دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 2 ربيع الثاني 1437هـ/12-01-2016م, 09:49 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

حياكم الله جميعا، ونعتذر لكم من التأخر.
سنتكلم بإذن الله بشيء من التفصيل عن الدلالات السابقة، مع إشارة يسيرة لجملة من الفوائد على سبيل المثال لا الحصر، لأن فهم هذه الدلالات هو الذي يفتح الباب لاستخراج الكثير من الفوائد السلوكية.

- عن أي شيء تتحدث الآيات؟
جاءت الآية في سياق الامتنان على العباد بخلق السماء وما جعل فيها من منافع، وحفظها من استراق الشياطين،
وبسطه الأرض وإرسائها بالجبال وإنباته فيها النبات فقال: { وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي ٱلسَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ (17) إِلاَّ مَنِ ٱسْتَرَقَ ٱلسَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ (18) وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20)}، فلما تجلّت قدرته وعظمته وحكمته للخلق قال: { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ (21)}، فهذه القدرة وهذه الحكمة عمّت جميع المخلوقات.

- ما دلالة منطوق الآية؟
دلّت الآية على أن الله سبحانه وتعالى هو المتصرف في جميع النعم وأن خزائنها بيده سبحانه، يُنزل منها على العباد بقدر محدد وفق حكمة بالغة وعلم تامّ.

- ما دلالة
مفهوم الموافقة؟

دلّت الآية بمفهوم الموافقة على أن الرزق مكفول لكل أحد من الخلق.
قال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأِرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ( 6 )) هود.

- ما دلالة مفهوم المخالفة؟
دلّت الآية بمفهوم المخالفة على أنه ليس لأحد سوى الله شيئا من هذه الخزائن، وليس على أحد سوى الله رزق أحد من العباد.

قال تعالى: { قُل لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ ٱلإِنْفَاقِ وَكَانَ ٱلإنْسَانُ قَتُوراً } الإسراء.
وقال: { أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ ٱلْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ ٱلنَّاسَ نَقِيراً } النساء.



- من لوازم معنى الآية.
دلّت الآية بلازمها على سبق بيان الهدى من الله تبارك وتعالى وما ينفع الناس في دينهم ودنياهم بما نزّله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم مما يستوجب شكره على سابق إنعامه.
لا شكّ أن أعظم الشكر هو صرف هذه النعم في مرضاته تبارك وتعالى.

دلالات الألفاظ والأساليب.
* قوله تعالى: (
وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ)
- ماذا يفيد تنكير لفظة "شيء"؟

لفظة "شيء" أتت نكرة في سياق النفي فدلّت على العموم أي كل شيء يحتاجه العبد، كل شيء دقّ أو عظم سواء كان من أمور الدنيا أو الآخرة، سواء كان مما يحتاجه الفرد أو الجماعة.
المال، الولد، الصحة، الأمن، النصر، النجاح، العلم، الهداية، الطمأنينة، المعونة، التوفيق، الرحمة، المغفرة....
إن تصوّر الأشياء التي يشملها هذا اللفظ وتنوعها وكثرتها يشعر بسعة ملك الله سبحانه وعظمته، فيورث في القلب الخضوع لعظمته وسلطانه واستصغار الملوك سواه.
وإن التفكّر في أنواع هذه النعم ومدى حاجة المؤمن لها يشعره بشدة الافتقار إلى الله ويجعله يتلمّس السبل في تحصيلها بالقرب منه والتودد إليه والانكسار بين يديه.
كما يزجره ذلك عن مخالفة أمره كي لا يستوجب عقوبة الحرمان، قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) البقرة.

- ما الذي أفاده الحرف "إن"
"إنْ" المخفّفة تفيد توكيد الكلام.

- ما الذي أفاده الحرف "من"؟

"من" مزيدة تفيد توكيد الكلام كذلك.

- علام يدلّ أسلوب الاستثناء؟

دلّ أسلوب الاستثناء: "وإن من .....إلا" على الحصر، أي امتلاك الله وحده لجميع النعم وقدرته المطلقة على التصّرف فيها ونفيها عمن سواه، فلا يملك أحد غيره منها شيئا.


- ما الذي يفيده تقديم الخبر؟
أصل الجملة: وإن من شيء إلا خزائنه عندنا، فتقديم الخبر "عندنا" على المبتدأ يفيد الحصر أيضا.
فالآية إذًا دلّت على ملك الله المطلق للنعم وقدرته التامّة على التصرف فيها ونفي ذلك عمّن سواه بجملة من المؤكدات: "إن"، "من" ، أسلوب الاستثناء، وتقديم الخبر.

لا شك أن هذه الدلالة تفتح للعبد أبوابا كثيرة لإحسان عبودية الله تبارك وتعالى، فتأمّل.

- ما معنى إضافة الظرف إلى الله في قوله: "عندنا"؟
دلّت هذه الإضافة على صفات مالك هذه الخزائن ذي الجلال والإكرام مالك الملك، وعلى وجوب التفكر في أسمائه وصفاته وأنه رب رحيم ودود رؤوف، جواد كريم مقيت، عظيم الغنى واسع العطاء، والتنبيه على القيام بأنواع العبودية التي يقتضيها كل اسم منها.

قال تعالى في الحديث القدسي: (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر).
سلام عدل، لا يظلم أحدا ولا يحابي أحدا ولا ينسى أحدا، محمود أن تكفّل برزق عباده ولم يوكل رزقهم إلى أحد من خلقه وإلا هلكوا.

- ما دلالة التكلم بصيغة الجمع "عندنا
دلّت على عظمة مالك هذه الخزائن، فتوقع في القلب مهابته ومحبته، إذ هو المالك القوي القادر، لا ينازعه أحد في ملكه، ولا يخرج مثقال ذرة عن قدرته ومشيئته.

- ما معنى "الخزائن"

الخزائن جمع خزانة وهي اسم لما تُحفظ فيه النفائس والأموال والخيرات.

- علام يدلّ لفظ "الخزائن"؟
لفظ "الخزائن" يُشعر بكثرة هذه الخيرات وعظمتها وتنوعها، وأن لكل منها خزانه، كما قال تعالى:
(أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ) ص، وأنها محفوظة مصانة معدّة للخلق، فتأمل عظمة ربوبية الله، وتأمل حسن تدبيره لك.

هذا اللفظ مع ما سبقه من المؤكدات التي أفادت اختصاص الله وحده بالملك والرزق والتدبير يشعر بغنى الله الكامل وعظمة ملكه واتّساعه وحسن تدبيره للعباد وتولّيه لشؤونهم، مما يوجب محبته والتعلّق به وشكره آناء الليل وأطراف النهار، قال تعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا) إبراهيم.

- دلالة المقصد.

يتبيّن مما سبق أن مقصد قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ) الحثّ على سؤال الله سبحانه ورجاء ما عنده من النعم وما ينفع العبد في دينه ودنياه، وقطع تعلّق القلب بمن سواه، إذ لا يملكون مثال ذرة في السماوات ولا في الأرض.

قال تعالى: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ) سبأ.

وقال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)) غافر.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).
وقال: (من لم يسأل الله يغضب عليه)
.
وصدق من قال:
لا تسألنّ بنيّ آدم حاجة ** وسلِ الذي أبوابه لا تُوصد.
الله يغضبُ إن تركتَ سؤاله ** وبنيّ آدم حين يُسأل يغضب

وإذا كان الله وحده هو المالك لكل شيء والمتصرف في كل شيء وهو المنفرد بالرزق والتدبير، وهو القادر على إجابة السائلين دلّ ذلك على انفراده بالألوهية، إذ قدر هو وعجز غيره، فهل يعقل أن يُعبد سواه؟
قال تعالى: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ (13) إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)) فاطر.

وقال
تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ (40)) الروم.

* قوله تعالى: (
وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ)
- مرجع هاء الضمير في قوله: (ننزّله).
يرجع الضمير إلى كل شيء خزائنه بيد الله سبحانه، فالله سبحانه قد تكفّل برزق العباد من هذه النعم رحمة منه وتفضّلا، سبحانه وحده هو المستحق لجميع أنواع المحامد.

- ما يفيده التعبير بوصف الإنزال.
فيه إثبات لعلو الله سبحانه على خلقه، وما يفيده هذا الإثبات من استشعار عظمته سبحانه وضعف خلقه، مما يوجب الخضوع لعظمته وصرف الأنظار إليه لا إلى سواه، قال تعالى: (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) البقرة.


- ما يفيده مجيء الفعل في المضارع وعلى هذه الصيغة "ننزّله".

يفيد الفعل دوام النزول وتجدده، فعلى العبد أن يديم سؤال ربه حتى يديم عليه نزول النعمة، والسؤال كذلك يكون بالحال لا بالمقال وحده، فلا يدعو العبد بلسانه ويكذّبه عمله، بل بطاعة الله يستجلب الرزق، وبمعصيته يكون حرمانه.

قال تعالى: (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17)) العنكبوت.
وقال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) الأعراف.
وقال:
(وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ) . المائدة.

- معنى (قدر معلوم).
أي كمٌّ محدد مقدّر من الله سبحانه.

- ما يفيده التعبير بلفظ العلم.
يوحي قوله تعالى "معلوم" بأن هذه المقادير وهذه الأرزاق قد قسّمت
بحسب ما تقتضيه حكمته وعلمه وبحسب ما يراه من مصالح العباد، لم تنزل هكذا اعتباطا، وعلى العبد أن يسلّم بتقدير الله له فإنه أعلم بما يصلحه، كما قال: ( وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) الرعد.

- علام يدلّ أسلوب الاستثناء: "وما .....إلا"؟
يدلّ على الله وحده هو المتكفّل بأرزاق العباد وقسمتها، وأن تقسيم هذه الأرزاق تقسيم ناشيء عن علم وحكمة وفق ما تقتضيه مصلحة العباد.

- مفهوم الآية.

محال على الله أن تنزل الأرزاق هكذا دون حساب وتقدير، فإن هذا منافٍ لحكمته وعدله، بل هو منزّه عن ذلك تبارك وتعالى، وقد قال عزّ من قائل:
(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـٰكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ فَتَعَـٰلَى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ) المؤمنون.
والله سبحانه له الحكمة البالغة في كل شيء:
فلو وسّع على خلقه لفسدوا، قال تعالى:
(وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27)) الشورى.
ومن العباد من يصلحهم الغنى، ومن العباد من يصلحهم الفقر، وهو أعلم بخلقه سبحانه،
، قال تعالى: ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ( 49 ) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجَعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ( 50 ) ) الشورى.
فعلى العبد أن يرضى بما قسمه الله له وأن يثق في حكمته وحسن تدبيره له، وأن يقوم بوظيفة العبودية لله على الحال التي اختارها له الله، إما شاكرا وإما صابرا،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له".
وليعلم أن سعة الرزق ليست بكرامة، وأن ضيق الرزق ليس بإهانة، قال تعالى:
( فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا) الفجر، إنما العبرة بقيامه بوظيفته التي خُلق لأجلها.

والرزق نازل لا محالة والمؤمن إذا سأل الله فلابد أن يعطيه، هذا وعد من الله له، (ومن أوفى بعهده من الله)؟
قد يعجّل له سؤاله في الدنيا، أو يؤخره في الآخرة -وهو خير له-، أو يصرف عنه من البلاء مثله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ : إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا ، قَالُوا : إِذًا نُكْثِرُ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَكْثَرُ ).
فعلى العبد الرضى والتسليم ينال بهما سعادة الدارين.


رد مع اقتباس
  #27  
قديم 2 ربيع الثاني 1437هـ/12-01-2016م, 09:58 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

ونختم بكلام قيّم لابن القيّم رحمه الله، ورزقنا مثل ما رزقه من العلم والفهم والهدى:
(( قوله الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ} متضمن لكنز من الكنوز وهو أن كل شيء لا يطلب إلا ممن عنده خزائنه ومفاتيح تلك الخزائن بيديه وأن طلبه من غيره طلب ممن ليس عنده ولا يقدر عليه وقوله: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} متضمن لكنز عظيم وهو أن كل مراد إن لم يرد لأجله ويتصل به وإلا فهو مضمحل منقطع فإنه ليس إليه المنتهى وليس المنتهى إلا إلى الذي انتهت إليه الأمور كلها فانتهت إلى خلقه ومشيئته وحكمته وعلمه فهو غاية كل مطلوب وكل محبوب لا يحب لأجله فمحبته عناء وعذاب وكل عمل لا يراد لأجله فهو ضائع وباطل وكل قلب لا يصل إليه فهو شقي محجوب عن سعادته وفلاحه فاجتمع ما يراد منه كله في قوله وإن من شيء إلا عندنا خزائنه واجتمع ما يراد له كله في قوله: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} فليس وراءه سبحانه غاية تطلب وليس دونه غاية إليها المنتهى.
وتحت هذا سر عظيم من أسرار التوحيد وهو أن القلب لا يستقر ولا يطمئن ويسكن إلا بالوصول إليه وكل ما سواه مما يحب ويراد فمراد لغيره وليس المراد المحبوب لذاته إلا واحد إليه المنتهى ويستحيل أن يكون المنتهى إلى اثنين كما يستحيل أن يكون ابتداء المخلوقات من اثنين فمن كان انتهاء محبته ورغبته وإرادته وطاعته إلى غيره بطل عليه ذلك وزال عنه وفارقه أحوج ما كان إليه ومن كان انتهاء محبته ورغبته ورهبته وطلبه هو سبحانه ظفر بنعمه ولذته وبهجته وسعادته أبد الآباد.
العبد دائما متقلب بين أحكام الأوامر وأحكام النوازل فهو محتاج بل مضطر إلى العون عند الأوامر وإلى اللطف عند النوازل وعلى قدر قيامه بالأوامر يحصل له من اللطف عند النوازل فإن كمل القيام بالأوامر ظاهرا وباطنا ناله اللطف ظاهرا وباطنا وإن قام بصورها دون حقائقها وبواطنها ناله اللطف في الظاهر وقل نصيبه من اللطف في الباطن. فإن قلت وما اللطف الباطن فهو ما يحصل للقلب عند النوازل من السكينة والطمأنينة وزوال القلق والاضطراب والجزع فيستخذى بين يدي سيّده ذليلا له مستكينا ناظرا إليه بقلبه ساكنا إليه بروحه وسره قد شغله مشاهدة لطفه به عن شدة ما هو فيه من الألم وقد غيّبه عن شهود ذلك معرفته بحسن اختياره له وأنه عبد محض يجري عليه سيّده أحكامه رضي أو سخط فإن رضي نال الرضوان وإن سخط فحظه السخط فهذا اللطف الباطن ثمرة تلك المعاملة الباطنة يزيد بزيادتها وينقص بنقصانها.))
اهـ.

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 3 ربيع الثاني 1437هـ/13-01-2016م, 11:51 AM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى :( وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم ) .

الآية 21 من سورة الحجر تدل على سعة ملك الله عز وجل ، ( وإن من شيء ) أي وما من شيء ذكره البغوي ،
والمقصود بقوله تعالى ( وما من شيء الإ عندنا خزائنه ) :
1- المطر ، قال ذلك كثير من المفسرين .
2- الأرزاق قاله القرطبي .
3- جميع الأرزاق والأقدار قاله السعدي .
4-الخزائن المفاتيح ، مفاتيح الرزق ذكره القرطبي نقلاً عن الكلبي .
5- كلام الله ، أورد ابن كثير في تفسيره حديثاً يرويه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول :( خزائن الله كلام الله ،فإذا أراد شيئاً قال له كن فكان ) . إسناده ليس بالقوي .
6-ما من شيء في هذا الكون التي ينتفع الناس بها ، قاله طنطاوي في الوسيط .

والخزائن جمع خزانة وهي مشتقة من خزن يخزن ، وهي ما يستر الإنسان بها ماله ،
و( ما ننزله ) الإنزال بمعنى الإيجاد والإنشاء كقوله تعالى :( ونزلنا الحديد فيه بأس شديد ) ، وقيل بمعنى الإعطاء ، وسمي إنزالاً
لأن أحكام الله تنزل من السماء .

من فوائد الآية الكريمة :
1- اليقين بأن لكل عبد رزق مكتوب ومعلوم فلن يمنع أحد أحداً نفعاً كتبه الله له ، فبذلك تطمئن النفس وترضى بما قسمه الله لها .
2- زيادة محبة الله في قلب المؤمن إذا علم سعة ملكه وسعة قدرته وحكمته في إنزال الأقدار فكل شيء محسوب بدقة متناهية ولحكمة باهرة .
3- يتعلم المرء أن لكل شيء قدر يناسبه ، فإن لله الملك والتصرف التام ومع ذلك فهو سبحانه ينزله بقدر والقدر الذي يأمر به الله
هو ما يصلح حال العباد برحمته ورأفته ، قال تعالى :( ولو فتح الله الرزق لعباده لطغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء) .
4- اعدل أيها العبد مع غيرك واعلم أن ربك وإلهك عدل ويأمر بالعدل ومن عدله سبحانه ،مراعاة أحوال الخلق فيقدر لهم ما يناسبهم .
5- تعظيم الله عز وجل ، فهو سبحانه له مقاليد كل شيء وبيده الأمر وله الحكم وله الملك وهو رحيم بعباده لطيف بهم .
6- لا تحزن إن رأيت غنياً قد فتح الله له رزقه واعلم أن الرزق بيد الله وحده ،يرزق من يشاء ويمنع عمن يشاء لحكمة بالغة.
7- إحصاء الله للأقدار والارزاق بما في ذلك المطر دليل على دقة ربانية وحكمة إلهية .
8- إذا تعسر عليك أمراً من أمور الدنيا فاطلبه من الملك القدوس والجأ إليه فهو الذي يرزق ويقدر . واصدقه الدعاء فهو الوهاب .

استغفر الله واتوب إليه


رد مع اقتباس
  #29  
قديم 3 ربيع الثاني 1437هـ/13-01-2016م, 11:52 AM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي تصحيح

تصحيح الآية ( وما ننزله إلا بقدر معلوم )
استغفر الله واتوب اليه

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 5 ربيع الثاني 1437هـ/15-01-2016م, 05:02 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

كتاب معجم حروف المعاني
يشرح معنى كل حرف ويذكر دلالته في القرآن الكريم حسب وجودة في القرآن الكريم
http://ia700704.us.archive.org/13/items/7roof/7roof.pdf

رد مع اقتباس
  #31  
قديم 14 ربيع الثاني 1437هـ/24-01-2016م, 08:59 PM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي

** {وإن من شيئ إلا عندنا خزائنه وما ننزّله إلا بقدر معلوم}**

- الحمدلله الذي أنزل في كتابه الهدى والبينات ،وجعله نورا يستضيء منه العباد ما فيه حياة لقلوبهم، فمن وقف عند كلامه تعالى حق الوقوف؛ فأرعى سمعه له ،وتدبره حق التدبر وجد فيه من الطمأنينة والراحة مالا يجده في غيره ،فكيف وهو منزل من عند رب الأرباب ،خالق كل شيء ،العالم بأحوال خلقه ،المطلع عليهم ،يعلم ما فيه صلاحهم وفلاحهم.


- قال تعالى :"وإن من شيء إلا عندما خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم" ، هذه الآية وردت في سورة الحجر ، سورة الحفظ كما سماها العلماء ، لأن غالب آياتها تدل على حفظ الله لكل شيء أراد حفظه ،كحفظه لدينه ،وحفظه لخلقه وأنبيائه،وحفظه للأرزاق، وحفظه للمطر ،..وغيرها ،قال تعالى :﴿ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ،والعبد لا يكون عبدا مؤمنا حقا إلا بإيمانه بأسماء الله وصفاته وأفعاله ، مراقبا أثرها فيما حوله ، وهو أحوج ما يكون إلى رب حفيظ يحميه من شر نفسه وشرالشيطان ،يلوذ دائما في كل أحواله بأن الله هو من يحميه من كل شر وأذى قد يلحق به ،نراه كل صباح وكل مساء يسأل الله الحفظ والرعاية ،وهذا وإن دل ،إنما يدل على أن القلب إذا قصد مولاه في أول فزعه فهو دلالة على صدق الإيمان.


-إن الناظر في السياق الذي وردت في هذه الآية يجد أن موضوعها يتحدث عن بيان الله تعالى لقدرته في خلقه وحفظه لهم ،بدءا من عظمته تعالى في خلق السماء منازل ؛وما احتوت عليه من زينة الكواكب والنجوم ،حيث قال تعالى :"وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) " ، ولما كانت السماء مقر كتابة أعمال العباد ،فهي عرضة لاستراق السمع ،فكان من حفظ الله لها ،بأن جعل الشهب ترصد كل سارق للسمع ،فقال تعالى :"وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ (18) " ،ثم بيّن تعالى أنّ من حفظه لعباده أن هيّأ لهم الأرض التي هي مكان استقرارهم وعيشهم ،حيث قال تعالى :"وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ (19) " ،فمن رحمته تعالى بعباده أن بسط لهم الأرض ، وجعل فيها الجبال لكيلا تميد بهم وتضطرب، وجعل لهم ما يقتاتون به من النباتات والذهب والفضة والحديد ،التي تخرج من الأرض ، بقدر معلوم عنده عزوجل ،ثم قال تعالى :"وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20)" أي هذه الأرض فيها ما يحتاجون في عيشهم من المأكل والملبس وغيره ،لا تختص هذه النعم بهم فقط بل يتعدى ذلك من لا يملكون رزقهم من العبيد والإيماء والدواب والأنعام .




- ثم أتينا على آيتنا التي نحن بصدد الحديث عنها ، فقد ذكرنا أن الله تعالى هيّأ لعباده الحياة على هذه الأرض ،ورزقهم بما يتحقق العيش الكريم لهم ،ثم بيّن تعالى أنّ ما أسلف ذكره من نعمه العظيمة هي موجودة في خزائنه خزائن السماوات الأرض ، حيث قال تعالى :"وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ (21)" ولا تقتصر هذه الخزائن على هذه النعم بل شملت كل شيء حسيا كان كالأموال والمتاع والأولاد وغيرها ،أو معنويا،كالصحة والسعادة ..وغيرها .



- نلاحظ مما سبق فضل الله تعالى على عباده ،ورحمته بهم فلم يتركهم هملا ،هيّأ لهم عيشهم ورزقهم من الطيبات ،ولا يزال خيره تعالى لعباده نازل ،وشرهم إليه صاعد .


فلو أن العباد وقفوا قليلا على نعم المولى العظيمة لاستحيوا أن يغضبوه ،ولأتوه خاضعين له ،لكن غرّهم حلمه عليهم ،فتمادوا في طغيانهم .


- "وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ (21)" هذه الآية تدل على فقر الإنسان وعجزه أمام ملك الله تعالى وخزائنه ، ويجب على العبد أن يعترف بضعفه ويتوجه مخلصا بقلبه لربه يسأله حاجته .


- "وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُفي قوله تعالى : " وإن من " توكيد لأمر يأتي بعده وهو "شيء" وشيء:نكرة :تدل على عموم الأشياء المادية الملموسة والمعنوية،وذلك لأن النكرة أتى في سياق النفي تدل على العموم لكل شيء كبر أم صغر شعرنا به أم لم نشعر،فلا تستحقرن من الأشياء شيئا ،فكلها في خزائن الله تعالى ، صحة وسعادة ومال وأبناء ومتاع وأرزاق كلها عند مالك السموات والأرض ،فالله تعالى خالق كل شيء ومالكه ؛قال تعالى :"له ما في السماوات وما في الأرض " .


- حصر الله تعالى عموم الأشياء بقوله تعالى :"إلا عندنا " ،إلا :استثاء يفيد الحصر ،دلالة على انفراده بالاستحقاق، فقال :"عندنا" فقدم الخبر على المبتدأ- خزائنه- ليفيد الحصر ،إذن فالله تعالى يؤكد استحقاقه بالتوجه والقصد لأن بيده الأمر وبيده الملك.


- "عندنا خزائنه " ،" عندنا " في إضافة ضمير العظمة إلى الظرف يفيد تعظيم الله تعالى وتعظيم ملكه ،وملكه تعالى في خزائنه ،الخزائن جمع خزينه ،وهو مكان حفظ الأشياء ،فالله تعالى المالك لكل شيئ ،ملكه في هذه الخزائن ،ينزلها على عباده بقدر علمه وما تفتضيه حكمته،حيث قال تعالى :"وَمَا نُنـزلُهُ إِلا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ " ، فالعبد المؤمن يؤمن بأن الله تعالى حكيم في أفعاله ،رحيم بهم ، ما منع شيء إلا وفيه خير لعبده ، وما أعطى شيء إلا وفيه خير لعبده أيضا ،وكلا الأمرين إذا فطن العبد علم أن المنع والعطاء هما من باب الابتلاء ،وكلاهما مقصود من الله تعالى ؛ليرى كيف يعمل العبد ، فالله تعالى ذكر في غير موضع ،فقال تعالى:"وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ".

- الإيمان بكمال أسماء الله وصفاته ،يجعل العبد مطمئنا، واثقا بربه ،راضيا بقضائه ،متوجها إليه بقلبه، لا يسأل غيره ،فهو مؤمنا أن بيده خزائن الأشياء ، مؤمنا أن حكمته تعالى فيها صلاحه ، ولأن الدعاء عبادة ؛أمر تعالى عباده بالتوجه إليه بالدعاء سواء كان دعاء عبادة أو دعاء مسألة وحثهم على التضرع إليه ،ووعدهم بالإجابة،حيث قال تعالى :" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ "،فالعجب أن ترى الناس اليوم عند حاجتهم صرفوا قلوبهم وجوارحهم إلى الفقير من كل وجه ،وتركوا الغني بكل الوجوه ،الذي بيده خزائن السماوات والأرض ، اللهم رد المسلمين إليك ردا جميلا وطهر قلوبهم من التعلق بغيرك.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .


والحمدلله رب العالمين .



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir