دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 03:41 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي موضوع نشر تطبيق فهرسة مسائل جمع القرآن

موضوع نشر تطبيق فهرسة مسائل جمع القرآن

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 08:08 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

القسم الرابع
جمع أبي بكر للقرآن
أولا : الأدلة على جمع أبي بكر للقرآن
- أثر زيد بن ثابت
رواه البخاري في صحيحه واللفظ له ، ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام وأحمد والترمذي والنسائي من طريق عبيد السباق ، أن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: «أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده»، قال أبو بكر رضي الله عنه: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قلت لعمر: «كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟» قال عمر: هذا والله خير، «فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر»، قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، «فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن»، قلت: «كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟»، قال: هو والله خير، " فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف، وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره، {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} [التوبة: 128] حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنه).
- أثر أخر لزيد بن ثابت :
رواه البخاري واللفظ له ، وأبو عبيد القاسم بن سلام وأحمد عن خارجه بن زيد عن أبيه أن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: «نسخت الصحف في المصاحف، ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فلم أجدها إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين»، وهو قوله: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}). [صحيح البخاري/كتاب تفسير القرآن].
قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت 256هـ): (قال ابن شهاب: وأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت، سمع زيد بن ثابت قال: " فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف، قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} [الأحزاب: 23] فألحقناها في سورتها في المصحف).
- أثر علي :
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام وابن أبي شيبة عن السدي عن عبد خير عن علي قال: رحم الله أبا بكر، كان أول من جمع القرآن)
- أثر صعصعة بن صوحان :
روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن صعصعة قال: أوّل من جمع بين اللّوحين وورّث الكلالة أبو بكرٍ).
- أثر أبي العالية :
روى ابن الضريس عن الربيع عن أبي العالية قال : أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}

[بعض الفوائد من هذه الآثار ٍٍ]:
- عرض عمر جمع القرآن على أبي بكر
- سبب جمع القرآن خشية أن يستحر القتل في القراء في المواطن فيضيع كثير من القرآن .
- سبب اختيار أبي بكر لزيد بن ثابت لجمع القرآن : أنه رجل شاب ، عاقل ، لا يتهم ، كان يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم .
- مصادر جمع القرآن : من الرقاع والعسب واللخاف والأقتاب وصدور الرجال .
- حرص الصحابة على سنة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم فعل ما لم يفعله .
- وجود زيد لآخر سورة براءة مع أبي خزيمة الأنصاري
- وجود الصحف عند أبي بكر ثم عمر ثم حفصة

أقوال العلماء في جمع أبي بكر للقرآن
[خلاصة تعليقات العلماء مع عدم ذكر المكرر ]:
أولا : تعليق علم الدين السخاوي :
- روي عن عروة عن أبيه أن أبا بكر قال لعمر وزيد : أقعدا على باب المسجد فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه .
والمعنى : من جاء بشاهدين على شيء من كتاب الله كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ويجوز أن المعنى : من جاءكم بشاهدين على شيء كتب بأحد الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن ، وليس مما لم يقرأ أصلا ولم يعلم بوجه أخر .
قال السيوطي : قال أبو شامة : كان غرضهم من الشاهدين ألا يكتب إلا من عين ما كتب بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم لا مجرد الحفظ .
- تعليقه علم الدين السخاوي على أثر أبي العالية قال :
إن أبيا كان يتتبع ما كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا لأن القرآن كان معدوما .
وأما قوله (صدور الرجال) فكان يكتب الوجوه السبعة ليحيط بها علما ، والدليل على ذلك طلبه بالآيتين في أخر براءة رغم علمه بهما ، وطلبه ذلك ليقف على وجوه القراءة .
وقال ابن شهاب: "فحدثني سالم بن عبد الله قال: فلما توفيت حفصة، أرسل إلى عبد الله بن عمر بعزيمة لترسلن بها.. فساعة رجعوا من جنازة حفصة أرسل بها عبد الله بن عمر إلى مروان فغسلها وحرقها، مخافة أن يكون في شيء من ذلك اختلاف لما نسخ عثمان رحمة الله عليه.)
ثانيا : خلاصة كلام النووي رحمه الله
- بدأ تأليف القرآن زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو في المصاحف اليوم
- لم يكن القرآن مجموعا في مصحف زمن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان يتوقع زيادته أو نسخ بعض آياته .
- خشي أبو بكر من ضياع القرآن بسبب موت القراء فقام بجمعه في المصحف
- خشي عثمان وقوع الاختلاف بين المسلمين بسبب انتشار الإسلام فنسخ المصاحف وجمع المسلمين على قراءة واحدة ، وأتلف ما عداها .

ثالثا : تعليق الخازن :
- ثبت أن الصحابة كتبوا المصاحف بالترتيب الذي كان يلقنهم إياه النبي صلى الله عليه وسلم بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك .
- ثبت أن زيدا شهد العرضة الأخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل .

رابعا : تعليق ابن كثير :
إن الله أقام الصديق بعد النبي صلى الله عليه وسلم مقاما لا ينبغي لأحد من بعده : قاتل الأعداء من مانعي الزكاة ، والمرتدين ، والفرس ، والروم ، ونفذ الجيوش ، وبعث البعوث والسرايا ، ورد الأمر إلى نصابه ، وجمع القرآن الكريم من أماكنه المتفرقة حتى تمكن القارئ من حفظه كله .

خامسا : تعليق الزركشي :
- قول زيد : "لم أجدها إلا مع خزيمة" ليس فيه إثبات القرآن بخبر الواحد .
- تتبعه للرجال كان للاستظهار لا لاستحداث العلم .
- الدليل على أن القرآن كان على هذا التأليف والجمع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ما روي عن ابن عباس قال : قلت لعثمان : قلت لعثمان ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)؟ قال عثمان كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مما يأتي عليه الزمان وتنزل عليه السور وكان إذا نزل عليه شيء دعا بعض من كان يكتبه، فقال: ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل من المدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها فقبض رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ثم كتبت".
- قال أبو عبدالله المحاسبي : لم يكن كتابة القرآن محدثة ، وإنما أمر الصديق بنسخها من مكان لآخر .
- فإن قيل : كيف وقعت الثقة بأصحاب الرقاع وصدور الرجال ؟
الجواب : لأنهم كانوا بعيدون عن تأليف معجز ونظم معروف ، وشاهدوا تلاوته على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة ، فكان زيادة ما ليس منه مأمونا .
- فما سبب جمعه من الرقاع والأقتاب والعسب وصدور الرجال ؟
- ليعارض بالمجتمع عند من بقي ممن جمع القرآن ، وليشترك الجميع في علم ما جمع ، ولا يرتاب أحد ، ولا يشك في أنه جمع عن ملأ منهم .
- ما كان عليه الناس قبل جمع عثمان : كان الناس متروكين على قراءة ما يحفظون من قراءاتهم المختلفة على الحروف السبعة التي نزل بها القرآن ، حتى خيف الفساد فجمعوا الناس على القراءة التي نحن عليها .
- الرد على الروافض بأن عثمان أحرق المصاحف :
هذا جهل وعمى إذ أن ذلك من فضائله وعلمه ، إذ وفق لأمر عظيم فرفع الاختلاف وجمع الكلمة وأراح الأمة .
قال المحاسبي : وأما قولهم أنه أحرق المصاحف فإنه غير ثابت ، ولو ثبت لوجب حمله على أنه أحرق ما لا يحل قراءته ، وما يجب إحراقه ، ولهذا لم ينكر عليه أحد ذلك ، بل رضوه وعدوه من مناقبه حتى قال علي : لو وليت ما ولي عثمان لعملت بالمصاحف ما عمل .

سادسا : خلاصة كلام السيوطي :
الخلاف في أول من جمع القرآن :
- أخرج ابن أبي داود أن عليا قال : لما مات الرسول صلى الله عليه وسلم آليت ألا أخذ علي ردائي إلا لصلاة جمعة حتى أجمع القرآن "
قال ابن حجر : الأثر منقطع وبتقدير صحته فمراده بجمعه : حفظه في صدره ، وقد تقدم رواية عبد خير عنه وهي أصح فهي المعتمدة .
- وأخرج ابن أبي داود أن عمر سأل عن آية فقيل كانت مع فلان قتل يوم اليمامة فقال : إنا لله ، وأمر بجمع القرآن "
إسناده منقطع ، وعلى فرض صحته فالمراد : أي أشار على أبي بكر بجمعه .
- وأخرج ابن أشته أن أول من جمع القرآن في مصحف هو سالم مولى أبي حذيفة ، وإسناده منقطع ، وهو محمول على أنه كان أحد الجامعين بأمر من أبي بكر .
[فالراجح وما صحت الرواية فيه أن أول من جمع القرآن هو أبي بكر بإشارة من عمر بن الخطاب رضي الله عنهم ]
- وأما قول زيد : "لم أجدها مع غيره " : أي لم أجدها مكتوبة مع غيره لأنه كان لا يكتفي بالحفظ دون الكتابة .
- قال ابن التين : الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان :
جمع أبو بكر القرآن خشية ذهابه بذهاب حملته ، فجمعه في صحائف مرتبا لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم .
وأما جمع عثمان فكان بسبب كثرة الاختلاف في وجوه القراءات بعد دخول كثير من غير العرب في الإسلام ، فخشي تفاقم الأمر فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتبا لسوره واقتصر على لغة قريش .

@
أقوال شراح الأحاديث في شرح أثر زيد بن ثابت
قال يحيى بن هبيرة : الحديث فيه من الفقه ما يلي :
- لم يهمل الصحابة شيء من القرآن حتى إنهم اختلفوا في (التابوت – التابوه) فأثبتوها بلغة قريش .
- في الحديث ما يدل على شرف لغة قريش وأنهم أفصح العرب ، والدليل قول عثمان : (فإن القرآن نزل بلغة قريش)
- وفيه أن المؤمن لا يقدم على أمر حتى يتيقن جوازه والدليل قول : "فلو كلفاني نقل جبل ...)
- وفيه : أن المؤمن قد يستدل على جواز الأمر بانشراح صدره له إذا عرف من نفسه معاصاة الهوى وعدم الميل للدنيا ، والدليل قول أبي بكر وزيد (حتى شرح الله صدري)
قال الكرماني :
- فإن قيل كيف ألحق بالقرآن الآيتين في سورة براءة وشرطه أن يثبت بالتواتر؟
قلت : معناه لم أجدهما مكتوبتين عند غيره ، والمقصود من التواتر إفادة اليقين ، والخبر الواحد المحفوف بالقرائن يفيد اليقين أيضا .
والقرائن هنا مثل كونهما مكتوبتين ، وأن مثله لا يقدر بمحضر من الصحابة أن يقول إلا حقا ، والجواب الأول أولى .
- فإن قيل : إن كان متواترا فما هذا التتبع ؟
قلت : للاستظهار ، لاسيما وقد كتبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليعلم هل فيها قراءة أخرى أم لا .
- فإن قيل : فما وجه ما اشتهر من أن عثمان هو جامع القرآن ؟
قلت : أن الصحف كانت مشتملة على جميع أحرفه ووجوهه التي نزل بها ، فجرد عثمان اللغة القرشية منها ، وكانت صحفا فجعلها واحدة وجمع الناس عليها .
- وأما الجامع الحقيقي سورا وآيات فهو الرسول صلى الله عليه وسلم بالوحي .

قال ابن الملقن :
ما يدل عليه الحديث :
- يدل على أن العقل أصل الخلال المحمودة كالأمانة والكفاية فقد وصف زيد بالعقل ورفع التهمة عنه .
- فيه دليل على اتخاذ الحاكم لكاتب عاقلا فطنا مقبول الشهادة .
- فيه أن من سبقت له معرفة بالخدمة أولى بالولاية وأحق بها.
- فيه جواز مراجعة الكاتب للحاكم في الرأي .
فإن قيل كيف جاز للصديق فعل ما لم يفعله الشارع ؟
قلت : يجوز فعل ما لم يفعله الشارع إن كان فيه مصلحة في وقته ، واحتياط للدين ، كما أن الشارع قد أجاز كتابته فقال صلى الله عليه وسلم : "لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن" .

قال ابن حجر :
- ما ورد في رواية إبراهيم بن إسماعيل أن زيد فقد آية الأحزاب من الصحف التي نسخها في خلافة أبي بكر فهذا وهم منه ، والصحيح ما ورد في الصحيح وأن الذي فقده في خلافة أبي بكر الآيتان في آخر براءة ووجدهما مع أبي خزيمة ، وما التي في الأحزاب ففقدها في خلافة عثمان ووجدها مع خزيمة بن ثابت .
- أن أبا بكر ذكر لزيد أربع صفات مقتضية خصوصيته بذلك كونه شابا فيكون أنشط لما يطلب منه ، وكونه عاقلا فيكون أوعى له ، وكونه لا يتهم فتركن النفس إليه ، وكونه كان يكتب الوحي فيكون أكثر ممارسة له ، وهذه الصفات التي اجتمعت له قد توجد في غيره ولكنها مفرقة .
- يدل الحديث على أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم إذا تجرد من القرائن وكذا تركه لا يدل على وجوب ولا تحريم .
- نفرا في أول الأمر لأنهما لم يجدا الرسول صلى الله عليه وسلم فعله ، فكرها أن يجعلا أنفسهما محل من يزيد احتياطه للدين على احتياط الرسول عليه الصلاة والسلام ، فلما نبههما عمر على فائدة ذلك ، وأنه خشي تغير الحال في المستقبل إذا لم يجمعا القرآن رجعا إليه .
- قال ابن الباقلاني : وقد فهم عمر أن ترك جمع النبي صلى الله عليه وسلم له لا دلالة فيه على المنع ورجع إليه أبو بكر لما رأي وجه الإصابة .
- قوله (لو كلفاني نقل جبل ..) فيه خشية من التقصير في إحصاء ما أمر بجمعه .

قال العيني :
- قوله : "كيف أفعل شيئا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم" قال ابن الجوزي : هذا كلام من يؤثر الاتباع ويخشى الابتداع .
- قوله : "هو والله خير" فإن قيل : كيف ترك الرسول صلى الله عليه وسلم ما هو خير ؟
قلت : هذا خير في هذا الزمان ، وكان تركه خير في زمن النبي صلى الله عيه وسلم لعدم تمام النزول واحتمال النسخ .
- قوله : "فتتبعت القرآن " فإن قيل : فما معنى التتبع والطلب إن كان زيد جامعا للقرآن ؟
قلت : كان يتتبع وجوه قراءاته ويسأل عنها غيره ليحط بالأحرف السبعة التي نزل بها ويعلم القراءات التي هي غير قراءته .
- فإن قيل : فما قصد عثمان بإحضار الصحف وقد كان زيد ومن أضيف إليه حفظوه ؟
قلت : سدا لباب المقالة ، وأن يزعم أن في الصحف قرآنا لم يكتب ، وحتى لا يرى أحد فيما كتبوه شيئا مما لم يقرأ به فينكره .

قال أحمد بن محمد القسطلاني :
- قوله : "فلم يزل عمر يراجعني " هو من النصح لله ولرسوله وكتابه ، وغايته جمع ما كان مكتوبا قبل ، فلا يتوجه اعتراض الرافضة على الصديق .
- قول أبي بكر : "إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك كنت تكتب الوحي للرسول صلى الله عليه وسلم "
قال ابن بطال : يدل على أن العقل أجل الخصال ، لأنه لم يصف زيد بأكثر من العقل .
وقد تتبعه ابن حجر في الفتح فقال : إن أبا بكر ذكر بعده كنت تكتب الوحي ، فلو لم تثبت أمانته وكفايته وعقله لم استكتبه النبي صلى الله عليه وسلم ، وإلا فمجرد قوله لا نتهمك مع وقوله عاقل لا يكفي في ثبوت الأمانة ، فكم من بارع في العقل والمعرفة وجدت منه الخيانة .

استطرادات :
كتاب الوحي :
كتب كثيرون الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأول من كتب له في مكة عبدالله بن أبي السرح ثم ارتد ثم عاد للإسلام يوم الفتح ، كما كتب له الخلفاء الأربعة والزبير وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص وابن الأرقم وشرحبيل بن حسنة وعبدالله بن رواحة ، وأول من كتب له في المدينة أبي وزيد وجماعة .
تفسير قوله (لقد جاءكم رسول من أنفسكم)
- قرأ السبعة ضم الفاء ، أي من جلدتكم ونسلكم ، وقيل : أي من نكاح لا من سفاح ، وقيل : أي بشر مثلكم ليس من جنس الملائكة ، وهي أقوال يمكن الجمع بينها .
- قرأ ابن عباس بفتح الفاء من النفاسة : أي أفضلكم خلقا وأشرفكم حيا وأكثركم طاعة .
- وقد جمعت الآية ست خصال للرسول صلى الله عليه وسلم : الرسالة والنفاسة والعزة والحرص والرأفة والرحمة .
- والعنت المشقة ، وقيل : الإثم ، قيل : الضلال والهلاك .
- قوله (عزيز عليه) : أن تدخلوا النار .
- قوله (حريص عليكم) حريص على إيصال الهداية لكم ودخولكم الجنة .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:29 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

القسم الأول :
🔹ما ورد في تكفّل الله تعالى بجمع القرآن وحفظه ، مع أنواع جمع القرآن .

🔺الأولى : فيما تكفل به من جمعه وحفظه .
قوله تعالى : {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ }
افتتحت هذه الآية بعدة مؤكدات مبينة تكفله سبحانه بجمع هذا الكتاب وبيانه ،فقال عز من قائل:{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ }.

🔺المراد بالجمع في هذه الآية : جمعه في صدر النبي صلى الله عليه وسلم .
- قال ابن عباس في تفسير هذه الآية : جمعه لك في صدرك، وتقرأه). رواه البخاري ومسلم.
- وقال الفرّاء: ( {إنّ علينا جمعه} في قلبك، {وقرآنه} وقراءته، أي أنّ جبريل سيعيده عليك).
- وقَالَ بن قتيبة : {إنّ علينا جمعه وقرآنه} أي ضمّه وجمعه).
- وقَالَ الزجاج :{إنّ علينا جمعه وقرآنه } أي إنّ علينا أن نقرئك فلا تنسى، وعلينا تلاوته عليك).
- وقال البخاري في كتاب التفسير: ( {إن علينا جمعه وقرآنه} تأليف بعضه إلى بعض {فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه} فإذا جمعناه وألّفناه فاتّبع - قرآنه أي: ما جمع فيه فاعمل بما أمرك الله وانته عمّا نهاك الله).

🔺كيفية جمع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن .
- ما تكفّل الله له صلى الله عليه وسلم من جمعه في صدره وأن يقرأه كما أنزل، قال الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه}.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه شيء من القرآن يأمر بعض من يكتب له الوحي من الصحابة أن يكتبوه.
- من جمعه صلى الله عليه وسلم الأمر بكتابته بالرقاع واللخاف والعسب والأكتاف، ونحو ذلك.
- كذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بتأليف القرآن أي جمع آيات كلّ سورة منه ووضع الآيات في مواضعها التي هي عليها اليوم.
- كذلك ما ورد عن زيد بن ثابت ،أنه كان يقول : (كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع ... ) .
والمراد بهذا التأليف جمع ما نزل من الآيات المتفرّقة في سورها؛ حتى تجمع الآيات في السورة وهذا بإشارة من النبي صلى الله عليه وسلم .
- قال النووي: (اعلم أن القرآن العزيز كان مؤلفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو في المصاحف اليوم، ولكن لم يكن مجموعا في مصحف بل كان محفوظا في صدور الرجال) .

🔺معنى قوله {فاتّبع قرآنه} .
1- قيل :اقرأه كما أُقرئت، ويشهد لهذا المعنى قول أبي بكر لزيد بن ثابت: (إنك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فاتبع القرآن) قال زيد: (فتتبعت حتى وجدت آخر سورة التوبة آيتين مع أبي خزيمة الأنصاري) رواه البخاري.
2- وقيل : اعمل بما فيه، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس .

🔺دلالة الآية : قال ابن هبريرة :دلت الآية على وجوب اتباع القرآن والإنصات إليه).

🔹معنى قوله تعالى: {ثمّ إنّ علينا بيانه}
بيان مافيه من الحلال والحرام على لسان النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من حفظ الله له .

*المراد من البيان .
- قال الآمدي يجوز أن يراد بالبيان الإظهار لا بيان المجمل يقال "بان الكوكب " إذا ظهر ، ويؤيد ذلك أن المراد جميع القرآن والمجمل إنما هو بعضه .
- وقال أبو الحسين البصري يجوز أن يراد البيان التفصيلي ولا يلزم منه جواز جواز تأخير البيان الاجمالي ،لأن قوله بيانه جنس مضاف فيعم جميع أصنافه من إظهاره وتبيين أحكامه وما يتعلق بها من تخصيص وتقييد ونسخ وغير ذلك .
- استدل القاضي أبو بكر بن الطيب على جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب ، وهو مذهب الجمهور من أهل السنة .

🔺حال النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي .
- الأولى :في ما كان من مبادرة النبي صلى الله عليه وسلم لحفظه خشية نسيانه .
- رواية أحمد بن حنبل في "مسنده " من طريق سعيد بن جبيرٍ، قال ابن عباسٍ: (كان إذا نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قرآنٌ يريد أن يحفظه، قال الله عز وجل: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}.
- رواية النسائي في "السنن الكبرى" عن ابن عبّاسٍ، قال: " كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا نزل القرآن عليه يعجل بقراءته ليحفظه ...) .
- رواية الترمذي في أبواب تفسير القرآن عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه القرآن يحرك به لسانه يريد أن يحفظه...)

* الثانية : في ما كان يعالج صلى الله عليه وسلم من التنزيل .
- ماورد من رواية الإمام أحمد عن ابن عباسٍ قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدةً، فكان يحرك شفتيه - إلى أن قال - فأنزل الله عز وجل: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه ) . ورواه البخاري في صحيحه ،والنسائي في السنن .
وقال ابن العربي في شرح الحديث {لا تحرك به لسانك} صحيح المعنى، واختلف في تحريك النبي لسانه به على قولين:
أحدهما: أن ذلك من حبه إياه، وقيل: خوفًا أن ينساه، وهو الصحيح ،وسبب التحريك إنما كان رجاء الحفظ .
- وقال القاضي عياض : أمر ألا يعجل به ليأخذه وضمن له حفظه .
- وقال ابن هبيرة : كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرك شفتيه بما يسمعه من جبريل عليه السلام قبل إتمام الوحي، وكذا قال " ابن الجوزي"
- قال ابن حجر: المعالجة محاولة الشيء بمشقة ..
وقال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم في ابتداء الأمر إذا لقن القرآن نازع جبريل القراءة ولم يصبر حتى يتمها مسارعة إلى الحفظ لئلا ينفلت منه شيء

🔺الثالثة : فيما تكفل به من حفظه .
قوله تعالى:{إنا نحن نزلنا الذكر وإناله لحافظون}
قال مجاهد: {وإنا له لحافظون} أي عندنا) يريد في اللوح المحفوظ.
- وقال قتادة وثابت: (حفظه الله من أن يزيد فيه الشيطان باطلاً أو يبطل منه حقا). رواه عبد الرزاق.
- وقال الزجاج: ( نحفظه من أن يقع فيه زيادة أو نقصان).
- وذكرابن عاشور،أن حفظه يشمل أموراً كثيرة،منها حفظه من التلاشي، ومن الزيادة والنقصان ، وسلامته من التبديل والتغيير وغير من أنواع الحفظ التي خصه الله بها .

الجمع الثاني: جمع كتابتة في مصحف واحد، وهو جمع أبو بكر رضي الله عنه .
* الداعي له : مّا رأى من كثرة القتلاء من القراء في وقعة اليمامة،وكان هذا الجمع بمشورة عمر رضي الله عنه .
- كذلك زوال السبب المانع من جمعه في مصحف واحد وهو نزول الوحي .

* الغرض من الجمع : جمع القرآن كله في مصحف واحد، مع بقاء قراءات الصحابة كلٌّ يقرأ كما عُلّم.

*الذي تولى جمعه : وكل أبو بكر رضي الله عنه زيد بن ثابت لهذه المهمة الجليلة ،لما له من شرف عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم مرتين في العام الذي توفّي فيه .

*احتياط أبو بكر رضي الله عنه :كان من احتياطه رضي الله عنه، أن قال لعمر ولزيد بن ثابت: (اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه) .

- استحسان الصحابة لفعل أبوبكر ،قال علي بن أبي طالب: (أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر؛ رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله)

🔺الثالث: جمعه على رسم واحد، ولغة واحدة ،وهو جمع عثمان رضي الله عنه .

*سبب جمع عثمان رضي الله عنه :
- اختلاف الناس في القراءات حيث كان كلٌّ يقرأ كما تعلّم من وجوه القراءات وأحرفها.
- كثرت المصاحف وتعدّدها، حيث كلاً يكتب على نحو ما تعلّمه .
- خوف الصحابة وقوع الاختلاف بين الأمّة لما كثرت الفتوحات فجمعوهم على مصحف واحد.

* من تولى نسخ المصحف :الذين تولوا نسخ المصاحف في عهد عثمان: زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام.

* مرجعهم عند الإختلاف :أمرعثمانُ الرهط القرشيين بقوله : (إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيءٍ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم) .

*سبب أمر عثمان بحرق بقية المصاحف :خشية أن يحدث خلاف بين الأمّة في القرآن.

*هل كان مصحف عثمان يختلف عن المصحف المجموع ؟ لم يكن يختلف عنه عن المصحف المجموع بل كان نسخة منه .

- ذهب بعض أهل العلم إلى أنّ جمع عثمان يحتمل الأحرف السبعة.
يعارض هذا القول اختيار كتابة -التابوت- التي تدل على أنه اختار بعض الأحرف على بعض .

- والذي يترجح أن عثمان اختار من الأحرف السبعة ما وافق لغة قريش وقراءة العامّة، وبقي الرسم العثماني محتملاً لبعض ما في الأحرف الأخرى.

- استحسان الصحابة لما فعله عثمان رضي الله عنه، قال علي بن أبي طالب : "لو وليت ما ولي عثمان لعملت بالمصاحف ما عمل" .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 10:53 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي



القسم الخامس:جمع عثمان رضي الله عنه


مراحل جمع القرآن :
-كان القرآن مؤلفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو في المصاحف اليوم، ولكن لم يكن مجموعا في مصحف واحد بل كان محفوظا في صدور الرجال فكان طوائف من الصحابة يحفظونه كله وطوائف يحفظون أبعاضا منه،ومكتوبا مفرقا في العسب واللخاف والألواح
- لماكان زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقتل كثير من حملة القرآن في موقعة اليمامة أشار عمر علىى أبي بكر بجمع القرآن خشية ذهاب القرآن بموت الحفظة ، فاستشار الصحابة رضي الله عنهم في جمعه في مصحف فأشاروا بذلك فكتبه في مصحف وجعله في بيت حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها
- لما كان في زمن عثمان رضي الله عنه وانتشر الإسلام واتسعت رقعته وظهرت بوادر الخلاف بين المسلمين في القراءات حتى صار يكفر بعضهم بعضا و خاف عثمان وقوع الاختلاف المؤدي إلى ترك شيء من القرآن أو الزيادة فيه ؛فاستشار كبار الصحابة أن يجمع المسلمين على حرف واحد ،فنسخ من ذلك المصحف المجموع الذي عند حفصة مصاحف، وبعث بها إلى البلدان وأمر بإتلاف ما خالفها وكان فعله هذا باتفاق منه ومن علي بن أبي طالب وسائر الصحابة وغيرهم رضي الله عنهم

سبب عدم جمع القرآن في مصحف واحد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
-قال ابن الجوزي : وإنما لم يجمعه رسول الله لأنه كان بعرض أن ينسخ منه وأن يزاد فيه فلو جمعه لكتب فكان الذي عنده نقصان ينكر على من عنده الزيادة فلما أمن هذا الأمر بموت النبي {صلى الله عليه وسلم} جمعه أبو بكر
-وقال النووى : وإنما لم يجعله النبي صلى الله عليه وسلم في مصحف واحد لما كان يتوقع من زيادته ونسخ بعض المتلو ولم يزل ذلك التوقع إلى وفاته صلى الله عليه وسلم، فلما أمن أبو بكر وسائر أصحابه ذلك التوقع واقتضت المصلحة جمعه فعلوه رضي الله عنهم

الآثار الواردة في جمع عثمان:
-أثر أنس بن مالك:رواه البخاري
أن حذيفة بن اليمان قَدِم على عثمانَ وكان يُغازِي أهل الشأم في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفةَ اختلافُهم في القراءة، فقال حذيفةُ لعثمانَ: يا أمير المؤمنين، أدركْ هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلافَ اليهود والنصارى! فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيدَ بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف. وقال عثمانُ للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيءٍ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفقٍ بمصحفٍ مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق)). [صحيح البخاري
[الشاهد من هذا الأثر :بيان السبب الباعث على جمع القرآن وكيفيته وبعض من شارك فيه من الصحابة ]
-أثر على بن أبي طالب:
قال علي رضي الله عنه: لو وليت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان.)
[الشاهد:بيان موافقة كبار الصحابة على فعل عثمان والثناء عليه به]
-أثر ابن عباس:
قال أبو عبيدة القاسم حدثنا مروان بن معاوية، عن عوف بن أبي جميلة، عن يزيد الفارسي، عن ابن عباسعن ابن عباس، قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتموها في السبع الطول؟ ما حملكم على ذلك؟ .فقال عثمان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يأتي عليه الزمان، وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول: ((ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا)) ،وكانت براءة من آخر القرآن نزولا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننتها منها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبين لنا أمرها، قال: فلذلك قرنت بينهما، ولم أجعل بينهما سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتها في السبع الطول
الش.)
[هذا الأثر فيه مسائل:
-الأثر هذا تفرد به يزيد الفارسي عن ابن عباس ويزيد مختلف في عدالته كما أن المتن فيه بعض النكارة ومنها:
-مايدل على عدم معرفة عثمان بالحد الفاصل بين براءة والأنفال وقوله قبض رسول الله ولم يبين لنا وسيأتى تفصيل ذلك]
-فيه مايدل على أن براءة سورة مدنية وأنها آخر مانزل من القرآن وأن الأنفال من أوائل مانزل
-وفيه ما يبين أن موضوع سورة الأنفال في بيان العهود وبراءة في نبذ العهود
-وفيه أن الوحي كان يكتب على عهد رسول الله وبين يديه
-وفيه أن ترتيب الآيات في السور توقيفي بوحى من الله لرسوله
-وفيه أن البسملة تنزل للفصل بين السور ]ُ
.
-أثر مصعب بن سعد :
قال أبو عبيد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد، قال: أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم يعب ذلك أحد.) [فضائل القرآن : ]
وفيه :موافقة الناس على جمع عثمان القرآن

-أثر محمد بن أبي بن كعب:
عن محمد بن أبي بن كعب، أن ناسا من أهل العراق قدموا إليه، فقالوا: إنا قدمنا إليك من العراق، فأخرج إلينا مصحف أبي؟ .فقال محمد:قد قبضه عثمان. فقالوا: سبحان الله أخرجه إلينا. فقال: قد قبضه عثمان رضي الله عنه.) [فضائل القرآن : ]
[والشاهد فيه:أن عثمان قبض المصاحف التى تخالف المصحف الإمام توحيدا وجمعا لكلمة المسلمين ولحملهم على قراءة واحدة برسم واحد]


أسباب جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه:

-يظهر من الروايات التى ذكرها ابن حجر رحمه الله أن السبب البارز والمقدم في جمع عثمان رضي الله عنه القرآن بعد جمع أبي بكر له :
الخوف من الاختلاف في الكتاب كما اختلف أهل الكتاب في كتابهم فتفرقوا عنه
-وأن هذا الخلاف في قراءة الكتاب قد وصل لحد أن يكفر المسلمون بعضهم بعضا وهو مانهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وحذر منه ومن ذلك:
-ما بدا لعثمان رضي الله عنه في المدينة كماأخرج بن أبى داود أيضا في المصاحف من طريق أبى قلابة قال: لما كان في خلافة عثمان جعل المعلّم يعلم قراءة الرجل والمعلّم يعلم قراءة الرجل فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون حتى ارتفع ذلك إلى المعلّمين حتى كفّر بعضهم بعضا؛ فبلغ ذلك عثمان فخطب فقال: أنتم عندي تختلفون فمن نأى عنى من الأمصار أشد اختلافا).
- وقد روى عن حذيفة :أنه قال :يقول أهل الكوفة قراءة بن مسعود ويقول أهل البصرة قراءة أبى موسى والله لئن قدمت على أمير المؤمنين لآمرنه أن يجعلها قراءة واحدة.
-ومن طريق أخرى أن ابن مسعود قال لحذيفة: بلغني عنك كذا!!
قال: نعم، كرهت أن يقال: قراءة فلان وقراءة فلان؛ فيختلفون كما اختلف أهل الكتاب).
- عن يزيد بن معاوية النخعي قال: إنى لفي المسجد زمن الوليد بن عقبة في حلقة فيها حذيفة فسمع رجلا يقول قراءة عبد الله بن مسعود وسمع آخر يقول قراءة أبى موسى الأشعري فغضب ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال هكذا كان من قبلكم اختلفوا والله لأركبن إلى أمير المؤمنين.
-وقد امتد الاختلاف إلى ماهو أبعد من ذلك :فقد روى عن حذيفة أنه قال: يا أمير المؤمنين أدرك الناس قال: وما ذاك؟ قال: غزوت فرج أرمينية فإذا أهل الشام يقرأون بقراءة أُبيّ بن كعب ويأتون بما لم يسمع أهل العراق، وإذا أهل العراق يقرأون بقراءة ابن مسعود فيأتون بما لم يسمع أهل الشام فيكفر بعضهم بعضًا).
- فكأنه لما رأى الاختلاف أيضا بين أهل الشام والعراق اشتد خوفه فركب إلى عثمان وصادف أن عثمان أيضا كان وقع له نحو ذلك
-فهذه الأسباب اجتمعت وتظافرت وكان جمع القرآن عن إجماع من الصحابة رضي الله عنهم لما رأوه من الاختلاف فجمعوا الناس على مصحف واحد نصحاً للأمّة ودرءا للاختلاف والتنازع في كتاب الله تعالى، وما كان من خلاف ابن مسعود في أوّل الأمر فإنّه رجع عنه

كيف كان منشأ وصورة الخلاف:
-فى رواية مصعب بن سعد فقال: عثمان تمترون في القرآن تقولون قراءة أبيّ قراءة عبد الله ويقول الآخر والله ما تقيم قراءتك
-ومن طريق محمد بن سيرين قال: كان الرجل يقرأ حتى يقول الرجل لصاحبه كفرتُ بما تقول فرفع ذلك إلى عثمان فتعاظم في نفسه. وعند بن أبى داود أيضا من رواية بكير بن الأشج أن ناسا بالعراق يسأل أحدهم عن الآية فإذا قرأها قال: ألا إنى أكفر بهذه ففشا ذلك في الناس؛ فكُلِّم عثمان في ذلك)
-ومن ذلك ما رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف عن سويد بن غفلة قال: قال عليّ: (لا تقولوا في عثمان إلا خيرًا فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منّا.
قال: ما تقولون في هذه القراءة فقد بلغني أن بعضهم يقول قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد أن يكون كفرًا.
قلنا: فما ترى؟ قال: أرى أن تجمع الناس على مصحف واحد فلا تكون فرقة ولا اختلاف
).
كيف حسم الخلاف :
-ما رواه ابن أبي داوود في المصاحف أيضاً عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال: سمع عثمان قراءة أبي وعبد الله ومعاذ ، فخطب الناس ثم قال : « إنما قبض نبيكم منذ خمس عشرة سنة ، وقد اختلفتم في القرآن ، عزمت على من عنده شيء من القرآن سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتاني به فجعل الرجل يأتيه باللوح ، والكتف والعسب فيه الكتاب ، فمن أتاه بشيء قال : أنت سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ثم قال : أي الناس أفصح ؟ قالوا : سعيد بن العاص ، ثم قال : أي الناس أكتب ؟ قالوا : زيد بن ثابت قال : فليكتب زيد وليمل سعيد قال : وكتب مصاحف فقسمها في الأمصار ، فما رأيت أحدا عاب ذلك عليه
[وفيه بيان العلة من الجمع ومن الذي قام به وسبب ذلك الاختيار ]

الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما :
-أولا :من جهة سبب الجمع:
-جمع القرآن في عهد أبي بكر في مصحف واحد:كان بسبب الخوف على ضياع القرآن بهلاك الحفظة من القراء كما حصل بالقراء في يوم اليمامة
- وأما الجمع في عهد عثمان فكان بسبب آخر وبطريقة أخرى وهو درء فتنة الإختلاف الذي حصل بين المسلمين حين اختلفوا في قراءة الكتاب وصار بعضهم يخطىء بعضا
-ثانيا :من جهة كيفية الجمع:
1-جمع أبي بكر :
-أراد أبو بكر أن يجمعه في مصحف واحد مكتوبا كما أشار عليه عمر فجمعه في صحائف مرتبا لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم (كما قال ابن التين) إلا أن أبابكر لم يمنع من بيده شىء من الصحف التى كتبها من القرآن ولم يجمع المسلمين على قراءة واحدة وذلك أن اختلاف الصحابة كان مأمونا لما أدبهم به النبي صلى الله عليه وسلم بأن يجتنبوا الخلاف وأن يقرأ كل بما علم
2- جمع عثمان:
- قال الحاكم: والجمع الثالث هو ترتيب السور في زمن عثمان روى البخاري عن أنس أن:
حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال لعثمان: أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل إلى حفصة أن: أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة ومصحف أن يحرق. قال زيد: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} فألحقناها في سورتها في المصحف
- أخرج ابن أبي داود من طريق محمد بن سيرين عن كثير بن أفلح قال:
لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلا من قريش والأنصار فبعثوا إلى الربعة التي في بيت عمر فجيء بها وكان عثمان يتعاهدهم فكانوا إذا تدارؤوا في شيء أخروه. قال محمد: فظننت أنما كانوا يؤخرونه لينظروا أحدثهم عهدا بالعرضة الأخيرة فيكتبونه على قوله.
- فنسخوا تلك الصحف في مصحف واحد (مرتبا لسوره)، واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش محتجا بأنه نزل بلغتهم، وإن كان قد وسع قراءته بلغة غيرهم رفعا للحرج والمشقة في ابتداء الأمر فرأى أن الحاجة إلى ذلك قد انتهت فاقتصر على لغة واحدة (قاله ابن التين)
ولذا أمر بتسليم المصاحف التى كانت بأيدى الصحابة فحرقها لحسم مادة النزاع

سبب تحريق عثمان رضي الله عنه للمصاحف الأخرى:
-معرفة السبب الذي من ورائه جمع المصحف الإمام يبين سبب تحريق المصاحف الأخرى
-وهو أن تعدد القراءات واختلاف المسلمين وتكفير بعضهم بعضا بسبب ذلك هو الذي حمله على أخذ الأمر بعزيمة وجمع الكلمة
-قال الشيبانى : أن عثمان رضي الله عنه لما بعث إلى الأمصار ما بعث ثم أحرق الباقي فإنه لم يرد بذلك إلا الإشعار بشدة عزمه فيه وصلابته في العمل بمقتضاه؛ لئلا يجري بين الأمة اختلاف في شيء منه
-فجمع المهاجرين والأنصار وجلة أهل الإسلام وشاورهم في الأمر فاتفقوا على :
- جمع القرآن وعرضه وأخذه للناس بما صح وثبت من القراءات المشهورة عن النبي عليه السلام وطرح ما سواها

حكم تحريق المصاحف :
- قال أبو بكر بن الطيب: جائز للإمام تحريق الصحف التي فيها القرآن إذا أدَّاه الاجتهاد إلى ذلك
- قال ابن بطال: في أمر عثمان بتحريق الصحف والمصاحف حين جمع القرآن جواز تحريق الكتب التي فيها أسماء الله تعالى، وأن ذلك إكرام لها وصيانة عن الوطء بالأقدام وطرحها في ضياع من الأرض
- وروى معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه: أنه كان يحرق الصحف إذا اجتمعت عنده الرسائل فيها «بسم الله الرحمن الرحيم». وحرق عروة بن الزبير كتب فقه كانت عنده يوم الحرة
- قال عياض: قد أحرق عثمان والصحابة المصاحف بعد أن غسلوا منها بالماء ما قدروا عليه
- كره إبراهيم أن تحرق الصحف إذا كان فيها ذكر الله، وقول من حرقها أولى بالصواب

موقف على بن أبي طالب من فعل عثمان في جمع المصحف:
- ذكر أبو عبيد بإسناده عن على بن أبى طالب قال: «لو وليت لفعلت في المصاحف الذى فعل عثمان

==استطراد وتصحيح مفاهيم:
قال الحارث المحاسبي: -المشهور عند الناس إن جامع القرآن عثمان وليس كذلك، إنما حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد على اختيار وقع بينه وبين من شهده من المهاجرين والأنصار لما خشي الفتنة عند اختلاف أهل العراق والشام في حروف القراءات، فأما قبل ذلك فقد كانت المصاحف بوجوه من القراءات المطلقات على الحروف السبعة التي نزل بها القرآن فأما السابق إلى جمع الحملة فهو الصديق وقد قال علي لو وليت لعملت بالمصاحف عمل عثمان بها. انتهى). [الإتقان في علوم القرآن:2/377-393](م)
-قال القاضي أبو بكر في الانتصار: لم يقصد عثمان قصد أبي بكر في جمع نفس القرآن بين لوحين، وإنما قصد جمعهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإلغاء ما ليس كذلك، وأخذهم بمصحف لا تقديم فيه ولا تأخير، ولا تأويل أثبت مع تنزيل، ولا منسوخ تلاوته كتب مع مثبت رسمه ومفروض قراءته، وحفظه خشية دخول الفساد والشبهة على من يأتي بعد

موقف الناس من جمع عثمان رضي الله عنه القرآن:
- عن مصعب بن سعدٍ قال: ( أدركت النّاس متوافرين حين حرّق عثمان المصاحف، فأعجبهم ذلك، وقال: لم ينكر ذلك منهم أحدٌ )
- غنيم بن قيسٍ المازنيّ قال: ( قرأت القرآن على الحرفين جميعًا، واللّه ما يسرّني أنّ عثمان لم يكتب المصحف، وأنّه ولد لكلّ مسلمٍ كلّما أصبح غلامٌ، فأصبح له مثل ما له قال: قلنا له: يا أبا العنبر، لم قال: لو لم يكتب عثمان المصحف لطفق النّاس يقرءون الشّعر )
- عن أبي مجلزٍ قال: (لولا أنّ عثمان كتب القرآن لألفيت النّاس يقرءون الشّعر
- عبد الرّحمن بن مهديٍّ يقول: (خصلتان لعثمان بن عفّان ليستا لأبي بكرٍ ولا لعمر، صبره نفسه حتّى قتل مظلومًا، وجمعه النّاس على المصحف

موقف ابن مسعود من الجمع العثمانى :
-لما علم ابن مسعود بماتم بشأن جمع القرآن وحمل الناس على حرف واحد كره أنه لم يشارك في هذا العمل الجليل ورفض أن يسلم مصحفه لعثمان وحض الناس على أن يغلوا مصاحفهم وقد رويت في ذلك آثار منها:
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عبد الله بن مسعود، كره أن يولى زيد بن ثابت نسخ المصاحف فقال:يا معشر المسلمين، أأعزل عن نسخ كتاب الله، ويتولاه رجل، والله لقد أسلمت، وإنه لفي صلب رجل كافر؟ , يعني : زيدا.
قال: وقال ابن مسعود: «يا أهل العراق، أو يا أهل الكوفة، اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها، فإن الله عز وجل يقول:{ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}». فألقوا إليه المصاحف.
قال: قال ابن شهاب: فبلغني أنه كره ذلك من قول ابن مسعود رجال من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
- عن أبي الشّعثاء قال: كنّا جلوسًا في المسجد وعبد اللّه يقرأ فجاء حذيفة فقال: ( قراءة ابن أمّ عبدٍ وقراءة أبي موسى الأشعريّ واللّه إن بقيت حتّى آتي أمير المؤمنين، يعني عثمان، لأمرته بجعلها قراءةً واحدةً قال: فغضب عبد اللّه فقال لحذيفة كلمةً شديدةً قال فسكت حذيفة
- عن عبد اللّه قال: ( لمّا أمر بالمصاحف ساء ذلك عبد اللّه بن مسعودٍ قال: من استطاع منكم أن يغلّ مصحفًا فليغلل، فإنّه من غلّ شيئًا جاء بما غلّ يوم القيامة، ثمّ قال عبد اللّه: لقد قرأت القرآن من في رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم سبعين سورةً وزيدٌ صبيّ، أفأترك ما أخذت من رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ) .
- عن إبراهيم، لمّا أمر بتمزيق المصاحف قال عبد اللّه: (أيّها النّاس، غلّوا المصاحف، فإنّه من غلّ يأت بما غلّ يوم القيامة، نعم الغلّ المصحف يأتي أحدكم به يوم القيامة) .
- عن شقيقٍ قال: قال عبد اللّه: ( ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة على قراءة من يأمرني أن أقرأ، لقد قرأت على رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم بضعًا وسبعين سورةً، ولقد علم أصحاب محمّدٍ أنّي أعلمهم بكتاب اللّه، ولو علمت أنّ أحدًا أعلم بكتاب اللّه منّي لرحلت إليه قال شقيقٌ: فجلست في حلقٍ من أصحاب محمّدٍ، فما سمعت أحدًا منهم يعيب عليه شيئًا ممّا قال، ولا ردّه )
موقف أكابر الصحابة من مقالة ابن مسعود:
- قال الزّهريّ: (فبلغني أنّ ذلك: كره من مقالة ابن مسعودٍ رجالٌ أفاضل من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم) , قال ابن أبي داود: (عبد اللّه بن مسعودٍ بدريٌّ وذاك ليس هو ببدريٍّ، وإنّما ولّوه لأنّه كاتب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم

تحول موقف ابن مسعود :
-عن فلفلة الجعفيّ قال: فزعت فيمن فزع إلى عبد اللّه في المصاحف، فدخلنا عليه، فقال رجلٌ من القوم: إنّا لم نأتك زائرين، ولكنّا جئنا حين راعنا هذا الخبر، فقال: (إنّ القرآن أنزل على نبيّكم من سبعة أبوابٍ على سبعة أحرفٍ -أو حروفٍ-، وإنّ الكتاب قبلكم كان ينزل -أو نزل- من بابٍ واحدٍ على حرفٍ واحدٍ، معناهما واحدٌ)

الموكلون بالجمع:
-في الجمع الأول: كان زيد بن ثابت هو الموكل به
-وفي الجمع الثانى :أمر عثمان رضي الله عنه زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام في اثني عشر رجلا من الأنصار أن ينسخوا الصحف في المصاحف).

الحكمة من تقديم زيد بن ثابت على غيره من أكابر الصحابة في جمع القرآن:
قال ابن جرير :إنّ زيد بن ثابتٍ قدّم لأشياء لم تجتمع لغيره منها:
- أنّه كان يكتب الوحي لرسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم
- ومنها أنّه كان يحفظ القرآن في عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم
- ومنها أنّ قراءته كانت على آخر عرضةٍ عرضها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على جبريل عليه السّلام
-وقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في عبد اللّه بن مسعودٍ { من أراد أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل فليقرأه بقراءة ابن أمّ عبدٍ}
والتّأويل عند أهل العلم أنّ عبد اللّه بن مسعودٍ كان يرتّل القرآن فحضّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على ترتيلٍ مثل ترتيله لا غير
-ويدلّك على ذلك الحديث أنّه سئل عن طسم، فقال: : لا أحفظها سل خبّابًا عنها
-فإن قيل: فقد حضر ابن مسعودٍ العرضة الآخرة قيل : قد ذكرنا ما لزيد بن ثابتٍ سوى هذا، على أنّ حرف عبد اللّه الصّحيح أنّه موافقٌ لمصحفنا؛ يدلّك على ذلك أنّ أبا بكر بن عيّاشٍ قال:قرأت على عاصمٍ وقرأ عاصمٌ على زرٍّ وقرأ زرٌّ على عبد اللّه

قصتا فقد زيد بن ثابت آية من التوبة وآية من الأحزاب عند جمعه القرآن وهل بينهما تعارض:
-قال زيد في الحديث الذي رواه البخاري : فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدورالرجال حتى وجدت آخر التوبة: {لَقَدْ جَاءَكُمْ} مع أبي خزيمة الأنصاري الذي جعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهادته بشهادة رجلين لم أجدها مع أحد غيره فألحقتها في سورتها فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى قبض ثم عند حفصة بنت عمر
-في رواية ابن شهاب: وأخبرني خارجة بن زيد سمع زيد بن ثابت يقول: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف، قد كنت أسمع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ بها، لم أجدها مع أحد إلا معخزيمة الأنصاري: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} فألحقناها في سورتها وخزيمة الأنصاري شهادته بشهادتين
.
-قال ابن الجوزي : وربما قال قائل هذا خلاف ما تقدم من أنهم وجدوا مع خزيمة آخر التوبة فأيهما أصح
فالجواب أن كليهما صحيح والآيتان وجدتا مع خزيمة فآخر التوبة وجدوها معه في زمن أبي بكر والآية من الأحزاب وجدوها معه في زمن عثمان وأما جعل شهادته بشهادة رجلين فلسبب
[وقد درسنا في دورة جمع القرآن أن الذي وجدت معه آية التوبة هو أبو خزيمة الخزرجى وأن الذي وجدت معه آية الأحزاب هو خزيمة بن ثابت الأوسي]وقد ذكر ابن الجوزى أنهما لخزيمة بن ثابت

هل يثبت القرآن بخبر الواحد؟
-قد فهم من فهم من قصة فقد زيد آية من التوبة أنه يثبت القرآن بخبر الواحد وليس الأمر كمافهم والصواب أن يقال :
-إن زيدا لم يكن جاهلا بهذه الآية فلذلك طلبها وإنما طلب شاهدا على ما استقر في حفظه ولم يجده مكتوبا عند غيره
-فزيد من جملة حفظة القرآن في حياة النبي والحافظ قد يستعين بغيره وبالمسطور

[ومما يدلّ على ذلك صراحة قول أبيّ بن كعب رضي الله عنه لما بلغوا الآية التي قبلهما
:(أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها آيتين)
فهذا دليل على حفظه لهاتين الآيتين وعددهما وموضعهما، ولم يبق إلا التوثق من كتابتهما؛ فحصل بكتابة أبي خزيمة، واتّفق المحفوظ والمكتوب، وكان هذا هو المطلوب]دورة جمع القرآن

كيف كان جمع عثمان المصحف الإمام؟
- عن محمّد بن سيرين، (أنّ عثمان بن عفّان جمع اثني عشر رجلًا من قريشٍ والأنصار فيهم أبيّ بن كعبٍ، وزيد بن ثابتٍ، وسعيد بن العاص)
-قام عثمان فخطب النّاس فقال: ( أيّها النّاس عهدكم بنبيّكم منذ ثلاث عشرة وأنتم تمترون في القرآن، وتقولون قراءة أبيٍّ وقراءة عبد اللّه يقول الرّجل: واللّه ما تقيم قراءتك فأعزم على كلّ رجلٍ منكم ما كان معه من كتاب اللّه شيءٌ لمّا جاء به، وكان الرّجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن، حتّى جمع من ذلك كثرةً، ثمّ دخل عثمان فدعاهم رجلًا رجلًا فناشدهم لسمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهو أملاه عليك؟ فيقول: نعم، فلمّا فرغ من ذلك عثمان قال: من أكتب النّاس؟ قالوا: كاتب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم زيد بن ثابتٍ قال: فأيّ النّاس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص قال عثمان: فليمل سعيدٌ وليكتب زيدٌ، فكتب زيدٌ، وكتب مصاحف ففرّقها في النّاس، فسمعت بعض أصحاب محمّدٍ يقول: قد أحسن ) .
-وذكر أن عربيّة القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أميّة؛ لأنّه كان أشبههم لهجةً برسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم
-قال أبو بكرٍ: هذا مالك بن أنسٍ قال: كنت فيمن أملي عليهم فربّما اختلفوا فيالآية فيذكرون الرّجل قد تلقّاها من رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ولعلّه أن يكون غائبًا، أو في بعض البوادي، فيكتبون ما قبلها وما بعدها، ويدعون موضعها حتّى يجيء أو يرسل إليه، فلمّا فرغ من المصحف كتب إلى أهل الأمصار: أنّي قد صنعت كذا محوت ما عندي فامحوا ما عندكم
-فلمّا كان مروان أمير المدينة، أرسل إلى حفصة يسألها عن الصّحف؛ ليحرقها وخشي أن يخالف بعض الكتّاب بعضًا فمنعته إياها قال ابن شهابٍ: فحدّثني سالم بن عبد اللّه قال: (فلمّا توفّيت حفصة أرسل إلى عبد اللّه بعزيمةٍ ليرسلنّ بها، فساعة رجعوا من جنازة حفصة أرسل بها عبد اللّه بن عمر إلى مروان ففشاها وحرّقها مخافة أن يكون في شيءٍ من ذلك اختلافٌ لما نسخ عثمان رحمة اللّه عليه

شرح حديث أنس بن مالك في جمع عثمان القرآن:

(أن حذيفة بن اليمان قَدِم على عثمانَ وكان يُغازِي أهل الشأم في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفةَ اختلافُهم في القراءة، فقال حذيفةُ لعثمانَ: يا أمير المؤمنين، أدركْ هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلافَ اليهود والنصارى! فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيدَ بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف. وقال عثمانُ للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيءٍ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفقٍ بمصحفٍ مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق)). [صحيح البخاري
.-معنى يغازي :يغزو
-إرمينية :بلد معروف سميت لكون الأرمن فيها
-أذربيجان :بلد بالجبال في العراق
-أفزع حذيفة اختلافهم في القراءة:حتى كادت تكون فتنة؛فإذا أهل الشام يقرؤن بقراءة أبي وأهل العراق بقراءة عبد الله وأهل البصرة بقراءة أبي موسى
- أخرج ابن أبي داود أيضا في المصاحف من طريق أبي قلابة قال: لما كان في خلافة عثمان جعل المعلم يعلم قراءة الرجل، والمعلم يعلم قراءة الرجل، فجعل الغلمان يتلقون فيختلفون حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين، حتى كفَّر بعضُهم بعضًا، فبلغ ذلك عثمان فخطب فقال: أنتم عندي تختلفون، فمن نأى عني من الأمصار أشد اختلافًا، فكأنه والله أعلم لما جاءه حذيفة وأعلمه باختلاف أهل الأمصار تحقَّق عنده ما ظنه من ذلك
-فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف: والفرق بين الصحف والمصاحف أن الصحف :الأوراق المجردة التي جمع فيها القرآن في عهد أبى بكر، وكانت سورًا مفرقة كل سورة مرتبة بآياتها على حدة، لكن لم يرتب بعضها إثر بعض، فلما نسخت ورتب بعضها إثر بعض صارت مصحفًا
- (وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة) يعني: سعيدًا وعبدالله وعبدالرحمن لأن سعيدًا أموي، وعبدالله أسديٌّ وعبدالرحمن مخزوميٌّ، وكلها من بطون قريش
-في شىء من القرآن: قال ابن شهاب: فاختلفوا يومئذ في التابوت والتابوه، فقال: القرشيون التابوت، وقال زيد: التابوه. فرفع اختلافهم إلى عثمان فقال: اكتبوه التابوت، فإنه نزل بلسان قريش
حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة قال سالم بن عبد الله بن عمر : كان مروان يرسل إلى حفصة، يعني: حين كان أمير المدينة من جهة معاوية يسألها الصحف التي كتب منها القرآن فتأبى أن تعطيه، قال سالم: فلما توفيت حفصة ورجعنا من دفنها أرسل مروان بالعزيمة إلى عبدالله بن عمر، ليرسلن إليه تلك الصحف، فأرسل بها إليه عبدالله بن عمر، فأمر بها مروان فشققت. وقال: إنما فعلت هذا لأني خشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب
- فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا:وقد اختلف في عدد المصاحف

اختلاف مصاحف الأمصار التى نسخت من المصحف الإمام وسبب ذلك:
-ذكر الأحرف التى اختلف فيها مصاحف أهل المدينة والبصرة والكوفة
-أمثلة على ذلك:
-أهل المدينة فقرءوا في البقرة: (وأوصى بها إبراهيم)، وأهل الكوفة وأهل البصرة: {ووصّى بها}[البقرة: 132]بغير ألفٍ،
-وأهل المدينة في آل عمران: (سارعوا إلى مغفرةٍ من ربّكم) بغير واو، وأهل الكوفة وأهل البصرة بواو{وسارعوا}[آل عمران: 133]
-ويقول أهل المدينة في المائدة: (من يرتدد) بدالين،
ويقول أهل الكوفة وأهل البصرة {ومن يرتد} بدال واحدة
-أهل المدينة وأهل البصرة (لئن أنجيتنا) وأهل الكوفة{لئن أنجانا}
[ما اختلف فيه الرسم بين المصاحف العثمانية، وهي أحرف يسيرة نقلها الرواة
وهذا النوع قليل في رسم المصاحف، وهو مما تحتمله الأحرف السبعة؛ إذ كان المعوّل على ما ثبتت القراءة به سماعاً من أفواه القرَّاء]
-[قد اختلف العلماء في أسباب اختلاف الرسم بين المصاحف العثمانية، فمِن زاعمٍ أنَّ عثمان أراد أن يجمع الأحرف السبعة كلَّها وهذا بعيد، لثبوت ترك القراءة ببعض الأحرف التي كان يُقرأ بها.
وذهب بعضهم إلى أنهم أرادوا الإشارة إلى اختلاف الأحرف، وجمع ما يستطاع من ذلك، وهذا يردّه أمران:
أحدهما: أنه خلاف المقصود من الجمع العثماني.
والثاني: أنهم لو أرادوا ذلك لكتبوا سائر الأحرف التي تُركت القراءة بها بهذه الطريقة؛ فكتبوا في بعض المصاحف [وأقيموا الحج والعمرة للبيت] وفي بعضها]: {وأتموا الحجّ والعمرة لله} وهكذا في سائر الأحرف التي كان يقرأ بها قبل جمع عثمان


عدد المصاحف العثمانية :
-قال السيوطى: اختلف في عدة المصاحف التي أرسل بها عثمان إلى الآفاق:
1- فالمشهور أنها خمسة.
2- وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات قال أرسل عثمان أربعة مصاحف.
3- قال ابن أبي داود وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول كتب سبعة مصاحف فأرسل إلى مكة وإلى الشام وإلى اليمن وإلى البحرين وإلى البصرة وإلى الكوفة وحبس بالمدينة واحدا).
-قال أبو عمرو الدانى : أكثر العلماء على أن عدد المصاحف التى نسخت أربعة الكوفة والبصرة والشام وترك واحدا عنده
وهو الصواب وعليه أكثر الأئمة

إطلاق عثمان القراءة على غير مصحفه:
لمّا نزل أهل مصر الجحفة يعاتبون عثمان رضي اللّه عنه، صعد عثمان المنبر فقال: (جزاكم اللّه يا أصحاب محمّدٍ عنّي شرًّا أذعتم السّيّئة،وكتمتم الحسنة، وأغريتم بي سفهاء النّاس، أيّكم يأتي هؤلاء القوم، ما الّذي نقموا، وما الّذي يريدون؟ ثلاث مرّاتٍ لا يجيبه أحدٌ، فقام عليّ رضي اللّه عنه فقال: أنا،فقال عثمان: أنت أقربهم رحمًا وأحقّهم بذلك، فأتاهم فرحّبوا به وقالوا: ما كان يأتينا أحدٌ أحبّ إلينا منك، فقال: ما الّذي نقمتم؟ قالوا: نقمنا أنّه محا كتاب اللّه عزّ وجلّ، وحمى الحمى، واستعمل أقرباءه، وأعطى مروان مائتي ألفٍ، وتناول أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فردّ عليهم عثمان رضي اللّه عنه: أمّا القرآن فمن عند اللّه، إنّما نهيتكم لأنّي خفت عليكم الاختلاف، فاقرءوا على أيّ حرفٍ شئتم،....

عدد السور في المصاحف العثمانية :

-مائة وأربع عشرة سورة أولها الفاتحة وآخرها الناس وهو المتفق عليه
وقال مجاهد :وثلاث عشرة بجعل الأنفال وبراءة سورة واحدة ويرده تسمية النبي كل منهما باسم
وقال ابن مسعود واثنا عشر بدون المعوذتين لشبهة الرقية ،ثم إنه رجع عن ذلك
وفي مصحف أبي :وست عشرة لاشتماله على دعاء الاستفتاح والقنوت في آخره كالسورتين ،ولادليل عليه


اختلاف العلماء في الحرف الذي كتب عليه المصحف الإمام:
-قال الزركشي :قيل حرف زيد بن ثابت (والحرف :القراءة والطريقة) وعليه الأكثرون
-قال أبو عبد الرحمن السلمي: كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرءون القراءة العامة وهي القراءة التي قرأها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان زيد قد شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده الصديق في جمعه وولاه عثمان كتبة المصحف
-وقيل حرف أبي بن كعب:لأنه شهد العرضة الأخيرة
[ولكن قد شهد العرضة الاخيرة غيره أيضا كعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت]

موافقة المصاحف العثمانية العرضة الأخيرة:
كان زيد قد شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده الصديق في جمعه وولاه عثمان كتابة المصحف

حكم مخالفة المصحف الإمام :
عن طاوسٍ وعمر بن عبد العزيز أنّهما كانا يقولان: ({ألم نشرح}[الشرح :1]من سورة الضّحى).
وكانا يقرءانهما بالرّكعة الواحدة لا يفصلان بينهما يعني في الصّلاة المفروضة وهذا شذوذٌ مخالفٌ لما اتّفقت عليه الأمّة من تسوير المصحف الإمام

هل اجتهد عثمان في ترتيب السور ؟
-اختلف العلماء في كون ترتيب سور القرآن وتأليفها توقيفيا أم باجتهاد من الصحابة على قولين:
-القول الأول:أن تأليف القرآن عن الله عزوجل لامدخل فيه لأحد
أدلة هذا القول :
-قال ابن جرير حدّثنا أحمد بن محمّدٍ الأزديّ، قال: حدّثنا يزيد بن سنانٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا عمران القطّان، عن قتادة، عن أبي بكرٍ الهذليّ، عن أبي رافعٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((أعطيت السّبع مكان التّوراة وأعطيت المئين مكان الزّبور وأعطيت المثاني مكان الإنجيل وفضّلت بالمفصّل))
-قال أبو جعفرٍ: فهذا التّأليف من لفظ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهذا أصلٌ من أصول المسلمين لا يسعهم جهله؛ لأنّ تأليف القرآن من إعجازه ولو كان التّأليف عن غير اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لسوعد بعض الملحدين على طعنهم
-وصحّ أنّ أربعةً من أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كانوا يحفظون القرآن في وقته ولا يجوز أن يحفظوا ما ليس مؤلّفًا؛
كما حدّثنا أبو عليٍّ محمّد بن جعفر بن محمّدٍ الأنباريّ، قال: حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: «جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أربعةٌ أبيّ بن كعبٍ، وزيد بن ثابتٍ، وأبو زيدٍ، ومعاذ بن جبلٍ» قال قتادة: قلت لأنسٍ من أبو زيدٍ؟ قال: أحد عمومتي.
قال أبو جعفرٍ: وهؤلاء الأربعة من الأنصار هم الّذين كانوا يقرءون وأبو زيدٍ سعد بن عبيدٍ من بني عمرو بن عوفٍ من الأنصار
-قال البيهقي في المدخل: كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتباً سوره وآياته على هذا الترتيب، إلا الأنفال وبراءة،لما روى الحاكم وغيره عن ابن عباس :..وذكر الحديث
-قال النووي : اعلم أن القرآن العزيز كان مؤلفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو في المصاحف اليوم، ولكن لم يكن مجموعا في مصحف بل كان محفوظا في صدور الرجال فكان طوائف من الصحابة يحفظونه كله وطوائف يحفظون أبعاضا منه
-كما أن القرآن الذي بين أيدينا هو المكتوب في اللوح المحفوظ وأنه نزل جملة إلى السماء الدنيا أولا ثم نزل مفرقا على السنين بحسب الأحداث ولاشك أنه مكتوب في اللوح المحفوظ مؤلفا وأن ترتيب النزول غير ترتيب التلاوة

[قال ابن وهب: سمعت مالكاً يقول:
(إنما أُلِّفَ القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبى صلى الله عليه وسلم)
وفهم بعض العلماء من هذا الأثر أن مالكا أراد التوقيف ولذا حمل بعضهم اختلاف مصاحف الصحابة على ماكان قبل العرضة الأخيرة
ولكن ذلك التوجيه لايصح فإن ابن مسعود كان ممن شهد العرضة الأخيرة وكان ترتيب السور في مصحفه مغايرا لتأليف المصاحف العثمانية ]

القول الثانى :[وهو قول جمهور أهل العلم والمحققين منهم]:أن ترتيب سور المصحف كان باجتهاد من الصحابة:
قال القاضي عياض: ([ترتيب السور اجتهاد من المسلمين حين كتبوا المصحف لم يكن ذلك من تحديد النبى عليه السلام، وإنما وكله إلى أمته بعده، وهو قول جمهور العلماء، وهو قول مالك واختيار القاضى أبى بكر الباقلانى وأصح القولين عنده])
-[ الصحابة رضي الله عنهم اجتهدوا في ترتيب سور القرآن في المصحف، إلا أنّ هذا الاجتهاد لم يكن مستنده مجرّد الرأي والاستحسان، بل كان قائماً على أصول صحيحة وأدلّة تفصيلية علموها، ولصواب اجتهادهم علامة بيّنة ظاهرة، وهي إجماعهم على هذا الترتيب الذي تلقته الأمّة بالقبول في زمانهم وبعده على مَرِّ القرون]
-[وهذا القول أقرب إلى الصواب:
- إذ لو كان هذا الترتيب عن توقيفٍ من النبي صلى الله عليه وسلم لما ساغَ أن تختلفَ مصاحفُ الصحابةِ في ترتيبِ السُّوَرِ قبل جَمْعِ عثمان،
- ولأُنكِر على من خالفَ الترتيب الذي أَمر به النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الصحابة أكثر تعظيماً للقرآن، وهم أحسن الأمّة عنايةً به من غير تكلّف، وأشدّ حفظاً لعهد النبي صلى الله عليه وسلّم ووصيته.
فعلمنا بذلك أن الصحابة رضي الله عنهم قد اجتهدوا في ترتيب سور المصحف اجتهاداً بعلمٍ، وقد أرادوا أن يجمعوا الأمّة على مصحف واحد لا يُختلف فيه؛ فاقتضى اجتهادُهم هذا الترتيب الذي أجمعوا عليه].
-وليعلم أن محمل هذا القول ليس أثر ابن عباس فإنه قد تكلم فيه كثير من أهل العلم كما سيأتى إن شاء الله

[ماجاء في شأن سورتي الأنفال وبراءة في حديث يزيد الفارسي عن ابن عباس:
-روي هذا الأثر من عدة طرق تنتهى إلى يزيد الفارسي عن ابن عباس وقد انفرد بهذا الخبر:
-رواه الإمام احمد والترمذي والنسائي أبو عبيد القاسم بن سلام ،وأحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس ،والواحدي وغيرهم ومداره على يزيد الفارسي وقد اختلف فيه:
-فحسنه الترمذي وابن حجر ،وصححه الحاكم باعتبار أنه يزيد بن هرمز ،وضعفه أحمد شاكر والألبانى وجماعة من المعاصرين
-وأما الخبر نفسه ففيه مواضع منكرة مخالفة لما صح من الأحاديث وهى:
*ما يتعلق بتميز سورة الأنفال عن براءة
*ودعوى أن عثمان ومن معه كانوا يجهلون هذا الأمر مع معرفتهم بدقائق الفروق بين الأحرف السبعة]

سبب سقوط البسملة من أول براءة:
-اختلف العلماء في سبب سقوط البسملة على أقوال:
1-قول المبرد:أنه كان من شأن العرب إذا كان بينهم وبين غيرهم عهد فأرادوا نقده كتبوا كتابا ولم يفتتحوه بالبسملة وجاءت براءة بنقد العهد،وأخرج أبو الشّيخ وابن مردويه عن ابن عبّاسٍ قالسألت عليّ بن أبي طالبٍ لم لا تكتب في براءةٌ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم؟ قال: لأنّ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أمانٌ. وبراءة نزلت بالسّيف
وقد ذكر صاحب الكشاف قول ابن عيينة رضي الله عنه فقال::
اسم الله سلام وأمان، فلا يكتب في النبذ والمحاربة، قال تعالى {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السّلام لست مؤمناً}ولكن يكتب في الدعوة ابتداء كما كان يقول صلى الله عليه وسلم {والسلام على من اتبع الهدى} في رسائله لأهل الحرب
2-وقيل أنّها كانت تعدل سورة البقرة، أو قريبًا منها، وأنّه لمّا سقط أوّلها سقطت البسملة، روي هذا عن مالك بن أنسٍ وابن عجلان
3- وقيل أنهم لما كتبوا المصاحف في خلافة عثمان اختلف الصحابة فقال بعضهم: براءةٌ والأنفال: سورةٌ واحدةٌ، وقال بعضهم: هما سورتان، فتركت بينهما فرجةٌ لقول من قال: هما سورتان، وتركت بسم اللّه الرّحمن الرّحيم لقول من قال: هما سورةٌ واحدةٌ، فرضي الفريقان. قاله خارجة وأبو عصمة وغيرهما
4- أن رسول الله لما كتب في صلح الحديبية بسم الله الرحمن الرحيم فردوها فماردها الله عليهم ،ذكره ابن الجوزى ونسبه لعبد العزيز بن يحيى المكي
-قال علم الدين السخاوى: وقد توهم عثمان رضي الله عنه أن الأنفال وبراءة سورة واحدة، فلذلك وضعهما في السبع الطول، ولم يكتب بينهما البسملة، وكانتا تدعيان في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم القرينتين..
وقول من جعلهما سورةً واحدةً أظهر، لأنّهما جميعًا في القتال، وتعدّان جميعًا سابعة السّبع الطّوال)
[ وقد يقال: إنّ سورتي التوبة والأنفال سورة واحدة في بعض الأحرف، وسورتان في أحرف أخرى، كما حُكي في سورتي الفيل وقريش أنّهما سورة واحدة في قراءة أبيّ بن كعب، ويكون الاجتهاد المذكور عن عثمان هو اجتهاد مفاضلة بين الأحرف، إذ لا بدّ من أن يُكتب المصحف على قول واحد مختار، ثم جرى من حكاية الأثر بالمعنى ما أثار بعض الإشكالات التي تزول بالتفصيل والتمحيص.
والنتيجة المتّفق عليها أنّ ما كُتب عليه المصحف واستقرّ عليه الاختيارُ أمرٌ مجمعٌ على صحّته لا يُرتاب في ذلك، وإن خفيت علينا بعض أسباب الخلاف ومآخذ الاختيارات] .

-أما أثر ابن عباس الذي فيه:

عن يزيد الفارسيّ، قال: حدّثنا ابن عبّاسٍ، قال: قلنا لعثمان بن عفّان رضي اللّه عنه ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ووضعتهما في السّبع الطّوال ما حملكم على هذا؟ فقال: «كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم تنزل عليه السّور ذوات العدد فإذا نزلت عليه الآية قال اجعلوها في سورة كذا وكذا وكانت الأنفال من أوّل ما نزل بالمدينة وكانت براءة من آخر ما نزل وكانت قصّتها تشبه قصّتها ولم يبيّن لنا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم في ذلك شيئًا فلذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم اللّه الرّحمن الرّحيم»

[هذا الأثر المروى عن يزيد الفارسي عن ابن عباس وقد تفرد به يزيد ،ويزيد مختلف في عدالته والمتن فيه مواضع منكرة ومنها:ما يتعلق بتميز سورة الأنفال عن التوبة ودعوى أن عثمان ومن معه خفي عليهم هذا الأمر مع كونهم يعلمون دقائق الفروق بين الأحرف السبعة والموازنة بينها والاختيار منها]
[ويكون الاجتهاد المذكور عن عثمان هو اجتهاد مفاضلة بين الأحرف، إذ لا بدّ من أن يُكتب المصحف على قول واحد مختار، ثم جرى من حكاية الأثر بالمعنى ما أثار بعض الإشكالات التي تزول بالتفصيل والتمحيص]
والخلاصة :
[وأما ما يتعلّق بترتيب السُّوَرِ وترك كتابة البسملة في أوَّل براءة فهو أمرٌ يدخله الاجتهادُ في المفاضلة بين الأحرف السبعة، ولا نكارة في ذلك كما تقدّم، غير أنّ العمدة في ذلك ليست على خبر يزيد الفارسي]

ما جاء في صحة ماروى عن عثمان {إن في القرآن لحنا ستقيمه العرب بألسنتها}
:
-حدّثنا المؤمّل بن هشامٍ، حدّثنا إسماعيل، عن الحارث بن عبد الرّحمن، عن عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عامرٍ القرشيّ قال: لمّا فرغ من المصحف أتي به عثمان فنظر فيه فقال: (قد أحسنتم، وأجملتم،أرى فيه شيئًا من لحنٍ ستقيمه العرب بألسنتها)
-عن عكرمة الطّائيّ قال: لمّا أتي عثمان رضي اللّه عنه بالمصحف رأي فيه شيئًا من لحنٍ فقال: (لو كان المملي من هذيلٍ، والكاتب من ثقيفٍ لم يوجد فيه هذا) .
- حدّثنا الفضل بن حمّادٍ الخيريّ، حدّثنا خلّادٌ يعني ابن خالدٍ، حدّثنا زيد بن الحباب، عن أشعث، عن سعيد بن جبيرٍ قال: ( في القرآن أربعة أحرفٍ لحنٌ: {الصّابئون}،{والمقيمين} [النساء: 162]،{فأصّدّق وأكن من الصّالحين} [المنافقون: 10]، و{إنهذان لساحران} [طه: 63] ) .
- حدّثنا إسحاق بن وهبٍ، حدّثنا يزيد قال: أخبرنا حمّادٌ، عن الزّبير أبي خالدٍ قال: قلت لأبان بن عثمان: كيف صارت: {لكن الرّاسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزلمن قبلك والمقيمين الصّلاة والمؤتون الزّكاة} [النساء: 162] ما بين يديها وما خلفها رفعٌ، وهي نصبٌ؟ قال: ( من قبل الكتّاب، كتب ما قبلها، ثمّ قال: ما أكتب؟ قال اكتب المقيمين الصّلاة، فكتب ما قيل له
[هذا الخبر وإن تعددت طرقه فضعيف جدا لايصح عن عثمان لعلتين ،علة في إسناده وعلة في متنه]
توجيه العلماء لهذا الأثر:
-[قال ابن تيمية : المصاحف التي نسخت كانت مصاحف متعددة وهذا معروف مشهور، وهذا مما يبين غلط من قال في بعض الألفاظ: إنه غلط من الكاتب أو نقل ذلك عن عثمان؛ فإن هذا ممتنع لوجوه. منها:
1-تعدد المصاحف واجتماع جماعة على كل مصحف ثم وصول كل مصحف إلى بلد كبير فيه كثير من الصحابة والتابعين يقرءون القرآن ويعتبرون ذلك بحفظهم والإنسان إذا نسخ مصحفا غلط في بعضه عرف غلطه بمخالفة حفظه القرآن وسائر المصاحف فلو قدر أنه كتب كاتب مصحفا ثم نسخ سائر الناس منه من غير اعتبار للأول والثاني أمكن وقوع الغلط في هذا، وهنا كل مصحف إنما كتبه جماعة ووقف عليه خلق عظيم ممن يحصل التواتر بأقلَّ منهم، ولو قُدِّرَ أنَّ الصحيفة كان فيها لحن؛ فقد كتب منها جماعةٌ لا يكتبون إلا بلسان قريش ولم يكن لحناً فامتنعوا أن يكتبوه إلا بلسان قريش؛ فكيف يتفقون كلهم على أن يكتبوا: {إن هذان} وهم يعلمون أن ذلك لحن لا يجوز في شيء من لغاتهم أو: {المقيمين الصلاة} وهم يعلمون أن ذلك لحن كما زعم بعضهم.
قال الزجاج في قوله: {المقيمين الصلاة} قول من قال: إنه خطأ - بعيد جدا؛ لأن الذين جمعوا القرآن هم أهل اللغة والقدوة فكيف يتركون شيئا يصلحه غيرهم فلا ينبغي أن ينسب هذا إليهم.
وقال ابن الأنباري: حديث عثمان لا يصح لأنه غير متصل ومحال أن يؤخر عثمان شيئا ليصلحه من بعده
-ومن العلماء من وجهه توجيها لانكارة فيه:
[أنّ المراد باللحن ظاهر رسم الكلمات التي تنطق على غير ما تكتب به ظاهراً، وأن هذا اللحن مأمون بإقامة القراء له بألسنتهم حتى تشتهر القراءة الصحيحة ويُعرف معنى الرسم]
[مما تقدّم يتبيّن خطأ من حمل قول عثمان رضي الله عنه - فيما روي عنه - على ما يسمّى بمشكل الإعراب عند النحويين، إذ ما يذكرونه في مشكل الإعراب من القراءات المتواترة لا يصحّ أن يوصف باللحن، ولم يرده عثمان بحال].

ماجاء في مانسب لعائشة رضي الله عنها من تخطئة كتاب المصاحف:
عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سألت عائشة عن لحن القرآن،{إن هذان لساحران}[طه: 63]، وعن قوله: {والمقيمين الصّلاة والمؤتون الزّكاة}[النساء: 162] وعن قوله {والّذين هادوا والصّابئون}فقالت: (يا ابن أختي، هذا عمل الكتّاب أخطئوا في الكتاب
-[هذا الأثر إسناده ظاهره الصحة ومتنه منكر جدا ،فا لذين رووا هذا الحديث عن هشام فإذا هما عراقيّان، وحديث العراقيين عن هشام بن عروة متكلّم فيه ،وأما متنه فيبعد أن يصدر عن عائشة رضي الله عنها وهي تقرأ هذه الآيات كما يقرؤها المسلمون، وتعلم أنَّ الأصل في القراءة الرواية مشافهة، وتعلم أيضاً أنّ كتابة المصاحف كانت عن إجماع من الصحابة رضي الله عنهم، وأن الذين انتدبوا لكتابته ومراجعته جماعة يستحيل تواطؤهم على الخطأ واللحن]
[وعلى فرض صحة المنسوب إلى عائشة رضي الله عنها فالجواب عنه أن تخطئتها للكتّاب اجتهاد منها إذْ تركوا القراءة التي كانت تقرأ بها وتعرفها واختاروا غيرها، وقولهم مقدّم على قولها في ذلك، لكثرتهم واجتماعهم وشدّة عنايتهم بالقراءة والإقراء]

اجتهدت في فهرسة المسائل بحسب علمى القاصر ووضعت ماليس من صلب مسائل الفهرسة بين معكوفتين [] مما اقتبسته من دورة جمع القرآن تتميما للفائدة

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 11:34 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

عدد سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه :

أنصاف القرآن :
قسم أهل العلم القرآن إلى ثمانية أنصاف بحسب الإعتبارات الأربع :
1-باعتبار الحروف :
يكون نصفه في النون من قوله: {نُكْراً} في سورة الكهف، والكاف من نصفه الثاني
2-باعتبار الكلمات:
يكون نصفه في الدال من قوله: {وَالْجُلُودُ} في سورة الحج، وقوله تعالى: {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ} من نصفه الثاني.
3-باعتبار الآيات:
يكون نصفه في قوله : {يَأْفِكُونَ} من سورة الشعراء، وقوله تعالى: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ} من نصفه الثاني.
4-باعتبار عدد السور :
يكون نصفه فالأول الحديد، والثاني من المجادلة.

عدد سور القرآن :
أطول وأقصر سورة :
أطول سورة هي البقرة وأقصرها هي الكوثر ، وقد ذكر ذلك الزركشي وغيره .

الاختلاف في عدد السور وأوجه الاختلاف :
اختلفوا على عدده على أقوال :
القول الأول : منهم عدها مائة وأربع عشرة سورة،مثل المصحف العثماني ، وأولها الناس وآخرها البقرة ، وهذا القول باتفاق أهل الحل والعقد ، وهي التي في تأليف زيد بن ثابت ، وهذا القول الذي رجحه ابن الجوزي والسخاوي ،وذكره الزركشي.
القول الثاني : ومنهم من عدها ثلاثة عشر، وهو قول مجاهد وذكر ذلك الزمخشري .
اختلفوا في هذا على قولين :
الأول : منهم من عد الأنفال والتوبة سورة واحدة ، وهو قول عثمان و أبي روق .
وجه هذا القول : لمشابهة السورتين وعدم البسملة ، فظن عثمان رضي الله عنه أنها من التوبة .
الثاني : ومنهم من عد الأنفال والتوبة سورتين منفصلين ، وهو قول ابن عباس والحسن .
الراجح : هو أنهما سورتين منفصلتين ، فقد رجحه ابن جرير لقول ابن عباس .
قال أبو جعفرٍ: ففي هذا الحديث ظنّ عثمان أنّ الأنفال من براءة وتحقيق ابن عبّاسٍ أنّها ليست منها.
اختلفوا في التسمية بين السورتين على أقوال :
القول الأول : أنها لا توجد تسمية بين السورتين .
وأوجه اسقاطها :
الوجه الأول : أنه هناك تشابه بين السورتين ،فعدوها سورة واحدة فأسقطوا التسمية بينها ، وهو قول عثمان .
ودليل ذلك : في الحديث الذي رواه ابن جرير عن ابن عبّاسٍ، قال: قلنا لعثمان بن عفّان رضي اللّه عنه ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ووضعتهما في السّبع الطّوال ما حملكم على هذا؟ فقال: «كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم تنزل عليه السّور ذوات العدد فإذا نزلت عليه الآية قال اجعلوها في سورة كذا وكذا وكانت الأنفال من أوّل ما نزل بالمدينة وكانت براءة من آخر ما نزل وكانت قصّتها تشبه قصّتها ولم يبيّن لنا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم في ذلك شيئًا فلذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم اللّه الرّحمن الرّحيم».
الوجه الثاني : أن الأنفال أمان وأما براءة فنزلت بالسيف ، وهذا قول علي بن أبي طالب .
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج أبو الشيخ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم. قال: لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان وبراءة نزلت بالسيف)
الوجه الثالث : نقل عن المبرد وغيره أنه من عادة العرب إذا كان بينهم عهد وانتقض هذا العهد ، فإذا كتبوا كتابا لم يضعوا فيها البسملة ، وذكر ذلك الشوكاني .
الوجه الرابع : أن الصحابة اتفقوا على ترك البسملة عندما حصل الخلاف عليه عند جمع المصحف في عهد عثمان ، فتركت فرجة بين السورتين ، وهو قول خارجة وأبو عصمة وغيرهما
الوجه الخامس : وهو نسخ أولها، فلما سقطت أولها سقط معها البسملة ، وهو قول مالك .
- روي عن سعيد جبير وابن عجلان أنها كانت تعدل سورة البقرة طولا .
القول الثاني : أنه يوجد تسمية بين السورتين ، ونقل ذلك صاحب الإقناع .
وجه هذا القول : لأن البسملة ثابتة في مصحف ابن مسعود .
وهذا القول لايؤخذ به ؛لاجماع الصحابة على تركها .
والصواب هوالقول الأول، وهو ما اتفق الصحابة على العمل به، وهو ترك البسملة بين السورتين ، وأن جبريل لم ينزل بالبسملة بين السوريتين ، وقد ذكر ذلك القشيري .

القول الثالث : ومنهم من عدها اثني عشر، وهو في مصحف ابن مسعود ، وذكر ذلك ابن الجوزي والزركشي.
وجه هذا القول : لأنه لم يذكر في مصحف ابن مسعود المعوذتين ، لأنه اشتبه أنها من الرقية .
اختلفوا في المعوذتين على قولين :
الأول : أنه من القرآن ، وهو قول إبراهيم ، وجموع من الصحابة .
الثاني : أنه ليس من القرآن ، وهو قول ابن مسعود .
الرد على هذا القول : هذا القول تراجع عنه ابن مسعود وأخذ بما كتب الكل .
القول الرابع : ست عشرة، وكان ذلك في مصحف أبي ، وذكره الزركشي .
وجه هذا القول : لأنه وضع فيها دعاء الاستفتاح ودعاء القنوت ، وسماها بسورة الخلع وسورة الحفدة .
الرد على ذلك من وجوه :
-هذا القول وردت آثار عن إبراهيم وعلي وعمر بن الخطاب ولكن في صحته مقال .[ الرواية التي رواها الكاهلي ذكره الألباني في إرواء الغليل ، وبين أن رجاله ثقات غير الكاهلي لم يجده ، وومن جهة أخرى فالآثار جاءت بألفاظ مختلفة ، وهي منسوبة لأبي ، وإن صح منها شيء فهو محمول على النسخ ( من دورة جمع القرآن) ].
- أن الزركشي ذكر عدم وجود دليل على موافقتهم .
الآثار التي وردت :
- أخرج البيهقي من طريق سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير: أن عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع، فقال: "بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى نقمتك، إن عذابك بالكافرين ملحق".
- أخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة عن أبي بن كعب أنه كان يقنت بالسورتين..، فذكرهما، وأنه كان يكتبهما في مصحفه.
-وقال ابن الضريس أنا أحمد بن جميل المروزي عن عبد الله بن المبارك أنبأنا الأجلح عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه قال: في مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى ( بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك وفيه اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نخشى عذابك ونرجو رحمتك إن عذابك بالكفار ملحق ).
- وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أبي إسحاق قال: أمَّنا أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بخراسان فقرأ بهاتين السورتين إنا نستعينك ونستغفرك.
الصواب : أنه دعاء أضيف للمصحف وليست سورة منه، لعدم ثبوت الأدلة على موافقة الصحابة على ذلك .
القول الخامس : خمسة عشر ، وهذا القول الذي رجحه السيوطي ، [والقول فيه نظر] .
وهذا القول أيضا اختلفوا فيه على قولين :
الأول : منهم من ضم الفيل إلى سورة قريش ، واعتبرها سورة واحدة ، وهذا القول ذكره السخاوي نقلا عن جعفر الصادق وأبي نهيك .
ودليله : ما أخرجه الحاكم والطبراني من حديث أم هاني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فضل الله قريشا بسبع)) . . . الحديث وفيه ((وإن الله أنزل فيهم سورة من القرآن)) لم يذكر فيها معهم غيرهم {لإيلاف قريش}.[ حديث صححه الألباني ].
الثاني : ومنهم من ضم سورة الضحى وسورة الشرح ، واعتبرها سورة واحدة ، وهو قول نقله الرزاي عن طاووس وعمر بن عبد العزيز .[ وهناك حديث صحيح رواه أبو حاتم والهيثمي والطبراني في الأوسط والكبير والبيهقي والطحاوي من طريق سعيد بن جبير بن عباس ، والحديث صححه الألباني ]
[وجه هذا القول : باعتبار قوله تعالى : ( ألم نشرح لك ) كالعطف على قوله : ( ألم يجدك يتيما )، وقد ذكر ذلك الألوسي ].
الصواب : أن اتصال السورتين وترابطهما ببعض لا يلزم أن تكون سورة واحدة ، لورود أدلة على الفصل بين السورتين بالبسملة .[ من تفسير الألوسي ]

عدد آيات القرآن :
اتفقوا على عدد واختلفوا فيما زاد عليه :
ما اتفقوا عليه :
- اتفقوا على أن عدد آياته ستة آلاف آية .
ما اختلفوا فيه :
اختلفوا فيما زاد عن الستة آلاف على قسمين :
القسم الاول : لم يزد على العدد .
القسم الثاني : زاد على العدد .
- فمنهم من قال ومائتا آية وأربع آيات، وقيل: وأربع عشرة آية.
- ومنهم من قال مائتان وتسع عشرة آية.
- وقيل: مائتان وخمس وعشرون آية أو ست وعشرون آية.
- وقيل: مائتان وست وثلاثون.

عدد كلمات القرآن :
أول ما أمر بعد كلمات القرآن :
أمر الحجاج بن يوسف القراء بعد كلمات القرآن.
القراء الذين عدوا كلمات القرآن :
الحسن البصري وأبو العالية ونصر بن عاصم وعاصم الجحدري ومالك بن دينار.
العدد الذي اتفق عليه القراء :
اتفقوا على ان عدد كلمات القرآن سبع وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة.

عدد حروف القرآن :
أول من أمر بعد الحروف :
أمر الحجاج بن يوسف القراء .
القراءالذين اختارهم :
الحسن البصري وأبو العالية ونصر بن عاصم وعاصم الجحدري ومالك بن دينار.
عدد حروف القرآن الذي أجمعوا عليه :
أجمعوا على أن عدد حروفه ثلاثمائة ألف وثلاثة وعشرون ألفا وخمسة عشر حرفا.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11 صفر 1440هـ/21-10-2018م, 11:12 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

القسم الثامن:
&معارضة جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان.
*الأحاديث والآثار الواردة على ذلك.
-حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كما في صحيح البخاري :(قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.
-وروى أبو هريرة وفاطمة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم أن جبريل كان يعارضه القرآن). [صحيح البخاري:كتاب بدء الخلق )
-حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :(وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعارض بالقرآن في رمضان، وإني قد عرضته عليه في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن، وقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة" ). [فضائل القران](م)
-أثر عامر بن شراحيل الشعبي رحمه الله قال: «كان الله تعالى ينزل القرآن السنة كلها، فإذا كان شهر رمضان، عارضه جبريل عليه السلام بالقرآن، فينسخ ما ينسخ، ويثبت ما يثبت ويحكم ما يحكم، وينسئ ما ينسئ»). [فضائل القرآن ).
*الآحاديث والآثار على معارضة جبريل عليه السلام للنبي مرتين في السنة التي قبض بها.
-حديث فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها :( عن أنس , عن عائشة رضي الله عنها, عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(( ‏يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين , ولا أراني إلا أفارق الدنيا‏))"). [فضائل القرآن وتلاوته: 51].
-ومانقله علي بن محمد الخازن ، ماصح من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في كل عام مرة في رمضان وأنه عرضه في العام الذي توفي فيه مرتين.
*أقوال الشراح في حديث ابن عباس في معارضة جبريل لرسول الله القرآن .
• من دلائل وعلامات النبوة وصدقها الأحاديث المتواترة عن معارضة جبريل للنبي الكريم.
•معنى المعارضة مفاعلة من الجانبين ،كل منهما يقرأ على الآخر.
•اختلف في العرضة الأخيرة هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها أو بحرفٍ واحدٍ منها.
•اجمع أهل العلم بأن قراءتنا أحدث القراءات عهدًا بالعرضة الأخيرة ، من حديث سمرة وإسناده حسنٌ، وقد صححه هو ولفظه: (عرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضاتٍ ويقولون إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة). رواه الحاكم.
-شهد زيد بن ثابت العرضة الأخيرة للنبي الكريم ،ونسخ مانسخ وبقي مابقي ، وفيها ألزم أبو بكر زيد بن ثابت بكتابة المصحف لأنه قرأ في هذه السنة على النبي الكريم مرتين. (باب التأويل: 1/10] (م).
&تلخيص مراحل تدوين القرآن الكريم.
*المرحلة الأولى :
•كان النبي الكريم كلما نزل عليه الوحي تلاه على الحاضرين ،وأملاه على كتبة الوحي ،فكان يكتب في صدور الرجال والرقاع وسعف النخل واللخاف .
•لم يجمعه النبي الكريم في مصحف واحد ،لأن النسخ كان يرد على بعضه ويرفع الشيء بعد الشيء من التلاوة ،فخيف من اختلاط بعضه على بعض ،ولله في ذلك حكمة.
*المرحلة الثانية :
•لما أستحر القتل في القراء ، أمر أبو بكر رضي الله عنه بجمعه على ماسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة أو نقصان.
*المرحلة الثالثة :
•الجمع العثماني ، لما حدثت فتنة الإختلاف في القرآن ، أمر الخليفة عثمان بجمعه ،و نسخ عدة مصاحف ، ووزعها على الأمصار ، وأحرق ماعداها ،واجتمعت الأمة على مصحف واحد .
-سعي الصحابة لجمعه لأجل وضعه في موضع واحد لا لترتيبه ، فالقرآن الذي في مصاحفنا هو ماكان في اللوح المحفوظ ،ونزل على النبي الكريم.
-قال الحاكم في مستدركه: جمع القرآن ثلاث مرات ؛بحضرة رسول الله ، ثم روي عن زيد بن ثابت ،قال: (كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع) صحيح على شرط الشيخين .التحبير في علم التفسير:371-377](م) للسيوطي .
*موقف الصحابي عبدالله بن مسعود من الجمع العثماني .
• كره عبدالله بن مسعود أن يولى زيد بن ثابت بنسخ المصاحف ، وحجته لذلك أنه الأسبق للإسلام منه .
•قال ابن شهاب: أن عبد الله بن مسعود، كره أن يولى زيد بن ثابت نسخ المصاحف فقال:يا معشر المسلمين، أأعزل عن نسخ كتاب الله، ويتولاه رجل، والله لقد أسلمت، وإنه لفي صلب رجل كافر؟ , يعني : زيدا.
•وقال ابن مسعود: «يا أهل العراق، أو يا أهل الكوفة، اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها، فإن الله عز وجل يقول:{ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}». فألقوا إليه المصاحف.
قال: قال ابن شهاب: فبلغني أنه كره ذلك من قول ابن مسعود رجال من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم). [فضائل القرآن : ](م) للهروي
&في آداب تلاوة القرآن الكريم.
*كيفية قراءته.
•القرآن الذي في مصاحفنا هو قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم في العرضة الأخيرة ،وماكتب في المصاحف عند الجمع العثماني.
•قرأ الصحابة رضوان الله عليهم ،قراءة الرسول الكريم لآخر عرضة عليه من جبريل عليه السلام.
•هذه القراءة تؤخذ من أهل الإتقان الجامعين مابين الصدق والأمانة والدراية والرواية. البرهان في علوم القرآن:1/235-237](م)
*ترتيب الآي والسور.
-أنزل القرآن من اللوح المحفوظ جملة واحدة ، ثم متفرقاً حسب المصالح ، ثم أثبت بالمصاحف حسب ترتيبه باللوح المحفوظ لقراءة النبي الكريم.
-ابتدأت المصاحف بالفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران على الترتيب إلى سورة الناس، وهو عند الله باللوح على هذا الترتيب.
-اجتهد الخليفة عثمان بترتيب سورتي الأنفال والتوبة ،لحديث ابن عباس قلت لعثمان: (ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين قفرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم. .......) رواه البيهقي.
&مصاحف الصحابة.
*مصحف أبو بكر.
حينما استحر القتل بالقراء في موقعة اليمامة ، أُشير على الخليفة أبو بكر بجمع القرآن خوفاً عليه من الضياع ، فجمعه في قراطيس ومكثت عنده إلى أن توفي رضي الله عنه ، ثم عند عمر إلى أن توفي ، ثم عند حفصة فطلبها عثمان منها ثم ردّت إليها ،فلم تزل عندها حتى أرسل مروان فأخذها فحرقها"جمال القراء:1/87-88](م)للسخاوي.
*مصحف أبيّ بن كعب رضي الله عنه.
عند الجمع العثماني ، طلب الخليفة عثمان المصحف من أبي بن كعب فرفض ،فأرسل إليه عمر. فاقتنع وأرسله إليه ، ومايثبت ذلك حديث عن بسر بن سعيد، عن محمد بن أبي بن كعب، أن ناسا من أهل العراق قدموا إليه، فقالوا: إنا قدمنا إليك من العراق، فأخرج إلينا مصحف أبي؟ .فقال محمد:قد قبضه عثمان. فقالوا: سبحان الله أخرجه إلينا. فقال: قد قبضه عثمان رضي الله عنه.)فضائل القرآن للهروي
*مصحف عائشة رضي الله عنها.
لقد ثبت أن لعائشة رضي الله عنها مصحفاً تقرأ منه لحديث : عن ابن جريج قال: أخبرني يوسف بن ماهك قال: إني لعند عائشة أم المؤمنين إذ جاءها عراقي , فقال: أي أم المؤمنين , أرني مصحفك ؟. قالت: لم؟.
قال: أريد أن أؤلف عليه القرآن , فإنا نقرؤه عندنا غير مؤلف.
قالت: ويحك , وما يضرك أيته قرأت قبل, إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس للإسلام, نزل الحلال والحرام, ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر, لقالوا لا ندع شرب الخمر. ولو نزل أول شيء: لا تزنوا , لقالوا: لا ندع الزنا .
وإنه أنزلت: {والساعة أدهى}, وأمر بمكة , وإني جارية ألعب على محمد .
وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده.
قال: فأخرجت إليه المصحف , فأملت عليه آي السور) ). [فضائل القرآن للنَّسائي: وذكره البيهقي في دلائل النبوة.
&باب اختلاف مصاحف الصّحابة.
-ماخالف مصحفنا خطاً أو زيادة أو نقصان.
*مصحف عمر رضي الله عنه.

-قراءة عمر رضي الله عنه لقوله :(صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضّالّين)،لحديث عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، وعلقمة أنّهما صلّيا خلف عمر فقرأ بهذا.
-وقراءته لقوله تعالى :(الم اللّه لا إله إلّا هو الحيّ القيّام) ،لحديث يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطبٍ، عن أبيه أن عمر كان يقرؤها كذلك. المصاحف للسجستاني.
*مصحف عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه.
عن عطاء بن السّائب، عن أبي عبد الرّحمن، عن عليٍّ أنّه قرأ (آمن الرّسول بما أنزل إليه وآمن المؤمنون). [المصاحف: 164] للسجستاني.
*مصحف أبيّ بن كعبٍ رضي اللّه عنه.
•عن عيسى بن عمر، عن عمرو بن مرّة، عن سعيد بن جبيرٍ (فما استمتعتم به منهنّ إلى أجلٍ مسمًّى)، وقال هذه قراءة أبيّ بن كعبٍ.
•قال أبو بكر السجستاني :(حدّثنا حجّاجٌ، حدّثنا حمّادٌ قال: (قرأت في مصحف أبيٍّ) للّذين يقسمون ( -وقال ابن أبي داود: مصحفنا فيه {يؤلون من نسائهم } ،وماروي كذلك عنهم قال: وجدت في مصحف أبيٍّ (فلا جناح عليه ألّا يطوف بهما).
•وعبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع قال: كانت في قراءة أبيّ بن كعبٍ-فصيام ثلاثة أيّامٍ متتابعاتٍ في كفّارة اليمين. المصاحف:164-166]
*مصحف عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه.
•عن الشّيبانيّ، عن عطاءٍ البزّاز، عن يسير بن عمرٍو، عن عبد اللّه، أنّه قرأ (إنّ اللّه لا يظلم مثقال نملةٍ).
•عن الضّحّاك، عن النّزّال، ابن مسعودٍ، أنّه كان يقرأ (واركعي واسجدي في السّاجدين) .
•عن عطاءٍ قال: (هي في قراءة ابن مسعودٍ (في مواسم الحجّ) ).
•عن الحكم قال: (في قراءة عبد اللّه (بل يداه بسطان) ).
•عن عطاءٍ قال: نزلت (لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلًا من ربّكم في مواسم الحجّ) وفي قراءة ابن مسعودٍ: (في مواسم الحجّ فابتغوا حينئذٍ) .
•عن حسينٍ الجعفيّ قال: (سمعت زائدة، يسأل الأعمش فقال: (في قراءتنا في البقرة مكان) فأزالهما (فوسوس)، وقبل الخمسين من البقرة مكان: (لا يقبل منها شفاعةٌ) لا يؤخذ )، وقوله: (اهبطوا مصر) ليس فيها ألفٌ، ومكان {البقر تشابه علينا} [البقرة: 70] (متشابه).
•وذكر في قراءة عبد اللّه: (إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا والّذين يقيمون الصّلاة)). [المصاحف: 186-166]للسجستاني .
*مصحف عبد اللّه بن عبّاسٍ رضي اللّه عنه.
•عن عبد الملك، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قرأ: (فلا جناح عليه أن لا يطّوّف بهما).
•عن حجّاجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه كان يقرأ: (لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلًا من ربّكم في مواسم الحجّ).
•عن عبيد بن عميرٍ، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ قال: أنزل اللّه عزّ وجلّ: (ليس عليكم جناحٌ أن تبتغوا فضلًا من ربّكم في مواسم الحجّ).
•عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: (وأقيموا الحجّ والعمرة للبيت).
•عن عمرٍو قال: قرأ ابن عبّاسٍ: (وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍّ محدّثٍ).
•وكيعٌ، عن شعبة، عن أبي نوفل بن أبي عقربٍ قال: سمعت ابن عبّاسٍ يقرأ في المغرب: (إذا جاء فتح اللّه والنّصر) ). [المصاحف: 204-187] للسجستاني.
*مصحف عبد اللّه بن الزّبير.
•عن عبيد اللّه بن أبي يزيد قال: سمعت ابن الزّبير يقرأ وهو يخطب: (لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلًا من ربّكم في مواسم الحجّ) .
•وعن سفيان بن عيينة، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد قال: سمعت ابن الزّبير يقرأ: (ليس عليكم جناحٌ أن تبتغوا فضلًا من ربّكم في مواسم الحجّ) .
•عن سفيان، عن عمرٍو قال: سمعت عبد اللّه بن الزّبير يقول: (إنّ صبيانًا هاهنا يقرءون (وحرّم)، وإنّما هي {وحرامٌ} [الأنبياء: 95]، ويقرءون (دارست)، وإنّما هي {درست} [الأنعام: 105]، ويقرءون {حمئةٍ} [الكهف: 86]، وإنّما هي (حاميةٍ) ).
•محمّد بن عقبة، عن أبيه قال: صلّينا خلف ابن الزّبير، فكان يقرأ (صراط من أنعمت عليهم) ). [المصاحف: 207-204].
*مصحف عبد اللّه بن عمرٍو رضي اللّه عنه.
كان لعبدالله بن عمروا مصحف فيه مايخالف قراءتنا لحديث شعيب بن شعيب بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، قال يا أبا بكرٍ: ( ألا أخرج لك مصحف عبد اللّه بن عمرو بن العاص؟ فأخرج حروفًا تخالف حروفنا، فقال: وأخرج رايةً سوداء من ثوبٍ خشنٍ، فيه زرّان وعروةٌ، فقال: هذه راية رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم الّتي كانت مع عمرٍو ) المصاحف:207-208].
*مصحف عائشة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
•عن هشامٍ، عن أبيه قال: (كان مكتوبًا في مصحف عائشة: (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر) ).
•عن زيدٍ، عن أبي يونس مولى عائشة قال: كتبت لعائشة مصحفًا، فقالت: (إذا مررت بآية الصّلاة فلا تكتبها حتّى أمليها عليك قال: فأملتها عليّ: (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر) ).
•عن عبد الملك بن عبد الرّحمن، عن أمّه أمّ حميدة بنت عبد الرّحمن،أنّها سألت عائشة رضي اللّه عنها عن قول اللّه تعالى: {الصّلاة الوسطى} [البقرة: 238]، فقالت: (كنّا نقرؤها على الحرف الأوّل على عهد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا للّه قانتين) .
•عن ابن جريجٍ قال: أخبرني ابن أبي حميدٍ قال: أخبرتني حميدة قالت: أوصت لنا عائشة رضي اللّه عنها بمتاعها، فكان في مصحفها: (إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ والّذين يصلّون الصّفوف الأول) ). [المصاحف: 211-208] للسجستاني .
*مصحف حفصة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
-تعددت الروايات بقراءة هذه الآية :
•عن عبد اللّه بن يزيد الأزديّ قال ابن أبي داود: وبعضهم يقول الأوديّ عن سالم بن عبد اللّه، أنّ حفصة أمرت إنسانًا أن يكتب لها مصحفًا، وقالت: (إذا بلغت هذه الآية {حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى} [البقرة: 238] فآذنّي، فلمّا بلغ آذنها، فقالت: اكتبوا (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر) ).
•عن زيد بن أسلم، عن عمرو بن رافعٍ، أنّه قال: كنت أكتب مصحفًا لحفصة أمّ المؤمنين، فقالت: (إذا بلغت هذه الآية فآذنّي {حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى} [البقرة: 238] قال: فلمّا بلغتها آذنتها، فأملت: (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا للّه قانتين) ).
•عن أبي سلمة قال: أخبرني عمرو بن نافعٍ، مولى عمر بن الخطّاب قال: (مكتوبٌ في مصحف حفصة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر)، فلقيت أبيّ بن كعبٍ، أو زيد بن ثابتٍ، فقلت: يا أبا المنذر، قالت كذا وكذا، فقال: هو كما قالت، أو ليس أشغل ما نكون عند صلاة الظّهر في عملنا ونواضحنا) ).[المصاحف: 216-211]
*مصحف أمّ سلمة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
•عن عبد اللّه بن رافعٍ، مولى أمّ سلمة، أنّها قالت له: " اكتب لي مصحفًا، فإذا بلغت هذه الآية فأخبرني {حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى} [البقرة: 238] قال: فلمّا بلغتها آذنتها فقالت: اكتب (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر). المصاحف:216-219].
&مصاحف التابعين.
مصحف عطاء بن أبي رباحٍ مولى حبيبة بنت أبي نخراه الفهريّة.
قال أبو بكر السجستاني : حدّثنا عليّ بن القاسم الكنديّ، عن طلحة، عن عطاءٍ أنّه قرأ: (يخوّفكم أولياءه).
مصحف عكرمة مولى ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنه.
قال أبوبكر السجستاني : عن عمران بن حديرٍ، عن عكرمة أنّه كان يقرؤها: (وعلى الّذين يطوّقونه)
وقال - حدّثنا محمّد بن إسماعيل، وعليّ بن حربٍ قالا: حدّثنا ابن الفضل، عن عاصمٍ الأحوال، عن عكرمة أنّه كان يقرأ هذا الحرف: (قتلٌ فيه). [المصاحف: 220]
مصحف مجاهدٍ أبي الحجّاج، وهو ابن جبرٍ مولى بني مخزومٍ.
قال أبوبكر السجستاني :عن حميدٍ، عن مجاهدٍ، أنّه كان يقرأ: (فلا جناح عليه ألّا يطّوّف بهما). [المصاحف: 221]
مصحف سعيد بن جبيرٍ.
قال أبوبكر السجستاني : عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، أنّه قرأ: (وعلى الّذين يطوّقونه).
وقال :حدّثنا أبو الصّهباء قال: سمعت سعيد بن جبيرٍ، يقرؤها: (فإذا هي تلقم ما يأفكون). [المصاحف:221-222]
مصحف الأسود بن يزيد وعلقمة بن قيسٍ النّخعيّين.
قال أبوبكر السجستاني : عن شيبان، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: كان علقمة، والأسود يقرآنها (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضّالّين). ) .[المصاحف: 222]
مصحف محمّد بن أبي موسى شاميّ.
قال أبوبكر السجستاني : عن الثّوريّ، عن داود بن أبي هند، عن محمّد بن أبي موسى: (ولكنّ الّذين كفروا يفترون على اللّه الكذب وأكثرهم لا يفقهون).)[المصاحف: 223]
مصحف حطّان بن عبد اللّه الرّقاشيّ بصريّ.
قال أبوبكر السجستاني : عن أبي هارون الغنويّ قال: ( كان حطّان بن عبد اللّه يحلف عليها: (وما محمّدٌ إلّا رسولٌ قد خلت من قبله رسلٌ) ).[المصاحف: 223]
مصحف صالح بن كيسان مدينيّ.
قال أبوبكر السجستاني : حدّثنا أبو عمر بن خلّادٍ، حدّثنا ابن عيينة يقول: (قرأ صالح بن كيسانٍ: (وجاءهم البيّنات)، {وجاءتهم البيّنات}، فقال: جماع المذكّر والمؤنّث سواءٌ، وقال: (يكاد) و {تكاد السّموات} ).)[المصاحف: 224]
مصحف طلحة بن مصرّفٍ الأياميّ وبنو أيامٍ من همدان كوفيّ.
•مصحف سليمان بن مهران الأعمش.

قال أبوبكر السجستاني : حدّثنا عبد اللّه بن سعيدٍ، ومحمّد بن الرّبيع قالا: حدّثنا أبو نعيمٍ قال: سمعت الأعمش قرأ: (الم اللّه لا إله إلّا هو الحيّ القيّام)، ولم يذكر ابن الرّبيع إلّا -القيّام- فقط )
- حدّثنا شعيب بن أيّوب، حدّثنا يحيى، حدّثنا الحسن بن عليٍّ قال: قرأ سليمان (فيضاعفه) بالرّفع والألف، فيوافقه أبو عمرو بن العلاء عليه )
- حدّثنا شعيبٌ، عن يحيى، عن ابن إدريس قال: سمعت الأعمش، (يقرأ (أنعامٌ وحرثٌ حرجٌ)، فقال عبد اللّه بن سعيدٍ القرشيّ: حرجٌ وحجرٌ سواءٌ ). [المصاحف:224-225]
&باب ما كتب الحجّاج بن يوسف في المصحف.
*ماغيره الحجاج في مصحف عثمان.
غير الحجاج أحد عشر حرفاً ، عن عوف بن أبي جميلة، أنّ الحجّاج بن يوسف غيّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفًا قال: كانت في البقرة (لم يتسنّ وانظر) بغير هاءٍ فغيّرها {لم يتسنّه} [البقرة: 259] بالهاء، وكانت في المائدة (شريعةً ومنهاجًا) فغيّرها {شرعةً ومنهاجًا} [المائدة: 48]، وكانت في يونس (هو الّذي ينشركم) فغيّره {يسيّركم} [يونس: 22]، وكانت في يوسف (أنا آتيكم بتأويله) فغيّرها {أنا أنبّئكم بتأويله} [يوسف: 45]، وكانت في المؤمنين ). [المصاحف: 157]
(سيقولون للّه للّه للّه) ثلاثتهنّ، فجعل الأخريين (اللّه اللّه)، وكانت في الشّعراء في قصّة نوحٍ (من المخرجين)، وفي قصّة لوطٍ (من المرجومين) فغيّر قصّة نوحٍ {من المرجومين} [الشعراء: 116] وقصّة لوطٍ {من المخرجين} [الشعراء: 167]، وكانت الزّخرف (نحن قسمنا بينهم معايشهم) فغيّرها {معيشتهم} [الزخرف: 32]، وكانت في الّذين كفروا (من ماءٍ غير ياسنٍ) فغيّرها {من ماءٍ غير آسنٍ} [محمد: 15]، وكانت في الحديد (فالّذين آمنوا منكم واتّقوا لهم أجرٌ كبيرٌ)، فغيّرها {وأنفقوا} [البقرة: 195]، وكانت في إذا الشّمس كوّرت (وما هو على الغيب بظنينٍ) فغيّرها {بضنينٍ} [التكوير: 24] ). [المصاحف: 156-158]. ذكره أبو بكر السجستاني.
*فالخلاصة من هذه المصاحف ، يتمثل في نقاط عدة.
•أن الله تكفل بحفظ هذا القرآن من التحريف ، وخص هذا الحفظ بكتابه ،ووعد من الله لايتخلف ،قال تعالى :( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ).
•من حفظ الله لكتابه جعل الأصل فيه التلقي والمشافهه وحفظ في الصدور ،وهذا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي خصيصة من الله سبحانه لهذه الأمة.
•الأصل في القراءة التوقيف والاقتصار على التلقي والمشافهة ، وعلى المتيسر من وجود حروفه المتعددة للرحمة والتيسير كما في حديث الأحرف السبعة المتواتر، وهو أصل أجمع عليه القراء من الصحابة ومن تبعهم ،فقالوا :( القراءة سنة ماضية يأخذها الآخر عن الأول .
•الأصل في القراءات عدم المراء والتخطئة لبقية الحروف ،لحديث ابن مسعود مما أخرجه البخاري حينما اختلفت عليه القراءة وذهب لرسول الله فعرف في وجهه الكراهية :( فقال لاتختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا ).
•الجمع العثماني ليس جمعاً شخصياً ، بل هو اتفاق تام ، وتكاتف بين الصحابة والقراء منهم ،واجماع منهم على ماكتب وسمع من رسول الله .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 09:39 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

تعديل :
==================
عدد سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه :

أنصاف القرآن :
قسم أهل العلم القرآن إلى ثمانية أنصاف بحسب الإعتبارات الأربع :
1-باعتبار الحروف :
يكون نصفه في النون من قوله: {نُكْراً} في سورة الكهف، والكاف من نصفه الثاني
2-باعتبار الكلمات:
يكون نصفه في الدال من قوله: {وَالْجُلُودُ} في سورة الحج، وقوله تعالى: {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ} من نصفه الثاني.
3-باعتبار الآيات:
يكون نصفه في قوله : {يَأْفِكُونَ} من سورة الشعراء، وقوله تعالى: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ} من نصفه الثاني.
4-باعتبار عدد السور :
يكون نصفه فالأول الحديد، والثاني من المجادلة.

عدد سور القرآن :
أطول وأقصر سورة :
أطول سورة هي البقرة وأقصرها هي الكوثر ، وقد ذكر ذلك الزركشي وغيره .

الاختلاف في عدد السور وأوجه الاختلاف :
اختلفوا على عدده على أقوال :
القول الأول : منهم من عدها مائة وأربع عشرة سورة،مثل المصحف العثماني ، وأولها الناس وآخرها البقرة ، وهذا القول باتفاق أهل الحل والعقد ، وهي التي في تأليف زيد بن ثابت ، وهذا القول الذي رجحه ابن الجوزي والسخاوي وغيرهم ،وذكره الزركشي.
القول الثاني : ومنهم من عدها ثلاثة عشر، وهو قول مجاهد وذكر ذلك الزمخشري .
اختلفوا في هذا على قولين :
الأول : منهم من عد الأنفال والتوبة سورة واحدة ، وهو قول عثمان و أبي روق .
وجه هذا القول : لمشابهة السورتين وعدم البسملة ، فظن عثمان رضي الله عنه أنها من التوبة .
الثاني : ومنهم من عد الأنفال والتوبة سورتين منفصلين ، وهو قول ابن عباس والحسن .
الراجح : هو أنهما سورتين منفصلتين ، فقد رجحه ابن جرير لقول ابن عباس .
قال أبو جعفرٍ: ففي هذا الحديث ظنّ عثمان أنّ الأنفال من براءة وتحقيق ابن عبّاسٍ أنّها ليست منها.
اختلفوا في التسمية بين السورتين على أقوال :
القول الأول : أنها لا توجد تسمية بين السورتين .
وأوجه اسقاطها :
الوجه الأول : أنه هناك تشابه بين السورتين ،فعدوها سورة واحدة فأسقطوا التسمية بينها ، وهو قول عثمان .
ودليل ذلك : في الحديث الذي رواه ابن جرير عن ابن عبّاسٍ، قال: قلنا لعثمان بن عفّان رضي اللّه عنه ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ووضعتهما في السّبع الطّوال ما حملكم على هذا؟ فقال: «كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم تنزل عليه السّور ذوات العدد فإذا نزلت عليه الآية قال اجعلوها في سورة كذا وكذا وكانت الأنفال من أوّل ما نزل بالمدينة وكانت براءة من آخر ما نزل وكانت قصّتها تشبه قصّتها ولم يبيّن لنا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم في ذلك شيئًا فلذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم اللّه الرّحمن الرّحيم».[ والحديث ضعفه الألباني ].
الوجه الثاني : أن الأنفال أمان وأما براءة فنزلت بالسيف ، وهذا قول علي بن أبي طالب .
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج أبو الشيخ، وَابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم. قال: لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان وبراءة نزلت بالسيف)[ وهذا الأثر رواه الحاكم في مستدركه وسكت عنه الذهبي، وراه ابن الأعرابي ، وهو ضعيف الإسناد؛ففيه محمد بن زكريا الذي اتهمه الدارقطني بالوضع ]
الوجه الثالث : نقل عن المبرد وغيره أنه من عادة العرب إذا كان بينهم عهد وانتقض هذا العهد ، فإذا كتبوا كتابا لم يضعوا فيها البسملة ، وذكر ذلك الشوكاني .
الوجه الرابع : أن الصحابة اتفقوا على ترك البسملة عندما حصل الخلاف عليه عند جمع المصحف في عهد عثمان ، فتركت فرجة بين السورتين ، وهو قول خارجة وأبو عصمة وغيرهما.
الوجه الخامس : وهو نسخ أولها، فلما سقطت أولها سقط معها البسملة ، وهو قول مالك .
- روي عن سعيد جبير وابن عجلان أنها كانت تعدل سورة البقرة طولا .
القول الثاني : أنه يوجد تسمية بين السورتين ، ونقل ذلك صاحب الإقناع .
وجه هذا القول : لأن البسملة ثابتة في مصحف ابن مسعود .
وهذا القول لايؤخذ به ؛لاجماع الصحابة على تركها في جمع عثمان للمصحف .
[قال ابن الباذش في الاقناع: أجمعوا على تركها بين الأنفال وبراءة اتباعاً لمصحف عثمان رضي الله عنه المجمع عليه، إلا أنه روي عن يحيى وغيره عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يكتب بينهما التسمية، ويُروى ذلك عن زرّ عن عبد الله، وأنه أثبته في مصحفه، ولا يؤخذ بهذا ]
والصواب هو القول الأول، وهو ما اتفق الصحابة على العمل به، وهو ترك البسملة بين السورتين ، وأن جبريل لم ينزل بالبسملة بين السوريتين ، وقد ذكر ذلك القشيري .

القول الثالث : ومنهم من عدها اثني عشر، وهو في مصحف ابن مسعود ، وذكر ذلك ابن الجوزي والزركشي.
وجه هذا القول : لأنه لم يذكر في مصحف ابن مسعود المعوذتين ، لأنه اشتبه أنها من الرقية .
اختلفوا في المعوذتين على قولين :
الأول : أنه من القرآن ، وهو قول إبراهيم ، وجموع من الصحابة .
الثاني : أنه ليس من القرآن ، وهو قول ابن مسعود .
الرد على هذا القول : هذا القول تراجع عنه ابن مسعود وأخذ بما كتب الكل .
القول الرابع : ومنهم من عدها ستة عشر ، وكان ذلك في مصحف أبي ، وذكره الزركشي .
وجه هذا القول : لأنه وضع فيها دعاء الاستفتاح ودعاء القنوت ، وسماها بسورة الخلع وسورة الحفدة .
الرد على ذلك من وجوه :
الوجه الأول : أن هذا القول وردت آثار عن إبراهيم وعلي وعمر بن الخطاب يرد عليها من أوجه :
- أن منها منسوخ .
- ومنها في صحته مقال .
- ومنها ما هو منسوب إلى أبي .[ الزركشي في "البرهان" (2/37) ]
- وأنها وردت في بعضها أنها قرأت كدعاء بعد الركوع .
الآثار التي وردت :
- أخرج البيهقي من طريق سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير: أن عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع، فقال: "بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى نقمتك، إن عذابك بالكافرين ملحق".[ قراءتها بعد الركوع تدل على أنها دعاء،ولكن قال الألباني في إرواء الغليل : عن عمر وعلى " أنهما كانا يقنتان بعد الركوع ". رواه أحمد والأثرم (ص 107) .لايصح عنهما ،وذكر الألباني علة الرواية هو عنعنة ابن جريج ، وقال الألباني أيضا في إرواء الغليل : روى ابن أبى شيبة (12/42/1) عن حبيب بن أبى ثابت عن عبد الرحمن بن سويد الكاهلى أن علياً قنت فى الفجر بهاتين السورتين: اللهم إنا نستعينك ... اللهم إياك نعبد ...ورجاله ثقات غير الكاهلى هذا فلم أجده.].
]
- أخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة عن أبي بن كعب أنه كان يقنت بالسورتين..، فذكرهما، وأنه كان يكتبهما في مصحفه.[، وهذه الرواية قال عنها الشيخ الألباني في إرواي الغليل أنه محذوف الإسناد لذلك لم يتبين صحتها أو ضعفها ، وهي رواية قال عنها الزركشي في "البرهان" (2/37)أنها منسوبة لأبي بن كعب ]
-وقال ابن الضريس أنا أحمد بن جميل المروزي عن عبد الله بن المبارك أنبأنا الأجلح عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه قال: في مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى ( بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك وفيه اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نخشى عذابك ونرجو رحمتك إن عذابك بالكفار ملحق ).[ منسوبة إلى أبي أيضا ]
- وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أبي إسحاق قال: أمَّنا أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بخراسان فقرأ بهاتين السورتين إنا نستعينك ونستغفرك.[ ذكر عنه الهيثمي في مجمع الزوائد عن أنه مما نسخ ]
الوجه الثاني : أن الزركشي ذكر عدم وجود دليل على موافقتهم .

الصواب : أنه دعاء أضيف للمصحف وليست سورة منه، لعدم ثبوت الأدلة على موافقة الصحابة على ذلك ، ولو ثبتت أنها سورة فهي منسوخة [تكلم عن هذا ورجحه الباقلاني (ت: 403ه)في كتاب الانتصار للقرآن ]
القول الخامس : ومنهم من عدها خمسة عشر ، وهذا القول الذي رجحه السيوطي ، [والقول فيه نظر] .
واختلفوا فيه على صنفين :
الصنف الأول : منهم من ضم الفيل إلى سورة قريش ، واعتبرها سورة واحدة ، وهذا القول ذكره السخاوي نقلا عن جعفر الصادق وأبي نهيك .
ودليله : ما أخرجه الحاكم والطبراني من حديث أم هاني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فضل الله قريشا بسبع)) . . . الحديث وفيه ((وإن الله أنزل فيهم سورة من القرآن)) لم يذكر فيها معهم غيرهم {لإيلاف قريش}.[ حديث صححه الألباني ].
[وجه هذا القول : تعلق سورة قريش بسورة الفيل بسبب دلالة اللام على التعليل في قوله : (لإيلاف) فيدل على تعلقها بما قبلها .
الرد على هذا القول :
أولا : أن اتصال المعنى لا يستلزم اتصال السورة ، فالسورتان جاءت بصياغة مختلفة ، وهذا حاصل ما ذكره ابن جرير .
ثانيا : اجماع المسلمين على أنهما سورتان منفصلتان يثبت فساد القول ، وقد ذكر ذلك ابن جرير .
ثالثا : أن الشنقيطي في أضواء البيان جمع بين القولين القائلين بأن اللام متعلق بما قبلها على اعتبارها للتعليل ، وبين القائلين بأن اللام للتعجب باعتبار تعلقها بما بعدها فذكر فائدته في الامتنان وتعداد النعم
]
الصنف الثاني : ومنهم من ضم سورة الضحى وسورة الشرح ، واعتبرها سورة واحدة ، وهو قول نقله الرزاي عن طاووس وعمر بن عبد العزيز .[ وهناك حديث صحيح رواه أبو حاتم والهيثمي والطبراني في الأوسط والكبير والبيهقي والطحاوي من طريق سعيد بن جبير بن عباس ، والحديث صححه الألباني ]
[وجه هذا القول : باعتبار قوله تعالى : ( ألم نشرح لك ) كالعطف على قوله : ( ألم يجدك يتيما )، وقد ذكر ذلك الألوسي ].
الصواب : أن اتصال السورتين وترابطهما ببعض لا يلزم أن تكون سورة واحدة ، لورود أدلة على الفصل بين السورتين بالبسملة .[ من تفسير الألوسي ]

عدد آيات القرآن :
اتفقوا على عدد واختلفوا فيما زاد عليه :
ما اتفقوا عليه :
- اتفقوا على أن عدد آياته ستة آلاف آية .
ما اختلفوا فيه :
اختلفوا فيما زاد عن الستة آلاف على قسمين :
القسم الاول : لم يزد على العدد .
القسم الثاني : زاد على العدد .
- فمنهم من قال ومائتا آية وأربع آيات، وقيل: وأربع عشرة آية.
- ومنهم من قال مائتان وتسع عشرة آية.
- وقيل: مائتان وخمس وعشرون آية أو ست وعشرون آية.
- وقيل: مائتان وست وثلاثون.

عدد كلمات القرآن :
أول ما أمر بعد كلمات القرآن :
أمر الحجاج بن يوسف القراء بعد كلمات القرآن.
القراء الذين عدوا كلمات القرآن :
الحسن البصري وأبو العالية ونصر بن عاصم وعاصم الجحدري ومالك بن دينار.
العدد الذي اتفق عليه القراء :
اتفقوا على ان عدد كلمات القرآن سبع وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة.

عدد حروف القرآن :
أول من أمر بعد الحروف :
أمر الحجاج بن يوسف القراء .
القراءالذين اختارهم :
الحسن البصري وأبو العالية ونصر بن عاصم وعاصم الجحدري ومالك بن دينار.
عدد حروف القرآن الذي أجمعوا عليه :
أجمعوا على أن عدد حروفه ثلاثمائة ألف وثلاثة وعشرون ألفا وخمسة عشر حرفا.
=====================
ملاحظة : ما وضع باللون الرصاصي بين القوسين هي من التحقيقات الإضافية .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 08:41 AM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

[quote=بدرية صالح;353078]القسم الثامن:
تعديل واضافة بسيطة على الفهرسة :
&معارضة جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان.
*الأحاديث والآثار الواردة على ذلك.
-حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كما في صحيح البخاري :(قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.
-وروى أبو هريرة وفاطمة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم أن جبريل كان يعارضه القرآن). [صحيح البخاري:كتاب بدء الخلق )
-حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :(وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعارض بالقرآن في رمضان، وإني قد عرضته عليه في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن، وقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة" ). [فضائل القران](م)
-أثر عامر بن شراحيل الشعبي رحمه الله قال: «كان الله تعالى ينزل القرآن السنة كلها، فإذا كان شهر رمضان، عارضه جبريل عليه السلام بالقرآن، فينسخ ما ينسخ، ويثبت ما يثبت ويحكم ما يحكم، وينسئ ما ينسئ»). [فضائل القرآن ).
*الآحاديث والآثار على معارضة جبريل عليه السلام للنبي مرتين في السنة التي قبض بها.
-حديث فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها :( عن أنس , عن عائشة رضي الله عنها, عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(( ‏يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين , ولا أراني إلا أفارق الدنيا‏))"). [فضائل القرآن وتلاوته: 51].
-ومانقله علي بن محمد الخازن ، ماصح من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في كل عام مرة في رمضان وأنه عرضه في العام الذي توفي فيه مرتين.
*أقوال الشراح في حديث ابن عباس في معارضة جبريل لرسول الله القرآن .
• من دلائل وعلامات النبوة وصدقها الأحاديث المتواترة عن معارضة جبريل للنبي الكريم.
•معنى المعارضة مفاعلة من الجانبين ،كل منهما يقرأ على الآخر.
•اختلف في العرضة الأخيرة هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها أو بحرفٍ واحدٍ منها.
•اجمع أهل العلم بأن قراءتنا أحدث القراءات عهدًا بالعرضة الأخيرة ، من حديث سمرة وإسناده حسنٌ، وقد صححه هو ولفظه: (عرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضاتٍ ويقولون إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة). رواه الحاكم.
-شهد زيد بن ثابت العرضة الأخيرة للنبي الكريم ،ونسخ مانسخ وبقي مابقي ، وفيها ألزم أبو بكر زيد بن ثابت بكتابة المصحف لأنه قرأ في هذه السنة على النبي الكريم مرتين. (باب التأويل: 1/10] (م).
&مايقصد بالعرضة الأخيرة ومعنى شهودها.
الأولى : ماعرضه جبريل عليه السلام على النبي الكريم في آخر رمضان شهده .
دليله : ما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (كان يُعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه ) رواه أحمد والبخاري وأبو داوود وابن ماجه والنسائي .
•وبإتفاق العلماء نزل بعد هذه العرضة آيات ، كما ثبت في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،نزول يوم عرفة بحجة الوداع قول الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ).
الثانية : ما نزل بعد رمضان من السنة العاشرة للهجرة ، وهو ماعرضه الصحابي في آخر الأمر على النبي الكريم.
-ودلالة ذلك مفهوم قول ابن عباس رضي الله عنه : ( وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعارض بالقرآن في كل رمضان ، وإنّي عرضت في العام الذي قبض فيه مرتين ، فأنبأني أنّي محسن ) رواه أحمد .
*معارضة الصحابة للقرآن على رسول الله
كان الصحابة رضوان الله عليهم يعارضون النبي ،وكان يصوب لهم ويقر لهم ، وكان يعرض عليهم فيثبتون مايقول ، ومن هؤلاء أُبي بن كعب، وعبد الله ابن مسعود وقد ورد في ذلك آثار منها:
-ما جاء في الصحيحين عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لأبي: «إنَّ الله أمرني أن أقرأ عليك»، قال: آلله سماني لك؟ قال: «الله سماك لي»، قال: فجعل أُبيّ يبكي، وجاء عند أحمد عن أبي بن كعب بلفظٍ قريبٍ منه.
- وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعارَض بالقرآن في كلّ رمضان، وإني عَرضْتُ في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن). رواه الإمام أحمدفي مسنده.
&تلخيص مراحل تدوين القرآن الكريم.
*المرحلة الأولى :
•كان النبي الكريم كلما نزل عليه الوحي تلاه على الحاضرين ،وأملاه على كتبة الوحي ،فكان يكتب في صدور الرجال والرقاع وسعف النخل واللخاف .
•لم يجمعه النبي الكريم في مصحف واحد ،لأن النسخ كان يرد على بعضه ويرفع الشيء بعد الشيء من التلاوة ،فخيف من اختلاط بعضه على بعض ،ولله في ذلك حكمة.
*المرحلة الثانية :
•لما أستحر القتل في القراء ، أمر أبو بكر رضي الله عنه بجمعه على ماسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة أو نقصان.
*المرحلة الثالثة :
•الجمع العثماني ، لما حدثت فتنة الإختلاف في القرآن ، أمر الخليفة عثمان بجمعه ،و نسخ عدة مصاحف ، ووزعها على الأمصار ، وأحرق ماعداها ،واجتمعت الأمة على مصحف واحد .
*لماذا خص عثمان رضي الله عنه الجمع في رمضان من بين الشهور .
خص ذلك لأن ابتداء الإيحاء كان فيه ولهذا يستحب دراسة القرآن وتكراره فيه ، وكثر اجتهاد الأئمة في تلاوة القرآن في هذا الشهر الفضيل ، لمكانته وفضله
فيتبين من هذا السعي على جمعه :
-سعي الصحابة لجمعه لأجل وضعه في موضع واحد لا لترتيبه ، فالقرآن الذي في مصاحفنا هو ماكان في اللوح المحفوظ ،ونزل على النبي الكريم.
-قال الحاكم في مستدركه: جمع القرآن ثلاث مرات ؛بحضرة رسول الله ، ثم روي عن زيد بن ثابت ،قال: (كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع) صحيح على شرط الشيخين .التحبير في علم التفسير:371-377](م) للسيوطي .
*موقف الصحابي عبدالله بن مسعود من الجمع العثماني .
• كره عبدالله بن مسعود أن يولى زيد بن ثابت بنسخ المصاحف ، وحجته لذلك أنه الأسبق للإسلام منه .
•قال ابن شهاب: أن عبد الله بن مسعود، كره أن يولى زيد بن ثابت نسخ المصاحف فقال:يا معشر المسلمين، أأعزل عن نسخ كتاب الله، ويتولاه رجل، والله لقد أسلمت، وإنه لفي صلب رجل كافر؟ , يعني : زيدا.
•وقال ابن مسعود: «يا أهل العراق، أو يا أهل الكوفة، اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها، فإن الله عز وجل يقول:{ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}». فألقوا إليه المصاحف.
قال: قال ابن شهاب: فبلغني أنه كره ذلك من قول ابن مسعود رجال من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم). [فضائل القرآن : ](م) للهروي
&في آداب تلاوة القرآن الكريم.
*كيفية قراءته.
•القرآن الذي في مصاحفنا هو قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم في العرضة الأخيرة ،وماكتب في المصاحف عند الجمع العثماني.
•قرأ الصحابة رضوان الله عليهم ،قراءة الرسول الكريم لآخر عرضة عليه من جبريل عليه السلام.
•هذه القراءة تؤخذ من أهل الإتقان الجامعين مابين الصدق والأمانة والدراية والرواية. البرهان في علوم القرآن:1/235-237](م)
*ترتيب الآي والسور.
-أنزل القرآن من اللوح المحفوظ جملة واحدة ، ثم متفرقاً حسب المصالح ، ثم أثبت بالمصاحف حسب ترتيبه باللوح المحفوظ لقراءة النبي الكريم.
-ابتدأت المصاحف بالفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران على الترتيب إلى سورة الناس، وهو عند الله باللوح على هذا الترتيب.
-اجتهد الخليفة عثمان بترتيب سورتي الأنفال والتوبة ،لحديث ابن عباس قلت لعثمان: (ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين قفرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم. .......) رواه البيهقي.
&مصاحف الصحابة.
*مصحف أبو بكر.
حينما استحر القتل بالقراء في موقعة اليمامة ، أُشير على الخليفة أبو بكر بجمع القرآن خوفاً عليه من الضياع ، فجمعه في قراطيس ومكثت عنده إلى أن توفي رضي الله عنه ، ثم عند عمر إلى أن توفي ، ثم عند حفصة فطلبها عثمان منها ثم ردّت إليها ،فلم تزل عندها حتى أرسل مروان فأخذها فحرقها"جمال القراء:1/87-88](م)للسخاوي.
*الآثار عن مصير مصحف أبي بكر رضي الله عنه.
•على أقوال بالحرق أو التمزيق.
•مارواه ابن أبي داوود ،بعد وفاة أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أرسل مروان إلى ابن عمر رضي الله عنه فأخذ منه المصحف وحرّقه .
•وفي رواية الزهري أنه أمر بالصحف فشققت ومزقت ، وقال : إنّما فعلت هذا لأن ما فيها قد كتب وحفظ بالمصحف ، فخشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذا المصحف مرتاب ، أو يقول قد كان شيء منها لم يُكتب ) .
*مصحف أبيّ بن كعب رضي الله عنه.
عند الجمع العثماني ، طلب الخليفة عثمان المصحف من أبي بن كعب فرفض ،فأرسل إليه عمر. فاقتنع وأرسله إليه ، ومايثبت ذلك حديث عن بسر بن سعيد، عن محمد بن أبي بن كعب، أن ناسا من أهل العراق قدموا إليه، فقالوا: إنا قدمنا إليك من العراق، فأخرج إلينا مصحف أبي؟ .فقال محمد:قد قبضه عثمان. فقالوا: سبحان الله أخرجه إلينا. فقال: قد قبضه عثمان رضي الله عنه.)فضائل القرآن للهروي
*مصحف عائشة رضي الله عنها.
لقد ثبت أن لعائشة رضي الله عنها مصحفاً تقرأ منه لحديث : عن ابن جريج قال: أخبرني يوسف بن ماهك قال: إني لعند عائشة أم المؤمنين إذ جاءها عراقي , فقال: أي أم المؤمنين , أرني مصحفك ؟. قالت: لم؟.
قال: أريد أن أؤلف عليه القرآن , فإنا نقرؤه عندنا غير مؤلف.
قالت: ويحك , وما يضرك أيته قرأت قبل, إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس للإسلام, نزل الحلال والحرام, ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر, لقالوا لا ندع شرب الخمر. ولو نزل أول شيء: لا تزنوا , لقالوا: لا ندع الزنا .
وإنه أنزلت: {والساعة أدهى}, وأمر بمكة , وإني جارية ألعب على محمد .
وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده.
قال: فأخرجت إليه المصحف , فأملت عليه آي السور) ). [فضائل القرآن للنَّسائي: وذكره البيهقي في دلائل النبوة.
&باب اختلاف مصاحف الصّحابة.
-ماخالف مصحفنا خطاً أو زيادة أو نقصان.
*مصحف عمر رضي الله عنه.

-قراءة عمر رضي الله عنه لقوله :(صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضّالّين)،لحديث عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، وعلقمة أنّهما صلّيا خلف عمر فقرأ بهذا.
-وقراءته لقوله تعالى :(الم اللّه لا إله إلّا هو الحيّ القيّام) ،لحديث يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطبٍ، عن أبيه أن عمر كان يقرؤها كذلك. المصاحف للسجستاني.
*مصحف عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه.
عن عطاء بن السّائب، عن أبي عبد الرّحمن، عن عليٍّ أنّه قرأ (آمن الرّسول بما أنزل إليه وآمن المؤمنون). [المصاحف: 164] للسجستاني.
*مصحف أبيّ بن كعبٍ رضي اللّه عنه.
•عن عيسى بن عمر، عن عمرو بن مرّة، عن سعيد بن جبيرٍ (فما استمتعتم به منهنّ إلى أجلٍ مسمًّى)، وقال هذه قراءة أبيّ بن كعبٍ.
•قال أبو بكر السجستاني :(حدّثنا حجّاجٌ، حدّثنا حمّادٌ قال: (قرأت في مصحف أبيٍّ) للّذين يقسمون ( -وقال ابن أبي داود: مصحفنا فيه {يؤلون من نسائهم } ،وماروي كذلك عنهم قال: وجدت في مصحف أبيٍّ (فلا جناح عليه ألّا يطوف بهما).
•وعبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع قال: كانت في قراءة أبيّ بن كعبٍ-فصيام ثلاثة أيّامٍ متتابعاتٍ في كفّارة اليمين. المصاحف:164-166]
*مصحف عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه.
•عن الشّيبانيّ، عن عطاءٍ البزّاز، عن يسير بن عمرٍو، عن عبد اللّه، أنّه قرأ (إنّ اللّه لا يظلم مثقال نملةٍ).
•عن الضّحّاك، عن النّزّال، ابن مسعودٍ، أنّه كان يقرأ (واركعي واسجدي في السّاجدين) .
•عن عطاءٍ قال: (هي في قراءة ابن مسعودٍ (في مواسم الحجّ) ).
•عن الحكم قال: (في قراءة عبد اللّه (بل يداه بسطان) ).
•عن عطاءٍ قال: نزلت (لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلًا من ربّكم في مواسم الحجّ) وفي قراءة ابن مسعودٍ: (في مواسم الحجّ فابتغوا حينئذٍ) .
•عن حسينٍ الجعفيّ قال: (سمعت زائدة، يسأل الأعمش فقال: (في قراءتنا في البقرة مكان) فأزالهما (فوسوس)، وقبل الخمسين من البقرة مكان: (لا يقبل منها شفاعةٌ) لا يؤخذ )، وقوله: (اهبطوا مصر) ليس فيها ألفٌ، ومكان {البقر تشابه علينا} [البقرة: 70] (متشابه).
•وذكر في قراءة عبد اللّه: (إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا والّذين يقيمون الصّلاة)). [المصاحف: 186-166]للسجستاني .
*مصحف عبد اللّه بن عبّاسٍ رضي اللّه عنه.
•عن عبد الملك، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قرأ: (فلا جناح عليه أن لا يطّوّف بهما).
•عن حجّاجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه كان يقرأ: (لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلًا من ربّكم في مواسم الحجّ).
•عن عبيد بن عميرٍ، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ قال: أنزل اللّه عزّ وجلّ: (ليس عليكم جناحٌ أن تبتغوا فضلًا من ربّكم في مواسم الحجّ).
•عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: (وأقيموا الحجّ والعمرة للبيت).
•عن عمرٍو قال: قرأ ابن عبّاسٍ: (وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍّ محدّثٍ).
•وكيعٌ، عن شعبة، عن أبي نوفل بن أبي عقربٍ قال: سمعت ابن عبّاسٍ يقرأ في المغرب: (إذا جاء فتح اللّه والنّصر) ). [المصاحف: 204-187] للسجستاني.
*مصحف عبد اللّه بن الزّبير.
•عن عبيد اللّه بن أبي يزيد قال: سمعت ابن الزّبير يقرأ وهو يخطب: (لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلًا من ربّكم في مواسم الحجّ) .
•وعن سفيان بن عيينة، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد قال: سمعت ابن الزّبير يقرأ: (ليس عليكم جناحٌ أن تبتغوا فضلًا من ربّكم في مواسم الحجّ) .
•عن سفيان، عن عمرٍو قال: سمعت عبد اللّه بن الزّبير يقول: (إنّ صبيانًا هاهنا يقرءون (وحرّم)، وإنّما هي {وحرامٌ} [الأنبياء: 95]، ويقرءون (دارست)، وإنّما هي {درست} [الأنعام: 105]، ويقرءون {حمئةٍ} [الكهف: 86]، وإنّما هي (حاميةٍ) ).
•محمّد بن عقبة، عن أبيه قال: صلّينا خلف ابن الزّبير، فكان يقرأ (صراط من أنعمت عليهم) ). [المصاحف: 207-204].
*مصحف عبد اللّه بن عمرٍو رضي اللّه عنه.
كان لعبدالله بن عمروا مصحف فيه مايخالف قراءتنا لحديث شعيب بن شعيب بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، قال يا أبا بكرٍ: ( ألا أخرج لك مصحف عبد اللّه بن عمرو بن العاص؟ فأخرج حروفًا تخالف حروفنا، فقال: وأخرج رايةً سوداء من ثوبٍ خشنٍ، فيه زرّان وعروةٌ، فقال: هذه راية رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم الّتي كانت مع عمرٍو ) المصاحف:207-208].
*مصحف عائشة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
•عن هشامٍ، عن أبيه قال: (كان مكتوبًا في مصحف عائشة: (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر) ).
•عن زيدٍ، عن أبي يونس مولى عائشة قال: كتبت لعائشة مصحفًا، فقالت: (إذا مررت بآية الصّلاة فلا تكتبها حتّى أمليها عليك قال: فأملتها عليّ: (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر) ).
•عن عبد الملك بن عبد الرّحمن، عن أمّه أمّ حميدة بنت عبد الرّحمن،أنّها سألت عائشة رضي اللّه عنها عن قول اللّه تعالى: {الصّلاة الوسطى} [البقرة: 238]، فقالت: (كنّا نقرؤها على الحرف الأوّل على عهد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا للّه قانتين) .
•عن ابن جريجٍ قال: أخبرني ابن أبي حميدٍ قال: أخبرتني حميدة قالت: أوصت لنا عائشة رضي اللّه عنها بمتاعها، فكان في مصحفها: (إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ والّذين يصلّون الصّفوف الأول) ). [المصاحف: 211-208] للسجستاني .
*مصحف حفصة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
-تعددت الروايات بقراءة هذه الآية :
•عن عبد اللّه بن يزيد الأزديّ قال ابن أبي داود: وبعضهم يقول الأوديّ عن سالم بن عبد اللّه، أنّ حفصة أمرت إنسانًا أن يكتب لها مصحفًا، وقالت: (إذا بلغت هذه الآية {حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى} [البقرة: 238] فآذنّي، فلمّا بلغ آذنها، فقالت: اكتبوا (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر) ).
•عن زيد بن أسلم، عن عمرو بن رافعٍ، أنّه قال: كنت أكتب مصحفًا لحفصة أمّ المؤمنين، فقالت: (إذا بلغت هذه الآية فآذنّي {حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى} [البقرة: 238] قال: فلمّا بلغتها آذنتها، فأملت: (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا للّه قانتين) ).
•عن أبي سلمة قال: أخبرني عمرو بن نافعٍ، مولى عمر بن الخطّاب قال: (مكتوبٌ في مصحف حفصة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر)، فلقيت أبيّ بن كعبٍ، أو زيد بن ثابتٍ، فقلت: يا أبا المنذر، قالت كذا وكذا، فقال: هو كما قالت، أو ليس أشغل ما نكون عند صلاة الظّهر في عملنا ونواضحنا) ).[المصاحف: 216-211]
*مصحف أمّ سلمة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
•عن عبد اللّه بن رافعٍ، مولى أمّ سلمة، أنّها قالت له: " اكتب لي مصحفًا، فإذا بلغت هذه الآية فأخبرني {حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى} [البقرة: 238] قال: فلمّا بلغتها آذنتها فقالت: اكتب (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر). المصاحف:216-219].
&مصاحف التابعين.
مصحف عطاء بن أبي رباحٍ مولى حبيبة بنت أبي نخراه الفهريّة.
قال أبو بكر السجستاني : حدّثنا عليّ بن القاسم الكنديّ، عن طلحة، عن عطاءٍ أنّه قرأ: (يخوّفكم أولياءه).
مصحف عكرمة مولى ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنه.
قال أبوبكر السجستاني : عن عمران بن حديرٍ، عن عكرمة أنّه كان يقرؤها: (وعلى الّذين يطوّقونه)
وقال - حدّثنا محمّد بن إسماعيل، وعليّ بن حربٍ قالا: حدّثنا ابن الفضل، عن عاصمٍ الأحوال، عن عكرمة أنّه كان يقرأ هذا الحرف: (قتلٌ فيه). [المصاحف: 220]
مصحف مجاهدٍ أبي الحجّاج، وهو ابن جبرٍ مولى بني مخزومٍ.
قال أبوبكر السجستاني :عن حميدٍ، عن مجاهدٍ، أنّه كان يقرأ: (فلا جناح عليه ألّا يطّوّف بهما). [المصاحف: 221]
مصحف سعيد بن جبيرٍ.
قال أبوبكر السجستاني : عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، أنّه قرأ: (وعلى الّذين يطوّقونه).
وقال :حدّثنا أبو الصّهباء قال: سمعت سعيد بن جبيرٍ، يقرؤها: (فإذا هي تلقم ما يأفكون). [المصاحف:221-222]
مصحف الأسود بن يزيد وعلقمة بن قيسٍ النّخعيّين.
قال أبوبكر السجستاني : عن شيبان، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: كان علقمة، والأسود يقرآنها (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضّالّين). ) .[المصاحف: 222]
مصحف محمّد بن أبي موسى شاميّ.
قال أبوبكر السجستاني : عن الثّوريّ، عن داود بن أبي هند، عن محمّد بن أبي موسى: (ولكنّ الّذين كفروا يفترون على اللّه الكذب وأكثرهم لا يفقهون).)[المصاحف: 223]
مصحف حطّان بن عبد اللّه الرّقاشيّ بصريّ.
قال أبوبكر السجستاني : عن أبي هارون الغنويّ قال: ( كان حطّان بن عبد اللّه يحلف عليها: (وما محمّدٌ إلّا رسولٌ قد خلت من قبله رسلٌ) ).[المصاحف: 223]
مصحف صالح بن كيسان مدينيّ.
قال أبوبكر السجستاني : حدّثنا أبو عمر بن خلّادٍ، حدّثنا ابن عيينة يقول: (قرأ صالح بن كيسانٍ: (وجاءهم البيّنات)، {وجاءتهم البيّنات}، فقال: جماع المذكّر والمؤنّث سواءٌ، وقال: (يكاد) و {تكاد السّموات} ).)[المصاحف: 224]
مصحف طلحة بن مصرّفٍ الأياميّ وبنو أيامٍ من همدان كوفيّ.
•مصحف سليمان بن مهران الأعمش.

قال أبوبكر السجستاني : حدّثنا عبد اللّه بن سعيدٍ، ومحمّد بن الرّبيع قالا: حدّثنا أبو نعيمٍ قال: سمعت الأعمش قرأ: (الم اللّه لا إله إلّا هو الحيّ القيّام)، ولم يذكر ابن الرّبيع إلّا -القيّام- فقط )
- حدّثنا شعيب بن أيّوب، حدّثنا يحيى، حدّثنا الحسن بن عليٍّ قال: قرأ سليمان (فيضاعفه) بالرّفع والألف، فيوافقه أبو عمرو بن العلاء عليه )
- حدّثنا شعيبٌ، عن يحيى، عن ابن إدريس قال: سمعت الأعمش، (يقرأ (أنعامٌ وحرثٌ حرجٌ)، فقال عبد اللّه بن سعيدٍ القرشيّ: حرجٌ وحجرٌ سواءٌ ). [المصاحف:224-225]
&باب ما كتب الحجّاج بن يوسف في المصحف.
*ماغيره الحجاج في مصحف عثمان.
غير الحجاج أحد عشر حرفاً ، عن عوف بن أبي جميلة، أنّ الحجّاج بن يوسف غيّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفًا قال: كانت في البقرة (لم يتسنّ وانظر) بغير هاءٍ فغيّرها {لم يتسنّه} [البقرة: 259] بالهاء، وكانت في المائدة (شريعةً ومنهاجًا) فغيّرها {شرعةً ومنهاجًا} [المائدة: 48]، وكانت في يونس (هو الّذي ينشركم) فغيّره {يسيّركم} [يونس: 22]، وكانت في يوسف (أنا آتيكم بتأويله) فغيّرها {أنا أنبّئكم بتأويله} [يوسف: 45]، وكانت في المؤمنين ). [المصاحف: 157]
(سيقولون للّه للّه للّه) ثلاثتهنّ، فجعل الأخريين (اللّه اللّه)، وكانت في الشّعراء في قصّة نوحٍ (من المخرجين)، وفي قصّة لوطٍ (من المرجومين) فغيّر قصّة نوحٍ {من المرجومين} [الشعراء: 116] وقصّة لوطٍ {من المخرجين} [الشعراء: 167]، وكانت الزّخرف (نحن قسمنا بينهم معايشهم) فغيّرها {معيشتهم} [الزخرف: 32]، وكانت في الّذين كفروا (من ماءٍ غير ياسنٍ) فغيّرها {من ماءٍ غير آسنٍ} [محمد: 15]، وكانت في الحديد (فالّذين آمنوا منكم واتّقوا لهم أجرٌ كبيرٌ)، فغيّرها {وأنفقوا} [البقرة: 195]، وكانت في إذا الشّمس كوّرت (وما هو على الغيب بظنينٍ) فغيّرها {بضنينٍ} [التكوير: 24] ). [المصاحف: 156-158]. ذكره أبو بكر السجستاني.
*فالخلاصة من هذه المصاحف ، يتمثل في نقاط عدة.
•أن الله تكفل بحفظ هذا القرآن من التحريف ، وخص هذا الحفظ بكتابه ،ووعد من الله لايتخلف ،قال تعالى :( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ).
•من حفظ الله لكتابه جعل الأصل فيه التلقي والمشافهه وحفظ في الصدور ،وهذا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي خصيصة من الله سبحانه لهذه الأمة.
•الأصل في القراءة التوقيف والاقتصار على التلقي والمشافهة ، وعلى المتيسر من وجود حروفه المتعددة للرحمة والتيسير كما في حديث الأحرف السبعة المتواتر، وهو أصل أجمع عليه القراء من الصحابة ومن تبعهم ،فقالوا :( القراءة سنة ماضية يأخذها الآخر عن الأول .
•الأصل في القراءات عدم المراء والتخطئة لبقية الحروف ،لحديث ابن مسعود مما أخرجه البخاري حينما اختلفت عليه القراءة وذهب لرسول الله فعرف في وجهه الكراهية :( فقال لاتختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا ).
•الجمع العثماني ليس جمعاً شخصياً ، بل هو اتفاق تام ، وتكاتف بين الصحابة والقراء منهم ،واجماع منهم على ماكتب وسمع من رسول الله .
•ولا تلازم بين صحّة إسناد بعض الأحرف عن بعض الصحابة وبين كتابتها في مصاحفهم؛ إذ لم تكن الكتابة فرضاً على آحادهم، وقد أخطأ مَنْ عدّ ما روي من الأحرف عن بعض الصحابة مما كُتب في مصاحفهم مطلقاً.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 05:24 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

بِسْم الله الرحمن الرحيم
فهرسة مسائل الجمع النبوي
كتابة المصحف
-معنى المصحف :
في المصحف ثلاث لغات ضم الميم وكسرها وفتحها؛ فالضم والكسر مشهورتان والفتح ذكرها أبو جعفر النحاس وغيره.).
الأمر بكتابة القران :
عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي سعيدٍ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا تكتبوا عنّي شيئًا سوى القرآن فمن كتب عنّي شيئًا سوى القرآن فليمحه» .
كيفية الكتابة في العهد النبوي :
بعد نزول الوحي كان يدعو النبي صلى الله عليه وسلم كاتبا من كتاب الوحي ثم يملي عليه مانزل من الآيات ويكتبها .
عن البراء قال لما نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله قال النبي صلى الله عليه وسلم ادع لي زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف أو الكتف والدواة؛ ثم قال اكتب: {لا يستوي القاعدون}.
أدوات كتابة المصاحف :
اللوح والداواة والكتف .
حكم الكتابة في النعال:
عن ابن طاوسٍ، عن أبيه قال: «كان يكره أن يكتب، أو يكتب في النّعل» .
نزول الوحي وكتابه: :
الحكمة من نزول القران منجما :
قال الطيبي: أنزل القرآن أولاً جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزل متفرقاً على حسب المصالح، ثم أثبت في المصاحف على التأليف والنظم المثبت في اللوح المحفوظ.
اختيار رمضان لمعارضة القران :
اختار الله سبحانه وتعالى أن يكون رمضان هو شهر القران فأنزل فيه القران جملة واحدة الى السماء الدنيا وأمر جِبْرِيل بعد ذلك بأن ينزل لمعارضة النبي صلى الله عليه وسلم بالقران كل سنة في رمضان مرة وعارضه به في السنة الاخيرتين عريضتين .
آثار معارضة القران على النبي صلى الله عليه وسلم :
كان صلى الله عليه وسلم بعد معارضة جِبْرِيل له بالقران في رمضان كالريح المرسلة في إنفاقه وهذا من آثار قراءة القران وتدبره وبركته .
وفيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل عليه السلام كان يلقاه كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة.
المقصد من معارضة القران مرتين في العرضة الاخيرة :
هو إثبات ماجاء في القران وتمكينه ودل أيضا على قرب دنو أجل النبي صلى الله عليه وسلم .
وفيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض).
المشتهرون بكتابة الوحي :
زيد بن ثابت و أبي بن كعب وهو أول من كتب له بالمدينة ، وأول من كتب له بمكة من قريش عبد الله بن سعد بن أبي سرح ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام يوم الفتح ، وممن كتب له في الجملة الخلفاء الأربعة والزبير بن العوام وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص بن أمية وحنظلة بن الربيع الأسدي ومعيقيب بن أبي فاطمة وعبد الله بن الأرقم الزهري وشرحبيل بن حسنة وعبد الله بن رواحة في آخرين ، وروى أحمد وأصحاب السنن الثلاثة وصححه ابن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن عباس عن عثمان بن عفان قال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يأتي عليه الزمان ينزل عليه من السور ذوات العدد ، فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول : ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا " الحديث .
المراد من أمره عليه الصلاة والسلام بأخذ القران عن حُذيفة :
قيل ليس في هذا دليلٌ على حفظه إيّاه كلّه، ولكن فيه دليلٌ على أمانته.
جمع القران
-مراحل جمع القران:
1- جمع بعضه بحضرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،لكن لم يجمع في مصحف واحد وكان مكتوبا في الرقاع والأكتاف وغير ذلك .
2- ثم جمع بحضرة أبي بكر الصديق في مصحف واحد وترك للمسلمين حرية القراءة بما يحفظونه من الأحرف السبعة فكان بذلك هو أول جامع للقران في مصحف واحد .
3- والجمع الثالث وهو ترتيب السور كان بحضرة عثمان وفيه
حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد على اختيار وقع بينه وبين من شهده من المهاجرين والأنصار لما خشي الفتنة عند اختلاف أهل العراق والشام في حروف القراءات والقرآن .
-أنواع جمع القران :
1- تأليف السور كتقديم السبع الطوال، وتعقيبها بالمئين، فهذا الضرب هو الذي تولاه الصحابة رضوان الله عليهم.
وأما الجمع الآخر: فضم الآي بعضها إلى بعض، وتعقيب القصة بالقصة، فذلك شيء تولاه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما أخبر به جبريل عن أمر ربه عز وجل. .
الحكمة من عدم جمع القران في العهد النبوي :
لما كان يتوقع من زيادته ونسخ بعض المتلو ولم يزل ذلك التوقع إلى وفاته صلى الله عليه وسلم، فلما أمن أبو بكر وسائر أصحابه ذلك التوقع واقتضت المصلحة جمعه فعلوه رضي الله عنهم.ولأن الله تعالى كان قد أمنه من النسيان بقوله: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ} أن يرفع حكمه بالنسخ، فحين وقع الخوف من نسيان الخلق حدث ما لم يكن، فأحدث بضبطه ما لم يحتج إليه قبل ذلك.
من جمع القران من الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
عن قتادة، عن أنسٍ، قال: «جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أربعةٌ أبيّ بن كعبٍ، وزيد بن ثابتٍ، وأبو زيدٍ، ومعاذ بن جبلٍ» قال قتادة: قلت لأنسٍ من أبو زيدٍ؟ قال: أحد عمومتي.
قال أبو جعفرٍ: وهؤلاء الأربعة من الأنصار هم الّذين كانوا يقرءون وأبو زيدٍ سعد بن عبيدٍ من بني عمرو بن عوفٍ من الأنصار
وقال الشّعبيّ: "وأبو الدّرداء حفظ القرآن على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ومجمّع بن جارية بقيت عليه سورتان أو ثلاثٌ، قال: ولم يحفظ القرآن أحدٌ من الخلفاء إلّا عثمان، وسالمٌ مولى أبي حذيفة بقي عليه منه شيءٌ» .
وحفظ كثير منهم بعضا من أجزائه وسوره وكان عددهم كبيرا ومن هؤلاء أمهات المؤمنين رضي الله عنهم .
-أكثر الناس أجرا في جمع القران:
السابق إلى جمع الجملة هو الصديق لذلك كان أكثر الناس أجرا في القران .
روى عن علي أنه قال: "رحم الله أبا بكر هو أول من جمع بين اللوحين" ولم يحتج الصحابة في أيام أبي بكر وعمر إلى جمعه على وجه ما جمعه عثمان؛ لأنه لم يحدث في أيامهما من الخلاف فيه ما حدث في زمن عثمان، ولقد وفق لأمر عظيم ورفع الاختلاف وجمع الكلمة وأراح الأمة.
-سبب تقديم أبي بكر لزيد بن ثابت لجمع القران :
لأن زيد بن ثابتٍ قدّم لأشياء لم تجتمع لغيره؛ منها أنّه كان يكتب الوحي لرسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، ومنها أنّه كان يحفظ القرآن في عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، ومنها أنّ قراءته كانت على آخر عرضةٍ عرضها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على جبريل عليه السّلام .
كما قال أبو جعفر الطبري .
-مآل المصاحف المنسوخة في عهد أبي بكر :
كانت عنده ولم تفارق الصديق في حياته ولا عمر أيامه، ثم كانت عند حفصة لا تمكن منها، ولما احتيج إلى جمع الناس على قراءة واحدة وقع الاختيار عليها في أيام عثمان، فأخذ ذلك الإمام ونسخ في المصاحف التي بعث بها إلى الكوفة.
كيفية قراءة الناس للقران بعد جمع أبي بكر :
كان الناس متروكين على قراءة ما يحفظون من قراءتهم المختلفة حتى خيف الفساد، فجمعوا على القراءة التي نحن عليها.
-المراد من حث النبي صلى الله عليه وسلم باتباع قراءة ابن مسعود:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((من أراد أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل فليقرأه بقراءة ابن أمّ عبدٍ))
التّأويل عند أهل العلم منهم الحسين بن عليٍّ الجعفيّ؛ أنّ عبد اللّه بن مسعودٍ كان يرتّل القرآن فحضّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على ترتيلٍ مثل ترتيله لا غير،والدليل على ذلك الحديث: أنّه سئل عن طسم، فقال: لا أحفظها سل خبّابًا عنها.
الدليل على موافقة قراءة ابن مسعود للمصحف الامام:
الصّحيح أن مصحف عبد الله بن مسعود موافقٌ للمصحف العثماني ؛ والدليل على ذلك أنّ أبا بكر بن عيّاشٍ قال: قرأت على عاصمٍ وقرأ عاصمٌ على زرٍّ وقرأ زرٌّ على عبد اللّه. كما ذكر النحاس .
الحكمة في توحيد عثمان المسلمين على مصحف واحد :
هذا من فضائله وعلمه، فإنه أصلح ولم الشعث، وكان ذلك واجبا عليه ولو تركه لعصى لما فيه من التضييع وحاشاه من ذلك .
-عدد المصاحف التي نسخها عثمان رضي الله عنه :
قال الإمام أبو عمرو الداني: (أكثر العلماء على أن عثمان كتب أربع نسخ).
وقال أبو حاتم السجستاني: (كتب عثمان سبعة مصاحف.
الأمصار التي بعث إليها عثمان بالمصاحف المنسوخة :
مكة والشام واليمن والبحرين والبصرة والكوفة وأكثر العلماء على أنها البصرة والكوفة والشام كما قال أبو عمرو الداني .
اختلفوا في عدد المصاحف التي بعث بها عثمان؛ فقال الإمام أبو عمرو الداني: (أكثر العلماء على أن عثمان كتب أربع نسخ: فبعث إلى البصرة إحداهن وإلى الكوفة أخرى وإلى الشام أخرى وحبس عنده أخرى).
وقال أبو حاتم السجستاني: (كتب عثمان سبعة مصاحف:
بعث واحدا إلى مكة وآخر إلى الشام وآخر إلى اليمن وآخر إلى البحرين وآخر إلى البصرة وآخر إلى الكوفة وحبس بالمدينة واحدا).
حرق عثمان رضي الله عنه للمصاحف :
هذا الأمر غير ثابت، ولو ثبت لوجب حمله على أنه أحرق مصاحف قد أودعت ما لا يحل قراءته، وفي الجملة إنه إمام عدل غير معاند ولا طاعن في التنزيل ولم يحرق إلا ما يجب إحراقه؛ ولهذا لم ينكر عليه أحد ذلك بل رضوه وعدوه من مناقبه، حتى قال علي: "لو وليت ما ولى عثمان لعملت بالمصاحف ما عمل".
-تأليف القران
معنى تأليف القران :
هو جمع الآيات المتفرقة في سورها وجمعها فيها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم
ثم كانت مثبتة في الصدور مكتوبة في الرقاع واللخاف والعسب، فجمعها منها في صحف بإشارة أبي بكر وعمر، ثم نسخ ما جمعه في الصحف في مصاحف بإشارة عثمان بن عفان على ما رسم المصطفى صلى الله عليه وسلم.
زمن تأليف القران :
عن زيد بن ثابت، قال: (كنا حول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نؤلف القرآن، إذ قال:((طوبى للشام))، فقيل له: ولم؟ قال: ((لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه)). وفِي هذا الحديث دلالة على ان القران كان يؤلف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
المراد بتأليف القران في حديث ابن زيد :
هذا يشبه أن يكون المراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها وجمعها فيها بإشارة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ماكان يؤلف فيه القران :
كان يؤلف القرآن في الرقاع.
أسباب إعادة تأليف القران زمن عثمان :
1-جمع المسلمين على حرف واحد خوفا من الفتنة فلهذا أعاد عثمان رضي الله عنه جمع القران مرة أخرى ، وهذا من أصح ما قيل فيه لما روي عن زيد بن ثابت
ومما يدل على ذلك حفظ زيد للقران فلا معنى لإعادة جمعه إلا على هذا وما أشبهه
2-وقيل أن زيدا أعاد جمعه مع حفظه له لتقوم حجته عند أمير المؤمنين عثمان وأنه لم يستبد رأيه .
-ترتيب السور والآيات
حكم ترتيب الآيات :
ترتيب الآيات توقيفي من الله عز وجل ولا يجوز الاجتهاد في ذلك .
الدليل على أن ترتيب الآيات توقيفي:
مارواه ابن زيد، عن أبيه زيد بن ثابت، قال: فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها:{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}, قال: فالتمستها فوجدتها مع خزيمة، أو أبي خزيمة، فألحقتها في سورتها)
عن ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول: (إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعون من قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم).
حكم ترتيب السور في القران :
1- جمهور العلماء على أنه اجتهاد من الصحابة ، منهم مالك والقاضي أبو بكر في قوليه. قال ابن فارس: جمع القرآن على ضربين:
- أحدهما: تأليف السور كتقديم السبع الطوال وتعقيبها بالمئين فهذا هو الذي تولته الصحابة.
- وأما الجمع الآخر: وهو جمع الآيات في السور فهو توقيفي، تولاه النبي صلى الله عليه وسلم كما أخبر به جبريل عن أمر ربه.
عن ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول: (إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعون من قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم).
أدلة القائلين بأن ترتيب السور توقيفي :
عن ابن عباس، قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتموها في السبع الطول؟ ما حملكم على ذلك؟ .فقال عثمان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يأتي عليه الزمان، وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول: ((ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا)).
ماروي عن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ذكر البقرة وآل عمران وسائر السّور وأنّه كان يقرأ في صلاة كذا بكذا وأنّه قرأ في ركعةٍ بالبقرة وآل عمران وأنّه قال صلّى الله عليه وسلّم ((تأتيان يوم القيامة كأنّهما غمامتان أو غيايتان)).
2-وصحّ أنّ أربعةً من أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كانوا يحفظون القرآن في وقته ولا يجوز أن يحفظوا ما ليس مؤلّفًا .
3-وكذلك ما روي عن قتادة، عن أبي بكرٍ الهذليّ، عن أبي رافعٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((أعطيت السّبع مكان التّوراة وأعطيت المئين مكان الزّبور وأعطيت المثاني مكان الإنجيل وفضّلت بالمفصّل))
4- لحفظ الله لهذا التأليف للقران وعدم تمكين الملحدين من تغييره وتحريفه فدل هذا على أنه من عند الله .
5-إعجاز هذا التأليف وعدم القدرة على تغييره .
ومال ابن عطية إلى: أن كثيرا من السور كان قد علم ترتيبها في حياته صلى الله عليه وسلم كالسبع الطوال والحواميم والمفصل، وإن ما سوى ذلك يمكن أن يكون قد فوض الأمر فيه إلى الأمة بعده.
وقال أبو جعفر بن الزبير: الآثار تشهد بأكثر مما نص عليه ابن عطية، ويبقى منها قليل يمكن أن يجري فيه الخلاف كقوله: ((اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران)) رواه مسلم
فائدة البسملة في أوائل السور :
في سنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم". وفي رواية: كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل {بسم الله الرحمن الرحيم}، فإذا نزلت علموا أن السورة قد انقضت.
وقال البيهقي في المدخل: كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتبا سوره وآياته على هذا الترتيب إلا الأنفال وبراءة، لحديث عثمان السابق.
.
حكم من حلف على أن يقرأ القران على ترتيبه في المصحف الامام :
لا يسعه إلا أن يقرأ كما حلف .
سبب اقتران الأنفال ببراءة في المصحف الامام دون بسملة :
روي عن ابن عباس أنه قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتموها في السبع الطول؟ ما حملكم على ذلك؟ .فقال عثمان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يأتي عليه الزمان، وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول: ((ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا)) ،وكانت براءة من آخر القرآن نزولا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننتها منها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبين لنا أمرها، قال: فلذلك قرنت بينهما، ولم أجعل بينهما سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتها في السبع الطوال .
القول الراجح في أن الأنفال وبراءة قرينتين :
ذكر الطبري أن ماورد في الحديث الذي ظنّ فيه عثمان أنّ الأنفال من براءة وأن التحقيق ما ذكره ابن عبّاسٍ أنّها ليست منها.
وعن أبي كعب: إنما توهمواأنهما قرينتين، لأنّ في الأنفال ذكر العهود وفي براءة نبذ العهود.
معنى تشابه قصة الانفال ببراءة :
لأن في كليهما ذكر القتال .
وقت نزول الانفال وبراءة:
الأنفال من أول مانزل بالمدينة وبراءة من آخر مانزل .
الدليل على تأخر نزول براءة :
ماروي عن يزيد الفارسيّ، قال: حدّثنا ابن عبّاسٍ، قال: قلنا لعثمان بن عفّان رضي اللّه عنه ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ووضعتهما في السّبع الطّوال ما حملكم على هذا؟ فقال: «كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم تنزل عليه السّور ذوات العدد فإذا نزلت عليه الآية قال اجعلوها في سورة كذا وكذا وكانت الأنفال من أوّل ما نزل بالمدينة وكانت براءة من آخر ما نزل وكانت قصّتها تشبه قصّتها ولم يبيّن لنا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم في ذلك شيئًا فلذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم اللّه الرّحمن الرّحيم»
قال أبو جعفرٍ: لا أعلم خلافًا أنّها من آخر ما نزل بالمدينة.
علة قلة النسخ في براءة :
لأنهامن آخر ما نزل بالمدينة ولذلك قلّ المنسوخ فيها .
أسباب كتابة براءة في المصحف دون بسملة :
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (فإن قلت: هلا صدرت بآية التسمية كما في سائر السور؟ قلت: سأل عن ذلك عبد الله بن عباس عثمان رضي الله عنهما فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزلت عليه السورة أو الآية قال: ((اجعلوها في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا))، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أين نضعها، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فلذلك قرنت بينهما، وكانتا تدعيان القرينتين.
وسئل ابن عيينة رضي الله عنه فقال: اسم الله سلام وأمان، فلا يكتب في النبذ والمحاربة، قال تعالى ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السّلام لست مؤمناً قيل: فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد كتب إلى أهل الحرب: بسم الله الرحمن الرحيم. قال: إنما ذلك ابتداء يدعوهم ولم ينبذ إليهم، ألا تراه يقول والسّلام على من اتّبع الهدى فمن دعي إلى الله عزّ وجلّ فأجاب ودعي إلى الجزية فأجاب فقد اتبع الهدى، وأمّا النبذ فإنما هو البراءة واللعنة، وأهل الحرب لا يسلم عليهم، ولا يقال: لا تفرق ولا تخف، ومترس ولا بأس:هذا أمان كله).
سبب الترخيص في القراءة بالأحرف السبعة :
رخص لهم قراءته على سبعة أحرف توسعة عليهم، ومنه ما نسخ لحكمة اقتضت نسخه، وكل ذلك فيه أخبار ثابتة.
بيان فضل الشام :
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن، إذ قال: ((طوبى للشام))، فقيل له: ولم؟ قال: ((إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم)).

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20 صفر 1440هـ/30-10-2018م, 06:46 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

من جمع القرآن حفظاً من الصحابة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأقوال فيمن جمع القرآن حفظاً من الصحابة:
الأول : جمعه أربعة :
في رواية أنهم :(أبيّ بن كعبٍ، وزيد بن ثابتٍ، وأبو زيدٍ، ومعاذ بن جبلٍ)
عن شبابة، قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: «جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أربعةٌ أبيّ بن كعبٍ، وزيد بن ثابتٍ، وأبو زيدٍ، ومعاذ بن جبلٍ» قال قتادة: قلت لأنسٍ من أبو زيدٍ؟ قال: أحد عمومتي. ذكره النحاس
-وفي رواية ذكر بدل أبي بن كعب أبو الدرداء
قال أنس: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه، وفي رواية: أحد عمومتي.
قال الحافظ البيهقي في "كتاب المدخل": الرواية الأولى أصح،
ثم أسند عن محمّدٍ بن سيرين قال: كان أصحابنا لا يختلفون، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يقرأ القرآن من أصحابه إلاّ أربعةٌ كلّهم من الأنصار: معاذ بن جبلٍ وأبيّ بن كعبٍ وزيدٌ، وأبو زيدٍ).
قال ابن حجر :قال الإسماعيلي هذان الحديثان مختلفان ولا يجوزان في الصحيح مع تباينهما بل الصحيح أحدهما وجزم البيهقي بأن ذكر أبي الدرداء وهمٌ والصواب أبي بن كعبٍ وقال الداودي لا أرى ذكر أبي الدرداء محفوظًا قلت وقد أشار البخاري إلى عدم الترجيح باستواء الطرفين فطريق قتادة على شرطه وقد وافقه عليها ثمامة في إحدى الروايتين عنه وطريق ثابتٍ أيضًا على شرطه وقد وافقه عليها أيضًا ثمامة في الرواية الأخرى لكن مخرج الرواية عن ثابتٍ وثمامة بموافقته.
وقد وقع عن عبد الله بن المثنى وفيه مقالٌ وإن كان عند البخاري مقبولًا لكن لا تعادل روايته رواية قتادة ويرجح رواية قتادة حديث عمر في ذكر أبي بن كعبٍ وهو خاتمة أحاديث الباب ولعل البخاري أشار بإخراجه إلى ذلك لتصريح عمر بترجيحه في القراءة على غيره ويحتمل أن يكون أنسٌ حدث بهذا الحديث في وقتين فذكره مرةً أبي بن كعبٍ ومرةً بدله أبا الدرداء وقد روى بن أبي داود من طريق محمد بن كعبٍ القرظي قال جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسةٌ من الأنصار معاذ بن جبلٍ وعبادة بن الصامت وأبي بن كعبٍ وأبو الدرداء وأبو أيوب الأنصاري وإسناده حسنٌ مع إرساله وهو شاهدٌ جيدٌ لحديث عبد الله بن المثنى في ذكر أبي الدرداء وإن خالفه في العدد والمعدود ومن طريق الشعبي قال جمع القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستةٌ منهم أبو الدرداء ومعاذٌ وأبو زيدٍ وزيد بن ثابتٍ وهؤلاء الأربعة هم الذين ذكروا في رواية عبد الله بن المثنى وإسناده صحيحٌ مع إرساله فلله در البخاري ما أكثر اطلاعه وقد تبين بهذه الرواية المرسلة قوة رواية عبد الله بن المثنى وأن لروايته أصلًا والله أعلم وقال الكرماني لعل السامع كان يعتقد أن هؤلاء الأربعة لم يجمعوا وكان أبو الدرداء ممن جمع فقال أنسٌ ذلك ردا عليه وأتى بصيغة الحصر ادعاءً ومبالغةً ولا يلزم منه النفي عن غيرهم بطريق الحقيقة والله أعلم). [فتح الباري: ]
-واختلف في أبي زيد ، فأنس ذكر أنه أحد عمومته وقد كان بدرياً وتوفي وليس له عقب فقال ؛ ورثناه . روى أبو داوود عن ثمامة عن أنسٍ أن أبا زيدٍ الذي جمع القرآن اسمه قيس بن السكن قال وكان رجلًا منا من بني عدي بن النجار أحد عمومتي ومات ولم يدع عقبا ونحن ورثناه
-وقال أبو جعفرٍ: وأبو زيدٍ سعد بن عبيدٍ من بني عمرو بن عوفٍ من الأنصار
لكن قول أنسٌ نحن ورثناه وقوله أحد عمومتي يرد قول من قال أنه سعد بن عبيد بن النعمان أحد بني عمرو بن عوفٍ لأن أنسًا خزرجي وسعد بن عبيدٍ أوسي وإذا كان كذلك احتمل أن يكون سعد بن عبيدٍ ممن جمع ولم يطلع أنسٌ على ذلك قاله ابن حجر وقال : وقد قال أبو أحمد العسكري لم يجمعه من الأوس غيره وقال محمد بن حبيب في المحبر سعد بن عبيدٍ ونسبه كان أحد من جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ووقع في رواية للشعبي المغايرة بين سعد بن عبيدٍ وبين أبي زيدٍ فإنه ذكرهما جميعًا فدل على أنه غير المراد في حديث أنسٍ ، عن الشّعبيّ، قال: قرؤوا القرآن في عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم أبيٌّ ومعاذٌ وزيدٌ، وأبو زيدٍ، وأبو الدّرداء وسعيد بن عبيدٍ، ولم يقرأه أحدٌ من الخلفاء من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلاّ عثمان، وقرأه مجمّع ابن جارية إلاّ سورةً، أو سورتين)
-كما ورد في رواية بدل زيد بن ثابت سعد
فعن ابن أبي شيبه قال حدثنا ابن إدريس، عن شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أنسًا يقول: قرأه معاذٌ وأبيّ وسعدٌ، وأبو زيدٍ، قال: قلت: من أبو زيدٍ قال أحد عمومتي على عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/499]
-من جمعه (عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب)
عن مسروق قال: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب)).
القول الثاني : جمعه خمسة
وهم (معاذ بن جبلٍ وعبادة بن الصامت وأبي بن كعبٍ وأبو الدرداء وأبو أيوب الأنصاري)
روى بن أبي داود من طريق محمد بن كعبٍ القرظي قال جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسةٌ من الأنصار معاذ بن جبلٍ وعبادة بن الصامت وأبي بن كعبٍ وأبو الدرداء وأبو أيوب الأنصاري وإسناده حسنٌ مع إرساله
القول الثالث : جمعه سته
وهم (أبي بن كعب وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وسعد بن عبيد وأبو زيد.)
عن الشعبي قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر من الأنصار: أبي بن كعب وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وسعد بن عبيد وأبو زيد. ومجمع بن جارية قد أخذه إلا سورتين أو ثلاثا، قال: ولم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم غير عثمان رضي الله عنهم. ذكره أبو شامة
-تأويلات حصر عدد الحفاظ بعدد مع كثرتهم
ذكر القاضي الطيبي وغيره مسوغات وتأويلات هذا الحصر
1- أنه لم يجمعه على جميع الأحرف والقراءات التي نزل بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أولئك .
2-أنه لم يجمع ما نسخ منه وإزيل رسمه مع ما بقي فرض حفظه وتلاوته إلا أولئك.
3- أنه لم يجمعه جميعا حفظاً من في
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أولئك ،وغيرهم أخذ بعضهم من بعض.
4-أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر أمره وانتصب لتلقيه غير تلك الجماعة مع جواز وجود غيرهم لا يعرفهم الراوي
5- أن هؤلاء كتبوه شيئاً فشيئاً حتى تكامل نزوله مع حفظهم له ، وغيرهم حفظوه ولم يكتبوه او كتبوا بعضه.
6- أنه لم يذكر أحد عن نفسه أنه حفظه إلا هؤلاء ، وقد يكون غيرهم لم يظهر ذلك خوفاً من الرياء ، وهؤلاء نطقوا بحفظهم لأنهم أمنوا على أنفسهم أو لرأي اقتضى ذلك عندهم.
7- لا يتصور الإحاطة بعدد من حفظ القرآن لأنهم تفرقوا في الأمصار ولا يمكن حصر العدد إلا بسؤال كل واحد وهذا لا يمكن.
8- إن كان لم يكمل حفظه سوى أربعة ، فقد حفظ جميع اجزاءه مئون لا يحصون ، فليس من شرط التواتر ان يحفظ الكل الكل ، قال النووي :كان محفوظا في صدور الرجال فكان طوائف من الصحابة يحفظونه كله وطوائف يحفظون أبعاضا منه.
9- اضطراب الروايات في العدد وإن خرجت في الصحيحين فليس شيء منها مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم .
10-يحتمل أن مراد أنس لم يجمعه غيرهم أي من الأوس بقرينة المفاخرة التي ذكرت في رواية الطبري التي من طريق سعيد بن أبي عروبه عن قتادة في أول الحديث افتخر الحيان الأوس والخزرج فقال الأوس منا أربعةٌ من اهتز له العرش سعد بن معاذٍ ومن عدلت شهادته شهادة رجلين خزيمة بن ثابتٍ ومن غسلته الملائكة حنظلة بن أبي عامرٍ ومن حمته الدبر عاصم بن ثابتٍ فقال الخزرج منا أربعةٌ جمعوا القرآن لم يجمعه غيرهم فذكرهم ..)
قال القرطبي :وإنما خص أنسٌ الأربعة بالذكر لشدة تعلقه بهم دون غيرهم أو لكونهم كانوا في ذهنه دون غيرهم

11- أما حديث عبدالله بن عمرو ( أنه صلى الله عليه وسلم قال: خذوا القرآن من أربعة ..) فقد ذكر الكرماني : أنه يحتمل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ذلك ليخبرهم بما يكون بعده بأن هؤلاء يبقون حتى ينفردوا بذلك.
ولكن تعقب فوجد أنهم لم ينفردوا بل هناك اضعافهم بعد العصر النبوي ، وسالم مولى أبي حذيفة قتل في وقعة اليمامة ومعاذ في خلافة عمر وأبي وأبن مسعود في خلافة عثمان ، تأخر زيت وانتهت له الرياسة في القراءة.
12-الظاهرأن أمره بالأخذ منهم في ذلك الوقت ، ولا يلزم من ذلك إلا يكون أحد حفظ القرآن .
13-ومما يشهد لكثرة الحفاظ مافي الصحيحين أنه قتل سبعون من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء ، وأيضا كثرة المقتولين يوم مسيلمة باليمامة ، وذلك أول خلافة أبي بكر رضي الله عنه.استدل بذلك القرطبي.
- سمى أبو عبيد القاسم بن سلام في أول كتابه ( كتاب القراءات) أهل القرآن من الصحابة فذكر من المهاجرين أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة وسعدا وابن مسعود وسالما مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعمرو بن العاص وأبا هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن السائب، قارئ مكة.
ومن الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء وزيد بن ثابت ومجمع بن جارية وأنس بن مالك.
ومن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة وأم سلمة.
قال: وبعض ما ذكرنا أكثر في القراءة وأعلى من بعض، وإنما خصصنا بالتسمية كل من وصف بالقراءة، وحكي عنه منها شيء).
14-عد بن أبي داود في كتاب الشريعة من المهاجرين أيضًا تميم بن أوسٍ الداري وعقبة بن عامرٍ ومن الأنصار عبادة بن الصامت ومعاذًا الذي يكنى أبا حليمة ومجمع بن حارثة
15-وذكر الحافظ شمس الدين الذهبي في كتابه القراء ما يبين كثرة عددهم وأن هؤلاء الذين عرضوه على النبي صلى الله عليه وسلم واتصلت بنا أسانيدهم ، أما من جمعه ولم تصلنا أسانيدهم فكثير.

-القراء من الخلفاء
روى الشعبي أنه لم يجمع القرآن من الخلفاء إلا عثمان ،
فرد على الشعبي قوله :بأن عاصم قرأ على أبي عبدالرحمن السلمي عن علي وأبي بن كعب .
-كان أبو بكر رضي الله عنه يؤمهم وقد قال صلى الله عليه وسلم يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله كما أنه صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكرٍ أن يؤم في مكانه لما مرض فيدل على أنه كان أقرأهم .
كذلك أبو بكر بنى له مسجد في بيته وكان يصلي فيه ، وكان مصاحباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا نهارلا . أفلا يكون جامعا للقرآن
-ذكر عن علي رضي الله عنه أنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم لزم بيته وعاهد نفس ألا يخرج إلا لجماعة ليجمع القرآن
فعن أشعث، عن محمّد بن سيرين قال: لمّا توفّي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أقسم عليٌّ أن لا يرتدي برداءٍ إلّا لجمعةٍ حتّى يجمع القرآن في مصحفٍ ففعل فأرسل إليه أبو بكرٍ بعد أيّامٍ أكرهت إمارتي يا أبا الحسن؟ قال: (لا واللّه إلّا أنّي أقسمت أن لا أرتدي برداءٍ إلّا لجمعةٍ فبايعه ثمّ رجع) قال أبو بكرٍ: (لم يذكر المصحف أحدٌ إلّا أشعث وهو ليّن الحديث وإنّما رووا حتّى أجمع القرآن) يعني: أتمّ حفظه فإنّه يقال للّذي يحفظ القرآن قد جمع القرآن). [المصاحف:60-59]
-ذكر الذهبي الذين عرضوا على النبي صلى الله عليه وسلم قال وهم سبعة وذكر عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب.
-من ذكر أنه جمع القرآن كله أو بعضه
-ابن مسعود رضي الله عنه
روى البخاري في صحيحه عن شقيق بن سلمة، قال: خطبنا عبد الله بن مسعودٍ فقال: «والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعًا وسبعين سورةً، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم»، قال شقيقٌ: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك). رواه البخاري
زاد عاصمٌ عن بدرٍ عن عبد الله وأخذت بقية القرآن عن أصحابه .

-ابن عمر رضي الله عنهما
أخرج النسائي بإسنادٍ صحيحٍ عن عبد الله بن عمر قال جمعت القرآن فقرأت به كل ليلةٍ فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال اقرأه في شهرٍ الحديث وأصله في الصحيح
-ابن عباس رضي الله عنه
عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: جمعت المحكم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني المفصّل).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/501]
- مجمع بن جارية رضي الله عنه
حديث الشعبي ( ..وقرأه مجمّع ابن جارية إلاّ سورةً، أو سورتين).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/500]

والله أعلم

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 11:30 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة فهرسة مسائل جمع القرآن


هناء هلال محمد: ج+
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة ونفع بكِ.
ذكرنا فيما مضى أننا لا نعتمد على العناصر الموجودة في المشاركة الأولى من الموضوعات خاصة إن كان الظاهر منها مجرد تصنيف المشاركات لا أكثر، ونحنُ نريد استخراج عناصر للموضوع وما تحتها من مسائل، وليس مجرد تلخيص لأقوال العلماء.
مثلا:
تأملي تطبيقكِ الآن:
تعاملتِ مع كل مشاركة على أنها موضوع منفصل، ولخصتِ ما ورد فيها، مع حذف المكرر في المشاركات؛ فهل تستطيعين الآن ذكر أقوال العلماء في مسألة:
تأليف القرآن في مصحف أبي بكر الصديق.
سيكون هذا من الصعب لتفرق هذه المسألة في موضوعك.
بينما إن قرأتِ كل مشاركة قراءة سريعة، واستخلصتِ ما بها من عناصر، ثم ما يمكن تصنيفه تحت كل عنصر من مسائل، ثم أعدتِ قراءة المشاركات بتأنٍ لتلخصين ما ورد من أقوال العلماء تحت كل عنصر، فنحنُ هنا نتعامل مع العناصر التي تحدث عنها العلماء بشأن جمع أبي بكر الصديق، وليس مع المشاركات المصنفة.
- جمع القرآن من العلوم التي خصص الشيخ عبد العزيز الداخل فيها دورة علمية، وجُمعت مادة هذه الدورة في كتاب، ويحسن مراجعته قبل بدء الفهرسة، حتى يتبين لكِ المسائل التي لم تُذكر في الدورة، فكأنما الدورة تمهيد للتعامل مع أمهات الكتب، وأقوال العلماء، والتعرف على مسائل أكثر في هذا الباب.
- الاعتناء بتخريج الأحاديث والآثار، وأثني على اجتهادكِ في ذلك مع بعض الملحوظات:
1: أثر زيد بن ثابت: مخرجه الزهري وليس عبيد بن السباق، فأصل الإسناد هو :
الزهري، عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت.
مع التنبيه على أن الزهري هو نفسه ابن شهاب.
2: خارجة هو ابن زيد بن ثابت نفسه، فلا يصح قولكِ:
عن خارجه بن زيد عن أبيه أن زيد بن ثابت

منيرة محمد: د
استخلاص جيد للعناصر، مع إحسان لترتيبها في كثير من المواضع، وكاد عملكِ أن يكون الأول، لولا أنه في كثير من المواضع يظهر فيه الاعتماد على مشاركات الشيخ في نهاية كل موضوع بالنسخ منها، وليس هذا المراد من تطبيق الفهرسة، بل نريد أن تؤدي تطبيقًا يضاهي تطبيق الشيخ في الإحسان، فتمتلكين بذلك مهارة تساعدكِ بإذن الله في مرحلة البناء العلمي، ولهذا السبب فقط كان النقص.
وغالبُ الظن بل ما يتأكد لنا أن هذا عن غير قصد منكِ، وعدم معرفة أن ذلك مخالفة، وأرجو أن تعيدي النظر في النقول، وتعيدي استخلاص العناصر من فهمكِ، ومن ثم المسائل تحتها بنفسكِ، ثم تلخيص ما ورد تحتها.
ثم قارني عملكِ بعمل الشيخ، وانظري ما فاتكِ.
وراجعي التعليق على الأخت هناء للفائدة.
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

يُتبع بإذن الله ...

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 24 صفر 1440هـ/3-11-2018م, 05:33 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

تصحيح لبعض الأخطاء الإملائية :
هناك خطأ املائي غير مقصود في كلمة ( إرواء الغليل ) ، فالصواب فيها : إرواء الغليل وليس (إرواي ).
وهناك أخطاء أخرى نحوية لم أنتبه لها :
في عبارة كتبتها في مسألة الأنفال والتوبة ( هو أنهما سورتين منفصلتين) ، والصواب فيها : (هو أنهما سورتان منفصلتان ) .
وفي أعداد السور في كتابة : ( ثلاثة عشر ) ، الصواب فيها أن تكتب : ثلاث عشرة سورة .
وهناك أيضا الذي كتبته ( ومنهم من عدها اثني عشر) ، والصواب فيه أن تكتب : ( ومنهم من عدها اثنتي عشرة سورة ) .
وكذلك كتبت : (القول الرابع : ومنهم من عدها ستة عشر ) ، والصواب : ( القول الرابع : ومنهم من عدها ست عشرة سورة )
وكذلك : (القول الخامس : ومنهم من عدها خمسة عشر) ، والصواب : ( القول الخامس : ومنهم من عدها خمس عشرة سورة )

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 26 صفر 1440هـ/5-11-2018م, 02:42 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تابع تقويم مجلس مذاكرة فهرسة مسائل جمع القرآن


ملحوظة عامة:
- تخريج الأحاديث والآثار أمر مهم جدًا في عمل الفهرسة، إذ به يتمكن الباحث من مراجعة عمله بعد ذلك، ومعرفة صحة الأحاديث والآثار، التي هي جزء أساسي في عمله، ويعتمد عليها في الترجيح بين الأقوال والرد على الشبهات وغير ذلك.
وقد وضح الشيخ عبد العزيز الداخل الخطوات الرئيسة في التخريج في دورة المهارات المتقدمة في التفسير، وتدربتم من خلال تطبيقات هذه الدورة على مبادئ هذا التخريج، والمطلوب هنا لا يخرج عن هذه المبادئ، وذلك حتى يتيسر لكم الدراسة المستفيضة فيه بإذن الله.
هنا الدرس:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=37464
فمن كان لديه مزيد أسئلة عن هذه المهارة فلا يتردد في طرحها في الموضوع المخصص للأسئلة في المنتدى.

أمل يوسف : ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
أثني على حرصك على مراجعة دورة جمع القرآن للشيخ عبد العزيز الداخل في بعض المباحث، وأحسب لو أنكِ راجعتي جميع المسائل - على الأقل تلك المتعلقة بالقسم الذي اخترتيه - لتجنبتِ الكثير من الأخطاء. ومن المفترض أن عمل الفهرسة مكمل لما درستموه من قبل في الدورة، بمعرفة المسائل التي لم تذكر فيها، والاطلاع على أمهات الكتب وتأمل كلام العلماء من مصادره الأصيلة.
الملحوظات:
1: الاعتناء بتخريج الأحاديث والآثار، بمثل ما تعلمتم في دورة المهارات المتقدمة في التفسير، بتعيين مخرج الأثر الذي تدور عليه الأسانيد، وتعيين أصل الإسناد، فإن روي الحديث أو الأثر في كتاب اشتُهرت صحته فيكفي ذكر أن البخاري أو مسلم رووه في الصحيح.
2: قولكِ في أنواع جمع القرآن:
" فاستشار كبار الصحابة أن يجمع المسلمين على حرف واحد ،فنسخ من ذلك المصحف المجموع الذي عند حفصة مصاحف "
هذه العبارة توحي بأن مصحف أبي بكر الصديق رضي الله عنه كان على حرف واحد، وهو لغة قريش التي جُمِع عليها مصحف عثمان، وهذا غير متأكد، كما أن هذه العبارة توحي بأن مصحف عثمان مطابق لمصحف أبي بكر، رضي الله عنهما.
وما ورد في الآثار أن عثمان ابن عفان رضي الله عنها أرسل إلى حفصة رضي الله عنها لترسل المصحف الذي عندها لنسخه في المصاحف، وفي نفس الأثر ورد أمر عثمان للقرشيين الثلاثة من كتبة المصحف إذا اختلفوا مع زيد في حرف أن يكتبوه بلسان قريش، وفي آثار أخرى ورد أمره لكل من كان معه من القرآن شيء أن يأتيه به، والتوثق منهم أنها من إملاء النبي صلى الله عليه وسلم، فمن مجموع الآثار يظهر أن مصحف عثمان لم يكن مطابقًا مائة بالمائة لمصحف أبي بكر.
3: لم تتطرقي للحديث عن علاقة الجمع العثماني بالأحرف السبعة، وهل يحتوي المصحف العثماني على الأحرف السبعة أو حرف منها، و ظهر في بعض المسائل عدم تفريقكِ بين هذين القولين مثلا:
تحت مسألة سبب تحريق عثمان للمصاحف الأخرى:
قلتِ: -" جمع القرآن وعرضه وأخذه للناس بما صح وثبت من القراءات المشهورة عن النبي عليه السلام وطرح ما سواها " والصحيح أن الجمع كان على حرف واحد، ثم احتمل الرسم عدة قراءات فقرأ الصحابة بما يوافق رسم المصحف.
وتحت عبارة " استطراد وتصحيح المفاهيم "
جمعتِ قولين مختلفين للمحاسبي وأبي بكر بن الطيب الباقلاني.
وأبو بكر الباقلاني ممن قال بأن المصحف العثماني يحتوي على جميع الأحرف السبعة تبعًا لأبي الحسن الأشعري الذي ذكر أن من حفظ القرآن حفظ جميع الأحرف السبعة.
4: في الفرق بين جمع أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما:
تحت كيفية الجمع، تركيزكِ على ترتيب السور تحت الجمع العثماني فقط.
وإذا تطرقت لذلك فالأولى بيان الفرق بين المصحفين من حيث ترتيب السور، وبيان الخلاف في ذلك، فهناك من يقول بأن مصحف أبي بكر الصديق لم يكن مرتب السور، وهذا غير صحيح، وتركيزكِ على أن مصحف أبي بكر كان فيه ترتيب آيات سوره، ثم قولكِ أن جمع عثمان: والجمع الثالث هو ترتيب السور في زمن عثمان.
يوحي بأنكِ تقولين بأن مصحف أبي بكر لم يكن مرتب السور.
5: الانتباه من النسخ في بعض المواضع، مثل قولكِ:
ما جاء في صحة ماروى عن عثمان {إن في القرآن لحنا ستقيمه العرب بألسنتها}:
-حدّثنا المؤمّل بن هشامٍ
هذه الصيغة توحي بأن المؤمل بن هشام حدثكِ بهذا، والصواب أن تذكري بداية من خرج هذا الأثر من الأئمة، قال فلان: حدثنا ...
6: إعادة النظر في ترتيب العناصر
فتأخير " كيف كان جمع عثمان " عن عناصر أخرى، غير موفق.


هيا أبو داهوم: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، وإليكِ بعض الملحوظات:
- ما وجه وضع أقصر سورة وأطول سورة تحت عنصر " عدد سور القرآن "؟
- تحت القول بأن عدد سور القرآن مائتان وثلاث عشرة سورة، بجعل الأنفال وبراءة سورة واحدة، فإذا جعلوهما سورتين فكيف يبقى نفس العدد؟
فلا يصح القول
اقتباس:
القول الثاني : ومنهم من عدها ثلاثة عشر، وهو قول مجاهد وذكر ذلك الزمخشري .
اختلفوا في هذا على قولين :
لأن من قال بالثاني لم يقل بأنهما مائتان وثلاث عشر سورة.
والزركشي رد القول بأن الأنفال وبراءة سورة واحدة بقوله : " ويرده تسمية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلا منهما " ولم تذكري هذا الرد.
-أثني على اجتهادكِ في البحث عن تخريج الأحاديث والآثار وحكمها من حيث الصحة والضعف مع التنبيه على الاعتناء بتحديد مخرج الأثر، والتدرب على ذلك، وفي نقول هذا الموضوع مواضع يسيرة جدًا ذُكر فيها الأثر بإسناده، لكنها من الأهمية بمكان.
مثلا قولكِ بأن عثمان قال بأن الأنفال وبراءة سورة واحدة، لا يصح نسبته بهذه الصورة، لأنه بمراجعة الإسناد الذي رواه أبو جعفر النحاس تجدين فيه يزيد الفارسي، وهو مختلفٌ في عدالته، وفي لمتن نكارة سبق بيان الشيخ عبد العزيز الداخل لذلك في دورة جمع القرآن.
وقد نقلتِ تضعيف الألباني لهذا الأثر في موضع آخر من تطبيقك، فإذا ثبت لكِ ضعف الأثر، فلا يصح استخراج قول لعثمان رضي الله عنه، بل أقصى ما نقوله " رُوي هذا القول عن عثمان من طريق كذا، وهو ضعيف" وإذا لم يتبين لكِ الضعف ولكن كان الضعف محتملا نقول: " رُوي عن عثمان "
لأن كلمة " قال به فلان " أو هو قول فلان، صيغة من صيغ الجزم التي تعني تأكدنا من ذلك.

اقتباس:
قال أبو جعفرٍ: ففي هذا الحديث ظنّ عثمان أنّ الأنفال من براءة وتحقيق ابن عبّاسٍ أنّها ليست منها.
نحدد من أبو جعفر المقصود، النحاس، الطبري ...
خاصة وأنه لم تُسبق هذه العبارة بما يشير إليه.
- وجود التسمية بين سورتي الأنفال وبراءة ثابت في أحرف أخرى، واستقر الرأي في مصحف عثمان على اختيار تركها؛ فوجودها في مصاحف أخرى يُحمل على أنه من الخلاف في الأحرف السبعة.
- كذا ما ورد في مصحف أبي بن كعب من عد سورتي الفيل وقريش سورة واحدة.
- تحت القول بأن عدد السور مائتان وست عشرة سورة
لم يتضح ما وجه الرد على عد سورتي الخلع والحفد من سور القرآن بقولكِ:
- ومنها ما هو منسوب إلى أبي .[ الزركشي في "البرهان" (2/37) ]؟


بدرية صالح: ج
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ، وإليكِ الملحوظات التالية:
ملحوظات عامة:
- أرجو أنكِ راجعتِ مقرر دورة جمع القرآن - على الأقل ما يختص بالموضوعات التي تعملين على فهرستها - قبل البدء بالفهرسة، لمراجعة المسائل التي درستيها من قبل، ثم تنظرين فيها من مصادرها الأصيلة، وتتعرفين إلى المسائل الأخرى التي لم يذكرها الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله في الدورة.
والدراسة التأصيلية مهمة جدًا قبل الفهرسة، لأننا نبني على ما تعلمناه من قبل، وتأكيد الأساس يقوي البناء بإذن الله.
- أؤكد عليكِ ما ذكرته للأخوات من قبل وهو الاعتناء بتعيين مخرج الأثر وأصل الإسناد، لتخريج الأحاديث والآثار.
وتعلمين أن هناك أكثر من كتاب لأكثر من عالم باسم " فضائل القرآن " فلا يصح قول عن فلان قال : " ...... " فضائل القرآن
إذا لا يتبين بهذه الصيغة من خرج هذا الأثر من الأئمة.
- تحري الدقة في التعبير عن بعض المسائل، وذكر الحكم عليها، ولعل مراجعة الدراسة التأصيلية من دورات الشيخ في هذه الأبواب تساعدك في هذا.
مثلا:
اقتباس:
المرحلة الثانية:
•لما أستحر القتل في القراء ، أمر أبو بكر رضي الله عنه بجمعه على ماسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة أو نقصان.
*المرحلة الثالثة :
•الجمع العثماني ، لما حدثت فتنة الإختلاف في القرآن ، أمر الخليفة عثمان بجمعه ،و نسخ عدة مصاحف ، ووزعها على الأمصار ، وأحرق ماعداها ،واجتمعت الأمة على مصحف واحد .
لم يتضح في كلامك عن جمع أبي بكر رضي الله عنه أنه جمع القرآن في مصحف واحد، بين دفتين، وهذا ما يميزه، وإلا فقد كان القرآن مجموعا في صدور الصحابة على ما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقصان، وكان مكتوبًا في الصحف على ما أملاهم النبي صلى الله عليه وسلموإن كانت هذه الصحف مفرقة.
كذا الجمع العثماني: ما يميزه هو جمع الناس على رسم واحد.

بالنسبة لموضوع معارضة القرآن:
بعد التأكيد على الملحوظات السابقة.
- يمكنكِ النظر في ترتيب العناصر، فقد أحسنتِ البدء ببيان الآثار، لكن ما أجملتيه تحت عنصر " أقوال العلماء في شرح الحديث ... "، كل عبارة منه يصلح أن تكون مسألة، تحتاج استفاضة أكثر في بيانها:
اقتباس:
*أقوال الشراح في حديث ابن عباس في معارضة جبريل لرسول الله القرآن .
• من دلائل وعلامات النبوة وصدقها الأحاديث المتواترة عن معارضة جبريل للنبي الكريم.
•معنى المعارضة مفاعلة من الجانبين ،كل منهما يقرأ على الآخر.
•اختلف في العرضة الأخيرة هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها أو بحرفٍ واحدٍ منها.
•اجمع أهل العلم بأن قراءتنا أحدث القراءات عهدًا بالعرضة الأخيرة ، من حديث سمرة وإسناده حسنٌ، وقد صححه هو ولفظه [ من هو الذي صححه ؟، لا يتضح ذلك من كلامك ] : (عرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضاتٍ ويقولون إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة). رواه الحاكم.
-شهد زيد بن ثابت العرضة الأخيرة للنبي الكريم ،ونسخ مانسخ وبقي مابقي ، وفيها ألزم أبو بكر زيد بن ثابت بكتابة المصحف لأنه قرأ في هذه السنة على النبي الكريم مرتين. (باب التأويل: 1/10] (م).
فنبدأ ببيان معنى المعارضة لغة، ثم المقصود بمعارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن، والمقصد من حدوث هذه المعارضة كل عام، ثم معارضة الصحابة، ثم معنى شهود العرضة الأخيرة، ومن شهد هذه العرضة من الصحابة، ثم الأحرف التي قرئت في العرضة الأخيرة.
وتحت كل نقطة من هذه النقاط تفصيل ذكره الشراح، تقرأينه وتفهمينه ثم تلخصينه بأسلوبك.
وأرجو مراجعة الملحوظة بالأحمر داخل الاقتباس.

بالنسبة لمصاحف الصحابة والتابعين:
بعد التأكيد على ضرورة تخريج الأحاديث والآثار.
- ما أمكن يمكن تصنيف المسائل تحت بعض المصاحف:
مثل : عدد السور في مصحف ...
ترتيب السور ...
الأحرف المخالفة لمصحف عثمان.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 28 صفر 1440هـ/7-11-2018م, 03:00 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تابع تقويم مجلس مذاكرة فهرسة مسائل جمع القرآن
فاطمة الزهراء أحمد: ب
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
هذا التطبيق أفضل والحمد لله من ذي قبل، ويظهر فيه تحريركِ للمسائل - وإن كان النسخ لا يزال ظاهرًا في بعض المواضع - وبقيت عدة ملحوظات من السهل تطبيقها بإذن الله لإتقان الفهرسة:
1: أعيدي النظر فيما استخرجتيه من مسائل وانظري أيًا منها يتبع الموضوع الذي تخصصتِ فيه " الجمع النبوي " وأيا منها يعدُّ استطرادًا؛ فيتبع موضوعًا آخرًا مثل جمع أبي بكر الصديق، والمسائل المتعلقة بالمصحف،فكما تعلمين المصحف لم يُجمع إلا في عهد أبي بكر الصديق، وكان قبل ذلك القرآن مكتوبًا في صحف مفرقة مع الصحابة.
2: نؤخر المسائل الاستطرادية مؤقتًا، وسننظر فيها فيما بعد هل يصلح حذفها، أم يمكن الاستفادة من بعدها.
3: بالنسبة للمسائل المتعلقة بالجمع النبوي ننظر:
هل يصلح جمع بعضها تحت عنصر جامع لها ؟
مثلا:
بدأتِ بالحديث عن كتابة المصحف كعنصر أول، والأولى أن يكون العنوان كتابة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وُفقتِ في المسائل تحته فيما عدا مسألة معنى المصحف لأنه لم يُجمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ويُفضل وضع مسألة كتاب الوحي تحت هذا العنصر أيضًا.
هل الأفضل إعادة ترتيبها بصورة أخرى يجعلها متسلسلة؟
هل الأفضل أن نبدأ بعنصر كتابة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أم نبين بدايةً كيفية جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم - على سبيل الإجمال - ، قبل التفصيل في نقطة الكتابة، وإن كنتِ ستستشهدين بالأحاديث والآثار بصورة مختصرة أثناء تحرير المسائل، فالأولى البدء بعنصر " الأحاديث والآثار الواردة في الجمع النبوي"
ومن هذه النقطة ننتقل لنقطة تخريج الأحاديث والآثار، والاهتمام بمعرفة مخرج الأثر وأصل الإسناد على ما تعلمتِ في دورة مهارة التفسير.
4: أخيرًا:
كل نقل في موضوع الجمع النبوي، له علاقة به،وإن كثرت الاستطرادات فيه؛ فهو موضوع فيه لوجود مسألة أو أكثر متعلقة بالجمع النبوي، مثلا إن تحدثنا عن تأليف القرآن، فنحنُ نريد بيان تأليف القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم سواء تأليف الآيات أو تأليف السور والأقوال في كل منهما، وهكذا ...
وأحسب أنكِ إن راجعتِ الدراسة التأصيلية لهذا الموضوع من خلال مراجعة دورة جمع القرآن للشيخ عبد العزيز الداخل؛ سيسهل عليكِ البناء على ما درستيه من قبل، وفهم أقوال العلماء في مصادرهم الأصيلة، ومعرفة المسائل التي لم تذكر في الدورة والتي نرغب في أن تضيفيها لرصيدك العلمي.

فضلا إذا لم يتضح لكِ أي نقطة، لا تترددي في الاستفسار.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 29 صفر 1440هـ/8-11-2018م, 02:52 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تابع تقويم مجلس مذاكرة فهرسة مسائل جمع القرآن
مضاوي الهطلاني: ج+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ، ونفع بكِ.
- لو تأملتِ النصوص لوجدتِ التفريق بين من جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ومن جمعه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
والخلاف في الحصر في أربعة أو أكثر من ذلك هو فيمن جمعه في عهده صلى الله عليه وسلم، فينبغي أن يتضح ذلك في رأس المسألة.
- الاعتناء بتحديد مخرج الحديث والأثر وأصل الإسناد لتخريج الأحاديث والآثار، والانتباه لمن روى الحديث أو الأثر بإسناده ومن نقله عن الأئمة.
مثلا:
اقتباس:
عن شبابة، قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: «جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أربعةٌ أبيّ بن كعبٍ، وزيد بن ثابتٍ، وأبو زيدٍ، ومعاذ بن جبلٍ» قال قتادة: قلت لأنسٍ من أبو زيدٍ؟ قال: أحد عمومتي. ذكره النحاس
ذكره توحي أنه نقله عن أحد الأئمة، لكن هذا الأثر رواه النحاس بإسناده، فنقول: رواه النحاس في كتاب الناسخ والمنسوخ.
- ( قال أبو جعفر ... ) نحدد من المقصود، النحاس أم الطبري؛ فإذا ذُكر في تفسير الطبري دون نسبة فهو ابن جرير الطبري، وإذا ذُكر في كتب النحاس دون نسبة فهو أبو جعفر النحاس.
- خلطتِ بين التأويلات التي ذكرها العلماء لحصر العدد الموجود في النصوص، وبين ما استدلوا به على أن الراجح حفظ عدد كثير من الصحابة للقرآن.
- فاتكِ بعض العناصر في هذا الموضوع منها:
1: الإشارة إلى بعض الحفاظ الآخرين من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وبقية الصحابة.
2: الإشارة لحفظ الصحابة لتأليف النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن والأدلة على ذلك.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.
وفقكِ الله وسددكِ.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 3 ربيع الأول 1440هـ/11-11-2018م, 11:07 AM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

القسم الأول :
ما ورد في تكفّل الله تعالى بجمع القرآن وحفظه ، مع أنواع جمع القرآن


▪الأدلة على تكفل الله تعالى بجمع القرآن وحفظه .
🔸من القرآن : قوله تعالى :{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ }
- المعنى الإجمالي للآية :
روى البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباسٍ قال : (كان يحرك شفتيه إذا أنزل عليه، فقيل له: {لا تحرك به لسانك} يخشى أن ينفلت منه، {إن علينا جمعه وقرآنه} أن نجمعه في صدرك، وقرآنه: أن تقرأه،
- المراد بالجمع في الآية :
قال البخاري في كتاب التفسير : تأليف بعضه إلى بعض ،فإذا جمعناه وألّفناه فاتّبع - قرآنه .
- موضع بالجمع :
جمعه في صدر النبي صلى الله عليه وسلم ،قال ابن عباس في تفسير الآية : جمعه لك في صدرك، وتقرأه). رواه البخاري ومسلم.

🔸كيفية جمع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن .

- ما تكفّل الله له صلى الله عليه وسلم من جمعه

- كتابة أصحابه للقرآن بأمره

- جمع وتأليف بعضه إلى بعض بوضع الآيات في مواضعها

🔸قوله تعالى : {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}
المعنى الإجمالي :قال البخاري : فاستمع له وأنصت، ثم إن علينا أن تقرأه، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل عليه السلام استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما أقرأه) .
- بيان تعظيم الله لوحيه : في قوله :(فإذا قرأناه) أي: قرأه جبريل عليك، وفى هذا إضافة ما يكون عن أمره تعالى إليه لتعظيمه ولوجوب التأني في تلقيه .

-المراد بالاتباع في الآية :
القراءة كما أنزل ،والعمل به

 -المراد من البيان :
قال الآمدي يجوز أن يراد بالبيان الإظهار لا بيان المجمل ، وقيل بيان مافيه من الحلال والحرام على لسان النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من حفظ الله له .


🔸ما كان من مبادرة النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي .
- كان يتعجل الحفظ خشية أن ينساه .
روى أحمد بن حنبل في "مسنده " من طريق سعيد بن جبيرٍ، قال ابن عباسٍ: (كان إذا نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قرآنٌ يريد أن يحفظه، قال الله عز وجل: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}. وكذا رواية النسائي في السنن، والترمذي في أبواب تفسير القرآن
وقيل : أن السبب في المبادرة حصول المشقة التي يجدها عند النزول فكان يتعجل بأخذه لتزول المشقة وهو ظاهر هذا السياق .
 روى الإمام أحمد عن ابن عباسٍ قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدةً، فكان يحرك شفتيه - إلى أن قال - فأنزل الله عز وجل: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه ) . ورواه البخاري في صحيحه ،والنسائي في السنن .
- معنى "يعالج "
قال ابن حجر: المعالجة محاولة الشيء بمشقة ..
- وروى الطبري من طريق الشعبي : كان إذا نزل عليه عجل يتكلم به من حبه إياه .
- وأخرج بن أبي حاتم من طريق أبي رجاء عن الحسن كان يحرك به لسانه يتذكره فقيل له إنا سنحفظه عليك .

- سبب تحريك النبي صلى الله عليه وسلم لسانه :
رجاء الحفظ ، قال ابن حجر: "كان النبي صلى الله عليه وسلم في ابتداء الأمر إذا لقن القرآن نازع جبريل القراءة ولم يصبر حتى يتمها مسارعة إلى الحفظ لئلا ينفلت منه .
- وقت تحريك النبي صلى الله عليه وسلم شفتيه .
قال ابن هبيرة : كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرك شفتيه بما يسمعه من جبريل عليه السلام قبل إتمام الوحي، وكذا قال " ابن الجوزي"
- قال القاضي عياض : أمر ألا يعجل به ليأخذه وضمن له حفظه .


- الأنفع للقلب عند تلقي القرآن .
قال أبو بكر المعافري : بل الأنفع للقلب في التحصيل سكون اللسان .

🔺الآية الثانية فيما ورد من تكفل الله بحفظه .
قوله تعالى:{إنا نحن نزلنا الذكر وإناله لحافظون}
مرجع الضمير في الآية :
ورد في مرجع الضمير قولان :
-الأول : أنه القرآن .
والثاني : أنه النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي يترجح الأول لدلالة والسياق وعليه أكثر المفسرين .

-المراد بالحفظ : حفظ الله له في اللوح المحفوظ ، ومن الزيادة والنقصان ،كماورد عن مجاهد ، وقتادة .

▪الجمع الثاني: جمع كتابتة في مصحف واحد، وهو جمع أبو بكر رضي الله عنه .
* الداعي له : مّا رأى من كثرة القتلاء من القراء في وقعة اليمامة،وكان هذا الجمع بمشورة عمر رضي الله عنه .
- كذلك زوال السبب المانع من جمعه في مصحف واحد وهو نزول الوحي .


- الغرض من الجمع : جمع القرآن كله في مصحف واحد، مع بقاء قراءات الصحابة كلٌّ يقرأ كما عُلّم .


*الذي تولى جمعه : وكل أبو بكر رضي الله عنه زيد بن ثابت لهذه المهمة الجليلة ،لما له من شرف عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم مرتين في العام الذي توفّي فيه .

*احتياط أبو بكر رضي الله عنه :كان من احتياطه رضي الله عنه، أن قال لعمر ولزيد بن ثابت: (اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه) .

- استحسان الصحابة لفعل أبوبكر ،قال علي بن أبي طالب: (أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر؛ رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله)

🔺الثالث: جمعه على رسم واحد، ولغة واحدة ،وهو جمع عثمان رضي الله عنه .


- سبب جمع عثمان رضي الله عنه :
 اختلاف الناس في القراءات حيث كان كلٌّ يقرأ كما تعلّم من وجوه القراءات وأحرفها.

- كثرت المصاحف وتعدّدها، حيث كلاً يكتب على نحو ما تعلّمه .

- خوف الصحابة وقوع الاختلاف بين الأمّة لما كثرت الفتوحات فجمعوهم على مصحف واحد.


- من تولى نسخ المصحف :الذين تولوا نسخ المصاحف في عهد عثمان: زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام.

* مرجعهم عند الإختلاف :أمرعثمانُ الرهط القرشيين بقوله : (إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيءٍ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم) .


- سبب أمر عثمان بحرق بقية المصاحف :خشية أن يحدث خلاف بين الأمّة في القرآن .


- هل كان مصحف عثمان يختلف عن المصحف المجموع ؟ لم يكن يختلف عنه عن المصحف المجموع بل كان نسخة منه .


- ما ذهب إليه بعض أهل العلم في جمع عثمان من احتماله للأحرف السبعة.

يعارض هذا القول اختيار كتابة -التابوت- التي تدل على أنه اختار بعض الأحرف على بعض .

- والذي يترجح أن عثمان اختار من الأحرف السبعة ما وافق لغة قريش وقراءة العامّة، وبقي الرسم العثماني محتملاً لبعض ما في الأحرف الأخرى.


- ماورد من استحسان الصحابة لما فعله عثمان رضي الله عنه، قال علي بن أبي طالب : "لو وليت ما ولي عثمان لعملت بالمصاحف ما عمل" .

*استطراد .
🔺دلالة الآية :
قال ابن هبيرة :دلّ قوله تعالى:{فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} على وجوب اتباع القرآن والإنصات إليه .
-واستدل القاضي أبو بكر بن الطيب ،على جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب ، وهو مذهب الجمهور من أهل السنة .

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 01:42 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منيرة محمد مشاهدة المشاركة
القسم الأول :
ما ورد في تكفّل الله تعالى بجمع القرآن وحفظه ، مع أنواع جمع القرآن


▪الأدلة على تكفل الله تعالى بجمع القرآن وحفظه .
🔸من القرآن : قوله تعالى :{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ }
- المعنى الإجمالي للآية :
روى البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباسٍ قال : (كان يحرك شفتيه إذا أنزل عليه، فقيل له: {لا تحرك به لسانك} يخشى أن ينفلت منه، {إن علينا جمعه وقرآنه} أن نجمعه في صدرك، وقرآنه: أن تقرأه،
- المراد بالجمع في الآية :
قال البخاري في كتاب التفسير : تأليف بعضه إلى بعض ،فإذا جمعناه وألّفناه فاتّبع - قرآنه .
- موضع بالجمع :
جمعه في صدر النبي صلى الله عليه وسلم ،قال ابن عباس في تفسير الآية : جمعه لك في صدرك، وتقرأه). رواه البخاري ومسلم.

🔸كيفية جمع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن .

- ما تكفّل الله له صلى الله عليه وسلم من جمعه [ في صدره، وفي صدور الصحابة الذين حفظوه ]

- كتابة أصحابه للقرآن بأمره [ لكن كان مفرقًا في صحف بين الصحابة، ولم يُجمع في مصحف واحد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ]

- جمع وتأليف بعضه إلى بعض بوضع الآيات في مواضعها

🔸قوله تعالى : {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}
المعنى الإجمالي :قال البخاري : فاستمع له وأنصت، ثم إن علينا أن تقرأه، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل عليه السلام استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما أقرأه) .
- بيان تعظيم الله لوحيه : في قوله :(فإذا قرأناه) أي: قرأه جبريل عليك، وفى هذا إضافة ما يكون عن أمره تعالى إليه لتعظيمه ولوجوب التأني في تلقيه .

-المراد بالاتباع في الآية :
القراءة كما أنزل ،والعمل به

 -المراد من البيان :
قال الآمدي يجوز أن يراد بالبيان الإظهار لا بيان المجمل ، وقيل بيان مافيه من الحلال والحرام على لسان النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من حفظ الله له .


🔸ما كان من مبادرة النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي .
- كان يتعجل الحفظ خشية أن ينساه .
روى أحمد بن حنبل في "مسنده " من طريق سعيد بن جبيرٍ، قال ابن عباسٍ: (كان إذا نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قرآنٌ يريد أن يحفظه، قال الله عز وجل: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}. وكذا رواية النسائي في السنن، والترمذي في أبواب تفسير القرآن
وقيل : أن السبب في المبادرة حصول المشقة التي يجدها عند النزول فكان يتعجل بأخذه لتزول المشقة وهو ظاهر هذا السياق .
 روى الإمام أحمد عن ابن عباسٍ قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدةً، فكان يحرك شفتيه - إلى أن قال - فأنزل الله عز وجل: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه ) . ورواه البخاري في صحيحه ،والنسائي في السنن .
- معنى "يعالج "
قال ابن حجر: المعالجة محاولة الشيء بمشقة ..
- وروى الطبري من طريق الشعبي : كان إذا نزل عليه عجل يتكلم به من حبه إياه .
- وأخرج بن أبي حاتم من طريق أبي رجاء عن الحسن كان يحرك به لسانه يتذكره فقيل له إنا سنحفظه عليك .

- سبب تحريك النبي صلى الله عليه وسلم لسانه :
رجاء الحفظ ، قال ابن حجر: "كان النبي صلى الله عليه وسلم في ابتداء الأمر إذا لقن القرآن نازع جبريل القراءة ولم يصبر حتى يتمها مسارعة إلى الحفظ لئلا ينفلت منه .
- وقت تحريك النبي صلى الله عليه وسلم شفتيه .
قال ابن هبيرة : كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرك شفتيه بما يسمعه من جبريل عليه السلام قبل إتمام الوحي، وكذا قال " ابن الجوزي"
- قال القاضي عياض : أمر ألا يعجل به ليأخذه وضمن له حفظه .


- الأنفع للقلب عند تلقي القرآن .
قال أبو بكر المعافري : بل الأنفع للقلب في التحصيل سكون اللسان . [ استطراد ]

🔺الآية الثانية فيما ورد من تكفل الله بحفظه .
قوله تعالى:{إنا نحن نزلنا الذكر وإناله لحافظون}
مرجع الضمير في الآية :
ورد في مرجع الضمير قولان :
-الأول : أنه القرآن .
والثاني : أنه النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي يترجح الأول لدلالة والسياق وعليه أكثر المفسرين .
[ فاتكِ نسبته لمن قاله من السلف]

-المراد بالحفظ : حفظ الله له في اللوح المحفوظ ، ومن الزيادة والنقصان ،كماورد عن مجاهد ، وقتادة .
[ كلا القولين مختلفين، وإن أمكن الجمع بينهما لكن عند التحرير نبين كل قول أولا،ومن قال به، ثم نذكر وجه الجمع أو الترجيح ]

▪الجمع الثاني: جمع كتابتة في مصحف واحد، وهو جمع أبو بكر رضي الله عنه .
* الداعي له : مّا رأى من كثرة القتلاء من القراء في وقعة اليمامة،وكان هذا الجمع بمشورة عمر رضي الله عنه .
- كذلك زوال السبب المانع من جمعه في مصحف واحد وهو نزول الوحي .


- الغرض من الجمع : جمع القرآن كله في مصحف واحد، مع بقاء قراءات الصحابة كلٌّ يقرأ كما عُلّم .


*الذي تولى جمعه : وكل أبو بكر رضي الله عنه زيد بن ثابت لهذه المهمة الجليلة ،لما له من شرف عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم مرتين في العام الذي توفّي فيه .

*احتياط أبو بكر رضي الله عنه :كان من احتياطه رضي الله عنه، أن قال لعمر ولزيد بن ثابت: (اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه) .

- استحسان الصحابة لفعل أبوبكر ،قال علي بن أبي طالب: (أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر؛ رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله)

🔺الثالث: جمعه على رسم واحد، ولغة واحدة ،وهو جمع عثمان رضي الله عنه .


- سبب جمع عثمان رضي الله عنه :
 اختلاف الناس في القراءات حيث كان كلٌّ يقرأ كما تعلّم من وجوه القراءات وأحرفها.

- كثرت المصاحف وتعدّدها، حيث كلاً يكتب على نحو ما تعلّمه .

- خوف الصحابة وقوع الاختلاف بين الأمّة لما كثرت الفتوحات فجمعوهم على مصحف واحد.


- من تولى نسخ المصحف :الذين تولوا نسخ المصاحف في عهد عثمان: زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام.

* مرجعهم عند الإختلاف :أمرعثمانُ الرهط القرشيين بقوله : (إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيءٍ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم) .


- سبب أمر عثمان بحرق بقية المصاحف :خشية أن يحدث خلاف بين الأمّة في القرآن .


- هل كان مصحف عثمان يختلف عن المصحف المجموع ؟ لم يكن يختلف عنه عن المصحف المجموع بل كان نسخة منه .


- ما ذهب إليه بعض أهل العلم في جمع عثمان من احتماله للأحرف السبعة.

يعارض هذا القول اختيار كتابة -التابوت- التي تدل على أنه اختار بعض الأحرف على بعض .

- والذي يترجح أن عثمان اختار من الأحرف السبعة ما وافق لغة قريش وقراءة العامّة، وبقي الرسم العثماني محتملاً لبعض ما في الأحرف الأخرى.


- ماورد من استحسان الصحابة لما فعله عثمان رضي الله عنه، قال علي بن أبي طالب : "لو وليت ما ولي عثمان لعملت بالمصاحف ما عمل" .

*استطراد .
🔺دلالة الآية :
قال ابن هبيرة :دلّ قوله تعالى:{فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} على وجوب اتباع القرآن والإنصات إليه .
-واستدل القاضي أبو بكر بن الطيب ،على جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب ، وهو مذهب الجمهور من أهل السنة .


أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
أشكر لكِ اجتهادكِ في إعادة الفهرسة، زادكِ الله إحسانًا وتوفيقًا.
إن أعدتِ النظر في فهرستكِ سيتبين لكِ الحاجة إلى تعديل يسير بإعادة ترتيب بعض العناصر حتى يظهر تسلسلها وترابطها.
سأرقم العناصر، والمسائل تحتها أضع قبلها ( - ) لتتضح.
1: الأدلة على تكفل الله بجمع القرآن وحفظه :
من القرآن :
- قال تعالى :{ إن علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه }
- قال تعالى :{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }
2: تفسير قوله تعالى :{ إن علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه }
[ وتحته مسائله ]
3: تفسير قوله تعالى :{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }
[ وتحته مسائله ]
4: أنواع جمع القرآن:
- الجمع الأول: جمع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن " وتضعين تحته المسائل التي وضعتيها تحت كيفية جمع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن مع الانتباه للملحوظات ضمن الاقتباس ".
- الجمع الثاني: جمع أبي بكر الصديق
= سببه:
= القائمين عليه:
=
- الجمع الثالث: جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه.

* فهرسة أنواع جمع القرآن:
فيها اختصار من حيث:
- استيعاب الأقوال الواردة في بعض المسائل مثل
اقتباس:
- هل كان مصحف عثمان يختلف عن المصحف المجموع ؟ لم يكن يختلف عنه عن المصحف المجموع بل كان نسخة منه . [ القول بأنه كان نسخة منه ثم نسكت خطأ، وإن كان قاله بعض العلماء، إلا أنه مرجوح، لأن الآثار تشهد باجتهاد عثمان رضي الله عنه في اختيار لغة قريش، وفي ترتيب السور، ولم يرد مثل هذا في جمع أبي بكر الصديق، ولو كان مصحف عثمان رضي الله عنه نسخة مطابقة لمصحف أبي بكر رضي الله عنه، فلم عزم عبد الملك بن مروان على حرقه خشية أن يكون فيه حروفًا مخالفة لمصحف عثمان، راجعي كلام السيوطي مثلا.]


- ما ذهب إليه بعض أهل العلم في جمع عثمان من احتماله للأحرف السبعة.

- تخريج الأحاديث والآثار.
التقويم: ب+
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا ورفع شأنكِ في الدارين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
موضوع, نشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir