دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #20  
قديم 26 ذو القعدة 1440هـ/28-07-2019م, 11:24 AM
مرام الصانع مرام الصانع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 118
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية:


السؤال الأول:
اذكر خمس فوائد سلوكية من دراستك لتفسير سورة النصر، وبيّن وجه دلالة السورة عليها.

1-في قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ}، السمة الأولى التي يتبعها أراذل الأخلاق ولربما تجر صاحبها للوقوع -شيئًا فشيئًا- في وحل المنافقين هي الكذب، فكان الحذر منها كعلامة أولى للمؤمن الفطن من أولى المهمات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وعَدَ أخْلَفَ، وإذَا اؤْتُمِنَ خَانَ)، أخرجه البخاري.
2-في قوله تعالى: {وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ}، من فوائد الإطعام والصدقة أنها تدفع عن المؤمن صفات النفاق وتسمو بأخلاقه لمرتبة الإحسان العليا، والتي مدارها الإحسان في عبادة الله تعالى والإحسان لخلقه.
3-في قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}، من أنفع الطرق في المحافظة على الصلاة في وقتها، استحضار عظيم أمرها في الإسلام وأن إسلام المرء قائم بها، فهي صلة العبد بربه في يومه وليلته، يناجيه في سجوده بأفضاله تعالى عليه، يتوسل إليه في جلب كل نفع ودفع كل ضر عنه، فله الحمد بهذه العبادة العظيمة ونسأله سبحانه القيام بها على الوجه الذي يحب.
4-في قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ}، الرياء مفسدة للقلب والعمل، وهو الشرك الأصغر الذي حذر منه رسولنا الكريم وأرشدنا إلى الوقاية منه -عليه أفضل السلام وأتم التسليم- ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلشِّرْكُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى شَيْءٍ إِذَا قُلْتَهُ ذَهَبَ عَنْكَ قَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ ؟ قَالَ : قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لما لا أعلم ) صححه الألباني.
5-في قوله تعالى: { وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوف شَيْئًا، وَلَو أنْ تَلقَى أخَاكَ بوجهٍ طليقٍ) رواه مسلم. فأي عون لأخيك ولو كان صغيرا في نفسه هو في حقيقته صدقة لك، ترتفع بها عند الله تعالى وأي بعدٍ وصدٍ عن ذلك، قد يورث في النفس خصال النفاق التي لا تُحمد عقباها.


السؤال الثاني:
ضع قائمة بأهم المسائل التي اشتملت عليها سورة الناس، واذكر خلاصة كلام المفسّرين في كل مسألة.


مسائل السورة:
•أسماء السورة:
ذُكر لها اسم واحد "سورة الناس"، كما جاء عند السعدي والأشقر
•نزول السورة:
مدنية، كما قال بذلك ابن كثير والسعدي.
•فضائل السورة:
أورد ابن كثير جَمعًا في فضائلها، ومنها:
1-أنها إحدى خير سورتين قرأ بهما الناس، وذلك من حديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه- عنما سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلًا: (يا عقيب، ألا أعلّمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما النّاس؟). قلت: بلى يا رسول اللّه. فأقرأني: {قل أعوذ بربّ الفلق}، و{قل أعوذ بربّ النّاس} رواه النسائي.
2-تخصيص قرأتها مع سورة الفلق قبل النوم وبعده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعقبة: (اقرأ بهما كلّما نمت وكلّما قمت) ،يقصد المعوذتين "الفلق والناس"، رواه النسائي.
3-فضيلة قرأتها أثناء الصلاة وفي دبرها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل: (إذا صلّيت فاقرأ بهما) يريد المعوذتين، والظّاهر أنّ هذا الرجل هو عقبة بن عامرٍ، واللّه أعلم، رواه النّسائيّ، وعن عقبة بن عامرٍ قال: أمرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن أقرأ بالمعوّذات في دبر كلّ صلاةٍ. رواه أبو داود.
4-أفضل ما يتعوذ به المتعوذون، عن ابن عابسٍ الجهنيّ، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: (يابن عبّاسٍ، ألا أدلّك -أو: ألا أخبرك- بأفضل ما يتعوّذ به المتعوّذون؟) قال: بلى يا رسول اللّه. قال: ({قل أعوذ بربّ الفلق}، و{قل أعوذ بربّ النّاس}. هاتان السّورتان). وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لعقبة: (ما سأل سائلٌ بمثلها، ولا استعاذ مستعيذٌ بمثلها). ولمّا نزلت المعوّذتان أخذ بهما وترك ما سواهما. رواه النسائي.
5-رقية عند السقم، جاء عن عائشة -رضي الله عنها-، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرأ بهنّ، وينفث في كفّيه ويمسح بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، وكان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوّذتين وينفث، فلمّا اشتدّ وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده عليه رجاء بركتها.

المسائل التفسيرية:
-{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)}
•المخاطب في الآية.
هو الرسول صلى الله عليه وسلم، ويُأخذ المعنى بعمومه وهو كل مستعيذ. (ابن كثير)

•معنى رب الناس.
أي خالقهم ومدبرهم ومصلح أحوالهم، وهم مخلوقون له في عبادته وطاعته. (ابن كثير والأشقر)

•المراد برب الناس.
هو الله عز وجل. (الأشقر)

-{مَلِكِ النَّاسِ(2)}
•معنى صفة الملك لله عز وجل.
أي له الملك الكامل والسلطان القاهر، والخلق مماليكٌ عنده. (ابن كثير والأشقر)

-{إِلَهِ النَّاسِ (3)}
•معنى إله الناس.
أي معبودهم الحق، وهم عبيد له. (ابن كثير والأشقر)

•مناسبة الآية لما قبلها. (الأشقر)
كون الْمَلِكَ قد يكون إلها، وقد لا يكون؛ لذلك بين الله تعالى في هذه الآية أنَّ اسم الإله خاص به، لا يشاركه فيه أحد، فناسب ذكرها بعد قوله تعالى: {مَلِكِ النَّاسِ}.

-المعنى الإجمالي للثلاث آيات الأولى:
هذه ثلاث صفاتٍ من صفات الربّ عزّ وجلّ: الرّبوبيّة، والملك، والإلهيّة، فهو ربّ كلّ شيءٍ ومليكه وإلهه، فجميع الأشياء مخلوقةٌ له، مملوكةٌ، عبيدٌ له، فأمر المستعيذ أن يتعوّذ بالمتّصف بهذه الصفات وهو الله تبارك وتعالى.
وهو ما ذكره ابن كثير ويدخل في ضمنه ما ذكره السعدي والأشقر.

-{مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)}
•معنى الوسواس.
أي ذي الوسوسة. (الأشقر)

•المراد بالوسواس الخناس.
هو الشيطان، كما قال السعدي والأشقر، وقد خص ابن كثير في تفسيره بقوله هو الشيطان الموكل بالإنسان، ثبت في الصحيح أنّه: (ما منكم من أحدٍ إلاّ وقد وكّل به قرينه). قالوا: وأنت يا رسول اللّه؟ قال: (نعم، إلاّ أنّ اللّه أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلاّ بخيرٍ).

•الأصل في الشرور ومرجعها.
هو الشيطان -نعوذ بالله منه-. (السعدي)

•فائدة مجي لفظ الوسواس بصيغة المبالغة.
دليل على ديمومة حاله في الوسوسة والإغواء. (السعدي)

•من صور وسوسة الشيطان.
يزين الفواحش، ويحسن الشر، ويقدمه في صورةٍ حسنة، ويقبِّح الخير، ويظهره في صورةٍ غير صورته. (ابن كثير والأشقر)

•معنى خناس.
أي يتأخر، ويكون ذلك إذا ذكر العبد ربه واستعان به في دفعه عنه. (السعدي والأشقر)

•فائدة التشديد في لفظ الخناس.
يدل على أنه كثير الخنس. (الأشقر)

•مقعد الشيطان في بني آدم وعمله، والسبيل في ذلك لدفعه.
ثبت في الصّحيح عن أنسٍ في قصّة زيارة صفيّة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو معتكفٌ، وخروجه معها ليلاً ليردّها إلى منزلها، فلقيه رجلان من الأنصار، فلمّا رأيا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أسرعا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (على رسلكما، إنّها صفيّة بنت حييٍّ). فقالا: سبحان اللّه يا رسول اللّه! فقال: (إنّ الشّيطان يجري من ابن آدم مجرى الدّم، وإنّي خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً، أو قال: شرًّا).
وعن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (إنّ الشّيطان واضعٌ خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر خنس، وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخنّاس)، غريب.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (إنّ أحدكم إذا كان في المسجد جاءه الشّيطان فأبسّ به كما يبسّ الرّجل بدابّته، فإذا سكن له زنقه أو ألجمه).
قال أبو هريرة: وأنتم ترون ذلك، أما المزنوق فتراه ماثلاً -كذا- لا يذكر اللّه، وأمّا الملجم ففاتحٌ فاه، لا يذكر اللّه عزّ وجلّ. تفرّد به أحمد

فالشّيطان جاثمٌ على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل انبسط على القلب و وسوس، وإذا ذكر اللّه خنس وانقبض، وله نفثاتٌ في قلب ابن آدم عند الحزن وعند الفرح، فإذا ذكر اللّه خنس.

عن عاصمٍ: سمعت أبا تميمة يحدّث عن رديف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: عثر بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حماره، فقلت: تعس الشّيطان. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: (لا تقل: تعس الشّيطان؛ فإنّك إذا قلت: تعس الشّيطان. تعاظم وقال: بقوّتي صرعته. وإذا قلت: بسم اللّه. تصاغر حتّى يصير مثل الذّباب). تفرّد به أحمد، وإسناده جيد قوي، وفيه دلالة على أنّ القلب متى ذكر اللّه تصاغر الشّيطان وغلب، وإن لم يذكر اللّه تعاظم وغلب.

فينبغي للمرء أن يستعين و يستعيذ ويعتصم بربوبية الله للناسِ كلهم. وأنَّ الخلقَ كلهم داخلونَ تحت الربوبية والملك، وبألوهيتهِ التي خلقهم لأجلها، فيتم لهم دفع شر عدوهم، الوسواس الخناس.

(وهو مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر)

-{الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)}
•ماهية وسوسة الشيطان.
هي الدعاء إلى طاعته بكلام خفي يصل إلى القلب من غير سماع صوت. (الأشقر)

•مسألة دخول الجن في لفظ {الناس} في الآية.
ورد فيها قولان:
الأول: دخول الجن في لفظ {الناس} تغليبًا، وأن ابليس يوسوس في صدور الإنس كما يوسوس في صدور الجن، ذكره ابن كثير والأشقر.
واستدل ابن كثير بما قاله ابن جرير ، حيث قال: وقد استعمل فيهم {رجالٍ من الجنّ}. فلا بدع في إطلاق الناس عليهم. واستشهد الأشقر بحديث ابن عباس: "ما من مولود يولد إلا على قلبه الوسواس، فإذا ذكر الله خنس، و إذا غفل وسوس."

الثاني: أن لفظ {الناس} منصرفه لظاهرها وهم بني آدم. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

-{مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)}
•معنى قوله تعالى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.
ورد فيها قولان:
الأول: أي أن الذي يوسوس في صدور الناس هم من شياطين الإنس والجن، فتكون {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} هي تفصيل لقوله تعالى: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ}، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
واستدل ابن كثير بقوله تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غروراً}.
و عن أبي ذرٍّ قال: أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو في المسجد، فجلست فقال: (يا أبا ذرٍّ، هل صلّيت؟). قلت: لا. قال: (قم فصلّ). قال: فقمت فصلّيت ثمّ جلست. فقال: (يا أبا ذرٍّ، تعوّذ باللّه من شرّ شياطين الإنس والجنّ). قال: فقلت: يا رسول اللّه، وللإنس شياطين؟! قال: (نعم).

الثاني: أي أن إبليس يوسوس في صدور الجن كما يوسوس في صدور الإنس كما تقدم في المسألة السابقة، ذكره ابن كثير والأشقر.

•ماهية وسوسة شيطان الإنس.
أنه يرى نفسه كالناصح المُشفق، فيوقع فِي الصدر من كلامه الذي أخرجه مخرج النصيحة ما يوقع الشيطان الجنِي فيه بوسوسته. (الأشقر)
نعوذ بالله منهم.


السؤال الثالث:
لخّص أقوال العلماء مع الترجيح في المسائل التالية:
1: معنى اسم الصمد

ورد في معنى اسم الله "الصمد" ستة أقوال:
القول الأول: الذي تصمد إليه الخلائق وتقصده في قضاء حوائجها ومسائلها، ويرغبون إليه في مهماتهم، فهو القادر عليها -جل جلاله-، وهم المفتقرون إليه، قاله عكرمة و ابن عباس، ذكره ابن كثير و ذكر هذا القول أيضًا السعدي والأشقر.

القول الثاني: السيد الذي كمُل في سؤدده وفي أوصافه كلها، فلا سيد فوقه، قاله ابن عباس، ابن مسعود، زيد بن أسلم و الزجاج، ذكره ابن كثير و السعدي والأشقر.

القول الثالث: الحي القيوم، الباقي بعد خلقه ولا زوال له، قاله الحسن و قتادة، ذكره ابن كثير.

القول الرابع: المصمت الذي لا جوف له، فلا يأكل ولا يشرب ولا يخرج منه شيء -سبحانه وتعالى-، قاله عكرمة، ابن مسعود، ابن عباس، سعيد بن المسيب، مجاهد، عبد الله بن بريدة، سعيد بن جبير، عطاء بن أبي رباح، الضحاك، السدي و الشعبي، ذكره ابن كثير.

القول الخامس: نورٌ يتلألأ، قاله عبد الله بن بريدة في رواية أخرى له، ذكره ابن كثير.

القول السادس: الذي لم يلد ولم يولد، قاله ابن جرير والترمذي زيادة عندهم على الأقوال السابقة، ذكره ابن كثير.

وقد قال الحافظ أبو القاسم الطّبرانيّ في كتابه السنة، بعد إيراده كثيراً من هذه الأقوال في تفسير الصّمد: وكلّ هذه صحيحةٌ، وهي صفات ربّنا عزّ وجلّ، هو الذي يصمد إليه في الحوائج، وهو الذي قد انتهى سؤدده، وهو الصّمد الذي لا جوف له، ولا يأكل ولا يشرب، وهو الباقي بعد خلقه. وقال البيهقيّ نحو ذلك أيضاً.

2: المراد بمنع الماعون
ورد في المراد بمنع الماعون خمسة أقوال:
القول الأول: يمنعون زكاة مالهم، قاله علي، مجاهد، سعيد بن جبير، عكرمة، عطاء، الحسن، قتادة، الضحكاك وابن زيد، ذكره ابن كثير والأشقر.

القول الثاني: يمنعون العارية من متاع البيت، كالمنخل والدلو والقدر وأشباه ذلك، قاله عبدالله بن مسعود، ابن عباس، أبو مالك وفي رواية أخرى لعلي وقال بذلك أيضًا مجاهد و سعيد بن جبير، ذكره ابن كثير نقلًا عن ابن جرير.
جاء عن علي بن فلانٍ النميري سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: (المسلم أخو المسلم، إذا لقيه حيّاه بالسّلام، ويردّ عليه ماهو خيرٌ منه، لا يمنع الماعون) . قلت: يا رسول اللّه، ما الماعون؟ قال: (الحجر والحديد وأشباه ذلك).
وأورد حديثًا لفظه للنسائي، عن عبد اللّه قال: كلّ معروفٍ صدقةٌ، كنّا نعدّ الماعون على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عاريّة الدّلو والقدر.
وذكر هذا القول أيضًا السعدي والأشقر.

القول الثالث: يمنعون الماء والملح، ذكره الأشقر.

القول الرابع: يمنعون المعروف، قاله محمد بن كعب، ذكره ابن كثير.

القول الخامس: يمنعون الطاعة، قاله ابن عباس، ذكره ابن كثير نقلًا عن ابن جرير.

ويمكن الجمع بين هذه الأقوال بما قاله عكرمة في ذلك: رأس الماعون زكاة المال، وأدناه المنخل والدّلو والإبرة، رواه ابن أبي حاتمٍ. وعلق ابن كثير على قوله هذا بأنه قولٌ حسن؛ فإنّه يشمل الأقوال كلّها، ويرجع كلّها إلى شيءٍ واحدٍ وهو ترك المعاونة بمالٍ أو منفعةٍ؛ ولهذا جاء في الحديث: (كلّ معروفٍ صدقةٌ).
فيكون المعنى: أنهم حتى لم يحسنوا إلى خلقه عز وجل، ولا بإعارة ما ينتفع به ويستعان به مع بقاء عينه ورجوعه إليهم، فهؤلاء- لشدّةِ حرصهمْ - لمنع الزكاة وأنواع القربات أولى وأولى.

والحمد لله رب العالمين،...

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir