دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > الدعوة بالقرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 جمادى الآخرة 1436هـ/13-04-2015م, 07:18 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي رسالة تفسيرية في قوله تعالى : {الحمد لله الذي خلق السموات والأرض ...

رسالة تفسيرية

تفسير قوله تعالى : {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1)}
فضائل سورة الأنعام :
هذه سورة عظيمة شملت معاني قدرة الله سبحانه وإنعامه ، وقد نزلت جملة واحدة ، قال ابن عطية الأندلسي : قال ابن عباس: " نزلت سورة الأنعام وحولها سبعون ألف ملك لهم زجل يجارون بالتسبيح" ، وقال الزّجاج : قال أبو إسحاق: بلغني من حيث أثق به أن سورة الأنعام نزلت كلها جملة واحدة، نزل بها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح، وأن أكثرها احتجاج على مشركي العرب وعلى من كذب بالبعث والنشور .

تفسير قوله تعالى : {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1)}
يقول الله سبحانه مادحا نفسه الكريمة ، حامدا لها على خلقه السموات والأرض قرارا لعباده : {الحمد لله} الحمد مبتدأ ، وشبه الجملة {لله} خبر ، وما بعده إما أخبار أو معطوفة ، والألف واللام في الحمد لاستغراق الجنس فهو سبحانه له الأوصاف السنية والعلم والقدرة والإحاطة والإنعام ، وله الحمد الذي يستغرق الشكر المختص بأنه المنعم ، فعن ابن عبّاسٍ قال: قال عمر: "قد علمنا سبحان اللّه، ولا إله إلا اللّه، فما الحمد للّه؟ قال عليٌّ: كلمةٌ رضي اللّه لنفسه" ، ولفظ الجلالة {الله} هو أصل الأسماء وأعظمها ، ولا يوصف أو يسمى أحد به .
فله الحمد الكامل وحده لا شريك له دون جميع الأنداد والآلهة ، وهذا الخبر ينحى نحو الأمر فيقول : اخلصوا الحمد والشكر لله الذي خلقكم أيّها النّاس وخلق السّموات والأرض، ولا تشركوا معه في ذلك أحدًا شيئًا، فإنّه المستوجب عليكم الحمد بأياديه عندكم ونعمه عليكم، لا من تعبدونه من دونه وتجعلونه له شريكًا من خلقه.
ولما ذكر هذا الإخبار تبعه بعض أوصافه الموجبه للحمد وهي خلق {السموات والأرض} وجمعت {السموات} ، وأفردت {الأرض} لكنها بمعنى الجمع فهي اسم للجنس .
قوله : {وجعل الظلمات والنور} معنى {جعل} أي خلق ولا يجوز فيها غير ذلك ، وقال السدي وقتادة وجمهور المفسرين : الظلمات : الليل ، والنور : النهار ، وجمع لفظ الظلمات ووحد لفظ النور لكونه أشرف، كما قال {عن اليمين والشّمائل} [النّحل: 48] ، وكذا فإن النور اسم جنس فإفراده بمثابة جمعه .
فيقول سبحانه : الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وأظلم الليل وأنار النهار منفعة لعباده .
قال تعالى : {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} ، {الذين كفروا} في هذا الموضع هم كل من عبد شيئا سوى الله سبحانه ، ولم يخصّص منهم بعضًا دون بعضٍ، فجميعهم داخلون في ذلك: يهودهم، ونصاراهم، ومجوسهم، وعبدة الأوثان منهم ، ولفظ الآية يشمل المانوية العابدين للنور القائلين أن الخير من فعل النور ، والشر من فعل الظلام .
قوله : {بربهم يعدلون} مقدم ومؤخر ، مجازه يعدلون بربهم أي يجعلون له عدلا ويسوون ويمثلون ويشركون معه ندا ، أي : ومع هذا كله كفر به بعض عباده ، وجعلوا معه شريكا وعدلا ، واتخذوا له صاحبة وولدا ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .

من فوائد الآية :
1- اثبات اسمه سبحانه (الله) .
2- الإيمان بأوصاف العلم والقدرة والإحاطة والإنعام .
3- اثبات انفراد الله سبحانه بالحمد الكامل المطلق المستفرق للشكر من كل الوجوه .
4- إبطال طرق المشركين الذين اشركوا بالله وجعلوا معه آلهة .
5- اثبات صفة الخلق له سبحانه وحده .
6- اثبات أن الحكم الشرعي بجب أن يكون مستندا على حكم الله ، لأنه له الخلق ويستلزم من ذلك أن يكون له الأمر ، وبالتالي تكون القوانين الوضعية نوع من الإشراك بالله .
7- اثبات أن السموات عدد ، وأن من أنكر وجودها فهو كافر لأنه يستلزم تكذيب خبر الله .
8- اثبات خلق الليل والنهار ، فالليل للاستراحة والنهار للعمل ، وهذا يحقق منافع العباد ومصالحهم .
9- الرد على المانوية القائلين أن الخير من فعل النور ، والشر من فعل الظلام فجعلوا خالقا غير الله .
10- الرد على القدرية مجوس هذه الأمة ، حيث يشبهون المجوس في قولهم : أن الإنسان يخلق أفعاله فجعلوا خالقا غير الله .
11- وفي الآية رد على ثلاثة أديان منهم ، فقوله {الذي خلق السموات والأرض} فيه رد على الدهرية الذين قالوا أن الأشياء كلها دائمة ثم قال: {وجعل الظلمات والنور} فيه رد على المجوس الذين زعموا أن الظلمة والنور هما المدبران وقال {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} فيه رد على مشركي العرب ومن دعا دون الله إلها.

المراجع (من جمهرة العلوم) :
- تفسير ابن جرير الطبري .
- ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي .
- إبراهيم بن السّريّ الزّجاج .
- عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي .
- إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي .
طريقة محاكاة الرسالة :
حاولت محاكاة رسالة ابن عثيمين رحمه الله في تفسير آية الكرسي ، فذكرت فضل السورة ، ثم قسمت الآية لجمل ، وفسرت كل جملة من حيث المعاني ، والإعراب اللغوي ، ثم ذكرت بعض الفوائد والإستنباطات من الآية .
فإن وفقت فمن الله ، وإن أخطأت من نفسي ومن الشيطان .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تفسيرية, رسالة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir