دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 شوال 1437هـ/25-07-2016م, 03:41 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي التطبيق الثاني على استخلاص مسائل التفسير

تطبيقات على استخلاص مسائل التفسير
التطبيق الثاني


استخلص مسائل التفسير الواردة في المثال التالي:


اقتباس:
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ (2)
وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ (4)} النجم.


قال السعدي رحمه الله في تفسيره:
(يقسم تعالى بالنجم عند هُوِيِّه أي: سقوطه في الأفق في آخر الليل عند إدبار الليل وإقبال النهار، لأن في ذلك من آيات الله العظيمة، ما أوجب أن أقسم به، والصحيح أن النجم، اسم جنس شامل للنجوم كلها، وأقسم بالنجوم على صحة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الوحي الإلهي، لأنّ في ذلك مناسبة عجيبة، فإن الله تعالى جعل النجوم زينة للسماء، فكذلك الوحي وآثاره زينة للأرض، فلولا العلم الموروث عن الأنبياء، لكان الناس في ظلمة أشد من الليل البهيم.


والمقسم عليه، تنزيه الرسول صلى الله عليه وسلم عن الضلال في علمه، والغيِّ في قصده، ويلزم من ذلك أن يكون مهتدياً في علمه، هادياً، حسن القصد، ناصحاً للأمة، بعكس ما عليه أهل الضلال من فساد العلم، وفساد القصد، وقال { صَاحِبُكُمْ } لينبههم على ما يعرفونه منه، من الصدق والهداية، وأنه لا يخفى عليهم أمره، { وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } أي: ليس نطقه صادراً عن هوى نفسه، { إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ } أي: لا يتبع إلا ما أوحى الله إليه من الهدى والتقوى، في نفسه وفي غيره.

ودلّ هذا على أن السنة وحي من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى:
{ وَأَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ }[النساء: 113] وأنه معصوم فيما يخبر به عن الله تعالى وعن شرعه، لأن كلامه لا يصدر عن هوى، وإنما يصدر عن وحي يوحى).

وقال ابن عطية الأندلسي رحمه الله في تفسيره:

(أقسم الله تعالى بهذا المخلوق تشريفاً له وتنبيهاً منه ليكون معتبراً فيه حتى تؤول العبرة إلى معرفة الله تعالى. وقال الزهري، المعنى: ورب النجم، وفي هذا قلق مع لفظ الآية.
واختلف المتأولون في تعيين النجم المقسم به فقال ابن عباس ومجاهد والفراء، وبينه منذر بن سعيد: هو الجملة من القرآن إذا تنزلت، وذلك أنه روي أن القرآن نزل على محمد صلى الله عليه وسلم نجوماً أي أقداراً مقدرة في أوقات ما، ويجيء { هوى } على هذا التأويل بمعنى: نزل، وفي هذا الهُويّ بُعد وتحامل على اللغة، ونظير هذه الآية قوله تعالى: { فلا أقسم بمواقع النجوم }[الواقعة: 75]، والخلاف في هذا كالخلاف في تلك، وقال الحسن ومعمر بن المثنى وغيرهما: { النجم } هنا اسم جنس، أرادوا النجوم إذا هوت، واختلف قائلو هذه المقالة في معنى: { هوى } فقال جمهور المفسرين: { هوى } إلى الغروب، وهذا هو السابق إلى الفهم من كلام العرب، وقال الحسن بن أبي الحسن وأبو حمزة اليماني { هوى } عند الإنكدار في القيامة فهي بمعنى. قوله: { وإذا الكواكب انتثرت }[الانفطار: 2]، وقال ابن عباس في كتاب الثعلبي هو في الانقضاض في أثر العفرية وهي رجوم الشياطين، وهذا القول تساعده اللغة، والتأويلات في { هوى } محتملة، كلها قوية ومن الشاهد في النجم الذي هو اسم الجنس قول الراعي:
فباتت تعدّ النجم في مُستَحيرة *** سريع بأيدي الآكلين جمودها.
يصف إهالة صافية، والمستحيرة: القدر التي يطبخ فيها، قاله الزجاج. وقال الرماني وغيره: هي شحمة صافية حين ذابت.
وقال مجاهد وسفيان: { النجم } في قسم الآية الثريا، وسقوطها مع الفجر هو هويها، والعرب لا تقول النجم مطلقاً إلا للثريا، ومنه قول العرب:

طلع النجم عشاء *** فابتغى الراعي كساء
طلع النجم غدية
*** فابتغى الراعي شكية
و { هوى } على هذا القول يحتمل الغروب ويحتمل الانكدار، و { هوى } في اللغة معناه: خَرَقَ الهواءَ ومقصده السُّفل أو مسيره إن لم يقصده إليه، ومنه قول الشاعر:

هوى ابني من شفا جبل *** فزلّتْ رجله ويده
وقول الشاعر:
وإن كلام المرء في غير كنهه *** لكالنبل تهوي ليس فيها نصالها
وقول زهير:

..... هُوِيَّ الدلو أسلمها الرشاءُ
ومنه قولهم للجراد: الهاوي، ومنه هُوىّ العقاب.

والقسم واقع على قوله: { ما ضل صاحبكم وما غوى } و"الضلال" أبداً يكون من غير قصد من الإنسان إليه. و"الغَيّ" شيء كأنه يتكسّبه الإنسان ويريده، فنفى الله تعالى عن نبيه هذين الحالين، وغوى الرجل يغوي إذا سلك سبيل الفساد والعوج، نفى الله تعالى عن نبيه أن يكون ضل في هذه السبيل التي أسلكه الله إياها، وأثبت له تعالى في سورة الضحى أنه قد كان قبل النبوة ضالاً بالإضافة إلى حاله من الرشد بعدها.

وقوله تعالى: { وما ينطق عن الهوى } يريد أن محمداً صلى الله عليه وسلم ليس بمتكلم عن هواه، أي بهواه وشهوته. وقال بعض العلماء: المعنى: وما ينطق القرآنُ المنزّل عن هوى وشهوة، ونسب النطق إليه من حيث تفهم عنه الأمور كما قال: { هذا كتابنا ينطق }[الجاثية: 29] وأسند الفعل إلى القرآن ولم يتقدم له ذكر لدلالة المعنى عليه.

وقوله: { إن هو إلا وحي يوحى } يراد به القرآن بإجماع، والوحي: إلقاء المعنى في خفاء، وهذه العبارة [أي الوحي] تعمّ المَلَك والإلهام والإشارة وكل ما يحفظ من معاني الوحي.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir