دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 ربيع الثاني 1438هـ/11-01-2017م, 07:03 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة المشري مشاهدة المشاركة
(قال تعالى‏:‏‏{‏‏ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ‏}‏‏ ‏[‏الحديد‏:‏ 16‏]‏

أيها المؤمنون ، ألم يحِن الوقت بعد لأن تخشع قلوبكم لآيات ربكم ؟ أما آن للقلوب أن تذل لأمر الله ونهيه ؟ ،أما آن أن تستسلم لحكمه ؟ أما آن أن تسكنها عظمة الله ومحبته ، وهيبته ، أم أنه حال بينها وبينه ضعف اليقين بأن ذكره الحق ، وأنه نزل من عند الحق ، وبالحق نزل ، وأن وعده ووعيده الحق ،هذا مع شدّة تعلق القلوب بالباطل ، وبالفاني الزائل ؟
عجباً لمضغة لحم لا تلين لأمر ربها ولا تخشع ، ولو أنزل هذا القرآن على جبل ( لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ) ، أسفاً على قلب أقسى من الحجارة ، لكنه مع ذلك قابل لأن يلين متى ما سعى صاحبه في خشوعه ، وأزال عنه أسباب القسوة .
فهذا الذكر فضل الله ورحمته عليكم ، ميسّر بين أيديكم ، فيه حياة قلوبكم ، وشفاء أسقامكم ، فهل وعيتم خطابه ، أم ذهلتم عن عتابه ؟
تالله إنّ في كل آية فيه عبرة ، وفي كل سورة منه ذكرى ، قد آن لنا أن نستمع لحديثه سماع قلب ، وآن لنا أن نتدارس قصصه تدارس فَهم ، وآن لنا أن نصغي لمواعظه الجليلة ، وأن تمتلئ قلوبنا به وتفيض حتى لا يكون لسواه مكانا ، ولا نبغي به بدلا .
أخرج مسلم عن ابن مسعود قال :( ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية : ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله إلا أربع سنين ) .
قال الحسن : استبطأهم وهم أحب خلقه إليه ، ذكره القرطبي .
ولله در شوقي حين قال :
على قدرِ الهوى يأْتي العِتابُ
ومَنْ عاتبتُ يَفْديِه الصِّحابُ
فيا لله من صحبٍ كرامٍ عاتبهم الكريم سبحانه .
ولا تحسبوا أنّ أثر هذه الآية قاصر ٌعلى الصحابة ، بل إنّ لهذه الآية وقعاً خاصًّا على القلوب وكم سمعنا من قصص الذين اهتدوا بها ، ذكر القرطبي في تفسيره أنّ الفضيل بن عياض كان سبب توبته أنه عشق جارية فواعدته ليلا ، فبينما هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع قارئا يقرأ : ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله فرجع القهقرى وهو يقول : بلى والله قد آن ، فآواه الليل إلى خربة وفيها جماعة من السابلة ، وبعضهم يقول لبعض : إن فضيلا يقطع الطريق . فقال الفضيل : أواه أراني بالليل أسعى في معاصي الله ، قوم من المسلمين يخافونني ! اللهم إني قد تبت إليك ، وجعلت توبتي إليك جوار بيتك الحرام .
إنّ القلوب تحتاج في كل وقت إلى أن تُذكّر بما أنزله الله، وتناطق بالحكمة، ولا ينبغي الغفلة عن ذلك، فإن ذلك سبب لقسوة القلب وجمود العين ، قاله السعدي .
لذلك صار حكم الخشوع واجبا ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
( إن قيل‏:‏ فخشوع القلب لذكر اللّه وما نزل من الحق واجب‏.
‏‏ قيل‏:‏ نعم، لكن الناس فيه على قسمين‏:‏ مقتصد وسابق، فالسابقون يختصون بالمستحبات، والمقتصدون الأبرار‏:‏ هم عموم المؤمنين المستحقين للجنة، ومن لم يكن من هؤلاء، ولا هؤلاء، فهو ظالم لنفسه ، وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم "اللّهم، إني أعوذ بك من عِلْمٍ لا ينفع، وقلب لا يخشع، ونَفْسٍ لا تَشْبَعُ، ودعاء لا يُسْمَع‏"‏‏‏ ).
وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن قتادة في الآية قال : كان شداد بن أوس يقول : أول ما يرفع من الناس الخشوع ، ذكره السيوطي .
وعلى المرء أن يُذهب عن نفسه أسباب الغفلة ، ويجاهدها في تحصيل الخشوع ، ويسأل الله ويتضرع إليه أن يرزقه ذلك ، وأن يدخله في زمرة المؤمنين الخاشعين ، الذين أثنى الله عليهم في كتابه ، قال تعالى :
‏‏( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ‏}‏‏ ‏[‏الزمر‏:‏23‏]‏،
فخشية الله تعالى تثمر لين القلوب الذي هو الخشوع ، وعكس ذلك القسوة التي نهى الله عنها ، وذمّ المتصفين بها ، من الذين آتاهم الله الكتاب وكان الأجدر بهم أن يخضعوا له ويخشعوا ، لكنهم غلبت عليهم نفوسهم وسبتهم شهواتهم ، حتى غرقوا في الغفلة ، ثم قست قلوبهم ، حتى صارت أقسى من الحجارة ، وتجرأت على كلام ربها بالتحريف والتبديل ، فاحذروا أيها المسلمون أن تسيروا في ركابهم فتغفل قلوبكم ، ثم تقسو، ثم تفسق ، ولا تستهينوا بتحذير الله لكم ، فإن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم سالكون سبيل أهل الكتاب لا محالة كما أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم ، وبتنا نرى بوادر ذلك في إعلامنا العربي ، وفي عقول شبابنا المهاجرة ،
وفي الأئمة المضلّين ، الذين غلبتهم شهواتهم ، فطفقوا يثيرون الشبهات ، ويهدمون الأصول ، ويحرّفون الكلم عن مواضعه ، يأخذون عَرَض هذا الأدنى ويقولون سيُغفر لنا ، فلا أقلّ من أن تحذروهم إن لم تتمكنوا من جهادهم ، قال أبو جعفر الطبري : جاء عتريس بن عرقوب إلى ابن مسعود، فقال: يا عبد الله هلك من لم يأمر بالمعروف وينه عن المنكر، فقال عبد الله: هلك من لم يعرف قلبه معروفا، ولم ينكر قلبه منكرا، إن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد، وقست قلوبهم اخترعوا كتابا من بين أيديهم وأرجلهم، استهوته قلوبهم، واستحلته ألسنتهم، وقالوا: نعرض بني إسرائيل على هذا الكتاب، فمن آمن به تركناه، ومن كفر به قتلناه، قال: فجعل رجل منهم كتاب الله في قرن، ثم جعل القرن بين ثندوتيه؛ فلما قيل له: أتؤمن بهذا؟ قال: آمنت به، ويوميء إلى القرن الذي بين ثندوتيه، ومالي لا أومن بهذا الكتاب، فمن خير مللهم اليوم ملة صاحب القرن.
اللهم إنا نسألك علما نافعا ، وقلباً خاشعاً ، ولساناً ذاكرا ، وعملاً متقبلا ، ونعوذ بك من مضلّات الفتن ما ظهر منها وما بطن .
بارك الله فيك وأحسن إليك.
وما كتبتيه حسن مؤثّر -تقبّل الله منك- لكنه لا ينطبق عليه بدقّة وصف الرسالة التفسيرية المكتوبة بالأسلوب الوعظي.
فقولنا (رسالة تفسيرية) أي أنها تفسّر آية محدّدة، وقولنا (مكتوبة بالأسلوب الوعظي) أي مخاطبة المتلقّين لها ترغيبا وترهيبا بما دلّت عليه الآية من الهدايات وما اشتملت عليه من الفوائد ليتحصّل مقصود الخطاب التفسيري الوعظي وهو هداية الناس بالقرآن، فالأصل إذا هو تفسير الآية.
وقد تعرّضتِ بالفعل لبعض مسائل الآية المهمّة لكنها غير مرتّبة، ولم تكن وفق تخطيط محدّد، لذلك يجب أولا تدبّر ألفاظ الآية واستخلاص مسائل الآية جيدا بالنظر إليها أولا، ومحاولة استخراج الفوائد السلوكية التي دلّت عليها، ومن ثمّ الاستفادة منها في كتابة الرسالة عند الحديث عن كل مسألة.
والتحرير العلمي السليم هو أصل كتابة الرسالة الوعظية لكن طريقة العرض تختلف، فإننا نأخذ من كلام المفسّرين الخلاصة فقط بعيدا عن مسائل الخلاف، ونعرضها للمتلقّين في قالب سهل يوضّح المراد ويؤثّر في النفوس، كما أننا قد نترك من المسائل ما لا يناسب مقام الوعظ وأفهام المتلقّين، وليس المقصود ترك التحرير بالكلية.
ومن المفيد الكلام عن سبب النزول -إن وجد وصحّ- ومناسبة الآية للسياق، لأنه مما يزيد المعنى وضوحا.
بعد التقديم للرسالة، قسّمي الآية وفسّريها جملة جملة مع التنبيه على الهدايات التي دلّت عليها كل جملة منها واحرصي على التنبيه على ما فيها من حسن البيان وبلاغة الأسلوب، عندئذ لك أن تستفيضي مع التفسير بالعبارات المؤثّرة والنقولات النافعة والقصص، والاستشهاد لذلك كله بالشواهد القرآنية والأحاديث النبوية التي تزيد خطابك ثراء ووضوحا وتأثيرا.
وأوصيك بمراجعة النماذج الموضوعة في درس الأسلوب الوعظي وملاحظة أسلوب الكاتب.
التقويم: ب
بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir