعظيمه , وإقامة شعائره فهو أول بيت من بيوت الهدى , فكان ذكر الأولية موجب للتفضيل من جهة طول أزمان التعبد فيها ، لذلك وصفه الله في آية أخرى بقوله :{العتيق} أي : القديم , على قول .

وهو على هذا قبلة المصلين والمؤمنين , كما قال تعالى لما :{وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } , وقال :{وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود} .

وقد ذكر ابن القيم في معرض حديثه عن خصائص البيت الحرام , ومنها :
بل ومن خصائصها كونها قبلة لأهل الأرض كلهم، فليس على وجه الأرض قبلة غيرها.
وقال : ومن خواصها أيضا أن المسجد الحرام أول مسجد وضع في الأرض.

وقد رجح هذا القول الطبري وابن كثير وابن عطية وغيرهم .
قال الطبري : (والصواب من القول في ذلك ما قال جل ثناؤه فيه: إن أول بيت مباركٍ وهُدًى وُضع للناس، للذي ببكة. ومعنى ذلك:"إن أول بيت وضع للناس"، أي: لعبادة الله فيه "مباركًا وهدًى"، يعني بذلك: ومآبًا لنُسْك الناسكين وطواف الطائفين، تعظيما لله وإجلالا له "للذي ببكة" لصحة الخبر بذلك عن رسول الله ﷺ...).

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 رمضان 1441هـ/30-04-2020م, 12:32 PM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

2: المخاطب في قوله تعالى: {كنتم خير أمّة أخرجت للناس}.
الأقوال:
القول الأول: هم الّذين هاجروا مع رسول اللّه، من مكّة إلى المدينة، وخاصّةً من أصحاب رسول اللّه، وهو قول ابن عباس وعكرمة في أحد قوليه وعمر في أحد قوليه والضحاك والحسن في أحد قوليه، ويدخل فيه قول أبي جعفر، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وعبد الرزاق والنسائي وأحمد في مسنده وابن المنذر في تفسيره والحاكم وصححه، وعزاه السيوطي في الدر المنثور لعبد بن حميد والفريابي، وذكره مقاتل.
وعلى هذا القول تكون الآية خاصة بالصحابة، كما قال ابن عطية: (فهذا كله قول واحد، مقتضاه أن الآية نزلت في الصحابة، قيل لهم كنتم خير أمّةٍ، فالإشارة بقوله أمّةٍ إلى أمة محمد معينة، فإن هؤلاء هم خيرها).

وبقية الأقوال التالية أن الآية تعم سائر الأمة:

القول الثاني: أنها عامة فيمن اتصف من الأمة بهذه الشّروط الّتي وصفهم جلّ ثناؤه بها، وهو قول مجاهد وأبي هريرة وعطية وعمر في أحد قوليه، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم والبخاري والنسائي ومجاهد في تفسيره وابن المنذر في تفسيره، وعزاه السيوطي في الدر المنثور للفريابي، وعبد بن حميد، وقال النحاس: (وَالتَّقْدِيرُ عَلَى هَذَا كُنْتُمْ لِلنَّاسِ خَيْرَ أُمَّة).
وقال ابن حجر في الفتح تعليقا على هذا القول: (وقوله خير النّاس للنّاس أي خير بعض النّاس لبعضهم أي أنفعهم لهم وإنّما كان ذلك لكونهم كانوا سببًا في إسلامهم وبهذا التّقرير يندفع تعقب من زعم بأنّ التّفسير المذكور ليس بصحيح).
وقال العَيْنِي في عمدة القاري: (قوله: (خير النّاس)، أي: خير بعض النّاس لبعضهم وأنفعهم لهم من يأتي بأسير مقيّد في السلسلة إلى دار الإسلام فيسلم، وإنّما كان خيرا لأنّه بسببه صار مسلما، وحصل أصله جميع السعادات الدنياوية والأخراوية).

القول الثالث: أنها عامة في جميع الأمة، لأنّهم أكثر الأمم استجابةً للإسلام، وهو قول أبي بن كعب وعكرمة في أحد قوليه، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم، فيكون المعنى كما ذكر الزجاج: (كنتم منذ آمنتم خير أمة).

القول الرابع: أنه عنى بذلك أنّهم كانوا خير أمّةٍ أخرجت للنّاس، وهو قول الحسن في أحد قوليه ومعاوية بن حيدة، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وعبد الرزاق والترمذي وابن المنذر في تفسيره وابن ماجه، وعزاه السيوطي في الدر المنثور لعبد بن حميد، ولم يذكر ثعلب والأخفش غيره، وهو اختيار الفراء وظاهر كلام ابن قتيبة، فيكون المعنى: (كنتم عند الله في اللوح المحفوظ، ومعناه أنتم خير أمة)، وقال بعض المفسرين (كنتم في الأمم قبلكم مذكورين بأنكم خير أمة موصوفين به)، وقال الفراء: (كقوله: {واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم}، و{إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض} فإضمار كان في مثل هذا وإظهارها سواء).
وهو ترجيح ابن جرير بقوله: (وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية ما قال الحسن) واستدل له بحديث معاوية بن حيدة الآتي ذكره.

التخريج:
القول الأول:
قول ابن عباس: رواه ابن جرير وأحمد في مسنده وعبد الرزاق والنسائي وابن المنذر في تفسيره والحاكم كلهم من طريق سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس: {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس} قال: هم الّذين هاجروا مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى المدينة.
قال الحاكم: (هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في الزوائد: (ورجال أحمد رجال الصّحيح)، وجَوّد الحافظ ابن حجر في الفتح إسناد روايتي أحمد والحاكم، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن، وصححه أحمد شاكر.

وقول عكرمة: رواه ابن جرير وابن المنذر في تفسيره كلاهما من طريق ابن جريج: قال عكرمة: نزلت في ابن مسعودٍ، وسالمٍ مولى أبي حذيفة، وأبيّ بن كعبٍ، ومعاذ بن جبلٍ.
قال ابن حجر في الفتح: (وهذا موقوفٌ فيه انقطاع).

وقول عمر: رواه ابن جرير وابن أبي حاتم كلاهما من طريق أحمد بن المفضّل، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس قال: قال عمر بن الخطّاب:
لو شاء اللّه تعالى لقال: أنتم، فكنّا كلّنا ولكن قال: كنتم في خاصّة أصحاب محمّدٍ ومن صنع مثل صنيعهم كانوا خير أمّةٍ أخرجت للنّاس.
وبلفظ آخر: رواه ابن جرير وابن أبي حاتم كلاهما من طريق إسرائيل، عن السّدّيّ، عمّن حدّثه قال عمر: {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس} قال: تكون لأوّلنا، ولا تكون لآخرنا.
وحكم عليه ابن حجر في الفتح بأنه منقطع.

وقول الضحاك: رواه ابن جرير بقوله حدّثني يحيى بن أبي طالبٍ، قال: أخبرنا يزيد، قال: أخبرنا جويبرٌ، عن الضّحّاك، في قوله: {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس} قال: هم أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خاصّةً، يعني وكانوا هم الرّواة الدّعاة الّذين أمر اللّه المسلمين بطاعتهم.

وقول الحسن: رواه ابن المنذر في تفسيره بقوله حَدَّثَنَا موسى، قَالَ: حَدَّثَنَا بشار بْن موسى الخفاف، قَالَ: أَخْبَرَنَا عباد بْن العوام، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان بْن حسين، قَالَ: سمعت الحسن، قرأ {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ: فَقَالَ الحسن" هم الذين مضوا من صدر هَذِهِ الأمة، يعني أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ كَانَ الرَّجُل منهم يلقى أخاه، فيقول: أبشر أليس أنت كنتيا " قَالَ جَلَّ وَعَزَّ: تأمرون بالمعروف وتنهون عَنِ المنكر وتؤمنون بالله.

وقول أبي جعفر: رواه ابن أبي حاتم بقوله حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أحمد بن صبيحٍ الكوفيّ، ثنا عنبسة العابد، عن جابرٍ عن أبي جعفرٍ كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس قال: خير أهل بيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.

القول الثاني:
قول مجاهد: رواه ابن جرير وابن المنذر في تفسيره كلاهما من طريق أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ: {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس} يقول: على هذا الشّرط أن تأمروا بالمعروف، وتنهوا عن المنكر، وتؤمنوا باللّه، يقول: لمن أنتم بين ظهرانيه كقوله: {ولقد اخترناهم على علمٍ على العالمين}.
وفي لفظ تفسير مجاهد: نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله كنتم خير أمة أخرجت للناس يقول أنتم خير الناس للناس.

وقول أبي هريرة: رواه البخاري وابن جرير والنسائي وابن أبي حاتم وابن المنذر –واللفظ للبخاري - كلهم من طريق سفيان، عن ميسرة، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس، قال: (خير النّاس للنّاس تأتون بهم في السّلاسل في أعناقهم، حتّى يدخلوا في الإسلام).
سفيان: أي الثوري.
وميسرة: هو ابن عمار الأشجعي، كوفي ثقة ما له في البخاري سوى هذا الحديث وآخر تقدم في بدء الخلق.
و"أبو حازم بالحاء المهملة والزّاي" هو "سلمان الأشجعي الكوفي"، وفي الفتح "سليمان"، وهو خطأ وتصحيف.

وقول عطية: رواه ابن أبي حاتم وابن المنذر كلاهما من طريق عبيد اللّه بن موسى، عن عيسى بن موسى، عن عطيّة: كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس قال: خير النّاس للنّاس شهدتم للنّبيّين الّذين كفر بهم قومهم بالبلاغ.
ومن طريق ابن جرير قال حدّثنا عبيد بن أسباطٍ، قال: حدّثنا أبي، عن فضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة، في قوله: {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس} قال: خير النّاس للنّاس.

وقول عمر: رواه ابن جرير بقوله حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّ عمر بن الخطّاب قال في حجّةٍ حجّها ورأى من النّاس رعةً سيّئةً، فقرأ هذه: {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس} الآية، ثمّ قال: يا أيّها النّاس من سرّه أن يكون من تلك الأمّة، فليؤدّ شرط اللّه منها.

القول الثالث:
قول أبي بن كعب: رواه ابن جرير وابن أبي حاتم كلاهما من طريق عبد اللّه بن أبي جعفرٍ عن أبيه، عن الرّبيع، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ قوله: كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس قال: لم تكن أمّةٌ أكثر استجابة في الإسلام من هذه الأمّة فمن ثمّ قال: كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس.
وهو عند ابن جرير موقوف على الربيع، وقال ابن حجر في الفتح: إسناده حسن.

وقول عكرمة: رواه ابن أبي حاتم بقوله حدّثنا أبي أنبأ مالك بن إسماعيل، ثنا زهيرٌ، ثنا خصيفٌ، عن عكرمة في قوله: كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس قال: لم تكن أمّةٌ دخل فيها من أصناف النّاس غير هذه الأمّة.

القول الرابع:
قول الحسن: رواه ابن جرير بقوله حدّثني محمّد بن سنانٍ، قال: حدّثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، عن عبّادٍ، عن الحسن، في قوله: {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} قال: قد كان ما تسمع من الخير في هذه الأمّة.
وبلفظ آخر رواه ابن جرير بقوله حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعدٌ، عن قتادة، قال: كان الحسن يقول: نحن آخرها وأكرمها على اللّه.

وقول معاوية بن حيدة: رواه ابن أبي حاتم وعبد الرزاق والترمذي وابن المنذر في تفسيره وابن ماجه كلهم من طريق معمر عن بهز بن حكيم بن معاوية عن أبيه عن جده أنه سمع النبي يقول في قوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس قال أنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله.
قال ابن حجر في الفتح: (وهو حديثٌ حسنٌ صحيح)، وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال ابن كثير: (وهو حديثٌ مشهور)، وحسنه الألباني، وأشار الحاكم إلى متابعة سعيد الجريري، بروايته إياه عن حكيم بن معاوية. ثم رواه من طريق يزيد بن هارون، عن الجريري، وأتى بزيادة في المتن.
وقد ورد معناه أيضًا، ضمن حديث مطول رواه أحمد في المسند عن أبي سعيد الخدري، مرفوعا، وإسناده صحيح.
وقال ابن حجر: (وله شاهدٌ مرسلٌ عن قتادة عند الطّبريّ رجاله ثقاتٌ وفي حديث عليٍّ عند أحمد بإسنادٍ حسنٍ أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال وجعلت أمّتي خير الأمم).

الترجيح:
الصحيح -والله أعلم- أن الآية تحمل على عمومها كما هو اختيار جمهور المفسرين، وممن نص على ذلك الشافعي والفراء وابن جرير وابن كثير وابن جحر في الفتح وغيرهم.
فقال الشَّافِعِي في الأم: (وقال لأمته: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) الآية. ففضيلتهم بكينونتهم من أمته دون أمم الأنبياء قبله).
وقال ابن كثير: (والصّحيح أنّ هذه الآية عامةٌ في جميع الأمّة، كلّ قرن بحسبه، وخير قرونهم الّذين بعث فيهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم، كما قال في الآية الأخرى: {وكذلك جعلناكم أمّةً وسطًا} أي: خيارًا {لتكونوا شهداء على النّاس [ويكون الرّسول عليكم شهيدًا]} الآية)

ومن أحسن من فصل في شرح الأقوال الثلاثة القائلة بعموم الخطاب ابن عطية فقال: (فلفظ أمّةٍ، على هذا التأويل اسم جنس كأنه قيل لهم كنتم خير الأمم، ويؤيد هذا التأويل كونهم شهداء على الناس، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: نحن الآخرون السابقون الحديث. ...
قال القاضي: ولم يبعث نبي إلى الأمم كافة إلا محمد صلى الله عليه وسلم، فهو وأمته يدعون إلى الإيمان ويقاتلون العالم عليه، فهم خير الناس للناس، وليس يلزم على هذا التأويل أنها أفضل الأمم من نفس لفظ الآية، لكن يعلم هذا من لفظ آخر، ...
وأما قوله، كنتم على صيغة المضي، فإنها التي بمعنى الدوام، كما قال: وكان اللّه غفوراً رحيماً،
وقال قوم: المعنى كنتم في علم الله، وقيل: في اللوح المحفوظ، وقيل فيما أخبر به الأمم قديما عنكم وخير على هذه الأقوال كلها خبر كان،
ويحتمل أن تكون كان التامة، ويكون خير أمّةٍ نصبا على الحال، وهذا يتجه على بعض التأويلات التي ذكرناها دون بعض).

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 شوال 1441هـ/27-05-2020م, 05:52 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 93-112)


المراد بالأوليّة في قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة}.
1: فداء حسين أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- أرجو مراجعة نسبة وتخريج القول الأول، فقد نسبتيه إلى علي والحسن وسعيد، ثم خرّجتِ قول مطر الورّاق دون أن تذكريه في النسبة -وإن كان من القائلين به-، وفاتك تخريج قول سعيد بن جبير.
- لابد من تخريج سبب النزول المستشهد به للقول الأول.
- قلتِ: "الراجح : القول الأول , والثاني والله أعلم"، فلعل هنا سقط وأنك أردتِ: والثاني مرجوح.



المخاطب في قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}
2: هيثم محمد ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

- في القول الأول كان الأولى أن تقول إن المخاطب هم الصحابة، ثم تذكر الأقوال التي تخصّصه وهي قول من قال هم المهاجرون ومن قال هم آل البيت، أما أن نذكر قولا فرعيا ونستدلّ به بقية الأقوال فلا.

- القول الرابع يختلف عن القولين اللذين قبله في أنه جعل أفضلية الأمة أفضلية مطلقة دون الإشارة إلى سبب أو شرط استحقاقها لهذه الخيرية، لذلك كان الأولى في التصنيف أن نقول:
القول الثاني: المخاطب هم عموم الأمة، وأصحاب هذا القول اختلفوا على قولين:
1: أن الخيرية مشروطة بالقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
2: أن الخيرية عامّة غير مشروطة، وهذا القول هو القول الصحيح، فإن القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد فضائل هذه الأمة وليس الوحيد.
والقول الذي ذكرته ثالثا لا يختلف عن الأخير سوى أنه بيّن أحد أسباب استحقاق الخيرية، فهو تضمّن مسألة زائدة عن المسألة الأساسية.
لذلك أوصيك بالعناية بإحسان تصنيف الأقوال ابتداء، فإنها تسهّل وتختصر عليك التحرير كثيرا بإذن الله، بارك الله فيك.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الحادي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir