دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 ذو القعدة 1437هـ/1-09-2016م, 03:19 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثامن: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن
اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.
2: سورة البقرة.
3. خواتيم سورة البقرة.
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
2: سورة النساء
س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
2: سورة آل عمران.
3: سورة النساء
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
2: سورة البقرة
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 ذو القعدة 1437هـ/1-09-2016م, 06:29 PM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟

أولا: تواتر الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة على تفاضل سور القرآن وآياته، ومنها:
قول تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}. {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
- وعن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، وفيه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».

- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين».
- وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» ... قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر».
- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه ... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل»
فهذه الأدلة تدلّ دلالة بيّنة على أنّ بعض السور والآيات أفضل وأحبّ إلى الله من بعض، وهي وإن كانت كلّها في الذروة العليا من حسن البيان والإحكام، مكرَّمة عن كلّ وصف نقص وضعف واختلاف؛ إلا أنها ليست على درجة واحدة في الفضل؛ فبعضها أعظم من بعض، وبعضها أحبّ إلى الله من بعض، وتلاوة بعضها أعظم أجراً من بعض، ولبعضها خواصّ اختصّها الله بها؛ كسورة الفاتحة، والإخلاص والمعوذتين، وخواتيم البقرة،

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
«والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة».
ثانيا: مخالفة ابن حبان، ومكّي بن أبي طالب القيسي، وأبي الحسن الأشعري وأبي بكر الباقلاني في هذه المسألة، وقولهم بعدم التفاضل.

واحتجاج بعضهم بأنّ القرآن كلام الله تعالى، وهو صفة من صفاته، وصفات الله لا تتفاضل، كما أنّ أسماءه لا تتفاضل؛ فهو احتجاج غير صحيح؛ لمخالفته الأدلّة الصحيحة، المأثور عن السلف الصالح.
- فأمّا أدلة التفاضل فكثيرة؛ كما مضى
.
- وأما التفاضل في أسماء الله تعالى فإنّ الله تعالى قد اختصّ بعض أسمائه بمزيد فضل، وفي الحديث الصحيح عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: سَمِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد؛ فقال: " قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب"). إلى غير ذلك من صحيح الأدلة.

فأسماء الله تعالى كلّها حسنى وبعضها أحبّ إليه من بعض، وصفاته كلّها عليا، وبعضها أحبّ إليه من بعض، وكذلك كلامه جلّ وعلا كلّه حسن لا نقص فيه ولا اختلاف، وبعضه أفضل من بعض؛ وقد فضّل الله القرآن على سائر كتبه المنزّلة، وجعل له فضلاً بتلاوته وحفظه على سائر الوحي، فتفاضل سور القرآن وآياته كذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «السلف والجمهور على أن بعض كلامه أفضل من بعض، وبعض صفاته أفضل من بعض، مع كونها كلها كاملة لا نقص فيها، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة»

وأمّا الأشعري وقوله في القرآن وأنه عبارة عن كلام الله تعالى، وليس هو من كلامه حقيقة، وأنه لا يتبعّض، ولا يتجزّأ، وليس بحرف ولا صوت؛ فلا يُعتدّ به؛ لأنه مبنيّ على اعتقاد باطل في كلام الله تعالى مخالف لنصوص الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح.
وأما الباقلاني ففي كتابيه "إعجاز القرآن" و "الانتصار للقرآن" مواضع نص فيها على تفضيل القرآن على سائر الكتب، وتفضيل بعض آياته في أوجه الإعجاز على بعض.
وأما ما روي عن الإمام مالك في النهي عن التفضيل بين سور القرآن؛ فهو إن صحّ عنه محمول على النهي عن التفضيل المُشْعِر بتنقّص المفضول أو التزهيد فيه والترغيب عنه.

فالقول بتفاضل سور القرآن وآياته هو القول الصحيح الذي دلّت عليه النصوص الكثيرة، وهو القول المأثور عن السلف.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.

وردت أحاديث كثيرة؛ منها:

1. حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، وفيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».
2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم»
3. وحديث العلاء بن عبد الرحمن، بسنده عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ »... قلت: بلى. قال: « فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ »فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: « هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد ».
4. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين).
5. وحديث عبد الله بن جابر البياضي الأنصاري رضي الله عنه، وفيه: قال: ثم قال وفيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن؟). قلت: بلى يا رسول الله. قال: (اقرأ "الحمد لله رب العالمين" حتى تختمها).
6. وحديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
7. وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وفيه: أن نفرا من أصحاب رسول الله سافروا فنزلوا على حي فأبوا أن يضيفوهم، ثم لدغ سيدهم، فرقاه بعض الصحابة على أن يجعلوا لهم جعلا، ففعلوا فرقاه بالفاتحة فبريء، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له؛ فقال: «وما يدريك أنها رقية؟!!»ثم قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما» فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم).

8. وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
9. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج» ثلاثا غير تمام. فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام؟ فقال: «اقرأ بها في نفسك»؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل).
10. وحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء، فيهم لديغ أو سليم، فعرض لهم رجل من أهل الماء، فقال: هل فيكم من راقٍ، إنَّ في الماء رجلا لديغا أو سليما، فانطلق رجل منهم، فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء، فبرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكرهوا ذلك وقالوا: أخذت على كتاب الله أجرا، حتى قدموا المدينة، فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله»
11. وحديث عامر بن شراحيل الشعبي، عن خارجة بن الصلت، عن عمّه، قال: أقبلنا من عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأتينا على حي من العرب، فقالوا: نُبّئنا أنكم جئتم من عند هذا الرجل بخير، فهل عندكم دواء أو رقية؟ فإنَّ عندنا معتوها في القيود. قال: فقلنا: نعم.
قال: فجاءوا بالمعتوه في القيود، قال: فقرأت بفاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية، أجمع بزاقي، ثم أتفل، قال: فكأنما نشط من عقال قال: فأعطوني جُعْلا، فقلت: لا، حتى أسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فسألته فقال: « كل لعمري من أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق »
12. وأثر ابن جريج، بسنده عن ابن عباس عن قوله {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} قال: «هي أم القرآن، استثناها الله عز وجل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فدخرها لهم، حتى أخرجها لهم، ولم يعطها أحدا قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم» .

2: سورة البقرة.
. حديث النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما»
2. وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة». قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة).
3. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» ورواه أبو عبيد من هذا الطريق بلفظ: ((صلوا في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا، وزينوا أصواتكم بالقرآن، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)).
4. وحديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعته، يقول: «تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة» ثم سكت ساعة، ثم قال: " تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يأتي صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك بالهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذًّا كان أو ترتيلا)). .
5. وأثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لُبَاباً، وإن لُباب القرآن المفصل»
6. وقال الزهري: حدثني كثير بن عباس، عن أبيه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته التي أهداها له الجذامي فلما ولى المسلمون قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عباس ناد» قلت: يا أصحاب السمرة يا أصحاب سورة البقرة وكنت رجلا صيتا فقلت: يا أصحاب السمرة يا أصحاب سورة البقرة فرجعوا عطفة كعطفة البقرة على أولادها وارتفعت الأصوات).
7. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه:(كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا) يعني عَظُم
8. وقال عروة بن الزبير:(كان شعار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم مسيلمة: يا أصحاب سورة البقرة).

3. خواتيم سورة البقرة.

1. حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: (هذا بابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
2. وحديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه» وفي لفظ: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه»
3. وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، انتهي به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة، إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها » قال: « {إذ يغشى السدرة ما يغشى}: قال: فَرَاشٌ من ذهب». قال: « فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات »
4. وحديث النعمان بن بشير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان»

5. وحديث حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فُضلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي)).
6. وحديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش، ولم يعطهن نبي قبلي»
7. وأثر عقبة بن عامر قال: (تزوّدوا من الآيتين [اللتين] في آخر سورة البقرة: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} إلى خاتمتها، فإن الله اصطفى بها محمدا صلى الله عليه وسلم).

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران

1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة».
رواه العقيلي في الضعفاء وابن السني في عمل اليوم والليلة والطبراني في الأوسط وأبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان وابن مردويه في تفسيره كلهم من طريق مُظَاهر بن أسلم المخزومي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
علة الضعف:
قال البخاري: مظاهر منكر الحدي. ووقع في كتاب الضعفاء للعقيلي أنها عشر آيات من أوّل سورة آل عمران، وهو خطأ.
2. عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«في هاتين الآيتين {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} و{الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم} إن فيهما اسم الله الأعظم».
علة الضعف: رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة والدارمي وأبو داوود والترمذي وابن ماجه وغيرهم. وعبيد الله وشهر ضعيفان.
لكن له شاهد من حديث أبي أمامة عند ابن ماجه والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير.
3. يحيى بن نعيم، عن أبيه، عن أبي المعرش، عن عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:
«تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة».
علة الضعف: رواه الثعلبي في تفسيره وهو منكَر.

2: سورة النساء
1. يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين».
علة الضعف: رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر.
2. عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض»

علة الضعف: رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه، وعبد الله بن قيس مجهول الحال.
3.سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم:
«من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» )

علة الضعف: رواه الثعلبي والواحدي، وهو موضوع. وسلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
اعتنى العلماء بجمع الضعيف من المرويات لثلاث فوائد:
1- التنبيه على ضعفها، وبيان سببه، لئلا يُغترّ بها، وهذه من شأن الحذّاق من أهل الحديث، وقد أبقى الله من كتبهم ما حقق لأهل العلم فائدة كبيرة في معرفة أسباب ضعف بعض المرويات.
كما فعل يحيى بن معين بكتابته لصحيفة معمر عن أبان عن أنس، وكما روي عنه أنه قال: (كتبنا عن الكذابين وسجرنا به التنور، وأخرجنا به خبزا نَضِجا!).
2- جمع الطرق للاستعانة بها على دراسة الأحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الطرق والشواهد؛ فقد يقف الراوي على حديث في إسناده رجل يضعّف في الحديث لضعف ضبطه أو فيه انقطاع يسير؛ فإذا تعددت طرق هذا الحديث أو كانت له شواهد صحيحة فإنه يحكم بصحّته.
3- رصد ما روي في هذا الباب، وحفظه من الضياع، وجمعه في موضع واحد مع عزوه إلى مصادره، أو تصنيفه على الأبواب أو المسانيد ليسهل وصول أهل الحديث إليه، فيستفيد منه أهل العلم بعده.
هذه الأسباب هي أكثر ما يدعو أهل العلم لتدوين المرويات الضعيفة، والأصل هو السبب الأول، والآخران معينان عليه.

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.

ضعف الإسناد المعيّن لا يقتضي ضعف المتن مطلقاً؛ فقد يروى بإسناد آخر صحيح.
فمثال ذلك: حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن».رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة، وقال: ضعيف جدا.
ثم قال بعد ذكر إسناده:«وهذا إسناد واهٍ جدا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب"».

انفرد مسلمة برفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، والصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن».
ورواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي، ورواه عن كل واحد منهم جمع كثير.
وكلهم رووه موقوفاً على أبي أمامة باللفظ المتقدّم، وتفرّد مسلمة بن عليّ بروايته عن حريز عن سليم عن أبي أمامة مرفوعاً وأسقط قوله: «ولا تغرنَّكم هذه المصاحف المعلقة» ومسلمة بن عليّ متروك الحديث فلا تعتبر مخالفته.
وبمجموع هذه الطرق فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه، وهو وإن كان موقوفا على أبي أمامة فإنّه مما لا يقال بالرأي؛ فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا من جهة الرواية.
فضعف الإسناد المعيّن لا يقتضي ضعف الحديث مطلقاً لأنه قد يصحّ من طريق آخر، والموقوف قد يأخذ حكم المرفوع إذا صحّ عن الصحابي وكان مما لا مدخل للاجتهاد فيه، ولم تعرف له علّة أخرى توجب منع القول بالرفع.

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.

أنواع المرويات الضعيفة:
1- الإرسال، والمرسل ما أسنده التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والإرسال انقطاع في الإسناد، فلا يقبل إلا أن يرد من طريق آخر موصولا بإسناد صحيح أو يكون المرسل معتبراً يتقوّى بالشواهد والمتابعات.
وهي على أنواع ودرجات فمن أهل العلم من يضعّفها مطلقاً، ومنهم من يقبلها بشروط منها أن يكون المرسِل من كبار التابعين، وأن يُعرف عنه أنه لا يروي إلا عن ثقة، وأن لا يعرف عنه شذوذ في الرواية، وأن يكون الحديث الذي أرسله غير منكر المتن.
والمراسيل المروية في فضائل القرآن كثيرة منها: - مرسل الحسن البصري الذي أخرجه أبو عبيد من طريق أبي نصيرة مسلم بن عبيد، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان».
2- الانقطاع في السند، وهو أعمّ مما قبله، ويعرف الانقطاع بأمور:
- منها: معرفة تواريخ وفاة الشيخ وولادة الراوي عنه، وتصريح الراوي بأنّه لم يسمع ممن روى عنه، وأن يحصر الراوي ما سمعه من شيخه، فيكون ما رُوي عنه مما سواه منقطعاً، وأن ينصّ الأئمّة النقّاد على عدم سماعه من شيخه.
ومن أمثلته الضعيف: ما روي من طريق أيوب، عن أبي قلابة الجرمي أن رجلاً قال لأبي الدرداء: إن إخوانك من أهل الكوفة، من أهل الذكر، يقرئونك السلام. فقال: «وعليهم السلام، ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة، ويجنّبهم الجور والحزونة». وهذا إسناد رجاله ثقات غير أنّ أبا قلابة لم يدرك أبا الدرداء.
3- المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ.
ومن أمثلته: حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض» روي من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
«تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة». ومحمد بن خلاد مختلف فيه.

وقد روي من طريق آخر بلفظ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» فلعلّه روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.
4- الخطأ في الإسناد
ومن أمثلته: حديث هدبة بن خالد: ثنا حماد بن سلمة، ثنا أشعث بن عبد الرحمن الجرمي، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، وأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، لا يقرآن في دار ثلاث ليال، فيقربها شيطان»
فهذا الحديث أخطأ في إسناده هدبة بن خالد، وليس هو من حديث شداد بن أوس، وإنما هو من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما؛ولا تصح روايته من حديث شداد بن أوس.
5- المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.
- ومن أمثلة الضعيف لجهالة عين أحد رواته: ما روي من طريق معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، عن أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسورة البقرة، ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم». فشيخ سليمان التيمي مجهول العين لمّ يُسَمَّ، وكذلك أبوه الراوي عن معقل.
- ومن أمثلة رواية مجهول الحال ما روي من طرق عن زياد بن مخراق، عن أبي إياس، عن أبي كنانة، عن أبي موسى، أنه قال: «إن هذا القرآن كائن لكم أجرا، وكائن لكم ذكرا، وكائن عليكم وزرا، اتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن، فإنه من يتبع القرآن، يهبط به في رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن يزخ في قفاه، فيقذفه في جهنم». فأبو كنانة مجهول الحال.
6- الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.
ومن أمثلته ما روي من طريق حفص بن سليمان، بسنده عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ القرآن واستظهره، فأحل حلاله، وحرم حرامه أدخله الله به الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت له النار ».
وحفص بن سليمان إمام في القراءة متروك الحديث لكثرة خطئه فيه.
7- منكر المتن
نكارة المتن غالباً ما يكون معها علة ظاهرة في الإسناد، لكن ربما روي حديث أو أثر بإسناد ظاهره الصحّة، ومتنه منكر؛ ففي هذه الحالة:
إما أن يُجاب عن الإشكال بما يزيل النكارة، وإمّا أن يُتعرّف على علة الإسناد.
ومن أمثلته: ما روي من طريق أبي معاوية عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سألتُ عائشة عن لَحْنِ القرآن: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون}، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، و{إن هذان لساحران}؛ فقالت: «يا ابن أختي، هذا عَمَلُ الكُتَّاب، أخطأوا في الكِتَاب».
ورواه عمر بن شبّة من طريق علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه، مثله.

فهذا الأثر إسناده في ظاهره صحيح، فقد رواه عن هشام بن عروة رجلان هما: أبو معاوية محمد بن خازم الضرير، وعلي بن مسهر؛ فبرئت عهدة أبي معاوية من التفرّد به كما أعلّه بعضهم، وإن كان أبو معاوية قد انتقد بسبب اضطراب بعض حديثه، لكنّه قد توبع في هذا الأثر، وتابَعَه ثقة ثبت وهو علي بن مسهر.
ومتنه منكر جداً، يبعد أن يصدر عن مثل عائشة رضي الله عنها، فهذه الأصول البيّنة توجب النظر والتدقيق في الإسناد للتعرف على علّته الخفيّة، وتَبيُّن منشأ الخطأ.
فإذا نظرنا في الذين رووا هذا الحديث عن هشام فإذا هما عراقيّان، وحديث العراقيين عن هشام بن عروة متكلّم فيه.
روي عن عبد الرحمن بن خراش أنه قال: (بلغني أن مالكا نقم على هشام بن عروة حديثه لأهل العراق، وكان لا يرضاه)، حتى رماه ابن القطّان بالاختلاط، لأنّ تحديثه بالعراق كان بعدما أسنّ في خلافة أبي جعفر المنصور بعد أن قارب الثمانين من عمره.

وقد ردّ الذهبي هذه التهمة عنه ردّاً شديداً، وعده العراقي وابن حجر العسقلاني من المدلّسين.
فهذا الحديث مما أخطأ فيه هشام بن عروة؛ فرواه عن أبيه من غير ذكر الواسطة، وهذه العلّة مع نكارة المتن كافية في ردّه.
8- الضعيف الذي لا أصل له، وهو الذي لا يُعرف له إسناد ولا مخرج.
ومن أمثلته ما ذكره مكي بن أبي طالب القيسي في الهداية بقوله: (روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سورة المائدة تدعى في ملكوت الله: المنقذة، تنقذ صاحبها من أيدي ملائكة العذاب وتخلصه». ).
9- الموضوع: وهو شرّ هذه الأنواع، وهو ما كان من رواية الكذّابين.
ومن أشهر الموضوعات في فضائل القرآن الحديث الطويل المكذوب على أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل القرآن سورة سورة.
وقد رواه أبو بكر بن أبي داود السجستاني في "فضائل القرآن" له كما في الموضوعات لابن الجوزي من طريق مخلد بن عبد الواحد عن علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب أنه قال: «أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ آل عمران بكل آية منها أمانًا على جسر جهنّم، ومن قرأ سورة النّساء أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ المائدة أعطي عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهوديّ ونصراني تنفس في الدّنيا.. » إلخ. ورواه آخرون عن بزيع.
قال ابن الجوزي: (وقد فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثّعلبيّ في تفسيره فذكر عند كل سورة منها ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك ولم أعجب منهما لأنّهما ليسا من أصحاب الحديث، وإنّما عجبت من الإمام أبي بكر بن أبي داود كيف فرقه على كتابه الّذي صنفه في فضائل القرآن وهو من أهل هذا الشّأن ويعلم أنه حديث محال ولكن شرَه جمهور المحدثين، فإنّ من عادتهم تنفيق حديثهم ولو بالبواطيل، وهذا قبيح منهم؛ فإنّه قد صحّ عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: «من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين».
قال: (وهذا حديث فضائل السّور مصنوع بلا شكّ وفي إسناد الطّريق الأول بزيع، قال الدّارقطنيّ: متروك.
وفي الطّريق الثّاني مخلد بن عبد الواحد، قال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
وقد اتّفق بزيع ومخلد على رواية هذا الحديث عن علّي بن زيد قال أحمد وابن معين علّي بن زيد ليس بشيء وأيضًا فنفس الحديث.
10- ما تعددت علله: فيشتد ضعفه لتعددها.

مثاله: حديث أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، بسنده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المائدة من آخر القرآن تنزيلا، فأحلوا حلالها وحرموا حرامها». فهو على إرساله ضعيف الإسناد؛ فابن أبي مريم متروك الحديث، ومتنه منكر.

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
"خواصّ القرآن" يستعملها العلماء لمعاني متعددة:
1- ما عرف من تأثير بعض السور والآيات والانتفاع بها في أحوال مخصوصة في الرّقى والكرب وغيرها.
2- ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره.
3- التأثير الإعجازي للقرآن، وما فيه من بلاغة وروعة وحسن بيان وتأثير.
والمقصود هنا هو المعنى الأوّل.

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
أجاز العمل بها بعض أهل العلم، من باب الرقية، لا اعتقادا لثبوتها.

كما في نشرة وهب بن منبّه المذكورة في جامع معمر بن راشد من غير إسناد، وفيها: «أن تؤخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين، ثم يضربه في الماء، ويقرأ فيه آية الكرسي، وذوات قل، ثم يحسو منه ثلاث حسوات، ويغتسل به، فإنه يذهب عنه كل ما به إن شاء الله، وهو جيد للرجل، إذا حبس من أهله».
وقد ورد الإذن العام في الرّقى ما لم يكن فيها شرك، بدليل حديث عمير مولى آبي اللحم أنّه عرض على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيبَر رقية كان يرقي بها المجانين في الجاهلية؛ فقال له: (اطرح منها كذا وكذا، وارقِ بما بقي).
وحديث ابن أبي حثمة القرشي قال: حدثتني أمّي [وهي الشفاء بنت عبد الله] أنها كانت ترقي في الجاهلية فلمّا جاء الإسلام قالت: لا أرقي حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأتته فاستأذنته؛ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ارقي ما لم يكن فيها شرك).
قال ابن حجر: (وقد تمسّك قوم بهذا العموم فأجازوا كلّ رقية جُرّبت منفعتها، ولو لم يُعقل معناها، لكن دلّ حديث عوف أنّه مهما كان من الرُّقى يؤدّي إلى الشرك يُمنعْ، وما لا يعقل معناه لا يُؤمنُ أن يؤدي إلى الشرك فيُمنع احتياطاً).
وقد ورد عن علماء السلف في هذا آثار كثيرة؛ كما روي عن الإمام أحمد، وشيخ الإسلام ابن تيمية.

قال ابن القيّم رحمه الله : (كان شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إذا اشتدت عليه الأمور: قرأ آيات السكينة، وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه، تعجز العقول عن حملها - من محاربة أرواح شيطانية، ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة - قال: فلما اشتد علي الأمر، قلت لأقاربي ومن حولي: اقرءوا آيات السكينة، قال: ثم أقلع عني ذلك الحال، وجلست وما بي قَلَبَة، وقد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب بما يرد عليه. فرأيت لها تأثيرا عظيما في سكونه وطمأنينته)
والخلاصة أن يقرأ صاحب كلّ بلاء ما يناسب بلاءه من السور والآيات- سواء جُرِّب أم لا-؛ فيجد ما يشفي صدره، ويطمئن قلبه، ويتبصّر به سبيل الهدى، ويتوسّل إلى الله تعالى بآياته الباهرة، وقدرته الظاهرة، وعزّته القاهرة، ورحمته وإحسانه على أن يذهب عنه ما يجد ويحاذر، وأن يحفظه ويلطف به.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 ذو القعدة 1437هـ/2-09-2016م, 12:29 AM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب على المجموعة الأولى

الجواب الأول:
ذهب أبو حاتم ابن حبان، ومكي بن أبي طالب القيسي و غيرهما إلى إنكار تفاضل سور القرآن و آياته، و الرد عليهم أن القول بالتفاضل دلت عليه النصوص الصحيحة الكثيرة من كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم، منها:
- قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
- وقال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
- و روى البخاري وعن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}. ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».
- و روى مسلم وعن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر».
و قد أنزل الله سبحانه القرآن، وبين سوره تفاضل كما جاءت الأحاديث الصحيحة بفضل سورة الفاتحة، والإخلاص، وسورة الكافرون، والمعوذتين، والزلزلة، والأعلى، وسورة البقرة وآل عمران. أما بقيت القرآن فله مزية وفضل أيضا. و القول بالتفاضل هو المنقول عن السلف كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة».
القرآن كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته ولا يدخل التفاضل في صفاته لدخول النقص في المفضول منها، هذا ما ذهب إليه بعض المتكلمين كأبي الحسن الأشعري وأبي بكر الباقلاني، والسبب الذي دعاهم إلى هذا القول، هو أن صفات الله كلها فاضلة في غاية التمام والكمال.
و الرد عليهم أن صفات الله كلها فاضلة في غاية التمام والكمال ليس فيها نقص، لكن توهمهم أنه إذا كان بعضها أفضل من بعض كان المفضول معيبا منقوصا خطأ منهم، لأن النصوص تدل على أن بعض أسمائه أفضل من بعض، وبعض أفعاله أفضل من بعض.
روى الإمام أحمد وغيره عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: سمع النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد؛ فقال: " قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب").
وقد ثبت في صحيح مسلم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في سجوده : { اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك }، ومعلوم أن المستعاذ به أفضل من المستعاذ منه، فقد استعاذ برضاه من سخطه، وبمعافاته من عقوبته.
قال ابن تيمية: (ثبت عنه في الصحيحين من غيره وجه أن: {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن. وذلك أن القرآن: إما خبر، وإما إنشاء، والخبر: إما خبر عن الخالق، وإما عن المخلوق؛ فثلثه قصص، وثلثه أمر، وثلثه توحيد، فهي تعدل ثلث القرآن بهذا الاعتبار.
وأيضاً فالكلام وإن اشترك من جهة المتكلِّم به في أنه تكلَّم بالجميع؛ فقد تفاضل من جهة المتكلَّم فيه، فإن كلامه الذي وصف به نفسه، وأمر فيه بالتوحيد، أعظم من كلامه الذي ذكر فيه بعض خلقه، وأمر فيه بما هو دون التوحيد.
وأيضاً فإذا كان بعض الكلام خيرا للعباد وأنفع، لزم أن يكون في نفسه أفضل من هذه الجهة، فإن تفاضل ثوابه ونفعه إنما هو لتفاضله في نفسه، وإلا فالشيئان المتساويان من كل وجه، لا يكون ثواب أحدهما أكثر، ولا نفعه أعظم).

الجواب الثاني:
1 - لسورة الفاتحة أهمية عظيمة، وفضائلها كثيرة، فمن ذلك:
- ما رواه البخاري عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}. ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».
- وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري.
- وحديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم.
- و حديث «والذي نفسي بيده؛ ما أنزلت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن سورة مثلها، وإنها السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيت» رواه الإمام أحمد.
- أنها ركن من أركان الصلاة، لا تصح الصلاة إلا بها؛ فروى البخاري ومسلم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب».

2 - أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الفضل العظيم لسورة البقرة كاملة، ومما ذكره صلى الله عليه وسلم في فضلها:
- قال صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما. اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة السحرة. رواه مسلم. فقد دل الحديث على أن سورة البقرة تظل صاحبها يوم القيامة و تحاج عنه، وأنها نافعة في الوقاية من السحر وفي علاجه.
- و من فضائلها أن الشياطين تفر من البيت الذي تُقرأ فيه هذه السورة، كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة».
- وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لبابا، وإن لباب القرآن المفصل» رواه الدارمي والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان.
- وقال أنس بن مالك رضي الله عنه:(كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا) يعني عظُم. رواه أحمد.

3 - مما جاء في فضل الآيتين الكريمتين من آخر سورة البقرة:
- عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم.
- وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه). رواه البخاري.
- وحديث النعمان بن بشير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان». رواه الترمذي و النسائي و غيرهما.
- عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش، ولم يعطهن نبي قبلي» رواه أحمد.

الجواب الثالث:

1 - ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل سورة آل عمران:
- عن عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «تعلموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنة». رواه الثعلبي في تفسيره. والسبب: منكَر.
- عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة, وآل عمران, والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد، ورواه البيهقي.
السبب: إسناده منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر.
- ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عثمان بن عفان، قال: «من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة» رواه الدارمي.
السبب: ابن لهيعة ضعيف الحديث.

2- ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل سورة النساء:
- عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة, وآل عمران, والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد، ورواه البيهقي.
السبب: إسناده منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر.
- عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه.
السبب: عبد الله بن قيس مجهول الحال.
- سلام بن سليمان المدايني، حدّثنا هارون بن كثير، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبي والواحدي، وهو موضوع.
السبب: سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.

الجواب الرابع:
من أسباب عناية العلماء بجمع المرويات الضعيفة:
- يُحذِّر أهل الحديث من ضعف المرويات حتى لا يُنخدع بها، و قد انتفع أهل العلم من هذه التنبيهات في معرفة أسباب ضعف بعض المرويات، وعللها، و سبب نكارتها.
- قد يُعتمد على هذه المرويات الضعيفة إذا تعددت طرقها أو كانت لها شواهد تعضدها على تقويتها و قبولها.
- جمع مثل هذه المرويات في مصنفات، و مسانيد، و أبواب حتى يسهل على أهل الحديث الانتفاع بها عن طريق دراستها و تمحيصها.
ملاحظة: السبب الأول هو الأصل، أما الآخرين فهما معينان له.

الجواب الخامس:
ضعف الإسناد المعيّن لا يقتضي ضعف الحديث مطلقاً لأنه قد يروى بطريق آخر أي بإسناد آخر صحيح. مثال ذلك: حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلبا وعى القرآن».رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة، وقال: ضعيف جدا بسبب أن مسلمة بن علي الخشني متروك الحديث.
و لكن الحديث ورد من طريق آخر عن أبي أمامة موقوفا بلفظ: «اقرءوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة، فإن الله لن يعذّب قلبا وعى القرآن». وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة موقوفا: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي.
و هذا الحديث و إن كان موقوفا فإنه يأخذ حكم الرفع لأن متن الحديث لا مجال للاجتهاد فيه.

الجواب السادس:
الضعفُ له أنواع وأسباب عائدة إلى الإسناد أو إلى المتن أو إليهما معاً، ومن تلك الأنواع:
الأول: الإرسال، وهو أن يروي التابعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة، دون ذكر الواسطة بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم. و بعض أهل العلم يضعف الحديث المرسل مطلقا، و منهم يعمل بها بشرط أن تكون من كبار التابعين و أن يكون متن الحديث خال من النكارة، ومن أهل العلم من يحتج به مطلقا.
مثاله مرسل الحسن البصري الذي أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن من طريق أبي نصيرة مسلم بن عبيد، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان».

الثاني: المنقطع، وهو أن يروي عمن لم يسمع منه، و حكمه ضعيف، وذلك لفقده شرطا من شروط القبول وهو: اتصال السند، وللجهل بحال الراوي المحذوف. ومن أمثلة الضعيف لانقطاع إسناده ما رواه عبد الرزاق والدارمي من طريق أيوب، عن أبي قلابة الجرمي أن رجلاً قال لأبي الدرداء: إن إخوانك من أهل الكوفة، من أهل الذكر، يقرئونك السلام. فقال: «وعليهم السلام، ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة، ويجنّبهم الجور والحزونة». وهذا إسناد رجاله ثقات غير أنّ أبا قلابة لم يدرك أبا الدرداء.

الثالث: رواية الحديث في معناه دون اللفظ، مما قد يوقع في الخطأ و النكارة، ومن أمثلته: حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض» رواه الدارقطني والحاكم. قال الدارقطني: «تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة».ومحمد بن خلاد مختلف فيه، فقد صار يروي الأحاديث من حفظه بمعناها بعدما احترقت كتبه.
وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم عن عبادة بن الصامت بلفظ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»، فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.

الرابع: الخطأ في الإسناد، كالحديث المروي عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، وأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، لا يقرآن في دار ثلاث ليال، فيقربها شيطان»رواه الطبراني في الكبير. و هذا الحديث لا تصح روايته من حديث شداد بن أوس بل عن النعمان بن بشير، وهو ما صححه أبو زرعة الرازي رحمه الله.

الخامس: المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.
- ومن أمثلة الضعيف لجهالة عين أحد رواته: ما رواه الإمام أحمد وغيره من طريق معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، عن أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسورة البقرة، ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم». فشيخ سليمان التيمي مجهول العين فهو لم يصرح بالاسم، وكذلك أبوه الراوي عن معقل.
- ومن أمثلة رواية مجهول الحال: ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض». وعبد الله بن قيس مجهول الحال.

السادس: الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث. وإذا تحقق كون الراوي متروكا، فإن حديثه يكون ساقطا، فلا يصلح أن يعتد به. و المحدثون يطلقون ذلك على الراوي الذي ترك الناس حديثه، لكونه متهما بالكذب أو الوهم أو الخطأ لسوء حفظه.
ومن أمثلته ما رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما من طريق حفص بن سليمان، عن كثير بن زاذان، عن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ القرآن واستظهره، فأحل حلاله، وحرم حرامه أدخله الله به الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت له النار ». وحفص بن سليمان إمام في القراءة متروك الحديث لكثرة خطئه فيه.

السابع: منكر المتن
نكارة المتن دالة على علة خفية في السند، علمها من علمها ،وجهلها من جهلها. ومن أمثلة ذلك: ما رواه أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن جرير من طريق أبي معاوية عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سألت عائشة عن لحن القرآن: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون}، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، و{إن هذان لساحران}؛ فقالت: «يا ابن أختي، هذا عمل الكتَّاب، أخطأوا في الكتاب».
فهذا الأثر إسناده في ظاهره صحيح، ومتنه فيه نكارة شديدة، يستبعد أن يصدر من عائشة رضي الله عنها. ولكن أهل الحديث الكبار وجدوا أن هذا الحديث مما أخطأ فيه هشام بن عروة؛ فرواه عن أبيه من غير ذكر الواسطة، فرُدت الرواية لنكارة المتن و لعلة في السند.

الثامن: الضعيف الذي لا أصل له.
هو الحديث الذي لا إسناد له و لا مخرج. ومن أمثلته ما ذكره مكي بن أبي طالب القيسي في الهداية بقوله: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سورة المائدة تدعى في ملكوت الله: المنقذة، تنقذ صاحبها من أيدي ملائكة العذاب وتخلصه». وهذا الحديث لا أصل له.

التاسع: الموضوع
هو الكذب المختلق المصنوع المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، وهو الحديث الذي في إسناده راوٍ كذاب، وهو شر الضعيف وأقبحه. ومن أشهر الموضوعات في فضائل القرآن الحديث الطويل المكذوب على أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل القرآن سورة سورة.
وقد رواه أبو بكر بن أبي داود السجستاني في "فضائل القرآن" له كما في الموضوعات لابن الجوزي عن أبي بن كعب أنه قال: «أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ آل عمران بكل آية منها أمانًا على جسر جهنّم، ومن قرأ سورة النّساء أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ المائدة أعطي عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهوديّ ونصراني تنفس في الدّنيا.. » إلخ.

الجواب السابع:
خواص القرآن: هو اصطلاح عُرف عند المتأخرين من بعض أهل العلم دون المتقدمين من السلف، و لا حرج في الاصطلاح لأن له معنى معقولا و لا يخالف هدى الشريعة.
و هذا اللفظ يحتمل ثلاث معان:
- أن بعض السور و الآيات لها تأثير خاص على الأشخاص: كالمريض، أو المسحور، أو المكروب و غيرهم. هذا المعنى هو المراد من هذا البحث.
- أن القرآن له خصائص و أحكام يختص بها و يتميز بها عن غيره.
- أن القرآن بأسلوبه البلاغي و الإعجازي له تأثير خاص.

الجواب الثامن:
ما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن منه ما هو من اجتهاد الصحابة، و منه ما هو من اجتهاد الصالحين من التابعين و من تبعهم بإحسان. و حكم الأخذ من هذه التجارب: الإباحة وهذا ليس بمستغرب على كتاب رب العالمين، الذي بيده ملكوت كل شيء، وهو على كل شيء قدير.
إلا أنه يجب على المسلم أن يعتقد في الله تعالى و يفتقر إليه حال توسله أولا ثم في كتابه العظيم.
فهذا الإمام أحمد بن حنبل بلغه أن صاحبه المروذي أصابته حمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين). و هذا من باب التوسل بالله الذي كما قدر على أن يجعل النار التي ألقي فيها إبراهيم باردة سالمة أن يذهب عن المحموم حرارة الحمّى.
وذكر ابن القيّم رحمه الله في زاد المعاد أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان يكتب على جبهة الراعف: {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر}. قال: وسمعته يقول: (كتبتها لغير واحد فبرأ). فهذا أيضا توسل إلى الله إذا صدر من قلب مؤمن متوكل على ربه نفع بإذن الله تعالى.
فالعبد يمكنه الاستفادة من هذه التجارب بما يناسب حاله، بل يمكنه أن يقرأ على نفسه بما يوافق حاله من مرض، أو كرب، أو ضيق و غيرها و هذا من قراءته لكتاب الله و تدبر آياته و يقينه في قدرة و عظمة و رحمة الله سبحانه، فيُنزل تلك الآيات على قلبه و لكن بعد علم بمفهومها الصحيح لا على هواه.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 ذو الحجة 1437هـ/3-09-2016م, 12:01 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن
المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
يمكن الرد على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته بأن هناك أدلة تدلّ دلالة بيّنة على أنّ بعض السور والآيات أفضل وأحبّ إلى الله من بعض وهي وإن كانت كلّها في الذروة العليا من حسن البيان والإحكام مكرَّمة عن كلّ وصف نقص وضعف واختلاف إلا أنها ليست على درجة واحدة في الفضل فبعضها أعظم من بعض وبعضها أحبّ إلى الله من بعض وتلاوة بعضها أعظم أجراً من بعض ولبعضها خواصّ اختصّها الله بها وهذه الأدلة كالتالي:
أولا: الأدلة من القرآن
قال الله تعالى: (ما ننسخ من آية أوننسها نأت بخير منها أومثلها)
وقال تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات)
وقال تعالى: (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم)
ثانيا: الأدلة من السنة
عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبْه فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي فقال: ألم يقل الله: (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)
ثم قال لي: (لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد) ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له: (ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن) قال: (الحمد لله رب العالمين)(هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: (ألا أخبرك بأفضل القرآن) قال: (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين)
وعن أبيّ بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟)
قال: قلت: الله ورسوله أعلم
قال: (يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟)
قال: قلت: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم)
قال: فضرب في صدري وقال: (والله ليهنك العلم أبا المنذر) رواه مسلم من طريق أبي السليل عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبيّ
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هو د أوسورة يوسف فقال: (يا عقبة اقرأ بقل أعوذ برب الفلق فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل)

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة)

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1 سورة الفاتحة
فضائل سورة الفاتحة
لسورة الفاتحة من الفضل ما لا يمكن حصره فهى أعظم سور القرآن وأفضل القرآن وخير سورة في القرآن وأمّ القرآن أي أصله وجامعة معانيه وليس في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها ونورٌ لم يُؤتَه نبيّ قبل نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم ولا يقرأ بحرف منها إلا أعطيه ورقية نافعة وأن الصلاة لا تتمّ إلا بها وفيما يلى بعض الأحاديث الدالة على هذا الفضل:
حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبْه فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي فقال: ألم يقل الله: (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)
ثم قال لي: (لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد) ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له: (ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن) قال: (الحمد لله رب العالمين((هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم)
وحديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها)؟
قلت: بلى
قال: ( فإني أرجوأن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها )
ثم قام رسول الله فقمت معه فأخذ بيدي فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب قال: فذكّرته فقلت: يا رسول الله السورة التي قلت لي!
قال: ( فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ )
فقرأ بفاتحة الكتاب قال: ( هيَ هي وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد).
ورواه أبوعبيد وأحمد من طريق إسماعيل بن جعفر قال: أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -وقرأ عليه أبيّ بن كعب أمَّ القرآن- فقال: ( والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني)

2 سورة البقرة
فضائل سورة البقرة
سورة البقرة هي مقدّم سور القرآن بعد الفاتحة وقدّمت في المصحف لتقديم النبي صلى الله عليه وسلم إياها القيام فكان يبدأ بها وهذا من دلائل شرف قدرها وقد دلّت الأحاديث الصحيحة على أنّ سورة البقرة تقدم سورَ القرآن يوم القيامة وأنها تظلّ صاحبها يوم القيامة وتحاجّ عنه وأنّ أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة وأنّ تلاوتها تنفّر الشياطين لحديث النواس بن سمعان الكلابي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران) وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال: (كأنهما غمامتان أوظلتان سوداوان بينهما شرق أوكأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما).
وهي أكبر سور القرآن وأكثرها آيات وقد اشتملت على كثير من أحكام الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والمواعظ والقصص والأمثال والآداب فكان لهذه السورة شأن عظيم عند النبي صلى الله عليه وسلم وعند أصحابه فمن حفظها منهم جَدَّ في أعينهم وعَظُمَ شأنُه لأنَّهم كانوا يتعلّمون ما فيها من العلم والعمل والإيمان لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة).
وقد ذكر الإمام مالك في الموطّأ أنه بلغه أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه مكث على سورة البقرة ثماني سنين يتعلَّمها ولمّا كان يوم حنين وتولّى من تولّى خصّ النبي صلى الله عليه وسلم أصحاب سورة البقرة بالدعوة فعادوا عوداً سريعاً لعِظَم الأمانة التي تحمَّلوها بهذه السورة ولذلك جعل الصحابة شعارهم يوم اليمامة: "يا أصحاب سورة البقرة"لحديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: (تعلموا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة) ثم سكت ساعة ثم قال: " تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أوغيايتان أوفرقان من طير صواف وإن القرآن يأتي صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك بالهو اجر وأسهرت ليلك وإن كل تاجر من وراء تجارته وإنك اليوم من وراء كل تجارة فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن ثم يقال: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها فهو في صعود ما دام يقرأ هذًّا كان أوترتيلا))

3 خواتيم سورة البقرة
خواتيم سورة البقرة
صحّ في خواتيم سورة البقرة عدد من الأحاديث التي دلّت على جلالة قدرها عند الله عزّ وجل، وعظيم ثواب تلاوتها، وأنّها مما ادّخره الله تعالى لهذه الأمّة، وفضّلها به على غيرها من الأمم. لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال: (هذا بابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم فنزل منه مَلَكٌ فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم فَسَلَّمَ وقال: (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
وحديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه) وفي لفظ: (من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه).
وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهي به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها )
قال: ((إذ يغشى السدرة ما يغشى) :قال:فَرَاشٌ من ذهب)
قال: ( فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس وأعطي خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات )

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1:
سورة آل عمران
1حديث أبي هريرة رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة) رواه العقيلي في الضعفاء وابن السني في عمل اليوم والليلة والطبراني في الأوسط وأبونعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان وابن مردويه في تفسيره كلهم من طريق مُظَاهر بن أسلم المخزومي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال البخاري:مظاهر منكر الحديث
ووقع في كتاب الضعفاء للعقيلي أنها عشر آيات من أوّل سورة آل عمران وهو خطأ

2 عنعبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (في هاتين الآيتين(الله لا إله إلا هو الحي القيوم(و{الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم( إن فيهما اسم الله الأعظم)رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة والدارمي وأبوداوود والترمذي وابن ماجه وغيرهم
وعبيد الله وشهر ضعيفان
لكن له شاهد من حديث أبي أمامة عند ابن ماجه والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير وقد تقدّم

3يحيى بن نعيم عن أبيه عن أبي المعرش عن عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: (تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة)رواه الثعلبي في تفسيره وهو منكَر
2: سورة النساء
1 عن يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي عن سعيد بن جبير قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أوكتب من القانتين) رواه أبوعبيد في فضائل القرآن ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء)
وهذا إسناد منقطع سعيد بن جبير لم يدرك عمر وقد تقدّم
2 عن أبي إسحاق السبيعي عن عبد الله بن قيس عن ابن عباس قال: (من قرأ سورة النساء فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض)رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه وعبد الله بن قيس مجهو ل الحال
3 عن سلام بن سليمان المداينيّ حدّثنا هارون بن كثيرٍ عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبيّ بن كعبٍ قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: (من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا وبرى ء من الشرك وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم) )رواه الثعلبي والواحدي وهو موضوع
سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة
أسباب عناية العلماء بجمع المرويات الضعيفة
الأولى: التنبيه على ضعفها وبيان سببه لئلا يُغترّ بها وهذه من شأن الحذّاق من أهل الحديث وقد أبقى الله من كتبهم ما حقق لأهل العلم فائدة كبيرة في معرفة أسباب ضعف بعض المرويات
والثاني: جمع الطرق للاستعانة بها على دراسة الأحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الطرق والشواهد فقد يقف المرء على حديث في إسناده رجل يضعّف في الحديث لضعف ضبطه أوفيه انقطاع يسير فإذا تعددت طرق هذا الحديث أوكانت له شواهد صحيحة فإنه يحكم بصحّته
والثالث: رصد ما روي في هذا الباب وحفظه من الضياع وجمعه في موضع واحد مع عزوه إلى مصادره أوتصنيفه على الأبواب أوالمسانيد ليسهل وصول أهل الحديث إليه وليستفيد منه أهل العلم بعده بالدراسة والتمحيص

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل

ضعف الإسناد المعيّن لا يقتضي ضعف المتن مطلقاً فقد يروى بإسناد آخر صحيح ولذلك أمثلة منها: حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: (اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن)رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة وقال: ضعيف جدا
ثم قال بعد ذكر إسناده:(وهذا إسناد واهٍ جدا مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك كما في " التقريب")
وقد صدق رحمه الله وأعلى منزلته في حكمه على هذا الإسناد فقد انفرد مسلمة برفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم
والصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: (اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن)
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني وسليم بن عامر الخبائري والقاسم بن عبد الرحمن الشامي
فأمّا شرحبيل بن مسلم فروى عنه هذا الأثر حَريزُ بن عثمان الرَّحبي وهو ثقة ثبت ورواه عن حريز ثلاثة هم: يزيد بن هارون عند ابن أبي شيبة والحكم بن نافع عند الدارمي وحجّاج بن محمد عند ابن بطة العكبريوأما سليم بن عامر الخبائري فروى هذا الأثر عنه معاوية بن صالح ورواه عن معاوية عبد الله بن صالح كاتب الليث ورواه عن عبد الله بن صالح: البخاري في "خلق أفعال العباد" والدارمي في سننه وأما القاسم بن عبد الرحمن فرواه عنه حريز ورواه عن حريز شبابة بن سوّار عند ابن أبي شيبة
وهؤلاء كلهم رووه موقوفاً على أبي أمامة باللفظ المتقدّم وتفرّد مسلمة بن عليّ بروايته عن حريز عن سليم عن أبي أمامة مرفوعاً وأسقط قوله: (ولا تغرنَّكم هذه المصاحف المعلقة) ومسلمة بن عليّ متروك الحديث كما تقدّم فلا تعتبر مخالفته
وبمجموع الطرق المعتبرة المتقدّمة فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه وهو وإن كان موقوفا على أبي أمامة فإنّه مما لا يقال بالرأي فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا من جهة الرواية

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن
أنواع المرويات الضعيفة
النوع الأول: الإرسال والمرسل هو ما أسنده التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم والإرسال انقطاع في الإسناد فلا يقبل إلا أن يرد من طريق آخر موصولا بإسناد صحيح أويكون المرسل معتبراً يتقوّى بالشواهد والمتابعات
والمراسيل على أنواع ودرجات فمن أهل العلم من يضعّفها مطلقاً ومنهم من يقبلها بشروط منها أن يكون المرسِل من كبار التابعين وأن يُعرف عنه أنه لا يروي إلا عن ثقة وأن لا يعرف عنه شذوذ في الرواية وأن يكون الحديث الذي أرسله غير منكر المتن

والنوع الثاني: الانقطاع في السند وهو أعمّ مما قبله ويعرف الانقطاع بأمور:
- منها:معرفة تواريخ وفاة الشيخ وولادة الراوي عنه
- ومنها: تصريح الراوي بأنّه لم يسمع ممن روى عنه كما صرّح الضحّاك بن مزاحم أنّه لم يسمع من ابن عباس
- ومنها: أن يحصر الراوي ما سمعه من شيخه فيكون ما رُوي عنه مما سواه منقطعاً كما ذكر الشعبي أنّه لم يسمع من ابن عمر سوى حديثين وقد صحبه ثمانية أشهر
- ومنها:نصّ الأئمّة النقّاد على أنّ ذلك الراوي لم يسمع من شيخه أوحصروا ما سمعه منه

النوع الثالث: المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ

النوع الرابع: الخطأ في الإسناد

النوع الخامس:المرويات التي يكون في إسنادها مجهو ل العين أومجهو ل الحال

النوع السادس:الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث

النوع السابع:منكر المتن
ونكارة المتن غالباً ما يكون معها علة ظاهرة في الإسناد وما كان كذلك فأمره بيّن لأن ضعف الإسناد يدلّ على سبب نكارة المتن
لكن ربما روي حديث أوأثر بإسناد ظاهره الصحّة ومتنه منكر ففي هذه الحالة:
-
إما أن يُجاب عن الإشكال بما يزيل النكارة بحيث يكون للمتن معنى مقبول غير منكر يصحّ أن يُحمل عليه بلا تكلّف
-
وإمّا أن يُتعرّف على علة الإسناد التي أدّت إلى رواية هذا المتن المنكر

النوع الثامن: الضعيف الذي لا أصل له
وهو الذي لا يُعرف له إسناد ولا مخرج
ومن أمثلته ما ذكره مكي بن أبي طالب القيسي في الهداية بقوله: (روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (سورة المائدة تدعى في ملكوت الله: المنقذة تنقذ صاحبها من أيدي ملائكة العذاب وتخلصه))
وهذا الحديث لا أصل له
ومن المتقدّمين من يصف الخبر الذي ليس له إسناد مخرجه صحيح بأنّه لا أصل له وإن كان مروياً بإسناد من الأسانيد الواهية
النوع التاسع: الموضوع
وهو شرّ هذه الأنواع وهو ما كان من رواية الكذّابين

ومن المرويات ما يجتمع فيها أكثر من علّة فيكون فيها انقطاع في الإسناد وضعف في بعض رجال السند ونكارة في المتن وكلما زادت العلل اشتدّ الضعف

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن
كلمة "خواصّ القرآن" يستعملها العلماء لمعاني متعددة:
منها: ما تقدّم ذكره من تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرّقى والكرب وغيرها
ومنها: ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره
ومنها: التأثير الإعجازي للقرآن وهذا المعنى يذكره بعض من يكتب في إعجاز القرآن ويغلب عليهم العناية ببلاغة القرآن وحسن بيانه وتأثير خطابه

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن
للأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن يجب الوثوق فى هذه الحكاية وللوصول إلى هذا الوثوق فلابد من معرفة الدلالة على هذه الحكاية ومن دلائل معرفة خواصّ القرآن التالى:
الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة
فأمّا القرآن فباب الفهم فيه واستخراج الخواصّ منه بابٌ واسع وإذا أصاب فيه المؤمن دلالة صحيحة على بعض الخواصّ فهو فضل عظيم وقد ذكر العلماء جملة من الأمثلة التي تدلّ اللبيب على ما ورائها:

والدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم
وقد روي عن الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب آثار كثيرة وما يصحّ منها قليل
والآثار التي تصحّ عن الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب محمولة على أحد أمرين:
الأول: أن تكون مما تعلّموه من النبي صلى الله عليه وسلم
والثاني:أن تكون مما فعلوه اجتهاداً بناء على أصل الإذن الشرعي

وأما الآثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم بأسانيد واهية في هذا الباب فكثيرة لا ينبغي أن يُغترّ بها ولا تقبل في هذا الباب إلا أن تظهر المناسبة بين الآيات والحالة ولا يكون في المتن ما ينكر فتؤخذ على أنّها رقية لا على اعتقاد ثبوتها عن الصحابة رضي الله عنهم

الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم

الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة
ومن ذلك أن يرقي الراقي كلَّ حالة بما يناسبها من الآيات وقد ورد عن جماعة من العلماء استعمال ذلك:
وليحذر المسلم من الغلوفي هذا الباب فإنّه قد قاد الغلاة إلى فساد كبير وضلال مبين وانحلال من الدين والعياذ بالله

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 ذو الحجة 1437هـ/3-09-2016م, 12:30 PM
مريم يوسف عمر مريم يوسف عمر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 83
افتراضي أجوبتي على المجلس

بسم الله الرحمن الرحيم
( والله ولي التوفيق )

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟*
مما يدل على تفاضل ايات القرآن وسوره قوله تعالئ: *{ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
وقوله:*{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.*
كما قال تعالى في وصفه لكتابه الكريم:
وقال تعالى :*{ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:*

1: آية الكرسي
أ) أولا ، نرى فضل آية الكرسي وعظيم شرفها واضحا من حديث أبيّ بن كعب،* إذ أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*«يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»*
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.*
قال:*«يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»*
قال: قلت:*{الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال:*«والله ليهنك العلم، أبا المنذر».*رواه مسلم في صحيحه.
ب) كما ورد في صحيح البخاري حديث أبو هريرة رضي الله عنه ، فقال : وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم«صدقك وهو كذوب ذاك شيطان».
ج) كما أورد الطبراني في الكبير وأبو داوود في سننه حديث واثلة بن الأسقع البكري رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم جَاءهم في صُفَّةِ المهاجرين؛ فسأله إنسان: أي آية في القرآن أعظم؟*
قال النبي صلى الله عليه وسلم:*{الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم}).
د) كما أن فضل آية الكرسي جلي واضح في
حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال:*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*« من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت» إذ رواه كثير من الرواة في كتبهم كالنسائي والطبواني وابن حبان.


2: سورة آل عمران.

أ) حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً:«اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه»*رواه ابن ماجه والطحاوي والطبراني.
ب) مما دل على فضل آيات سورة ال عمران ما رواه البحاري عن*ابن عباس رضي الله عنهما أنه بات عند ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها - وهي خالته - قال: فاضطجعت على عرض الوسادة،*«واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل - أو قبله بقليل، أو بعده بقليل - ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس، فمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر آيات خواتيم سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي».
ج) وحديث عبد الله بن مسعود:*«من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة».*رواه أبو عبيد في فضائل القرآن والدارمي في سننه وغيرهم.
د) حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه*قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعته، يقول:*«تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة»*ثم سكت ساعة، ثم قال:*" تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يأتي صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك بالهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذًّا كان أو ترتيلا)).*رواه أحمد وابن أبي شيبة والدارمي ومحمد بن نصر والطبراني والبغوي كلهم من طريق: بشير بن المهاجر الغنوي، عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، وحسّنه الألباني رحمه الله في الصحيحة.
ه) ما روي في صحيح مسلم عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه،*قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة». قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة).
و) كما روى مسلم في صحيحه حديث النواس بن سمعان الكلابي،*قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول:*«يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال:*«كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما».

3: سورة النساء .
أ) مما يدل على فضل سورة النساء والسور الطوال معها، قول مشهور في تفسير آية: ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
فقد قال ابن عباس: هي السبع الطوال.
ب) وحديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:*«من أخذ السبع فهو حبر»*رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وإسحاق بن راهويه، وأحمد، وابن الضريس، وغيرهم من الأئمة والرواه.
ج) كما روي عن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول:*«تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض»*رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان والواحدي في تفسيره من طريق الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن المسور، وهذا إسناد صحيح.*
د) ما روي *عن إبراهيم النخعي قال: قال عبد الله: إن في القرآن لآيتين ما أذنب عبد ذنبا، ثم تلاهما واستغفر الله إلا غفر له؛ فسألوه عنهما، فلم يخبرهم؛ فقال: علقمة والأسود أحدهما لصاحبه: قم بنا، فقاما إلى المنزل، فأخذا المصحف، فتصفحا) البقرة، فقالا: ما رأيناهما، ثم أخذا في النساء حتى انتهيا إلى هذه الآية:*{ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجدِ الله غفوراً رحيما}*، فقالا: هذه واحدة.
ثم تصفَّحا آل عمران، حتى انتهينا إلى قوله:*{والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}*فقالا: هذه أخرى، ثم أطبقا المصحف، ثم أتيا عبد الله، فقالا: هما هاتان الآيتان؟*
فقال عبد الله: نعم).*
ه) وحديث عبد الله بن مسعود قال:*(إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
- قوله عز وجل:*{إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
- وقوله:*{إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
- وقوله:*{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
- وقوله:*{ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
- وقوله:*{ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
قال عبد الله:*ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها).



س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة

1- حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال:*«ما في القرآن مثلها»*رواه الطبراني في الأوسط. وهو ضعيف إذ أنه تفرد فيه سليم بن مسلم . فلم يروى خذا الحديث عن أبي زيد إلا بهاذا الإسناد ، فالحديث متروك.

2- وحديث عبادة بن الصامت مرفوعاً:*«أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض» . إذ أنه مروي عن محمد ابن خلاد ، وهم مختلف فيه. إذ أن كتبه قد احترقت فصار يحدث من حفظه وبالمعنى فضعفت مروياته.
3- وحديث أبي الأحوص الكوفي، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال:*«رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة».*رواه الطبراني في الأوسط وابن الأعرابي في معجمه.
إن رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، مجاهد لم يسمع من أبي هريرة.*


2: سورة البقرة
1- حديث معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية، حدثه عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*«إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما، وعلموهما نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء»
رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وأبو داوود في المراسيل عن جبير بن نفير مرسلاً، وأبو عبيد رواه عن عبد الله بن صالح به مرسلاً موافقاً رواية ابن وهب عن معاوية عند أبي داوود في المراسيل، وهو الصواب.*
والحديث ضعّفه الألباني في ضعيف الجامع.*

2- وحديث معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:*«البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت*{الله لا إله إلا هو الحي القيوم}*من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسورة البقرة، ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم». وقد قال أبو الشيخ: الرجل هو أبو عثمان وليس النهدي. فهو حديث ضعيف جداً لجهالة أبي عثمان، وجهالة أبيه.*
3- حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً:*«ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران»*رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.*
وليث ضعيف الحديث.


س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟*
يكون الحديث صحيحا إن صح إسناده ومتنه.
فالاسناد يكون صحيحا بامور ثلاث:
الأمر الأول:*أن يكون رجاله ممن تُقبل روايتهم.
والأمر الثاني:*ان انقطاه الإسناد يوجب ضعف الحدسث، لذلك وجب أن يكون الإسناد متّصلاً
والأمر الثالث:*أن يخلو الحديث من علّة قادحة في صحّة إسناده ؛ كالمخالفة، والتدليس، والاضطراب.

و تتحق صحة المتن بأمرين :

الأول:*صحّة الإسناد إليه.
الثاني:*انتفاء العلّة القادحة في المتن؛ كالمخالفة، والنكارة، والاضطراب، والرواية بالمعنى المخلّ، والتصحيف والتحريف، وغيرها.*


س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.*
الدرجة الأولى:*المرويّات الصحيحة لذاتها، وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علّة قادحة في الإسناد ولا في المتن.*
والدرجة الثانية:*المرويات الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يُجبر بالشواهد وتعدّد الطرق، ويكون المتن سالماً من العلّة القادحة.*
والمرويات من الدرجة الأولى والثانية يحتج بهما .

أما الدرجة الثالثة:*المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً، وهي التي يكون متنُها غيرَ منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابلٌ للتقوية . فمرويات هذه الدرجة من أهل العلم من يحتج بها ومنهم من يستأنس بها ولكن لا يحتج.

والدرجة الرابعة:*المرويات الواهية، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكراً .
والدرجة الخامسة:*المرويّات الموضوعة، وهي التي يتبيّن أنّها مكذوبة مختلقة.*
فمرويات الدرجة الرابعة لا يجوز ذكرها إلا لبيان ضعفها، وكذا مرويات الدرجة الخامسة تروى فقط للتبيين ووضع الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم جريمة لصاحبها وعيد شديد وعذاب من الله تعالى.


س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
هو من أشر الأحاديث الموضوعة ، فقد رواه أبو بكر بن أبي داود السجستاني في "فضائل القرآن" له كما في الموضوعات لابن الجوزي من طريق مخلد بن عبد الواحد عن علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب أنه قال:*«أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ آل عمران بكل آية منها أمانًا على جسر جهنّم، ومن قرأ سورة النّساء أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ المائدة أعطي عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهوديّ ونصراني تنفس في الدّنيا..*»*إلخ.*
وقد قيل في هذا الحديث أنه مصنوع بلا شكّ و قال الدّارقطنيّأنه: متروك.


س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.*

1- دلالة الكتاب والسنة على خواص القرآن ، فمما ورد في الكتاب:
قوله تعالى:*{وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد }*فقولها مع الإيمان بالله والتوكّل عليه وبذل ما يستطاع من الأسباب له أثر عظيم في دفع كيد الأعداء، لقول الله تعالى بعدها:*{فوقاه الله سيئات ما مكروا}.
ومما ورد في السنة:
كما في صحيح مسلم، عن أبي الدرداء، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:«من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال».
2- دلالة ما روي عن الصحابة رضي الله عنهم.
ودليله ما رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل:*{فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك}*الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل:*{هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}).
وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.

3- دلالة ما ثبت عن الصالحين من التاعين وغيرهم.
*ومن الأدلة على ذلكما رواه سعيد بن منصور والدارمي عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال:*(من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من*{وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.

4- دلالة الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.*
ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان يكتب على جبهة الراعف:{وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر}.
قال: وسمعته يقول: (كتبتها لغير واحد فبرأ).

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
إن الغلاة في القران ذو فساد كبير ، وهم سبب في ضلال كثير و انحلال وضياع عظيم ، فلذلك على المرء الحذر من الغلو في باب خواص القرآن ، بل وجب عليه الحذر في أي باب من أبواب علوم القرآن فأعداء الإسلام كثيرون مترصدون ، يحاولون بث سمومهم بين المسلمين ، فالحذر والحرص والتثبت بالرواية واجب على المسلم. فقد ابتدع الصوفيون الكثير من الاكاذيب والاقوال الباطله في خواص القرآن التي هي من فيض السحر والضلال. ففيها ضلال وتضليل وبعد عن هدي القرآن ، وفي هذا بلاء وفتنه قد يضيع بسببها طوائف وأمم . فليحذر طلاب العلم والمسلمون أجمعين من هذه الفتن الموضوعة وليتحصنوا منها، وليستعينوا بالله على طلب العلم ونشره بالحق بين الناس.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 ذو الحجة 1437هـ/3-09-2016م, 03:06 PM
لولوة الحمدان لولوة الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 303
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
توافرت الأدلة الشرعية على تفاضل سور القرآن، فمن ذلك:
أولاً: الأدلة من القرآن:
- قوله تعالى: (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم)، وجه الدلالة: أنها تدل على فضل سورة الفاتحة على غيرها من سور القرآن.
ثانياً: الأدلة من السنة:
- قوله صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد بن المعلى: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن" ثم قال: "(الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته". رواه البخاري من حديث أبي سعيد بن المعلى. وجه الدلالة: ظاهر من الحديث تفضيل الفاتحة، ويؤيد هذا المعنى كونها جُعلت من آكد واجبات الصلاة، فلا تصح الصلاة إلا بها لمن استطاعها.
- قوله صلى الله عليه وسلم لعقبة بن عامر: "يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت ألا تفوتك فافعل". رواه النسائي في الكبرى وابن حبان من حديث عقبة. وجه الدلالة: دل الحديث على تفضيل سورة الفلق، ويشهد لذلك كونها إحدى المعوذتين اللتين رُتِّب عليهما الحفظ من الشرور والآفات وما تعوذ الناس بأفضل منهما.
- قوله صلى الله عليه وسلم عن سورة الإخلاص: "والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن" رواه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري. وجه الدلالة: بيِّن، ومردُّ تفضيلها أنها خلصت في وصف الله سبحانه وتعالى.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
آية الكرسي:
لآية الكرسي فضائل دلت عليها السنة المطهرة، فمن ذلك:
- حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟".
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: "يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟".
قال: قلت: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم).
قال: فضرب في صدري، وقال: "والله ليهنك العلم، أبا المنذر".رواه مسلم في صحيحه.
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "صدقك وهو كذوب ذاك شيطان".رواه البخاري في صحيحه.
- حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت".
رواه النسائي في السنن الكبرى وفي عمل اليوم والليلة له، وابن السني في عمل اليوم والليلة، والطبراني في الدعاء والكبير، وابن حبان في صحيحه.
سورة آل عمران:
من الأدلة على فضائل سورة آل عمران ما يلي:
- حديث النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواه مسلم والترمذي
- قال أنس بن مالك رضي الله عنه:(كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا) يعني عَظُم.
- حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: «اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه» رواه ابن ماجه والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير.
- قال عبد الله بن مسعود: «من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن والدارمي في سننه والبيهقي في شعب الإيمان
- قال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: إن أخا لكم أري في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان: هل فيكم من يقرأ سورة البقرة؟ هل فيكم من يقرأ سورة آل عمران؟ ,فإذا قال الرجل: نعم، دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فتخطرانه الجبل). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، والدارمي في سننه.
3:
سورة النساء
من الأدلة على فضائل سورة النساء ما يلي:
- قال ابن عباس في قوله تعالى: (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم): هي السبع الطوال، رواه ابن جرير والنسائي.
- حديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أخذ السبع فهو حبر» رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وإسحاق بن راهويه، وأحمد، وابن الضريس، ومحمد بن نصر في قيام الليل، والطحاوي في مشكل الآثار.
- قال حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ (تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.
- عن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: «تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض» رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان والواحدي في تفسيره.
- وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة». رواه أبو عبيد والدارمي وقال: (محبِّرة: مزيِّنة). أي أنها زينة وجمال لصاحبها.
- قال عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
قوله عز وجل: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما).
وقوله:(إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما).
وقوله: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
وقوله: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما).
وقوله: (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما).
قال عبد الله: ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وابن المنذر في تفسيره، وسعيد بن منصور في سننه، والطبراني في الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان، والحاكم في مستدركه.

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1:
سورة الفاتحة
من ضعيف ما رود في فضلها ما يلي:
1- حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض»
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
سبب الحكم بضعفه:
- تفرد من لا يحتج بتفرده.
قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.
- وقوع المخالفة في الرواية بالمعنى المغير للفظ:
فإن هذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب". فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.
2- مرسل الحسن البصري الذي أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن من طريق أبي نصيرة مسلم بن عبيد، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان».
سبب الحكم بالضعف: الإرسال، ولعل الأشبه قطعه إلى الحسن.
3- حديث أبي الأحوص الكوفي، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال: «رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة». رواه الطبراني في الأوسط وابن الأعرابي في معجمه.
سبب الحكم بالضعف: الانقطاع؛ فإن مجاهد لم يسمع من أبي هريرة.
2:
سورة البقرة
من ضعيف ما ورد في فضلها ما يلي:
1- حديث معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسورة البقرة، ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم». رواه الإمام أحمد وأبو يعلى والروياني والطبراني في الكبير وأبو الشيخ في العظمة.
قال أبو الشيخ: الرجل هو أبو عثمان وليس النهدي.
سبب الحكم بالضعف: جهالة العين؛ لجهالة أبي عثمان، وجهالة أبيه.
2- حديث إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: «لا ألفين أحدكم يضع إحدى رجليه على الأخرى يتغنى ويدع أن يقرأ سورة البقرة، فإن الشيطان يفر من البيت يقرأ فيه سورة البقرة، وإن أصفر البيوت الجوف يصفر من كتاب الله» رواه الدارمي بهذا اللفظ موقوفاً.
سبب الحكم بالضعف: وجود راو ضعيف وهو أبو إسحاق إبراهيم بن مسلم الهجري، قال فيه البخاري والنسائي: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء.
3- حديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي». رواه عبد الرزاق والحميدي وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
سبب الحكم بضعفه: وجود راوٍ ضعيف وهو حكيم بن جبير الأسدي فإنه متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعَّفه»

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
لا يُحكم بصحة الحديث إلا إذا صَحَّ إسنادُه ومتنُه.
فأما صحة الإسناد فيشترط لها ثلاثة شروط:
الشرط الأول: أن يكون رجاله ممن تُقبل روايتهم؛ فإن ضعف ضبطهم وهم أهل صدق في الجملة فهؤلاء لا يُطّرح حديثهم جُملة، ولا يقبلون مطلقاً، بل يُعتبر حديثهم فإذا ورد من طريق أخرى أو كان له شواهد فيُحكم بصحّته لانتفاء علّة ضعف الضبط. وإن كانوا ممن غلب عليهم كثرة الخطأ أو كانوا من المتهمين او الكذابين أو المتساهلين في الرواية عن الواهين من غير تبيين؛ فهؤلاء لا يجبر ضعف حديثهم.
الشرط الثاني: أن يكون الإسناد متّصلاً غير منقطع؛ فانقطاع الإسناد موجب لضعف الحديث.
الشرط الثالث: انتفاء العلّة القادحة في صحّة الإسناد؛ كالمخالفة، والتدليس، والاضطراب.
وأما صحة المتن فلا تتحقّق إلا بشرطين:
الشرط الأول: صحّة الإسناد إليه.
والشرط الثاني: انتفاء العلّة القادحة في المتن؛ كالمخالفة، والنكارة، والاضطراب، والرواية بالمعنى المخلّ، والتصحيف والتحريف، وغيرها.
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن
المرويات في فضائل القرآن على درجات خمس:
الدرجة الأولى: المرويّات الصحيحة لذاتها، وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علّة قادحة في الإسناد ولا في المتن، فهذه يحتج بها مطلقاً.
الدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يُجبر بالشواهد وتعدّد الطرق، ويكون المتن سالماً من العلّة القادحة، وهذه يحتج بها أيضاً.
الدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً، وهي التي يكون متنُها غيرَ منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابلٌ للتقوية لو وُجدت، وهذه من أهل العلم من يحتجّ بها في الفضائل والرقاق والأخبار، ومنهم من يستأنس بها ولا يحتجّ بها، ومنهم من يذكرها لفائدة كأن يكون المتن حسناً جامعاً، أو لينبّه على ضعفه مع شهرته.
والدرجة الرابعة: المرويات الواهية، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكراً مخالفاً للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية، وهذهلا يجوز أن تذكر إلا لبيان ضعفها، والتنبيه على عللها، وقد يرويها بعض المحدّثين لفوائد عارضة أو لغرض جمع الطرق ويعدّون ذكر الإسناد تبيينا لحالها.
والدرجة الخامسة: المرويّات الموضوعة، وهي التي يتبيّن أنّها مكذوبة مختلقة، أما هذه فلا تحلّ روايتها إلا على التبيين، وقد ورد الوعيد الشديد في التحديث بما هو مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
هذا حديث موضوع؛ رواه أبو بكر بن أبي داود السجستاني في "فضائل القرآن" له كما في الموضوعات لابن الجوزي من طريق مخلد بن عبد الواحد عن علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب أنه قال: «أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ آل عمران بكل آية منها أمانًا على جسر جهنّم، ومن قرأ سورة النّساء أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ المائدة أعطي عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهوديّ ونصراني تنفس في الدّنيا.. » إلخ.
-
ورواه ابن مردويه من طريق مخلد بن عبد الواحد عن الحجّاج بن عبد الله عن أبي الخليل عن علّي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب.
-
ورواه الثعلبي والواحدي في تفاسيرهم من طريق سلام بن سليمٍ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم .. به مفرّقاً على السور.
-
ورواه العقيلي من طريق بزيع بن حسان ثنا علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة كلاهما عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم «يا أبي من قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر...» فذكر فضل سورة سورة إلى آخر القرآن انتهى بحروفه.
قال ابن الجوزي: وهذا حديث فضائل السّور مصنوع بلا شكّ وفي إسناد الطّريق الأول بزيع، قال الدّارقطنيّ: متروك.
وفي الطّريق الثّاني مخلد بن عبد الواحد، قال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
وقد اتّفق بزيع ومخلد على رواية هذا الحديث عن علّي بن زيد قال أحمد وابن معين علّي بن زيد ليس بشيء.
وأيضًا فنفس الحديث يدل على أنه مصنوع فإنّه قد استنفذ السّور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثّواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرّسول
ثمّ روى ابن الجوزي بإسناده عن محمود بن غيلان شيخ الترمذي أنه قال: (سمعت مؤمّلا يقول حدثني شيخ بفضائل سور القرآن الذي يروي عن أبي بن كعب، فقلت للشيخ من حدثك؟ فقال حدثني رجل بالمداين وهو حي فصرت إليه فقلت من حدثك؟ فقال حدثني شيخ بواسط وهو حي فصرت إليه، فقال حدثني شيخ بالبصرة فصرت إليه
فقال حدثني شيخ بعبَّادان فصرت إليه، فأخذ بيدي فأدخلني بيتا فإذا فيه قوم من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني، فقلت يا شيخ من حدثك؟ فقال لم يحدثني أحد ولكنا رأينا الناس قد رغبوا من القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا وجوههم إلى القرآن).

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
دلائل معرفة خواص القرآن لا تخلو من أربع حالات:
الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة:
فمن ذلك قوله تعالى: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل)، فقول هذه الكلمة عند الأخبار المفزعة والمخاوف؛ له أثر في السلامة منها.
ومن ذلك ما ثبت من أثر فواتح سورة الكهف في العصمة من فتنة الدجال، فعن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال". رواه مسلم.
الثانية: دلالة أقوال الصحابة وما ثبت عنهم من تأثير بعض الآيات في أحوال مخصوصة:
فمن ذلك ما رواه الدارمي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "من قرأ أربع آيات من أول سورة البقرة، وآية الكرسي، وآيتان بعد آية الكرسي، وثلاثاً من آخر سورة البقرة، لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان، ولا شيء يكرهه، ولا يُقرَأْن على مجنون إلا أفاق".
الثالثة: ما ثبت عن التابعين وأتباعهم والصالحين من بعدهم في هذا الباب:
من ذلك أيضاً ما رواه ابن أبي حاتم في تفسيره عن أبي جعفر الرازي عن ليث بن أبي سليم أنه قال: (بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله تقرأ في إناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور الآية التي في سورة يونس: (فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون)والآية الأخرى: (فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون)إلى انتهاء أربع آيات، وقوله: (إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى)
الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة:
من ذلك رقية الثآليل بقوله تعالى: (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا)؛ًلظهور المناسبة بأنّ القادر على نسف الجبال لا يعجزه إزالة الثآليل.

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
الغلوّ في هذا الباب مؤدٍّ إلى فساد كبير، وضلال مبين، وانحلال من الدين، والعياذ بالله.
فقد غلا في هذا الباب أقوام فابتدعوا دعاوى وضلالات، واستعمال أشياء غير معقولة المعنى من رسوم وأحوال، وجداول وأوفاق تبيّن للمحققين أنها من طلاسم السحر، لكنّهم موّهوا بها على أتباعهم، وسموّا الأمور بغير أسمائها، فسمّوا الشياطين الذين يتقرّبون إليهم خُدّام الآيات، وسمّوا الاستغاثات الشركية عزائم، وسمّوا غرائب أسماء الشياطين أسراراً.
فمن أقحم نفسه في هذا الغلو وتلك الخرافات تلاعبت به الشياطين، وإنهم ليضلونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون؛ فالغلو في هذا الباب محفوف بتلبيس الحق بالباطل وترويج الأباطيل والأسحار باسم خواص القرآن، ومدعاة لتسويغ الحجب والتمائم بدعوى أن فيها من الخواص ما يدفع البلاء، ويجلب السعد، ويحفظ من العين والعدو!

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 ذو الحجة 1437هـ/3-09-2016م, 11:49 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
دلت كثير من النصوص على تفاضل سور القرآن الكريم، وهذا اعتقاد أهل السنة والجماعة، فمع كون جميع سور القرآن متشابهة من حيث الإحكام التام, والكمال, والبلاغة, والسلامة من النقص والاختلاف، إلا إنها تتفاضل بحسب ما احتوته من معاني وما تحدثت عنه من مواضيع، فليست سورة الإخلاص كسورة المسد، ومن هذه الأدلة قوله تعالى:"ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم"،
وقول الرسول عليه الصلاة والسلام لأبي سعيد بن المعلى:" لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد" فقال:"الحمد لله رب العالمين":"هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته"
وحديث عقبة بن عامر، قال:أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: "يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل"، ومن أدلة تفاضل سور القرآن الكريم إنه قد ثبت إن بعضها أحب إلى الله من بعض، وتلاوة بعضها أعظم أجرا من بعض، ولبعضها فضائل اختصت بها دون غيرها، ومثاله اختصاص الفاتحة بالصلاة، وكون الصلاة لا تصح إلا بقرائتها ، وجعل للمعوذتين فضلا وبركة وحرزا من الشيطان، فقال عليه الصلاة والسلام:"ما تعوذ الناس بأفضل منهما".

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
. حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب:"يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم".
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر"وأيضا ما ورد في قصةأبي هريرة لما وكله الرسول عليه الصلاة والسلام بحفظ الزكاة، قال:. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - وتكرر هذا معه ثلاثا، فقال له الرجل في الثالثة: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان».
وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»
.
2: سورة آل عمران.
قال عليه الصلاة والسلام:"يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران...» وقال:"اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان.."
وقال:"اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه»
وجاء في فضل خواتيمها:حديث ابن عباس قال:" قال: بت عند الرسول عليه الصلاة والسلام, فاضطجعت على عرض الوسادة، «واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل أو قبله بقليل، أو بعده بقليل ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس، فمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر آيات خواتيم سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي».
وقول النبي عليه الصلاك والسلام:" لقد نزلت علي الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها "إن في خلق السموات والأرض ..» الآية كلها.

3: سورة النساء
قال الله تعالى: "ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم".
قال ابن عباس: هي السبع الطوال"، والقول الثاني أنها الفاتحة، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أخذ السبع فهو حبر» ولا خلاف في دخول سورة النساء في السبع الطوال.
وورد في فضلها قول عمر (تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور).
وقول ابن مسعود رضي الله عنه: «من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبربرة».
وقال أيضا: "إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها":
- قوله تعالى"إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما".
- وقوله:"إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما".
- وقوله:"إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء".
- وقوله: "ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما".
- وقوله: "ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما".

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
-حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن».
سبب الحكم الضعف: إن ابن الشجري رواها عن سليمان بن أحمد الواسطي وهو متروك الحديث, ففيه راو متهم بالكذب.
- حديث علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال؟ حدثنا نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم تغير لونه، ورددها ساعة حين ذكر النبي صلّى اللّه عليه وسلم ثم قال: أنها نزلت من كنز تحت العرش).
سبب الضعف: لانقطاع إسناده؛ وذلك لأن إسحاق بن راهويه رواه عن طريق الفضيل بن عمرو عن علي, فإسناده منقع لأن فضيلا لم يدرك عليا..
- وحديث علي بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا جابر، ألا أخبرك بخير سورة نزلت في القرآن؟
قال: قلت: بلى يا رسول الله.
قال: «فاتحة الكتاب» قال علي: وأحسبه قال: «فيها شفاء من كل داء».
سبب الضعف: إن اسم الصحابي انقلب على الرواي , فاسمه الصحيح هو عبد الله بن جابر البياضي كما جاء في مسند الإمام أحمد.

2: سورة البقرة
- حديث خالد بن سعيد المدني، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث أيام».
سبب الضعف: قال العقيلي: خالد بن سعيد المديني عن أبي حازم، ولا يتابع على حديثه.
- حديث ابن مسعود يرفعه للرسول عليه الصلاة والسلام:"ما خيب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران».
سبب الضعف: إ، رواه الطبراني رواه في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.
وليث ضعيف الحديث.
- حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. » الحديث ، وفيه: « ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة».
سبب الضعف: عبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث.

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
يحكم على الحديث بالصحة إذا صح سنده وصح متنه، وصحة السند تكون:
أولا: أن يرويه العدول الثقات ممن تقبل روايتهم، ويقابلهم منلا تقبل روايتهم وهم على درجتين:
من لا تقبل روايته بسبب ضعف الحفظ والضبط، فهؤلاء لا يرد حديثهم بالجملة ولا يقبل حديثهم بإطلاق، ولكن يعتبر حديثهم وينظر إن كان ورد من طرق أخرى أو كان له شاهد يحكم له بالصحة.
أما إن كان عدم قبول الرواية بسبب كذب الراوي أو اتهامه بالكذب، فهذا لا يعتد بروايته مطلقا ولا يجبر حديث بمتابعة غيره.
ثانيا: اتصال السند؛ فالانقطاع في السند من أسباب ضعف الحديث..
ثالثا: خلوه من العلة القادحة في السند, مثل التدليس، والاضطراب.
وتكون صحة المتن بأمرين:
الأول: صحّة الإسناد إليه.
الثاني: الخلو من العلة القادحة والنكارة، والاضطراب، والرواية بالمعنى المخل، وغيرها.

س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
تشمل المرويات ما روي بالأسانيد المرفوعة إلى النبي عليه الصلاة والسلام, والمرسلة, والآثار المروية عن الصحابة والتابعين, وهي خمس درجات:
الأولى: ما كان صحيح لذاته حيث صح سنده وخلا من الشذوذ والعلة القادحة من حيث السند والمتن, وهذا يحتج به.
الثانية: ما كان صحيحا لغيره, حيث ارتفع بمجموع طرقه إلى درجة الصحة, وهذا بشرط سلامة متنه من العلة القادحة, وهذا يحتج به.
الثالثة: ما كان ضعفه محتملا من حيث السند, لكنه لكنه قابل للتقوية, بشرط عدم نكارة المتن من حيث المعنى, وهذا يحتج به بعض العلماء في فضائل الأعمال والرقاق, ومنهم من يذكرها استئناسا مع بيان حالها وعدم الاحتجاج بها, ومنهم من يذكرها لبيان ضعفها, ومنهم من يذكرها للفائدة.
الرابعة:ما كان في إسناده ضعفا شديد لا ينجبر, أو يكون المتن فيه نكارة ظاهرة مخالفة لما ثبت في النصوص الشرعية, وهذا لا تجوز روايته إلا لبيان حاله.
الخامسة: ما كان موضوعا مكذوبا مختلقا, وهذا مما ورد فيه الوعيد الشديد لمن حدث به, ولا تحل روايته إلا لبيان حاله.

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
حديث ابي بن كعب رضي الله عنه في فضائل القرآن, يعد من أشهر الأحاديث الموضوعة في فضائل القرآن, وقد رواه السجستاني في فضائل القرآن, ورواه ابن مردويه, ورواه الثعلبي والواحدي في تفاسيرهم, ورواه العقيلي, وقد أورده ابن الجوزي في كتابه الموضوعات, وعلق عليه بقوله:" فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره فذكر عند كل سورة منها ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك ولم أعجب منهما لأنهما ليسا من أصحاب الحديث، وإنما عجبت من الإمام أبي بكر بن أبي داود كيف فرقه على كتابه الذي صنفه في فضائل القرآن وهو من أهل هذا الشأن ويعلم أنه حديث محال ...", وقال أيضا:"وهذا حديث فضائل السور مصنوع بلا شك وفي إسناد الطريق الأول بزيع، قال الدارقطني: متروك.
وفي الطريق الثّاني مخلد بن عبد الواحد، قال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
ووصف ابن الجوزي متن الحديث بإن كلامه ركيك في نهاية البرودة, ولا يمكن أن يكون من كلامه عليه الصلاة والسلام, وساق حديث شيخ الترمذي بن غيلان والذي يذكر فيه سبب وضع هذا الحديث من قبل بعض شيوخ المتصوفة, وهو صرف وجوه الناس إلى القرآن.
وقد قال الحافظ العراقي عن هذا الحديث:كل من أودع حديث أبي تفسيره، كالواحدي، والثعلبي والزمخشري مخطئ في ذلك, لكن من أبرز إسناده منهم، كالثعلبي، والواحدي فهو أبسط لعذره، إذ أحال ناظره على الكشف عن سنده، وإن كان لا يجوز له السكوت عليه من غير بيانه، وأما من لم يبرز سنده، وأورده بصيغة الجزم فخطؤه أفحش، كالزمخشري.

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
الأولى: دلالة النصوص من الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال معينة, وهو باب واسع يفتحه الله بفضله على البعض, فيرزقهم الفهم فيه.
مثاله: قوله تعالى:"وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين", فذكر الله تعالى دعاء أيوب عليه السلام, وذكر استجابة الدعاء, وما أنزل عليه ربه من الرحمات, وما عوضه به من الأهل والمال, ثم قال:"وذكرى للعابدين", ليبين عدم اختصاص هذه النهم والرحمات بأيوب عليه السلام, بل هي لكل من اقتدى به وسار على خطى سيره.
الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضوان لله عليهم, وما صح من ذلك قليل, ويحمل على إنه مما تعلموه من النبي عليه الصلاة والسلام, أو مما فعلوه اجتهادا منهم بناء على الإذن الشرعي بذلك.
مثاله: ما رواه أبو زميل عندما سأل ابن عباس فقال: ما شيء أجده في صدري؟ قال ابن عباس: ما هو؟ قال: والله ما أتكلم به، فقال ابن عباس: أشيء من شك؟ وضحك ابن عباس ثم قال: ما نجا من ذلك أحد، حتى أنزل الله عز وجل: "فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك" ثم قال له:: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: "هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم".
الثالثة: ما ثبت عن التابعين وتابعيهم.
مثاله: ما قاله المغيرة بن سبيع العجلي:"من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من "وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم"، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها".
الرابعة: الاجتهاد في معرفة التناسب بين الآيات وبين ما يصيب الإنسان من أحوال خاصة, كقراءة الآيات من القرآن لكل حالة بما يناسبها وتظهر العلاقة بينها.
مثاله: ما كتبه الإمام أحمد للمرودي حين اصابته حمى, حيث كتب: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، "قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين"، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين", والمناسبة بين المرض والآية هي سؤال الله بقدرته على جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم, أن يذهب الحمى عنه .
فيختار الإنسان ما يناسب ما به من بلاء وحاجة مما يطمئن لها قلبه وتسكن بها روحه.

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
الغلو في باب الخواص يفتح الأبواب للكثير من الفساد والضلال, كما حدث مع غلاة الصوفية بما كذبوا به في خواص القرآن, حيث استعملوا أشياء غير معقوله ما أنزل الله بها من سلطان, ولا هي كذلك كانت عن اجتهاد صحيح بني على علم صحيح منهم, فوقعوا في الشرك وأوقعوا من صدقهم من الناس به, فكتبوا لهم الحجب وعلقوا قلوبهم بالتمائم, وكانوا قد سموها بغير اسمها لتلقى القبول عند الناس, فسموا الشياطين خدام الآيات, وسموا الاستغاثات الشركية عزائم, وغيرها مما ابتدعوه, وما فعلوه هم وغيرهم كان على صنفين:سحر حقيقي بكل ما تعلق فيه من شرور, ومجرد دعاوى كذبوا بها على الناس بما كانوا يذكرونه من أوهام وأكاذيب, فأبعدوا القرآ، عما أنزل لأجله, واستعملوا الآيات في غير أغراضها التي أنزلت لها, فعدم انتفاعهم من القرآن الكريم وعظم ابتداعهم.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2 ذو الحجة 1437هـ/4-09-2016م, 01:16 AM
حليمة محمد أحمد حليمة محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 248
افتراضي المجلس الثامن

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على نبيه الذي اصطفى


أجوبة المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
دل على تفاضل بعض سور وآيات كتاب الله صريح القرءان والسنة ومن ذلك:
قوله تعالى:( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم)
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين».
إلى غير ذلك من الأدلة الصريحة الصحيحة التي تدل على أن كلام الله يتفاضل ، وإن كان مشتركًا كله في كمال الفصاحة والبيان مع السلامة من كل أوجه النقص والاضطراب والاختلاف.
وهناك من خالف في هذا الأصل بحجة أن الأفضل يشعر بنقص المفضول ، وكلام الله تعالى صفة من صفاته وصفاته لا تتفاضل كأسمائه. وهذا قول مخالف لأدلة الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة.
فإن أسماء الله تتفاضل بعضها على بعض كما دلت النصوص على ذلك فعن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: سَمِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد؛ فقال: " قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب").
فأسماء الله كلها حسنى لكن بعضها أحبّ إليه من بعض، وصفاته كلّها عليا، وبعضها أحبّ إليه من بعض، وكذلك كلامه جلّ وعلا كلّه حسن لا نقص فيه ولا اختلاف، وبعضه أفضل من بعض؛ وقد فضّل الله القرآن على سائر كتبه المنزّلة، وجعل له فضلاً بتلاوته وحفظه على سائر ما أوحى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم من كلامه الذي ليس في القرآن، فتفاضل سور القرآن وآياته كذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «السلف والجمهور على أن بعض كلامه أفضل من بعض، وبعض صفاته أفضل من بعض، مع كونها كلها كاملة لا نقص فيها، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة»ا.هـ. وذكر رحمه الله تعالى أن مما يكون به التفاضل النظر إلى المتكلَّم فيه ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عن سورة الإخلاص أنها تعدل ثلث القرءان، وذلك لاشتمالها على صفة الرب سبحانه والأمر بتوحيده، ولاشك أن هذا من أعظم ما يُتَكلم فيه.
ومما يُحمل عليه نهي بعض الأئمة عن القول بتفاضل الآيات والسور بعضها على بعض إنما قصد به التفضيل المُشْعِر بتنقّص المفضول أو التزهيد فيه والترغيب عنه.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.
اجتمعت في هذه السورة جملة من الفضائل العظيمة منها أنها أعظم سور القرآن، وأنّها أفضل القرآن، وأنّها خير سورة في القرآن، وأنّها أمّ القرآن ، وأنّه ليس في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها، وأنّها نورٌ لم يُؤتَه نبيّ قبل نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنّه لا يقرأ بحرف منها إلا أعطيه، وأنّها رقية نافعة، وأن الصلاة لا تتمّ إلا بها. وفيما يلي بعض الأحاديث في المعاني المذكورة:
1. حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري
2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري
3. وحديث العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ »
قلت: بلى. قال: « فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها »
ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي! قال: « فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ »
فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: « هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد ». رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
4. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين). رواه النسائي وابن حبان والحاكم
5. وحديث عبد الله بن جابر البياضي الأنصاري رضي الله عنه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أهراق الماء، فقلت: السلام عليك يا رسول الله؛ فلم يردَّ علي، فقلت: السلام عليك يا رسول الله؛ فلم يردَّ علي، فقلت: السلام عليك يا رسول الله؛ فلم يردَّ علي؛ فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي، وأنا خلفه، حتى دخل رحلَه، ودخلت أنا إلى المسجد؛ فجلستُ كئيباً حزيناً؛ فخرج عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قد تطهَّر، فقال: (عليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله).
ثم قال: (ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن؟).قلت: بلى يا رسول الله.
قال: (اقرأ "الحمد لله رب العالمين" حتى تختمها). رواه الإمام أحمد
6. وحديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم في صحيحه وابن أبي شيبة والنسائي
7. وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب؛ فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلُدِغ سيّد ذلك الحيّ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء؛ فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط إن سيّدنا لُدِغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟
فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا؛ فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم؛ فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: {الحمد لله رب العالمين..}؛ فكأنما نُشِطَ من عِقَال؛ فانطلق يمشي وما به قَلَبَة، قال: فأوفوهم جُعْلَهم الذي صالحوهم عليه؛ فقال بعضهم: اقسموا؛ فقال الذي رَقَى: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنذكرَ له الذي كان؛ فننظرَ ما يأمرُنا؛ فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له؛ فقال: «وما يدريك أنها رقية؟!!»
ثم قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما» فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم). متفق عليه

2: سورة البقرة .

من فضائل سورة البقرة أنها تظل صاحبها يوم القيامة ، كما أنها رقية من السحر وحماية للبيت الذي تقرأ فيه من أذى الشياطين وقد اشتملت على أعظم آية في كتاب الله واشتملت على الآيتين اللتان تكفيان من قرأ بهما في الليل وفي ما يلي طرف مما ورد في فضلها :
عَنْ أبي أُمَامَةَ البَاهِلِيّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اقْرَؤُوا القُرْآنَ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعاً لأصْحَابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: البَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ كَأنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أصْحَابِهِمَا، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فَإِنَّ أخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلا تَسْتَطِيعُهَا البَطَلَةُ». أخرجه مسلم.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ البَقَرَةِ». أخرجه مسلم.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لُبَاباً، وإن لُباب القرآن المفصل»
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه:(كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا) يعني عَظُم.
3. خواتيم سورة البقرة.
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ». متفق عليه.
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، سَمِعَ نَقِيضاً مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: هَذَا باب مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليَوْمَ، لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلا اليَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الأَرْضِ، لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلا اليَوْمَ، فَسَلَّمَ وَقَالَ: أبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ، فَاتِحَةُ الكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلا أُعْطِيتَهُ. أخرجه مسلم.
وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فُضلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي)).

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
1- عن أبي مسهر الغساني عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي أن يزيد بن الأسود الجرشي كان يحدِّث أنه «من قرأ البقرة وآل عمران في يوم برئ من النفاق حتى يمسي، ومن قرأهما في ليلة برئ من النفاق حتى يصبح».
قال: فكان يقرؤهما كل يوم وليلة سوى جزئِه. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.
وسبب ضعفه أن سعيد بن عبد العزيز ولد سنة 90 هـ فلم يدرك يزيد الجرشي، الذي مات قبل سنة 80هـ وهو تابعي عابد مخضرم جليل القَدْرِ أدرك الجاهليةَ وأسلم في حياة النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
2- ما رواه يزيد بن هارون عن وقاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
سبب ضعفه الانقطاع في الإسناد ؛ فسعيد بن جبير لم يدرك عمر.
3- ما رواه ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عثمان بن عفان، قال: «من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة» رواه الدارمي.
سبب ضعفه أن ابن لهيعة ضعيف الحديث.
2: سورة النساء:
1.ماروي عن يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به.
سبب ضعفه أنه إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر.
2. ما روي عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه،
وسبب ضعفه: أن عبد الله بن قيس مجهول الحال.
3.مارواه سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبي والواحدي.
وهو موضوع. وسلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
ترجع أسباب عناية العلماء بجمع المرويات الضعيفة إلى الآتي:
1-: التنبيه على ضعفها، وبيان سببه، لئلا يُغترّ بها، فإن نفي الكذب والتدليس عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم وتعريف الناس بأسبابه ومظانه هو أحد المهام الكبار التي يضطلع بها أهل العلم، وكما قال الشاعر :
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه
ومن لا يعرف الشر يوشك أن يقع فيه .
فقد يقع المسلم في ذكر أحاديث مكذوبة عن النبي صلى الله عليه وسلم من حيث لا يشعر، ولذا فقد كان الأئمة الكبار يولون هذا الباب عظيم العناية ، وقد قال أبو بكر الأثرم: (رأى أحمد بن حنبل يحيى بن معين بصنعاء في زاوية وهو يكتب صحيفة معمر عن أبان عن أنس، فإذا اطلع عليه إنسان كتمه. فقال له أحمد: تكتب صحيفة معمر عن أبان عن أنس وتعلم أنها موضوعة؟ فلو قال لك قائل: أنت تتكلم في أبان ثم تكتب حديثه على الوجه؟
فقال: رحمك الله يا أبا عبد الله! أكتب هذه الصحيفة عن عبد الرزاق عن معمر على الوجه فأحفظها كلها، وأعلم أنها موضوعة حتى لا يجئ إنسان بعده فيجعل أبان ثابتا ويرويها عن معمر، عن ثابت، عن أنس، فأقول له: كذبت إنما هو عن معمر، عن أبان لا عن ثابت).
ورُوى عن يحيى بن معين أنه قال: (كتبنا عن الكذابين وسجرنا به التنور، وأخرجنا به خبزا نَضِجا!).
يريد أنّه انتفع بما كتبه عنهم فعرف به علل بعض المرويات المنكرة، وسبب نكارتها.
2-: معرفة ما يقبل التقوية بتعدد الطرق والشواهد؛ فإن الحديث ضعيف الإسناد بسبب راو ضعيف الضبط أوكان فيه انقطاع يسير؛ يمكن أن يقوى إذا تعددت طرقه أو كانت له شواهد صحيحة فيحكم بصحّته.
3-: رصد ما روي في هذا الباب، وحفظه من الضياع، وجمعه في موضع واحد مع عزوه إلى مصادره، أو تصنيفه على الأبواب أو المسانيد ليسهل وصول أهل الحديث إليه، وليستفيد منه أهل العلم بعده؛ بالدراسة والتمحيص.

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
ضعف الإسناد المعيّن لا يقتضي ضعف الحديث مطلقاً لأنه:
قد يصحّ من طريق آخر.
وقد يأخذ الموقوف حكم المرفوع إذا صحّ عن الصحابي وكان مما لا مدخل للاجتهاد فيه، ولم تعرف له علّة أخرى توجب منع القول بالرفع.
مثال ذلك: حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن».رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة، وقال: ضعيف جدا.
ثم قال بعد ذكر إسناده:«وهذا إسناد واهٍ جدا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب"».
والصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن».
وبمجموع الطرق المعتبرة فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه، وهو وإن كان موقوفا على أبي أمامة فإنّه مما لا يقال بالرأي؛ فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا من جهة الرواية.

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
يرجع ضعف الرواية هنا إلى الإسناد أو المتن أوقد يكون الضعف من الجهتين معًا، وهذا ظاهر في الأنواع التسع التي سيأتي بيانها:
1: الإرسال :
وهو انقطاع في الإسناد فلا يذكر الصحابي وإنما يسند التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يعتبر منه إلا ما وُصل من طريق أخرى، أو ما تقوى بشاهد أو متابعة. والمرسل درجات، ومن أهل العلم من يضعفه مطلقًا، ومنهم من يقبله بشروط.
مثاله: ما روي من مرسل الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان».
2: الانقطاع في السند، ويعرف بأمور:
- معرفة تاريخ وفاة الشيخ وتاريخ ولادة الراوي عنه.
- التصريح من جهة الراوي بعدم سماعه ممن روى عنه.
- أن يحصر الراوي ما سمعه من شيخه، فيكون ما رُوي عنه مما سواه منقطعاً.
- أن ينصّ الأئمّة النقّاد على أنّ ذلك الراوي لم يسمع من شيخه أو أنهم يحصرون ما سمعه منه فيكون ما عداه منقطعًا
مثاله: ما رواه عبد الرزاق والدارمي من طريق أيوب، عن أبي قلابة الجرمي أن رجلاً قال لأبي الدرداء: إن إخوانك من أهل الكوفة، من أهل الذكر، يقرئونك السلام. فقال: «وعليهم السلام، ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة، ويجنّبهم الجور والحزونة».
فهذا إسناد منقطع لأنّ أبا قلابة لم يدرك أبا الدرداء.
3: الرواية بالمعنى المغيّر للفظ:
مثاله: حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض» رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني
فمحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.
4: الخطأ في الإسناد:
مثاله: حديث هدبة بن خالد: ثنا حماد بن سلمة، ثنا أشعث بن عبد الرحمن الجرمي، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، وأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، لا يقرآن في دار ثلاث ليال، فيقربها شيطان»رواه الطبراني في الكبير.
فهذا الحديث أخطأ في إسناده هدبة بن خالد، وليس هو من حديث شداد بن أوس، وإنما هو من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.
5: اشتمال الإسناد على مجهول العين أو مجهول الحال.
مثاله: ما رواه الإمام أحمد وأبو يعلى والروياني والطبراني في الكبير وأبو الشيخ في العظمة كلهم من طريق معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، عن أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسورة البقرة، ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم». فشيخ سليمان التيمي مجهول العين ، وكذلك أبوه الراوي عن معقل.
وما رواه أبو عبيد في فضائل القرآن والدارمي في سننه وابن أبي شيبة في مصنفه والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم من طرق عن زياد بن مخراق، عن أبي إياس، عن أبي كنانة، عن أبي موسى، أنه قال: «إن هذا القرآن كائن لكم أجرا، وكائن لكم ذكرا، وكائن عليكم وزرا، اتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن، فإنه من يتبع القرآن، يهبط به في رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن يزخ في قفاه، فيقذفه في جهنم». وأبو كنانة مجهول الحال.
6: وجود راوي متروك الحديث.
مثاله: ما رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما من طريق حفص بن سليمان، عن كثير بن زاذان، عن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ القرآن واستظهره، فأحل حلاله، وحرم حرامه أدخله الله به الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت له النار ».
وحفص بن سليمان إمام في القراءة لكنه متروك الحديث لكثرة خطئه فيه.
7: النكارة في المتن:
والغالب أن يصحبها علة ظاهرة في الإسناد. و قد يروي الحديث بإسناد ظاهره الصحّة، ومتنه منكر.
مثاله: ما رواه أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن جرير من طريق أبي معاوية عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سألتُ عائشة عن لَحْنِ القرآن: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون}، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، و{إن هذان لساحران}؛ فقالت: «يا ابن أختي، هذا عَمَلُ الكُتَّاب، أخطأوا في الكِتَاب».
فهذا الأثر إسناده في ظاهره صحيح، فقد رواه عن هشام بن عروة رجلان هما: أبو معاوية محمد بن خازم الضرير، وعلي بن مسهر؛ فبرئت عهدة أبي معاوية من التفرّد به كما أعلّه بعضهم، وإن كان أبو معاوية قد انتقد بسبب اضطراب بعض حديثه، لكنّه قد توبع في هذا الأثر، وتابَعَه ثقة ثبت وهو علي بن مسهر.
ومتنه منكر جداً، يبعد أن يصدر عن مثل عائشة رضي الله عنها، وهي تقرأ هذه الآيات كما يقرؤها المسلمون، وتعلم أنَّ الأصل في القراءة الرواية مشافهة، وتعلم أيضاً أنّ كتابة المصاحف كانت عن إجماع من الصحابة رضي الله عنهم، وأن الذين انتدبوا لكتابته ومراجعته جماعة يستحيل تواطؤهم على الخطأ واللحن.
8: الضعيف الذي لا أصل له.
وهو الذي لا يُعرف له إسناد ولا مخرج.
مثاله: ما ذكره مكي بن أبي طالب القيسي في الهداية بقوله: (روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سورة المائدة تدعى في ملكوت الله: المنقذة، تنقذ صاحبها من أيدي ملائكة العذاب وتخلصه». ).وهذا الحديث لا أصل له.
9: الموضوع
وهو ما كان من رواية الكذّابين.
ومن أشهر الموضوعات في فضائل القرآن الحديث الطويل المكذوب على أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل القرآن سورة سورة.
وقد تجتمع علل عدة في بعض المرويات، انقطاع في السند، وضعف في بعض الرواة، بالإضافة إلى نكارة المتن، وكلما زادت العلل اشتد الضعف.

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
استعمل العلماء هذا المصطلح لمعان عدة منها:
1- ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره.
2- التأثير الإعجازي للقرآن، وهو معنى يذكره بعض من يكتب في إعجاز القرآن، ويغلب عليهم العناية ببلاغة القرآن .
3- ما نقل وعرف من تأثير آيات وسور مخصوصة في أحوال مخصوصة سواء في الرقية أو غيرها.
وعند الحديث في مباحث فضائل القرءان فإن المعنى الأخير هو المقصود.

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
قال الله جل وعز:(وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) فالقرءان بعمومه شفاء للمؤمنين ، وقد نقل عن السلف من الصحابة والتابعين ومن دونهم قراءة بعض الآيات التي جربت منفعتها في أحوال مخصوصة كما أن النبي عليه الصلاة والسلام قد رخص في الرقى مالم تكن شركًا وهذا مما يدل على الجواز لا سيما وأنهم أقرب القرون لعصر التنزيل ، و مما ورد في هذا الباب:
- ما ورد في الحديث الصحيح من رقية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه للديغ بسورة الفاتحة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم له: «وما يدريك أنها رقية».فهذا مما يُعدّ من خواصّ سورة الفاتحة. وهو اجتهاد من الصحابي أقره عليه النبي صلى الله عليه وسلم .
قال ابن القيّم رحمه الله: "ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواصّ ومنافع مجربة، فما الظن بكلام رب العالمين، الذي فَضْلُه على كلِّ كلام كفضل الله على خلقه الذي هو الشفاء التام، والعصمة النافعة، والنور الهادي، والرحمة العامة الذي لو أنزل على جبل؛ لتصدع من عظمته وجلالته قال تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}، و" من " هاهنا لبيان الجنس لا للتبعيض، هذا أصح القولين"
- ومن ذلك ما ذكره ابن مفلح في الآداب الشرعية: (قال أحمد: يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولدها في جام أبيض أو شيء نظيف: (بسم الله الرحمن الرحيم: لا إله إلا الله الحليم الكريم. سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم.) ثم قال: (ثُمَّ تُسقى منه، ويُنضح ما بقي على صدرها).
- ومن ذلك نشرة وهب بن منبّه التي عمل بها بعض أهل العلم من باب الرقية لا على اعتقاد ثبوتها.
قال عبد الرزاق: وفي كتب وهب: «أن تؤخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين، ثم يضربه في الماء، ويقرأ فيه آية الكرسي، وذوات قل، ثم يحسو منه ثلاث حسوات، ويغتسل به، فإنه يذهب عنه كل ما به إن شاء الله، وهو جيد للرجل، إذا حبس من أهله».
- ومن هذا الباب أيضاً رقية الثآليل بقوله تعالى: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً} لظهور المناسبة بأنّ القادر على نسف الجبال لا يعجزه إزالة الثآليل.
- وقال ابن القيّم رحمه الله في مدارج السالكين: (كان شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إذا اشتدت عليه الأمور: قرأ آيات السكينة. قال: وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه، تعجز العقول عن حملها - من محاربة أرواح شيطانية، ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة - قال: فلما اشتد علي الأمر، قلت لأقاربي ومن حولي: اقرءوا آيات السكينة، قال: ثم أقلع عني ذلك الحال، وجلست وما بي قَلَبَة.
وقد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب بما يرد عليه. فرأيت لها تأثيرا عظيما في سكونه وطمأنينته)ا.هـ.

* مع التأكيد هنا على أن مدار الأمر في اليقين بالله سبحانه وتعالى واعتقاد أنه النافع الضار، معشدة الافتقار إليه وعظيم التعلق به ، والحذر من الغلو وسلوك طريق أهل الضلالة والبدع من أهل التصوف وأضرابهم.والله أجل وأعلم

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2 ذو الحجة 1437هـ/4-09-2016م, 01:50 AM
هدى محمد صبري عبد العزيز هدى محمد صبري عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 164
افتراضي أجابة لمجلس الثامن: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن

المجموعة الثانية:

س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
الدليل من القرءان :
قال الله تعالى: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها).
وقال تعالى :(ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم)
الدليل من السنة :
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين.
(رواه النسائي )
وعن عقبة بن عامررضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل.
(رواه النسائي ).
الدليل من أقوال العلماء :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة.
__________________________________
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1:
آية الكرسي
فضل آية الكرسي
1.
حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم
2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان» رواه البخاري )
3.
وحديث واثلة بن الأسقع البكري رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم جَاءهم في صُفَّةِ المهاجرين؛ فسأله إنسان: أي آية في القرآن أعظم؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم}). رواه أبو داوود في سننه والطبراني في الكبير من طريق عن ابن جريج،
وهو ضعيف لجهالة مولى ابن الأسقع، لكن صحّ في معناه حديث أبيّ بن كعب.

4.
وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»
رواه النسائي وابن السني والطبراني ، وابن حبان
وله ما يؤيّده من حيث المعنى؛ و قراءة آية الكرسي بإيمان دبر كلّ صلاة يتحقق منها ثلاثة المحافظة على الصلوات، وصحّة الإيمان، وكثرة الذكر .
_______________________________________
2: سورة آل عمران.
فضائل سورة آل عمران

1.
حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران .
2.
وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: (اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان.
3. وحديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً: (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة.
4.
وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: «اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه» رواه ابن ماجه والطحاوي
6.
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا.
7.
وقال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: إن أخا لكم أري في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان: هل فيكم من يقرأ سورة البقرة؟ هل فيكم من يقرأ سورة آل عمران؟ ,فإذا قال الرجل: نعم، دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فتخطرانه الجبل). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، والدارمي في سننه )
وجاء فى خواتيم آل عمران:
1.
حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه بات عند ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها - وهي خالته - قال: فاضطجعت على عرض الوسادة، «واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل - أو قبله بقليل، أو بعده بقليل - ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس، فمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر آيات خواتيم سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي» رواه البخاري )
2. حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لقد نزلت علي الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها {إن في خلق السموات والأرض.
رواه ابن حبان في صحيحه
_________________________________________
3: سورة النساء
فضائل سورة النساء
1.
قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
قال ابن عباس: هي السبع الطوال، والقول الآخر أنها فاتحة الكتاب.
2.
وحديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أخذ السبع فهو حبر» رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وإسحاق بن راهويه، وأحمد، وابن الضريس، ومحمد بن نصر والطحاوي والحاكم، والبيهقي والخطيب البغدادي
3.
وقال حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ (تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن )
4.
وعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: «تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض» رواه الحاكم والبيهقي والواحدي.
5.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة». رواه أبو عبيد والدارمي وقال: (محبِّرة: مزيِّنة). أي أنها زينة وجمال لصاحبها.
6.
وقال عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
-
قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
-
وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
-
وقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
-
وقوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
-
وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
7.
عن إبراهيم النخعي قال: قال عبد الله: إن في القرآن لآيتين ما أذنب عبد ذنبا، ثم تلاهما واستغفر الله إلا غفر له؛ فسألوه عنهما، فلم يخبرهم؛ فقال: علقمة والأسود أحدهما لصاحبه: قم بنا، فقاما إلى المنزل، فأخذا المصحف، فتصفحا) البقرة، فقالا: ما رأيناهما، ثم أخذا في النساء حتى انتهيا إلى هذه الآية: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجدِ الله غفوراً رحيما} ، فقالا: هذه واحدة.
ثم تصفَّحا آل عمران، حتى انتهينا إلى قوله: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} فقالا: هذه أخرى، ثم أطبقا المصحف، ثم أتيا عبد الله، فقالا: هما هاتان الآيتان؟
فقال عبد الله: نعم). رواه سعيد بن منصور والطبراني )
________________________________________
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1:
سورة الفاتحة
.1 حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط وقال: (لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليم بن مسلم).
سبب الحكم بضعفه :
الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي ودينار زوج أمّه، متروك الحديث.
وقد صحّ ما يغني عنه من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني». رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما.

2.
حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض»
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
سبب الحكم بضعفها :
محمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.
وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.

3.
حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاًفاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات» في مسند الفردوس،
سبب الحكم بضعفه :
يوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.
وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.
____________________
2:
سورة البقرة
: 1حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. » الحديث ، وفيه: « ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة» رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
سبب الحكم بضعفه :
وعبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث.

2.
حديث معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية، حدثه عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما، وعلموهما نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء»
رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وأبو داوود في المراسيل عن جبير بن نفير مرسلاً، ورواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان من طريق الفضل الشعراني عن عبد الله بن صالح به إلى جبير بن نفير عن أبي ذر مرفوعاً
سبب الحكم بضعفه :.
أبو عبيد رواه عن عبد الله بن صالح به مرسلاً موافقاً رواية ابن وهب عن معاوية عند أبي داوود في المراسيل، وهو الصواب.
والحديث ضعّفه الألباني في ضعيف الجامع.
3.
حديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي». رواه عبد الرزاق والحميدي وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان
سبب الحكم بضعفه :.
حكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعَّفه»
_______________________________________-
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
شروط صحّة الحديث
الحديث لا يُحكم بصحته إلا إذا صَحَّ إسنادُه ومتنُه.
وتتحقق صحة الإسناد بثلاثة أمور:
1-ينبغىأن يكون رجاله ممن تُقبل روايتهم؛ والذين لا تُقبل روايتهم على درجتين:
الدرجة الأولى: الذين يكون سبب جرحهم ضعف ضبطهم وهم أهل صدق في الجملة فهؤلاء لا يُطّرح حديثهم جُملة، ولا يقبلون مطلقاً، بل يُعتبر حديثهم فإذا ورد من طريق أخرى أو كان له شواهد فيُحكم بصحّته لانتفاء علّة ضعف الضبط.
والدرجة الثانية: الذين لا تُقبل مرويّاتهم مطلقاً، ولا يعتبر بها، وهم متروكو الحديث، من الكذّابين، والمتّهمين بالكذب، والذين بلغوا من كثرة الخطأ والتساهل في الرواية عن الواهين من غير تبيين .
2-: أن يكون الإسناد متّصلاً غير منقطع.
3-: انتفاء العلّة القادحة في صحّة الإسناد؛ كالمخالفة، والتدليس، والاضطراب.
وصحة المتن لا تتحقّق إلا بأمرين:
1-صحّة الإسناد إليه.
2-انتفاء العلّة القادحة في المتن؛ كالمخالفة، والنكارة، والاضطراب، والرواية بالمعنى المخلّ، والتصحيف والتحريف، وغيرها.


س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
المرويات على خمس درجات:
الدرجة الأولى: المرويّات الصحيحة لذاتها، وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علّة قادحة في الإسناد ولا في المتن.
والدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يُجبر بالشواهد وتعدّد الطرق، ويكون المتن سالماً من العلّة القادحة.
والدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً، وهي التي يكون متنُها غيرَ منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابلٌ للتقوية لو وُجدت.
والدرجة الرابعة: المرويات الواهية، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكراً مخالفاً للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
والدرجة الخامسة: المرويّات الموضوعة، وهي التي يتبيّن أنّها مكذوبة مختلقة.
________________________________
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
هو حديث موضوع مصنوع متنا واسنادا ومن رواية الكذابين
_____________________________________
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة
-
مثال: قول الله تعالى في شأن يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين}، وقال تعالى: {فلولا أنه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}
فتبيّن بدلالة الآيتين أثر التسبيح والتوحيد في النجاة من الغمّ والكرب، ودلّ قوله تعالى: {وكذلك ننجي المؤمنين} على أنّ هذا الأمر لا يختصّ بيونس عليه السلام، بل هو عامّ للمؤمنين إذا دعوا واستغاثوا بالله وسبّحوه معترفين ذنوبهم.
ودليل صحّة استنباط هذا المعنى ما رواه الإمام أحمد في مسنده والنسائي في سننه وغيرهما من طريق إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له».
والدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم.
مثال: ما رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}).
وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
والآثار التي تصحّ عن الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب محمولة على أحد أمرين:
الأول: أن تكون مما تعلّموه من النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: أن تكون مما فعلوه اجتهاداً بناءا على الشرع.
الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
-
مثال: ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص، عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة. :
مثال:
-
أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فهذه الرقية فيها معنى التوسّل إلى الله تعالى بقدرته على جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم أن يذهب عن المحموم حرارة الحمّى التي من فيح جهنّم.
__________________________________________

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.

الغلو فى هذا الباب قاد الغلاة إلى فساد كبير، وضلال مبين، وانحلال من الدين
ومن ذلك ما ابتدعه بعض غلاة الصوفية فسمّوا الشياطين الذين يتقرّبون إليهم خُدّام الآيات، وسمّوا الاستغاثات الشركية عزائم، وسمّوا غرائب أسماء الشياطين أسراراً، وكانوا سببا فى تضليل الناس وبعدهم عن هدى القرآن، وتلبيسهم على الناس,و. إتباعهم للطرق و كان منهم من يكتب الحُجب والتمائم ويبيعها، ويزعم أنّ فيها من الخواصّ ما يدفع البلاء، ويجلب السعد، ويحفظ من العين والعدوّ، وأكلوا أموال الناس بالباطل
كما كتب فى باب خواص القرءان بعض من يأتي بدعاوى منكَرة كما قال الشاه ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي في كتابه "الفوز الكبير في أصول التفسير": (تكلمت طائفة من المتقدمين في خواص القرآن من ناحيتين: إحداهما ما يشبه الدعاء، والثانية ما يشبه السحر).
_____________________________________

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2 ذو الحجة 1437هـ/4-09-2016م, 02:54 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟*
قال تعالى [ ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ]
وقال تعالى [ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ]
وفي حديث أبي بن كعب حين قال له النبي لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن ثم قال الحمدلله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته
وفي الحديث أيضا "يا عقبة اقرأ قل أعوذ برب الفلق فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله منها
فدلت الآيات والأحاديث على أن بعض السور أفضل وأحب إلى الله من بعض
__________

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:*
1: آية الكرسي
*حديث أبي بن كعب أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) سأله : "أي آية معك في كتاب الله أعظم " فقال " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " فضرب رسول الله على صدره وقال ليهنك العلم أبا المنذر "
*حديث أبي هريرة وكلني رسول الله بحفظ زكاة رمضان فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم*«صدقك وهو كذوب ذاك شيطان
*حديث " من قرأ سورة الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت "
_____
* 2: سورة آل عمران
*" يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبها"
* " اقرأوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان "
* " اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث سور البقرة وآل عمران وطه "
_______
3: سورة النساء
* أنها من السبع الطوال وفي الحديث " من أخذ السبع فهو حبر "
* قال عمر " تعلموا سورة البقرة و النساء والمائدة والحج والنور فإن فيهن الفرائض "
*قال ابن مسعود رضي الله عنه:*«من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة
____________
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
1 " أم القرآن عوض عن غيرها وليس غيرها بعوض عنها " رواية بالمعنى المخل للحديث [ لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ]
2 " :*«من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن " فيه سليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث
3 " فاتحة الكتاب شفاء من السم " فيه سلام الطويل متهم بالكذب
__
2: سورة البقرة
1:*«لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي
حكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث
2 " لا ألفين أحدكم يضع إحدى رجليه على الأخرى يتغنى ويدع أن يقرأ سورة البقرة، فإن الشيطان يفر من البيت يقرأ فيه سورة البقرة، وإن أصفر البيوت الجوف يصفر من كتاب الله»*
فيه إبراهيم الهجري منكر الحديث
3 "ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران»*
فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف الحديث*
_______
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟*
الصحة تشترط في الإسناد وفي المتن
فشروط صحة الإسناد هي
1 أن يكون رجاله ممن تقبل روايتهم
2 أن يكون الإسناد متصل غير منقطع
3 انتفاء العلة القادحة في صحة الإسناد كالمخالفة والتدليس ونحوه
أما شروط صحة المتن فهي
1 صحة الإسناد إليه
2 انتفاء العلة القادحة في صحة المتن كالمخالفة والنكارة
______
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.*
1 صحيح لذاته .. إسناده صحيح من غير شذوذ ولا علة
2 صحيح لغيره .. في إسناده بعض الضعف من غير شذوذ ولا علة
وهما يحتج بهما
3 ضعيف محتمل في إسناده ضعف قابل للتقوية غير منكر المتن
بعض أهل العلم يحتج به في الفضائل - بعضهن يستأنس به -بعضهم يذكره لفائدة
4 واهي إسناده فيه ضعف شديد أو متنه منكر مخالف للنصوص الصحيحة
5 موضوع. . لايحل روايته إلا لبيان حاله
___________
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
هو حديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
يدل على أنه مصنوع فإنّه قد استنفذ السّور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثّواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرّسول).
ثمّ روى ابن الجوزي بإسناده عن محمود بن غيلان شيخ الترمذي أنه قال: (سمعت مؤمّلا يقول حدثني شيخ بفضائل سور القرآن الذي يروي عن أبي بن كعب، فقلت للشيخ من حدثك؟ فقال حدثني رجل بالمداين وهو حي فصرت إليه فقلت من حدثك؟ فقال حدثني شيخ بواسط وهو حي فصرت إليه، فقال حدثني شيخ بالبصرة فصرت إليه
فقال حدثني شيخ بعبَّادان فصرت إليه، فأخذ بيدي فأدخلني بيتا فإذا فيه قوم من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني، فقلت يا شيخ من حدثك؟ فقال لم يحدثني أحد ولكنا رأينا الناس قد رغبوا من القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا وجوههم إلى القرآن).
___________
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.*
1 دلالة نصوص الكتاب والسنة
فمن الكتاب " وأفوض أمري إلى الله " وما لها من أثر في دفع كيد الأعداء مع صدق التوكل
ومن السنة " وما يدرك أنها رقية " وأثر الفاتحة في الشفاء وأيضا اختيار الآيات
2 ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم
فمن ذلك رواه *أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل:*{فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك}*الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل:*{هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}
3 ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعي التابعين
عن المغيرة سبيع العجلي *(من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من*{وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
4 الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة
- أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله،*{قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فهذه الرقية فيها معنى التوسّل إلى الله تعالى بقدرته على جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم أن يذهب عن المحموم حرارة الحمّى التي من فيح جهنّم.
__________
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
إن الغلو في خواص القرآن قاد إلى ضلال مبين بل وانحلال من الدين كما فعل غلاة الصوفية حين لبسها على الناس واستعان بالجن وسموا الأشياء بغير مسمياتها وهم إنما هم سحرة دجالين كذابين
وقد ألفوا في ذلك كتبا منها خواص القرآن الحكيم لمحمد بن سعيد التميمي وفيه عظائم شركية
كما أنهم فتحوا بابا عظيما فحتى من لم يتابعهم في صوفيتهم تأثر بخرافاتهم الشركية كالشاة ولي الله بن عبدالرحيم الدهلوي

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 2 ذو الحجة 1437هـ/4-09-2016م, 04:49 AM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
الرد على ذلك من وجوه:
أولاً:القول بتفاضل سور القرآن وآياته دلت عليه النصوص الكثيرة في الكتاب والسنة ومنها:
1- قال الله تعالى :{ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
2- وقال تعالى:{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
3-ما رواه البخاري عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله:{استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين}«هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته}.
4-ما رواه مسلم عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟.
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟.
قال: قلت:{الله لا إله إلا هو الحي القيوم} قال: فضرب في صدري، وقال: والله ليهنك العلم، أبا المنذر.
5- ما رواه النسائي وغيره عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل.
فهذه الأدلة وغيرها تدل على أن بعض السور والآيات أفضل وأحب إلى الله من بعض، والكل كلامه في غاية الحسن والاتقان، لكن بعضها اختصه الله ببعض الفضل والخواص كالفاتحة والإخلاص والمعوذتين وخواتيم سورة البقرة.
ثانياً:ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية: : ( والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة) .

ثالثاً: ترجع الأقوال المخالفة؛ من بعض أهل العلم القائلين بعدم التفاضل في هذه المسأله لأمرين الأمر الأول: من قال بعدم التفاضل مثل ابن حبان ومكي بن أبي طالب القيسي يحتجون بأن القرآن كلام الله صفة من صفاته وصفات الله لا تتفاضل كما أن أسمائه لا تتفاضل وهذا غير صحيح من وجهين أولا: لمخالفته الأدلة الصحيحة الثابتة المأثورة عن السلف ، وثانياً : لأن التفاضل في أسماء الله وصفاته ثابت شرعاً، فقد اختص الله تعالى بعض أسمائه بمزيد فضل كما في الحديث الصحيح أن النبيُّ صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد؛ فقال: " قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب".

الأمر الثاني الذي ترجع إليه الأقوال بعدم التفاضل؛ ما قاله الأشعري وتبعه غيره من الأشاعرة قالوا أن القرآن عبارة عن كلام الله وأنه لا يتبعض ولا يتجزأ ، فهذا القول مبني على اعتقاد باطل في كلام الله عندهم، كما أنه مخالف للنصوص.
رابعاً : أما ما روي عن الإمام مالك في النهي عن التفضيل بين سور القرآن ، فإن صح؛ فهو محمول على النهي عن التفضيل المشعر بتنقص المفضول والتزهيد فيه.
خامساً: من المعلوم أن الكلام وإن اشترك من جهة المتكلِّم به (الله تعالى) في أنه تكلَّم بالجميع؛ فقد تفاضل من جهة المتكلَّم فيه، فإن كلامه الذي وصف به نفسه، وأمر فيه بالتوحيد، أعظم من كلامه الذي ذكر فيه بعض خلقه، وأمر فيه بما هو دون التوحيد.
وأيضاً فإذا كان بعض الكلام خيراً للعباد وأنفع، لزم أن يكون في نفسه أفضل من هذه الجهة، فإن تفاضل ثوابه ونفعه إنما هو لتفاضله في نفسه، وإلا فالشيئان المتساويان من كل وجه، لا يكون ثواب أحدهما أكثر، ولا نفعه أعظم)

وبذلك يتضح أن القول بتفاضل سور القرآن هو القول الصحيح الذي دلت عليه النصوص ، وهو القول المأثور عن السلف.
--------
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1:
سورة الفاتحة.
فضائل سورة الفاتحة
لسورة الفاتحة من الفضل ما لا يمكن حصره ، فهى أعظم سور القرآن وأفضل القرآن ، وأمّ القرآن أي أصله وجامعة معانيه، وليس في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها فهي نورٌ لم يُؤتَه نبيّ قبل نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا يقرأ بحرف منها إلا أعطيه ورقية نافعة وأن الصلاة لا تتمّ إلا بها، وفيما يلى بعض الأحاديث الدالة على هذا الفضل:

1- حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبْه فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي فقال: ألم يقل الله: (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)
ثم قال لي: (لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد)ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له: (ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن)قال: (الحمد لله رب العالمين((هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)
2-وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم)
3- وحديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها)؟
قلت: بلى
قال: (فإني أرجوأن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها ).
ثم قام رسول الله فقمت معه فأخذ بيدي فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب قال: فذكّرته فقلت: يا رسول الله السورة التي قلت لي!
قال: (فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟)
فقرأ بفاتحة الكتاب قال: (هيَ هي وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد)
4- وحديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته وقوله: (لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته)فسّر بعض العلماء الحرف بكلّ كلمة فيها طلب نحو "اهدنا" و"غفرانك"، و"اعف عنا"، ولعل الأظهر عموم حروفها؛ كما فسّره حديث أبي هريرة مرفوعاً:(قسمت الصلاة بيني وبين عبدي.)الحديث؛ فكلّ جملة طلبية عطاؤها الإجابة، وكلّ جملة خبرية عطاؤها ذكر الله وإثابته.


2- سورة البقرة.
هي مقدم سور القرآن، قدمت في المصحف لتقديم النبي صلى الله عليه وسلم لها، وهذه السورة تظل صاحبها يوم القيامة وتحاج عنه، كما أن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة، وتلاوتها تنفر الشياطين وورد في فضلها الكثير من الأحاديث نذكر منها:
1- حديث النواس بن سمعان الكلابي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران)
2-. وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة.
3-وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة».

3- خواتيم سورة البقرة.
صح في خواتيم سورة البقرة عدة أحاديث تبين جلالة قدرها وعظيم فضلها نذكر منها:
1-ما رواه مسلم عنحديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: (هذا بابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
2-. وحديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه).
------
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1-سورة آل عمران:
. حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة.
سبب الضعف: حديث منكر فكل طرقه عن طريق مظاهر بن أسلم المخزومي وهو منكر الحديث كما قال البخاري.
2-عن أسماء بنت يزيد، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «في هاتين الآيتين{الله لا إله إلا هو الحي القيوم}و{الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم} إن فيهما اسم الله الأعظم.
سبب الضعف :أن عبيد الله وشهر (وهما الراويان) عن أسماء ضعيفان.
3- عن عثمان بن عفان، قال:(من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة).
سبب الضعف :ابن لهيعة راوي هذاالحديث ضعيف الحديث.
2-سورة النساء:
1-عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين».
سبب الضعف إنقطاع الإسناد؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر.
2-عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: (من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض)رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه .
سبب الضعف أن عبد الله بن قيس مجهول الحال.
3-عن سلام بن سليمان المداينيّ قال:، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: (من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم) .رواه الثعلبي والواحدي،
سبب الضعف الحديث موضوع.
سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.
-----------
س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
السبب الأول: التنبيه على ضعفها ، وبيان سبب الضعف حتى لا يُغتر بها، وقد نبه أهل العلم في كتبهم عليها حتى لا ينخدع بها أحد.
السبب الثاني: جمع الطرق للاستعانة بها على دراسة الاحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الشواهد.
السبب الثالث: رصد ما روي في هذا الباب وحفظه من الضياع، ليسهل الوصول إليه ويستفيد منه أهل الحديث بالدراسة والتمحيص.
----------
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا يقتضي ذلك فضعف الإسناد المعيّن لا يقتضي ضعف المتن مطلقاً ؛ فقد يروى بإسناد آخر صحيح.
ومثال ذلك: حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن».أورده الألباني في السلسلة الضعيفة، وقال: ضعيف جدا.
ثم قال بعد ذكر إسناده: وهذا إسناد واهٍ جدا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب".
وقد صدق رحمه الله وأعلى منزلته في حكمه على هذا الإسناد؛ فقد انفرد مسلمة برفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم.
و لكن الحديث ورد من طريق آخر عن أبي أمامة موقوفا بلفظ: «اقرءوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة، فإن الله لن يعذّب قلبا وعى القرآن». وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة موقوفا: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشاميوهم ثقات.
و هذا الحديث و إن كان موقوفا فإنه يأخذ حكم الرفع لأن متن الحديث مما لا يقال بالرأي ولا مجال للاجتهاد فيه.
إذن المقصود بهذا المثال بيان أن ضعف الإسناد المعيّن لا يقتضي ضعف الحديث مطلقاً لأنه قد يصحّ من طريق آخر، وأنّ الموقوف قد يأخذ حكم المرفوع إذا صحّ عن الصحابي وكان مما لا مدخل للاجتهاد فيه، ولم تعرف له علّة أخرى توجب منع القول بالرفع.
---------
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
الضعفُ له أنواع وأسباب عائدة إلى الإسناد أو إلى المتن أو إليهما معاً، ومن تلك الأنواع:

النوع الأول:الإرسال، والمرسل هو ما أسنده التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة بدون ذكر الصحابي، والإرسال انقطاع في الإسناد يضعف الحديث، لكن المراسيل على أنواع ، فمن أهل العلم من يضعفها مطلقاً، ومنهم من يقبلها بشروط منها أن تكون من مراسيل كبار التابعين كالحسن البصري ، أو أن يكون التابعي لا يعرف عنه شذوذ في الرواية، وأن لا تكون هناك نكارة في المتن.

والنوع الثاني:المنقطع أي هناك انقطاع في السند، وهو أعمّ من المرسل ؛ ويعرف الانقطاع بأمور:
- منها:معرفة تواريخ وفاة الشيخ وولادة الراوي عنه .
- ومنها:تصريح الراوي بأنّه لم يسمع ممن روى عنه كما صرّح الضحّاك بن مزاحم أنّه لم يسمع من ابن عباس .
- ومنها:أن يحصر الراوي ما سمعه من شيخه فيكون ما رُوي عنه مما سواه منقطعاً كما ذكر الشعبي أنّه لم يسمع من ابن عمر سوى حديثين وقد صحبه ثمانية أشهر .
- ومنها:نصّ الأئمّة النقّاد على أنّ ذلك الراوي لم يسمع من شيخه أوحصروا ما سمعه منه .
النوع الثالث:المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ.
ومثاله حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً:(أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض).
وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب).
فلعلّ من روى الحديث رواه بالمعنى فأخطأ فيه.

النوع الرابع:الخطأ في الإسناد ، كالحديث المروي عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، وأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، لا يقرآن في دار ثلاث ليال، فيقربها شيطان»رواه الطبراني في الكبير. و هذا الحديث لا تصح روايته من حديث شداد بن أوس بل عن النعمان بن بشير، وهو ما صححه أبو زرعة الرازي رحمه الله.
النوع الخامس:المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال، ومن أمثلة الضعيف لجهالة عين أحد رواته: ما رواه الإمام أحمد وغيره من طريق معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، عن أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسورة البقرة، ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم». فشيخ سليمان التيمي مجهول العين فهو لم يصرح بالاسم، وكذلك أبوه الراوي عن معقل.
ومن أمثلة الضعيف لجهالة الحال: ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض».
وعبد الله بن قيس مجهول الحال.

النوع السادس: الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث، ومن أمثلته ما رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما من طريق حفص بن سليمان، عن كثير بن زاذان، عن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ القرآن واستظهره، فأحل حلاله، وحرم حرامه أدخله الله به الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت له النار ».
وحفص بن سليمان إمام في القراءة متروك الحديث لكثرة خطئه فيه.

النوع السابع:منكر المتن، ونكارة المتن غالباً ما يكون معها علة ظاهرة في الإسناد وما كان كذلك فأمره بيّن لأن ضعف الإسناد يدلّ على سبب نكارة المتن
لكن ربما روي حديث أو أثر بإسناد ظاهره الصحّة ومتنه منكر ففي هذه الحالة:
-
إما أن يُجاب عن الإشكال بما يزيل النكارة بحيث يكون للمتن معنى مقبول غير منكر يصحّ أن يُحمل عليه بلا تكلّف .
-
وإمّا أن يُتعرّف على علة الإسناد التي أدّت إلى رواية هذا المتن المنكر.

النوع الثامن:الضعيف الذي لا أصل له،وهو الذي لا يُعرف له إسناد ولا مخرج
ومن أمثلته ما ذكره مكي بن أبي طالب القيسي في الهداية بقوله: (روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((سورة المائدة تدعى في ملكوت الله: المنقذة تنقذ صاحبها من أيدي ملائكة العذاب وتخلصه).
وهذا الحديث لا أصل له
ومن المتقدّمين من يصف الخبر الذي ليس له إسناد مخرجه صحيح بأنّه لا أصل له وإن كان مروياً بإسناد من الأسانيد الواهية.

النوع التاسع:الموضوع
وهو شرّ هذه الأنواع، وهو ما كان من رواية الكذّابين.

ومن المرويات ما يجتمع فيها أكثر من علّة فيكون فيها انقطاع في الإسناد وضعف في بعض رجال السند ونكارة في المتن وكلما زادت العلل اشتدّ الضعف.
---------
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
مصطلح خواص القرآن من مصطلحات المتأخرين ، وهذه الكلمة يستخدمها العلماء لمعان متعددة منها:
1- تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرّقى والكرب وغيرها.
2- ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره.
3-التأثير الإعجازي للقرآن، وهذا المعنى يذكره بعض من يكتب في إعجاز القرآن، ويغلب عليهم العناية ببلاغة القرآن وحسن بيانه وتأثير خطابه.
-----------
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
يُحكى من التجارب في خواص القرآن الكثير؛ منذ زمن الصحابة رضوان الله عليهم حتى الآن ، وحكم الأخذ من هذه التجارب الإباحة، فالأصل أن القرآن كله شفاء للنفوس وللأبدان، و الاجتهاد في أن يرقي الراقي كل حاله بما يناسبها من الآيات؛ هو نوع من الاجتهاد الذي ورد عن السلف وعن جماعة من العلماء، مثل الإمام أحمد ابن حنبل لما رقى صاحبه المحموم مستخدماً آية (قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على ابراهيم) ، ومثل ابن تيمية رحمه الله في استخدام آيات السكينة عند القلق واضطراب القلب، وغيرها عند الرعاف، ولا بأس بتقليد هذا ، لأن مبناه كله على التوسل بقدرة الله تعالى في أمر مخصوص مناسب لحالة المتوسل وكربه ، والافتقار إلى الله تعالى والذل بين يديه وطلب الشفاء منه، ولنعلم جميعا أن الرقية سبب والله عز وجل من وراء الأسباب ، وهو الذي إذا شاء نفعنا بالسبب.
-------

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 2 ذو الحجة 1437هـ/4-09-2016م, 05:28 AM
الصورة الرمزية إشراقة جيلي محمد
إشراقة جيلي محمد إشراقة جيلي محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الرياض
المشاركات: 303
افتراضي

مجلس المذكرة الثامن
المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
هناك آيات كثيرة وأحاديث تدل على تفاضل سور القرآن وآياته مهنا على سبيل المثال وليس الحصر:
قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
وقوله عز وجل: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
وقوله تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
عن أبي بن كعب قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين» رواه النسائي وابن حبان والمنذر.
هذه بعض الأدلة التي تدل على تفاضل سور القرآن وآياته وهذا ليس فيه تنقصا للمفضول فهي كلها في قمة في حسن البيان والإحكام، مكرمة عن كل وصف نقص وضعف واختلاف، إلا إن بعضها أعظم من بعض وبعضها أحب إلى الله من بعض، وتلاوة بعضها أعظم أجرًا من بعض، ولبعضها خواص اختصها الله بها :
فكانت الفاتحة ركن من أركان الصلاة، ولآخر آيتين من البقرة فضائل في تشريف نزولها، وتعظيم شأنها وفضل تلاوتها، وللمعوذتين فضلا عظيما وأجرا كبيرا وحفظ من الشرور والآفات، كما الإخلاص تعدل ثلث القرآن كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.
الفاتحة أم القرآن وأم الكتاب ولها وتعددت أسمائها، وكثرة الأسماء من شرف المسمى، وورد في فضلها أحاديث كثيرة تدل على أنها أعظم سور القرآن، فهي النور، وهي الرقية النافعة، وهي ركن من أركان الصلاة، وهي ألأصل والجامعة لمعاني القرآن.
ومما يدل على أنها أعظم سور القرآن، حديث أبي سعيد بن المعلّى ـ رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري.
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري.
ومما يدل على أنها نور، حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم.
ويدل على أنها رقية نافعة، حديث، أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب؛ فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلُدِغ سيّد ذلك الحيّ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء؛ فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط إن سيّدنا لُدِغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟
فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا؛ فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم؛ فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: {الحمد لله رب العالمين..}؛ فكأنما نُشِطَ من عِقَال؛ فانطلق يمشي وما به قَلَبَة، قال: فأوفوهم جُعْلَهم الذي صالحوهم عليه؛ فقال بعضهم: اقسموا؛ فقال الذي رَقَى: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنذكرَ له الذي كان؛ فننظرَ ما يأمرُنا؛ فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له؛ فقال: «وما يدريك أنها رقية؟!!»
ثم قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما» فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم). متفق عليه
وهذا على سبيل المثال وليس الحصر وإلا الأحاديث كثيرة في فضلها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2: سورة البقرة.
سورة البقرة، هي أول سورة بعد الفاتحة، وهي أطول سورة في القرآن، وبها أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي، أيضا بها أطول الآية في القرآن وهي آية الدين، تشتمل على كثير من احكام الدين وشرائعه ومعاملاته وآدابه، وعلى كثير من القصص، والمواعظ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ بها صلاة القيام، وهي السورة التي تحفظ الإنسان وبيته من الشيطان وكيده، أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة، ودلت الأحاديث الصحاح على أنها تقدم صاحبها يوم القيامة وتظله وتحاج عنه.
ومن الأحاديث التي دلت على فضلها:
حديث النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواه مسلم والترمذي.
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة»
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه:(كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا) يعني عَظُم.
رواه أحمد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3. خواتيم سورة البقرة.
وهي من الآيات التي امتازت بها سورة البقرة، وتشرع قراءتها في أذكار المساء، ودلت أحاديث صحاح على فضلها وشرفها وعلو قدرها.
ومما يدل على فضلها:
حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: (هذا بابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته) رواه مسلم.
وحديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
مما اشتهر من فضائل سورة آل عمران من الأحاديث الضعيفة مايلي:
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة» رواه العقيلي في الضعفاء وابن السني في عمل اليوم والليلة والطبراني في الأوسط وأبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان وابن مردويه في تفسيره كلهم من طريق مُظَاهر بن أسلم المخزومي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وعلل البخاري سبب الضعف، بأن مظاهر منكر الحديث.
ووقع في كتاب الضعفاء للعقيلي أنها عشر آيات من أوّل سورة آل عمران، وهو خطأ.
عن يحي بن نعيم عن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة». رواه الثعلبي في تفسيره وهو منكَر.
، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2: سورة النساء
ومما اشتهر من المرويات الضعيفة في سورة النساء ما يلي:
قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر.
عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه، وعبد الله بن قيس مجهول الحال.
عن سلام المدايني، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم»). رواه الثعلبي والواحدي، وهو موضوع.
سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
هناك ثلاثة أسباب جعلت أهل الحديث يعتنون بجمع المرويات الضعيفة:
1/ التبيه على ضعفها وبيان سببه لئلا يغتر بها،وكان فيه فائدة كبيرة لأهل العلم في معرفة أسباب ضعف الأحاديث.
2/ جمع الطرق للاستعانة بها على دراسة الأحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الطرق والشواهد .
3/ رصد ما روي في هذا الباب، وحفظه من الضياع، وجمعه في موضع واحد مع عزوه إلى مصادره، أو تصنيفه على الأبواب أو المسانيد ليسهل وصول أهل الحديث إليه، وليستفيد منه أهل العلم بعده؛ بالدراسة والتمحيص.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؛ فقد يروى بإسناد آخر صحيح، ومثاله : حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن».رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة، وقال: ضعيف جدا.
ثم قال بعد ذكر إسناده:«وهذا إسناد واهٍ جدا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب"».
وقد صدق رحمه الله وأعلى منزلته في حكمه على هذا الإسناد؛ فقد انفرد مسلمة برفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم.
والصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن».
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي.
أ: فأمّا شرحبيل بن مسلم فروى عنه هذا الأثر حَريزُ بن عثمان الرَّحبي وهو ثقة ثبت، ورواه عن حريز ثلاثة هم: يزيد بن هارون عند ابن أبي شيبة، والحكم بن نافع عند الدارمي، وحجّاج بن محمد عند ابن بطة العكبري.
ب: وأما سليم بن عامر الخبائري فروى هذا الأثر عنه معاوية بن صالح، ورواه عن معاوية عبد الله بن صالح كاتب الليث، ورواه عن عبد الله بن صالح: البخاري في "خلق أفعال العباد" والدارمي في سننه.
ج: وأما القاسم بن عبد الرحمن فرواه عنه حريز، ورواه عن حريز شبابة بن سوّار عند ابن أبي شيبة.
وهؤلاء كلهم رووه موقوفاً على أبي أمامة باللفظ المتقدّم، وتفرّد مسلمة بن عليّ بروايته عن حريز عن سليم عن أبي أمامة مرفوعاً وأسقط قوله: «ولا تغرنَّكم هذه المصاحف المعلقة».
ومسلمة بن عليّ متروك الحديث كما تقدّم فلا تعتبر مخالفته.
وبمجموع الطرق المعتبرة المتقدّمة فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه، وهو وإن كان موقوفا على أبي أمامة فإنّه مما لا يقال بالرأي؛ فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا من جهة الرواية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
النوع الأول: الإرسال، والمرسل هو ما أسنده التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والإرسال انقطاع في الإسناد فلا يقبل إلا أن يرد من طرق آخر موصولا بإسناد صحيح أو يكون المرسل معتبرا يتقوى بالشواهد والمتابعات. والمراسيل كثيرة في فضائل القرآن.
النوع الثاني: الانقطاع في السند ويعرف بأمور:
منها معرفة تواريخ وفاة الشيخ وولادة الراوي عنه.
- ومنها: تصريح الراوي بأنّه لم يسمع ممن روى عنه، كما صرّح الضحّاك بن مزاحم أنّه لم يسمع من ابن عباس.
- ومنها : أن يحصر الراوي ما سمعه من شيخه، فيكون ما رُوي عنه مما سواه منقطعاً، كما ذكر الشعبي أنّه لم يسمع من ابن عمر سوى حديثين، وقد صحبه ثمانية أشهر.
- ومنها: نصّ الأئمّة النقّاد على أنّ ذلك الراوي لم يسمع من شيخه أو حصروا ما سمعه منه.

النوع الثالث: المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ. ومن أمثلته: حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض» رواه الدارقطني والحاكم
النوع الرابع: الخطأ في الإسناد ومن أمثلته: حديث هدبة بن خالد: ثنا حماد بن سلمة، ثنا أشعث بن عبد الرحمن الجرمي، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، وأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، لا يقرآن في دار ثلاث ليال، فيقربها شيطان»رواه الطبراني في الكبير.
فهذا الحديث أخطأ في إسناده هدبة بن خالد، وليس هو من حديث شداد بن أوس، وإنما هو من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.

النوع الخامس: المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.
- ومن أمثلة الضعيف لجهالة عين أحد رواته: ما رواه الإمام أحمد وأبو يعلى والروياني والطبراني في الكبير وأبو الشيخ في العظمة كلهم من طريق معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، عن أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسورة البقرة، ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم».
فشيخ سليمان التيمي مجهول العين لمّ يُسَمَّ، وكذلك أبوه الراوي عن معقل.
ومن أمثلة رواية مجهول الحال ما رواه أبو عبيد في فضائل القرآن والدارمي في سننه وابن أبي شيبة في مصنفه والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم من طرق عن زياد بن مخراق، عن أبي إياس، عن أبي كنانة، عن أبي موسى، أنه قال: «إن هذا القرآن كائن لكم أجرا، وكائن لكم ذكرا، وكائن عليكم وزرا، اتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن، فإنه من يتبع القرآن، يهبط به في رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن يزخ في قفاه، فيقذفه في جهنم».
وأبو كنانة هذا مجهول الحال.

النوع السادس: الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.
ومن أمثلته ما رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما من طريق حفص بن سليمان، عن كثير بن زاذان، عن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ القرآن واستظهره، فأحل حلاله، وحرم حرامه أدخله الله به الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت له النار ».
وحفص بن سليمان إمام في القراءة متروك الحديث لكثرة خطئه فيه.

النوع السابع: منكر المتن
ونكارة المتن غالباً ما يكون معها علة ظاهرة في الإسناد، وما كان كذلك فأمره بيّن؛ لأن ضعف الإسناد يدلّ على سبب نكارة المتن.
لكن ربما روي حديث أو أثر بإسناد ظاهره الصحّة، ومتنه منكر؛ ففي هذه الحالة:
- إما أن يُجاب عن الإشكال بما يزيل النكارة بحيث يكون للمتن معنى مقبول غير منكر يصحّ أن يُحمل عليه بلا تكلّف.
- وإمّا أن يُتعرّف على علة الإسناد التي أدّت إلى رواية هذا المتن المنكر.

النوع الثامن: الضعيف الذي لا أصل له.
وهو الذي لا يُعرف له إسناد ولا مخرج.
ومن أمثلته ما ذكره مكي بن أبي طالب القيسي في الهداية بقوله: (روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سورة المائدة تدعى في ملكوت الله: المنقذة، تنقذ صاحبها من أيدي ملائكة العذاب وتخلصه». ).
وهذا الحديث لا أصل له.

النوع التاسع: الموضوع
وهو شرّ هذه الأنواع، وهو ما كان من رواية الكذّابين.
ومن أشهر الموضوعات في فضائل القرآن الحديث الطويل المكذوب على أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل القرآن سورة سورة.
وقد رواه أبو بكر بن أبي داود السجستاني في "فضائل القرآن" له كما في الموضوعات لابن الجوزي من طريق مخلد بن عبد الواحد عن علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب أنه قال: «أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ آل عمران بكل آية منها أمانًا على جسر جهنّم، ومن قرأ سورة النّساء أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ المائدة أعطي عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهوديّ ونصراني تنفس في الدّنيا.. » إلخ. وممن روى الموضوعات في فضائل السور رجل يقال له: ميسرة بن عبد ربه.
وقد ذكر ابن الجوزي عن عبد الرحمن بن مهدى أنه قال: قلت لميسرة من أين جئت بهذه الأحاديث من قرأ كذا فله كذا؟
قال: وضعته أرغب الناس فيه).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
هذه التسمية تطلق على من عرف من الانتفاع ببعض السور والآيات في أحوال مخصوصة، وهي تسمية اصطلاحية متأخرة. و كلمة "خواصّ القرآن" يستعملها العلماء لمعاني متعددة:
منها: ما تقدّم ذكره من تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرّقى والكرب وغيرها.
ومنها: ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره.
ومنها: التأثير الإعجازي للقرآن، وهذا المعنى يذكره بعض من يكتب في إعجاز القرآن، ويغلب عليهم العناية ببلاغة القرآن وحسن بيانه وتأثير خطابه.
والمقصود في هذا الباب هو المعنى الأوّل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
جائز بدلالة الكتاب والسنة الصحيحة وما ورد عن الصحابة والتابعين في هذا الباب قال تعالى (وننزل من القرآن ماهو شفاء للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)
االرّقى لها تأثير مجرّب وقد أقرّت الشريعة الرُّقَى السَّالمة من الشرك، ولم تكن لتقرّ أمراً باطلاً، وإذا كان لبعض كلام الناس تأثير في الأرواح والأجساد التي تُرقَى بها، فتأثير كلام الله تعالى أولى وأقوى.
قال ابن القيّم رحمه الله: (ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواصّ ومنافع مجربة، فما الظن بكلام رب العالمين، الذي فَضْلُه على كلِّ كلام كفضل الله على خلقه الذي هو الشفاء التام، والعصمة النافعة، والنور الهادي، والرحمة العامة الذي لو أنزل على جبل؛ لتصدع من عظمته وجلالته.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 2 ذو الحجة 1437هـ/4-09-2016م, 11:56 PM
مها الحربي مها الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 461
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
*قال تعالى :( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها)
*قال تعالى :(هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات )
*عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين»
*عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل»
هذه الأدلة تدل أن بعض الآيات أعظم من بعض ،وإن كانت كلها في الذروة في حسن الإحكام والبيان ،مكرمة عن كل نقص .


س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي

*أن من قرأها بإيقان كان علية من الله حافظ
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان»رواه البخاري في صحيحه من طريق عوف بن أبي جميلة،
*أن من حافظ عليها دبر الصلوات المكتوبة كانت له نجاة من النار
حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة.

2:سورة آل عمران.
*أنها تظل صاحبها يوم القيامة حين تدنوا الشمس من رؤؤس الخلق
حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً: (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة...) الحديث
*أن فيها اسم الله الأعظم
حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: «اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه

»
3:سورة النساء
تشتمل هذه السورة على الفرائض و الأحكام
قال حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ (تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور).
عن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: «تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة

1/حديث عبادة بن الصامت :(أم القرآن عوض من غيرها ،وليس غيرها منها عوض )
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت
قال الدارقطني (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة )
ومحمد بن خلاد مختلف فية ،احترقت كتبة فصار يحدث من حفظة وبالمعنى ولعل هذاء الحديث مما حدث به بالمعنى
2/ حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي،عن أبي الدرداء مرفوعا :(فاتحة الكتاب تجزئ مالايجزئ شئ من القرآن ،ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان ،وجعل القرآن في الكفة الأخرى لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات )
يوسف بن عطية كثير الوهم والخطاء متروك الحديث
قال البخاري :منكر الحديث
قال النسائي :متروك الحديث وليس بثقة
قال الفلاس :يهم كثير وماعلمتة يكذب
3/عن ابن عباس قال :قال رسول الله صلى الله علية وسلم :(من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأثلث القرآن )
رواه ابن الشجري في أمالية من طريق سليمان بن أحمد عن صلة بن سليمان الأحول عن ابن جريج
وسليمان بت أحمد متروك الحديث

2: سورة البقرة
1/حديث خالد بن سعيد المدني ،عن أبي حازم ،عن سهل بن سعد الساعدي عن رسول الله صلى الله علية وسلم :( «إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث أيام»
قال العقيلي :(خالد بن سعيد المدني عن أبي حازم ولايتابع على حديثة )
2/حديث ابن مسعود رضي الله عنة مرفوعا (ماخيب الله امرأ قام في جوف الليل ،فافتتح سورة البقرة وآل عمران )
رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.
وليث ضعيف الحديث
3/ حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. » الحديث
عبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث


س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
أن الحديث لايحكم بصحتة إلا إذاء صح إسنادة ومتنة .
صحة الإسناد تتحقق من :
1/أن يكون إسنادة ممن تقبل روايتهم
2/أن يكون الإسناد غير منقطع متصل
3/انتفاء العلة القادحة في الإسناد (كالمخالفة والتدليس والإضطراب )
وصحة المتن تتحقق بأمرين :
1/صحة الإسناد إلية
2/انتفاء العلة القادحة في المتن (كالمخالفة والتدليس والإضطراب )


س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
درجات المرويات خمس درجات :
1/المرويات الصحيحة لذاتها ،وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولاعلة قادحة في الإسناد والمتن
2/المرويات الصحيحة لغيرها ،التي يكون بإسنادها ضعف يجبر بتعدد الطرق والشواهد من سلامتة من العة القادحة
فمرويات الدرجتين يحتج بهما
3/المرويات الضعيفة ضعفا محتملا ،وهي التي يكون متنها غير منكر من جهة المعنى ،وفي الإسناد ضعف قابل للتقوية
مرويات هذه الدرجة من العلماء من يحتج بها في الفضائل والرقاق والأخبار ،ومنهم لايحتج بها ولكن يستأنس بها ومنهم من يذكرها للفائدة
4/المرويات الواهية وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد أو يكون متنها منكر
مرويات هذه الدرجة لايجوز روايتها إلا لتبيين ضعفها وعللها ويرويها بعض المحدثين لفوائد عارضة أو غرض جمع الطرق
5/المرويات الموضوعة وهي التي تكون مكذوبة
لايجوز روايتها إلا على وجة التبيين ، وقد ورد الوعيد الشديد لمن يروي الكذب عن الرسول صلى الله علية وسلم

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
هذاء الحديث من أشر الموضوعات وهو حديث مكذوب
قال عنة الدارقطني :منتروك
قال الحافظ العراقي :(كل من أودع حديث أبي في تفسيرة كالواحدي والثعلبي والزمخشري مخطئ في ذلك ،لكن من أبرز إسنادة كالتعلبي والواحدي فهو أبسط لعذرة ،إذاء أحال ناظره على الكشف في سندة ،وإن كان لايجوز لة السكوت من غير بيانة ،وأما من لم يبرز سندة كان خطؤه أفحش كالزمخشري )

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
1/دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة
قوله تعالى: { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)}.
فقول هذه الكلمة بإيمانٍ عند الخبر المفزِع والخوف له أثر في دفع البلاء والسلامة منه.
في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داوود من حديث حصين بن عبد الرحمن عن الشعبي عن عمران بن الحصين رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا رقية إلا من عين أو حُمة».
2/ماثبت عن الصحابة رضي الله عنهم
عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «من قرأ أربع آيات من أول سورة البقرة، وآية الكرسي، وآيتان بعد آية الكرسي، وثلاثاً من آخر سورة البقرة، لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان، ولا شيء يكرهه، ولا يُقرَأْن على مجنون إلا أفاق»
3/ماثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم
قال عبد الرزاق: وفي كتب وهب: «أن تؤخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين، ثم يضربه في الماء، ويقرأ فيه آية الكرسي، وذوات قل، ثم يحسو منه ثلاث حسوات، ويغتسل به، فإنه يذهب عنه كل ما به إن شاء الله، وهو جيد للرجل، إذا حبس من أهله».
4/الإجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة
أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
الغلو في هذاء الباب يجر لفتن وضلالات عظيمة ،ومن ذلك ماابتدعة غلاة الصوفية ،استعملوا أشياء غير معقولة المعنى من رسوم وأحوال ،وجداول تبين للمطلع عليها أنها من السحر ، يسمون الأشياء على غير اسمها مثل الشياطين يسمونهم خدام الآيات ،فهذاء من الضلالات والشر العظيم يلبسون الحق بالباطل والباطل بالحق فيصرفون الناس عن طريق الحق .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 8 ذو الحجة 1437هـ/10-09-2016م, 10:30 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

<< تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن >>

بارك الله فيكم طلاب وطالبات المستوى الثاني ، وشكر لكم جهودكم ونفعكم بهذا العلم .
نودّ التنبيه على أمر مهم :
لوحظ الاعتماد على النسخ من قبل غالبيتكم في الإجابة على بعض الأسئلة ،وقد لمسنا ذلك ممن لم نعتاد منهم النسخ، فنرجو منكم إعلامنا عن سبب ذلك للوقوف على حل له إن أمكن:
هل تجدون صعوبة في المادة ؟.

المجموعة الأولى:

أحسن كل من الطلاب : عباز محمد وحليمة محمد أحمد ومها محمد في هذه المجموعة .
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟

عند إجابة هذا السؤال ،يجب البدء بذكر حجج المنكرين، ثم الرد على كل حجّة بالدليل النقلي والعقلي.
وغالبكم اكتفى بالرد فقط ، وقد أحسنت الطالبة : مها محمد في ترتيب الأدلة.


النتائج:
1- رقية إبراهيم عبد البديع.ب
س1: الأفضل صياغة الإجابة بأسلوبك نفعكِ الله.
س3: لا نقول
:علة الضعف:[ رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة والدارمي وأبو داوود والترمذي وابن ماجه وغيرهم. وعبيد الله وشهر ضعيفان. ] حتى لا يتوهم القارئ أن الرواة المذكورين سببا للحكم بالضعف على الحديث.
فنقول:سبب الضعف هو ضعف كل من عبيدالله وشهر.

2- عباز محمد.أ+

3- محمد عبدالرزاق جمعة.ب
س1: أحسنت ، ونخص بالذكر
ترتيب الإجابة .
س2: أحسنت، كان الأولى صياغة الإجابة بأسلوبك بارك الله فيك ونخص بالذكر المقدمة لأدلة فضل ما ذكر من السور .
س7: أي هذه المعاني هو المعنى المراد بالنسبة لهذا الباب.؟
س8: التبس عليك المراد ؛فالمطلوب هو بيان الدلالة الرابعة .

4- حليمة محمد أحمد.أ+


5- مها محمد.أ+
س1:أحسنتِ بارك الله فيكِ عرضا ومضمونا .
س7: نضيف على التعريف أنّه:هو أحد المباحث المتعلقة بفضائل القرآن .

6- إشراقة جيلي.ب+
س5: الأفضل صياغة الإجابة بأسلوبك .
س5+6+7: أحسنتِ الإجابة، لكنّها ليست تامة ،نوصيكِ بمراجعة التطبيقات الممتازة لزملائِك .



المجموعة الثانية:
أحسنتم بارك الله فيكم ،وقد أحسنت الطالبة فداء حسين الإجابة .

النتائج:
1- مريم يوسف عمر.أ

2- لولوة الحمدان.أ
س1: أحسنتِ بذكر وجه الدلالة .
اعتمدتِ على النسخ في كثير من الإجابات وهذا لم نعهده منكِ.!

3- فداء حسين.أ+

4- هدى محمد صبري.ب+
س1: أحسنت في ترتيب الإجابة .
س5: لو ذكرتِ حكم كل درجة لكان أتم ،والأفضل صياغة الإجابة بأسلوبك،فهي أدعى للفهم .
س6:الإجابة بحاجة للتفصيل.

5- فاطمة أحمد صابر.أ
نثني على حرصك على تلخيص الإجابة بأسلوبك، مع ملاحظة الاختصار الزائد أحيانا.
س2: لو ذكرتِ راوي الحديث فقط في استدلالك على فضائل السور المذكورة لكان أفضل .
س6 من تمام الإجابة أن نذكر الحديث ابتداء،ثم نعلّق عليه.

6- مها الحربي.ب+
س2 أحسنتِ
في تنظيم الإجابة .
تم خصم نصف درجة للتأخير.

*تم بفضل الله وتوفيقه ونسأله تعالى لكم العلم النافع والعمل المقبول *


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 12 ذو الحجة 1437هـ/14-09-2016م, 08:37 PM
الصورة الرمزية إشراقة جيلي محمد
إشراقة جيلي محمد إشراقة جيلي محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الرياض
المشاركات: 303
افتراضي

السلام عليكم
بعض الإجابات وجدت صعوبة شديدة في صياغتها بأسلوبي.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 15 ذو الحجة 1437هـ/17-09-2016م, 12:34 AM
مروة كامل مروة كامل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 191
افتراضي

المجموعة الثانية
الجواب الأول :
سور وآيات القرآن تتفاضل بدليل الكتاب والسنة المطهرة ، رغم أن القرآن كله بلغ الكمال فى الفضل والحسن والإحكام .لكن مثلا قراءة سورة الإخلاص ليس كقراءة سورة المسد فى التأثير والأجر والثواب ومن الأدلة :
قال تعالى :" ما ننسخ من ءاية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها " سورة البقرة
قال تعالى :" هو الذى أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات "[size="2"] سورة آل عمران [/size
- عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال : "أتيت النبى عليه الصلاة والسلام وهو راكب فوضعت يدى على قدمه وقلت : أقرئنى سورة هود أو سورة يوسف ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم : ياعقبة ، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل ولا أبلغ عنده منها ، فإن استطعت ألا تفوتك فافعل ." رواه النسائى فى السنن الكبرى
- عن أبى بن كعب رضى الله عنه قال :" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا المنذر أتدرى أى سورة معك من كتاب الله أعظم ؟
قال : قلت : الله ورسوله أعلم .
قال : " يا أبا المنذر أتدرى أى آية معك من كتاب الله أعظم ؟"
قلت : " الله لا إلاه إلا هو الحى القيوم ..." آية الكرسى
قال : فضرب بيده على صدرى وقال : والله ليهنك العلم يا أبا المنذر
. رواه مسلم
- عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : كان النبى صلى الله عليه وسلم فى مسير له فنزل ونزل رجل بجانبه ، فالتفت إليه النبى عليه الصلاة والسلام فقال : " ألا أخبرك بأفضل القرآن ؟" ، فتلا عليه " الحمد لله رب العالمين ." رواه النسائى فى السنن الكبرى
- عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :" احشدوا احشدوا فإنى سأقرأ عليكم ثلث القرآن "
فحشد من حشد ثم خرج النبى صلى الله عليه وسلم فقرأ " قل هو الله أحد " ثم دخل ؛ فقال بعضنا لبعض : إنى أرى هذا خبرا جاءه من السماء فذاك ما أدخله ؛ ثم خرج النبى صلى الله عليه وسلم فقال : " إنى قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث ألا إنها تعدل ثلث القرآن "
وما سبق بعض الأدلة على تفاضل سور وآيات القرآن الكريم ، ولقد قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله :" والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف والأئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم والقائلين بذلك كثير منتشر فى كتب كثيرة ."


الجواب الثانى :
1- آية الكرسى :
- حديث واثلة بن الأسقع البكرى رضى الله عنه قال : إن النبى صلى الله عليه وسلم جاءهم فى صفة المهاجرين فسأله إنسان : أى آية فى القرآن أعظم ؟
قال النبى صلى الله عليه وسلم : " الله لا إله إلا هو الحى القيوم ..."
رواه أبو داوود والطبرانى
- حديث أبى بن كعب رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا المنذر أتدرى أى أية من كتاب الله معك أعظم ؟
قال : قلت : الله ورسوله أعلم .
قال : يا أبا المنذر أتدرى أى آية من كتاب الله معك أعظم ؟
قال : قلت : الله لا إله إلا هو الحى القيوم "
قال : فضرب على صدرى وقال : والله ليهنك العلم يا أبا المنذر .
رواه مسلم
- حديث أبى أمامة الباهلى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من قرأ أية الكرسى دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ." رواه النسائى فى السنن الكبرى والطبرانى فى الدعاء الكبير من طرق عن محمد بن حمير ، وهو مختلف فيه ؛ وسئل عنه الإمام أحمد فقال : ما علمت إلا خيرا ، وقال النسائى ليس به بأس ، ووثقه يحى بن معين . وعامة شواهد الحديث بين موضوع وشديد الضعف لكن الأظهر أن إسناده حسن ، وله ما يؤيده من حيث المعنى ، فمن يقرأ آية الكرسى دبر كل صلاة يلزمه من ذلك ثلاث أمور وهى :
* المحافظة على الصلوات كلها ومن حافظ عليها كانت له نجاة يوم القيامة .
* الإيمان بما دلت عليه هذه الآية العظيمة .
* المداومة على الذكر بتكرار هذه الآية فى مواقيت الصلاة .
وإن صحت هذه الأمور كان صاحبها من خيار عباد الله .
- حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : وكلنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان ، فآتانى آت جعل يحثو من الطعام ؛ فأخذته وقلت : لأرفعنك إلى رسول الله ؛ فقال : اتركنى ولن أعود ،
فذكرت ذلك للنبى عليه الصلاة والسلام فقال : كذب وسيعود ، حتى تكرر الأمر ثلاث مرات فقررت أن أرفعه للنبى عليه الصلاة والسلام فى أخر مرة فقال لى : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسى فلن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ."
فذكرت ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فقال : صدقك وهو كذوب ذاك الشيطان .
رواه البخارى
وما سبق أدلة على فضائل آية الكرسى وأنها أعظم آية فى القرآن ، وبيان لتأثيرها فى الحفظ من الشيطان ومن الشرور بأمر الله .

2- سورة آل عمران :
- حديث النواس بن سمعان رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران ."
- حديث أبى أمامة الباهلى مرفوعا :" اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة وكأنهما غمامتان ."
- حديث أبى أمامة الباهلى رضى الله عنه مرفوعا :" اسم الله الأعظم الذى إذا دعى به أجاب فى ثلاث سور : البقرة وآل عمران وطه " رواه ابن ماجه والطحاوى فى مشكل الآثار
- قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه :" من قرأ آل عمران فهو غنى والنساء محبرة " رواه أبو عبيدة فى فضائل القرآن والدارمى فى سننه وقال الدارمى ( محبرة : مزينة )
- حديث عائشة رضى الله عنها قالت : أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : لقد نزلت على الليلة آية ، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها ( إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب )
الآيات من الربع الأخير فى سورة آل عمران رواه ابن حبان فى صحيحه
قيل للأوزاعى : ما غاية التفكر فيهن ؟ قال : يقرؤهن وهو يعقلهن .
- حديث أبى أمامة الباهلى رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اقرءوا القرآن فإنه يأتى يوم القيامة شفيعا لأصحابه ؛ اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما " رواه مسلم
وما سبق أدلة على فضائل سورة آل عمران وأن بها اسم الله الأعظم الذى إذا دعى به أجاب ، كما أنها غنى لمن قرأها ، وأنها تحاج عن صاحبها يوم القيامة مع سورة البقرة.

3 - سورة النساء :
- قال الله تعالى فى سورة الحجر " ولقد ءاتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم "
قال ابن عباس : هى السبع الطوال ، وهو أحد القولين المشهورين فى المراد بالسبع المثانى ، والقول الآخر أنها سورة الفاتحة .
- قال ابن مسعود رضى الله عنه :" من قرأ سورة آل عمران فهو غنى والنساء محبرة ." رواه أبو عبيدة فى فضائل القرآن والدارمى فى سننه ، وقال محبرة : مزينة أى أنها زينة وجمال لصاحبها .
- قال حارث بن مضرب : "كتب إلينا عمر أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور " . رواه أبو عبيدة فى فضائل القرآن
- قال عبد الله بين مسعود رضى الله عنه :" إن فى النساء خمس آيات ما يسرنى أن لى بها الدنيا وما فيها ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها عرفوها وهى :
* قوله تعالى : " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما "
* قوله تعالى :" إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما "
* قوله تعالى :" إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما "
* قوله تعالى :" ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ."
* قوله تعالى :" ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ." رواه أبو عبيدة فى فضائل القرآن والطبرانى فى الكبير والحاكم فى مستدركه .



الجواب الثالث :
1- سورة الفاتحة :
* حديث عبادة بن الصامت مرفوعا :" أم القرآن عوض عن غيرها وليس غيرها منها بعوض ."
رواه الدارقطنى والحاكم من طريق محمد بن خلاد الإسكندرانى ، ثنا أشهب بن عبد العزيز ثنا سفيان بن عيينة عن ابن شهاب عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت .
محمد بن خلاد مختلف فيه لأن كتبه احترقت فأصبح يحدث من حفظه وقد يحدث بالمعنى فيؤخذ عليه .
وهذا الحديث رواه البخارى ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت بلفظ " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب "
فلعل ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ.

* حديث سلمان بن أحمد الواسطى عن على بن الحسين الأحول عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن "
رواه الطبرانى فى الأوسط ، وسليمان بن أحمد الواسطى متروك الحديث .

* حديث العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو عن على بن أبى طالب رضى الله عنه أنه سئل عن فاتحة الكتاب فقال : "ثنا نبى الله ثم تغير لونه ورددها ساعة حين ذكر النبى ثم قال : أنها تنزلت من كنز تحت العرش "
رواه إسحاق بن راهوية والديلمى فى مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق وهو ضعيف لانقطاع إسناده فإن فضيلا لم يدرك عليا .

2- سورة البقرة :
* حديث ابن مسعود مرفوعا :" ما خيب الله امرأ قام فى جوف الليل فافتتح سورة البقرة وآل عمران "
رواه الطبرانى وأبو نعيم من طريق ليث بن أبى سليم عن الشعبى عن مسروق عن ابن مسعود ، وليث ضعيف الحديث .

* حديث خالد بن سعيد المدنى عن أبى حازم عن سهل بن سعد الساعدى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لكل شىء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة ، فمن قرأها فى بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ، ومن قرأها فى بيته نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث أيام ."
رواه أبو يعلى والعقيلى فى الضعفاء ؛ وقال العقيلى ( خالد بن سعيد المدنى عن أبى حازم ولا يتابع فى حديثه )

* حديث معاوية بن صالح أن أبا الزاهرية حدثه عن جبير بن نفير قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذى تحت العرش فتعلموهما وعلموهما نساءكم وأبناءكم فإنهما صلاة وقرآن ودعاء "
رواه أبو عبيدة فى فضائل القرآن وأبو داوود فى المراسيل ، والحديث ضعفه الألبانى فى ضعيف الجامع .


الجواب الرابع :
شروط صحة الحديث :
- عدالة جميع رواته .
- تمام ضبط رواته لما يروون .
- اتصال السند من أوله إلى منتهاه بحيث يكون كل راو سمع الحديث ممن فوقه .
- سلامة الحديث من الشذوذ فى سنده ومتنه ، ومعنى الشذوذ أن يخالف الراوى من هو أرجح منه .
- سلامة الحديث من العلة فى سنده ومتنه ، والعلة سبب خفى يقدح فى صحة الحديث.


الجواب الخامس :
المرويات فى فضائل القرآن كثيرة ومنتشرة فى كتب عديدة يصعب حصرها ولكنها على درجات وهى :
* منها الصحيح البين .
* منها ما يترجح صحته .
* منها الضعيف البين .
* منها ما يترجح ضعفه .
* منها ما يكثر فيه خلاف أهل العلم .
وللترجيح بين حجج المختلفين يتطلب جمع الطرق والتعرف على العلل ومآخذ الاحتجاجات ، وهذا يأخذ وقت وجهد كبير من الباحث لكثرة المرويات فى هذا الباب .


الجواب السابع :
دلائل معرفة خواص القرآن :
1- دلالات الكتاب العزيز والسنة الصحيحة على تأثير بعض الآيات والسور فى أحوال مخصوصة .
من الكتاب العزيز : قوله تعالى فى سورة آل عمران :" الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ."
فهذه الآيات تدل على أن قول هذه الكلمات ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) حال الخوف والفزع بإيمان ويقن له تأثير فى دفع البلاء والسلامة منه .
من السنة الصحيحة :ما ثبت فى صحيح البخارى من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : وكلنى النبى صلى الله عليه وسلم فى حفظ زكاة رمضان ، فأتانى آت فجعل يحثو من الطعام ، فأخذته وقلت لأرفعنك للنبى صلى الله عليه وسلم ..وذكر الحديث .. فقال له: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسى لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح . فأخبرت النبى صلى الله عليه وسلم فقال: صدقك وهو كذوب ذاك الشيطان .
وفى هذا دليل على تأثير قراءة آية الكرسى بيقين على الحفظ من الشيطان .
أيضا تأثير سورة الفاتحة فى الرقية كما فى حديث أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عندما رقى الرجل اللديغ بها وأخبر النبى صلى الله عليه وسلم فقال له : وما يدريك أنها رقية .
2-ما رواه الصحابة رضوان الله عليهم ، والآثار الواردة عنهم محمولة على أمرين :
* إما أن تكون مما تعلموه من النبى صلى الله عليه وسلم .
* إما أن تكون مما فعلوه اجتهادا بناء على أصل الإذن الشرعى .
مثال : ما رواه ابن أبى شيبة والطبرانى من طريق ابن أبى ليلى عن الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : إذا عسر على المرأة ولدها تكتب هذه الكلمات فى صفحة ثم تغسل فتسقى منها :" بسم الله لا إله ألا هو الحليم الكريم بسم الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم ، وقوله تعالى : كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون ، وقوله تعالى : كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها "
وأبو ليلى يضعف فى الحديث لسوء حفظه ، لكن هذا الأثر عمل به كثير من الأئمة بناء على الأصل فى الإذن بالرقية ولوجود مناسبة بين الحالة والآيات وأيضا الضعف فى الإسناد غير شديد.
ويجدر التنبيه على أن الآثار المروية عن الصحابة رضوان الله عليهم كثيرة وقد تكون الأسانيد واهية فلا يغتر بها . إذا ظهرت المناسبة بين الآيات والحالة تؤخذ على أنها رقية لا على اعتقاد ثبوتها عن الصحابة .
3- ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم :
مثال : ما رواه سعيد بن منصور والدارمى من طريق أبى الأحوص عن أبى سنان الشيبانى عن المغيرة بن سبيع العجلى أنه قال :" من قرأ عند منامه آيات من سورة البقرة لم ينس القرآن : أربع آيات من قوله تعالى " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم " ، وآية الكرسى ، وثلاث آيات من آخرها ".
والمغيرة بن سبيع العجلى تابعى ثقة من أصحاب ابن مسعود رضى الله عنه والإسناد إليه صحيح .
4- الاجتهاد فى إدراك التناسب بين الحالة والآيات :
ومن ذلك أن يرقى الراقى كل حالة بما يناسبها من الآيات ؛ وقد ورد عن جماعة من العلماء استعمال ذلك .
أمثلة :
* كتب بعض أهل العلم لمن تعسرت ولادتها سورة الزلزلة.
* رقية الثآليل بقوله تعالى " ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا " ، وذلك لظهور المناسبة بأن القادر سبحانه على نسف الجبال قادر على إزالة الثآليل .
* من يخشى عدوا يتربص به يقرأ بيقين قوله تعالى " وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ."


الجواب الثامن :
يجب أن يحذر المسلم من الغلو فى باب خواص القرآن ، حتى لا ينجرف فى ضلالات وانحرافات من سبقه بالغلو فى هذا الباب . كأمثال الصوفية الغلاة فإنهم أدخلوا على الأمة شرا عظيما وضلالا كبيرا باسم خواص القرآن واتبعهم كثير من العامة اغترارا بهم على جهل ، فلقد لبسوا الحق بالباطل وسموا الأمور بغير أسمائها ؛ حتى أنهم كتبوا الحجب والتمائم وباعوها للناس واستحلوا أكل أموالهم بالباطل زعما منهم أنها تجلب السعد ، وتذهب العين إلخ .
وذهب المحققين أن ما يفعله هؤلاء الغلاة سحر بين فقد اخترعوا جداول وأمور عجيبة وسموا ما يفعلوه بأسماء مختلفة تمويها ، فسموا الشياطين الذين يتعاملون معهم بخدام الآيات ، وسموا الاستغاثات الشركية عزائم ، وسموا غرائب أسماء الشياطين أسرارا .
وقد اعترف منهم بذلك من من الله عليه بالتوبة فقال : لقد كنت أتعامل مع الشياطين وأحدثهم ظنا منى أنها كرامات للأولياء والأقطاب وأنهم ملائكة وتلا قوله تعالى " ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهولاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم قد كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون " وفعلا كنا نخاطب الشياطين وليس الملائكة .
ولكبار الصوفية الغلاة مؤلفات فيما يدعون أنه من خواص القرآن وفيها غلو وانحراف مبين :
* كتاب البرهان والدليل فى خواص سور التنزيل لابن منظور القيسى الأندلسى .
* كتاب فضائل القرآن وخواصها لأبى بكر الغسانى .
* كتاب خواص القرآن الكريم لمحمد بن أحمد بن سعيد التميمى .
وما يحذر منه مما يذكرونه على صنفين :
1- صنف حقيقته سحر وتقرب للشياطين باستغاثات شركية وعزائم وغير ذلك .
2- صنف دعاوى وكذب على الصالحين بذكر تجارب مزعومة وينسبوها إليهم ، ومثال ذلك : ماذكر عن ابن منظور القيسى فى خواص قوله تعالى : " واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين "
فنسبها إلى ابن الجوزى رحمه الله أنها تقرأ عند شراء البطيخ فترشد الشارى إلى أطيب ما فيها ، ومن أراد أكل البطيخ فيقرأ قوله تعالى " فذبحوها وما كادوا يفعلون " فإنه يجدها طيبة . وكل هذا كذب على ابن الجوزى رحمه الله .
فينبغى الحذر والتنبه لعدم الغلو فى هذا الباب واتباع ماثبت فى خواص القرآن بالدليل من القرآن العظيم أو السنة الصحيحة أوالصحابة رضوان الله عليهم أو الصالحين من التابعين وتابعيهم . وإذا قرأت شيئا عجيبا فى هذا الباب لم يرتح له صدرك ففر إلى أهل العلم واستفسر منهم فإنهم مشكاة نور يدلوك على الصحيح من المموه وعلى الحق من الضلال. والله الهادى إلى سواء السبيل .

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 15 ذو الحجة 1437هـ/17-09-2016م, 12:40 AM
مروة كامل مروة كامل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 191
افتراضي

جزاكم الله خيرا كثيرا
سبحان الله المادة مهمة جدا ويجب على معرفتها لكنى وجدت صعوبة بالغة فى حفظ الأحاديث بالسند أى عن عن ...
وهذا هو سبب تأخيرى لمحاولة حفظها وكلما حفظت سبحان الله أنسى بعضها فالله المستعان .
أقصد الصحيح فى فضائل القرآن والضعيف فى فضائل القرآن .

بارك الله فيكم وجزاكم ربى عنى الجنة

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 15 ذو الحجة 1437هـ/17-09-2016م, 12:11 PM
زينب الجريدي زينب الجريدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 188
افتراضي

آسفة جدا على التأخر الكبير في آداء المجلس و السبب أني سافرت لبلد زوجي في الريف و النت هناك ضعيف جدا.

س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
العلة في إنكار تفاضل القرآن عند بعض الائمة تكمن في أن القرآن كلام الله و هو صفة من صفاته؛و كما أنه لا يمكن أن نفضل صفة على صفة أو اسما على اسم فلذلك لا يمكن أن نفضل سورة أو آية على غيرها من السور و الآيات, و منهم من قال أن كلام الله كل لا يتبعض و أن مقتضى الأفضل يفيض إلى نقص في النفضول عنه.
فنرد على القائلين بهذا الرأي أولا أن صفات الله و أسمائه فضل بعضها على بعض و الدليل حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي في ما معناه أنه صلى الله عليه و سلم حينما سمع أحدهم يدعو ببعض من أسماء الله قال له لقد دعوت باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب..أي أن هذه الأسماء و الصفات أحب إلى الله و أعظم.
أماا تفاضل القران دلت عليه أحاديث صحيحة و هو الرأي الذي ذهب إليه سلفنا الصالح؛ و من هذه الأدلة:قوله عليه الصلاة و السلام لأبي:"أتدرى أيَّ آية من كتاب الله أعظم ،فذكر آية الكرسي".
و ثبت في الصحيحين "أن قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن".
و الأحاديث في هذا الباب عديدة.
و ليس معنى المفاضلة أنه يدل على نقص في المفضول منه أو غير ذلك فكلام الله لا نقص فيه و لا خطأ و لكن بعضها أفضل من بعض بالنسبة للموضوع الذي تتحدث فيه فآيات التوحيد أفضل من آيات القصص مثلا.
و قال شيخ الإسلام بن تيمية:
"ذهب السلف والجمهور على أن بعض كلامه أفضل من بعض، وبعض صفاته أفضل من بعض، مع كونها كلها كاملة لا نقص فيها، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة"ـ.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.
ورد في حقها فضائل كثيرة فجاء أنها أعظم و أفضل و خير سورة و هي أم الكتاب و اختص بها النبي صلى الله عليه و سلم و لا تقوم الصلاة إلا بها وهي رقية.
و الدليل أحاديث كثيرة:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب"
و قال عليه الصلاة و السلام لعبد الله بن جابر:"ألا أخبرك بخير سورة في القرآن،قال :بلى،قال:اقرأ الحمد لله رب العالمين".
سورة البقرة
سورة البقرة من أعظم السور في القرآن و ذلك لطولها و لكثرة ما جاء فيها من أحكام شرعية في العقائد و المعاملات والعبادات، فمن تعلمها و عمل بما فيها كانت له في الدنيا مجلبة للبركة مطرة للشيطان، و يوم القيامة تظل صاحبها و تحاج عنه كما جاء في حديث النواس الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال:كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواه مسلم والترمذي من طريق الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن جبير بن نفير عن النواس بن سمعان الكلابي.
ورواه أبو عبيد من هذا الطريق بلفظ: ((صلوا في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا، وزينوا أصواتكم بالقرآن، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه
سورة البقرة))..


3. خواتيم سورة البقرة.
من عظمها أنها أعطيت للنبي في السماء السادسة ليلة الإسراء و المعراج، من قرأها في ليله كفته حتى يصبح، و من قرأها في بيته ثلاثة أيام لا يقربه شيطان.
و الدليل: حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه» وفي لفظ: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» وهذا الحديث متفق عليه من حديث إبراهيم النخعي عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه.
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:

1: سورة آل عمران
. حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة».رواه العقيلي في الضعفاء وابن السني في عمل اليوم والليلة والطبراني في الأوسط وأبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان وابن مردويه في تفسيره كلهم من طريق مُظَاهر بن أسلم المخزومي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
قال البخاري:
مظاهر منكر الحديث.

2. عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «في هاتين الآيتين{الله لا إله إلا هو الحي القيوم}و{الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم} إن فيهما اسم الله الأعظم».رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة والدارمي وأبو داوود والترمذي وابن ماجه وغيرهم.
وعبيد الله وشهر ضعيفان.
لكن له شاهد من حديث أبي أمامة عند ابن ماجه والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير، وقد تقدّم.

3. يحيى بن نعيم، عن أبيه، عن أبي المعرش، عن عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة». رواه الثعلبي في تفسيره وهو منكَر.


2: سورة النساء

1. يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر، وقد تقدّم.

2. عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه، وعبد الله بن قيس مجهول الحال.
3.سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم:
«من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبي والواحدي، وهو موضوع.
سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.



س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة
ثلاث أسباب:
1/تعريف الناس بأن هذه الأحاديث ضعيفة وبيان سبب ضعفها لألا يختلط الضعيف بالصحيح.
2/جمع الأحاديث الضعيفة في باب واحد ليسهل على طلبة العلم الوصول إليها.
3/معرفة طرق الحديث، فإن كانت له عدة من الطرق حكم بصحته.
.
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل. .
لا يقتضي ضعف السند ضعف المتن فقد يقوي سند ضعيف سند آخر صحيح، فيصح المتن.
ومن ذلك حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن».رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة، وقال: ضعيف جدا.
ثم قال بعد ذكر إسناده:
«وهذا إسناد واهٍ جدا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب"».
وقد صدق رحمه الله وأعلى منزلته في حكمه على هذا الإسناد؛ فقد انفرد مسلمة برفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم.
والصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ:
«اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن».
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي.
فقد أسقط الأول "و لا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة.
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
أنواع المرويات الضعيفة تسعة:
1/الحديث المرسل: هو ما رواه التابعي عن الرسول صلى الله عليه و سلم و هذا فيه انقطاع لأن التابعي لم يذكر هل سمعه من تابعي مثله أو من صحابي فآن علم من طريق آخر أنه صحابي فالحديق مقبول لعدالة الصحابة و آن علم أنه تابعي فينظر في صحة ضبطه و عدالته.
2/السند المنقطع
و ذلك يكون بتبين عدم سماع الراوي الحديث عن شيخه، و يكون بأمور مثل: تاريخ الميلاد و الوفاة، تصريح الراوي بذلك إلى غيرذلك
3/الرواية بالمعنى
و هو أن يحفظ الراوي أحاديث و يكون ضبطه ضعيفا فيحدث من حفظه فيخطأ في اللفظ.
4/الخطأ في السند بأن يضع راو مكان راو آخر توهما أنه هو من روى الحديث.
5/الجهالة: بأن يكون في الأسناد رجل مجهول العين أي لا يعرفه العلماء أو مجهول الحال بأن نجهل مدى عدالته و ضبطه.
6/المتروك و هو أن يكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه.
7/منكر المتن و لا يكون إلا إذا كان الإسناد فيه ريبة من انقطاع أو ضعف او و غير ذلك.
8/الضعيف الذي لا أصل له أي لا يعرف له إسناد و لا مخرج.
9/الموضوع و هو ما وضعه الكذابون.

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن
المراد بخواص القرآن ثلاث أنواع:
1/تأثير بعض الآيات و السور في أحوال مخصوصة مثل الرقية.
2/تأثير الإعجاز القرآني.
3/ما يختص به القرآن عن غيره من الكتب..

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن
يجوز الأخذ بما يحكى من التجارب في خواص القرآن إذا سلمت من الشرك، ووجدت علاقة بين الحالة و الآيات، مع وجود الحاجة إليها، و لا يجوز التوسع في هذا الباب خوف الغلو أو الأنحلال مثل ما يفعل الصوفية.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 15 ذو الحجة 1437هـ/17-09-2016م, 06:46 PM
لولوة الحمدان لولوة الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 303
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
شكر الله لكم وبارك في جهودكم
بخصوص مجالس مذاكرة هذه الدورة ونحوها من الدورات، فإني أواجه صعوبتين:
- الأولى: أني أميل غالباً إلى الإيجاز والاختصار الشديد في الإجابات، ولا أحسن التفصيل والتقصي.
- الثانية: أني غالباً أقر نفس الصياغة الموجودة، ولا أحسن تغييرها، فأكتبها غالباً كما هي مع تغييرات يسيرة، وفي هذا المجلس لما ضاق علي الوقت نسخت النصوص أولاً لأنها لا تغير، ثم في الأسئلة التي فيها نقاط محددة نسختها أيضاً، فكان الغالب النسخ، وهو خطأ اعتذر منه، لكن باعثه ما ذكرت.
جزاكم الله خيراً وأجزل مثوبتكم.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 16 ذو الحجة 1437هـ/18-09-2016م, 03:14 AM
غيمصوري جواهر الحسن مختار غيمصوري جواهر الحسن مختار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 159
افتراضي

1.
المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
من الأدلة على تفاضل سور القرآن الكريم قوله تعالى (( ما ننسخ من ءاية أو ننسها نأت بخير منها)) وقال تعالى (( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم )) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( ألا أخبرك بأفضل القرآن )) قال (( فتلا عليه الحمد لله ربّ العالمين )) رواه النسائي وغيره .
من فضائل سورة المائدة
أن الله أكمل الدين بنزوله كما في الصحيحين عن طارق بن شهاب قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرءونها لو علينا نزلت ــــ معشر اليهود ـــ لاتّخذ ذالك اليوم عيدا , قال وأي آية ؟ قال (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلا دينا ))قال عمر : (( إني لا علم اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه , نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعرفات في يوم الجمعة)) .

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1:
آية الكرسي :
أوّلا: حديث أبي المنذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم (( يا أبا المنذر , أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟)) قال قلت : الله ورسوله أعلم . قال : (( يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ )) قال : قلت : (( الله لا إله إلاّهو الحي القيوم )) قال : فضرب في صدري , وقال (( والله ليهنك العلم , أبا المنذر )) رواه الإمام مسلم في صحيحه
الحديث الثاني : قول الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه قال : وكّلني رسول الله صلى الله عليه وسلّم بحفظ زكاة رمضان , فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فذكر الحديث فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي , لن يزال عليك من الله حافظ , ولا يقربك الشيطان حتى تصبح , فقال النبي صلى الله عليه وسلّم (صدقك وهو كذوب ذاك شيطان )) رواه البخاري
الحديث الثالث حديث واثلة بن الأسقع البكري رضي الله عنه قال : إنّ النّبي صلى الله عليه وسلّم جاءهم في صفّة المهاجرين فسأله إنسان أي آية في القرآن أعظم ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلّم (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم )) رواه أبو دود في سننه
2:
سورة آل عمران
أولا. حديث النّواس بن سمعان رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال : (( يوتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون ,به يوم القيامة تقدّمه سورة البقرة وآل عمران ..... ))
ثانيا :وحــــديث أبـــي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعا ( اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران , فإنهما تأتيان يوم القيامة كانّهما غمامتان ... ))
ثالثا :وحديث أبي أمة الباهلي أيضا رضي الله عنه مرفوعا (( اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث : في البقرة وآل عمران , وطه )) رواه ابن ماجه والطّحاوي والطبراني .

3:
سورة النساء : في فضل سورة النساء أحاديث كثيرة منها
أولا شرح ابن عباس لقوله تعالى(( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) قال رضي الله عنه : هي السّبع الطوال, صح ذلك عنه من طريق منصور بن المعتمر عن مجاهد عنه عند ابن جرير ,ومن طريق أبي اسحاق السبيعي عن سعيد بن جبير عنه عند النّسائي , وهو أحد القولين المشهورين في تفسير هذه الآية , والقول الآخر أنها فاتحة الكتاب .
ثانيا : حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنّه قال (( من أخذ السبع فهو حبر ))
ثالثا : قال حارثة بن مضرب كتب إلينا عمر أن ( تعلموا سورة النّساء والأحزاب والنّور ))س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1:
سورة الفاتحة
الحديث الأوّل : حديث سليم بن مسلم عن الحسن بن دينار عن يزيد بن الرشك قال : سمعت أبا زيد ’ وكانت له صحبة قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلّم في بعض فجاج المدينة فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن , فقام النبي صلى الله عليه وسلّم فاستمع حتى ختمها , ثمّ قال : (( ما في القرآن مثلها )) رواه الطبراني في الأوسط وقال ( ولا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد , تفرد به سليم بن مسلم ) والحسن ابن دينار هذا متروك الحديث وهو واصل التميمي ودينار زوج أمه , وقد صحّ ما يغني عنه وهو قول النبي صلى الله عليه وسلّم(( والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل , ولا في الزبور , ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني )) رواه الإمامين : أحمد والترمذي وغيرهما .
الحديث الثاني : مارواه الصحابي الجليل عبادة بن الصّامت مرفوعا (( أمّ القرآن عوض من غيرها وليس غيرها منها بعوض ))
جاء الحديث من طريق محمد بن خلاد وهو مختلف في حديثه يقول الدار قطني رحمه الله تعالى (( تفرّد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة ) وقد قالوا أنه كان يحدّث من حفظه بسبب احتارق كتبه وصار يرويه بالمعنى لذا وقع في بعض حديثه ما ينكر عليه . وقد روى الحديث بخاري ومسلم بسنده إلى عبادة ابن الصّامت بلفظ (( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )) فعليه يمكن التعليل بأن ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه .
الحديث الثالث : حديث يوسف بن عطية عن سفيان عن زاهر الأزدي, عن أبي الدّرداء مرفوعا : (( فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن ولو أنّ فاتحة الكتاب جعلت في كفّة الميزان وجعل القرآن في الكفة الأخرى لفضّلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات )) ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث ’ قال فيه البخاري رحمه الله تعالى : منكر الحديث , وقال النسائي متروك الحديث وليس بثقة وقال الفلاس : كان يهم وما علمته يكذب .
2: سورة البقرة :
الحديث الأوّل : حديث عبيد الله ابن بن أبي حميد عن أبي المليح ’ عن معقل بن يسار ,رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم (( اعملوا بالقرآن , أحلوا حلاله وحرموا حرامه ...))الحديث وفيه (( ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأوّل وأعطيت طه والطّواسين من ألواح موسى وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش والمفضل نافلة )) فعبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث .
الحديث الثاني : حديث حكيم بن جبير عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ك قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم (( لكلّ شيء سنام , وإنّ سام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن هي آية الكرسي ))
وحكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التّشيع .
الحديث الثالث : حديث اب مسعود رضي الله عنه مرفوعا (( ما خيّب الله امرأ قام في جوف الليل , فافتتح سورة البقرة وآل عمران )) رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشّعبي عن مسروق عن ابن مسعود به ,
وليث ضعيف الحديث .
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
شروط صحة الحديث أن يصح في إسناده ومتنه وصحة الإسناد يكون بثلاثة أمور
أولا : أن يكون رجاله ممن تقبل رواتهم ولذين لا تقبل رواتهم على درجتين :
الدرجة الأولى : الذين يكون سبب جرحهم ضعف ضبطهم وهم أهل صدق في الجملة فهؤلاء لا يطرح حدثهم جملة ولا يقبلون مطلقا بل يعتبر حديثهم فإذا ورد من طريق أخرى أو كان له شواهد فيحكم بصحته لانتفاء علّة ضعف الضبط ,
والدرجلة الثانية : من لا تقبل مروياته مطلقا ولا يعتبر بها وهم متروكو الحديث من الكذّابين والمتهمين بالكذب والذين بلغوا في كثرة الخطإ والتساهل في الرّواية عن الواهين من غير تبيين مبلغا استحقوا به ترك حديثهم وهؤلاء لا يجبر ضعف حديثهم بمتابعة غيرهم
والأمر الثاني : أن يكون الإسناد متصلا غير منقطع , فانقطاع الإسناد موجب لضعف الحديث .
والأمر الثالث : انتفاء العلة القادحة في صحة الإسناد , كالمخالفة , والتدليس , والإضطراب والمخالفة أن يخالف الرّاوي من هو أوثق منه فيصل إسنادا منقطعا , أويغفل ذكر راو ضعيف .
وينبغي أن يعلم أنّ ضعف الإسناد المعين لا يقتضي ضعف المتن مطلقا فقد يروى بإسناد آخر صحيح ,
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
المرويات في فضائل القرآن على خمس درجات وهي كالآتي :
أولا: الدرجة الأولى منها : المرويات الصحيحة لذاتها , وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علة قادحة في الإسناد ولا في المتن .
الدّرجة الثانية : المرويات الصّحيحة لغيرها وهي التي يكون في إسنادها بعض الضعف لذي يجبر بالشواهد وتعدّد الطرق ويكون المتن سالما من العلة القادحة .
الدرجة الثالثة : المرويات الضعيفة ضعفا محتملا , وهي التي يكون متنها غير منكر من جهة المعنى وفي الإسناد ضعف قابل للتقوية لوجدت .
والدّرجة الرابعة : المرويات الواهية التي تكون في إسنادها ضعفا شديدا أو يكون متنها منكرا مخالفا للنّصوص الصّحيحة والقواعد الشرعية .
والدّرجة الخامسة : المرويات الموضوعة التي يتبيّن أنه مكذوبة مختلقة ,
والخلاصة : أن ّ مرويات الدّرجة الأولى والثانية يحتجّ بهما ,
ومريات الدرجة الثالثة فختلف أهل العلم في التعامل معها فمنهم من يحتجّ بها في الفضائل والرّقاق والأخبار , ومنهم من يستأنس بها ولا يحتج بها , ومنهم من يذكرها لفائدة كأن يكون المتن حسنا جامعا , أو لينبّه على ضعفه مع شهرته .
فأمّا مرويات الدرجة الرّابعة فلايجوز أن تذكر إلا لبيان ضعفها والتنبيه على عللها إلخ ... أمّا مرويات الدجة الخامسة , فلا تحلّ روايتها إلا على التبيين , وقد ورد الوعيد الشديد في التحديث بما هو مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلّم .
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
قال بن الجوزي رحمه الله تعالى في حكمه على الحديث (( وقد فرق هذا لحديث إسحاق الثعلبي في تفسيره فذكر عند كل سورة منها ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك ولم أعجب منهما لأنهما ليسا من أصحاب الحديث وإنّما عجبت من الإمام أبي بكر بن أبي داود كيف فرقه على كتابه الذي صنفه في فضائل القرآن وهو من أهل هذا الشأن ويعلم أنّه حديث محال ولكن شره جمهور المحدّثين فإن من عادتهم تنفيق حديثهم ولوبالبواطيل وهذا بيح منهم فغنه قد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنّه قال (( من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ))قال ( وهذا حديث فضائل السّور منصوع بلا شك وفي إسناد الطّريق الأوّل بزيع , قال الدر قطني متروك ... وقال ابن حبان منكر الحديث جدا وقد اتفق بزيع ومخلد على رواية الحديث عن علي بن زيد وهو عند أحمد وابن معين ليس بشيء وفي صياغة الحديث من الركاكة ما ينافي أن يكون من كلام خير البرية محمدصلى الله عليه وسلّم .
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
من دلائل معرفة خواص القرآن الكريم قول الله تعالى في شأن يونس عليه السلام ((فنادى في الظلمات أن لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين )) وقال تعالى (( فلولا أنّه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون )) تبين في هذه آية أن نجاته عليه السلام من الغم والكرب له ارتباط بآثار التسبيح والتوحيد الذي كان يلازمهما وهذه الخاصية عام لكل صاحب توحيد لقوله صلى الله عليه وسلّم (( دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت (( لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين )) فإنّه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له ))
ومن ذالك قصة نبي الله أيوب مع البلاء الطويل المتثل فيما أصابه من المرض كما في قوله تعالى (( وأيوب إذ نادى ربّه أنّي مسّني الضرّ وأنت أرحم الرّاحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضرّ وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين )) وفي هذا التذكير حث على الاتساء به عليه السّلام ,
ومنه ماورد من الإشارة والترغيب في تفويض المؤمن أمره كله لله تحقيقا لصدق توكله عليه قال تعالى((وأفوض أمري إلى الله إنّ الله بصير بالعباد ..)) دليل واضح على أن في التوكّل على الله سبب لحصول العبد للمؤمن على الحفظ والعناية الإلية قال الأمين الشنقيطي في تفسيره للآية : أي .... فيه دليل واضح على أن التّوكّل الصّادق على الله , وتفويض الامور إليه سبب للحفظ والوقاية من كلّ سوء .
ومن أحاديث النبوية ما جاء فيه ذكر قصة اللديغ وما رقي به من سورة الفاتحة فنفع بإذن الله و, كما أشار الحديث إلى جواز إجتهاد الرّاقي في اختيار الآية المناسبة لمن يحتاج للرقية .‘
ومن الدلائل ما جاء في صحيح مسلم أيضا من حديث الأعمش عن أبي سفيان , عن جابر قال :نهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن الرّقى , فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يارسول الله إنّه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب , وإنّك نهيت عن الرّقى ’ قال : فعرضها عليه , فقال : (( ما أرى بأسا من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه ))
ولبعض السور خواص كالفاتحة في الرقية بها وخاصة لمن سمم ومن خواص سورة البقرة نفور الشياطين من البيت الذي يقرء فيه و من الخواص تخصيص العصمة من الدّجال لمن يلازم قراة عشرآيت الأول من سورة الكهف ’ إلى غير ذلك من الآثر التي ورد من اجتهادات بعض الصحابة والتابعين مما يؤيد ويؤكد هذه الخاصية لنصوص الشريعة في نفع المؤمن في حياته .
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.

ومما ينبغي التنبيه عليه أنه خاض في هذا الباب الغلاة المتصوفة قادهم ذلك إلى فساد وضلال كبير واحلال من الدّين وذلك بابتداع في خواص القرآن في دعاوي وضلالات واستعمال أشياء غير معقولة المعنى من رسوم وأحوال وجداول وطلاسم من السحر ما أنزل الله بها من سلطان فموّهوا بها على أتباعهم وسموا الأمور بغير أسمائها فسموا الشياطين بخدّام الآيات والإستغاثات الشركية بالعزائم وقد اعترف بهذا من منّالله عليه بالتّوبة من هذا الطريق .
وقد أدخل غلاة المتصوفة على الأمّة من هذا الباب شرّا عظيما وبلاء وفتنة ضلّبها طوائف من أتباع الطرق والعامة وروّجوا لهذه الأبطيل والأسحار باسم خواص القرآن حتى اغتر بهم من قلّ علمه ومعرفته بالدين , ولهم مؤلفات في هذا الشأن منها
1-خواص بسم الله الرّحمن الرّحيم لأحمد بن علي بن يوسف البوني

2- العقد المنظوم فيما تحتويه الحروف من الخواص والعلوم لابن عربي الطائي زعيم التصوف في عصره .
إلى غير ذالك من الكتب .

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 16 ذو الحجة 1437هـ/18-09-2016م, 06:02 PM
بيان الضعيان بيان الضعيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 245
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
*قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
وقال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
وقال تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
- وعن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري*
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين».*
- وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر».*
- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل»*
فهذه الأدلة وما في معناها تدلّ دلالة بيّنة على أنّ بعض السور والآيات أفضل وأحبّ إلى الله من بعض.


س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
1. حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم*
وفي رواية في غير صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « والذي نفسي بيده إنَّ لها للساناً وشفتين تقدّسَان للملك عند ساق العرش»

2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان» رواه البخاري*

3. وحديث واثلة بن الأسقع البكري رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم جَاءهم في صُفَّةِ المهاجرين؛ فسأله إنسان: أي آية في القرآن أعظم؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم}).**
وهو ضعيف لجهالة مولى ابن الأسقع، لكن صحّ في معناه حديث أبيّ بن كعب.
*
4 وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»
*الأظهر أنه إسناد حسن لا بأس به.
وله ما يؤيّده من حيث المعنى؛ فإنّ قراءة آية الكرسي بإيمان دبر كلّ صلاة يلزم منها ثلاثة أمور:
الأول: محافظة صاحبها على الصلوات كلّها، ومن حافظ عليها كانت له نجاة ونوراً يوم القيامة.
والثاني: صحّة إيمانه باعتقاده ما دلّت عليه هذه الآية العظيمة التي هي أعظم آية في القرآن.
والثالث: كثرة الذكر؛ بتكرار هذه الآية بإيمان ويقين في مواقيت الصلوات صباحاً ومساءً.
ومن صحّت له هذه المقامات الثلاث: المحافظة على الصلوات، وصحّة الإيمان، وكثرة الذكر كان من خيار عباد الله المؤمنين.

2: سورة آل عمران.
1. حديث النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواه مسلم*
قالَ ابن الجوزي: (المراد بالزهراوين: المنيرتين،* والغياية: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه مثل السحابة ومعنى فرقان: قطعتان)
*
*2. وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: «اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه» حسّنه الألباني.

3. وقال عبد الله بن مسعود: «من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة».*

4. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا)

5. وقال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: إن أخا لكم أري في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان: هل فيكم من يقرأ سورة البقرة؟ هل فيكم من يقرأ سورة آل عمران؟ ,فإذا قال الرجل: نعم، دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فتخطرانه الجبل).
وإسناده حسن.
*
3: سورة النساء
1. قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
قال ابن عباس: هي السبع الطوال،وهو أحد القولين المشهورين في تفسير هذه الآية، والقول الآخر أنها فاتحة الكتاب.
2. وحديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أخذ السبع فهو حبر»*
والذي يترجّح أن هذا الحديث حسن إن شاء الله.
قال إسحاق بن راهويه: (يعني البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس).
*
3. وقال حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ (تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور).

4. وعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: «تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض»وهذا إسناد صحيح.

5. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة».

6. وقال عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
- قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
- وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
- وقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
- وقوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
- وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
قال عبد الله: ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها).*
والحديث حسن

7. عن إبراهيم النخعي قال: قال عبد الله: إن في القرآن لآيتين ما أذنب عبد ذنبا، ثم تلاهما واستغفر الله إلا غفر له؛ فسألوه عنهما، فلم يخبرهم؛ فقال: علقمة والأسود أحدهما لصاحبه: قم بنا، فقاما إلى المنزل، فأخذا المصحف، فتصفحا) البقرة، فقالا: ما رأيناهما، ثم أخذا في النساء حتى انتهيا إلى هذه الآية: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجدِ الله غفوراً رحيما} ، فقالا: هذه واحدة.
ثم تصفَّحا آل عمران، حتى انتهينا إلى قوله: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} فقالا: هذه أخرى، ثم أطبقا المصحف، ثم أتيا عبد الله، فقالا: هما هاتان الآيتان؟
فقال عبد الله: نعم).*
والحديث بمجموع طرقه حسن إن شاء الله تعالى، وترتيب الوعد بالمغفرة على تلاوتهما والاستغفار بعدهما مما لا يقال بالرأي.

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
*1. حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط وقال: (لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليم بن مسلم).
الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي ودينار زوج أمّه، متروك الحديث.

2.*وحديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض»
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.
*
3.حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات» في مسند الفردوس،
ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.
وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.


2: سورة البقرة
*1.حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. » الحديث ، وفيه: « ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة» رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
وعبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث.


2. وحديث معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية، حدثه عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما، وعلموهما نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء»
رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وأبو داوود في المراسيل عن جبير بن نفير مرسلاً، ورواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان من طريق الفضل الشعراني عن عبد الله بن صالح به إلى جبير بن نفير عن أبي ذر مرفوعاً.
وأبو عبيد رواه عن عبد الله بن صالح به مرسلاً موافقاً رواية ابن وهب عن معاوية عند أبي داوود في المراسيل، وهو الصواب.
والحديث ضعّفه الألباني في ضعيف الجامع.

3. وحديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي». رواه عبد الرزاق والحميدي وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
وحكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعَّفه»

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
*الحديث لا يُحكم بصحته إلا إذا صَحَّ إسنادُه ومتنُه.
وصحة الإسناد لا تتحقّق إلا بثلاثة أمور:
الأمر الأول: أن يكون رجاله ممن تُقبل روايتهم؛ والذين لا تُقبل روايتهم على درجتين:
الدرجة الأولى: الذين يكون سبب جرحهم ضعف ضبطهم وهم أهل صدق في الجملة فهؤلاء لا يُطّرح حديثهم جُملة، ولا يقبلون مطلقاً، بل يُعتبر حديثهم فإذا ورد من طريق أخرى أو كان له شواهد فيُحكم بصحّته لانتفاء علّة ضعف الضبط.
والدرجة الثانية: الذين لا تُقبل مرويّاتهم مطلقاً، ولا يعتبر بها، وهم متروكو الحديث، من الكذّابين، والمتّهمين بالكذب، والذين بلغوا من كثرة الخطأ والتساهل في الرواية عن الواهين من غير تبيين مبلغاً استحقّوا به ترك حديثهم؛ فهؤلاء لا يُجبر ضعف حديثهم بمتابعة غيرهم.

والأمر الثاني: أن يكون الإسناد متّصلاً غير منقطع؛ فانقطاع الإسناد موجب لضعف الحديث.
والأمر الثالث: انتفاء العلّة القادحة في صحّة الإسناد؛ كالمخالفة، والتدليس، والاضطراب.
فالمخالفة أن يخالف الرواي من هو أوثق منه فيَصِل إسناداً منقطعاً، أو يُغفل ذِكْرَ راوٍ ضعيف.
والتدليس أن يسقط راوياً ضعيفاً من الإسناد ويروي عن شيخه بصيغة "عن" أو "أنّ"، ومن عُرف بالتدليس فلا يُقبل حديثه إلا أن يصرّح بالسمّاع.
والاضطراب أن يختلف الرواة في الإسناد اختلافاً شديداً فلا يُوقف على صحّته، والاضطراب موجب للضعف.
وصحة المتن لا تتحقّق إلا بأمرين:
الأمر الأول: صحّة الإسناد إليه.
والأمر الثاني: انتفاء العلّة القادحة في المتن؛ كالمخالفة، والنكارة، والاضطراب، والرواية بالمعنى المخلّ، والتصحيف والتحريف، وغيرها.


س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
المرويّات تعمّ ما يُروى بالأسانيد من الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم والمرسلة عنه، والآثار التي تُروى عن الصحابة والتابعين.
وهي على خمس درجات:
الدرجة الأولى: المرويّات الصحيحة لذاتها، وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علّة قادحة في الإسناد ولا في المتن.
والدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يُجبر بالشواهد وتعدّد الطرق، ويكون المتن سالماً من العلّة القادحة.
والدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً، وهي التي يكون متنُها غيرَ منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابلٌ للتقوية لو وُجدت.
والدرجة الرابعة: المرويات الواهية، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكراً مخالفاً للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
والدرجة الخامسة: المرويّات الموضوعة، وهي التي يتبيّن أنّها مكذوبة مختلقة.
فمرويات الدرجتين الأولى والثانية يحتجّ بهما.
ومرويات الدرجة الثالثة من أهل العلم من يحتجّ بها في الفضائل والرقاق والأخبار، ومنهم من يستأنس بها ولا يحتجّ بها، ومنهم من يذكرها لفائدة كأن يكون المتن حسناً جامعاً، أو لينبّه على ضعفه مع شهرته.
ومرويات الدرجة الرابعة لا يجوز أن تذكر إلا لبيان ضعفها، والتنبيه على عللها، وقد يرويها بعض المحدّثين لفوائد عارضة أو لغرض جمع الطرق ويعدّون ذكر الإسناد تبيينا لحالها، ثم يتساهل في نقلها بعض المفسّرين والفقهاء وشرّاح الأحاديث من غير معرفة بحال رواتها، وقد يحذفون الأسانيد اختصاراً.
وأما مرويات الدرجة الخامسة فلا تحلّ روايتها إلا على التبيين، وقد ورد الوعيد الشديد في التحديث بما هو مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
*الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة
*- فمن ذلك: قول الله تعالى في شأن يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين}، وقال تعالى: {فلولا أنه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}
فتبيّن بدلالة الآيتين أثر التسبيح والتوحيد في النجاة من الغمّ والكرب، ودلّ قوله تعالى: {وكذلك ننجي المؤمنين} على أنّ هذا الأمر لا يختصّ بيونس عليه السلام، بل هو عامّ للمؤمنين إذا دعوا واستغاثوا بالله وسبّحوه معترفين ذنوبهم.
ومما يدلّ على صحّة استنباط هذا المعنى ما رواه الإمام أحمد في مسنده والنسائي في سننه وغيرهما من طريق إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له».

*والدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم.
وقد روي عن الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب آثار كثيرة، وما يصحّ منها قليل.
فمن ذلك: ما رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}).
وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.

*الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
- ومن ذلك: ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص، عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.

*الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.
ومن ذلك أن يرقي الراقي كلَّ حالة بما يناسبها من الآيات، وقد ورد عن جماعة من العلماء استعمال ذلك:
ومن أمثلته:
- أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فهذه الرقية فيها معنى التوسّل إلى الله تعالى بقدرته على جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم أن يذهب عن المحموم حرارة الحمّى التي من فيح جهنّم.

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
يجب الحذر من الغلو في باب خواص القرآن لأنه يؤدي إلى فساد كبير،ومن ذلك ماوقع فيه غلاة الصوفية من ضلالات أوقعوا بها أتباعهم وسموا الأمور بغير مسمياتها وحقيقة مايفعلونه أنه سحر،
فقد كانوا يعبدون الشياطين ويتقربون إليهم ويظنون* أنهم ملائكة.

وقد ألفوا المؤلفات الكثيرة في خواص القرآن وهي مليئة بالضلالات.
*وما يذكرونه مما يُحذّر منه في هذا الباب على صنفين:
1. صنف حقيقته سحر وتقرّب إلى الشياطين بأعمال بدعية، ورسوم وأحوال وهيئات، واستغاثات وعزائم.
2. وصنف دعاوى مجرّدة، وكذب على الصالحين بذكر تجارب مزعومة، ودعاوى متوهّمة.

*

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 19 ذو الحجة 1437هـ/21-09-2016م, 02:00 AM
شهد الخلف شهد الخلف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 68
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟

1/ قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
2/ وقال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
3/ وقال تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
4/عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم
5/عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
1/قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»

2/حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم في صحيحه

2: سورة آل عمران.
1/حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة».

2/قال عبد الله بن مسعود: «من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة».

3: سورة النساء

1/ قال عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
- قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
- وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
- وقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
- وقوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
- وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
قال عبد الله: ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها).
2/ عن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: «تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض»
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
1/وحديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات»
أن فيه سنده يوسف بن عطيه وهذه أقوال العلماء عنه:
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.
وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.

2/وحديث أبي الأحوص الكوفي، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال: «رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة».

الحديث منقطع لأن مجاهد لم يسمعه من أبي هريرة –رضي الله عنه-

3/حديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن»
سليمان بن أحمد الواسطي ومن في سند الحديث "متروك الحديث"

2: سورة البقرة

1/ حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. » الحديث
عبيد الله بن أبي حميد في سنده متروك الحديث

2/وحديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي». .
حكيم بن جبير الأسدي في سند الحديث متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.

3/ حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: «ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران» رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.
وليث في سند الحديث وهو: ضعيف الحديث.
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟

صحة المتن وصحة السند
وصحة السند لها ثلاثة شروط:
1/ أن يكون رجال السند ممن تقبل روايتهم
2/أن يكون السند متصل
3/أن لا يوجد بالسند علة خفية

وصحة المتن لها شرطين:
1/صحّة الإسناد إليه.
2/إنتفاء العلة القادحة في المتن

س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن
1/المرويات الصحيحة:
وهي التي يكون سندها ومتنها خالي من القوادح
2/المرويات الصحيحة لغيرها:
وهي التي يكون في سنده ضغف وتقويه شواهد أخرى , ومتنه خالي من القوادح
3/المرويات المحتملة للضعف:
وهي التي يكون بمتنها ضعف للمعنى , وفي الإسناد ضعف قابل للتقوية إن وجد
4/المرويات الواهية:
وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد أو في متنها مخالفة للنصوص شرعية صحيحة أو قواعد شرعية
5/المرويات الموضوعة:
وهي المختلقة المكذوبة

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
أنه من الأحاديث المكذوبة على الصحابي أبي بن كعب –رضي الله عنه-

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
1/دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة
المثال:
قول الله تعالى في شأن يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين}، وقال تعالى: {فلولا أنه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}
فهذا يدل على أن من كان مؤمنا واجتمعت فيه الصفات التي اجتمعت بيونس في ذاك الوقت
فرج الله له وهي: التوحيد ,الأعتراف بالذنب ,التسبيح

2/ الدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم
مثال:
ما رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}).

3/ الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم
مثال:
عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).

4/الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة
أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).


س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
اخطار الغلو عظيمة:
ومنها:
1/الابتداع في دين الله ما لم يشرعه أو يقله سبحانه
2/الاغترار بالسحرة وأنهم على هدى وهم على غير ذلك –نسأل الله السلامة والعافية-
3/الكذب على الصالحين وتقوليهم مالم يقولوا

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 19 ذو الحجة 1437هـ/21-09-2016م, 07:57 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم :

تقويم المتأخرين من الطلاب :
- مروة كامل : ب+
أحسنتِ ونثني على اجتهادك في صياغتكِ للإجابة .
س5: راجعي إجابة الطلاب المتميزين في هذه المجموعة.
س6: فاتكِ إجابة هذا السؤال.

- زينب الجريدي. أ

- غيمصوري جواهر الحاج حسن. ب
س1:نوصيك بمراجعة التعليق على هذا السؤال .

- بيان الضيعان .ب

-شهد الخلف. ب
س6+8 يحتاج لبيان أكثر .


أحسن الله إليكم وبارك فيكم .

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 6 صفر 1438هـ/6-11-2016م, 01:28 AM
عطية الامير حسين عطية الامير حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 175
افتراضي

المجموعة الاولى
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
- نرد عليهم بأدلة من الكتاب والسنة
الادلة من القرآن الكريم :
1- قول الله تعالى (ماننسخ من آية أوننسها نأت بخير منها أو مثلها ).
2- قول الله تعالى (ولقد آتينك سبعا من المثانى والقرآن العظيم ).
ثانيا :من السنة
1-عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال كان النبى صلى الله عليه وسلم فى مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه ،فالتفت إليه النبى صلى الله عليه وسلم فقال ألاأخبرك بأفضل القرآن قال (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين ).
2-عن أبى بن كعب قال :قال رسول الله الله صلى الله عليه وسلم "ياأبا المنذر ،أتدرى أى آية من كتاب الله معك أعظم ؟قال قلت الله ورسوله اعلم ،قال ياأبا المنذر أتدرى أى آيه من كتاب الله معك أعظم ؟قال قلت (الله لاإله إلا هو الحى القيوم ).قال فضرب على صدرى وقال (والله ليهنك العلم أبا المنذر ).
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.
1- حديث أبى هريرةرضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أم القرآن هى السبع المثانى والقرآن العظيم ).
2- عن أنس رضى الله عنه كان النبى صلى الله عليه وسلم فى مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه فالتفت إليه النبى صلى الله عليه وسلم فقال (ألا أخبرك بأفضل القرآن قال (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين ).
3- عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا صلاة لمن لم يقرأبفاتحة الكتاب ).

2: سورة البقرة.
1-عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لاتجعلوا بيوتكم مقابر ،إن الشيطان ينفر من البيت الذى تقرأ فيه سورة البقرة ).
2-أثر بن مسعود قال (إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة ،وإن لكل شيء لباب وإن لباب القرآن المفصل ).
3- قال أنس بن مالك رضى الله عنه (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا ).
3. خواتيم سورة البقرة.
1- عن أبى مسعود رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الآيتان من آخر سورة البقرة ،من قرأهما فى ليلة كفتاه ).
2-عن أبى ذر رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش ولم يعطهن نبى قبلى )
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1- سورة آل عمرآن
1-عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليله .
2- عن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (تعلموا القرآن وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة فى صورة ملكين شفعاء لهجزاء حتى يدخلاه الجنة ).
3- عن عثمان بن عفان قال (من قرأ آخر آل عمران فى ليلة كتب له قيام ليله .
2: سورة النساء
1- عن بن عباس قال (من قرأ سورة النساء فعلم ما يحجب ممالا يحجب علم الفرائض) .
2- عن عمر رضى الله عنه قال من قرأ البقرة وال عمران والنساء فى ليلة كان أو كتب من القانتين ).
3- عن ابى بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمن ورث ميراثا ،وأعطى من الاجر كمن اشترى محررا وبرئ من الشرك وكان فى مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم ).

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
1- التنبيه على ضعفها وبيان سببه لئلا يغتر بها .
2- جمع الطرق للإستعانه بها على دراسة الأحاديث التى تقبل التقوية بتتعدد الطرق والشواهد .
3- رصد ما روى فى هذا الباب وحفظه من الضياع .
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
- ضعف الاسناد المعين لايقضى ضعف المتن مطلقا فقد يروى بإسناد آخر صحيح،حديث ابو امامه مرفوعا اقرؤوا القرآن فإن الله لايعذب قلبا وعى القرآن )أورده الالبانى فى السلسلة الضعيفه ،والصحيح أنه موقوف على أبى أمامه بلفظ (اقراءوا القرآن ولاتغركم هذه المصاحف المعلقه فإن الله لن يعذب قلبا وعى القرآن ).
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
النوع الاول :الارسال ،وهو ماأسنده التابعى إلى النبى صلى الله عليه وسلم .
النوع الثانى :الانقطاع فى السند وهو أعم مما قبله .
النوع الثالث :المخالفة بالرواية بالمعنى المغير للفظ .
النوع الرابع :الخطأفى الاسناد .
النوع الخامس :المرويات التى يكون فى إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال .
النوع السادس:الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث .
النوع السابع :منكر الحديث .
النوع الثامن :الضعيف الذى لاأصل له .
النوع التاسع :الموضوع .
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
خواص القرآن يستعملها العلماء لمعانى متعددة
1- تأثير بعض السور فى الرقى والكرب .
2- خصائص القرآن يتميز بها عن غيره .
3- التأثير الاعجازى للقرآن .
والمعنى الاول هو المراد فى الباب.
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
ما يحكى من التجارب فى خواص القرآن ماخوذ عن الصحابة والتابعين وحكمه الاباحه والجواز .

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 11 صفر 1438هـ/11-11-2016م, 10:59 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطية الامير حسين مشاهدة المشاركة
المجموعة الاولى
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
- نرد عليهم بأدلة من الكتاب والسنة
الادلة من القرآن الكريم :
1- قول الله تعالى (ماننسخ من آية أوننسها نأت بخير منها أو مثلها ).
2- قول الله تعالى (ولقد آتينك سبعا من المثانى والقرآن العظيم ).
ثانيا :من السنة
1-عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال كان النبى صلى الله عليه وسلم فى مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه ،فالتفت إليه النبى صلى الله عليه وسلم فقال ألاأخبرك بأفضل القرآن قال (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين ).
2-عن أبى بن كعب قال :قال رسول الله الله صلى الله عليه وسلم "ياأبا المنذر ،أتدرى أى آية من كتاب الله معك أعظم ؟قال قلت الله ورسوله اعلم ،قال ياأبا المنذر أتدرى أى آيه من كتاب الله معك أعظم ؟قال قلت (الله لاإله إلا هو الحى القيوم ).قال فضرب على صدرى وقال (والله ليهنك العلم أبا المنذر ).
[أحسنت في استدلالك ، لكن يحسن بك أن تكون الإجابة أكثر شمولا ، فلو تطرقت لبيان شبهة القائلين بهذا القول ، ثم الرد عليهم تكون الإجابة أوضح للسائل]
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.
1- حديث أبى هريرةرضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أم القرآن هى السبع المثانى والقرآن العظيم ).
2- عن أنس رضى الله عنه كان النبى صلى الله عليه وسلم فى مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه فالتفت إليه النبى صلى الله عليه وسلم فقال (ألا أخبرك بأفضل القرآن قال (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين ).
3- عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا صلاة لمن لم يقرأبفاتحة الكتاب ).

2: سورة البقرة.
1-عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لاتجعلوا بيوتكم مقابر ،إن الشيطان ينفر من البيت الذى تقرأ فيه سورة البقرة ).
2-أثر بن مسعود قال (إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة ،وإن لكل شيء لباب وإن لباب القرآن المفصل ).
3- قال أنس بن مالك رضى الله عنه (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا ).
3. خواتيم سورة البقرة.
1- عن أبى مسعود رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الآيتان من آخر سورة البقرة ،من قرأهما فى ليلة كفتاه ).
2-عن أبى ذر رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش ولم يعطهن نبى قبلى )
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1- سورة آل عمرآن
1-عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليله .
2- عن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (تعلموا القرآن وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة فى صورة ملكين شفعاء لهجزاء حتى يدخلاه الجنة ).
3- عن عثمان بن عفان قال (من قرأ آخر آل عمران فى ليلة كتب له قيام ليله .
2: سورة النساء
1- عن بن عباس قال (من قرأ سورة النساء فعلم ما يحجب ممالا يحجب علم الفرائض) .
2- عن عمر رضى الله عنه قال من قرأ البقرة وال عمران والنساء فى ليلة كان أو كتب من القانتين ).
3- عن ابى بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمن ورث ميراثا ،وأعطى من الاجر كمن اشترى محررا وبرئ من الشرك وكان فى مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم ).[فاتك بيان سبب الحكم بضعفها ]

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
1- التنبيه على ضعفها وبيان سببه لئلا يغتر بها .
2- جمع الطرق للإستعانه بها على دراسة الأحاديث التى تقبل التقوية بتتعدد الطرق والشواهد .
3- رصد ما روى فى هذا الباب وحفظه من الضياع .
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
- ضعف الاسناد المعين لايقضى ضعف المتن مطلقا فقد يروى بإسناد آخر صحيح،حديث ابو امامه مرفوعا اقرؤوا القرآن فإن الله لايعذب قلبا وعى القرآن )أورده الالبانى فى السلسلة الضعيفه ،والصحيح أنه موقوف على أبى أمامه بلفظ (اقراءوا القرآن ولاتغركم هذه المصاحف المعلقه فإن الله لن يعذب قلبا وعى القرآن ).
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
النوع الاول :الارسال ،وهو ماأسنده التابعى إلى النبى صلى الله عليه وسلم .
النوع الثانى :الانقطاع فى السند وهو أعم مما قبله .
النوع الثالث :المخالفة بالرواية بالمعنى المغير للفظ .
النوع الرابع :الخطأفى الاسناد .
النوع الخامس :المرويات التى يكون فى إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال .
النوع السادس:الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث .
النوع السابع :منكر الحديث .
النوع الثامن :الضعيف الذى لاأصل له .
النوع التاسع :الموضوع .
[يحسن بك الإتيان ببيان موجز يوضح كل منها ]
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
خواص القرآن يستعملها العلماء لمعانى متعددة
1- تأثير بعض السور فى الرقى والكرب .
2- خصائص القرآن يتميز بها عن غيره .
3- التأثير الاعجازى للقرآن .
والمعنى الاول هو المراد فى الباب.
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
ما يحكى من التجارب فى خواص القرآن ماخوذ عن الصحابة والتابعين وحكمه الاباحه والجواز مع الحذر من بعض الطوائف التي غلت في هذا الباب، كما أحدث الغلاة من الصوفية من البدع والمنكرات والتلبيس على العامة بجعل الباطل حقا، فمنهم من كتب بالآيات الحجب وموّه على الناس أنّ لها من الخواص مايجلب السعادة ويدفع البلاء .

الدرجة :ج

أحسنت نفع الله بك .
-نوصيك أخي الفاضل بأن تحرص على الإجابة الوافية، لأنها تساعد على تثبيت العلم، وأدعى لبيان المسألة بجميع جوانبها للمتلقي .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir