القسم الثامن:
&معارضة جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان.
*الأحاديث والآثار الواردة على ذلك.
-حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كما في صحيح البخاري :(قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.
-وروى أبو هريرة وفاطمة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم أن جبريل كان يعارضه القرآن). [صحيح البخاري:كتاب بدء الخلق )
-حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :(وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعارض بالقرآن في رمضان، وإني قد عرضته عليه في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن، وقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة" ). [فضائل القران](م)
-أثر عامر بن شراحيل الشعبي رحمه الله قال: «كان الله تعالى ينزل القرآن السنة كلها، فإذا كان شهر رمضان، عارضه جبريل عليه السلام بالقرآن، فينسخ ما ينسخ، ويثبت ما يثبت ويحكم ما يحكم، وينسئ ما ينسئ»). [فضائل القرآن ).
*الآحاديث والآثار على معارضة جبريل عليه السلام للنبي مرتين في السنة التي قبض بها.
-حديث فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها :( عن أنس , عن عائشة رضي الله عنها, عن فاطمة رضوان الله عليها قالت: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين , ولا أراني إلا أفارق الدنيا))"). [فضائل القرآن وتلاوته: 51].
-ومانقله علي بن محمد الخازن ، ماصح من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في كل عام مرة في رمضان وأنه عرضه في العام الذي توفي فيه مرتين.
*أقوال الشراح في حديث ابن عباس في معارضة جبريل لرسول الله القرآن .
• من دلائل وعلامات النبوة وصدقها الأحاديث المتواترة عن معارضة جبريل للنبي الكريم.
•معنى المعارضة مفاعلة من الجانبين ،كل منهما يقرأ على الآخر.
•اختلف في العرضة الأخيرة هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها أو بحرفٍ واحدٍ منها.
•اجمع أهل العلم بأن قراءتنا أحدث القراءات عهدًا بالعرضة الأخيرة ، من حديث سمرة وإسناده حسنٌ، وقد صححه هو ولفظه: (عرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضاتٍ ويقولون إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة). رواه الحاكم.
-شهد زيد بن ثابت العرضة الأخيرة للنبي الكريم ،ونسخ مانسخ وبقي مابقي ، وفيها ألزم أبو بكر زيد بن ثابت بكتابة المصحف لأنه قرأ في هذه السنة على النبي الكريم مرتين. (باب التأويل: 1/10] (م).
&تلخيص مراحل تدوين القرآن الكريم.
*المرحلة الأولى :
•كان النبي الكريم كلما نزل عليه الوحي تلاه على الحاضرين ،وأملاه على كتبة الوحي ،فكان يكتب في صدور الرجال والرقاع وسعف النخل واللخاف .
•لم يجمعه النبي الكريم في مصحف واحد ،لأن النسخ كان يرد على بعضه ويرفع الشيء بعد الشيء من التلاوة ،فخيف من اختلاط بعضه على بعض ،ولله في ذلك حكمة.
*المرحلة الثانية :
•لما أستحر القتل في القراء ، أمر أبو بكر رضي الله عنه بجمعه على ماسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة أو نقصان.
*المرحلة الثالثة :
•الجمع العثماني ، لما حدثت فتنة الإختلاف في القرآن ، أمر الخليفة عثمان بجمعه ،و نسخ عدة مصاحف ، ووزعها على الأمصار ، وأحرق ماعداها ،واجتمعت الأمة على مصحف واحد .
-سعي الصحابة لجمعه لأجل وضعه في موضع واحد لا لترتيبه ، فالقرآن الذي في مصاحفنا هو ماكان في اللوح المحفوظ ،ونزل على النبي الكريم.
-قال الحاكم في مستدركه: جمع القرآن ثلاث مرات ؛بحضرة رسول الله ، ثم روي عن زيد بن ثابت ،قال: (كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع) صحيح على شرط الشيخين .التحبير في علم التفسير:371-377](م) للسيوطي .
*موقف الصحابي عبدالله بن مسعود من الجمع العثماني .
• كره عبدالله بن مسعود أن يولى زيد بن ثابت بنسخ المصاحف ، وحجته لذلك أنه الأسبق للإسلام منه .
•قال ابن شهاب: أن عبد الله بن مسعود، كره أن يولى زيد بن ثابت نسخ المصاحف فقال:يا معشر المسلمين، أأعزل عن نسخ كتاب الله، ويتولاه رجل، والله لقد أسلمت، وإنه لفي صلب رجل كافر؟ , يعني : زيدا.
•وقال ابن مسعود: «يا أهل العراق، أو يا أهل الكوفة، اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها، فإن الله عز وجل يقول:{ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}». فألقوا إليه المصاحف.
قال: قال ابن شهاب: فبلغني أنه كره ذلك من قول ابن مسعود رجال من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم). [فضائل القرآن : ](م) للهروي
&في آداب تلاوة القرآن الكريم.
*كيفية قراءته.
•القرآن الذي في مصاحفنا هو قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم في العرضة الأخيرة ،وماكتب في المصاحف عند الجمع العثماني.
•قرأ الصحابة رضوان الله عليهم ،قراءة الرسول الكريم لآخر عرضة عليه من جبريل عليه السلام.
•هذه القراءة تؤخذ من أهل الإتقان الجامعين مابين الصدق والأمانة والدراية والرواية. البرهان في علوم القرآن:1/235-237](م)
*ترتيب الآي والسور.
-أنزل القرآن من اللوح المحفوظ جملة واحدة ، ثم متفرقاً حسب المصالح ، ثم أثبت بالمصاحف حسب ترتيبه باللوح المحفوظ لقراءة النبي الكريم.
-ابتدأت المصاحف بالفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران على الترتيب إلى سورة الناس، وهو عند الله باللوح على هذا الترتيب.
-اجتهد الخليفة عثمان بترتيب سورتي الأنفال والتوبة ،لحديث ابن عباس قلت لعثمان: (ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين قفرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم. .......) رواه البيهقي.
&مصاحف الصحابة.
*مصحف أبو بكر.
حينما استحر القتل بالقراء في موقعة اليمامة ، أُشير على الخليفة أبو بكر بجمع القرآن خوفاً عليه من الضياع ، فجمعه في قراطيس ومكثت عنده إلى أن توفي رضي الله عنه ، ثم عند عمر إلى أن توفي ، ثم عند حفصة فطلبها عثمان منها ثم ردّت إليها ،فلم تزل عندها حتى أرسل مروان فأخذها فحرقها"جمال القراء:1/87-88](م)للسخاوي.
*مصحف أبيّ بن كعب رضي الله عنه.
عند الجمع العثماني ، طلب الخليفة عثمان المصحف من أبي بن كعب فرفض ،فأرسل إليه عمر. فاقتنع وأرسله إليه ، ومايثبت ذلك حديث عن بسر بن سعيد، عن محمد بن أبي بن كعب، أن ناسا من أهل العراق قدموا إليه، فقالوا: إنا قدمنا إليك من العراق، فأخرج إلينا مصحف أبي؟ .فقال محمد:قد قبضه عثمان. فقالوا: سبحان الله أخرجه إلينا. فقال: قد قبضه عثمان رضي الله عنه.)فضائل القرآن للهروي
*مصحف عائشة رضي الله عنها.
لقد ثبت أن لعائشة رضي الله عنها مصحفاً تقرأ منه لحديث : عن ابن جريج قال: أخبرني يوسف بن ماهك قال: إني لعند عائشة أم المؤمنين إذ جاءها عراقي , فقال: أي أم المؤمنين , أرني مصحفك ؟. قالت: لم؟.
قال: أريد أن أؤلف عليه القرآن , فإنا نقرؤه عندنا غير مؤلف.
قالت: ويحك , وما يضرك أيته قرأت قبل, إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس للإسلام, نزل الحلال والحرام, ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر, لقالوا لا ندع شرب الخمر. ولو نزل أول شيء: لا تزنوا , لقالوا: لا ندع الزنا .
وإنه أنزلت: {والساعة أدهى}, وأمر بمكة , وإني جارية ألعب على محمد .
وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده.
قال: فأخرجت إليه المصحف , فأملت عليه آي السور) ). [فضائل القرآن للنَّسائي: وذكره البيهقي في دلائل النبوة.
&باب اختلاف مصاحف الصّحابة.
-ماخالف مصحفنا خطاً أو زيادة أو نقصان.
*مصحف عمر رضي الله عنه.
-قراءة عمر رضي الله عنه لقوله :(صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضّالّين)،لحديث عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، وعلقمة أنّهما صلّيا خلف عمر فقرأ بهذا.
-وقراءته لقوله تعالى :(الم اللّه لا إله إلّا هو الحيّ القيّام) ،لحديث يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطبٍ، عن أبيه أن عمر كان يقرؤها كذلك. المصاحف للسجستاني.
*مصحف عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه.
عن عطاء بن السّائب، عن أبي عبد الرّحمن، عن عليٍّ أنّه قرأ (آمن الرّسول بما أنزل إليه وآمن المؤمنون). [المصاحف: 164] للسجستاني.
*مصحف أبيّ بن كعبٍ رضي اللّه عنه.
•عن عيسى بن عمر، عن عمرو بن مرّة، عن سعيد بن جبيرٍ (فما استمتعتم به منهنّ إلى أجلٍ مسمًّى)، وقال هذه قراءة أبيّ بن كعبٍ.
•قال أبو بكر السجستاني :(حدّثنا حجّاجٌ، حدّثنا حمّادٌ قال: (قرأت في مصحف أبيٍّ) للّذين يقسمون ( -وقال ابن أبي داود: مصحفنا فيه {يؤلون من نسائهم } ،وماروي كذلك عنهم قال: وجدت في مصحف أبيٍّ (فلا جناح عليه ألّا يطوف بهما).
•وعبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع قال: كانت في قراءة أبيّ بن كعبٍ-فصيام ثلاثة أيّامٍ متتابعاتٍ في كفّارة اليمين. المصاحف:164-166]
*مصحف عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه.
•عن الشّيبانيّ، عن عطاءٍ البزّاز، عن يسير بن عمرٍو، عن عبد اللّه، أنّه قرأ (إنّ اللّه لا يظلم مثقال نملةٍ).
•عن الضّحّاك، عن النّزّال، ابن مسعودٍ، أنّه كان يقرأ (واركعي واسجدي في السّاجدين) .
•عن عطاءٍ قال: (هي في قراءة ابن مسعودٍ (في مواسم الحجّ) ).
•عن الحكم قال: (في قراءة عبد اللّه (بل يداه بسطان) ).
•عن عطاءٍ قال: نزلت (لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلًا من ربّكم في مواسم الحجّ) وفي قراءة ابن مسعودٍ: (في مواسم الحجّ فابتغوا حينئذٍ) .
•عن حسينٍ الجعفيّ قال: (سمعت زائدة، يسأل الأعمش فقال: (في قراءتنا في البقرة مكان) فأزالهما (فوسوس)، وقبل الخمسين من البقرة مكان: (لا يقبل منها شفاعةٌ) لا يؤخذ )، وقوله: (اهبطوا مصر) ليس فيها ألفٌ، ومكان {البقر تشابه علينا} [البقرة: 70] (متشابه).
•وذكر في قراءة عبد اللّه: (إنّما وليّكم اللّه ورسوله والّذين آمنوا والّذين يقيمون الصّلاة)). [المصاحف: 186-166]للسجستاني .
*مصحف عبد اللّه بن عبّاسٍ رضي اللّه عنه.
•عن عبد الملك، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قرأ: (فلا جناح عليه أن لا يطّوّف بهما).
•عن حجّاجٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه كان يقرأ: (لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلًا من ربّكم في مواسم الحجّ).
•عن عبيد بن عميرٍ، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ قال: أنزل اللّه عزّ وجلّ: (ليس عليكم جناحٌ أن تبتغوا فضلًا من ربّكم في مواسم الحجّ).
•عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: (وأقيموا الحجّ والعمرة للبيت).
•عن عمرٍو قال: قرأ ابن عبّاسٍ: (وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍّ محدّثٍ).
•وكيعٌ، عن شعبة، عن أبي نوفل بن أبي عقربٍ قال: سمعت ابن عبّاسٍ يقرأ في المغرب: (إذا جاء فتح اللّه والنّصر) ). [المصاحف: 204-187] للسجستاني.
*مصحف عبد اللّه بن الزّبير.
•عن عبيد اللّه بن أبي يزيد قال: سمعت ابن الزّبير يقرأ وهو يخطب: (لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلًا من ربّكم في مواسم الحجّ) .
•وعن سفيان بن عيينة، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد قال: سمعت ابن الزّبير يقرأ: (ليس عليكم جناحٌ أن تبتغوا فضلًا من ربّكم في مواسم الحجّ) .
•عن سفيان، عن عمرٍو قال: سمعت عبد اللّه بن الزّبير يقول: (إنّ صبيانًا هاهنا يقرءون (وحرّم)، وإنّما هي {وحرامٌ} [الأنبياء: 95]، ويقرءون (دارست)، وإنّما هي {درست} [الأنعام: 105]، ويقرءون {حمئةٍ} [الكهف: 86]، وإنّما هي (حاميةٍ) ).
•محمّد بن عقبة، عن أبيه قال: صلّينا خلف ابن الزّبير، فكان يقرأ (صراط من أنعمت عليهم) ). [المصاحف: 207-204].
*مصحف عبد اللّه بن عمرٍو رضي اللّه عنه.
كان لعبدالله بن عمروا مصحف فيه مايخالف قراءتنا لحديث شعيب بن شعيب بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، قال يا أبا بكرٍ: ( ألا أخرج لك مصحف عبد اللّه بن عمرو بن العاص؟ فأخرج حروفًا تخالف حروفنا، فقال: وأخرج رايةً سوداء من ثوبٍ خشنٍ، فيه زرّان وعروةٌ، فقال: هذه راية رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم الّتي كانت مع عمرٍو ) المصاحف:207-208].
*مصحف عائشة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
•عن هشامٍ، عن أبيه قال: (كان مكتوبًا في مصحف عائشة: (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر) ).
•عن زيدٍ، عن أبي يونس مولى عائشة قال: كتبت لعائشة مصحفًا، فقالت: (إذا مررت بآية الصّلاة فلا تكتبها حتّى أمليها عليك قال: فأملتها عليّ: (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر) ).
•عن عبد الملك بن عبد الرّحمن، عن أمّه أمّ حميدة بنت عبد الرّحمن،أنّها سألت عائشة رضي اللّه عنها عن قول اللّه تعالى: {الصّلاة الوسطى} [البقرة: 238]، فقالت: (كنّا نقرؤها على الحرف الأوّل على عهد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا للّه قانتين) .
•عن ابن جريجٍ قال: أخبرني ابن أبي حميدٍ قال: أخبرتني حميدة قالت: أوصت لنا عائشة رضي اللّه عنها بمتاعها، فكان في مصحفها: (إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النّبيّ والّذين يصلّون الصّفوف الأول) ). [المصاحف: 211-208] للسجستاني .
*مصحف حفصة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
-تعددت الروايات بقراءة هذه الآية :
•عن عبد اللّه بن يزيد الأزديّ قال ابن أبي داود: وبعضهم يقول الأوديّ عن سالم بن عبد اللّه، أنّ حفصة أمرت إنسانًا أن يكتب لها مصحفًا، وقالت: (إذا بلغت هذه الآية {حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى} [البقرة: 238] فآذنّي، فلمّا بلغ آذنها، فقالت: اكتبوا (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر) ).
•عن زيد بن أسلم، عن عمرو بن رافعٍ، أنّه قال: كنت أكتب مصحفًا لحفصة أمّ المؤمنين، فقالت: (إذا بلغت هذه الآية فآذنّي {حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى} [البقرة: 238] قال: فلمّا بلغتها آذنتها، فأملت: (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا للّه قانتين) ).
•عن أبي سلمة قال: أخبرني عمرو بن نافعٍ، مولى عمر بن الخطّاب قال: (مكتوبٌ في مصحف حفصة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر)، فلقيت أبيّ بن كعبٍ، أو زيد بن ثابتٍ، فقلت: يا أبا المنذر، قالت كذا وكذا، فقال: هو كما قالت، أو ليس أشغل ما نكون عند صلاة الظّهر في عملنا ونواضحنا) ).[المصاحف: 216-211]
*مصحف أمّ سلمة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
•عن عبد اللّه بن رافعٍ، مولى أمّ سلمة، أنّها قالت له: " اكتب لي مصحفًا، فإذا بلغت هذه الآية فأخبرني {حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى} [البقرة: 238] قال: فلمّا بلغتها آذنتها فقالت: اكتب (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر). المصاحف:216-219].
&مصاحف التابعين.
•مصحف عطاء بن أبي رباحٍ مولى حبيبة بنت أبي نخراه الفهريّة.
قال أبو بكر السجستاني : حدّثنا عليّ بن القاسم الكنديّ، عن طلحة، عن عطاءٍ أنّه قرأ: (يخوّفكم أولياءه).
•مصحف عكرمة مولى ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنه.
قال أبوبكر السجستاني : عن عمران بن حديرٍ، عن عكرمة أنّه كان يقرؤها: (وعلى الّذين يطوّقونه)
وقال - حدّثنا محمّد بن إسماعيل، وعليّ بن حربٍ قالا: حدّثنا ابن الفضل، عن عاصمٍ الأحوال، عن عكرمة أنّه كان يقرأ هذا الحرف: (قتلٌ فيه). [المصاحف: 220]
•مصحف مجاهدٍ أبي الحجّاج، وهو ابن جبرٍ مولى بني مخزومٍ.
قال أبوبكر السجستاني :عن حميدٍ، عن مجاهدٍ، أنّه كان يقرأ: (فلا جناح عليه ألّا يطّوّف بهما). [المصاحف: 221]
•مصحف سعيد بن جبيرٍ.
قال أبوبكر السجستاني : عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، أنّه قرأ: (وعلى الّذين يطوّقونه).
وقال :حدّثنا أبو الصّهباء قال: سمعت سعيد بن جبيرٍ، يقرؤها: (فإذا هي تلقم ما يأفكون). [المصاحف:221-222]
•مصحف الأسود بن يزيد وعلقمة بن قيسٍ النّخعيّين.
قال أبوبكر السجستاني : عن شيبان، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: كان علقمة، والأسود يقرآنها (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضّالّين). ) .[المصاحف: 222]
•مصحف محمّد بن أبي موسى شاميّ.
قال أبوبكر السجستاني : عن الثّوريّ، عن داود بن أبي هند، عن محمّد بن أبي موسى: (ولكنّ الّذين كفروا يفترون على اللّه الكذب وأكثرهم لا يفقهون).)[المصاحف: 223]
•مصحف حطّان بن عبد اللّه الرّقاشيّ بصريّ.
قال أبوبكر السجستاني : عن أبي هارون الغنويّ قال: ( كان حطّان بن عبد اللّه يحلف عليها: (وما محمّدٌ إلّا رسولٌ قد خلت من قبله رسلٌ) ).[المصاحف: 223]
•مصحف صالح بن كيسان مدينيّ.
قال أبوبكر السجستاني : حدّثنا أبو عمر بن خلّادٍ، حدّثنا ابن عيينة يقول: (قرأ صالح بن كيسانٍ: (وجاءهم البيّنات)، {وجاءتهم البيّنات}، فقال: جماع المذكّر والمؤنّث سواءٌ، وقال: (يكاد) و {تكاد السّموات} ).)[المصاحف: 224]
•مصحف طلحة بن مصرّفٍ الأياميّ وبنو أيامٍ من همدان كوفيّ.
•مصحف سليمان بن مهران الأعمش.
قال أبوبكر السجستاني : حدّثنا عبد اللّه بن سعيدٍ، ومحمّد بن الرّبيع قالا: حدّثنا أبو نعيمٍ قال: سمعت الأعمش قرأ: (الم اللّه لا إله إلّا هو الحيّ القيّام)، ولم يذكر ابن الرّبيع إلّا -القيّام- فقط )
- حدّثنا شعيب بن أيّوب، حدّثنا يحيى، حدّثنا الحسن بن عليٍّ قال: قرأ سليمان (فيضاعفه) بالرّفع والألف، فيوافقه أبو عمرو بن العلاء عليه )
- حدّثنا شعيبٌ، عن يحيى، عن ابن إدريس قال: سمعت الأعمش، (يقرأ (أنعامٌ وحرثٌ حرجٌ)، فقال عبد اللّه بن سعيدٍ القرشيّ: حرجٌ وحجرٌ سواءٌ ). [المصاحف:224-225]
&باب ما كتب الحجّاج بن يوسف في المصحف.
*ماغيره الحجاج في مصحف عثمان.
غير الحجاج أحد عشر حرفاً ، عن عوف بن أبي جميلة، أنّ الحجّاج بن يوسف غيّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفًا قال: كانت في البقرة (لم يتسنّ وانظر) بغير هاءٍ فغيّرها {لم يتسنّه} [البقرة: 259] بالهاء، وكانت في المائدة (شريعةً ومنهاجًا) فغيّرها {شرعةً ومنهاجًا} [المائدة: 48]، وكانت في يونس (هو الّذي ينشركم) فغيّره {يسيّركم} [يونس: 22]، وكانت في يوسف (أنا آتيكم بتأويله) فغيّرها {أنا أنبّئكم بتأويله} [يوسف: 45]، وكانت في المؤمنين ). [المصاحف: 157]
(سيقولون للّه للّه للّه) ثلاثتهنّ، فجعل الأخريين (اللّه اللّه)، وكانت في الشّعراء في قصّة نوحٍ (من المخرجين)، وفي قصّة لوطٍ (من المرجومين) فغيّر قصّة نوحٍ {من المرجومين} [الشعراء: 116] وقصّة لوطٍ {من المخرجين} [الشعراء: 167]، وكانت الزّخرف (نحن قسمنا بينهم معايشهم) فغيّرها {معيشتهم} [الزخرف: 32]، وكانت في الّذين كفروا (من ماءٍ غير ياسنٍ) فغيّرها {من ماءٍ غير آسنٍ} [محمد: 15]، وكانت في الحديد (فالّذين آمنوا منكم واتّقوا لهم أجرٌ كبيرٌ)، فغيّرها {وأنفقوا} [البقرة: 195]، وكانت في إذا الشّمس كوّرت (وما هو على الغيب بظنينٍ) فغيّرها {بضنينٍ} [التكوير: 24] ). [المصاحف: 156-158]. ذكره أبو بكر السجستاني.
*فالخلاصة من هذه المصاحف ، يتمثل في نقاط عدة.
•أن الله تكفل بحفظ هذا القرآن من التحريف ، وخص هذا الحفظ بكتابه ،ووعد من الله لايتخلف ،قال تعالى :( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ).
•من حفظ الله لكتابه جعل الأصل فيه التلقي والمشافهه وحفظ في الصدور ،وهذا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي خصيصة من الله سبحانه لهذه الأمة.
•الأصل في القراءة التوقيف والاقتصار على التلقي والمشافهة ، وعلى المتيسر من وجود حروفه المتعددة للرحمة والتيسير كما في حديث الأحرف السبعة المتواتر، وهو أصل أجمع عليه القراء من الصحابة ومن تبعهم ،فقالوا :( القراءة سنة ماضية يأخذها الآخر عن الأول .
•الأصل في القراءات عدم المراء والتخطئة لبقية الحروف ،لحديث ابن مسعود مما أخرجه البخاري حينما اختلفت عليه القراءة وذهب لرسول الله فعرف في وجهه الكراهية :( فقال لاتختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا ).
•الجمع العثماني ليس جمعاً شخصياً ، بل هو اتفاق تام ، وتكاتف بين الصحابة والقراء منهم ،واجماع منهم على ماكتب وسمع من رسول الله .