دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 شوال 1430هـ/13-10-2009م, 05:50 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي شروط التعلم والتعليم

( شروط التعلم والتعليم )
وهى اثنا عشر شرطا:-
الأول: أن يكون الغرض إنما هو تحقيق ذلك العلم فى نفسه إن كان مقصودا لذاته، أو التوسل به إلى ما وضع له إن كان وسيلة إلى غيرهـ دون المال والجاه والمبالغة والمكاثرة؛ بل يكون الغرض تلك الغاية وثواب الله عز وجل. فكثير من نظر فى علم لغرض، فلم يحصل ذلك العلم ولا ذلك الغرض، ولما لزم الإمام أبو حامد الغزالى الخلوة أربعين يوما رجاء لظهور ينابيع الحكمة من قلبه عملا بما بلغه من الخبر النبوى (من أخلص لله أربعين صباحا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه) ولم ير ذلك، تعجب من حاله فرأى فى منامه أنه قيل (له): إنك لم تخلص لله إنما أخلصت لطلب الحكمة.
الثانى: أن يقصد العلم الذى تقبله نفسه، ويميل إليه طباعه، ولا يتكلف غيره؛ فليس كل الناس يصلحون لتعلم العلم، (ولا كل صالح لتعلم العلم) يصلح لتعلم جميع العلوم. وكل ميسر لما خلق له.

الثالث: أن يعلم أولا مرتبة العلم الذى أزمع عليه، وما غايته، والمقصود منه؛ ليكون على بينة من أمره.
الرابع: أن يأتى على ذلك مستوعبا لمسائله من مبادئه إلى غايته، سالكا فيه الطريق الأليق به، من تصور وتفهم واستثبات بالحجج.
الخامس: أن يقصد فيه الكتب المنتقاة المختارة؛ فإن الكتب المصنفة على قسمين: علوم وغير علوم.
وهذه - أعنى الثانية - إما أوصاف حسنة، وأمثال سائرة، قيدتها التقفية والوزن؛ وهى دواوين الشعراء - وهى طبقات - وإما عارية عن هذا القيد؛ وهى التواريخ وأخبار الماضين وحوادث الحدثان، فيما تقدم من الأزمان.
وأما كتب العلوم فإنها لا تحصى كثرة؛ لكثرة العلوم وتفننها، واختلاف أغراض العلماء فى الوضع والتأليف. ولكن تنحصر من جهة المقدار فى ثلاثة أصناف:
مختصرة لفظها أوجز من معناها. وهذه تجعل تذكرة لرءوس المسائل ينتفع بها المنتهى للاستحضار؛ وربما أفادت بعض المبتدئين من الأذكياء الشهماء؛ لسرعة هجومهم على المعانى من العبارات الدقيقة.
ومبسوطة تقابل المختصرة؛ وينتفع بها للمطالعة.
ومتوسطة لفظها بإراء معناها؛ ونفعها عام.
وسنذكر من هذه الأقسام عند كل علم ما هو مشهور ومعتر عند أهله من ذلك.
والمصنفون المعتبرة تصانيفهم فريقان:
الأول: من له فى العلم ملكة تامة، ودربة كافية، وتجارب وثيقة، وحدس ثاقب صائب، واستحضار قريب، وتصانيفهم عن قوة تبصرة، ونفاذ فكر، وسداد رأى، تجمع الى تحرير المعانى وتهذيب الألفاظ. وهذه لا يستغنى عنها أحد من العلماء؛ فإن نتائج الأفكار لا تقف عند حد، بل لكل عالم ومتعلم منها حظ. وهؤلاء أحسنوا إلى الناس، كما أحسن الله إليهم، زكاة لعلومهم، وإبقاء للذكر الجميل فى الدنيا، والأجر الجزيل فى الأخرى.

الثانى: من له ذهن ثاقب، وعبارة طلقة، ووقعت إليه كتب جيدة جمة الفوائد، لكنها غير رائقة فى التأليف، والنظم، فاستخرج دررها (وأحسن) نضدها ونظمها، وهذه ينتفع بها المبتدئون، والمتوسطونه. وهؤلاء مشكورون على ذلك محمودون.
الشرط السادس: أن يقرأ على شيخ مرشد أمين ناصح، ولا يستبد طالب بنفسه؛ اتكالا على ذهنه، والعلم فى الصدور لا فى السطور. وهذا أبو على بن سينا - مع ثقابة ذهنه، وما كان عليه من الذكاء المفرط والحذق البالغ - لما اتكل على نفسه، وثوقا بذهنه، لم يسلم من التصحيفات.
ومن شأن الأستاذ أن يرتب الطالب الترتيب الخاص بذلك العلم، ويؤدبه بآدابه، وأن يقصد إفهام المبتدئ تصور المسائل، وأحكامها فقط، وأن يثبتها بالأدلة إن كان العلم مما يحتج إليه عند من يستحضر المقدمات. وأما إيراد الشبه إن كانت، وحلها، فإلى المتوسطين المحققين.
الشرط السابع: أن يذاكر به الأقران والنظراء؛ طلبا للتحقيق والمعاونة، لا المغالبة والمكابرة، بل لغرض الاستفادة (والإفادة).
الشرط الثامن: أنه إذا حصل علما ما، وصار أمانة فى عنقه، لا يضيعه بإهماله وكتمانه عن مستحقيه؛ فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من علم علما نافعا وكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار)، وألا يهينه بإدلائه إلى غير مستحقه؛ فقد ورد فى كلام النبوة الأولى (لا تعلقوا الدرر فى أعناق الخنازير) أى لا تؤتوا العلم غير أهلها، وأن يثبت فى الكتب لمن يأتى بعده ما عثر عليه بفكره، واستنبطه بممارسته وتجاربه، مما لم يسبق إليه، كما فعله من قبله، فمواهبالله لا تقف عند حد، وألا يسئ الظن بالعلم وأهله، ففعله مما لا يليق بالعلماء.

الشرط التاسع: ألا يعتقد فى علم أنه حصل منه على مقدار لا تمكن الزيادة عليه، فذلك جهل يوجب الحرمان - نعوذ بالله منه - فقد قال سيد العلماء وخاتم الأنبياء: "لا بورك لى فى صبيحة لا أزداد فيها علما"
الشرط العاشر: أن يعلم أن لكل علم حدا لا يتعداه، فلا يتجاوز ذلك الحد، كما يقصد إقامة البراهين على علم النحو، ولا يقصر بنفسه عن حده، فلا يقنع بالجدل فى الهيئة.
الشرط الحادى عشر: ألا يدخل علما فى علم، لا فى تعليم ولا فى مناظرة؛ فإن ذلك مشوش. وكثيرا ما خلط الأفاضل بهذا السبب؛ كجالينوس وغيره.
الشرط الثانى عشر: أن يراعى حق أستاذ التعليم؛ فإنه أب. سئل الإسكندر عن تعظيمه معلمه أكثر من تعظيمه والده، فقال: هذا أخرجنى إلى العناء والفناء، ومعلمى دلنى على دار الهناء والبقاء. والرفيق فى التعلم أخ، والتلميذ ولد، ولكل حق يجب القيام به.
واعلم أن على كل خير مانعا. فعلى العلم موانع، وعن الاشتغال به عوائق.
منها الوثوق بالزمان المتصل، وانفساح الأبد فى ذلك. [أ] ولا يعلم الإنسان أنه إن انتهز الفرصة، وإلا فاتت: وليس لفواتها قضاء البتة. فإن أسباب الدنيا تكاد تزيد على الخطاب من ضروريات وغيرها، وكلها شواغل، والأمور التى بمجموعها يتم التحصيل إنما تقع على سبيل الحث، وإذا تولت فهيهات عود مثلها.
ومنها الوثوق بالذكاء، وأنه سيحصل الكثير من العلم فى القليل من الزمان متى شاء، فيحرمه الشواغل والموانع. وكثير من الأذكياء فاتهم العلم بهذا السبب.
ومنها الانتقال من علم إلى علم آخر قبل أن يحصل منه قدرا يعتد به، أو من كتاب إلى كتاب قبل ختمه. فذلك هدم لما بنى (ويعز مثله).

(ومنها) طلب المال والجاه، أو الركون إلى اللذات البهيمية والعلم أعز أن ينال مع غيره، أو على سبيل التبعية. بل إذا أعطيت العلم كللك أعطاك العلم بعضه.
ومنها ضيق الحال، وعدك المعونة على الاشتغال.
ومنها إقبال الدنيا، وتقلد الأعمال، وولاية المناصب، وهذا من أعظم الموانع.
ثم العم أن للعمل عرفا ينم على صاحبه، ونورا يرشد إليه، وضياء يشرق عليه؛ فحامل المسك لا تخفى روائحه: معظم عند النفوس الخيرة، محبب إلى العقلاء، وجيه عند وذى الوجوه، تتلقى القلوب أقواله وأفعاله بالقبول. ومن لم يظهر أمارات علمه فهو ذو بطانة، لا صاحب إخلاص.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التعلم, شروط

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مراتب التعلم عبد العزيز الداخل المنتدى العام 11 11 شعبان 1434هـ/19-06-2013م 04:09 PM


الساعة الآن 04:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir