دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 صفر 1438هـ/21-11-2016م, 11:58 AM
شقحه الهاجري شقحه الهاجري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 124
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن هو أن تقول : القرآن كلام الله وتقف، فلا تقول: مخلوق ولا غير مخلوق.

وسبب وقوف بعض أهل الحديث لأنهم* ينكرون على من يقول: إن القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أن كلام الله مخلوق.
لكنهم قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت.


س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
*عفان بن مسلم الصفار شيخ الإمام أحمد، وكان شيخا كبيرا في الرابعة والثمانين من عمره لما امتحن، وكان رجلا فقيرا، وفي داره نحو أربعين إنسانا،*** وكان رجلاً فقيراً ، وفي داره نحو أربعين إنسانا، ويجرى عليه من بيت المال ألف درهم كل شهر.

*
* يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، وابن أبي مسعود.

أمر المأمون بإحضارهم إليه في الرقة ولم يُمتحنوا في بلدانهم وإنما أحضروا إليه فامتحنوا فهابوه وخافوا معارضته فأجابوا وأطلقوا.

وفي دمشق ورد كتاب المأمون على إسحاق بن يحيى بن معاذ أمير دمشق، أن أحضر المحدثين بدمشق فامتحنهم؛ فأحضر هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري، وكان والي دمشق يجلّ هؤلاء العلماء ولا يقوى على مخالفة أمر الخليفة، فامتحنهم امتحانا ليس بالشديد، فأجابوا، خلا أحمد بن أبي الحواري الناسك العابد.
وامتحن أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني قاضي دمشق وهو من شيوخ الإمام أحمد، وكان موصوفا بالعلم والفقه، وكان عظيم القدر عند أهل الشام.

الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقب بسجادة، ومعهم جماعة من أهل الحديث.
وعذب الإمام أحمد بن حنبل وحبس في عهد المأمون والمعتصم واول عهد الواثق حتى عاد إلى الحق .


س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.

1_الموقف الأول: موقف الجهمية المتسترة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتسترون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
2_الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غير جار على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشراك، قال: إن القرآن كلام الله، فإذا تلفظنا به صار مخلوقا،* وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.

3_الموقف الثالث: موقف داوود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم، وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنه تأولها على مذهبه في القرآن؛ فإن له قولا في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).
قال الذهبي: (هذه التفرقة والتفصيل ما قالها أحد قبله فيما علمت).

4_الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقالالتباسه، وبدعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق واشتدوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، خشية التذرع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم وبينوا أن أفعال العباد مخلوقة.
5_الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
*حتى إن منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد كما تقدم عن أبي طالب وأن الإمام أحمد أنكر عليه وتغيظ عليه وأنه رجع عن ذلك لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم.
ومنهم محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن، وابن منده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاء الهمذاني.

س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.

كان يجد في حديث خباب: "إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه ") دليل يدل على عدم تقبته في هذا الأمر .
ومما يستفاد من هذه المحنة انه إن كنت رأس قوم ومن أكابر علمائهم فلا يحق لك التقية حتى لا يفتتن بك الناس ولا ينشر عنك في كتب العلم انك قلت بقول لم يقله أحد.

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية، فأداه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكن من رد بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم فاغتر بذلك،* وكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالا لم تكن تعرف في الأمة .
وقد رد عليه طائفة من علماء أهل السنة:
قال ابن تيمية: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقه، ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبرا صار في الأتباع ذراعا ثم باعا حتى آل هذا المآل فالسعيد من لزم السنة)
قال الإمام أحمد: (لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عن السنة فإنه لا يؤول أمره إلى خير).
وقال أبو محمد البربهاري ( احذر صغار المحدثات من الأمور فإن صغار البدع تعود كبارا).
وكان البربهاري شيخ الحنابلة في زمانه، مهيباً مسموع الكلمة كثير الأتباع، وهو معاصر لأبي الحسن الأشعري، فدخل عليه أبو الحسن وعرض عليه ردوده على المعتزلة ؛ فأنكر عليه أبو محمد البربهاري طريقته.
وفي القرن الخامس ألف الإمام الحافظ أبو نصر السجزي في الرد على ابن كلاب والأشعري والقلانسي رسالته في الحرف والصوت، وكتاب الإبانة، واجتهد في نصرة السنة والذب عنها.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 صفر 1438هـ/21-11-2016م, 10:13 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إكرام الأحمد مشاهدة المشاركة
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الواقفة هم الذين يقولون: القرآن كلام الله ويقفون، فلا يقولون: مخلوق ولا غير مخلوق.
طائفة من أهل الحديث؛ قالوا بالوقف، وأخطؤوا في ذلك؛ ومنهم من دعا إلى القول بالوقف.
وهؤلاء ينكرون على من يقول: إنّ القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أنّ كلام الله مخلوق.
لكنّهم قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت.
وقد ظنَّ من وقف من المحدّثين أنّ الكلام في هذه المسألة كلَّه من الخوض المنهي، وليس الأمر كما ظنّوا.
وكان هذا اجتهاد منهم أخطؤوا فيه رحمهم الله؛ فإنّ كلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله ليست مخلوقة، ولو كانت المسألة لم يُتكلّم فيها بالباطل ويُمتحن الناسُ فيها لكان يسعهم السكوت؛ فأمّا مع ما حصل من الفتنة وحاجة الناس إلى البيان، وكثرة تلبيس الجهمية؛ فلا بدّ من التصريح بردّ باطلهم، وأن لا يترك الناس في عماية؛ فيكونوا أقرب إلى قبول الأقوال المحدثة.


س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
1- في عهد المأمون:
أوّلَ من امتحن من العلماء عفّان بن مسلم الصفّار شيخ الإمام أحمد، وكان شيخاً كبيراً في الرابعة والثمانين من عمره لمّا امتحن، وكان رجلاً فقيراً ، وفي داره نحو أربعين إنساناً، ويُجرى عليه من بيت المال ألف درهم كلّ شهر.
وأيضا: يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، وابن أبي مسعود. أمر المأمون بإحضارهم إليه في الرقّة ؛ ولم يُمتحنوا في بلدانهم؛ وإنما أحضروا إليه؛ فامتحنوا فهابوه وخافوا معارضته؛ فأجابوا وأطلقوا.
وفي دمشق: هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري، وكان والي دمشق يجلّ هؤلاء العلماء ولا يقوى على مخالفة أمر الخليفة؛ فامتحنهم امتحانا ليس بالشديد، فأجابوا، إلا أحمد بن أبي الحواري الناسك العابد.
وكذلك أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني قاضي دمشق وهو من شيوخ الإمام أحمد
وفي بغداد: الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة، ومعهم جماعة من أهل الحديث، ومحمّد بن نوح.
وفي تلك المدّة كانت المحنة جارية على أهل العلم؛ فامتحن جماعة من العلماء؛ فمنهم من أجاب ترخّصاً بعذر الإكراه، ومنهم من حُبس، ومنهم من عُزل، ومنهم ضُرب، ومنهم أوذي بالتفريق بينه وبين أهله، وبأنواع أخرى من الأذى؛ وكانت أعناق العامّة ممتدّة إلى أحمد بن حنبل لأنه كان رأس أهل الحديث في زمانه.

2- في عهد المعتصم:
وفي الكوفة: أُخذ أبو نعيم الفضل بن دكين وكان شيخاً كبيراً قد قارب التسعين؛ فأدخل على الوالي مع جماعة من أهل الحديث منهم أحمد بن يونس وابن أبي حنيفة؛ فامتحنه الوالي: فقال أبو نعيم: (أدركت الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ، الأعمش فمن دونه يقولون: القرآن كلام الله).
وفي رواية: (فما رأيتُ خَلقاً يقول بهذه المقالة -يعني بخلق القرآن - ولا تكلم أحد بهذه المقالة إلا رُمي بالزَّندقة).
ثمّ قطع زرّا من قميصه وقال: عنقي أهون علي من زري هذا. ثمّ طُعن في عنقه وأصابه كسر في الصدر، ومات بعد يوم من جراحته، قبل خروج الإمام أحمد بنحو شهر.
وفي البصرة: أُخذ العباس بن عبد العظيم العنبري، وعلي بن المديني؛ فامتحنا فلم يجيبا في أول الأمر؛ فأما العباس فأقيم فضرب بالسوط حتى أجاب، وعلي بن المديني ينظر إليه؛ فلما رأى ما نزل بعباس العنبري وأنّه قد أجاب أجاب مثله، ولم يُنل بمكروه ولا ضرب؛ فكان الإمام أحمد يعذر العباس ولا يعذر عليّا لذلك.

3- في عهد الواثق:
أبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي؛ عالم مصر ومفتيها، وكان يقول: إنما خلق الله الخلق بـ"كن"، فإذا كانت مخلوقة، فكأن مخلوقا خلق بمخلوق، ولئن أدخلت عليه لأصدُقنه -يعني: الواثق- ولأموتن في حديدي هذا حتى يأتي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم). وترك في السجن إلى أن مات في قيوده
وممن حُبس في تلك المحنة: الحافظ المحدّث محمود بن غيلان المروزي نزيل بغداد من شيوخ البخاري ومسلم.

س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة؛ لأنها أخف شناعة عليهم عند العامّة، ولأنّها أقرب إلى قبول الناس لها؛ فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن.
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم، وكان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً وقوّة بيان وتصرّفاً في الاستدلال، وكان مولعاً بكتب الشافعيّ في أوّل عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباً كثيرة.

س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.
لأنه محل اقتداء الناس ونظرهم، فخشي أن يَضل الناس بسبب قوله وإن كان مرخصاً له في حال الإكراه.
ومما يستفاد من خبر محنته:
أن على المؤمن أن يصطبر ويصابر في بيان الحق والثبات عليه، وأن لا يغره كثرة الهالكين وقلة الناجين الذين على الحق، وأن لا يخاف في الله لومة لائم، وأن يوقن بأن عاقبة الصابر حسنة، إن لم ينجو في الدنيا فسيكون جزاؤه على الله، وأن يلتجئ إلى الله ويتضرع له بالفرج مع تسلحه بأسبابه .

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
أنه أراد الردّ على المعتزلة والانتصار لأهل السنة بالحجج المنطقية والطرق الكلامية، فخاض فيما نهى عنه أهل العلم؛ فوقع في بدع أخرى، وخرج بأقوال محدثة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة.
وقد كان أئمة أهل السنة يردّون على المعتزلة وغيرهم بالكتاب والسنة، ولا يتعاطون علم الكلام في الرد عليهم، ولا يتشاغلون به،
وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه).

تم بحمد الله
وأعتذر بشدة على التأخر، كنت مسافرة لعدة أيام
أحسنتِ جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ .ب+
س4 : يوجد سبعة مواقف من مسألة اللفظ أتيتِ بثلاثة منها فقط .
لو لخصتِ الأجوبة بأسلوبك لكان أنفع وأدعى لتثبيت المعلومة وتنمية ملكة التعبير .
تم خصم نصف درجة على التأخير .



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء بنت علي شبير مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن يعني: القول بأن القرآن كلام الله والتوقف في مسألة هل القرآن مخلوق أم غير مخلوق.
أما سبب توقف بعض أهل الحديث في هذه المسألة فيعود لثلاثة أمور:
الأول: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فقالوا لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت.
الثاني: ظن بعض المحدثين أنّ الكلام في هذه المسألة كلَّه من الخوض المنهي.
الثالث: أنهم كرهوا الكلام فيما ليس تحته عمل، واستدلوا بقول مالكٍ: "الكلام في الدين كلُّه أكرهه، ولم يزل أهل بلدنا يكرهونه، القدرَ ورأيَ جهم، وكلَّ ما أشبهه، ولا أحب الكلام إلا فيما تحته عمل، فأما الكلام في الله فأحبُّ إليَّ السكوتُ عن هذه الأشياء؛ لأن أهل بلدنا ينهون عن الكلام إلا فيما تحته عمل" . والصحيح أن الأمر ليس كما ظنوا فإن الناس قد خاضوا في المسألة وفتنوا بها، وانتشرت الفتنة فوجب على أهل العلم حينئد الصدح بالحق وإزالة اللبس ونفي التشكيك في صفات الله.
............................................................................................................
س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
امتحن وعذب في هذه الفتنة عشرات الأئمة من أهل الحديث عليهم رحمة الله، منهم:
1- عفّان بن مسلم الصفّار شيخ الإمام أحمد امتحن رحمه الله في هذه الفتنة فامتنع عن القول بخلق القرآن فقطع عليه ما كان يجري له من بيت المال.
2- أحمد بن أبي الحواري الناسك العابد، امتحن فلم يجب فسجن فقيل له قل: ما في القرآن من الجبال والشجر مخلوق. فأجاب على هذا، وكتب إسحاق أمير دمشق بإجابته إلى الخليفة.
3- أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني قاضي دمشق وشيخ من شيوخ الإمام أحمد امتحن فقال فامتنع عن القول بخلق القرآن فلما فلما رأى السيف أجاب مترخّصاً بعذر الإكراه، فتركه وأمر بحبسه لأنه قالها خوفا من القتل.
4- وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة امتحنا وحبسا ثم أجابا بالقول في خلق القرآن فخلي عنهما فعذرا بالإكراه كما قال الإمام أحمد.
5- أبو نعيم الفضل بن دكين وكان شيخاً كبيراً قد قارب التسعين امتحن فامتنع عن القول بخلق القرآن وقال: "أدركت الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ، الأعمش فمن دونه يقولون: القرآن كلام الله... ولا تكلم أحد بهذه المقالة إلا رمي بالزندقة" فطعن في عنقه ومات بعد يوم من جراحته
6- أبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي؛ عالم مصر ومفتيها، وتلميذ الشافعي وأعلم أصحابه امتحن فامتنع فقال له والي مصر: "قل فيما بيني وبينك! فقال: لا أقوله، ليس بي أنا، ولكن بي أن يقتدي بي مائة ألف يقولون: قال أبو يعقوب، ولا يدرون المعنى والسبب؛ فيضلون، ولا أقوله أبدا" فقيد وحملت عليه الأثقال والقيود والأغلال حتى مات بها وقد كان يقول: إنما خلق الله الخلق بـ"كن"، فإذا كانت مخلوقة، فكأن مخلوقا خلق بمخلوق، ولئن أدخلت عليه لأصدقنه -يعني: الواثق- ولأموتن في حديدي هذا حتى يأتي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم).
7- أحمد بن نصر الخزاعي وكان شيخاً أبيض الرأس واللحية، فأُوقف على النطع مقيّداً؛ وامتحنه الواثق بنفسه، قال له: ما تقول في القرآن؟ قال: كلام الله... فناظره فيه فامتنع عن الإجابة وأثبت رؤية الله فاستباح الخليفه دمه بعد استشارة قضاته فتولى قتله بنفسه فضربه بالسيف حتى مات ثم عُلّق رأسه رحمه الله في بغداد، وصُلب جسده في سامرا، وبقي مصلوباً ستّ سنين ؛ ثمّ جمع رأسه وجسده ودفع إلى أهله فدفنوه، واجتمع لتشييعه ودفنه ما لا يحصى من العامّة.
8-فضل بن نوح الأنماطي؛ امتحن فلم يجب فضُرب، ثمّ فرّق بينه وبين امرأته.
9- محمّد بن نوح امتحن مع الإمام أحمد فامتنع فحبس فمرض واشتد عليه المرض فمات، وقد قال فيه الإمام أحمد: ما رأيت أحداً على حداثة سنّه أقومَ بأمر الله من محمّد بن نوح، وإنّي لأرجو أن يكون قد خُتم له بخير.
10- الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- ناصر السنة وقامع البدعة امتحن فامتنع عن القول بخلق القرآن وعقد له عدة مناظرات مع أهل الكلام فحجهم ثم إنه سجن وهدد بالقتل في عهد المأمون ثم كفاه الله آذاه بدعوته فمات المأمون ثم اشتدت عليه المحنة مرة اخرى في عهد المعتصم فضرب حتى قيل: إنه ضرب أكثر من ثلاثين سوطا وأغمي عليه عدة مرات، ثم ندم المعتصم على ضربه لشيخ مسن فأطلق صراحه وظل يعالج جراحه ويطبب وقتا حتى عافاه الله.
.......................................................................................
س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
مسألة اللفظ من المسائل التي كان لها ذيوع وانتشار وافتتن بها الناس وتعددت مواقفهم فيها وفيما يأتي عرض موجز لها:
1/ الجهمية الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهؤلاء من أشد الناس فرحا بهذه المقالة؛ لأنها أخف عليهم، وأقرب إلى قبول الناس لها؛ ومن ثم يتدرجون معهم حتى يصلون إلى القول بخلق القرآن صراحة، وقد اشتدّ تحذير العلماء من فتنة الجهمية هذه وذموهم وبينوا فساد قولهم.
2/ طائفة خاضت في علم الكلام وتأثّرت ببعض قول الجهمية دون الأصول، وعلى رأسهم الشرّاك؛ الذي كان يقول: "إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً"، ولا ريب أن هذا صريح قول الجهمية عند التحقيق، ولا شك (إنّ من قال: إنّ القرآن يكون مخلوقًا بالألفاظ، فقد زعم أنّ القرآن مخلوقٌ).
3- الظاهرية وعلى رأسهم داوود بن عليّ بن خلف الظاهري إمام الظاهرية وله قولاً في القرآن لم يسبق إليه فقد قال:(أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق). وحين حدثت الفتنة قال: (لفظي بالقرآن مخلوق)، واشتهر عنه أنه القول بأن القرآن مُحدث أي مخلوق كما هو مشتهر عند المعتزلة لكنّها ليست على المعنى الذي أراده المعتزلة وإنما يقصد أنّ الله يحدث من أمره ما يشاء؛ فيكون حديثًا أي جديداً عند إنزاله أو وقوعه.
4/ أهل الحديث، كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة، فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لا لتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق؛ وذلك خوفا من التوصل بهذا اللفظ إلى إرادة القول بخلق القرآن، وكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم، وحذروا الناس منهم أشد الحذر.
5/ طائفة من أهل الحديث كمحمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وأبو نصر السجزي وغيرهم صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة والتبس الأمر عليهم؛ حتى إنّ منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد كما تقدّم عن أبي طالب وأنّ الإمام أحمد أنكر عليه وتغيّظ عليه وأنّه رجع عن ذلك؛ لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم.
...................................................................................................
س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.
لعل السبب في ذلك يعود إلى أمرين:
الأول: قوة إيمانه وشدة تدينه فقد كان يحدث فيقول:"إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه".
الثاني: خشيته رحمه الله من أن يفتتن الناس في دينهم ولا يتصدى أحد لهذه القتنه فيلتبس على الناس دينهم ويخفى عليهم الحق، وخاصة أنه كان رأس أهل الحديث في زمانه فأعناق الناس مشرئبة لمعرفة رأيه.
وفي هذه القصة فوائد وعبر جليلة لعل من أعظمها:
-أن الله ناصر دينه ولوكره المبطلون، وأن هناك طائفة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله.
- وأنه يجب على العالم وطالب العلم مراعاة حال العامة والحرص على سلامة دينهم، ولو كان على حساب نفسه.
- وأن على العالم إذا وقع في محنة وعلم أنه إن أخذ بالرخصة ضاع الحق والتبس على الناس دينهم وفتنوا؛ أن يصبر على البلاء ويبين الحق ولا يخاف في الله لومة لائم ويتحمل ما يصيبه ابتغاء وجه الله.
- وأنه لاحرج بأخذ الرخصة إذا أكره العالم وأوذي وحبس في الله كما قال تعالى: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان).
..................................................................................................
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
ظهرت بدعة ابن كلاب بسبب تقصيره في معرفة السنة واتباعة للطرق الكلامية والحجج المنطقية عندما أراد الرد على من قال بأن القرآن مخلوق من المعتزلة فأدى خوضه فيما نهي عنه إلى التسليم لبعض أصول أهل البدع الباطلة وغره إفحام بعض كبرائهم فأحدث أقوالا مبتدعة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة منها قوله في القرآن: أنه حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتجزأ ولا يتباعض، ولا يتفاضل إلخ.
وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته فكان الإمام أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره، كما ذكر ذلك ابن خزيمة.

اعتذر على التأخير لظروف خارجة عن إرادتي.
أحسنتٍ جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ . ب+
س4 : فاتكِ ذكر موقف أبي الحسن الأشعري ، وموقف من يرى أن اللفظ بالقرآن غير مخلوق ولكن السماع لقراءة القرآن هو سماع مباشر من الله.
أوصيكِ بتجنب اللون الأحمر في الإجابات حتى لا يختلط بتعليقات المصحح .
تم خصم نصف درجة على التأخير .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 صفر 1438هـ/21-11-2016م, 10:23 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شقحه الهاجري مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن هو أن تقول : القرآن كلام الله وتقف، فلا تقول: مخلوق ولا غير مخلوق.

وسبب وقوف بعض أهل الحديث لأنهم* ينكرون على من يقول: إن القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أن كلام الله مخلوق.
لكنهم قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت.


س2: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
*عفان بن مسلم الصفار شيخ الإمام أحمد، وكان شيخا كبيرا في الرابعة والثمانين من عمره لما امتحن، وكان رجلا فقيرا، وفي داره نحو أربعين إنسانا،*** وكان رجلاً فقيراً ، وفي داره نحو أربعين إنسانا، ويجرى عليه من بيت المال ألف درهم كل شهر.

*
* يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، وابن أبي مسعود.

أمر المأمون بإحضارهم إليه في الرقة ولم يُمتحنوا في بلدانهم وإنما أحضروا إليه فامتحنوا فهابوه وخافوا معارضته فأجابوا وأطلقوا.

وفي دمشق ورد كتاب المأمون على إسحاق بن يحيى بن معاذ أمير دمشق، أن أحضر المحدثين بدمشق فامتحنهم؛ فأحضر هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري، وكان والي دمشق يجلّ هؤلاء العلماء ولا يقوى على مخالفة أمر الخليفة، فامتحنهم امتحانا ليس بالشديد، فأجابوا، خلا أحمد بن أبي الحواري الناسك العابد.
وامتحن أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني قاضي دمشق وهو من شيوخ الإمام أحمد، وكان موصوفا بالعلم والفقه، وكان عظيم القدر عند أهل الشام.

الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقب بسجادة، ومعهم جماعة من أهل الحديث.
وعذب الإمام أحمد بن حنبل وحبس في عهد المأمون والمعتصم واول عهد الواثق حتى عاد إلى الحق .


س3: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.

1_الموقف الأول: موقف الجهمية المتسترة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتسترون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
2_الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غير جار على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشراك، قال: إن القرآن كلام الله، فإذا تلفظنا به صار مخلوقا،* وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.

3_الموقف الثالث: موقف داوود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم، وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنه تأولها على مذهبه في القرآن؛ فإن له قولا في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).
قال الذهبي: (هذه التفرقة والتفصيل ما قالها أحد قبله فيما علمت).

4_الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقالالتباسه، وبدعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق واشتدوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، خشية التذرع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم وبينوا أن أفعال العباد مخلوقة.
5_الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أن القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
*حتى إن منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد كما تقدم عن أبي طالب وأن الإمام أحمد أنكر عليه وتغيظ عليه وأنه رجع عن ذلك لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم.
ومنهم محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن، وابن منده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاء الهمذاني.
فاتكِ ذكر موقف أبي الحسن الأشعري .

س4: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن، وبيّن ما استفدّته من خبر محنته.

كان يجد في حديث خباب: "إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه ") دليل يدل على عدم تقبته في هذا الأمر .
ومما يستفاد من هذه المحنة انه إن كنت رأس قوم ومن أكابر علمائهم فلا يحق لك التقية حتى لا يفتتن بك الناس ولا ينشر عنك في كتب العلم انك قلت بقول لم يقله أحد.

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية، فأداه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكن من رد بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم فاغتر بذلك،* وكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالا لم تكن تعرف في الأمة .
وقد رد عليه طائفة من علماء أهل السنة:
قال ابن تيمية: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقه، ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبرا صار في الأتباع ذراعا ثم باعا حتى آل هذا المآل فالسعيد من لزم السنة)
قال الإمام أحمد: (لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عن السنة فإنه لا يؤول أمره إلى خير).
وقال أبو محمد البربهاري ( احذر صغار المحدثات من الأمور فإن صغار البدع تعود كبارا).
وكان البربهاري شيخ الحنابلة في زمانه، مهيباً مسموع الكلمة كثير الأتباع، وهو معاصر لأبي الحسن الأشعري، فدخل عليه أبو الحسن وعرض عليه ردوده على المعتزلة ؛ فأنكر عليه أبو محمد البربهاري طريقته.
وفي القرن الخامس ألف الإمام الحافظ أبو نصر السجزي في الرد على ابن كلاب والأشعري والقلانسي رسالته في الحرف والصوت، وكتاب الإبانة، واجتهد في نصرة السنة والذب عنها.
أحسنتِ جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ . ب
اختصرتِ إجابات معظم الأسئلة .
أوصيكِ بصياغة الجواب بأسلوبك الخاص ؛ فهذا أدعى لثبات المعلومة وتنمية مهارة التعبير .
تم خصم نصف درجة على التأخير .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الحادي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir