التطبيقات المطلوبة:
1: استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}
- امتن الله سبحانه على عباده بأن أرسل لهم رسول منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ، فمن الواجب عليهم أن يذكروا فضله عليهم في وقت وحين .
- من نعم الله العظيمة أن الله أمر عباده بذكره ، وجعل ذكره فيه طمئنة للقلوب ، فقال تعالى : (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ، ولذا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله في كل حين وفي كل وقت ، وأنه جعل أذكار مخصوصة كأذكار الصباح والمساء ، وأذكار دخول وخروج المنزل وأذكار والنوم والاستيقاظ وغير ذلك ، وأيضا هناك ذكر لله مطلق غير مقيد بوقت ولا سبب .
- وذكر الله لا يقتصر على الذكر بأدعية وأقوال مأثورة وإنما كل ما يقوم به العبد من أعمال ينوي بها رضا الله فهذا ذكر له سبحانه .
- (وقوله : أذكركم) تبين مدى أهمية ذكر الله واستشعار عظمة الذكر ، فمتى ذكر العبد ربه ذكره الله سبحانه ، فإن ذكر الله في نفسه ذكره في نفسه ، وإن ذكر الله في ملأ ذكره في ملأ خير منه .
- ولذا وجب شكر الله على هذه النعم العظيمة ، نعمة إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أرشدنا لذكر الله سبحانه ، ونعمة أمره سبحانه لنا وامتننانه علينا بذكره ، ونعمة ذكره لنا سبحانه إذا ذكرناه .
- استشعار كرم الله سبحانه وجوده وفضله علينا ، فإنه كريم جواد يجازي على القليل بالكثير ، فيذكرنا عندما نذكره وهذا منة منه وكرم وفضل .
- وقوله (لي) تدل على أنه المنعم المتفضل وحده سبحانه ، وأنه المستحق للشكر وحده ، وكل ما سواه فإن شكره تابع لشكر الله سبحانه وتعالى .
- وقوله (ولا تكفرون) فلا نجحد كل هذه النعم العظيمة ، ونكفر بها وننساها كما قال تعالى : (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم) ، كما أن الكفر بالنعم يستوجب زوالها ، وأما شكرها يزيد منها كما قال تعالى : (ولئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد).
2: استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {وإن من شيئ إلا عندنا خزائنه وما ننزّله إلا بقدر معلوم}
- يذكرنا الله سبحانه بأن ما من شيء إلا عند الله خزائنه ، وجاءت كلمة شيء نكره لتدل كل شيء صغيره وكبيره ، فلا شيء يخرج عن قدرة الله وقدره .
- وكلمة (عندنا) تطمئن الإنسان أن كل شيء عنده هو سبحانه ، وهو المتصرف فيها ، ولا أحد يشترك معه أو يتحكم في شيء من ملكه كما قال تعالى : (قل ادعو الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير) ، فلو ملك أحد شيء من خزائن الله لهلكنا ، كما قال تعالى : (قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق) .
- كذلك نعلم ملك الله سبحانه وأن كل شيء عنده خزائنه ، وهو المتصرف فيها بحكمته وعدله وعلمه ، فهو وحده الذي يعلم ما يصلح عباده فينزله بالقدر الذي يكون فيه صلاح معيشتهم كما قال : (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض)
- قوله (بقدر معلوم ) فلا ينزل شيء زائد ولا ناقص ، وكل شيء مقدر بحكمة الله ، وهو معلوم عند الله فلا شيء يخفى عليه في السموات ولا في الأرض .
- نستنبط من الآية أيضا طاعة الملائكة الموكلون بشؤون العباد لله سبحانه ، والقيام بكل ما أمرها الله به وعدم مخالفتها له ، فتقوم بإنزال كل شيء بما قدره الله تعالى .
3: استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}
- يأمر الله سبحانه عباده المؤمنين بألا يكونوا كالأمم السابقة التي عصت أوامره فكان الجزاء من جنس العمل أن أنساهم أنفسهم وما ينجيها من عذاب يوم القيامة .
- أن من موجبات الإيمان التي يتصف بها المؤمنون أنهم لا يكونوا كالذين نسوا الله ، وأنهم في كل أعمالهم في ذكر دائم له سبحانه ، وخوف من عدم قبول الأعمال ، والتفكر الدائم في مصيرهم عند ملاقاة الله سبحانه ، كما قال : (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون)
- وفيه رحمة الله سبحانه ولطفه بعباده المؤمنين ، فهو يوجههم لما فيه خير وصلاح لهم فيأمرهم بالتقوى والنظر فيما قدمت كل نفس لغدها ، ويحذرهم مما يغضبه سبحانه حتى يتجنبوه ، وهو نسياه أوامره .
- ويستلزم من مفهوم المخالفة أن نكون كالذين ذكروا الله ونتبعهم بإحسان ، فيمن الله علينا بأن يلحقنا بهم ، كما قال تعالى (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) .
- وفيه أن صفة الفسق وصفة الإيمان لا تجتمعان ، وإن اجتمعتا فلابد أن تغلب أحدهما الأخرى في النهاية .
- وفيه أن كل من عصى أوامر الله سبحانه فقد اتصف بصفة الفسق ، ولا يستلزم من ذلك الكفر ، فقد يكون موحدا مع اصراره على الكبيرة فلا يخلد في النار .