دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #13  
قديم 22 ذو الحجة 1441هـ/11-08-2020م, 03:18 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

إعادة الواجب
س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.
الإجابة:
مسائل المقدمة:
بعد أن عرف نفسه وحمد الله وأثنى عليه، بين الآتي:
- فضل القرآن الكريم: القرآن الكريم فضله كبير وعظيم فهو كلام الله تعالى، وبين الله تعالى فيه الوعد والوعيد والأمر والنهي وفيه أتم الله علينا شرعه ، فمن تمسك به فاز وأفلح فهو حبل الله المتين وهو الكتاب المعجز الذي لا تنقضي عجائبه للعلماء والفصحاء فالحمد لله رب العالمين.
- الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل بلغ الرسالة وأدى الأمانة وحمل عبء الدعوة وهو خير خلق الله تعالى.
- طلبه للعلم ونصيحته لطلاب العلم:
فقال أن من طلب العلم وعزم على الوصول عليه أن يأخذ من كل علم طرفا خيارا، ولن يذوق النوم مع ذلك إلا غرارا، ولن يرتقي هذا النجد ويبلغ هذا المجد حتى ينضي مطايا الاجتهاد ويصل التأويب بالإسئاد ويطعم الصبر ويكتحل بالسهاد.
- أفضل العلوم وأشرفها:
قال في مقدمته مبينا لماذا اختار تفسير كتاب الله، فشرف العلم على قدر شرف المعلوم، فهو علم كتاب الله ، وهو قوام الشرع و تخدمه علوم اللغة والبلاغة وعلوم القرآن.
- منهج الشيخ في التفسير:
· يعلق ما يتخيل لي في المناظرة من علم التفسير وترتيب المعاني.
· تفسيره جامعا وجيزا محررا لا يذكر من القصص إلا ما لا تنفك الآية إلا به.
· يثبت أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم على ما تلقى السلف الصالح رضوان الله عليهم كتاب الله من مقاصده العربية السليمة من إلحاد أهل القول بالرموز وأهل القول بعلم الباطن وغيرهم.
· ينبه على ما ترد فيه شبهات من ألفاظ في تفاسير الثقات من المفسرين ويسرد التفسير في هذا التعليق بحسب رتبة ألفاظ الآية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة.
· ذكر أن تصنيف التفسير كما صنع المهدوي رحمه الله مفرق للنظر مشعب للفكر.
· يذكر جميع القراءات مستعملها وشاذها ويذكر معانيها على حسب القراءة بإيجاز ذون فضول الكلام.
باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن نبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به:
ذكر في هذا الباب أدلة فضل القرآن الكريم من الأحاديث ومنها:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
- قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة: 256، لقمان: 22]. قال: هي القرآن.
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
- وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
-وقيل لجعفر بن محمد الصادق: لم صار الشعر والخطب يمل ما أعيد منها والقرآن لا يمل؟ فقال: لأن القرآن حجة على أهل الدهر الثاني كما هو حجة على أهل الدهر الأول فكل طائفة تتلقاه غضا جديدا ولأن كل امرئ في نفسه متى أعاده وفكر فيه تلقى منه في كل مرة علوما غضة وليس هذا كله في الشعر والخطب
- وقيل لمحمد بن سعيد: ما هذا الترديد للقصص في القرآن فقال ليكون لمن قرأ ما تيسر منه حظ في الاعتبار.
- وحدث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن)).
- وروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أشراف أمتي حملة القرآن))، وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} [فاطر: 32].
- وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).
- وقال ابن مسعود: مل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا: يا رسول الله حدثنا فأنزل الله تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم} الآية [الزمر: 23] ثم ملوا ملة أخرى فقالوا قص علينا يا رسول الله فأنزل الله تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن} [يوسف: 3].
- وروى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)).
- وقال محمد بن كعب القرظي في قول تعالى: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان} [آل عمران: 193] قال: هو القرآن ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعض العلماء في تفسير قول تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته} [يونس: 58] قال: الإسلام والقرآن.
- وقال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا}فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه
في هذا الباب بين أهمية اللغة العربية وجاء بالحديث عن ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر))، وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب))، وعن بن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر، وكان ابن عباس يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث.
وقال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل، وقال الحسن: والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجل يعجز عنه.
باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين
ضوابط التفسير وذم الجرأة على تفسير القرآن:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)، قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: ومعنى هذا أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء أو اقتضته قوانين العلوم كالنحو والأصول وليس يدخل في هذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته والنحاة نحوه والفقهاء معانيه ويقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه.
وهناك من السلف من توقف عن تفسير القرآن تورعا كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي.
مراتب المفسرين:
- صدرهم فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ويتلوه عبد الله بن العباس رضي الله عنهما، وقال ابن عباس ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب، وكان علي بن أبي طالب يثني على تفسير ابن عباس ويحث على الأخذ عنه، - وكان عبد الله بن مسعود يقول: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس وهو الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم فقهه في الدين)) وحسبك بهذه الدعوة.
- ومن الصحابة عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص .
- ومن التابعين مجاهد وسعيد بن جبير و الحسن بن أبي الحسن وعلقمة وغيرهما .
- وذكر عن السدي رحمه الله أن عامر الشعبي يطعن عليه وعلى أبي صالح لأنه كان يراهما مقصرين في النظر وفي هذا يجب البحث.
- ثم بعد التابعين كعبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم.
- محمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير وقرب البعيد وشفى في الإسناد.
- ومن المبرزين في المتأخرين أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي وغيرهم.
باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))
اختلف العلماء في تفسير هذا الحديث، على عدة أقوال:
- قول أنها ما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب وجئ وكاللغات التي في أف وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة وهذا قول ضعيف.
- في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام ، قاله بن شهاب.
- معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال، وذكر القاضي أبو بكر حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه))..
- وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ، ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد، ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل: (ننشرها) و{ننشزها}، ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش)، ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود) ،ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت)، ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى)، قاله القاضي أبو بكر بن الطيب .
- قول بمعنى الجهة والطريقة ومنه قول تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} [الحج: 11] أي على وجه وطريقة هي ريب وشك فكذلك معنى هذا الحديث على سبع طرائق من تحليل وتحريم وغير ذلك، قاله القاضي أبو محمد.
- سبعة أوجه من أسماء الله تعالى قاله القاضي الطيب، وجاء في الحديث عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب))، وعلق الشيخ عن هذا القول (وإذا ثبتت هذه الرواية حمل على أن هذا كان مطلقا ثم نسخ فلا يجوز للناس أن يبدلوا اسما لله في موضع بغيره مما يوافق معناه أو يخالفه.)
- قول أن كل كلمة تختلف القراءة فيها فإنها على سبعة أوجه وأنه هناك ما ذكر ووصل لنا وهناك ما لم يذكر.
- قول سبع لغات مختلفات وهذا باطل إلا أن يريد الوجوه المختلفة التي تستعمل في القصة الواحدة والدليل على ذلك أن لغة عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وهشام بن حكيم وابن مسعود واحدة وقراءتهم مختلفة وخرجوا بها إلى المناكرة.
- سبعة أوجه وسبع قراءات مختلفات وطرائق يقرأ بها على اختلافها في جميع القرآن أو معظمه قاله بن عطية ، واستدل على ذلك قول الناس: حرف أبي وحرف ابن مسعود ونقول في الجملة: إن القرآن منزل على سبعة أحرف من اللغات والإعراب وتغيير الأسماء والصور وإن ذلك مفترق في كتاب الله ليس بموجود في حرف واحد وسورة واحدة يقطع على اجتماع ذلك فيها.
- قول أنه أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها وهذا القول قول القاضي أبو محمد ، قال بن عطية لو قلنا من هذه الأحرف لقريش ومنها لكنانة ومنها لأسد ومنها لهذيل ومنها لتميم ومنها لضبة وألفافها ومنها لقيس لكان قد أتى على قبائل مضر في مراتب سبعة تستوعي اللغات التي نزل بها القرآن، وذلك أن قبائل العرب في اليمن والشام والعراق خالطتها لغات أخرى فلم تسلم عربيتها من اختلاط اللغات واستدل على ذلك بالأدلة التالية
عن بن عباس اختصم إليه أعرابيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها قال ابن عباس: ففهمت حينئذ موقع قول تعالى:{فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1، الزمر 46].
وقال أيضا: ما كنت أدري معنى قوله: {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} [الأعراف: 89]. حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك أي: أحاكمك.
وكذلك قال عمر بن الخطاب وكان لا يفهم معنى قول تعالى: {أو يأخذهم على تخوف} [النحل: 47] فوقف به فتى فقال: إن أبي يتخوفني حقي فقال عمر: الله أكبر {أو يأخذهم على تخوف} أي: على تنقص لهم..
وأيضا قول عثمان لأبي رضي الله عنهما عند جمع القرآن في عهده : "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش".

باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره
الجمع الأول
في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان القرآن الكريم محفوظ في صدور الرجال ومتفرقا في اللخاف والصحاف ، في عهد أبو بكر رضي الله عنه بعد موقعة اليمامة استشهد الكثير من الحفاظ فأشار عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بجمع القرآن ، فكلف بذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب السور بعد تعب شديد منه رضي الله عنه.
في هذا الجمع سقطت الآية من آخر براءة حتى وجدها زيد عند خزيمة بن ثابت وذكره البخاري إلا أنه قال فيه مع أبي خزيمة الأنصاري ، والطبري ذكر أن هذا كان في الجمع الثاني.
وبقيت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب بعده ثم عند حفصة بنته في خلافة عثمان رضي الله عنهم أجمعين.
الجمع الثاني
هذا الجمع كان في عهد عثمان بن عفان حيث أنه انتشرت في الأمصار نسخ كثيرة بالقراءات كمصحف أبي ومصحف ابن مسعود، فلما رجع حذيفة من غزوة أرمينية أخبر الخليفة باختلاف القراءات وأنه سبب للاختلاف والفرقة فقام عثمان بجمع القرآن فانتدب لجمع المصحف وأمر زيد بن ثابت بجمعه وقرن بزيد ثلاثة من قريش سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير ذكره البخاري و الترمذي وغيرهما.
وقال البخاري الجمع الثاني فقد زيد آية من سورة الأحزاب: {من المؤمنين رجال} [الأحزاب: 33] فوجدها مع خزيمة بن ثابت.
وقال الطبري فيما روي: إنه قرن بزيد أبان بن سعيد بن العاصي وحده وهذا ضعيف.
وقال الطبري أيضا: إن الصحف التي كانت عند حفصة جعلت إماما في هذا الجمع الأخير وروي أن عثمان رضي الله عنه قال لهم: إذا اختلفتم في شيء فاجعلوه بلغة قريش فاختلفوا في التابوه والتابوت قرأه زيد بن ثابت بالهاء والقرشيون بالتاء فأثبته بالتاء وكتب المصحف على ما هو عليه غابر الدهر ونسخ عثمان منه نسخا ووجه بها إلى الآفاق وأمر بما سواها من المصاحف أن تحرق أو تخرق وتروى بالحاء غير منقوطة وتروى بالخاء على معنى ثم تدفن، ورواية الحاء غير منقوطة أحسن.
وقيل أن ترتيب السور كان من زيد ومن معه ، أما ترتيب الآيات فمن النبي صلى الله عليه وسلم، وظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتب.
شكل المصحف ونقطه
كان بأمر من عبد الملك بن مروان حيث كلف به الحجاج في واسط.
أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي ،و أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر ذكرهم الزبيدي عن المبرد.
وذكر أبو الفرج أن زياد بن أبي سفيان أمر أبا الأسود بنقط المصاحف.
وذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.
تحزيبه وتعشيره
كان ذلك أيضا قام به الحجاج في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وقيل أن تعشيره قام به المأمون العباسي.
جمع القراءات
الحجاج أمر وهو والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك وألف إثر ذلك بواسط كتاب في القراءات جمع فيه ما روي من اختلاف الناس فيما وافق الخط ومشى الناس على ذلك زمانا طويلا إلى أن ألف ابن مجاهد كتابه في القراءات.

باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق
اختلف الناس في هذه المسألة:
- منهم من قال إن في كتاب الله تعالى من كل لغة قاله أبو عبيدة وغيره.
- منهم من قال أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان فتكلمت بها العرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد وذلك مثل قول تعالى: {إن ناشئة الليل} [المزمل: 6] قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل ذكره الطبري.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: والذي أقوله: إن القاعدة والعقيدة هي أن القرآن نزل بلسان عربي مبين فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر
وحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا.
نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن
بالنسبة لإعجاز القرآن فهو متفق عليه أما وجه الإعجاز هنا جاء الاختلاف على عدة أقوال:
- قول إن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وفيه وقع عجزها

- وقولإن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.
- وقول أن التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه ، وهذا قول الجمهور.
وقال القاضي عبد الحق :"ونحن تبين لنا البراعة في أكثره ويخفى علينا وجهها في مواضع لقصورنا عن مرتبة العرب يومئذ في سلامة الذوق وجودة القريحة وميز الكلام ألا ترى ميز الجارية نفس الأعشى وميز الفرزدق نفس جرير من نفس ذي الرمة ونظر الأعرابي في قوله عز فحكم فقطع إلى كثير من الأمثلة اكتفيت بالإشارة إليها اختصارا فصورة قيام الحجة بالقرآن على العرب أنه لما جاء محمد صلى الله عليه وسلم به وقال: {فأتوا بسورة من مثله}[البقرة: 23]قال: كل فصيح في نفسه وما بال هذا الكلام حتى لا آتي بمثله فلما تأمله وتدبره ميز منه ما ميز الوليد بن المغيرة حين قال: والله ما هو بالشعر ولا هو بالكهانة ولا بالجنون وعرف كل فصيح بينه وبين نفسه أنه لا يقدر بشر على مثله فصح عنده أنه من عند الله تعالى".

باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى
ذكر المفسر في هذا الباب ألفاظ تستخدم من قبل المفسرين لا ينبغي استخدامها تعظيما لله تعالى مثل: خاطب الله بهذه الآية المؤمنين وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون وحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت: {قصيه}ووقف الله ذرية آدم على ربوبيته بقوله: {ألست بربكم} [الأعراف: 172] ونحو هذا من إسناد أفعال إلى الله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع.
فقال القاضي أبو محمد عبد الحق :"وأنا أتحفظ منه في هذا التعليق جهدي لكني قدمت هذا الباب لما عسى أن أقع فيه نادرا واعتذارا عما وقع فيه المفسرون من ذلك".

باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية
معنى أسماء القرآن
تحرير القول في معنى القرآن:
- قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة.
- التأليف قرأ الرجل إذا جمع وألف قولا وبهذا فسر قتادة قول الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} [القيامة: 17] أي تأليفه.
الكتاب فهو مصدر من كتب إذا جمع.
الفرقان أيضا فهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا
الذكر سمي ذلك على 3 أقوال :
- لأنه يذكر الناس بالآخرة.
- وأنه فيه ذكر الأمم الماضية.
- لأنه فيه شرف ذكر النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء والعلماء وكل من شرفه الله في كتابه والله أعلم.
معنى السورة
سورة إما :
- مهموزة كتميم كلها وغيرهم ، و يكون معناها كالبقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب.
- أو غير مهموزة كقريش ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر وكنانة وهنا يكون معناها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة ، وجمع سورة القرآن سور بفتح الواو وجمع سورة البناء سور بسكونها.
ومن معاني سوة الرتبة الرفيعة من المجد والملك.
معنى الآية
العلامة في كلام العرب وسبب تسميتها آية:
- لما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية هذا قول بعضهم .
- وقيل سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا .
-وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية.
ومن جهة اللغة والصرف:
ووزن آية عند سيبويه فعلة بفتح العين أصلها أيية تحركت الياء الأولى وما قبلها مفتوح فجاءت آية.
وقال الكسائي: أصل آية آيية على وزن فاعلة حذفت الياء الأولى مخافة أن يلتزم فيها من الإدغام ما لزم في دابة.
وقيل أصلها أية على وزن فعلة بسكون العين أبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف قاله الفراء وحكاه أبو علي عن سيبويه في ترجمة {وكأين من نبي}[آل عمران: 146].
وقال بعض الكوفيين: أصلها أيية على وزن فعلة بكسر العين أبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها.
جزاكم الله خير وبوركتم ونفع بكم

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir